إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبدالغني الدمياطي

إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

المؤلف:

الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبدالغني الدمياطي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-2192-8
الصفحات: ٦٢٤

اليزيدي فالوصل لبيان ما في آخر السورة من إعراب وبناء وهمزات وصل ونحو ذلك والسكت لأنهما آيتان وسورتان (١).

واشترط : في السكت أن يكون من دون تنفس واختلفت ألفاظهم في التأدية عن زمن السكت فقيل وقفة تؤذن بأسرار البسملة (٢) وقيل سكتة يسيرة وقيل غير ذلك قال في النشر والصواب حمل دون من قولهم دون تنفس على معنى غير وبه يعلم أن السكت لا يكون إلا مع عدم التنفس (٣) قل زمنه أم كثر.

ثم : ما ذكر من الخلاف بين السورتين هو عام بين كل سورتين سواء كانتا مرتبتين أم لا فلو وصل آخر الفاتحة بالأنعام مثلا جازت البسملة وعدمها على ما تقدم أما لو وصلت السورة بأولها كان كررت كما تكرر سورة الإخلاص فقال محرر الفن الشمس بن الجزري لم أجد فيه نصا والذي يظهر البسملة قطعا فإن السورة والحالة هذه مبتدأة كما لو صلت الناس بالفاتحة انتهى.

وإذا فصل : بين السورتين بالبسملة جاز لكل من رويت عنه ثلاثة أوجه وصلها بالماضية مع وفصلها عنهما لأن كلا من الطرفين وقف تام وفصلها عن الماضية ووصلها بالآتية قال الجعبري وهو أحسنها لإشعاره بالمراد وهو أنها للتبرك أو من السورة ويمتنع وصلها بالماضية وفصلها عن الآتية إذ هي لأوائل السور لا لأواخرها والمراد بالفصل والقطع الوقف (٤).

وقرأ : حمزة وكذا خلف بوصل آخر السورة بأول التي تليها من غير بسملة لأن القرآن عندهما كالسورة الواحدة وافقهما الشنبوذي والحسن.

وقد اختار : كثير من أهل الأداء عمن وصل لمن ذكر من ورش وأبي عمرو وابن عامر وحمزة وكذا يعقوب السكت بين المدثر والقيامة وبين الانفطار والمطففين وبين الفجر والبلد وبين العصر والهمزة كاختيار الآخذين بالسكت لورش أو أبي عمرو أو ابن عامر أو يعقوب الفصل بالبسملة بين السور المذكورة لبشاعة اللفظ بلا ، وويل والأكثرون على عدم التفرقة (٥) وهو مذهب المحققين.

الثالث : لا خلاف في حذف البسملة إذا ابتدأت براءة أو وصلتها بالأنفال على

__________________

(١) أي وفيه إشعار بالانفصال.

(٢) أي وهذا يدل على المهلة.

(٣) ويؤيده القول بأنه وقفة تؤذن بإسرار البسملة فإن الزمن الذي يؤذن بإسرارها أكثر من إخراج النفس بلا نظر ا ه.

(٤) أي كما نص عليه الشاطبي بقوله فلا تقفن الدهر فيها فتثقلا.

(٥) أي لأن فيما عدل إليه القائلون بالاختيار المذكور نظر لأنهم فروا من قبيح إلى أقبح منه لأن من وجوه البسملة الوصل فيلتصق معهم الرحيم بويل.

١٦١

الصحيح وقد حاول بعضهم جوازها في أولها وقال السخاوي إنه القياس ووجهوا المنع بنزولها بالسيف قال ابن عباس رضي الله عنه بسم الله أمان وليس فيها أمان ومعناه أن العرب كانت تكتبها أول مراسلاتهم في الصلح فإذا نبذوا العهد لم يكتبوها قال السخاوي فيكون مخصوصا بمن نزلت فيه ونحن إنما نسمي للتبرك انتهى. واحتج للمنع بغير ذلك.

وأما : غير براءة فقد اتفق الكل على الإتيان بالبسملة في أول كل سورة ابتدءوا بها ولو حكما كأول الفاتحة حيث وصلت بالناس كما تقدم إلا الحسن فإنه يسمى أول الحمد فقط.

الرابع : يجوز البسملة وعدمها في الابتداء بما بعد أوائل السور ولو بكلمة لكل من القراء تخييرا كذا أطلق الشاطبي كالداني في التيسير وعلى اختيار البسملة جمهور العراقيين وعلى اختيار عدمها جمهور المغاربة ومنهم من خص البسملة بمن فصل بها بين السورتين كابن كثير ومن معه وبتركها من لم يفصل بها كحمزة ومن معه.

وأما : الابتداء بما بعد أول براءة منها فلا نص للمتقدمين فيه وظاهر اطلاق كثير كالشاطبي التخيير فيها واختار السخاوي الجواز وإلى المنع ذهب الجعبري والصواب كما في النشر أن يقال إن من ذهب إلى ترك البسملة في أوساط غير براءة لا إشكال في تركها عنده في أوساط براءة وكذا لا إشكال في تركها عند من ذهب إلى التفصيل إذ البسملة عندهم وسط السورة تبع لأولها ولا تجوز البسملة أولها فكذا وسطها وأما من ذهب إلى البسملة في الأجزاء مطلقا فإن اعتبر بقاء أثر العلة التي من أجلها حذفت أولها وهي نزولها بالسيف كالشاطبي لم يبسمل وإن لم يعتبر بقاء أثرها أو لم يرها علة بسمل بلا نظر والله أعلم.

خاتمة : يعلم مما تقدم من التخيير في الابتداء بالإجراء مع ثبوت البسملة بين السور أنه لا يجوز وصل البسملة بجزء من أجزاء السورة لا مع الوقف ولا مع وصله بما بعده إذ القراءة سنة متبعة وليس أجزاء السورة محلا للبسملة عند أحد والمنع من ذلك أولى من منع وصلها بآخر السورة والوقف عليها إذ ذاك محل لها في الجملة وقد منعت لكون البسملة للأوائل لا للأواخر قال شيخنا رحمه‌الله تعالى هذا ما تيسر من الكلام على البسملة.

وعن الحسن : (الحمد لله) حيث وقع بكسر الدال اتباعا لكسرة لام الجر بعدها (١) والجمهور بالرفع على الابتداء والخبر ما بعده أي متعلقة.

(وقرأ الرَّحِيمِ مالِكِ) [الآية : ٣ ـ ٤] بإدغام الميم الأولى في الثانية أبو عمرو بخلف عنه من روايتيه وكذا يعقوب من المصباح مع مد مالك وافقهما ابن محيصن من المفردة واليزيدي بخلف والحسن والمطوعي وخص الشاطبي في إقرائه الإدغام بالسوسي والإظهار بالدوري ويجوز المد والقصر والتوسط في حرف المد السابق قبل المدغم ونظائره.

واختلف : في (مُلْكِ) [الآية : ٤] فعاصم والكسائي وكذا يعقوب وخلف بالألف

__________________

(١) وهي لغة تميم وبعض غطفان يتبعون الأول الثاني للتجانس ورويت عن زيد بن علي وغيره.

١٦٢

مدا على وزن سامع اسم فاعل من ملك ملكا بالكسر وافقهم الحسن والمطوعي والباقون بغير ألف على وزن سمع صفة مشبهة أي قاضي يوم الدين.

وعن : المطوعي مالك بفتح الكاف نصبا على القطع (١) أو منادى مضافا توطئة لإياك نعبد والجمهور بكسرها.

وعن : الحسن يعبد [الآية : ٥] بالياء من تحت مضمومة مبنيا للمفعول استعار ضمير النصب للرفع والتفت إذ الأصل أنت تعبد (٢).

وعن : المطوعي (نَسْتَعِينُ) [الآية : ٥] بكسر حرف المضارعة وهي لغة مطردة في حرف المضارعة بشرطه (٣).

واختلف : في (الصِّراطَ ، وصِراطَ) [الآية : ٦ ـ ٧] فقنبل من طريق ابن مجاهد وكذا رويس بالسين حيث وقعا على الأصل لأنه مشتق من السرط وهو البلع وهي لغة عامة العرب وافقهما ابن محيصن (٤) فيهما والشنبوذي فيما تجرد عن اللام.

وقرأ : خلف عن حمزة بإشمام الصاد الزاي في كل القرآن ومعناه مزج لفظ الصاد بالزاي (٥) وافقه المطوعي.

واختلف : عن خلاد على أربع طرق الأولى الإشمام في الأول من الفاتحة فقط (٦) الثانية الإشمام في حرف الفاتحة فقط (٧) الثالثة الإشمام في المعرف باللام خاصة هنا وفي جميع القرآن (٨) الرابعة عدم الإشمام في الجميع (٩) والأربعة مستفادة من قول الطيبة الأول أي بالإشمام قف. وفيه والثاني وذي اللام اختلف. (والباقون) بالصاد كابن شنبوذ وباقي الرواة عن قنبل وهي لغة قريش.

__________________

(١) أي أمدح أو أعني.

(٢) أما استعارة ضمير النصب لضمير الرفع فسائغة وأما الالتفات فكان من حق هذا القارئ أن يقرأ إياك تعبد بالخطاب لكونه في جملة واحدة أفاده الشهاب القسطلاني.

(٣) وذلك أن يكون حرف المضارعة نونا أو تاء وأن يكون المضارع مفتوح العين وماضيه مكسورها أو يكون ماضيه زائدا على ثلاثة أحرف ومبدوءا بهمزة الوصل نحو (تعلمون وتفرح وتعثوا وتبخسوا ونطيع ونشتري) ولكن اختلف عنه في ثلاثة مواضع وهي (كي تقر عينها ولا تضحى) كلاهما بطه (وألا تطغوا) بسورة الرحمن ا ه.

(٤) أي من المفردة.

(٥) وهي لغة قيس.

(٦) وهو الذي له في الشاطبية كأصلها وبه قرأ له الداني على أبي الفتح فارس.

(٧) وهو الذي قطع له به صاحب العنوان والطرسوسي من طريق ابن شاذان عنه وصاحب المستنير من طريق ابن البحتري عن الوزان عنه.

(٨) وهو الذي قطع له به أبو علي في الروضة وفاقا لجمهور العراقيين.

(٩) وهو الذي له في التبصرة والكافي والهداية وفاقا لجمهور المغاربة وبه قرأ له للداني على أبي الحسن.

١٦٣

وعن : الحسن اهدنا صراطا مستقيما [الآية : ٦] بالنصب والتنوين فيهما من غير أل.

واختلف : في ضم الهاء وكسرها من (عَلَيْهِمْ) [الآية : ٧] وإليهم ولديهم وعليها وإليهما وفيهما وعليهن وإليهن وفيهن وصياصيهم وبجنتيهم وترميهم وما نريهم وبين أيديهن وما يشبه ذلك من ضمير التثنية والجمع مذكرا أو مؤنثا.

فحمزة : وكذا يعقوب من (عَلَيْهِمْ ، وإِلَيْهِمْ ، ولَدَيْهِمْ) الثلاثة فقط حيث أتت بضم الهاء على الأصل لأن الهاء لما كانت ضعيفة لخفائها خصت بأقوى الحركات ولذا تضم مبتدأة وبعد الفتح والألف والضمة والواو والسكون في غير الياء نحو هو ولهو ودعاه ودعوه ودعه وهي لغة قريش والحجازيين وافقهما المطوعي في الثلاثة والشنبوذي في عليهم فقط حيث وقع وزاد يعقوب فقرأ جميع ما ذكر وما شابهه مما قبل الهاء ياء ساكنة بضم الهاء أيضا وافقه الشنبوذي في عليهما فقط وهذا كله إذا كانت الياء موجودة فإن زالت لعلة جزم نحو (وَإِنْ يَأْتِهِمْ وَيُخْزِهِمْ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ) أو بناء نحو (فَاسْتَفْتِهِمْ) فرويس وحده بضم الهاء في ذلك كله إلا قوله تعالى ومن (يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ) بالأنفال فإنه كسرها من غير خلف واختلف عنه في و (يُلْهِهِمُ الْأَمَلُ) بالحجر و (يُغْنِهِمُ اللهُ) في النور (وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ ، وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ) موضعي غافر والباقون : بكسر الهاء في ذلك كله في جميع القرآن لمجانسة الكسر لفظ الياء أو الكسر وهي لغة قيس وتميم وبني سعد.

واختلف : في صلة ميم الجمع بواو وإسكانها إذا وقعت قبل محرك ، ولو تقديرا نحو : (أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا) ومما رزقناهم ينفقون (فقالون) بخلف عنه (وابن كثير) وكذا أبو جعفر بضم الميم ووصلها بواو في اللفظ اتباعا للأصل بدليل (دَخَلْتُمُوهُ ، أَنُلْزِمُكُمُوها) وافقهم ابن محيصن والإسكان لقالون في الكافي والعنوان والإرشاد وكذا في الهداية من طريق أبي نشيط ومنها قرأ به الداني على أبي الحسن ومن طريق الحلواني على أبي الفتح والصلة له في الهداية للحلواني وبها قرأ الداني على أبي الفتح من الطريقين عن قراءته على عبد الله بن الحسين من طريق الجمال عن الحلواني (١).

واشترطوا في الميم أن تكون قبل محرك ولو تقديرا ليندرج فيه (كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ) و (فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ) على التشديد وأن يكون المحرك منفصلا ليخرج عنه المتصل نحو (دَخَلْتُمُوهُ) و (أَنُلْزِمُكُمُوها) فإنه مجمع عليه.

وقرأ ورش : من طريقيه بالصلة إذا وقع بعد ميم الجمع همزة قطع نحو : (عَلَيْهِمْ ، أَأَنْذَرْتَهُمْ) إيثارا للمد وعدل عن نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها الذي هو مذهبه لأنه لو أبقى الميم ساكنة لتحركت بسائر الحركات فرأى تحريكها بحركتها الأصلية أولى (٢) والباقون

__________________

(١) وأطلق التخيير له في الشاطبية وفاقا لجمهور أئمة العراقيين جمعا بين اللغتين.

(٢) هنا سقط ولعلة وعن الحسن قراءتها بالاتباع ـ يعني إن كان قبل الميم كسرة كسرها نحو عليهم غير ويناديهم أين وفيهم رسولا وإن كان قبلها ضم ضمها نحوء أنذرتهم أم لم وفيكم رسولا ومنهم أميون.

١٦٤

بالسكون في جميع القرآن للتخفيف (١) وأجمعوا على إسكانها وقفا لأنه محل تخفيف.

واختلف : في ضم ميم الجمع وكسرها وضم ما قبلها وكسره إذا كان بعد الميم ساكن وقبلها هاء مكسورة ما قبلها كسرة أو ياء ساكنة نحو : (عَلَيْهِمُ الْقِتالُ ، ويُؤْتِيَهُمُ اللهُ ، وبِهِمُ الْأَسْبابُ ، وفِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ) (فنافع) وابن كثير وابن عامر وعاصم وكذا أبو جعفر بضم الميم وكسر الهاء في ذلك كله ووجهه مناسبة الهاء بالياء وتحريك الميم بالحركة الأصلية وهي لغة بني أسد وأهل الحرمين وافقهم ابن محيصن (وقرأ أبو عمرو) بكسر الهاء لمجاورة الكسرة أو الياء الساكنة وكسر الميم أيضا على أصل التقاء الساكنتين وافقه اليزيدي والحسن.

وقرأ : حمزة والكسائي وكذا خلف بضمهما لأن الميم حركت للساكن بحركة الأصل وضم الهاء اتباعا لها وافقهم الأعمش وقرأ يعقوب باتباع الميم الهاء على أصله فضمها حيث ضم الهاء في نحو : (يُرِيهِمُ اللهُ) لوجود ضم الهاء وكسرها في نحو : (قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ) لوجود الكسرة.

وأما : الوقف فكلهم على إسكان الميم وهم على أصولهم في الهاء فحمزة بضم الهاء من نحو : (عَلَيْهِمُ الْقِتالُ ، وإِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ) ويعقوب بضم ذلك ونحو : (يُرِيهِمُ اللهُ ، ولا يَهْدِيهِمُ اللهُ) ورويس في نحو : (يُغْنِهِمُ اللهُ) على أصله بالوجهين.

واتفقوا : على ضم الميم المسبوقة بضم سواء كان في هاء أو كاف أو تاء نحو : (يَلْعَنُهُمُ اللهُ ، ويَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ، عَلَيْكُمُ الْقِتالُ ، وأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ) وإذا وقفوا سكنوا الميم (وعن) ابن محيصن من المبهج (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ) [الآية : ٧] بنصب غير على الحال قيل من الذين وهو ضعيف ، وقيل من الضمير في عليهم وعنه من المفردة الخفض كالجمهور على البدل من الذين بدل نكرة من معرفة أو من الضمير المجرور في عليهم.

المرسوم : اتفقوا على كتابة (مُلْكِ) [الآية : ٤] بغير ألف ليحتمل القراءتين وكذا (مالِكَ الْمُلْكِ) بآل عمران [الآية : ٢٦] كما في المقنع ولم يذكره في الرائية ومقتضاه أن ما عداه يكتب على لفظه وقد اصطلحوا على حذف ألف فاعل في الأعلام وقال ابن قتيبة ما كان من الأسماء أي الأعلام المنقولة من الصفات على فاعل وكثر استعماله نحو صالح ومالك وخالد فحذف ألفه أحسن من إثباتها فإن حليت باللام تعين الإثبات واتفقوا أيضا على كتابة الصراط بالصاد معرفا ومنكرا بأي إعراب كان للدلالة على البدل لأن السين هو الأصل كما تقدم وكذا ويبصط بالبقرة فخرج يبسط الرزق فإنه بالسين وكذا كتبوا بالصاد أم هم المصيطرون بالطور وبمصيطر بالغاشية.

__________________

(١) أي لكثرة دور الضمائر مع أمن اللبس وعليه الرسم.

١٦٥

سورة البقرة

مدنية آيها مائتان وثمانون وخمس حجازى وشامي وست كوفي وسبع بصري اختلافها ثلاث عشرة (١) الم ، كوفي ، (عَذابٌ أَلِيمٌ) شامي وترك (إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ) ، إلا (خائِفِينَ) بصري ، (يا أُولِي الْأَلْبابِ) مدني أخير وعراقي وشامي بخلف عنه ، (مِنْ خَلاقٍ) الثاني تركها مدني أخير ، (وَقِنا عَذابَ النَّارِ) غير مكي بخلف عنه (٢)(ما ذا يُنْفِقُونَ) حجازي إلا إياه (٣) و (لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) الأولى مدني أخير وكوفي وشامي ، (قَوْلاً مَعْرُوفاً) بصري ، (الْحَيُّ الْقَيُّومُ) حجازي إلا الأول (٤) وبصري وعدها الكل أول آل عمران ، وتركها بطه ، (مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) مدني أول ، وفيها مشبه الفاصلة اثنا عشر من خلاق الأول (وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتابَ هُمْ فِي شِقاقٍ ، والْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ ، فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ ، طَعامُ مِسْكِينٍ ، مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ ، والْحُرُماتُ قِصاصٌ ، عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ ، ما ذا يُنْفِقُونَ) الأول (مِنْهُ تُنْفِقُونَ ، ولا شَهِيدٌ) وغلط من عزاها إلى المكي ، وما يشبه الوسط اثنان (كُنْ فَيَكُونُ ، لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)(٥).

القراءات قرأ : (الم) بالسكت على كل حرف من حروفها الثلاثة أبو جعفر وكذا ما تكرر من ذلك في فواتح السور نحو : (المص ، كهيعص) لأنها ليست حروف المعاني بل هي مفصولة (٦) ، وإن اتصلت رسما وفي كل واحد منها سر لله تعالى أو كل حرف منها كناية عن اسم لله تعالى فهو يجري مجرى كلام مستقل وحذف واو العطف لشدة الارتباط والعلم به.

(وقرأ لا رَيْبَ فِيهِ) البقرة [الآية : ٢] بعد لا النافية حمزة بخلفه لكن لا يبلغ به

__________________

(١) المواضع المذكورة اثنا عشر والظاهر أن الثالث عشر هو ولا شهيد على القول بعده للمكي.

(٢) أي فمن هذه يسقط ولا شهيد ومن تركه يعده والصحيح الأول لأن التوقيف ورد بتعبير آية الدين بآية واحدة ا ه.

(٣) هكذا بالأصل وصوابه إلا المدني الأخير.

(٤) أي إلا المدني الأول.

(٥) سيأتي كل موضع في مكانه إن شاء الله تعالى. [أ].

(٦) أي يقرأ : (أ ، ل ، م ـ ك ، ه ، ي ، ع ، ص ...) وهكذا يفصل الإمام أبو جعفر هذه الآيات كل حرف على حدة في جميع المواضع. [أ].

١٦٦

حد الإشباع بل يقتصر فيه على التوسط كما تقدم (وعن) الحسن لا ريبا فيه بالتنوين حيث وقع بفعل مقدر أي لا أجد ريبا والجمهور بغير تنوين مع البناء على الفتح.

(وقرأ فِيهِ هُدىً) البقرة [الآية : ٢] بوصل الهاء بالهاء بياء لفظية على الأصل ابن كثير وافقه ابن محيصن والباقون بالاختلاس وأدغم الهاء في الهاء أبو عمر وبخلف عنه وكذا يعقوب من المصباح مع المد والقصر والتوسط في حروف المد وافقهما ابن محيصن واليزيدي بخلف عنهما والحسن والمطوعي.

تنبيه : تقدمت الإشارة إلى أن هذه الأوجه الواردة على سبيل التخيير كالأوجه التي يقرأ بها بين السور وغيرها إنما المقصود منها معرفة جواز القراءة بكل منها فأي وجه قرئ به جاز فلا تستوعب الكل في موضع إلا لغرض صحيح وكذا الوقف بالسكون والإشمام والروم وبالمد الطويل والتوسط والقصر وكان بعض المحققين كما تقدم لا يأخذ إلا بالأقوى ويجعل الباقي مأذونا فيه وبعضهم يرى القراءة بواحد في موضع وبآخر في آخر وبعضهم يرى جمعها في أول موضع أو موضع ما على وجه التعليم والأعلام وشمول الرواية أما الأخذ بالكل في كل موضع فلا يتعمده إلا متكلف غير عارف بحقيقة الخلاف نعم ينبغي أن يجمع بين أوجه تخفيف الهمزة في وقف حمزة لتدريب المبتدي ولا يكلف العالم بجميعها ومستند أهل هذا الشأن في الأوجه المذكورة أن أهل الأداء لما كانوا على الأثبات في النقل بحيث كانوا في الضبط والمحافظة على ألفاظ القرآن في الدرجة القصوى حتى كانوا لا يسامحون بعضهم في حرف واحد اتفقوا على منع القياس المطلق الذي ليس له أصل يرجع إليه أما إذا كان القياس على إجماع انعقد أو أصل يعتمد فإنه يجوز عند عدم النص وغموض وجه الأداء بل لا يسمى ما كان كذلك قياسا على الوجه الاصطلاحي لأنه في الحقيقة نسبة جزئي إلى كلي كما اختير في تخفيف بعض الهمزات لأهل الأداء وإثبات البسملة وعدمها وغير ذلك وحينئذ فيكفي في المستند النقل عن مثل هؤلاء الأئمة المعول عليهم في هذا الفن وأما كثرة الوجوه بحيث بلغت الألوف فإنما ذلك عند المتأخرين دون المتقدمين لأنهم كانوا يقرءون القراءات طريقا طريقا فلا يقع لهم إلا القليل من الأوجه وأما المتأخرون فقرءوها رواية رواية بل قراءة قراءة بل أكثر حتى صاروا يقرءون الختمة الواحدة للسبعة أو العشرة فتشعبت معهم الطرق وكثرت الأوجه وحينئذ يجب على القارئ الاحتراز من التركيب في الطرق والأوجه وإلا وقع فيما لا يجوز وللشيخ العلامة النويري تألف مفيد نحو كراسة فيما ذكر وقد لخصه في شرحه الطيبة شيخه رحم الله تعالى الجميع (١) وإذا تقرر ذلك فليعلم أن الصحيح جواز كل من الثلاثة الوقف العارض لكل قارئ وإشمام المضموم ورومه وروم المكسور ووجهي الم الله للاعتبار بالعارض وعدمه والمد والتوسط والقصر مع إدغام نحو (الرَّحِيمِ مالِكِ) إلى غير

__________________

(١) وإذا أردت المزيد فانظر كتاب النشر في القراءات العشر للعلامة محمد بن الجزري : (٢ / ١٩٤). [أ].

١٦٧

ذلك وكل هذه الأوجه صدق عليها أنها موافقة للرسم من جهة أنها لا تخالفه لأنها لم ترسم لها في المصحف صورة أصلا وموافقة للوجه العربي لأن النحاة نصوا على ذلك كله وكلها أيضا نقلت عن المتأخرين (١) وأمال (هدى) وقفا حمزة والكسائي وكذا خلف وافقهم الأعمش وورش من طريق الأزرق بالفتح وبين اللفظين ولا خلاف في فتحه وصلا وإدغام التنوين في لام (لِلْمُتَّقِينَ) بغير غنة إلا ما ذهب إليه كثير من أهل الأداء من إبقاء الغنة في ذلك وفي النون عند اللام والراء والتنوين عند الراء نحو : من له ، (مِنْ رَبِّكُمْ ، غَفُورٌ رَحِيمٌ)(٢) ورووه عن نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وحفص وكذا أبو جعفر ويعقوب.

ووقف : يعقوب بخلاف عنه بهاء السكت على نحو : (عَلَى ، والْعالَمِينَ ، والَّذِينَ ، والْمُفْلِحُونَ ، وبِمُؤْمِنِينَ)(٢) البقرة [الآية : ٤] وظاهر كلام بعضهم يشمل نون الأفعال كيؤمنون لكن صوب في النشر تقييده بالأسماء عند من جوزه وهو الذي قرأنا به (وأبدل) همزة (يؤمنون) واوا ورش من طريقيه وأبو عمر وبخلف عنه وأبو جعفر كوقف حمزة وافقهم اليزيدي بخلفه (وغلظ) ورش من طريق الأزرق لام (الصَّلاةَ) البقرة [الآية : ٤] (وقصر) المد المنفصل من نحو : (بِما أُنْزِلَ) البقرة [الآية : ٥] ابن كثير وكذا أبو جعفر إلغاء لأثر الهمز لعدم لزومه باعتبار الوقف وافقهما ابن محيصن والحسن.

واختلف : فيه عن قالون من طريقيه وورش من طريق الأصبهاني وأبي عمرو من روايتيه وهشام وحفص من طريق عمرو وكذا يعقوب وافقهم اليزيدي والباقون بالمد وهم متفاوتون فيه كالمتصل المجمع على مده لكل القراء وأطولهم فيهما ورش من طريق الأزرق وابن ذكوان من طريق الأخفش وحمزة وافقهم الشنبوذي ثم التوسط للباقين في المتصل ولأصحاب المد في المنفصل على المختار وإذا وقف لحمزة على (بِما أُنْزِلَ) ونحوه ففيه أربعة تحقيق الهمزة وتسهيلها وفيه المد والقصر والسكت مع التحقيق.

وقرأ : (وَبِالْآخِرَةِ) البقرة [الآية : ٥] بالنقل ورش من طريقيه ومن طريق الأزرق بترقيق الراء مع المد والقصر والتوسط على الألف المنقول همزها لعدم الاعتداد بالعارض فإن اعتد به قصر فقط.

وسكت : على لام التعريف حمزة بخلف عنه وكذا ابن ذكوان وحفص وإدريس بخلفهم على ما تقدم.

ويوقف : لحمزة عليه ونحو من المتوسط بزائد اتصل به رسما ولفظا نحو (الْأَرْضِ الْأَيْمانَ ، الْأُولى ، الْآزِفَةِ ، الْإِسْلامُ) بوجهين فقط النقل والسكت أما التحقيق من غير

__________________

(١) هكذا بالنسخة الموجودة بيدي وفي نسخ أخرى عن المتقدمين.

(٢) حيث وقعت. [أ].

(٢) حيث وقعت. [أ].

١٦٨

سكت الذي أجازه بعض شراح الحرز فقال في النشر لا أعلمه نصا في كتاب من الكتب ولا في طريق من الطرق.

وأما : فتحة رائها في الوقف محضة الكسائي وحمزة بخلفه ويوقف : على (أولئك) ونحوه مما وقعت فيه الهمزة متوسطة بعد ألف لحمزة بتسهيل الهمزة بين بين مع المد والقصر وأما الإبدال (١) فشاذ وكذا نحو : (شُرَكاؤُنَا ، وأَوْلِياؤُهُ ، وأَحِبَّاؤُهُ ، وإِسْرائِيلَ ، وخائِفِينَ ، والْمَلائِكَةِ ، وجاءَنا ، ودُعاءً ، ونِداءً)(٢) فلا يصح فيه إلا بين بين.

وقرأ : (أَأَنْذَرْتَهُمْ) [الآية : ٦] بتسهيل الثانية وإدخال ألف قالون وأبو عمرو وهشام من طريق ابن عيدان وغيره عن الحلواني وكذا أبو جعفر وافقهم اليزيدي وقرأ ورش من طريق الأصبهاني وابن كثير وكذا رويس بتسهيلها أيضا من غير إدخال ألف وهو أحد الوجهين عن الأزرق والثاني له إبدالها ألفا خالصة مع المد للساكنين وهما صحيحان وقرأ ابن ذكوان وهشام من مشهور طرق الداجوني عن أصحابه عنه وعاصم وحمزة والكسائي وكذا روح وخلف بتحقيق الهمزتين بلا ألف بينهما وافقهم الحسن والأعمش وقرأ هشام من طريق الجمال عن الحلواني بتحقيقهما وإدخال ألف بينهما فصار لهشام ثلاثة أوجه التسهيل مع الألف والتحقيق مع الألف وعدمها وأما الرابع وهو التسهيل بلا ألف فلا يجوز لهشام من الطريقين إلا في موضع واحد وهو (أَذْهَبْتُمْ) بالأحقاف كما يأتي في محله إن شاء الله تعالى (٣).

وعن : ابن محيصن أنذرتهم بهمزة واحدة مقصورة.

وإذا وقف : على (عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ) لحمزة فله السكت على الميم وعدمه مع تسهيل الهمزة الثانية وتحقيقها فهي أربعة وأما إبدال الثانية ألفا (٤) فضعيف وكذا حذف إحدى الهمزتين لاتباع الرسم وافقه الأعمش (٥) وتقدم حكم صلة ميم الجمع هنا لورش وغيره.

وأمال : (أَبْصارِهِمْ) [الآية : ٧] أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي وافقهم اليزيدي وقلله الأزرق والباقون بالفتح.

وعن : الحسن (غِشاوَةٌ) [الآية : ٧] بعين مهملة مضمومة وعنه أيضا الضم والفتح مع المعجمة والجمهور بالغين المعجمة المكسورة وأدغم تنوين غشاوة في واو (وَلَهُمْ) بغير غنة خلف عن حمزة وافقه المطوعي وكذا حكم من يقول ومعهما في هذا الدوري

__________________

(١) أي ياء خالصة للرسم مع المد والقصر.

(٢) حيث وقعت وسيأتي بيان كل شاهد في موضعه من السور إن شاء الله تعالى. [أ].

(٣) انظر ص : (٥٠٣).

(٤) أي مع السكت وعدمه وكذا يقال في وجه حذف إحدى الهمزتين.

(٥) أي بخلف عنه كما تقدم.

١٦٩

عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير وكذا حكم ما شابه ذلك والباقون بالغنة فيهما.

وأمال : (النَّاسِ) [الآية : ٨] المجرور الدوري عن أبي عمرو بخلف عنه وافقه اليزيدي والباقون بالفتح.

ويقرأ : للأزرق نحو : (آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ) [الآية : ٨] بقصر الآخر مع قصر آمنا مطلقا فإن وسط آمنا أو أشبع فكذا الآخر إن لم يعتد بالعارض وهو النقل فإن اعتد بالعارض فبالقصر فيه فقط معهما أعني التوسط والإشباع في آمنا نبه عليه في النشر وتقدم آخر باب المد.

واختلف : في (وَما يَخْدَعُونَ) [الآية : ٩] فنافع وابن كثير وأبو عمرو بضم الياء وفتح الخاء وألف بعدها وكسر الدال لمناسبة الأول (١) وافقهم اليزيدي والباقون بفتح الياء وسكون الخاء وفتح الدال والمفاعلة هنا إما بمعنى فعل فيتحدان وإما بإبقاء المفاعلة على بابها فهم يخادعون أنفسهم أي يمنونها الأباطيل وأنفسهم تمنيهم ذلك أيضا ولا خلاف في الأول أنه بالضم والألف وكذا حرف النساء لئلا يتوجه إلى الله تعالى بالتصريح بهذا الفعل القبيح فأخرج مخرج المفاعلة وأمال : (فَزادَهُمُ اللهُ) [الآية : ١٠] هنا حمزة وابن ذكوان وهشام بخلف عنه وافقهم الأعمش وكذا حكم ما جاء من هذا الفعل وهو في خمسة عشر إلا أن ابن ذكوان اختلف عنه في غير الأول ويوقف لحمزة على نحو : (عَذابٌ أَلِيمٌ ، ومَنْ آمَنَ ، وقَدْ أَفْلَحَ) بالوجهين المتقدمين في نحو : (الْآخِرَةَ) وبثالث وهو عدم النقل ، والسكت.

واختلف : في (يَكْذِبُونَ) [الآية : ١٠] فعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف بفتح الياء وسكون الكاف وتخفيف الذال من الكذب لإخبار الله تعالى عن كذبهم وافقهم الحسن والأعمش والباقون بضم الياء وفتح الكاف وتشديد الذال من التكذيب لتكذيبهم الرسل (٢).

واختلف : في الفعل الثلاثي الذي قلبت عينه ألفا في الماضي كقال إذا بني للمفعول وهو في (قَبْلُ) البقرة [الآية : ١١ ، ١٣] حيث وقع (وَغِيضَ الْماءُ ، وجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ ، وجِيءَ يَوْمَئِذٍ ، وحِيلَ بَيْنَهُمْ ، وَسِيقَ) هود [الآية : ٤٤] والزمر [الآية : ٦٩] والفجر [الآية : ٢٣] وسبأ [الآية : ٥٤] والزمر [الآية : ٧١ ، ٧٣] معا و (سِيءَ بِهِمْ ، وسِيئَتْ وُجُوهُ) هود [الآية : ٧٧] والملك [الآية : ٢٧] فنافع وكذا أبو جعفر بإشمام الكسرة الضم وبياء بعدها نحو واو في (سِيءَ ، وسِيئَتْ) فقط اتباعا للأثر ، وجمعا بين اللغتين وافقهما ابن محيصن من المفردة (٣).

__________________

(١) أي هؤلاء يقرءون : (وما يخادعون ...). [أ].

(٢) أي : (يكذّبون). [أ].

(٣) وكذا من المبهج في وجه.

١٧٠

وقرأ : ابن ذكوان كذلك في (حِيلَ ، وسِيقَ ، وسِيءَ ، وسِيئَتْ) الأربعة فقط.

وقرأ : هشام والكسائي وكذا رويس بالإشمام كذلك في الأفعال السبعة وهو لغة قيس وعقيل ومن جاورهم وافقهم

الحسن والشنبوذي وكيفية اللفظ به أن تلفظ بأول الفعل بحركة تامة مركبة من حركتين إفرازا لا شيوعا فجزء الضمة مقدم وهو الأقل ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر ولذا تمحضت الياء والباقون بإخلاص الكسرة ولا خلاف في (قِيلاً) في النساء و (قِيلاً سَلاماً وَأَقْوَمُ قِيلاً) لأنها ليست أفعالا.

وقرأ : (السُّفَهاءُ أَلا) [الآية : ١٣] بتحقيق الأولى وإبدال الثانية واوا خالصة مفتوحة نافع وابن كثير وأبو عمر وكذا أبو جعفر ورويس (١) والباقون بالتحقيق ويوقف (على السفهاء) لحمزة وهشام بخلفه (٢) بإبدال الهمزة ألفا مع المد والقصر والتوسط ويجوز رومها بالتسهيل مع المد والقصر فتصير خمسة وكذا كل همزة متطرفة مضمومة أو مكسورة لم ترسم لها صورة ويوقف لحمزة على (قالوا آمنا) بالتحقيق مع عدم السكت وبالسكت وبالنقل ، وبالإدغام (٣) وأما التسهيل بين بين فضعيف.

واتفقوا : على أنه لا يجوز مد : (خَلَوْا إِلى) [الآية : ١٤] و (ابْنَيْ آدَمَ) لفقد الشرط باختلاف حركة ما قبله وضعف السبب بالانفصال.

وقرأ : (مُسْتَهْزِؤُنَ) [الآية : ١٤] بحذف الهمزة وضم الزاي وصلا ووقفا أبو جعفر ويوقف عليها لحمزة (٤) بالتسهيل بين الهمزة والواو وهو مذهب سيبويه وبالإبدال ياء وهو مذهب الأخفش وبالحذف مع ضم ما قبل الواو للرسم على مختار الداني فهي ثلاثة وأما تسهيلها بين الهمزة والياء وهو المعضل وإبدالها واوا فكلاهما لا يصح وكذا الوجه الخامس وهو كسر الزاي مع الحذف وإذا وقف عليه للأزرق فمن روى عنه المد وصلا وقف كذلك اعتد بالعارض أم لا ومن روى عنه التوسط وصلا وقف به إن لم يعتد بالعارض وبالمدان اعتد به ومن روى القصر وقف كذلك إن لم يعتد بالعارض وبالتوسط والإشباع أن اعتد به وعن ابن محيصن من المفردة في رواية البزي (يمدهم) بضم الياء وكسر الميم من أمد (٥).

وأمال : (طُغْيانِهِمْ) [الآية : ١٥] الدوري عن الكسائي ، وفتحها الباقون.

وأمال : (بِالْهُدى) [الآية : ١٦] حمزة والكسائي وكذا خلف (٦) وبالفتح والتقليل

__________________

(١) ووافقهم ابن محيصن واليزيدي.

(٢) وكذا الأعمش بخلفه.

(٣) وأما الأعمش فيوقف له بالتحقيق من غير سكت وبالنقل وبالإدغام فله ثلاثة فقط.

(٤) أي والأعمش في أحد وجهيه.

(٥) أي الرباعي ..

(٦) وكذا الأعمش.

١٧١

الأزرق ويوقف لحمزة (١) على (فَلَمَّا أَضاءَتْ) [الآية : ١٧] بتحقيق الأولى وبتسهيلها مع المد والقصر وبالسكت مع التحقيق فأربعة والكل مع تسهيل الثانية مع المد والقصر. فتصح ستة لإخراج المد في الأول مع القصر في الثاني وعكسه حال التسهيل للتصادم وتجري الأربعة في (كُلَّما أَضاءَ) [الآية : ٢٠] مع ثلاثة الإبدال في المتطرفة فتصير اثني عشر وجها وعن الحسن ـ (ظُلُماتٍ) [الآية : ١٧] بسكون اللام حيث وقع.

وأمال : الألف الثانية من (آذانِهِمْ) [الآية : ١٩] الدوري عن الكسائي وعن الحسن (الصَّواعِقِ) [الآية : ١٩] بتقديم القاف على العين (٢).

وأمال : (بِالْكافِرِينَ) [الآية : ١٩] الجمع أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي وكذا رويس (٣) وقلله الأزرق وخرج نحو (أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ) وإن رواه صاحب المبهج عن الدوري عن الكسائي فإنه ليس من طرقنا نعم أمالها اليزيدي فيما خالف فيه أبا عمرو وعن الحسن (يَخْطَفُ) [الآية : ٢٠] بكسر الياء والخاء والطاء المشددة (٤) وعن المطوعي يخطف بفتح الياء والخاء وكسر الطاء (٥) وعن المطوعي إمالة (أَضاءَ لَهُمْ) [الآية : ٢٠].

وأمال : (شاءَ) [الآية : ٢٠] حمزة وابن ذكوان وكذا حلف واختلف عن هشام ففتحها عنه الحلواني وأمالها الداجوني ويوقف عليها لحمزة وهشام بخلفه بالبدل مع المد والقصر والتوسط وغلظ الأزرق لام (أظلم) بخلف عنه وأدغم (لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ) [الآية : ٢٠] أبو عمرو بخلفه وكذا رويس وعن يعقوب بكماله في المصباح وافقهم الأربعة ما عدا الشنبوذي (٦).

وقرأ : (شَيْءٍ) [الآية : ٢٠] بالمد المشبع والتوسط ورش من طريق الأزرق وجاء التوسط فيه عن حمزة ، وصلا بخلفه وإذا وقف عليه فله مع هشام بخلفه النقل مع الإسكان والروم وله الإدغام معهما فتصير أربعة وأما المرفوع فتجري فيه الأربعة ويجوز الإشمام مع كل من النقل والإدغام فتصير ستة واتباع الرسم في ذلك متحد في وجه النقل مع الإسكان ونظمها المرادي فقال :

في شيء المرفوع ستة أوجه

نقل وإدغام بغير منازع

__________________

(١) وكذا الأعمش في أحد وجهيه وكذا يقال في كل ما سيأتي فلا تغفل.

(٢) وهي لغة تميم وبعض ربيعة.

(٣) أي ووافقهم اليزيدي.

(٤) أي فكسر الخاء اتباعا لكسرة الطاء وكسر الياء اتباعا لكسرة الخاء.

(٥) أي على أصل التقاء الساكنين.

(٦) هكذا في النسخة التي بيدي. وفي نسخة وافقهم ابن محيصن من المفردة واليزيدي والحسن والمطوعي.

١٧٢

وكلاهما معه ثلاثة أوجه

والحذف مندرج فليس بسابع

وكذا الحكم في سوء المجرور المرفوع وأدغم : القاف من (خَلَقَكُمْ) [الآية : ٢١] أبو عمرو بخلف وكذا يعقوب من المصباح إدغاما كاملا تذهب معه صفة الاستعلاء (١) (وعن) ابن محيصن (يَسْتَحْيِي) [الآية : ٢٦] بكسر الحاء وحذف الياء (٢) (وغلظ) الأزرق لام (يوصل) في الوصل واختلف عنه الوقف فروى الترقيق عنه جمع كصاحب الكافي وروى عنه التغليظ وذكرهما الداني كالشاطبي وهما صحيحان والتغليظ أرجح (٣) (وأمال) (فَأَحْياكُمْ) [الآية : ٢٥] الكسائي وبالفتح والتقليل الأزرق.

واختلف : في (ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [الآية : ٢٨] وبابه ، وهو كل فعل أوله ياء ، أو تاء المضارعة إذا كان من رجوع الآخرة نحو : (إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ، ويُرْجَعُ الْأَمْرُ) فنافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم وكذا أبو جعفر (تُرْجَعُ الْأُمُورُ) حيث وقع وهو في ستة مواضع في : البقرة ، وآل عمران ، والأنفال ، والحج ، وفاطر ، والحديد بضم التاء ، وفتح الجيم مبنيا للمفعول وافقهم اليزيدي ، والشنبوذي ، وقرأ أبو عمرو (يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ) آخر البقرة بفتح التاء ، وكسر الجيم مبنيا للفاعل ، وقرأ حمزة ، والكسائي ، وكذا خلف ، (أَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ) بالمؤمنين بفتح التاء كذلك وافقهم الحسن ، وقرأ نافع وحمزة والكسائي وكذا خلف بفتح الياء مبنيا للفاعل في أول القصص (أَنَّهُمْ إِلَيْنا لا يُرْجَعُونَ) وافقهم الحسن ، وقرأ نافع ، وحفص (يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ) آخر هود بضم الياء وفتح الجيم مبنيا للمفعول وقرأ يعقوب جميع الباب بفتح حرف المضارعة وكسر الجيم في جميع القرآن مبنيا للفاعل وافقه ابن محيصن والمطوعي والباقون بضم الياء وفتح الجيم مبنيا للمفعول ووجهه إسناده للفاعل الحقيقي على الأصل من المتعدي ووجه المبني للفاعل إسناده للمجازي من اللازم وخرج بالتقييد برجوع الآخرة نحو (أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ ، أَنَّهُمْ إِلَيْنا لا يُرْجَعُونَ ، عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ ، ما ذا يَرْجِعُونَ) لكن خالف ابن محيصن أصله في (وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ) في يس فبناه للمفعول ، والجمهور بنوه للفاعل (٤).

وأما (اسْتَوى) و (فَسَوَّاهُنَ) [الآية : ٢٩] حمزة والكسائي وكذا خلف (٥) وبالفتح والتقليل الأزرق وكذا كل ما وقع منه و (فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ) (وسَوَّاكَ) بالكهف و (سَوْأَةَ) بالسجدة و (فَسَوَّاكَ) بالانفطار.

__________________

(١) ووافقهما اليزيدي بخلف أيضا.

(٢) من استحى يستحي فهو مستح كاستقى يستقي فهو مستق.

(٣) لأن السكون عارض وفي التغليظ دلالة على حكم الوصل في مذهب من غلظ .. [أ].

(٤) أي الوجه الآخر لهذه الآية الكريمة : (ترجعون). [أ].

(٥) وافقهم الأعمش.

١٧٣

واختلف : في هاء ضمير المذكر الغائب المنفصل المرفوع وكذا المؤنث إذا وقع بعد واو نحو : (وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [الآية : ٢٩] و (هِيَ تَجْرِي) أو فاء نحو : (فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ، فَهِيَ خاوِيَةٌ) أو لام ابتداء نحو (لَهِيَ الْحَيَوانُ) أو ثم نحو (ثُمَّ هُوَ) وفي (يُمِلَّ هُوَ) آخر البقرة فقالون وأبو عمرو والكسائي وكذا أبو جعفر بإسكانها فيما عد الآخرين (١) وافقهم الحسن واليزيدي وقرأ الكسائي وقالون وكذا أبو جعفر بخلاف عنهما ثم هو بالقصص بالإسكان أيضا وقرأ أيضا أعني قالون وأبو جعفر بإسكان الهاء في (يُمِلَّ هُوَ) آخر البقرة بخلف عنهما والوجهان فيهما صحيحان عن قالون وأبي جعفر إلا أن الخلف فيهما عزيز عن أبي نشيط كما في النشر والباقون بالضم في الجميع ولا خلاف في إسكان (لَهْوَ الْحَدِيثِ) إذ ليس بضمير والتحريك لغة الحجاز والتسكين لغة نجد ووقف يعقوب على وهو وهي بها السكت وتقدم قريبا وقف حمزة على بكل شيء وفتح ياء (إِنِّي أَعْلَمُ) نافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر وافقهم ابن محيصن واليزيدي وسكنها الباقون (وعن) الحسن (وَعَلَّمَ) بضم العين ، وكسر اللام مبنيا للمفعول ، و (آدَمَ) بالرفع على النيابة عن الفاعل.

وقرأ أبو جعفر (أَنْبِئُونِي) [الآية : ٣١] بإسقاط الهمزة وضم ما قبل الواو وقرأ : (هؤُلاءِ إِنْ) [الآية : ٣١] بتسهيل الهمزة الأولى بين الهمزة والياء وتحقيق الثانية قالون والبزي وافقهما ابن محيصن من المبهج (ولورش) ثلاثة أوجه أحدها طريق الأصبهاني عنه تحقيق الأولى وتسهيل الثانية بين بين وهو مروي عن الأزرق أيضا ثانيها إبدال الثانية حرف مد من جنس ما قبلها أي ياء ساكنة من طريق الجمهور عن الأزرق ثالثها ياء مكسورة للأزرق أيضا ولقنبل ثلاثة أوجه أحدها إسقاط الأولى وتحقيق الثانية من طريق ابن شنبوذ وثانيها تحقيق الأولى وتسهيل الثانية بين بين (٢) ثالثها إبدال الثانية ياء ساكنة كورش من طريق الأزرق وقرأ أبو عمرو وكذا رويس من طريق أبي الطيب بإسقاط الأولى وتحقيق الثانية وافقهما اليزيدي وابن محيصن من المفردة وقرأ أبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية كالياء وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وكذا روح وخلف بتحقيق الهمزتين وافقهم الحسن والأعمش ولا يخفى كما تقدم أن لقالون قصرها من هؤلاء مع المد والقصر في أولاء ثم مدها مع المد في أولاء وأما مدها مع قصر أولاء فيضعف لما تقدم أن سبب الاتصال ولو مغيرا أقوى من سبب الانفصال لإجماع من رأى قصر المنفصل على جواز مد المتصل وأن تغير سببه دون

__________________

(١) لأن هذه الحروف لعدم استقلالها نزلت منزلة الجزء مما اتصلت به فصار المذكر كعضد والمؤنث ككتف فكما يجوز تسكين عين عضد وكتف يجوز تسكين هاء هو وهي إجراء للمنفصل مجرى المتصل لكثرة دورها معهما ولم يجروا ثم مجرى هذه لقيام ثم بنفسها وإمكان الوقف عليها.

(٢) وهو طريق ابن مجاهد عنه.

١٧٤

العكس وفي ها لأبي عمرو وكذا رويس من طريق أبي الطيب القصر في ها لانفصاله والمد والقصر في أولاء لتغيره بالإسقاط فهما وجهان والثالث مدهما معا ولا يجوز لهما مد الأول وقصر الثاني قولا واحدا لأن الثاني لا يخلو من أن يقدر متصلا أو مفصلا فإن قدر مد مع مد الأول وقصر مع قصره وإن قدر متصلا مد مطلقا وتجري الثلاثة فيما لو تأخر المنفصل عن المتصل المتغير كقوله تعالى : (وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللهَ) فإذا مددت (السَّماءَ أَنْ) فلك في المنفصل وهو (بِإِذْنِهِ إِنَ) المد والقصر وإذا قصرت (السَّماءَ أَنْ) تعين القصر في المنفصل بعد لما ذكر وهو ظاهر ولم ينبهوا عليه لظهوره وإذا وقف حمزة على هؤلاء فله تخفيف الأولى وتسهيلها بين بين مع المد والقصر لكونه متوسطا بغيره وفي الثانية الإبدال ألفا مع المد والقصر والتوسط والروم مع المد والقصر فهذه خمسة عشر حاصلة من ضرب ثلاثة الأولى في خمسة الثانية لكن يمتنع وجهان في وجه التسهيل بين بين كما نبه من عليه في النشر وهما مد الأول وقصر الثاني وعكسه لتصادم المذهبين وحكى في الأولى الإبدال واو للرسم مع المد والقصر فيكون الحاصل من خمسة الأولى في خمسة الثانية خمسة وعشرين ونظمها ابن أم قاسم (١) ولا يصح منها ما تقدم (٢) وأما هشام فيسهل المتطرفة بخلفه فله أوجهها.

وأما (أَنْبِئْهُمْ)(٣) [الآية : ٣٣] فلم يبدل همزتها ورش من طريقيه ولا غيره فاتفق كل من القراء على تحقيقها إلا حمزة في الوقف على قاعدته واختلف عنه مع إبدالها في ضم الهاء وكسرها فالجمهور عنه على الضم وذهب جمع إلى الكسر ومر تفصيله وافقه الأعمش بخلفه والحسن على البدل مع كسر الهاء إلا أنه عم الوصل والوقف وفتح ياء الإضافة من (إِنِّي أَعْلَمُ) نافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر وافقهم ابن محيصن واليزيدي.

واختلف في (لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا) [الآية : ٣٤] وهو في خمسة مواضع هنا ، والأعراف [الآية : ١١] والإسراء [الآية : ٦١] والكهف [الآية : ٥٠] وطه [الآية : ١١٦] فأبو جعفر من رواية ابن جماز ومن غير طريق هبة الله وغيره عن ابن وردان بضم التاء حالة الوصل في الخمسة اتباعا لضم الجيم ولم يعتد بالساكن فاصلا وافقه الشنبوذي وروي هبة الله وغيره عن ابن وردان إشمام كسرتها الضم وصحح في النشر الوجهين عن ابن وردان والباقون بالكسرة الخالصة على الجر بالحروف.

__________________

(١) أي في قوله :

في هؤلاء إذا وقفت لحمزة

عشرون وجها ثم خمس فاعرف

أولاها سهل أو بدل معهما

مدّ وقصر أو فحقق واقتف

وترام بالوجهين ثانية وإن

تبدل فتلك ثلاثة لا تختفي

وبضرب خمس قد حوت أولاهما

في خمسة الأخرى تتم لمنصف

(٢) ووافقه الأعمش بخلفه.

(٣) وأما المبدل فقرأ : (أنبيهم). [أ].

١٧٥

وأمال «أبي» حمزة ، والكسائي وكذا خلف وافقهم الأعمش. وبالفتح والتقليل الأزرق وتقدم قريبا حكم إمالة الكافرين وأدغم تاء (حيث) في شين (شئتما) مع إبدال الهمزة الساكنة أبو عمرو بخلف عنه من الروايتين ويمتنع له الإدغام مع الهمز فالجائز حينئذ ثلاثة أوجه الإدغام مع الإبدال والإظهار مع الهمز ومع الإبدال (١) وأدغم فقط يعقوب من المصباح والمفردة وعن ابن محيصن (هذِهِ الشَّجَرَةَ) [الآية : ٣٥] وما جاء منه نحو (هذِهِ الْقَرْيَةَ) بياء من تحت ساكنة بدل الهاء تحذف للساكنين وصلا وهي لغة في هذه.

واختلف في (فَأَزَلَّهُمَا) [الآية : ٣٦] فحمزة بألف بعد الزاي مخففة اللام (٢) وافقه الأعمش أي صرفهما أو نحاهما والباقون بغير ألف مشددا أي أوقعهما في الزلة ويحتمل أن يكون من زل عن المكان إذا تنحى فيتحدان في المعنى.

وأمال (فَتَلَقَّى) [الآية : ٣٧] حمزة والكسائي وكذا خلف وبالفتح والتقليل الأزرق.

واختلف في (آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ) [الآية : ٣٧] فابن كثير بنصب (آدَمَ) ورفع (كَلِماتٍ)(٣) على إسناد الفعل إلى الكلمات وإيقاعه على آدم فكأنه قال فجاءت كلمات ولم يؤنث الفعل لكونه غير حقيقي وللفصل وافقه ابن محيصن والباقون (٤) برفع آدم ونصب كلمات بالكسرة إسنادا له إلى آدم وإيقاعا له على الكلمات أي أخذها بالقبول ودعا بها وأدغم الميم في الميم أبو عمرو وبخلفه ويعقوب من المصباح وكتاب المطلوب (٥) (وأمال) (هُدايَ) [الآية : ٣٨] الدوري عن الكسائي وبالفتح والتقليل الأزرق.

واختلف في التنوين (فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) [الآية : ٣٨] وكذا (فَلا رَفَثَ ، وَلا فُسُوقَ ، وَلا جِدالَ ، وَلا بَيْعٌ ، وَلا خُلَّةٌ ، وَلا شَفاعَةٌ) من هذه السورة و (لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ) بإبراهيم و (لا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ) بالطور فيعقوب لا خوف حيث وقع بفتح الفاء وحذف التنوين مبنيا على الفتح على جعل لا للتبرئة وافقه الحسن وعن ابن محيصن بالرفع بلا تنوين تخفيفا.

وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ويعقوب (فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ) بالرفع والتنوين وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن وقرأ أبو جعفر ولا جدال كذلك بالرفع والتنوين وافقه الحسن ووجه رفع الأولين مع التنوين أن الأول اسم لا المحمولة على ليس والثاني عطف على الأول ولا مكررة للتأكيد ونفي الاجتماع وبناء الثالث على الفتح على معنى الإخبار بانتفاء الخلاف في الحج لأن قريشا كانت تقف بالمشعر الحرام فرفع

__________________

(١) ووافقه اليزيدي.

(٢) أي : (فأزالهم). [أ].

(٣) أي : (آدم كلمات). [أ].

(٤) ووافقهم الأعمش.

(٥) ووافقهما اليزيدي والحسن وابن محيصن من المفردة والمطوعي عن الأعمش ، وكذا الخلف في أنه هو.

١٧٦

الخلاف بأن أمروا أن يقفوا كغيرهم بعرفة وأما الأول فعلى معنى النهي أي لا يكونن رفث ولا فسوق.

وقرأ الباقون الثلاثة بالفتح بلا تنوين على أن لا لنفي الجنس عاملة عمل أن مركبة مع اسمها كما لو انفردت.

وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وكذا يعقوب (لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ ، وَلا شَفاعَةٌ) في هذه السورة و (لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ) بإبراهيم و (لا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ) في الطور بالفتح من غير تنوين وافقهم ابن محيصن والحسن واليزيدي والباقون بالرفع والتنوين في الكلمات السبع ويوقف لحمزة على (بِآياتِنا) [الآية : ٣٩] بوجهين التحقيق والتسهيل بإبدال الهمزة ياء لأنه متوسط بغيره (١) وقس عليه نظائره.

وأمال (النَّارَ) [الآية : ٣٩] أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصورى والدوري عن الكسائي وافقهم اليزيدي وبالتقليل الأزرق.

وقرأ أبو جعفر بتسهيل همزة (إسرائيل) [الآية : ٤٠] مع المد والقصر لتغير السبب وإذا قرئ له بالإشباع على طريق العراقيين كما تقدم كمل له ثلاثة أوجه (و) اختلف في مد الياء فيها كنظائره للأزرق فنص بعضهم على مدها واستثناها الشاطبي والوجهان في الطيبة وعن الحسن حذف الألف والياء وهي إحدى اللغات فيها ويوقف لحمزة عليه بتحقيق الأولى من غير سكت على (بَنِي) وبالسكت وبالنقل وبالإدغام وأما التسهيل بين بين فضعيف وفي الثانية والتسهيل مع المد والقصر فهي ثمانية أوجه (٢) وروى المطوعي إسرائيل بتسهيل الهمزة التي بعد الألف وأسكن ياء نعمتي التي في الموضعين هنا والثالث قبيل (وَإِذِ ابْتَلى) ابن محيصن والحسن (وأثبت) ياء (فَارْهَبُونِ) [الآية : ٤٠] و (فَاتَّقُونِ) [الآية : ٤١] يعقوب في الحالين وافقه الحسن وصلا وغلظ الأزرق لام الصلاة [الآية : ٤٣] ورقق راء (لَكَبِيرَةٌ) [الآية : ٤٥] بلا خلف.

واختلف في (وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ) [الآية : ٤٨] فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وكذا يعقوب بالتأنيث لإسناده إلى شفاعة وهي مؤنثة لفظا وافقهم ابن محيصن واليزيدي والباقون بالتذكير لأن التأنيث غير حقيقي وحسنه الفصل بالظرف (وعن) ابن محيصن (يُذَبِّحُونَ) [الآية : ٤٩] هنا وإبراهيم و (يُذَبِّحُ) بالقصص بفتح ضم الياء وسكون فتحة الذال وفتح كسرة الموحدة وتخفيفها.

واختلف في (واعَدْنا مُوسى) [الآية : ٥١] هنا والأعراف ، [الآية : ١٤٢] وفي طه [الآية : ١٤] و (واعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ) [الآية : ٨٠] فأبو عمرو كذا أبو جعفر ويعقوب

__________________

(١) ووافقه الأعمش بخلفه.

(٢) وللأعمش في أحد وجهيه ثمانية لا تخفى.

١٧٧

بغير ألف بعد الواو لأن الوعد من الله تعالى وحده وافقهم اليزيدي وابن محيصن (١) والباقون بالألف (٢) من المواعدة قال في البحر فالله وعد موسى الوحي وعد الله المجيء (و) اتفقوا على قراءة (أَفَمَنْ وَعَدْناهُ) بالقصص [الآية : ٦١] بغير ألف ، وكذا حرف الزخرف [الآية : ٤٢] (أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ) لعدم صحة المفاعلة.

وقرأ (اتَّخَذْتُمُ) [الآية : ٥١ ،] بإظهار الذال على الأصل ابن كثير وحفص وكذا رويس بخلف عنه والباقون بالإدغام.

وأمال (مُوسى) [الآية : ٥١ ، ٥٣] حمزة والكسائي وكذا خلف وافقهم الأعمش وبالفتح والتقليل الأزرق وأبو عمرو ومن روايتيه (وعن) ابن محيصن من المبهج (يا قَوْمِ) [الآية : ٥٤] بضم كسر الميم وهو في سبعة وأربعين موضعا (٣).

وأمال (بارِئِكُمْ) [الآية : ٥٤] في الموضعين الدوري عن الكسائي وفتحها الباقون وكذا حكم البارئ في الحشر.

واختلف في همز (بارِئِكُمْ) [الآية : ٥٤] معا وراء (يَأْمُرُكُمْ) [الآية : ٦٧] المتصل بضمير جمع المخاطب وتأمرهم ، ويأمرهم مخاطب أو غائب متصل بضمير غائب (وَيَنْصُرْكُمْ) مطلقا و (يُشْعِرُكُمْ) حيث وقع ذلك مرفوعا فأبو عمرو من أكثر الطرق بإسكان الهمزة والراء (٤) كما ورد عنه وعن أصحابه منصوصا ، وعليه أكثر المؤلفين ، وهي لغة بني أسد ، وتميم ، وبعض نجد طلبا للتخفيف عند اجتماع ثلاث حركات ثقال من نوع واحد ك (يَأْمُرُكُمْ) أو نوعين ك (بارِئِكُمْ) وإذا جاز إسكان حرف الإعراب وإذهابه في الإدغام للتخفيف فإسكانه وإبقاؤه أولى والحكم منوط بالمتحرك في نوعيه فخرج نحو (إِنْ يَنْصُرْكُمُ) المجزوم وبالحركات الثقال نحو (تَأْمُرُنا) لخفة الفتحة والصواب كما في النشر اختصاص الكلم المذكور أولا إذ النص فيها فخرج نحو (يُصَوِّرُكُمْ ، وَيُحَذِّرُكُمُ ، وَنَحْشُرُهُمْ ، وأُنْذِرُكُمْ ، ويُسَيِّرُكُمْ ، وَيُطَهِّرَكُمْ) خلافا لمن ذكرها وروى جماعة عنه من روايتيه الاختلاس فيهما وعبر عنه بالإتيان بثلثي الحركة قال الجعبري معناه بأكثرها بخلاف الروم فإنه الإتيان بأقلها وروى أكثرهم الاختلاس عن الدوري والإسكان عن السوسي وعكس بعضهم وروى بعضهم الإتمام عن الدوري وحده وبه قرأ الباقون فصاء للدوري ثلاثة وللسوسي الإسكان والاختلاس ولذا قال في الطيبة بعد ذكر الألفاظ.

سكن أو اختلس حلا والخلف طب

__________________

(١) هكذا في النسخة التي بيدي فيشمل الطريقين. وأفادني شيخي أن القصر من المبهج والذي في اللطائف القصر من المفردة ، والمدّ من المبهج.

(٢) أي : (واعدنا ...) في الجميع. [أ].

(٣) وخصه صاحب المفردة بما بعده همزة وصل فقط نحو يا قوم ادخلوا.

(٤) أي : (يأمركم ...) وهكذا في جميع المواضع. [أ].

١٧٨

وافقه ابن محيصن على اختلاس بارئكم بخلف (١) وعنه الإسكان في الكلمات الخمس ونحوهن مما اجتمع فيه ضمتان أو ثلاث نحو يصوركم ويعلمكم ونطعمكم والاختلاس في ذلك كله من المفردة وقال بعضهم يختلس ابن محيصن الحركة من كلمة اجتمع فيها ضمتان وهي ستة أحرف إذا لم يكن فيها تشديد أو ساكن نحو (يَأْمُرُكُمْ ويَنْصُرْكُمُ ويَحْشُرُهُمْ ويُشْعِرُكُمْ يَذْرَؤُكُمْ يَكْلَؤُكُمْ) ونحوهن انتهى ولا خلاف عن أبي عمرو في عدم إبدال همزة (بارِئِكُمْ) معا حال سكونها إلا ما انفرد به ابن غلبون ومن تبعه من إبدالها ياء ساكنة قال في النشر وهو غير مرضي لأن سكون الهمزة عارض ، فلا يعتد به ويوقف عليه لحمزة بالتسهيل بين بين وإبدالها ياء على الرسم ضعيف وأدغم أبو عمرو من روايتيه النون في اللام من (نُؤْمِنَ لَكَ) [الآية : ٥٥] مع إبدال الهمز الساكن واوا وله الإظهار مع الهمز وعدمه فهي ثلاثة أوجه تقدم نظيرها في (حَيْثُ شِئْتُما) وافقه يعقوب في الإدغام من المصباح.

وأمال (نَرَى اللهَ) [الآية : ٥٥] وصلا ونحوه ك (سَيَرَى اللهُ) وهو في ثلاثين موضعا السوسي بخلف عنه واختلف عنه أيضا في ترقيق لام الجلالة من ذلك حال الإمالة وتفخيمها وكلاهما جائز منقول صحيح وعن ابن محيصن (الصَّاعِقَةُ) [الآية : ٥٥] حيث جاء بحذف الألف وسكون العين واختلف عنه في الذاريات (٢) (وغلظ) الأزرق لام وظللنا وما ظلمونا بخلف عنه وأشار إلى ترجيح التغليظ في الطيبة بقوله وقيل عند الطاء والظاء والأصح تفخيمها وأمال (السَّلْوى) [الآية : ٥٧] حمزة والكسائي وكذا خلف (٣) وقرأ أبو عمرو كالأزرق بالتقليل والفتح وتقدم حكم (حَيْثُ شِئْتُمْ) [الآية : ٥٨] إدغاما وإبدالا.

واختلف في (يَغْفِرَ) [الآية : ٥٨] هنا والأعراف [الآية : ١٦١] فابن عامر بالتأنيث فيهما ، وقرأ نافع وكذا أبو جعفر بالتذكير (٤) هنا ، والتأنيث في الأعراف وكذا يعقوب بالتأنيث في الأعراف ، ووجه الكل لا يخفى لأن الفعل مسند إلى مجازي التأنيث ، واتفق هؤلاء الأربعة على ضم حرف المضارعة ، وفتح الفاء على البناء للمفعول ، والباقون بنون مفتوحة وفاء مكسورة في الموضعين على البناء للفاعل (٥).

__________________

(١) أي بين الاختلاس والإشباع. فالاختلاس من المبهج. والإشباع من المفردة.

(٢) فقرأه كذلك من المبهج وقرأه من المفردة كالجمهور بالألف وكسر العين وستأتي قراءة الكسائي في الذاريات.

(٣) ووافقهم الأعمش. وهكذا يقال في كل ما ماثله.

(٤) أي : ابن عامر : (تغفر). والمدنيان : (يغفر) والباقون : (نغفر ...). [أ].

(٥) ووافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن والأعمش.

١٧٩

وقرأ أبو عمرو بخلف عن الدوري تغفر لكم [الآية : ٥٨] بإدغام الراء في اللام (١) وفي النشر تفريع الخلاف على الإدغام الكبير فإذا أخذ به أدغم هذا بلا خلاف وإلا فالخلاف متجه في هذا والأكثرون على الإدغام والباقون بالإظهار.

واتفقوا هنا على (خَطايانا) [الآية : ٥٨] كبقايا (٢) وإمالة الكسائي وحده وبالفتح والتقليل الأزرق.

وقرأ (قَوْلاً غَيْرَ) [الآية : ٥٩] بإخفاء التنوين عند الغين أبو جعفر وتقدم حكم إدغام (قِيلَ لَهُمْ) لأبي عمرو ويعقوب واشمام كسرة القاف لهشام والكسائي ورويس وكذا تغليظ الأزرق (ظَلَمُوا) بخلفه وعن ابن محيصن (رِجْزاً) [الآية : ٥٩] بضم كسر الراء حيث وقع وهو لغة وعن الأعمش (يَفْسُقُونَ) [الآية : ٥٩] بكسر ضم السين حيث جاء وهو لغة أيضا.

وأمال (اسْتَسْقى) [الآية : ٦٠] حمزة والكسائي وكذا خلف والأعمش وبالفتح والتقليل الأزرق وعن المطوعي عن الأعمش (عَشْرَةَ) بكسر سكون الشين وعنه أيضا الإسكان والفتح وكلها لغات وعن الحسن والأعمش (مِصْراً) [الآية : ٦١] بلا تنوين غير منصرف ووقفا بغير ألف وهو كذلك في مصحف أبي بن كعب وابن مسعود وأما من صرف فإنه يعني مصرا من الأمصار غير معين واستدلوا بالأمر بدخول القرية وبأنهم سكنوا الشام وقيل أراد بقوله (مِصْراً) وإن كان غير معين مصر فرعون من إطلاق النكرة مرادا بها المعين.

وأمال (أَدْنى) [الآية : ٦١] وكذلك (الْأَدْنى) حيث وقعا حمزة والكسائي والأعمش وكذا خلف وبالفتح والتقليل الأزرق.

وتقدم حكم (عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ) [الآية : ٦١] من حيث ضم الهاء والميم وكسرهما في سورة الفاتحة وكذا مد (باؤُ) للأزرق.

وقرأ (النَّبِيِّينَ) [الآية : ٦١] و (النبيون ، والأنبياء ، والنبي ، والنبوة) بالهمزة (٣) نافع على الأصل لأنه من النبأ وهو الخبر والباقون بياء مشددة في المفرد وجمع السلامة وفي جمع التكسير بياء مخففة في المصدر بواو مشددة مفتوحة وقرأ به قالون في موضعي الأحزاب في الوصل لأنه إذا همز على أصله اجتمع همزتان مكسورتان منفصلتان ومذهبه تخفيف الأولى فعدل عن التسهيل إلى البدل بعد الياء توصلا إلى الإدغام مبالغة في التخفيف وإذا وقف عاد إلى أصله بالهمز.

__________________

(١) ووافقه اليزيدي وابن محيصن من المفردة.

(٢) في بعض النسخ بعده إلا الحسن فإنه قرأه خطيئاتكم بجمع السلامة.

(٣) أي : (النّبيئين ...). [أ].

١٨٠