آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره - ج ١

د. عمر بن إبراهيم رضوان

آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره - ج ١

المؤلف:

د. عمر بن إبراهيم رضوان


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٨٠
الجزء ١ الجزء ٢

ثم ذكر في هذا الفصل كذلك بعض الأمثلة المتشابهة بين القرآن والإنجيل كقصة مريم وابنها عيسى عليه‌السلام ، وعذاب النار ، والمحاكمة العامة .. إلخ.

بعد ذلك ذكر تأثير الصابئة على الإسلام ذاكرا بعض الأمور المتشابهة بينهما.

كما ذكر الحنفاء وما أثرت به على الإسلام موضحا ذلك ببعض الأمثلة.

الفصل الخامس ـ :

وعنوانه : (نظرية جنوب بلاد العرب) ل «جريمه» :

ذكر وجهة نظر «جريمه» في كتابه (محمد) أن اليهودية لم يكن لها أثر فعال على محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ إلا في العهد المدني وحيث قال :

أما الفترة الأولى فقد كانت أفكار محمد الدينية انعكاسا للتوحيد الذي في جنوب العرب. هذا التوحيد الخليط من الوثنية واليهودية والنصرانية. وقد كان وصول «جريمه» لهذه النتيجة عن طريق النقوش التي تم العثور عليها في جنوب الجزيرة العربية.

وقد قام المؤلف «رودلف» بنقد آراء «جريمة» واحدا بعد الآخر.

الفصل السادس ـ :

ما عرفه القرآن عن شخص عيسى ـ عليه‌السلام ـ وحياته وما خلف وراءه من أثر ، ثم ذكر الآيات التي تناولت هذا الموضوع وما طابقها أو خالفها في كتب الإنجيل. ليؤكد تأثر محمد بالأناجيل.

أنهى المؤلف كتابه بخاتمة :

ذكر في هذه الخاتمة أهم النتائج التي توصل لها مثل :

١ ـ تأثير اليهودية والنصرانية في محمد تأثيرا كبيرا.

١٤١

٢ ـ دفع المسيحية محمدا ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ للعمل ثم علق على عقيدة القضاء والقدر عند المسلمين من حيث شمولها أو عدمه.

وقد بلغ ببعض المستشرقين الإسفاف ومنهم «سميث» لاعتباره الإسلام فرقة من فرق النصارى أو أنه مسيحية متهودة إلا أن المؤلف رجح كونه فرقة مستقلة ولكنها تأثرت كثيرا بالنصرانية.

تقويم الكتاب :

الذي يمعن النظر في هذا الكتاب يجده متحاملا وغير موضوعي ، ويجده فقد السمة الموضوعية العلمية. والمؤلف أقحم كثيرا من الأدلة في ثنايا ما قرره من نتائج مسبقا ليدلل على أن الإسلام فرقة تأثرت بالنصرانية واليهودية وخاصة النصرانية.

١٤٢

المبحث الثامن

كتاب المفردات الأجنبية في القرآن

لمؤلفه (آرثر جيفري)

تعريف بالمؤلف :

«آرثر جيفري» استرالي الجنسية عين أستاذا في الجامعة الأمريكية في بيروت ثم أستاذا في جامعة كولومبيا. ثم أستاذا للغات السامية في مدرسة اللغات الشرقية في القاهرة.

له عدة مؤلفات وعدة أبحاث عن الإسلام عامة وعن القرآن خاصة في مجال التحقيق والتأليف منها :

١ ـ تحقيق كتاب المصاحف لأبي داود السجستاني. وقد وضع له مقدمة باللغة الإنجليزية. طبعته مؤسسة دي خويه ج ١١ ليدن ١٩٧٣ م.

٢ ـ القرآن وهو عبارة عن موضوع عن (نصوص قرآنية) نشرها في مجلة العالم الإسلامي سنة ١٩٣٥ م ، وصحيفة الشرق الأوسط ١٩٤٧ م.

٣ ـ دراسة عن كتاب مختصر شواذ القراءات لابن خالويه ، نشرها في مجلة الدراسات الإسلامية ١٩٣٨ م.

٤ ـ أبو عبيد والقرآن ، موضوع نشره في مجلة العالم الإسلامي ١٩٣٨ م وغيرها.

تعريف بالكتاب :

نشر هذا الكتاب باللغة الإنجليزية من ضمن سلسلة جيكوادر الشرقية برقم (٧٩) وقد نشر بإشراف حكومة صاحب السمو مهراجا بارودا.

١٤٣

وكان المحرر العام للكتاب ب. باتا شاربا راجا رائنا جنانا رائنا. وكان نشره في القاهرة سنة ١٩٣٧ م.

وقد جاء الكتاب في تمهيد ومقدمة ثم موضوع الكتاب الرئيسي موزع على اللغات التي منها القرآن ثم ختمه بالفهارس.

التمهيد

ابتدأ «جيفري» الكتاب بتمهيد تحدث فيه المؤلف عن أهمية هذا الموضوع ذاكرا أن كثيرا من الدراسات التي قام بها كل من «هورفتز» وتلامذته ـ في جامعة فرانكفورت ـ وتورأندريا ، و «كارل اهرير» حول الأصول الإسلامية من خلال مناقشتهم للمفردات القرآنية. وقد ذكر المؤلف أن من أهمية هذا الموضوع أنه يبين تطور الفكر الإسلامي حول القرآن.

وقد ذكر أن هذه الدراسة عبارة عن تجميع لمصطلحات قرآنية دخلت القرآن ومصدرها لغات شتى ، كالفارسية ، والحبشية ، وغيرها ؛ بسبب التأثر بالغير نتيجة للاتصال التجاري والثقافي بين الجزيرة العربية وبلدان أصحاب هذه اللغات.

ثم ذكر بعد ذلك موقف العلماء من أصل هذه المفردات : فمن قائل : إنها عربية الأصل وتواردت عليها اللغات كالإمام الشافعي. ومنهم من اعتبرها غير عربية وإنما استخدمها العرب فاستعملها القرآن الكريم بعد ذلك وهو رأي الإمام السيوطي وغيره ، وقول بعض السلف كابن عباس ـ رضي الله عنه ـ.

وقد ذكر المؤلف أن الكتاب كان أربعة أضعاف حجمه الحالي ولكنه اختصره بسبب غلاء أسعار الطباعة إلى هذا الحجم والذي يؤدي الغرض بفهم القارئ للموضوع. وقد عقد المؤلف مقارنة بين الكتاب الأصلى والحالي معترفا بقصور عمله في هذا الموضوع. ومشيرا أنه لو قام به رجل آخر «كنولديكة» مثلا لجاء أدق وأوفى وأكثر فائدة وذلك لتمكن «نولديكه» من اللغات الشرقية.

١٤٤

وقد أشار إلى ترتيب فهرست الآيات كان حسب طبعة «فلوجل» لسهولة هذه الطريقة.

وختم تمهيده بالشكر للدارسين والمهتمين من المستشرقين والمشجعين لهم وعلى رأس هؤلاء صاحب السمو مهراجا بارودا بيارودا الذي ساعد على ظهور هذا الكتاب في القاهرة سنة ١٩٣٧ م.

المقدمة

زعم المؤلف في مقدمته أن الانطباع الذي يخرج به المرء عن القرآن الكريم الاضطراب المحير ، محاولا إثبات ذلك بزعمه أن كثيرا من المعتقدات والعادات الوثنية قد تسللت إلى القرآن مستشهدا بقول رودلف (أنه في فقرات عديدة من القرآن فإن الطلاء الإسلامي يستر بشكل رقيق للغاية أساسا وثنيا).

كما زعم أن الإنسان يلمس تأثير الديانات التوحيدية الأخرى على النصوص القرآنية.

ومن خلال هذه المصادر للقرآن الكريم كانت دراسته للمفردات الدينية والثقافية الأجنبية في القرآن الكريم ، ذاكرا أن مصدر هذه الدراسة هم الصحابة غالبا والرسول ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ خاصة ، مشيرا أن الصحابة كانوا مضطربين في تفسير هذه المفردات مما جعل المحدثين يشكون في معظم الروايات الواردة عنهم.

ثم ذكر آراء بعض العلماء في هذه المفردات.

فمن قائل : إنها عربية الأصل وهو رأي للإمام «الحسن البصري» و «الطبري» حيث اعتبراها مما تواردت عليها اللغات.

ومن قائل : إنها غير عربية البتة. ومن قائل : إنها كلمات عربية قديمة دخلت على العربية نتيجة للصلات التجارية وغيرها مع الدول الأخرى ، واستعملها العرب حتى صارت عربية بالاستعمال وهو رأي الإمام السيوطي.

ثم ذكر بعد ذلك من اهتم بهذا الجانب في القرآن الكريم من المستشرقين

١٤٥

(المفردات الأجنبية عنها) كما يحلو له تسميتها مثل «وييرز» في كتابه (المفردات الأجنبية).

ثم ذكر مصادر هذه المفردات من اللغات الأخرى الحبشية ، الفارسية ، الرومية ، والهندية ، والسريانية ، والعبرانية ، والنبطية ، والقبطية ، والتركية ، والزنجية ، والبربرية.

موضوع الكتاب :

بدأ في هذا العرض يذكر كل لغة والطريق التي انتقلت منها بعض مفردات هذه اللغة للعربية ، ويضرب أمثلة على ذلك مما ذكر في القرآن الكريم.

١ ـ الأثيوبية :

اعتبرها أوثق اللغات بالعربية وأن دخول بعض المفردات منها للعربية كان بسبب :

أ ـ الاتصال التجاري.

ب ـ إسلام بعض العبيد الأحباش.

ج ـ استعمار الحبشة لبعض أجزاء من الجزيرة العربية .. إلخ.

ومثالها : كمشكاة : أي الكوة.

٢ ـ الفارسية :

ذكر أن تأثيرها ببعض المفردات على العربية عامة والقرآن الكريم خاصة كان بسبب الاستعمار الفارسي لبعض أجزاء من الوطن العربي (كالحيرة) مثلا. وبسبب تردد بعض الشعراء على البلاط الفارسي مما سبب تأثرهم بهم ومثل على ذلك بكلمة «إستبرق» وهو الديباج الغليظ وغيرها.

٣ ـ الإغريقية :

ذكر من أسباب التأثر بلغتهم تردد بعض الشعراء على البلاط البيزنطي ، والاتصال التجاري والعسكري. ثم ذكر أن دخولها مباشرة للعربية كان قليلا

١٤٦

وأكثر ما دخل العربية منها عن طريق السريانية ومثل على ذلك بكلمة «رقيم» أي الكلب.

٤ ـ الهندية :

حمل معنى اللغة الهندية أنها لغة جنوب الجزيرة العربية ولكنها اندثرت مع البعثة المحمدية.

وقد ذكر المؤلف أن الرأي الراجح في ذلك أن هذه المفردات التي نسبت للهندية كان سبب النسبة عدم معرفة معانيها لذا نسبت لأصل بعيد كالهند. مثالها : «لغوب» أي إعياء.

٥ ـ السريانية :

ذكر المؤلف أن هذه اللغة كانت معروفة قديما وما زالت موجودة للآن في بعض المجتمعات المسيحية الشرقية يستخدمونها في طقوسهم الدينية في سوريا والعراق وفارس.

كما أن النفوذ المسيحي على شمال الجزيرة العربية والتبادل التجاري وتردد بعض الشعراء على تلك المناطق كامرئ القيس والمتلمس ، وعدي بن زيد ، والأعشى ، والنابغة ، وغيرهم على البلاد التي تعرف هذه اللغة كان له دور كبير في تأثر العربية بها ـ فمن هذا التأثير وجود الخط الكوفي العربي وهو معدل عن الخط السرياني ووجود نظام ضبط الكلمات بواسطة الإشارات حيث أخذ عن النظام النسطوري كالأعلام مثلا. ومثالها : «الطور» (١) الجبل.

٦ ـ العبرية :

ذكر المؤلف أن العبرية دخلت للعربية عن طريق وجود فئات من اليهود في الجزيرة العربية كيهود خيبر وبني قينقاع وبني النضير وذكر أن سبب أخذ

__________________

(١) كقوله تعالى في سورة البقرة آية (٦٣) : .. وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ ...

١٤٧

بعض المفردات عنهم كان من أجل كسبهم لصف الإسلام وأن هذا كان قبل القطيعة ومثل على ذلك بكلمة «لينة» (١) يعني النخل.

٧ ـ النبطية :

ذكر المؤلف أن انتقال المفردات النبطية كان بسبب النفوذ الذي كانت باسطته المملكة النبطية في شمال فلسطين حتى دمشق منذ القرن السادس قبل الميلاد. قبل أن تحل العربية مكانها.

ومثالها : «إصري» (٢) عهدي.

٨ ـ القبطية :

ذكر المؤلف أن هذه اللغة كانت منتشرة في مصر كلغة للطقوس في المجتمعات المسيحية هناك. ومن هناك تم نقلها للجزيرة العربية وخاصة مع قدوم مارية القبطية كزوجة لرسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ هدية من مقوقس مصر ـ ومثالها : «كلا لا وزر» (٣) أي ملجأ.

٩ ـ التركية :

ذكر المؤلف أن سبب نسبة بعض المفردات لهذه اللغة عدم معرفة معانيها ومثل عليها بكلمة «غساق» (٤) واستدل على أنها تركية الأصل بسبب وجودها في المعاجم التركية.

١٠ ـ الزنجية :

وذكر سبب نسبتها للزنجية عدم معرفة معانيها ومثل عليها بكلمتي «حصب» (٥) و «منسأة» (٦).

__________________

(١) كقوله تعالى في سورة الحشر آية (٥) : (ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً) ...

(٢) كقوله تعالى في سورة آل عمران آية (٨١) : قالَ (أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي).

(٣) انظر سورة القيامة (١١).

(٤) كقوله في سورة النبأ آية (٢٥) : .. (إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً).

(٥) كقوله تعالى في سورة الأنبياء آية (٩٨) : (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ) ...

(٦) كقوله تعالى في سورة سبأ آية (١٤) .. (ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ).

١٤٨

١١ ـ لغة البربر : (أو لسان أهل المغرب):

ذكر المؤلف أن هذه اللغة هي لغة العوام في شمال إفريقية ، أما سبب تأثر العربية بها فعدم معرفة معانيها لا غير فنسبت لها.

تقويم الكتاب :

هذه خلاصة ما ورد في كتاب «آرثر جيفري» (المفردات الأجنبية في القرآن الكريم).

والكتاب مع ضخامة حجمه إلا أنه لم يأت بجديد سوى شكل الموضوع. فالمؤلف كان مجرد ناقل من بعض كتب المسلمين كالإتقان للسيوطي وبعض مؤلفات الإمام ابن قتيبة.

وهذا الرأي ـ وجود بعض المفردات غير العربية في القرآن ـ كان مطروقا منذ عهد الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ وقد نسب مؤلف في هذا الموضوع لابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ باسم (اللغات في القرآن).

ولكن الجديد في الأمر أن المؤلف حاول جهده للربط بين بعض المفردات القرآنية وبين اللغات التي ذكرها برباط تاريخي أو برباط جغرافي وكان إذا عجز لإيجاد سبب التأثر باللغة الأصل كان يذكر أن هذا كان بسبب عدم معرفة المسلمين لمعاني هذه المفردات مما جعلهم ينسبونها لمكان بعيد وهو توجيه غير مقنع.

وقد ذكر أربعة من هذه المصادر التي نسب لها بعض المفردات لهذا السبب : التركية ، والبربرية ، والزنجية ، والهندية.

والسر في تأليف مثل هذه الموضوعات عند المستشرقين لإثبات أن القرآن من تأليف محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ جمعه من ثقافات ومعارف ولغات شتى بدافع مصلحة كسب بعض الأنصار كاليهود ، أو تأثرا بسبب المخالطة وهو شأن من يعيش مع قوم لفترة طويلة.

وستأتي مناقشة هذه الأقوال تفصيلا في مواطنها من الرسالة.

والله الموفق ..

١٤٩

المبحث التاسع

كتاب مقالة في الإسلام

لمؤلفه (جرجيس صال)

عربه عن الإنكليزية هاشم العربي. طبع سنة ١٨٩١ م

التعريف بالمؤلف :

هو المستشرق الإنكليزي مولدا ومنشأ «جرجيس صال». ولد في أواخر القرن السابع عشر الميلادي ، ومات سنة ألف وسبعمائة وست وثلاثين ، وله من العمر أربعون سنة ، كان من المشتغلين بعلم الفقه إلا أنه أولع بدرس لغات المشرق ولا سيما اللغة العربية وعلومها فبلغ منها مبلغا عظيما. وله بلسان قومه مصنفات في التاريخ واللغة ولكنه أكثر ما اشتهر بنقل القرآن إلى لسان الإنكليز وبما ألحق به من حواش تكشف الغطاء عن مبهمات النص القرآني انتقى أكثرها من كتب التفسير الإسلامي.

وأشهر مصنفاته «مقالة في الإسلام» التي سأخصها بالتعريف (١).

التعريف بالكتاب :

الكتاب «مقالة في الإسلام» كتاب باللغة الإنكليزية يقع في (٣٢١) صفحة ومتبوع بتذييل للثلاثة فصول الأولى للمعرب ، ومضاف إليه استدراكات مضافة إلى حواشي المؤلف.

يقع الكتاب في ثماني فصول وهي كالتالي :

__________________

(١) انظر ترجمته في كتابه «مقالة في الإسلام».

١٥٠

الفصل الأول ـ :

وعنوانه : (في عرب الجاهلية وتاريخهم وأديانهم وعلومهم وعاداتهم):

تحدث فيه عن اسم العرب منذ نشأتهم وبلادهم ثم تناول أديانهم ومعبوداتهم وعاداتهم وأخلاقهم وعلومهم.

الفصل الثاني ـ :

وعنوانه : (في البحث عما كانت عليه حال النصرانية واليهودية أيام ظهور محمد والطرق التي سلكها محمد لتأسيس دينه وما أعانه على ذلك من الشئون):

تناول المؤلف في هذا الفصل الكنائس التي كانت موجودة آنذاك واعتقاداتهم وتناول كذلك حالة الروم والفرس ، وتحدث عن محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ومقدار معرفته بعقائدهم وزعم أن الرسول ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ كان شديد الميل للنساء.

ثم تناول سيرة الرسول ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وكيفية انتشار الإسلام وقوته.

الفصل الثالث ـ :

وعنوانه : (في الكلام على القرآن وما تميز به عن غيره من الكتب وفي كيفية كتابته ونشره والغاية العامة المقصودة به).

تحدث في هذا الفصل عن اشتقاق لفظة القرآن ، وأسمائه ، وأقسامه ، وأسماء سوره ، ثم تعرض للبسملة في أول كل السور وتحدث عن لغة القرآن ، وأسلوبه ومحاكاته لأسلوب التوراة ، ثم تحدث عن غاية محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ من هذا القرآن استخدام السيف لنشر الدعوة ، ثم تحدث عن فروض الإسلام وشعائره وأحكامه وأنها قابلة للتبديل. ثم تحدث عن التناقض في القرآن ومحاولة الخروج منه بالنسخ ، ثم تحدث عن الإعجاز في القرآن الكريم وعن المحكم والمتشابه ، وختمه بالحديث عن حكم ترجمته.

١٥١

الفصل الرابع ـ :

وعنوانه : (في الإسلام أي في تعاليم القرآن وأوامره المتعلقة بالإيمان وفروض الدين ـ أي قضاياه النظرية والعلمية ـ).

تحدث المؤلف في هذا الفصل عن أركان الإسلام وأركان الإيمان والتأثر فيها باليهود والصابئة وغيرهما. وتناول القبر والجن والشيطان وإحياء الإنسان مرة ثانية والتأثر في ذلك باليهود. ثم تناول موضوع النفخ ، ويوم الحساب ، والصراط ، وغيرها من الاعتقادات عند المسلمين التي تأثر بها النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ من اليهود والمجوس وغيرهم.

ثم تناول الركن الثاني وهو الصلاة وتأثر المسلمين في صلاتهم بالطقوس اليهودية وغيرهم.

ثم تحدث عن الركن الثالث الزكاة والفرق بينها وبين الصدقات ومصارفها ومستحقيها وتأثرهم كذلك بها باليهود.

ثم تناول الركن الرابع الصيام وتأثره فيه باليهود كذلك. ثم تناول الركن الخامس وهو الحج وما فيه من وثنية وأن شرعه الحج لقومه كان إرضاء لهم ولكسبهم لدينه.

الفصل الخامس :

وعنوانه : (في بعض نواهي القرآن):

تحدث في هذا الفصل والفصلين اللذين بعده عن الأحكام والفروض الفرعية فابتدأ بالحديث عن المنهيات : كالخمر والميسر ، كما تحدث عن المحرمات من الأطعمة كالميتة ، ولحم الخنزير .. إلخ. ثم تحدث عن الربا وتحريمه اتباعا لليهود كما تحدث عن وأد البنات وتحريم هذه العادة الذميمة .. إلخ.

١٥٢

الفصل السادس :

وعنوانه : (في شرع القرآن المدني أي فيما شرعه في المعاملات):

تحدث المؤلف في هذا الفصل عن شرع المسلمين وأنه بني على الأوامر كاليهود تتناول تعدد الزوجات ، والطلاق ، والعدة ، ومقارنتها بما عند اليهود ، وعقوبة الزنا ، واعتزال النساء في الحيض ، والنكاح فيمن يجوز الزواج منهن ، ثم تحدث عن شرائع القرآن في المواريث ، والقتل ، والسرقة ، والجنايات ، ومقارنة ذلك بما عند اليهود. ثم تناول الجهاد في سبيل الله وملحقاته من فيء وغنائم.

الفصل السابع ـ :

وعنوانه : (في الأشهر التي حرمها القرآن وفي إفراز يوم الجمعة لله):

بين تحديد القرآن لعدد الشهور ب (١٢) شهرا ، وتحريم أربعة منها على ما كانت عليه بعض قبائل العرب. ثم إعطاء يوم الجمعة ميزة خاصة لعبادة الله عزوجل فيه ، ثم تعرض لأعياد المسلمين (الفطر ـ والأضحى).

الفصل الثامن ـ :

وعنوانه : (في فرق المسلمين الكبيرة وفي من ادعى النبوة في العرب على عهد محمد أو بعده):

تناول في هذا الفصل علم الكلام ، وعلم الفقه ، ثم تناول الأصول التي اختلف فيها المتكلمون ، وتعدد الفرق الإسلامية للاختلافات في القضايا العقائدية. ثم تناول المذاهب الفقهية الأربعة ومعرفا بأئمتها.

ثم تناول الفرق الأخرى معرفا بها وبما انفردت به من قضايا عقائدية كالجبائية والقدرية ، والجبرية ، والشيعة ، وفرقها .. معتمدا في ذلك على كتابي الإمام ابن حزم والشهرستاني في هذا الفصل ، ثم تناول المتنبئين كأمثال : طليحة ابن خويلد ، وسجاح بنت المنذر ، وغيرهما مما جاء بعدهم.

١٥٣

تذييل الفصل الأول ، والثاني والثالث وهو تذييل من عمل المعرب وهو مليء بالأخطاء والافتراءات على طريق أسياده من المستشرقين.

تقويم الكتاب :

يعتبر المؤلف من أكثر المستشرقين حقدا وخطرا على الإسلام ومن أكثرهم أخطاء في كثير من القضايا التي طرحها خاصة في كتابه أسرار القرآن وما كتبه عن القرآن في كتابه (مقالة في الإسلام).

حيث بذل جهده لربط عقائد الإسلام وشرائعه بالمذاهب والمعتقدات السماوية تارة وغير السماوية تارة أخرى.

أما الفصل الثامن والذي تحدث فيه عن الفرق الإسلامية فكانت أغلب مادته نقلا عن كتابي الملل والنحل للإمامين ابن حزم والشهرستاني.

١٥٤

المبحث العاشر

كتاب (التوراة والإنجيل والقرآن والعلم)

تأليف الكاتب الفرنسي «موريس بوكاي»

دار الكندي ـ بيروت ـ لبنان

التعريف بالمؤلف :

لم أجد له ترجمة فيما رجعت له من مراجع :

التعريف بالكتاب :

يقع الكتاب في (٢١٧) صفحة ترجمه مجموعة من الدعاة بإشراف من (مجلة الفكر الإسلامي الصادرة عن دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية سنة ١٣٩٨ ه‍ / ١٩٧٨ م).

قدم فيه المؤلف دراسة للكتب المقدسة الثلاثة التوراة والإنجيل والقرآن باحثا عن درجة التوافق بينها وبين معطيات العلم الحديث وجاءت موضوعات الكتاب كالتالي :

١ ـ مدخل عرض فيه المؤلف بعض مواقف الغرب من الإسلام ومفاهيمهم الخاطئة عنه.

٢ ـ العهد القديم تناول فيه «بوكاي» المؤلف الحقيقي لها ـ وأصلها قبل أن تصبح أسفارا.

٣ ـ أسفار العهد القديم. ذكر المؤلف أنها مجموعة مؤلفات غير متساوية في الطول ومختلفة النوع كتبت خلال تسعة قرون بلغات عدة أخذا بالسماع.

١٥٥

٤ ـ ملاحظات في العهد القديم. وقد أشار المؤلف تحت هذا العنوان لقصور العهد القديم عن مجابهة معطيات المعارف المعاصرة وتناقضه أحيانا معها.

كما أثبت تناقضا بين النصوص نفسها كما حصل في تحديد عمر الإنسان قبل الطوفان. ومثل على المناقضة بينها وبين النظرة العلمية في قضية خلق العالم.

٥ ـ الطوفان. وقد أثبت المؤلف تحت هذا العنوان مستحيلات أوردها العهد القديم ، وروايات لا تتفق مع حقائق الأشياء. ويؤكد المؤلف أن لا غرابة في ذلك وخاصة أن سفر التكوين الذي وردت فيه القصة قد حرفت مرتين خلال ثلاثة قرون. ثم بين بعد ذلك موقف المسيحيين من هذه الأخطاء العلمية لنصوص التوراة وذكر أن بعضهم قد أدخلها في مؤلفاتهم ، وبعضهم دافع عنها بحجج غير مقبولة مما يؤكد تدخل الإنسان في النصوص التوراتية.

وذكر أن بعضهم اعترف بالخطإ ولكنه أوله مدافعا عن صاحبه أن ذلك يعود لاختلاف الأسلوب الأدبي بين كل كاتب وآخر. وقرر أن المسيحيين لم يقفوا على مثل هذه التناقضات بسبب عدم معرفتهم من الأناجيل والعهد القديم إلا مقاطع يرددونها في أوقات الصلوات لا غير.

ومن اطلع على التناقض حاول أن يبرره ولكنه بأسلوب واه هزيل.

٦ ـ الأناجيل الأربعة ـ مصادرها وتاريخها.

أكد في هذا الفصل أن الأناجيل الأربعة المنسوبة لمتى ولوقا ويوحنا ومرقص كتبت في عهد بعيد عن المسيح ، وأن بولس حرف كثيرا في نصوص هذه الأناجيل مع أنه كان متهما بالخيانة والعداوة لليهودية والمسيحية في وثائق ثابتة في حقه عند اليهود والنصارى.

وقد أثبت المؤلف تناقض هذه الأناجيل في بعض القضايا التي تناولتها من الناحية التاريخية والمنطقية كما أثبت مناقضتها لمنطق العلم في قضايا كثيرة ، واستحالتها وتضادها في كثير من الروايات وقد عقد لذلك مبحثا خاصا كروايات ظهور المسيح المبعوث من الموت.

١٥٦

٧ ـ القرآن والأحاديث والعلم الحديث.

أكد المؤلف أن القرآن الكريم أقرب إلى التوافق مع العلم الحديث منه إلى الاختلاف. وبين أن القرآن الكريم حث على العلم وتطويره حتى إن العلم كان توأم الدين لا ينفصلان وأن القرآن الكريم حوى العديد من النظرات عن أحداث طبيعية مع تفصيلات موضحة تبدو شديدة الاتفاق مع معطيات العلم الحديث وحقائقه ، وليست موجودة في التوراة ولا الإنجيل مما يؤكد أن هذا القرآن ليس له مصدر إلا مصدرا واحدا هو الله سبحانه وتعالى ، وأن كون محمد كاتبا له كما يزعم الغرب أمر مرفوض.

وتحت عنوان أصالة القرآن.

أثبت المؤلف أن نصوص القرآن الكريم ثبتت كما هي عليه الآن منذ زمن الرسول ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بعكس التوراة والإنجيل اللذين عدلا قبل أن يصلا إلينا أكثر من مرة. ثم تحدث عن الفرق بين القرآن والحديث النبوي الشريف الذي أخضع للنقد الدقيق ليخرج دقيقا ، ثم تكلم بعد ذلك عن جمع القرآن وعدد سوره وترتيبها.

ثم تحدث بعد ذلك عن موقف القرآن من التوراة من حيث التجانس والاختلاف في بعض الأخبار كخبر السموات والأرض ، وخلقهما مؤكدا أن أخبار الخلق في القرآن تدل أنه من الدقة مما يدل أنها خالية من أية تدخلات بشرية. ثم تحدث عن النظام الشمسي ، وعن علم الفلك في القرآن من نجوم وكواكب سيارة ، ومن التنظيم السماوي ، ووجود الأفلاك للقمر وللشمس ، وجريانها في الفضاء بحركة خاصة. ثم تحدث عن تعاقب الليل والنهار ، واتساع الكون وغزو الفضاء. ثم تحدث عن الأرض ، ودور المياه والبحار فيها ، والنتوء الأرضي وتركيب الأرض ، ثم تحدث عن الفضاء الأرضي والظل ، ثم تحدث عن عالم النبات والحيوان والتوازن السائد بينهما ، ثم تحدث عن التكاثر البشري في القرآن.

١٥٧

ثم عقد مقارنة بين روايات القرآن والتوراة في بعض الموضوعات التي اتفق ذكرها فيهما. ثم موازنة بين موقفهما من العلم الحديث.

ثم تحدث عن القرآن والأناجيل والمعارف الحديثة كذلك ، ثم تحدث عن الطوفان والروايات التي جاءت فيه في كل من التوراة والقرآن الكريم.

ثم تحدث عن خروج موسى عليه‌السلام وقومه من مصر كما هو في التوراة والقرآن الكريم.

ثم تحدث بعد ذلك عن فرعون ظالم اليهود ومن هو؟ وهل غرقه كان حقيقة كما في القرآن الكريم أم لا؟.

ثم تحدث بعد ذلك عن ابتلاءات اليهود في مصر ، مع تحديد زمن الخروج من مصر فرارا من ظلم فرعون الطاغية.

ثم أكد أن (رمسيس الثاني) هو فرعون الاضطهاد ، وأن (منفتاح) ابنه هو فرعون الخروج.

ثم تحدث عن المسلة (وهي الوثيقة الهيروغليفية) التي اكتشفت في طيبة في معبد مأتمي مظلم لفرعون. ثم تحدث بعد ذلك عن الكتابات المقدسة لموت فرعون زمن الخروج.

ثم بعد ذلك تحدث عن إخضاع جثة (منفتاح) المحنط في المومياء الملكية في المتحف المصري في القاهرة للفحص العلمي الدقيق على يد العالم (إليوت سميث) سنة ١٩١٢ م وعلى يد المؤلف نفسه سنة ١٩٧٥ م الذي فحص أجزاء من جسد فرعون وأخذ له بعض الصور التي تؤكد صحة الكتابات المقدسة في القرآن الكريم.

ثم عقد مبحثا بعنوان : القرآن والعلم الحديث :

تكلم فيه عن القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف وكونهما مصدرين للشريعة والعقيدة الإسلامية وعلاقتهما بالأمور العلمية الدنيوية مما زاد تأكيد أن

١٥٨

القرآن الكريم وحي مكتوب لا شك فيه معصوم من كل خطأ علمي ، بعكس الحديث النبوي الشريف فيها فقد يخطئ وقد يصيب عملا بقول محمد نفسه مما يؤكد على استقلالية القرآن ككلام لله سبحانه ، وأن الرسول ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ صادق فيما نقله عن ربه عزوجل.

ثم ختم كتابه بخاتمة عامة :

أكد فيها أن الكتابات الموجودة في الغرب اليوم عن الكتب المقدسة الثلاثة : التوراة ، والإنجيل ، والقرآن ، لا تتناسب مع الواقع أبدا. مبينا فيها أن التوراة كانت عبارة عن مجموعة من الأعمال الأدبية تمت خلال تسعة قرون تقريبا تغيرت عناصرها في مجرى القرون بأيدي الناس فهي كفسيفساء لا انسجام فيها.

أما الأناجيل الأربعة فهي كلمات كاتبوه غير المعاصرين للمسيح عليه‌السلام ولا المشاهدين لأفعاله مما تناقلته الجماعات اليهودية والمسيحية المختلفة عن حياة عيسى العامة عليه‌السلام سواء كانت روايات شفوية أو مكتوبة ؛ لذا ظهر في كلا الكتابين تضادات وتناقضات بسبب ميول كل كاتب بعكس الوحي القرآني الذي نزل في عشرين عاما مما مكن للمسلمين من حفظه ثم تسجيله كتابة ومحمد على قيد الحياة ـ عليه الصلاة والسلام ـ وما تبع ذلك من تدقيق بإشراف الخليفة عثمان رضي الله عنه ـ مما جعله بعيدا عن التناقض في نصوصه ومتفقا تماما مع المعطيات العلمية الحديثة مما يستحيل على رجل كمحمد أن يكتبها من ذاته مما يجعل للقرآن أصالة فريدة بين الكتب السماوية الأخرى.

تقويم الكتاب :

هذا الكتاب بحق يعتبر كتاب العصر فهو يعتبر أفضل كتاب كتبه غربي عن الإسلام وأنصف فيه القرآن الكريم من غبن الغربيين له.

وهو كتاب دقيق في دراسته عن الكتب السماوية الثلاثة : التوراة والإنجيل والقرآن. وقد دل هذا الكتاب على رجاحة عقل الكاتب وعمق فكره ، ودل على صدق تحليله وموضوعيته وتجرده عن الهوى والدوافع الشخصية والحمية

١٥٩

الجاهلية التي تسيطر على أدمغة كتاب الغرب إذا كتبوا عن القرآن الكريم. وحقا فإن هذا الكتاب لا يستغني عنه أي طالب للحقيقة عن الكتب السماوية الثلاث ليعرف الدين الحق.

فالكاتب أكد في كتابه أن القرآن الكريم وحي من الله خالص وأن محمدا ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ هو رسول الله حقا وليس له فيه إلا مجرد النقل فهو الكتاب الفصل بالنسبة لكثير من المعتقدات الدينية.

كما أثبت المؤلف فيه أن القرآن الكريم في جميع ما ورد فيه من إشارات إلى قضايا علمية في كل المجالات الإنسانية والكونية كان متفقا مع معطيات العلم الحديث ، كما سبق إلى العديد من تلك الإشارات التي تقدم بها على العلم الذي لم يمكنه الاعتراض عليه اعتراضا مقبولا وكل ذلك مسند بأدلة ووثائق لا مجال معها للشك.

١٦٠