موسوعة عشائر العراق - ج ١

عباس العزاوي المحامي

موسوعة عشائر العراق - ج ١

المؤلف:

عباس العزاوي المحامي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الدار العربيّة للموسوعات
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٨

ملازم قراءة القرآن الكريم ، وصحيح البخاري وكتب الحديث المعتبرة ... فهو من الأخيار الطيبين.

وفي سنة ١٣٥٣ ه‍ ـ ١٩٣٥ م صار نائبا. وقد شاهدت له ابنا صغيرا وقد حادثته وسألته عن الأمسح فكان يفسره لي فاستأذنت لشرحه ... وفيه روح بدوية ، ويؤمل فيه كل خير ...

والحميدي ينهزم من ذكر عنعنات القبائل ، وتقاليدهم لاعتقاده انها مخالفة للشرع الشريف. ولا يحب الفخر بالأجداد. وكلما حاولت استطلاع رأيه في بعض الأمور كان جوابه مختصرا وبقدر الحاجة ...

٢٢ ـ زيد :

شاهدته مرارا. وله اختلاط وألفة مع العشائر المجاورة ومعرفة بأفرادهم وهو يحفظ بعض القصائد. وله خبرة نوعا بأحوال شمر ...

٢٣ ـ أحمد :

شاهدته. وكان اجتماعي به قليلا جدا فلم أتمكن من محادثته لأزن مقدرته وهو اشبه باخيه زيد.

٢٤ ـ العاصي :

من مشاهير أولاد فرحان والمحفوظ عنه ما قاله في ابنه الهادي والد دهام المعروف اليوم:

يا صكرة ربيتها من عكب اخو شاهه (١) فساد

بوه الحميدي والدويش واعضيب خال امه وكاد

يقول ان الصقر الذي ربيته بعد اخي شاهه (الهادي) فساد فلا يصلح. لعدم وجود مثيل للهادي يصطاد به ... وهو يمت إلى الحميدي ، والدويش

__________________

(١) اخو شاهه هو الهادي.

١٦١

وان عضيبا هو خال أمه بتأكيد ويريد انه من جهة أبيه وأمه وأخواله وأخوال أبيه رئيس وابن رؤساء فهو عريق في الشرف ...

٢٥ ـ عجيل الياور :

هو شيخ مشايخ شمر في العراق ، وابن عبد العزيز بن فرحان باشا وأكثر معلوماتي عن قبائل شمر اقتبستها منه رأسا أو بالواسطة ومن مبرد بن سوكي وبعض شيوخ شمر المشاهير ممن يعتمد عليهم. شاهدته امرأ منطقيا ، عاقلا ، كاملا ، حسن المعاشرة من كل وجه ، وقد اتصلت به كثيرا ، فلم أعثر على ما يمل منه وانما هناك لين الجانب ، ودماثة الأخلاق ، وحسن المنطق ، وقوة البيان ، وصدق اللهجة ، وان القلم ليعجز ان يذكر كافة مزاياه. ومجمل ما يسعني ان أقوله أنه جامع لصفات العرب النبيلة.

ولا أنسى محادثاته عن القبائل وعن عرفها وتوجيهه لبعض الوقائع والأحكام البدوية مما لم أجده عند غيره ، ولا يعثر عليه لدى أكثر العوارف الذين شاهدتهم ...

أولاد صفوك الآخرون :

لم نعثر على وقائع مهمة عن أولاده الآخرين سوى ان عبد الرزاق وقعت له معركة مع الأتراك. وأما فرحان وفارس فقد كانت علاقتهما مع الحكومة العثمانية حسنة جدا ، وحصلا على رتبة (باشا) ، وتمكنا مما ناله أجدادهما من السلطة والنفوذ على قبائلهم فغطت شهرتهما على الباقين من سائر رؤساء شمر. فلا نطيل القول بذكر تفرعاتهم.

٤ ـ الرياسة الحاضرة في شمر :

كانت قبائل شمر تتجول في جزيرة العرب وما بين النهرين بلا معارض ولا منازع سوى ما يحدث من جراء اختلاف القبائل بعضها مع بعض أو مع الحكومة أحيانا ...

وبعد احتلال العراق من الجيش البريطاني (سنة ١٩١٧ م) وسورية من

١٦٢

الشيخ عجيل الياور

١٦٣

الجيش الافرنسي استقل كل فريق من شمر في جهته وعهدت الرياسة إلى عراقي في المملكة العراقية وإلى سوري في المملكة السورية.

وهذه الرياسة لم يكن هذا سببها الوحيد وهناك رياسة من كل من آل محمد على ناحية أو قبيلة أو عدة قبائل. فالسلطة منقسمة بتكاثر آل محمد وتعددهم وفي زمن الحكومة العثمانية يعرف واحد منهم. واذا كان غير صالح لإدارة القبائل فالعشائر تميل إلى من تهواه من آل محمد ويبقى الرئيس واسطة التفاهم ... أما اليوم فكل واحد عرف رئيسا في جهته.

ان رياسة شمر في العراق قررت إلى الشيخ عجيل الياور ، فهو اليوم شيخ مشايخهم لا يزاحمه فيها مزاحم ، وقد خلف دهاما آل الهادي الذي ذهب إلى سورية. والآن هو في الحدود ويقود (شمر الحدود) كما سمتهم السلطة الفرنسية.

وان مشعل باشا صار شيخا على شمر الزور (كذا سمتهم حكومة سورية) وهم شمر الذين يسكنون دير الزور.

وهناك شمر آخرون يقودهم مثكل العجي (كذا في عشائر سورية) وتسميهم الحكومة الفرنسية (شمر دميرقبو).

وهنا يلاحظ ان القرابة موجودة بين عجيل الياور وبين دهام الهادي ابن عمه ولكن لم يقع بين هذين الرئيسين ما كانت تتوقعه السلطات الفرنسية من جراء العداء أو تتنبأ به من حدوث ما يثير كامن الحقد والضغينة وانهم سوف يبقون اعداء طول حياتهم استنتاجا من حوادث الصلح الظاهرية التي وقعت خلال عام ١٩٢٦ م في عانه وعام ١٩٢٩ م في حسيجة ... (١)

ولا يعدو هذا عن امور حدسية يظن تحققها أو أن تتوتر شقة الخلاف بين أقسام قبيلة قوية يخشى بطشها وسلطانها فيما اذا اتفقت وتوحدت

__________________

(١) العشائر السورية.

١٦٤

كلمتها نظرا لخصومة آنية وقعت بين قريبين لا تؤدي إلى أكثر من ان تكون عداءا شخصيا فلا يدع مجالا لأن تتقاتل شمر بعضها مع بعض ...

وعلى كل ـ كما قلنا سابقا ونقول ـ ان اختيار الرياسة في البدو انما يكون لمواهب يرونها من افراد بيت الرياسة.

٥ ـ فروع آل محمد الأخرى :

ان الذين عددناهم كانت تنتقل اليهم الامارة. وهناك من آل محمد غير هؤلاء وهم :

١ ـ آل عمرو : وهؤلاء في سورية وقد اشير إلى القول عنهم. وثلة منهم عند الأتراك.

قال البسام في (عشائر العرب) : بعد أن ذكر شمر بالوجه المنقول عنه في صحيفة ١٢٨. «وشيخ هؤلاء المشهورين سلما وحربا ، يقال له عمر الجربا ...» ا ه (١)

وقد سهوت عن ذكره فجاء تمام العبارة هنا كاملا فاقتضى التنبيه والظاهر من نطقهم عمرا بفتح العين انه عمرو لا عمر.

٢ ـ آل زيدان : منهم في سورية وفي العراق مع الخرصة ورئيسهم اسعد بن سميري بن نجم بن مجرن بن زيدان.

ويقال لهؤلاء (الزيادين) ايضا. ومن رؤسائهم اسعد المذكور وهو القائل القصيدة التي مطلعها :

عبعوب غطي مهرتي بيجلاله

واحلب لهادر من ذواد مغاتير

ومنها :

يصفوك آتيك بالويلات رمل الهلالي

رخم الجموع مغترّين المداوير

__________________

(١) ص ٥٢ ـ ٢.

١٦٥

يصفوك عدنا للسيافه رجال

خيل وتتلى خيل كلها مشاهير

هنا ينعت الشاعر مهرته (فرسه) ويقول غطي يا عبعوب مهرتي يحلها ، واحلب لها الحليب من اذواد مغاتير (وصف للإبل) ... ثم يهدد صفوكا بانه سيأتيه بالويلات من رجال كعديد الرمل الهلالي وبفرسان تتلوها فرسان وترى جموعهم مغترين المداوير (ملثمين) ... واننا يا صفوك عندنا رجال لمن عندك من السيافة (١) وخيولهم كلها مشهورة وتتلوها خيول وهكذا ..

وبهذه الأبيات يعد نفسه كفوا له وانه قادر على ان يقابل جموعه السيافة برجال مشاهير ولا يبالون بهم ...

٣ ـ آل فهد : منهم في سورية وفي العراق.

٤ ـ آل مشحن : وهؤلاء مع الخرصة.

٥ ـ آل صديد : وهم رؤساء قبائل الصائح. ويجتمعون مع شمر الجربا (بياس) ولم يعرف طريق اتصاله اليوم.

٦ ـ آل فارس : وهم متفرعون من ابن فارس وهو محمد الفارس فسموا باسم جدهم خاصة دون سائر أولاده وهم في العراق.

٧ ـ آل صفوك : مر البحث عنهم.

ومن الجربا الوطيفي مشهور والآن لم يبق من نسله سوى النساء ... والحشاش يسكن مع الخرصة وكذا ابن مشحن ، وابن ضمن وابن صلال .. والعتوية. ويعرفون بآل عبد الرحمن. (والخرصة في الجزيرة). والظاهر ان اتصالهم بعيد إلا انهم يقطعون به. والبدوي أينما حل وحيثما سكن لا يضيع أصله ...

__________________

(١) السيافة بطن من بطونهم.

١٦٦

ملحوظة :

أوصاف القبائل البدوية تكاد تكون مشتركة ، وهذه تصلح للكل ، ومن نال مكانة هؤلاء أبرز عين المقدرة ، أو أظهر ما لا يخطر ببال ... وهي فيهم أجمع تقريبا ...

٦ ـ خلاصة القول في آل محمد :

ما اقول فيهم إلا ما قال ابن عثيمر من التومان :

اليغالطهم جذوب مماري

تسري وتلكى على اثرهم رواميس

بطعون مثل شل الغزالي (١)

ورخص الطعام لياغداله (٢) حراريس

يريد ان هؤلاء لا يغالطهم الا كذوب ، ممار ، فقد تذهب ، وتسري إلى انحاء مختلفة فتجد علائم مجدهم وآثاره بارزة ، وأخبارهم في الطعن كشل القرب ذائعة ، مشهورة ، ومثلها رخص الطعام للضيوف بتقديمه لهم ، وانه لا قيمة له عندهم في الوقت الذي يعتز به غيرهم ويحتفظ به فترى عليه الحراس ...

وقال آخر في قصيدة يمدح بها فارس بن عبد الكريم :

وعيال المحمد مثل فروخ الذيابه

والا الجواهر غاليات بالأثمان

أي ان آل محمد في الشجاعة كالذئاب او كالجواهر الثمينة قيمة.

هذا ويطول بنا إيراد كل ما مدحوا به ، ويخرج بنا عن موضوعنا. ومهما امكن حذفنا الكثير ، واقتصرنا على القليل خشية ان يظن بنا ظان اننا اخترنا المدح والاطراء ، أو التفضيل على الغير ... ونحن بعيدون عن هذا ولا نرى فضلا لقبيلة على أخرى إلا بصالح الأعمال وقبائل اليوم لا هم

__________________

(١) القربة ، أو راوية الماء المعروفة.

(٢) لياغداله ، لو يغدو له. وهنا تختزل اللفظة ويحذف منها بعض الحروف وهذا يكاد يكون مطردا عندهم ومثله (اليارجب) ـ لو يركب ...

١٦٧

لهم إلا الافتخار بما ذكروا به ... وهذه قامت بأعمال مرغوبة عند العرب من شجاعة وكرم ، ولم تجلب سبة ... واني اعد من الحيف أن اخفي محامدها الذائعة ، او اقلل من شأنها. والحق يقضي بان لا اعدل عما وقع ولا اميل إلى الاجحاف او كتمان ما هو واجب الذكر ، فنوعت المراجع ، ليعلم القارئ

انني راعيت الاختصار كثيرا وهو فوق ما كتبت ...

١٦٨

ـ ٤ ـ

تقسيمات قبائل شمر وتفريعاتها

١ ـ اصول قبائل شمر :

تبين من نصوص تاريخية عديدة ان قبائل شمر قسم منهم يرجعون إلى طيىء وهم من اصل (بطن شمر) ، وآخرون إلى القبائل القحطانية. وهذه القبائل وان كانت تتفق في النسبة الأصلية إلا أنها تبتعد من حيث النسبة القريبة. ومفاخرات العشائر الكثيرة وملاحظة القرب بينها انما تستخدم لأغراضهم السياسية والحربية ...

ويجمعها في وحدتها :

١ ـ ضياغم : وهو مستفاد من قول باذراع من الضفير الذي ذكر القبائل التي تمت إلى اصل واحد :

ان سلت عنا يا سويطي كحاطين

حنا وعبده والهيازع بجدين

ضيا غم والحذانا لفايج

يقول ان قومه (قوم باذراع) وعبدة من شمر والهيازع من عنزة كلهم من القحطانيين .. وان عبدة من الضياغم وهم يجتمعون بجدين مع شمر ، واما الآخرون الذين يحاذونهم (يريد خصومه من آل سويط) فهم ملفقون ..

٢ ـ السناعيس : اصحاب هذه النخوة.

١٦٩

٣ ـ اهل الحيسة : يسمون بهذا الاسم لانهم كرماء اجواد.

٤ ـ أولاد علي : بطن من الجعفر من عبدة.

وهذه القبائل الثلاثة هي المقصودة. قال عواد الوبيري من العفاريت (١) لمتعب من آل الرشيد والد عبد العزيز الرشيد يذكره بمفاخر قومه وان ينظر اليهم بعين العطف والرأفة حينما كان قد غضب عليهم لخلاف وقع فاسترضاه بهذه القصيدة التي يسلم بها رأسا :

الله يعينك يا موالف عطية

وجيف انت يا شيخ جسبت النواميس

ويا شيخ ترها عزوة الشمرية

ويا شيخ ترهم زوبع والسناعيس

وهل الحيسة ان جانها بالحمية

وأولاد علي مخضبين المتاريس

ليضكهم مضنك خطاة الشكية (٢)

مسكفات الرماح المناسيس

وبيدك شامان مثل الحنية

وحلو اصطفاكك بيوجيه الملابيس

وبهذه الأبيات عرف مجموع قبائل شمر وعددها جميعها وهم :

١ ـ زوبع.

٢ ـ السناعيس.

٣ ـ أهل الحيسة.

٤ ـ أولاد علي.

والكلام على ما يدخل من القبائل ضمن كل واحدة من هذه القبائل الكبرى يأتي في محله ...

هذا. ولا محل لتفصيل كل قسم من هذه الأقسام الأربعة الآن وكل ما نعلمه أن قبائل شمر متنوعة ومتفرقة جدا. ولا يكاد المرء يحيط بها

__________________

(١) العفاريت بطن من شمر على ما سيذكر.

(٢) الوادي.

١٧٠

لكثرتها. ولكنها ترجع إلى الأصول المذكورة أعلاه ولا تعرف قبائل الآن بتلك الأسماء الأربعة المارة. والذي يقطع به انها ترجع إلى هذه الأقسام باعتبار (نخوتها) ويوم الحرب ومراعاة الصلة النسبية والقرابة القومية.

والقبائل المذكورة اختلطت فروعها بعضها ببعض. ولما كانت الصلة القبائلية لا تزال معروفة ومرعية لوجود دواعيها حافظوا عليها وفاخروا بها واستمروا على مراعاتها.

٢ ـ مجموعات من القبائل الشمرية :

قبائل شمر قد تعتبر مجموعات كبرى بالنظر لأعظم وصف عرفت به من جراء حوادث الهجرة والنزوح من مكان إلى مكان أو الاحتفاظ بموطنها وذلك :

١ ـ شمر الجبل :

وهم الذين كانوا تحت امارة آل الرشيد. وسموا بهذا الاسم لاقامتهم في الجبال المعروفة في نجد بأجأ وسلمى وإلا فإن القبائل البدوية متجولة فلا تستقر في موطن وفي نظرها كل جزيرة العرب ميدان لها ولا يصدها عن التجول إلا الحرب والغزو ممن لا طاقة لها به لقوته او لبعده. وهذه القبائل لا تفترق عن قبائل شمر الأخرى إلا في المواطن التي هي مركز امارتها وإلا فالاقسام الموجودة فيها من القبائل معروفة بعينها وتنطوي على ما انطوت عليه. ولكن للتفريق فيما بينها وبين غيرها قيل لها شمر الجبل ، أو قبائل ابن رشيد وهذه التسمية الأخيرة حادثة.

٢ ـ شمر الجربا :

وهؤلاء هم القبائل التي انضوت تحت لواء آل الجربا وانفصلت قبل تكوّن آل الرشيد وسائر شمر الجبل وان لم تنقطع الصلة بينهم. وكل هذه القبائل لا تفترق عن سابقاتها وانما تفيد انخزال قسم من تلك القبائل وتجد أسماء القبائل وبعض افخاذها مشتركة في نجد وفي العراق على حد سواء.

١٧١

وهذا ما يدعنا نعتقد ان هؤلاء لا تنقطع هجرتهم بل يتوالى مجيئهم إلى هذه الأنحاء ...

وقد سبق الكلام على اقسامهم في العراق وفي سورية وفي الجمهورية التركية.

٣ ـ شمر طوقه :

وهؤلاء قبائل أو أفخاذ قبائل شمرية اصابتها جائحة ، أو نالها ما تكره من ارضها أو رؤسائها ، أو عزمت على الهجرة لأسباب أخرى.

وتنسب قبائلها الموجودة إلى قبائل شمر المعروفة ونرى كل عشيرة او فرع من فروعهم ناجما من قبيلة شمرية لا تزال معروفة وكثيرون منهم يعدون سلسلة نسبهم ويصلون إلى جد يقولون هذا الذي جاء إلى العراق.

وكان نزوحهم إلى العراق في عهد المماليك ولم نجد لهم ذكرا قبله ...

٤ ـ الصايح :

وهؤلاء كشمر طوقه بلا فرق. فانهم فرق مختلفة من قبائل شمر المعلومة اليوم. فلا يقال انهم خارجون عن الأقسام الأصلية بوجه ولكن استقل هؤلاء بالتسمية المذكورة كما انفرد شمر طوقه بلقبهم ذلك.

وهؤلاء كانوا في العراق قبل أن تتكون حكومة المماليك من أيام الوزير حسن باشا وقبله ..

وقد نعتهم البسام بقوله :

«وما أشبه آخر هؤلاء بأولهم وفي الحقيقة هم في السبق لاستدراك الجميل افضلهم ، كرام بأموالهم ، أسود عند أشبالهم ، يقتحمون الدواهي ، ويجتنبون النواهي ، ولم يخب لمؤملهم أمل ، ولم يبطلوا لعاملهم عمل ، وكلهم على هذه الطريقة منتعلين زحل ، عددهم الف سقمان وستمائة من الفرسان ، وهم تبع ايوب بن تمر باشا» ا ه.

١٧٢

وهؤلاء فوق ما وصف البسام ... وأفعالهم مشهورة في كافة حروبهم ... ولم يكونوا تبعا لقبيلة الملية الذين يرأسهم تمر باشا ولعل ذلك كان في وقت ...

وفي الحقيقة قبائل شمر على الاطلاق يراد بهم مجموعة واحدة كما تقدم ولم يكن التقسيم بين شمر الجربا وبين شمر الجبل إلا منذ ان نزحت قبائل الجربا وتكونت بعدها رياسة آل الرشيد وإلا فالقبائل واحدة. والبحث عنها بصورة متفرقة يدعو لتكرار الموضوع والكلام عليه مرتين أو أكثر كما ان الاتصال كان ولا يزال بين هذه القبائل ولم يستقل الواحد بانفصاله عن الآخر من كل وجه وانما القرابة لا تزال معروفة والتعارف والتقارب دائم. لذا رأينا ان نتكلم على قبائل شمر الجربا والجبل مرة واحدة ونشير إلى ما يدعو إلى من سكن الجبل في نجد ومن هو متوطن العراق ونذكر بعض القبائل التي تفرعت من شمر كشمر طوقه إلا أنها فقدت بعض مزايا البدو ولا تزال معروفة بحيالها ...

ولا يفوتنا ان قبائل شمر منها ما انفصل من اصله وسكن العراق مستقلا باسمه من زمن بعيد وكاد ينسى الأصل الذي درج منه والقبيلة التي تفرع منها مثل المسعود وهذا سوف نتكلم عليه في مبحث خاص تحت عنوان (قبائل شمرية أخرى) يكون خاتمة القول عن تفرع قبائل شمر ...

ومنها تظهر درجة انتشار هذه القبائل وتوغلها في العراق بصورة متوالية حتى كادت تحتله جميعه وتضع يدها على كافة مراعيه ووديانه. (خصوصا بعد انقراض آل الرشيد). وما ذلك إلا لوجود الصلة بين قبائله وعدم نسيانها بتاتا. فلا ترى نفرة ، ولا وحشة بين القبائل القديمة والحديثة.

وهذا التقرب وتلك الصلة كانت ولا تزال دواعيهما كثيرة ، والأوضاع السياسية ، وسنوح الفرص ، وما ماثل من الأمور مما سهل أو عجل بالهجرة والاختلاط. وجامع ذلك الوحدة والتعاون بل التكاتف والقربى ..

ذلك ما دعا ان رجحنا الكلام عليها مجموعة لتتوضح الصلة بذكر

١٧٣

اساسها وتفرعاتها ، ولأنها لا تزال بدوية ولم تقطع مرحلة ما من مراحل التطور فبقيت على حالتها الأولى التي كانت عليها قديما بوجه التقريب وهي التي نعبر عنها ب (قبائل شمر) وهذا اجمع للقول ...

* * *

١٧٤

ـ ٥ ـ

قبائل شمر الطائية

١ ـ القبائل الطائية والقبائل القحطانية :

قبائل شمر سواء كانت طائية أو قحطانية في الأصل بدو رحالة ، مالت جماعات منها إلى الأرياف واتخذت الزراعة مهمتها ، ولكن لا يزال القسم الأكبر ـ موضوع بحثنا ـ على حالته الأولى ... ولكل قبيلة من قبائلها رئيس لا يتجاوز نفوذه نطاقها ، ويحتفظ ببيت الرياسة ، وله مكانته المحترمة وسلطته القاهرة. والرياسة العامة لآل محمد كما تقدم.

جاء هؤلاء العراق بصورة متأخرة ، ومتوالية ، وكانت حالتهم ابان ورودهم العراق على اتفاق مع فريق من القبائل وحرب مع آخر استفادة من الأوضاع والحالات الراهنة ، وهكذا ما يقع بين الفروع من ألفة أو عداء. وكان قد تم نزوح قسم من القبائل أيام مجيء آل محمد ، وقسم آخر كان قد سبقهم في سكنى العراق ، وهكذا حتى كادت تتكامل جموعهم ...

وكانت قد أثرت عليهم قبائل عنزة كثيرا ، مالت هذه الأخيرة إلى أرياف العراق ، وصادف مجيئها في هذا الزمن ، وصارت في نزاع وقراع بينها وبين القبائل العراقية من جهة ، وبينها وبين قبائل عنزة الكبرى التي ركنت إلى العراق وسورية مرة أخرى ، فكان لهذا الوضع حكمه.

١٧٥

٢ ـ القبائل الطائية :

والقبائل الطائية من شمر ترجع في الأصل إلى قبيلة طيىء واتصالها بعيد جدا ومنها ما تمت رأسا إلى شمر ومنها إلى الطائية ، وقد أوضحنا العلاقة فيما سبق ولكن كل قبيلة منها احتفظت بأسماء وانفصلت بهذه التسمية الخاصة عما تمت اليه. والمعروف ان الكثير من هذه الطوائف والفروع أو الأفخاذ الجديدة اشتهرت بأسماء جديدة إلا أن القسم الآخر حافظ على التسمية الأولى.

١ ـ قبيلة الخرصة

هذه من قبائل شمر الشهيرة ، وهي عضد آل محمد (أمراء شمر) ولا يفرقون هذه القبيلة من انفسهم ، ولا يتهاونون في شأنها ، بل يناضلون عنها كنضالهم عن أنفسهم ، وهي أيضا تستميت في سبيل نصرتهم. والمعروف أنهم يتصلون بها في جد واحد ، والكل من قبيلة طيىء.

والخرصة قسم منها في سورية ، ويرأسه الشيخ دهام الهادي من آل الجربا ويسكنون الخابور ، ونخوة القبيلة (سيافة).

والمحفوظ أنهم (بنو ياس) ونظرا لتقادم العهد لا تعرف مكانة ياس من عمود نسبهم ولا يعدون من الصايح وإنما هم من عيال زوبع ويقال لهم (سود الروس).

ومما يدل على تداخل القبائل أن الخرصة والصبحى والعامود يقال لهم ضنا زائدة أي أنهم أولاد زائدة والحال انهم متباعدون ولكنهم في عين الوقت متداخلون مما يشير إلى أنه قد حصل تداخل في الأفخاذ ... وتاريخ دخولهم يبتدئ بدخول آل الجربا العراق ...

وفرقهم :

١ ـ الغشم : ورئيسهم حاجم بن غشم ولد حصيني ، والأدهم ، وأفخاذهم :

١٧٦

الغشم : رئيسهم حاجم بن غشم.

الصبحة : رئيسهم الفند

(٣) الملحان : رئيسهم ابن سليم

٢ ـ الهضبة : رئيسهم بردان بن جليدان ، وابن فلاج

٣ ـ آل عليان : رئيسهم ابن دايس. وهؤلاء يتفرعون الى :

(١) حثاربة : رئيسهم علي بن جناع

(٢) العصواد

(٣) آل سبيه : رئيسهم حواس بن سبيه

(٤) آل دايس : فخذ الرؤساء

(٥) آل عكاب : رئيسهم محمد بن عكاب

(٦) الشحاذة : رئيسهم ابن شحاذة

(٧) المعزي : رئيسهم ابن معزي

(٨) الطرابلة

٤ ـ البريج : رئيسهم الكعيط وهؤلاء وان كانوا يعدون الآن من الخرصة وقد اشتهر الكعيط بالشجاعة والقوة مثل الشيخ هايس وبدر والكثير منهم ولهم مواقف طيبة لا تنسى مع آل الجربا. :

(١) البهيمان : رئيسهم بهيمان وابن غراب. وكل منهما صار يسمى فخذه باسمه واستقل به.

(٢) الحصنة : رئيسهم الكعيط وابن سعدي العارفة المشهور وهؤلاء منهم :

(أ) الجداية ورئيسهم سلطان بن فلاح وغثيث بن جدعان

(ب) آل سويحان

١٧٧

(٣) السعدي

(٤) الغوارب

(٥) الماجد

(٦) الولفة

٥ ـ العامود : رئيسهم حسن بن عامود. وهو عارفة مشهورة ونخوتهم (عصلان) أو (أهل العصلة) ويحكى عن سبب هذه النخوة أنه وقعت لهم حرب مع بعض أعداءهم وكان لامرأة ناقة (عصلاء) وهي التي لا ذنب لها فأكثر القوم النضال عنها لاستخلاصها من أيدي عدوهم وكانت صيحتهم عليها (عصلة) فكرروها ومن ثم صارت لقبا لهم. منهم في العراق ومنهم في نجد والذين في نجد يرأسهم ابن فنيدي.

وهذه حالة مألوفة من قديم الزمان وأساسها التنابز بالألقاب وهكذا يكون منشأ الألقاب أو التسميات في غالب أهل البادية ... وقد يترك الاسم الأصلي ويتمسك بهذه الألقاب وحدها لكثرة ما تتردد على الألسن.

وأفخاذ هذه الفرقة :

(١) التجاغفة : رئيسهم جاجان بن مصيول.

(٢) آل غضا : رئيسهم حسن بن محيسن.

(٣) آل خلف : رئيسهم حسن بن عامود. وهو رئيس كل الفرقة وعارفتها خلفا عن سلف.

٦ ـ الصبحة وهؤلاء لم يكونوا من الخرصة كما هو المحفوظ والمنقول وإنما هم من الفضول من بني لام أو من طيىء. وكذا الغزي من الفضول ... ومنهم من يعدهم من الغشوم كما تقدم. والقربى ظاهرة سواء كانوا من طيىء رأسا أو بالواسطة والاختلاف كثير من جهة الحافظة واستمرارها فإنها لا تتمكن من ضبط الاتصال وهناك الاختلاف.

١٧٨

ومن عوارف الخرصة :

١ ـ متيوت بن صحن بن سعدي بن البريج وهو عارفة العموم.

٢ ـ مسلط من العامود وقد توفي والآن حسن العامود ... ومن أقوالهم الشعرية مما يؤيد أن أصلهم من بني ياس :

السربة الحرشة عليها بني ياس

واستلغفوا بعكاب (١) راسك معه راس

أظن أن هذا البيت تغنوا به فحسبوه يخصهم أو أنه جد ليس بالبعيد وإلا فقبيلة (بني ياس) ذكر عنها صاحب (عشائر العرب) انها تبع القواسم من قبائل عمان وقال عنها :

«قبيلة قوية ، ذات طعن وحمية ، وهؤلاء شعارهم الركاب العمانيات والضرب باليمانيات ، والطعن بالردينيات ، ولم يستعملوا ركوب الخيل ، ولا يعرفون إلا مناجاة حريبهم في الليل ، وعدد سقمانهم خمسة آلاف راكب امضى في المهمات من حدرد القواضب.» ا ه

وقد يجوز ان تكون التسمية متماثلة ولكن العلاقة في القربى لا وجود لها ... وان جد الخرصة أو احد رؤسائهم كان يقال له «سيف» فتنخوا به وصاروا يقولون «سيافة» كما أن أحد أجدادهم «ياس» واحتفظوا باسمه ...

ملحوظة :

١ ـ الخرصة

يقال لهم (غلبه) فهي تعمهم جميعا. وما عدا الثابت يرجعون إلى زايدة فيقال لهم ضنا زائدة والخرصة والعامود والحريرة يقال لهم (بني ياس ومن ثم ترى درجة القربى ومكانة بعضها من البعض. وهي من مؤيدات ما قلناه اعلاه.

٢ ـ والثابت

٣ ـ والفداغة

٤ ـ والعامود

٥ ـ والصبحى

__________________

(١) عكاب وحيال الغواجي رؤساء ولد سليمان من الفدعان من عنزة.

١٧٩

لذا قيل :

لواهني من حطهم بس عامه

من حطهم ما بين تيمه والسياح

جسابة العيدان ريش النعامة

غلبه وعنهم تكع الاسلاف تنزاح

٢ ـ قبيلة سنجارة

وهذه القبيلة تشترك وقبيلة زوبع وهما من نجار واحد ، وكانت تسكن نجدا والآن قسم منها في نجد والقسم الآخر في العراق ، جاؤوا اليه بعد الاحتلال فرارا من الاخوان. ونخوتهم العامة (زوبع) والخاصة (جدعة) أو (خيال الجدعة ذريبي) ويقال ان اصل تسميتهم هو ان جدهم الأول قد ربته امة يقال لها (سنجارة) فسموا باسمها للسبب المذكور في نخوة العامود والتنابز بالالقاب عادة الجاهلية لا تزال آثارها معروفة. ورئيسهم متعب الاحدب واصلهم زوبع من طيىء من فرقة الحريث وينتمون إلى محمد الحريث من طيىء هكذا يحفظون نسبهم. ولعل طارقة دعت إلى اتفاقهم مع سائر شمر الطائية وكلهم يمتون إلى القحطانية.

وفرقها :

١ ـ الثابت : وهذه فرقة كبير من سنجارة وتتفرع الى :

(١) آل زرعه : رئيسهم متعب الاحدب وفروعها :

أ. آل عكبه ومنهم من يتلفظها بكعة : رئيسهم الاوضيح

وظاهر الرويس :

(١) الجودان

(٢) الروسان

(٣) الوضحان

(٤) آل شرارة

١٨٠