اللّباب في علوم الكتاب - ج ١

أبي حفص عمر بن علي بن عادل الدمشقي الحنبلي

اللّباب في علوم الكتاب - ج ١

المؤلف:

أبي حفص عمر بن علي بن عادل الدمشقي الحنبلي


المحقق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
2-7451-2298-3

الصفحات: ٥٩٩

وقال المهدوي : «إما» هي «إن» التي للشرط زيدت عليها «ما» ليصحّ دخول «النّون» للتوكيد في الفعل ، ولو سقطت «ما» لم تدخل النّون ، و «ما» تؤكّد أول الكلام ، والنون تؤكد آخره ، وتبعه ابن عطية.

وقال بعضهم : هذا الذي ذهبا إليه من أن النّون لازمة لفعل الشرط إذا وصلت «إن» ب «ما» هو مذهب المبرّد والزّجّاج ، وليس في كلامهما ما يدلّ على لزوم «النّون» كما ترى ، غاية ما فيه أنهما اشترطا في صحّة تأكيده بالنون زيادة «ما» على «إن» ، أما كون التوكيد لازما ، وغير لازم ، فلم يتعرضا له ، وقد جاء تأكيد الشرط بغير «إن» ؛ كقوله : [الكامل]

٤١٧ ـ من يثقفن منهم فليس بآئب

أبدا وقتل بني قتيبة شافي (١)

و «مني» متعلق ب «يأتين» وهي لابتداء الغاية مجازا ، ويجوز أن تكون في محل حال من «هدى» لأنه في الأصل صفة نكرة قدم عليها ، وهو نظير ما تقدم في قوله : (مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ) [البقرة : ٣٧]. و «هدى» فاعل ، والفاء مع ما بعدها من قوله : (فَمَنْ تَبِعَ) جواب الشرط الأول ، والفاء في قوله : (فَلا خَوْفٌ) جواب الثّاني. وقد وقع الشّرط الثاني وجوابه جواب الأول ، ونقل عن «الكسائي» أن قوله : «فلا خوف» جواب الشّرطين معا. قال «ابن عطية» بعد نقله عن «الكسائي» ذلك : هكذا حكي ، وفيه نظر ، ولا يتوجّه أن يخالف سيبويه هنا ، وإنما الخلاف في نحو قوله : (فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ) [الواقعة : ٨٨ ، ٨٩] فيقول سيبويه : جواب أحد الشرطين محذوف ، لدلالة قوله : «فروح» عليه.

ويقول الكوفيون : «فروح» جواب الشرطين ، وأما في هذه الآية ، فالمعنى يمنع أن يكون «فلا خوف» جوابا للشرطين.

وقيل : جواب الشرط الأوّل محذوف تقديره : «فإمّا يأتينكم منّي هدى فاتبعوه» ، وقوله: «فمن تبع» جملة مستقلة [وهو بعيد أيضا](٢).

فصل في المراد بالهدى

اختلف في «الهدى» فقال «السّدي» : كتاب الله ، وقال قوم : الهدى الرّسل ، وهذا

__________________

(١) البيت لبنت مرة بن عاهان ينظر خزانة الأدب : ١١ / ٣٨٧ ، ٣٩٩ ، والدرر : ٥ / ١٦٣ ، ولبنت أبي الحصين ينظر شرح أبيات سيبويه : ٢ / ٢٦٢ ، وأوضح المسالك : ٤ / ١٠٧ ، وشرح الأشموني : ٢ / ٥٠٠ ، وشرح التصريح : ٢ / ٢٠٥ ، وشرح ابن عقيل : ص ٥٤٧ ، والكتاب : ٣ / ٥١٦ ، والمقتضب : ٣ / ١٤ ، والمقاصد النحوية : ٤ / ٣٣٠ ، والمقرب : ٢ / ٧٤ ، وهمع الهوامع : ٢ / ٧٩ ، الدر المصون : ١ / ١٩٨.

(٢) سقط في ب.

٥٨١

إنما يتم لو كان المخاطب بهذا الكلام آدم وبنيه ، فالرّسل إلى آدم من الملائكة ، وإلى بنيه من البشر.

وقيل : المراد من الهدى كل دلالة وبيان.

وقيل : التوفيق للهداية. وفي قوله : «مني هدى» إشارة إلى أن أفعال العباد خلق لله تعالى.

و «من» يجوز أن تكون شرطية ، وهو الظاهر ، ويجوز أن تكون موصولة ، ودخلت الفاء في خبرها تشبيها لها بالشرط ، ولا حاجة إلى هذا ، فإن كانت شرطية كان «تبع» في محل جزم ، وكذا «فلا خوف» لكونهما شرطا وجزاء ، وإن كانت موصولة فلا محلّ ل «تبع» ، وإذا قيل بأنها شرطية فهي مبتدأ أيضا ، وفي خبرها خلاف مشهور.

والأصح أنه فعل الشرط ، بدليل أنه يلزم عود ضمير من فعل الشرط اسم الشرط ، ولا يلزم ذلك في الجواب ، تقول : «من يقم أكرم زيدا» ، فليس في «أكرم زيدا» ضمير يعود على «من» ولو كان خبرا للزم فيه ضمير.

ولو قلت : «من يقم زيدا أكرمه» وأنت تعيد الهاء على «من» لم يجز ، لخلوّ فعل الشرط من الضمير.

وقيل : الخبر الجواب ، ويلزم هؤلاء أن يأتوا فيه بعائد على اسم الشرط ، فلا يجوز عندهم : «من يقم أكرم زيدا» ولكنه جائز ، هذا ما أورده أبو البقاء.

وسيأتي تحقيق القول في لزوم عود الضّمير من الجواب إلى اسم الشّرط عند قوله : (قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ) [البقرة : ٩٧].

وقيل : مجموع الشرط والجزاء هو الخبر ، لأن الفائدة إنما تحصل بهما.

وقيل : ما كان فيه ضمير عائد على المبتدأ ، فهو الخبر والمشهور «هداي» ، وقرىء : «هديّ» بقلب الألف ياء ، وإدغامها في ياء المتكلم ، وهي لغة «هذيل» ، يقولون في عصاي : عصيّ ، وقال شاعرهم : [الكامل]

٤١٨ ـ سبقوا هويّ وأعنقوا لهواهم

فتخرّموا ولكلّ جنب مصرع (١)

كأنهم لما لم يصلوا إلى ما تستحقه ياء المتكلّم من كسر ما قبلها لكونه ألفا أتوا بما يجانس الكسرة ، فقلبوا الألف ياء.

__________________

(١) البيت لأبي ذؤيب في إنباه الرواة ١ / ٥٢ ، والدرر ٥ / ٥١ ، وسر صناعة الإعراب ٢ / ٧٠٠ ، وشرح أشعار الهذليين ١ / ٧ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٢٦٢ ، وشرح قطر الندى ص ١٩١ ، وشرح المفصل ٣ / ٣٣ ، وكتاب اللامات ص ٩٨ ، ولسان العرب (هوا) ؛ والمحتسب ١ / ٧٦ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٤٩٣ ، وهمع الهوامع ٢ / ٥٣ ، وأوضح المسالك ٣ / ١٩٩ ، وجواهر الأدب ص ١٧٧ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٥٢ ، وشرح الأشموني ٢ / ٣٣١ ، والمقرب ١ / ٢١٧ ، الدر المصون ١ / ١٩٩.

٥٨٢

نقل «النحاس» هذه العلّة عن الخليل وسيبويه وهذه لغة مطّردة عندهم إلّا أن تكون الألف للتثنية ، فإنهم يثبتونها نحو : «جاء مسلماي ، وغلاماي».

قوله : (فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) قد تقدّم أنه يجوز أن يكون جوابا للشرط ، فيكون في محلّ جزم ، وأن يكون خبرا ل «من» إذا قيل بأنها موصولة ، وهو أولى لمقابلته بالموصول في قوله : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا) [البقرة : ٣٩] ، فيكون في محل رفع ، و «لا» يجوز أن تكون عاملة عمل «ليس» فيكون «خوف» اسمها ، و «عليهم» في محلّ نصب خبرها ، ويجوز أن تكون غير عاملة ، فيكون «خوف» مبتدأ ، و «عليهم» في محلّ رفع خبره ، وهذا أولى مما قبله لوجهين :

أحدهما : أن عملها عمل «ليس» قليل ، ولم يثبت إلّا شيء محتمل ، وهو قوله : [الطويل]

٤١٩ ـ تعزّ فلا شيء على الأرض باقيا

ولا وزر ممّا قضى الله واقيا (١)

والثاني : أن الجملة التي بعدها وهي «ولا هم يحزنون» تعيّن أن تكون «لا» فيها غير عاملة ؛ لأنها لا تعمل في المعارف ، فجعلها غير عاملة فيه مشاكلة لما بعدها ، وقد وهم بعضهم ، فجعلها عاملة في المعرفة ؛ مستدلّا بقوله : [الطويل]

٤٢٠ ـ وحلّت سواد القلب لا أنا باغيا

سواها ولا في حبّها متراخيا (٢)

ف «أنا» اسمها و «باغيا» خبرها.

قيل : ولا حجّة فيه ؛ لأن «باغيا» حال عاملها محذوف هو الخبر في الحقيقة تقديره : ولا أنا أرى باغيا ، أو يكون التقدير : ولا أرى باغيا ، فلما حذف الفعل انفصل الضمير.

وقرىء (٣) : «فلا خوف» بالرفع من غير تنوين ، والأحسن فيه أن تكون الإضافة مقدّرة ، أي : خوف شيء.

__________________

(١) ينظر أوضح المسالك : ١ / ٢٨٩ ، وتخليص الشواهد : ص ٢٩٤ ، والجنى الداني : ص ٢٩٢ ، وجواهر الأدب : ص ٢٣٨ ، والدرر : ٢ / ١١١ ، وشرح الأشموني : ١ / ٢٤٧ ، وشرح التصريح : ١ / ١٩٩ ، وشرح شذور الذهب : ص ٥٦ ، وشرح شواهد المغني : ٢ / ٦١٢ ، وشرح ابن عقيل : ص ١٥٨ ، وشرح عمدة الحافظ : ص ٢١٦ ، وشرح قطر الندى : ص ١١٤ ، ومغني اللبيب : ١ / ٢٣٩ ، والمقاصد النحوية : ٢ / ١٠٢ ، وهمع الهوامع : ١ / ١٢٥ ، الدر المصون : ١ / ١٩٩.

(٢) البيت للنابغة الجعدي. ينظر ديوانه : ص ١٧١ ، الأشباه والنظائر : ٨ / ١١٠ ، تخليص الشواهد : ص ٢٩٤ ، الجنى الداني : ص ٢٩٣ ، شرح التصريح : ١ / ١٩٩ ، شرح شواهد المغني : ٢ / ٦١٣ ، مغني اللبيب : ١ / ٢٤٠ ، المقاصد النحوية : ٢ / ١٤١ ، جواهر الأدب : ص ٢٤٧ ، شرح ابن عقيل : ص ١٥٩ ، همع الهوامع : ١ / ١٢٥ ، الدر المصون : ١ / ٢٠٠.

(٣) قرأ بها ابن محيصن.

انظر المحرر الوجيز : ١ / ١٣٢ ، والبحر المحيط : ١ / ٣٢٢ ، والدر المصون : ١ / ٢٠٠ ، وإتحاف فضلاء البشر : ١ / ٣٨٩.

٥٨٣

وقيل : لأنه على نيّة الألف واللام.

وقيل : حذف التنوين تخفيفا ، وقرأ الزهري ، والحسن ، وعيسى بن عمر ، وابن أبي إسحاق ، ويعقوب : «فلا خوف» مبنيا على الفتح ؛ لأنها «لا» التبرئة ، وهي أبلغ في النّفي ، ولكن الناس رجّحوا قراءة الرفع.

قال «أبو البقاء» : لوجهين :

أحدهما : أنه عطف عليه ما لا يجوز فيه إلّا الرفع. وهو قوله : (وَلا هُمْ) لأنه معرفة ، و «لا» لا تعمل في المعارف ، فالأولى أن يجعل المعطوف عليه كذلك لتتشاكل الجملتان ، ثم نظره بقولهم : «قام زيد وعمرا كلّمته» يعني في ترجيح النّصب في جملة الاشتغال للتشاكل.

ثم قال : والوجه الثاني : من جهة المعنى ، وذلك أن البناء يدلّ على نفي الخوف عنهم بالكلية ، وليس المراد ذلك ، بل المراد نفيه عنهم في الآخرة.

فإن قيل : لم لا يكون وجه الرفع أن هذا الكلام مذكور في جزاء من اتبع الهدى ، ولا يليق أن ينفى عنهم الخوف اليسير ، ويتوهّم بثبوت الخوف الكثير.

قيل : الرفع يجوز أن يضمر معه نفي الكثير ، تقديره : ولا خوف كثير عليهم ، فيتوهّم ثبوت القليل ، وهو عكس ما قدر في السّؤال ، فبان أن الوجه في الرفع ما ذكرنا.

قوله : (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) تقدّم أنه جملة منفية ، وأن الصّحيح أنها غير عاملة.

و «يحزنون» في محلّ رفع خبر للمبتدأ ، وعلى ذلك القول الضّعيف يكون في محلّ نصب و «الخوف» : الذّعر والفزع ، يقال : خاف يخاف خوفا ، فهو خائف ، والأصل : خوف بوزن «علم» ويتعدّى بالهمزة والتضعيف ، قال تعالى : (وَنُخَوِّفُهُمْ) [الإسراء : ٦٠] ولا يكون إلا في الأمر المستقبل.

والحزن : ضد السرور ، وهو مأخوذ من «الحزن» ، وهو ما غلظ من الأرض ، فكأنه ما غلظ من الهمّ ، ولا يكون إلا في الأمر الماضي ، يقال : حزن يحزن حزنا وحزنا ، ويتعدّى بالهمزة نحو : أحزنته ، وحزّنته بمعناه ، فيكون «فعّل» و «أفعل» بمعنى. وقيل : أحزنه حصّل له حزنا.

وقيل : الفتحة معدّية للفعل نحو : شترت عينه وشترها الله ، وهذا على قول من يرى أن الحركة تعدّي الفعل ، وقد قرىء باللغتين (١) : «حزنه وأحزنه» ، وسيأتي تحقيقهما إن شاء الله تعالى.

__________________

(١) ينظر القراءة السابقة.

٥٨٤

فصل في لغات «حزن»

قال ابن الخطيب : قال اليزيدي : حزنه لغة «قريش» ، وأحزنه لغة «تميم» ، وحزن الرجل ـ بالكسر ـ فهو حزن وحزين ، وأحزن فهو محزون ، واحتزن وتحزّن بمعنى. وهذه الجملة مع اختصارها تجمع شيئا كثيرا من المعاني ؛ لأن قوله تعالى : (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً) دخل فيه الإنعام بجميع الأدلّة العقليّة ، والشرعية الواردات للبيان ، وجميع ما لا يتمّ ذلك إلّا به من العقل ، ووجوه التمكّن ، وجميع قوله : (فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ) تأمل الأدلّة بنصّها والنظر فيها ، واستنتاج المعارف منها ، والعمل بها وجميع قوله : (فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) جميع ما أعدّ الله ـ تعالى ـ لأوليائه ؛ لأن زوال الخوف يتضمّن السّلامة من جميع الآفات ، وزوال الحزن يقتضي الوصول إلى كل اللّذّات والمرادات ، وقدم عدم الخوف على عدم الحزن ؛ لأن زوال ما لا ينبغي مقدّم على طلب ما ينبغي وهذا يدلّ على أن المكلّف الذي أطاع الله ـ تعالى ـ لا يلحقه خوف في القبر ، ولا عند البعث ، ولا عند حضور الموقف ، ولا عند تطاير الكتب ، ولا عند نصب الموازين ، ولا عند الصراط كما قال : (لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) [الأنبياء : ١٠٣] وقال قوم من المتكلّمين : إن أهوال القيامة كما تصل إلى الكفّار والفسّاق تصل إلى المؤمنين لقوله تعالى : (يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ) [الحج : ٢] فإذا انكشفت تلك الأهوال ، وصاروا إلى الجنّة والرضوان صار ما تقدّم كأن لم يكن ، بل ربما كان زائدا في الالتذاذ بما يجده من النعيم ، وهذا ضعيف ؛ لأن قوله : (لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ) أخص من قوله : (يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ) ، والخاص مقدّم على العام.

فإن قيل : هذا يقتضي نفي الخوف والحزن مطلقا في الدنيا والآخرة ، وليس الأمر كذلك ؛ لأنهما حصلا في الدنيا للمؤمنين أكثر من حصولهما لغير المؤمنين قال عليه الصّلاة والسّلام : «خصّ البلاء بالأنبياء ، ثم الأولياء ثمّ الأمثل فالأمثل».

وأيضا فالمؤمن لا يمكنه القطع بأنه أتى بالعبادات كما ينبغي ، فخوف التقصير حاصل وأيضا فخوف سوء العاقبة حاصل.

قلنا : قرائن الكلام تدلّ على أنّ المراد نفيهما في الآخرة لا في الدنيا ، ولذلك حكى الله عنهم أنهم قالوا حين دخلوا الجنة : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ) [فاطر : ٢٤].

قوله تعالى : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ)(٣٩)

لما وعد الله من اتبع الهدى بالأمن من العذاب والحزن عقبه بذكر من أعدّ له العذاب مثال الذين كفروا. و «الذين» مبتدأ وما بعدها صلة وعائد ، و «بآياتنا» متعلّق

٥٨٥

ب «كذبوا» ، ويجوز أن تكون الآية من باب الإعمال ؛ لأن «كفروا» يطلبها ، ويكون من إعمال الثّاني للحذف من الأوّل ، والتّقدير : والذين كفروا بنا وكذّبوا بآياتنا.

و «أولئك» مبتدأ ثان ، و «أصحاب» خبره ، والجملة خبر الأول ، ويجوز أن يكون «أولئك» بدلا من الموصول ، أو عطف بيان له ، و «أصحاب» خبر المبتدأ الموصول. وقوله : (هُمْ فِيها خالِدُونَ) جملة اسمية في محلّ نصب على الحال للتّصريح بذلك في مواضع قال تعالى : (أَصْحابُ النَّارِ خالِدِينَ).

وأجاز «أبو البقاء» : أن تكون حالا من «النار» قال : لأن فيها ضميرا يعود عليها ، ويكون العامل فيها معنى الإضافة ، أو اللّام المقدرة.

وقد عرف ما في ذلك ، ويجوز أن تكون في محل رفع خبر ل «أولئك» أيضا ، فيكون قد أخبر عنه بخبرين :

أحدهما : مفرد وهو «أصحاب».

والثاني : جملة ، وقد عرف ما فيه من الخلاف.

و «فيها» متعلّق ب «خالدون» قالوا : وقد حذف من الكلام الأوّل ما أثبت في الثاني ، ومن الثاني ما أثبت في الأول ، والتقدير : فمن تبع هداي فلا خوف ولا حزن يلحقه ، وهو صاحب الجنّة ، ومن كفر وكذب لحقه الخوف والحزن ، وهو صاحب النار ؛ لأنّ التقسيم يقتضي ذلك ، ونظروه بقول الشّاعر : [الطويل]

٤٢١ ـ وإنّي لتعروني لذكراك هزّة

كما انتفض العصفور بلّله القطر (١)

«والآية» لغة : العلامة ؛ قال النابغة : [الطويل]

٤٢٢ ـ توهّمت آيات لها فعرفتها

لستّة أعوام وذا العام سابع (٢)

وسميت آية القرآن [آية](٣) ؛ لأنه علامة لانفصال ما قبلها عما بعدها ، وقيل :

__________________

(١) البيت لأبي صخر الهذلي ينظر في الأغاني : ٥ / ٦٩ ، ١٧٠ ، خزانة الأدب : ٣ / ٢٥٤ ، ٢٥٥ ، ٢٥٧ ، ٢٦٠ ، الإنصاف : ١ / ٣٣٦ ، الدرر : ٣ / ٧٩ ، شرح أشعار الهذليين : ٢ / ٩٥٧ ، شرح التصريح : ١ / ٣٣٦ ، لسان العرب (رمث) ، والمقاصد النحوية : ٢ / ٦٤٦ ، ٦٤٨ ، أوضح المسالك : ٢ / ٢٢٧ ، شرح الأشموني : ١ / ٢١٦ ، شرح شذور الذهب : ص ٢٩٨ ، شرح ابن عقيل : ص ٣٦١ ، شرح قطر الندى : ص ٢٢٨ ، شرح المفصل : ٢ / ٦٧ ، المقرب : ١ / ٦٢ ، همع الهوامع : ١ / ١٩٤ ، الدر المصون : ١ / ٢٠١.

(٢) ينظر ديوانه : ص ٣١ ، وخزانة الأدب : ٢ / ٤٥٣ ، وشرح أبيات سيبويه : ١ / ٤٤٧ ، والصاحبي في فقه اللغة : ص ١١٣ ، والكتاب : ٢ / ٨٦ ، ولسان العرب (عشر) ، والمقاصد النحوية : ٣ / ٤٠٦ ، ٤ / ٤٨٢ ، أوضح المسالك : ٤ / ٢٦١ ، وشرح التصريح : ٢ / ٢٧٦ ، وشرح شواهد الشافية : ص ١٠٨ ، والمقتضب : ٤ / ٣٢٢ ، والمقرب : ١ / ١٤٧ ، الدر المصون : ١ / ٢٠١.

(٣) سقط في أ.

٥٨٦

سمّيت بذلك ؛ لأنها تجمع حروفا من القرآن ، فيكون من قولهم : «خرج بنو فلان بآيتهم» ، أي: بجماعتهم ؛ قال : [الطويل]

٤٢٣ ـ خرجنا من النّقبين لا حيّ مثلنا

بآياتنا نزجي اللّقاح المطافلا (١)

واختلف النحويون في وزنها : فمذهب «سيبويه والخليل» أنها «فعلة» والأصل : «أيية» ـ بفتح العين ـ تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا ، وهذا شاذّ ؛ لأنه إذا اجتمع حرفا علّة أعلّ الأخير ؛ لأنه محلّ التغيير نحو : هوى وحوى ، ومثلها في الشّذوذ : «غاية ، وطاية ، وراية».

ومذهب «الكسائيّ» أن أصلها : «آيية» على وزن «فاعلة» ، فكان القياس أن يدغم فيقال : آية ك «دابّة» ، إلّا أنه ترك ذلك تخفيفا ، فحذفوا عينها ، كما خففوا «كينونة» والأصل : «كيّنونة» بتشديد الياء ، وضعفوا هذا بأن «كيّنونة» أثقل فناسب التّخفيف بخلاف هذه.

ومذهب «الفرّاء» أنها «فعلة» بسكون العين ، واختاره «أبو البقاء» قال : لأنها من تأيّا القوم ، إذا اجتمعوا ، وقالوا في الجمع : آياء ، فظهرت الياء الأولى ، والهمزة الأخيرة بدل من ياء ، ووزنه «أفعال» والألف الثانية بدل من همزة هي فاء الكلمة ، ولو كانت عينها «واو» لقالوا في الجمع : «آواء» ، ثم إنهم قلبوا «الياء» الساكنة «ألفا» على غير قياس.

يعني : أن حرف العلّة لا يقلب حتى يتحرّك وينفتح ما قبله.

وذهب بعض الكوفيين إلى أن وزنها «آيية» بكسر العين مثل «نبقة» فأعلّ ، وهو في الشّذوذ كمذهب «سيبويه والخليل».

وقيل : وزنها «فعلة» بضم العين ، وقيل : أصلها «أياة» بإعلال الثاني ، فقلبت : بأن قدمت اللازم ، وأخرت العين ، وهو ضعيف. فهذه ستة مذاهب لا يسلم واحد منها من شذوذ.

فصل في معنى «الصحبة»

الصّحبة : الاقتران بالشيء في حالة ما ، في زمان ما ، فإن كانت الملازمة والخلطة فهي كمال الصّحبة.

تمّ الجزء الأوّل ، ويليه الجزء الثّاني

وأوّله : «قوله تعالى : (يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا ...)

__________________

(١) البيت لبرج بن مسهر الطائي ، ينظر القرطبي : ١ / ٤٨ ، والدر المصون : ١ / ٢٠١.

٥٨٧
٥٨٨

فهرس محتويات

الجزء الأول من اللّباب

٥٨٩
٥٩٠

فهرس المحتويات

المقدمة.......................................................................... ٣

إضاءة على عصر ابن عادل....................................................... ٣

أولا : الحالة السياسية في عصر المماليك البرجية...................................... ٤

نبذة حول الموقف في بلاد الشام خلال عصر المماليك الجراكسة........................ ٩

الجراكسة وتيمور لنك............................................................. ٩

الخلافة العباسية ودولة المماليك................................................... ١٠

ثانيا : الحالة الاجتماعية في عصر السلاطين الجراكسة............................... ١١

ثالثا : الحالة الاقتصادية في عصر السلاطين الجراكسة............................... ١٤

رابعا : الحالة الثقافية في عصر سلاطين الجراكسة.................................... ١٦

ترجمة الإمام المفسر ابن عادل الحنبلي.............................................. ٢٠

التّفسير والتّأويل................................................................ ٢٤

«الفرق بين التّفسير والتّأويل».................................................... ٢٧

«حاجة النّاس إلى التّفسير»...................................................... ٢٩

فهم الصّحابة للقرآن الكريم...................................................... ٣٣

أشهر مفسّري القرآن من الصّحابة................................................ ٣٤

قيمة التّفسير المأثور عن الصّحابة................................................. ٤١

قيمة التّفسير المأثور عن التّابعين.................................................. ٥٧

سمات التّفسير في تلك المرحلة.................................................... ٥٨

التّفسير في عصر التّدوين........................................................ ٥٨

أقسام التّفسير.................................................................. ٥٩

بعض ما حوى الكتاب.......................................................... ٦٦

٥٩١

أولا : الشواهد الشعرية في الكتاب................................................ ٦٦

ثانيا : الحديث في اللباب........................................................ ٦٦

نسبة الكتاب للمؤلف.......................................................... ٧٠

وصف نسخ «اللباب في علوم الكتاب»........................................... ٧٢

تفسير سورة الفاتحة

فصل في أن الاستعاذة قبل قراءة الفاتحة............................................ ٨١

فصل في حكم التعوذ قبل القراءة................................................. ٨٧

فصل في الجهر والإسرار بالتعوّذ................................................... ٨٨

فصل في موضع الاستعاذة من الصلاة............................................. ٨٨

فصل في بيان هل التعوذ في كل ركعة؟............................................. ٨٩

فصل في بيان سبب الاستعاذة.................................................... ٨٩

فصل السنة في أن يقرأ القرآن مرتلا............................................... ٩٠

فصل في استحباب تحسين القراءة جهرا............................................ ٩١

فصل في صحة الصلاة مع النطق بالضاد والظاء.................................... ٩١

فصل في عدم جواز الصلاة بالوجوه الشاذة......................................... ٩٢

فصل في قولهم : «القراءات المشهورة منقولة بالتواتر»................................ ٩٢

فصل في اشتقاق الاستعاذة وإعرابها............................................... ٩٤

فصل في احتجاج المعتزلة لإبطال الجبر............................................ ١٠٠

فصل في المستعاذ به........................................................... ١٠٥

فصل في المستعيذ............................................................. ١٠٥

فصل في المستعاذ منه ، وهو الشيطان............................................ ١١٠

فصل في وجود الجنّ........................................................... ١١١

فصل في قدرة الجنّ على النّفوذ خلال البشر...................................... ١١٥

فصل في تنزه الملائكة عن شهوتي البطن والفرج.................................... ١١٦

فصل في اشتقاق البسملة...................................................... ١١٦

فصل فيما يحصل به الجر...................................................... ١١٩

فصل في لغات «الاسم»...................................................... ١٢٧

٥٩٢

فصل في متعلّق الجار والمجرور.................................................... ١٣٠

فصل الاسم هل هو نفس المسمى أم لا؟........................................ ١٣٣

فصل في الأدلّة على أن الاسم لا يجوز أن يكون هو المسمى........................ ١٣٤

فصل في اختصاص لفظ الجلالة به سبحانه....................................... ١٤٣

فصل في خواص لفظ الجلالة................................................... ١٤٤

فصل في رسم لفظ الجلالة..................................................... ١٤٥

فصل في بيان هل البسملة آية من كل سورة أم لا................................. ١٥١

فصل في بيان أن أسماء الله توقيفية أم اصطلاحية.................................. ١٥٣

فصل في بيان صفات لا تثبت في حق الله........................................ ١٥٤

فصل في عدد أسماء الله........................................................ ١٥٥

فصل في فضل البسملة........................................................ ١٥٥

فصل الباء من «بسم الله» مشتق من البر........................................ ١٥٦

[سورة فاتحة الكتاب].......................................................... ١٥٩

فصل في فضائلها............................................................. ١٦٤

«القول في النّزول»............................................................ ١٦٥

فصل تمسك الجبرية والقدرية بقوله تعالى : الحمد لله................................ ١٧٥

فصل هل وجوب الشكر يثبت بالعقل أو الشرع؟................................. ١٧٧

فصل في وجوه تربية الله لعبده................................................... ١٨٢

فصل اختلفوا في العالمين........................................................ ١٨٢

فصل فيمن قرأ بالإدغام هنا.................................................... ١٩٤

فصل في كلام القدرية والجبرية................................................... ١٩٥

فصل في معنى العبادة.......................................................... ٢٠٠

فصل في نظم الآية............................................................ ٢٠٢

فصل في نون «نعبد»......................................................... ٢٠٢

فصل في عصمة الأنبياء والملائكة............................................... ٢٢٦

فصل في إضافة الغضب لله..................................................... ٢٢٦

فصل المكلفون ثلاث فرق...................................................... ٢٢٦

٥٩٣

فصل في حروف لم ترد في هذه السورة........................................... ٢٢٨

فصل في وجوب القراءة في الصلاة............................................... ٢٣١

فصل قراءة الفاتحة واجبة في الصلاة.............................................. ٢٣٢

فصل في بيان هل التسمية آية من الفاتحة أم لا؟.................................. ٢٤٣

فصل في بيان عدد آيات الفاتحة................................................ ٢٤٦

فصل هل البسملة آية من أوائل السور أم لا؟..................................... ٢٤٧

فصل في الجهر بالتسمية والإسرار بها............................................. ٢٤٨

تفسير سورة البقرة

الآيتان : ١ ، ٢.............................................................. ٢٥١

فصل في الحروف المقطعة....................................................... ٢٥٣

فصل في المقصود بالهدى....................................................... ٢٧٤

فصل في اشتقاق المتقي........................................................ ٢٧٥

الآية : ٣.................................................................... ٢٧٩

فصل في معنى «يؤمنون بالغيب»................................................ ٢٨٦

فصل في معاني «من»......................................................... ٢٩٤

فصل في قوله تعالى «ومما رزقناهم ينفقون»....................................... ٢٩٤

الآية : ٤.................................................................... ٢٩٥

فصل في معنى فلان آمن بكذا.................................................. ٢٩٩

فصل فيما استحقّ به المؤمنون المدح............................................. ٣٠٢

الآية : ٥.................................................................... ٣٠٢

فصل فيمن احتج بالآية على مذهبه............................................. ٣٠٥

الآية : ٦.................................................................... ٣٠٧

فصل في استعمالات «سواء».................................................. ٣١٣

فصل في المراد بالكافرين في الآية................................................ ٣١٥

فصل في تحقيق حد الكفر...................................................... ٣١٥

فصل في الردّ على المعتزلة...................................................... ٣١٨

٥٩٤

فصل في المذهب الحق في «تكليف ما لا يطاق».................................. ٣١٩

الآية : ٧.................................................................... ٣٢٠

فصل في أيهما أفضل : السمع أو البصر؟....................................... ٣٢٦

فصل في ألفاظ وردت بمعنى الختم............................................... ٣٢٦

الآية : ٨.................................................................... ٣٢٧

فصل في سبب نزول الآية...................................................... ٣٣٢

فصل في حقيقة النفاق......................................................... ٣٣٢

فصل في بيان أقبح الكفر...................................................... ٣٣٤

فصل في ادعائهم الإيمان بالله واليوم الآخر........................................ ٣٣٥

الآيتان : ٩ ، ١٠............................................................ ٣٣٥

فصل في حد الخديعة.......................................................... ٣٤٠

فصل في امتناع مخادعة الله تعالى................................................ ٣٤٠

فصل في بيان الغرض من الخداع في الآية......................................... ٣٤٠

فصل في أوجه ورود لفظ المرض................................................. ٣٤٢

فصل في معنى الآية............................................................ ٣٤٤

الآيتان : ١١ ، ١٢.......................................................... ٣٤٦

فصل في أوجه ورود لفظ الفساد................................................ ٣٥١

فصل في بيان من القائل....................................................... ٣٥١

فصل في مراد المنافقين بالإصلاح................................................ ٣٥٢

الآية : ١٣.................................................................. ٣٥٤

فصل في أوجه ورود لفظ الناس................................................. ٣٥٦

فصل في إعراب الآية.......................................................... ٣٥٧

فصل في نظم الآية............................................................ ٣٥٨

فصل في تعلق الآية بما قبلها.................................................... ٣٥٩

الآيتان : ١٤ ، ١٥.......................................................... ٣٥٩

فصل في نظم الآية............................................................ ٣٦٢

فصل في الرد على المعتزلة...................................................... ٣٦٦

٥٩٥

الآية : ١٦.................................................................. ٣٦٧

الآية : ١٧.................................................................. ٣٧٠

فصل في سبب حذف المفعول.................................................. ٣٨٠

الآية : ١٨.................................................................. ٣٨٢

فصل في المراد بنفي السمع والبصر عنهم......................................... ٣٨٤

الآيتان : ١٩ ، ٢٠.......................................................... ٣٨٤

فصل في «أو»............................................................... ٣٨٥

فصل في بيان هل المعدوم شيء؟................................................ ٤٠٣

فصل في بيان وصف الله تعالى بالشيء........................................... ٤٠٣

فصل في أن مقدور العبد مقدور لله تعالى......................................... ٤٠٤

فصل في جواز تخصيص العام................................................... ٤٠٤

الآيتان : ٢١ ، ٢٢.......................................................... ٤٠٥

فصل في تقسيم ورود النداء في القرآن الكريم...................................... ٤٠٨

فصل في المراد بالعبادة في القرآن................................................. ٤٠٩

فصل في قول منكري التكليف.................................................. ٤٠٩

فصل في الاستدلال بالآية على الصانع.......................................... ٤١٤

فصل في القراءات في الآية...................................................... ٤١٥

فصل في منافع الأرض وصفاتها................................................. ٤١٧

فصل في تفضيل السماء على الأرض............................................ ٤١٨

فصل في فضل السّماء......................................................... ٤١٩

فصل في أوجه ورود لفظ الماء................................................... ٤٢٠

فصل في فرق المشركين......................................................... ٤٢٤

الآيتان : ٢٣ ، ٢٤.......................................................... ٤٢٩

فصل في بيان أن ترتيب القرآن توقيفي........................................... ٤٣٤

فصل في التهكم بالكافرين..................................................... ٤٣٧

فصل في الاحتجاج على الجبرية................................................. ٤٣٧

فصل في تثنية «الّتي» وجمعه.................................................... ٤٤٠

٥٩٦

الآية : ٢٥.................................................................. ٤٤٥

فصل في المشبه به في الآية..................................................... ٤٥٣

الآيتان : ٢٦ ، ٢٧.......................................................... ٤٥٩

فصل في معنى الحياء واشتقاقه................................................... ٤٦٠

فصل في تنزيه الخالق سبحانه................................................... ٤٦١

فصل في إعراب الآية.......................................................... ٤٦١

فصل في استحسان ضرب الأمثال............................................... ٤٦٥

فصل في معنى قوله : «فما فوقها».............................................. ٤٦٦

فصل في معنى الإرادة واشتقاقها................................................. ٤٧٠

فصل في ماهية الإرادة......................................................... ٤٧٠

فصل في استعمالات الهمزة..................................................... ٤٧٢

فصل في معنى الإضلال........................................................ ٤٧٢

فصل في النقض.............................................................. ٤٧٨

فصل في الدليل على الالتزام والوفاء بالعهد....................................... ٤٨٠

الآية : ٢٨.................................................................. ٤٨٠

فصل في الرد على المعتزلة...................................................... ٤٨٢

فصل في أوجه ورود لفظ الموت................................................. ٤٨٥

فصل في أوجه ورود لفظ الحياة.................................................. ٤٨٥

فصل في إثبات عذاب القبر.................................................... ٤٨٥

الآية : ٢٩.................................................................. ٤٨٧

فصل في بيان أن الأصل في المنافع الإباحة........................................ ٤٨٧

فصل في هيئة السماوات السبع................................................. ٤٩٠

فصل في الاستدلال على سبق خلق السماوات على الأرض......................... ٤٩٠

فصل في إثبات سبع أرضين.................................................... ٤٩١

فصل في إثبات العلم لله سبحانه بخلقه........................................... ٤٩٣

الآية : ٣٠.................................................................. ٤٩٤

فصل في ماهية الملائكة........................................................ ٤٩٧

٥٩٧

فصل في شرح كثرتهم.......................................................... ٤٩٨

فصل فيمن قيل له من الملائكة : «إني جاعل»................................... ٤٩٨

فصل في وجوب نصب خليفة للناس............................................. ٥٠١

فصل في بيان علام الجواب في الآية.............................................. ٥١١

الآية : ٣١.................................................................. ٥١١

فصل في إعراب الآية.......................................................... ٥١٢

فصل في المراد بالأسماء في الآية.................................................. ٥١٣

فصل في بيان أن اللغات توقيفية أو اصطلاحية؟.................................. ٥١٤

فصل في بيان هل كان آدم نبيا قبل المعصية؟..................................... ٥١٧

فصل في بيان أول من تكلم بالعربية............................................. ٥١٩

الآيتان : ٣٢ ، ٣٣.......................................................... ٥٢٠

الآية : ٣٤.................................................................. ٥٢٦

فصل في تعداد النعم العامة على بني آدم......................................... ٥٢٨

فصل في بيان أن الأنبياء أفضل من الملائكة...................................... ٥٢٩

فصل في جنس إبليس......................................................... ٥٤٠

فصل في بيان بطلان قول أهل الجبر............................................. ٥٤٤

فصل في بيان حال إبليس...................................................... ٥٤٥

الآية : ٣٥.................................................................. ٥٤٦

فصل في بيان أن الأمر كان للملائكة كلهم...................................... ٥٤٦

فصل في بيان هل الأمر في الآية للإباحة أو لغير ذلك............................. ٥٤٨

فصل في وقت خلق حواء...................................................... ٥٤٩

فصل في بيان خلافهم في الجنة المقصودة......................................... ٥٥٠

فصل في إعراب الآية.......................................................... ٥٥١

فصل في جنس الشجرة المذكورة................................................. ٥٥٦

فصل في الإشعار بأن سكنى آدم لا تدوم........................................ ٥٥٦

فصل في المراد بالنهي عن الأكل من الشجرة...................................... ٥٥٧

فصل في فحوى الآية.......................................................... ٥٥٩

٥٩٨

الآية : ٣٦.................................................................. ٥٦٠

فصل في بيان كيف وسوس إبليس لآدم.......................................... ٥٦٢

فصل في بيان أن آدم عصى ربه ناسيا........................................... ٥٦٣

فصل في قصة الإغواء......................................................... ٥٦٧

فصل في المراد بالحين.......................................................... ٥٧٣

فصل في هبوط آدم ومن معه................................................... ٥٧٣

الآية : ٣٧.................................................................. ٥٧٤

فصل في الكلمات التي دعا بها آدم ربه........................................... ٥٧٥

فصل في نظم الآية............................................................ ٥٧٨

الآية : ٣٨.................................................................. ٥٧٨

فصل في المراد بالهدى.......................................................... ٥٨١

فصل في لغات «حزن»........................................................ ٥٨٥

الآية : ٣٩.................................................................. ٥٨٥

فصل في معنى «الصحبة»...................................................... ٥٨٧

٥٩٩