آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره - ج ١

د. عمر بن إبراهيم رضوان

آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره - ج ١

المؤلف:

د. عمر بن إبراهيم رضوان


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٨٠
الجزء ١ الجزء ٢

أما المبحث الثالث :

فتحدث فيه عن لغة القرآن الكريم ، وهل كل مفرداته عربية أم فيها غير العربي ، وتحدث عن سبب اختيار لغة قريش لتكون لغة القرآن الكريم ، ثم تناول نظرية «مولرز» وهي كون لغة القرآن «لغة الكويني» الشعرية القديمة أم لا؟ مقررا أنها جمعت بين لغة الشعر «الكويني» وبين لغة «نجد» التي كتبت بها ، ثم هاجم هذه النظرية وأنها بدلا ما تحل المشكلة غيرت وجهها ـ حسب زعمه ـ.

ثم في المبحث الرابع :

تناول أسلوب القرآن الكريم ، وكونه معجزا تحدى به محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ العرب فأعجزهم ، ثم تحدث عن موقف قريش وبعض الملاحدة كابن الراوندي ، وابن المعري ، وعيسى بن صبيح ، والمثنى ، والحلاج ، وغيرهم من هذا القرآن الكريم بمحاولاتهم الإتيان بمثله منكرين وجه الإعجاز الذي فيه زاعمين أنه لا يختلف عن أي كلام بشري.

ثم ختم هذا المبحث بالحديث فيه عن الوزن الشعري ، والسجع الموجود في آياته في كلا النوعين القرآن المكي والمدني.

الفصل الثالث ـ :

وعنوانه : (النقد المثار بواسطة النص المنزل في الكتاب المقدس):

تحدث في هذا الفصل عن الانتقادات التي وجهت للقرآن الكريم من قبل المعتزلة والخوارج والشيعة والأوربيين أنفسهم والمتمثلة حول سلامة النص القرآني من الزيادة والنقصان ، وملاحظاتهم على بعض كتبة الوحي من حيث الأمانة والدقة. والوسائل التي كتب عليها النص القرآني ومقدار قدرتها على حفظ النص القرآني.

ثم تحدث عن دور القراءات في إثارة الفوضى والاضطراب في النص القرآني.

١٢١

وكان أغرب ما في الفصل ذكره لتصور كل من : «ويدنيورج» ، و «جيير» و «جولد تسيهر» بإيجاد طبعة تلبي انتقادات الغرب للنص القرآني.

الفصل الرابع ـ :

وعنوانه : (المصادر المقدمة لتفسير المستشرقين من خلال بعض العلوم القرآنية):

والفصل في مبحثين :

المبحث الأول ـ :

مصادر لذكاء النص القرآني. وقد تحدث المؤلف فيه عن بعض هذه المصادر. كالقراءات الشرعية وغير الشرعية وغيرها.

كما تحدث عن التفسير الإسلامي نفسه على اختلاف أنواعه من تفسير بالمأثور ، وبالرأي المحمود منه وغير المحمود.

المبحث الثاني ـ :

وهو بعنوان : (المصادر والمناهج لإعادة ترتيب الكتاب المقدس حسب فترات نزوله):

تناول المؤلف في هذا المبحث الحديث عن أسباب النزول ، والناسخ والمنسوخ ، وترتيب القرآن حسب التسلسل التاريخي ، وترتيب بعض المستشرقين للقرآن الكريم كترتيب «موير» و «سبرنجر» ، وترتيب المدرسة الألمانية وإمكانية استفادة هذا الترتيب من تطور رسالة محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ.

الفصل الخامس :

وعنوانه : (ترجمة القرآن الكريم إلى اللغات الأوربية):

تناول «بلاشير» في هذا الفصل ترجمات القرآن الكريم في العصر الوسيط ـ (الوسطى) منذ سنة ١٠٩٢ ـ ١١٥٦ م منذ محاولة قس كلوني «بيير لوفييرابل» باللغة اللاتينية.

١٢٢

ثم تناول الترجمات الحديثة منذ بداية القرن السابع عشر على يد الفرنسي «أندريه دي رير» (حوالي ١٥٨٠ م ـ ١٦٦٠ م) القنصل الفرنسي في مصر ودوره في تعميم كتاب الإسلام المقدس ـ حسب تعبيره ـ في الغرب وقد ظهرت ترجمته للقرآن سنة ١٦٤٧ م في باريس تحت عنوان «قرآن محمد» وقد لاقت هذه الترجمة حماسا كبيرا مما جعلها تترجم بعد ذلك لعدة لغات.

ثم ذكر عدة ترجمات صدرت بعدها كترجمة «جيرمان دي سيليزي» (١٦٥٠ ـ ١٦٦٥ م) وترجمة ماراتشي (١٦٩٨ م) بعنوان (نماذج لتصحيحات نصوص القرآن .. إلخ).

ثم تحدث بعد ذلك عن الترجمات المعاصرة منذ ترجمة «واهل» عام ١٨٢٨ م التي دفعت موضوع ترجمة القرآن الكريم للغات الأوربية قدما. فذكر ترجمة «أولمان» وترجمة «كازشرسكي» ، و «رودويل» سنة ١٨٦١ م و «جريجيل هال» ١٩٠١ م وغيرها كثير.

ثم تحدث بعد ذلك عن الاضطراب الذي يقع فيه غير المستعرب أثناء قراءته للنص القرآني ويعترف في هذا الموضوع أن من أسباب البلبلة والاضطراب عند المستعرب أن القارئ العادي من الغربيين لا يجد أمامه في الغرب إلا معلومات مبهمة عن الإسلام والفتوحات الإسلامية حتى يصل القارئ لنتيجة أن الترجمات تؤدي لضياع جمال الأسلوب القرآني الآخاذ للنفوس ، حيث تصبح الترجمة وكأنها نثر جاف تخلو من الروعة في الإيقاعات القرآنية. كما أن القارئ يتيه في ثنايا هذا النص المختلط بالمواعظ الأخلاقية وبالتشريعات التعبدية ، وبالأحكام القانونية وبالقصص التوراتية الإنجيلية ، مما يصعب على الغربي أن يصل للرابط بينها جميعا ، مما يدع القارئ الغربي يلقي هذا الكتاب جانبا ولا يواصل قراءته ويخرج بالنهاية بغير فكرة سليمة صحيحة عن الإسلام.

أما القارئ المتخصص في الأديان ومقارنتها وله معرفة بأحوال الشعوب ولغاتها فلا شك أن موقفه يكون مختلفا عن القارئ الغربي العادي ويصل لقناعة

١٢٣

بعدم كفاية الترجمات الغربية الموجودة للقرآن الكريم وعجزها على تلبية حاجاته في فهم الإسلام بعمق. ومن أجل تقديم القرآن الكريم للقارئ الغربي بشكل حي وبإيقاعه الأصلي ، متغاضين عن المظهر الفوضوي ، والتنقيح غير الواعي للتسلسل التاريخي ـ كما زعم ـ قام بإعادة ترتيب القرآن الكريم على التسلسل الزمني فجاءت عليها ترجمة «رودويل» ط ٢ لندن ١٨٧٦ م. وترجمة «د. بل» سنة ١٩٣٧ / ١٩٣٩ م وغيرها.

كل ذلك لتقريب فهم الإسلام للقارئ الغربي بعيدا عن الطريقة الإسلامية في عرضه.

تقويم الكتاب :

الذي يدقق في كتاب مقدمة القرآن ل «بلاشير» يجده من أشد الكتب عداء للإسلام ، مليئا بالافتراءات والتحليلات الخاطئة والجرأة ، والتخيلات الواهمة ، بعيدا عن المنهجية والتجرد العلمي.

ويحتاج منا جميعا للوقوف في وجهه وتبيين أخطائه والرد عليها بأسلوب علمي مقنع ، وإيصالها للقارئ الغربي ليقف بنفسه على مثل هذا النوع من الكتابة البعيدة عن روح البحث العلمي المتجرد ، ويرى مقدار التحامل عند الحديث عن الإسلام وأهله.

١٢٤

المبحث الخامس

كتاب مصادر الإسلام

لمؤلفه (كلير تسدال)

التعريف بالمؤلف :

لم أجد من ترجم لهذا المؤلف فيما توفر إليّ من كتب التراجم وأغلب من لم أجد لهم ترجمة بسبب أنهم ما زالوا على قيد الحياة فلم تكتب ترجمتهم في كتب التراجم.

التعريف بالكتاب :

جاء الكتاب في (٢١٦) صفحة من القطع المتوسط ، في ستة فصول ترجم الكتاب من الألمانية للإنكليزية السير «وليم موير» وطبع في الهند.

الفصل الأول ـ :

وعنوانه : (فيما قاله المجتهدون الأعلام وعلماء الإسلام العظام في حل هذا المعنى العظيم الأهمية):

تحدث المؤلف في هذا الفصل عن وجهة نظر المسلمين في مصدر القرآن الكريم ، واعتقادهم أنه منزل من الله سبحانه على رسوله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ كنزول التوراة على موسى والإنجيل على عيسى والزبور على داود عليهم‌السلام.

الفصل الثاني ـ :

وعنوانه : (في البحث والنظر فيما ذهب إليه القائلون من أن بعض عقائد المسلمين ورسومهم وفرائضهم هي مأخوذة من مذاهب العرب في أيام الجاهلية وأن هذا هو أول مصادر الديانة الإسلامية):

حاول أن يثبت أن الجاهلية (والوثنية العربية) هي إحدى مصادر الإسلام

١٢٥

ذاكرا الدافع الذي جعل الرسول ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يبقي الموروثات القديمة في ديانته كاعتقادهم بإله واحد ، وكالختان ، وتقبيل الحجر الأسود. كما أنه حاول إثبات هذه الصلة بإتيانه ببعض الأبيات الشعرية رابطا إياها ببعض الآيات القرآنية زاعما أن هذه الأبيات هي مصدر هذه الآيات القرآنية.

الفصل الثالث ـ : وعنوانه : (في البحث فيما ذهب إليه بعض المعترضين من أن بعض التعاليم والقصص الواردة في القرآن أو الأحاديث هي مأخوذة من تفاسير اليهود الوهمية وأن بعض فرائض المسلمين الدينية مأخوذة من طريق الصابئين):

حاول المؤلف إثبات هذه المزاعم بالإتيان ببعض العبادات والشعائر والعقائد التي فيها التشابه بين الإسلام وبين اليهودية والصابئة مثل : الصلاة ، والاغتسال ، والاعتقاد بالألوهية ، والتشابه ببعض القصص الواردة عندهم والتي وردت في القرآن العظيم كقصة إبراهيم ـ عليه‌السلام ـ وقصة ولدي آدم قابيل وهابيل وقصة سليمان ـ عليه‌السلام ـ وغيرها من القصص.

كما استدل على التشابه بوجود بعض الكلمات المشتركة في القرآن وعندهم كلفظ «جهنم» حيث رد أصلها للغة الكلدانية والسورية.

الفصل الرابع ـ :

وعنوانه : (في النظر والبحث فيما ذهب إليه البعض من أن كثيرا مما ورد في القرآن ، وهو مأخوذ من حكايات وروايات بعض فرق النصارى المبتدعة العاطلة وآرائهم الباطلة):

وقد حاول المؤلف جهده أن يثبت ذلك بإيجاد بعض المتشابهات بين الإنجيل والقرآن مثل :

١ ـ بعض القصص كقصة أصحاب الكهف ، وقصة مريم وابنها عيسىعليهما‌السلام.

١٢٦

٢ ـ بعض قضايا متعلقة باليوم الآخر كالحساب ، والعذاب ، والجنة ، والنار ، وغيرها.

الفصل الخامس ـ :

وعنوانه : (في النظر والبحث فيما ذهب إليه المعترضون من أن بعض أركان القرآن والأحاديث أخذت من كتب أصحاب «زرادشت» والهنود القديمة):

واعتمد في هذا الفصل كذلك على بعض نقاط التشابه بين القرآن وهذه المذاهب.

١ ـ التشابه ببعض القصص مثل قصة المعراج ، وقصة خروج الشيطان من الجنة ، وغيرها.

٢ ـ التشابه ببعض العقائد المتعلقة باليوم الآخر وبغيره ، كالجنة والنار وصفه الحور العين والميزان والصراط ، وملك الموت ، والجن ، وغير ذلك.

٣ ـ التشابه في قضايا عامة كتبشير كل نبي بالنبي الذي يليه ، والابتداء باسم من أسماء الله في أول الكلام .. إلخ.

الفصل السادس ـ :

وعنوانه : (بخصوص الحنفاء وتأثيرهم على أفكار محمد وعلى تعاليمه):

واعتمد في هذا الفصل على التشابه بين ما كان يدين به الحنفاء قبل الإسلام وما جاء به الإسلام كالدعوة لعدم وأد البنات ، ورفض عبادة الأصنام ، وإقرار بالوحدانية لله سبحانه والدعوة لذلك ، ووعد المؤمنين بالجنة وتخويف الكفار من النار.

ثم وصف الذات الإلهية ببعض الأسماء الخاصة بها كالرحمن ، والرب ، والغفور. وغير ذلك من الأمور التي وقع فيها التشابه.

١٢٧

تقويم الكتاب :

هذا الكتاب من أشد الكتب حربا على الإسلام عامة والقرآن خاصة.

فقد نهج فيه المؤلف مسلك المنصرين الحاقدين على الإسلام وقد اعتمد على هذا الكتاب كثير من المستشرقين والمنصرين في أثناء افتراءاتهم ضد الإسلام.

والكتاب كما أشرت يحاول أن يجعل القرآن من تأليف محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ حيث جمعه من ديانات ومذاهب مختلفة مدللا على دعواه ببعض وجوه التشابه بين الإسلام وبين هذه المذاهب والديانات.

ولخطورة هذا الكتاب خصصت له فصلا كاملا من الرسالة للرد على مفترياته حول المصادر المزعومة للإسلام وقرآنه العظيم. فيرجع إليه هناك.

والله الموفق للصواب والسداد.

١٢٨

المبحث السادس

كتاب جمع القرآن الكريم

لمؤلفه (جون بيرتون)

التعريف بالمؤلف :

لم أجد له ترجمة.

التعريف بالكتاب :

يقع الكتاب في (٢٥٩) صفحة من القطع الكبير عدا الفهارس وهو في جزءين وعشرة فصول ومقدمة فكل جزء في خمسة فصول. نشرت الكتاب وطبعته جامعة كمبردج ـ لندن.

ثم طبع في نيويورك ، وغيرها من البلدان. وكانت أول طباعة له سنة ١٩٧٧ م. وموضوعات الكتاب كالتالي :

الجزء الأول :

خصصه المؤلف عن النسخ في القرآن الكريم.

الفصل الأول ـ :

وعنوانه : (القرآن والعلوم الشرعية):

تحدث فيه المؤلف عن القرآن الكريم والأحكام الشرعية ومنزلة هذه الأحكام في الإسلام ، ومبينا أن القرآن والسنة من المصادر الرئيسية للأحكام الشرعية من عبادات ومعاملات ، وغيرها.

ثم تعرض لاختلاف وجهات النظر في فهم هذه الأحكام مما أوجد عدة مذاهب فقهية يختلف كل واحد منها عن الآخر اختلافا كبيرا لا لقاء بعده.

١٢٩

الفصل الثاني ـ :

وعنوانه : (النسخ):

وذكر تحته النوع الأول من أنواع النسخ :

١ ـ نسخ الحكم والتلاوة :

ذكر أن العلماء المسلمين استخدموا لفظ «حذف» لمعنى النسخ بدلا من «أبطل» حتى لا يظن أن النسخ تم عن إهمال.

ثم ركز عند هذا على حدوث النسيان من محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ لبعض الآيات القرآنية.

٢ ـ نسخ الحكم دون التلاوة :

اعتبر المؤلف أن هذا النوع من أكثر الأنواع التي تتفق مع معنى النسخ (الإبطال) ، وأن هذا النوع هو نسخ الأصوليين. ثم تعرض بعد ذلك لموقف بعض العلماء من النسخ هل وقع أم لم يقع؟ وهل السنة ناسخة للقرآن أم لا؟ كرأي الإمام الشافعي رحمه‌الله وغيره وذلك لإظهار التناقض في فهم النص القرآني الواحد من الأئمة ، يقصد بذلك آية النسخ (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها ..) الآية (١).

وخلص من هذه النقطة كسابقتها أن القرآن غير مكتمل وأنه قد سقط منه بعض الآيات القرآنية.

الفصل الثالث ـ :

وعنوانه : (الخلفية لظهور النوع الثالث من النسخ):

وقد أرجع ظهور هذا النوع من النسخ لعدة أسباب وهي :

__________________

(١) سورة البقرة : ١٠٦.

١٣٠

١ ـ التفسير :

أشار أن بعض أنواع التفسير أظهرت نوعين من التفسير لمعنى النسخ.

وهما :

التفسير الموضوعي (الهالاخيكي).

التفسير القصصي (الهاجادي).

ومثل على التأثير اليهودي في هذه القضية بقضية رجم الزاني المحصن (الثيب).

٢ ـ الفقه :

ذكر في هذه النقطة أن الآيات القرآنية كانت قاصرة في بيان حد الزنا للثيب ، وأن المذكور كان في حق الزاني الأعزب فقط.

وأما نسخ آية الرجم من سورة الأحزاب فرد سببه للخلاف الذي كان عليه الفقهاء مع النص القرآني وصياغته. ثم ذكر مذهب «مكي بن أبي طالب» في النسخ وأنه جعله على ست مراتب. ثم بين اختلاف الفقهاء في مصدر حكم الزنا هل هو القرآن أو السنة.

الفصل الرابع ـ :

وعنوانه : (المصحف سجل غير كامل):

ذكر المؤلف الخلاف في حكم زنا الثيب (الرجم) ورد سببه لخلاف الأصوليين في كون السنة ناسخة للقرآن أم لا؟ ونسب إلى الإمام الطبري أنه كان يفرق بين المصحف والقرآن.

حيث كان يعتبر أن المصحف ما وقع فيه النسخ أما القرآن فلا يقع فيه نسخ وهو الأصل للمسلمين. كما أكد في هذا الفصل أن القرآن لم يكتمل ؛ لذا فدخول الاضطراب إليه وارد لزعمه أن الجمع تم بعد وفاة الرسول ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ.

١٣١

الجزء الثاني ـ :

وعنوانه : (تاريخ جمع النصوص القرآنية):

تحدث في هذا الفصل عن مراحل الجمع وتاريخ ذلك.

الفصل الأول ـ :

أ ـ الجمع الأول :

أهم النقاط التي أثارها تحت هذه النقطة ما يلي :

١ ـ زعمه أن الرأى الإجماعي الحقيقي أن القرآن غير كامل.

٢ ـ عدم التطابق بين النسخ التي جمعها الأشخاص.

٣ ـ زعمه أن الإجماع على وجود صراع بين مصادر الفقه والقرآن والسنة وقد ذكر المؤلف بعض الروايات والشواهد التي تؤكد حججه مركزا فيها على أمرين :

أ ـ عجز النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ على جمع النص القرآني وتحريره.

ب ـ عدم اكتمال النص القرآني.

ثم تحدث بعد ذلك عن أول من جمع القرآن. هل هو «أبو بكر» أم «عمر» أم «عثمان» .. إلخ.

ثم ناقش مسألة ترتيب المصحف وأنه أمر اجتهادي من الصحابة.

ثم تحدث عن وجود الآيتين اللتين في آخر سورة التوبة عند «خزيمة» وحده.

ب ـ الجمع الثاني :

ذكر أن الجمع جاء على مراحل :

(أولها في صحيفة ـ ثم في صحف ـ ثم في مصحف ـ ثم في لوحين).

١٣٢

ثم تحدث عن سبب الجمع العثماني واللجان التي قامت به ، ثم تحدث عن قراءات القرآن السبع واختلاف الصحابة فيها حتى في حضرة الرسول ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وأن مردها لهجات العرب المختلفة.

الفصل الثاني ـ :

وعنوانه : (جمع القرآن ـ نظرة عامة):

ذكر في هذا الفصل :

١ ـ أنه توصل خلال عملية النسخ :

أ ـ عدم وجود بعض الآيات التي كان يعتقد بوجودها.

وأنه توصل من هذا إلى :

١ ـ إسناد القرآن.

٢ ـ عدم اكتمال نص المصحف.

ثم ذكر أنواع النسخ :

وأشار للخلاف بين الفقه والقرآن بسبب تطور الفقه بعكس القرآن الكريم ـ على حد زعمه ـ مما أظهر أن مرونة القرآن كانت هزيلة وأشار للخلاف في نسخ السنة للقرآن وعدم جوازه. ثم أشار أن سبب عدم جمع الرسول للقرآن كان لأكثر من هدف منها :

١ ـ الرغبة في تيسير الرجوع إلى مصدر القرآن في المسائل المتفق عليها في الفقه ولكنها لم ترد في وثيقة القرآن (المصحف).

٢ ـ الحاجة إلى تبرير وجهات النظر الإقليمية حول بعض المسائل بإرجاعها إلى نسخ محلية مختلفة من القرآن ومعترف بها.

وذكر أن نظريات النسخ كانت تضغط على أحاديث الجمع ، وأن تأخير الجمع كان لتوقع نزول المزيد من القرآن الكريم مما سبب الاضطراب والشك في

١٣٣

النص القرآني وزاد هذا الاضطراب معارضة الفقه للنص ثم تكلم عن القراءات القرآنية وعلاقاتها بالخلافات الفقهية. وزعم أن جعل كل من القرآن والسنة كمصدرين مستقلين مرده للفقهاء المسلمين.

كما زعم أن الفقه كان يحاول دائما أن يتحرر من تركات القراءات القرآنية. ثم تحدث عن الإعجاز القرآني وتأثره باختلاف القراءات ثم تحدث عن القراءة بالمعنى وعدم إجازة بعض العلماء لذلك.

الفصل الثالث ـ :

وعنوانه : (إسناد القرآن):

تحدث في هذا الفصل عن الجمع في عهد الرسول هل كان أم لا؟ ثم اعتبار القرآن سجلا كاملا أو غير كامل.

ثم تحدث في هذا الفصل عن الروايات المتناقلة للمصاحف التي أرسلت للأمصار أيها أكثر موثوقية الكوفية ، أو البصرية ، الحجازية. وتحدث عن كيفية اختيار الرواية إذا حصل بين الروايات تعارض وذلك عن طريق دراسة الإسناد.

ثم تحدث عن تأثر روايات الجمع بروايات النسخ ، وبروايات الأحرف السبعة ، ثم تحدث عن اختيار زيد للجمع وإخفاء «عبد الله بن مسعود» المصحف وتمنعه من حرقه ثم ذكر ثلاثة عوامل أثرت على مناقشاتهم حول القرآن الكريم.

١ ـ تفسير بعض الآيات التي تدل أن الرسول قد نسي.

٢ ـ الصراع بين الفقه والقرآن.

٣ ـ إسناد القرآن ـ المصحف ـ وعدم موثوقيته وذلك باختيار زيد الذي كلف بجمعه مع أنه كان حديث عهد بالإسلام مما يدل على حداثة معلوماته عن القرآن والسنة وعدم أصالتها.

١٣٤

الفصل الرابع ـ :

وعنوانه : (فصل تواتر المصحف):

تكلم المؤلف في هذا الفصل عن الاختلاف بين المصاحف الخاصة والمصحف العثماني ، كالاختلاف في بعض السور من حيث الزيادة والنقص كزيادة «أبي بن كعب» ـ رضي الله عنه ـ سورتي القنوت والحفد في زعمه وإنقاص «عبد الله بن مسعود» ثلاث سور من مصحفه وهي الفاتحة والمعوذتين مما خلص من هذه المزاعم بأن القرآن غير متواتر.

وقد عرض لموقف بعض العلماء المسلمين واختلافهم فيما نسب «لابن مسعود» كموقف «ابن حزم» و «الإمام النووي» الذين نفوا هذا القول عن ابن مسعود. وموقف «ابن حجر» الذي ثبت نسبة هذا القول لابن مسعود. ثم ذكر موقف بعض الموفقين من العلماء بين الطائفتين النافين والمثبتين كابن الصباغ مثلا.

الفصل الخامس ـ :

وعنوانه : (استنتاجات عامة):

مما خلص إليه «بيرتون» من نتائج :

أن القرآن الكريم كمّ من الاضطراب والتناقض وعدم التماسك وأنها تمثل النتائج لعمليات طويلة من التطور التدريجي ، وأن الإضافات الخارجية والغربية والتحسين صيغت لمجموعة عريضة من الحاجات المتوالية.

ثم ذكر موقف مجموعة من العلماء الغربيين من الجمع أمثال : «نولديكه» و «شيفالي» وغيرهما.

ثم زعم أن بعض القراءات أضيفت لبعض كبار الصحابة لإنهاء الخلاف الحاصل في التفسير.

١٣٥

ثم ذكر أن نسبة الجمع لبعض كبار التابعين كان من أجل أن ينال إسناد القرآن طابع القدم والتواتر.

ثم ذكر الخلاف بين القرآن والفقه كمصدر للتشريع ، وتأثير النسخ على ذلك. ثم شكك في الأحاديث النبوية ، ثم ذكر أن الجمع كان بسبب المصاحف الخاصة التي كانت تظهر متعارضة في بعض الجوانب.

ثم تحدث عن اختيار عثمان لحرف واحد وجمع الناس عليه دون غيره ثم تحدث عن الفرق بين جمع أبي بكر ، وعمر وعثمان ـ رضي الله عنهم ـ ثم تناول أسماء السور واختيارها ، والآيات وترتيبها. ثم تحدث أخيرا عن كتاب المصاحف «لأبي داود» وتعليق «آرثر جيفري» عليه وأن عمله يدعو للتشكيك في روايات هذا الأمر.

ثم شكك بعد ذلك في موثوقية القراءات ونسبها لعمل النحويين والصرفيين.

ومن أكبر الأخطاء في هذا الفصل كذلك أن اعتبر الحديث النبوي الشريف كأي حديث حياتي يحصل لشخص ما.

تقويم الكتاب :

هذا الكتاب لا شك أنه قد بذل فيه جهد كبير ، ولكنه لم يكن موفقا في كثير من فصوله.

فالكتاب بجملته يناقش قضيتين :

قضية الجمع للقرآن الكريم ، وقضية النسخ.

أما موضوع النسخ فأضفى عليه روح الفقهاء والأصوليين.

ومن الملاحظات التي يخرج منها قارئ الكتاب ما يلي :

١ ـ أنه جعل للفقهاء الدور الكبير في سبب الاختلاف في جمع القرآن

١٣٦

الكريم ، وفي النسخ ، وفي القراءات القرآنية والتفسير ... إلخ ، بل تعدى الأمر إلى ما هو أكثر من ذلك أن جعلهم غالبا على نقيض مع القرآن الكريم. حتى أثروا في النص القرآني من حيث الزيادة والنقصان وتصرفوا تصرفا يخدم أغراضهم.

٢ ـ كان يخلص في كل فصل إلى أن القرآن مضطرب أو ناقص وفيه زيادة .. إلخ.

٣ ـ محاولة إظهار أن هناك صراعا ظاهرا من القرآن والسنة والفقه ، وصعوبة الجمع بينهما وما نتج عن ذلك من اضطراب في النص القرآني.

٤ ـ اعتماد المؤلف في بحوثه على من سبقه من المؤلفين الغربيين أمثال : جولد تسيهر ، نولديكه ، شيفالي ، براجشترستر .. وغيرهم.

فهذا الكتاب كما يلاحظه أي قارئ مليء بأخطاء علمية فادحة ، ويبدو واضحا في تأليفه عدم النزاهة العلمية وعدم التجرد من أخطاء من سبقوه في القضايا التي طرحها فكان مجترا لأقوال سابقيه وشبههم.

١٣٧

المبحث السابع

صلة القرآن باليهودية والمسيحية

لمؤلفه (د. فلهلم رودلف)

ترجمه عن الألمانية (عصام الدين حفني ناصف) ـ طبعة ـ دار الطليعة ـ بيروت ط ١ ، ١٩٧٤ م.

التعريف بالمؤلف :

لم أجد له ترجمة فيما رجعت له من كتب تراجم.

التعريف بالكتاب :

يقع الكتاب في (١٤٩) صفحة بستة فصول وخاتمة. جاءت كالتالي :

الفصل الأول ـ :

وعنوانه : (اليهودية والمسيحية في البلاد العربية قبل محمد):

تناول المؤلف في هذا الفصل وجود هاتين الديانتين في الجزيرة العربية ومقدار حظ أهلهما من العلم والمعرفة. فمع أنه نسب لهما قلة المعرفة والجهل أحيانا إلا أنه اعتبرهم أكثر علما وفهما من الوثنيين ومن بينهم محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ الذي تأثر ـ في زعمه ـ كثيرا بما عندهم من معرفة انعكست على قرآنه.

الفصل الثاني ـ :

وعنوانه : (كيف اقتبس محمد المواد اليهودية والمسيحية):

ناقش المؤلف في هذا الفصل طريقة تلقي الرسول ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ معرفتهم وثقافتهم. أكان بالقراءة في كتبهم أم بطريق السماع فحسب؟ لذا ناقش موضوع

١٣٨

أمية الرسول ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ولكنه أكد أنه حتى لو كان يتقن القراءة والكتابة فإنه لن يستطيع أن يستفيد منها لعدم ترجمتها.

ثم ذكر بعض المقتبسات من القرآن الكريم وما يشابهها من العهد القديم ليؤكد أنه قد حصل للرسول ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ معرفة بما في التوراة بطريق السماع وهو ما يرجحه المؤلف.

ثم ذكر بعد ذلك مجموعة من الأمثلة القرآنية التي بينها تشابه مع العهدين القديم والجديد وأشار أن هذه الأمثلة قد وقع فيها أخطاء وتفاوت وأن مرجع ذلك يعود لسوء الفهم الذي يؤكد دعوى المؤلف أنه تلقاها مشافهة لا من مصدر مكتوب.

ثم أتى ببعض الأدلة القرآنية التي فيها الإنكار على من زعم أن محمدا تلقى الوحي من مصدر غير إلهي لكنه حملها على تأكيد (نظريته) في تلقيه لمعلومات الوحي من أقوال شفوية منها :

قوله تعالى : (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ ..)(١).

وكلمة (أمي) تعني عدم تعلم القراءة والكتابة.

وقوله تعالى : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذا إِلَّا إِفْكٌ افْتَراهُ وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جاؤُ ظُلْماً وَزُوراً ..)(٢).

وقوله تعالى : (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ)(٣).

مؤكدا دعواه بأن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ كان عنده الاستعداد والحرص على التعرف على المباحث الدينية ومما أفاده في ذلك وجوده في مكة التي أثرته بمجموعة من الفرص لتحقيق ذلك ـ على حد زعمه ـ.

__________________

(١) سورة الأعراف (١٥٧).

(٢) الفرقان (٤).

(٣) سورة النحل (١٠٣).

١٣٩

الفصل الثالث ـ :

وعنوانه : (ما ذا أخذ محمد من اليهودية والنصرانية):

أكد المؤلف أن أخذ محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ كان يتركز على الأفكار الأساسية في الدينين العالميين الكبيرين اليهودية والنصرانية اللذين كانا معروفين معرفة تامة في كافة بلاد العرب ـ على حد زعمه ـ.

ثم ذكر الأفكار الرئيسية التي تنتظم دين محمد ـ على حد فهمه ـ وهي : البعث ـ فالمحاكمة ـ فالفردوس ـ وجهنم.

ذاكرا صلة هذه الأفكار بما هي عليه عند اليهود والنصارى. ثم ذكر بعض الكلمات المتشابهة بين الإسلام وهذين الدينين مثل : الله ، أحد ، روح ، إبليس.

زاعما أنها مأخوذة من مصدر يهودي أو نصراني. ثم ذكر أن أكثر القصص القرآني مصدره يهودي. وزعم أن بعض أسماء الأنبياء مثل : سليمان وإلياس ، ويونس ، منقولة عن مصدر نصراني.

ثم زعم أن ما طرأ على القصص في المدينة المنورة من تغيير بحيث أصبح نادرا يعود ذلك إلى أن محمدا ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ شعر بتفاوت بين ما يذكره من قصص وبين ما هو عند اليهود على وجه الدقة.

كما زعم أن كثيرا من الجوانب الأخلاقية والعبادية في الإسلام يعود لأصل يهودي أو نصراني كالوصايا العشر ، وأركان الإسلام الخمس ، وقواعد الطعام ، وغير ذلك.

الفصل الرابع ـ :

وعنوانه : (هل المسيحية هي التي دفعت محمدا الدفعة الحاسمة إلى الظهور):

أكد المؤلف أن المسيحية بتأثيرها البالغ على محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ دفعته للتنبؤ.

١٤٠