آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره - ج ١

د. عمر بن إبراهيم رضوان

آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره - ج ١

المؤلف:

د. عمر بن إبراهيم رضوان


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٨٠
الجزء ١ الجزء ٢

٢ ـ جامعة القديس يوسف في بيروت (١٢٩١ ه‍ / ١٨٧٤ م) أنشأها اليسوعيون بدعم من فرنسا (١).

د ـ التسلل للمجامع العلمية في المنطقة :

تمكن المستشرقون أن يتسللوا إلى المجمع اللغوي في مصر والمجمع العلمي العربي في دمشق. والمجمع العلمي في بغداد (٢).

منهم «جوزيف شاخت» (١٩٠٢ ـ ١٩٦٩ م) ألماني الذي انتخب أحد أعضاء المجمع العلمي العربي في دمشق.

و «فنسنك» (١٨٨١ ـ ١٩٣٩ م) الهولندي الذي كان أحد أعضاء المجمع اللغوي المصري.

كان من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق من المستشرقين منذ سنة ١٩٢١ م والذي بلغ عددهم حوالي (٦٦) مستشرقا.

ـ من الفرنسيين : دوسو ، غوي ، ماسينيون ، وغوستاف لوبون.

ـ ومن الإيطاليين : جويدي جريفيني ، نللينو ، كايتاني.

ـ ومن البريطانيين : مارجليوث ، براون.

ـ ومن الهولنديين : هوتسما ، سنوك هر.

ـ ومن السويسريين : مونتيه.

ـ ومن الأسبانيين : ميكل آن (٣).

أما أعضاء المجمع المصري من المستشرقين فقد بلغوا (١٧) مستشرقا منهم :

__________________

(١) انظر في الغزو الفكري ـ نذير حمدان ص ١٣٦.

(٢) أخطار الغزو الفكري ص ٧٥ ، وكتاب في الغزو الفكري نذير حمدان ص ٢٠٨ ـ ٢٢٦.

(٣) مستشرقون ـ نذير حمدان ص ١٤١.

٦١

ـ من الإيطاليين : جبرئيلي ، وكالرلنللينو.

ـ ومن البريطانيين : أربري.

ومن لاووست : ليون.

ـ ومن ينبرج : أوبسالا.

ـ ومن الفرنسيين : لويس ماسينيون الذي يعد من كبار المستشرقين الخطرين على الإسلام ، حيث لا يقل خطورة عن جولد تسيهر ، وسنوك هورجرونية ، ولي شاتليه ، ولاووست هنري مدير المعهد الفرنسي بالقاهرة (١) وغيرهم كثير.

أما أعضاء المجمع العراقي من المستشرقين منهم :

ـ عبد الكريم جرمانوس ـ المجري.

ـ الفريد جيوم الإنكليزي (٢).

٥ ـ عقد المؤتمرات الاستشراقية وعقد الندوات ولقاءات التحاور.

هذا اللون من الأنشطة الاستشراقية يقوم به المستشرقون لتبادل الرأي والخبرات فيما يحقق أهدافهم ، وللتخطيط لمستقبل أعمالهم ، ولطرح بحوث عامة في ظاهرها وهي في الحقيقة دعاية ضد الإسلام ، وكان أول هذه المؤتمرات في باريس سنة ١٨٧٣ م (٣).

وما زالت تتكرر حتى يومنا هذا ، حتى بلغت ما بين سنة (١٨٧٣ ـ ١٩٦٤ م) فقط ٢٦ مؤتمرا ضم كل واحد منها مئات العلماء من أعلام المستشرقين والعرب والمسلمين والشرقيين ومن هذه المؤتمرات التي عقدت :

__________________

(١) مستشرقون ـ نذير حمدان ص ١٨٣ ـ ١٩٣.

(٢) مستشرقون ـ نذير حمدان ص ٢٣٠ ـ ٢٣١.

(٣) وحي الله ص ٢٥ ، وأجنحة المكر الثلاثة ص ١٣٢ ـ ١٣٥.

٦٢

مؤتمر عقد في القاهرة عام ١٩٠٦ م في منزل «عرابي» تحت شعار (الدين لله والوطن للجميع) وبلغ عدد إرسالياته (٦٢) عضوا مسيحيا وكان هدف المؤتمرين تحويل الأنظار عن المقاومة المصرية للاستعمار وأنها ليست إسلامية وإنما هي وطنية ، تقودها الوحدة الوطنية (١) أي المسلمون والنصارى.

ومن الآثار الفكرية لهذه المرحلة : الإنتاج الأدبي المعادي للإسلام فيما كتبه «سلامة موسى» في كتاب (اليوم والغد) وما كتبه «طه حسين» في كتاب (مستقبل الثقافة في مصر) ، و «لويس عوض» في معظم كتاباته ، و «جورجي زيدان» ومدرسته الماسونية في (دار الهلال).

٢ ـ مؤتمر القدس الذي عقد سنة ١٩٢٢ وضم عناصر يهودية ومسيحية اتفقت على احتلال فلسطين على ضوء برامج وأساليب في مجال التعليم والإعلام تحول دون دخول العناصر الإسلامية حلبة الصراع.

٣ ـ مؤتمر التربية الإلحادية عام ١٩٦٤ م في موسكو. وكان أهم بحوثه : بحث مستقبل الشيوعية أمام الإيدولوجية في الإسلام. وبحث موضوع التجديد في وسائل الدعوة الإسلامية ، وتجنيد العناصر الماركسية في بلاد الإسلام من بين الشخصيات البارزة التي تعرف في الساحة الإسلامية (٢).

٤ ـ مؤتمر أدنبرة في سنة (١٩١٠ م) وقد ضم (١٢٠٠) عضوا مسيحيا وبلغت من أهمية هذا المؤتمر أنه كان من المقرر أن يرأس وفده الأمريكي «روزفلت» : الذي أناب عنه شخصية بارزة لعدم تمكنه من الحضور. وفي هذا المؤتمر تمت دراسة مستقبل النشاط التبشيري ضد الإسلام في أوربا على وجه الخصوص وفي بلاد المسلمين بصفة عامة.

٥ ـ مؤتمر لكنو بالهند الذي عقد في سبتمبر عام ١٩١١ م ، وقد اشترك فيه (١٦٨) عضوا تحت إشراف وتوجيه الإرساليات الإنجليزية.

__________________

(١) المستشرقون ومشكلات الحضارة ص ٣٣.

(٢) المستشرقون ومشكلات الحضارة ص ٧٧ ـ ٧٨.

٦٣

وكان هدفه عدم تمكين العناصر الإسلامية من العمل السياسي ولدراسة مستقبل التجمعات الإسلامية التي كانت نواة لقيام دولة الباكستان الإسلامية.

وكان رئيس هذا المؤتمر القس «صموئيل زويمر».

٦ ـ مؤتمر المجتمع المسكوني الذي عقد في ٧ نوفمبر عام ١٩٦٤ م في روما وحضره (٢٤٢٧) عضوا من المهتمين باللاهوت والسياسية.

وفي هذا المؤتمر تم التنسيق بين القوى المسيحية واليهودية في حرب الإسلام (١).

وغير هذه المؤتمرات كثير. واقتصرت على ستة منها خوفا من الإطالة.

أما بالنسبة للندوات. ولقاءات التحاور فإنهم يقصدون من ذلك نقل أفكارهم في وسط المجتمعين على اختلاف جنسياتهم.

ولكي يتم استدراج بعض المسلمين لتحريف الإسلام إما بقصد الدفاع عنه ، أو تطوعا منهم ليساير المفاهيم الغربية وأسلوب التفكير الغربي لإظهار مرونة الشريعة الإسلامية(٢).

وهذا من الانحراف الفكري الذي أصاب بعض أبناء المسلمين نتيجة الانبهار بالحضارة الغربية اليوم على علاتها.

٦ ـ إنشاء المكتبات العلمية :

اعتنى المستشرقون بهذا الجانب من النشاط تدعيما لحركة الاستشراق وتسهيلا لمهمتهم.

وقد جمعوا في هذه المكتبات ملايين الكتب تتعلق بكافة أنواع العلوم

__________________

(١) ذكر هذه المؤتمرات الثلاث ، د. صابر طعيمة في كتابه أخطار الغزو الفكري ص ٧٦ ـ ٧٨.

(٢) أجنحة المكر الثلاثة ص ١٣٢ ـ ١٣٥.

٦٤

الإسلامية والشرقية من بينها المخطوطات النفيسة التي استولوا عليها خلال فترات احتلالهم للمنطقة الإسلامية ومن أهم هذه المكتبات :

مكتبة باريس الوطنية في فرنسا ، ومكتبة المتحف البريطاني في لندن ، ومكتبة الاسكوريال بأسبانيا ، والتي تحتوي على عدد كبير من المخطوطات العربية والإسلامية من بقايا المكتبة الأندلسية بغرناطة. ومكتبة فيينا الوطنية والتي تحوي على مئات المخطوطات النفيسة ومكتبة جستربتي في دبلن في إيرلندا وفيها مجموعة كبيرة من المخطوطات العربية والإسلامية ، ومكتبة ليدن بهولندا والتي تضم مخطوطات نفيسة قضى المستشرقون الهولنديون قرونا متواصلة في جمعها. وهناك مكتبة برلين الوطنية في ألمانيا ، ومكتبة جامعة ميونخ ، وجامعة هايدلبرج إلى غير ذلك من المكتبات العامة ومئات المكتبات الخاصة بمختلف الجامعات.

وهناك نوع آخر من المكتبات الخاصة التي كانت ملكا للمستشرقين وقف بعضها على المكتبات العامة ، ولجميع دور النشر الشرقية فهارس لمجموعاتها (١).

وقد حوت هذه المكتبات من المخطوطات على (٢٥٠) ألف مجلد في مطلع القرن التاسع عشر (٢). ولا شك أنها زادت كثيرا عن هذا الرقم بعد ذلك.

٧ ـ إنشاء المتاحف الشرقية :

ومن أجل تحقيق هذا الأمر اعتنى المستشرقون بالسياحة كوسيلة لجمع المعلومات والصور الفوتوغرافية (٣) القديمة والآثار الشرقية ، والمخطوطات القديمة ، وأدوات التراث. وقد اعتنوا بهذا الجانب كثيرا ليكونوا معالم تاريخية لتطور المنطقة ولمحاولة ربط الإسلام بجذور يونانية أو رومانية أو فينيقية أو آشورية ، وغير ذلك ، وكذلك لإثبات الجذور اليهودية أو النصرانية في المنطقة.

وقد دفعوا في هذه الآثار الشيء الكثير ليصلوا بها لأغراض وأهداف خبيثة

__________________

(١) المستشرقون ومشكلات الحضارة ص ٣١. د. عفاف صبره.

(٢) وحي الله ـ ص ١٧. د. حسن عتر.

(٣) المستشرقون والمبشرون ـ إبراهيم خليل ص ٨٨ ، والمستشرقون ومشكلات الحضارة ص ٣٢.

٦٥

وأثاروا من ورائها نزاعات وفتنا في المنطقة ، وكذلك ليصفوا المجتمع بأوصاف من خيالهم السابح في الأوهام انطلاقا من رواسب دفينة في نفوسهم والمؤسف أن هذه الكتب تكتب عادة بأسلوب تهكمي قصصي يغذي خيال الشعوب الغربية الأوربية والأمريكية ويلبي رغباتهم ولهذه الكتب أثر سيئ في تصوير المسلمين تصويرا غير حقيقي كالتخلف والهمجية وغير ذلك. ثم ينتهز المستشرقون هذا اللون من الكتابة فيدونون ـ باسم البحث العلمي ـ كتبا في علم الأجناس ونفسية «فسيولوجية» الشعوب التي فيها ، مصورين أن الإسلام مختلف حسب هذه الأجناس فهناك إسلام الهند ، وإسلام تركيا ، وإسلام البربر ، وإسلام العرب .. إلخ وكل إسلام يختلف عن الآخر باختلاف أهله .. كل هذا ليتسلطوا على رقاب المسلمين بإشاعة الفرقة في نفوسهم (١) والذي يزور متاحف الغرب (٢) يجدها قد حوت من كل لون من ألوان التراث سواء كانت كتبا أو أواني أو سلاحا أو ملابس .. إلخ لتحقق لهم أغراضهم المتنوعة.

فعلينا جميعا أن ننتبه لهؤلاء المستشرقين ولأغراضهم من هذه السياحات واختيار أماكن معينة في بلادنا لتصويرها.

وقد ذكر «العقيقي» في كتابه كثيرا من هؤلاء الرحالة الذين زاروا المنطقة العربية وكتبوا أوصافا لها تفيد الغربيين في التعرف عليها فزودوا مكتباتهم ، ومتاحفهم بكثير من مؤلفاتهم وبما جمعوه من الخرائط ، والقطع الأثرية ، والمؤلفات القيمة. من هؤلاء الرحالة : «لورفيشودي بارتيما» البحار الإيطالي الذي طاف اليمن عام ١٥٠٨ م وكتب عنها تقريرا ضافيا.

ومنهم البعثة الدانمركية التي قامت بزيارة جنوب بلاد العرب سنة ١٧١٦ حيث قاموا بالتنقيب عن حضاراتها القديمة ، ورجعوا بخرائط ونقوش ، فألفوا

__________________

(١) المستشرقون والمبشرون في العالم العربي والإسلامي ـ إبراهيم خليل ص ٨٨ ـ ٩٠.

(٢) من أشهر المتاحف المتحف البريطاني في بريطانيا ، ومتحف فيكتوريا ، ومتحف أشمولين في أكسفورد ، ومتحف جراتس في النمسا ، ومتحف الفن الإسلامي في برلين والمتحف الوطني في باريس ، وغيرها كثير.

٦٦

بذلك كتبا تصف رحلتهم. ومن هؤلاء : كذلك «جورج والين الفنلندي» الذي طاف مصر والجزيرة العربية وبغداد ، وأصبهان ، وبصرى ، ودمشق ، في حوالي ١٨٤٠ م فاستمر أكثر من ست سنوات فكتب بذلك واصفا رحلته ومؤلفا كتابا في الفروق بين اللهجات العربية بين المتأخرين والمتقدمين وكان ذلك في سنة ١٨٤٥ م ، وغيرهم كثير (١).

٨ ـ إمداد الإرساليات التبشيرية إلى العالم الإسلامي بخبراتهم وجهودهم :

فالمعروف أن المبشرين تسللوا للمنطقة تحت شعارات مختلفة من ذلك بعض الأعمال الإنسانية في الظاهر كالمستشفيات والجمعيات الخيرية والمدارس ودور الأيتام ، ودور الضيافة ، وغيرها. ولكنها في الحقيقة لإلقاء الشبه والافتراءات والأباطيل ضد الإسلام بين أبناء المسلمين لتشكيكهم في دينهم فيسببوا ردتهم عنه.

كما أنه لوحظ أن بعض هذه المؤسسات كانت تختار الأذكياء من أبناء المسلمين فيأخذونهم من مرحلة ابتدائية أو متوسطة لتدريسهم في البلاد الغربية فيتلقون تعاليمهم وأفكارهم وسمومهم ويرجعون لبلادهم ليعملوا وينتجوا لهم أكثر من هؤلاء مجتمعين (٢).

__________________

(١) المستشرقون للعقيقي ٣ / ٣٣٩ ـ وما بعدها.

(٢) أجنحة المكر الثلاثة ص ١٣٣.

٦٧
٦٨

المبحث الرابع

اليهود .. والاستشراق

لا شك أن اليهود وجدوا فرصتهم في الاستشراق لتحقيق أهدافهم الدينية والسياسية. فلتحقيق أهدافهم الدينية ركز اليهود في أبحاثهم على إضعاف الإسلام والتشكيك في قيمته بإثبات فضل اليهودية على الإسلام بادعاء أن اليهودية هي مصدر الإسلام الأول.

أما لتحقيق أهدافهم السياسية فقد عمل اليهود لخدمة الصهيونية فكرة أولا ثم دولة ثانيا.

فالظروف كلها تؤكد أن كتاباتهم تعزز هذا الرأي (١).

أما سبب عدم تصريح اليهود بهذه الأهداف فيرجع إلى أن اليهود استطاعوا أن يكيفوا أنفسهم ليصبحوا في إطار الحركة الاستشراقية الأوربية النصرانية. فقد دخلوا الميدان بوصفهم الأوربي لا بوصفهم اليهودي حتى استطاع بعضهم أن يصل لمقام مرموق في الاستشراق كاليهودي (جولد تسيهر) الذي أصبح زعيم علماء الإسلاميات في أوربا بلا منازع. ولا تزال كتبه حتى اليوم تحظى بالتقدير العظيم والاحترام الفائق من كل فئات المستشرقين.

وكذلك لم يظهر اليهود أنفسهم بوصفهم يهودا حتى لا يعزلوا أنفسهم عن المجتمع. خاصة أنهم منبوذون في كل مجتمع وبالتالي يقل تأثيرهم. فبهذا النهج الذي سلكوه وبذلك كسبوا مرتين : كسبوا أولا فرض أنفسهم على الحركة

__________________

(١) الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي ص ٥٣٤.

٦٩

الاستشراقية وكسبوا ثانيا بتحقيق أهدافهم بالنيل من الإسلام ، وإضعاف الروح المعنوية للمسلمين لتضعف مقاومتهم بالتالي لليهود.

وتاريخ اليهود مع الإسلام وحقدهم عليه وحربهم له قديم منذ أن بعث الله سيدنا محمدا ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بهذا الدين العظيم.

قال تعالى : (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ..)(١).

وقد بقي اليهود يتحينون كل فرصة لحرب الإسلام والكيد له وتحريض من يقف في حربه فكانت الفرصة مواتية لهم بظهور الحركة الاستشراقية متسترين تحت رداء العلم (٢).

وكان من بين هؤلاء المستشرقين اليهود :

١ ـ جولد تسيهر اليهودي المجري وكتبه كلها مليئة بالافتراءات والأباطيل ضد الإسلام. مثل كتابه : (العقيدة الإسلامية) و (مذاهب التفسير الإسلامي) ولنا وقفة طويلة مع افتراءاته في موطنها من الرسالة.

٢ ـ مكسيم رودنسون ـ يهودي ماركسي ـ ألف كتابا بالفرنسية عن محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ والكتاب مشحون بالافتراءات الاستشراقية على الرسول ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ورسالته وكثير من هذه الافتراءات مستمدة من التفسير المادي (الاقتصادي) للتاريخ عند «كارل ماركس».

ومن التحليل النفسي (الجنسي) للإنسان عند سيجموند فرويد ـ وكلها افتراءات ساقطة مبتذلة نعف عن مجرد ذكرها (٣).

__________________

(١) سورة المائدة آية ٨٢.

(٢) الاستشراق ـ زقزوق ـ ٤٨ ـ ٥٠ بتصرف.

(٣) رؤية إسلامية للاستشراق ص ٤٩ ـ ٥٠.

٧٠

٣ ـ دافيد سانتلانا (١٨٥٥ ـ ١٩٣١ م) يهودي سياسي جامعي. ولد في أسرة يهودية في تونس ومن أصل أسباني قديم وأسرته تحمل الجنسية الإنكليزية. كان أبوه قنصلا بريطانيا في تونس. وحاول (سانتلانا) أن يقيم تشابها بين الفقه الإسلامي وبين القانون الروماني والقانون الأوربي الحديث.

مع أن هذه المحاولة لا يقوم عليها دليل ، أو حجة سليمة فقد خدمت روحه وتطلعاته الاستشراقية انكلترا وإيطاليا وفرنسا معا.

وكان أكثر اهتماماته بالحركة الصوفية ورجالها ومبادئها وربطه بالتصوف اليوناني الأفلاطوني والتصوف المسيحي (١) ... إلخ.

٤ ـ «ليفي بروفنسال» في المغرب العربي. يهودي فرنسي استعماري وكان أستاذا جامعيا في جامعة (تولوز) في باريس ولد في الجزائر العاصمة من أسرة يهودية ، وشب على أيدي كبار المستشرقين الفرنسيين أمثال : «رينيه باسيه» و «جيروم».

واستطاع بذكائه الماكر أن يخفي مشاعره اليهودية ، على الرغم من تورطه في كثير من كتاباته في الإساءة للإسلام والتنصير من مجتمع المسلمين مما حقق له ولأمثاله لمعانا وشهرة في مجتمعاتهم وبين قومهم.

وقد ركز في كتاباته على إهمال البعد الديني في انتشار الإسلام السريع والمبكر في العالم حينذاك زاعما أن ذلك لحب السيطرة وجمع الثروة ، وبخاصة في الأندلس والمغرب العربي ، وقد صور العرب طبقة أرستقراطية خاصة في الأندلس (٢).

٥ ـ بول كراوس (١٩٠٤ ـ ١٩٤٤) تشيكي سياسي جامعي صهيوني (٣). وغير هؤلاء كثير.

__________________

(١) مستشرقون ـ سياسيون ـ جامعيون ـ مجمعيون ـ نذير حمدان ص ٩٨ وما بعدها.

(٢) مستشرقون ـ نذير حمدان ص ١٠٣ ـ ١٠٨.

(٣) نفس المرجع السابق ص ١٠٨ وما بعدها.

٧١
٧٢

المبحث الخامس

طوائف المستشرقين

لم يكن المستشرقون على درجة واحدة في دراسة الإسلام خاصة والدراسات الشرقية على وجه العموم ، مع أنهم جميعا تزيوا بمسوح العلم وأظهروا الولاء والإخلاص للبحث والتقصي إلا أن الكثير منهم أساءوا للعلم وأهله بمناهجهم الفجة ، وتسخيرهم إياهم لأغراضهم الخاصة.

ويمكن تقسيم هؤلاء المستشرقين بالنسبة لموقفهم من الإسلام إلى فئات :

١ ـ طائفة لم تملك الفهم اللغوي والبلاغي الدقيق ، فأخطئوا بسبب ذلك في فهم النصوص ومصطلحاتها البلاغية والبيانية وحملوها ما لا تحتمل ، وصرفوا دلالاتها ومقاصدها عن حقيقتها وأتوا بأمور شكلية ، ونتائج خاطئة وهؤلاء كثير ؛ كالذي ألف قاموس «المنجد» حيث أحصى الدكتور مصطفى جواد أغلاط المنجد فقط المقصودة والتي مبعثها الجهل بالعربية إلى «ثلاثمائة وأربعة وعشرين» غلطا.

٢ ـ طائفة أثرت في دراساتهم مآرب السياسة ، والتعصب الديني (التنصيري) أو الصهيوني ، فوجهوا الحقائق وفسروها بما يوافق أغراضهم وأهدافهم.

ومن المؤسف أن يسخر هؤلاء العلم الذي يسمو به الإنسان ، ويحرر من عبودية الجهل والعادة الخاطئة والوصول به للإنسانية الكاملة لإذلال الإنسان أو استعباده أو الطعن في تراثه وعقيدته بغير حق. (١) أمثال : «جب» وشاتليه ،

__________________

(١) المنتقى في دراسات المستشرقين ص ج ، د من التمهيد.

٧٣

وكريستان سنوك هيروجرونجيه ، وجولد تسيهر ، وإبراهام كاش ، وغيرهم.

فهؤلاء كانوا يبحثون عن مواطن الضعف في الشريعة الإسلامية والحضارة الإسلامية والتاريخ الإسلامي .. إلخ.

٣ ـ طائفة أوتيت سعة من العلم والتمكن في العربية ، والإخلاص للبحث ، والتحرر ، والإنصاف ، والتجرد من الأهواء ، فآتت دراساتهم ثمراتها ، فمنهم من وصل نور الإسلام لنفسه وقلبه فقال فيه كلمة حق ولم يؤمن أمثال : توماس كارليل ، وجوستاف لوبون ، وأميل درمنجم ، والبارون كاراديفو ، وغيرهم.

ولا يعني هذا أنهم لم يقعوا في أخطاء تجاه الإسلام.

ـ ومنهم من بهره الإسلام بحقائقه فوصل إلى قلبه نوره فآمن به أمثال : اللورد هدلي ، وإتيان دينيه ، ولوين روس ، والدكتورة لورافنيسيا فاليري ، وموريس بوكاي ، وغيرهم كثير.

ـ ومنهم من آمن به فكريا فقط فتراجع عن افتراءات القرون الوسطى أمثال : رينان ، وأوغست كونت ، ورينوتويب الذي ألف كتابا له يعتذر فيه للإسلام ويدافع عنه باسم (اعتذار إلى محمد والإسلام) (١).

٤ ـ طائفة منهم كانوا يعينون لهم غاية أو يضعون لهم قاعدة كلية توهما ثم يبدءون بجمع المعلومات لها سواء كانت من مصادر أصيلة أو غير أصيلة.

كما لاحظنا هذا في أعمال «جولد تسيهر» حيث كان يقول بنتائج خطيرة ويقرر مسائل هامة قبل بدايته في البحث ويأتي لها بأدلة من كتب النوادر والفكاهة والمجون ، أو كتب الحيوان .. إلخ (٢).

٥ ـ طائفة منهم كانوا يضعون في كتاباتهم مقدارا خاصا من السم ، ويحترسون في ذلك فلا يزيدون على هذه النسبة حتى لا يستوحش القارئ ولا

__________________

(١) الحركات الإسلامية والقوى المضادة ـ الكيلاني ص ١٥.

(٢) الإسلاميات بين كتابات المستشرقين والباحثين المسلمين ـ الندوي ص ١٦.

٧٤

يثير ذلك منه الحذر ولا تضعف ثقته بنزاهة المؤلف ممن هم ليسوا من أهل الاختصاص ، أو من متوسطي العقل. أمثال : جوستاف لوبون كما جاء في كتابه (حضارة العرب) وبروكلمان في كتابه (تاريخ الأدب العربي) وغيرهما (١).

٦ ـ طائفة دفعهم لدراسة العلم الشغف العلمي ، وحب الاطلاع فبذلوا في دراسة الشرقيات عامة والإسلام خاصة جهودا مضنية. فظهر على أيديهم دراسات طيبة ، وحققوا من كتب التراث ، أو صنفوا فيه كتبا أخذت حظها من الاحترام والموثوقية حتى غدت مرجعا لأبناء جنسهم وللمسلمين على حد سواء .. أمثال : «البروفيسور ت. و. آرنولد صاحب كتاب (الدعوة إلى الإسلام) «واستانلي بول» وكتابيه «صلاح الدين الأيوبي» و «العرب في الأندلس» و «د / سبرنجر» صاحب المقدمة النفيسة لكتاب (الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني) و «إدوارد لين» صاحب (المعجم العربي الكبير) ، وهو في تسع مجلدات شرح فيه مواد اللغة العربية باللغة العربية شرحا موسعا والكتاب فيه فوائد لعلماء اللغة العربية والنحو ولغيرهم.

وأشرف الأستاذ «أ. ي. ونسنك» على كتاب (المعجم المفهرس لألفاظ الحديث) وهو لمجموعة من المستشرقين حيث فرغوا فيه تسعة من كتب الحديث. وغيرها كثير (٢).

٧ ـ طائفة منهم (إلحادية) درست الإسلام بنوايا الحرب السافرة للأديان عموما ، ولفض الناس من حولها (٣). ومن هؤلاء : «م. ر. رحماتوف» كاتب اللجنة المركزية للحزب الشيوعي والسفير للاتحاد السوفياتي بموريتانيا. حيث ألف كتابه (هل يمكن الاعتقاد بالقرآن) بهجوم سافر وأسلوب مفضوح.

وقد رد على هذا الكتيب الأستاذ «عبد الله كنون» جزاه الله خيرا ..

__________________

(١) الإسلاميات ص ١٧.

(٢) الإسلاميات للندوي ص ١٣ ـ ١٤.

(٣) الحركات الإسلامية والقوى المضادة ـ نجيب الكيلاني ص ١٢١.

٧٥
٧٦

المبحث السادس

المناهج وميزان البحث عند المستشرقين

عند ما بدأت كتابات المستشرقين عن الإسلام لم تكن كتابة علمية منهجية ، ولا بحوثا تتوخى حقائق التاريخ ، وإنما كانت أسلحة من أسلحة الدعاية الحربية ، وأسلوبا انتقاديا ضد الإسلام وأهله ؛ لما لاقوا من هزائم على أيدي المسلمين.

لذا حرص الغرب على ترويج الأكاذيب ضد الإسلام بأساليب ومناهج متعددة. ومن أشد هذه الكتابات على الإسلام كانت الكتب التي صدرت في العصور الوسطى (١) ، لما فيها من الشتم والسباب وعدم المنهجية بحال واعتمادها لعدة قرون بعدها من قبل الدارسين للشرق وأهله ودياناته.

أما كتب القرنين الحادي عشر والثاني عشر فقد تميزت بكثير من التهور والاندفاع في حرب الإسلام وأهله ، مبتدئين حربهم بالهجوم على القرآن الكريم. فقد صرح بذلك وزير المستعمرات البريطانية في القرن العشرين «جلادستون» (أنه لن تستقر أقدام الإنجليز في الشرق الأوسط ما دام القرآن يتلى بين الشرقيين) (٢) وترقت هذه المناهج بعد أن ألبست هذه الأفكار بثياب العلم ومسوحه.

وإليك هذه المناهج :

١ ـ شبهات ومطاعن ساذجة واستغلال شعارات خادعة وأغلب هذه

__________________

(١) العصور الوسطى : هي الفترة من منتصف القرن الحادي عشر حتى القرن الحادي عشر.

(٢) صور استشراقية ـ ص ٢٧ ـ ٢٩. د. عبد الجليل عبده شلبي.

٧٧

الشبه والمطاعن بهذا المنهج كانت تطلق من المبشرين المتعصبين ولغرض ديني وهو منهج القرون الوسطى.

كان أصحاب هذا المنهج يتصورون أنهم بذلك سيدخلون الناس في النصرانية ويسببون لهم الردة عن الإسلام. لكن هذا المنهج لم يكن له أثر يذكر. بل ربما أتى بالعكس لأنه يهيج العاطفة الإسلامية ويدفع المسلم زيادة في التمسك بدينه ؛ لذلك غيروا خطتهم وسلكوا منهجا آخر وهو الاحتكاك اليومي في التعليم أو الطب أو ملاجئ الأيتام وغيرها.

وقد حدد (المرود وغلاس) فائدة هذا المنهج في مقالة بعنوان (كيف نضم إلينا أطفال المسلمين في الجزائر) قال : (إن هذه السبل لا تجعل الأطفال نصارى ، ولكنها لا تبقيهم مسلمين كآبائهم ، ومثل هذه الجهود ما يبذله المبشرون في شمال إفريقية ومصر) (١).

ومن هذه الأكاذيب التي مصدرها الحقد النصراني الأعمى على الإسلام ما نشره الأدباء الغربيون في القرون الوسطى أن المسلمين قوم وثنيون يعتقدون بألوهية محمد وأنهم يعبدون ثلاثة آلهة محمد (ما هولت) والقرآن (ترافاجن) الله (أبوليق) كما جاء هذا في أغنية «رولات» الشهيرة (٢).

٢ ـ الإيهام والتشكيك والنقد الجائر للإسلام العظيم : لم يترك المستشرقون جانبا من جوانب الإسلام إلا وهاجموه بالنقد الجائر والتشكيك الفاضح ابتداء بالقرآن الكريم وانتهاء بسنته ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وسيرته ، محاولين طمس كل معالم المجد والخير في التاريخ الإسلامي.

وقد سلك المستشرقون في هذا المنهج بدراسات منظمة ، وأسلوب جذاب يجذب القارئ البسيط الذي لم ينل من التعليم الصحيح عن دينه وتاريخه وحاضر أمته إلا قليلا. ووصل بهم الأمر أن سمموا به فكر كثير من المثقفين في وقت

__________________

(١) الغزو الفكري ص ٢٢٨. والمستشرقون والإسلام ـ اللبان ص ٣٦.

(٢) التبشير والاستشراق ـ طهطاوي ص ٣٨.

٧٨

كانت الأجيال مهزومة سياسيا ونفسيا ، وموصومة بالتخلف ماديا وحضاريا ، ومفرغة من أصالتها روحيا وعلميا ومحرومة من التربية الإسلامية الصحيحة مبهورة بالحضارة الغربية.

وقد عمل المستشرقون جهدهم في تربية فئة من أبناء المسلمين على هذه الأفكار وصدّروهم مراكز علمية أو أدبية ليسهل على الأمة تجرعها وكان على رأس هؤلاء الدكتور : «طه حسين» الذي أطلقوا عليه ظلما «عميد الأدب العربي» فهاجم الإسلام عامة والقرآن والسنة واللغة العربية خاصة وكان أساتذته في هذه الأباطيل. «ود. جويدي» الإيطالي و «ماسينيون» اليهودي الفرنسي ، و «مرجليوث» الإنجليزي (١).

ومن الأمثلة التي تؤكد حكمهم على الأشياء بمجرد الوهم دون اتباع الحقيقة فيها. واعتمادهم على المراجع الواهية زعم «جولد تسيهر» أن «أبا حنيفة النعمان» ـ رحمه‌الله ـ لم يكن يعرف هل كانت معركة بدر قبل أحد أم كانت أحد قبلها! معتمدا «جولد تسيهر» في ذلك على كتاب الحيوان للدميري.

ولا شك أن أقل الناس اطلاعا على التاريخ يرد مثل هذه الرواية المكذوبة فأبو حنيفة من أشهر أئمة الإسلام الذين تحدثوا عن أحكام الحرب في الإسلام حديثا مستفيضا في فقهه الذي أثر عنه وفي كتب تلامذته الذين نشروا علمه ك «أبي يوسف» و «محمد». فيستحيل على العقل أن يصدق بأنه كان جاهلا بوقائع سيرة الرسول ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ومغازيه وهي التي استمد منها فقهه في أحكام الحرب.

زيادة على ذلك أن المرجع الذي اعتمده «جولد تسيهر» ليس كتاب فقه ولا تاريخ. والدميري ليس مؤرخا وإنما حشر في كتابه كل ما يرى إيراده. من حكايات ونوادر تتصل بموضوع كتابه من غير أن يعنّي نفسه البحث عن صحتها (٢).

__________________

(١) الغزو الفكرى ص ٢٢٨.

(٢) الاستشراق والمستشرقون ، د. مصطفى السباعي ص ٤٤ ـ ٤٥.

٧٩

٣ ـ وضع فكرة معينة في أذهانهم ، ثم البدء بتصيد الأدلة لإثباتها على عكس المنهج العلمي الاستدلالي.

وحين يبحثون عن هذه الأدلة لاتهمهم صحتها بمقدار ما يهمهم إمكان الاستفادة منها لدعم آرائهم الشخصية. وكثيرا ما يستنبطون الأمر الكلي من حادثة جزئية ، أو أنهم يدخلون مشاعرهم الشخصية وآراءهم وأهواءهم الخاصة فيفسرون الحوادث ويناقشون النصوص ، ويحللون القضايا والشخصيات الإسلامية على ضوء وجهة نظرهم ، وتجدهم يؤيدونها بأدلة واهية أو ضعيفة من كتب موثوقة أو غير موثوقة.

وغالبا ما يضطرهم هذا المنهج إلى الكذب والمغالطات ، واقتطاع النصوص (١).

وخير من مثل هذا المنهج «جولد تسيهر» في كتبه ومن الأمثلة على ذلك : زعم «جولد تسيهر» أن الحديث مجموعة من صنع القرون الثلاثة الأولى للهجرة وليس قول الرسول ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ كما ادعى أن أحكام الشريعة لم تكن معروفة لجمهور المسلمين في الصدر الأول من الإسلام وأن الجهل بها وبتاريخ الإسلام كان لاصقا بكبار الأئمة.

وقد حشد لذلك بعض الروايات الساقطة المتهافتة. وكان ممن نهج هذا المنهج كذلك المستشرق «جب» حيث كان يقدم فرضيات مسبقة ثم يحاول البحث عن نصوص وقرائن لكي يضعها موضع القطع واليقين. لا يبالي في ذلك تزييف الأدلة أو نقضها أو نقل شطر منها وترك شطر آخر.

فمن مزاعمه أن محمدا ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ لم يكن نبيا ـ وإن كان لدى العرب من بقايا عهد إبراهيم ـ إنما هو من مخترعاتهم وتقاليدهم التي ابتدعوها من عند أنفسهم.

__________________

(١) أجنحة المكر الثلاثة ص ١٤٢ ـ ١٤٧ ، وافتراءات الباز ص ٢٥.

٨٠