آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره - ج ٢

د. عمر بن إبراهيم رضوان

آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره - ج ٢

المؤلف:

د. عمر بن إبراهيم رضوان


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٦
الجزء ١ الجزء ٢

وقد أصاب الشيعة ما أصاب غيرهم من الفرق الإسلامية من التمزق والانقسام والاختلاف. فالغلاة منهم كانوا يرفعون «عليا» ـ رضي الله عنه ـ لدرجة الألوهية فخرجوا بذلك من الإسلام. أما المعتدلون منهم فهم يرون عليا أفضل من غيره من الصحابة ، وأنه أحق بالولاية منهم.

أما المتوسطون فهم كانوا يعتقدون أنه معصوم وأنه الخليفة بعد رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ (١).

وكان طبيعيا لكل فرقة منهم ما داموا ينتسبون للإسلام أن يبحثوا عن مستند لهم يؤيد مذهبهم واعتقاداتهم من القرآن ، ويؤولوا الآيات التي تخالف مذهبهم ؛ ليجعلوا لمذهبهم مسوغا شرعيا ، فيجمعوا له أنصارا.

وكان الشيعة من أكثر الفرق الإسلامية جرأة وتعديا على النص القرآني دعما لاعتقاداتهم. فزعموا أن أهل السنة بدلوه وغيروه وزادوا فيه وأنقصوا منه لإبعاد علي ونسله عن الخلافة. وقد اعتمد المستشرقون على أقوال الشيعة فيما نسبوه للقرآن الكريم من اضطراب وزيادة ونقصان اعتمادا كبيرا.

وقد سبق أن ناقشت هذه المسائل في مكان آخر من الرسالة (٢).

وقد كان الشيعة من أكثر الفرق الإسلامية إنتاجا للتفسير القرآني حاملين نصوصه لدعم اعتقاداتهم ومبادئهم. وخاصة الفرقة الاثنا عشرية التي تزعم أن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قد نص على إمامة الإمام علي من بعده ، وأنها ستكون في ذريته من بعده إلى أن تصل للإمام «محمد المهدي المنتظر» ـ وهو الإمام الثاني عشر الذي سيخرج يوما من سردابه ليملأ الدنيا عدلا وأمنا كما ملئت ظلما وخوفا ـ. وهذا الاعتقاد مما يخالف عقيدة أهل السنة والجماعة. ولم يقف الشيعة عند حد هذا الاعتقاد المخالف لأهل السنة بل هم يخالفونهم في كثير من عقائدهم كالعصمة

__________________

(١) التفسير والمفسرون ٢ / ٣ وما بعدها.

(٢) باب شبه المستشرقين حول النص القرآني مبحث موثوقية النص القرآني.

٣٠١

للأئمة ، والرجعة للنبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بعد خروج المهدي ، والتقية بإظهار الطاعة للسلطان ، وهم يدعون لإمامهم المختفي ، ولا يتورعون بالخروج على السلطان إذا شعروا بقوتهم (١).

أما أمثلة انحرافاتهم في التفسير فهي كثيرة جدا منها :

١ ـ زعم عبد الله العلوي في تفسيره أن من الآيات القرآنية ما نصت على إمامة علي ـ رضي الله عنه ـ دون سواه كقوله تعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ)(٢).

زعم الشيعة أن الآية نص في إمامة علي ـ رضي الله عنه ـ حيث نصت على تصرفه العام في جميع المسلمين المساوي للإمام بقرينة ضم ولايته إلى ولاية الله ورسوله فثبتت إمامته وانتفت إمامة غيره للحصر المستفاد وهو المدعى.

ومؤكدين ذلك بسبب نزول ذكر للآية أن عليا تصدق بخاتمه وهو راكع (٣) فنزلت الآية.

والجواب عن ذلك :

أ ـ أن سبب النزول الذي استدلوا به حديث موضوع بإجماع أهل العلم كما نص على ذلك الإمام ابن تيمية ـ رحمه‌الله ـ في كتاب مقدمة أصول التفسير (٤) والآية نزلت في غير علي كعبادة بن الصامت وعبد الله بن سلام وغيرهما.

ب ـ أن الولاية بالمعنى الذي حمل النص عليه غير مرادة في زمان الخطاب

__________________

(١) الاتجاهات المنحرفة في التفسير ص ٥٣ ـ ٥٥ (بتصرف).

(٢) سورة المائدة : ٥٥.

(٣) أسباب النزول للواحدي ص ١٩٢. تفسير الطبري ج ٦ / ١٨٦.

(٤) مقدمة أصول التفسير ص ٨٧.

٣٠٢

البتة بالإجماع ، لأن زمن الخطاب عهد النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ والإمامة نيابة للنبوة بعد موت النبي ، فلما لم يكن زمن الخطاب مرادا لا بد أن يكون ما أريد به زمانا متأخرا عن موته ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ولا حد للتأخير يدعم دعواهم.

هذا الدليل كما دل على نفي إمامة الأئمة المتقدمين كما قرروا ، يدل على سلب الإمامة عن الأئمة المتأخرين (١).

فمما تقدم يظهر لنا أن المراد بالولاية هنا النصرة. فالخطاب يبين للمؤمنين أن لا ناصر لهم إلا الله سبحانه ورسوله والذين آمنوا الذين من صفاتهم إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وهم خاشعون لله سبحانه (٢).

فالآية تحدد جهة الولاء (التناصر) الوحيدة التي تتفق مع صفة الإيمان كما بينت لهم من يتولون ليكون الولاء لله خالصا ، والثقة به مطلقة وليكون الإسلام هو الدين ، والتناصر بين العصبة المؤمنة فحسب (٣).

والذي يؤكد هذا سبب النزول المنسوب لعبد الله بن سلام قال جابر بن عبد الله : جاء عبد الله بن سلام إلى النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقال : يا رسول الله إن قوما من قريظة وبني النضير قد هجرونا وفارقونا ، وأقسموا أن لا يجالسونا ، ولا نستطيع مجالسة أصحابك لبعد المنازل ، وشكى ما يلقى من اليهود فنزلت هذه الآية (٤).

٢ ـ زعم البحراني أن قوله تعالى : (إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ)(٥) تنص على ولاية علي ـ رضي الله عنه ـ وأن من استقام على ولايته دخل الجنة ومن خالفها دخل النار.

__________________

(١) مختصر التحفة الاثنى عشرية لشاه عبد العزيز علام حكيم الدهلوي ، الاختصار السيد محمود شكري الآلوسي ص ١٤١ وما بعدها.

(٢) تفسير الطبري ٦ / ١٨٦ والمرجع السابق ص ١٤٣.

(٣) في ظلال القرآن ـ سيد قطب ٢ / ٩٢٠.

(٤) أسباب النزول للواحدي ص ١٢٩.

(٥) سورة الذاريات : ٨.

٣٠٣

كما زعم أن هذه الآية تفيد عصمة الأئمة من جميع القبائح (١).

٣ ـ زعم القمي أن القرآن نص على الرجعة في أمة محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بقوله تعالى : (وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ* ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)(٢).

مع أن الآية نص في بني إسرائيل حيث إنه لم يكن في بني إسرائيل شيء إلا وقع في هذه الأمة (٣).

٤ ـ أما التقية فقد ذكر الحسن العسكري في التفسير المنسوب له من قوله تعالى : (وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ)(٤).

حيث قال : [.. الرحيم بعباده المؤمنين من شيعة آل محمد ، وسع لهم في التقية يجاهرون بإظهار موالاة أولياء الله ، ومعاداة أعدائه إذا قدروا ، ويسرونها إذا عجزوا](٥).

وهذا المثال يظهر قمة التعسف الشيعي في حمل النص القرآني على أصولهم الفاسدة.

من هذه الأمثلة يظهر لنا :

السمة الأولى :

من منهج الشيعة في تفسير القرآن الكريم من صرف المعاني القرآنية ، وتحريف النصوص القرآنية لتأكيد معتقداتهم وتصويب مذهبهم.

__________________

(١) الاتجاهات المنحرفة في التفسير ص ٥٧.

(٢) سورة البقرة : ٥٥ ـ ٥٦.

(٣) الاتجاهات المنحرفة في التفسير ص ٦٠.

(٤) سورة البقرة : ١٦٣.

(٥) الاتجاهات المنحرفة في التفسير ص ٦١. وسيأتي الحديث عن هذا التفسير في ص ٥٥١.

٣٠٤

السمة الثانية :

في تفسيرهم ملؤه بالخرافات والأباطيل التي لا يقرها شرع ولا عقل ، كحل رموز القرآن المبهمة من أسماء الأشخاص والأماكن التي بثوا فيها كل حقدهم ونقمتهم على الصحابة الذين خالفوا «عليا» ـ رضوان الله عليهم ـ ولم ينصروه ، وعلى المسلمين الذين لم يسيروا حسب مذهبهم ومعتقداتهم من أمثلة هذه السمة :

تفسيرهم الجبت والطاغوت بأبي بكر وعمر ـ رضي الله عنهما ـ وتفسيرهم البقرة التي أمر الله بذبحها بعائشة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ وتفسيرهم الشجرة الملعونة في القرآن ببني أمية. كما فسروا (كهيعص) برواية طويلة منها أن الكاف كربلاء والهاء هلاك العترة ، والياء يزيد ظالم الحسين ، والعين عطشه ، والصاد صبره ، وأنه لما عرف تفسيرها زكريا ـ عليه‌السلام ـ لم يخرج من مسجده ثلاثة أيام مانعا الناس من الدخول عليه.

وهذا التفسير للحروف المقطعة مخالف لما عليه جمهور المفسرين في تفسير الحروف المقطعة (١).

السمة الثالثة :

تأثر الشيعة بتفسيرات المعتزلة التي لها صلة بعلم الكلام لتتلمذ كثير من شيوخهم على بعض شيوخ المعتزلة.

السمة الرابعة :

اتفق الشيعة مع الفلاسفة والصوفية في جعل ظاهر وباطن للنص القرآني وعدم السماح لأحد بتفسير شيء منه ما لم يسمعه من أئمتهم.

__________________

(١) الاتجاهات المنحرفة في تفسير القرآن الكريم ص ٦٢.

٣٠٥

السمة الخامسة :

تفسيرهم القرآن بأحاديث وضعوها وافتروها على رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وآل بيته ، وردوا ما صح من الأحاديث لعدم بلوغه لهم بطريق شيعي عن شيعي. ومن أصح كتب الحديث عندهم (الكافي) لأبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني ت ٣٢٨ ه‍ ، وكتاب (التهذيب) للطوسي (١).

من أشهر تفاسيرهم والتي ذكرها «جولد تسيهر» في كتابه :

١ ـ التفسير المنسوب للحسن العسكري ت ٢٥٤ ه‍ عده «جولد تسيهر» من أقدم تفاسيرهم (٢).

هذا التفسير ألفه أبو محمد الحسن بن علي الهادي من سلالة الحسين بن علي ـ رضي الله عنه ـ وقد سلك المفسر في كتابه طريق شيعته بإثبات عقائدهم فيه كالتقية. كما ظهر فيه تأثره بطريق المعتزلة كثيرا ، وعرضه المسائل الفقهية من وجهة نظر الشيعة.

فهذا التفسير خرج من حد الاعتدال إلى التطرف والغلو والتلاعب في النصوص القرآنية ؛ مما يؤكد عدم صحة نسبته لهذا الإمام الجليل المشهور بعلمه وصلاحه وهذا ما رجحه الشيخ الذهبي ـ رحمه‌الله ـ والله أعلم (٣).

٢ ـ التفسير الثاني الذي ذكره «جولد تسيهر».

تفسير (بيان السعادة في مقام العبادة) لسلطان محمد بن حجر البجختي في القرآن الرابع الهجري (٤).

__________________

(١) التفسير والمفسرون ٢ / ٢٧ ـ ٢٨ ، وكتاب دراسات حول القرآن الكريم للطحان ص ـ ١٩٨.

(٢) مذاهب التفسير الإسلامي ص ـ ٣٠٣.

(٣) التفسير والمفسرون ٢ / ٨٦ ـ ٦٨.

(٤) مذاهب التفسير الإسلامي ص ـ ٣٠٤.

٣٠٦

صاحب هذا التفسير من متطرفي الإمامية الاثني عشرية ، وهذا التفسير غلب عليه طريقة المتصوفة في صرف المعنى الظاهر للرمز والإشارة والشطحات المعهودة عندهم ، كما أنه خلطه بكثير من الأبحاث الفلسفية الدقيقة لكنه لم ينس أن يدافع عن مذهبه وإثبات عقيدته فيه لدرجة التعصب والغلو والعناد.

أما الفروع فلا يقف عندها كثيرا ، وينقل لها من تفاسير الشيعة وأهل السنة على السواء كالإمام البيضاوي ـ رحمه‌الله ـ ومستخدما بعض العبارات الفارسية كشواهد عما يقول به. ومن الأمور التي يتعرض لها المؤلف أن علم القرآن الكريم كله عند النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ والأوصياء من الأئمة ، كما ذكر تحريف القرآن الذي يعتقده الشيعة ، وأنه ما نزل إلا في الأئمة ومناصريهم ، وذكر أعدائهم ومخالفيهم.

وظهر تأثر المؤلف بأسلوب المعتزلة في المسائل الكلامية وموافقته لهم أحيانا كما أنه يلحظ اهتمامه ببعض المسائل النحوية وببعض القراءات القرآنية (١).

٣ ـ التفسير الثالث الذي ذكره «جولد تسيهر» من تفاسير الشيعة تفسير : (مجمع البيان لعلوم القرآن) «لأبي جعفر ، وقيل : لأبي علي الفضل ابن الحسين الطبرسي المشهدي المفسر الفقيه المحدث الثقة شيعي معتدل له عدة تفاسير هذا أحدها ، وله تصانيف عدة.

هذا التفسير شاهد على تبحر صاحبه بفنون عدة من العلم والمعرفة. وقد ذكر المؤلف في هذا التفسير مقدمات تتعلق بعلوم القرآن ، كما أنه يذكر القراءات وأصحابها ، ويذكر بعض المسائل اللغوية والنحوية والفقهية حسب المذهب الشيعي مثل إجازته لنكاح المتعة ونصه على عدم جواز الزواج من الكتابيات ، كما أنه جمع بين تفسير الآية وتأويلها ، وأحيانا تفسيرها تفسيرا رمزيا حسب طريقة الشيعة.

__________________

(١) التفسير والمفسرون ٢ / ١٩٩ ـ ٢٣٤ (بتصرف).

٣٠٧

وقد دافع الطبرسي ـ رحمه‌الله ـ عن القرآن الكريم وسلامته من الزيادة والنقصان مخالفا عقيدة قومه ، أما أسلوب المؤلف في الكتاب فجميل ، وقوي الحجة ، ودقيق التعليل ، وحسن الترتيب فالكتاب عظيم الفائدة ونافع في بابه. ولكن لا بد من التنبيه على بعض الملاحظات العامة على الكتاب :

١ ـ لم يتخل المؤلف عن عقيدة الشيعة فكان يطرح بعض معتقداتهم كالإمامة لعلي ، الرجعة ، والتقية ، وبعض الآراء الاعتزالية دون مغالاة ولا تطرف.

٢ ـ روايته لكثير من الأحاديث الموضوعة والواهية.

٣ ـ تنزيله بعض آيات القرآن بما يتناسب مع اجتهاده الخاص به (١).

٤ ـ لم يعتبر الطبرسي الإجماع حجة إلا إذا كان كاشفا عن رأي الإمام ، أو كان الإمام داخلا في جملة المجمعين. لذا رد الأدلة القرآنية التي استدل بها الجمهور على حجية الإجماع (٢).

فبعد هذا العرض لثلاثة كتب من تفاسير الشيعة يظهر لنا منهج الشيعة في تفسير القرآن الكريم بين معتدلين ومتطرفين والأشد تطرفا فرقة الاثني عشرية.

والشيعة يخالفون أهل السنة في عقائدهم ؛ وينحرفون بهذه العقيدة صارفين لها الآيات القرآنية ، رادين ما يعارضها من الآيات القرآنية وما صح من الأحاديث النبوية. وهم يخالفون أهل السنة في كثير من المسائل الفقهية وغيرها مستخدمين كل أسلوب لنصرة مذهبهم من أخذ بالظاهر ، أو بالتفسير بالرمز أو الجدل الكلامي إلى غير ذلك.

لذا فتفسيرهم من تفاسير أهل الرأي المذموم والذي لا يجوز القول به ولا الأخذ به.

__________________

(١) التفسير والمفسرون ٢ / ٩٩ ـ ١٠٥.

(٢) التفسير والمفسرون ٢ / ١٤٢ ـ ١٤٤ ، ودراسات حول القرآن ـ الطحان ص ٢٠٤.

٣٠٨

ومن هنا كان عرض «جولد تسيهر» لمنهج هذه الفرق في التفاسير ودافعه من وراء ذلك واضح ، وذلك لمخالفتها للتفسير الصحيح عند أهل السنة والجماعة ؛ ولإظهار الخلاف بين فرق المسلمين وكان عرضه بطريقة توحي أن تفسيرهم لون من ألوان التفسير المقبول والجائز. وهذا المنهج مخالف للمنهج العلمي المتجرد مما يبين سوء نية هذا المستشرق وإخوانه في اختيارهم لمثل هذه الموضوعات وفي طريقة عرضهم لها ، ولخطوات منهجهم فيها.

٣٠٩
٣١٠

الفصل الخامس

التفسير في ضوء التمدن الإسلامي

المبحث الأول

المدرسة العصرية الهندية

ممثلة في السيد أحمد خان بهادر كما يراها «جولد تسيهر»

المبحث الثاني

المدرسة العصرية المصرية كما يراها «جولد تسيهر»

المبحث الثالث

ج. جومييه ودراسته لكتاب الجواهر

المبحث الرابع

تفسير القرآن الكريم في العصر الحديث في نظر «ج بالجون»

المبحث الخامس

موقف الغرب من العصرية في العالم الإسلامي

٣١١
٣١٢

الفصل الخامس

التفسير في ضوء التمدن الإسلامي

منذ أن أنزل الله سبحانه كتابه القرآن الكريم على رسوله محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ والمسلمون يرجعون إليه تلاوة وفهما ودراسة تحليلية يدل ذلك كله على مقدار اهتمامهم بهذا الكتاب العظيم.

ولكن البلاد الإسلامية مرت بفترات اضطراب أدت إلى ركود وجمود في الحركة العلمية إجمالا. وكان آخر ما تعرضت له المنطقة الإسلامية الغزو الثقافي الذي خلف الاستعمار العسكري في المنطقة يمثله التبشير والاستشراق الذي أدى لإنماء التعليم العلماني في المنطقة ، فظهر على أثر ذلك الحركة العصرية في العلوم الدينية التي تحاول جهدها التوفيق بين العلوم الإسلامية وبين المفاهيم والثقافة الغربية. وكان على رأس من تبنى هذه الحركة السيد أحمد خان بهادر في الهند ، وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده في مصر ، ولا يعني هذا أن كلا المدرستين لم يكن لهما جوانب إيجابية ولا تأثير واضح على النهضة العلمية الإسلامية عامة والتفسيرية خاصة.

فمن جوانب الحركة التفسيرية العصرية الإيجابية إنماء روح الابتكار التي شهدتها هذه الحركة ، والتركيز على جانب الهداية الربانية التي من أجلها أرسل الله الرسل ، فلبس التفسير في هذا العصر ثوبا أدبيا اجتماعيا جميلا أظهر روعة القرآن الكريم. وقد اقتصر التفسير في هذه الفترة على الضروري مع مراعاته لمستوى القارئ من كل الفئات. والمدرسة العصرية المصرية أكثر سلامة وأقل انحرافات في مسيرتها من المدرسة العصرية الهندية التي ابتعدت كثيرا في مسيرتها عن طريق أهل السنة والجماعة عقيدة وفهما لكتاب الله سبحانه وسنة نبيه ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وقد

٣١٣

ركز «جولد تسيهر» في بحثه الأخير (التفسير في ضوء التمدن الحديث) على المدرستين الهندية ممثلة بشخص «سيد خان بهادر» والمصرية ممثلة بشخص الشيخ «محمد عبده» ليظهر من خلالهما حركة التفسير الحديث بمفهوم العصرية وبانحرافاتها.

وسأركز بحثي وحديثي عن هاتين المدرستين ولا أعدوهما لأنهما المدرستان اللتان اهتم بهما المستشرقون اهتماما خاصا وقدموا دراساتهم عن التفسير الحديث من خلالهما.

وسأبدأ حديثي بالمدرسة الهندية وبرئيسها (سيد خان).

المبحث الأول :

المدرسة العصرية الهندية ممثلة في السيد أحمد خان بهادر كما يراها «جولد تسيهر».

المسألة الأولى :

التعريف بالسيد أحمد خان بهادر :

رائد العصرية في العالم الإسلامي هو السيد أحمد خان بهادر ، هندي الأصل عاش بين (١٨١٧ ـ ١٨٩٨ م) ولد في مدينة (دلهي) من أسرة من علية القوم ، عراقة وذات صلة وطيدة بالحكام المغول وإن كانت فقيرة.

نشأ في جو مشبع بالتصوف ، وقرأ في صغره القرآن وعلوم العربية واللغة الفارسية ، ولكن لم يمض في هذه الدراسة قليلا إلا ورغب عنها ونفض يده منها ، وعلى يد أحد أفراد عائلته أخذ يتعلم الرياضيات وعلم الهيئة ، ولم يكن حظه فيهما إلا كحظه في دراسته الأولى. وانقطع أخيرا في دراسته عن التعلم في سن الثامنة عشرة وعاش في شبابه حياة مرح يحضر حفلات الرقص والغناء الشائعة في طبقته ، وفي سن الثانية والعشرين اضطر بسبب وفاة والده للالتحاق بخدمة الحكومة الإنجليزية في سلك القضاء وعمل في عدد من المدن الهندية.

٣١٤

وبعد فترة ثاب إلى نفسه وبدأ في تغيير حياته وإصلاحها. وأقبل على التعلم من جديد ثم ألف عددا من الكتب في السيرة النبوية والتاريخ وكان لإخفاق الثورة الهندية عام ١٨٥٧ م نقطة تحول في حياته حيث رأى الدمار والخراب الذي لحق بلده فلهذا وقف يناصر الإنجليز ويساعد في حمايتهم ونجى بعض عائلاتهم من القتل.

وقد أيقن أن ولاء المسلمين للإنجليز هو السبيل الوحيد لإنقاذهم كل ذلك لفرط إعجابه بهم لذلك سعى طيلة حياته ليحقق هدفه المنشود وهو تقليد المسلمين للإنجليز والحضارة الغربية في كل شيء حتى وصفه وزمرته التي حوله الصحفي (ماكدونالد) بقوله : (إنجليز في كل شيء باستثناء العناصر الأساسية لعقيدتهم الدينية) والذي زاد من تعلقه بالغرب زيارته لبريطانيا ففي عام ١٨٦٩ م سنحت الفرصة لسيد خان لزيارة انجلترا. وكانت رغبته كما كتب في خطاب قبل سفره أن يطلع بنفسه على العظمة الباهرة للحضارة الغربية في مهدها. لا ليستفيد هو وحده من هذه التجربة بل ليستفيد قومه أيضا. لأنه حين يعود سوف يعلمهم ما تعلمه ويضع نفسه نموذجا لهم في الاقتباس من الغرب.

ومكث سيد خان في لندن سبعة عشر شهرا كان فيهما ضيفا مبجلا ، وزائرا كريما ، وصديقا عزيزا في الإنجليزية المحترمة ، وحضر المآدب الملكية الفخمة والولائم الارستقراطية التي تمثل الحضارة الأوربية في أروع مظاهرها ، وأخلاق الطبقة الحاكمة وطبقة الأشراف ، ونال الوسام الملكي ولقب الشرف ، وقابل الملكة وولي العهد والوزراء الكبار ، واختير عضوا فخريا في الجمعيات العلمية ذات الشرف الكبير ، وحضر حفلة نادي المهندسين الكبار واطلع على المشاريع والخطط التقدمية التي مرت بها البلاد في الزمن القريب والتي أحدثت ثورة وانقلابا في الأوضاع وفي مستوى البلاد ومكنتها من بسط نفوذها وسيطرتها الفكرية.

وعاد سيد خان إلى بلاده ونفسه ممتلئة إعجابا بما شاهد ورأى وأخذ على عاتقه بعد عودته إلى بلاده أن يفتح أعين المسلمين إلى عظمة الحضارة الغربية وكانت وسيلته إلى ذلك ثلاثة مبادئ :

٣١٥

التعاون في المجال السياسي ، واستيعاب علوم الغرب في المجال الثقافي ، وإعادة تأويل الإسلام في المجال الفكري ليتكيف مع الحضارة الغربية.

فأنشأ مجلة (تهذيب الأخلاق) خدمة لهذا الغرض ، وأنشأ كلية عليكرة المعروفة الآن باسم جامعة عليكرة ، وكان الهدف منها تعليم آداب ولغات الغرب بالدرجة الأولى (١).

وقد دعا لمبادئه بعدة كتب ومجلة منها :

(ولاء المسلمين في الهند) :

أراد المؤلف بهذا الكتاب إقناع المسلمين في الهند بجواز إعطاء ولائهم لبريطانيا ، مستدلا بموالاة نبي الله يوسف ـ عليه‌السلام ـ لعزيز مصر بكل إخلاص. مع أن عزيز مصر لم يكن على دين (٢) يوسف ـ عليه‌السلام ـ. فالكتاب من عنوانه يوضح الخط الذي سارت عليه مدرسة «خان» في الهند.

وكان تأليف الكتاب على إثر إخفاق الثورة الهندية عام ١٨٥٧ م أمام بريطانيا ؛ مما دعاه لمناصرة الإنجليز ومساعدتهم بحمايتهم وإنجائه لبعض عائلاتهم من القتل ، بل وبالدعوة لإعطاء الولاء لهم والاستسلام والانقياد لحكمهم.

ب ـ مجلة (تهذيب الأخلاق) :

بعد عودته من بريطانيا وكان هدفه من إنشائها إصلاح التفكير الديني للمسلمين ـ كما يراه ـ وإزالة ما في الفكر من قيود تمنعهم من التقدم.

ج ـ (أحكام طعام أهل الكتاب) :

ألفه ليزيل الحاجز النفسي الموجود بين المسلمين والإنجليز ليغير موقف بعض المسلمين وهو امتناع بعض المسلمين من مخالطة الإنجليز ومؤاكلتهم والتشبه بهم في آدابهم وتقاليدهم.

__________________

(١) مفهوم تجديد الدين ـ بسطامي ص ١٢٢ ـ ١٢٣.

(٢) مفهوم تجديد الدين ـ بسطامي ص ١١٩ ـ ١٢٢ (بتصرف).

٣١٦

د ـ (تبيين الكلام) :

كتاب ألفه شرحا لبعض أجزاء من الإنجيل ليظهر أوجه الشبه بين الإسلام والمسيحية.

ه ـ (تفسير القرآن الكريم) :

وهو من أهم مؤلفاته وهو الكتاب الذي اعتمده «جولد تسيهر» في دراسته وسجل ملاحظاته عنه في الفصل الأخير من كتابه (مذاهب التفسير الإسلامي) فصل (التفسير في ضوء التمدن الإسلامي) ولم يكمل «خان» هذا الكتاب.

وقد أراد من تأليفه أن يثبت أن حقائق الإسلام وتعاليمه لا تتعارض مطلقا مع قوانين الطبيعة ؛ لأن القرآن هو «كلمة الله» وقوانين الطبيعة هي «فعل الله» ولا يتعارض كلامه مع فعله.

فمن أجل ذلك وضع هذا التفسير مخالفا فيه كلام العرب وآراء السلف وإجماعهم لمحاولته تأويل ما ظنه تعارضا بين كلام الله وقوانين الطبيعة. ويقصد بالطبيعة نفس المعنى الذي استعمله علماء أوربا في القرن التاسع عشر للميلاد (نظام كوني مغلق يخضع لقوانين عمياء ليس فيها أي مجال للخرق والاستثناء).

المسألة الثانية :

بعض آراء السيد خان :

١ ـ سعى السيد خان لتكييف الإسلام للحضارة الغربية ، فمن أجل ذلك اعتبر القرآن وحده الأساس لفهم الإسلام ، أما الأحاديث النبوية فلا يعتمد عليها ـ في نظره ـ مستشهدا بذلك بقول عمر بن الخطاب : «حسبنا كتاب الله» مشيرا بذلك لما رواه ابن عباس ـ رضي الله عنهما حيث قال : لما حضر رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب فقال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «هلم أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده» فقال عمر : إن رسول الله ـ

٣١٧

صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن. حسبنا كتاب الله (١). الحديث. وقد زعم «خان» أنه في ضوء الظروف الجديدة وتوسع المعرفة الإنسانية لا يمكن الاعتماد في فهم القرآن على التفاسير القديمة وحدها التي اشتملت ـ في رأيه ـ على كثير من الخرافات ولكن ينبغي الاعتماد على بعض القرآن وحده الذي هو بحق كلمة الله ، ومن خلال معرفتنا وتجاربنا الذاتية يمكن لنا أن نفسر القرآن تفسيرا عصريا (٢).

ويستخدم سيد خان مفهومين لتقديم تفسير عصري للقرآن لا يناقض كما يعتقد قوانين الطبيعة.

أولهما :

مفهوم المحكم والمتشابه الذي جاء في قوله تعالى : (مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ)(٣).

فهو يرى أن هذا التقسيم المحكم والمتشابه دليل على أن الإسلام هو دين الطبيعة ، فالآيات المحكمة هي الأساسية وهي التي تشتمل على أساسيات العقيدة أما المتشابهة هي الرمزية وهي التي تساير تطور معارف البشر ، فقد تصلح لطور دون طور لذا فلا يجوز التمسك بالفهم القديم لأن هذه الآيات قابلة للتغيير لما يلائم العصر الجديد.

ثانيهما :

يعتبر «خان» القرآن مشتملا على حقائق أساسية هي المقصودة من الحديث ، ولكن هذه المعاني الأساسية تصاحبها معان ثانوية وفرعية مأخوذة من بيئة العرب وظروفهم ، ولا يعني ذكر القرآن لها أنها حقائق (٤) وحجته في عدم

__________________

(١) انظر صحيح البخاري ٨ / ١٦١ كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة ـ باب ٢٦ كراهية الخلاف.

وصحيح مسلم ٣ / ١٢٥٩ كتاب الوصية باب ٥ ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصي فيه.

(٢) انظر مفهوم تجديد الدين ص ١٢٣ ـ ١٢٤.

(٣) سورة آل عمران : ٧.

(٤) انظر مفهوم تجديد الدين ص ١٢٥ (بتصرف).

٣١٨

قبول الأحاديث النبوية كأساس لفهم الدين ؛ أن هذه الأحاديث بسبب عدم تدوينها في العهد النبوي ـ حسب زعمه ـ وأن التدوين تم في القرن الثاني الهجري الذي كان مضطربا بالصراعات السياسية والاختلافات الدينية مما سبب الوضع في الحديث النبوي الشريف كما أن كثيرا من هذه الأحاديث قد روي بالمعنى فهي تحمل فهم الراوي وليست هي كلمات الرسول ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بعينها.

ثم زعم أن نقد الحديث كان للسند دون المتن لذا اقترح أن يطبق على الحديث مقاييس النقد العصرية دون تفصيل لهذه المقاييس وما قبله من الأحاديث فقد اعتبره قسمين:

قسم خاص بالأمور الدينية. وقسم خاص بالأمور الدنيوية.

فالقسم الأول هي الملزمة دون الثانية ، ويستدل على هذا بقصة تأبير النخل وقوله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ «أنتم أعلم بأمور دنياكم» (١).

٢ ـ كان (سيد خان) يسخر من الذين يقولون إن كل شيء قد اكتمل على أيدي الفقهاء الأقدمين.

وكان يقول : [فمما ينافي العقل أن تكون الأحكام التي ذكروها صالحة لغير زمانهم كما أنهم بشر يخطئون. أما زماننا فحاجاته تختلف فلا بد أن تعدل هذه الأحكام لتصبح مكيفة مع ظروفنا وحاجاتنا الحاضرة. ثم يقول نحن أتباع الإسلام لا أتباع زيد وعمرو].

و «خان» لا يعترف بالإجماع كمصدر من مصادر التشريع الإسلامي فباب الاجتهاد عنده مفتوح لكل المسائل ـ طبعا حسب أسسه وقواعده الفكرية المنطلقة من التقرب بين الإسلام والغرب ـ.

أما سبب اتفاقهم فلا يعدو أن يكون ناتجا عن ظروف خاصة ؛ أما

__________________

(١) انظر صحيح مسلم ٤ / ٤٣ كتاب الفضائل حديث رقم (١٤١) ولكنه بدلا من أمور (أمر).

٣١٩

الاختلاف في وجهات النظر في ظنه أنها طريق لتقدم الأمة (١).

فمن الأمثلة على فقهه :

١ ـ في فقه العبادات كان منهجه أن يفسر ممارسات العبادة تفسيرا عقليا خالصا ، فغسل الأعضاء في الوضوء نظافة ورمز للطهارة المعنوية ، والقبلة ـ في نظره ـ كانت في مبدأ الأمر للتفريق بين أهل الكتاب والمسلمين ثم أصبحت تقليدا دائما. والصلاة القصد منها توجيه انتباه المرء لخالقه .. إلخ.

أما الجهاد عنده فهو يشرع فقط للدفاع عن النفس ، وفي حالة واحدة فقط هي اعتداء الكافرين على المسلمين من أجل حملهم على تغيير دينهم ، أما إذا كان الاعتداء من أجل أمر آخر مثل احتلال الأراضي وليس هدفه الدين ، فالجهاد غير مشروع (يقصد بذلك مسالمة الإنجليز).

أما الربا عنده : هو الربح المركب الذي يدفعه الفقير مقابل دينه كما كانت العادة الشائعة عند العرب. أما الفائدة البسيطة في المعاملات التجارية المعاصرة والبنوك فليس ربا وليست حراما) (٢).

أما الميراث في نظره : هو المرتبة الثانية بعد الوصية التي توزع أولا حسب وصية الموصي بدون قيود ؛ وذلك لأنه لا يعترف بالأحاديث المقيدة لمقدار الوصية. أما تقسيم المال عن طريق نظام الإرث فهو للحالات التي لا توجد فيها وصية (٣).

أما قضية تعدد الزوجات : فإنه يعتبر الأصل في الزواج هو زواج الواحدة ، أما التعدد فهو حالة استثنائية. ويدل على هذا أن الله سبحانه ربط الزواج بالعدل وبما أن العدل غير مستطاع كما ذكر القرآن فلهذا لا يباح تعدد

__________________

(١) المرجع السابق ص ١٢٦.

(٢) مفهوم تجديد الدين ـ ص ١٢٩ ـ ١٣٠.

(٣) نفس المرجع ص ١٣٠.

٣٢٠