الشّفاء ـ طبيعيّات

أبو علي حسين بن عبد الله بن سينا [ شيخ الرئيس ابن سينا ]

الشّفاء ـ طبيعيّات

المؤلف:

أبو علي حسين بن عبد الله بن سينا [ شيخ الرئيس ابن سينا ]


المحقق: الدكتور عبدالحليم منتصر و سعيد زايد و عبدالله إسماعيل
الموضوع : العلوم الطبيعيّة
الناشر: منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٢

والوتر النابت من هاتين (١) العضلتين ينشأ من وسطهما لا من طرفهما للوثاقة. وأما عضل الفغر وإنزال الفك فقد ينشأ ليفها (٢) من الزوائد الإبرية التي خلف الأذن تنحدر فتتحد عضلة واحدة ، ثم تتخلص وترا لتزداد وثاقة ثم تنتفش كرة أخرى فتحتشى لحما وتصير عضلة لئلا تتعرض (٣) بالامتداد لمنال (٤) الآفات ثم تلاقى معطف الفك إلى الذقن ؛ فإذا تقلصت (٥) جذبت اللحى إلى خلف فتسفل لا محالة. ولما كان الثقل الطبيعى معينا على التسفل (٦) كفى اثنتان ، ولم يحتج إلى معين.

وأما عضل المضغ فهما عضلتان من كل (٧) جانب عضلة مثلثة ، إذا جعل رأسها الزاوية التي من زواياها في الوجنة امتد لها ساقان : أحدهما ينحدر إلى الفك الأسفل ، والآخر يرتقى إلى ناحية الزوج. واتصلت قاعدة مستقيمة فيما بينهما وتشبثت (٨) كل زاوية بما يليها (٩) ليكون لهذه العضلة جهات مختلفة في التشنج فلا (١٠) تستوى حركتها ، بل يكون لها أن تميل (١١) ميولا مفتنة (١٢) يلتئم فيما (١٣) بينها (١٤) السحق والمضغ.

والطير تختلف في أعضائها لاختلاف منافعها ، مثل اختلافها في أعناقها ، فبعضها طوال الأعناق ، وبعضها قصار الأعناق. فما (١٥) كان منها إنما يلتقم غذاءه في جوف الحمأة وفي عمق المياه ، فإنه طويل العنق ليبلغ إلى ملقط رزقه. وما كان منها لا يحتاج إلى ذلك ، ويحتاج إلى قوة في أصل عنقه ، فهو قصير العنق ، مثل الشاهين. وما كان مما رجله طويل لا يمكنه السباحة والغوص ورزقه في النقايع ، طوّل ساقه ليحاذى به عنقه ليقوم في المياه ولا يغرق (١٦) ويرسل عنقه في القعر. وأما الذي يمكنه السباحة وبين أصابعه جلود يصل بعضها ببعض ليسبح به (١٧) ويحسن (١٨) جذفها بسببه ، لم يحتج إلى طول

__________________

(١) هاتين : هذين م.

(٢) ليفها : ليفهما ط.

(٣) تتعرض : تعرض ب

(٤) لمنال : لينال م.

(٥) تقلصت : انفصلت سا ؛ تفصلت ط.

(٦) التسفل : التسافل د ، سا ، ط ، م.

(٧) كل : ساقطة من د ، سا ، م.

(٨) وتشبثت : وسبثت د ، سا ؛ وتشبثت ط

(٩) يليها : يليه د ، سا ، ط ، م.

(١٠) فلا : فلإمالته م

(١١) تميل : تمتد سا.

(١٢) مفتنة : متفننة د ، سا ، ط

(١٣) فيما : مما د ، سا ، ط

(١٤) بينها : بينهما د ، م.

(١٥) فما : فيما د.

(١٦) ولا يغرق : فلا يغرق ط.

(١٧) به : ساقطة من م

(١٨) ويحسن فيحسن ط.

٣٨١

الساقين ، لأمنه الغرق ولحاجته إلى قصرهما ، لتكون سباحته أسهل وقوة رجله أشد. وما كان منها يلتقط الديدان من الحمأة وغذاؤه من صغار السمك احتاج إلى منقار حاد ، ليجمع (١) بين الطعن والأخذ ، ويكون انخراطه له أجمع من استعراضه. وما كان منها يحتاج أن يلتقط من عمق الحمأة ، طوّل منقاره لئلا يحتاج إلى إدخال رأسه وعينه في الحمأة.

والطائر وإن كان له رجلان فزاوية الركبة (٢) إلى خلف والانثناء نحو قدام بخلاف الإنسان.

أقول : لأن (٣) الإنسان شديد استواء القامة والانثناء إلى الجانبين من جهة القامة ، متفق الحال بالقياس إلى قامته. لكنه ذو أرداف وأفخاذ عظيمة ميلها إلى خلف للمنافع المقصود (٤) فيها. فلو كان رجلاه ينثنيان إلى خلف ، لكان يصعب إقامته عن قعوده ؛ وأما انثناؤها (٥) إلى قدام فهو أوفق لإقامتها.

وأما الطائر فإنه خفيف (٦) الخلف ثقيل المقدم. وبالجملة فإن المفصل إنما (٧) ينبسط ويقوم بامتداد العضل إلى خلاف جهة انثنائه ، فيجب أن يجعل الانثناء إلى (٨) خلاف جهة الثقل (٩) حتى يقل (١٠) الثقل (١١) بالمد إلى الاستقامة. فإن كان ثقل يراد أن يقوم بمد شىء متصل به لا بشيء يدفع (١٢) به فإنما (١٣) يمد من جهة هي خلاف (١٤) جهة انكبابه.

قال : جميع الجوارح (١٥) سريعة (١٦) الطيران على قدر أجسامها في العظم ليسهل لها اللحوق. وقد خلق سائر الطير سريعة (١٧) الطيران (١٨) ليجود هربها ، إلا العظام الأبدان الأرضية فإنها لمزاجها (١٩) لا تحتمل ذلك (٢٠). كل طائر له مخلب في كفه ، فلا يحتاج إلى مخلب في ساقه ، لأن ما له مخلب فإنما يبطش بالعرض ومن قدام ؛ فإن بطش من خلف بطل القبض ، والقبض أوفق للقتال وأولى أن يبطش به طيرانا. وأما المخلب على الساق فإنما يمكن

__________________

(١) ليجمع : ساقطة من د. (٢) الركبة : + منه ط.

(٣) لان : إن ط ، م. (٤) المقصود : المقصودة د ؛ سا ، م.

(٥) انثناؤها : انثناؤهما ط.

(٦) خفيف : ضعيف ط

(٧) إنما : فإنما ط. (٨) إلى (الثانية) : على م

(٩) الثقل : انكبابه م. (١٠) يقل : يقبل سا ؛ يصل م

(١١) الثقل : ثقل ط. (١٢) يدفع : يرفع د ، سا

(١٣) فإنما : وإنما ط ، م

(١٤) خلاف : خلف د ، سا ، م.

(١٥) الجوارح : الحيوان ط ، م (١٦) سريعة : سريع ط ، م.

(١٧) سريعة : سريع ط ، م (١٨) الطيران : ساقطة من ب.

(١٩) لمزاجها : يمزاجها د

(٢٠) ذلك : ساقطة من م.

٣٨٢

الجرح به عند القيام على الأرض ، ولذلك يوجد في الطير (١) الثقال الأرضية التي لو خلق لها مخالب (٢) لتعذر عليها المشي ولشبث (٣) بها كل شىء. وكل طائر طويل العنق قويه فهو يبسطه (٤) عند الطيران ، فذلك (٥) أوفق له في خرق الهواء ، وهذا مثل الكركى. وأما (٦) إذا كان عنقه طويلا ضعيفا ، فإنه يقبضه إلى صدره عند الطيران ، مثل مالك الحزين. فأما (٧) حال حلقه أوراك (٨) الطيور فقد فيل فيه.

قال : ضرب من السمك يسبح ، لا بأجنحة ينتفع بها في السباحة ، بل يلى بدنه كالحية ، وأظن أن (٩) المارماهى (١٠) بهذه الصفة. وأوضاع أجنحة السمك مختلفة ، وكذلك عددها. ما كان من السمك له نفانغ كثيرة فهى أعيش في البر ، لأن انسداد مسامه يبطئ.

ولا يسرع الدلفين ، لكبر بدنه ، ولأنه متنفس خلق لنفسه أنبوبة كبيرة.

وكان للخفاش ذنب لتشوش (١١) عليه الطيران.

النعامة تشبه الطير في أشياء ، وتشبه غير الطير في أشياء. فلأنه (١٢) ليس بذى أربعة أرجل وله (١٣) جناحان ، ولأنه (١٤) ليس بطائر فليس (١٥) الريش على جناحه كما يكون على جناح (١٦) الطير ، بل هو زف شعرى (١٧). ولأنه يشبه (١٨) ذوات الأربع فله (١٩) أشفار شعرية ، ولأنه (٢٠) يشبه الطير فأسفل أعضائه كثير (٢١) الريش (٢٢). ولأنه (٢٣) يشبه ذوات الأربع (٢٤) فله (٢٥) ظلف ، ولأنه يشبه الطير فظلفه (٢٦) مخلبى (٢٧).

__________________

(١) الطير : طير ط.

(٢) مخالب : مخاليب د ؛ مخلب م

(٣) ولشبث : وليشبث ط.

(٤) فهو يبسطه : فهى تنبسط ط ؛ فهو يبسط م.

(٥) فذلك : فلذلك د

(٦) وأما : فأما ط. (٧) فأما : وأما د ، سا

(٨) أوراك : إدراك ط.

(٩) وأظن أن : وأظن أنه ط ؛ فإن م

(١٠) المارماهى : + هى ط.

(١١) لتشوش : لتعذر سا.

(١٢) فلأنه : فلأنها ط. (١٣) وله : فله د ، سا ؛ فلها ط.

(١٤) ولأنه : ولأنها ط (١٥) فليس : وليس م

(١٦) جناح : صغار سا. (١٧) هو زف شعرى : زف شعرى ط ؛ أشفار شعرية م.

(١٨) ذوات ... يشبه : ساقطة من ب ، م (١٩) فله : فلها ط

(٢٠) ولأنه : ولأنها ط. (٢١) كثير : كثيرة د ، م ؛ كثرة ط

(٢٢) ولأنه (الأولى والثانية) : ولأنها ط

(٢٣) ولأنه يشبه ذوات ... الريش : ساقطة من سا.

(٢٤) الأربع : الأربعة ب ، سا

(٢٥) فله : فلها ط. (٢٦) فظلفه : فظلفها ط

(٢٧) مخلبى : + تمت المقالة الرابع عشرة من الفن الثامن من جملة الطبيعيات بحمد الله وحسن توفيقه د.

٣٨٣

المقالة الخامسة عشرة

من الفن الثامن من جملة (١) الطبيعيات (٢) (٣)

الفصل الأول

(ا) فصل (٤)

في أحوال تولد الحيوان وتوالده وفيه تشريح الذكر والرحم

الحيوان (٥) الذي (٦) يولد في غيره هو الذكر ، والحيوان الذي يلد من غيره في ذاته إلى كمال الكون أو إلى بعض استحالة الكون هو الأنثى. ولو (٧) كان حيوان يلد من ذاته لم يكن فيه ذكر ولا أنثى. وقد أشرنا في الفن الثاني (٨) إلى ما يعلم حاله من هذا الباب.

الحيوانات الدموية مما يمشى (٩) ومما يطير (١٠) ومما يزحف (١١) كلها تكون عن (١٢) ذكر وأنثى.

وأما المحززات فقد تتولد عن العفونة ، وقد يكون فيها ذكر وأنثى ، وبينهما (١٣) سفاد ، لكنها لا تلد حيوانا مثلها (١٤) ، بل دودا ولو كان يلد مثلها لكان توالديا (١٥) لا تولديا ، فإذا ولد (١٦) غير (١٧) جنسه ، وقف عند المولود الأول ، ولم يذهب إلى غير النهاية جنس عن جنس ، فإن الطباع محدودة (١٨) التفاصل (١٩) ، فتكون (٢٠) الحيوانات منها ما يلد ولادة تامة ،

__________________

(١) من جملة الطبيعيات : وهي ثلاثة فصول د [ثم نذكر هذه النسخة عناوين الفصول الثلاثة]

(٢) من الفن ... الطبيعيات : ساقطة من ب

(٣) جملة : ساقطة من م.

(٤) فصل : فصل آ ب ؛ الفصل الأول د ، سا.

(٥) الحيوان : والحيوان ط

(٦) والحيوان الذي : والذي ط ، م.

(٧) ولو : وإن سا. (٨) الثاني : النباتى د ، سا.

(٩) مما يمشى : ما يمشى م

(١٠) ومما يطير : وما يطير د ، سا

(١١) ومما يزحف : وما يزحف د ، سا.

(١٢) عن : من ط ، م.

(١٣) وبينهما : وبينها ط.

(١٤) مثلها : مثله د ، سا

(١٥) توالديا : توالدا د. (١٦) ولد : تولد ط

(١٧) غير : من د ؛ عن سا ، ط ، م.

(١٨) محدودة : محدود د ، ط ، م

(١٩) التفاصل : المفاصل د ، م ؛ المقاصد سا ، ط

(٢٠) فتكون : وتكون ط ، م.

٣٨٤

ومنها ما يلد (١) ولادة غير تامة ، من ذلك ما يلد بيضا ، ومنها ما يلد دودا والذي يلد بيضا ، فمنه ما يلد (٢) بيضا تاما كالطير ، ومنه ما يلد بيضا غير تام كالسمك ، لأن بيضها ينشو (٣) وينمو بعد الوضع.

وعندى أن الحيوان المحزز المتولد عن العفونة (٤) لا يلد دودا البتة ، بل بيضا بزريا ، ثم يصير دودا. ولا يبعد أن ينقلب الدود إلى طبع ما كان عنه وتولد ، أعنى ليس توليده دودا دليلا على أن توليده يقف على الدودية ولا يتعدى إلى إخراج مشارك للنوع. ويحتاج أن يتأمل هذا من التجربة ، فقد (٥) ظهر ببلدة من بلاد خراسان يقال لها (٦) أسقينقان (٧) عقيب مطر مطرت دود قزلا يحصى (٨) كثرة (٩) فراسخ (١٠). وكل (١١) واحد (١٢) منها (١٣) نسج على نفسه القز وخرج فراشا وألقى بزرا ، لكن (١٤) القز الذي نسجه (١٥) لم يكن متصل الأجزاء ، فكان (١٦) لا يتصل انحلاله في الآلة التي يوجد (١٧) بها ، فلم يعتن (١٨) الناس ببزره.

وعندى أن الناس لو عنوا ببزره وعلفوه ورق الفرصاد لما كان يبعد أن يكون (١٩) القز المتولد عنه (٢٠) كسائر القز. وهذا توهم أتوهمه. وحزم القضية على أن المحززات المتولدة من تلقاء أنفسها تلد دودا ، هو مما لا يعجبنى ، فإنه ليس يشهد أحد ولادتها.

وأما الدود فقد يتكون عن بيض (٢١) الفراش وبيض دود القز وبيض الجراد ، ثم يصير دودا ، ثم ينسلخ ، ويصير الحيوان الذي ولده. فلا يستغرب (٢٢) أن يكون ما يلده سائر (٢٣) المحززات (٢٤) هكذا. فعسى إن ما شاهدوا من الأحوال الثلاثة ، الوسط منها ، وهو كونه دودا. وقد (٢٥) ولد صديق لنا فيما أظن عقارب توالدت بعد أن تولدت. فليس (٢٦) يجب

__________________

(١) ومنها ما يلد : ويلد سا.

(٢) ومنها ما يلد دودا ... ما يلد بيضا : ساقطة من د.

(٣) ينشو : ينشأ د ، ط ، م.

(٤) العفونة : عفونة سا. (٥) فقد : قد ب.

(٦) لها : له د ، ط ، م

(٧) اسقينقان : أسفسفان ب ؛ أسفينقان م.

(٨) لا يحصى : ولا يحصى ب (٩) كثرة : كثيرة ط

(١٠) فراسخ : + في فراسخ سا ، ط ، م

(١١) وكل : فكل د ، م (١٢) واحد : واحدة ط

(١٣) منها : ساقطة من م.

(١٤) لكن : لكف د (١٥) نسجه : غزله سا

(١٦) فكان : وكان د. (١٧) يوجد : يؤخذ د ، سا ، ط

(١٨) يعتن : يعبؤه سا. (١٩) أن يكون : ساقطه من ط.

(٢٠) عنه : منه ط ، م. (٢١) بيض : بعض م.

(٢٢) فلا يستغرب : ولا يستغرب م

(٢٣) سائر : + جميع ط ، م.

(٢٤) المخرزات : الحيوانات سا.

(٢٥) وقد : فقد ط (٢٦) فليس : ليس د ، ط ، م ؛ وليس سا.

٣٨٥

إذا كان الحيوان يتكون بالتوالد أن لا يتكون بالتولد ، فإنه يجوز أن يكون التوالد يحفظ النوع ، والتولد (١) يحدث في الأحيان أشخاصا تبتدئ منها الولادة ، كما أن الناس ربما قطع التوالد والتولد عنه واحد ينتهى منه إليه التولد. ويجوز أن تكون العوارض التي تعرض في الهواء تقطع النسل ، ثم يعود النوع بالتولد ، فيكون التولد والتوالد معاونين (٢) في استحفاظ النوع.

وقد (٣) وجدنا في الوادى الذي يسيل عند بهستون حيوان الجند بيدستر ، ومعلوم أن ذلك الوادى حادث وأن هذا الحيوان في غالب الظن الشديد الغلبة قد تولد فيه ، فإنه لا يجوز أن يقال إنه صار إليه من البحار التي (٤) يكثر فيها (٥) للبعد العظيم بين ذلك الموضع وبين البحار. وكثيرا (٦) ما تحفر قنى ويسيل منها مياه إلى برك ومصانع لا عهد للبقعة بالسمك ، فيتولد فيها (٧) سمك يتوالد. وهذا شىء كأنا (٨) أومأنا إليه في غير هذا الموضع.

قال : الذكر يخالف الأنثى بالبيضة المعلقة وبالرحم ، وإذا قطع الذكر تغير (٩) مزاج البدن ، وليس يبعد (١٠) أن يكون المزاج الذكورى يفيض في الأعضاء بعد القلب من عضو واحد عند ما (١١) يتم فعله ، وهو عند الإدراك. فإذا قطع ذلك العضو انحسم (١٢) عن الأعضاء المزاج الذكورى فلم ينبت الشعر في المنابت الخاصة بالرجال ولم يستحل الصوت إلى صوت الرجال. فأما إن كان القطع بعد هذا وحصل (١٣) المزاج الذكورى منه في الأعضاء وتقرر (١٤) ، لما صار (١٥) القطع مانعا عن نبات اللحية بعد تحلقها (١٦) وعن (١٧) النغمة الذكرية (١٨).

بعض الذكران لا خصية له ، فلذلك هو سريع الإنزال جدا كأنواع (١٩) السمك. وإنما يكون له مسيلان (٢٠) للمنى مستقيمان.

__________________

(١) والتولد : ساقطة من د ، سا ، ط. عند د ، سا ، ط ، م.

(٢) معاونين : متعاونين د ، سا ، ط ، م.

(٣) وقد : قد ب ، د ، م. (٤) التي : الذي ط ، م

(٥) فيها : فيه ط ، م. (٦) وكثيرا : وكثير د ، سا.

(٧) فيها : بها د ، سا (٨) كأنا : + قد ط ، م.

(٩) تغير : تعين د. (١٠) يبعد : ببعيد د ، سا.

(١١) عند ما : عند د ؛ بعد ما سا

(١٢) انحسم : يحسم م. (١٣) وحصل : وتهيأ د ، سا ؛ وتقرر ط ،.

(١٤) وتقرر : وتهيأ ط ، م

(١٥) لما صار : لم يصر د ، سا ، ط ، م

(١٦) تحلقها : تخلقها ط

(١٧) وعن : ولا عن ط ، م

(١٨) لذكرية : الذكورية سا.

(١٩) كأنواع : + من د ، سا ، ط ، م.

(٢٠) ميلان : سبيلان د ، سا ، ط.

٣٨٦

قال : والأنثيان في ذوات الأنثيين ليستا جزءا من مجارى المنى ، بل هما كالمنفصلين عنه. وأما الذكر فمنشؤه من رباطات تنشأ من عظم العانة ومن لحمه ، وهو متخلخل الخلقة ليكون له أن يتمدد بما ينفذ فيه (١) من الروح عند الحاجة ويسترخى عند الاستعناء فلا يؤذى بدوام انتصابه (٢). وفي تمدده فائدتان : إحداهما حسن تهيئه للدخول (٣) في عنق الرحم ويمكنه من الاقتضاض ، والثانية استواء المجرى ليتمكن من ذرق سوى يقصد (٤) معه حلق فم الرحم ، ومن عرض له في (٥) طرفي كمرته اعوجاج إلى أسفل لقصور (٦) الوترة فلا يولد أو يقطع الوترة التي إنما خلقت للزينة ، وليكون للكمرة (٧) اعتماد. وأوفق (٨) المواضع للقطع هو الوسط من تحت. ومن طال ذكره جدا ، قل إعلاقه لأن المنى يسافر مسافة طويلة إلى أن يبلغ الرحم ، وهو سريع الاستحالة مع مفارقته (٩) معدنه الذي يتولد فيه.

وأما الرحم فوضع خلف المثانة وقبل المعاء ليكون له من الجانبين مفرش ويكون (١٠) في حرز ، وذلك بسبب الجنين.

والعضلة (١١) المحركة (١٢) للذكر زوجان : زوج تمتد عضلتاه عن جانبى الذكر ، وإذا تمددتا وسعتا المجرى وبسطتاه فاستقام المنفذ وجرى فيه المنى بسهولة ؛ وزوج ينبت من عظم العانة ، ويتصل بأصل الذكر على الوراب ، فإذا اعتدل تمدده انتصبت الآلة مستقيمة ، وإن (١٣) اشتد أمالها إلى خلف (١٤) ، وإن عرض الامتداد لأحدهما (١٥) مال إلى جهته.

قال : وقد خلقت الأنثيان معلقتين ليحسن به نصبه أوعية (١٦) المنى ؛ وإنها (١٧) لما خلقت معوجة ملتفة لتثبت مادة المنى مدة النضج (١٨) احتيج (١٩) أن يكون منتهاها. وحيث

__________________

(١) فيه : ساقطة من م.

(٢) انتصابه : + وإذن سا

(٣) للدخول : لدخول م.

(٤) يقصد : لا تقصير ط.

(٥) جلق فم الرحم ومن عرض له فى : كمن في د ، سا ، ط ؛ طرفي م.

(٦) لقصور : لقصر سا.

(٧) للكمرة : للكرة م

(٨) وأوفق : أوفق م.

(٩) مفارقته : مفارقة ط.

(١٠) ويكون : وليكون ط.

(١١) والعضلة : والعضل د ، سا

(١٢) المحركة : المحرك د. (١٣) وإن : فإن سا

(١٤) خلف : الخلف ط

(١٥) لأحدهما : ولأحدهما ط.

(١٦) نصبه اوعية : نصب أوعيته ط ؛ ساقطة من م

(١٧) وإنها : فإنها د ، سا ، ط.

(١٨) وإنها ... النضج : ساقطة من م.

(١٩) احتيج : + إلى ط ، م.

٣٨٧

يتم فيه يكون المنى شيئا في طباعه أن يجذبها يسيرا إلى الاستقامة مثل ما يعرض للدواب التي تزرق (١) في أن تعلق (٢) منها مثقلة يسيرة لتردها عن إفراط الزرق (٣) إلى استقامة ما ، وكمنوال المنسج. وهذه (٤) ليست المنفعة المطلقة والأولية للأنثيين ، بل هذه إحدى المنافع. وأما منفعتها الحقيقية فقد ذكرت (٥) في هذا الكتاب ، وبين (٦) أنه شىء به يتم تولد المنى وفيه. وليس إذا حصل للعضو منفعة ما فقد حرم سائر المنافع ، وليس قوله : إن الأنثيين تمتزج (٧) من مجارى المنى هو قوله : إنه لا منفعة له في تولد المنى ، بل معناه ما قلناه (٨) في التشريح من أن (٩) الأنثيين كجوهر غريب مما يتصل به. وكيف وليس نفسه مجرى ، بل (١٠) مخالف للمجرى ، كأنه غدة في مجرى.

فإلى هذا يذهب المعلم الأول ، لا إلى ما يشنع عليه الطبيب.

وإذا (١١) خصى الحيوان انجذبت العلاقات إلى فوق وانقطعت عن (١٢) القضيب حتى لا تجرى (١٣) مادة المنى. وحكى أن ثورا خصى ونزا في الوقت فأحبل ، كأن المنى كان قد اندفع إلى أوعية المنى التي بعد الخصية فانقذف.

قال : إن الزرع مما يسفد (١٤) وقتاما إنما يجتمع فيه وينضج في ذلك الوقت ، ولا يكون في غيره. وكل (١٥) ما لا ساقان له فلا ذكر ولا أنثيين (١٦) له ، ولذلك يفقد الذكر.

السمك يتم بيضه خارجا كما أن (١٧) الشجر يتم بزره خارجا عنه.

يقول : إن آلة (١٨) التوليد التي للإناث وهي (١٩) الرحم (٢٠) في أصل الخلقة ، مشاكلة لآلة التوليد التي للذكران ، وهو (٢١) الذكر وما معه (٢٢). لكن أحدهما نام مبرح إلى خارج ،

__________________

(١) تزرق : يزرقنن د ؛ تزرقين سا ، ط ، م

(٢) تعلق : + مادة ط (٣) الزرق : التزرقن د ؛ التزرق سا ، ط ، م.

(٤) هذه : هذا ب ، د ، سا.

(٥) ذكرت : ذكر د ، سا ، ط. م

(٦) وبين : وذكر د ، سا.

(٧) تمتزج : ليس بجزء د ، سا ، ط.

(٨) ما قلناه : ما قلنا ب ، د ، ط ، م.

(٩) أن : ساقطة من م. (١٠) بل : + هو ط ، م.

(١١) وإذا : قال وإذا د ، سا

(١٢) عن : من ط. (١٣) لا تجرى : تجرى م.

(١٤) يسفد : يفسد د ، سا ، ط ، م.

(١٥) وكل : كل د ، سا ، ط ، م.

(١٦) أنثين : أنثى د ، سا ، ط ، م.

(١٧) أن : ساقطة من ب ، د ، سا ، م.

(١٨) آلة : ساقطة من سا (١٩) وهى : + في د

(٢٠) الرحم : + هى سا. (٢١) وهو : وهي سا

(٢٢) وما معه : ومعه د.

٣٨٨

والآخر ناقص محتبس في الباطن كأنه مقلوب آلة الذكران ؛ فكأن (١) الصفن صفاق الرحم ، وكأن القضيب عنق الرحم. والبيضتان للنساء كما للرجال ، لكنهما في الرجال كبيرتان بارزتان وفي النساء صغيرتان باطنتان. وكما أن للرجال أوعية للمنى بين البيضة وبين المقذف من أصل القضيب كذلك للنساء أوعية للمنى (٢) بين الخصيتين وبين المقذف (٣) إلى داخل الرحم. لكن التي (٤) للرجال تبتدئ من البيضة وترتفع إلى فوق وتندس في النقرة التي تنحط منها علاقة البيضة محرزة (٥) موثقة (٦) ثم تنثنى هابطة متوربة متعرجة (٧) ذات (٨) التفافات يتم فيها نضج المنى حتى يعود ويفضى إلى المجرى الذي في الذكر من أصله من الجانبين ؛ وبالقرب منه ما يفضى أيضا طرف عنق المثانة ، وهو طويل في الرجال ، قصير في النساء. وأما في النساء فيميل من البيضتين إلى الخاصرتين كالقرنين عند الجماع فتسويان (٩) عنق الرحم للقبول وهما أقصر مرسل (١٠) زرعه في الرجال. ويختلفان في أن أوعية المنى في النساء (١١) قريبة (١٢) اللين من البيضتين. ولم يحتج إلى تصليبهما وتصليب غشائهما (١٣) ؛ لأنها (١٤) في كن ولا تحتاج إلى زرق بعيد. وأما في الرجال فلم (١٥) يحسن وصلهما (١٦) بالبيضتين ، فكانت (١٧) تؤذيها (١٨) إذا توترت بصلابتها (١٩) ، بل جعل بينها (٢٠) واسط (٢١) يسمى إبديدومس (٢٢) يأتى (٢٣) المقذف عند الأطباء (٢٤) وإلى (٢٥) باطنه.

وعند المعلم الأول أن المرأة تقذف زرعها إلى خارج عند ثقب تحت ثقب (٢٦) البول ، وقد تحققت صحة هذا من الرجوع إلى النساء. وبالحرى أن يكون هذا ليكون فم

__________________

(١) فكأن : وكأن ط ، م. (٢) للمنى : المنى ط.

(٣) المقذف : المستفرغ د ، سا ، م

(٤) التي : الذي د ، سا ، ط ، م.

(٥) محرزة : محوزة د ، سا (٦) موثقة : موقبة د ، سا ط ؛ موقاة م.

(٧) هابطة متوربة متعرجة : هابطا متوربا متعرجا د ، سا ، م هاربا متوربا متعرجا ط.

(٨) ذات : ذو د ، سا ، ط ؛ ذا م.

(٩) فتسويان : فيستويان د ، ط ، م

(١٠) مرسل : من شك د ، ط ؛ مرتبك سا.

(١١) النساء : + تتصل بالبيضتين لأن أوعية المنى في النساء ط

(١٢) قريبة : قريب د ، سا ، ط ، م.

(١٣) تصليبهما وتصليب غشائهما : تصليبها وتصليب غشائها د ، سا ، م

(١٤) لأنها : لأنهما ط. (١٥) فلم : فلمن م

(١٦) وصلهما : وصلها سا (١٧) فكانت : وكانت ط ، م

(١٨) تؤذيها : تؤذيهما د ، سا ، ط ، م

(١٩) بصلابتها : بصلابتهما د ، ط ، م.

(٢٠) بينها : بينهما د ، سا ، ط ، م

(٢١) واسط : واسطة ط (٢٢) ابديدومس : أفديدومس د ، سا ، ب ، أقديدومنس ط

(٢٣) يأتى : ويأتى ط (٢٤) الأطباء : الإطفاء د ، سا ، م

(٢٥) وإلى : فإلى ط ، م. (٢٦) تحت ثقب : ساقطة من ب ، د ، ط ، م.

٣٨٩

الرحم ينزعج للجذب عند إحساس بمنى (١) نفسها أو سيلانه فينجذب (٢) مع ذلك منى الرجل ، إذا توافق الصبتان معا. ولو كان الرحم يجذب منى الرجل نفسه (٣) من غير مزعج إلى ذلك عنه ، وإنما يجذبه طباعا ، لكان يجب أن يجذبه كل وقت ينزل الرجل. ومن المعلوم تجربة يقينية أنها إنما تجذب عند ما (٤) تنزل هى. فبالحرى أن يكون صب منيها إلى خارج (٥) فم الرحم ليجذب المنيين معا. على أنا لا نستبعد أن يكون عند ما ينزل يطلب من خارج منى الرجل فيفعل في وقت واحد صب منيها وطلب الشىء الذي يحتاج أن يقترن (٦) به (٧) جذبا ، لكن الأول أولى ، وتصدقه شهادة النساء الفطنات.

وعند المعلم الأول ، أن مجرى زرعهن إلى خارج ضيق جدا ، وتكتنفه لحوم غددية في كليهما (٨) تحيط (٩) به (١٠) وبعنق المثانة ، ويرسل رطوبات حارة أرق من المنى تدغدغ وتهيج للجماع. والمنى في الرجال أنضج ، ويأتى الخصيتين من العروق المعوجة (١١) المتلففة الشبيهة بعراجين الكرم التي تأتيه دما وينضج ويستحيل فيها بعض الاستحالة إلى المنوية متشبها (١٢) بطبيعة البيضة والرطوبة البيضاء التي فيها وخصوصا لما يتخضخض (١٣) من الروح الهوائى. وخلق (١٤) الرحم ذات (١٥) عروق كثيرة تتشعب من العروق التي ذكرناها (١٦) ، لتكون هناك عدة للجنين (١٧) ولتكون (١٨) للفضل (١٩) الطمثى مدرا (٢٠). وربطت الرحم بالصلب برباطات قوية ، وجعلت من جوهر عصبى له أن يتمدد كثيرا عند الاشتمال ، وأن يجتمع إلى حجم يسير عند الوضع ، وليس يستتم تجويفها إلا مع استتمام النمو كالثديين لا يتم حجمها إلا مع استتمام النمو ؛ لأنه قبل ذلك معطل لا يحتاج إليه ، وله في الناس تجويفان وفي غيرهم (٢١) تجاويف بعدد (٢٢) حلم الأثداء (٢٣).

__________________

(١) بمنى : من د ، سا ، ط ، م.

(٢) فينجذب : فيجذب م.

(٣) نفسه : وحده سا. (٤) عند ما : عنه ما ط.

(٥) خارج ، الخارج سا. (٦) يقترن : يقرب ط ، م

(٧) به : منه ط. (٨) كليهما : كلاهما ب ، م ؛ + ليفية ب

(٩) تحيط : تحيف د ، سا ، م ؛ تحيطه ط ؛ تحيف به طا

(١٠) به : + كنفية م. (١١) المعوجة : المنعرجة د ، سا ، ط ؛ المتوجهة م.

(١٢) متشبها : مشتبها م.

(١٣) يتخضخض : يتخضض سا ، ط ، م ؛ + فيه د ، سا ، ط.

(١٤) وخلق : وخلقت د ، سا

(١٥) ذات : ذوات د ، سا

(١٦) ذكرناها : ذكرنا ب ، د ، ط ، م.

(١٧) للجنين : الجنين م (١٨) ولتكون : وتكون م

(١٩) للفضل : الفضل د ، م

(٢٠) مدرا : مدد سا. (٢١) غيرهم : غيره ب ، د ، سا م.

(٢٢) بعدد : بعد سا. (٢٣) الأنداء : + والله الموفق سا.

٣٩٠

الفصل الثاني

(ب) فصل (١)

فى أسباب أحوال مادة الإيلاد

الحيوان البيّاض بعضه يبيض داخلا ويولد داخلا ، وبعضه يبيض داخلا ويتم بيضه داخلا ويلد خارجا ، وبعضه يتم بيضه خارجا كالسمك. والذي يلد : بعضه ما يلد تاما ، وبعضه يلد غير تام ، بل يلد دودا ، وذلك الدود يتم خارجا. وما يبيض غير تام يبيض فى أسافل بطنه لئلا يثقل على الحجاب بتقريب فعل (٢) الجنين منه ، ولا تعسر به الولادة التي يعسرها كل ما يجذب الجنين إلى فوق مثل العطاس.

ما كان من الحيوان لين الجلد خلقت بيضتاه خارجتين. وأما (٣) صلب الجلد ، فلم يجعل بيضه من خارج ، وإلا كان يحيط به خزف فيؤلمه. وجلد الطير أيضا إلى الخشونة (٤) ، وكذلك جلد الفيل والقنفذ فليس موافقا لمماسة البيضة.

الحيوان (٥) البياض فسبيل (٦) ثفليه اليابس والرطب واحد. والسلحفاة فسبيل ثفليها واحد أيضا ، ولها سبيل آخر للولادة لا للبول.

بعض الحيوان يسفد بالنزو ، وبعضه بتماس (٧) الطرفين ، وبعضه بالمشابكة. ومن المحززات ما لا يتسافد ، بل يتولد ، ومنها ما يتسافد. والذكر منها أصغر جثة من الأنثى ، وكذلك في بعض الطير ، لأن ذلك أوفق. وتكون الأنثى ترسل إلى (٨) الذكر ما يلتقم عضو توليده.

__________________

(١) فصل ب ب ؛ الفصل الثاني د ، ط.

(٢) فعل : ثقل د ، سا ، ط.

(٣) وأما : فأما ط ، م.

(٤) الخشونة : الجسو د ، سا.

(٥) الحيوان : والحيوان ط ، م

(٦) فسبيل : سبيل د ، سا ، ط ، م.

(٧) بتماس : بمماسة تماس د ؛ بمماسة سا ؛ يماس ط ؛ بمماس م.

(٨) إلى : ساقطة من م.

٣٩١

وبعد هذا ، فإن أكثر كلام المعلم (١) الأول هو (٢) في المنى والزرع. وفي هذا الموضع يظن بالمعلم الأول أنه يرى أن (٣) لا نطفة للنساء. والدليل على فساد قولهم : إنه يقول في فصل إن الولد قد يكون إذا أنزل الرجل دون المرأة ، وقد لا يكون إذا أنزلا معا. وهذا يدل على أن لهما جميعا إنزال منى بوجه ما. ثم يقول في موضع : إن الزرع منه الولاد ، ودم الطمث غذاء ، ولا يحتمل على مذهبه أن يكون هذا الزرع زرع الرجل. قال : وينبغى أن يتعرف هل المنى يخرج من البدن كله أم لا ، فقد ظن أنه يخرج من جميع البدن ، على أنه يخرج من اللحم جزء لحم ومن العظم جزء عظم. والداعى إلى هذا الظن عموم اللذة ومشاكلة عضو المولود لعضو (٤) ناقص من والديه أو لعضو (٥) ذى زيادة أو شامة. وأيضا من جهة كلية المشابهة ونزوع العرق (٦) يجب (٧) أن يكون سبب المشابهة عامة النسبة إلى البدن كله. فإن كان البدن كله يرسل المنى فكل عضو يرسل قسطه ، وإلا فالشبه يكون بحسب عضو واحد.

لكن (٨) هذه الاحتجاجات غير مقنعة ، فإن المشاكلة قد تقع في الظفر والشعر ، وليس يخرج منهما شىء ؛ ولأن المولود قد يشبه جدا بعيدا وليس يبقى له زرع. فقد حكى أن واحدة ولدت من حبشى ابنة (٩) بيضاء ثم إن تلك ولدت أسود. والزرع ليس ترسله الأعضاء المركبة الآلية من حيث هي آلية وتقع فيها شبهة (١٠).

قال : وأيضا فإنه لو كان المنى بالصفة الموصوفة لكان المنى حيوانا صغيرا ، لأنه يكون فيه من كل عضو جزء ، ثم كيف يعيش ذلك الحيوان أن كانت أعضاؤه غير موضوعة وضعها الواجب ، وإن كانت الأعضاء موضوعة وضعها الواجب فيكون منى الإنسان إنسانا صغيرا.

__________________

(١) المعلم : التعليم د ، سا

(٢) هو : ساقطة من ط.

(٣) أن : أنه سا ، ط ، م.

(٤) لعضو (الأولى) : بعضو ط

(٥) لعضو (الثانية) : بعضو سا.

(٦) العرق : العروق ط

(٧) يجب : فيجب د ، سا ، ط.

(٨) لكن : لكف د.

(٩) ابنة : بنتا د ، سا ، ط.

(١٠) شبهة : مشابهة د ، سا ، ط.

٣٩٢

قال (١) : بل إن كان أيضا (٢) مع ذلك للأنثى (٣) منى مواط (٤) في الاسم فيه ما في منى الرجل يكون (٥) عند إنزالهما جميعا في الرحم منيّان هما إنسانان أو حيوانان (٦) آخران. وأيضا فإنه ما المانع أن يولد من المرأة وحدها إذا أنزلت (٧) وفي منيّها الأعضاء مفصلة (٨) والقوى محصّلة وأنها مكان المنى.

وما يقولون في أعضاء التوليد وإنها كيف تكون فإنا نعلم يقينا أن من الناس من يولّد إناثا فيستحيل إلى أن يولد ذكرانا ، وأن ذلك بسبب استحالة المزاج حتى (٩) يكون أحد المنيين بمزاج والآخر بمزاج آخر غير ذلك المزاج يتولد معه العضو. وليس أن العضو تارة خرج من الذكر وفيه أجزاء عضو (١٠) الذكران ، وتارة خرج وفيه أجزاء عضو الإناث. وكذلك (١١) سيجوز أن تقع في سائر الأعضاء بسبب الاستحالة لا بسبب ثقل الجزء.

قال : وأيضا فكثير من الحيوان يلد عن غير جنسه ، بل يلد دودا يتصور بصورة أخرى كنوع من الذباب والفراش ، ولا يمكن أن ينسب ذلك إلى الأعضاء المتشابهة الأجزاء. وقد يسفد الحيوان سفادا واحدا فيتولد (١٢) منه حيوانات أكثر من واحد (١٣) ، وربما كانت ذكورا وإناثا ، وليس يمكن أن يقال إن المنى فيها (١٤) يختلف. وأيضا فإن الغصن من الشجر الذي لم يثمر بعد يغرس فيثمر ، فإن كان الغصن (١٥) من الغصن فقط دون الثمرة (١٦) لمشابهة (١٧) له ، وليس هناك ثمرة حتى ينزع إليه الشبه (١٨) ، فما كان ينبغى أن يثمر ، اللهم إلا أن يقولوا إن الغصن يكون فيه أجزاء من الثمر (١٩) ، ويجعل الثمر في أصلها مخلوطا (٢٠) ، كل (٢١) جزء بكل جزء.

فإن كان هكذا فلا يبعد أن يكون في الحيوان كذلك. فليس يحتاج أن يجيء المنى

__________________

(١) قال : ساقطة من سا (٢) أيضا : ساقطة من م

(٣) للأنثى : للإنسان ط

(٤) مواط : مواطى د. (٥) يكون : فيكون د ، سا

(٦) أو حيوانان : وحيوانان ط.

(٧) أنزلت : نزلت ط (٨) مفصلة : ساقطة من ب ، م.

(٩) حتى : ساقطة من م.

(١٠) عضو (الأولى) ساقطة من ط.

(١١) وكذلك : فلذلك د ، سا ، م ؛ فذلك ط.

(١٢) فيتولد : فيولد ط ، م

(١٣) أكثر من واحد : أكثر من الواحد ط ؛ كثيرة م.

(١٤) فيها : فيهما ط ، م.

(١٥) الغصن (الثانية) : العضو د ، م.

(١٦) الثمرة : الثمر ط (١٧) لمشابهة : المشابهة ط ؛ متشابهة م

(١٨) الشبه : الشبهه ب.

(١٩) الثمر (الثانية) : الشجر د ، ط ، م.

(٢٠) مخلوطا : مخلوط د ؛ مخلوطة سا ، ط ، م

(٢١) كل : لكل م.

٣٩٣

والبزر (١) من كل جزء ، بل من جزء واحد ، فإن في الجزء الواحد جميع الأجزاء بالجملة (٢). فإن الولادة ليس سببها المادة وأن تكون (٣) مستدفقة (٤) من كل عضو شيئا ، بل سببها القوة المصورة ككون (٥) الكرسى من النجار.

وأما ما ذكروا من أمر لذة الجماع ، فإن أمر (٦) لذة الجماع (٧) إنما تكون في آخر (٨) الجماع عند سيلان المنى في أوعية المنى (٩) وإحداثه الدغدغة وما يقترن بها من لذع حرارة المنى للحم (١٠) الشبيه باللحم القروحى (١١) يتبعه تغرية السيلان ، كأنه يجلو ثم يغرى ، ومثل ما يعرض عند الحكة ، ولا تصاب هذه الحالة في جميع الأعضاء بالسواء ، بل في أعضاء المنى لا غير.

قال فيقول : إن المنى جوهر متشابه الأجزاء لا شك فيه ينفصل من البدن ، ليس على أنه ذوب من البدن ، فإن ذلك غير طبيعى ، وهذا طبيعى ، وهذا ما ينتفع به ، والذوب فضل لا ينتفع به. وقد يكون الذوب في الذين لا منى لهم ، فالمنى فضلة الغذاء (١٢) ليست عن ذوب أو فساد ؛ وليس هو فضل (١٣) الهضم الأول ، لأن فضلة الهضم الأول بلغم ومرة على ما علمت. ولذلك يوجد البلغم والمرة وما يشبههما (١٤) مخالطا لما يقذف بعد الهضم الأول. وتكون أمثال هذه الفضلات في البدن كثيرة (١٥) ، بل المنى فضلة الهضم الآخر الذي فضل مقداره عن غذاء كثير ، ثم لما يعرض من انتفاض (١٦) الفضول الأولى (١٧) ، وخلوص الغذاء فى الهضم الأخير (١٨) عن الشوب. فالمنى فضلة عن الهضم الأخير يصلح أن يكون منه كل عضو ، ليس أنه يخرج جزءا من جزء من كل عضو. فليس (١٩) هو فضلة ذوب ، ولو كان كذلك لكان الحيوان الكبير الجثة كثير الفضل (٢٠) الذّوبى ، فكان (٢١) كثير المنى ،

__________________

(١) والبزر : وأكثر سا (٢) بالجملة : وبالجملة د ، سا ، ط.

(٣) تكون : كان م

(٤) مستدفقة : مسترفقة د ؛ مندفقة سا ؛ مستدفعة ط.

(٥) ككون : كون د ، سا ، ط ، م.

(٦) أمر : ساقطة من سا

(٧) فإن أمر لذة الجماع : ساقطة من ب

(٨) آخر : أجزاء سا. (٩) المنى (الثالثة) : + بها ط ، م.

(١٠) للحم : اللحم سا

(١١) باللحم القروحى : بالقروحى م.

(١٢) الغذاء : للغذاء ط. (١٣) فضل : فضلة د ، سا.

(١٤) وما يشبههما : وما يشبهها د ، سا ، م.

(١٥) كثيرة : كثيرا ط. (١٦) انتفاض : انتقال سا

(١٧) الأولى : الأول م. (١٨) الأخير : الآخر م.

(١٩) فليس : وليس د ، سا. (٢٠) الفضل : الفضول ب

(٢١) فكان : وكان د.

٣٩٤

لكنه ليس بكثير (١) المنى ، ولذلك هو قليل الولد ، وإنما ليس بكثير المنى لأن غذاءه الخالص المتصفى من الفضلات الأولى (٢) يتفرق (٣) في عظم جثته.

وكذلك الكبير الجثة من الناس ومن الشجر خصوصا فيمن يشحم فإن فضلاته تستحيل شحما ، ولا يفضل هناك كثير فضل. وأيضا فإن الذوب لا يحتاج إلى عضو معد (٤) ليكمله.

وللمنى أوعية وله مكان قابل ، وكذلك اللبن الذي هو في النساء (٥) نظير لمنى ما. والمنى يقل في زمان الذبول ويكثر الذوب ، والسبب فيه أن المنى إنما يكون للنضج لا للذوب ، ولذلك يقل في المرضى (٦) ولا يوجد في الصبيان لأن هضمهم الثالث قوى ، والحاجة إلى الغذاء شديدة (٧) فلا يفضل. وكل ذوب ممرض ، ولا شىء من إخراج المنى الطبيعى بممرض (٨) ، بل يكون نافعا ، اللهم إلا أن يتحمل (٩) المنى فيكون ذلك مستتبعا (١٠) ذوبا ما (١١).

وهذه الحجج بحسب هذا البحث مقنعة ، وإن كان في بعضها ما فيه.

__________________

(١) بكثير : كثير د ، سا.

(٢) الأولى : الأول د ، سا ، ط ، م

(٣) يتفرق : فتفرق د.

(٤) معد : معه د ، سا.

(٥) النساء : + الذي هو م.

(٦) المرضى : المرض د.

(٧) شديدة : شديد د ، م.

(٨) بممرض : ممرض سا

(٩) يتمحل : يضمحل ط ، م

(١٠) مستتبعا : ساقطة من ب ، م

(١١) ذوبا ما : ذوبانا ب.

٣٩٥

الفصل الثالث

(ح) فصل (١)

فى المنيين ودم الطمث

قد صح أن المنى فضلة الهضم الأخير ، وأنها فضلة نضيجة جدا تعد في الخلقة نحو مصلحة ، ولشدة النضج ما يبيض ، وإذا كانت متمحلة نزلت دموية.

وكذلك دم الطمث فضلة الهضم الأخير ، لكنها ليست تبلغ نضج المنى ، وإن كان منها ما هو منى فليس يبلغ نضج منى الرجل ، فإن المرأة بالجملة أضعف من الرجل. ولذلك عروق النساء أدق ، ولحمهن أرطب ، وأجسامهن أصغر ، فيعرض لذلك أن يكثر فضلهن (٢) وأن لا ينضج ، وإن كان زمان حركة الفضل فيهن (٣) مقارنا لزمان حركة الفضل في الرجال وأسبق يسيرا لعجز قواهن عن إنفاق الغذاء الأخير (٤) كله في النمو في مدة لا تعجز (٥) قوة الذكران فيها (٦) ، ولكثرة اجتماع الفضل (٧) ما يمرضها احتباس الطمث ؛ ومما يقل طمثها أن يعرض لها استفراغ دم من عضو آخر. ولو كان المنى الذي يجتمع للنساء (٨) منيا مولدا وكائنا (٩) مثل منى الرجل في أن فيه قوة مولدة وفيه نضج ، لكان يشبه أن لا يكون (١٠) منها (١١) الطمث ، فإن سبب المنى ضد سبب الطمث (١٢) ؛ لأن الطمث يتكون من قصور النضج في الطباع ، والمنى (١٣) يتكون من كمال النضج. فحيث (١٤) يكون دم الطمث لا يكون منى مولد ، وحيث (١٥) يكون منى مولد لا يكون دم طمث (١٦). ولهذا من (١٧) يكون من الرجال قريب الطباع (١٨) من النساء

__________________

(١) فصل : فصل ج ب ؛ الفصل الثالث د ، ط.

(٢) فضلهن : فضلها د ، سا ، ط ، م

(٣) فيهن : فيها د ، سا ، ط ، م.

(٤) الأخير : الآخر ط ، م (٥) لا تعجز : + عنها د ، سا.

(٦) فيها : ساقطة من د ، سا

(٧) الفضل : + فيها د ، سا.

(٨) يجتمع للنساء : لجميع النساء سا.

(٩) وكائنا : أو كائنا د (١٠) لا يكون : يكون م

(١١) منها : فيها د ، سا ، ط ، م.

(١٢) فإن ... الطمث : ساقطة من م.

(١٣) والمنى : + والمولد د ، سا

(١٤) فحيث : فحين سا

(١٥) وحيث : ساقطة من سا.

(١٦) يكون ... طمث : ساقطة من سا

(١٧) من (الأولى) : ساقطة من د

(١٨) الطباع : الطبع ط ، م.

٣٩٦

يكون شحيما (١) باردا لا يولد منيه. فبين أن المرأة ليست تنزل منيا مثل منى الرجل فى أنه مولد.

وتأمل فإنه ليس يقول : إنها (٢) لا تفضى منيا أصلا ، كما يظنه من يسوء فهمه ويكثر غلطه (٣). وإذا كان كذلك ، لم يكن الجنين متولدا من اجتماع المنيين معا ، على أن حكمهما واحد.

قال : ولذلك ما يتفق أن تحبل المرأة ولم تنزل ، وربما أنزلا جميعا ولم تحبل (٤). والقضية الأولى مما أعرفها ، فإن النساء يذكرون ذلك. ويشبه أن يكون السبب فيه أن منى المرأة تكون (٥) قد حصلت (٦) في الرحم في وقت آخر لمجامعة أو اندفاع طبيعى ، ثم إن الرحم حفظ طبيعتها (٧) ولم يفسدها (٨) ولم يغيرها (٩) إلى أن اندفع إلى الرحم منى الرجل بضرب من الزرق النافذ من غير معونة جذب ، فإن الجذب من الرحم يكون مع إنزال المرأة.

فقد (١٠) تحققنا هذه الأشياء اعتبارا ومساءلة. فإذا (١١) طرأ ذلك على (١٢) منى من (١٣) النساء (١٤) عقده (١٥) ، وكان حكم ذلك حكم بيض الريح إذا رش الديك عليه منيه وهو (١٦) في البطن صفرة لم يغشها البياض كان (١٧) بيضا مولدا.

قال : والمرأة لا تنزل المنى إلى (١٨) خارج ، فإن الذي يخرج منها عند حركة الشهوة مع لذة ما ودغدغة فليس منيا ، إنما (١٩) هو مذى. وذلك حق ، فإن المنى يندفع إلى داخل عنده. والودى رطوبة تسيل من غدد هناك ، ويكثر في (٢٠) البيضان ويقل في السمر. وليس ينبغى أن يظن أن لذة الجماع كله (٢١) بسبب المنى وإنزاله إلى خارج ، بل بحركة (٢٢) الروح.

__________________

(١) شحيما : شحميا ط ، م.

(٢) إنها : ساقطة من سا.

(٣) غلطه : عدله د ، سا ؛ غباؤه ط ؛ غذاؤه م.

(٤) تحبل (الثانية): + المرأة ط.

(٥) تكون : ساقطة من ط ، م

(٦) حصلت : حصل ط ، م.

(٧) حفظ طبيعتها : حفظت طبيعته ط

(٨) يفسدها : يفسده ط (٩) يغيرها : يغيره ط.

(١٠) فقد : قد ب ، د ، سا ، م

(١١) فإذا : وإن ط

(١٢) ذلك على : على ذلك سا

(١٣) من : تم سا ، ط

(١٤) النساء : النشا سا ؛ النشأ ط

(١٥) عقده : معه د ، سا ، ط ، م.

(١٦) وهو : وهي ط. (١٧) كان : وكان ب.

(١٨) إلى : أى إلى د. (١٩) إنما : وإنما ط ، م.

(٢٠) فى : من د ، ط ، م.

(٢١) كله : كلها ط ، م

(٢٢) بحركة : لحركة د ، ط.

٣٩٧

والروح (١) يندفع أيضا في الإنزال في النساء والرجال. وحال منى المرأة كحال منى الرجل ، وربما خرج من المراهقين قبل أن يحتملوا (٢) ويدركوا (٣) كمال الإدراك ، فإنه يكون (٤) شيئا غير نضيج لا يصلح لأن (٥) يكون مولدا ، وإن كان الذي في النساء يصلح أن يتولد منه الجنين بأن (٦) يكون مادة ، فإنه أقرب إلى ذلك من دم الطمث ، فإن الطمث يحتاج إلى أن ينفعل انفعالا آخر حتى يصلح أن يصير غذاء للجنين ، ويتشبه (٧) بمنى النساء التي هي مادة الجنين مثل ما تحتاج الشجرة المبزرة إلى تدبير حتى يتولد منها بزرجيد.

ثم قال شيئا يجب أن نتحققه (٨) ونعلم مذهبه. قال : فلهذه العلة إذا خالط الزرع الذي هو غذاء نقى لهذا الدم الذي ليس بنقى تكون (٩) ولادة (١٠) الزرع ، ويكون (١١) الغذاء من دم الطمث.

يجب أن يعلم أنه يعنى هاهنا (١٢) بالزرع زرع الإناث وذلك لأن الدم جعله غذاء للجنين ، والغذاء يكون لأصل (١٣) مغتذ ، فيجب أن يكون المغتذى هو (١٤) الزرع. ويكون ذلك زرع المرأة ، فإن منى الرجل ليس عنده أصلا للانفعال ومبدأ للنمو ، بل مخالطا للفعل. ومن (١٥) هاهنا (١٦) يفرغ عليه الخطأ من يظن به أنه لا يرى للنساء منيا. فيجب إذن أن يكون هذا المنى هو منى النساء ، فيكون منى النساء نسبته إلى الجنين نسبة غذاء يتكون عنه ما يتكون من غير حاجة إلى تغير (١٧) يلحقه في المزاج إنما يحتاج أن يستعمل فقط ويشكل ؛ وهذا هو الذي نسميه نقيا.

وأما دم الطمث فيكون غذاء ليس بنقى ، بل (١٨) يحتاج إلى (١٩) أن يحال إلى مشاكلة الغذاء النقى ؛ ثم يكون موضوعا قريبا للجنين ، فيكون هو مادة للغذاء النقى ، كما أن الخبز

__________________

(١) والروح : فالروح ط ، م.

(٢) يحتلموا : يحتلم د ، سا

(٣) ويدركوا : ويدرك ب ، د ، سا

(٤) يكون : ساقطة من ب.

(٥) لأن : أن سا ، ط ، م.

(٦) بأن : بل م. (٧) ويتشبه : ويشبه د ، سا ، م ؛ فيشبه ط.

(٨) نتحققه : نحققه ط. (٩) تكون : ساقطة من ط

(١٠) ولادة : ولاد من د ، سا

(١١) ويكون : فيكون سا. (١٢) هاهنا : هنا ط.

(١٣) لأصل : لأجل د ، سا ، ط

(١٤) هو : من د ، سا ، ط ، م.

(١٥) ومن : ساقطة من سا. (١٦) هاهنا : ساقطة من سا.

(١٧) تغير : تعب ط. (١٨) بل : ساقطة من د ، سا

(١٩) إلى (الأولى) : ساقطة من د ، سا.

٣٩٨

مادة للغذاء النقى الذي هو الدم مثلا. فيكون الدم هو غذاء قريبا ، والخبز غذاء بعيدا. فيكون عنده أن يكون الولد من زرع النساء بلا واسطة ، وتكونه من دم الطمث على أنه غذاء. والغذاء في المشهور هو الشىء الذي يحتاج إلى (١) أن يغير (٢) تغيرا ما.

ثم قال (٣) : والدليل على أن المرأة لا تنزل منيا أى (٤) لا تفضيه (٥) إلى خارج ، أن الرطوبة التي يظن أنها منى المرأة قد تسيل منها ليس عن جماع ولا إنزال ، وذلك عند ما يؤذى وكما (٦) يؤذى الذكر. والنساء يقل منيهن لكثرة زرعهن ، والدليل على أن زرع النساء من جنس دم طمثهن أنهما يكونان (٧) معا ، وعند ما يتكون في الرجال المنى ، ثم يصير (٨) في آخره ، فقال : هو (٩) بيّن أن زرع (١٠) النساء يصلح لأن يكون هيولى لا أن يكون مبدأ حركة ، وزرع الرجال هو مبدأ الحركة ، إذ كان لا شك في أن منى النساء من جنس دم الطمث. ودم الطمث صالح لأن يكون هيولى لا مبدأ حركة ، وكذلك (١١) بيض الريح إذا مسه منى الذكر ، وبيض السمك إذا مسه منى الذكر تم ونشا وفرخ (١٢).

__________________

(١) إلى : ساقطة من د ، سا ، ط ، م

(٢) يغير : يتغير د.

(٣) ثم قال : ساقطة من سا

(٤) أى : ساقطة من سا

(٥) لا تفضيه : لا تفيضه ط ، م.

(٦) وكما : كما ط.

(٧) يكونان : يتكونان ط.

(٨) يصير : نص د ، سا ، م

(٩) هو : فهو د ، سا ؛ ساقطة من ط

(١٠) زرع : الزرع ط.

(١١) وكذلك : ولذلك د ، سا.

(١٢) وفرخ : + تمت المقالة الخامسة عشرة من الفن الثامن من جملة الطبيعيات بحمد الله وحسن توفيقه د.

٣٩٩

المقالة السادسة عشرة (١)

من الفن الثامن من الطبيعيات (٢)

الفصل الأول

(ا) فصل (٣)

فى كيفية تولد الحيوان من المنى والبيض واختلاف

الحيوان فيه وكيفية قبول النطفة وما يجرى مجراها القوى (٤) النفسانية

الحيوان التام هو التام في الحرارة والرطوبة ، وهو الذي يولد جنسه تاما في الكيفية ، وإن لم يكن تامّا في الكميّة (٥) ، لأنه لا يسعه مثله. ومثل هذا الحيوان هو حيوان دموى كامل الدم ، فما نقص في أحد الأمرين أخل. فمنه ما يخل في أنه لا ينفعل (٦) ولده إلاّ خارجا كالطّيّار ، كأن مادته ليست تقبل الصورة في مدة يحتملها الاشتمال بل تثقل على البطن قبل أن تتصور. ولذلك قد تهيأ (٧) لها غشاء كثيف (٨) يقيها الآفات إلى أن (٩) يتولد خارجا. وهذا أيضا من الحيوان الدموى.

وأمّا ما لا دم له فإنه يولد بيضا غير تام ، بل بيضا يتم خارجا ؛ أو يولّد (١٠) دودا او بيضا لا يفرخ إلا مستبطنا ، لأن بيضه يكون لينا ، كأن هذا الفرخ (١١) لو خرج تعرض (١٢)

__________________

(١) عشرة : + وهي فصلان د [ثم تذكر هذه النسخة عنوانى الفصلين].

(٢) من ...

الطبيعيات : ساقطة من ب ، د ؛ من جملة الطبيعيات سا ، ط.

(٣) فصل : فصل ا ب ؛ الفصل الأول د ، ط.

(٤) القوى : والقوى د ، سا.

(٥) الكمية : الكبر ب ، سا ؛ الكم د.

(٦) لا ينفعل : لا يفعل سا ؛ لا ينفصل ط ، م.

(٧) تهيأ : هيئ د ، سا

(٨) كثيف : ليف م

(٩) أن (الثانية) : ساقطة من د.

(١٠) أو يولد : ويولد م.

(١١) الفرخ :

ساقطة من د ، سا

(١٢) تعرض : تعرج د ؛ لعرض ط ، م.

٤٠٠