موسوعة عشائر العراق - ج ١

عباس العزاوي المحامي

موسوعة عشائر العراق - ج ١

المؤلف:

عباس العزاوي المحامي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الدار العربيّة للموسوعات
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٨

وأساسا كان اعتماده على كتابين لا ثالث لهما وهما السبائك ونهاية الأرب للقلقشندي بإضافة بعض الاختبارات الشخصية إلا أنه يلام في أنه عدّ بعض القبائل وبطونها معا باعتبارهما قبائل ، أو عشائر لقبيلة واحدة كما أنه راعى اللفظ فنسب الحديث من القبائل لمن له لفظ شبيه به عند القدماء كالسويدي فقد قال عن العبيد أنهم من قضاعة وهم الذين قال فيهم الأعشى حاكيا :

ولست من الكرام بني العبيد

والغلط ظاهر ومنشأه ما جاء عنهم في التواريخ من أن آثارهم باقية في برية سنجار من الجزيرة الفراتية آخرهم الضيزن وهم من أهل الحضر فظن أن المراد من العبيد قبيلة العبيد المعروفة اليوم بعامل المكان والمشابهة بالاسم ، وأمثال ذلك كثير. وغاية ما يقال فيه انه لم يعين في الغالب الصلات ، أو أنه لم يتمكن من ذلك ، وكذا ما بين الافخاذ وفروعها ، أو الطوائف ودرجة قرابتها ... نعم ان بعض القبائل وإن كانت لا تزال تعتبر من (القبائل المتحيرة) لا تستطيع أن تعد نفسها من أحد الجذمين القحطاني والعدناني بسبب اشتهارها باسمها الحديث ونسيانها علاقتها القديمة ، لكنها قليلة جدا فالكتاب كسابقه لم يكن علميا وإن كانت الاستفادة منهما غير محدودة على ما سنبين عند الكلام على القبائل.

أما مواضيعه الأخرى من بغداد والبصرة ونجد من عمارة جسور وأنهار وبيوت قديمة ، ومشاهير رجال ، فهي مهمة وتتعلق بالقطر العراقي فلا تكاد توجد في غيره وكان ختام تأليفه سنة ١٢٨٦ ه‍ ـ ١٨٧٥ م.

٣ ـ نهاية الارب في معرفة انساب العرب :

هذا الكتاب مرجع المؤلفين السابقين أو أصلهما وعليه عوّلا ، مرتب على حروف الهجاء وهو بمثابة دائرة معارف لقبائل العرب ، ومبناه القبائل القديمة ولم يتعرض للحاضرة إلى زمانه إلا قليلا ، وغالبها يعود لمصر وما

٢١

والاها. ذلك ما دعا إلى ارتكاب الغلط من جراء الاعتماد عليه في البحث عن قبائل العراق إلا من نقطة الاشتراك ، وقد وصفه صاحب كشف الظنون ... الفه أبو العباس الشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد الله (١) القلقشندي النسابة المصري المتوفى سنة ٨٢١ ه‍ ـ ١٤١٩ م وله كتاب (صبح الأعشى) ومختصره (ضوء الصبح المسفر) وفي صبح الأعشى مباحث في الأنساب مهمة كشفت عن غوامض كثيرة (٢) طبع كتاب النهاية ببغداد قبل الاحتلال ، والظاهر من مراجعة المخطوطة ان الكتاب فيه نقص وطبع على نقصه ...

وجاء في مقدمته :

((لما كان العلم بقبائل العرب وأنسابهم ... قد درس بترك مدارسة معالمه ، وانقرض بانقراض علمائه من العصر الاول ... مع مسيس الحاجة اليه في كثير من المهمات ، ودعاء الضرورة إلى معرفته في الجليل من الوقائع والملمات ... أحببت أن أخدم ... بتأليف كتاب في قبائل العرب والعلم بانسابها يجدد بعد الدرس رسومها ... فشرعت في ذلك ... واصلا كل قبيلة من القبائل بقبيلة ، وملحقا كل فرع من الفروع الحادثة بأصوله ، مرتبا له على حروف المعجم. (الى ان قال) ثم ان هذا الكتاب وان كان جمع فأوعى وطمع في الاستكثار فلم يكن بالقليل قنوعا ، فانه لم يأت على قبائل العرب بأسرها ، ولم يتكفل على كثرة الجمع بحصرها ، فان ذلك يتعذر الاتيان عليه ، ويعز على المتطلب الوصول اليه ...)) ا ه ..

وفي هذا ما يعين ان المؤلف انصف في مقاله وأؤيد قوله ان العشائر لا تحصى وأقول ان العراقية منها بعيدة عنه فلا يعوّل عليه في البيان ، وان كان يعد كمرجع للاستقاء من معينه ... وترجمة المؤلف مبسوطة في مقالة

__________________

(١) صوابه أحمد بن علي بن أحمد بن عبد الله كما نبه على ذلك صاحب الضوء اللامع في ص ٨ ج ٢ منه. وفي كشف الظنون ورد مرة بلفظ أحمد بن عبد الله ومرة أخرى بلفظ أحمد بن علي ذكرها في مادة (نهاية الارب ، وصبح الأعشى).

(٢) صبح الأعشى ج ١ ص ٣٠٧ وما يليها.

٢٢

مذكورة في أول الجلد الرابع من صبح الأعشى.

٤ ـ القبائل العراقية :

للعلامة السيد مهدي القزويني (١) المتوفى سنة ١٣٠٠ ه‍ ـ ١٨٨٣ م. أوله : الحمد لله الذي أنشأ الانسان من نفس واحدة .. الخ عندي نسخة خطية منه. وهذا لا يعدّ تاريخا للعشائر فانه سمى بعض القبائل ووقف عند ذلك ، أو ذكر بعض البطون للعشائر القريبة من سكناه والمتصل بها غالبا واكتفى بنسبتها إلى قبيلتها ، ولم يحلل اسماء القبائل وارجاعها إلى اصولها الأولى إلا قليلا جدا .. فهو في الحقيقة فهرس للقبائل ، وله الفضل في انه حفظ بعض أسماء القبائل الصغرى وفرّع بعض البطون عن الأصل ولكن يصعب الحصول عليها بلا كلفة مراجعة الكل فكان الأولى أن يذكرها عند الكلام على القبيلة ... وليس فيه مباحث خاصة بعادات القبائل وأوضاعها المختلفة ولا يحتوي بيانات عن نفسياتها. وعلى كل لا يخلو من فوائد مهمة ومباحث قيمة ..

٥ ـ عشائر الآلوسي :

للاستاذ السيد محمود شكري الآلوسي المتوفى في ٤ شوال سنة ١٣٤٢ ه‍ ـ ١٩٢٤ م فانه لم يدوّن تاريخا خاصا بالعشائر العراقية وانما ذكر في مسودّة تاريخه بعض القبائل المهمة ونسبها إلى أصولها. ويظهر من كتابته في هذا الموضوع انه كان عازما على وضع مؤلف واسع في موضوعه إلا أن الأيام لم تساعده على ابرازه بصورة كاملة أو لم يتمكن من الاتصال بالعشائر والتجوال بينها والاختلاط معها. لذا يؤسف لعدم اتمامه ومع هذا لا يخلو من فائدة زيادة عما جاء في الحيدري والسبائك. فان أهم ما يدعو للانتباه نسبة القبائل إلى اصولها بقدر الامكان. وكتابه (تاريخ نجد) تعرض

__________________

(١) ترجمته في لغة العرب.

٢٣

فيه للقبائل في نجد وهذه ذات صلة قريبة بالقبائل العراقية وبعضها لم تفقد تسميتها ولم يعدم اتصالها كما ان قسما من هذه القبائل قد يكون في نجد والقسم الآخر في العراق وسورية ولكنه مع هذا لم يتجاوز تعداد القبائل فلم يبحث بحوثا خاصة عنها ..

وكتابه (تاريخ بغداد) في حالة مسودّة (١). وقد كتب فيه كثيرا من القبائل وعرّف ببعضها ولكنه لا يقال انه اكمل بحثه أو أتم تعقيبه ما زال لم يخرج عن المسودّة وما زال قد اكتفى بالتعداد ..

وكان رحمه الله تعالى يشكو من قلة الوسائل ونقصان المصادر وهو الذي نشكو منه أيضا. ولكن هذا لا يثبط عزمنا عن البحث ولا يمنع من تدقيق مؤلفه ووضعه موضع المناقشة ... ليظهر المخفي وينجلي المبهم ...

وأما أثره الخالد (كتاب بلوغ الارب في احوال العرب) فقد تكلم فيه على ما كان معروفا من اخبارهم قبل الاسلام وأيامهم ومشاهيرهم وأديانهم ... وكان كلامه عن العرب عامة وعن اوضاعهم قبل الاسلام بما وصل اليه ولم يتعقب الموضوع إلى اليوم ولم يختص بحثه في عشائر العراق ولكنه مرجع مهم لمن يريد ان يتعقب الأوضاع العربية في كافة مواطنها فهو كتاب جليل في موضوعه ... وهو أحد مراجعنا ...

٦ ـ نبذة من تاريخ عرب العراق :

رسالة في عشائر العراق المتفرقين في الجزيرة ما بين اورفة وبغداد وأطراف الشامية كتبها السيد جرجس حمدي إلى نائب القنصل الفرنسي في اللاذقية ، كان طلب اليه أن يؤلف رسالة في هذا الموضوع. وبقيت في يد المسيو كويس قنصل فرنسا في دمشق وهذا أعارها إلى (م. هوار كليمان) فترجمها إلى اللغة الفرنسية وطبعها في باريس عام ١٨٧٩ م وهذا نص كتاب مؤلفها الاصلي السيد جرجس حمدي المؤرخ ٢١ شوال ١٢٨١ ه‍ و ١٩ مارت سنة ١٨٦٥ م قال :

__________________

(١) عندي نسخة منه منقولة من الأصل.

٢٤

«كنت أمرتني بتحرير نبذة عن تاريخ العرب المتفرقين الآن في الجزيرة ما بين أورفة وبغداد وأطراف الشامية وان اوجاعي واسقامي واشتغال افكاري كانت قد منعتني عن ذلك. وبهذا الحين قد منّ الله عليّ بالشفاء من الأسقام فاخليت فكري مما فيه وطلبت المساعدة على ذلك من بعض الاخوان وحررت هذه النبذة على قدر الامكان باللغة العربية الدارجة ليسهل فهمها على أي من كان. فالمرجو العفو عن التأخير. فالعبد لا زال عند خضم كرمكم غارقا في بحار التقصير ...» ا ه.

إن مترجم هذه الرسالة لم يتصرف بالاعلام وإنما أوردها بلفظها العربي فادى واجب الصحة والتثبت كما أنه أشار إلى مراجع عن الموضوع وأقوال الأوربيين عنه في مظانهم فخدم ابناء قومه خدمة جلّى. ونظرا لاختصار هذه الرسالة فإنها لا تفيد العرب إلا من ناحية ذكر الماضي لبعض رؤساء القبائل ببيان اسمائهم ... وانهم كانوا احياء حين تحرير الرسالة وكانت مواطنهم في المحل الفلاني عند ما نعلم انها تحولت إلى موطن آخر ...

وأساسا ان هذه الرسالة كتبت بناء على الرغبة الاوربية ومنهجها في البحث عن العشائر فاقتصر على ذكر الشيوخ والرؤساء واسم العشيرة وموطنها ، وعدد بيوتها ، وحالتها من نقطة المعيشة والسلطة وعلاقتها بالحكومة وبالناس بصورة بسيطة جدا لا تسمن ولا تغني من جوع .. فلم ينظر إلى أصل القبيلة ، وتاريخ هجرتها ، وعلاقتها بالعشائر المجاورة ... فكانت محدودة المطالب ، والفكرة المدونة عن العشائر ضعيفة وقليلة ، وهذه الرسالة كالكتب الأخرى «لمس بل» وغيرها من الكتاب الغربيين فإنها كلها تقريبا مضت على هذه السنن في تأليفها وإن كانت أشارت أحيانا إلى بعض الأحوال التأريخية عرضا ، أو لم تتمكن منه تماما وإنما اكتفت بالنبذة اليسيرة عن الماضي القريب ومضت. وخير هذه المؤلفات من اوردت اسم القبيلة بالحروف العربية كما فعلت المس بل ...

٢٥

٧ ـ كتاب الاشتقاق :

في أنساب العرب للشيخ أبي بكر محمد بن الحسن المعروف (بابن دريد) المتوفى سنة ٣٢١ ه‍ ـ ٩٣٣ م (١). وفيه تحليل لألفاظ القبائل وتعرض لرجالها إلى أيامه ، والكتاب عظيم الفائدة ، ويتكلم في مطالب جليلة عن القبائل لا يستغني عنها أحد ... طبع في مجلد واحد سنة ١٨٥٤ م في غوتنجن باعتناء المستشرق فرديناند وستنفلد. أوله : الحمد لمن فتق العقول بمعرفته ، واطلق الالسن بحمده ... الخ. وفيه ردّ على الطاعنين في أسماء القبائل واشتقاقها وكونها لا أصل لها يرجع اليه فجعل كتابه جوابا لأمثال هؤلاء الذين لا يخلو منهم عصر ، وهم أعداء العرب. وليتنا وصل الينا ما يتمم مباحثه وما كان من نوعها فننجو من عناء كبير ...

٨ ـ الأنساب :

للسمعاني. وهو أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور المروزي المتوفى سنة ٥٦٢ ه‍ ـ ١١٦٧ م. وفيه مباحث عميمة الفائدة عن العرب ومشاهدات خاصة لا يتيسر العثور عليها في كتاب ، والنقول المذكورة عنه خلال هذا الكتاب تعين قيمته العشائرية فقد سبق غيره في الايضاح ممزوجا بما عاينه أو رآه ونقله عن غيره ... فلا يستغنى عنه بوجه ، طبع على الحجر سنة ١٩١٢ م إلا ان النسخة المطبوع عليها مغلوطة ، وخطوطها مختلفة وهي سقيمة جدا مع اني رأيت في استانبول نسخا منه كاملة وصالحة للطبع ، والحاجة اليها متوفرة لا حتوائها على معارف نافعة ومهمة جدا.

والملحوظ ان المؤلف قلب تاريخ البغدادي إلى الأنساب وزاد عليه من جهة واختصره من اخرى فابرزه بوضع لائق ومقبول ...

__________________

(١) من علماء اللغة المشاهير وهو صاحب الجمهرة في اللغة.

٢٦

٩ ـ شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم :

في اللغة ثمانية عشر جزءا لنشوان بن سعيد الحميري اليماني المتوفى سنة ٥٧٣ ه‍ ـ ١١٧٨ م. سلك فيه مسلكا غريبا ، يذكر فيه الكلمة من اللغة فان كان لها نفع من جهة ذكره ، وذكر في كل مادة أبواب الكلمة واستعمالاتها. ثم اختصره ابنه في جزأين وسماه (ضياء العلوم في مختصر شمس العلوم) وأول (ضياء العلوم) أما بعد حمد الله مستحق الحمد ... الخ. كذا في كشف الظنون والظاهر ان صاحب الكشف رأى المختصر ولم ير الأصل. وقد طبعت بعض منتخبات منه تتعلق باخبار اليمن وهي مفيدة في مباحث العشائر وخاصة القبائل القحطانية النجار ، فانه من المراجع القيمة وقد استعنا به في أمور كثيرة لايضاح بعض القبائل ... والمهم فيه انه متأخر عن كثير من كتب الأنساب والقبائل ... فهو من مهمات المراجع ...

١٠ ـ قبائل العرب في مصر :

ظهر منه الجزء الأول ويخص القبائل التي توطنت مصر ، وفيه ما يفيد في معرفة انتشار القبائل العربية ، ونرى أقسام القبيلة الواحدة قد مالت من الجزيرة إلى أنحاء مختلفة ، ونشاهد قبائل العراق تشترك في تجوالاتها هذه وقبائل مصر حتى في بعض فروعها على ما سيجيء الكلام عليه في محله ، والكتاب مهم من هذه الناحية وإن كنا لا نسلم لمؤلفه في تفريعه القبائل وبيان أصولها فلا يقال إن لخما من طيىء ، وأن جذاما منها ... والمؤلف راجع كتبا عديدة ، ومصادر وافرة ولم يجد في غير كتب الأجانب ما يبرد غلته وإن كان ليس لهم أصل يؤيده ، أو يدعوه للقبول ...

١١ ـ القصد والأمم في التعريف بأصول أنساب العرب والعجم :

للشيخ أبي عمر يوسف بن عبد البر النمري القرطبي المتوفى سنة ٤٦٣ ه‍ ـ ١٠٧١ م والمؤلف من رجال التاريخ وخاصة تاريخ الصحابة وله فيه (الاستيعاب) ، والفقه والحديث وتاريخها في (جامع أصول العلم

٢٧

وفضله) ، والأنساب وهو هذا. وله التمهيد من أجل الآثار في تاريخ الفقه والحديث .. ومؤلفاته نافعة جدا ...

وكتابه هذا في بيان أصول القبائل وانتشارها ، والآراء الشائعة فيها ، وعلاقاتها بالأقوام المجاورة للعرب ودرجة اختلاطها ... وهو على صغر حجمه قيم ونافع جدا فهو خلاصة الأقوال المعروفة إلى أيامه ... طبع بمطبعة السعادة بالقاهرة سنة ١٣٥٠ ه‍ ـ ١٩٣٢ م.

١٢ ـ الانباه على قبائل الرواه :

لابن عبد البر المذكور سابقا. وهذا هو المدخل لكتابه الاستيعاب. طبع مع القصد والأمم ، والارتباط شديد بين هذه الرسالة والتي قبلها. والملحوظ في هذه أن المؤلف اعتمد على أمهات كتب الأنساب وأيام العرب مما لا يزال أكثرها مجهولا أو غير معروف :

١ ـ كتاب أبي بكر محمد بن اسحاق.

٢ ـ كتاب أبي المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي.

٣ ـ كتاب أبي عبيدة معمر بن المثنى.

٤ ـ كتاب محمد بن عبيدة بن سليمان.

٥ ـ كتاب محمد بن حبيب.

٦ ـ كتاب أبي عبد الله أحمد بن محمد بن عبيد العدوي في نسب قريش.

٧ ـ كتاب الزبير بن بكار في نسب قريش.

٨ ـ كتاب عمه مصعب بن عبد الله الزبيري في نسب قريش أيضا.

٩ ـ كتاب علي بن عبد العزيز الجرجاني.

١٠ ـ كتاب عبد الملك بن حبيب الأندلسي.

وقد ذكر المؤلف شيئا مهما من الحديث والآثار ونوادر اقتطفها من

٢٨

كتب أهل الأخبار ، واختار من ذلك عيونه ، وما يجب الوقوف عليه مما يجمل بأهل الأدب والكمال معرفته والانتساب إليه كما قال المؤلف في مقدمته (١). والحق انه كتاب جليل ..

١٣ ـ نسب عدنان وقحطان :

لأبي العباس محمد بن يزيد المبرد المتوفى سنة ٢٨٥ ه‍ ـ ٨٩٩ م. وهذه من الرسائل النافعة التي كتبت في الأنساب على صغر حجمها وقلة مادتها فانها عرفت باصول القبائل وما تفرع منها باوجز عبارة. ومن ثم تعينت غالب الصلات به ولا يخلو من بيان الفروع وطريقة تشعبها في غالب أوضاعه والكتاب جامع ومختصر أو قل هو متن في الأنساب واف ومفيد الفائدة الحسنة ، وجامع الغرض ولا نريد أن نحقق الأنساب أو أن نكون نسابين وإنما نريد أن نعين الأوضاع من هذه الناحية لنجعلها تمهيدا لمباحثنا في العشائر والاتصالات الاجتماعية فيها ... ورابطة النسب يعول عليها البدوي كثيرا وهي أساس أعماله الاجتماعية. فهي تفسر زواجه ، وتقرر عرفه ، وتعين وضعه الحربي. وهكذا .. طبع حديثا في مطبعة لجنة التأليف والترجمة نشرته اللجنة بمصر (سنة ١٣٥٤ ه‍ ـ ١٩٣٦ م) فسدّ فراغا وثلمة كبيرة ..

١٤ ـ الجوهر المكنون في القبائل والبطون :

للشريف أبي البركات حسن بن محمد الجواني النسابة المتوفى سنة ٥٨٨ ه‍ ـ ١١٩٢ م وهو من الكتب الجامعة في الأنساب ، اتقن صاحبه أصولها ، وأورد فيه من الأنساب ما ينتفع به اللبيب ، ويستغني بوجوده الكاتب الأديب (٢).

__________________

(١) ص ٤٦.

(٢) كشف الظنون.

٢٩

وهذا رأينا مختصره في كتاب نهاية الارب للنويري ، وفيه مباحث جليلة ونافعة ومؤلفه عمدة ... وفيه قال النويري : «أتقن أصولها ، وحرر فصولها ، وأورد فيها من الأنساب ما ينتفع به اللبيب ، ويستغني بوجوده الكاتب الأريب ...» ا ه. وسماه النويري بالسيد الشريف نقيب النقباء أبي البركات ابن أسعد بن علي بن معمر الحسيني الجوّاني النسابة .. (١)

ومنه نسخة في دار الكتب المصرية مخطوطة وأخرى فوتو غرافية (مصورة).

١٥ ـ تاريخ العرب قبل الإسلام :

لجرجي زيدان صاحب مجلة الهلال الكاتب المشهور وهو من أنفس آثاره القيمة في موضوعه ، وكان مفردا لم يزاحمه غيره إلى أيام قريبة منا ... وهذا يقال فيه ما قيل في كتاب المرحوم الاستاذ شكري الآلوسي. فإن موضوعه لم يتعلق بالعشائر وحدها ، ولا يخص مكانها في قطر ، وتاريخ تقلبها فيه ، وتيار هجرتها اليه .. وفوائده عظيمة وعميقة. ومثله كتابه في أنساب العرب القدماء .. وهذا موضوعه أقرب لمباحثنا ... وعلى كل لا يستغني عنهما باحث أو متتبع ... فقد درس العرب دراسة لا يستهان بها ، وبذل جهودا قهارة في احياء ذكر العرب باستنطاق مختلف الآثار (٢) فكان الأول في بابه ... ويهمنا من تاريخ العرب قبل الاسلام ما يخص قبائل عرب العراق ... ولعل ضيق المادة أخّر من ظهور المجلد الثاني منه ... والأول مطبوع في مصر ومتداول.

١٦ ـ كتاب عشائر العرب :

ويسمى (كتاب الدرر المفاخر في أخبار العرب الأواخر) للشيخ

__________________

(١) نهاية الأرب في فنون الأدب ج ٢ ص ٢٧٦ وما يليها.

(٢) تاريخ العرب قبل الاسلام ص ٥.

٣٠

محمد بن حمد البسام التميمي المتوفى في مكة بالوباء سنة ١٢٤٦ ه‍ ـ ١٨٣١ م. وهو والد حمد المتوفى قبل سبع سنوات تقريبا عن نحو مائة سنة ، وجدّ محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن ابن المؤلف محمد المذكور. والأخير محمد بن عبد الله قد توفي في ١٠ ذي القعدة سنة ١٣٥٣ ه‍ ـ ١٢ شباط سنة ١٩٣٥ م.

والكتاب تكلم فيه مؤلفه عن عشائر العرب جمعاء في مختلف الأنحاء في نجد والحجاز واليمن والعراق والجزيرة ، وهو مهم في موضوع عشائر العراق إلا أن مباحثه موجزة ، وفي بعضها تفصيل قليل ، دوّن الرجل ما وصل إليه علمه ، وذكر عشائر عديدة في العراق ، ووصفها بما فيها من سجايا ، ولم يعد الصواب. أوله : «الحمد لله المتفرد بايجاد الأنواع. الخ» ا ه. وجاء في مقدمته :

«وبعد فقد هز عواطفي ، وأمال هذا سوالفي بعض الأصدقاء من أولي الأدب لضم شمل المتأخرين من قبائل العرب فوصلت له جناح الأمل ، ووافقته في اقتراحه مسابق القول بالعمل ، وسأذكر ما جدّ اسمه ، وأحيي ما درس في الغابرين رسمه ، وأوجز في تشخيصهم وتعيينهم ، واصرف بنات فكري لتوضيحهم وتنبيههم ، مع اني في تلك الأيام السعيدة الداعية لهذا المرام وتسويده مشغول البديهة من غير بكم ، وموكل بجزء من أجزاء الحكم. الخ» ا ه.

ولغة الكتاب قريبة من العامية ، وكلامه موجز جدا ، خصوصا في القبائل العراقية ، إلا أنه لا يخلو من فائدة ، وفيه وصف لطيف لبعض العشائر ... وكان مؤلفه كتبه بناء على رغبة المقيم البريطاني المسترريج واقتراحه ، فاهداه له ، وفيه بيان واف عن طلب المقيم المومى إليه ومنه نسخة في المتحف البريطاني. وهذا كانت سياسة حكومته الاطلاع على خبايا هذا المحيط ومعرفة أحواله ، فلم يقف عند العشائر وإنما كتب عن العراق الشيء الكثير ، وأوعز إلى آخر أن يتجول في كافة الأرجاء العراقية ، ويدوّن مشاهداته ، فقام بهذه الخدمة فكتب رحلة فارسية مختصرة طبق

٣١

المراد. وهذا الكاتب اسمه عبد الله المنشىء البغدادي ، وقد عربت هذه الرحلة إلى العربية ، وعندي النسخة الأصلية الفارسية أيضا.

١٧ ـ كتب أخرى :

وعدا ما ذكر مراجع (تاريخ العراق بين احتلالين) لعهد المغول وما يليه من العصور إلى احتلال بغداد فإنها جامعة لمطالب مهمة عن العشائر. وهنا تلخيص واجمال لتلك المباحث من جهة وسعة من اخرى ... وهناك مراجع أخرى ذكرت في بطون الكتب والأوراق بصورة مشتتة لا نرى عائدة في بيانها الآن وسوف نعين النقل عنها في محله ونصرّح به في وقته فنسب كل قول لقائله ...

أما كتب الأدب والتواريخ العامة السابقة لعهد المغول فإنها كثيرة جدا ولا طريق لاستقصاء مباحثها هنا وإنما يأتي النقل عنها في حينه. وكذا الكتب العصرية ..

٣٢

العرب وقبائلهم

ـ ١ ـ

أصل العرب

الفكرة السائدة في العصور الماضية ان العرب من الأقوام السامية كغيرهم من الآراميين والعبرانيين. والمشهور أن اصلهم الأصيل من العراق فكانت لغتهم السريانية وبها كانوا يتفاهمون ثم تبلبلت الألسن وتغيرت الألفاظ وماج الناس بعضهم في بعض فنطقت كل طائفة منهم بلغة وخرجوا من أرض العراق وانتشروا في الأطراف ومنهم العرب. ولم يبق في العراق سوى ولد أرفخشد ... ومن هؤلاء تكوّن الكلدانيون والآثوريون وسائر النبط ... ومن ثم توزعت الأرضون بين أولاد نوح عليه السّلام وذريته وسائر من ركب الفلك معه فصارت كل بقعة لواحد.

وهذه الفكرة وصلت من العراق وعلى يد علماءه وهم السريان وغيرهم ومنهم انتقلت إلى علماء العرب وأساسها كتبهم الدينية ممزوجة بمعلوماتهم وآراء رجالهم .. وقد عارضتها آراء أخرى. والمعوّل عليه تاريخيا وواقعيا بالنظر للمجاري التاريخية والهجرات ان العرب أصل الساميين والهجرة كانت من أرض العرب إلى العراق وسورية ومصر في بعض الأحيان سواء في أقدم العصور وأقصى التواريخ أو في الأيام الإسلامية ...

والعصور المتأخرة ...

٣٣

وهذا مما ثبت اللغة بأشكالها السامية المعروفة من كلدانية وآثورية وعبرية فأدى إلى أن يعرف كل فريق بلغته ... فالعربية نالت تطوراتها ولم تثبت بشكلها المعروف بان اندثرت منها لغات وتولدت ألفاظ جديدة ... ولم تستقر في اللغة الفصحى إلا بظهور الإسلامية فسجلت هذا الوضع بسبب القرآن الكريم ... وأما العامية المشتقة منها واللغات الأخرى أو اللهجات المعاصرة لها في سائر الأنحاء فقد عرض لها بعض التبدل مما أبعدها عن الفصحى ، أو حافظت على وضعها الأصلي وأثرت تأثيرها من جراء الاختلاط مع أهل الفصحى بالرغم من المباينة أو المخالفة في حينها التي أوجدت المتضادات ، والمشتركان ، أو المترادفات ... فاللغات الشائعة آنئذ قد نالت شيوعا في الأنحاء فاكتسبت اللغة العامية أو الشائعة أوضاعها المشاهدة في هذه الأيام ... والظواهر أمثال ذلك من أكبر الأدلة على التحولات التاريخية ...

أما القول بأن أصل العرب من الحبشة فهذا مما لا يعوّل عليه ولم تؤيده البراهين الصحيحة وإنما منشأه الهجرة إلى مصر وتلك الأطراف ثم الاندماج في الأهلين وتغلب اللغة العربية بتبديل ... فحصلوا على شكل مختلط في لغتهم دعا القائلين إلى الاقتناع بهذا الرأي فقيل ان الحبشة أصل العربية وان اصل العرب من هؤلاء. فالخطأ جاء من هذه المشابهة أو المقاربة ... مما لا يحقق أصل العنصرية واشتقاقها ، فالتمسك باللغة لاثبات العنصرية يؤدي إلى أغلاط كبرى مثل هذه ... والتشكلات البدنية وأوصاف العرب الأساسية تنافي هذه الدعوة ...

ولذا يقال عن الحوادث التاريخية المشاهدة في أقدم العصور المؤكدة ان سكان العراق كانوا أقواما متخالفين ، متباعدين عن الأقوام السامية ... فهم السمريون والكوشيون والأكديون فجاء الكلدانيون والأثوريون فأزاحوهم ... وحينئذ شاعت لغتهم وتدونت في أقدم أزمانها وأصلهم من جزيرة العرب ولا نجد في اللغات المجاورة في أطرافهم من تصلح للمقابلة ، والمقاربة سوى العربية .. فهم عرب ويعدّ تثبيت لغتهم أول تدوين

٣٤

في اللغة العربية ... فلم يكن هؤلاء أصل سكان العرب ليكون العرب قد تفرعوا عنهم ..

ومن المحتمل أن يقال ان أصل العراقيين كانوا من أولاد نوح عليه السّلام وأنهم تدافعوا هناك بسبب الهجرات القديمة وتبلبلت لغاتهم بداعي الاختلاط والتغلب على العنصر السامي وتكاثرهم عليه فجلوهم عن العراق ودفعوهم ، ثم أعادوا الكرة .. وهذا لم يعرف لحد الآن في النصوص التاريخية الموجودة .. وإن كان نطق به مشاهير المؤرخين متابعة للنصوص الدينية وتفسيراتها ... وعقليات أقوامها في تفسير الخلقة وانتشار الناس في هذه الأرض ...

ومهما يكن من الآراء فإننا نرى الجزيرة منشأ العرب وان غالب العراقيين منها كما هو مؤيد بالأدلة المارة وبما سيجيء. هذا مع التوقف عن قبول سائر الأفكار ما دامت أدلتها ضعيفة في نظرنا ... ولنعدّد الأقوام العربية القديمة كما جاء في تواريخنا باجمال وسرعة نظرا للعلاقة التي لا تنفك عن موضوع العشائر.

٣٥

ـ ٢ ـ

العرب البائدة

هؤلاء لم يعرف عنهم الا أسماؤهم وبعض الأخبار ، وفيها ما هو ممزوج بخرافات واضافات ونظرا لبعد العهد عاد القطع في أخبارهم غير ممكن ...

قال مؤرخونا بعد تبلبل الألسن والتوزع في الأطراف كان نصيب أولاد ارم بن سام بن نوح عليه السّلام (اللغة العربية) وهؤلاء هاجروا إلى جزيرة العرب على الرأي الأول المستند إلى التوراة وشراحها ، أو أنهم كانوا في الأصل سكان جزيرة العرب ... ومهما كان فيقال انه من أولاد ارم تألفت (العرب البائدة) وتسمى أيضا (العرب العاربة) كما عليه أهل الأنساب وغيرهم. فصار كل واحد من هؤلاء جد قبيلة. ويقال لهؤلاء (العرب الأولى) أيضا وفي الحقيقة لا يدرى ما كان يدعى به هؤلاء القوم. وإنما التسمية بعرب ـ كما يظهر من النصوص التاريخية ـ حادثة وقعت بعد أن تكوّن أولاد يعرب ، أو كما يقول النسابة : العرب ضد العجم ، من أعرب عن نفسه أي أوضح عنها ، وأعرب في كلامه أي فصح فيه ، ومن هذا الأيم تعرب عن نفسها. الخ وقالوا عن العرب العاربة عاد وثمود في الدهر الأول وهم الذين تحولت ألسنتهم إلى العربية حيث تبلبلت الألسن ، تبلبل منهم عاد وثمود وطسم وجديس قبائل درجوا. الخ (١)

__________________

(١) اشتقاق الأنساب ص ٣٠٧ و ٣١٧. والطبري ج ١ ص ١٠٣.

٣٦

وهذه قبائلهم المعروفة :

١ ـ عاد. ومنهم العمالقة. سكنوا اليمن وأرسل عليهم هود عليه السّلام.

٢ ـ ثمود. أقامت بين الشام والحجاز. ونبيهم صالح عليه السّلام.

٣ ـ طسم. نزلوا عمان والبحرين. وقال نشوان الحميري : كانوا باليمامة وهم ولد طسم بن لاوذ بن سام. كان لهم ملك جبار يقال له عمليق تصرف بقومه تصرفا غير لائق فقتلته جديس هو وقومه فاستصرخ واحد منهم يقال له رياح حسان بن اسعد تبع فسار اليهم فقتلهم حتى افناهم ..(١)

٤ ـ صحار. حلوا بين الطائف وجبلي طيىء.

٥ ـ جاسم. توطنت ما بين الحرم إلى سفوان.

٦ ـ وبار. اقاموا فيما وراء الرمل في البلاد التي تعرف بهذا الاسم.

قال نشوان الحميري :

وبار اسم أرض كانت لعاد في مشارق اليمن وهي اليوم مفازة لا يسلكها احد لانقطاع الماء ، يوجد بها قصور قد كستها الريح بالرمل ويقال انها كانت لأهل الرس وهم امة من ولد قحطان ...(٢)

٧ ـ جديس. سكنوا اليمامة. وهم ولد جديس بن غاثر (عابر) بن ارم ابن سام وهم اخوة ثمود واليمامة المرأة المعروفة في قوة نظرها منهم.

ولاخبارها في هذا الحادث قصة ... (٣)

ان الطبري ومثله صاحب الأخبار الطوال (الدينوري) قد عينا مواقع هذه القبائل من الجزيرة.

والملحوظ ان هذه القبائل المنقرضة هي القبائل الكبرى المعروفة ولم

__________________

(١) شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم ص ٦٦.

(٢) شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم ص ١١٣.

(٣) شمس العلوم ودواء كلام العرب الكلوم ص ١٧.

٣٧

يعلم عن الصغرى ، والتي لم تكن لها علاقة أو ذكر على الألسن .. وهذه تاريخها غامض جدا ، والتتبعات متضاربة في شأنها ... وسيتبين للقارئ ان بعض القبائل من العرب البائدة لا تزال بقاياها معلومة على ما هو شائع وإن كانت نسيت اسمها الأصلي أو تناسته ...

* * *

٣٨

ـ ٣ ـ

العرب المتعربة

(العرب القحطانية)

حلت هذه محل الأولى. ويقال ان قوما من الساميين من ولد ارفخشد أخي ارم جاؤوا من العراق فتعلموا العربية وهم قحطان (١) وأولاده ويقال له (يقطان) أيضا فقحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السّلام. وقالوا : فالغ أخو قحطان وهو جد إبراهيم عليه السّلام وهؤلاء القحطانيون محوا البقية الباقية من العرب الأولى وأهلكوهم حربا وورثوا لغتهم تعلموها ممن اتصلوا به وكانت امهم عربية فتكلموا جميعا بلسان أمهم. والمنقول عن ابن الشرية ان الذي كان قد خرج إلى اليمن يعرب بن قحطان وكان اكبر اخوانه سنا (٢). وهناك صفت لهم الأرض.

وفي أصل القحطانية أقوال كثيرة ، ونظرا لبعد العهد لا تعرف العرب عنهم إلا الاجمال وهو ان العرب شطر كبير منهم من ولد قحطان وشطر الآخر من عدنان وكفى. وأما نسبة قحطان واتصاله باسماعيل أو عدم اتصاله ، وتعداد اجداده وما ماثل ما لا يقوم عليه دليل. ومن أشهر الأقوال ما ذكر أعلاه والبعض انه ابن ارم بن سام ، ومنهم من يقول انه منسوب إلى اسماعيل ، ومنهم من يميل إلى انه ابن هود وقد جاء في شعر المتنبي .. إلى

__________________

(١) الأخبار الطوال ص ٦ ـ ٧.

(٢) الأخبار الطوال ص ٨.

٣٩

آخر ما هناك من الأقوال .. والتفصيل في كتاب الانباه على قبائل الرواه. والعرب مهما كان من الاختلاف لا تعرف سوى الجذم القحطاني والجذم العدناني (١). والقبائل المتكونة أخيرا من هؤلاء نشأوا من أولاد قحطان وابنه يعرب وسميت جميعها (بالعرب القحطانية) أولاد قحطان :

١ ـ يعرب.

٢ ـ جرهم.

٣ ـ المعتمد.

٤ ـ المتلمس.

٥ ـ عاصم.

٦ ـ منيع.

٧ ـ القطامي.

٨ ـ عاصي.

٩ ـ حمير.

وقد ذكر المؤرخون ـ غير صاحب الأخبار الطوال ـ إن حمير هو ابن سبأ بن يشجب بن يعرب المذكور. وهو غيره كما يظهر من عمود النسب ... ثم ان هؤلاء تكاثروا بأرض اليمن وملكوا عليهم سبأ بن يشجب بن يعرب ابن قحطان ثم ولّوا حمير بن سبأ وهذا جعل ابنه كهلان وزيره. وكان اسماعيل عليه السّلام في هذا العصر. ثم ملك اليمن (٢) ملوك كثيرون من آل قحطان توالوا على الملك وكان يبالغ في سعة ملكهم وعظم سلطانهم. وما أصدق ما قاله الطبري في هذا الموضوع عن اليمن وكذا سائر الأمم من انه غير ممكن الوصول إلى علم التاريخ بهم إذ لم يكن لهم ملك متصل في قديم الأيام وحديثه ... وقد كان لليمن ملوك لهم ملك غير انه كان غير

__________________

(١) الانباه على قبائل الرواه ص ٥٥ وما يليها.

(٢) الطبري ج ١ ص ١٠٧.

٤٠