موسوعة عشائر العراق - ج ٤

عباس العزاوي المحامي

موسوعة عشائر العراق - ج ٤

المؤلف:

عباس العزاوي المحامي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الدار العربيّة للموسوعات
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٢٠

(١)

لواء إربل قبائل بلباس

من القبائل الكبيرة في العراق في لواء السليمانية ، وفي لواء اربل ، وفي إيران ، تقع على الحدود ، وقد تفرعت كثيرا حتى صار يعد كل فرع من فروعها قبيلة مستقلة عن غيرها ، وهي في الأصل قبيلة واحدة ، مال قسم منها الى إيران ، الى أنحاء لاهيجان وكانوا في لوائي شهرزور وإربل الا أن الحوادث دفعت فريقا منهم الى هناك ، لما وقع بينها وبين البابان من حوادث ، ومن ثم أزاحت طائفة (مير باسكان) ، أو مير باساك التي كانت في تلك الأنحاء ، وهذه الطائفة فرع من قبيلة (مكري) ، أقطعت لها أراضيها بإحسان سلطاني فدفعتها قبائل بلباس.

وتاريخ هذه القبيلة حافل بالوقائع ، وكل ما نعلمه عنها أنها عظمت ونالت مكانتها ، فصار يخشى بطشها المجاورون وهم أمراء بابان فاستعانوا بقوة الحكومة وكانت الدولة العثمانية ترغب في التدخل من هذه الطريق ، فنكلت بها ... بأمل أن تقوي سلطتها ، فلم تر بدا من التحول إلى إيران ، فمضى قسم كبير منها إلى هناك. ولا يزال القسم الآخر في العراق.

ويرجع عهدهم في العراق إلى أمد بعيد ، كانوا من قبائل العراق ، فرأوا شدة وتضييقا كبيرا من جانب العثمانيين والبابانيين معا والإمارات إذا كانت متعادلة ، أو بعضها مرجوح ، ولم يستطع الضعيف أن يسيطر. ركن الى الاستعانة بقوة الحكومة.

١٢١

وهذه القبيلة لا تختلف عن القبائل الكردية الأخرى تمت الى (قبيلة خالدي) ويعزى انتسابها الى خالد بن الوليد أو قبيلة (بني خالد) المعروفة في العراق ونجد والشام. ولعل الموافقة بالاسم والمقاربة باللفظ دعا الى الانتساب الى خالد بن الوليد ، أو الى قبيلة بني خالد والمشهور في تتبع المعاصرين هذه الأيام ان خالدا الذي ينتسب إليه هذه القبيلة غيرهما ، وان المقاربة في الاسم دعا أن يقال ذلك.

ولا يؤمل إرجاع قبيلة من قبائل الكرد إلى أصلها المتفرعة منه ، أو بالتعبير الأصح مراعاة أنسابها إلا من طريق التاريخ أو المحفوظ عن القبيلة نفسها ولم نجد من قطع في ذلك وإنما هناك روايات متداولة ، والتاريخية أشبه بهذه تماما لا تختلف عنها إلا في تقدم التدوين. فلا سند قطعيا يعول عليه. فكل من هذين المرجعين لا يؤدي إلى القطع. ولا يعرف هؤلاء الا بالمحل الذي سكنوه وتطاول عهد سكناهم به فلحقتهم التسمية بسببه ، أو أن المحل بسبب تمكنهم فيه تسمى باسمهم كما هو مشاهد في حوادث كثيرة. وفي الأصل تعتبر هذه من قبائل روزكي (١). وكل ما عرفناه أن قبيلة روزكي المذكورة كانت ٢٤ قبيلة كردية جمعتها الحوادث فاتفقت في موقع يقال له (طاب) من ناحية خويت ، وصار يطلق على ١٢ منها (بلباسي) ، وعلى القبائل الأخرى وهي ١٢ (قواليسي). وبلبيس ، وقواليس قريتان من قرى ولاية حكاري. وعلى رواية ان هاتين العشيرتين من طوائف (بابان). اجتمعت هذه القبائل في طاب ، واقتسمت الأراضي هناك فيما بينها ، وكانوا وحدة كاملة ، وعلى قلب واحد لم يحدث بينهم شقاق أو خلاف ، فنصبوا عليهم حاكما ، واستولوا على المدينة. ثم وسعوا حكمهم ، وقووا سلطتهم على الأطراف. ولم يؤيد هذا سند تاريخي.

وكانت هذه القبائل المسماة (روزكي) تنعت بالكرم والسخاء والشجاعة والغيرة والصدق والدين والأمانة ، وتعرف بالمكانة. وفي أيام

__________________

(١) تلفظ روجكي ، أو روشكي. واللفظة درية ومعناها (أحد الأيام) ، أو (يوم ما) وبعض الكرد يلفظونها روشكي والصواب بالزاء الفارسية. «الشرفنامة ص ٤٦٧».

١٢٢

السلطان سليمان القانوني حدثت غوائل في تلك الأنحاء أدت إلى أن يميلوا إلى إيران ، ويقضوا مدة الغربة والمحنة ، وأصابتهم مشاق لا يستطيع الصبر عليها غيرهم. صاروا في أنحاء سيستان ، وحاربوا البلوج مدة ، فانتصروا عليهم. وهكذا تقلبت بهم الأحوال حتى سكنوا العراق. ويصلح أن تعد أيام السلطان سليمان تاريخ هجرتهم من مواطنهم الأصلية إلى العراق.

وبالأخص (البلباس).

قال صاحب الشرفنامة يتفرع هؤلاء (روزكي) الى ٢٤ فرقة منها خمس فرق وهي :

١ ـ قيساني.

٢ ـ بايكي.

٣ ـ موركي.

٤ ـ ذو قيسي.

٥ ـ زيداني.

وهذه تعد قبائل بدليس القديمة. وأما الباقون فهم :

١ ـ بلباس.

٢ ـ قواليسي.

والبلباس منها تتفرع الى :

١ ـ كله جيري.

٢ ـ خربيلي.

٣ ـ بالكي. الآن قبيلة في العراق قائمة بنفسها.

٤ ـ خيارطي.

٥ ـ كوري.

٦ ـ بريشي.

٧ ـ سكري. ويقال ان بابان منها.

٨ ـ كارسي.

٩ ـ بيدوري.

١٢٣

١٠ ـ بلا كردي.

وأما قواليسي فهي :

١ ـ زردوزي.

٢ ـ انداكي.

٣ ـ برتاقي.

٤ ـ كردي كي.

٥ ـ سهرودي.

٦ ـ كاشاغي.

٧ ـ خالدي.

٨ ـ استودكي.

٩ ـ عزيزان.

هذا ما كان قد بينه صاحب الشرفنامة (١) عن ماضي هذه القبيلة ، ومنه علمنا مكانة بلباس وان الاستيلاء العثماني على أنحاء الكرد دفعهم الى مواطن غير التي كانوا فيها ، فمالت هذه الى العراق ، ومن ثم عرفنا مجمل تاريخها الى سنة ١٠٠٥ ه‍ ، وحينئذ تبدأ وقائعها في العراق.

وقد أورد صاحب تاريخ (قويم الفرج بعد الشدة) (٢) بعض أحوال هذه القبيلة مما يؤكد ما جاء من الأوصاف التي بينها صاحب الشرفنامة إلا أن

__________________

(١) الشرفنامة ص ٤٧٤ والتفصيل هناك. وفيها بيان بعض مشاهيرهم وامرائهم في بدليس ، وكيف توصلوا للإمارة ، وأنهم كانوا من الاكاسرة ومنهم صاحب الشرفنامة.

(٢) هذا الكتاب من تأليف يوسف المولوي شيخ التكية المولوية ببغداد ، والمعروفة بالمولاخانه وتسمى اليوم ب «جامع الآصفية». وقد أوضحت عن مؤلفه في مجلة لغة العرب «ج ٨ ص ٥٨٨» أيضاحا شافيا إلا أنني لم أذكر هناك وفاته وقد علمت أخيرا تاريخ وفاته ، وأنه كان سنة ١١٥٣ ه‍ ١٧٤٠ م والتفصيل في تاريخ العراق القسم المسمى بتاريخ «سبعة وزراء».

١٢٤

السياسة أظهرتهم بوضع سيىء ... ونقدهم صاحب قويم نقدا مرا. قال ما ترجمته :

«إن الوزير ـ حسن باشا ـ زحف على الكرد عام ١١٢٣ ه‍ ، وهذه الواقعة أنست الحوادث العربية ، وهؤلاء الأكراد يقال لهم (كرد بلباسي) ، فإذا نظرنا الى ظاهرهم وجدناهم شافعية ، وأكثرهم فقهاء ، رحل ، أينما حلوا اتخذوا لهم مسجدا ، وإذا جرى البحث عن الزهد والتقوى رأيتهم لا يرضون بالأكابر ، وعدوا أنفسهم من خير الزهاد. ومن مظاهر ذلك نشاهد بيد كل منهم سبحة ، وفي رأسه سواك ، ولكنه في الطرق المعبدة من أشطر السراق ، يصلي النوافل إلا أنه لا يعرف حقوق الله ، وكل منهم قارئ ، وهو أيضا ماهر في الرمي ومع هذا لا يراعون أمر الشرع ... فلا يبالون من إراقة الدماء البريئة ... فلم يعلموا بما يرضي الله تعالى. وهل يفيد المرء أن ينطق بالشهادة ولا يراعي شعائر الإسلام وأحكامه ...؟ فلو قتل الواحد الآخر قتلوا القاتل ، وهكذا يتوالى القتل حتى يتكون الحرب بين القبيلتين ، فلا يتم النزاع بأقل من مائة أو مائتين. ولم يمض يوم أو أسبوع بينهم إلا وترى الخصام مشتدا. هذه الحروب بينهم في حين انهم أخوة دين ... يفني الواحد الآخر ... ويعصون أولي الأمر ، ويخالفون أوامرهم. وعلى كل لم تكن الدماء بينهم محترمة ، وإن قتل الواحد عندهم كشربة ماء لا يتكلفون من ذلك.

إن هؤلاء لا يقاسون بالعشائر العربية. فالعرب يسلبون ولا يقتلون. فتجهز الببه (بابان) عليهم بسبب ما حدث بين الطرفين من فتنة ، فاستضعفت كل الآخر واستفحل الأمر ، فكان هؤلاء البلباس لا يعدون غيرهم شيئا ، فأحدثوا اضطرابا.

وكثيرا ما أزعجوا شاهات العجم ، وجعلوهم في لبس من أمرهم ، ونالهم منهم غم وكدر لحد أن شاه إيران قدم للحكومة العثمانية شكوى في أحوالهم ، ثم أنهم أصلحوا شأنهم مدة ، وفي واقعة البصرة أعانوا الحكومة خير إعانة ، وحاربوا محاربات مهمة ، وفادوا مفاداة تذكر وإن الوزير لم

١٢٥

يبخسهم حقهم من المدح والثناء ، وعرض خدماتهم كلها الى حكومته.

وفي هذه الأيام تجاوزت العشيرتان الواحدة على الأخرى ، فأدت الى خلل في الإدارة والنظام ، واعتل جسم المملكة ، وكادت تزهق في البين نفوس كثيرة ، فلما علمت الحكومة بالخبر سارع الوزير لتسكين هذه الغائلة فجهز جيشا ، وتقدم فوصل طاووق (دقوقا) ، ومنها توجه بالعساكر ، وجعل القائد عليها (باش اغا) ، ليطفئ نيران الفتنة في بلباس ، ثم إن الوزير عقب أثره ، فوافى كركوك ، فلم يجد واليها ، وإنما رأى المتسلم فاستقبله أعيان البلد وخواصه. وهناك استطلع الوزير أحوال الببه (بابان) والبلباس ، وتحقق ماهية الحادث وسأل على المعتدي من الفريقين. فأبدوا أن البلباس لو تركوا وشأنهم لما استطاع أحد المعيشة معهم ، أو إذا لم تبذل همة لمنعهم وجبت الهجرة وبقي حبل الأمن مضطربا. وليس فيهم رجل رشيد يصح التفاهم معه.

أما أحوال الببه فهي معلومة ، وإن هؤلاء مظلومون. وفي هذه الأثناء جاء رجالهم وطلبوا من الوالي النجدة ، وأن ينقذهم من شرة أولئك.!

ومن ثم هاجم الوزير عشيرة بلباس ، ودمر جموعها ، ونكل بها شر تنكيل ، فتركوا أموالهم وما يملكون وفروا هاربين وإن الببه نالوا توجها من الوزير فلم يصبهم ضرر. ولما وصل الوزير ألبجه (حلبجه) جاءته البشائر بانتصار الجيش. ووافاه رئيسهم بمائة وخمسين رأسا من القتلى ، أعني (مير بكر) (١) الشاب البطل ومعه عشائر شهرزور ... فعرف كل حده ، وأسكن كلا في مكانه ونظم الأمور هناك وأكرم المير المذكور ، وخلع عليه بالخلع الفاخرة ، وأنعم إنعاما كبيرا ، وجعل سائر الأكراد والمطيعين من البلباس في وفاق ووئام ...

وبعد ذلك كله عاد الوزير إلى بغداد قرير العين ، فرحا بالنصر.» اه (٢)

__________________

(١) من أمراء ببه.

(٢) قويم الفرج بعد الشدة. وهو مخطوط في حوادث الوزير حسن باشا ومناقبه. عندي ـ

١٢٦

وفي حديقة الزوراء ذكر هذه الواقعة سنة ١١٢٤ ه‍ ، وفي كلشن خلفا كانت سنة ١١٢٦ ه‍ ولكن قويم الفرج أقدم المصادر ، وأوسعها ، فرجحنا النقل منه ... هذا ولا يهمنا أن نتعقب كافة الحوادث ، فقد ذكرت ذلك في التاريخ إلا أننا اكتفينا بهذه الواقعة ، فإنها تعين وضع البابان ، وسياسة الحكومة في السيطرة ، ولهجتها في تبرير العمل الذي قامت به وكذا أعيان كركوك والتزامهم جهة البابان ... كما أن هذا النص يعين حالتهم ، وشكوى الإيرانيين منهم مما يعين أنهم من عشائر العراق ... فكان درويش باشا الفريق لم يؤيد قوله بنصوص أقدم مما ذكره في أيام نادر شاه والقجارية ...

وتاريخ الواقعة يعين تكون إمارة بابان ، وظهورها موالية للحكومة ، بحيث ناصرتها ، وأمالتها الى جهتها. ولكن بلباس لم تنقطع علاقتها من العراق إلا أنها لم تكن صاحبة الحول والقول ... وفي تاريخ العراق بيان وقائعهم ، وجاء في تاريخ (جهانكشاي نادري) عن بلباس أنها طائفة كبيرة ، كثيرة العدد ، وأنها من عشائر بلاد الروم (المملكة العثمانية) وقد جهزوا جيشا عليها ، ونكلوا بها. فهي الى هذا الحين (أيام نادر شاه) كانت معدودة من قبائل العراق ، فيرى امتداد الزمن من عهد حسن باشا الوزير. حتى هذه الأيام. وفي تاريخ القجار في حوادث سنة ١٢٢٦ ه‍ إن هذه القبيلة أضرت كثيرا بناحية سلدوز ، وسببت خسارا ، فجهزت الحكومة عليها جيشا للقضاء على غائلتها ، فكان القائد أحمد خان من شيوخ أذربيجان ، وعسكر خان الافشاري ، هاجموها بأمر من عباس ميرزا ، فانتهبوا ما عندها ...

وعلى كل نرى النصوص المذكورة تشير إلى أن هذه القبيلة رأت إيران منحلة ، وشاهدت ضعفها فتمكنت فيها ، فأظهرت قوة ونفوذا ، الأمر الذي دعا أن تتوطن إيران ... وكل ما مر يؤيد أنها كانت تابعة للعراق من أيام السلطان سليمان حتى أوائل القرن الحادي عشر ، وأنها تميل الى إيران

__________________

ـ نسخة خطية نفيسة منه ولم أعثر على غيرها. وهو من تأليف يوسف المولوي المذكور في هامش سابق. ومثله في حديقة الوزراء ـ المؤلف ـ.

١٢٧

أيام انحلالها وانشغال بالها بالحوادث والظاهر أن هؤلاء أيام القجارية في أوائلهم كانوا يؤدبونهم كأنهم من عشائرهم ... ولكن درويش باشا الفريق يعين بالاستدلال في التواريخ المذكورة أنها من عشائر العراق ، ويدعو حكومته للتوسل بما يستدعي جلبهم للاستفادة من مكانتهم لتأمين السلطة على المواطن المنازع فيها (١) ... ومثله في سياحتنامهء حدود ... ولكن الإيرانيين سبقوا العثمانيين ، وقربوهم لجهتهم ... وصاروا يعدون إيرانيين مع العلم بأن أقسامهم الأخرى لا تزال في العراق وهي ليست بالقليلة ... وأما المواطن المنازع فيها فقد أشغلتها إيران ، ولا تزال في تصرفها ...

ومن أهم ما يجب التعرض له أن محمد باشا الراوندوزي كان قد ضيق أكثر على قبيلة بلباس ، فمالت الى إيران. كان محمد باشا قد هاجم طائفة مامش ، فقتل رئيسها حمزة اغا ، وولديه ، واثنين من إخوانه ، وأربعة من أقاربه مما سهل أن تقيم القبيلة في الشتاء والصيف خارج حدود العراق ، في سلدوز وبسوه حتى سنة ١٢٥٠ ه‍ ، ومن ثم تابعت إيران ، فقطع الراوندوزي علاقتها بالعراق ، ورحلها ، فاختارت لاهيجان وطنا دائميا ، فتمكنت هناك. وفي سنة ١٢٥٣ ، أو ١٢٥٤ ه‍ قد أعطيت بالالتزام أنحاء بسوه من منطقة لاهيجان وكان رئيس هذه القبيلة (طائفة مامش) بيروت اغا أخذها بمبلغ سنوي قدره (٥٠) ألف قرش (ألف تومان) (٢) بصورة (مقطوع) ، فأحيلت عليه ، وخصص له من هذا المبلغ مائتا تومان باسم مواجب ، والباقي صار يؤخذ منه في كل سنة.

ولما ضبط الراوندوزي كويسنجق لم يرتض نجيب باشا والي بغداد عمله هذا ، ولم يوافق على كل ما كان قد قبل به رضا باشا والي بغداد الأسبق ، فأمر أن يقوم متصرف لواء السليمانية (سليمان باشا) بتنكيله ، فجهز عليه وحاربه إلا أنه لم يتمكن منه ، فاضطر أن يستمد بإيران ، فقام

__________________

(١) تقرير الحدود ص ٧٣.

(٢) التومان خمسون قرشا صحيحا. وتعينت قيمته.

١٢٨

السرتيب محمد خان من تبريز في جيش عظيم ، فحارب الراوندوزي في القلعة التي بناها في بتوين وهي قلعة الدربند فوقعت حرب قوية ومعركة دامية ، وقع فيها قتلى كثيرون من الجانبين ... فطلب الراوندوزي الصلح ، فوافق المتصرف بواسطة السرتيب محمد خان أن يترك للواء السليمانية ما كان في يد الرواندوزي ثماني نواح وطائفة منكور. وهذه النواحي هي :

١ ـ عسكر.

٢ ـ اغجه لر.

٣ ـ كيوه جرمله.

٤ ـ جياسوز.

٥ ـ سرجنار وكنداغاج.

٦ ـ قصروك وكرد خيز.

٧ ـ جبوق قلعه.

٨ ـ شوان.

هذه عادت الى لواء السليمانية من ذلك الحين على ما ذكر في تقرير الحدود ، وفي سياحتنامهء حدود ، وكذا دخلت طائفة منكور في عداد طوائف السليمانية ...

ومن ثم صارت طائفة منكور تابعة للسليمانية ، تؤدي لها الرسوم الأميرية بمقتضى الصلح المذكور ... وإن إيران كانت تقهرها مرة ، وترغبها أخرى لتكون في حوزتها ، فامتلكت جملة أراض وقرى في صاوجبلاق (صفوق بولاق).

هذا. وإن محمد باشا الرواندوزي ابن مصطفى بك ابن أحمد بك ابن اغوز بك ابن أحمد الثاني ابن مصطفى بك ابن علي بك ابن سليمان بك ابن الشاه قولي بك مؤسس (شقلاوة) قال ذلك الأستاذ حزني ، وذكر لي أن أسعد بك الخيلاني وهو من العلماء كتب تاريخ راوندوز باللغة الكردية وتوفي سنة ١٩٢٨ م كما أن ميرزا محمد كتب منظومة تاريخية باسم مير

١٢٩

محمد (محمد باشا) وكان كاتبه وأكد لي الأستاذ حزني (١) أنها عنده في راوندوز. ووقائعه مشهورة في تاريخ العراق. ولعل في الكتب المذكورة ما يكشف عن إمارة سهران وعلاقة محمد باشا بها.

ومن جملة الوقائع المهمة هناك أن حاكم صوغوق بولاق قد قتل ابن رئيس هذه القبيلة بابيراغا. وهذا لم يهدأ لما ناله ، وصار يهاجم بقبيلته هذه الإمارة للانتقام منها ، فعلم الحاكم إنه سوف تقع أضرار جسيمة إذا لم يؤد الدية عن المقتول ، ويرضي القبيلة. وعلى هذا أعطيت الى بابيراغا قرية لوجين المحتوية على مائتي بيت ، التابعة (صوغوق بولاق) فتمكن هناك. هذا مع العلم بأن فرقة كادرويشي قد انفكت من طائفة منكور ، ولم تتصل بها بل قطعت علاقتها منها ، فصارت تعد من قبائل العراق ، وكان لها قطعة أراض في لاهيجان يقال لها (نلين) حاول الإيرانيون أن يتخذوها وسيلة للتسلط عليهم ... ولم تنقطع علاقة بلباس من إيران ، ولا من العراق ... وكان النزاع لايزال إلى أيام درويش باشا الفريق ...

وكانت الدولة العثمانية تبذل جهودها في جلب قبائل بلباس لجانبها ، وأن الفريق المشار إليه قدم تقريره لوالي بغداد المشير نامق باشا يوصيه بلزوم جلبها وتأليفها. ولا يعلم ما جرى بعد ذلك من وسائل تقريب هذه القبائل ... وبالتعبير الأولى لم تظهر نتيجة ما ...

وهكذا يقال في طائفة بيران من قبائل بلباس ، فقد كان رئيسها قرني اغا قد راجع مدير ناحية كويسنجق لما ناله من الحيف ، فلم يسعف مطلوبه ، وإن إيران بعثت إليه قوة ، وحاولت القضاء عليه إلا أنه قد تفاهم معها ... وأخذت منه رسوما أميرية ... والوقائع مع العشائر المذكورة لا تزال دائبة الى أيام المماليك ، وإلى أيام الفريق درويش باشا وهي ذات علاقة

__________________

(١) كان أديبا فاضلا ، وكاتبا معروفا ، وصحافيا وله مطبعة صغيرة يطبع بها بعض الرسائل ، وكان قد أقام ببغداد مدة وتوفي في عشرين أيلول سنة ١٩٤٧ م ودفن في مقبرة الشيخ معروف ببغداد رحمه الله تعالى.

١٣٠

قوية بين إيران والعراق والمنازعات قائمة (١). ففي سنة ١٢١٧ ه‍ أيضا حصلت شكوى من بلباس وما أوقعوه من أضرار بإيران كما ينطق بذلك تاريخ (دوحة الوزراء).

وعلى كل حال بقيت المسألة بين اليأس والرجاء حتى قبيل الحرب العالمية الأولى ، ولا تزال قضايا الحدود موضوع الحل ، وتعينت لجنة للقيام بهذه المهمة ، وهي جادة في عملها ، وسائرة في تثبيت الحدود بين إيران والعراق إلا أن الحرب العالمية الأخيرة وقفتها. وسنتعرض بسعة للحدود ، وما كان يجري عليها من نزاع في (تاريخ العلاقات بين إيران والعراق).

هذا ومهما بحثنا في هذه القبيلة فهو قليل من كثير لما لها من العلاقة بالحدود ، وبإمارة بابان ، وبفروعها الموجودة في العراق. فلا نتعرض لأكثر من ذلك إلا أننا نؤكد أن القبائل التي على الحدود هي منشأ النزاع ، ومثلهم مثل أراضي الطابو المجاورة للأراضي الأميرية الصرفة في توليد النزاع ... بأمل أن يكون أصحابها بنجوة من كل تبعة ، ومن الرسوم الأميرية فيحدثون الغوائل.

وجاء في عنوان المجد ما نصه :

«عشيرة البلباس في غاية الكثرة والشجاعة ونشأ فيهم علماء أعلام منهم شيخي العلامة المدقق إبراهيم الرمكي.» اه (٢)

طوائف بلباس :

هذه عدها درويش باشا في تقريره خمس طوائف ولم يزد على ذلك وهكذا المعلوم اليوم وهي منكور ، ومامش ، وبيران ، وسن ، ورمك. أما هولمزبار فإنها معدودة من رمك. وهو جدير بالأخذ ومنهم من عدها قبيلة مستقلة من قبائل بلباس.

__________________

(١) تقرير الحدود ص ٧٨.

(٢) عنوان المجد ص ١٦٥.

١٣١

١ ـ منكور :

وهؤلاء يعدون قبيلة قائمة برأسها نظرا لكثرتها وتوسعها ... تميل في الصيف الى صغوق بولاق في المواطن المعروفة ب (نلين منلر) ، وفي الشتاء يصيرون الى بيشدر التابعة للواء السليمانية فيشتون هناك.

يمتدون من دربند رانية الى بسوه حتى أطراف لاهيجان ، وكانت بسوة للعراق والآن بيد إيران ، والحد اليوم جبل (قنديل) ، فالجانب الذي في جهتنا منه يقال له (جبل وزنه) من العراق وفي تصرفه ، تابع قضاء راوندوز في بالك. ولما دخلت بسوة في تصرف إيران دخلت ١٥ قرية في إدارتها ، وصارت معدودة من قطعة لاهيجان ، وكان انفصالها في سنة ١٢٦٧ ه‍ ودخلت تحت إمارة (عزيزه سوره) من أقارب بيروت اغا والجانب الآخر من الجبل في تصرف إيران ، وليس للعراق سابق علاقة به إلا علاقة رحلة الشتاء والصيف ... ومن القرى العراقية التي دخلت في تصرف إيران :

١) سلوى.

٢) كرده سور.

٣) بولكا.

٤) كرده كاولان.

٥) شيخان نوك.

وهذه القرى كانت في يد قبيلة بيران ...

ويقيم هؤلاء في :

أ ـ منكور كوستان. وهم منكور الجبل ، وإن كوستان هو كوهستان بعينه. وهذه الفرقة الآن في إيران وسميت بهذا الاسم لأن مواطنها جبلية.

ب ـ منكور كرمين. وتلفظ باشباع الياء فيقال كرميان. وهذه تعود الى منطقة بيشدر من العراق ، وقسم منهم في إيران وطوائفهم سواء في إيران والعراق هي :

١٣٢

١) اوجاغ (وجاغ) يصطافون ضمن الأراضي الإيرانية ، ورؤساؤها اغوات. رئيسهم حمد اغا في إيران ، وفقي حسن في العراق ، نصفهم في العراق والباقي في إيران ، ولا يزال فيهم بعض الملالي. وأما الاغوات فإنهم لم يبقوا على وضعهم القديم بعد أن كانوا متدينين.

٢) كادرويشي. هم منكور كوستان وهو اسمهم الأصلي ورؤساؤهم كثيرون. منهم عبد الرحمن اغا. وهذه أيضا نصفها في إيران والباقي في العراق وتذهب صيفا الى نلين منلر التابعة الى صوغوق بولاق ، وشتاء تأتي الى بيشدر من ملحقات السليمانية.

ومن فروع كادرويشي :

أ. المزيامرا.

ب. مرنكته.

ج. باب رسوا.

د. كلهر. وهؤلاء في الحقيقة ليسوا منهم.

ه. شنلانا.

و. حضراجيا.

ز. اومربل.

وقراهم في نلين منكور :

١ ـ بازركان.

٢ ـ مام هيبه.

٣ ـ شختان.

٤ ـ سلوس.

٥ ـ هنكاوا.

٦ ـ كرد نلين.

٧ ـ شالو.

١٣٣

٨ ـ كاكش.

٩ ـ بامر.

١٠ ـ كرمندار.

١١ ـ سر بيز.

١٢ ـ كده.

١٣ ـ خره غالان.

١٤ ـ قاواوا.

١٥ ـ لوسه.

١٦ ـ رّنا.

١٧ ـ بدرآوا.

١٨ ـ كولك.

١٩ ـ سوستان.

٢٠ ـ كيديج.

وفي صغوق بولاق قراهم :

١ ـ سياقول بالا.

٢ ـ سياقول زير.

٣ ـ داغا.

٤ ـ كوتر.

٥ ـ صر مساغلو.

٦ ـ باكردان.

٧ ـ حسن جب.

٨ ـ زيوه.

٩ ـ خانكه.

١٣٤

١٠ ـ لمونج.

١١ ـ بي آنكوين.

١٢ ـ دوله سير.

١٣ ـ خوله بول.

١٤ ـ آفان.

١٥ ـ آميد.

١٦ ـ روسيد.

١٧ ـ نانج بولاخ.

١٨ ـ خانون آستي.

١٩ ـ حاجي ماميان.

٢٠ ـ غوليار.

٢١ ـ بيتاس بالا.

٢٢ ـ توتلو.

٢٣ ـ جوآله رشان.

٢٤ ـ لاجين.

٢٥ ـ بيتاس زير.

٢٦ ـ كهنه سيكا.

٢٧ ـ قاشقنه.

١) زودي منكور كرمين وهو اسمهم الأصلي. ويجب أن يكون من كادرويشي إلا أن الحالة تطورت وتقيم في العراق في بيشدر. وكان رئيسهم بايس باشا (١) والآن رئيسهم حسن اغا ابن بايس باشا. ولهذا اخوة من ابناء

__________________

(١) ويلفظ بايز باشا. وهذا كان رئيس قبيلة منكور ابان اعلان الحرب العظمى الأولى وان الدولة العثمانية كانت قد استخدت هذه القبيلة في القوة السفرية التي اعدتها منعا من تجاوز الروس على الموصل فالتحق الباشا المومى إليه بقبيلته وأولاده بهذه القوة. وقد حدث معركة بين خيالة الروس وخيالة العثمانيين في الموقع المسمى «سلدوز» الكائن بين صاوجيلاق وبحيرة رومية «ارميه». فجرت معركة عظيمة دامت ست ساعات بصورة دموية. وإن ابن بايز باشا قرني بك قد ابدى ـ

١٣٥

بايس باشا ترحل صيفا الى نلين منلر وتعود شتاء الى بيشدر. وهذه الفرقة مشهورة أيضا بشجاعتها واقدامها وكان رئيسها قبل ستين سنة حمزة اغا وهو زعيم شهير ، وتقطن هذه في أنحاء أذربيجان ، وقسم منها في بتوين ...

وفروعها :

١) زركه يي.

٢) خضر مامه سا.

٣) يوسف كاسكي.

٤) اجي مامي.

وقراهم :

١ ـ آوخوارده.

٢ ـ بيقوس.

٣ ـ خره جوندره.

٢ ـ مامشي :

يقيمون شتاء في لاهيجان من مضافات صغوق بولاق في أنحائها الشرقية أي فيما وراء جبل قنديل وفي بعض السنين يميلون الى لواء السليمانية الى بيشدر ، وبتوين وكويسنجق (١). والآن جميعهم في إيران ، فكان للتضييق أثره في بقائهم هناك. ورئيسهم الآن في إيران الحاج قرني باشا ويقيم في مقاطعة بسوه ...

__________________

ـ من البسالة ما شهد له بها القوم فجرح بجروح بليغة فتوفي من جرائها. وكتب ببرقية للدولة يفيد فيها أن ابني الصغير قد قتل الكثيرين من الروس فمات مما اصابه من جروح ، فصار فداء للسلطان وان شاء الله سأكون أنا وأولادي الآخرين فداء في سبيل خليفتنا ...

أثنى سليمان نظيف بك على هذه البسالة الخارقة ولهج بما جرى من تفاد .. في كتابة «بطاريه ايله انش» ص ٦٢ والتفصيل هناك.

(١) تقرير الحدود لدرويش باشا الفريق.

١٣٦

ويقيم هؤلاء في :

١) كرمين. وهم تبعة العراق.

٢) كستان. تبعة إيران وتساكنهم قبيلة (زرزا) ومنهم في التون كوبري وأصلهم من كرمين ، والآن هم كستان ورئيسهم حمزة اغا. وفروعهم :

١ ـ حمزة آغايي.

٢ ـ مربو كر.

٣ ـ مربا بكره.

٤ ـ فقي وتمانه.

٥ ـ جماله.

٦ ـ كاسوري.

٧ ـ جوخور.

٨ ـ بيلوند.

٩ ـ دمبور.

١٠ ـ كراودله.

١١ ـ به يي.

وقراهم :

١) سنكان.

٢) أمير آباد (ميرادا).

٣) نلي وان.

٤) شاوانه.

٥) كرد كاشه.

٦) بيزآوا.

٧) كرك اوا.

١٣٧

٨) آل اوا.

٩) قروش اوا.

١٠) نرزيوا.

١١) بوش آوا.

١٢) كاني سورك.

١٣) خرشت.

١٤) بيم زرتا.

١٥) هيهه.

١٦) بيتريان.

١٧) شيوه سماك.

١٨) دراوا.

١٩) زما.

وهؤلاء كانت لهم الوقائع المعروفة ، ورئيسهم أيام الفريق درويش باشا يسمى بيروت آغا ، وكان عم أبيه إبراهيم سلطان قد ضبط سلدوز وحكمها لمدة أربع سنوات أو خمس سنوات ، وبعدها انتزع منها الحكم اسميا ، وبقيت متسلطة على تلك الأنحاء ، ولها النفوذ الكبير في إيران ...

٣ ـ بيران :

وهذه قبيلة كبيرة ومهمة من قبائل بلباس رئيسها في إيران محمد أمين اغا ، ولا يزال قسم منها في كويسنجق ، وفي أراضي بيتوين ، وفي قره جوغ ، وإربل وما وا لاها. وفي الصيف يميلون الى لاهيجان. وفي بيتوين رئيسها سوار اغا ابن محمد اغا (حمه اغا) وهذه القبيلة كان لها رئيس يسمى قرني اغا ، وله جد بهذا الاسم ، ذكر الفريق درويش باشا انه تجاوز على بلد خوي فضبطه ... ولهم وقائع مشهورة ...

١٣٨

وعد بعضهم من فروعها كردي ، وآكو ، وهذا غير صحيح.

وإنما فروعهم :

١ ـ مورك. كان رئيسهم رستم اغا.

٢ ـ برجم. ويدعون الانتساب الى ابي بكر الصديق.

٣ ـ احمد آلكه.

٤ ـ هوله مله.

٥ ـ حسن آغايي.

٦ ـ مخانه.

٧ ـ سه بريمه.

٨ ـ فقي خاليا (فقي خليا). ومنهم من يعدهم فرقة برأسها ورئيسها كوخه موسى.

٩ ـ وسطا بيرا.

١٠ ـ ييوا.

١١ ـ هرزن سما.

١٢ ـ هون هل كرينا.

وهذه كلها بينها العرافون وصاحب سياحتنامهء حدود.

ومن مواطنهم في لاهيجان القرى التالية :

١ ـ كلكين.

٢ ـ زركه.

٣ ـ قلات.

٤ ـ قرني اغا.

٥ ـ كرده سور.

٦ ـ خانه.

١٣٩

٧ ـ كهنه لاهجان.

٨ ـ تركسرو.

٩ ـ دلاوان.

١٠ ـ درمكه دريقه.

١١ ـ ديلزه.

١٢ ـ باديناوا.

٤ ـ سن :

وهذه القبيلة تابعة للعراق ، وتعد من بيران. والآن هي قائمة بنفسها ... تشتي في بتوين ، وتصيف في أنحاء سردشت وما يجاورها مثل نلين ، وفقيه عيسى ، ودشت وزنه.

٥ ـ رمك :

وهذه من القبائل الكبيرة من بلباس ، وهي من أهم قبائل بتوين تقيم بها صيفا وشتاء ، ولا ترحل الى إيران ولكنهم في موسم الصيف يبعثون برعاتهم ومواشيهم الى أنحاء لاهيجان بالاعتماد الى بعض وكلائهم ...

ويعدها بعضهم فرعا من قبيلة بيران والأكثر على أنها قبيلة قائمة برأسها من بلباس. ورئيسها كاكه أمين اغا.

ويتفرعون الى :

١) رمك فقيه ويسي.

٢) رمك فقيه عبد الله اغا.

٦ ـ هولمزيار :

ومنهم من ينطق بها هومزيار وهو الصواب في صحة التلفظ وتعد من رمك ، وآخرون يعتبرونها فرقة مستقلة والصحيح انها من رمك. رئيسها

١٤٠