موسوعة عشائر العراق - ج ١

عباس العزاوي المحامي

موسوعة عشائر العراق - ج ١

المؤلف:

عباس العزاوي المحامي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الدار العربيّة للموسوعات
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٨

أن يقضوا سنتهم ... والى مثل هذه يميل الضعيف ويطلب ما يطلب من المهادنة ...

ولكن القوي لا يمنعه مانع ، ولا يركن إلى هذا النوع بل يعده ذلا ، واعترافا بالضعف ، وعنزة لم ترضخ لشمر في وقت ، ولم تبد اذعانا ، أو ما ماثل. وان كانت الحروب بينهم سجالا إذا غلبت قبيلة مرة ، استعادت قوتها وأخذت بحيفها مرة أخرى ...!

عبروا ولم يبالوا ، ومضوا لسبيلهم. وأما شمر فقد اتخذت هذه فرصة سانحة عرضت ، ومن ثم تناوخوا ، والكل متأهب لقتال صاحبه ، وطال المناخ لمدة شهرين ولم تكن النتيجة لصالح عنزة ، وانما انتصرت شمر انتصارا باهرا ...

وفي هذه الوقعة كانت حصة بنت الحميدي بين من أسر واستولوا عليه من نساء عنزة ، والعادة ان لا يتعرض القوم للنساء ، ولا يمسهن احد بسوء ، ولكن هذه المرة رأت حصة اهانة من بعض افراد شمر عرف انها بنت الحميدي فتطاول عليها وطعنها .. ومن ثم صاحت حصة «الدريعي يا رجالي»!

وصل خبر هذه الصيحة إلى الدريعي ، وكان من رؤساء عنزة المعروفين آنئذ وعادت عنزة في هذه الحرب مكسورة. أما الدريعي فانه لم ينم على هذه الندبة من حصة وأمر قبائله في سورية أن تتأهب للحرب المقبلة ، وإن من كان عنده فرس ذبح مهرها لئلا تذهب قوتها من الرضاع ... تأهبوا لأخذ الثار ونفروا للحرب ، وصاروا يخاطبون أمهارهم بقولهم :

«لعيون حصة» أي أن أخذ ثأر حصة دعا إلى حرمانك من الرضاع من ثدي امك. والبدوي متأهب بطبعه للغزو ، ولكن الاهتمام في هذه الوقعة زاد ، والتأهب والعناية بلغا حدهما ...

ومن نتائج هذه ان تحالف الهذال والشعلان على ان يصدقوا الحرب ، وان يكون المتقدم للحرب الهذال بقبائلهم ، وطلبوا إلى الشعلان

٣٦١

أن ينهبوا ويقتلوا من يتخلف عن الحرب من قبائل الهذال ، وشاع أمر ذلك ، ليكون القوم على يقين من القتل والنهب فيما إذا لم يتفادوا ، ويحاربوا عدوهم ، وهو قوي مثلهم ، لا يقعقع له بالشنان.

وفي هذه الحرب في السنة التالية لتلك الواقعة طال المناخ ثلاثة أشهر ، ولم يظهر الغالب ؛ و (الحمل وزان) كما يقول المثل وكان يقتل بعض الفرسان من الطرفين ، وضاق الأمر بآل هذال من عنزة ، وكادوا يفشلون في هذه الحرب لو لا أن علم آل الشعلان بأن التناوخ دام ، وطال ، وعلموا أن سرح شمر كان يجري على مرادهم ولم يكن عليه خطر ، بخلاف ابل عنزة فإنها لا تستطيع أن تخرج فتسرح وتمرح ... فعلم آل الشعلان أن الأمر ضاق بآل هذال ، ونفروا بعضهم لمناصرة عشائر الهذال وانقاذهم مما أصابهم من ورطة ...

ومن ثم مضوا اليهم ، وأرسلوا من يخبرهم بالقصة ، وأعلموهم أنه في يوم كذا سوف يهاجمون السرح لقبائل شمر ، ويضعضعون أوضاعهم ، ويهاجمهم آل هذال من أمامهم تأمينا للانتصار ففعلوا ...

وفي هذه المرة ، وبهذه الطريقة تمكنوا من شمر ، وانتصروا عليهم ، وفي هذا أظهر ابن جندل من رؤساء الجلاس تدبيره في لزوم المساعدة السريعة ، مضوا اليهم بلا ظعون ولا اثقال ، واختاروا من يعولون عليه ، وتمكنوا بسرعة من اللحاق والانتصار ... بل وأخذ الانتقام بطعن بنت الجربا بالصورة التي رأتها حصة ...!

وفي هذه نشاهد التدابير الحربية ، وطرق الغزو للوقيعة ، والشجاعة ، وحسن الإدارة وما ماثل مما يتخلل الوقعة ، وقد يصعب بيان قيمة بعض الأشخاص وما قاموا به ، أو زاولوه من أعمال ...

ويتكون من هذه مجموع سمر قد يغني عن مطالعة الكتب ، وإنما هو التحدث بالمجد ، وأشخاص الوقائع لا يزالون في قيد الحياة ، أو يحدث عنهم أبناؤهم ، وتظهر مفاخرهم ... وهناك القصائد ، وذكر المخاطر ،

٣٦٢

والسمر اللذيذ ... نرى البدوي يهول في مواطن الهول ، ويظهر المهارة والقدرة في موطنها ، والعزة القومية. وصفحات بيانه تكتسب أوضاعها ، ويكاد المرء يشعر أن الوقعة أمامه ويشاهد مخاطرها ...!

وعلى كل حال ان العداء والمنازلة ، والانتصارات والمغلوبيات ، كل هذه تجري مع الأسف لما يفيد اذلال بعضنا البعض والافتخار في التغلب عليه ، وتهييج العداء الكامن ... والوجهة ان نربح من هذه الأوضاع ونستخدمها لصالح الأمة وعزتها القومية ، وأبهتها بين الشعوب ، وفخرها على غيرها ، ويعز علينا أن نجد صناديدنا وشجعاننا يذهبون ضحية وقائع أمثال هذه ، ونخرب بيوتنا بأيدينا.!

ولو كانت نشوة الانتصار هذه على عدو حقيقة ممن لم يكن من قومنا لشكل فخرا كبيرا ، أما هذا فهو في الحقيقة ضياع لأكابر الرجال .. وكل واحد من هؤلاء يصلح أن يكون قائدا لجيش عرمرم ..

وملحوظتنا أن هذه الوقعة كانت بين شمر وعنزة ، ولم تكن للحكومة علاقة بها مما دعا إن لم تدوّن ... وأعتقد أنها وقعة يوم بصالة ، وتاليتها يوم سبيخة ..

وكل حوادث البدو متقاربة ، وتلخص بغزو بعضها بعضا ... والمهارة المعروفة وقدرة القواد تبز بأوضاعها ، وأحوالها الكثير من وقائع التاريخ مما لا يسع المقام تفصيله ...

المهاجم من عدوّه :

والطرف المقابل الذي قد هوجم يتهالك في الدفاع ، ويستميت عند ماله وحريمه ، ويناضل نضال الأبطال ، وهناك يشتهر بالشجاعة من يشتهر ، وكم صدوا العدو واعادوه على أعقابه خائبا ، أو مغلوبا بصورة فاحشة خصوصا إذا علم القوم وأخبرهم (السبر) بنوايا عدوّهم ، أو بتوجه الغزو إلى ناحيتهم وما أصدق قول المتنبي على الكثير من قبائل البدو :

٣٦٣

ولو غير الأمير غزا كلابا

ثناه عن شموسهم ضباب

ولاقى دون ثايهم طعانا

يلاقي عنده الذئب الغراب

وخيلا تغتدي ريح الموامي

ويكفيها من الماء السراب

ويتحاشى البدو كثيرا من الحرب عند الضعون ، أو الهجوم على العدو عند البيوت ... وفي هذه الحالة تكون له (غوارات) وهي الخيول التي تهاجم ، و (ملزمه) وهم الذين يكمنون ويحافظون خط الرجعة ولذا يقول المثل (غوارات وملزمة) ...

العمارية ـ العطفة :

العمارية بنت يعدّ لها قتب في (هودج) ، يقال له (العطفة) ، وهو حصار يزين لها بأنواع الزينة ، والبنت في الغالب تكون من أعز بنات القبيلة ، بنت الشيخ ، أو العقيد ، ومن جميلات البنات الأبكار ، وفيها همة ونشاط ، تحث القوم وتحرضهم على القتال ، وإذل رأت منهزما عنفته ، وطلبت اليه أن يعود لنصرة اخوانه وان لا تذل النساء بيد الأعداء و (العادة) ، أو (العودة) إلى القتال كثيرا ما تؤدي إلى انتصار المغلوبين بسبب ما يبدونه من استماتة ، وشمر أهل العادة ، ولهم الشهرة فيها ...

وهذه البنت تفرع (تكشف رأسها) ، وتتدلع ، وتنخى القوم وتشوقهم على القتال ، وتكون من العارفات برجال الحي وأوصافهم المقبولة ، ومزايا الكل ؛ تمدح في مواطن المدح ، وتحض على الحرب ...!

ولما ان ترى رجوعا في الرجال ، وغلبة طرأت ، أو كسرة عرضت تستحثهم على العودة ، فلا يطيقون الصبر على لائمتها وعتابها ، أو تقريعها ، تشجع وتعيد المنهزم ، تستعيده فيستميت القوم في القتال ...!

وكثيرا ما يناضل الأبطال عنها وهي تقصد العدو ، وتتقدم اليه ، ليكون الحرب أشد وأقوى ...!

وبسبب هذا التشجيع والتثريب لمن ترى منه ضعفا يعود القوم

٣٦٤

الكرة ... ولهذا نرى بني لام يسمونها (العيادة) باعتبار انها تدعوهم إلى العودة وتعتلي بيتا أو محلا بارزا ، وتصرخ بهم قائلة :

العودة! العودة! أو العادة ، العادة!

عليهم! عليهم!

وعلى كل حال تعرف ب (العمارية) أيضا ، تسوق ناقتها إلى الأمام بأمل أن ينقذوها ، وأن يتقدموا نحو أعدائهم ، ويتفادوا في سبيل خلاصها ...!

ومثل هذه تكون صاحبة جنان قوي لا تهاب الموت ، وكثيرا ما تصاب قبل كل أحد ، ويقصدها العدو خشية أن تشجع القوم ، وتجعلهم في حالة استماتة وتفاد عظيم في الدفاع ...!

وهذه عادة قديمة في البدو ، ولم تكن من عوائد هذه الأيام ، ولا دخيلة في العرب ، وإنما هي موجودة من زمن الجاهلية :

يقدن جيادنا ويقلن لستم

بعولتنا اذا لم تمنعونا

وغاية ما ينتفع من هذه العمارية ، أو العماريات حينما يشعر القوم بضعف ، أو قلة في العدد ، وخور في العزائم ، فيركن النساء إلى ما يشجع ويقوي العزائم ..

والأمم لا تزال تستخدم أنواع الأساليب لإثارة الهمم ، وتقوية العزم وتوليد العقيدة الراسخة للاستماتة ، كاستعمال خطابات ، واذاعة نشرات ، وركون إلى تهييج عداء سابق وتذكير به ، ونظم أشعار حماسية ... وإلا فالقوة والعدد الكاملة ليس فيها ما يكفل النجاح ، وإنما يجب أن تقوى الروح في التفادي والتهالك في سبيل الدفاع الوطني ...

وهذه الحالة النفسية لا يجرد منها البدوي كما لا يجرد المدني ...!! والنزاع لا يقتصر على الكلأ والمراعي ، ولا لسوء معاملة من المجاور ، ولا من جراء انتهاك حرمة دخيل ، فقد يكون من جرائم قتل ، أو من تعرض لعفاف ... مما لا يحصى ...! والغزو من أشهر أسباب حروبهم ...

٣٦٥

والعمارية تتخذ لها (عطفة) كما مر وهو هودج خاص ، ويعمل من خشب ، ويغطى بريش النعام ، وله شكل معروف عندهم. والآن ليس له وجود في القبائل إلا عند ابن شعلان ...

والمعتاد عند القبائل ان من تذهب عطفته في حرب كأن استولى عليه العدو لا يستطيع أن يأخذ عطفة غيرها ... وذلك ما دعا أن تنعدم من جميع البدو ، ولا تستعاد إلا أن تكون القبيلة أخذت عطفة عدوها وغنمتها ، فيحق لها أن تتخذ عطفة جديدة ...

وقد انعدمت العطفة من اكثر القبائل ، بل كلها. فاعتاضوا عنها ب (العمارية) في سائر القبائل ما عدا الشعلان ..

وتعد العمارية من أكبر الوسائل لاستنهاض الهمم ، وتقويتها بعد الفتور والضعف وخور العزم ...

وهوادج النساء غير العطفة :

١ ـ الحصار.

٢ ـ ظلة.

٣ ـ كن. وهو نوع هودج ، أو هو مرادف له ، ويسميه الزراع (باصور)

٣٦٦

الغنائم

في المثل البدوي (من طوّل الغيبات جاب الغنائم) فإذا تم الحرب أو الغزو بالربح والغنيمة فكيف تقسم الغنائم وتوزع بين الغانمين؟ يكون هذا تابعا لما اتفق عليه القوم أو جروا عليه. والرئيس ، أو العقيد إذا كان شجاعا وبصيرا بأمر الحروب أخذ المرباع المعروف قديما ، أو حسب ما اتفق عليه مع الذين غزوا معه ... وهؤلاء لا يشترط أن يكونوا من فخذ واحد ، أو من قبيلة ، بل قد يتجمع اليه أناس مختلفون لا يجمع بينهم إلا قرابة بعيدة ، أو مجاورة ، وقرابة قريبة ... والكل على الغريب والبعيد الذي ليس بينهم وبينه عهد ... وهكذا .. ولكن في حالة العداء والمنافرة بين قبيلة وأخرى ، أو قبائل مع معاديتها كانت الجموع تابعة للقدرة ، وقد مرّ بنا ما تعتبره عنزة ، وتسمي كل الف أو ما قاربه (جمعا) ، وكان له قاعدة أو زعيمة ...

والغنائم تابعة في قسمتها إلى احكام عديدة ، ومختلفة تبعا للمقاولات ، أو المعتاد في امثالها والكل تابعون للعقيد المسمى (منوخا) وهذا العقيد من حين سلموا اليه القيادة صار يتحكم بنفوسهم وأرواحهم فهو مطاع ، بل مفترض الطاعة ، لا يعصى له قول ...! وهو الذي عناه شاعرهم :

وقلدوا أمركم لله دركم

عبل الذراع بأمر الحرب مضطلعا

 ـ نعم ان امره حاسم ، لا يقبل ترددا ، وهو في الوقت نفسه يشاور

٣٦٧

اصحابه الذين يجد في آرائهم فائدة فيمضي دون تردد ، ويقطع فيما يرون القطع فيه ...

وغالب المنازعات ، والأثرة نراها تظهر عند تقسيم الغنائم ، والاختلافات تؤدي إلى مراجعة العارفة ، والحلول قطعية اذا كانت من (منها) ، أو تقبل عادة النظر اذا كانت صحيحة وطريقها معتاد ... والعارفة في امثال هذه ربحه وافر ، وغنيمته انما تكون وافرة عند حدوث النزاع على الغنيمة ... وهكذا.

والغنائم في الغزو غيرها في الحروب الحاسمة كما مر في قصة (حصة) ...

قسمة الغنائم :

وهذه نوضح فيها بعض المصطلحات ثم نصير إلى طريق قسمتها ...

١. ـ جماعات الغزو : وهذه متفاوتة جدا بالنظر لمقدار الغزاة وهم :

٢. ـ الركب. ويقال للعشرين فما دون.

٣. الجمعه. جيش على ذلول وهم من مائة إلى ألفين.

٤. السربه. مثل الركب إلا أن أصحابها فوارس يركبون الخيل دون الابل.

٥. اللواء. ويقال له (البيرك). وهذا للرؤساء يقودون الالوف.

٦. الراكضة. وهي في مقام الجمعه من الخيالة من مائة إلى ألفين.

ويسمى بالجمع ما كان (ألفا) أو نحوه ، وفي المثل (يا محورب حورب) قال : (تلاقت الجموع).

١. ـ العقيد : ويسمى المنوخ اذا كان عقيد الجمعة ، وهذا يتولى قيادة الجمع أو أقسامه المذكورة أعلاه ، ونصيبه متفاوت على ما سيجيء.

٢. ـ الخشر : وذلك بأن يتفق الغزو على ان تكون الغنائم لجميع الغزاة ... ولقسمتها قواعد تابعة لنوع الغزو وماهية الغنائم ...

٣. ـ كل مغيرة وفالها : ومن هذه يتفق الغزاة على ان تكون الغنيمة لغانمها ولا يشاركه فيها أحد إلا أن نصيب المنوّخ أو العقيد محفوظ ومعترف به ...

٣٦٨

٤. ـ العقادة ونصيب الغانمين : وهذه تابعة لنوع الأغراض التي غزا القوم من أجلها وشروط العقد الجاري. وغالب ما هناك أن نصيب العقيد مختلف. ففي (الركب) يأخذ العقيد النصف اذا كان الكسب من (المرحول) ، أو يكون نصيبه (المرحول) وحده اذا كانت الغنائم مختلطة ...

وعادة الركب في الغالب أن تكون الغنائم بينهم (خشرا) ، ولا يدخل الخشر ما استولى عليه الغازي بصورة (القلاعة) وهي ان يجندل محاربه ويستولي على فرسه. وهذه تسمى (قلاعه). ومن يتناول الغنائم قبل كل احد فيربح نصيبا وتكون له (طلاعة) وهي ناقة أو ناقتان إلى ثلاثة وتسمى (حوايه). وسربة الخيل لا تختلف عن الركب في حكم الغنائم. وغالب الجمعه أن تتفق على أن تكون (كل مغيرة وفالها) أي أن يكون الكسب لمكتسبه .. وفي هذه يؤخذ العقيد الخزيزة وتسمى ناقة الشداد يختارها من كل الغنيمة ... ثم يأخذ العوايد وهي ما يسمى ب (أبكع ظهر) ويقال له المرحول ويراعى الطيب مع من يوده فيبره ببعض العطايا أو يمنح من ظهرت له قدرة ومهارة ... والباقي في حالة الخشر يوزع بين الغانمين.

وفي البيرك (البيرق) أو (اللواء) يأخذ الشيخ وهو العقيد ما يختاره مما يمرّ من أمامه ، ويسمونه (مسربا) ، ولا يأخذ من المعروفين من العشيرة ممن هم لزمته (أقاربه الأدنون) ، وكذا لا يأخذ من الفارس الطيب وهو الذي يتفادى في حروبه ، ولا من المحترمين ... وبعض الأحيان لا يأخذ الرئيس إلا أنه إذا أخذ يوزع القسم الأكبر منه ...

وعلى كل حال لقسمة الغنائم طرق متبعة ، والاختلاف فيها كبير ، ومن جراء هذا يرجعون إلى العوارف ...

العكلة ـ الحذية :

قد يرجع إلى الغزاة الغانمين بعض من نهبت أمواله ، ويطلب منهم أن يعيدوا له قسما منها فيقول (الحذية) ويقال له (ابشر بالعطيه). وهذا يرى إنه سوف لا يتمكن أن يعيش بعد أن ذهب كل ما عنده ، يلتمس ويطلب أن

٣٦٩

يعطوه ، ولم يكن من المحتم أن يبذلوا له ، فقد يمنعونه ويحرمونه ، إلا أن العطاء يدل على نبل وكرم في النفس ، والمنع يدل على لؤم وخسة في الطبع ... ولا يقع في الأغلب ، وقد تكون نفس من نهبت أمواله أبية لا ترضى أن يطلب العون والمساعدة من عدوّه ، وإذا كانت الغضاضة قوية وفيها قتل وإيلام فلا يعطى طالب العكلة والمنع نادر جدا ... والعكلة هي المال الذي يعطى للمنهوب منه ويسمى (حذية). والحذية أيضا ما يمنح به المختلف عن الغزو لسبب ، أو يكون الطالب فقيرا ، وفيه من الضعف ما لم يستطع به أن يقدر على الغزو ... فتكون له شرهه على اقاربه الغانمين.

وكل ما نقوله في العكلة أو الحذية أن البدوي كبير النفس ، نراه يعفو في أشد ساعات الحرج ، وفي النجاح وأوقات الربح يمنح ، ويعد عندهم العفو عند المقدرة من كريم الخصال ؛ ونرى القوم يفتخرون دائما بما عفوا به ، او منحوه لطالب العكلة ... وكأن طالب العكلة يريد ما يتقوت به كما أن العكلة واسطة نجاة الحياة ...

ملحوظة :

يقال للآبار ثبرة وجمعها (ثبار) في البادية وتسقى منها الابل ويقال لها (عكلة) أيضا. وغالب الحروب بين البدو على العكلة هذه ، وقد يتقاسمون الوقت بينهم ، بسبب تدخل العاذلين خصوصا إذا كانوا أقارب .. ولكل عكلة اسم خاص بها مثل (الحزل).

ومن آبارهم المعروفة : البريت ، والمجمي ، واللصف ، والمعنيّه ، والنصاب ، والحمّام ، والعاشورية ، واللعاعه ، والشبرم ، وواقصه ، والشبجه ، والصيكال ، والصميت ، والامكور وهي عكل كثيرة ...

وبين هذه الآبار المطوي ، والعكلة ... والوقائع عليها كثيرة لا تحصى ... للمؤرخين تدوينات في آبار العرب ...

٣٧٠

ما قيل في غزاة البدو

اشتهر كثيرون بالشجاعة والحروب. ويطول بنا ذكر من اشتهر ، أو كل من قيل فيه شعر لما برز من شجاعة ، وابدى من تفادي ..

ومما قيل في عبد المحسن والد فهد وعجيل آل هذال :

يا مزنة غرّه تمطر شمالي

ترمي على روس المعالي جلاميد

زبيديها (١) يفهيد روس الرجالي

وعشبها كرون (٢) منيهبن الأواليد

يتلون ابو عجيل ماضي الفعالي

ماص الحديد (٣) الي يكص البواليد

ومما قيل فيه في وقعة عبد الكريم قالها شارع ابن اخيه :

يا عم يا مسجي الكبايل هدب شيح

يا حامي الوندات (٤) يوم الزحامي

جيف الفرس تركض على الكاع وتميح

يا عاد ما يجعد صفاها (٥) اللجامي

جيف الفرايش (٦) تنهزع للمفاتيح

ليا صار ما يركى عليها الابهامي

وهذا عبد الله بن تركي من آل سعود يخاطب آخر ويفتخر بحروبه ويلوم صاحبه قال :

__________________

(١) الزبيدي الكماة.

(٢) كرون هي القرون ويراد بها خصلة الشعر.

(٣) الماص اقوى من الفولاذ.

(٤) الخيل.

(٥) رأسها.

(٦) سيفه.

٣٧١

وشعاد لو لبسك حرير تجره

وانت مملوك الى حمر العتاري

الزاد سوالك سنام وسرّه

من الذل شبعان من العز عاري

يوم كل من خويه تبرّه

أنالي الأجرب (١) خوي مباري

نعم الصديج ولو سطا ثم جره

يدعي مناعير النشامى حباري

من طول المسره سرى واستسره

ويمدح مصابيح السرى كل ساري

قال محمد من الصكور :

يمزنه غره من الوسم مبدار

بركج جذبني من بعيد رفيفه

كطعانّا ما يكبلن دمنة الدار

يرعن صحاصيح الفياض النظيفة

وترعى بها كطعانّا غر وجهار

وتربع بها العر النشاش الضعيفه

يبني عليها بنيه اللبن بجدار

وعكب الضعف راحت ردوم منيفه

وترعى بذر الله ومتعب (٢) ومشعان (٣) ٣

ومغيزل (٤) يروي حدود الرهيفه

وحنه ترى هذا لك الله لنا كار

وعن جارنا ما عاد نخفي الطريفه

واحد على جاره بخترى ونوار

واحد على جاره صفات محيفه

وخطو الولد مثل النداوي لياطار

وصيده جليل ولا يصيد الضعيفة

وخطو الولد مثل البليهي (٥) لياثار

وزود على حمله نكل حمل اليفه

وخطو الولد يبنش على موتة النار

وعود على صفر تضبه جتيفه

والجار ليبده مجفي عن الجار

وكل على جاره يعد الوصيفه

نرفي خماله رفيه العيش بالغار

وندعي له النفس الجوية ضعيفه

ومن القصائد المقولة نعلم أوضاع البدو ، وروحياتهم في حروبهم ،

__________________

(١) الفراشه حديد الفرس.

(٢) أخو محروت.

(٣) صجري.

(٤) من الصكور.

(٥) الزمل من الابل.

٣٧٢

وشعورهم مما تعين آدابهم في الغزو وهي غزيرة وفياضة جدا ... وهم عند الغلبة قد يلجأون إلى ما يسمى ب (المنع). وهذا يعني ان المنهزم أو المنهزمين قد يجدون أنفسهم في خطر فيكونون في (منع) أحد وجهاء الغانمين ، ويتمكن هذا من اعطاء حق المنع لواحد فأكثر إلى مائة ... ويدفع عنهم القتل إلا أنه تباح له خاصة أموالهم ، ولا يستطيع أن يتعرض لهم أحد لمجرد أنهم دخلوا في منعه .. وفي بعض الأحوال لا تقبل الدخالة ، ولا يجري (المنع) اذا كان بين المتحاربين ثارات ووقائع مؤلمة أدت إلى قاعدة (الطريح لا يطيح) فيقتل كل من استولوا عليه ... وهذا يجري حكمه في الحقوق المتقابلة وانتهاك حرمتها بين المتقاتلين ... و (المنع) في الغزو غير (الوجه) المعروف بين القبائل ...

٣٧٣

ـ ٤ ـ

الصيد والقنص

البدوي اذا جاع افترس ، واذا شبع لعب ، واذا اصابه ضيم سهر ، وعلى كل حال لا يهجع على حالة ، ولا يستقر على رأي ، ولا ينام على مكروه ... يترقب الأوضاع تارة ، ويثير العداء تارة أخرى ، ويغزو آونة ... فاذا قل عمله حارب الوحش ، واتخذ الصيد ، وطارد القنص ... وكأن حياته مشوبة بشغب ، أو أنه خلق من زعازع ... لا يهدأ ، ولا يطمئن بل الهدوء والطمأنينة خلاف طبعه وضد ما يلائمه ... ولهم في الحيوانات المفترسة وطريق قتلها والانتصار عليها حكايات لا تحصى ...

لا يستعصي عليه الصيد ، وهو أسهل عليه ، وأقرب إلى متناوله ... وهو في حياته يكافح الصناديد فلا يبالي ان يدرك قنصه. والغالب أنه في غنى عنه ، لا يقنص إلا ما هو مهم :

وشر ما قنصته راحتي قنص

شهب البزاة سواء فيه والرخم

والبدو لا يميلون كثيرا للصيد العادي ، ولا يقنصون إلا في أيام الربيع بقصد اللعب والأنس ... إلا أن صليب يغلب عليهم تعاطي الصيد اعتياديا ، ويتخذون الوسائل الغريبة للحصول عليه ، وتراهم يطاردون الظباء ، والنعام ، والوعول ، وحمار الوحش وسائر القنص الذي يستفيدون منه لحاجياتهم ، تلحهم الضرورة اليها في الغالب.

وطيور الصيد لا يتعاطى البدو جميع أنواعها دائما. والمعروف منها :

٣٧٤

١ ـ المانعيات وهذه في الشامية. رقبتها طويلة أطول من الصقر. وهي من نوع الحر.

٢ ـ البدريات. طيور حرة في البحر.

٣ ـ الكبيدي. يصاد بين النخيل يأتي من البحر.

٤ ـ الوجري (الوكري) الوجاري. وهذا في جبل حمرين ، وجبل مكحول ، وغيرهما.

٥ ـ الفارسي. طير حر في البحر.

٦ ـ الباز. وهو البازي ، في حدود إيران. وهو يصيد الدراج ، والحبارى ، والإوز ... والباقيات للصيد كله.

٧ ـ الحر الكطامي. وهو مقبول.

ويستعان في الصيد بالكلاب السلوقية ويطاردونها على ظهور الخيل ، وغالب صيدهم الغزال ، وباقي الصيود لا قيمة لها.

وهناك من الطيور ما يصيد لنفسه مثل (ابو حكب) ، و (الحدأة) ، و (الشاهينة) و (النسر) ، و (الباشق).

وصليب في كل موسم لهم صيد ، ومن صيدهم الغزال ، والوضيحي ، والوعل والنعام ، ومن صيدهم الوبر وهو أشبه بالأرنب ويسمى (جليب الدو) وسائر الطيور والحيوانات الوحشية .. ويستعملون في الصيد (الزنانيح) و (الفخ) ...

٣٧٥

ـ ٥ ـ

أموال البدو

١ ـ الخيل

قال المتنبي :

وما الخيل الا كالصديق قليلة

وان كثرت في عين من لا يجرب

اذا لم تشاهد غير حسن شياتها

واعضائها فالحسن عنك مغيب

١ ـ الخيل :

كان العرب ولا يزالون في حب شديد لخيولهم ، وتعد من أنفس ثرواتهم ، يتغالون بها ويعنون بأنسابها وأرسانها ، ويلحظون شياتها وعيوبها ، وما يجب أن يراعى في تربيتها ، واستيلادها ، وذكر الوقائع العظيمة التي جرت على يدها ، وهي عندهم كالأهل والولد ، وربما كانت أعز ، وأحق بالعناية والرعاية ، عليها المعول في حياة المرء ، وغنمه وربحه ، وعزه ومكانته ، أو تكون سبب هلاكه ، أو خسرانه ، والعربي القديم لا يفترق عن ابن اليوم وان كانت السيارات قد صارت تطاردها ، وتسابقها في طريق نجاتها ، ولكنها لم تقلل من قيمتها ...

واذا كان البدوي ممن يتعاطى الغزو والحروب ، وله أمل في النجاة ، والخلاص من المخاطر ، فإنه يراعي حسن اختيار فرسه ، ورسنها المعتبر ...

٣٧٦

وله حكايات كثيرة يتكون منها آداب سمرهم ومحادثاتهم ، وهي صفحات مهمة ولاذة ، يصفون نجابتها ، وأشكالها وعدوها ، وفعالها في الحرب ، ويتشاءمون من بعض شياتها ...

ومواضيع الخيل يتكون منها آداب قد تعجز الأقلام عن الاحاطة بها او استيعابها ، وكتب الخيل القديمة والحديثة لم تف بالبيان ، ولم تتمكن من الاحاطة بكل المباحث ، ووجهات الأنظار متفاوتة. والاستقصاء يطول.

يتردد على الألسن دائما (الخيل معقود في نواصيها الخير) ، و (نواصي واعتاب) ومن الخذلان على الأمة ان تكون قد تركت شأن خيولها ، وأهملت الركوب والطراد على ظهورها ، ولكن لا بطريق السباق المعروف اليوم. فالسباق المرغوب فيه اختبار قدرة الفرس بامتحان ركوبها ، والفارس وتجربته ، وتعوده بتقوية عضلاته ، وممارسته على المشاق ... وفي ذلك ما يجلب الانتباه إلى حالة الفرس وأوصافها البدنية ، ومعرفة صحة أصلها ونجابة نجارها ...

ومن لم يزاول الغزو ير في ركوب الخيل ، ومطاردة الصيد ، والتعود على الرياضة والخشونة أكبر فائدة وأعظم نفع ... بل ان الحضارة تتطلب الحصول على خشونة البداوة بمزاولة هذه الرياضة ، وهي خير من الرياضة الصناعية ، فيها حركات في الركوب والغارة ، وقطع الفيافي ، والاستفادة من القوة ، وتنشق النسيم الطلق ، وامتحان البصر ، ومراقبة الصيد وترصده ، ومطاردة الوحوش ... وكلها من خير وسائل الصحة والتمرن على الفروسية ...

٢ ـ أنسابها : (أرسانها)

عرفت خيول كثيرة قديما وحديثا ، ونجحت في حروب عديدة ، وصارت عزيزة ومعتبرة عند أصحابها ... وهذه هي السبب في تكون الرسن ، فهي الصديق الذي ينقذ صاحبه من مهلكة ، أو ورطة عظيمة ، ووقعة خطرة ... والبدوي يحفظ لها هذا ، ووفاؤه يمنع أن يبذلها ، أو يتهاون في شأنها .. ويتحدث دائما عن الوقائع التي أدت إلى نجاته بسببها .. ولابن

٣٧٧

الكلبي كتاب (نسب الخيل في الجاهلية والإسلام). وفيه عدد المشهور من خيل العرب ... ولأبي عبد الله محمد ابن الاعرابي (كتاب اسماء خيل العرب وفرسانها) (١)

والعراق مشتهر بخيله الأصيلة ، ذاع صيتها ، وصارت تطلب من انحاء العالم خصوصا في السباقات الدولية ، وقد يقتنيها الملوك للركوب والزينة .. ولكن البدوي لا يلتفت إلى كل هذا ولا يبالي بتجارتها ، ولا شهرتها ... وإنما تعرف عنده بما تقوم به من جولات حربية ، وحوادث مهمة ، فتنال شهرة بعدوها ، وبراكبها وشجاعته في حومات الوغى وحسن تدبيره لها ... هذا وتوالي الوقائع مما أكد له عراقة نسبها وكون لها رسنا مقبولا عنده ...

يا بني الصيداء ردوا فرسي

انما يفعل هذا بالذليل

عودوه مثل ما عودته

دلج الليل وإيطاء القتيل

وعلى كل يحافظ على الرسن كثيرا ، والحصان الصالح يستولد منه ، ولهم العناية الزائدة ويتقاضون أجرا على هذا فيقولون (حصان شبوة) ...

وكان يراعى في أنساب الخيل أن بعض هذه تقع حادثة ، فينجو بها صاحبها وتكون سبب حياته فيسميها باسم يلازمها دائما ، واذا تكررت الحوادث منها أو من نسلها فهناك يتكون الرسن ولا تنسى ، وفي هذا اعتزاز بسلسلتها ، ووفاء لما قامت به ... وقد يلازم الرسن البيت مدة فيسمى به.

والملحوظ هنا أن الاحتفاظ بالرسن دون مراعاة الاعتبارات الأخرى قد أدى إلى انعدام الخيل الأخرى مما لم يشتهر لها رسن ، أو أن يقل الاهتمام بها ، ولا يكثر رسنها ... وهذا نقص أو يشير إلى عدم التغالي فيها ... وفيه وقوف عند الجنس الرديء وإن كان أصله مقبولا. وحرصوا حرصا زائدا وقالوا (الأصل يجود) ترقيعا لما رأوا من عثرات لمرار عديدة ، فتصلبوا في المحافظة ، وتعصبوا تعصبا لا يكادون يسمعون

__________________

(١) طبعا معا في مطبعة بريل لندن سنة ١٩٢٨ م.

٣٧٨

خلافه ... على ان أيام الطراد ، والرهان قد عينت خيولا مقبولات ، وصار يحتفظ بهن.

ومن أشهر أرسان الخيل

:١) الجدرانية. وهذه عند حسن العامود من شمر ، وصلت اليه من الفرجة من عنزة ، واسم صاحبها الأول جدران فسميت باسمه ، ووبيران اخوه ، واليه تنسب (الوبيرانية).

٢) العبية. عند ابن عليان من السبعة ، وعند الشيخ عجيل الياور ، وعند المرحوم السيد محمود النقيب والآن لا أعرف اين صارت؟ ومنها (السحيلية) عند السحيلي من فداغه ، و (ام جريس) عند مدحي بن زهيان البريجي ، و (الشراكية) عند نوري الشعلان ، ويقال لها الشراكية الاخدلية ، والاخدلي من الفدعان من ضنا ماجد ومنها (الهونية).

٣) المعنكية. وهذه منها :

١. الحدرجية.

٢. السبيلية. وهذه من الحدرجية وهي عند ابن سبيل من الرسالين وعند ابن غراب من شمر.

٤) الكحيلة. وهذه يضرب المثل بعراقة أصلها ؛ فاذا وصفت امرأة بنجابتها قيل (حيلة)، منها :

١. كحيلة العجوز. وهي كثيرة ومنها الاخدلية عن الاخدلي من الخرصة وجبيحة للصائح والآن عند شيخ محروت الهذال.

٢. كحيلة الأخرس. عند الاسبعة.

٣. كحيلة كروش. عند (العلي) من المنتفق. وعند الدويش في نجد.

وهذه على ترتيبها ارجح الخيول المعروفة عند البدو كما هو المنقول عن الشيخ فهد الهذال.

٣٧٩

٥) حمدانية سمري. وتسمى (العفرية) عند العفارة فخذ من السلكه وعند ابن غراب من شمر ، وعند داود آل محمد باشا.

٦) الصقلاوية. منها الدغيم من الهذال ، وعند زبينة من الفدعان وعند ابن عامود ، وعند الاوضيح من الثابت ، والاجويدي من الثابت.

ومنها :

١. الجدرانية.

٢. الوبيرية.

٣. النجيمة.

٧) النواكيات. عند الدويش من آل محمد ، والنواك أصلا عند الجاسم من الاسبعة.

٨) الوذنه. في نجد ، وعند المريجب من المضيان (السلكة) في العراق.

٩) الربده. عند لابد الرزني من عبدة.

١٠) ريشه. عند ابن عيده من الرسالين «سبعة» وعند ابن هتمي «من عبدة».

١١) شويهة ام عركوب. عند الرولة.

١٢) الدهمة. من خيل ابن هيازع. وصلت من امام اليمن إلى آل سعود ومنهم صارت إلى ابن يعيش «من ضنا مسلم» خال فهد الهذال ومنه تفرقت وتكاثرت. والآن قليلة. وقد يقال «دهمة عامر».

ويظهر من هذه التسميات ، والمعروف من أصولها انها سميت باسم اول من اقتناها فاشتهرت عنده أو بصفة خاصة بها أو ما ماثل ...

قال البدوي :

الخيل عز للرجال وهيبة

والخيل تشريها الرجال بمالها

٣٨٠