إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبدالغني الدمياطي

إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

المؤلف:

الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبدالغني الدمياطي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-2192-8
الصفحات: ٦٢٤

واختلف في (إِنَّ الدِّينَ) [الآية : ١٩] فالكسائي بفتح الهمزة على أنه بدل كل من قوله إنه لا إله إلا هو أو اشتمال لأن الإسلام يشتمل على التوحيد أو عطف عليه بحذف الواو وافقه الشنبوذي والباقون بالكسر على الاستئناف (وفتح) ياء الإضافة من (وجهي الله) نافع وابن عامر وحفص وأبو جعفر وسكنها الباقون (وأثبت) ياء (من اتبعن) وصلا نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين يعقوب وقرأ (أسلمتم) بتسهيل الثانية وإدخال ألف قالون وأبو عمرو وأبو جعفر وهشام بخلفه المتقدم فيء أنذرتهم وقرأ ورش من طريق الأصبهاني والأزرق في أحد وجهيه وابن كثير ورويس بالتسهيل بلا إدخال ألف والثاني للأزرق أبدلها ألفا مع المد للساكنين والباقون ومنهم هشام في ثانيه بالتحقيق بلا ألف ولهشام وجه ثالث وهو التحقيق مع الألف وتقدم تفصيل طرقه.

واختلف في (يَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ) [الآية : ٢١] فحمزة بضم الياء وألف بعد القاف ، وكسر التاء (١) من المقاتلة والباقون بفتح الياء وإسكان القاف فغير ألف وضم التاء من القتل وتقدم بالبقرة لأبي جعفر ضم ياء (ليحكم) مع فتح الكاف وكذا مد (لا ريب) متوسطا لحمزة بخلفه وقرأ (الميت) في الموضعين هنا وحيث جاء وهو سبعة بتشديد الياء مكسورة نافع وحفص وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وخلف (٢) والباقون بالتخفيف وأمال (الكافرين) أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي ورويس وقلله الأزرق (وأدغم) أبو الحارث عن الكسائي (يفعل ذلك) واظهره الباقون.

واختلف في (تُقاةً) [الآية : ٢٨] فيعقوب تقية بفتح التاء وكسر القاف وتشديد الياء مفتوحة على وزن مطية وكذا رسمت في كل المصاحف وافقه الحسن والباقون تقاة كرعاة وكلاهما مصدر يقال اتقى يتقي اتقاء وتقوى وتقاة وتقية وتاؤها عن واو وأصله وقاة مصدر على فعلة من الوقاية (وأماله) حمزة والكسائي وخلف لأن الفه منقلبة عن ياء كما ذكر من أن أصله وقية وللأزرق فيه الفتح والتقليل وعن ابن محيصن (ويحذوكم) معابا بالإسكان وبالاختلاس ويوقف على (من سوء) لحمزة وهشام بخلفه بالنقل وحكى الإدغام أيضا ويجوز مع كل الإشارة بالروم فهي أربعة.

وقرأ (رؤف) [الآية : ٣٠] بقصر الهمزة بلا واو أبو بكر وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب والباقون بالمد كعطوف وتسهيل همزة عن أبي جعفر من رواية ابن وردان انفرد به الحنبلي فلا يقرأ به كما مر بالبقرة كسائر الهمزات المضمومات بعد فتح نحو يطؤن وحمزة في الوقف على أصله بين بين وحكى إبدالها واوا على الرسم ولا يصح (وسبق) قريبا (ويغفر لكم) وإمالة (الكافرين) و (اصطفى) وإمالة (عمران) حيث جاء لابن ذكوان من طريق هبة الله عن الأخفش وفتحه من طريق غيره كالباقين (وفخم) راءه الأزرق كغبرة

__________________

(١) أي : (يقاتلون ...). [أ].

(٢) وافقهم الأعمش.

٢٢١

لكونه أعجميا كما تقدم وعن المطوعي كسر ذال (ذرية) ووقف على (امرأت) بالهاء ابن كثير.

واختلف في (وَضَعَتْ) [الآية : ٣٦] فابن عامر وأبو بكر ويعقوب بإسكان العين وضم التاء للتكلم من كلام أم مريم ، والباقون : بفتح العين وبناء للتأنيث الساكنة من كلام البارئ تعالى وأمال (أنثى) حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق وأبو عمرو بخلف عنهما.

واختلف في (وَكَفَّلَها) [الآية : ٣٧] فعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف بتشديد الفاء على أن الفاعل هو الله تعالى والهاء لمريم مفعوله الثاني وزكريا مفعوله الأول أي جعله كافلا لها وضامنا لمصالحها وافقهم الأعمش والباقون بالتخفيف (١) من الكفار وافقهم الأعمش على إسناد الفعل إلى زكريا والهاء مفعوله ولا مخالفة بينهما لأن الله تعالى لما كفلها إياه كفلها.

واختلف في (زَكَرِيَّا) [الآية : ٣٧] فحفص وحمرة والكسائي وكذا خلف بالقصر من غير همزة في جميع القرآن وافقهم الحسن والأعمش والباقون بالهمز والمد إلا أن أبا بكر نصبه هنا على أنه مفعول لكفلها كما تقدم لأنه يشدد ورفعه الباقون ممن خففه على الفاعلية والمد والقصر لغتان فاشيتان عن أهل الحجاز فصار حفص وحمزة والكسائي وكذا خلف كفلها زكريا بالتشديد بلا همز وافقهم الأعمش وصار نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب بالتخفيف والهمز والرفع (٢) وافقهم ابن محيصن واليزيدي وصار شعبة وحده بالتشديد والهمز والنصب والحسن بالتخفيف والقصر.

ويوقف على زكريا لهشام بخلفه بالبدل مع ثلاثته وبالروم مع وجهيه أما حمزة فوقفه عليه كوصله بالقصر فقط وأمال (المحراب) المجرور ابن ذكوان من جميع طرقه وهو في موضعين في المحراب هنا ومن المحراب بمريم وأما المنصوب وهو أيضا بموضعين (زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ) هنا (تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ) بص فأمالهما عنه النقاش عن الأخفش وفتحهما الصوري وابن الأحزم عن الأخفش ورقق الأزرق راءه حيث وقع وأمال (أنى) حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق والدوري عن أبي عمرو (وسبق) إسقاط الغنة من نحو (من يشاء) لخلف عن حمزة والدوري عن الكسائي بخلفه.

واختلف في (فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ) [الآية : ٣٩] فحمزة والكسائي وكذا خلف بألف ممالة بعد الدال (٣) على أصولهم وافقهم الأعمش ، والباقون بتاء التأنيث ساكنة بعدها ، والفتح. والفعل مسند لجمع مكسر فيجوز فيه التذكير باعتبار الجمع والتأنيث باعتبار الجماعة.

__________________

(١) أي : (كفلها ...). [أ].

(٢) أي : (زكريّاء ...). [أ].

(٣) أي : (فناداه ...). [أ].

٢٢٢

واختلف في (أَنَّ اللهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى) [الآية : ٣٩] بعد قوله فنادته الملائكة فابن عامر وحمزة بكسر الهمزة إجراء للنداء مجرى القول على مذهب الكوفيين أو إضمار القول على مذهب البصريين وافقهما الأعمش والباقون بالفتح على حذف حرف الجر أي بأن.

واختلف في (يُبَشِّرُكَ) و (نُبَشِّرُكَ) وما جاء منه فحمزة والكسائي في الموضعين هنا (وَيُبَشِّرُ) بسبحان [الآية : ٩] والكهف [الآية : ٢] بفتح الياء ، وإسكان الباء وضم الشين مخففة (١) من البشر وهو البشارة وافقهما الأعمش وزاد حمزة فخفف (يُبَشِّرُهُمْ) بالتوبة [الآية : ٢١] والأولى من الحجر [الآية : ٥٤] (إِنَّا نُبَشِّرُكَ) وموضعي مريم [الآية : ٧ ، ٩٧] (إِنَّا نُبَشِّرُكَ ، ولِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ) وافقه المطوعي وخفف ابن كثير ، وأبو عمرو وحمزة والكسائي و (ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ) بالشورى [الآية : ٢٣] وافقهم الأربعة ، والباقون : بضم الياء ، وفتح الباء ، وكسر الشين مشددة في الجميع من بشر المضعف لغة الحجاز قال اليزيدي عن أبي عمرو إنه إنما خفف الشورى لأنها بمعنى ينضرهم إذ ليس فيه نكد أي يحسن وجوههم معدى لواحد فالمختلف فيه تسع كلمات كما ذكر واتفقوا على تشديد (فَبِمَ تُبَشِّرُونَ) بالحجر [الآية : ٥٤] وعن ابن محيصن والمطوعي تسكين ياء الإضافة من بلغني الكبر وهي زائدة على العدد وعن المطوعي رمزا بفتح الميم (٢) ومرّ قريبا (اجعل لي آية) وكذا همز نبيا وأمال الإبكار أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي وقلله الأزرق وأمال (اصطفيك) معا حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه (وسهل) الهمزة الثانية كالياء من (يشاء إذا) وأبدلها واوا مكسورة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وتسهيلها كالواو لا يصح كما تقدم.

وقرأ (كُنْ فَيَكُونُ) [الآية : ٥٩] بنصب فيكون ابن عامر وتقدم توجيهه بالبقرة.

واختلف في (وَيُعَلِّمُهُ) [الآية : ٤٨] فنافع وعاصم وأبو جعفر ويعقوب بياء الغيب مناسبة لقوله قضى والباقون بالنون على أنه إخبار من الله بنون العظمة جبرا لقولها إني يكون الخ على الالتفات.

وتقدم إمالة (التورية) لأبي عمرو وابن ذكوان والأصبهاني والكسائي وخلف وحمزة بخلفه والثاني له التقليل كالأزرق وعن قالون التقليل أيضا والفتح (وسهل) أبو جعفر همز (إسرائيل) منع المد والقصر وإن قرئ له بالإشباع على طريق العراقيين كمل له ثلاثة أوجه (وتقدم) الخلاف للأزرق في مد يائه ويوقف عليه لحمزة بتخفيف الأولى بلا سكت على بني وبالسكت وبالنقل وبالإدغام وأما التسهيل بين بين فضعيف والأربعة على تسهيل الثانية مع المد والقصر فهي ثمانية.

__________________

(١) أي : (يبشرك ...). [أ].

(٢) خرجه الزمخشري على أنه جمع رامز كخادم وخدم.

٢٢٣

واختلف في (أَنِّي أَخْلُقُ) [الآية : ٤٩] فنافع وأبو جعفر بكسر الهمزة على إضمار القول أي فقلت إني أو الاستئناف والباقون بالفتح بدل من (أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ) (وفتح) ياء الإضافة من (أَنِّي أَخْلُقُ) نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر.

وقرأ (كَهَيْئَةِ) [الآية : ٤٩] بالمد والتوسط الأزرق وأبدل همزه ياء وأدغمها في الياء قبلها أبو جعفر بخلف عنه (ووقف) عليها حمزة بالنقل وبالإدغام تنزيلا للياء الأصلية منزلة الزائدة.

واختلف في (الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً) هنا [الآية : ٤٩] وفي المائدة [الآية : ١١٠] الطير فيكون طيرا بإذني فنافع وأبو جعفر ويعقوب بألف بعدها همزة مكسورة في (طَيْراً) المنكر من السورتين (١) على إرادة الواحد قيل لأنه لم يخلق إلا الخفاش وافقهما الحسن وقرأ أبو جعفر المعرفين من السورتين كذلك أيضا على الإفراد والباقون بغير ألف ولا همز في السورتين فيحتمل أن يراد به اسم الجنس أي جنس الطير ويحتمل عليه أن يراد الواحد فما فوقه ويحتمل أن يراد به الجمع وخرج بتخصيص السورتين ولا طائر والطير وألنّا (ورقق) الأزرق بخلف عنه راء (تدخرون).

وقرأ (بُيُوتِكُمْ) [الآية : ٤٩] بضم أوله ورش وأبو عمرو وحفص وأبو جعفر ويعقوب وكسره الباقون (وأبدل) همز (جئتكم) أبو عمرو بخلفه وأبو جعفر وحققها الباقون ومنهم ورش من طريقيه (وأثبت) الياء في الحالين من (واطيعون) يعقوب.

وتقدم سين (صِراطَ) [الآية : ٥١] لقنبل من طريق ابن مجاهد ورويس والإشمام فيه لخلف عن حمزة (وأمال) (أنصاري) الدوري عن الكسائي وفتحه الباقون (وفتح) ياء الإضافة منه نافع وأبو جعفر وسكنها الباقون (ووقف) يعقوب بخلفه على (رافعك إلي) و (ثم إلى) بهاء السكت.

واختلف في (فَيُوَفِّيهِمْ) [الآية : ٥٧] فحفص ورويس بياء الغيبة على الالتفات وافقهما الحسن والباقون بالنون جريا على ما تقدم (٢).

واتفقوا على الرفع في قوله تعالى (فَيَكُونُ الْحَقُ) [الآية : ٥٩ ، ٦٠] (وأمال) (جاءك) حمزة وابن ذكوان وهشام بخلفه وخلف وتقدم الخلاف في تسكين هاء (لهو) ووقف يعقوب عليها بهاء السكت باتفاق عنه وأما (هأنتم) فالقراء فيها على أربع مراتب :

الأولى : لقالون وأبي عمرو بألف بعد الهاء وهمزة مسهلة بين بين مع المد والقصر وكذا قرأ أبو جعفر إلا أنه مع القصر قولا واحدا لأنه لا يمد المنفصل.

الثانية : للأزرق بهمزة مسهلة كذلك من غير ألف بوزن هعنتم وله وجه آخر وهو

__________________

(١) أي في الموضعين : (طائرا). [أ].

(٢) أي : (فنوفّيهم ...). [أ].

٢٢٤

إبدال الهمزة ألفا بعد الهاء مع المد للساكنين ويوافقنا في هذين الشاطبي وللأزرق ثالث من طرق الكتاب وهو إثبات الألف كقالون إلا أنه مع المد المشبع وله القصر في هذا الوجه لتغير الهمزة بالتسهيل وأما الأصبهاني فله وجهان الأول مثل هعنتم كالأول للأزرق والثاني إثبات الألف كقالون مع المد والقصر والكل مع التسهيل.

الثالثة : تحقيق الهمزة مع حذف الألف على وزن فعلتم لقنبل من طريق ابن مجاهد الرابعة بهمزة محققة وألف بعد الهاء لقنبل من طريق ابن شنبوذ والبزي وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف وهم على مراتبهم في المنفصل مع المد والقصر وهذا الوجه لقنبل ليس من طريق الشاطبية ويتحصل من جمع (ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ) لقالون ومن معه ثلاثة أوجه قصرهما ثم قصر هأنتم مع مد هؤلاء لتغير الهمزة في الأول ثم مدهما على إجراء المسهلة مجرى المحققة ، واعلم أن ما ذكر هو المقروء به فقط من طرق هذا الكتاب كالنشر ومن جملة طرقهما طرق الشاطبية وأما ما زاده الشاطبي رحمه‌الله تعالى بناء على احتمال أن الهاء مبدلة من همزة لابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي من جواز القصر لأن الألف حينئذ للفصل فيصير عنده في هأنتم هؤلاء لمن ذكر القصر في هأنتم مع المد على مراتبهم في هؤلاء ثم المد فيهما كذلك فتعقبه في النشر بأنه مصادم للأصول مخالف للأداء (ويوقف) لحمزة على هأنتم بالتحقيق والتسهيل بين بين مع المد والقصر لأنه متوسط بزائد وهي هنا مبتدأ وهؤلاء خبره وجملة حاججتم مستأنفة مبينة للجملة قبلها أي أنتم هؤلاء الحمقى وبيان حماقتكم أنكم الخ (ووقف) البزي ويعقوب بخلف عنهما على (فلم) بهاء السكت.

وقرأ ابن كثير (أَنْ يُؤْتى) [الآية : ٧٣] بهمزتين ثانيتهما مسهلة بلا فصل لقصد التوبيخ (١) وعن الأعمش أن بكسر الهمزة على أنها نافية والباقون بهمزة واحدة مفتوحة وأمال (قنطار) وكذا (دينار) أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي وبالصغرى الأزرق (وأبدل) همزة (يؤده إليك) و (لا يؤده) واو لورش من طريقيه وأبو جعفر وكذا وقف عليه حمزة وقرأ بإسكان الهاء منهما أبو عمرو وهشام من طريق الداجوني وأبو بكر وحمزة وابن وردان من طريق النهرواني وابن جماز من طريق الهاشمي وقرأ قالون ويعقوب باختلاس الكسرة فيهما واختلف عن هشام وابن ذكوان والحاصل كما تقدم أن لابن ذكوان القصر ، والإتمام وهما لهشام من طريق الحلواني والإسكان من طريق الداجوني فله ثلاثة ولأبي جعفر السكون والقصر ولأبي عمرو وأبي بكر وحمزة السكون فقط ولقالون ويعقوب الاختلاس فقط والباقون بالإشباع على الأصل ووجه القصر التخفيف بحذف المد وأما الإسكان فهو لغة ثابتة ولا نظر لمن طعن فيه وعن المطوعي (دمت) بكسر الدال وأمال (بلى) حمزة والكسائي وخلف وشعبة من طريق أبي حمدون

__________________

(١) أي : (أان يؤتى ...). [أ].

٢٢٥

عن يحيى بن آدم عنه بالفتح والتقليل للأزرق وأبو عمرو وصححهما في النشر عنه من روايتيه ولكنه اقتصر في طيبته على نقل الخلاف عن الدوري وتقدم ليعقوب ضم الهاء في (يُزَكِّيهِمْ) [الآية : ٧٧] وكذا الخلاف في (لتحسبوه) (و) همزة النبوة (و) إدغام تائها في تاء (ثم).

واختلف في (تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ) [الآية : ٧٩] فابن عامر ، وعاصم ، وحمزة ، والكسائي ، وكذا خلف ، ويعقوب بضم حرف المضارعة ، وفتح العين وكسر اللام مشددة (١) من علم فيتعدى الاثنين أولهما : محذوف أي تعلمون الناس أو الطالبين الكتاب وافقهم الأعمش والباقون بفتح حرف المضارعة وتسكين العين وفتح اللام من علم يعلم فيتعدى لواحد (٢).

واختلف في (وَلا يَأْمُرَكُمْ) [الآية : ٨٠] فابن عامر وعاصم وحمزة وكذا يعقوب وخلف بنصب الراء أي ولا له أن يأمركم فإن مضمرة أو منصوب بالعطف على يؤتيه والفاعل ضمير بشر وافقهم الحسن واليزيدي والأعمش والباقون بالرفع على الاستئناف وفاعله ضمير اسم الله تعالى أو بشر (وسكن) أبو عمرو راءه كالذي بعده واختلس ضمتها وللدوري عنه ثالث وهو الإتمام كالباقين.

واختلف في (لَما آتَيْتُكُمْ) [الآية : ٨١] فحمزة بكسر اللام وتخفيف الميم على أنها لام الجر متعلقة بأخذ وما مصدرية أي لأجل إيتائي إياكم بعض الكتاب والحكمة ثم مجىء رسول الخ وافقه الحسن والأعمش والباقون بالفتح على أنها لام الابتداء ويحتمل أن تكون للقسم لأن أخذ الميثاق في معنى الاستحلاف وما شرطية منصوبة بآتيتكم وهو ومعطوفه بثم جزم بها على ما اختاره سيبويه.

واختلف في (آتَيْتُكُمْ) فنافع وكذا أبو جعفر بالنون والألف بعدها بضمير المعظم نفسه (٣) وافقهما الحسن والباقون بتاء مضمومة بلا ألف.

وقرأ (أَقْرَرْتُمْ) [الآية : ٨١] بتسهيل الثانية مع إدخال ألف قالون وأبو عمرو وهشام من بعض طرقه وأبو جعفر (٤) وقرأ ورش من طريق الأصبهاني وكذا من طريق الأزرق في أحد وجهيه وابن كثير ورويس بالتسهيل بلا ألف (٥) وأبد لها الأزرق ألفا في وجهه الثاني ومد مشبعا ولهشام وجه ثان وهو التحقيق والإدخال وله ثالث وهو التحقيق بلا ألف وبه قرأ الباقون وتقدم تفصيل ذلك في بابه وعند أنذرتهم ويوقف على (قالَ أَأَقْرَرْتُمْ) لحمزة بتحقيق الهمزتين ثم بتسهيل الثانية مع تحقيق الأولى لتوسطها بزائد منفصل ثم بتسهيلهما لأن كلا متوسط بغيره وأظهر ذال (أخذتم) ابن كثير وحفص ورويس بخلفه وأدغمه الباقون.

__________________

(١) أي : (... تعلّمون ...). [أ].

(٢) أي : (تعلّمون ...). [أ].

(٣) أي : (آتيناكم). [أ].

(٤) وافقهم اليزيدي.

(٥) وافقهما ابن محيصن.

٢٢٦

واختلف في (يَبْغُونَ) [الآية : ٨٣] فأبو عمرو ، وحفص ، وكذا يعقوب بالغيب ، وافقهم اليزيدي ، والحسن ، والباقون بناء الخطاب على الالتفات.

واختلف في (يَرْجِعُونَ) [الآية : ٨٣] فحفص وكذا يعقوب بالغيب ويعقوب على أصله في فتح الياء وكسر الجيم والباقون : بالخطاب على الالتفات وتقدم إمالة (موسى ، وعيسى) وهمز (النبيئون) وخلاف أبي عمرو في إدغام (يَبْتَغِ غَيْرَ) [الآية : ٨٥] لجزمه وأمال (جاءهم) حمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه.

وقرأ ورش من طريق الأصبهاني وابن وردان بخلفه عنهما بنقل حركة همز (مِلْءُ) [الآية : ٩١] إلى اللام وعن المطوعي (وَلَوِ افْتَدى) [الآية : ٩١] بضم الواو وكذا لو اطلعت وألّو استقاموا ونحوه ومر تسهيل (إسرائيل) لأبي جعفر والخلاف في مده للأزرق ووقف حمزة عليه قريبا وكذا تخفيف (تنزل) لابن كثير وأبي عمرو ويعقوب وإمالة (التورية) أول السورة وكذا إمالة (الناس).

واختلف في (حَجَّ الْبَيْتَ) [الآية : ٩٧] فحفص وحمزة والكسائي وكذا أبو جعفر وخلف (١) بكسر الحاء لغة نجد وافقهم الأعمش وعن الحسن كسره كيف أتى والباقون بالفتح لغة أهل العالية والحجاز وأسد وأمال و (حَقَّ تُقاتِهِ) [الآية : ١٠٢] والكسائي وللأزرق الفتح والصغرى : (وشدد) البزي بخلفه تاء (وَلا تَفَرَّقُوا) [الآية : ١٠٣] ومد الألف قبلها للساكنين وتقدم اتفاقهم على فتح (شَفا حُفْرَةٍ) [الآية : ١٠٣] لكونه واويا مرسوما بالألف.

وقرأ (تُرْجَعُ الْأُمُورُ) [الآية : ١٠٩] بفتح التاء ، وكسر الجيم مبنيا للفاعل ابن عامر وحمزة والكسائي وكذا يعقوب وخلف (ومر) للأزرق خلاف في ترقيق راء (خيرا) وترقيقه (خير أمة) وجها واحدا وإمالة (أذى) وقفا والخلاف في ضم الهاء والميم من (عليهم الذلة) و (عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ) [الآية : ١١٢] وهمز (الأنبياء) وعن المطوعي (لن يضروكم) بكسر الضاد وكذا فلن يضر الله ونحوه أسند إلى ظاهر له مضمر مفردا أو غيره (وأمال) (وَيُسارِعُونَ) [الآية : ١١٤] وسارعوا الدوري عن الكسائي.

واختلف في (وَما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ) [الآية : ١١٥] فحفص وحمزة والكسائي وكذا خلف بالغيب فيهما مراعاة لقوله تعالى من أهل الخ وافقهم الأعمش والباقون بالخطاب على الرجوع إلى خطاب أمة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم في قوله تعالى (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ) واختلف عن الدوري عن أبي عمرو فروي عنه من طريق ابن فرح بالغيب وروي عنه من طريق ابن مجاهد عن أبي الزعراء التخيير بين الغيب والخطاب فيهما وصحح الوجهين

__________________

(١) وافقهم المطوعي والحسن وابن محيصن.

٢٢٧

عنه في النشر قال إلا أن الخطاب أكثر وأشهر وسبق إمالة (الدنيا) وكذا (ها أنتم) (وأبدل) همز تسؤهم أبو جعفر والأصبهاني.

واختلف في (يَضُرُّكُمْ) [الآية : ١٢٠] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا يعقوب بكسر الضاد وجزم الراء جواب للشرط من ضاره يضيره والأصل يضيركم كيغلبكم نقلت كسرة الياء إلى الضاد فحذفت الياء للساكنين والكسرة دالة عليها وافقهم ابن محيصن واليزيدي والباقون بضم الضاد ورفع الراء مشددة (١) على أن الفعل مرفوع لوقوعه بعد فاء مقدرة والجملة جواب الشرط على حد : من يفعل الحسنات الله يشكرها ، أي فالله وجعله الجعبري وتبعه النويري مجزوما والضمة ليست إعرابا كلم يرد إذ الأصل يضرركم كينصركم نقلت ضمة الراء الأولى إلى الضاد ليصح الإدغام ثم سكنت للجزم فالتقى ساكنان فحركت الثانية له لكونها طرفا وكانت ضمة للاتباع (وعن) الحسن والمطوعي (بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) [الآية : ١٢٠] بالخطاب التفاتا أو التقدير قل لهم (وعن) الحسن وحده ألف في الموضعين على الإفراد.

واختلف في (مُنْزَلِينَ) [الآية : ١٢٤] هنا و (مُنْزِلُونَ) بالعنكبوت [الآية : ٣٤] فابن عامر بتشديد الزاي مع فتح النون والباقون : بالتخفيف مع سكون النون (٢) وهما لغتان أو الأول من نزل والثاني من أنزل ولا خلاف في فتح الزاي هنا وكسرها في العنكبوت إلا عن الحسن فإنه يكسرها هنا مخففة وتقدم إمالة (بلى) قريبا.

واختلف في (مُسَوِّمِينَ) [الآية : ١٢٥] فابن كثير وأبو عمرو وعاصم وكذا يعقوب بكسر الواو اسم فاعل من سوم أي مسومين أنفسهم أو خيلهم وكانوا بعمائم صفر مرخيات على أكتافهم وافقهم ابن محيصن واليزيدي والباقون بالفتح اسم مفعول والفاعل الله تعالى وأمال (الربوا) حمزة والكسائي وخلف وفتحه الباقون ومنهم الأزرق وقرأ (مُضاعَفَةً) [الآية : ١٣٠] بالتشديد بلا ألف ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب وتقدم إمالة (الكافرين) لأبي عمر وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي ورويس وتقليلها للأزرق.

واختلف في (وَسارِعُوا) [الآية : ١٣٣] فنافع وابن عامر وأبو جعفر بغير واو قبل السين (٣) على الاستئناف والباقون بالواو عطف أمرية على مثلها (وأمال) (وَسارِعُوا) الدوري عن الكسائي فقط.

واختلف في (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ) [الآية : ١٤٠] أصابهم القرح فأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف بضم القاف في الثلاث وافقهم الأعمش والباقون بالفتح

__________________

(١) أي : (يضرّكم). [أ].

(٢) أي : (منزلين ...). [أ].

(٣) أي : (سارعوا إلى ...). [أ].

٢٢٨

فيها وهما لغتان كالضعف والضعف ومعناه الجرح وقيل المفتوح الجرح والمضموم ألمه وعن الحسن (ويعلم الصابرين) بكسر الميم عطفا على ما يعلم المجزوم بلما وهي قراءة يحيى بن يعمر أيضا وأبدل همزة (مؤجلا) واوا مفتوحة ورش من طريقيه وأبو جعفر وبه وقف حمزة وأدغم (يرد ثواب) معا هنا أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف (١) وعن المطوعي (نُؤْتِهِ) و (سَنَجْزِي) [الآية : ١٤٥] بياء الغيبة فيهما والضمير لله تعالى (وأسكن) هاء (نؤته) معا هنا وفي الشورى أبو عمرو وهشام من طريق الداجوني وأبو بكر وحمزة وابن وردان من طريق النهرواني وابن جماز من طريق الهاشمي وقرأ قالون ويعقوب بكسر الهاء بلا صلة واختلف عن ابن ذكوان وهشام من طريق الحلواني وأبي جعفر وحاصله أن لهشام ثلاثة أوجه السكون وإشباع كسرة الهاء وقصرها ولابن ذكوان وجهين القصر والإشباع ولأبي جعفر وجهين السكون والقصر والباقون بالإشباع.

واختلف في (كَأَيِّنْ) [الآية : ١٤٦] حيث وقع وهو في سبعة فابن كثير وأبو جعفر بألف ممدودة بعد الكاف بعدها همزة مكسورة وهو إحدى لغاتها وافقهما الحسن فيما عدا الحج وتقدم تسهيل همزها لأبي جعفر (ووقف) أبو عمرو ويعقوب على الباء والباقين على النون وعن ابن محيصن كان بهمزة واحدة مفتوحة بوزن كعن في السبعة وافقه الحسن في الحج.

واختلف في (قاتَلَ مَعَهُ) [الآية : ١٤٦] فنافع وابن كثير وأبو عمر وكذا يعقوب بضم القاف وكسر التاء بلا ألف مبنيا للمفعول وافقهم ابن محيصن واليزيدي والباقون قاتل بفتح القاف والتاء وألف بينهما بوزن فاعل وعن الحسن (ربيون) بضم الراء فيكون من تغيير النسب إن كان منسوبا إلى الرب فإن كان منسوبا إلى الربة وهي الجماعة فلا تغيير وفيها لغتان الكسر والضم كما في الدر (وعن الحسن) أيضا (وهنوا) بكسر الهاء وهي لغة كالفتح وهن يهن كوعد يعد وهن يوهن كوجل يوجل وعن الشنبوذي (إلى ما أصابهم) بإلى موضع اللام وعن الحسن (وما كان قولهم) بالرفع على أنه اسم كان والخبر أن وما في حيزها وقراءة الجمهور بالنصب أولى لأن أن وما في حيزها أعرف لما تقدم أنها أشبهت المضمر من حيث أنها لا توصف ولا يوصف بها فيكون اسمها وأدغم (اغفر لنا) أبو عمرو بخلف عن الدوري وأمال (الدنيا ، ومولاكم ، ومأواهم) حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق بخلفه ووافقه أبو عمرو في الدنيا وله الكبرى أيضا من طريق ابن فرح عن الدوري عنه (وقرأ) (الرعب) حيث جاء معرفا ومنكرا بضم العين ابن عامر والكسائي وكذا أبو جعفر ويعقوب والباقون بإسكانها لغتان فصيحتان وتقدم الخلاف في تخفيف (ينزّل) كإبدال همز (بئس) لأبي عمرو وورش من طريقيه وأبي جعفر (وأدغم) دال (قد) في صاد (صدقكم) أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف وأظهر ذال إذ من (إِذْ تَحُسُّونَهُمْ)

__________________

(١) وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن والأعمش.

٢٢٩

[الآية : ١٥٢] و (إِذْ تُصْعِدُونَ) [الآية : ١٥٣] نافع وابن كثير وابن ذكوان وعاصم وأبو جعفر ويعقوب وأمال (أراكم) أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه وحمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق واتفقوا على فتح (عَفا عَنْكُمْ) [الآية : ١٥٢] لكونه واويا مرسوما بالألف (وعن) الحسن (تصعدون) بفتح التاء والعين من صعد في الجبل إذا رقى والجمهور بضم التاء وكسر العين من أصعد في الأرض ذهب (وعنه) أيضا (ولا تلون) بضم اللام وواو ساكنة وعن ابن محيصن بالغيب في الفعلين وبفتح الياء والعين من الأول عنه أيضا (أمنة) هنا والأنفال بسكون الميم.

واختلف في (يَغْشى طائِفَةً) [الآية : ١٥٤] فحمزة والكسائي وكذا خلف بالإمالة والتاء المثناة من فوق إسنادا إلى ضمير أمنة وافقهم الأعمش والباقون : بالتذكير إسنادا إلى ضمير النعاس وقلله الأزرق وله الفتح كالباقين والجملة مستأنفة على الأولى على ما في الدر جوابا لسؤال مقدر كأنه قيل ما حكم هذه الأمنة فأخبر بقوله تغشى الخ صفة لنعاس على الثانية.

واختلف في (كُلَّهُ لِلَّهِ) [الآية : ١٥٤] فأبو عمرو وكذا يعقوب بالرفع على الابتداء ومتعلق لله خبره والجملة خبر إنّ نحو إن مالك كله عندي وافقهما اليزيدي والباقون بالنصب تأكيدا لاسم إن.

وقرأ (بُيُوتِكُمْ) [الآية : ١٥٤] بكسر الباء قالون وابن كثير وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وكذا خلف وضمها الباقون وتقدم الخلاف في ضم الهاء والميم من (عَلَيْهِمُ الْقِتالُ) [الآية : ١٥٦] وعن الحسن (كانوا غزى) بتخفيف الزاي قيل أصله غزاة كقضاة حذفت التاء للاستغناء عنها لأن نفس الصيغة دالة على الجمع والجمهور على التشديد جمع غاز وقياسه غزاة ككرام ورماة ولكنهم حملوا المعتل على الصحيح في نحو ضارب وضرب وصائم وصوم وأماله وقفا حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وهذا هو المعول عليه كما في النشر ونقل الشاطبي رحمه‌الله تعالى الخلاف فيه وفي نظائره.

واختلف في (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [الآية : ١٥٦] فابن كثير وحمزة والكسائي وكذا خلف بالغيب ردا على الذين كفروا وافقهم ابن محيصن والحسن والأعمش والباقون بالخطاب ردا على قوله ولا تكونوا خطابا للمؤمنين.

واختلف في (مُتُّمْ) [الآية : ١٥٧] و (مِتْنا ، ومِتَ) الماضي المتصل بضمير التاء أو النون أو الميم حيث جاء فنافع وحفص وحمزة والكسائي وكذا خلف بكسر الميم في ذلك كله إلا أن حفصا ضم الميم هنا في الموضعين فقط وافقهم الأعمش وابن محيصن بخلفه والباقون بالضم في الجميع وبه قرأ حفص هنا وجه الكسر أنه من لغة من يقول مات يمات كخاف يخاف والأصل موت بكسر عينه كخوف فمضارعه بفتح العين فإذا

٢٣٠

أسند إلى التاء أو إحدى أخواتها قيل مت بالكسر ليس إلا وهو أنا نقلنا حركة الواو إلى الميم بعد سلب حركتها دلالة على الأصل ثم حذفت الواو للساكنين ووجه الضم أنه من فعل بفتح العين من ذوات الواو وقياسه الضم للفاء إذا أسند إلى تاء المتكلم وأخواتها أما من أول وهلة أو بأن تبدل الفتحة ضمة ثم تنقل إلى الفاء نحو قلت أصله قولت بضم عينه نقلت ضمة العين إلى الفاء فبقيت ساكنة وبعدها ساكن فحذفت وحفص جمع بين اللغتين.

واختلف في (مِمَّا يَجْمَعُونَ) [الآية : ١٥٧] فحفص بالغيب التفاتا أو راجعا للكفار والباقون بالخطاب جريا على قتلتم وأدغم (واستغفر لهم) السوسي والدوري بخلفه وأسكن راء (ينصركم من بعده) أبو عمرو واختلس حركتها وللدوري عنه الإتمام أيضا كالباقين.

واختلف في (يَغُلَ) [الآية : ١٦١] فابن كثير وأبو عمرو وعاصم بفتح الياء وضم الغين من غل مبنيا للفاعل أي لا يصح أن يقع من نبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم غلول البتة وافقهم ابن محيصن واليزيدي والباقون بضم الياء وفتح الغين (١) مبنيا للمفعول إما من غل ثلاثيا أي ما صح لنبي أن يخونه غيره فهو نفى في معنى النهي أي لا يغله أحد أو من أغل رباعيا إما من أغله أي نسبه للغلول كاكذبته نسبته الكذب فيكون نفيا في معنى النهي كالأول أو من أغله أي وجده غالا كأحمدته أي وجدته محمودا (وأمال) (توفى كل) حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه وكذا حكم (أنى هذا) غير أن الدوري عن أبي عمرو كالأزرق فيه وقرأ (رضوان) بضم الراء أبو بكر ويوقف لحمزة على نحو (من عند أنفسكم) بوجهين التحقيق وإبدال الهمزة باء مفتوحة لأنه متوسط بغير المنفصل وسبق ذكر الإشمام في (قيل لهم).

واختلف في (لَوْ أَطاعُونا ما قُتِلُوا) [الآية : ١٦٨] وبعده (قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) [الآية : ١٦٩] وآخر السورة (وَقاتَلُوا وَقُتِلُوا) [الآية : ١٩٥] وفي الأنعام [الآية : ١٤٠] (قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ) وفي الحج [الآية : ٥٨] (ثُمَّ قُتِلُوا ، أَوْ ماتُوا) فهشام من طريق الداجوني شدد التاء (٢) من الأول واختلف عنه فيه من طريق الحلواني فالتشديد طريق المغاربة عنه والتخفيف طريق المشارقة عنه وبه قرأ الباقون وأما الحرف الثاني وحرف الحج فشدد التاء فيهما ابن عامر وأما آخر السورة وحرف الأنعام فشددهما ابن كثير وابن عامر وافقهما ابن محيصن والباقون بالتخفيف على الأصل وأما التشديد فللتكثير ولا خلاف في تخفيف الأول هنا وهو ما ماتوا وما قتلوا.

واختلف في (تَحْسَبَنَ) [الآية : ١٦٩] فهشام من طريق الداجوني بالغيب واختلف

__________________

(١) أي : (يغلّ). [أ].

(٢) أي : (قتّلوا ...). [أ].

٢٣١

عنه من طريق الحلواني وبفتح السين على اصله والفاعل على الغيب ضمير الرسول أو من يصلح للحسبان فالذين مفعول أول وأمواتا ثان أو فاعله الذين والمفعول الأول محذوف أي ولا يحسبن الشهداء أنفسهم أمواتا وافقه ابن محيصن والباقون بالخطاب أي يا محمد أو يا مخاطب (وفتح) سينه ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر (وسبق) فتح (لا خوف) ليعقوب مع ضمه كحمزة ها (عليهم).

واختلف في (وَأَنَّ اللهَ لا يُضِيعُ) [الآية : ١٧١] فالكسائي بكسر الهمزة على الاستئناف والباقون بالفتح عطفا على نعمة أي وعدم إضاعة الله أجر المؤمنين وتقدم ذكر (القرح) قريبا وأظهر دال (قد جمعوا) نافع وابن كثير وابن ذكوان وعاصم وأبو جعفر ويعقوب.

وأمال (فَزادَهُمُ) [الآية : ١٧٣] حمزة وخلف وهشام وابن ذكوان بخلفهما وفتحها الباقون (ويوقف) على (سوء) لحمزة وهشام بخلفه بالنقل على القياس وبالإدغام وتجوز الإشارة فيهما بالروم والإشمام فهي ستة ولا يصح غيرها (وأثبت) ياء (وخافون إن) أبو عمرو وأبو جعفر وصلا وفي الحالين يعقوب (ومر) ضم راء (رضوان) لشعبة (ويوقف) لحمزة على (يخوف أولياءه) بتسهيل الثانية مع المد والقصر كلاهما مع تخفيف الأولى وإبدالها واوا مفتوحة.

واختلف في (يَحْزُنْكَ) [الآية : ١٧٦] و (يَحْزُنُهُمُ ، ويَحْزُنْكَ الَّذِينَ ، ولَيَحْزُنُنِي) حيث وقع فنافع بضم حرف المضارعة وكسر الزاي (١) من أحزن رباعيا إلا حرف الأنبياء لا يحزنهم ففتحه وضم الزاي كقراءة الباقين في الكل من حزن ثلاثيا إلا أبا جعفر وحده في حرف الأنبياء فقط فضم وكسر وعن ابن محيصن الضم في الكل (وأمال) (يسارعون) الدوري عن الكسائي.

واختلف في (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا ، ولا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ) [الآية : ١٧٨ ، ١٨٠] فحمزة بالخطاب فيهما وافقه المطوعي ، والخطاب له صلى‌الله‌عليه‌وسلم أو لكل أحد والذين كفروا مفعول أول إنما نملي بدل منه سد مسد المفعولين ولا يلزم منه أن تكون عملت في ثلاثة إذ المبدل منه في نية الطرح وما موصولة أو مصدرية أي لا تحسبن أن الذي نمليه للكفار أو املأنا لهم خيرا لهم وأما الثاني فيقدر فيه مضاف أي لا تحسبن بخل الذين يبخلون خيرا فبخل وخيرا مفعولاه والباقون بالغيب فيهما مسندا إلى الذين فيهما وإنما في الأول سدت مسد المفعولين ويقدر في الثاني مفعول دل عليه يبخلون أي لا يحسبن الباخلون بخلهم خيرا لهم.

واختلف في (حَتَّى يَمِيزَ) [الآية : ١٧٩] هنا وفي الأنفال [الآية : ٣٧] (لِيَمِيزَ

__________________

(١) أي : (يحزنك ...). [أ].

٢٣٢

اللهُ) فحمزة والكسائي وكذا يعقوب وخلف بضم الياء وفتح الميم وكسر الياء الثانية مشددة فيهما (١) من ميز وافقهما الحسن والأعمش والباقون بفتح الياء وكسر الميم وسكون الياء بعدها من ماز يميز وهما لغتان.

واختلف في (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [الآية : ١٨٠] فابن كثير وأبو عمرو وكذا يعقوب بالغيب جريا على يبخلون وافقهم ابن محيصن واليزيدي والباقون بالخطاب على الالتفات (وأظهر) دال قد من (قد سمع) نافع وابن كثير وابن ذكوان وعاصم وابو جعفر ويعقوب.

واختلف في (سَنَكْتُبُ ، وقَتْلَهُمُ ، ونَقُولُ) [الآية : ١٨١] فحمزة بياء مضمومة وفتح تائه مبنيا للمفعول ورفع لام قتل عطفا على الموصولة النائبة عن الفاعل ويقول بياء الغيبة وافقه الشنبوذي والباقون بالنون المفتوحة وضم التاء بالبناء للفاعل ونصب قتل بالعطف على ما المنصوبة المحل على المفعولية وعن المطوعي كذلك إلا أنه بالياء في نكتب ونقول (وأظهر) دال قد من (قد جاءكم) نافع وابن كثير وابن ذكوان وعاصم وأبو جعفر ويعقوب.

وأمال (جاءكم) حمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه ووقف على (فلم) بهاء السكت البزي ويعقوب بخلف عنهما.

واختلف في (وَالزُّبُرِ وَالْكِتابِ) [الآية : ١٨٤] فابن عامر في والزبر بزيادة باء موحدة بعد الواو (٢) كرسمه في الشامية وهشام بخلف عنه بزيادتها أيضا في وبالكتاب والباء ثابتة في مصحف المدينة في الأولى محذوفة في الثانية والحذف عن هشام من جميع طرق الدجوني إلا من شذ والإثبات عنه من جميع طرق الحلواني إلا من شذ وهو الأصح عن هشام كما في النشر وعن المطوعي (ذائقة) بالتنوين (الْمَوْتِ) [الآية : ١٨٥] بالنصب وعنه حذف التنوين مع نصب الموت وحذفه لالتقاء الساكنين مع إرادته وتقدم الخلف عن أبي عمرو في إدغام (زحزح عن) وكذا يعقوب من المصباح وكذا إمالة (الدنيا).

واختلف في (لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ) [الآية : ١٨٧] فابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر بالغيب فيهما إسنادا لأهل الكتاب وافقهم ابن محيصن والباقون بالخطاب على الحكاية أي وقلنا لهم ونظيره وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله.

واختلف في (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ ، فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ) [الآية : ١٨٨] فابن كثير وأبو عمر وبالغيب فيهما وفتح الباء في الأولى وضمها في الثاني وافقهم ابن محيصن

__________________

(١) أي : (يميّز).

(٢) أي : (بالزّبر). [أ].

٢٣٣

واليزيدي والفعل الأول مسند إليه صلى‌الله‌عليه‌وسلم أو غيره والذين مفعول أول والثاني بمفازة أي لا يحسبن الرسول الفرحين ناجين والفعل الثاني مسند إلى ضمير الذين ومن ثمة ضمت الباء لتدل على واو الضمير المحذوفة لسكون النون بعدها فمفعوله الأول والثاني محذوف تقديره كذلك أي فلا يحسبن الفرحون أنفسهم ناجية والفاء عاطفة وقرأ عاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف بتاء الخطاب فيهما وفتح الباء فيهما معا وافقهم الأعمش إسناد فيها للمخاطب والثاني تأكيد للأول والفاء زائدة أي لا تحسبن الفرحين ناجين لا تحسبنهم كذلك وقرأ نافع ، وابن عامر وأبو جعفر بياء الغيب في الأول وتاء الخطاب في الثاني وفتح الموحدة فيهما إسناد للأول إلى الذين والثاني إلى المخاطب وافقهم الحسن (وفتح) السين في الفعلين ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر وأدغم أبو عمرو (فاغفر لنا) بخلف عن الدوري ويوقف لحمزة على نحو (سيئاتنا) بإبدال الهمزة ياء مفتوحة فقط وأمال (مع الأبرار) و (للأبرار) أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والكسائي وخلف وقلله الأزرق واختلف عن حمزة فروى الكبرى عنه من روايتيه جماعة ورواها عن خلف جمهور العراقيين وقطعوا لخلاد بالفتح وروى التقليل عنه من الروايتين جمهور المغاربة والمصريين وهو الذي في الشاطبية وغيرها فحصل لخلاد ثلاثة الكبرى والصغرى والفتح ولخلف الكبرى والصغرى فقط والباقون بالفتح وكذا حكم الأشرار بص وقرار بإبراهيم وقد أفلح وغافر والمرسلات.

واختلف في (وَقاتِلُوا) ، وقتلوا [الآية : ١٩٥] وفي التوبة (فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ) [الآية : ١١١] فحمزة والكسائي وخلف ببناء الأول للمفعول والثاني للفاعل فيهما (١) إما لأن الواو لا تفيد الترتيب ، أو يحمل ذلك على التوزيع أي منهم من قتل ومنهم من قاتل وافقهم المطوعي والباقون : ببناء الأول للفاعل والثاني للمفعول لأن القتال قبل القتل ويقال قتل ثم قتل ومر قريبا تشديد (قتلوا) لابن كثير وابن عامر.

واختلف في (لا يَغُرَّنَّكَ) [الآية : ١٩٦] هنا و (يَحْطِمَنَّكُمْ) بالنمل [الآية : ١٨] و (يَسْتَخِفَّنَّكَ) بالروم [الآية : ٦٠] (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ ، أَوْ نُرِيَنَّكَ) [الزخرف : ٤١ ، ٤٢] فرويس بتخفيف النون مع سكونها في الخمسة (٢) واتفق على الوقف له على نذهبن بالألف بعد الباء على أصل نون التأكيد الخفيفة ، وافقه الأعمش في رواية الشنبوذي على (لا يَحْطِمَنَّكُمْ) فقط والباقون بالتشديد في الكل.

واختلف في (لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا) [الآية : ١٩٨] هنا ، وفي الزمر [الآية : ٢٠] فأبو جعفر بتشديد النون (٣) فيهما فالموصول محله نصب والباقون بالتخفيف

__________________

(١) أي : (وقتلوا وقاتلوا) و (فيقتلون ويقتلون). [أ].

(٢) أي : (لا يغرّنك ، يحطمنكم ، يستخفّنك ...). [أ].

(٣) أي : (الذين). [أ].

٢٣٤

فالموصول رفع بالابتداء ، وعند يونس يجوز إعمالها مخففة.

وتقدم إمالة (مأواهم) لحمزة والكسائي وخلف وتقليلها للأزرق بخلفه وكذا إبدال همزها لأبي عمرو بخلفه والأصبهاني وأبي جعفر ومثلها (بئس) ويوافقهم على إبدالها الأزرق كصاحبه الأصبهاني وعن الحسن والمطوعي (نزلا) بسكون الزاي لغة.

المرسوم اتفقوا على رسم الهمزة الثانية واوا في (أؤنبئكم) وكتب (وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ) بألف بعد القاف في بعض المصاحف (١) وخرج بالقيد (يَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ) المتفق على حذفه ، (فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ) بالياء ، روى نافع (فَيَكُونُ طَيْراً) هنا وبالمائدة بحذف ألفه في المدني (٢) وخرج بفيكون كهيئة الطير المتفق على حذفه ، منهم تقية بياء بدل الألف واختلفت العراقية في اتقوا الله حق تقاته ففي بعضها بالألف وبعضها بالحذف ، سارعوا إلى مغفرة بواو قبل السين في المكي والكوفي والبصري وبحذفها في المدني والشامي والإمام ، أفائن مات بياء بين الألف والنون ، بالزبر بياء الجر في الزبر في الشامي وبالكتاب في بعض الشامية بالباء وبلا باء فيهما في الخمس المصاحف روى نافع وقاتلوا آخر السورة بالألف (٣) وكتبوا في بعضها لإلى الله تحشرون بزيادة ألف بين الألف المعانقة للام واللام.

المقطوع ، والموصول اتفق على وصل لكيلا تحزنوا كالحج والأحزاب والحديد وما عداها مقطوع نحو (كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً).

هاء التأنيث (نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ) إذ بالتاء وكذا (امْرَأَتُ عِمْرانَ) [الآية : ٣٥] ، وكذا كل امرأة مع زوجها ، وكذا (لَعْنَتَ اللهِ) هنا (٤) [الآية : ٦١ ، ٨٧] وبالنور [الآية : ٩].

ياءات الإضافة ست (وَجْهِيَ لِلَّهِ) [الآية : ٢٠] ، (مِنِّي إِنَّكَ) [الآية : ٣٥] ، و (لِي آيَةً) [الآية : ٤١] ، (إِنِّي أُعِيذُها) [الآية : ٣٦] ، (أَنْصارِي إِلَى اللهِ) [الآية : ٥٢] ، (أَنِّي أَخْلُقُ) [الآية : ٤٩] ، وتقدم عن ابن محيصن والمطوعي تسكين ياء الإضافة من (بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ) [الآية : ٤٠] فتكون سابعة.

الزوائد ثلاث (وَمَنِ اتَّبَعَنِ) ، [الآية : ٢٠] ، (وَأَطِيعُونِ) ، [الآية : ٥٠] (وَخافُونِ) [الآية : ١٧٥].

__________________

(١) وفي بعضها بالحذف. ووجه الخلاف قصد موافقة كل قراءة رسما صريحا.

(٢) ووجهه احتمال القراءتين فقراءة القصر قياسية وقراءة المد اصطلاحيه.

(٣) ورواه جماعة بحذفها ووجهه احتمال قراءتي القصر والمد تصريحا ، وتقديرا.

(٤) كان من حقه أن يقيده بفنجعل ليخرج الموضع الثاني : أن عليهم لعنة المتفق على رسمه بالهاء.

٢٣٥

سورة النساء

مدنية آيها مائة وسبعون وخمس حجازي وبصري وست كوفي وسبع شامي اختلافها آيتان : (أن تضلوا السبيل) كوفى وشامى ، (عذابا أليما) شامى مشبه الفاصلة ثمانية (احديهن قنطار ، عليهن سبيلا ، أجل قريب ، للناس رسولا ، لمن ليبطئن ، يكتب ما يبيتون ، ملة إبراهيم حنيفا ، المقربون) ، وعكسه أربعة : (ألا تعولوا ، مريئا ، أجرا عظيما ، ليهديهم طريقا).

القراءات تقدم الإدغام مع ذهاب صفة الاستعلاء في (خَلَقَكُمْ) [الآية : ١] لأبي عمرو بخلفه وكذا يعقوب وإسقاط الغنة لخلف عن حمزة (في نفس واحدة) وترقيق راء (كثيرا) للأزرق بخلفه.

واختلف في (تَسائَلُونَ) [الآية : ١] فعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف بتخفيف السين على حذف إحدى التاءين الأولى أو الثانية على الخلاف وافقهم الحسن والأعمش والباقون بالتشديد (١) على إدغام تاء التفاعل في السين.

واختلف في (وَالْأَرْحامَ) [الآية : ١] فحمزة بخفض الميم عطفا على الضمير المجرور في به على مذهب الكوفيين أو أعيد الجار وحذف للعلم به وجر على القسم تعظيما للأرحام حثا على صلتها رجوا به الله الخ وافقه المطوعي والباقون بالنصب عطفا على لفظ الجلالة أو على محل به كقولك مررت به وزيدا وهو من عطف الخاص على العام إذ المعنى اتقوا مخالفته وقطع الأرحام مندرج فيها فنبه سبحانه وتعالى بذلك وبقرنها باسمه تعالى على أن صلتها بمكان منه وأمال (الْيَتامى) [الآية : ٢ ، ٣] حمزة والكسائي وخلف وقلله بخلفه ورش وأمال فتحة التاء مع الألف بعدها الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير اتباعا لإمالة التأنيث وعن ابن محيصن تبدلوا [الآية : ٢] بتاء واحدة مشددة كالبزي في ولا تيمموا وعنه تخفيفها وعنه بتاءين كالباقين.

وعن الحسن (حُوباً) [الآية : ٢] بفتح الحاء لغة تميم في المصدر يقال حاب حوبا وحوبا وحابا وحوبة وحبابة وقيل المفتوح مصدر والمضموم اسم وأصله من حوب الإبل أي زجرها سمي به الإثم لأنه يزجر به ويطلق على الذئب لأنه يزجر عنه (وأخفى) أبو

__________________

(١) أي : (تسّاءلون ...). [أ].

٢٣٦

جعفر النون عند الخاء من (وإن خفتم) وأمال (طابَ) [الآية : ٣] حمزة وفتحه الباقون وأمال (مثنى) و (أدنى) حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق.

واختلف (فَواحِدَةً) [الآية : ٣] فأبو جعفر بالرفع على الابتداء والمسوغ اعتمادها على فاء الجزاء والخبر محذوف أي كافية أو خبر محذوف أي فالمقنع واحدة أو فاعل بمحذوف أي فيكفي واحدة والباقون بالنصب أي فاختاروا أو انكحوا ويوقف لحمزة على (هنيئا) و (مريئا) بالإبدال ياء مع الإدغام لزيادة الياء وقرأهما أبو جعفر كذلك في الحالين بخلف عنه من روايتيه (وأسقط) الهمزة الأولى من (السفهاء أموالكم) قالون والبزي وأبو عمرو ورويس من طريق أبي الطيب وسهل الثانية الأصبهاني عن ورش وأبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب وبه قرأ الأزرق في أحد وجهيه والثاني عنه إبدالها ألفا مع إشباع المد للساكنين وقرأ قنبل بإسقاط الأولى كالبزي من طريق ابن شنبود ومن غير طريقه بتسهيل الثانية وبإبدالها ألفا كالأزرق والباقون بتحقيقها.

وعن الحسن (اللَّاتِي) [الآية : ١٥] مطابقة للفظ الجمع.

واختلف في (لَكُمْ قِياماً) [الآية : ٥] فنافع وابن عامر بغير ألف هنا (١) وبه قرأ ابن عامر وحده في المائدة وهو قياما للناس على أن قيما مصدر كالقيام وليس مقصورا منه والباقون بالألف فيهما مصدر قام أي التي جعلها الله تعالى سبب قيام أبدانكم أي بقائها وسبق إمالة ألفي (اليتامى) ونحو (كفى) وضم هاء (عليهم وإليهم) وعن الحسن (وليخش) و (فليتقوا وليقولوا) بكسر اللام في الثلاثة وعن ابن محيصن بخلف (٢) (ضعفا) بضم الضاد والعين والتنوين وعنه ضم الضاد وفتح العين والمد والهمز بلا تنوين وأمال (ضعافا) حمزة وكذا (خافُوا) [الآية : ٩] بخلف عن خلاد في الأول وفتحهما الباقون.

واختلف في (وَسَيَصْلَوْنَ) [الآية : ١٠] فابن عامر وأبو بكر بضم الياء مبنيا للمفعول من الثلاثي وافقهما الحسن والباقون بالفتح من صلى النار لازمها.

واختلف في (وَإِنْ كانَتْ واحِدَةً) [الآية : ١١] فنافع وأبو جعفر بالرفع على أن كان تامة والباقون بالنصب على أنها ناقصة.

واختلف في (أَمْ) [الآية : ١١] المضاف للمفرد من (فَلِأُمِّهِ) [الآية : ١١] معا (فِي أُمِّها) بالقصص [الآية : ٥٩] (فِي أُمِّ الْكِتابِ) بالزخرف [الآية : ٤] فحمزة والكسائي بكسر الهمزة في الأربعة لمناسبة الكسرة أو الياء ولذلك لا يكسرانها في الأخيرين إلا وصلا فإذا ابتدءا ضماها وافقهم الأعمش والباقون بضمها في الحالين وأما المضاف للجمع وذلك في أربعة مواضع : في «بطون أمهاتكم» بالنحل والزمر و «بيوت

__________________

(١) أي : (قيما ...). [أ].

(٢) الأول من الكتابين والثاني من المفردة.

٢٣٧

أمهاتكم» بالنور «بطون أمهاتكم» بالنجم فكسر الهمزة والميم معا في الأربعة حمزة اتبع حركة الميم حركة الهمزة فكسرت الميم تبع التبع كالإمالة للإمالة ولذا إذا ابتدأ بها ضم الهمزة وفتح الميم وافقه الأعمش وكسر الكسائي الهمزة وحدها والباقون بضم الهمزة وفتح الميم في الأربعة على الأصل وهذا في الدرج أما في الابتداء بهمزة أم وأمهات فلا خلاف في ضمها وخرج بقيد الحصر نحو : «وعنده أم الكتاب» «فؤاد أم موسى» «وأمهاتكم اللاتي» فلا خلاف في ضمه.

واختلف في (يُوصِي) [الآية : ١١ ، ١٢] في الموضعين فابن كثير وابن عامر وأبو بكر بفتح الصاد فيهما على البناء للمفعول وبها في محل رفع نائب الفاعل وقرأ حفص بالفتح في الأخيرة فقط لاتباع الأثر وافقهم ابن محيصن فيهما والباقون بالكسر فيهما على البناء للفاعل أي يوصى المذكور أو الموروث وبها في محل نصب وعن الحسن (يُوصِي) بفتح الواو وكسر الصاد مشددة فيهما وعنه والمطوعي (يُورَثُ) بفتح الواو وكسر الراء مشددة مبنيا للفاعل وكلالة نصب على الحال إن أريد بها الميت والمفعولان محذوفان أي يورث وارثا ماله حال كونه كلالة وعن الحسن أيضا (مضار) بغير تنوين (وصية) بالخفض بالإضافة (١) وقرأه الجمهور بالنصب مصدرا مؤكد أي يوصيكم الله بذلك وصية.

واختلف في (يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ) [الآية : ١٣] و (يُدْخِلْهُ ناراً) [الآية : ١٤] و (يُدْخِلْهُ) و (يُعَذِّبْهُ) في الفتح [الآية : ١٧] و (يُكَفِّرْ عَنْهُ ، ويُدْخِلْهُ) في التغابن [الآية : ٩] و (يُدْخِلْهُ) في الطلاق [الآية : ١١] فنافع وابن عامر وكذا أبو جعفر بنون العظمة في السبعة وافقهم الحسن هنا والفتح ووافقهم المطوعي في الطلاق والتغابن والباقون بالياء فيهن (وأخفى) التنوين عند الخاء من (نارا خالدا) أبو جعفر وأمال (يَتَوَفَّاهُنَ) [الآية : ١٥] حيث جاء وكذا (أفضى) حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق.

واختلف في (الَّذانِ يَأْتِيانِها) [الآية : ١٦] هنا وإن هذين بطه وهذان خصمان بالحج ابنتي هاتين وفذانك كلاهما بالقصص وأرنا اللذين بفصلت فابن كثير بتشديد النون فيها كلها وقرأ أبو عمرو ورويس بالتشديد في فذانك وافقهما الحسن واليزيدي والشنبوذي وتسمى هذه الأسماء مبهمات مبنية للافتقار فالتشديد في الموصول على جعل إحدى النونين عوضا عن الياء المحذوفة التي كان ينبغي أن تبقى وذلك أن الذي مثل القاضي تثبت ياؤه في التثنية فكان حق ياء الذي والتي كذلك ولكنهم حذفوها إما لأن هذه تثنية على غير قياس وإما لطول الكلام بالصلة ووجه تشديد فذانك أن إحدى النونين للتثنية والأخرى خلف عن لام ذلك أو بدل منها والباقون بالتخفيف فيهن (وغلظ) الأزرق لام

__________________

(١) أي بإضافة اسم الفاعل إلى وصية ، والمضارة لا تقع بالوصية بل بالورثة لكن لما وصى الله تعالى لورثة جعل المضرة الواقعة بهم كأنها واقعة بنفس الوصية مبالغة في ذلك. أفاده السمين.

٢٣٨

(وأصلحا) (ونقل) حركة همز (ألان) ورش من طريقيه وابن وردان بخلف عنه.

واختلف في (كَرْهاً) [الآية : ١٩] هنا والتوبة [الآية : ٥٣] والأحقاف [الآية : ١٥] فحمزة والكسائي وكذا خلف بضم الكاف فيهن وقرأ ابن ذكوان وعاصم ويعقوب كذلك في الأحقاف واختلف فيه عن هشام وافقهم على الثلاث الحسن والأعمش والباقون بالفتح وهما لغتان وعن الفراء الفتح بمعنى الإكراه والضم ما يفعله الإنسان كارها من غير إكراه مما هو فيه مشقة.

واختلف في (بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ) [الآية : ١٩] هنا والأحزاب [الآية : ٣٠] والطلاق [الآية : ١] و (مُبَيِّناتٍ وَمَثَلاً) و (مُبَيِّناتٍ وَاللهُ يَهْدِي) بالنور [الآية : ٣٤ ، ٤٦] (آياتِ اللهِ مُبَيِّناتٍ) بالطلاق [الآية : ١١] فنافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ويعقوب بكسر الياء في مبينة الواحد وفتحها في مبينات الجمع وافقهم اليزيدي ، وقرأ ابن كثير وشعبة بفتح الياء في الستة وافقهما ابن محيصن بخلف في الجمع وقرأ ابن عامر وحفص وحمزة والكسائي وكذا خلف بالكسر فيها كلها وافقهم الأعمش وعن الحسن الفتح في المفرد والكسر في الجمع عكس نافع فالفتح فيهما على أنه اسم مفعول من المتعدي فمعنى الواحد بينها من يدعيها ومعنى الجمع أن الله بينها والكسر اسم فاعل إما من بين المتعدي والمفعول محذوف أي مبينة حال مرتكبها أو من اللازم يقال بإن الشيء وأبان واستبان وبين وتبين بمعنى واحد أي ظهر.

وأمال (عسى) حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق والدوري عن أبي عمر وبخلف عنهما (وعن) ابن محيصن (آتيتم إحديهن) بكسر الميم بنقل حركة الهمزة إليها وكذا همزة إحدى وإنها لإحدى بوصل همزة إحدى تخفيفا وسهّل الهمزة الأولى كالياء (من النساء إلا) موضعي هذه السورة ونحوه قالون والبزي مع المد والقصر وسهل الثانية كالياء ورش من طريقيه وأبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب وللأزرق إبدالها أيضا يا ساكنة فيشبع المد للساكنين وأسقط الأولى مع المد والقصر أبو عمرو ورويس من طريق أبي الطيب وقنبل من طريق ابن شنبوذ ولقنبل وجهان آخران وهما تسهيل الثانية كالباء وإبدالها ياء كالأزرق فهما والباقون بتحقيقهما وأظهر دال (قد سلف) نافع وابن كثير وابن ذكوان وعاصم وأبو جعفر ويعقوب.

واختلف في (الْمُحْصَناتُ) [الآية : ٢٤] و (محصنات) معرفا ومنكرا حيث جاء فالكسائي بكسر الصاد لأنهن يحصن أنفسهن بالعفاف أو فروجهن بالحفظ إلا الأول هنا فقرأه بالفتح لأن المراد به المزوجات (وعن) الحسن الكسر في الكل والباقون بالفتح أسند الإحصان إلى غيرهن من زوج أو ولي أو الله تعالى.

واختلف في (وَأُحِلَّ لَكُمْ) [الآية : ٢٤] فحفص وحمزة والكسائي وكذا أبو جعفر وخلف بضم الهمزة وكسر الحاء مبنيا للمفعول وافقهم الحسن والمطوعي ، والباقون بالفتح فيهما مبنيا للفاعل.

٢٣٩

واتفق على كسر صاد (مُحْصِنِينَ) [الآية : ٢٤] (ويوقف) لحمزة على نحو : (متخذات أخدان) بوجهين التخفيف وإبدال الهمزة ياء مفتوحة (١) وأخدان بدال مهملة اتفاقا أي أخلاء في السر.

واختلف في (أُحْصِنَ) [الآية : ٢٥] فأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف بفتح الهمزة والصاد مبنيا للفاعل أي أحصن فروجهن وأزواجهن وافقهم الحسن والأعمش والباقون بضم الهمزة وكسر الصاد على البناء للمفعول على أن المحصن لهن الزوج وضم الهاء من (عليهن) يعقوب ووقف بخلفه بهاء السكت.

واختلف في (تِجارَةً عَنْ تَراضٍ) [الآية : ٢٩] فعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف بنصب تجارة على أن كان ناقصة واسمها ضمير الأموال وافقهم الحسن والأعمش والباقون بالرفع على أنها تامة وعن تراض صفة لتجارة فموضعه رفع أو نصب وعن الحسن والمطوعي (ولا تقتّلوا) بضم التاء الأولى وفتح القاف وكسر الثانية مشددة على التكثير (وأدغم) لام (يفعل) في ذال (ذلك) أبو الحارث عن الكسائي (وعن) المطوعي (نصليه) بفتح النون من صليه يصليه ومنه شاة مصلية (ويكفر عنكم ويدخلكم) بياء الغيبة لله تعالى.

واختلف في (مُدْخَلاً) [الآية : ٣١] هنا فنافع والحج وأبو جعفر بفتح الميم فيهما فيقدر له فعل ثلاثي مطاوع ليدخلكم أي ويدخلكم فتدخلون مدخلا وخرج رب أدخلني مدخل صدق المتفق على ضمه والباقون بالضم اسم مصدر من الرباعي كاسم المفعول والمدخول فيه حينئذ محذوف أي ويدخلكم الجنة إدخالا أو اسم مكان أي ندخلكم مكانا كريما فنصبه إما على الظرف وعليه سيبويه أو أنه مفعول به وعليه الأخفش وهكذا كل مكان بعد دخل وهي قراءة واضحة لأن اسم المصدر والمكان جاريان على فعليهما وقرأ (واسئلوا) أمر المخاطب إذا تقدمه واو أو فاء بنقل حركة الهمزة إلى السين ابن كثيرة والكسائي وخلف فإن لم يتقدمه ذلك فالكل على النقل نحو سل بني إسرائيل وإن كان لغائب فالكل بالهمز نحو وليسألوا ما أنفقوا إلا حمزة وقفا.

واختلف في (عَقَدَتْ) [الآية : ٣٣] فعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف بغير ألف (٢) وافقهم الأعمش أسند الفعل إلى الإيمان وحذف المفعول أي عهودهم والباقون بالألف من باب المفاعلة أي ذوو أيمانكم ذوي أيمانهم أو تجعل الأيمان معاقدة ومعاقدة والمعنى عاقدتهم وماسحتهم أيديكم كان الحليف يضع يمينه في يمين صاحبه ويقول دمي دمك وثاري ثارك وحربي حربك وترثني وأرثك فكان يرث السدس من مال حليفه فنسخ بقوله تعالى : وأولى الأرحام الخ وعن المطوعي تشديد القاف.

__________________

(١) أي : (يخدان ...). [أ].

(٢) أي : (عقدت ...). [أ].

٢٤٠