موسوعة عشائر العراق - ج ٤

عباس العزاوي المحامي

موسوعة عشائر العراق - ج ٤

المؤلف:

عباس العزاوي المحامي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الدار العربيّة للموسوعات
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٢٠

(٤)

قبيلة كشكي

وهؤلاء رئيسهم دارا خان ابن محمد خان ابن شاه مراد خان ابن فتح الله خان ابن شاه مار خان بن باجلان خان ابن ميرزا خان وكنت قد رأيته. ويقيمون في كامران صيفا ، وكج شامراد خان شتاء ، ومواطنهم في إيران في شمال روانسر. وفي الحقيقة هؤلاء من قبيلة الكلالية إلا أنها معدودة بين قبائل الجاف. انفصلت عن (كلالي) من مدة ، والآن مستقلة بنفسها ...

وفروعهم :

١) شيخ حسني. الرؤساء.

٢) زوراب وني. رئيسهم كتخدا سادة خان بن كمر.

٣) قته وني. رئيسهم كتخدا احمد بن رحمة علي.

٤) كلكه وندي. رئيسهم كتخدا محمد بن حسن.

٥) ميره وندي. رئيسهم كتخدا محمد بن حيدر.

وهذه المعلومات مستقاة من نفس رئيسهم. ولم أجد لها ذكرا في سياحتنامهء ولا في تحديد الحدود.

١٠١

(٥)

قبائل هاورامان

إن جبال هاورامان (آورامان) بين العراق وإيران ، وإن الأنحاء المطلة منها على صحراء شهرزور ، وناظرة الى قلعة (زلم) كانت بموجب المعاهدة الإيرانية ـ التركية أيام السلطان مراد تعود إلى العراق فما كان بسفح جبلها من الجانب الغربي في العراق والقسم الشرقي من الجبال المذكورة المطل على إيران يعود لها. وفي هذا القسم بلدة هاورامان. والقرى هناك لإيران ، وإن الحدود الفاصلة منتصف ذروات الجبال.

والقرى في الجانب الغربي بمقتضى تلك المعاهدة تعود الى العراق إلا أن إيران قد تصرفت بقسم من هذه القرى ، والقسم الآخر يعود للعراق. ويسكن هناك قبائل يقال لها قبائل (هاورامان) ، منها ١٧ قرية تحت سلطة إيران ، والقرى المتباقية تحت تصرف العراق.

وأهمية هذه المواطن في قبائلها. أما الحدود وتفصيل القول فيها ، والجبال وأوضاعها الجغرافية ، ونهر سيروان وسيره ، وقلعة زلم والبحث في موضوعها ... كل هذه مما بسطنا القول فيها في (تاريخ العراق) ، وفي (تاريخ شهرزور أو السليمانية) اللواء والمدينة. فلا طريق للبحث في ذلك الآن ، ولا فيما يتجدد من آمال ، أو ظهر منها في مختلف العصور.

والملحوظ أن توزيع هاورامان بالنظر للسلطة والإدارة أمر سياسي لا غير.

راجعنا مراجع كثيرة لمعرفة هذه القبائل وماضيها التاريخي فكانت النصوص قليلة ، كما أننا رأينا المحفوظات مرتبكة ، والوقائع أساطيرية ، أو

١٠٢

متداخلة تتعلق بإمارتهم أو رياستهم القبائلية. ومن المشاهد أن هؤلاء يسكنون قرى عديدة في صافقي الجبل من شرقية وغربية ، ومنتشرون هنا وهناك ونتولى أمرهم أو شؤونهم أمراء ، وإن الحاكمية للقسم الإيراني ، وللقسم العراقي تابعة للضرائب والأمور السياسية ، واستيفاء المقرر المعتاد قديما وحديثا فهي سلطة عامة في أمور معينة لا تتجاوزها ، والسلطة في الحقيقة لأمرائهم.

ويرجع تاريخ هذه الإمارة الى زمن قديم ، وعرض لها بعض الانحلال في أوائل القرن الحادي عشر من أيام الشاه حسين الصفوي ، ثم عادت الحياة أيام هواس قلي خان في قصة ، وتوالى أمراؤهم الواحد بعد الآخر ، ومن آخرهم جعفر سلطان ، وقد توفي ، والآن ذريته معروفة والإمارة فيهم وقد بسطنا القول فيها في (تاريخ شهرزور).

أما القبائل فهي موضوع بحثنا. وأصحاب القرى في هاورامان من الرعايا أي ممن لم يكن من بيت الإمارة يدعون (كورانيين). ومعناها (المقيمون) كما أن الجاف يطلق على الرحل. ولعل الملازمة عينت ذلك. وبين قصر شيرين وبين كرمان شاهان (قرمسين) كورانيون أيضا وكثرتهم هناك إلا أنهم على (عقيدة العلي اللهية) ، كما أن قرية واحدة من قرى هاورامان على عقيدة الكاكائية وهي قرية (هاورا) يعتقدون في (سلطان اسحاق) بما هو أشبه بالعبادة وقبره في قرية (شيخا) قرب قرية (نوسود) التي كان يسكنها جعفر سلطان. وإن الكاكائية يزورون هذا المرقد سنويا ، وليس لهم يوم معين لزيارته ، والأكثر يأتون في فصل الربيع (١).

وباقي القرى مسلمة ، شافعية المذهب ، وطريقتهم نقشبندية ، وقليل منهم (قادرية الطريقة) وقد توزعت هذه القبائل الى مجموعات كبيرة (قبائل) (٢).

__________________

(١) تكلمنا في عقائدهم وأحوالهم في كتاب «الكاكائية في التاريخ» ، وفي عقائد العلي اللهية في تاريخ العراق بين احتلالين ج ٢ و ٣.

(٢) ورد في خلاصة تاريخ الكرد وكردستان ص ٤٠٢ ذكر بعض قبائلهم.

١٠٣

وهنا نذكر أقسامهم على الوجه التالي :

١ ـ هاورامان لهون. وهذه منها تابع للعراق ، ومنها تابع لإيران.

والعراقية منها داخل ناحية خورمال من قضاء حلبجه (اليجه). وهذه قراهم التابعة للعراق :

١) طويله.

٢) سوسه كان.

٣) بلخه.

٤) دركاش خان.

٥) بالا نبا.

٦) خار كيلان.

٧) هوار.

٨) دره نفي.

٩) كريدانه.

١٠) بدين.

١١) بياره.

١٢) نارنجله.

١٣) كلب.

١٤) بنجودره.

١٥) ناويره.

١٦) سركف.

١٧) هانه وند.

١٨) وزه مر.

وقرى هورامان لهون التابعة لإيران :

١) نوسود.

٢) طشار.

٣) وزلي.

١٠٤

٤) شره كان.

٥) نروي.

٦) نروشاه.

٧) هجيج.

٨) هجيجيا.

٩) شوشمربرو.

١٠) زاور.

١١) شوشمر خوارد.

١٢) شيخان.

١٣) هيروي.

١٤) بله بزان.

١٥) هانه كرمله.

١٦) كيمنه.

١٧) بدرواز.

١٨) داريان.

والملحوظ أن القرى كانت ١٧ قرية. ولعل اندثار بعض القرى وحياة أخرى أدى إلى أن تكون ١٨ قرية.

ومن قرى هاورامان لهون في جوانرود ويقال لهم «هاورامان جوانرود» وهم تابعون لإيران :

١) باوا.

٢) بندره.

٣) دسره.

٤) خلكا.

١٠٥

٥) كلال.

٦) دره ببان.

٧) درمور.

٨) نوسر.

٩) قشلاق.

١٠) دينوي «ونيدي».

١١) زيران.

١٢) دوريسان.

١٣) نورباو.

١٤) نجار.

١٥) كومه دره.

١٦) دري بر.

١٧) دوران.

وقسم منهم يقال له «هاورامان دزلي» وهؤلاء بعض قراهم في العراق والباقي في إيران(١).

قبيلة «هاورامان تخت» تابعة لإيران إلا أن قراها قليلة.

هذا وإن إمارة العراقيين اليوم بيد أفراسياب بن رستم سلطان. وكانت الإمارة قبله بيد والده ، فلما توفي صارت الإمارة الى عمه «جعفر سلطان ابن محمد سعيد سلطان» فآلت الإمارة الى أفراسياب فهو أميرهم في العراق. وأما في إيران فإنها بيد كريم بك ابن جعفر سلطان. والكلام على إمارتهم فصلنا بحثه في «لواء السليمانية».

وهنا نشير الى أن لغة الكورانيين تختلف عن لغة أهل السليمانية إلا

__________________

(١) جاءت حوادثهم في تاريخ العراق بين احتلالين.

١٠٦

أنه من الممكن أن يتفاهموا فلا يعسر التخاطب ، ومعرفة الغرض في التعبير. فمثلا آوى يراد بها آب ، آو بمعنى «ماء» ، وآخكر أي جمرة الى آخر ما هنالك. ويقال ان لهم لغة خاصة بهم ، ولهم كتاب مدون في تلك اللغة يحرصون عليه ولا يظهرونه لأحد إلا أننا لم نجد تدوينات عنه.

وجاء في تقرير الحدود أن القرى العراقية ١٧ قرية ، وفصل أوضاع الحدود هناك كما أن صاحب سياحتنامهء حدود قد أوضح الجبال والطرق والأنهار إيضاحا وافيا مما لا محل لذكره هنا (١) وقد أوضحنا في تاريخ العراق بعض الحوادث هاورامان إيران فنكتفي بالإشارة هنا. وكان ذلك أيام فرهاد ميرزا ، وكان أميرهم حسن سلطان ...

ومن علمائهم المشاهير آنئذ الشيخ عمر الهورماني قد قام بإصلاح ذات البين ، وسعى جهده أن يؤلف بين العشائر والدولة الإيرانية ، ولهذا اقطعه الشاه مقاطعة مكافأة له فأجابه مخاطبا البرق (التلغراف) مجيبا له ومعتذرا عن قبول هدية الشاه قال :

ما آب روي فقر وقناعت نميبريم

أي «تل» بكو بشاه كه روزي مقررست

__________________

(١) تقرير درويش باشا ص ٥٠ وسياحتنامهء حدود ص ٢٣٧ وما بعدها.

١٠٧
١٠٨

(٦)

قبائل ايل غواره

هذه القبائل تشبه العشائر العربية في طباعها وكثير من أعمالها لما فيهم من نخوة ... إلا أن الفقراء منهم ينالهم الحيف من الأقوياء. ولا توجد مشادة بينهم وبين أهل القرى ، ولا مع بعضهم ، وأما علاقاتهم بإيران فهي حسنة جدا ، ولهم ألفة مع الوجوه والأعيان هناك ... وايل غوارة سميت القبائل التي تحله باسمه.

يتعاطون الزراعة إلا أن هذه أقل مما يكفيهم ، ويتعيشون في الأكثر من تربية المواشي ، وما يتحصل منها من لبن وجبن وسمن وصوف وجلود يتاجرون بها وبمنتوجاتها ، ويتعهدون الخيول إلا أنها لم تنل الرواج أو القيمة المشهودة في الخيول العربية. وينسجون أنواع البسط والسجاد فيبيعونها في الأطراف ، ويصنعون من الشعر بيوتا لاستعمالهم ...

وعلى كل لا يختلفون عن سائر القبائل الكردية هناك ... وتعد كافة القبائل التي تقيم فيه بهذا الاسم ، واللفظ مغولية ، وشاعت هناك ألفاظ مغولية كثيرة ، فقد كان طريقهم الى هذه الأنحاء ، وو لذا نرى أكثر المواطن معروفة باسمها المغولي. وتخفف فيقال «قبائل غواره» ...

يتجولون في سورداش ، وسرجنار صيفا ، وفي بازيان شتاء. ويجمعها عدة قبائل بينها ما هو من قبائل الجاف أو مستقل عنها ، أو ما هو معدود منها. وهؤلاء في أنحاء لواء السليمانية ، ويميلون في الربيع إلى إيران إلى

١٠٩

صوغوق بولاق (صاوجبلاق).

وبين هذه ما يعد من القبائل الأخرى ، وليس لها جامعة قرابة تجمعها ، ولا ارتباطا تتصل به سوى المكان. ومر ذكر بعضها فلا نرى محلا لإعادة القول فيها ، وإنما نذكر البواقي مما لم يسبق ذكره منها.

١ ـ اسماعيل عزيزي :

كانت كثيرة العدد ، والآن في قلة بالنظر لقبيلة الجاف ...

وهذه القبيلة في أنحاء السليمانية ، وكانت مع الجاف ، إلا أنها اليوم منفصلة عنها ، وتعد من القبائل المعروفة ويصح أن تعد من نوع كلالي ساكنت الجاف وعاشت معها. والصعوبة كل الصعوبة في مثل هذه الحالة أن تعد القبيلة مشتقة من الأخرى ما لم تظهر لنا أدلة كافية على الاشتقاق ، خصوصا إن القبائل في مثل هذه الحالة قد تسمت بأسماء جديدة بالنظر للمواطن التي حلتها ، فغلبت عليها أو الأشخاص الذين ظهروا فيها ، واشتهروا كثيرا بحيث عاد لا يعرف الاسم الأصلي ، وهكذا ... بل عاد خارج الامكان أن نعتبر القبيلة مشتقة من الأخرى ما لم يكن ذلك محفوظا عنها أو مسموعا من رجال قبائلها العارفين بتاريخ قبيلتهم ... وفي سياحتنامهء حدود بين أنهم خمسمائة بيت.

وفرقهم :

١ ـ مير أغايي. رئيسهم رشيد حمه اسمر.

٢ ـ كومه يي. رئيسهم فقي حسن محمد أمين.

٣ ـ نفس اسماعيل عزيزي. رئيسهم محمد صالح بن محمد بك ، ومجيد بك فيض الله بك.

٤ ـ قره ويسي. رئيسهم مرزاي الغالي.

وتعد هذه القبيلة اليوم من القبائل المجاورة للجاف. وإن عشيرة (كرد) في لواء إربل من هذه القبيلة ، تسكن في أنحاء كويسنجق عرفوا بهذا

١١٠

الاسم ، وصاروا كأنهم قبيلة مستقلة. وأصلهم من هذه القبيلة. ويأتي الكلام عليهم.

٢ ـ منرمي :

وهذه كانت تؤدي ضرائب نحو (٤٠) ألف قرش سنويا لأمراء بابان ، وفي أيام صاحب سياحتنامهء حدود تفرقوا شذر مذر وأقاموا في القرى والآن لم يكونوا في كثرة ... وليس لهم فروع مهمة ...

٣ ـ اغاسوري :

رحل ، مع الجاف صيفا وشتاء ، وينتسبون الى قبائل ايل غواره ، أو يعدون منها.

٤ ـ كلوي أو كلو وكاواني :

وهذه من قبائل ايل غوارة ، وتابعة راوندوز من اربل. رئيسهم عزيز ابن قلنج اغا. ومن قراهم :

١) كوسكه.

٢) سيوه كا.

٣) سوكند.

٤) زر جويس.

٥) جمكا.

٥ ـ قبائل ايل غواره الأخرى :

ومن قبائلها أيضا ما هو في قلة. وهذه أشهرها :

١) مر زنك وكرزه يي.

٢) جوجاني.

١١١

٣) بيسري.

٤) قاويله يي.

٥) شيخ اسماعيلي.

٦) ورمزيار.

٧) صاتياري.

٨) كافروشي.

٩) هباسي.

١٠) مامه ليسي.

وكانت مواطن هذه القبائل تعتبر ناحية من نواحي السليمانية تعرف باسم ناحية «ايل غواره» ، أو ناحية «غواره». وهم عشائر عديدة وكلهم شافعية ، يذهبون صيفا الى أنحاء صاوجبلاق (صوغوق بولاق) ، وهي أنحاء إمارة مكري وقبائلها ، وفي الخريف يعودون إلى أنحاء السليمانية الى سورداش وبازيان وقره داغ ، وفي الشتاء يميلون الى عسكر ، وقلعة سوكه ، وسرجنار وكند اغاج وجوبق قلعة ، وجمجمال ، وبازيان وقد يمضون الى أنحاء كركوك الى مواطن الزند وزنكنه (١).

وهذا مشهود إلا أن الصلة بإيران ، والتجول في أنحائها أو الرحلة اليها قد انقطع في هذه الأيام نوعا.

__________________

(١) سياحتنامهء حدود ص ٢٤٦ وسالنامة الموصل ص ٢٢٨.

١١٢

(٧)

قبائل بيشدر أو بيزدر

في معجم البلدان (بشتير) قرية ينسب إليها الشيخ عبد القادر الكيلاني ، وهذه القبيلة لا تعرف صلتها بتلك القرية ، والمعروف أنها تعني ما وراء المضيق (الجبل) مما يلي العراق في المواطن التي تقيم بها ، وتسمى باسم ذلك المكان ويلفظ (يزدر). وهذه القبيلة حديثة العهد في تكونها ، فلم يعرف لها ذكر في كتب التاريخ بهذا الاسم وتعد اليوم من أقوى عشائر الكرد. ورئيسها عباس آغا ابن محمود آغا ، وقد نبغ منها علماء كثيرون منهم حسين أفندي الپزدري المتوفى في ٣ شوال سنة ١٣٢٢ ه‍ ١٩٠٥ م من مدرسي مدرسة الإمام الأعظم ببغداد.

وأعتقد أنهم يتفقون وبلباس في أصل واحد ، اتصلوا بالموقع المعروف باسمهم ، فتسموا بيشدر وغلب عليهم ، وهكذا بابان من عين الأصل ، والكل يقال لهم (خالدي) وينتسبون إلى بني خالد ، أو خالد بن الوليد أو خالد آخر ومهما كان فالآن يعرفون باسم المكان. ومنهم أمراء بأنه (البكزاده) وكذا (فيض الله بكي) بين ساقز وصوغوق بولاق. يقال انهم كلهم أبناء جد واحد.

وتسكن مع بيشدر في المكان المعروف في أيام العثمانيين (بمعمورة الحميدية) وتمتد الى سردشت. وكان مركز قضائها قلعة (دزه) ولم يكن لهؤلاء مدن وإنما هم أهل قرى ، ورحل ، وفي أيام الترك كان القضاء

١١٣

(مركه) ثم صار المركز قلعة دزه والمنطقة (بيشدر) صارت تطلق على السكان.

وبيشدر من أقضية لواء السليمانية وقد جمعت قبائل عديدة وطفحت الى الأطراف ، ومنها في إيران ، ومنها في اربل.

ويجاورهم في إيران عشيرة كورك ، ومنكور ، وفي العراق قبائل آكو ، وسن ، ورمك ، وبيران. ومن قبائلها :

١ ـ قبيلة نور الديني :

فرقة الرؤساء. وهذه في الحقيقة ينتسب آل بابان إليها ، فهي أصل. وبعضهم يسميها (نور الديني) رأسا لا بيشدر فعرفت باسمها الأخير. وإلى نور الديني ينتسب جد البابان. وإن فقي أحمد نشأ في قرية دار شمانه من قرى بيشدر في عشيرة نور الديني. ومنهم من يقول من (سكر) (١).

وبيشدر خلف (دربند رانيه) وتقع وراء بيشكي دربند ، والعشيرة تسمى (نور الديني) ، والرؤساء من (مير آودلي) وهي من أكبر العشائر في أنحاء الكرد ، ويرجعون كلهم الى محمد اغا. ورؤساؤهم :

١) با بكر اغا ابن سليم اغا.

٢) محمود اغا.

٣) بكزاده.

٤) احمد اغا.

٥) عباس اغا ابن محمود اغا.

٦) هومر اغا (عمر اغا).

٧) علي اغا.

__________________

(١) راجع قبيلة بلباس.

١١٤

٨) رسول اغا.

كانوا إخوة ينتسبون الى جدهم الأعلى محمد أغا وله (٢٥) ولدا والفروع متشعبة منهم.

٢ ـ شيلاني :

وهذه القبيلة في أطراف مركه. وهم تابعون لنور الديني. ورئيسهم عباس سليم اغا. ولم يكونوا من نفس نور الديني. وإنما هي قبيلة على حدة.

٣ ـ سوسني :

ومنهم من يقول (سوسلي). وهؤلاء رعايا. ويعدون من نور الديني. ورئيسهم عبد الله بابز اغا. الآن داخل حدود ايران وتعد اليوم عشيرة على حدة.

٤ ـ مير اودلي :

رؤساء هذه القبيلة رؤساء قبائل (بيشدر). ورئيسهم با بكر اغا في نفس بيشدر. ورئيسهم عباس اغا ابن محمود اغا في شهر بازار.

وهؤلاء أصلهم خالدي كما مر ، وكذا أهل دار شمانه ، وأمراء بانة وفيض الله بكي ... كلهم يعدون أبناء جد واحد.

ولغة بيشدر تختلف عن لغة السليمانية ، وعن لغة الجاف. ومن بيشدر من هم في مركه. ورئيسهم بايير اغا وأصلها أخوان أحدهما مير اودل (مير عبد الله) ، ومنه تكون مير اودلي. والآخر فقي أحمد ومنه تكون آل بابان فجاؤوا الى دار شمانه ثم الى قره جوالان وهما قريتان.

٥ ـ جاف ياخيان :

(جافتي بيشدر) ضمن عشيرة بيشدر. ويقال لهم (جافه رشكه).

١١٥

و (جاف تلان) بين بيشدر والسليمانية ، فوق (سوردار).

وهؤلاء تبع بيشدر وليسوا منهم وإنما هم جاف كما هو معلوم من نفس القبائل ومن التسمية.

١١٦

إمارة آل بابان

من أمد بعيد حكمت شهرزور والأنحاء المجاورة لها. عدّ صاحب الشرفنامة من رجالها (بير بوداق بن مير أبدال) وهو أول من عرف منهم ، وتوسع نطاق حكمه الى مكري وبانه ، وتقدم نحو سهران ، وبعد وفاته خلفه ابن أخيه (بوداق ابن رستم) ، فلم يطل حكمه ، فانقرضت هذه الإمارة ، إمارة بابان ولم يبق الا اسمها ...

ثم انتقلت هذه الإمارة الى أعوان الأمير بوداق ولكنها حافظت على اسمها السابق ، ومن هؤلاء نظر بن بيرام قد تغلب على هذه الإمارة ، وامتدت سطوته الى كفري. وكان حسن التصرف وبوفاته صارت هذه الإمارة الى اثنين من أمراء (بير بوداق) ، توزعوها ، واقتسموا حكمها وهما إبراهيم وسليمان ، ثم استأثر سليمان بالحكم ، وقتل نده إبراهيم ، واستقل بإمارة بابان.

وبعد وفاته طال النزاع بين أولاد الأمير إبراهيم ، وأولاد الأمير سليمان ، فلم يستقر حكم لواحد ، ثم آلت الى الدولة العثمانية ، ولم يبق من يحكم البلاد ، وإنما كان يتولى كل صقع رجاله المميزون من رؤساء القبائل وأعيان القرى ، وبقيت كذلك من أيام السلطان مراد الثالث حتى سنة ١٠٠٥ ه‍ وينتهي بها ما قصه صاحب الشرفنامة (١).

ومن تواريخ عديدة يفهم أنه ظهر رجل يدعى (فقيه أحمد) ، أو (فقي

__________________

(١) الشرفنامة ص ٣٧٢.

١١٧

أحمد) كان من قبائل بيشدر (يزدر) ، وصار عماد هذا البيت ، وكان له ابن اسمه (ماودو) قد استولى على الأنحاء المجاورة من شهر بازار وأطرافها ، فأعقب ابنا اسمه (ببه سليمان). وهذا ضبط (قره جوالان) سنة ١٠٨٠ ه‍ ، فكان حاكمها وخلفه ابنه (بكر بك) ، فلم يتمكن من الاحتفاظ بما كان بيد والده ، بل انتزعت منه مواطن عديدة انتزعتها منه إمارة (الزنكنة).

وهكذا توالوا ، فصارت (إمارة بابان) في حوزتهم. وبدت مواهب الكثيرين من أمرائهم ، ومن أشهرهم سليمان باشا ، وخالد باشا ، وعثمان باشا ، وعبد الرحمن باشا. وإبراهيم باشا ، وآخرون عديدون. فمن هؤلاء إبراهيم باشا قد بنى مدينة السليمانية ، وعلاقاتهم بقبائل بلباس ، وسهران ، وغيرها مشهودة في وقائع عديدة كما أن الصلات بإيران ، وبالدولة العثمانية كثيرة جدا ... وقد توسع حكمهم ، وضاق تبعا لمواهب أمرائهم ...

ولا محل للإطالة في تاريخهم فقد بسطنا القول في (تاريخ العراق بين احتلالين) وفي (تاريخ شهرزور ـ السليمانية) اللواء والمدينة ، وكل ما نقوله ان اضطراب الحالة بين إيران والدولة العثمانية مما سبب ظهورهم واستقرارهم. قال الأستاذ حمدي بك بابان :

«بابان اسم عائلة كردية حكمت بين بغداد والموصل ... ابتداؤهم مجهول ، ونهايتهم في سنة ١٢٦٥ ه‍. (وقال) : تاريخهم مضبوط من سنة ٩٠٠ ه‍ الى سنة انقراضهم ببعض فواصل في أوائلها ، كانوا مستقلين ، وفي الأواخر صاروا تحت نفوذ إيران مرة ، والعثمانيين أخرى ... وتوسع نفوذهم مرة ، وقصر أخرى ... وهكذا استولوا مرة على بغداد سنة ١٢٢٥ ه‍. وبابان بمعنى آل بابا (وأنهى البحث بقوله) : ومحرر هذه السطور أحمد حمدي بابان ابن محمد رشيد باشا ابن سليمان باشا الذي ضبط بغداد ابن محمد باشا ابن خالد باشا ابن سليمان بك المسمى بابا سليمان ابن سليمان بن مير محمد بن سليمان بن أحمد بن حسين بن عثمان بن مصطفى ابن حسين بن عمر بن إبراهيم بن محمود بن عيسى بن خضر بن مير أحمد أخي ضياء الدين بن مير عز الدين بن عبد الله.» ا ه

١١٨

وكل ما نقوله هنا انه لم تكن قبيلة باسم بابان بل باسم بيشدر وأما بابان فانها (إمارة) ، وقد حكمت لواء السليمانية ، فهي في الأصل (إدارة عشائرية) ، فتوسعت ودخلت في حوزتها كويسنجق واربل ... ولم نجد من النصوص التاريخية لما قبل ببه سليمان ما يعين الصلة بإمارة من الإمارات السابقة في بابان ، وأيامهم الأخيرة واضحة ، ومعروفة بجلاء (١) وأصلهم من بني خالد كما نطق به كثيرون ، ويشتركون بهذه النسبة مع بيشدر.

__________________

(١) عثرت على مجموع مختصر من حوادثهم كتب في حينه ، مهم في إيضاح تاريخ هذه الإمارة.

١١٩
١٢٠