إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبدالغني الدمياطي

إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

المؤلف:

الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبدالغني الدمياطي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-2192-8
الصفحات: ٦٢٤

واختلف في «ولا تقتلوهم حتى يقتلوكم فإن قتلوكم» [الآية : ١٩١] فحمزة والكسائي وخلف بغير ألف (١) في الأفعال الثلاثة من القتل وافقهم الأعمش والباقون بالألف من القتال وأمال (الكافرين) أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي ورويس وقلله الأزرق (وعن) الحسن (الحرمات) بسكون الراء وعنه أيضا (العمرة) بالرفع على الابتداء ولله الخبر أي متعلقة على أنها جملة مستأنفة (وأبدل) الهمزة من (رأسه) أبو عمرو بخلفه وأبو جعفر كحمزة وقفا ولم يبدله ورش من طريقيه كالباقين.

وقرأ (فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ) [الآية : ١٩٧] بالرفع منونا فيهما ابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب (٢) وزاد أبو جعفر وحده فرفع (ولا جدال) كذلك وافقه الحسن وتقدم توجيه ذلك عند قوله تعالى فلا خوف عليهم والرفث بالفرج الجماع وباللسان المواعدة للجماع بالعين الغمز له وهو هنا مواعدة الجماع والتعريض للنساء به.

وأمال (التقوى) حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والتقليل الأزرق وأبو عمرو (وأثبت) ياء (اتقون يا أولي) أبو عمرو وأبو جعفر وصلا (٣) وفي الحالين يعقوب.

وأمال (هَداكُمْ) [الآية : ١٩٨] حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق (وتقدم) ترقيق راء (استغفروا) للأزرق بخلفه وأدغم الكاف في الكاف من (مَناسِكَكُمْ) [الآية : ٢٠٠] أبو عمرو بخلفه ويعقوب من المصباح وكذا يقول ربنا ، وتقدم حكم إمالة (الدنيا) وإخفاء النون عند الخاء في (مِنْ خَلاقٍ) [الآية : ٢٠٠] (وكذا) إمالة (النَّارَ واتَّقى ، وتَوَلَّى سَعى) [الآية : ٢٠٥] (وعن) ابن محيصن والحسن (ويشهد الله) بفتح الياء والهاء والله بالرفع فاعلا أي ويطلع الله على ما في قلبه من الكفر وعنهما أيضا (وَيُهْلِكَ) [الآية : ٢٠٥] بفتح الياء وكسر اللام من هلك الثلاثي (والحرث) بالرفع فاعل (والنسل) عطف عليه والجمهور بضم الياء من أهلك والحرث والنسل بالنصب وتقدم الكلام على إشمام (قيل) وإمالة (الناس) وأمال (مرضات) الكسائي حيث جاء وفتحها الباقون ووقف عليه بالهاء الكسائي وحده ووقع في الأصل هنا إنه جعل معه خلفا في اختياره ولعله سبق قلم والباقون بالتاء وذكر قريبا الخلاف في قصر همزة (رؤف) ومده (وكذا) ضم الطاء من خطوات.

واختلف في (السّلم) هنا والأنفال والقتال فنافع وابن كثير والكسائي وأبو جعفر بفتح السين هنا وافقهم ابن محيصن والباقون بالكسر وقرأ أبو بكر بالكسر في الأنفال وافقه ابن محيصن والحسن وقرأ أبو بكر وحمزة وكذا خلف بالكسر أيضا في القتال وافقهم ابن محيصن والأعمش فقيل هما بمعنى وهو الصلح وقيل بالكسر الإسلام وبالفتح الصلح واتفقوا عن الأزرق على ترقيق لام (ظلل) لضم ما قبلها.

__________________

(١) أي : (تقتلوهم ، يقتلوكم ، قتلوكم). [أ].

(٢) وافقهم ابن محيصن.

(٣) وافقهم الحسن.

٢٠١

واختلف في (الْمَلائِكَةِ) [الآية : ٢١٠] فأبو جعفر بالخفض عطفا على ظلل أو الغمام والباقون بالرفع عطفا على اسم الله تعالى.

واختلف (تُرْجَعُ الْأُمُورُ) [الآية : ٢١٠] بفتح حرف المضارعة على البناء للفاعل ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب (١) والباقون ببنائه للمفعول وسبق تسهيل همز (إسرائيل) لأبي جعفر مع المد والقصر والخلاف في مده للأزرق ويوقف لحمزة عليه بتحقيق الأولى من غير سكت على (بني) وبالسكت ، وبالتقليل ، وبالإدغام وتسهيلها بين بين ضعيف وأما الثانية فتسهل كالياء فقط مع المد والقصر فهى ثمانية أوجه ومر إمالة (جاءته) لحمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلف عنه.

وعن ابن محيصن (زُيِّنَ) [الآية : ٢١٢] مبنيا للفاعل (الحياة) بالنصب مفعول والفاعل الله تعالى وعنه كذلك في (زيّن للناس حب) بآل عمران والجمهور بالبناء للمفعول ورفع (الحياة وحب).

واختلفوا في (لِيَحْكُمَ) [الآية : ٢١٣] هنا وفي آل عمران وموضعي النور فأبو جعفر بضم الياء وفتح الكاف مبنيا للمفعول حذف فاعله لإدارة عموم الحكم من كل حاكم والباقون ببنائها للفاعل أي ليحكم كل نبي [وتقدم الخلف] في إمالة (جاءتهم).

وقرأ (يَشاءُ إِلى) [الآية : ٢١٣] بتحقيق الأولى وإبدال الثانية واوا خالصة مكسورة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس (٢) ولهم في الثانية تسهيلها كالياء وأما تسهيلها كالواو فتقدم رده عن النشر والباقون بتحقيقها وتقدم سين (صِراطَ) [الآية : ٢١٣] لقنبل بخلفه ورويس وإشمامها لخلف عن حمزة وإبدال همزة (البأساء) لأبي عمرو بخلفه وأبي جعفر ولم يبدلها ورش من طريقيه.

واختلف في (حَتَّى يَقُولَ) [الآية : ٢١٤] فنافع بالرفع لأنه ماض بالنسبة إلى زمن الإخبار أو حال باعتبار حكاية الحال الماضية والناصب يخلص للاستقبال فتنافيا والباقون بالنصب لأن حتى من حيث هي حرف جر لا تلي الفعل إلا مؤولا بالاسم فاحتيج إلى تقدير مصدر فأضمرت أن وهي مخلصة للاستقبال فلا تعمل إلا فيه ويقول حينئذ مستقبل بالنظر إلى زمن الزلزال فنصبته مقدرة وجوبا.

وأمال (متى وعسى) حمزة والكسائي وخلف والأعمش وبالفتح والتقليل الأزرق والدوري عن أبي عمرو وصريح قول الطيبة : قيل حتى بلى عسى وأسفى. عنه أي الدوري نقل يفيد قصر الخلاف على الدوري فيهما لكنه نقل في النشر تقليل متى عن أبي عمرو من روايتيه جميعا عن ابن شريح وغيره وأقره ووقف على (رَحْمَتَ اللهِ)

__________________

(١) وافقهم ابن محيصن والمطوعي والحسن.

(٢) وافقهم ابن محيصن واليزيدي وكذا يقال في ما أشبهه.

٢٠٢

[الآية : ٢١٨] بالهاء أبو عمرو وابن كثير والكسائي ويعقوب (١).

واختلف في (إثم كبير) فحمزة والكسائي بالتاء المثلثة (٢) والكثرة باعتبار الآثمين من الشاربين والمقامرين وافقهما الأعمش والباقون بالموحدة أي إثم عظيم لأنه يقال لعظائم الفواحش كبائر.

واختلف في (قُلِ الْعَفْوَ) [الآية : ٢١٨] فأبو عمرو بالرفع على أن ما استفهامية وذا موصولة فوقع جوابها مرفوعا خبر مبتدأ محذوف أي الذي ينفقونه العفو وافقه اليزيدي والباقون بالنصب على أن ما ذا اسم واحد فيكون مفعولا مقدما أي أي شيء ينفقون فوقع الجواب منصوبا بفعل مقدر أي أنفقوا العفو.

وتقدّم حكم إمالة (الدنيا) وكذا (اليتامى) و (شيئا) وكذا تغليظ لام (إصلاح) ووقف حمزة على (فإخوانكم) بالتسهيل كالياء وبالتحقيق.

وقرأ (لَأَعْنَتَكُمْ) [الآية : ٢٢٠] بتسهيل الهمزة البزي وصلا ووقفا بخلف عنه ويوقف لحمزة كذلك أي بالتسهيل والتحقيق لأنه متوسط بزائد أي ولو شاء الله إعناتكم لأعنتكم أي كلفكم ما يشق عليكم من العنت وهو المشقة وعن اليزيدي لعنتكم بلام وعين مهملة ونون مفتوحات وعن الحسن والمطوعي (والمغفرة) بالرفع مبتدأ أي حاصلة بإذنه والجمهور بالجر عطفا على الجنة وبإذنه متعلق بيدعو (وإذا) وقف على (أذى) أميل الحمزة ومن معه وقلل للأزرق بخلفه.

واختلف في (يَطْهُرْنَ) فأبو بكر وحمزة والكسائي وكذا خلف تفتح الطاء والهاء مشددتين (٣) مضارع تطهر اغتسل والأصل يتطهرن كقراءة أبي وابن مسعود رضي الله عنهما (٤) والباقون بسكون الطاء وضم الهاء مخففة مضارع طهرت المرأة شفيت من الحيض واغتسلت قال البيضاوي ويدل عليه صريحا قراءة حمزة والتزاما قوله فإذا تطهرن (وأمال) (أَنَّى شِئْتُمْ) [الآية : ٢٢٣] حمزة والكسائي وخلف والأعمش وبالفتح والصغرى الأزرق والدوري وهي في ثمانية وعشرين موضعا للاستفهام وضابطها أن يقع بعدها حرف من خمسة أحرف تجمعها (شليته) وتقدم إبدال شيتم (وأبدل) الهمزة من (لا يواخذكم ، ويواخذكم) واوا مفتوحة ، ورش من طريقيه وأبو جعفر ووقف حمزة كذلك ويوقف له مع هشام بخلقه على (قروء) بالإدغام لزيادة الواو بعد البدل واوا مع السكون ومع الروم فهما وجهان واتباع الرسم متحد وتقدم سقوط الغنة على النون عند الياء في نحو (أَنْ يَكْتُمْنَ)

__________________

(١) وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن وقس عليه نظائره.

(٢) أي : (كثير ...). [أ].

(٣) أي : (يطّهّرن). [أ].

(٤) أي فأدغمت التاء في الطاء لاتحاد المخرج ، وافقهم ابن محيصن والأعمش.

٢٠٣

[الآية : ٢٢٨] لخلف عن حمزة والدوري عن الكسائي بخلفه وكذا تغليظ لام (اصلاحا) للأزرق.

واختلف في (يَخافا) [الآية : ٢٢٩] فحمزة وكذا أبو جعفر ويعقوب بضم الياء على البناء للمفعول فحذف الفاعل وناب عنه ضمير الزوجين ثم حذف الجار فموضع (أن لا يقيما) نصب عند سيبويه وجر بعلى المقدرة عند غيره ويجوز أن لا يقيما بدل اشتمال من ضمير الزوجين لأنه يحله محله والتقدير إلا أن يخاف عدم اقامتها حدود الله من المعدى لواحد وافقهم الأعمش والباقون بفتحها على البناء للفاعل وإسناده إلى ضمير الزوجين المفهومين من السياق (غلظ) الأزرق لام (طلقها وطلقتم) في الأصحّ وعن المطوعي نبينها بالنون على الالتفات وقرأ الأزرق بتفخيم راء (ضرارا) كباقي القراء لتكرارها (وأدغم) لام (يفعل) في ذال (ذلك) الليث وأظهرها الباقون.

وأمال (أَزْكى) [الآية : ٢٣٢] حمزة والكسائي وخلف لظهور الياء في ماضيه ازكيت وبالتقليل الأزرق بخلفه (عن) ابن محيصن (تتم) بفتح الياء من تم (الرضاعة) بالرفع أسند الفعل إلى الرضاعة.

واختلف في (لا تُضَارَّ) [الآية : ٢٣٣] فابن كثير وأبو عمرو وكذا يعقوب برفع الراء مشددة لأنه مضارع لم يدخل عليه ناصب ولا جازم فرفع فلا نافية ومعناه النهي للمشاكلة من حيث أنه عطف جملة خبرية على مثلها من حيث اللفظ وافقهم ابن محيصن واليزيدي وقرأ أبو جعفر بسكونها مخففة من رواية عيسى غير طريق ابن مهران عن ابن شبيب وابن جماز من طريق الهاشمي وكذلك ولا يضار كاتب آخر السورة قيل من ضار يضير ويكون السكون لإجراء الوصل مجرى الوقف وروى ابن جماز من طريق الهاشمي وعيسى من طريق ابن مهران تشديد الراء وفتحها فيهما ولا خلاف عنهم في مد الألف للساكنين وعن الحسن براءين مفتوحة فساكنة والباقون بفتحها مشددة على أن لا ناهية فهي جازمة فسكنت الراء الأخيرة للجزم وقبلها راء ساكنة مدغمة فالتقى ساكنان فحركنا الثاني لا الأول وإن كان الأصل للأول وكانت فتحة لأجل الألف إذ هي أختها (وغلظ) الأزرق لام (فصالا) بخلف عنه للفصل بالألف (وضم) يعقوب الهاء من (عليهما).

واختلف في (ما آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ) [الآية : ٢٣٣] هنا (وما أتيتم من ربا) أول الروم فابن كثير بقصر الهمزة فيهما من باب المجيء أي جئتم وفعلتم والباقون بالمد من باب الإعطاء فهو متعد لاثنين واتفقوا على مد ثاني الروم (وبوقف) لحمزة على (في أنفسهن ، وفي أنفسكم) بالتحقيق مع عدم السكت ومع السكت على الياء قبل الهمزة وبالنقل وبالإدغام فهى أربعة وأما التسهيل بين بين فضعيف (ومر) وقف يعقوب بالهاء على (أنفسهن) بخلفه وأبدل الهمزة الثانية ياء خالصة مفتوحة من (خطبة النساء أو) نافع وابن

٢٠٤

كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس (١) والباقون بالتخفيف وبهما وقف حمزة على أو (وسبق) الخلاف للأزرق في ترقيق راء (سرا) وكذا وقف حمزة على نحو : (الْكِتابُ أَجَلَهُ) [الآية : ٢٣٥] بالتخفيف وبإبدال الهمزة واوا خالصة مفتوحة.

واختلف في (ما لَمْ تَمَسُّوهُنَ) [الآية : ٢٣٦] معا هنا ، والأحزاب فحمزة والكسائي وخلف بضم التاء وألف بعد الميم (٢) من باب المفاعلة وافقهم الأعمش والباقون ، بفتح التاء بلا ألف في الثلاثة ، ووقف عليها يعقوب بهاء السكت بخلف عنه.

واختلف في (قدره) في الموضعين فابن ذكوان وحفص وحمزة والكسائي وكذا خلف وأبو جعفر بفتح الدال فيهما وافقهم الأعمش والباقون بسكونها فيهما وهما بمعنى واحد وعليه الأكثر وقيل بالتسكين الطاقة وبالتحريك المقدار.

وقرأ في (بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ) [الآية : ٢٣٦] باختلاس كسرة الهاء رويس والباقون بالإشباع وكذا بيده فشربوا منه وبيده ملكوت بالمؤمنين ويس.

وأمال (التقوى ، والوسطى) حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو وأخفى النون عند الخاء من (فإن خفتم) أبو جعفر وعن ابن محيصن من المبهج (فرجالا) بضم الراء وتشديد الجيم.

واختلف في (وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ) [الآية : ٢٤٠] فنافع وابن كثير وأبو بكر والكسائي وكذا أبو جعفر ويعقوب وخلف بالرفع على أنه مبتدأ خبره لأزواجهم والمسوغ كونه موضع تخصيص كسلام عليكم وافقهم ابن محيصن (٣) والمطوعي والباقون بالنصب على أنه مفعول مطلق أي وليوص الذين أو مفعول به أي كتب الله عليكم والذين فاعل على الأول مبتدأ على الثاني (ورقق) راء غير إخراج الأزرق ولم يجعل الساكن وهو الخاء في إخراج حاجزا بل أجراه مجرى الحروف المستفلة لما فيه من الهمس.

وأمال (أحياهم) الكسائي وحده وبالفتح والتقليل الأزرق.

وأمال (الناس) الدوري عن أبي عمرو بخلفه.

واختلف في (فَيُضاعِفَهُ) [الآية : ٢٤٠] هنا والحديد فابن عامر وعاصم ويعقوب بنصب الفاء فيهما على إضمار أن عطفا على المصدر المفهوم من يقرض معنى فيكون مصدرا معطوفا على تقديره من ذا الذي يكون منه إقراض فمضاعفه من الله أو على جواب الاستفهام وإن وقع عن المقرض لفظا فهو عن القرض معنى كانه قال أيقرض الله أحد فيضاعفه له وافقهم الشنبوذي فيهما والحسن في الحديد والباقون بالرفع على الاستئناف أي فهو يضاعفه.

__________________

(١) وافقه ابن محيصن واليزيدي وقس عليه ما ماثله.

(٢) أي : (تماشوهنّ). [أ].

(٣) من المبهج.

٢٠٥

واختلف في حذف الألف ، وتشديد العين منهما ، ومن سائر الباب وجملته عشرة مواضع موضعي البقرة و (مُضاعَفَةً) [الآية : ١٣٠] بآل عمران و (يُضاعِفْها) [الآية : ٤٠] بالنساء و (يُضاعَفُ لَهُمُ) [الآية : ٢٠] بهود و (يُضاعِفُ) [الآية : ٢٠] الفرقان و (يُضاعَفْ لَهَا) [الآية : ٣٠] بالأحزاب (فَيُضاعِفَهُ لَهُ ، يُضاعَفُ لَهُمُ) [الآية : ١١ ، ١٨] بالحديد (يُضاعِفْهُ) [الآية : ١٧] بالتغابن فابن كثير وابن عامر وكذا أبو جعفر ويعقوب بالتشديد مع حذف الألف في جميعها وافقهم ابن محيصن من المبهج في غير الحديد والنساء والباقون بالتخفيف والمد وهما لغتان.

واختلف في و (يَبْسُطُ) [الآية : ٢٤٥] هنا وفي (الْخَلْقِ بَصْطَةً) بالأعراف [٦٩] فالدوري عن أبي عمرو وهشام وخلف عن حمزة ، وكذا رويس ، وخلف بالسين فيهما على الأصل وافقهم اليزيدي والحسن واختلف عن قنبل والسوسي وابن ذكوان وحفص وخلاد فاما قنبل فابن مجاهد عنه بالسين وابن شنبوذ عنه بالصاد وأما السوسي فابن حبش عن أبي جرير عنه بالصاد فيهما وكذا روى ابن جمهور عن السوسي وروى سائر الناس عنه السين فيهما وهو في الشاطبية وغيرها وأما ابن ذكوان فالمطوعي عن الصوري والشذائي عن الرملي عن ابن ذكوان بالسين فيهما وروى زيد والقباب عن الرملي وسائر أصحاب الأخفش عنه الصاد فيهما إلا النقاش فإنه روى عنه السين هنا والصاد في الأعراف وبه قرأ الداني على عبد العزيز بن محمد وبالصاد فيهما قرأ على سائر شيوخه في رواية ابن ذكوان ولم يذكر وجه السين فيهما عن الأخفش إلا فيما ذكر ولم يقع ذلك للداني تلاوة كذا في النشر قال فيه والعجب كيف عول عليه أي على السين الشاطبي ولم يكن من طرقه ولا من طرق التيسير وعدل عن طريق النقاش الذي لم يذكر في التيسير غيرها وهذا الموضع مما خرج فيه عن التيسير وطرقه فليعلم وأما حفص فالولي عن الفيل وذرعان كلاهما عن عمرو عن حفص بالصاد فيهما وروى عبيد عنه بالسين فيهما ونص له على الوجهين المهدوي وابن شريح وغيرهما وأما خلاد فابن الهيثم من طريق ابن ثابت عنه بالصاد فيهما وروى ابن نصر عن ابن الهيثم والنقاش عن ابن شاذان كلاهما عن خلاد بالسين فيهما وعن ابن محيصن الخلف فيهما أيضا والباقون بالصاد فيهما قال أبو حاتم وهما لغتان ورسمهما بالصاد تنبيها على البدل واتفق على سين وزاده بسطة في العلم بالبقرة للرسم إلا ما رواه ابن شنبوذ عن قنبل من جميع الطرق عنه بالصاد وهو المراد من قول الطيبة وخلف العلم زر ولا إشمام لأحد في ذلك ولذا قال الشاطبي وبالسين باقيهم.

وقرأ (وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [الآية : ٢٤٥] بفتح التاء وكسر الجيم مبنيا للفاعل يعقوب والباقون وبالبناء للمفعول وتقدم تسهيل همز (إسرائيل) ومده وإمالة (موسى) وهمز (نبيء).

٢٠٦

واختلف في (عَسَيْتُمْ) [الآية : ٢٤٦] هنا ، والقتال فنافع بكسر السين وهي لغة والباقون بالفتح وهو الأصل للإجماع عليه في عسى وسبق إمالة (ديارنا) وضم الهاء وكذا الميم من (عليهم القتال) وهمز (نبئهم) وإمالة (فأنى ، واصطفيه) وكذا إمالة (وزاده بسطة) لابن ذكوان وهشام بخلف عنهما وحمزة وفتحها للباقين وغلظ الأزرق لام (فصل) وصلا واختلف عنه وقفا والأرجح التغليظ فيه أيضا وفتح ياء (مني) إلا نافع وأبو عمرو وأبو جعفر.

واختلف في (غُرْفَةً) [الآية : ٢٤٩] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر بفتح الغين على أنها مصدر للمرة وافقهم ابن محيصن واليزيدي والشنبوذي والباقون بالضم اسم للماء المغترف وأدغم أبو عمرو بخلفه ويعقوب من المصباح هاء (جاوزه) في هاء (هو) وكذا واو وهو في واو العطف بعدها (وأبدل) أبو جعفر همز (فئة) ياء مفتوحة في الحالين كحمزة وقفا (ومر) إمالة (الكافرين لأبي عمرو ابن ذكوان من طريق الصورى ورويس وتقليلها للأزرق وكذا ادغام الدال في الجيم من (داود جالوت) لأبي عمرو ويعقوب بخلفهما (وكذا) إمالة (وآتاه) لحمزة والكسائي وخلف وتقليله للأزرق مع مد البدل وتوسيطه وفتحه له مع تثليث مد البدل فهي خمسة كما تقدم ومر لبعض مشايخنا منع الفتح مع التوسط من طرق الحرز.

واختلف في (دَفْعُ اللهِ) [الآية : ٢٥١] هنا وفي الحج [الآية : ٤٠] فنافع وأبو جعفر ويعقوب بكسر الدال وألف بعد الفاء مصدر دفع ثلاثيا نحو : كتب كتابا ، ويجوز أن يكون مصدر دافع كقاتل قتالا وافقهم الحسن والباقون : بفتح الدال ، وسكون الفاء (١) مصدر دفع ثلاثيا وعن المطوعي إسكان سين (الرسل) (واتفق) القراء الأربعة عشر على رفع الجلالة من قوله تعالى (منهم من كلم الله) على الفاعلية والضمير المحذوف العائد على الموصول هو المفعول وقرئ بالنصب على أن الفاعل ضمير مستكن عائد على الموصول أيضا والجلالة نصب على التعظيم وتقدم تسكين دال (القدس) لابن كثير (٢) ومد (أيدناه) لابن محيصن.

وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب (لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفاعَةٌ) [الآية : ٢٥٤] هنا بالفتح من غير تنوين على جعل لا جنسية والباقون بالرفع والتنوين على جعلها ليسية وتقدم للأزرق ترقيق راء (الكافرون) بخلفه (وعن) الحسن هنا وفي آل عمران (الحي القيوم) بنصبهما وعن المطوعي القيام كديور وديار (وإذا) قرئ لحمزة نحو (لا إله ، ولا إكراه) عند من وسط له لا ريب للمبالغة تعين المد المشبع هنا عملا بأقوى السببين كما تقدم وإذا قرئ لنحو قالون ممن له خلاف في المنفصل مع قوله عنده إلا فإن قصر الأول قصر الثاني وإن مد الأول مد الثاني وله قصره على مد الأول للسبب المعنوي وهو

__________________

(١) أي : (دفع). [أ].

(٢) وكذا ابن محيصن.

٢٠٧

التعظيم (ومر) مد (شيء) وتوسطه للأزرق وكذا ورد توسطه لحمزة (وكذا) إمالة (شاء) لحمزة وهشام بخلف عنه وابن ذكوان وخلف (وكذا) ترقيق راء (اكراه) للأزرق (وأجمعوا) على إدغام نحو (قد تبين) (وعن) الحسن (الرشد) بضم الشين كالعنق وعنه إسكان لام (الظلمات) (وتقدم) (إبراهام) بألف لابن عامر من غير طريق النقاش عن ابن ذكوان (وأسكن) ياء (ربي الذي يحيى) حمزة (١) (وتقدم) قريبا إمالة (آتاه) وكذا تقليلها مع الفتح للأزرق وتثليث مد البدل له.

واختلف في إثبات الألف وحذفها من (إِنَّا) [الآية : ٢٥٨] في الوصل إذا أتى بعدها همزة قطع مضمومة وهو موضعان (أنا أحي) بالبقرة (أنا أنبئكم) بيوسف أو مفتوحة وهو عشرة تأتي إن شاء الله تعالى أو مكسورة وهي ثلاثة (أنا إلا نذير) بالأعراف والشعراء والأحقاف (فنافع) : وأبو جعفر بإثباتها عند المضمومة والمفتوحة واختلف عن قالون عند المكسورة والوجهان صحيحان عن قالون من طريق أبي نشيط كما في النشر وأما من طريق الحلواني فبالحذف فقط إلا من طريق أبي عون عنه فالإثبات كما يفهم من النشر والباقون بحذف الألف في ذلك كله وصلا ولا خلاف في إثباتها وقفا للرسم وهو ضمير منفصل والاسم منه أن عند البصريين والألف زائدة لبيان الحركة في الوقف وفيه لغتان لغة تميم إثباتها وصلا ووقفا وعليها تحمل قراءة المدنيين والثانية إثباتها وقفا فقط (وسبق) إمالة (أنى) (وأبدل) أبو جعفر همز (مائة) ياء مفتوحة وصلا ووقفا كحمزة وقفا (وأدغم) ثاء (لبثت) في تائها أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر (٢).

وقرأ (يَتَسَنَّهْ)(٣) [الآية : ٢٥٩] بحذف الهاء وصلا وإثباتها وقفا على أنها للسكت حمزة والكسائي ويعقوب وخلف (٤) والباقون بإثباتها وقفا ووصلا وهي للسكت أيضا وأجرى الوصل مجرى الوقف ويحتمل أن تكون أصلا بنفسها وأمال (حمارك) أبو عمرو وابن ذكوان من أكثر طرقه والدوري عن الكسائي وقلله الأزرق.

واختلف في (نُنْشِزُها) [الآية : ٢٥٩] فابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بالزاي من النشز وهو الارتفاع أي يرتفع بعضها على بعض للتركيب وافقهم الأعمش والباقون بالراء المهملة من أنشر الله الموتى أحياهم ومنه (إذا شاء أنشره) وعن الحسن فتح النون وضم الشين من نشر (٥).

__________________

(١) ووافقه ابن محيصن والحسن والمطوعي.

(٢) وافقهم الأربعة.

(٣) وفي وجه الحذف : (يتسنّ وانظر ...). [أ].

(٤) وافقهم ابن محيصن والأعمش واليزيدي فخالف أبا عمرو.

(٥) أي : (ننشرها). [أ].

٢٠٨

واختلف في (قالَ أَعْلَمُ) [الآية : ٢٥٩] فحمزة والكسائي بالوصل وإسكان الميم على الأصل (١) وفاعل قال ضمير يعود على الله أو الملك أي قال الله أو الملك لذلك المار أعلم ويحتمل : عود الضمير على المار نفسه على سبيل التبكيت وافقهما الأعمش وإذا ابتدءوا كسروا همزة الوصل والباقون بقطع الهمزة المفتوحة ورفع الميم خبرا عن المتكلم وعن ابن محيصن ضم باء (رب) المنادى.

وقرأ (أَرِنِي) [الآية : ٢٦٠] بإسكان رائه أبو عمرو بخلفه وابن كثير ويعقوب (٢) والوجه الثاني لأبي عمرو (٣) الاختلاس وكلاهما ثابت عنه من روايتيه كما في النشر قال وبعضهم روى الاختلاس عن الدوري والإسكان عن السوسي وعن المطوعي (قيل أو لم) مبنيا للمفعول ونائب الفاعل إما ضمير المصدر من الفعل وإما الجملة التي بعده.

وأما تسهيل همز (لِيَطْمَئِنَ) [الآية : ٢٦٠] لابن وردان فهي انفرادة للحنبلي عن هبة الله عنه ولذا لم يذكرها في الطيبة فلا يعنيا به ونظيره بئيس.

وأمال (بَلى) [الآية : ٢٦٠] حمزة والكسائي وخلف وأبو بكر من طريق أبي حمدون عن يحيى بن آدم عنه وبالفتح والصغرى أبو عمرو ومن روايتيه كما في النشر وإن اقتصر في طيبته على تخصيص الخلاف بالدوري وبهما قرأ الأزرق.

واختلف في (فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ) [الآية : ٢٦٠] فحمزة وأبو جعفر ورويس بكسر الصاد وافقهم الأعمش والباقون بالضم قيل هما بمعنى واحد يقال صاره يصيره ويصوره بمعنى قطعه أو أماله وقيل الكسر بمعنى القطع والضم بمعنى الإمالة.

وقرأ جزا [الآية : ٢٦٠] بضم الزاي أبو بكر وبحذف همزته وتشديد زائه أبو جعفر وهي لغة قرأ بها الزهري وغيره ووجهت بأنه لما حذف الهمزة بعد نقل حركتها إلى الزاي تخفيفا وقف على الزاي ثم ضعفها ثم أجرى الوصل مجرى الوقف ووقف عليها حمزة بالنقل وأما الإبدال واوا قياسا على هزوا فشاذ لا يصح وبين بين ضعيف (وأدغم) التاء من (أنبتت) في سين (سبع) أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف واختلف عن هشام وابن ذكوان والإدغام لهشام من طريق الداجوني وابن عبدان عن الحلواني والإظهار من باقي طرق الحلواني وأما ابن ذكوان فأدغمها عنه الصورى وأظهرها عنه الأخفش والباقون بالإظهار (ومر) لأبي جعفر إبدال (مائة) وكذا إمالة هاء التأنيث وقفا في (حبة) للكسائي وحمزة بخلفه وقرأ (يضاعف) بتشديد العين من غير ألف ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب (٤) (وأمال) (اذى) وقفا حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق بخلفه.

وقرأ (وَلا خَوْفٌ) [الآية : ٢٦٢] بفتح الفاء وحذف التنوين يعقوب وضم الهاء من

__________________

(١) أي : (قال أعلم). [أ].

(٢) وافقهم ابن محيصن واليزيدي.

(٣) وكذا اليزيدي في ثانيه.

(٤) وافقهم ابن محيصن من المبهج وكذا الحسن.

٢٠٩

(عليهم) كحمزة (وأبدل) همزة (رئاء الناس) ياء أبو جعفر (وأمال) (مرضات) الكسائي وفتحها غيره (و) وقف عليها بالهاء وحده (ومر) ترقيق الراء المضمومة في (لا يقدرون) للأزرق بخلفه وكذا مد (شيء) وتوسيطه له وتوسيطه لحمزة بخلفه.

واختلف في (بِرَبْوَةٍ) [الآية : ٢٦٥] هنا والمؤمنين فابن عامر وعاصم (١) بفتح الراء على أحد لغاتها الثلاث وافقهما الحسن وعن المطوعى كسرها والباقون بالضم لغة قريش.

وقرأ (أُكُلَها) [الآية : ٢٦٥] بسكون الكاف نافع وابن كثير وأبو عمرو وعن الحسن (وله جنات) بالجمع.

واختلف في تشديد تاء التفعل والتفاعل في الفعل المضارع المرسوم بتاء واحدة في إحدى وثلاثين موضعا وهي (وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ) [الآية : ٢٦٧] هنا و (لا تَفَرَّقُوا) بآل عمران [الآية : ١٠٣] و (تَوَفَّاهُمُ) بالنساء [الآية : ٩٧] و (لا تَعاوَنُوا) ثاني العقود [الآية : ٢] و (فَتَفَرَّقَ) بالأنعام [الآية : ١٥٣] و (تَلْقَفُ) بالأعراف [الآية : ١١٧] و (لا تَوَلَّوْا ، ولا تَنازَعُوا) بالأنفال [الآية : ٢٠ ، ٤٦] و (هَلْ تَرَبَّصُونَ) في براءة [الآية : ٥٢] و (فَإِنْ تَوَلَّوْا) ، معا ، و (لا تَكَلَّمُ) بهود [الآية : ٥٧ ، ١٠٥] (ما نُنَزِّلُ) بالحجر [الآية : ٨] (يَمِينِكَ تَلْقَفْ) بطه [الآية : ٦٩] (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ ، فَإِنْ تَوَلَّوْا) بالنور [الآية : ١٥ ، ٥٤] و (هِيَ تَلْقَفُ ، مَنْ تَنَزَّلُ) بالشعراء [الآية : ٤٥ ، ٢٢١ ، ٢٢٢] (لا تَبَرَّجْنَ ، ولا أَنْ تَبَدَّلَ) بالأحزاب [الآية : ٣٣ ، ٥٢] و (لا تَناصَرُونَ) بالصافات [الآية : ٢٥] و (لا تَنابَزُوا ، ولا تَجَسَّسُوا ، ولِتَعارَفُوا) بالحجرات [الآية : ١١ ، ١٢ ، ١٣] و (أَنْ تَوَلَّوْهُمْ) بالممتحنة [الآية : ٩] و (تَكادُ تَمَيَّزُ) بالملك [الآية : ٨] و (لَما تَخَيَّرُونَ) بنون [الآية : ٣٨] و (عَنْهُ تَلَهَّى) بعبس [الآية : ١٠] و (ناراً تَلَظَّى) بالليل [الآية : ١٤] و (شَهْرٍ تَنَزَّلُ) بالقدر [الآية : ٣ ، ٤] فالبزي من طريقيه سوى الفحام والطبري والحمامي عن النقاش عن أبي ربيعة بتشديد التاء في هذه المواضع كلها وصلا قال الجعبري لأن الأصل تاءان تاء المضارعة وتاء التفاعل أو التفعل وليست كما قيل من نفس الكلمة واستثقل اجتماع المثلين وتعذر إدغام الثانية في تاليها نزل اتصال الأولى بسابقها منزلة اتصالها بكلمتها فادغمت في الثانية تخفيفا مراعاة للأصل والرسم انتهى ، فإن كان قبل التاء حرف مد نحو ولا تيمموا وعنه تلهى وجب إثباته وإشباعه كما تقدم في باب المد وامتنع حذفه وإن كان قبلها حرف ساكن غير الألف جمع بينهما لصحة الرواية واستعماله عن القراء والعرب فلا يلتفت لطعن الطاعن فيه سواء كان الساكن تنوينا نحو من ألف شهر تنزل ونارا تلظى أو غير تنوين نحو هل تربصون فإن تولوا من تنزل وأما ما ذكره الديواني من تحريك التنوين بالكسر في نحو (ناراً تَلَظَّى) وعزاه لقراءته على الجعبري فرده في النشر

__________________

(١) وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن.

٢١٠

فإن ابتدأ بهن خفف لامتناع الابتداء بالساكن وللرواية وافقه ابن محيصن (١) وروى الفحام والبزي والحمامى عن النقاش عن أبي ربيعة عن البزي تخفيف التاء في ذلك كله وبه قرأ الباقون إلا أن أبا جعفر وافق على تشديد التاء من لا تناصرون بالصافات ورويس كذلك في نارا تلظى بالليل وأما تشديد التاء من (كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ) بآل عمران [الآية : ١٤٣] و (فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ) بالواقعة [الآية : ٦٥] عن البزي بخلفه على ما في الشاطبية كالتيسير فهو وإن كان ثابتا لكنه من رواية الزيني عن أبي ربيعة عن البزي وليس من طرق الكتاب كالنشر وانفرد وبذلك الداني من الطريق المذكور فقط كما يفهم من النشر وأشار إلى ذلك بقوله في الطيبة : وبعد كنتم ظلمتم وصف ثمن اعتذر في النشر : عن ذكرهما بقوله ولو لا إثباتهما في التيسير والشاطبية والتزامنا بذكر ما فيهما من الصحيح لما ذكرناهما لأن طريق الزينبي لم تكن في كتابنا وذكر الدانيّ لهما اختيار والشاطبي تبعه إذ لم يكونا من طريق كتابيهما وتقدم ذكر تسكين راء (يأمركم) مع الاختلاس عن أبي عمرو وزيادة الإتمام عن الدوري عنه.

واختلف في (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ) [الآية : ٢٦٩] فيعقوب بكسر التاء مبنيا للفاعل والفاعل ضمير الله تعالى ومن مفعول مقدم والحكمة مفعول ثان وإذا وقف وقف بالياء (٢) والباقون بفتح التاء مبنيا للمفعول ونائب الفاعل ضمير من الشرطية وهو المفعول الأول والحكمة مفعول ثان ويقفون عليها بالتاء الساكنة (ورقق) الأزرق الراء من (خيرا) و (كثيرا) بخلف عنه وله التقليل في (أنصار) وأمالها أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصورى والدوري عن الكسائي واختلف في (نِعِمَّا) [الآية : ٢٧١] هنا والنساء [الآية : ٥٨] فابن عامر وحمزة والكسائي وخلف بفتح النون وكسر العين مشبعة على الأصل كعلم وافقهم الأعمش والباقون بكسر النون اتباعا لكسر العين وهي لغة هذيل وقرأ أبو جعفر بإسكان العين وافقه اليزيدي والحسن (و) اختلف عن أبي عمرو وقالون وأبي بكر فروى عنهم المغاربة إخفاء كسرة العين يريدون الاختلاس فرارا من الجمع بين الساكنين (٣) وروى عنهم الإسكان أكثر أهل الأداء وهو صحيح رواية ولغة وقد اختاره أبو عبيدة أحد أئمة اللغة وناهيك به وقال هو لغة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كما تقدم موضحا آخر باب الإدغام قال في النشر والوجهان صحيحان غير أن النص عنهم بالإسكان ولا نعرف الاختلاس إلا من طرق المغاربة ومن تبعهم كالمهدوي والشاطبي مع أن الإسكان في التيسير ولم يذكره الشاطبي والباقون بكسر العين

__________________

(١) أي على التشديد فيهن من المبهج لكن بخلف واستثنى (كنتم تمنون) و (فظلتم تفكهون) و (إن تولوا) فخففها و (لتعارفوا) فشدده.

(٢) أي : (يؤتي) عند الوقف عليها. [أ].

(٣) أي : يخطف كسرة العين خطفا دونما إشباع. [أ].

٢١١

واتفق الكل على تشديد الميم فليعلم ونعم فعل ماض جامد جرد من الزمان لإنشاء المدح ولما لحقتها ما اجتمع مثلان فخفف بالإدغام ورسم متصلا لأجله وهي نكرة غير موصوفة ولا موصولة أي فنعم شيئا ابداؤها.

واختلف في (وَنَكْفُرُ) [الآية : ٢٧١] فنافع وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف بالنون وجزم الراء على أنه بدل من موضع فهو خير لكم وافقهم الشنبوذي عن الأعمش وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر ويعقوب بالنون ورفع الراء على أنه مستأنف لا موضع له من الإعراب والواو عاطفة جملة على جملة وافقهم ابن محيصن واليزيدي وقرأ ابن عامر وحفص بالياء ورفع الراء والفاعل ضمير يعود على الله تعالى وعن المطوعي بالياء وعنه في فتح الفاء خلف فحيث فتحها جزم الراء وحيث كسرها رفع الراء.

وأمال (هُداهُمْ) [الآية : ٢٧٢] حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق.

واختلف في (يَحْسَبُ) [الآية : ٢٧٣] المضارع حيث أتى نحو : (يحسبهم ولا تحسبن وهم يحسبون يحسبه أيحسب) فابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر بفتح السين على الأصل كعلم يعلم وهو لغة تميم وافقهم الحسن والمطوعي والباقون بالكسر لغة أهل الحجاز وأمال (بِسِيماهُمْ) [الآية : ٢٧٣] حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو (وسبق) ترقيق راء (سرا) للأزرق بخلفه وكذا فتح فاء (لا خَوْفٌ) [الآية : ٢٧٤] مع حذف تنوينه ليعقوب وضم هاء (عليهم) له كحمزة وأمال (الربوا) حمزة والكسائي وخلف والباقون بالفتح ومنهم الأزرق وجها واحدا ومثله كلاهما فالفتح فيهما له هو المختار في النشر وعن الحسن (الرباء) بالمد والهمز كيف جاء والجمهور بلا مد ولا همز وأمال (فانتهى) حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وتقدم إمالة (جاءه) لحمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه وكذا (كفار) لأبي عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي وتقليله للأزرق ومثله (النار) وعن الحسن (جاءته) بالتاء قبل الهاء (وبقي من الربوا) بسكون الياء و (نظرة) بسكون الظاء وكلها لغات واختلف في (فَأْذَنُوا) [الآية : ٢٧٩] فأبو بكر وحمزة بألف بعد الهمزة المقطوعة وكسر الذال (١) من آذنه بكذا أعلمه كقوله تعالى (آذَنْتُكُمْ عَلى سَواءٍ) وافقهم الأعمش والباقون بوصل الهمزة وفتح الذال أمر من أذن بالشيء إذا علم به وقرأ (عُسْرَةٍ) [الآية : ٢٨٠] بضم السين أبو جعفر.

واختلف في (مَيْسَرَةٍ) [الآية : ٢٨٠] فنافع بضم السين وافقه ابن محيصن والباقون

__________________

(١) أي : (فآذنوا ...). [أ].

٢١٢

بالفتح وهو الأشهر لأن مفعلة بالفتح كثير وبالضم قليل جدا لأنها لغة أهل الحجاز وقد جاء منه نحو المقبرة والمسربة والمأدبة.

واختلف في (وَأَنْ تَصَدَّقُوا) [الآية : ٢٨٠] فعاصم بتخفيف الصاد (١) على حذف إحدى التاءين والباقون بتشديدها ومر للأزرق ترقيق راء (خير) بخلفه وأمال (توفى) حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق ومثلها مسمى وقفا.

وقرأ (تُرْجَعُونَ) [الآية : ٢٨١] مبنيا للفاعل أبو عمرو ويعقوب والباقون بالبناء للمفعول.

وقرأ (يُمِلَّ هُوَ) [الآية : ٢٨٢] بإسكان الهاء قالون وأبو جعفر بخلاف عنهما وتقدم عن النشر تصحيح الوجهين عنهما غير أن الخلف عزيز من طريق أبي نشيط عن قالون وعن الحسن (فليمل وليتق الله) بكسر اللام فيهما وتقدم للأزرق مد (شيئا) وتوسيطه وكذا جاء توسيطه لحمزة وصلا أما إذا وقف فبالنقل وبالإدغام وجهان.

واختلف في (أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ) [الآية : ٢٨٢] فقرأ حمزة بكسر إن على أنها شرطية وتضل جزم به وفتحت اللام للإدغام وجواب الشرط فتذكر فإنه يقرؤه بتشديد الكاف ورفع الراء فالفاء في جواب الشرط ورفع الفعل للتجرد عن الناصب والجازم وافقه الأعمش وقرأ نافع وابن عامر وعاصم والكسائي وأبو جعفر وخلف أن بالفتح على أنها : مصدرية لتضل وفتحته إعراب وتذكر بتشديد الكاف ونصب الراء عطفا على تضل وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بفتح أن كذلك ونصب تذكر لكن بتخفيف الكاف من ذكر كنصر وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن.

وقرأ (مِنَ الشُّهَداءِ أَنْ) [الآية : ٢٨٢] بابدال الهمزة الثانية ياء مفتوحة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وأبدل هؤلاء الهمزة الثانية من (الشُّهَداءُ إِذا) [الآية : ٢٨٢] واوا مكسورة ولهم فيها التسهيل كالياء فقط وأما كالواو فتقدم رده عن النشر وأمال إحداهما معا حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والتقليل الأزرق وأبو عمرو وكذا حكم (أدنى) غير أبي عمرو فبالفتح فيها وأمال الأخرى أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصورى وحمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق وكذا رقق للراء من (صغيرا أو كبيرا) لكن بخلفه.

واختلف في (تِجارَةً حاضِرَةً) [الآية : ٢٨٢] فعاصم بنصبهما فكان ناقصة واسمها مضمر أي إلا أن تكون المعاملة أو التجارة والمبايعة والباقون برفعهما على أنها تامة أي إلا تحدث أو تقع وقرأ (لا يُضَارَّ) بتخفيف الراء وإسكانها أبو جعفر بخلف عنه تقدم تفصيله مع توجيهه والباقون بالتشديد مع الفتحة كالوجه الثاني له وعن ابن محيصن رفع

__________________

(١) أي : (تصدّقوا). [أ].

٢١٣

الراء على أنه نفي وعن الحسن (كتاب) بضم الكاف وتاء مشددة بعدها ألف على الجمع.

واختلف في (فَرِهانٌ) [الآية : ٢٨٣] فابن كثير وأبو عمرو بضم الراء والهاء من غير ألف جمع رهن كسقف وسقف وافقهما ابن محيصن واليزيدي والباقون بكسر الراء وفتح الهاء وألف بعدها (١) جمع رهن أيضا نحو كعب وكعاب.

وأبدل ورش من طريقيه وأبو جعفر همز (فليؤد) واوا مفتوحة (وأبدل) همز (الَّذِي اؤْتُمِنَ) [الآية : ٢٨٣] وصلا ياء من جنس سابقها ورش وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر وبه وقف حمزة وجها واحدا والتحقيق ضعيف وإن علل بأن الهمزة فيه مبتدأة وأما تجويز أبى شامة زيادة المد على حرف المد المبدل وبنى عليه جواز الإمالة في الهدى ائتنا فتعقبه في النشر وأطال في رده (وأجمعوا) على الابتداء بهمزة مضمومة بعدها واو ساكنة لأن الأصل ائتمن مثل اقتدر وقعت الثانية بعد مضمومة فوجب قلبها واوا أما في الدرج فتذهب همزة الوصل فتعود الهمزة الساكنة إلى حالها لزوال موجب قلبها واوا حينئذ يبدلها مبدل الساكنة.

واختلف في (فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ) [الآية : ٢٨٤] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف بالجزم فيهما عطفا على الجزاء المجزوم وافقهم اليزيدي والأعمش والباقون برفع الراء والباء على الاستئناف أي فهو يغفر أو عطف جملة فعلية على مثلها وأدغم الراء في اللام السوسي والدوري بخلفه وهو من الإدغام الصغير وأدغم باء (يعذب) في ميم (من) قالون وابن كثير وحمزة بخلف عنهم وأبو عمرو والكسائي وخلف (٢) وتقدم ذلك في الإدغام الصغير فصار قالون وابن كثير بالجزم وإظهار الراء وكذا الباء بخلفهما وورش كذلك بالجزم لكن مع إظهارهما وأبو عمرو بالجزم مع إدغامهما بخلف عن الدوري في الراء وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب بضمهما (٣) بلا إدغام فيهما وحمزة والكسائي وخلف بالجزم فيهما مع إظهار الراء وإدغام الباء بخلف عن حمزة في الباء.

واختلف في و (كُتُبِهِ) [الآية : ٢٨٥] هنا وفي التحريم [الآية : ١٢] فحمزة والكسائي وكذا خلف بالتوحيد هنا على أن المراد القرآن أو الجنس وافقهم الأعمش والباقون بالجمع (٤).

وقرأ أبو عمرو وحفص ويعقوب موضع التحريم بالجمع وافقهم اليزيدي والحسن والباقون بالتوحيد.

واختلف في (لا نُفَرِّقُ) [الآية : ٢٨٥] فيعقوب وحده بالياء من تحت على أن

__________________

(١) أي : (... فرهان ...). [أ].

(٢) وافقهم اليزيدي والأعمش.

(٣) وافقهم الحسن.

(٤) أي : (كتبه). [أ].

٢١٤

الفعل لكل والباقون بالنون والمراد نفي الفرق بالتصديق والجملة على الأول محلها إما نصب على الحال أو رفع على أنها خبر بعد خبر وعلى الثاني محلها نصب بقول محذوف أي يقولون لا تفرق الخ أو ويقول مراعاة للفظ كل وهذا القول محله نصب على الحال ، أو خبر بعد خبر.

وأبدل ورش من طريقيه وأبو جعفر همز (لا تُؤاخِذْنا) [الآية : ٢٨٦] واوا مفتوحة وإبدالها ألفا (من أخطأنا) أبو عمرو بخلفه والأصبهاني عن ورش وأبو جعفر كوقف حمزة (ومعنى) الآية كما في البيضاوي لا تؤاخذنا بما أدى بنا إلى نسيان أو خطأ من تفريط وقلة مبالاة أو بأنفسهما إذ لا تمنع المؤاخذة بهما عقلا فإن الذنوب كالسموم فكما أن تناولها يؤدي إلى الهلاك وإن كان خطأ فتعاطى الذنوب لا يبعد أن يفضي إلى العقاب وإن لم يكن عزيمة لكنه تعالى وعد التجاوز عنه رحمة وتفضلا فيجوز أن يدعو الإنسان به استدامة واعتدادا بالنعمة فيه ويؤيد ذلك مفهوم قوله عليه الصلاة والسلام رفع عن أمتي الخطأ والنسيان (وأدغم) (وَاغْفِرْ لَنا) [الآية : ٢٨٦] أبو عمرو بخلف عن الدوري وتقدم عن النشر أن الخلاف له مفرع على الإظهار في الكبير فمن أدغم عنه الكبير ادغم هذا وجها واحدا ومن أظهر الكبير أجرى الخلاف في هذا.

وأمال لفظ (مَوْلانا) [الآية : ٢٨٦] حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأمال (الكافرين) أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصورى والدوري عن الكسائي ورويس وقاله الأزرق.

المرسوم اتفقوا على حذف ألف ذلك كيف أتى نحو ذلكم وفذلكن وعلى كتابة الصلاة والزكوة (١) بالواو وغير مضافات وكذا الحيوة ورسم المضاف منها بالألف وحذفت من أقل العراقية كصلاتي وصلاتهم وحياتنا واكثرها كغيرها على رسمها واوا في المنكر نحو منه زكاة ومن زكاة وعلى حيوة (و) اتفقت على واو المجموع منها مطلقا (و) اختلفت العراقية في صلوت الرسول وإن صلوتك سكن لهم وأ صلوتك تأمرك وعلى صلوتهم بالمؤمنين.

واتفقوا على حذف ألف يخدعون معا وألف لكن حيث وقع وألف أولئك وأولئكم وألف النداء نحو يأيها يآدم (٢) وألف التنبيه نحو هؤلاء وهذا والألفين الأخيرين في ادرتم وألف طعام مسكين موضع البقرة لا موضع المائدة (و) حذفوا ألف ولا تقتلوهم حتى يقتلوكم فإن قتلوكم وألف وقتلوهم حتى وخرج نحو ولا يزالون يقاتلونكم وروى نافع حذف ألف (وَعَدَنا) بالبقرة [الآية : ٥١] والأعراف [الآية : ١٤٢] وطه [الآية : ٨٠] وكذا ألف فاخذتكم الصعقة وألف ميكايل ورسم مكانها ياء بالإمام وفاقا لسائرها وكتبت

__________________

(١) أي حيث وقعا مفردتين محلاتين باللام.

(٢) الألف في نحو يآدم يأيها صورة الهمزة والتي قبلها محذوفة.

٢١٥

مصرا فإن بألف في الإمام كباقيها وروى نافع حذف تشبه علينا بالبقرة وألف به خطيئة (١) وتفدوهم وحذفت بإبراهيم من الشامي والكوفي والبصري في كل ما في البقرة وهو خمسة عشرة والألف محذوفة من كلها وخرج غير البقرة وكتب في الإمام والمدني والشامي وأوصى بألف بين الواوين وفي الشامي قالوا اتخذ بلا واو وروى نافع حذف ألف وتصريف الريح وكتب واخشوني ولأتم بالياء (وحذفوا) ألف (أَوَكُلَّما عاهَدُوا ، ودَفْعُ) هنا والحج ، ورهان (٢).

واختلف المصاحف في (فَيُضاعِفَهُ لَهُ ، ويُضاعِفُ لِمَنْ ، ويُضاعَفُ لَهُمُ) بهود و (يُضاعَفْ لَهُ) الفرقان ، و (لَهَا) بالأحزاب (يُضاعَفْ ، يُضاعَفُ لَهُمُ) بالحديد فرسمت بالألف في بعضها وحذفت في الأخر.

وكتب في العراقية (أولياءهم الطاغوت) [الآية : ٢٥٧] بلا واو بعد الألف مكان الهمزة وكتبوا فإن الله يأتي بالياء.

واتفق على رسم واو وألف بعد باء الربوا أين جاء واختلف في (آتَيْتُمْ مِنْ رِباً) [الآية : ٣٩] ففي بعضها بالألف واختلف في حذف ألف وكتابه هنا وروى نافع الحذف في وكتبه بالتحريم ووجه الخلاف في الكل موافقة القراءتين رسما فالماد يوافق الإثبات صريحا والحذف تقديرا والقاصر يوافق الحذف صريحا.

المقطوع والموصول اتفق على قطع في عن ما في قوله تعالى في الشعراء في ما هاهنا واختلف في عشرة فيما فعلن ثاني البقرة وموضع المائدة وموضعى الأنعام وموضع الأنبياء والنور والروم وموضعي الزمر وموضع الواقعة واتفق على وصل ما عدا ذلك نحو فيما فعلن أول البقرة واتفق على وصل بئسما اشتروا هنا وبئسما خلفتموني بالأعراف واختلف في قل بئسما يأمركم هنا واتفق على قطع ما عدا ذلك وهي ولبئس ما شروا به هنا وأربعة بالمائدة لبئس ما كانوا معا لبئس ما قدمت فعلوه لبئس ما كانوا وبآل عمران فبئس ما يشترون واتفق على قطع حيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره موضعي البقرة وعلى وصل فأينما تولوا فثم وجه الله وأينما يوجهه بالنحل واختلف في موضع النساء والشعراء والأحزاب وعلى قطع ما عدا ذلك نحو الخيرات أين ما تكونوا أين ما كنتم أين ما كانوا.

هاء التانيث التي كتب تاء (مَرْضاتِ) حيث جاء يرجون رحمت الله هنا ورحمت بالأعراف ، وهود ومريم ، والروم ، والزخرف معا ، وما عدا السبعة بالهاء نعمت الله عليكم

__________________

(١) وفي نسخة به خطيئته.

(٢) ما يذكره الآن المؤلف إنما هو إعادة لما مرّ من هذه الكلمات المختلف بها بين القراء وإنما جمعها على صعيد واحد زيادة تمكين وتنبيه. [أ].

٢١٦

وما كآل عمران ، وثاني المائدة وموضعي إبراهيم وثلاثة النحل وموضع لقمان وفاطر والطور وما عداها بالهاء.

يا آت الإضافة ثمان تقدم الكلام عليها إجمالا في بابها ثم تفصيلا في محالها ، وهي (إِنِّي أَعْلَمُ) [الآية : ٣٠ ، ٣٣] معا (عَهْدِي الظَّالِمِينَ) [الآية : ١٢٤] (بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ) ، [الآية : ١٢٥] (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) ، [الآية : ١٥٢] (وَلْيُؤْمِنُوا بِي) ، [الآية : ١٨٦] (مِنِّي إِلَّا) ، [الآية : ٢٤٩] (رَبِّيَ الَّذِي) [الآية : ٢٥٨].

يا آت الزوائد ست تقدمت إجمالا ثم تفصيلا كذلك وهي (فَارْهَبُونِ) ، [الآية : ٤٠] ، (فَاتَّقُونِ) ، [الآية : ٤١] (تَكْفُرُونَ) ، [الآية : ١٥٢] (الدَّاعِ إِذا دَعانِ) ، [الآية : ١٨٦] ، (وَاتَّقُونِ يا أُولِي) ، [الآية : ١٩٧].

٢١٧

سورة آل عمران

مدنية (١) وآيها مائتان متفق لإجمال الاختلاف سبع ، الم كوفي ، وأنزل الفرقان غيره ، وأنزل التورية والإنجيل غير شامي ، والحكمة والتورية والإنجيل كوفي ولم يعدوه بالمائدة والأعراف والفتح ، ورسولا إلى بني إسرائيل بصري وحمصي ولم يعد أحد لبني إسرائيل ، مما تحبون حرمي ودمشقي غير أبي جعفر ولم يعدوا أراكم ما تحبون ، مقام إبراهيم شامي وأبو جعفر ، مشبه الفاصلة اثنا عشر لهم عذاب شديد ، عند الله الإسلام : وحصورا ، إلا رمزا ، بخلق من يشاء ، في الأميين ، سبيل أفغير دين الله يبغون ، لهم عذاب أليم ، إليه سبيلا ، يوم التقى الجمعان ، أذى كثيرا ، متاع قليل وعكسه ست ، بالأسحار ، يفعل ما يشاء ، بقول له كن فيكون ، قال له كن فيكون ، وليعلم المؤمنين ، في البلاد.

القراءات وتوجيهها قرأ الكل (الم اللهُ) [الآية : ١ ، ٢] بإسقاط همزة الجلالة وصلا وتحريك الميم بالفتح للساكنين وكانت فتحة مراعاة لتفخيم الجلالة إذ لو كسرت الميم لرققت ويجوز لكل من القراء في ميم المد والقصر لتغير سبب المد فيجوز الاعتداد بالعارض وعدمه وكذا يجوز لورش ومن وافقه على النقل في الم أحسب الناس الوجهان ورجح القصر من أجل ذهاب السكون بالحركة وأما قول بعضهم لو أخذ بالتوسط مراعاة لجانبي اللفظ والحكم لكان وجها فممنوع لما حققه في النشر أنه لا يجوز التوسط فيما تغير فيه سبب المد كالم الله ويجوز فيما تغير فيه سبب القصر نحو نستعين وقفا وذلك لأن المد في الأول هو الأصل ثم عرض تغير السبب والأصل أن لا يعتد بالعارض فمد لذلك وحيث اعتد بالعارض وقصر سكونه ضدا للمد والقصر لا يتفاوت وأما الثاني وهو نستعين وقفا فالأصل فيه القصر لعدم الاعتداد بالعارض وهو سكون الوقف فإن اعتد به مد لكونه ضدا للقصر لكنه أعني المد يتفاوت طولا وتوسطا فأمكن التفاوت واطردت القاعدة المتقدمة وسكت أبو جعفر على ألف ولام وميم (٢) وتقدم عن الحسن الحي القيوم بالنصب وعن المطوعي القيام وعنه نزل عليك بتخفيف الزاي الكتاب بالرفع على أنها جملة مستأنفة وأما على قراءة الجمهور فتكون خبرا آخر للجلالة وتقدم مد (لا إله)

__________________

(١) انظر الإتقان في علوم القرآن للسيوطي (٢ / ١٢٤٢). [أ].

(٢) أي : (أ ، ل ، م). [أ].

٢١٨

للسبب المعنوي وهو التعظيم لقاصر المنفصل ومده لحمزة قولا واحدا عند من وسط له لا ريب عملا باقوى السببين وأمال (التوراة) كبرى ورش من طريق الأصبهاني وأبو عمرو وابن ذكوان وحمزة في أحد وجهيه والكسائي وخلف وبالصغرى قالون في أحد وجهيه والثاني له الفتح وحمزة في وجهه الثاني والأزرق فخلاف حمزة بين الكبرى والصغرى وخلاف قالون بين الصغرى والفتح.

وعن الحسن (الْإِنْجِيلَ) [الآية : ٣] بفتح الهمزة حيث وقع (١) وأمال (للناس) الدوري عن أبي عمرو بخلفه (وأمال) (لا يخفي) حمزة والكسائي وخلف وبالفتح الصغرى الأزرق ومر للأزرق مد شيء وتوسيطه وجاء الثاني لحمزة وصلا فإن وقف فبالنقل وبالإدغام ويجوز الروم والإشمام فيهما فهي ستة وتقدم ترقيق راء (يصوركم) للأزرق بخلفه (ووقف) يعقوب على هن بهاء السكت بخلفه وعن الحسن (جامع الناس) بالتنوين ونصب الناس.

وقرأ (لا رَيْبَ فِيهِ) [الآية : ٩] بمد لا النافية حمزة بخلفه مدا متوسطا كما تقدم وأمال (النار) أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي وقلله الأزرق.

واختلف في (سَتُغْلَبُونَ ، وتُحْشَرُونَ) [الآية : ١٢] فحمزة والكسائي وخلف بالغيبة فيهما وافقهم الأعمش والضمير للذين كفروا والجملة محكية بقول آخر لا بقل أي قل لهم قولي سيغلبون الخ والباقون بالخطاب (وأبدل الهمزة) من (بئس) ورش من طريقيه وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر (وأبدلها) من (فئتين وفئة) أبو جعفر وحده ومن يؤيد ورش من طريقيه وأبو جعفر بخلف عن ابن وردان ووقف حمزة بالإبدال كذلك في الثلاث.

واختلف في (تَرَوْنَهُمْ) [الآية : ١٣] فابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف بالغيبة وافقهم ابن محيصن واليزيدي والأعمش والباقون بالخطاب (وأبدل) الهمزة الثانية واوا مكسورة (من يشاء ان) نافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ورويس (٢) ولهم تسهيلها كالياء وأما كالواو فتقدم رده وعن ابن محيصن (زين للناس) مبنيا للفاعل (حب) بالنصب وأمال (الدنيا) حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو وللدوري عنه الكبرى أيضا من طريق ابن فرح ويوقف لحمزة على (المآب) بالتسهيل بين بين فقط.

وقرأ (أَأُنَبِّئُكُمْ) [الآية : ١٥] قالون وأبو عمرو وأبو جعفر بتسهيل الثانية مع إدخال ألف بينهما لكن اختلف في الإدخال عن قالون وأبي عمرو وقرأ ورش وابن كثير ورويس

__________________

(١) قال الزمخشري وهذا بدل على أنه أعجمي لأن فعيلا بفتح الهمزة عديم في أوزان العرب. قال في الدر المصون بخلاف إفعيل بكسرها ، فإنه موجود نحو : إجفيل ، وإخريط.

(٢) وافقهم ابن محيصن واليزيدي.

٢١٩

بالتسهيل بلا فصل وقرأ ابن ذكوان وعاصم وحمزة والكسائي وروح وخلف بالتحقيق بلا فصل واختلف عن هشام فالتحقيق مع القصر عنه من طريق الداجوني ومع المد من طريق الحلواني وليس له هنا تسهيل.

وأما وقف حمزة عليها فليعلم أن فيها ثلاث همزات الأولى بعد ساكن صحيح منفصل رسما ففيها التحقيق والسكت والنقل والثانية متوسطة بزائد وهي مضمومة بعد فتح ففيها التحقيق والتسهيل كالواو وإبدالها واوا على الرسم والثالثة مضمومة بعد كسر ففيها التسهيل كالواو مذهب سيبويه وكالياء وهو المعضل وياء محضة مذهب الأخفش فتضرب ثلاثة الأولى في ثلاثة الثانية ثم الحاصل في ثلاثة الثالثة تبلغ سبعة وعشرين كذا ذكره السمين والجعبري وغيرهما لكن ضعف في النشر سبعة عشرة وذلك لأن التسعة مع تسهيل : الأخيرة كالياء وهو الوجه المعضل لا تصح كما تقدم وإبدال الثانية واوا على الرسم في الستة لا يجوز والنقل في الأولى مع تحقيق الثانية بالوجهين لا يوافق فالصحيح المقروء به عشرة فقط أولها : السكت مع تحقيق الثانية وتسهيل الثالثة كالواو.

ثانيها : مثله مع إبدال الثالثة ياء على مذهب الأخفش.

ثالثها : عدم السكت مع تحقيق الأولى والثانية وتسهيل الثالثة كالواو.

رابعها : مع إبدال الثالثة ياء.

خامسها : السكت مع تسهيل الثانية والثالثة كالواو.

سادسها : مثله مع إبدال الثالثة ياء.

سابعها : عدم السكت وتسهيل الثانية والثالثة كذلك.

ثامنها : مثله مع إبدال الثالثة ياء.

تاسعها : النقل مع تسهيل الثانية والثالثة كذلك.

عاشرها : مثله مع إبدال الثالثة ياء والحاصل أن النقل للأولى فيه وجهان فقط تسهيل الثانية فقط مع وجهي الثالثة أعني ياء وكالواو وإن السكت فيه أربعة تسهيل الثانية وتحقيقها وكلاهما مع وجهي الثالثة وإن عدم النقل والسكت للأولى فيه أربعة كذلك أعني تسهيل الثانية وتحقيقها مع وجهي الثالثة.

واختلف في (رِضْوانٌ) [الآية : ١٥] حيث وقع فأبو بكر بضم الراء إلا من اتبع رضوانه ثاني المائدة فكسر الراء فيه من طريق العليمي واختلف فيه عن يحيى بن آدم والوجهان صحيحان عن يحيى بل عن أبي بكر كما في النشر وعن الحسن الضم في الجميع والباقون بالكسر في الكل وهما لغتان (وأدغم) الراء في اللام من (فاغفرنا) السوسي والدوري بخلفه وأمال (النار ، والأسحار) أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي وبالتقليل الأزرق وعن الحسن (شهد الله أنه) بكسر الهمزة على إجراء شهد مجرى القول.

٢٢٠