الشّفاء ـ طبيعيّات

أبو علي حسين بن عبد الله بن سينا [ شيخ الرئيس ابن سينا ]

الشّفاء ـ طبيعيّات

المؤلف:

أبو علي حسين بن عبد الله بن سينا [ شيخ الرئيس ابن سينا ]


المحقق: الدكتور عبدالحليم منتصر و سعيد زايد و عبدالله إسماعيل
الموضوع : العلوم الطبيعيّة
الناشر: منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٢

والعينان أدل الأعضاء على الشمائل ، كما أنهما (١) أدل الأعضاء على انفعالات النفس عند الغضب والفرح والغم ، وغير ذلك ؛ وأجزاؤها الجفنان والمقلة (٢). والمقلة مركبة من حدقة ، وبياض يسمى ملتحمة ، ويحدها من الجانبين الموقان ، وإذا كانت من ناحية الموق صغيرة الزاوية دلت (٣) على سوء دخلة (٤) وخبث شمائل (٥) ، وإذا كان ذلك الموضع كثير اللحم كما يعرض لأعين الحدأة دل على خبث وفجور ، وإذا وقع الحاجب على العين دل على حسد ، والعين المتوسطة في حجمها (٦) دليل على فطنة وحسن خلق ومروءة ، والناتئة تدل في كل شىء على اختلاط عقل ، والغائرة على حدة (٧) في جميع الحيوان ، والتي (٨) يطول تحديقها مفتوحة ولا تطرف تدل على قحة مضروبة في حمق ، والتي تكون كبيرة الطرف تدل على خفة وقلة ثبات وطيش ، وإذا كانت على الاعتدال في الحالين دلت على حسن حال.

وأما (٩) تشريح العين فسنؤخر الكلام فيه إلى حين ما نتكلم في الأسباب. وقد دل الاستقراء على أن كل حيوان بحرى فله عينان في الطبع. إلا بعض الحيوان البحرى الخزفى الجلد. وكل حيوان يلد حيوانا فله عينان ، إلا الخلد ، ويشبه أن يكون له عينان ، لكنهما (١٠) مغشيتان بجلد رقيق لضعفهما ، وذلك (١١) يظهر عند التشريح ، وإنما يدركان الأظلال دون الألوان (١٢) والأشكال.

ومن الأجزاء الظاهرة في الرأس (١٣) الأذنان ، وهي للسمع فقط ، وأجزاؤه الغضروف المتشنج (١٤) في الإنسان ، والشحمة ، والثقبة الملولبة. وقد عرض المحارة (١٥) بينها (١٦) بالهيئة التي لها ليظهر طنين الصوت ، واجتماع الهواء الحامل للصوت في غضونه ولو لب ثقبه ، لتكون

__________________

(١) أنهما : أنها د ، سا ، ط ، م.

(٢) والمقلة : ساقطة من ط.

(٣) دلت : دل د ، ط ، م

(٤) دخلة : دخلته م

(٥) شمائل : شمائله ط ، م.

(٦) حجمها : فطنها م.

(٧) حدة : ضده ب

(٨) والتي : والذي د ، سا ، ط.

(٩) وأما : فأما ط.

(١٠) لكنهما : ساقطة من ب

(١١) وذلك : وكذلك د ، سا ، م ؛ ولذلك ط.

(١٢) الألوان : اللون ب.

(١٣) فى الرأس : ساقطة من سا.

(١٤) المتشنج : المشنج د ؛ المجو فشنج سا

(١٥) المحارة : المحاورة م

(١٦) بينها : بينهما د ، سا ، ط.

٢١

المسافة القصيرة المدى طويلة ، فلا يكون داخل الأذن وحيث يجاور الدماغ معرضا لوصول البرد والحر إليه من الثقب بسهولة. والزوج الحساس (١) من العصب الذي يأتيه ، وسنذكره ، صلب لأنه معرض لمصاكة الهواء بالفرش على السطح الباطن من الصماخ ، لأنه يحتاج أن يلقى الهواء المتموج لقاء مماسة ومصادمة. وذلك العصب يبرز إليه من ثقب سنذكره في موضعه.

وللأذن منفذ خفى أيضا إلى الحنك. وكل حيوان ذى أذن فهو يحرك أذنه خلا الإنسان ، إلا أفراد منهم ربما حركوها حركة ضعيفة. وجميع الحيوان له أذن ، إلا الطير فله ثقب فقط (٢) وإلا المفلّس الجلدة ، وأصناف من حيوان الماء. (٣) وكل ما يلد حيوانا فله أذن. خلا الدلفين والأفعى. وتوسط الشعر على الأذن يدل على جودة السمع. والآذان الكبار المنتصبة تدل على حمق وهذيان كثير.

وأما الأنف فإنه آلة الاستنشاق (٤) ، والتنفس ، والعطاس الذي يكون من استعانة الدماغ في دفع فضل (٥) أو ريح فيه بهواء تستنشقه الرئة ويفضل منه للدماغ (٦) فيدفعه دفعة ويدفع معه ما يؤذيه. والفم وإن أعان على التنفس فهو كدخيل في العمل. وإنما التنفس بالأنف ، فإن جميع الحيوان تتنفس مضمومة الأفواه. أقول : قد (٧) رأينا فرسا فتح البيطار فاه بآلة سدت منخريه فلم يشعر به إلا وقد مات في الوقت. وأما تشريح الأنف فسنذكره حيث نذكر الأسباب. والأنف يقوم للفيل مقام اليد ، فبه يلتقم ، وبه ينقل الماء إلى فمه (٨) ملء منخريه (٩) ثم نفخا (١٠) إياه في حلقه. ويلاصق الأنف الوجنتان وهما عظمان متخلخلان ، وفكان (١١) يتحرك من كل حيوان أسفلهما ، إلا التمساح. وأما تشريح الوجنة والأسنان

__________________

(١) الحساس : الحاس ط.

(٢) فقط : ساقطة من م

(٣) حيوان الماء : الحيوان المائى م.

(٤) الاستنشاق : للاستنشاق د ، سا ، ط ، م.

(٥) فضل : الفضول ب

(٦) للدماغ : الدماغ ب.

(٧) قد : وقد د ، سا ، ط ، م.

(٨) فمه : فيه ط.

(٩) منخريه : منخره م

(١٠) نفخا : يفجأ ط.

(١١) وفكان : وكان ب ؛ وكان الذي م.

٢٢

والفكين ، فسنذكره (١) حيث نذكر الأسباب ، وكذلك العنق والكتف والأضلاع والفقار ، وكذلك أيضا تشريح اللسان والحنجرة وعضلهما ، وكذلك تشريح الثديين والصدر ، وتحت الصدر البطن ، وتحت البطن العانة والوركان ، ونؤخر الكلام فيها إلى موضعه ، وللنساء فرج ، وللذكران قضيب ، وكذلك نؤخر الكلام في تشريحهما.

وبين الأعضاء الكبرى من الأعضاء الظاهرة مفاصل ، فاللهازم (٢) والقذال واللبة مفاصل (٣) بين الرأس وبين ما تحته ، والإبطان لليدين مع التنور ، والأربية للرجلين (٤) مع التنور ، والأعضاء الظاهرة المتيامنة تشبه المتياسرة تشابه مشاركة في النوع. ومن الأعضاء التي في طرفى فوق وأسفل ، فاليدان والرجلان بينهما بعض الشبه (٥) من غير مشاركة في النوع. وأما الأعضاء الموضوعة خلف وقدام (٦) فالشبه (٧) فيها قليل جدا ؛ وكذلك الباطنة. وسنذكر تشريح ذلك كله مع عظام اليدين والرجلين حيث نذكر الأسباب.

ولننتقل الآن إلى ذكر الأعضاء الباطنة ، ونبدأ من فوق ومن الدماغ. قال : إن كل حيوان ذى دم (٨) فله دماغ ، ومن البحريات ، فإن لمالاقيا (٩) دماغا ؛ والإنسان أعظم الحيوان بحسب بدنه دماغا. ونقول : إن ذلك لحاجته إلى آلة الروح (١٠) النفسانى المفكر (١١) التي ليست (١٢) لسائر الحيوانات. وأما تشريح الدماغ فسنؤخر الكلام فيه إلى حين نذكر الأسباب.

وتحت الدماغ من الأعضاء الباطنة المريء ، وقصبة الرئة. أما المريء فيؤدى الغذاء إلى المعدة ، وأما قصبة الرئة فتؤدى النسيم إلى الرئة والقلب ، ورأسها (١٣) الحنجرة ، وهو بإزاء المنحر ، وسنؤخر الكلام في تشريحه إلى وقته. وأما الرئة فإنها مؤلفة

__________________

(١) فسنذكره : وسنذكره ط.

(٢) فاللهازم : فاللهاة ب

(٣) فاللهازم .. مفاصل : ساقطة من م.

(٤) للرجلين : لرجلين ط.

(٥) الشبه : التشبيه ط.

(٦) وقدام : والقدام ط

(٧) فالشبه : فالتشبه ط.

(٨) دم : ساقطة من سا

(٩) فإن لما لاقيا : فلما لاقياء سا.

(١٠) الروح : للروح د ، ط

(١١) المفكر : المركز م.

(١٢) التي ليست : التي ليس ب ، د ؛ الذي ليس سا ؛ الذي ط.

(١٣) ورأسها : ورأسه م.

٢٣

من أجزاء : أحدها شعب القصبة ، والثاني (١) شعب الشريان (٢) الوريدى ، والثالث (٣) شعب الوريد الشريانى ؛ وهما عرقان نابتان من القلب ؛ وسنصف حال الرئة بعد. وهذه الشعب يجمعها لا محالة لحم رخو متخلخل كثير المنافذ إلى البياض ما هو فيما تم خلقه من الحيوان. وهي (٤) ذو قسمين : أحدهما إلى اليمين ، والآخر إلى اليسار. والقسم الأيسر ذو شعبتين ، والأيمن ذو ثلاث شعب. وسنشرح الحال في تشريح الرئة والمريء ومنفعتهما في ذكر الأسباب. وكذلك الكبد والمرارة والمثانة والرحم والأمعاء ، فسنؤخر (٥) الكلام فى تشريحها إلى حيث نذكر الأسباب (٦).

__________________

(١) والثاني : والثانية د ، سا ، ط ، م

(٢) الشريان : الرأس م

(٣) والثالث : والثالثة د ، سا ، ط.

(٤) وهى : وهو د ، سا ، ط ، م.

(٥) فسنؤخر : وسنؤخر سا ؛ فنؤخر ط.

(٦) الأسباب : تمت المقالة الأولى من الفن الثامن من جملة الطبيعيات بحمد الله وحسن توفيقه د ؛ + تمت المقالة الأولى من الفن الثامن من جملة الطبيعيات والحمد لله كثيرا ط.

٢٤

المقالة الثانية

من الفن الثامن من جملة الطبيعيات (١) (٢)

الفصل الأول

(ا) فصل (٣)

فى استئناف ذكر اختلاف الحيوان من جهة الأعضاء الظاهرة

جميع الحيوان الذي له أربعة (٤) ، فله رأس وعنق. وعنق الأسد كعظم واحد لا يستبين فيه الخرز ، وباطن جوفه كباطن جوف الكلب. ومن الحيوان ما هو (٥) مشقوق الرجل (٦) فيستعملها كالأصابع ، مثل الإنسان والطير. وكف الفيل تنقسم إلى خمسة أقسام انقسام خف البعير إلى قسمين ، لكنها (٧) ليست ذات أصابع. وخرطومه كاليد له فيما (٨) يشرب ويأكل ، وفيما (٩) يتناول ويناول (١٠) سائسه ؛ وبه يتنفس. وهو يتنفس (١١) في عمق الماء مشيلا خرطومه إلى فوق حيث يمكنه أن يتنفس. وخرطومه غضروفى.

وليس في الحيوان أعسر يسر (١٢) إلا الإنسان ، ولا (١٣) لشىء من الحيوان صدر عريض إلا الإنسان (١٤) ، ولا ثديان على الصدر إلا له (١٥). وللفيل ثديان يقربان من الصدر ، وليسا عليه. وكل حيوان فإن رجليه (١٦) إما أن تنثنى من خلفه ، وإما إلى ما بين يديه ، خلا الإنسان

__________________

(١) من ... الطبيعيات : ساقطة من ب ؛ منه تشتمل على فصلين ط ؛ من الفن الثامن من الطبيعيات م

(٢) الطبيعيات : + فيها فصلان د (ثم تذكر هذه النسخة عنوانى الفصلين) ؛ + فصلان سا.

(٣) فصل : فصل ب ؛ الفصل الأول د ، ط.

(٤) أربعة : + أرجل د ، سا ، ط.

(٥) ما هو : ما له هو م

(٦) الرجل : الرجلين ب.

(٧) لكنها : لكن سا ؛ لكنهما م

(٨) فيما : فما م.

(٩) وفيما : وبها ط

(١٠) ويناول : ويتناول ط

(١١) يتنفس (الثانية) : يسير ب ، سا.

(١٢) يسر : يسرا د ؛ ساقطة من سا

(١٣) ولا : وليس م.

(١٤) الإنسان : للإنسان ط

(١٥) له : الإنسان م.

(١٦) رجليه : رجله ب.

٢٥

فإنه يثنى (١) رجليه (٢) إلى ما بين يديه ، ويديه إلى ما يلى جانبيه. والفيل يثنى رجليه (٣) قريبا من الإنسان ، ويثنى يديه كسائر ذوات الأربع. فإن (٤) ذوات الأربع تثنى أيديها (٥) وأرجلها بالخلاف ، إلا أن تكون مما يبيض كالضب والعظاية (٦) فتثنى إلى ما بين يديها موربا (٧) إلى خارج. وليس في الحيوان ما يثنى اليدين والرجلين إلى خلف.

وأما قوقى من الحيوان المائى فإن أطرافه مصرورة ، ويديه (٨) كالمعلقتين (٩) من الكتفين ، وهو ذو خمس أصابع كل واحدة منها (١٠) ذو ثلاثة مفاصل وظفر ليس بكبير. وانتناء يديه كرجليه ، وكأنما رجله ذنب سمك (١١). ومن الحيوان ما يقدم عند المشي أى شق (١٢) اتفق ، ومنه ما يقدم اليمين دائما كالأسد والبخت والنجائب. وكل ذى أربع أرجل فهو ذو ذنب. وذنب قوقى كذنب الأيل ، وهي (١٣) كثيرة الشعر ومقدمها (١٤) أشعر من مؤخرها (١٥). والإنسان له شعر على مواضع ليس عليها لكثير من ذوات الأربع شعر ، كالمغابن والعانة والشفر ، وربما كان على الشفر الأسفل لغيره شعر. وأما الخنزير والكلب والدب (١٦) فأزب البدن كله ، وقد يغلب الزبب لبعضها في العنق كالفرس لناصيته وكتفه. وربما كان على أطراف كتفيه مثل الحيوان الذي يسمى فرس أيل ، ويظن أنه البقر ذوات النواصى التي (١٧) تكون ببلاد الترك وتسمى (١٨) عشغا (١٩) ، وينسج من شعورها ببلادنا مناخل ، وليس لإناثها قرون ، وعظمها (٢٠) كعظم الأيل. قال (٢١) المعلم (٢٢) : ويكون (٢٣) في بلاد تسمى أراخوطاس ، حيث بين بقرها الوحشى والإنسى ما بين خنزيرها الوحشى والإنسى ، وهي حور قوية (٢٤) البصر منقلبة القرون إلى خلف. وأما فرس أيل فقرنه على قدر قرن الظباء (٢٥) ؛ والجمال

__________________

(١) يثنى : ينثنى ط (٢) رجليه : رجله ب ، د ؛ ساقطة من سا

(٣) رجليه : رجله م. (٤) فإن : وإن ب

(٥) أيديها وأرجلها : يديها ورجليها ب.

(٦) والعظاية : والعضاية سا

(٧) موربا : مؤديا ب. (٨) ويديه : وأيديه ب ، ط ، م

(٩) كالمعلقتين : كالمعلقة ب.

(١٠) واحدة منها : إصبع د ، سا ، ط ؛ ساقطة من م.

(١١) سمك : سمكة ب (١٢) شق : شىء ب ، م.

(١٣) وهى : وهو سا ، ط

(١٤) ومقدمها : ومقدمه ط

(١٥) مؤخرها : مؤخره ط. (١٦) والدب : والذئب م.

(١٧) التي : الذي د ، سا ، م (١٨) وتسمى : يسمى ب ، م

(١٩) عشغا : عشغيا بخ ؛ غشافاد ، ط ؛ غشغار سا ؛ غشغا م.

(٢٠) وعظمها : وعظمه ب ، د ، سا ، م (٢١) قال : ساقطة من سا

(٢٢) المعلم : ساقطة من ب ، د ، سا ، م (٢٣) ويكون : وهو يكون م.

(٢٤) حور قوية : حور قية م. (٢٥) الظباء : ظباء ط.

٢٦

لها عضو خاص وهو السنام في وسط ظهره ، وربما كان للجمل سنامان ، وللناقة أربعة أطباء ، وكعبه ككعب الثور وهو صغير بالقياس إليه ؛ وكذلك كعب الفيل ، وخفه شقان بينهما جلد كما للأوز ، وقدمه لحيم كما للدب ، ولذلك ينعل كى لا يخفى ، وفكه (١) الأعلى ذو ناب ، ولا ثنايا ولا رباعيات عليه. ولا حيوان ألحم ساقين وقدمين من الإنسان. ومن مشقوق الرجلين ما هو ذو ظفر وخف كالإنسان والجمال (٢) ، ومنه ما هو ذو ظلف كالغنم والبقر ، وكذلك الخنازير ، إلا خنازير في بلدان خاصة منها اللوريا ومنها ناوينا (٣) لها حوافر. ولا تختلف اليد والرجل في كونهما (٤) ذات حوافر وذات خف. وأكثر ما له قرنان هو ذو ظلف لم يظهر غيره ، وأما ما له قرن واحد كالحمار الهندى وأظنه الكركدن فله حافر وقرنه في وسط رأسه ، وأما الحيوان المسمى أرقص (٥) فله قرن واحد وظلف. وكل ذى قرن (٦) في جوهره فهو ذو أربع إلا ما كان القرن طارئا عليه ، على سبيل الاستحالة ، مثل الحيات التي زعم أهل مصر أنها ببلدة شباس (٧). وكل قرن مجوف إلا قرن الأيل.

وأقول : والأقرن (٨) حيوان يكون ببلاد الترك ، إنه فيما سمعت يشبه البقر في شىء ، والجمال في شىء ، وقرنه كبير جدا ذو عرض وطول وزوايا ، ينبت (٩) عنها غصون منقلبة كل واحد في نفسه ، مثل قرن ، ومساحة وسطه قد تكون أكثر من ذراع في ذراع ، بل أظنه قد يكون مثل ونصف ذلك وأكبر ، إلا أن أكثر شكله مثلث أو معين ، وهو موجود فى بلادنا ينقل إليها من بلاد الغز ، ويطرح كالكرسى. وقد رأيته أول ما رأيته بكورة من كور بخارى يقال لها القرية الحديثة ، تلى بلاد الغز. وكل ذى قرن فيلزمه قرنه إلا الأيل فإنه يلقيه عند إنشابه. ولا أعرف حال الحيوان الذي ذكرته في ذلك ،

__________________

(١) وفكه : وفكها م.

(٢) والجمال والجمل ط.

(٣) ناوينا : ماوينا م

(٤) كونهما ذات حوافر وذات خف : كونه ذا حافر وذا خف ب ، د ، سا ، ط ، م.

(٥) أرقص : أرفص د ؛ أرفض سا ، م.

(٦) القرن : قرنه ط.

(٧) شباس : سيناس د ، سا ، ط ، م.

(٨) والأقرن : الأقرن سا.

(٩) ينبت : وينبت ط.

٢٧

ولا يبعد أن يجرى مجرى الأيل في ذلك ، لعظم قرنه ، ويمكن أن يتعرف ذلك من الغزية. ومكان الأثداء قد يكون إما على الصدر أو قريبا منه ، كما للفيل ؛ وإما بين (١) الرجلين ، وإما على البطن كما للجوارح من السباع. وللفيل الذكر ثدى كما للإنسان ، وذكورة ذوات الحوافر (٢) لا ثدى لها ، إلا ما يشبه أمهاتها منها ، وينزع إليها كما يعرض مرارا فى الخيل.

ومن الحيوان ما غلاف ذكره بارز ، ومنه ما هو باطن ، كما (٣) للدلفين. ووضع ذكر الفيل كوضع ذكر الفرس ، لكن ذكر الفيل صغير بالقياس إلى جثته ، وهو أدق إذا انتشر من خرطومه ، وليس له طول ، وأنثياه مستبطنتان (٤) عند كليتيه (٥) ، ولذلك ما هو سريع السفاد.

جميع إناث الحيوان تبول إلى خلف ، وكذلك ذكورة الأسد والجمال أيضا وذكر (٦) الإنسان وكثير من ذوات الأربع لحمى غضروفى مع عصبية (٧). وذكر الجمال عصبى صرف ، وكذلك ذكر الأيل ، وذكر الذئب والثعلب إلى العظمية ما هو ، وذكر ابن عرس كأنه عظم صرف.

أعالى الإنسان في ابتداء النشو أعظم من أسفله ، ثم يعظم ما تحت وركيه ويستقل ، ثم تنحنى أعاليه إذا أخذ نحو الذبول. وأما جميع ما له ناصية ، فإنه كلما كبر دقت أسافله وعظمت أعاليه.

من الحيوان ما له أسنان في الفكين ، ومنه ما أسنانه في الفك الأسفل ، وكذلك كل ذى (٨) قرن. ويشبه أن تكون مادة سنة تذهب في قرنه. ولبعض الحيوان نابان ، كما للخنازير. وجوارح السباع مختلفة الأسنان منفرجتها لتنشب في اللحم. وأما البقر

__________________

(١) بين : على ب ، م ؛ إلى د ، سا.

(٢) الحوافر : الحافر ط.

(٣) كما : + هو د ، سا ، ط ، م.

(٤) مستبطنتان : مستبطنان سا

(٥) كليتيه : كليته ب ، د ، ط.

(٦) وذكر : ذكر د ، سا

(٧) عصبية : عصبيته د ، ط.

(٨) ذى : ماله ب.

٢٨

وما يجرى مجراه (١) فأسنانه متلاصقة ، كأنها (٢) عظم واحد ، وذلك لتقطع الكلأ. ولا يجتمع ناب وقرن (٣). وجميع أسنان قوقى حادة متراكبة. وليس لشىء مما سلف ذكره صفا أسنان. وقد ذكر أنطساس (٤) في بعض كتبه أن في أرض الهند سبعا يسمى باليونانية (٥) باريطس ، لأسنانه صفوف ثلاثة في كل فك ، وهو أزب البدن ، وأطرافه وعظمه كما للأسد ، ووجهه قريب من وجه الإنسان ، وهو شديد الحمرة كأنه زنجفرى ، وذنبه كذنب العقرب البرى ذو إبرة ، وصوته كمزمار ، وهو شديد الجرى يأكل الناس. أقول : إن هذا الحيوان إن كان موجودا فليس بالببر ، ولا المعروف بالرخ ، وإن شاكل الرخ فى بعض الصفات ، فإن الببر في صورة أسد كبير أزب ، ملمع بصفرة وخطوط سود ، والرخ فإنه كما أظن أصفر الشعر ، وليس في الحيوان شىء يلقى الأضراس. وأما الكلاب فقد تلقى النابين ، والكلب المسن أقلح الأسنان أسودها (٦) ، والقارح من الخيل أبيض الأسنان ، وهو بالعكس من الكلب ، والظبى لا يسقط السن. وكثرة السن وقوته تدل على طول العمر. وللناس سن الحلم وهي (٧) النواجذ ، تنبت بعد العشرين ، وتظهر لولد الفيل ، كما توضع أسنانه الصغار ، وتتأخر أسنانه الكبيرة إلى أن ينمو. ولسان (٨) الفيل صغير جدا بالقياس إليه ، ومستبطن ، قليلا ما يدلعه (٩) ، فلا يظهر إلا قليلا. وما كان من الحيوان حاد الأسنان يركب بعضها بعضا ، فهو مشقوق الشفة ، كالجوارح. والفرس النهرى الذي يكون بمصر ، فله ناصية كناصية الفرس وظلف وكعب (١٠) ، وذنبه كذنب خنزير ، وله (١١) صهيل الفرس ، وعظمه بقدر حمار ، وهو غليظ الجلد (١٢) بحيث يقطع منه سياط ، وجوفه كجوف (١٣) الفرس والحمار.

وأما القرد فإنه مشترك الهيئة ، يميل إلى صورة الناس وصورة السباع ؛ والكلبية

__________________

(١) مجراه : مجراها م

(٢) كأنها : كانه ب ، ط.

(٣) قرن : قرون ب.

(٤) أنطساس : أنطيناس سا ، ط.

(٥) باليونانية : ساقطة من ب.

(٦) أسودها : أسود ب ، ط ، م.

(٧) وهى : وهو ط.

(٨) ولسان : لسان ط.

(٩) ما يدلعه : ساقطة من ط.

(١٠) وكعب : وكعبه ب.

(١١) وله : فله ط

(١٢) الجلد : الجلدة ط.

(١٣) كجوف : جوف د ، سا ، ط.

٢٩

منها والتي لها أذناب فهى زعرة الأخلاق ، وأسنانها كأسنان الكلاب ، والقرود زب المقاديم إلا الوجوه ، وأضراسها كأضراس الناس ، ولأشفارها هدب. وثدى القردة (١) فى صدرها ، ورجلاها ويداها كيدى الإنسان ورجليه ، وتستعمل أيديها في القبض والدفع ، وليس لها سرة ناتئة ، بل غائرة ، وما فوق سرتها أكبر مما تحتها ؛ وكذلك ذوات الأربع نسبة ما فوق سرتها إلى ما تحتها قريب من نسبة الخمسة إلى الثلاثة. وربما مشت القرود برجلين ، إذ لها في رجليها كالكعب ، فتعتمد اعتماد الناس ، وليس لها وركا ذوات الأربع ولا ذنبها ، إلا ذنب (٢) كأنه علامة. وفرج (٣) إناثها كفرج النساء ، وذكر ذكرانها (٤) كما للكلب ، وأحشاؤها كأحشاء الناس.

وكل ماله أربع (٥) أرجل ويبيض وله دم ، فله رأس وعنق وظهر وصدر وذنب ، وهو مشقوق الأطراف إلى أصابع ، وله لسان ، إلا التمساح فلسانه سمكى ، إذ ليس للسمك لسان ، بل عضو يشبهه صغير مقبوض غير منبسط. وبعض السمك أيضا لا يظهر له (٦) ذلك القدر. وليس للحيوانات التي نحن في ذكرها أذنان ، بل ثقبان ، فهى خلّة (٧) ، ولا لها أيضا ثديان ، ولا فرج بارز ، وهي حادة الأسنان. وعين التمساح كعين الخنزير ، وله أنياب وأظافير قوية ، وجلد صلب ملتصق (٨) بلحمه لا يبين إلا بصعوبة ، ويضعف بصره في الماء ، ويحتد (٩) جدا في البر. يأوى أكثر نهاره إلى البر ، وأكثر ليله إلى الماء لأنه أدفأ له في الليل (١٠) من الهواء.

قال (١١) : وأما الحيوان المعروف بخامالاون (١٢) ، وأظن (١٣) أنه الحرباء الكبير ، فإنه يشبه سام أبرص ، وأضلاعه إلى الطول ، كما للسمك ، ووسط (١٤) صلبه نات كما للسمك.

__________________

(١) القردة : الفتية ب ، سا ؛ القرد ط ؛ للفتية م.

(٢) إلا ذنب : ذنبا م

(٣) وفرج : وفروج ب.

(٤) ذكرانها : ذكرها د ، سا ، ط.

(٥) أربع : ساقطة من م.

(٦) له : لها ب.

(٧) خلة : [الخلة الثقبة الصغيرة ، وقيل : هى الثقبة ما كانت (اللسان)].

(٨) ملتصق : ساقطة من د.

(٩) ويحتد : ويحد ط.

(١٠) فى الليل : ساقطة من م.

(١١) قال : ساقطة من م.

(١٢) بخامالاون : بحلمالاون د ؛ بحلماولان سا ؛ بالحلمالاون ط ؛ بحيلهالاون م

(١٣) وأظن : وأظنه ط.

(١٤) ووسط ... للسمك : ساقطة من سا.

٣٠

وكأن وجهه وجه الحيوان الذي يقال له قرد خنزير ، وذنبه طويل جدا دقيق الطرف جدا يلتوى كالسير. وكل رجل منه مشقوقة إلى مثل إبهام الإنسان وسائر الأصابع ، وعليها (١) مخاليب عقف ، ويشبه الجراذين (٢). وعينه عظيمة دائرة (٣) كيف شاء. ويعرض للونه أن يتغير تارة إلى سواد ما ، وذلك إذا فعل كالاقشعرار ، يعنى إذا ازبأرّ (٤) وانتفش (٥) ؛ وتارة يظهر عليه تبقيع وتنمير ؛ ويتغير أيضا لون عينيه. وهو بطيء الحركة ، ويستحيل لونه عند الموت إلى النيلية ، ولا لحم على جسده إلا بالقرب من عينيه وعلى ذنبه. وله في أصل ذنبه دم ، وكذلك حول قلبه ودماغه كأنه بين عينيه. وإذا (٦) سلخ ذلك الموضع ظهر كحلقة (٧) نحاس دقيق له بصيص ، وإذا قطع عاش بعده طويلا يحرك أضلاعه إلى الإضمار وإلى الانتفاخ. ولا طحال له ظاهر (٨). ومأواه شقوق الصخور.

أعظم الطير فخذا وصدرا ما له مخلب معقف. وأصابع الطير منها ما هو متصل بغشاء ليجود به السباحة. والإصبع المتأخرة للطير هي مكان العقب للإنسان ، والبومة فلها (٩) إصبعان متقدمان ، وإصبعان متأخران. وأكثر الطير وما جلده مفلّس كسام أبرص يغمض عينيه (١٠) لا من جفنه الأعلى ، وبعضه وهو الكبير منه يغمض عينيه بجلد متصل بالجفن الأسفل كصفاق ، ومنه ما يغمض من الجفن الأعلى. ومن الطير ما يبسط رجليه إلى خلف إذا طار ، ومنه ما يقبضهما (١١) إلى بطنه. وألسنة بعضها مستطيلة مستدقة ، وألسنة بعضها مستعرضة ، كما للببغاء وجميع ما يحاكى كلام الناس. ومن بعض الحيوان ما لا مخلب له معقف ، بل إصبع زائدة على ساقه. ولبعض الطير قنزعة إما من ريش وإما من جلد لحمى (١٢) كعرف (١٣) الديك.

__________________

(١) وعليها : عليها م

(٢) الجراذين : الخرادين د ، ط

(٣) دائرة : غائرة د ، ط ، م.

(٤) ازبأر : [ازبأرّ الرجل : اقشعر. وازبأرّ الشعر : انتفش (اللسان)].

(٥) وانتفش : وانتعش طا.

(٦) وإذا : فإذا ط.

(٧) كحلقة : لحلقة م.

(٨) ظاهر : ظاهرة د ، سا ، ط.

(٩) فلها : ولها م.

(١٠) عينيه (الأولى) : ساقطة من ب ، د ، سا ، م.

(١١) ما يقبضهما : ما يقبضها ب.

(١٢) لحمى : يحمى م.

(١٣) كعرف : كغفرعة د ؛ كعفرية سا ، م ؛ كقنزعة ط.

٣١

وجميع (١) السمك ذو رأس وأذناب متصلة ، ولا عنق له ، ولا ذكر له (٢) ، ولا أنثيين لا داخلتين ولا بارزتين ولا ثديين ، ولا منكح. وللدلفين ثديان ، لأنه يلد حيوانا ولكنها (٣) قريبة الشبه من المفاصل ، ولا حلمتان لثدييه ، بل نقرتان كافتتان. وللسمك أذنان منهما (٤) يمج الماء. ولبعض السمك أربعة أجنحة في الطول ، مثل الأنكليس والمار ما هى وما أشبهه ، ولبعضها جناحان عند الأذنين. ومن السمك المستطيل ما لا جناح له ولا آذان ؛ ولبعض آذان السمك غطاء خزفى أو صدفى أو عظمى ، فتميل آذانها إلى رأسها. وما لا غطاء له كسلاسى العريض الجسد ، فأذنه تميل إلى ظهره. والمستطيل الجسد فأذنه تميل إلى أسفل. والضفدع خشن الأذن شوكى وعلى أذنه صفاق (٥) يبرز عند النقيق. ومن السمك ما له في كل شق أذن واحدة ، ومنه ما له آذان كثيرة متراكبة (٦) فى كل شق ؛ وربما كانت في كل جانب أذن مفردة ومعها (٧) آذان أخرى (٨) وربما كانت أربع مفردة غير مضاعفة بالتركيب. وللسمكة المسماة أقسقياس ثمانى آذان مضاعفة ؛ وليس لشىء من السمك شعر ، كما هو لما يلد من ذوات الأربع ؛ ولا تفليس قشرى ، كما للبياض من ذوات الأربع ؛ ولا ريش ، كما هو للطائر. وأما فلوس السمك القشرية فزوائد على جلدها. ومن السمك ما هو خشن الجلد ، ومن السمك ما على لسانه أسنان فهو شاك (٩) اللسان ، وإن كانت مقبوضة الألسنة إلى باطن ، مربوطة بالحنك. ولا أنف لبعض السمك ، بل منخران ، ولا أشفار ؛ ولجميعها دم. ومن السمك ما يلد حيوانا ، وهي التي لا قشور لها مفلسة ، كسلاسى ؛ بل (١٠) جميع ما لا قشور عليه من بنات الماء ، إلا الضفدع.

وأما الحيات فمنها برية ، ومنها مائية. والبحرية تشبه البرية ، إلا في رءوسها ، فإن رءوسها خشنة صلبة جدا ، ومأواها الشواطئ وما يقرب قعره دون اللجج.

__________________

(١) وجميع : جميع ب ، د ، سا ، ط

(٢) له (الثانية) : ساقطة من د ، سا ، ط ، م.

(٣) ولكنها قريبة : ولكنه قريب م.

(٤) منهما : منها ب ، م.

(٥) صفاق : صفاقى ب ، م.

(٦) متراكبة : متراكمة طا.

(٧) ومعها : ومعه د ، سا ، م

(٨) أخرى : كثيرة م.

(٩) شاك : شوكى د ؛ شايك سا ؛ شوك ط.

(١٠) بل : ساقطة من م.

٣٢

وفي البحر أيضا الحيوان المسمى بأربعة وأربعين ، وفي صورته ، لكنه أصغر من البرى ولا يأوى اللجج ، بل المواضع القريبة من القعر الصخرية.

وفي البحر سمكة تسمى مامعة السفن لها خاصية ممانعة للسفن (١) وصدها (٢) عن السير ولا تؤكل ، بل (٣) ربما استعملها بعض الناس في التبغيض والتحبيب. وأجنحتها تشبه الأرجل ، فلذلك يغلط في أمرها ، فيظن أن لها أرجلا (٤).

فهذا حال اختلاف الحيوان من جهة الأعضاء (٥) الظاهرة.

__________________

(١) للسفن : للسفينة د ، سا ؛ السفينة ط

(٢) وصدها : وصد ب ، سا ، م ؛ وصد م د.

(٣) بل : ساقطة من م.

(٤) أرجلا : رجلا ط ، م.

(٥) الأعضاء : أعضائها م.

٣٣

الفصل الثاني

(ب) فصل (١)

فى اختلاف الحيوان من جهة الأعضاء الباطنة

وأما حال (٢) اختلاف الحيوان من جهة الأعضاء الباطنة ، فنقول : كل حيوان شحيم ذى ثرب فدماغه دسم ، وما لا شحم له فلا دسومة لدماغه ، وكل متنفس فله رئة ، وبالعكس. وجميع الحيوان الذي له دم فله حجاب وقلب ، ولكنه في الصغير خفى ، وينشأ بعد. وقد يكون في قلب الجمل والبقر عظم. ولا رئة للسمك ، فإنه لا يتنفس فى الهواء وإنما يتنفس في الماء (٣) من طريق الأذنين. ولكل (٤) حيوان ذى دم كبد ، وليس لبعضها طحال ، ولكثير من البياض طحال ، والتي للجوارح منها صغير. والطائر (٥) الذي يشبه رأسه رأس العنز لا طحال له. ولبعض الحيوان مرارة وليس (٦) لبعضها مرارة مثل الأيل ، فإن (٧) معاه مرّ جدا ، كأنه مفرغة للمرارة (٨) ، ولذلك لا يأكلها الكلاب ، ما لم تضطر جوعا ، وكذلك الفرس والبغل. وقال : بعض الخنازير وبعض الأيايل (٩) ، فلها فى آذانها مرارة (١٠) ، على ما زعم بعضهم ؛ وهناك رطوبة تشبه رطوبة الطحال. قال (١١) : وتحت لسان كل حيوان وفي عمقه (١٢) إلى أول خرزات رأسه دودة حية. ويجب أن ننظر إلى أن هذا كيف وقع في النقل

__________________

(١) فصل : فصل ب ب ؛ الفصل الثاني د ، ط.

(٢) حال : ساقطة من ب.

(٣) فى الماء : بالماء ب ، ط ؛ فى الماء بالماء د ، سا

(٤) ولكل : + أذنين م.

(٥) والطائر : وللطائر م.

(٦) وليس لبعضها مرارة : ساقطة من م.

(٧) فإن : فإنه ب

(٨) للمرارة : للمرار ب ، د ، سا ، م.

(٩) الأيايل : الأياييل سا ، ط.

(١٠) مرارة : مرار م

(١١) قال : وقال ط.

(١٢) عمقه : عنقه ط.

٣٤

والدلفين من حيوان البحر فله رئة (١) ، مع أنه يتنفس في الماء. وأما سائر السمك وذوات (٢) الأربع والبيّاض ، فله مرارة قليلة أو كثيرة. ولبعض السمك مجرى يمتد من الكبد إلى (٣) المعى ، كالسمك المسمى أمياس (٤). والحمام مرارته في معاه ، وكذلك الدراج والخطاف والعصافير. وكل ذى أربع يلد (٥) فله كليتان ؛ وأما البيّاض منه فلا كلية (٦) له ولا مثانة ؛ وكذلك الطير والسمك لا كلية لهما (٧) ؛ وللعظاية البحرية كليتان ، كما للبقر ، كأنها مركبة من كلى كثيرة. والطرف الحاد من قلب السمك هو إلى الرأس ، لأن ذلك الموضع أضيق مما يلى البطن ، وهو مربوط إلى ملتقى الأذنين يمنة ويسرة. وهناك مجار من الأذن إلى القلب للتنفس في الماء ، وتكبر في الكبار ، حتى أن تلك المجارى في بعضها تشبه (٨) قصب الرئة. وليس لسائر (٩) السمك فم معدة ، بل معدتها مربوطة بالرأس ، حتى أنها تنقلب وتخرج (١٠) من أفواه كثير (١١) من عظام أصناف السمك ؛ ولبعضها كالأنكليس والعقروس معد صغار. وأكباد السمك على اليمين ، وربما ظنا (١٢) كبدين ، كما (١٣) يظن برئة الطائر أنها (١٤) رئتان لشدة الافتراق. وأما الطحال فهو دائما في اليسار إلا ما أخرجه التشريح في نادر من الحيوان ، ينسب حاله إلى العجب.

كل حيوان له قرن ولا سن له في فكه الأعلى ، فإنه يجتر ، وله كرش واحد عظيم خشن صلب ، وثلاثة بطون أخرى صغار من فوق إلى تحت مضاعفة الحجب والصفاقات ، وآخرها مطاول ، وما قبله مستعرض ، وطرفه متصل بالمعاء ، من أعظم الثلاثة ، والآخران متساويان ، وداخله مشبّك أملس. والسبب في كثرة بطونه تدريج هضمه ، فإنه إنما يغتذى باليابس ، ومع ذلك فلا يمضغه جيدا ، فيحتاج أن يمضغه مرة ثم يطبخه أخرى (١٥) ، ثم يعاود إجادة مضغه وهو الاجترار ، ولذلك (١٦) معاء هذا الصنف أعظم من معاء ما لا يجتر ،

__________________

(١) رئة : مرة د ، م.

(٢) وذوات : ذوات م.

(٣) إلى : وإلى م

(٤) أمياس : أحياس د ؛ أسيساس ط.

(٥) يلد : ساقطة من م

(٦) فلا كلية : لا كلية ب ، د ، سا ، ط.

(٧) لهما : له ط.

(٨) تشبه : شبه ط

(٩) لسائر : لعامة ب ، د ، ط ، م ،

(١٠) وتخرج : ساقطة من م

(١١) كثير : كثيرة ب ، ط ، م.

(١٢) ظنا : ظننا ط.

(١٣) كما : كما قد د ، سا ، ط ؛ قد م

(١٤) أنها : أنه ب ، د ، ط.

(١٥) أخرى : ساقطة من د ، سا ، ط ، م.

(١٦) ولذلك : وكذلك د ، ط ، م ؛ ولهذا سا.

٣٥

ومعاء الفيل كثير التشبك (١) والالتفاف ، حتى يظن أن بطنه كبطن المجتر. وهذا المعى له (٢) كالمعدة وليس بعده إلا معى الدفع. وكبده أربعة أضعاف كبد الثور ، وطحاله صغير بالنسبة إلى بدنه ، ويشبه أن يكون ذلك ، لأن بدنه مفتقر إلى الخلط السوداوى يغتذى به ، فإنه مجانس لجوهره.

وأما (٣) ماله أربع أرجل ويمتص فمعدته واحدة. وكذلك (٤) الحيات في (٥) معدها (٦) استطالة ما وأرحامها مستطيلة ضيقة مشقوقة باثنين ، وقصبة رئتها طويلة جدا ، وألسنتها رقيقة (٧) مشقوقة باثنين (٨) طويلة تخرج إلى مسافة بعيدة ، وذلك من خواص الحيات. ولسان قوقى أيضا (٩) مشقوق بنصفين (١٠). ومعدة الحية كمعاء واسع ، وقلبه قريب من حلقه مستطيل صغير كأنه كلية ، يخيل إليك أن جزءه الحاد ليس قبالة الصدر ثم تكون بعده الرئة ، ثم تكون الكبد وهي مستطيلة أيضا ؛ وطحاله (١١) صغير (١٢) (١٣) مستطيل (١٤) ، مثل طحال سام أبرص. ومرارتها كمرارة السمك ، وهي في كبارها على الكبد ، وفي صغارها على المعى. ولها ثلاثون ضلعا. وقد زعم بعضهم أنه يعرض لها ما يعرض للخطاف أن عينه إذا غرزت بإبرة (١٥) عادت إلى الصحة. وأما أذنابها وأذناب سوام (١٦) أبرص ، فتنبت بعد القطع. وباقى بطن الحية كباقى (١٧) بطن السمك.

ولكثير من السمك والطير شعب تتشعب من معاها ، والتي (١٨) للطير فإلى أسفل وقليلة العدد ، والتي للسمك فبالضد ، ومن السمك ما لا شعب لأمعائه. ولكثير من الطير حوصلة لهضم الشىء الصلب تستدق من طرفيها (١٩) : الذي إلى (٢٠) الفم ، والذي إلى المعدة (٢١) وتتسع من وسطها.

__________________

(١) التشبك : التشبيك د ، سا

(٢) له : + هو م. (٣) وأما : فأما م

(٤) وكذلك : ولذلك ب

(٥) فى : وفي د ، سا ، ط ، م

(٦) معدها : معدتها ط.

(٧) رقيقة : دقيقة ط.

(٨) وقصة .... باثنين : ساقطة من د ، سا ، م.

(٩) ايضا : ساقطة من ب.

(١٠) بنصفين : نصفين سا.

(١١) وطحاله : وطحالها د ، سا ، ط

(١٢) تكون بعده ... صغير : ساقطة من م.

(١٣) صغير : صغيرة ط (١٤) مستطيل : مستطيلة ط.

(١٥) بإبرة : فأبرت م. (١٦) سوام : سام سا.

(١٧) بطن الحية كباقى : ساقطة من د.

(١٨) والتي : فالتى : ط. (١٩) طرفيها : طرفها د ، سا ، م

(٢٠) إلى : عند ب ، ط. (٢١) المعدة : الفم ب.

٣٦

ومعدة الطير إلى اللحمية ما هى ، ويحيط بها غشاء صلب قوى. ومن الطير ماله بدل الحوصلة فم المعدة واسعا عظيما (١) مثل الشقراق (٢) والغربان والغدفان والدرّاج فله (٣) حوصلة وفم (٤) معدة أيضا ، لكن عرض فم معدته هو إلى ما يلى معدته. وكذلك البومة والأوز البرى والمائى. ومن الطير ما لا حوصلة له ، ولا فم معدة (٥) ، بل معدة (٦) مستطيلة ، كما لصغار الطير ، مثل العصافير والخطاطيف ، وما طال عنقه أيضا. وزبل هذا الطير أرطب من زبل غيره.

وعلى كلية (٧) كل حيوان ذى كلية شحم ، وإذا كثر الشحم حتى خنق ما بين كليتى الخروف قتله. وكل حيوان كثير الشحم فهو (٨) قليل الزرع لبرده ، وكل حيوان ليس على أعلى (٩) فكيه أسنان ، فإن شحمه يجمد بعد ذوبه ، ولا يجمد شحم ما سواه.

ونقول (١٠) إنه ليس لشىء من السمك خصى ، ولا لشىء مما له آذان يتنفس من الماء بها ، ولا للحيات ، ولا لشىء مما لا رجل له ، بل لجميعها وعاءان كالمخزنين يأخذان من عند الحجاب ممتدين إلى اجتماع واتحاد يحصل منهما مجرى واحد يفضى إلى ثقب فوق سبيل الثفل وذلك للحيات عند الشوكة ، ويكون جميع ذلك في حين السفاد مملوءا من المنى حتى (١١) ينعصر بالعصر.

وأما البيّاض ذو الرجلين فله عند الفقار وراء الحجاب بيضتان ، يفضيان أيضا إلى مجرى واحد فوق مخرج الثفل وذلك في بعضها بيّن ، وفي بعضها خفى ، ملبس غشاء تجرى فيه شعب عروق ورباطات ، ويأتى كل بيضة منهما (١٢) مجرى ملتصق بالفقار في جوار

__________________

(١) عظيما. عريضا سا ، م

(٢) الشقراق : الشرقراق د ، سا ، م [الشّقرّاق : طائر يسمى الأخيل ، والعرب تتشاءم به ، وربما قالوا شرقراق. الليث : الشقراق والشّرقراق ، لغتان ، طائر يكون في أرض الحرم في منابت النخيل كقدر الهدهد مرقط بحمرة وخضرة وبياض وسواد (اللسان)]

(٣) فله : وله ط (٤) وفم : وله فم م.

(٥) معدة (الأولى : + له ب

(٦) معدة (الثانية) : معدته م.

(٧) كلية (الأولى) : كليته ط.

(٨) فهو : وهو ب.

(٩) أعلى : ساقطة من سا.

(١٠) ونقول : فنقول د ، سا ، ط ، م.

(١١) حتى : حين ب ؛ ساقطة من د.

(١٢) منهما : منها ب ، د ، سا ، م.

٣٧

العرق العظيم الذي يركب الفقار. وهذه المجارى في ما ذكرنا (١) ، وحجم (٢) البيضة أيضا في البيّاض إنما يظهر جدا في أوان السفاد ، وحينئذ يعظم ، وفي غير ذلك الوقت يستخفى (٣) ، وخصوصا فى اليمام وفي الحجل ، حتى يظن (٤) أنها لابيض (٥) لها. وقد عرض لثور أن خصى فنزا في الوقت فأعلق. ويجب أن نذكر هذه الحكاية ، ونتأمل وقتا آخر ، ونركن إلى ما توجبه. وقد يكون من (٦) الخصيان الذين لم تجبّ غراميلهم من يجامع وينزل شيئا أصفر أدق من المنى.

ورحم الطير ذو شعبتين ، على ما ذكرنا (٧) قبل ، وشعبتاه تفضيان (٨) إلى عنق أنبوبى مجوف من لحم وعصب. وأعالى أرحام الطير رقيقة جدا ، وأرحام السمك أرق من ذلك. ووضعها من أسفل البطن دقاق مستطيلة ذو جزءين ، يمتلئ كل جزء منها في السمك بيضا. وأما ما يبيض في باطنه ، ثم يلد حيوانا لا بيضا ، فمثل الأفاعى وسلاسى ، وهو ماله أذنان من حيوان البحر ، وليس له (٩) رجلان ، ويلد حيوانا. فإن أعالى أرحامها كأرحام الطير ، لكنها تجتمع إلى وعاء واحد واسع إذا انحدر إليه البيض استحال حيوانا. والحية تخالف الطير في أن الطير تضع بيضها لا في ساعة واحدة ، والحيات تضعها فى ساعة واحدة.

ورحم ما يلد (١٠) حيوانا يكون ملصقا (١١) بالفقار ، وأما رحم البيّاض فأعلاه كذلك ، ويكون أسفله الذي هو مخرج البيض فوق المعاء. وأرحام ذوات القرون التي لا أسنان لها في الفك الأعلى ، محشوة بالعروق ذوات الشعب ، إلى أن يتعلق بها الجنين. وكذلك رحم الفأر والخنافس. وأما سائر الحيوان فأرحامها (١٢) ملس لا شعب لها ، وإنما تتولد فيها العروق عند العلوق (١٣).

__________________

(١) ذكرنا : ذكرناه ط (٢) وحجم : حجب ب ؛ حجم م.

(٣) يستخفى : ليستخفى ط. (٤) يظن : ساقطة من ط

(٥) لا بيض : لا يبيض ط. (٦) من (الأولى) : فى ط.

(٧) ما ذكرنا : ما ذكرناه م (٨) تفضيان : تفيضان ط ، م.

(٩) وليس له : وله ط.

(١٠) ورحم ما يلد : ورحمها تلد م

(١١) ملصقا : ملتصقا ط.

(١٢) فأرحامها : وأرحامها ط.

(١٣) العلوق : + تمت المقالة الثانية من الفن الثامن من جملة الطبيعيات بحمد الله وحسن توفيقه د ؛ + تمت المقالة الثانية من الفن الثامن من جملة الطبيعيات والحمد لله كثيرا ط ؛ + آخر المقالة الثانية من الفن الثامن من جملة الطبيعيات م.

٣٨

المقالة الثالثة

من الفن الثامن (١) من جملة الطبيعيات (٢) (٣)

الفصل الأول

(ا) فصل (٤)

فى تشريح الأعضاء الباطنة والخلاف بين الفلاسفة والأطباء فيها (٥)

قال : إن أمر التشريح يصعب في الميت ، لاستخفاء كثير من العروق التي أذبلها خمود الحرارة الغريزية (٦). ولا شك أنه في الحى أصعب ، وأولى ما يشتغل بتشريحه ميت بالخنق لم يسفح دمه. قال : وقد ظن سايسوس (٧) القبرسى أن مبدأ نبات العروق من ناحية العينين والحاجبين ، ثم ينحدر عرقان يمنة ويسرة. ودينا جانس (٨) ذكر أن أصل العروق عرقان ، يبتدئان من البطن ثم يصعدان وينحدران ، من غير شرح لحقيقة مكان المبدأ. قال : وهما يرتفعان إلى فوق إلا شعبتين دقيقتين ترسلان إلى الكبد والطحال ، وعرقان آخران يبتدئان من خرز الظهر ويتيامن أحدهما إلى الكبد ، ويتياسر الثاني إلى الطحال. وكل (٩) واحد منهما يصعد إلى اليد متشعبا إلى كتفى وإبطي ، وينبت ما للرجلين (١٠) من الفقار الذي يليهما. ثم طول في قسمة ذلك. وأما باونيوس (١١) فإنه يجعل مبدأ

__________________

(١) الثامن : ساقطة من سا.

(٢) من ... الطبيعيات : ساقطة من ب ؛ منه ثلاثة فصول ط

(٣) الطبيعيات : + هو ثلاثة فصول د [ثم تذكر نسخة د عناوين الفصول الثلاثة] ؛ + ثلاثة فصول سا ؛

(٤) فصل : فصل ا ب ؛ الفصل الأول د ، ط.

(٥) فيها : ساقطة من سا ،

(٦) الحرارة الغريزية : الغريزة سا.

(٧) سايسوس : سايسبوس د.

(٨) وديناجانس : وديناجالس سا ؛ وينانس ط.

(٩) وكل : فكل م.

(١٠) ما للرجلين : للرجلين د ، سا ؛ الرجلين م

(١١) بلونيوس : بلوسوس ط.

٣٩

العروق من أزواج أربعة ، زوج يخرج من خلف الرأس إلى العنق من خلف إلى أسفل ، وزوج آخر من الرأس عند الأذنين إلى الفقار والظهر. وجعل مبدأ العروق جملة من الرأس والدماغ. وأما المعلم الأول فإنه يرى أن مبدأ العروق من القلب. ومن قبله ومن بعده (١) من الأطباء المعتد بهم يرون أن مبدأ العروق الساكنة الكبد. وكذلك (٢) خالفهم في أمر العصب ، فإنه يرى أن مبدأها (٣) القلب وهم يرون أن مبدأها الدماغ. وقد اشتد بهم التعصب فى هذا الباب. والذي يحرض شيعة (٤) المعلم الأول على ذلك جعلهم القلب مبدأ جميع القوى النفسانية ؛ وأما نحن ، وإن كنا نعتقد أن منبعث القوى النفسانية كلها القلب ، فلسنا بشديدى (٥) الجد في أن نجعل مبدأ هذه الآلات من القلب لا محالة ، وإن كنا إلى ذلك أميل ؛ ولا أيضا نحن ملتفتون (٦) إلى ما يحسب فاضل الأطباء من أنه قد (٧) بالغ في البرهان على أن مبادئ العروق والعصب ليست من القلب بقوله : إن الوريد الواصل بين القلب وبين الكبد أصله الغليظ عند الكبد ويتفرع عند الكبد إلى فروع وأحدها الذي يجيء إلى القلب فإنه (٨) ينفذ في (٩) القلب كشىء غريب من جوهره ، ويشقه من خارج شقا يدل على كسرة جرمه إلى داخل ، وأن الكبد لما كان ينفذ إليه الدم ، فمنه لا محالة ما ينبعث إليه المجارى. وكذلك قوله في العصب إنه عند الدماغ أغلظ ، وبجرم الدماغ أشد اختلاطا ، وبه أشبه ، وعنده ألين ، وعند القلب أصلب ، وعنه أغرب ، واتصاله به كالإلصاق ، وهو شعبة من عدة شعب ؛ فإن هذه الأشياء كلها وما يجرى مجراها سمعناها ، ووجدناها (١٠) أمارات ، وليست بدلائل ، فضلا عن أن يكون لها إلى (١١) إقناع النفس البرهانى سبيل.

وأقول : أولا ليس ببعيد أن يكون الدماغ والكبد يرسلان من عندهما إلى القلب آلة يستفيدان بتوسطها (١٢) من القلب شيئا فعل الكبد عند الابتداء بالمعدة والأمعاء ، فإنه يرسل

__________________

(١) ومن بعده : وبعده د ، سا.

(٢) وكذلك : ولذلك ب ، د ، سا ، م.

(٣) مبدأها (الأولى والثانية) : مبدؤه م.

(٤) شيعة : شيعته د ، ط.

(٥) بشديدى : نشدد ط.

(٦) ملتفتون : ملتفون م

(٧) قد : ساقطة من ب ، م.

(٨) فإنه : وإنه ط

(٩) فى : إلى م.

(١٠) ووجدناها : فوجدناها م.

(١١) إلى : ساقطة من م.

(١٢) بتوسطها : بتوسطهما ب ، د ، م.

٤٠