إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبدالغني الدمياطي

إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

المؤلف:

الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبدالغني الدمياطي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-2192-8
الصفحات: ٦٢٤

ومع الهمز أما الإدغام مع الهمز فيمتنع لكنه ليعقوب من المصباح كما تقدم وعن الحسن (سوآتهما ، وسوآتكم) بالإفراد حيث جاء وتقدم الخلاف في مدهما عن الأزرق وما وقع للجعبري من جعل ثلاثة الواو مضروبة في ثلاثة الهمزة فتبلغ تسعة تعقبه في النشر كما مر بأنه لم يجد أحدا روى الإشباع في اللين إلا وهو يستثنى سوآت فالخلاف بين التوسط والقصر وكل من وسطها مذهبه في البدل التوسط فعليه يكون فيها أربعة فقط توسط الواو مع توسط الهمزة وثلاثة الهمزة مع قصر الواو ونظمها :

وسوآت قصر الواو والهمز ثلثا

ووسطهما فالكل أربعة فادر

ووقف عليها حمزة بالنقل على القياس وبالإدغام إلحاقا للواو الأصلية بالزائدة وأما بين فضعيف وأمال (ما نهيكما) حمزة والكسائي وكذا خلف وقلله الأزرق بخلفه وكذا نهاكم بالحشر وكذا فدليهما بغرور وناديهما وعن الحسن (يَخْصِفانِ) بكسر الياء والخاء وتشديد الصاد والأصل يختصفان وأدغم راء (تغفر لنا) أبو عمرو بخلف عن الدوري.

واختلف في (وَمِنْها تُخْرَجُونَ) [الآية : ٢٥] هنا وفي الروم [الآية : ١٩] و (كَذلِكَ تُخْرَجُونَ) وهو الأول منها وفي الزخرف [الآية : ١١] وآخر الجاثية [الآية : ٣٥] فحمزة والكسائي وخلف بفتح الحرف الأول وضم الراء مبنيا للفاعل وافقهم الأعمش في الأربعة وقرأ ابن ذكوان ويعقوب كذلك هنا وافقهما الحسن وقرأ ابن ذكوان أيضا في الزخرف كذلك واختلف عنه في الروم فروى الطبري وأبو القاسم الفارسي عن النقاش عن الأخفش عنه كذلك وكذا هبة الله عن الأخفش وبه قرأ الداني على الفارسي عن النقاش قال في النشر ولا ينبغي أن يؤخذ من التيسير بسواه وروى سائر الرواة عن ابن ذكوان بضم التاء وفتح الراء مبنيا للمفعول وبه قرأ الباقون (١) في الأربعة غير أن الحسن وافق ابن ذكوان في حرف الزخرف ولا خلاف في بناء الفاعل للكل في ثان الروم وهو إذا أنتم تخرجون وكذا حرف الحشر لا يخرجون معهم قال في النشر وعبارة الشاطبي موهمة له لو لا ضبط الرواية لأن منع الخروج منسوب إليهم وكذا اتفقوا على يوم يخرجون من الأجداث بسأل حملا على قوله تعالى يوفضون وعن الحسن (رياشا) بفتح الياء وألف بعدها جمع ريش كشعب وشعاب وأمال (يواري) الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير وفتحها من طريق جعفر كالباقين فيقرأ له بالوجهين كموضعي المائدة كما تقدم ولذا أطلق في الطيبة فقال تمار مع أوار مع يوار.

واختلف في (وَلِباسُ التَّقْوى) [الآية : ٢٦] فنافع وابن عامر والكسائي وكذا أبو جعفر بنصب السين عطفا على لباسا وافقهم الحسن والشنبوذي والباقون بالرفع إما مبتدأ وذلك ثان وخير خبر الثاني وهو وخبره خبر الأول والرابط اسم الإشارة وإما خبر

__________________

(١) أي : (تخرجون). [أ].

٢٨١

محذوف أي وهو أو ستر العورة لباس التقوى (ويوقف) لحمزة على (يا بني آدم) بالتخفيف مع عدم السكت وبالسكت على الياء وبالنقل وبالإدغام فهي أربعة وهو متوسط بغيره المنفصل وأمال (يراكم) أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وحمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق (وابدل) الثانية من (بالفحشاء أتقولون) ياء مفتوحة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وضم الهاء (من عليهم الضلالة) حمزة ويعقوب في الحالين وضمها معهما وصلا والكسائي وخلف أما الميم فكسرها وصلا أبو عمرو وضمها الباقون (وفتح) سين (يحسبون) ابن عامر عامر وحمزة وأبو جعفر.

واختلف في (خالِصَةً) [الآية : ٣٢] فنافع بالرفع خبر هي وللذين آمنوا متعلق بخالصة وجعلها القاضي خبرا بعد خبر والباقون : بالنصب على الحال من الضمير المستقر في الظرف وهو أعني الظرف خبر المبتدأ وفتح ياء الإضافة من (حرم ربي الفواحش) غير حمزة.

وقرأ (يُنَزِّلَ) [الآية : ٣٣] بالتخفيف ابن كثير ، وأبو عمرو ، ويعقوب (١) وأسقط الهمزة الأولى من (جاء أجلهم) قالون ، والبزي ، وأبو عمرو ، ورويس من طريق أبي الطيب (٢) ، وسهل الثانية : ورش وأبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب ولورش من طريق الأزرق ثان وهو إبدالها ألفا خالصة ولا يجوز له المد كآمنوا لعروض حرف المد بالإبدال وضعف السبب بتقدمه على الشرط ولقنبل ثلاثة إسقاط الأولى من طريق ابن شنبوذ وتسهيل الثانية من طريق غيره والثالث له إبدالها ألفا كالأزرق والباقون بتحقيقها (وأسكن) سين (رسلنا) أبو عمرو وعن المطوعي (تداركوا) بتاء مفتوحة موضع همزة الوصل وأمال (أخراهم) أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه وحمزة والكسائي وخلف.

وقلله الأزرق وأمال (لأوليهم) و (أولاهم) حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى أبو عمرو والأزرق.

وقرأ (هؤُلاءِ أَضَلُّونا) [الآية : ٣٨] بإبدال الثانية ياء مفتوحة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس.

واختلف في (وَلكِنْ لا تَعْلَمُونَ) [الآية : ٣٨] فأبو بكر بالغيب والضمير يعود على الطائفة السائلة أو عليهما والباقون بالخطاب إما للسائلين وإما لأهل الدنيا (واتفق) على الخطاب في (وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون).

واختلف في (لا تُفَتَّحُ لَهُمْ) [الآية : ٤٠] فأبو عمرو بالتأنيث والتخفيف (٣) وافقه

__________________

(١) الباقون : بالتشديد : (ينزّل). [أ].

(٢) أي يدغم كلا الهمزتين لتصير واحدة : (جا أجلهم ...). [أ].

(٣) أي : (لا يفتح ...). [أ].

٢٨٢

ابن محيصن وعن اليزيدي بفتح الفوقية مبنيا للفاعل ونصب أبواب فخالف أبا عمرو وقرأ حمزة والكسائي وكذا خلف بالتذكير والتخفيف وافقهم الحسن والأعمش بخلف عن المطوعي في التذكير والباقون بتاء التأنيث والتشديد وكلهم ضم حرف المضارعة إلا الحسن فإنه فتحه كاليزيدي وإلا المطوعي فإنه فتح مع التذكير فقط ومن فتحه نصب أبواب على المفعولية وأدغم (جهنم مهاد) رويس بخلف عنه كأبي عمرو وأدغمه يعقوب بكماله من المصباح كسائر المثلين وعن ابن محيصن (الجمل) بضم الجيم وتشديد الميم مفتوحة وهو كالقلس والفلس حبل عظيم يفتل من حبال كثيرة للسفينة.

واختلف في (وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللهُ) [الآية : ٤٣] فابن عامر بغير واو (١) على أن الجملة الثانية موضحة ومبينة للأولى والباقون بإثبات الواو للاستئناف أو حالية وأمال (هدانا) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه وأدغم دال (لقد جاءت) أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف وأدغم تاء (أورثتموها) أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه وهشام وحمزة والكسائي وتقدم قريبا إمالة (نادى).

واختلف في (نِعْمَ) [الآية : ٤٤] فالكسائي بكسر العين حيث جاء وهو أربعة هنا موضعان وفي الشعراء والصافات لغة صحيحة لكنانة وهذيل خلافا لم طعن فيها وافقه الشنبوذي والباقون بالفتح لغة باقي العرب وأبدل همز مؤذن واوا مفتوحة الأزرق وأبو جعفر وكذا وفق حمزة.

واختلف في (أَنْ لَعْنَةُ اللهِ) [الآية : ٤٤] فنافع وأبو عمرو وعاصم ويعقوب بإسكان النون مخففة ورفع لعنة على أن أن مخففة من الثقيلة اسمها ضمير الشأن ولعنة مبتدأ والظرف بعده خبره والجملة خبر أن وافقهم اليزيدي وابن محيصن من المفردة واختلف عن قنبل فروى عنه ابن مجاهد والشطوي عن ابن شنبوذ كذلك وروى عنه ابن شنبوذ إلا الشطوي عنه بتشديد النون ونصب لعنة وبه قرأ الباقون (٢) وفتحت أن لوقوع الفعل عليها أي بأن ولعنة اسمها والظرف خبرها ويأتي موضع النور في محله إن شاء الله تعالى.

وتقدم إمالة (سيماهم) بالبقرة وأما (تلقاء أصحاب) فهمزتان مفتوحتان تقدم حكمهما قريبا في جاء أجلهم غير أن من أبدل الهمزة الثانية عن الأزرق وقنبل يشبع المد هنا للساكن بعد وأمال (ونادى) و (ما أغنى) و (ننساهم) حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى والأزرق و (أبدل) الثانية من (الماء أو) ياء مفتوحة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس (وكسر) التنوين من (برحمة ادخلوا) أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب واختلف فيه عن قنبل لكونه عن جر فكسره ابن شنبوذ وضمه ابن مجاهد

__________________

(١) أي : (ما كنا لنهتدي ...) بغير الواو أولا. [أ].

(٢) أي : (أنّ لعنة). [أ].

٢٨٣

واختلف أيضا عن ابن ذكوان فروى النقاش عن الأخفش كسره وكذا الرملي عن الصوري وروى الصوري من سائر طرقه الضم وهما صحيحان عن ابن ذكوان من طريقيه كما في النشر وبالضم قرأ الباقون وأدغم دال (ولقد جئناهم) أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وكذا خلف (وعن) ابن محيصن (فضلناه) بالضاد المعجمة أي على غيره (وعن) الحسن (فنعمل) برفع اللام أي فنحن نعمل ونصبه الجمهور على ما انتصب عليه فيشفعوا واتفق على رفع (نردّ) على أنه عطف فعلية على اسمية وهي هل لنا الخ.

واختلف في (يُغْشِي اللَّيْلَ) [الآية : ٥٤] هنا والرعد [الآية : ٣] فأبو بكر وحمزة والكسائي وكذا يعقوب وخلف بفتح الغين وتشديد الشين (١) من غشي المضاعف وافقهم الحسن والأعمش والباقون بسكون الغين وتخفيف الشين فيهما من أغشى.

واختلف في (وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ) [الآية : ٥٤] هنا ، وفي النحل [الآية : ١٢] فابن عامر فيهما برفع الشمس ما عطف عليها ورفع مسخرات على الابتداء والخبر وقرأ حفص برفع النجوم مسخرات بالنحل لأن الناصب ثمة سخر فلو نصب النجوم ومسخرات لصار اللفظ سخرها مسخرات فيلزم التأكيد وقرأ الباقون بالنصب في الموضعين والنصب في مسخرات بالكسرة فوجهه هنا أنه عطف على السموات ومسخرات حال من هذه المفاعيل وفي النحل على الحال المؤكدة وهو مستفيض أو على إضمار فعل قبل النجوم أي وجعل الخ.

وقرأ أبو بكر (خُفْيَةً) [الآية : ٥٥] بكسر الخاء كما مر بالأنعام (وغلظ) الأزرق لام (إصلاحا) وقرأ (الريح) بالجمع نافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب.

واختلف في (بُشْراً) [الآية : ٥٧] هنا والفرقان [الآية : ٤٨] والنمل [الآية : ٦٣] فقرأ عاصم بالباء الموحدة المضمومة وإسكان الشين في الثلاثة جمع بشير كنذير ونذر وقرأ ابن عامر بالنون مضمومة وإسكان الشين وهي مخففة من قراءة الضم وقرأ حمزة والكسائي وخلف بالنون المفتوحة ، وسكون الشين مصدر واقع موقع الحال بمعنى ناشرة أو منشورة أو ذات نشر وافقهم الأعمش وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب بضم النون والشين (٢) جمع ناشر كنازل ونزل وشارف وشرف وافقهم ابن محيصن واليزيدي وأدغم (أقلت سحابا) أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام من طريق الداجوني وابن عبدان عن الحلواني وأظهرها عنه الحلواني من باقي طرقه كالباقين.

وقرأ (مَيِّتٍ) [الآية : ٥٧] بالتشديد نافع وحفص وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف وقرأ (تذكرون) بتخفيف الذال حفص وحمزة والكسائي وخلف.

__________________

(١) أي : (يغشّي ...). [أ].

(٢) أي : (نشرا). [أ].

٢٨٤

واختلف في (إِلَّا نَكِداً) [الآية : ٥٨] فأبو جعفر بفتح الكاف وعن ابن محيصن سكونها وهما مصدران والباقون بكسرها اسم فاعل أو صفة مشبهة.

واختلف في (مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ) [الآية : ٥٩] هنا وفي هود [الآية : ٦١] والمؤمنون [الآية : ٢٣] فالكسائي وأبو جعفر بخفض الراء وكسر الهاء بعدها على النعت أو البدل من إله لفظا وافقهما المطوعي وابن محيصن بخلف والثاني له نصب الراء وضم الهاء على الاستثناء والباقون برفع الراء وضم الهاء على النعت أو البدل من موضع إله لأن من مزيدة فيه وموضعه رفع أما بالابتداء أو الفاعلية (وفتح) ياء الإضافة من (إني أخاف) نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ويوقف لحمزة وهشام بخلف عنه على (قال الملأ) كل ما في هذه السورة ونحوه مما كتب بالألف بإبدال الهمزة ألفا لفتح ما قبلها وبتسهيلها بين بين على الروم فهما وجهان ولا يجوز إبدالها واوا بحركة نفسها لمخالفة الرسم وعدم صحته رواية كما في النشر.

واختلف في (أُبَلِّغُكُمْ) [الآية : ٦٢ ، ٦٨] معا هنا ، وفي الأحقاف [الآية : ٢٣] فأبو عمرو بسكون الباء وتخفيف اللام (١) في الثلاثة وافقه اليزيدي والباقون بالفتح والتشديد (وعن) المطوعي (واذكروا) بفتح الذال والكاف وتشديدهما وأمال (وزادكم في الخلق بسطة) حمزة وهشام وابن ذكوان بخلفهما والباقون بالفتح.

وقرأ (بَصْطَةً) [الآية : ٦٩] بالسين الدوري عن أبي عمرو وهشام وخلف عن حمزة وكذا رويس وخلف واختلف عن قنبل والسوسي وابن ذكوان وحفص وخلاد وتقدم تفصيل طرقهم بالبقرة (وعن) الأعمش (وإلى ثمود) بكسر الدال منونة وعن الحسن (وتنحتون) بفتح الحاء وألف بعدها في هذه السورة خاصة (وأدغم) دال (قد جاءتكم) أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف (وأدغم) (إذ جعلكم) أبو عمرو وهشام.

وقرأ (بُيُوتاً) [الآية : ٧٤] بكسر الباء قالون وابن كثير وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف.

واختلف في (قالَ الْمَلَأُ) [الآية : ٧٥] بعد مفسدين في قصة صالح فابن عامر بزيادة واو للعطف قبل قال (٢) والباقون بغير واو اكتفاء بالربط المعنوي وقرأ (أئنكم لتأتون الرجال) بهمزة واحدة على الخبر نافع وحفص وأبو جعفر والباقون بهمزتين على الاستفهام فابن كثير ورويس بتسهيل الثانية بلا ألف وأبو عمرو بالتسهيل مع الألف والباقون بالتحقيق مع الألف ولهشام وجه ثان وهو التحقيق مع الألف وتقدم (إله غيره) وكذا (قد جاءتكم).

__________________

(١) أي : (أبلغكم). [أ].

(٢) أي : (وقال الملأ ...). [أ].

٢٨٥

وقرأ (صِراطَ) [الآية : ٨٦] بالسين قنبل (١) من طريق ابن مجاهد ورويس وبالإشمام خلف عن حمزة وإثبات الخلاف هنا في الأصل لخلاد غير مقروء به لأنه انفرادة عن ابن عبيد ولذا لم يعول عليه في الطيبة وكذا كل منكر ما عدا حرف الفاتحة كما تقدم بها (وأمّال) (إذ نجانا) و (آسى) حمزة والكسائي وخلف وقللهما الأزرق بخلفه.

وقرأ (نبيء) بالهمز نافع وأبدل همز (البأساء) أبو عمرو بخلفه وأبو جعفر.

وقرأ (لفتحنا) بالتشديد ابن عامر وابن وردان وابن جماز ورويس بخلفهما ومر تفصيله بالأنعام.

واختلف في (أَوَأَمِنَ) [الآية : ٩٨] فنافع وابن كثير وابن عامر وأبو جعفر بسكون الواو على أن أو حرف عطف للتقسيم أي أفأمنوا إحدى العقوبتين وافقهم ابن محيصن والباقون بفتحها على أن واو العطف دخلت عليها همزة الإنكار مقدمة عليها لفظا ، وإن كانت بعدها تقدير أي أفأمنوا مجموع العقوبتين وورش على أصله في النقل.

وقرأ (نَشاءُ أَصَبْناهُمْ) [الآية : ١٠٠] بإبدال الثانية واوا مفتوحة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس (وتقدم) (ولقد جاءتهم) آنفا.

وقرأ (رُسُلُهُمْ) [الآية : ١٠١] بسكون السين أبو عمرو.

واختلف في (حَقِيقٌ عَلى أَنْ) [الآية : ١٠٥] فنافع بفتح الياء مشددة دخل حرف الجر على ياء المتكلم فقلبت الفها ياء وأدغمت فيها وفتحت وافقه الحسن والباقون بالألف على أن (عَلى) التي هي حرف جر دخلت على أن وتكون على بمعنى الباء أي حقيق بقول الحق ليس إلا أو يضمن حقيق معنى حريص قال القاضي أو للأعراف في الوصف بالصدق والمعنى إنه حق واجب علي القول الحق لأن أكون أنا قائلة لا يرضى إلا بمثلي ناطقا به انتهى ومثله في الكشاف (وتقدم) نظير (وقد جئتكم) غير مرة (وفتح) ياء الإضافة من (فأرسل معي) حفص وحده وأمال (فألقى) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه.

وقرأ (أَرْجِهْ) [الآية : ١١١] هنا وفي الشعراء [الآية : ٣٦] بهمزة ساكنة ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب وأبو بكر من طريق أبي حمدون ونفطويه وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن والباقون بغير همز فيهما (٢) وهما لغتان يقال أرجأت وأرجيته أي أخرته كتوضأت وتوضيت والحاصل من اختلافهم في الهمز وهاء الكناية فيها ست قراءات متواترة ثلاثة مع الهمز وثلاثة مع تركه فأما التي مع تركه فأولها قراءة قالون وابن وردان من طريق ابن هارون وهبة الله أرجه بكسر الهاء مختلسة بلا همز ثانيها قراءة ورش والكسائي وابن جماز وابن وردان من طريق ابن شبيب وخلف في اختياره أرجهي بإشباع

__________________

(١) أي : (سراط). [أ].

(٢) أي : (أرجه). [أ].

٢٨٦

كسرة الهاء بلا همز ثالثها قراءة عاصم من غير طريق نفطويه وأبي حمدون عن أبي بكر وحمزة أرجه بسكون الهاء بلا همز وافقهما الأعمش وأما الثلاثة التي مع الهمز فأولها قراءة ابن كثير وهشام من طريق الحلواني ارجئهو بضم الهاء مع الإشباع والهمز وافقهما ابن محيصن الثانية قراءة أبي عمرو وهشام من طريق الداجوني وأبي بكر من طريق أبي حمدون ونفطويه ويعقوب أرجئه باختلاس ضمة الهاء مع الهمز وافقهم اليزيدي والحسن الثالثة قراءة ابن ذكوان أرجئه بالهمز واختلاس كسرة الهاء فلهشام وجهان اختلاس ضمة الهاء وإشباعها كلاهما مع الهمز ولأبي بكر وجهان أيضا ترك الهمز مع إسكان الهاء والهمز مع اختلاس ضمتها ولابن وردان وجهان ترك الهمز مع اختلاس كسرة الهاء ومع إشباعها وقد طعن في قراءة ابن ذكوان بأن الهاء لا تكسر إلا بعد كسر أو ياء ساكنة واجيب بأن الفاصل بينها وبين الكسرة الهمزة الساكنة وهو حاجز غير حصين واعتراض أبي شامة رحمة الله تعالى على هذا الجواب متعقب.

واختلف في (بِكُلِّ ساحِرٍ) [الآية : ١١٢] هنا ويونس [الآية : ٧٩] فحمزة والكسائي وخلف بتشديد الحاء وألف بعدها (١) فيهما على وزن فعال للمبالغة (وإمالة) الدوري عن الكسائي والباقون بألف بعد السين وكسر الحاء خفيفة كفاعل من غير إمالة : لا خلاف في تشديد موضع الشعراء ومر إمالة (جاء).

وقرأ (أَإِنَ) [الآية : ١١٣] بهمزة واحدة على الخبر (٢) نافع وابن كثير وحفص وأبو جعفر والباقون بهمزتين على الاستفهام وهم على أصولهم السابق تقريرها قريبا في أئنكم وتقدم إمالة (الناس) للدوري عن أبي عمرو من طريق أبي الزعراء.

واختلف في (تَلْقَفُ) [الآية : ١١٧] هنا ، وفي طه [الآية : ٦٩] والشعراء [الآية : ٤٥] فحفص بسكون اللام وتخفيف القاف في الثلاثة من لقف كعلم يعلم يقال لقفت الشيء أخذته بسرعة فأكلته وابتلعته والباقون بفتح اللام وتشديد القاف (٣) فيهن من تلقف وتقدم تشديد تائه للبزي بخلفه (وغلظ) الأزرق لام (بطل) وصلا على الأصح واختلف عنه في الوقف كما مر (وأماءامنتم) هنا وطه والشعراء فالقراء فيها على أربع مراتب الأولى قراءة قالون والأزرق والبزي وأبي عمرو وابن ذكوان وهشام من طريق الحلواني والداجوني من طريق زيد وأبي جعفر بهمزة محققة وأخرى مسهلة وألف بعدها في الثلاث وللأزرق فيها ثلاثة البدل وإن تغير الهمز كما مر ولم يبدل أحد عنه الثانية ألفا فقول الجعبري وورش على بدله بهمزة محققة وألف بدل عن الثانية وألف أخرى عن الثالثة ثم تحذف إحداهما للساكنين تعقبه في النشر ثم قال ولعل ذلك وهم من بعضهم حيث رأى بعض الرواة عن ورش يقرؤها بالخبر فظن أن ذلك على وجه البدل وليس كذلك بل هي رواية الأصبهاني ورواية أحمد بن صالح ويونس وأبي الأزهر كلهم عن ورش يقرءونها

__________________

(١) أي : (سحّار). [أ].

(٢) أي : (إنّ ...). [أ].

(٣) أي : (تلقّف). [أ].

٢٨٧

بهمزة كحفص فمن كان من هؤلاء يرى المد لما بعد الهمز عد ذلك فيكون مثل آمنوا إلا أنه بالاستفهام وأبدل وحذف انتهى ونقله في الأصل وأقره على عادته قال فظهر أن من يقرأ عن ورش بهمزة واحدة إنما يقرأ بالخبر ، المرتبة الثانية لورش من طريق الأصبهاني وحفص ورويس بهمزة محققة بعدها ألف في الثلاث وهي تحتمل الخبر المحض والاستفهام وحذف الهمزة اعتمادا على قرينة التوبيخ ، المرتبة الثالثة لقنبل وهو يفرق بين السور الثلاث فهنا أبدل همزتها الأولى واوا خالصة حالة الوصل واختلف عنه في الهمزة الثانية فسهلها عنه ابن مجاهد وحققها مفتوحة ابن شنبوذ وأما إذا ابتدأ فبهمزتين ثانيتهما مسهلة كرفيقه البزي وأما طه والشعراء فسبق ويأتي الحكم فيهما إن شاء الله تعالى ، المرتبة الرابعة لهشام فيما رواه عنه الداجوني من طريق الشذائي وأبي بكر وحمزة والكسائي وروح وخلف بهمزتين محققتين وألف بعدهما من غير إدخال ألف بينهما في الثلاث ولم يختلفوا في إبدال الثالثة ألفا لأنها فاء الكلمة أبدلت لسكونها بعد فتح وذلك أن أصل هذه الكلمة أأمنتم بثلاث همزات الأولى للاستفهام الإنكاري والثانية همزة أفعل والثالثة فاء الكلمة فالثالثة يجب قلبها ألفا على القاعدة والأولى محققة ليس إلا غير أن حمزة إذا وقف يسهلها بين بين في وجه لكونها حينئذ من المتوسط بغيره المنفصل وأما الثانية ففيها الخلاف ولم يدخل أحد من القراء ألفا بين الهمزتين في هذه الكلمة لئلا يجتمع أربع متشابهات كما تقدم في باب بيانه وعن ابن محيصن والحسن (لأقطعنّ ولأصلبنكم) هنا وطه والشعراء بفتح الهمزة وسكون القاف والصاد وتخفيف اللام والطاء وفتح الأولى وضم الثانية من قطع وصلب الثلاثي وعن الحسن (ويذرك) بالرفع عطفا على أتذر أو استئناف وعن ابن محيصن والحسن و (إلهتك) بكسر الهمزة وفتح اللام وبعدها ألف على أنه مصدر بمعنى عبادتك (١).

واختلف في (سَنُقَتِّلُ) [الآية : ١٢٧] فنافع وابن كثير وأبو جعفر بفتح النون وإسكان القاف وضم التاء مخففة وافقهم ابن محيصن والباقون بضم النون وفتح القاف وكسر التاء مشددة للتكثير لتعدد المحال (٢) وعن الحسن (يورّثها) بفتح الواو وتشديد الراء على المبالغة وعنه أيضا (طيرهم) بياء ساكنة بعد الطاء بلا ألف ولا همز اسم جمع وقيل جمع وعنه (والقمل) بإسكان الميم وتخفيفها وتقدم حكم (عليهم الطوفان عليهم الرجز) من حيث ضم الهاء والميم وكسرهما ووقف على (كلمت ربك) بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي وإمالة الكسائي وقفا وسهل همز (إسرائيل) أبو جعفر مع المد والقصر وثلث الأزرق همزة بخلفه ومر وقف حمزة عليه أوائل البقرة.

__________________

(١) أرى على أنه اسم للمعبود ويكون المراد بها معبود فرعون فقد قيل إنه كان يعبد الشمس وهي يسمى إلاهة علما عليها ولذلك منعت الصرف للعلمية والتأنيث.

(٢) أي : (سنقتّل). [أ].

٢٨٨

واختلف في (يَعْرِشُونَ) [الآية : ١٣٧] هنا والنحل [الآية : ٦٨] فابن عامر وأبو بكر بضم الراء فيهما وهما لغتان يقال عرش الكرم يعرشه بضم الراء وكسرها وهو أفصح.

واختلف في (يَعْكُفُونَ) [الآية : ١٣٨] فحمزة والكسائي والوراق عن خلف والمطوعي وابن مقسم والقطيعي عن ادريس عنه بكسر الكاف لغة أسد وافقهم الحسن والأعمش وروى الشطي عن إدريس ضمها وبه قرأ الباقون لغة بقية العرب.

واختلف في (وَإِذْ أَنْجَيْناكُمْ) [الآية : ١٤١] فابن عامر بألف بعد الجيم من غير ياء ، ولا نون (١) مسندا إلى ضمير الله تعالى والباقون بياء ونون وألف بعدها مسندا إلى المعظم قال في النشر والعجب أن ابن مجاهد لم يذكر هذا الحرف في كتابه السبعة.

واختلف في (يُقَتِّلُونَ أَبْناءَكُمْ) [الآية : ١٤١] فنافع بفتح الياء وسكون القاف وضم التاء مخففة على الأصل والباقون بضم الياء وفتح القاف وكسر التاء مشددة للمبالغة.

وقرأ (وَعَدَنا) [الآية : ١٤٢] بغير ألف أبو عمرو ويعقوب وأبو جعفر (٢) وعن ابن محيصن (رب أرني) بضم الباء بخلفه (وأسكن) راء أرني ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب ولأبي عمرو اختلاس كسرة الراء أيضا من روايتيه كما مر بالبقرة (واتفقوا) على إثبات ياء (تراني) معا في الحالين وأمالها أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وحمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق وكسر النون وصلا من (ولكن انظر) أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب وضمها الباقون وأمال (تجلى) والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه.

واختلف في (دَكَّاءَ) [الآية : ١٤٣] هنا والكهف [الآية : ٩٨] فحمزة والكسائي وخلف بالمد والهمز من غير تنوين فيهما بوزن حمراء من قولهم ناقة دكاء أي منبسطة السنام غير مرتفعة أي أرضا مستوية وقرأ عاصم كذلك في الكهف فقط وافقهم فيهما الأعمش والباقون بالتنوين بلا مد ولا همز (٣) مصدر واقع موقع المفعول به أي مدكوكا مفتتا قال ابن عباس صار ترابا وقال الحسن ساح في الأرض وهو مفعول ثان لجعل على المشهور فيهما.

وقرأ (وَأَنَا أَوَّلُ) [الآية : ١٤٣] بالمد نافع وأبو جعفر (وفتح) ياء الإضافة من (إني اصطفيتك) ابن كثير وأبو عمرو.

واختلف في (بِرِسالاتِي) [الآية : ١٤٤] فنافع وابن كثير وأبو جعفر وروح بالتوحيد والمراد به المصدر أي بإرسالي إياك أو المراد بتبليغ رسالتي وافقهم ابن محيصن وقرأ الباقون بالألف على الجمع (٤) يعني أسفار التوراة (وعن) المطوعي (وبكلمي) بكسر اللام (٥) (وفتح) ياء الإضافة من (آياتي الذين) غير ابن عامر وحمزة.

__________________

(١) أي : (نجّاكم). [أ].

(٢) الباقون : (واعدنا). [أ].

(٣) أي : (دكّا). [أ].

(٤) أي : (رسالاتي). [أ].

(٥) أي على أنه جمع كلمة.

٢٨٩

واختلف في (سَبِيلَ الرُّشْدِ) [الآية : ١٤٦] فحمزة والكسائي وخلف بفتح الراء والشين وافقهم الأعمش والباقون بضم الراء وسكون الشين (١) لغتان في المصدر كالبخل والبخل.

واختلف في (حُلِيِّهِمْ) [الآية : ١٤٨] فحمزة والكسائي بكسر الحاء واللام وتشديد الياء مكسورة على الاتباع لكسرة اللام وافقهما ابن محيصن (٢) وقرأ يعقوب بفتح الحاء وسكون اللام وتخفيف الياء (٣) إما مفرد أريد به الجمع أو اسم جمع مفرده حلية كقمح وقمحة والباقون بضم الحاء وكسر اللام وتشديد الياء مكسورة جمع حلى كفلس وفلوس والأصل حلوى اجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون قلبت الواو ياء وادغمت في الياء (وضم) هاء (يهديهم) يعقوب وكذا (أيديهم) (وأدغم) دال (قد ضلوا) ورش وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف.

واختلف في (يَرْحَمْنا رَبُّنا وَيَغْفِرْ لَنا) [الآية : ١٤٩] فحمزة والكسائي وخلف بالخطاب فيهما ونصب الباء من ربنا على النداء وافقهم الأعمش والباقون بالغيب فيهما ورفع ربنا على أنه فاعل وأدغم راء (يغفر لنا) أبو عمرو بخلف عن الدوري وفتح ياء الإضافة (من بعدي أعجلتم) نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر.

واختلف في (ابْنَ أُمَ) [الآية : ١٥٠] هنا وفي طه [الآية : ٩٤] فابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف بكسر الميم فيهما كسر بناء عند البصريين لأجل ياء المتكلم (٤) والباقون بفتحها فيهما لتركيبهما تركيب خمسة عشر بالشبه اللفظي عندهم فعلى هذا ليس ابن مضافا لأم بل مركب معها ومذهب الكوفيين أن ابن مضاف لأم وأم مضافة للياء قلبت الياء ألفا تخفيفا فانفتحت الميم كقوله : «يا بنت عما لا تلومي واهجعي» ثم حذفوا الألف وبقيت الفتحة دالة عليها ويوقف عليه لحمزة بالتحقيق والتسهيل كالواو وعن ابن محيصن تشمت بفتح التاء والميم جعله لازما فرفع به الأعداء على الفاعلية وعنه ضم باء (رب اغفر) ومر إدغام الراء في اللام وأبدل الهمزة الثانية واوا مفتوحة (من تشاء أنت) نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وفتح ياء الإضافة من (عذابي أصيب) نافع وأبو جعفر وأمال (الدنيا) حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو وعن الدوري عنه الكبرى أيضا وعن الحسن (من أشاء) بسين مهملة وفتح الهمزة على المضي لكن قال الداني لا تصح هذه القراء عن الحسن وهمز (النبيء) نافع.

وأمال (التَّوْراةَ) [الآية : ١٥٧] بين بين قالون وحمزة بخلفهما والأزرق وأمالها كبرى الأصبهاني وأبو عمرو وابن ذكوان وحمزة في ثانيه والكسائي وخلف والثاني لقالون الفتح وقرأ (يأمرهم) بالسكون والاختلاس أبو عمرو وروى الإتمام عن الدوري عنه

__________________

(١) أي : (الرّشد). [أ].

(٢) هكذا بالأصل وصوابه والأعمش ولعله سبق قلم.

(٣) أي : (حليهم). [أ].

(٤) وافقهم الأعمش والحسن.

٢٩٠

كالباقين وتقدم حكم (عليهم الخبائث) واختلف في (إصرهم) فابن عامر بفتح الهمزة ومدها وفتح الصاد وألف بعدها على الجمع (١) والباقون بكسر الهمزة والقصر وإسكان الصاد بلا ألف على الإفراد اسم جنس وعن المطوعي (عشرة) بكسر الشين وعنه إسكانها لغة الحجاز وبه قرأ الجمهور.

وأمال (اسْتَسْقاهُ) [الآية : ١٦٠] حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه وعن المطوعي (ما رزقتكم) بالتاء مضمومة على الإفراد.

وقرأ (قيل لهم) بالإشمام هشام والكسائي ورويس.

وقرأ (نَغْفِرْ) [الآية : ١٦١] بالتأنيث مبنيا للمفعول نافع وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب والباقون بالنون مبنيا للفاعل (٢).

واختلف في (خَطِيئاتِكُمْ) [الآية : ١٦١] فنافع وأبو جعفر ويعقوب (خَطِيئاتِكُمْ) بجمع السلامة ورفع التاء (٣) على النيابة عن الفاعل ، وقرأ ابن عامر بالإفراد ورفع التاء كذلك وهو واقع موقع الجمع لفهم المعنى (٤) ، وقرأ أبو عمرو خطاياكم على وزن عطاياكم بجمع التكسير مفعولا لنغفر وافقه اليزيدي وابن محيصن بخلفه والباقون بجمع السلامة وكسر التاء نصبا على المفعولية وأما موضع نوح فأبو عمرو بوزن قضايا والباقون بجمع السلامة مخفوضا بالكسرة واتفقوا على خطاياكم بالبقرة للرسم.

وتقدم إشمام (قيل) (وغلظ) لام (ظلموا) الأزرق بخلفه وقرأ (واسئلهم) بنقل حركة الهمزة إلى السين ابن كثير والكسائي وخلف في اختياره وكذا يقف حمزة وأدغم ذال (إذ تأتيهم) أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف (وضم) هاء تأتيهم يعقوب وكذا (لا تأتيهم).

وعن الحسن (لا يسبتون) بضم الياء وكسر الباء وعن المطوعي بفتح الياء وضم الموحدة (ووقف) على (لم) بهاء السكت البزي ويعقوب بخلفهما.

واختلف في (مَعْذِرَةً) [الآية : ١٦٤] فحفص بالنصب على المفعول من أجله أي وعظناهم لأجل المعذرة أو على المصدر أي تعتذر معذرة أو على المفعول به لأن المعذرة تتضمن كلاما وحينئذ تنصب بالقول كقلت خطبة وافقه اليزيدي فخالف أبا عمرو والباقون بالرفع خبر مبتدأ محذوف أي موعظتنا أو هذه معذرة والعذر التنصل من الذنب.

واختلف في (بَئِيسٍ) [الآية : ١٦٥] فنافع وأبو جعفر وزيد عن الداجوني عن هشام بكسر الباء الموحدة وياء ساكنة بعدها من غير همز (٥) مثل : عيس ، وقرأ ابن ذكوان وهشام من طريق زيد عن الداجوني كذلك إلا أنه بالهمز الساكن بلا ياء (٦) على أنه صفة

__________________

(١) أي : (آصارهم). [أ].

(٢) أي : (نغفر). [أ].

(٣) أي : (خطيآتكم). [أ].

(٤) أي : (خطيئتكم). [أ].

(٥) أي : (بيس). [أ].

(٦) أي : (بئس). [أ].

٢٩١

على فعل كحذر نقلت كسرة الهمزة إلى الباء ثم سكنت ووجه قراءة نافع كذلك أي أن أصله ما ذكر ثم أبدل الهمزة ياء : واختلف عن أبي بكر فالجمهور عن يحيى بن آدم عنه بباء مفتوحة ثم ياء ساكنة ثم همزة مفتوحة على وزن ضيغم صفة على فيعل وهو كثير في الصفات وروى الجمهور عن العليمي عنه بفتح الباء وكسر الهمزة وياء ساكنة على وزن رئيس وصف على فعيل كشديد للمبالغة وبه قرأ الباقون وعن الحسن كسر الباء وهمزة ساكنة وفتح السين بلا تنوين.

ويوقف عليها لحمزة بالتسهيل كالياء وإبدالها ياء ضعيف وعن الأعمش (يفسقون) بكسر السين ومر ترقيق راء (قردة) للأزرق وإخفاء أبي جعفر تنوينها عند الخاء بعدها بالبقرة وذكر الأصل أن أبا جعفر أبدل همزة (خاسين) وليس كذلك وتقدم ما فيه (ويوقف) عليه لحمزة بالتسهيل بين بين وبحذف الهمزة اتباعا للرسم والإبدال ياء ضعيف (وسهل) الأصبهاني عن ورش همزة (تأذن) بلا خلف واختلف عنه في تأذن ربكم بإبراهيم كما مر (وتقدم) قريبا إدغام إذ في التاء وعن الحسن (وَرِثُوا) بضم الواو وتشديد الراء مبنيا للمفعول (وضم) رويس هاء (إن يأتهم).

وقرأ (تَعْقِلُونَ) [الآية : ١٦٩] بالخطاب نافع وابن عامر وحفص ويعقوب والباقون بالغيب.

واختلف في (يُمَسِّكُونَ) [الآية : ١٧٠] فأبو بكر بسكون الميم وتخفيف السين (١) من أمسك وهو متعدّ فالمفعول محذوف أي دينهم أو أعمالهم بالكتاب والباء للحال أو الآلة والباقون بالفتح والتشديد من مسك بمعنى نمسك فالباء للآلة كهي في تمسكت بالحبل.

واختلف في (ذُرِّيَّاتِهِمْ) [الآية : ١٧٢] هنا ويس [الآية : ٤١] والأول والثاني من الطور [الآية : ٢١] فابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بالإفراد (٢) في الأربعة مع ضم تاء أول الطور وفتحها في الثلاثة وافقهم ابن محيصن والأعمش وقرأ نافع وأبو جعفر بإفراد أول الطور والجمع في الثلاثة مع كسر التاء فيها وضمها أول الطور وقرأ أبو عمرو بالجمع هنا وموضعي الطور مع كسر التاء في الثلاثة وبالإفراد في يس مع فتح تائه وافقه اليزيدي وقرأ ابن عامر ويعقوب بالجمع في الأربعة مع رفع التاء أول الطور وكسرها في الثلاثة وعن الحسن كأبي عمرو إلا أنه رفع أول الطور فكلهم رفع تاء أول الطور إلا أبا عمرو واليزيدي فكسراها وظهر على قراءة التوحيد هنا أن ذريتهم مفعول يأخذ على حذف مضاف أي ميثاق ذريتهم أما على الجمع فيحتمل أن يكون ذرياتهم بدلا من ضمير ظهورهم كما أن من ظهورهم بدل من بني آدم بدل بعض ومفعول أخذ محذوف والتقدير

__________________

(١) أي : (يمسكون). [أ].

(٢) أي : (ذرّيّتهم). [أ].

٢٩٢

وإذ أخذ ربك من ظهور ذريات بني آدم ميثاق التوحيد قال الجعبري في الخبر مسح الله ظهر آدم بيده فاستخرج من هو مولود إلى يوم القيامة كهيئة الذر فقال يا آدم هؤلاء ذريتك أخذت عليهم العهد بأن يعبدوني ولا يشركون شيئا وعلى رزقهم ثم قال لهم ألست بربكم فقالوا بلى فقالت الملائكة شهدنا فقطع عذرهم يوم القيامة انتهى (١).

وأمال (بلى) حمزة والكسائي وخلف وشعبة من طريق أبي حمدون عن يحيى وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو وصححهما في النشر عنه من روايتيه لكنه اقتصر في طيبته في ذكر الخلاف على الدوري.

واختلف في (أَنْ تَقُولُوا أَوْ تَقُولُوا) [الآية : ١٧٢ ، ١٧٣] فأبو عمرو بالغيب فيهما جريا على ما تقدم أي أشهدهم لئلا يعتذروا يقولوا ما شعرنا أو الذنب لأسلافنا وافقه ابن محيصن واليزيدي والباقون بالخطاب على الالتفات (وأظهر) ثاء (يلهث) نافع وابن كثير وهشام وعاصم وأبو جعفر بخلف عنهم والباقون بالإدغام واختاره للجميع صاحب النشر وحكى ابن مهران الإجماع عليه وأدغم ذال (ولقد ذرأنا) أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف ويوقف لحمزة على ولله الأسماء ونحوه بالنقل والسكت في الهمزة الأولى وبالبدل في الثانية مع المد والتوسط والقصر وفيها الروم بالتسهيل مع المد والقصر فهي عشرة ويمتنع عدم السكت والنقل في الأولى لعدم صحته رواية كما مر بالبقرة.

واختلف في (يُلْحِدُونَ) [الآية : ١٨٠] هنا والنحل [الآية : ١٠٣] وفصّلت [الآية : ٤٠] فحمزة بفتح الياء والحاء (٢) في الثلاثة من لحد ثلاثيا وافقه الأعمش وقرأ الكسائي وخلف عن نفسه كذلك في النحل والباقون بضم الياء وكسر الحاء في الثلاثة من ألحد وقيل هما بمعنى وهو الميل ومنه لحد القبر لأنه يمال بحفرة إلى جانبه بخلاف الضريح فإنه يحفر في وسطه وأمال (عسى) حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق والدوري عن أبي عمرو (وأبدل) الأصبهاني همزة (فبأي) ياء مفتوحة وبه مع التحقيق وقف حمزة.

واختلف في (وَنَذَرُهُمْ) [الآية : ١٨٦] فنافع وابن كثير وابن عامر وأبو جعفر بنون العظمة ورفع الراء على الاستئناف وافقهم ابن محيصن وقرأ أبو عمرو وعاصم ويعقوب بالياء على الغيبة ورفع الراء وافقهم اليزيدي والحسن وقرأ حمزة والكسائي وخلف بالياء وجزم الراء عطفا على محل قوله تعالى فلا هادي له وافقهم الأعمش وأمال (طغيانهم) الدوري عن الكسائي وحده وأمال (مرسيها) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه ومثله (تغشيها) وقرأ (السوء إن) بإبدال الثانية واوا مكسورة

__________________

(١) هذا ما ذكره الإمام القرطبي ويسنده للإمام مالك في الموطأ عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه. للمزيد انظر الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي): (٧ / ٣١٤ ـ ٣١٥ ـ ٣١٦). [أ].

(٢) أي : (يلحدون). [أ].

٢٩٣

بتسهيلها كالياء نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وأما تسهيلها كالواو فتقدم رده.

وقرأ (إن أنا إلا) بالمد قالون بخلف عنه واتفق الكل على إدغام (أثقلت دّعوا الله).

واختلف في (جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ) [الآية : ١٩٠] فنافع وأبو بكر وأبو جعفر بكسر الشين وإسكان الراء وتنوين الكاف من غير همز اسم مصدر أي ذا شرك أي إشراك وقيل بمعنى النصب وافقهم ابن محيصن والباقون بضم الشين وفتح الراء وبالمد والهمز بلا تنوين جمع شريك (١).

واختلف في (لا يَتَّبِعُوكُمْ) [الآية : ١٩٣] هنا و (يَتَّبِعُهُمُ) في الشعراء [الآية : ٢٢٤] فنافع بسكون التاء وفتح الباء الموحدة فيهما وافقه الحسن والباقون بفتح التاء مشددة وكسر الموحدة فيهما (٢) وهما لغتان.

واختلف في (يَبْطِشُونَ) [الآية : ١٩٥] هنا و (يَبْطِشَ) بالذي بالقصص [الآية : ١٩] و (نَبْطِشُ) بالدخان [الآية : ١٦] فأبو جعفر بضم الطاء في الثلاثة وافقه الحسن والباقون بالكسر فيهن والبطش الأخذ بالقوة والماضي بطش بالفتح فيهما كخرج يخرج وضرب يضرب وكسر اللام من (قل ادعوا) عاصم وحمزة ويعقوب وضمها الباقون (وأثبت) الياء في (كيدون) وصلا أبو عمرو وهشام من طريق الداجوني وأبو جعفر وفي الحالين قنبل من طريق ابن شنبوذ من طريق الحلواني ويعقوب (وأثبتها) في (فلا تنظرون) في الحالين يعقوب (٣).

واختلف في (إِنَّ وَلِيِّيَ اللهُ) [الآية : ١٩٦] فابن حبش عن السوسي بياء واحدة مفتوحة مشددة (٤) وكذا روى أبو نصر الشذائي عن ابن جمهور عن السوسي وشجاع عن أبي عمرو وأبو خلاد عن اليزيدي عن أبي عمرو نصا وعبد الوارث عن أبي عمرو أداء ووجهت على أن ياء فعيل مدغمة في ياء المتكلم والياء التي هي لام الكلمة محذوفة وهذا أحسن ما قيل في تخريجها أو أن ولي اسم نكرة غير مضاف والأصل إن وليا الله فوليا اسم إن والله خبرها ثم حذف التنوين لالتقاء الساكنين ولم يبق إلا كون اسمها نكرة والخبر معرفة وهو وارد ومنه : «وإن حراما إن أسب مجاشعا». قال في النشر وبعضهم يعبر بالإدغام وهو خطأ إذ المشدد لا يدغم في المخفف وافقه الحسن بلا خلاف عنه وروى الشنبوذي عن ابن جمهور عن السوسي كسر الياء المشددة بعد الحذف وهي قراءة عاصم والجحدري وغيره ويلزم منه ترقيق الجلالة ووجه في النشر ذلك بأن المحذوف ياء المتكلم لملاقاتها ساكنا كما تحذف آيات الإضافة لذلك قال فقيل على هذا إنما يكون هذا الحذف حالة الوصل فإذا وقف أعادها وليس كذلك

__________________

(١) أي : (شركاء). [أ].

(٢) أي : (لا يتّبعوكم ، يتّبعوهم). [أ].

(٣) أي : في الوصل والوقف. [أ].

(٤) أي : (إنّ وليّ ...). [أ].

٢٩٤

بل الرواية الحذف فيهما وأجرى الوقف مجرى الوصل كما في اخشون اليوم ويقض الحق ويحتمل أن يخرج على قراءة حمزة في مصرخي الآتي إن شاء الله تعالى وقرأ الباقون بياءين مشددة مكسورة فمخففة مفتوحة.

واختلف في (طائِفٌ) [الآية : ٢٠١] فابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب بياء ساكنة من غير ألف ولا همز على وزن ضيف مصدر من طاف يطيف كباع يبيع وافقهم اليزيدي والشنبوذي والباقون بألف وهمزة مكسورة من غير ياء اسم فاعل من طاف يطوف (١).

واختلف في (يَمُدُّونَهُمْ) [الآية : ٢٠٢] فنافع وأبو جعفر بضم الياء وكسر الميم من أمد وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الميم (٢) من مد وأبدل همزة (قرئ) ياء مفتوحة أبو جعفر ونقل همز (قرآن) ابن كثير.

المرسوم (ما تَذَكَّرُونَ) بياء قبل التاء في الشامي بعض المصاحف ورياشا بألف بعد الياء وقبل الشين ، واتفق على الياء في يأتي تأويله وإن تراني وفسوف تراني واستضعفوني وكادوا يقتلونني فهو المهتدي ، وكتب في الشامي ما كنا لنهتدي بلا واو ، بصطة هنا بالصاد اتفاقا بخلافها في البقرة فإنها بالسين وكتب في الشامي وقال الملوا بقصة صالح بواو ، بكل سحار هنا وآخر يونس بألف بعد الحاء في بعض المصاحف وفي بعضها قبلها ، واتفق على كتابة ضحى وهم بالياء بدل الألف المنقلبة عن الواو ، ونقل نافع حذف ألف طئرهم عند الله هنا وألف وبطل ما كانوا يعملون قال وباطل ما كانوا يعملون أفمن وخرج ويبطل الباطل بالأنفال ، وكتب في الشامي وإذا نجيناكم بياء بين الجيم والكاف وفي باقي المصاحف بياء ونون وألف صورتها بينهما ، نافع عن المدني يؤمن بالله وكلمته بلا ألف وكذا لكلمته وبكلمته بالكهف وبالشورى ، وروى نافع أيضا خطيتكم هنا ونوح بلا ألف وفيهما صورتا ياء وتاء ، ونقل أيضا عليهم الخبيث هنا والتي كانت تعمل الخبيث بالأنبياء بلا ألف ، وكتب في أكثرها سأوريكم دار بزيادة واو بعد الألف. وكتب في بعضها طيف بغير ألف بعد الطاء.

المقطوع والموصول اتفقوا على قطع أن عن لا في عشرة منها حقيق على أن لا وأن لا يقولوا على الله هنا وعلى قطع عن في قوله عن ما نهوا واختلف في قطع لام كلما دخلت أمة (هاء التأنيث) أن (رَحْمَتَ اللهِ) بالتاء كالبقرة وما يأتي ، وكذا (كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى).

ياءات الإضافة سبع (رَبِّيَ الْفَواحِشَ) [الآية : ٣٣] ، (إِنِّي أَخافُ) [الآية : ٥٩] ، (بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ) [الآية : ١٥٠] ، (فَأَرْسِلْ مَعِيَ) [الآية : ١٠٥] ، (إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ) [الآية : ٤٤] ، (آياتِيَ الَّذِينَ) [الآية : ١٤٦] ، (عَذابِي أُصِيبُ) [الآية : ١٥٦].

ومن الزوائد ثنتان (ثُمَّ كِيدُونِ) [الآية : ١٩٥] ، (فَلا تُنْظِرُونِ) [الآية : ١٩٥].

__________________

(١) أي : (طائف). [أ].

(٢) أي : (يمدّونهم). [أ].

٢٩٥

سورة الأنفال

قيل هي أول المدني (١) واختلف في وما كان الله ليعذبهم. وآيها سبعون وخمس كوفي وست حجازي وبصري وسبع شامي ، اختلافها ثلاث : ثم يغلبون بصري وشامي ، كان مفعولا الأولى غير كوفي ، وبالمؤمنين غير بصري (شبه الفاصلة) ثمانية : أولئك هم المؤمنون ، رجز الشيطان. فوق الأعناق. المسجد الحرام إلا المتقون. يوم الفرقان. التقى الجمعان. وثاني كان مفعولا.

القراءات عن ابن محيصن بخلف عنه (علنفال) بإدغام النون في اللام كما مر في البقرة (وضم) هاء (عليهم) حمزة ويعقوب وأمال (زادتهم) هشام وابن ذكوان بخلف عنهما وحمزة والباقون بالفتح وعن ابن محيصن (يعدكم الله إحدى) بوصل الهمزة وكذا فجاءته احديهما وما جاء منه وأمال (الكافرين) أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي ورويس وأدغم ذال (إذ تستغيثون) أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف.

واختلف في (مُرْدِفِينَ) [الآية : ٩] فنافع وأبو جعفر ويعقوب بفتح الدال اسم مفعول أي مردفين بغيرهم والباقون بالكسر اسم فاعل أي مردفين مثلهم وما روي عن قنبل من طريق ابن مجاهد أنه يقرأ كنافع فليس بصحيح عن ابن مجاهد كما في النشر.

واختلف في (يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ) [الآية : ١١] فابن كثير وأبو عمرو بفتح الياء وسكون الغين وفتح الشين وألف بعدها لفظا (٢)(النُّعاسَ) بالرفع على الفاعلية من غشى يغشى وافقهما ابن محيصن واليزيدي ، وقرأ نافع وأبو جعفر بضم الياء وسكون الغين وبياء بعدها (٣) من أغشى النعاس بالنصب مفعول به وفاعله ضمير الباري تعالى وافقهما الحسن ، والباقون بضم الياء وفتح الغين وكسر الشين مشددة وبياء بعدها ونصب النعاس من غشى بالتشديد وعن ابن محيصن تسكين ميم (أمنة).

وقرأ (وَيُنَزِّلُ) [الآية : ١١] بسكون النون وتخفيف الزاي ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب.

وقرأ (الرُّعْبَ) [الآية : ١٢] بضم العين ابن عامر والكسائي وأبو جعفر ويعقوب

__________________

(١) للمزيد انظر الإتقان للسيوطي : (٢ / ١٢٥٠). [أ].

(٢) أي : (يغشاكم). [أ].

(٣) أي : (يغشيكم). [أ].

٢٩٦

(وعن) الحسن (دبره) بسكون الباء كقولهم عنق في عنق (وكسر) يعقوب بكماله كغيره الهاء من (ومن يولهم) فاستثناها من المجزوم.

وقرأ (وَلكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ ، ولكِنَّ اللهَ رَمى) [الآية : ١٧] بتخفيف النون ورفع الجلالة الشريفة فيهما (١) ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف وأمال (رَمى) شعبة من جميع طرق المغاربة وحمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق بخلفه والباقون بالفتح وهو رواية جمهور العراقيين عن شعبة.

واختلف في (مُوهِنُ كَيْدِ) [الآية : ١٨] فابن عامر وشعبة وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف بسكون الواو وتخفيف الهاء والتنوين (٢) على أنه اسم فاعل من أوهن كأكرم معدّى بالهمزة والتنوين على الأصل في اسم الفاعل وكيد بالنصب على المفعولية به وافقهم الأعمش وقرأ حفص بالتخفيف من غير تنوين وكيد بالخفض على الإضافة وافقه الحسن والباقون بفتح الواو وتشديد الهاء وبالتنوين ونصب كيد مفعول به أيضا وأدغم دال (فقد جاءكم) أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف وأمال (جاء) حمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه ورقق الأزرق بخلفه راء (خير).

واختلف في (وَأَنَّ اللهَ مَعَ) [الآية : ١٩] فنافع وابن عامر وحفص بفتح همزة أن على تقدير لام العلة والباقون بالكسر على الاستئناف وشدد تاء (ولا تولوا) وصلا البزي بخلفه واتفقوا على فتح (دعاكم) وأمال (فآواكم) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه وكذا (تتلى) وأدغم راء (ويغفر لكم) السوسي والدوري بخلفه (وأدغم) دال (قد سمعنا) أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف وعن المطوعي (هو الحقّ) بالرفع على أن هو مبتدأ والحق خبره والجملة خبر كان.

وقرأ (مِنَ السَّماءِ أَوِ) [الآية : ٣٢] بإبدال الهمزة الثانية ياء خالصة مفتوحة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس.

وضم هاء (فيهم) يعقوب وأشم صاد (تصدية) حمزة والكسائي وخلف ورويس بخلف عنه.

وقرأ (لِيَمِيزَ اللهُ) [الآية : ٣٧] بضم الياء الأولى وفتح الميم وكسر الثانية مشددة (٣) حمزة والكسائي ويعقوب وخلف (٤) والباقون بفتح الياء وكسر الميم وسكون الياء الثانية (وأدغم) دال (قد سلف) أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف (وأدغم) تاء (مضت سنت) أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف ووقف على سنت بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب وعن المطوعي (ويكون) بالرفع على الاستئناف.

__________________

(١) أي : (ولكن الله) في الموضعين .. [أ].

(٢) أي : (موهّن). [أ].

(٣) أي : (ليميّز). [أ].

(٤) وافقهم الحسن والأعمش.

٢٩٧

واختلف في (بِما يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [الآية : ٣٩] فرويس بالخطاب وافقه الحسن والباقون بالغيب وسبق إمالة ألف (القربى) وألفي (اليتامى).

واختلف في (بِالْعُدْوَةِ) [الآية : ٤٢] معا فابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بكسر العين فيهما وافقهم الحسن واليزيدي وابن محيصن والباقون بالضم فيهما وهما لغتان لأهل الحجاز وإنكار أبي عمر والضم محمول على أنه لم يبلغه (ومر) إمالة (الدنيا) (القصوى) وكذا (يحيى).

واختلف في (مَنْ حَيَ) [الآية : ٤٢] فنافع والبزي وقنبل من طريق ابن شنبوذ وأبو بكر وأبو جعفر ويعقوب وخلف عن نفسه بكسر الياء الأولى مع فك الإدغام وفتح الثانية (١) وافقهم ابن محيصن بخلفه والباقون بياء مشددة مفتوحة وبه قرأ قنبل من طريق ابن مجاهد وهما لغتان مشهورتان في كل ما آخره ياءان من الماضي أولاهما مكسورة نحو عي وحي.

وأمال (أَراكَهُمْ) [الآية : ٤٣] أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري والأزرق بالفتح والصغرى ولم يقرأ الأزرق بوجهين من الرائي إلا هذه فقط وبالأول قطع له صاحب العنوان وبالثاني صاحب التيسير وأطلق الشاطبي الوجهين في الحرز وهما صحيحان كما في النشر.

وقرأ (تُرْجَعُ الْأُمُورُ) [الآية : ٤٤] بالبناء للفاعل ابن عامر وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف وشدد البزي بخلفه تاء (ولا تنازعوا) مع إشباع الألف قبلها وأبدل همز (فئة وفئتان ورئاء الناس) ياء في الثلاثة أبو جعفر وعن الحسن (فتفشلوا) بكسر الشين فقيل إنه غير معروف وقيل بل هو لغة ثابتة وعن المطوعي (وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) [الآية : ٤٦] بالجزم عطفا على فعل النهي قبله وأدغم ذال (وإذ زّين) أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف وأبدل أبو جعفر همزة (بريء) ياء وأدغم الياء في الياء بخلف عنه في الروايتين وفتح ياءي الإضافة من (إِنِّي أَرى) و (إِنِّي أَخافُ) [الآية : ٤٨] نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر.

واختلف في (إِذْ يَتَوَفَّى) [الآية : ٥٠] فابن عامر بالتاء على التأنيث (٢) ، وهشام على أصله في إدغام الذال في التاء ، والباقون بالتذكير لكون الفاعل مجازي التأنيث ، وللفصل وعن المطوعي (فشرّذ) بالذال المعجمة قيل هذه المادة مهملة في لغة العرب وقيل ثابتة ومن قال إنها كذلك في مصحف ابن مسعود رضي الله تعالى عنه تعقبه في الدر بأن النقط والشكل أمر حادث أحدثه يحيى بن يعمر.

واختلف في (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) [الآية : ٥٩] هنا والنور [الآية : ٥٦] فابن

__________________

(١) أي : (من حيي ...). [أ].

(٢) أي : (تتوفّى). [أ].

٢٩٨

عامر وحمزة بالغيب فيهما واختلف عن إدريس عن خلف فروى الشطي عنه كذلك فيهما ورواهما عنه المطوعي وابن مقسم والقطيعي بالخطاب وبه قرأ الباقون وافق أبا عمرو الأعمش واليزيدي فيهما ووافق حمزة الحسن ووافق أبا جعفر ابن محيصن والذين مفعول أول على قراء الخطاب وسبقوا ثان والمخاطب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم والفاعل على قراءة الغيب ضمير يعود على الرسول أو يفسره السياق أي قتيل المؤمنين وإن جعل الذين فاعلا فالمفعول الأول محذوف أي أنفسهم والثاني سبقوا وفتح سين (يَحْسَبَنَ) ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر.

واختلف في (إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ) [الآية : ٥٩] فابن عامر بفتح الهمزة على إسقاط لام العلة (١) والباقون بكسرها على الاستئناف وعن ابن محيصن (يعجزون) بكسر النون وشددها بخلف عنه فأدغم نون الرفع في نون الوقاية وحذف ياء المتكلم مجتزيا عنها بالكسرة وأثبتها بخلف عنه في الحالين وعن الحسن (رباط) بضم الراء والباء من غير ألف نحو كتاب وكتب.

واختلف في (تُرْهِبُونَ) [الآية : ٦٠] فرويس بتشديد الهاء من (٢) رهب المضاعف والباقون بتخفيفها من أرهب وعن الحسن يرهبون بالغيب والتخفيف وضمير الفاعل يرجع إلى مرجع لهم فإنهم إذا خافوا خوفوا من ورائهم.

وقرأ (لِلسَّلْمِ) [الآية : ٦١] بكسر السين شعبة وهمز (النبي) نافع ورقق الأزرق راء (عشرون) كما نص عليه الداني والشاطبي وابن بلمة وغيرهم وفخمه عنه مكى في جماعة.

واختلف في (وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا) [الآية : ٦٥] و (فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ) [الآية : ٦٦] فعاصم وحمزة والكسائي وخلف بالياء من تحت فيهما للفصل بالظرف ولأن التأنيث مجازي وافقهم الأعمش وقرأ أبو عمرو ويعقوب بالتذكير في الأول لما ذكر والتأنيث في الثاني لأن وصفه بالمؤنث وهو صابرة قواه وافقهما اليزيدي والحسن والباقون بالتأنيث فيهما لأجل اللفظ وخرج بإسناده إلى المائة إن يكن منكم عشرون وإن يكن منكم ألف المتفق على تذكيرهما.

واختلف في (أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً) [الآية : ٦٦] فعاصم وحمزة وخلف بفتح الضاد وافقهم الأعمش بخلفه والباقون بضمها وكلاهما مصدر وقيل الفتح في العقل والرأي والضم في البدن وقرأ أبو جعفر بفتح العين والمد والهمزة مفتوحة بلا تنوين جمعا على فعلاء كظريف وظرفاء ولا يصح كما في النشر ما روي عن الهاشمي من ضم الهمزة وافقه المطوعي والباقون بإسكان العين والتنوين بلا مطّ ولا همز.

__________________

(١) أي : (أنّهم). [أ].

(٢) أي : (ترهّبون). [أ].

٢٩٩

واختلف في (ما كان لنبي أن يكون) [الآية : ٦٧] فأبو عمرو ويعقوب بالتأنيث مراعاة لمعنى الجماعة وافقهم اليزيدي والحسن والباقون بالتذكير اعتبارا للفظ.

واختلف في (لَهُ أَسْرى) [الآية : ٦٧] و (مِنَ الْأَسْرى) [الآية : ٧٠] فأبو عمرو بفتح الهمزة وسكون السين في الأول وضم الهمزة وفتح السين وبالألف بعدها في الثاني (١) مع الإمالة فيهما وافقه اليزيدي وقرأ حمزة والكسائي وخلف بغير ألف مع الإمالة فيهما وافقهم الأعمش وقرأ أبو جعفر بضم الهمزة فيهما وفتح السين على وزن فعالى بلا إمالة (٢) والباقون بفتح الهمزة وسكون السين بلا ألف على وزن فعلى وهو قياس فعيل بمعنى مفعول لكن قللهما الأزرق وقرأ (أخذتم) بإظهار الذال ابن كثير وحفص ورويس بخلفه وعن الحسن والمطوعي (أخذ منكم) بفتح الهمزة والخاء مبنيا للفاعل وهو الله تعالى ومر إدغام (يغفر لكم).

واختلف في (مِنْ وَلايَتِهِمْ) [الآية : ٧٢] هنا والكهف [الآية : ٤٤] فحمزة بكسر الواو فيهما وافقه الأعمش وقرأ الكسائي وكذا خلف كذلك في الكهف والباقون بفتح الواو لغتان أو الفتح من النصرة والنسب والكسر من الإمارة ووقع للنويري أنه جعل خلفا هنا كحمزة وقد علم أنه إنما يوافقه في حرف الكهف وأسقط في الأصل هنا خلفا من حرف الكهف فلعله من الكتاب فليعلم.

المرسوم نقل نافع عن المدني وتخونوا أمانتكم هنا لأمانتهم بقد أفلح بغير ألف بعد النون وكلام الرائية كالمقنع عام في الألفين لكن قال السخاوي المراد هنا ألف الجمع قال الجعبري فلعله ظفر بتخصيص رواية نافع أبو شافهه به الناظم واتفقوا على حذف الألف بعد العين في لاختلفتم في الميعد هنا خاصة وإثباتها فيما عداه نحو لا يخلف الميعاد.

المقطوع والموصول اختلف في قطع إنما غنمتم هنا واتفق على قطع موضعي الحج ولقمان وعلى وصل ما عدا ذلك نحو إلا أنما أنا نذير.

هاء التأنيث رسموا بالتاء (سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ) [الآية : ٣٨] كثلاثة فاطر [الآية : ٤٣] وآخر غافر [الآية : ٨٥] فقط.

ياءات الإضافة (إِنِّي أَرى) ، [الآية : ٤٨] (إِنِّي أَخافُ) [الآية : ٤٨] وليس فيها زائدة للجماعة ومر زيادة في (لا يُعْجِزُونَ) لابن محيصن بخلفه.

__________________

(١) أي : (أسارى) في الموضع الثاني فقط. [أ].

(٢) أي : (أسارى) فيهما. [أ].

٣٠٠