رحلة الصَّفار إلى فرنسا

محمّد بن عبدالله الصفار الأندلسي التطواني

رحلة الصَّفار إلى فرنسا

المؤلف:

محمّد بن عبدالله الصفار الأندلسي التطواني


المحقق: د. سوزان ميللر
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: المؤسسة العربيّة للدراسات والنشر
الطبعة: ١
ISBN: 978-9953-36-976-3
الصفحات: ٣٢٤

اللبادي ، محمد بن الحاج :

 ١١٤ ، ٢٧٢

لقمان ، الحكيم :

 ١٩٣

لويز ١٨ :

 (الملك الفرنسي) :

لويز ١٤ :

 (الملك الفرنسي) :

لويز ١٦ :

 (الملك الفرنسي) :

لويس فليب (الملك الفرنسي) :

 ٥٤ ـ ٥٥ ، ٥٨ ، ١٠٠ ، ٢٧٤

ليفي ـ ستروس (Le؟vi ـ Strauss) :

 ٩٧

مالك بن أنس (الإمام) :

 ٢٧٧

محمد بن عبد الرحمن (السلطان العلوي سيدي) :

 ٧٤ ، ٧٨ ـ ٧٩

محمد بن عبد الله (الرسول) :

 ٢٧ ، ٨٨ ، ١١٢ ـ ١١٣ ، ١٥٠ ، ١٨٨ ، ١٨٩ ، ٢٣٣ ، ٢٦٥ ، ٢٦٩

محمد بن عبد الله (السلطان العلوي سيدي) :

 ٢٩ ـ ٣٠ ، ٦٧

محمد داود :

 ٤١ ، ٦٩ ، ٧٢ ـ ٧٣ ، ٨٠

محمد علي باشا (المصري) :

 ٢١٨ ، ٢٤٨

٣٠١

فهرس أسماء الأماكن

بالي رويال (Palais Royal) :

 ١٧٢ ، ٢٢٣

البحر الأبيض المتوسط :

 ٦٤ ، ٦٦

البحر الأسود (انظر :

 البحر الأكحل) :

البحر الأكحل (انظر :

 البحر الأسود) :

بحر الروم (انظر :

 البحر الرومي) :

البحر الرومي (انظر :

 بحر الروم) :

البحر الشامي :

 ١١٩

البحر الصغير :

 ١١٩ ـ ١٢٠ ، ١٦٢

البحر الكبير :

 ١١٩ ، ١٤٤ ، ١٦٢

البحر المتوسط :

 ١١٩

البحر المحيط :

 ١١٩

بحر الهند :

 ١٧٧

البرصة (Bourse) :

 ١٧٣ ، ٢٥٧

بريار : (Briare) :

١٥٥

بلاد برقة :

 ١٢٢

الجزيرة الخضراء :

 ١١٩ ، ١٢٢

جنان السلطان :

 ٩ ، ١٧٧

جنوة :

 ١٢٢

جون الكبريت :

 ١٢١

جيان (Gien) :

 ١٥٥

خليج القسطنطينية :

 ١٢٣

دار ابن زيدوح :

 ٧٩

دار الإصطنبا (المطبعة) :

 ١٩٠ ، ٢٢٦ ، ٢٤١ ، ٢٤٧

دار الفزك :

 ٢٣٥

دار كتبهم :

 ٢٢٥

درنة :

 ١٢١

دروم ، نهر (Dro؟me) :

 ١٥١

٣٠٢

الدولة الإسلامية :

 ٩١

الدول الأوربية :

 ٣٨

الديار المقدسة :

 ٤٨ ، ٨٦

ديرانس ، نهر (Durance) :

 ١٥٠

الرباط :

 ٢٠ ، ٦١

الروان (Roanne) :

 ١٤٤ ، ١٥٤

رومة العظمى (Rome) :

 ١٢٢ ، ٢١٩

الرون ، نهر (Rhone) :

 ٥٠ ، ١٤٣ ، ١٥٠ ـ ١٥٢

روي منمرط (Rue Mountmartre) :

 ١٧٣

الريف :

 ٦٤ ، ٦٨ ، ١٢١

الزاوية الدرقاوية :

 ٦٧

الزاوية الفاسية :

 ٧٥

ساموريس (St.Maurice) :

 ١٥٢

سبتة :

 ٦٤ ، ٦٦ ، ٦٧ ، ١١٩ ، ١٢١

سردانية (جزر) :

 ١٢٣

فاس :

 ٣٩ ـ ٤٠ ، ٦٤ ، ٦٦ ، ٦٨ ، ٦٩ ، ٧٢ ـ ٧٣ ، ٧٩ ، ٢٧٤

فرساي (Versailles) :

 ٢٤٨

فرنسا ، فرانسا (France) :

 ٢٧ ـ ٣٧ ، ٣٩ ، ٤٥ ـ ٤٦ ، ٤٩ ، ٥٢ ، ٥٦ ، ٦١ ـ ٦٣ ، ٦٦ ، ٧١ ، ٧٣ ، ٨٠ ـ ٨٤ ، ٩٣ ، ٨٩ ، ١٢٢ ، ١٤١ ، ١٤٥ ـ ١٤٦ ، ١٤٧ ، ١٥٢ ، ١٥٣ ، ١٥٥ ، ١٩١ ، ٢٥٤ ، ٢٥٧ ، ٢٦٠ ـ ٢٦٣ ، ٢٧٥

فلنص (Valence) :

 ٩٥ ـ ٩٦ ، ٩٨ ـ ١٠٥ ، ١٠٧ ، ١٥١

فنسية (Venezia) :

 ١٢٢

فياج دوروسيوا (Village de Roussillon) :

 ١٥٢

فيني (Imphy) :

 ١٥٤

قاراداننر (البحر الأسود) :

 ١٢٣

٣٠٣

قبرس (جزيرة) :

 ١٢٣

القسطنطينية :

 ٣٦ ، ١٦٣

القسمطينة (قسنطينة) :

 ١٢٣ ، ٢٤٨

قصر الجواز :

 ١١٩

القصر الصغير :

 ١١٩

كرسيكة (جزيرة) :

 ١٢٣

الكرنة (Livourne) :

 ١٢٢

كريت (جزيرة) :

 ١٢٣

كون (Cosne) :

 ١٥٥

لاسين ، نهر (La Seine) :

 ١٤٤ ، ١٦٧

لاصون ، نهر (La Sao؟ne) :

 ١٤٣ ، ١٥٢

مسراتة :

 ١٢١

المشرق :

 ١٠٦ ، ١١٢ ، ١٢٠ ، ١٩١

مصر :

 ٢٩ ، ٣٦ ـ ٣٧ ، ٩٢ ، ٢١٨ ، ٢٢٦ ، ٢٤٣

مكناس :

 ٧٤ ، ٧٨

مكة :

 ٤٠

مليلية :

 ١٢١

المورة ، بلاد :

 ١٢٢ ـ ١٢٣

الموسكوا ، بلاد :

 ١٢٣

مولان (Moulins) :

 ١٥٤

مونطي لمار (Monte؟limar) :

 ١٥١

ميريكة ، بلاد :

 ١٧٨ ، ١٨٠ ـ ١٨٢

ميورقة ، جزيرة (Majorque) :

 ١٢٣

نابل :

 ١٢٢

النامسا :

 ١٢٢

نفير (Nevers) :

 ١٥٤

الهند :

 ١٧٧ ـ ١٧٨

وادي إيسلي :

 ١٣٢

٣٠٤

ورنص [؟] :

 ١٥٠

يابسة ، جزيرة (Ibiza) :

 ١٢٣

إزمير :

 ١٢٣

إسبانيا :

 ٤٠ ، ٦٤ ، ١٢٢

إسطانبول :

 ١٢٣

الإسكندرية :

 ١٢٢ ـ ١٢٣

إشبيلية :

 ١٨٦

إفريقيا :

 ٥٦

إفريقية (تونس) :

 ١٢١

أفنيون (Avignon) :

 ١٤٧ ، ١٥٠

أفيز ، نهر (Ouve؟ze) :

 ١٥٠

أفين (Vienne) :

 ١٥٢

إكس (Aix) :

 ١٤٧ ـ ١٤٨ ، ١٥٩

الأندلس :

 ٦٨ ، ٨٦ ، ١٢٢

أوربا :

 ٢٩ ـ ٣١ ، ٣٤ ، ٥٧ ، ٦٦ ـ ٦٧ ، ٨٨ ـ ٨٩ ، ٩٨ ، ١٠٥ ، ١٠٧

أورليان (Orle؟ans) :

 ٩٨ ، ١٤٤ ، ١٥٥ ، ١٥٩ ، ٢٤٠

أورنج (Orange) :

 ١٥٠

الإيبيريون :

 ٢٩

إيطاليا :

 ١٢٢

باب أغمات :

 ٨٠

باديس :

 ١٢١

باريز :

 ٩ ، ١٧ ، ٣٤ ، ٣٧ ، ٤٤ ـ ٤٦ ، ٤٩ ـ ٥٠ ، ٥٤ ـ ٥٥ ، ٦١ ، ٩٥ ـ ٩٨ ، ١٠٧ ، ١٢٥ ، ١٢٧ ، ١٣٦ ، ١٣٩ ، ١٤٤ ، ١٥٥ ، ١٥٨ ، ١٥٩ ، ١٦٣ ، ١٦٥ ، ١٦٨ ، ١٧٣ ، ١٨٩ ، ١٩١ ، ١٩٣ ، ١٩٦ ، ١٩٨ ، ٢١٧ ـ ٢١٨ ، ٢٣٩ ـ ٢٤٠ ، ٢٤٧ ـ ٢٤٨ ، ٢٥٨ ، ٢٦٩ ، ٢٧١

٣٠٥

بلاد الترك :

 ١٢٢ ـ ١٢٣

بلاد الروم :

 ١١٨

بلاد الشام :

 ١١٩

البلدان الإسلامية :

 ٣٩ ، ٩٩

بلدان المغارب :

 ٨٦

البنطيوا (Panthe؟on) :

 ٢٤٧

بوربندر (Port ـ Vendre) :

 ١٢٤ ، ١٤٥

البوغاز :

 ١١٩

بوغاز شانة قلعة :

 ١٢٢ ـ ١٢٣

بوغاز مسينا :

 ١٢٢

بولاق :

 ١٨

بولفار (G.Boulevards) :

 ١٧٣

بوي (Pouilly) :

 ١٥٥

تركيا :

 ٣٦

تطوان :

 ٢٧ ، ٤٠ ـ ٤٣ ، ٤٧ ـ ٥٠ ، ٦٠ ـ ٧٢ ، ٧٤ ـ ٧٥ ، ٧٧ ، ٨٣ ، ١١٤ ـ ١١٥ ، ١٢١ ، ١٥٩

تولون :

(Toulon) :

تونس :

 ٣٦ ، ٣٧ ، ١٢١

التويلوري ، قصر (Tuileries) :

 ٥٥ ، ٥٧ ، ١٨٤

جامع القرويين :

 ٦٩

جايين (Jae؟n) :

 ٦٣

جبالة :

 ٦٤

جبل طارق :

 ٤٦ ، ٤٨ ، ١٢٢

جربة (جزيرة) :

 ١٢١

الجزائر :

 ٢٩ ـ ٣٤ ، ٣٦ ، ٥٥ ، ٦٦ ، ١٢١ ، ٢٤٨ ، ٢٦٠

سفاقس :

 ١٢١

سفلى :

(St.Vallier) :

٣٠٦

سنكلوا (St.Cloud) :

 ١٤٨

سوسة :

 ١٢١ ، ٢٧٤

سيسيليا (الجزيرة) :

 ١٢٢ ـ ١٢٣

الشام :

 ١٩٩ ، ١٢١ ـ ١٢٣

شان دومارس (Champs ـ de ـ Mars) :

 ٥٤ ، ٢٣١

الشانز ـ إيليزي (Champs ـ Elyse؟es) :

 ٥٠ ، ١٧٦ ، ٢١٢

شمال إفريقيا :

 ١٢١ ـ ١٢٢

صرك (Sorgues) :

 ١٥٠

صقلية (جزيرة) :

 ١٢٣

الصويرة :

 ٢٩ ، ٣٢ ، ٦٠ ، ٢٧٦

طان (Tain) :

 ١٥٢

طرابلس :

 ١٢١

طرر (Tarare) :

 ١٥٤

طريفة :

 ١١٩ ، ١٢٢

طنجة :

 ٢٠ ، ٣٢ ـ ٣٣ ، ٣٩ ، ٤٢ ـ ٤٧ ، ٥٤ ، ٦٠ ، ٦٤ ، ٦٦ ، ٧١ ، ١١٩ ، ١٢١ ، ٢٧٦

طولون (انظر تولون) :

 ١٢٢ ، ١٣٨ ـ ١٣٩ ، ١٥٩

العراق :

 ١٩٩

الغرب :

 ٢٨ ، ٨٨

غلف فنسية (Golfe Venezia) :

 ١٢٢

غلف ليون (Golfe des Lions) :

 ١٢٤ ـ ١٢٥

غرناطة :

 ٥١

الغرناوط (ألبانيا) :

 ١٢٢

لالة مغنية :

 ٣٣ ، ٣٥

لبلي (Lapalid) :

 ١٥١

لبياس (La Paillasse) :

 ١٥١

للوار ، نهر (La Loire) :

 ١٤٤ ، ١٥٤ ـ ١٥٥

لليفر ، نهر (Nie؟vre) :

 ١٥٤

٣٠٧

لندن :

 ٥٠ ، ٩٩

لوريول (Loriol) :

 ١٥١

لوفر ، قصر (Louvre) :

 ٢٣٣

ليزاير ، نهر (Ise؟re) :

 ١٥١

ليون (Lyon) :

 ١٤٣ ـ ١٤٤ ، ١٥٢ ، ١٥٤

ماعون ، جزيرة (Minorque) :

 ١٢٣

مالطة (جزيرة) :

 ١٢٣

مالقة :

 ١٢٢

المحيط الطلسي :

 ٢٩

مراكش :

 ٦٠ ـ ٦١ ، ٧٩ ـ ٨٠ ، ٢١٦ ، ٢٧٤

مرتيل :

 ٦٤ ، ٦٦

مرسيليا :

 ٤٩ ـ ٥٠ ، ٦٠ ، ٩٨ ، ١١٦ ، ١٢٢ ، ١٢٥ ، ١٢٧ ، ١٣٦ ، ١٣٨ ، ١٤٣ ـ ١٤٥ ، ١٤٧ ـ ١٤٨ ، ١٥٢ ، ١٥٥ ، ١٥٧ ، ١٥٩ ، ٢٦٩ ، ٢٧١

مرناس (Mornas)  :

 ١٥١

وهران :

 ٤٦ ، ١٢١

٣٠٨

فهرس الصور والرسوم

خريطة : مراحل رحلة محمد الصفار من تطوان إلى باريز سنة ١٨٤٥................ ٢٣

لوحة ١ : افتتاحية مخطوط رحلة محمد الصفار................................... ٢٤

لوحة ٢ : بيت الباشا أشعاش بمرسى مرتيل...................................... ٤٢

لوحة ٣ : إقامة الباشا أشعاش بتطوان.......................................... ٤٣

لوحة ٤ : سفير المغرب إلى فرنسا الحاج عبد القادر أشعاش........................ ٥٢

لوحة ٥ : تقديم هدايا السلطان مولاي عبد الرحمن إلى لويس فليب................. ٥٨

لوحة ٦ : صنف من الماعز البري المغربي هدية إلى حديقة النباتات.................. ٥٩

لوحة ٧ : أعضاء السفارة المغربية ومرافقوهم على متن «الميتيور».................. ١١٧

لوحة ٨ : دعوة إلى الصفار لحضور فرجة بالقصر الملكي......................... ١٨٤

لوحة ٩ : مراسيم الاستعراض العسكري في شان دومارس (Champs ـ de ـ Mars). ٢٣١

رسم ١ : تجربة خاصة بالموجات الصوتية...................................... ٢٣٨

رسم ٢ : التلغراف......................................................... ٢٤١

٣٠٩
٣١٠

المحتويات

استهلال...................................................................... ١١

بين يدي الكتاب ـ مقدمة...................................................... ١٧

رموز مختصرة................................................................. ٢١

القسم الأول

الدراسة...................................................................... ٢٥

ـ تمهيد...................................................................... ٢٧

ـ علاقة المغرب بفرنسا والجزائر.................................................. ٢٩

ـ الظروف المحيطة بسفارة أشعاش............................................... ٣٥

ـ المركب «ميتيور»............................................................ ٤٥

ـ مشاهدات الصفار في باريز................................................... ٥٠

ـ العودة إلى المغرب........................................................... ٥٧

ـ الصفار وجوانب من حياته................................................... ٦٣

ـ صدفة اللقاء مع الجديد...................................................... ٨١

القسم الثاني

التحقيق.................................................................... ١٠٠

الفصل الأول : توطئة........................................................ ١١١

الفصل الثاني : فصل في سفرنا البر من مرسيلية إلى باريز....................... ١٢٧

ليون..................................................................... ١٥٢

طريق الحديد............................................................... ١٥٥

٣١١

الفصل الثالث : فصل في ذكر مدينة باريز..................................... ١٦٣

التياتروا................................................................... ١٨٢

الكوازيط.................................................................. ١٨٩

الفصل الرابع : فصل في عوائدهم في المأكل................................. ٢٠١

الفصل الخامس : فصل في ذكر مكثنا في هذه المدينة......................... ٢١١

دار كتبهم................................................................. ٢٢٥

دار الفزك................................................................. ٢٣٥

دار الإصطنبا ، أعني طبع الكتب............................................ ٢٤١

القمرة.................................................................... ٢٤٩

مدرسة من مدارسهم........................................................ ٢٥١

الفصل السادس : خاتمة في بيان مداخلهم.................................... ٢٥٣

مدخول فرانسا ووجوه جبايتها................................................ ٢٦١

ملحقات وثائقية........................................................... ٢٦٧

المصادر والمراجع............................................................ ٢٧٩

الفهارس

فهرس أسماء الأشخاص..................................................... ٢٩٧

فهرس أسماء الأماكن........................................................ ٣٠٢

فهرس الصور.............................................................. ٣٠٩

فهرس المحتويات............................................................ ٣١١

٣١٢

جائزة ابن بطوطة للأدب الجغرافي ٢٠٠٦

«المركز العربي للأدب الجغرافي ـ ارتياد الآفاق»

نتائج جوائز ابن بطوطة لعام ٢٠٠٦

أعلن «المركز العربي للأدب الجغرافي ـ ارتياد الآفاق» الذي يرعاه من أبو ظبي ولندن الشاعر محمد أحمد السويدي ويشرف عليه الشاعر نوري الجرّاح عن نتائج جائزة ابن بطوطة للأدب الجغرافي لسنة ٢٠٠٦ وهي خمس جوائز في ثلاثة مجالات : ثلاث جوائز لتحقيق مخطوطات الرحلة الكلاسيكية ، وجائزة للرحلة المعاصرة ، وجائزة للدراسات في أدب الرحلة. وأضيف هذا العام مجالان جديدان هما : جائزة الرحلة الصحفية ، وجائزة أدب «اليوميات».

فاز بالجائزة هذا العام عن «تحقيق المخطوطات الكلاسيكية» أربعة محققين هم :

د. سوزان ميلار (الولايات المتحدة) ، د. خالد بن الصغير (المغرب) ، د. محمد الصالحي (المغرب) ، أ. قاسم وهب (سوريا) ، وفاز بجائزة «الرحلة المعاصرة» د. خليل النعيمي (سوريا). وفاز بجائزة «الدراسات في أدب الرحلة» د. نواف الجحمة (الكويت) ، وفاز بجائزة «الرحلة الصحفية» إبراهيم المصري (مصر) ، وفاز بجائزة «اليوميات والمذكرات» فاروق يوسف (العراق).

وبذلك يبلغ عدد الحائزين على الجائزة حتى تمام دورتها الرابعة ٢٣ باحثا وكاتبا عربيا وأجنبيا.

الأعمال المتسابقة

تشكلت لجنة التحكيم لهذا العام ، كما في الأعوام السابقة ، من ٥ أعضاء من الأساتذة المختصين والأدباء العرب ، وبلغ عدد المخطوطات المشاركة ٤٢ مخطوطا جاءت من ١٣ بلدا عربيا ، وتوزعت على الرحلة العربية المعاصرة والدراسات بصورة أكبر ، وعلى المخطوطات المحققة بصورة أقل. وقد جرت تصفية أولى تم بموجبها استبعاد عدد قليل من الأعمال لم تستجب للشروط العلمية المنصوص عنها بالنسبة إلى التحقيق ،

٣١٣

واستبعد ما غاب عنه المستوى بالنسبة إلى الجائزة التي تمنحها الدار للأعمال المعاصرة. وقد نزعت أسماء المشاركين من المخطوطات قبل تسليمها لأعضاء لجنة التحكيم لدواعي السريّة وسلامة الأداء.

وحسب بيان الجائزة ستصدر الرحلات الثلاث المحققة الفائزة في سلسلة «ارتياد الآفاق» ، والرحلة الفائزة بجائزة الرحلة المعاصرة في سلسلة «سندباد الجديد» ، والكتاب الفائزة بجائزة ابن بطوطة للدراسات في سلسلة «دراسات في الأدب الجغرافي». والكتاب الفائز بجائزة الرحلة الصحفية في سلسلة «أرض الحدث» ، والكتاب الفائز بجائزة «اليوميات» في سلسلة «يوميات». توزع الجوائز في احتفال يقيمه المركز في لندن مطلع العام ٢٠٠٧. ويعلن لاحقا عن توقيته ، ويعقب الحفل ندوة علمية يشارك فيها الفائزون بمحاضرات حول أعمالهم.

جائزتان جديدتان ، وثالثة تقديرية

وهكذا تضيف «دار السويدي» هذا العام إلى سلسلة جوائزها جائزتين جديدتين فتصبح جوائز ابن بطوطة ٥ جوائز ، وتعلن في الوقت نفسه عن جائزة سادسة تفتح لها باب الترشح من العام القادم وهي جائزة ابن بطوطة التقديرية ، وتمنح كل عام لشخصية أجنبية أو عربية أثرت حقل المغامرة الأدبية والبحث في أدب الرحلة وأنصفت بأعمالها الثقافتين العربية والإنسانية والعلاقات بين الشعوب ، وبنت بأعمالها جسرا بين ثقافات الشرق والغرب.

شروط الاشتراك في الجائزة :

ـ يمكن لأي كاتب أو باحث محقق أن يشارك في مسابقة الجائزة بترشيح عمله بنفسه.

ـ أن يكون النص محققا وفق قواعد التحقيق العلمية المعتمدة في الأوساط الأكاديمية.

ـ تقبل المخطوطات التي هي رسائل أكاديمية لنيل درجات علمية.

ـ من حق الجهة المانحة للجائزة إجراء التعديلات الفنية التي تراها مناسبة على

٣١٤

النص الفائز ليتوافق وصيغة النشر المعتمدة من الدار بالاتفاق مع المؤلف أو المحقق.

ـ أن يرسل النص في نسخة ورقية واحدة مرفقة بنسخة إلكترونية.

ـ يمكن لأي مؤسسة ثقافية أو جماعة أدبية غير رسمية أن ترشح شخصية أدبية عربية أو أجنبية لنيل جائزة ابن بطوطة التقديرية.

ـ تستقبل النصوص والترشيحات على عنوان «دار السويدي» في أبو ظبي ص. ب ٤٤٤٨٠ أو على البريد الإلكتروني : infoalrihla.com

قبول الطلبات للدورة الخامسة ٢٠٠٧

يفتح باب قبول الطلبات للمشاركة في الجائزة بدءا من اليوم ١٠ حزيران / يونيو ٢٠٠٦. ويستمر حتى منتصف آذار / مارس من العام ٢٠٠٧.

معلومات عن الجائزة

تأسست جائزة ابن بطوطة للأدب الجغرافي سنة ٢٠٠٣ وتهدف إلى تشجيع أعمال التحقيق والتأليف والبحث في أدب السفر والرحلات ، وهو ميدان خطير ومهمل ، وقد تأسست إيمانا من الشاعر محمد أحمد السويدي راعي «المركز العربي للأدب الجغرافي ـ ارتياد الآفاق» بضرورة الإسهام في إرساء تقاليد حرّة في منح الجوائز ، وتكريسا لعرف رمزي في تقدير العطاء الفكري ، بما يؤدي بالضرورة إلى نبش المخبوء والمجهول من المخطوطات العربية والإسلامية الموجود في كنف المكتبات العربية والعالمية ، وإخراجه إلى النور ، وبالتالي إضاءة الزوايا الظليلة في الثقافة العربية عبر علاقتها بالمكان ، والسفر فيه ، والكشف عن نظرة العربي إلى الذات والآخر ، من خلال أدب الرحلة بصفته من بين أبرز حقول الكتابة في التراث العربي ، لم ينل اهتماما يتناسب والأهمية المعطاة له في مختلف الثقافات. مع التنويه بتزايد أهمية المشروع وجائزته في ظل التطورات الدراماتيكية التي يشهدها العالم ، وتنعكس سلبا على علاقة العرب والمسلمين بالجغرافيات والثقافات الأخرى ، فالأدب الجغرافي العربي (وضمنا الإثنوغرافيا العربية) من شأنه أن يكشف عن طبيعة النظرة والأفكار التي كوّنها العرب والمسلمون عن «الآخر» في مختلف الجغرافيات التي ارتادها

٣١٥

رحالتهم وجغرافيوهم ودوّنوا انطباعاتهم وتصوراتهم الخاصة بهم عن الحضارة الإنسانية والاختلاف الحضاري حيثما حلّوا.

في دورتها هذه ، كما في دوراتها الثلاث السابقة ، تواصل الجائزة التوقعات المتفائلة لمشروع تنويري عربي يستهدف إحياء الاهتمام بالأدب الجغرافي من خلال تحقيق المخطوطات العربية والإسلامية التي تنتمي إلى أدب الرحلة والأدب الجغرافي بصورة عامة ، من جهة ، وتشجيع الأدباء والكتاب العرب على تدوين يومياتهم المعاصرة في السفر ، وحض الدارسين على الإسهام في تقديم أبحاث ودراسات رفيعة المستوى في أدب الرحلة.

٣١٦

الأعمال الفائزة وبيان لجنة تحكيم الجائزة لسنة ٢٠٠٦

اجتمعت لجنة التحكيم ما بين ١٥ مايو و ٥ يونيو وتوصلت إلى اختيار الأعمال التالية للفوز بجائزة ابن بطوطة لتحقيق المخطوطات ، والرحلة المعاصرة ، والدراسات في الأدب الجغرافي ، والرحلة الصحفية والكتابة اليوميات.

وقد اختارت اللجنة الأعمال الفائزة التالية للاعتبارات المذكورة :

أ ـ جائزة المخطوطات المحققة :

* رحلة الصفار إلى باريس

١٨٤٥ ـ ١٨٤٦

محمد الصفار الأندلسي التطواني

تحقيق : د. سوزان ميلار ، عرّب النص وشارك في التحقيق د. خالد بن الصغير

تكمن أهمية رحلة الصفار في قدرة كاتبها على تقديم أجوبة عن أسئلة من قبيل : أين يكمن سر قوة الفرنسيين؟ كيف تمكنوا من الوصول إلى ذلك المستوى من القوة؟ كيف استطاعوا قهر الطبيعة وإحكام قبضتهم على مسارها بطرق وأساليب ما زالت خافية عنا؟ كيف يعيش الفرنسيون حياتهم اليومية ، وكيف يربون أبناءهم وخدامهم؟ ما هي أحوالهم التعليمية ، وكيف يسلون أنفسهم ويروحون عنها ، وماذا يأكلون؟ وباختصار ، ما هو وضع حضارتهم ، وما هي أوجه اختلافها عن حضارتنا؟ وبالتالي على تسجيل تجربته في صور دقيقة الرسم وذات عمق إنساني. فكانت له القدرة على فتح نافذة على عالم بعيد عن عالمه هو ، ونقل مشاهدته إلى غيره. ومن خلال وصفه الدقيق لما هو جديد ، ويكاد يكون كل شيء جديدا ، نحس بنسيج اللقاء الثقافي : وبقراءتنا لما دونه عن رحلته ، نجد أنفسنا أمام فرصة نادرة تتاح لنا لتقمص شخصية أحد رجال الفكر المغاربة في لحظة حرجة تمتحن معتقداته ومشاعره وتوجهاته. إن «موعد» الصفار مع الجديد ، على حد تعبير رولان بارت (Barthes) ،

٣١٧

يحدث مواجهة أكبر حجما مجد خلالها تجربته مرات عديدة. وتمثلت خلفيات رحلته في أحداث ووقائع أدت ، بشكل عميق ، إلى قلب التصور الذي كان لدى النخبة الحاكمة في المغرب عن قوتها إزاء الغرب رأسا على عقب. وفي الواقع ، كانت الرحلة في حد ذاتها جزءا من ذلك المجهود الذي استهدف القيام بمحاولة لتصحيح الخلل والتبصر بمعرفة الأسباب الكامنة وراء الإخفاقات. وقد تميز العصر الذي عاش فيه كاتب الرحلة بالقلق الذي انتاب المغاربة من قدرتهم على مواجهة الغرب المتحكم في جميع مقومات التفوق العسكري. كما تميز أيضا بوجود تخوفات كبيرة من وقع القضايا الخارجية وخطورة تأثيرها على الأحوال الداخلية لنظام اتسم بهشاشته. وكانت هذه القضايا العريضة مطروحة مسبقا قبل الرحلة. وقد ارتأت لجنة التحكيم أن كلا من تحقيق الرحلة ودراستها التي قامت بها الباحثة الأميركية سوزان ميللر ، وتعريب الدراسة والتحقيق بالعربية يستحقان بامتياز جائزة ابن بطوطة لتحقيق المخطوطات ، ويعتبر العمل الذي قاما به إثراء بينا للثقافة العربية.

* النفحة المسكية في السفارة التركية ١٥٨٩

علي بن محمد التمكروتي

تحقيق وتقديم : محمد الصالحي

اختارت لجنة التحكيم هذا النص لجائزة ابن بطوطة لتحقيق المخطوطات لتمتع تحقيقه بالشروط العلمية واستيفائه هذه الشروط باقتدار علمي.

رحلة مرآوية ، يتقابل فيها السّفر واللغة. اللغة مرآة السّفر. والسّفر مرآة اللغة. لم يسع التمكروتي في سفارته ما بين المغرب والمشرق وهو مندوب السلطان المغربي أحمد المنصور الملقب بالذهبي ، للقاء السلطاني العثماني مراد الثاني ، إلى وضع ذاته في صلب رحلته ، ولا إلى جعل هذه الذات المرآة التي تنعكس عليها الجغرافيا والتمظهرات الثقافية العامّة من عمران وعادات. ولا سعى التمكروتي ، وهذا هو المدهش ، في هذه الرّحلة ، إلى اكتساب بطولة أو إعلاء شأن الذّات المغامرة. بل عكس كل ذلك سعى إلى تثبيت صورة الفقيه الملفّع بعباءة الأدب ، والأديب الملفّع

٣١٨

بعبارة الفقيه. وفي اعتقاد المحقق أنه نجح في ذلك.

في هذه الرحلة يصف الرحالة مدينة القسطنطينية ، ومراسيم الاستقبال في القصر. وعلى رغم أن قلم التمكروتي يحرن إذ يشيح ببصره عن المكامن التي يمكن أن يقدح زنادها فينبعث منها المدهش والغريب مما شاهده في عاصمة الخلافة ، فإن نص رحلته يعتبر بامتياز وثيقة بالغة الأهمية عن سلطنتين وسلطانين وقصرين والطريق بينهما في القرن السادس عشر. ولعل وصف أهوال البحر من بين أميز ما دونه هذا الرحالة المولع باللغة والشعر والبيان. وكما يلاحظ المحقق فإن في مظنون التمكروتي أنه لا يمكن فهم الآني والآتي إلّا بالاتكاء على الماضي. الماضي هنا هو ذاكرة التمكروتي المحشوّة بالشّعر والحكمة والبلاغة المنمطة المسكوكة التي لا يبذل صاحبها أي جهد في تطويعها. كلّ ديدنه ومبتغاه أن يكشف عن علوّ كعبه في الاستظهار.

* رحلة الأمير فخر الدين المعني الثاني إلى إيطاليا ١٦١٣ ـ ١٦١٨ م

حققها وقدم لها : قاسم وهب

تعد رحلة الأمير فخر الدين المعني الثاني من الوثائق النادرة في بابها ؛ فهي من أقدم المدوّنات العربية التي وصفت جوانب مهمة من مدنيّة أوربا في مطلع القرن السابع عشر ، فبعض المدن التي زارها المعنى أو أقام فيها ضيفا على آل ميديتشي شهدت بدايات النهضة الأوربية الحديثة التي عمّت آثارها فيما بعد أرجاء المعمورة كافة ، وكانت إقامته ضيفا على آباء النهضة الأوروبية آل ميديتشي لخمس سنوات سببا في ما حاول إحداثه من نهضة في بلاد الشام. دفع ثمنها عنقه وعنق ولده. ولعل المثير أن الملاحظات المدونة في هذه الرحلة تجعلنا نكتشف أن التفاوت الحضاري بين العرب والغرب آنذاك لم يكن كبيرا ، بل ربما كان بوسع العرب تجاوزه لو لم يقم العثمانيون بقطع الطريق على بوادر التطورات الرامية إلى تأسيس نهضة عربية تستلهم نهضة الغرب ، أو تستفيد من بعض منجزاتها. ومما يزيد من أهمية هذه الرحلة أن صاحبها رجل دولة محنّك ، ومحارب لا يلين ؛ لم يتوان عن الوقوف في

٣١٩

وجه أكبر إمبراطورية في الشرق دفاعا عن شعب أرهقته المظالم ، وأنهكته الحملات العسكرية المتوالية التي طالما شنها عليه الحكام والولاة العثمانيون.

والميزة التي لا تقل أهمية عما سبق هي اللغة التي كتب بها هذا النص ، وما تحمله من دلالات تعكس المستوى الذي انحدرت إليه أساليب الكتابة في زمن تفشّى فيه الجهل والتجهيل بين الخاصة والعامة على السواء.

أخيرا ولعل من الضروري الإشارة إلى أن اللغة التي كتبت بها الرحلة تغري المعنيين بالدراسات اللغوية بالنظر في تطور اللهجات المحكية في بلاد الشام خلال القرون الأربعة الأخيرة ، وما طرأ عليها من تغيير ، وما حملته من مصطلحات ، وما خالطها من مفردات مستحدثة أو معرّبة.

اختارت لجنة التحكيم هذا النص للفوز بجدارة بجائزة ابن بطوطة لتحقيق المخطوطات لسنة ٢٠٠٦ لكونه يعتبر كشفا علميا وتاريخيا اجتهد محققه في كشفه وتحقيقه وزوده بمقدمة ضافية تلقي ضوءا على نص لا غنى عنه لكل قارىء مهتم.

ب ـ جائزة ابن بطوطة للرحلة المعاصرة :

* قراءة العالم

رحلات في كوبا ، ريو دي جانيرو ، مالي ، لشبونة ، والهند الأوسط

خليل النعيمي

حاز هذا الكتاب على جائزة ابن بطوطة للرحلة المعاصرة لخصوصية الرؤية والتجربة والكتابة التي اجتمعت لصاحبه بين دفتيه. فالرحالة هنا ليس سائحا وكتابه ليس دليلا للسائحين. إنما «الرحّالة قارىء! لكنه لا يقرأ الكلمات ، وإنما العلامات.» بهذا الوعي يكتب الرحالة والروائي خليل النعيمي كتابا جديدا في السفر. ٦ نصوص عن ٦ رحلات قام بها الكاتب حول العالم غطت أربع قارات ، ووقفت على جغرافيات الأرض والناس ، وعلى الروح الإنساني بصفته كلا لا يتجزأ مهما اختلفت اللغات وتباينت التجارب والأعراق. لأن «التعوّد على رؤية الأشياء ،

٣٢٠