موسوعة عشائر العراق - ج ١

عباس العزاوي المحامي

موسوعة عشائر العراق - ج ١

المؤلف:

عباس العزاوي المحامي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الدار العربيّة للموسوعات
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٨

وإلى سائر الممالك المفتوحة فشكلت عنصرا فعّالا ، صار آلة فتح ودعوة خير ، وتبشير بالدين الإسلامي القويم وقد رأوا في سبيل متابعته والدعوة إليه ما لم يخطر في بال.

والتبدّل الفجائي الذي تمكن منه العرب سواء في العقائد أو في الفتوح غيّر من أوضاعهم وجعلهم بحالات غير معروفة ولا معتادة .. فانتشروا في الأرض انتشارا هائلا ...

رأت الأمم أن الحاجة كبرى للخلاص من جور ملوكهم ، وتحكم أرباب الأديان وتكاتفهم مع السلاطين لامتصاص جهود الشعوب والسيطرة عليها ... فساعدوا كثيرا لقبول الدين الإسلامي وصاروا من أعظم دعاته ومعتنقيه ..

٣ ـ مصير العشائر القديمة والإسلامية :

وهذه القبائل سواء منها الحديث العهد في سكنى العراق وقديمه لم يتمكن فيه إلا القليل منها وأكثر من فقد مزاياه القبائل القديمة في العراق فإنها كانت أقرب إلى الاستفادة من هذه الأوضاع فأخذت من المدينة بنصيب ...

والآن صرنا لا نعرف الكثير منها لانتشارها في الأطراف. والعالم كله كان مفتوحا أمامها .. وهكذا يقال عن القبائل العديدة التي جاءته أيام الفتح فلم يبق منها إلا النزر .. وكانت لها مكانتها المهمة في حروبها ونضالها ..

ولا يهمنا في عجالتنا هذه أن نبحث عن مصير كل قبيلة في العراق ، أو من وردت إليه وبيان ماضيها وإنما نقتصر على (العشائر الحاضرة) ونذكر ما له علاقة بالماضي وبيان الحالة التي كانت عليها .. تاركين جانبا القبائل التي حلت العراق في وقت واندثرت بقبولها الحضارة ..

نكتفي هنا بالالماع إلى ما مضى ونشرع في بيان القبائل الحاضرة مع العودة إلى تاريخها بقدر ما تسمح به الظروف والنصوص ..

١٢١

٤ ـ القربى في العشائر الحاضرة :

أنساب العرب القبائلية معروفة من قديم الزمان ولا يزالون محافظين عليها ، وهي توافق روحيتها ومزاجها جمعاء ، ولا يزالون يعتمدون عليها في القربى والعداء للتكاتف والمناوأة ونسب القبائل الحاضرة مهم لمعرفة أحوالها بالنظر لبعضها .. ولما كانت هذه العشائر كلها أمية تقريبا فلا يحصل فيها إلا الواحد أو الاثنان من المجموع ممن يستطيع القراءة والكتابة وفي أكثر الأحيان الأمية ضاربة أطنابها عليهم ... فمن هؤلاء لا يؤمل أن يحفظوا أنسابهم فيوصلوها برجال التوراة أو غيرها ..

ـ نعم يحفظون من أنسابهم أنهم لهم صلة قرابة مع القبائل الأخرى أو أنها ليست منها ويعينون درجة ذلك تقريبا وذلك بطريق التلقي عن آبائهم وأجدادهم وأما تعداد آبائهم وأجدادهم بحيث يوصلونها بمن شاؤوا فهذا اختبرته وامتحنته مرارا عديدة فتبين لي غلطه أو التشكيك فيه وعدم صحته فلا يعوّل عليه لقدم العهد واشتباه الأسماء وتداخلها بغيرها ..

فإذا كانوا يتمكنون من وصل الأفخاذ بالعشيرة أو القبيلة وهذا غالب فيهم فلا يستطيعون أن يعينوا الصلة القطعية بين قبيلة وقبيلة بسرد أفراد كل ... وهذا لا يمنع أن يقطعوا في القربى ودرجتها بلا ارتياب .. والمعرفة والتلقي الصحيح .. قد يؤيدان بأدلة لغوية وأوصاف قومية ، وأخلاقية ، وعنعنات كثيرة مشتركة ومحفوظات لا تقبل التردد .. فلو لم تعرف القبائل وصل القرابة بتسلسل الأجداد فلا تشتبه منها بوجه وإن كانت لا تقدر على تعيين الظهور والبطون بالضبط ... فالغالب فيهم حفظ النسب على وجه الصحة إجمالا ولا يغلطون في نسبة قبيلة إلى جذمها القحطاني أو العدناني وصلتها بأصلها ...

ويؤيد هذا التواتر في النقل من تلك القبيلة والقبائل المجاورة والنائية ... زيادة على اللغة ، والمحفوظ لكل قبيلة. فلم نجد قبيلة انتسبت إلى غيرها أو ادعت أنها من غيرها كذبا ، فالتضافر حينئذ للتكذيب والطعن يكون قطعيا لا يقبل الاشتباه ..

١٢٢

وفي الحال الحاضر نشاهد بعض القبائل قد اعتزت بكيانها وعرفت باسمها الجديد فلم يعد يعرف تقريبا الأصل الذي درجت منه ...

وقد بذلنا الجهد في إرجاع كل قبيلة من هذا النوع إلى قريبتها بحيث لم يبق لنا شك في النسبة والتحقيق من أكابر القبائل وحفاظ أنسابها وهم كثيرون. وهنا ليس غرضنا أن ندوّن جمهرة أنساب كما فعل ابن الكلبي وغيره بتعداد الأجداد وإيصالها برجال التوراة فذلك إذا كان متيسرا له فهو الآن صعب بل يكاد يكون ممتنعا ... وإنما المقصود بيان القربى بالنظر للمحفوظ ، واللغة ، والنخوة والعوائد ... مما هو مؤيد بالشهادات للقبائل الأخرى ولا يهمنا تعيين آباء القبائل وتسلسلها خصوصا بعد أن قطعنا أنه مما لا يعوّل عليه ولا يوثق من المحافظة وإنما الأسماء قد تتشابه فيبتلع الكثير منها. وقد صحت الأنساب إجمالا وتواترا ..

رأينا الصعوبة العظيمة في إرجاع كل قبيلة والتحقيق عن نسبتها إلى أرومتها العدنانية أو القحطانية ، أو نجارها الأصلي. مما هو موضع شبهة ، وإلا فالكثير من القبائل لا يرتاب في نسبها وأنها عدنانية أو قحطانية ... ولكن لا تزال بعض القبائل (متحيرة) ونسبتها إلى أحد هذين الجذمين مترددة أو غير معروفة مثل (الصليب) ومن على شاكلتهم من القبائل أو متداخلة لا يمكن تمييز الأصلي فيها والدخيل منها ...

وعلى كل ان القبائل مجموعات ، أو كتلات تتصل مع بعضها لا في العروبة فحسب ، وإنما تعوّل على القرابة النسبية القريبة ، وتعد ذلك سببا قويا للتعارف ، والبعيدة واسطة النفرة ، خصوصا في أيام العداء والحروب ، أو في وقت يتوسم فيه الخصام ...

ومن ثم تقوى جهة المنافرة ، والمفاخرة ، وتعداد المعايب ، والمثالب ، وإثارة الوقائع السالفة ، والحروب الماضية ... أو المزايا الداعية للفخر والتفوق ، فنسمع الطعن من جهة والفخر من أخرى ... وهكذا ...

١٢٣

٥ ـ آل وبني :

قسمة بعيدة العهد ، ومقرونة بمثل شائع عن العشائر للتدليل على قدم الزمن يقولون (من آل وبني) أي من عهد تفرع القبائل إلى آل ، وإلى بني. وبالنظر إلى الأنساب الأصلية تركن إلى هذا الموضوع ، وذلك أن قبائلنا تقسم إلى (آل) و (بني) أو إلى (قبائل قحطانية) يقال لها (آل) وإلى قبائل عدنانية أو مضرية ونزارية تتسمى ب (بني). وهاتان المجموعتان معروفتان جدا والتقسيم بهما بهذا الطراز قديم لم يدرك أوله. ولا نرى قبيلة أو عشيرة لا تنتسب إلى أحدهما ما عدا (القبائل المتحيرة) المذكورة التي لا تحفظ انتسابها إلى أحد هذين الجذمين. وذلك سواء في الجاهلية ، أو في عهد الإسلام وما يليه إلى أيامنا ..

وقد عدّد علماء الأنساب جماعة ليست بالقليلة من القبائل المتحيرة ، وكذا صاحب العقد الفريد فإنه بيّن مقدارا جما من القبائل المتحيرة. ولا يزال عصرنا يقطع بأن بعض القبائل (متحيرة) ولا يعرف بالتحقيق انتماؤها إلى أي جذم من ذينك الجذمين ... لنسيان العلاقة ، والانتساب إلى الجد الأخير والوقوف عنده ...

٦ ـ البدو وأهل الريف :

وهذا التقسيم قديم ومعروف أيضا باعتبار ما قطنه العربان من (بادية) أو (أرياف) أو (مترددة) بينهما فتكون ثلاث مجموعات (بدوية) و (ريفية) و (مترددة). ولو راعينا هذه القسمة في تصنيف القبائل لخرجنا عن أنساب القبائل ومزجنا بعضها ببعض دون تروّ وهكذا الحال فيما لو لاحظنا المواطن الجغرافية خاصة وفصلنا مباحثها بالنظر إلى ما تسكنه من ألوية وأنحاء ... أو المعيشة وبهذا نكون قد أهملنا خصيصة سائدة لم يتركها القوم في تنقلاتهم ، وأهملنا ما هم عليه للآن من الاحتفاظ بالأنساب. واغفال هذا غير صحيح من وجوه :

١ ـ إن الموطن غير مستقرة. وذلك لتغييرهم الأمكنة بصورة فجائية

١٢٤

عند حدوث أحوال ضرورية وكثيرا ما تقع ... متمثلين بقول شاعرهم :

ولا يقيم على ذل يراد به

إلا الاذلان عير الحي والوتد

٢ ـ لا نقدر حينئذ أن نراعي القبائل ، والحالة القبائلية بالنظر لاختلاط القبائل وتقربها من الحضارة بحيث لا يبعد أن تكون هذه المجموعة بعد لأي قرية أو قرى .. في حين أنهم لم يهملوها ...

٣ ـ نرى المزايا القبائلية مستقرة (لآل وبني) ومتمايزة فيها وهي السبب الوحيد في وقائع عديدة ... فلو أهملناها كنا أغفلنا أهم خصائص القوم وعدلنا إلى اشتباك أنسابها ، وهذا غير واقع حتى عند اختلاط بعض القبائل فكل فريق محتفظ بنسبه .. والأمر لا اختيار فيه ، وإنما الغرض تثبيت الحالة التي هم عليها لا إيجاد تقسيم غير معروف ، أو أن نهمل أمرا لا يزال موجودا ، ونكون قد زدنا في هذا الاشتباك ، أو شوّشنا وضعا معروفا ..

٤ ـ إن كافة هذه القبائل حريصة على مراعاة أنسابها حتى الأفراد ولا يمكنها أن تنساها بعصور كثيرة. فاهمال ذلك والتغافل عما هو موجود غلط لا يغتفر ...

وهنا لا ننسى بأن القسمة الأصلية إلى قحطانية وعدنانية يصح الاستفادة منها بأن تكون واسطة تعارف وألفة لاعداء ومقارعة ..

ولا ينكر أيضا أن القبيلة قد تنال مزايا جديدة بسبب ركونها إلى الأرياف من حيث العمل والاستثمار واهمال روح الغزو وتعاطي أسباب العمارة ، والوداعة والعيشة الهنيئة ... فسوف لا نترك أمر ذلك ، بل نراعيه بوضوح ونفرق بين البداوة والعيشة الريفية ، وما بينهما من التردد وانتهاز الفرص للركون إلى العيشة الريفية لأول حادث أو استفادة من أي تطور في الأحوال الاجتماعية. والمسهلات لذلك ودواعيه كثيرة من قحط ووباء وحروب عامة أو خاصة ، وسيل جارف. الخ الخ ...

١٢٥

٧ ـ العودة إلى الحياة العشائرية :

وقبل أن ننهي البحث لزم أن نقول إن العودة إلى عيشة العشائر نادرة خصوصا الانتقال من المدن إلى الحياة العشائرية أو من الأرياف إلى البداوة ، وهذه إذا حصلت تكون شخصية أكثر منها قبائلية. ولذا نشاهد بعض الأفراد لظروف خاصة كعلائق تجارية مع البدو ، أو ارتكاب جريرة تدعو إلى ضرورة الالتجاء إلى البادية والاعتزاز بها ، ثم طيب العطن وتحبب الاقامة في خلالها ، أو يقسر عليها بأن يتربى أولاده عليها أو تمنعه موانع زواج وما شاكل ...

كل هذه مما يسبب سكنى العشائر والتنقل بهم من الحضارة إلى البداوة ، أو الأرياف ... وقد يكون المرء ابن بادية في الأصل ولم تنقطع علاقته من البادية فتعن له سكناها ويحن إلى أهله وأقاربه ... فيعود. وقد شاهدنا الكثيرين حينما يزول المانع لهم يعودون لباديتهم إذ لم ترتكز وسائلها في أذهانهم بعد ، أو لم تنل رغبة منهم ولم تحبب إليهم. نرى هؤلاء يوردون المثل البدوي المعروف (عنّت عليّ ديرة هلي (١)).

هذه دواعي التنقل من البداوة إلى الأرياف ، فالمدن وبالعكس ، ولا نطيل القول بأكثر من هذا ...

٨ ـ الجمع والتقسيم

وعلى كل يجب أن نرجع تقسيم القبائل إلى الجذمين المذكورين وبيان قبائلهما كل واحدة على حدة بالتفصيل ... سوى أننا نلاحظ بعض الأوصاف من البداوة أو الريفية ، ونقدم بعض القبائل البدوية التي تقربت إلى الحضارة ولم تقبلها بعد ، ثم نذكر القبائل الأخرى من ريفية ... ولم نفصل بين القحطانية والعدنانية إلا أننا نشير إليها حين الكلام عليها .. ولا نفوت الاجمال عن خصائص كل ... فلا نراعي الترتيب ونكتفي أن نشير إلى

__________________

(١) أهلي.

١٢٦

العدنانية والقحطانية ... ونعين أصل القبيلة سواء كانت من أحد هذين الجذمين أو متحيرة ... كما أننا نذكر موطن القبيلة مجموعة أو متفرقة ، ونقدم قوائم في القبائل المشهورة الموجودة في تقسيماتنا الادارية تسهيلا للمعرفة معززين لها بخارطة. وبهذا نكون قد جمعنا بين الحالات والأوضاع المعروفة ...

١٢٧

ـ ٢ ـ

القبائل البدوية ومن يمت إليها

يهمنا جمعا بين القبائل المشتركة الصفات من بعض الوجوه :

أن نجعل القبائل مجموعتين أساسيتين وهما (القبائل البدوية) وخصيصة البداوة تجمعها ، لبروز هذه الصفات فيها .. ومن أهمها التنقل دون تقيد بمكان خاص ، تتبع الكلأ وتراعي الغزو ...

و (القبائل الريفية) تميل إلى الأرياف وتتعاطى الزراعة وما يتعلق بها من تربية المواشي وما ماثل ...

والقبائل لا تخرج عن هاتين الخصيصتين ولكن قد تتداخل فترى من هؤلاء من قد مالوا إلى الأرياف ، أو ركن بعض أهل الريف إلى البداوة ... وهم أقرب إلى التداخل بالنظر لما يجدون من الأحوال التي تدعو لمثل هذا التطور ، والأوضاع .. وبيانها بهذه الصورة لا يغير ماهية الموضوع.

هذا والآن نرى أن نبحث عن أشهر القبائل البدوية وخصائصها ونبدأ بقبائل شمر ...

١٢٨

ـ ٣ ـ

قبائل شمّر

١ ـ أصل شمر :

إن المدوّنات عن هذه القبيلة قليلة جدا وهي قحطانية ، ذكرها الحمداني فقال : «بنو شمر بطن من العرب مساكنهم جبلا طيىء أجأ وسلمى بجوار لام». كذا نقل صاحب السبائك (السويدي) ولم ينسبهم إلى قبيلة ، وهذا محمول إلى أنه لم يتصل بهم ولم يتحقق ذلك من رجالهم ، وآخر من ذكرهم القزويني قال :

«شمر بالتشديد والتخفيف. قبيلة من العرب ذات بطون تنسب إلى شمر ذي الجناح من قحطان منهم في نجد ومنهم في العراق ومنهم في الموصل إلى سنجار. والظاهر أنهم ينسبون إلى شمر يرعش بن افريقس بن ابرهة ذي المنار أحد ملوك التبابعة من اليمن ...» اه.

وما ذكره من أنه الظاهر فليس بظاهر ، والنسبة التي نسبها غير معروفة. كما أن التخفيف لا قائل به ، ولكن القزويني راعى اللفظة في قواميس اللغة ومعانيها وليس لدينا من العرب من ينطق بالتخفيف ويريد هذه القبيلة ...

وقال الحيدري : «ومن أجل عشائر العراق شمر وهم عدة قبائل .. وتبلغ قبائل شمر مائة ألف نسمة فأكثر وحمائلهم آل محمد من طيىء. وجميع قبائلهم تعود إلى قحطان ..» اه.

١٢٩

وقال البسام :

«شمر من ذرية حاتم ... من سكان الجزيرة وهم أكرم العشائر وأرفعهم عمادا ، وأكرمهم أخوالا وأجدادا ، وأصحهم في ذكر المكارم اسنادا ، وأقدم في الحرب .. وشيخ هؤلاء يقال له (الجربا) وسقمانهم ألفان وفرسانهم ألف ومائتان ...» ا ه.

والمنقول المحفوظ عنهم أن شمر ليس جدا وإنما هو وصف لحقهم وذلك أنهم آخر من خرج من اليمن وكانت قد ألحتهم السنون فهاجروا إلى أنحاء أجأ وسلمى فدفعوا بعض القبائل وأزاحوهم عن مواطنهم. فشمروا عن ساعد الجد وأوعز إليهم رؤسائهم ب (شمّروا). ومن ثم دعوا ب (شمر) واللغة تساعد على هذا التفسير قالوا :

وكانت قبائل طيىء وزبيد هناك فدفعوهم ومال هؤلاء إلى انحاء العراق وسورية وغيرها. والظاهر ان قبائل طيىء (سكان أجأ وسلمى) كان بينها خصام وخلاف فحالف قسم منها قبائل قحطانية جاءت من انحاء اليمن فانتصر على عدوه ومن ثم استقل في السلطة وصارت له الرياسة على قبائله والقبائل المتحالفة معه. والكل يرجعون إلى القحطانية فإن طيئا من قحطان ايضا. فصار الكل يدعى باسم البطن (شمر) المنتصر على عدوّه وقيل للجميع (شمر) تغليبا وإلا فلا تزال قبائل (عبدة) من شمر تمت إلى القحطانية رأسا ، وقبائل (الاسلم) إلى طيىء. وكذا (قبائل زوبع).

هذا هو الذي نراه جمعا بين المحفوظ والنصوص المنقولة من طريق التاريخ .. وبسبب هذه الوقائع الوبيلة تمكنوا من ازاحة قبائل زبيد وقبائل طيىء الاخرى كما مر .. ورئيس قبائل زبيد آنئذ واميرهم يقال له (بهيج) ويعد في نظر القبائل الزبيدية جدا لها ، والحال انه كان رئيسا والى هذا اشار الشمري مفتخرا بهذه الوقعة والانتصار على القبائل الاخرى بقوله :

وكبلك (١) بهيج حدّروه السناعيس

من عكدة ما تحلحل كناها (٢)

__________________

(١) قبلك.

(٢) عكدة عقدة ، وكناها قناها (قناتها).

١٣٠

يريد أن بهيجا المذكور كان قبلك وقد أصابته الضربة القوية منا فأنزلناه من أجأ وسلمى (جبلي طيىء) فلا نخشاك ولا نبالي بك وأنت أقل قدرة منه ... ويراد بالسناعيس الذين ينتخون بالسنعوسية وهم قبائل مهمة من شمر ...

ويقولون بتكرار ان لفظ (شمر) ليس اسما لقبيلة باعتباره جدا لها وإنما هو ناشىء عن الايعاز المذكور.

وأرى الذي أوقع في اللبس النقل المتقدم عن السويدي لأنه لم ينسبهما كما نقل عن الحمداني للسبب الذي ذكرته والحال انني نقلت في ما سبق في قبائل العراق القديمة عن نشوان الحميري ما نصه :

«بنو شمر بطن من طيىء» إلا أنه لم يصلهم بالبطون المعروفة. ويفسر هذا ما جاء في تاج العروس :

«وشمر أيضا اسم رجل قال امرؤ القيس :

فهل أنا ماش بين شوط وحية

وهل أنا لاق حي قيس بن شمرا

قال الصاغاني : قال ابن الكلبي قيس بن شمر وأخوه زريق ابنا عم جذيمة بن زهير بن ثعلبة بن سلامان الطائي.» ا ه.

ومن هنا ظهر انهم بطن مستقلة وعرف طريق اتصالهم. وهذا جاء مؤيدا للمحفوظ الذي اتفقت كلمة المؤرخين عليه من أنهم من طيىء ، وتبين أنه اسم جد ...

ان شمر من طيىء وبالاتفاق مع بعض القحطانية أزاحوا طيئا وزبيدا وحلوا محلهم .. واشتهرت تسميتهم بشمر وتغلبت على القحطانية ، والكل الآن لا يفرق بينهم ويعدون من شمر ، إلا أن القحطاني منهم معروف.

هذا مع العلم بأن التسمية بشمر كانت شائعة عند العرب فلم يبق مجال أن يقال إنه ناشىء عن الايعاز فهم بطن من طيىء ، وعرفت مكانتهم بين البطون المذكورة سابقا ...

١٣١

٢ ـ بيت الرياسة (الجربا ـ آل محمد):

كانت الرياسة ولا تزال في (آل الجربا) وهم (آل محمد) من طيىء قطعا. ولم تفقد منهم الرياسة ولم تتحول إلى اليوم. أما امارة ابن رشيد فإنها لم تؤثر على سلطتهم ، وإنما كانت امارة ابن رشيد صولة وسطوة واسعة ، لم ينالوها في سالف أيامهم وكانت وقتية ولأمد ، وبانقراض آل الرشيد استمرت الرياسة في آل محمد ودامت فيهم. وسنوضح امارة الرشيد في موطنها.

والجربا نبز وصل إليهم من أمهم ، والعرب لا يزالون يتنابزون بأمثال هذه يقال إنها أصابها (مرض جلدي) فتركها أهلها ورحلوا إلى موطن آخر ثم تعافت فلزمها هذا الاسم. ومن عادة البدو أن يتركوا المصاب بالجدري وما ماثله ويرحلوا عنه حتى يبرأ أو يموت تخلصا من عدواه ويراقبونه من بعيد ويضعون له ما يحتاج من أكل وشرب. وقبيلة أمهم على ما هو معروف ، محفوظة وهي من الفضول من طيىء (من بني لام).

ومن القبائل القديمة التي سميت باسم أمها خندف ، وبجيلة ، وقبائل عديدة ... وهذه التسمية إما لغرابة في الاسم ، أو لنبز كما تقدم. وستمر بنا أمثلتها الكثيرة. وقد اتخذ هذه التسميات بعض أعداء العرب وسيلة للطعن بالأنساب ومن لاحظ تكوّن الأفخاذ ، فالعشائر ، والعمائر ، والقبائل ، وحدوث النبز لأدنى علاقة وسبب .. قطع لا وجود للأمومة (الطوتمية) عند العرب ... ولا أثر لها في مدوّناتهم ، وإذا كان هناك شيء قبل التاريخ لم نشاهد بقاياه ...

وهذه التسمية قديمة ترجع إلى شيخهم الأول محمد الذي يدعون به فيقال (آل محمد) والجربا هذه أم سالم بن محمد المذكور وهو المحفوظ أيضا ولم يقطعوا في صحة تاريخها لقدم العهد وهؤلاء لم يصح ما كان يشيع عنهم بعض العربان أنهم من الشرفاء ، أو من البرامكة ، فعلقت في أذهان بعضهم ... ونقل ذلك ابن خلدون في تاريخه وكذبه ... فهم من طيىء كما قال الحيدري :

١٣٢

«وحمائهم من آل محمد من طيىء» ا ه.

ويؤيد هذا ما قاله صاحب مطالع السعود (عثمان بن سند) :

«وقد سمعته ـ (بنية) ـ ينتسب إلى طيىء القبيلة المعروفة ..» ا ه (١)

وقد ذكر صاحب (قلب جزيرة العرب) (٢) أن الجربا من قبيلة سنجارة وفرّعها إلى (العامود) و (الجربا) وبيّن أن من الجربا آل حريز ، والحسنة ، والبريج. والمنقول عنهم ان سنجارة قبيلة زوبعية وترجع إلى الحريث من طيىء والجربا من طيىء رأسا وأنها من بطونهم القديمة.

٣ ـ عمود نسبهم :

هم (آل محمد) كما تقدم. ومحمد رأس عمود نسبهم وأقدم من عرف من أجدادهم ممن لا يزال محفوظا إلى الآن ... ونبدأ في تعريفهم من أحد أجدادهم مجرن بن محسن بن مشعل بن مانع بن سالم بن محمد والملحوظ أن قد ابتلعت بعض الأسماء نظرا لعدم القطع الذي علمته من كثيرين منهم فلم يتمكنوا من الحفظ التام.

* * *

__________________

(١) ص ١٥٨ من المطالع مخطوطتي.

(٢) لم يكن متخلصا للقبائل الا أنه أفرد لها بحثا خاصا وفيه من الأغلاط ما سيوضح الكلام عليه في حينه. راجع ص ١٦٣ من قلب جزيرة العرب.

١٣٣

__________________

(١) لم نتمكن من ذكر سلسلة الزيدان كاملة بتفريعاتها وانما اقتصرنا على رئيسها واتصاله بزيدان المذكور.

١٣٤

وللشيخ فرحان بن صفوك أولاد كثيرون وهم :

١ ـ عبد العزيز.

٢ ـ شلال.

٣ ـ فيصل.

هؤلاء أولاد درة.

٤ ـ عبد المحسن.

٥ ـ هايس.

٦ ـ ثويني.

أولاد السرحة.

٧ ـ العاصي.

٨ ـ مجول.

٩ ـ جار الله.

أولاد جزعة.

١٠ ـ مطلك. ويقال له ابن العيط من زوجته بنت نوير العيط.

١١ ـ الحميدي.

١٢ ـ زيد.

١٣ ـ أحمد.

١٤ ـ ميزر.

ويقال لهم الباشات (أولاد الجرجرية).

١٥ ـ سلطان وهذا ابن بهيمة بنت ابن جشعم ويقال له ابن الجشعمية.

من هؤلاء فيصل والحميدي وأحمد وزيد. وان عجيل الياور وهو (أمير شمر) وشيخ مشايخهم وهؤلاء نقول فيهم ما تيسّرت لنا معرفته.

١٣٥

١ ـ محمد :

وهو الجد الأعلى الذي تسمت به فرقة الرؤساء فيقال لهم (آل محمد). (ويقال إنهم كانوا سبعة من الإخوة أحدهم (الصديد) وهو جد (الصديد). وآخر هو جد البريج من الخرصة. والباقون ماتوا بلا عقب. ومن هذا يعلم أن (آل محمد) أو من يمتون إلى جد واحد هم هؤلاء).

٢ ـ سالم :

وهذا هو المعنيّ بقول شاعرهم :

من دور سالم والشريف

محنّا للجاسي ليان

حنّا جما غش العراك

نلحكك على طول الزمان

ومن هذا البيت يستدل البعض على أنهم من الشرفاء. والظاهر أنه يشير إلى وقعة جرت لسالم مع الشريف المعاصر له ، لا باعتباره جدا لهم. وهذا القول للعاصي يقصد أننا من زمن سالم لم ينل مراسنا للقاسي الصعب المراس. وإنما نحن كحشرة العراق ويريدون بها (الأزريجي (١)) نصل إلى غرضنا على طول الزمن وبلا استعجال. هذه الحشرة تقتل الابل على طول الزمن. يقول إننا ننتصر على عدوّنا ولو بعد حين فلا ينجو منا.

وهذه حالتنا من زمن سالم. وقرن به الشريف للاشارة إلى وقعة كانت معروفة. والحق أن هذه الاناة والتؤدة أوضح صفة فيهم.

٣ ـ مانع.

٤ ـ مشعل :

وهذا يمتون إليه بالنسب الأقرب فيقال لهم آل مشعل. ونخوتهم الأخيرة نشأت من زمنه وهي (حرشة وأنا ابن مشعل) ويقول قائلهم :

مرد على سرد من أولاد مزيد

حماة الدار لياجاه البلا من ضديده

__________________

(١) الزريقي ذبابة كبيرة تؤذي الابل بعضّها.

١٣٦

اليجمع الوكرين بيوكر واحد

العين توّه تهنّت بي رجيدة

تصافوا الصيدادهم وآل مشعل

تبشرت النوك بأيام عيده

يقول شبان من أولاد مزيد على خيل سرد يحمون ديارهم إذا جاءها البلاء من عدوهم. وهؤلاء يجمعون بينهم وبين أقاربهم فيخشى الأعداء سطوتهم وتهاب بطشهم وينامون في رقدة هنيئة من جراء اتفاق آل صديد وآل مشعل فتبشرت النوق بأيام عيدها.

وآل مشعل هم آل محمد والصيداد آل صديد وهم من آل محمد ، أو كما قلت سابقا من اخوة آل محمد رؤساء الصايح على اختلاف في ذلك ويجمعهم مزيد وهو جد أعلى.

٥ ـ محسن.

٦ ـ مجرن.

٧ ـ الجعيري.

٨ ـ الحميدي :

وهو والد فارس الجربا. ويعرف ب (الأمسح) لأنه ولد وعينه مسحاء فلم يظهر لها أثر. ويعد من مشاهير شيوخ آل محمد. وقد ترك أولاده ذكرا ذائعا وهم مطلك وفارس ومن يليهم. وهم ألصق بنا وحوادثهم قريبة منا ولا تزال ترددها التواريخ أو تتناقلها الألسن.

ومن أولاد الحميدي (عمرو) ومنه آل عمرو وأخو فارس ... ولا يزال فرعهم معروفا ..

٩ ـ مطلك :

يعرف ب (أخو جوزة) وهذا أراد مهادنة الامام ابن سعود (١) ولكن ابنه

__________________

(١) كان ولا يزال يسميه أهل نجد بالامام. ووقائع هذه الأيام مبسوطة في تاريخ العراق بين احتلالين وهناك وسّعنا البحث فيها عن تكوّن هذه الأسرة المالكة ونطاق نفوذها وعلاقاتها بوقائع العراق.

١٣٧

مسلطا لم يرضخ لمطالب الامام من زكاة وقص الشعاف (شعر الرأس) وما ماثل. فشوق اباه على القيام في وجه ابن سعود فحاربه. وهذه مبادئ نزوحهم إلى أنحاء العراق ومن بواعث الميل اليه.

وأساسا كانت حكومة العراق أيام المماليك تحرق الارم على الأمير ابن سعود وترغب كثيرا في جلب عشائره لجانبها لتكون أعرف بما عنده ...

وقد حكى عثمان بن سند (١) حادثة له مع ابن سعود قال :

وأغار في سنة ١٢١٢ ه‍ ـ ١٧٩٨ م سعود بن عبد العزيز بن محمد السعود على بادية العراق وكان مطلك بن محمد (٢) الجربا نازلا في بادية العراق. فقاتل جيش سعود فكّر على الفرسان مرة بعد أخرى. فكلما كرّ على كتيبة هزمها فحاد عن مطاعنته الشجعان. فعثرت فرسه في شاة فسقط من ظهر فرسه فقتل ...

وكان قتله عند سعود من أعظم الفتوح إلا أنه ودّ أسره دون قتله.

ومطلك هذا من كرام العرب ، عريق النجار ، شريف النسب ، من الشجعان والفرسان الذين لا يمتري بشجاعتهم إنسان. له مواقف يشهد له فيها السنان والقاضب ووقائع اعترف له بالبسالة فيها العدو والصاحب.

وأما كرمه فهو البحر حدث عنه ولا حرج. وأما أخلاقه فألطف من الشمول وأذكى من الخزامى في الارج وأما بيته فكعبة المحتاجين وركن الملتمسين ... (إلى أن قال) :

يا بحر لا تفخر بمدك واقصر

عن أن تضارع حاتميا شمري

__________________

(١) هذا المؤرخ يتحامل على آل سعود ولا يهمنا إلا ما يوضح الوقائع العشائرية. فلا نشاركه في تحامله ونقل النص أمانة. وأشرنا بهذا هنا ليعلم القارىء ان ابن سند كتب ارضاء لولاة بغداد والحكومة العثمانية وكانوا اعداء ابن سعود إذ ذاك.

(٢) ان محمدا هو الجد الأعلى ولكن البدو يسمون بأشهر أجدادهم المعروفين وإلا فان محمدا لم يكن جده القريب ... وهذا أساس تكون الفخذ أو البيت كما مر.

١٣٨

ما حل في كفيه مقسوم على

كل الأنام غنيهم والمعر

ما ثم مأثرة سمت الا روى

مرفوعها عنه لسان الاعصر

ففناؤه مأوى طريد خائف

وحباؤه مغن لضيف معسر

انتهى ما قاله صاحب المطالع. وأصل هذه الوقعة ان الحكومة العثمانية كانت تلح بازعاج لمحاربة ابن سعود والقضاء على غائلته ، فقد كانت تعهدها من أكبر الغوائل في نظرها ... فجهزت ثويني شيخ المنتفق قبل هذه الوقعة بسنة (سنة ١٢١١ ه‍ ـ ١٧٩٧ م). خصوصا بعد ان استولى ابن سعود على الاحساء وفر من وجهه آل عريعر أمراء بني خالد بقبائلهم ملتجئين إلى العراق فاغتنم القوم هذه الفرصة ... فلم ينجح بها ثويني وانتصر ابن سعود عليهم وقتل ثويني. فكان ذلك داعية الهجوم على العراق وذلك انه في رمضان هذه السنة (سنة ١٢١٢ ه‍ ـ ١٧٩٨ م) سار سعود بن عبد العزيز آل سعود بجيشه وعشائره وأغار على المنتفق (سوق الشيوخ) القرية المعروفة ب (أم العباس) وقتل منها كثيرين ... وكان الشيخ حمود في البادية فلم يدركه وعاد إلى أطراف نجد ، ثم عطف وأغار في سنته على تلك البادية وقصد جهة السماوة وقد علم ان العربان الكثيرة مجتمعة في الأبيض الماء المعروف قرب السماوة فأغار عليها. وبين هذه شمر والضفير وآل بعيج والزقاريط وغيرهم ... فكانت الوقعة التي قتل فيها مطلك الجربا. والتفصيل في تاريخ العراق بين احتلالين ...

وله أيام منها يوم العدوة : وهذا ماء معروف وهو مزرع لشمر قرب بلد حائل وكان ـ كما قال الشيخ عثمان بن بشر ـ قد نهض سعود (سنة ١٢٠٥ ه‍ ـ ١٧٩١ م) إلى قبائل مطير وقبائل شمر واستنفر أهل نجد وقصدهم في تلك الناحية فوقع قتال شديد فانهزمت تلك القبائل وقتل منهم قتلى كثيرة وحصل قوم سعود على غنائم كثيرة ...

ثم أعادوا الكرة على جموع سعود وكان مقدمهم مسلط بن مطلك الجربا وكان قد نذر أن يجشم فرسه صيوان سعود فاراد أن يتم نذره فقتل ...

١٣٩

والتفصيل في عنوان المجد. (١) وقال ابن سند :

«العدوة : لسعود بن عبد العزيز عليه (على مطلك). وفي ذلك اليوم قتل ابنه مسلط. وكان شجاعا ... طاعن ذلك اليوم حتى كف كل رعيل ، وقرى كل ذابل وصقيل .. وأما مطلك فإنه في ذلك اليوم هزم الكتائب وأروى من دم الفرسان كل سنان وقاضب :

فلما ضاقت على سعود الأوهاد والنجود ، تقرّب إلى ابن هذّال (٢) فلم يكن لمطلك مجال فنكص على العقب ... ونجا هو وبنو عمه فاناخ رحاله في بادية العراق إلى أن اخضر عيشه وراق.» ا ه (٣)

وهذه الوقعة تعين تاريخ نزوحهم إلى العراق (سنة ١٢٠٥ ه‍ ـ ١٧٩١ م) ثم سار مطلك من العراق إلى سورية وتوجه مع أحمد باشا الجزار إلى الحج فرجع إلى العراق وبقي في بادية العراق وله السلطة الكبيرة والنفوذ العظيم. ولما قتل رثاه ابن سند في قصيدة طويلة ... والى المترجم ينسب آل (مطلك) «مطلق» ...

ومنهم الآن سطام بن سميط بن سلطان بن فهد بن مطلك بن الحميدي ...

١٠ ـ مسلط : (٤)

هو ابن مطلك ويلقب بالمحشوش أي الغضوب. وهو شجاع مشهور بالبسالة وتفوق على كثير من القبائل كقبيلة بني خالد وكان رئيسهم ابن حميد آل عريعر وكان قد قال لابن حميد (ولد حمرة حزك) أي انهم يلتمسون الحسن والجمال دون عراقة النسب وطيب الأرومة. وكان قد أبرز

__________________

(١) عنوان المجد في تاريخ نجد ص ٨٧ ج ١.

(٢) لقد كانت هناك قربى منعت من الحرب ... وسنوضح هذه القربى عند ذكر قبائل عنزة.

(٣) مطالع السعود ص ١٤٩.

(٤) من الجربا مسلط آخر قتل سنة ١١٠٢ ه‍ ، أو ١١٠٣ ه‍. «عنوان المجد في تاريخ نجد ص ١٠٧».

١٤٠