الشّفاء ـ طبيعيّات

أبو علي حسين بن عبد الله بن سينا [ شيخ الرئيس ابن سينا ]

الشّفاء ـ طبيعيّات

المؤلف:

أبو علي حسين بن عبد الله بن سينا [ شيخ الرئيس ابن سينا ]


المحقق: الدكتور عبدالحليم منتصر و سعيد زايد و عبدالله إسماعيل
الموضوع : العلوم الطبيعيّة
الناشر: منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٢

ولم يحدث من الجملة شىء مستقيم ولم يحسن هيئة الجلوس ، ثم لو لم يرد ثانيا إلى الجهة الإنسية لعرض فحج (١) من نوع آخر ولم يكن للقوام وبسطه (٢) عنها وإليها الميل فلم يعتدل. وفي طرفه الأسفل زائدتان لأجل مفصل الركبة.

فلنتكلم (٣) أولا على الساق ثم على المفصل.

الساق كالساعد مؤلف من عظمين : أحدهما أكبر وأطول (٤) وهو الإنسى ، ويسمى القصبة الكبرى. والثاني أصغر وأقصر لا يلاقى الفخذ ، بل يقصر دونه ، إلا أنه من جهة الأسفل (٥) قد ينتهى إلى حيث ينتهى إليه (٦) الأكبر ، ويسمى القصبة الصغرى.

وللساق أيضا تحدب إلى الوحشى ، ثم عند الطرف الأسفل تحدب آخر إلى الإنسى ليحسن به القوام ويعتدل. والقصبة الكبرى وهي الساق بالحقيقة قد (٧) خلقت أصغر من الفخذ ، وذلك أنه لما اجتمع لها موجبا لزيادة في الكبر (٨) وهو الثبات وحمل ما فوقه ، والزيادة في الصغر وهو الخفة للحركة ، وكان الموجب الثاني أولى بالغرض المقصود في الساق (٩) فخلق أصغر ، والموجب الأول أولى بالغرض المقصود (١٠) في الفخذ فخلق أعظم ، وأعطى الساق (١١) قدرا معتدلا ، حتى لو زيد عظما عرض (١٢) من عسر الحركة ما يعرض لصاحب داء الفيل والدّوالى ، ولو انتقص عرض من الضعف وعسر الحركة والعجز عن حمل ما فوقه ما يعرض لدقاق السوق في الخلقة ، ومع هذا كله فقد (١٣) دعم وقوى بالقصبة الصغرى.

وللقصبة الصغرى منافع أخرى مثل ستر العصب والعروق بينهما (١٤) ومشاركة القصبة الكبرى في مفصل القدم ليتأيد (١٥) ويقوى مفصل (١٦) الانبساط والانثناء ، ويحدث مفصل الركبة

__________________

(١) فحج : فجج ط

(٢) وبسطه : واسطة سا ، ط.

(٣) فنتكلم : فنتكلم ط.

(٤) وأطول : والآخر أطول م.

(٥) الأسفل : أسفل : د ، سا

(٦) إليه : ساقطة من د ، سا.

(٧) قد : وقد د.

(٨) فى الكبر : والكبر م.

(٩) فى الساق : بالساق ب.

(١٠) فى الساق ... بالغرض المقصود : ساقطة من م.

(١١) وأعطى الساق : وأعطى الساقين ط ، م

(١٢) عرض : لعرض ط ، م

(١٣) فقد : وقد ط.

(١٤) بينهما : بينها د ، سا.

(١٥) ليتأيد : ليتأكد ط

(١٦) ويقوى مفصل : ومفصل ط.

٣٦١

بدخول الزائدتين اللتين على طرف الفخذ في نقرتين في رأس عظم الساق (١) ، وقد وثق (٢) برباط ملتف ورباط شاد في الغور ورباطين من الجانبين قويين ، وهندم مقدمها بالرضفة وهي (٣) عين الركبة وهو (٤) عظم إلى (٥) الاستدارة ما هو ، ومنفعته مقاومة ما يتوقى عند الجثوّ وجلسة التعلق (٦) من الانهتاك والانخلاع. ودعم المفصل الممنو بثقل البدن بركبة (٧) ، وجعل موضعه إلى قدام ، لأن أكثر ما يلحقه من عنف الانعطاف يكون إلى قدام ، إذ ليس له إلى خلف انعطاف عنيف (٨) ، وأما إلى الجانبين فانعطافه شىء يسير ، بل جل انعطافه إلى قدام ، وهنالك يلحقه العنف عند النهوض والجثو وما أشبه ذلك.

وأما القدم فقد خلق آلة للثبات ، وجعل شكله مطاولا إلى قدام ليعين على الانتصاب بالاعتماد عليه ، وخلق له أخمص يلى الجانب الإنسى ليكون ميل القدم عند الانتصاب (٩) وخصوصا لدى المشي هو إلى (١٠) الجهة المضادة لجهة الرجل المشيلة لتقاوم ما يجب (١١) أن يشتد من (١٢) الاعتماد على جهة (١٣) لاستقلال الرجل (١٤) المشيلة (١٥) فيعتدل القوام ، وأيضا ليكون الوطء على الأشياء الناتئة متأتيا من غير إيلام شديد ، وليحسن اشتمال القدم على ما يشبه الدرج وحروف المصاعد. وقد خلقت القدم مؤلفة من عظام كثيرة لمنافع : منها (١٦) حسن الامتساك والاشتمال (١٧) على الموطوء عليه (١٨) من الأرض إذا احتيج إليه. فإن القدم قد تمسك الموطوء (١٩) كالكف يمسك المقبوض عليه (٢٠). وإذا كان المستمسك يتهيأ أن يتحرك بأجزائه إلى هيئة يجود (٢١) بها الإمساك كان أحسن (٢٢) من أن يكون قطعة واحدة لا تتشكل بشكل بعد شكل.

__________________

(١) فى نقرتين ... الساق : ساقطة من د ، سا ، م

(٢) وثق : وثقا سا ؛ وثقتا ط.

(٣) وهى : وهو د ، سا ، ط ، م

(٤) وهو : وهي ط (٥) إلى : على ط.

(٦) التعلق : التعليق ط (٧) بركبة : بحركته ب ، ط ، م ؛ لحركته د.

(٨) عنيف : ساقطة من م. (٩) بالاعتماد ... الانتصاب : ساقطة من سا.

(١٠) إلى : ساقطة من ط ، م

(١١) ما يجب : بما يجب د ، ط.

(١٢) يشتد من : يستديم م. (١٣) جهة : جهته د ، سا ، م

(١٤) الاستقلال الرجل : الاستقلال للرجل ط

(١٥) المشبلة : + للنقل ط. (١٦) منها : فمنها سا ؛ ساقطة من د.

(١٧) والاشتمال : بالإمساك م

(١٨) الموطوء عليه : الوطء م

(١٩) الموطوء : الموطأ م. (٢٠) عليه : ساقطة من د ، سا ، ط ، م.

(٢١) يجود بها الإمساك : واحدة د ، سا ، م

(٢٢) أحسن : الأحسن م.

٣٦٢

ومنها المنفعة المشتركة لكل ما كثر عظامه. وعظام القدم ستة وعشرون (١) : كعب به يكمل المفصل مع الساق. وعقب به عمدة الثبات. وزورقى به الأخمص. وأربعة عظام الرسغ (٢) بها يتصل بالمشط وواحد (٣) منها عظم نردى (٤) كالمسدس موضوع إلى الجانب الوحشى وبه يحسن (٥) ثبات ذلك الجانب على الأرض. وخمسة عظام للمشط. وأما الكعب فإن الذي للإنسان منه أشد تكعيبا من كعوب سائر الحيوان ، وكأنه (٦) أشرف عظام القدم النافعة في الحركة ، كما أن العقب أشرف عظام الرجل النافعة في الثبات. والكعب موضوع بين الطرفين الناتئين من القصبتين (٧) يحتويان عليه من جوانبه ، أعنى من أعلاه وقفاه وجانبيه الوحشى والإنسى. ويدخل طرفاء في العقب في نقرتين دخول ركز. فالكعب واسطة بين الساق والعقب به يحسن اتصالهما ، ويتوثق المفصل بينهما ، ويؤمن (٨) عليه الاضطراب ، وهو موضوع في الوسط بالحقيقة ، وإن كان (٩) يظن بسبب الأخمص أنه منحرف إلى الوحشى. والكعب يرتبط به العظم الزورقى من قدام ارتباطا مفصليا ، وهذا الزورقى متصل بالعقب من خلف (١٠) ومن قدام (١١) بثلاثة من عظام الرسغ (١٢) ومن (١٣) الجانب الوحشى بالعظم النردى الذي إن شئت اعتددت (١٤) به عظما مفردا وإن شئت جعلته رابع عظام الرسغ (١٥).

وأما العقب فهو موضوع تحت الكعب ، صلب مستدير إلى خلف ليقاوم (١٦) المصاكات والآفات ، مملس الأسفل ليحسن استواء الوطء وانطباق القدم على المستقر عند القيام. وخلق مقداره إلى العظم ليستقل بحمل البدن ، وخلق مثلثا إلى الاستطالة يدق يسيرا يسيرا حتى ينتهى فيضمحل عند الأخمص وإلى (١٧) الوحشى ليكون تقعير الأخمص متدرجا عن خلف إلى متوسطة.

__________________

(١) ستة وعشرون : سبعة د.

(٢) الرسغ : للرسغ د ، سا ، ط

(٣) وواحد : واحد ط

(٤) نردى : تؤدى د. (٥) بحسن : حسن د ، سا ، م.

(٦) وكأنه : فكأنه ط ، م.

(٧) من القصبتين : ساقطة من د.

(٨) ويؤمن : يؤمن ب.

(٩) كان : + قد ط.

(١٠) خلف : خلفه م

(١١) ومن قدام : ساقطة من د ، سا ، م

(١٢) خلف ومن قدام بثلاثة من عظام الرسغ : خلف بثلاثة من عظام الرسغ ومن قدام د ، سا ؛ خلفه بثلاثة من عظام الرسغ ومن قدام م

(١٣) ومن (الثانية) : من د ، م.

(١٤) اعتددت : أعتدت ط

(١٥) وإن شئت جعلته رابع عظام الرسغ : أو رابع عظام الرسغ إن شئت ب.

(١٦) ليقاوم : لتتقاوم د ، سا ، م. (١٧) وإلى : إلى ط.

٣٦٣

وأما الرسغ فيخالف رسغ الكف بأنه صف واحد ، وذلك صفان ولأن عظامه (١) أقل عددا بكثير. والمنفعة (٢) في ذلك أن الحاجة في الكف إلى الحركة والاشتمال أكثر منها (٣) في القدم ، إذ أكثر المنفعة في القدم هي (٤) الثبات ، ولأن كثرة الأجزاء والمفاصل يضر بالاستمساك والاشتمال على المقوم عليه بما يحصل له من الاسترخاء والانعراج المفرط ، كما أن عدم الخلخلة أصلا تضر فى ذلك بما يفوت (٥) به من الانبساط المعتدل (٦). فقد علم أن الاحتواء والاشتمال (٧) بما هو أكثر عددا وأصغر (٨) مقدارا أوفق ، والاستقلال بما هو أقل عددا وأعظم مقدارا أوفق.

وأما مشط القدم ، فقد خلق من عظام خمسة ليتصل بكل واحد (٩) منها واحدة (١٠) من الأصابع إذ كانت خمسة ومنضدة في صف واحد إذ كانت الحاجة فيها إلى الوثاقة (١١) أشد منها إلى القبض والاشتمال المقصودين في أصابع الكف. وكل إصبع سوى الإبهام فهى (١٢) من ثلاث سلاميات (١٣).

أعظم عضل الفخذ هي التي (١٤) تبسطه ، ثم التي تقبضه ؛ لأن أشرف (١٥) أفعالها هاتان الحركتان. والبسط أفضل من القبض إذ القيام إنما يتأتى بالبسط ، ثم العضل المبعدة ، ثم المقربة ، ثم المديرة. والعضل الباسطة لمفصل الفخذ منها عضلة هي أعظم جميع عضل البدن ، وهي عضلة تجلل عظم العانة والورك وتلتف (١٦) على الفخذ كله من داخل ومن خلف حتى تنتهى إلى الركبة. ولليفها مباد مختلفة ، ولذلك تتنوع (١٧) أفعالها صنوفا مختلفة ، ولأن (١٨) بعض ليفها (١٩) منشؤه من أسفل عظم العانة فيبسط (٢٠) مائلا إلى الإنسى ، ولأن بعض ليفها منشؤه (٢١) أرفع من هذا يسيرا فهو يشيل الفخذ إلى فوق (٢٢) مميلا إلى الإنسى ،

__________________

(١) ولأن عظامه : ولأنه عظام د ، سا ، م.

(٢) والمنفعة : + والسبب ط الحاجة : + داعية سا.

(٣) منها : منهما د (٤) هى : هو د ، م.

(٥) يفوت : يقرب سا (٦) المعتدل : + الملائم ط.

(٧) والاشتمال : مع الاشتمال ط (٨) وأصغر : وأقل ط ، م.

(٩) واحد : ساقطة من د ، سا ، ط ، م

(١٠) واحدة : واحد ب ، د ، سا ، م.

(١١) الوثاقة : الوقاية د ، سا ، م.

(١٢) فهى : فهو ب ، د ، سا (١٣) سلاميات : + من هاهنا كالحاشية م.

(١٤) التي : الذي د ، م (١٥) أشرف : أفضل سا.

(١٦) وتلتف : وتلف سا. (١٧) تتنوع : تنوع د ، سا ، ط ، م.

(١٨) ولأن : فلأن د ، سا ، ط ، م

(١٩) بعض ليفها : بعضها ط (٢٠) فيبسط : فينبسط ط.

(٢١) مائلا ... منشؤه : ساقطة من ط.

(٢٢) فوق : + فقط ولأن منشأ بعضها أرفع من هذا يسيرا فهو يشيل الفخذ إلى فوق ب.

٣٦٤

ولأن بعض ليفها منشؤه من عظم الورك ، فهو يبسط الفخذ بسطا على الاستقامة صالحا. ومنها عضلة تجلل مفصل الورك كله من خلف ولها ثلاثة أرؤس وطرفان. وهذه الأرؤس منشؤها من الخاصرة (١) والورك والعصعص ، اثنان منها لحميان وواحد غشائى. وأما الطرفان فيتصلان (٢) بالجزء المؤخر من رأس الفخذ ، فإن جذبت بطرف واحد بسطت مع ميل إليه ، وإن جذبت بالطرفين بسطت على الاستقامة. ومنها عضلة منشؤها من جميع ظاهر عظم الخاصرة وتتصل بأعلى (٣) الزائدة (٤) الكبرى التي تسمى طروخانطير الأعظم ، وتمتد قليلا إلى قدام (٥) ، وتبسط مع ميل إلى (٦) الإنسى ؛ وأخرى مثلها ، وتتصل أولا بأسفل الزائدة الصغرى ، ثم تنحدر وتفعل فعلها ، إلا أن بسطها يسير أو إمالتها (٧) كبيرة ؛ ومنشؤها من أسفل ظاهر عظم الخاصرة. ومنها عضلة تنبت من أسفل عظم الورك مائلة إلى خلف ، وتنبسط (٨) مميلة يسيرا إلى خلف ، ومميلة إمالة صالحة إلى الإنسى.

وأما العضل القابضة لمفصل الفخذ ، فمنها عضلة تقبض مع ميل يسير إلى الإنسى ، وهي عضلة مستقيمة تنحدر من منشأين : أحدهما يتصل بأجزاء (٩) المتن ، والآخر (١٠) من عظم الخاصرة ؛ وهي تتصل بالزائدة الصغرى الإنسية. وعضلة من عظم العانة ، وتتصل بأسفل الزائدة الصغرى. وعضلة ممتدة إلى جانبها على الوراب وكأنها جزء من الكبرى. ورابعة (١١) تنبت من الشىء القائم المنتصب من عظم الخاصرة وهي تجذب الساق أيضا مع قبض الفخذ.

وأما العضل المميلة إلى داخل فقد ذكر بعضها في باب (١٢) البسط والقبض. ولهذا النوع من التحريك عضلة تنبت من عظم العانة وتطول (١٣) جدا حتى تبلغ الركبة. وأما

__________________

(١) الخاصرة : الخاصر م.

(٢) فيتصلان : فيشيلان د ، سا ، ط ، م.

(٣) بأعلى : بأعالى د ، ط ، م

(٤) الزائدة : زائدة ط.

(٥) قدام : القدام ط

(٦) إلى (الأولى) : ساقطة من سا.

(٧) أو إمالتها : وإمالتها ط ؛ وأماكنها م.

(٨) وتنبسط : وتبسط ط ، م.

(٩) بأجزاء : بآخر سا ، ط

(١٠) والآخر : والأخرى ط.

(١١) ورابعة : ورابعها ط.

(١٢) باب : ساقطة من م.

(١٣) وتطول : تطول ط.

٣٦٥

المميلة إلى خارج فعضلتان : إحداهما تأتى من العظم العريض ؛ والمديرتان عضلتان (١) ، إحداهما مخرجها من وحشى عظم العانة ، والأخرى مخرجها من إنسيه (٢). وتتوربان ملتفتين (٣) ؛ وتلتحمان عند الموضع الغائر بقرب من مؤخر الزائدة الكبرى ، فأيهما (٤) جذب وحده لوى الفخذ إلى جهته مع قليل بسط.

وأما (٥) العضل المحركة لمفصل الركبة فمنها ثلاث موضوعة قدام الفخذ ، وهي أكبر العضل الموضوعة في الفخذ (٦) نفسها ، وفعلها البسط. وواحدة (٧) من هذه الثلاث كالمضاعفة ولها رأسان يبتدئ أحدهما من الزائدة الكبرى ، والآخر من مقدم الفخذ. ولها طرفان : أحدهما لحمى يتصل بالرضفة قبل أن يصير وترا ، والآخر غشائى يتصل بالطرف الإنسى من طرفى الفخذ. وأما الاثنان الآخران : فأحدهما هو الذي ذكرناه فى قوابض الفخذ أعنى النابت من الحاجز الذي في عظم الخاصرة ، والأخرى مبدؤها (٨) من الزائدة الوحشية التي في الفخذ. وهاتان تتصلان وتتحدان (٩) ويحدث منهما وتر واحد مستعرض يحيط بالرضفة ويوثقها (١٠) بما تحتها إيثاقا محكما ، ثم يتصل بأول الساق ويبسط الركبة بمد (١١) الساق. وللبسط (١٢) عضلة منشؤها ملتقى عظم العانة ، وتنحدر مارة فى الجانب الإنسى من الفخذ على الوراب. ثم تلتحمان (١٣) بالجزء المعرق (١٤) من أعلى (١٥) الساق وتبسط (١٦) الساق مميلة (١٧) إلى الإنسى. وعضلة أخرى في بعض كتب التشريح تقابلها في (١٨) الجانب الوحشى ، مبدؤها عظم الورك وتتورب في الجانب الوحشى حتى تأتى الموضع (١٩) المعرق (٢٠) ، ولا عضلة أشد توريبا منها ، وتبسط مع إمالة إلى الوحشى ، وإذا بسطا كلاهما كان بسط مستقيم (٢١).

__________________

(١) عضلتان : فعضلتان د ، سا ، ط ، م.

(٢) إنسيه : إنسيها د ، سا. (٣) ملتقيتين : متلقيتين د

(٤) فأيهما : وأيهما د ، سا ، ط ، م.

(٥) وأما : أما د ، م. (٦) الفخذ : العجز د

(٧) وواحدة : واحدة د ، سا ، ط ، م.

(٨) والأخرى مبدؤها : والآخر مبدؤه ط ، م.

(٩) وتتحدان : وتنحدران ط.

(١٠) ويوثقها : ويوثقهما سا ، ط.

(١١) بمد : عند ط (١٢) وللبسط : ومنبسط ط.

(١٣) تلتحمان : تلتحم د ، سا ، ط ، م

(١٤) المعرق : المفرق ط (١٥) أعلى : أعالى د ، سا ، ط ، م.

(١٦) وتبسط : وتنبسط م

(١٧) مميلة : تميله د (١٨) فى (الثانية) : إلى د.

(١٩) الموضع : موضع ط.

(٢٠) المعرق : المفرق سا.

(٢١) بسط مستقيم : بسطا مستقيما د.

٣٦٦

وأما القوابض للساق ، فمنها عضلة ضيقة طويلة تنشأ (١) من عظم الخاصرة والعانة تقرب من منشأ الباسطة الداخلة ومن الحاجز الذي في وسط الخاصرة ، ثم تنفذ بالتوريب إلى داخل طرفى الركبة ، ثم تبرز وتنتهى إلى النتوء الذي في الموضع المعرق من الركبة وتلتصق به ، وبه انجذاب الساق إلى فوق مائلا بالقدم إلى ناحية الأربية. وثلاث (٢) عضل إنسية ووحشية ووسطى : الإنسية والوسطى تقبضان مع ميل (٣) إلى الوحشى. والإنسية تقبض مع ميل إلى (٤) الإنسى (٥). فالإنسية (٦) منشؤها من قاعدة عظم الورك ثم تمر متوربة خلف الفخذ إلى أن توافى الموضع المعرق من الساق في الجانب الإنسى فتلتصق به ، ولونها إلى الخضرة. ومنشأ الآخرين (٧) أيضا من قاعدة عظم الورك ، إلا أنهما يميلان إلى الاتصال بالجزء المعرق من الجانب الوحشى. وفي مفصل الركبة عضلة كالمدفونة في معطف الركبة تفعل فعل هذه الوسطى. وقد يظن أن الجزء الناشئ من العضلة الباسطة المضاعفة من الحاجز ربما قبض الركبة بالعرض ، وأنه قد ينبعث من متصلهما (٨) وتر يضبط حق الورك ويصله بما يليه.

وأما العضل المحركة لمفصل (٩) القدم فمنها ما يشيل القدم ، ومنها ما يخفضها (١٠). أما المشيلة فمنها عضلة عظيمة موضوعة قدام القصبة الإنسية ومبدؤها الجزء (١١) الوحشى من رأس القصبة الإنسية ، فإذا برزت مالت على (١٢) الساق (١٣) مارة (١٤) إلى جهة الإبهام فتتصل بما يقارب أصل الإبهام ، وتشيل القدم إلى فوق. وأخرى (١٥) تنبت من رأس الوحشية وينبت منها وتر يتصل بما يقارب أصل الخنصر ويشيل القدم إلى فوق وخصوصا إذا طابقتها (١٦) العضلة الأولى ، وكان ذلك على الاستواء والاستقامة. وأما الخافضة فزوج منها (١٧) منشؤها (١٨) من

__________________

(١) تنشأ : منشؤها ط. (٢) وثلاث : ثلاث ط

(٣) ميل : الميل د ؛ + الإنسى م.

(٤) إلى : ساقطة من م

(٥) الإنسى : الوحشى د ؛ الإنسية ط

(٦) فالإنسية : والإنسية سا ، ط.

(٧) الآخرين : الأخرى د ، سا.

(٨) متصلهما : منشئهما د ، سا ، ط ، م.

(٩) لمفصل : لعضل د ، سا ، م

(١٠) يخفضها : يخفضه ب.

(١١) الجزء : أجزاء م.

(١٢) على : إلى ط

(١٣) الساق : الساقين م

(١٤) مارة : مرة م.

(١٥) وأخرى : والأخرى د ، سا ، ط ، م.

(١٦) طابقتها : طابقتهما ط.

(١٧) منها : ساقطة من د ، سا ، ط ، م

(١٨) منشؤها : منشؤهما د ، ط ، م.

٣٦٧

رأس الفخذ. ثم تتحدان (١) فتملئان (٢) باطن مؤخر الساق لحما ، وينبت منهما (٣) وتر (٤) من (٥) أعظم الأوتار ، وهو وتر العقب المتصل بعظم العقب ، ويجذبه إلى خلف موربا إلى الوحشى ، فيكون ذلك سببا لثبات القدم على الأرض. وتعينها عضلة تنشأ من رأس الوحشية باذنجانية اللون ، وتنحدر حتى تتصل (٦) بنفسها من غير وتر ترسله (٧) ، بل تبقى لحمية فتلتصق (٨) بمؤخر العقب فوق التصاق التي قبلها. وإذا أصاب هاتين العضلتين ، أو وترهما آفة زمنت القدم. وعضلة يتشعب منها (٩) وتران : واحد منهما يقبض القدم ، والثاني يبسط الإبهام. وذلك أن هذه العضلة منشؤها من رأس القصبة الإنسية ، حيث تلاقى الوحشية ، وتنحدر بينهما فتتشعب إلى وترين : أحدهما يتصل من أسفل بالرسغ قدام الإبهام ؛ وبهذا الوتر يكون انخفاض القدم. والوتر الآخر يحدث من جزء من هذه العضلة يجاور منشأ (١٠) الوتر الأول. وترسل وترا إلى الكعب الأول من الإبهام فيبسطه (١١) بتوريب إلى الإنسى. وقد تنشأ من الرأس الوحشى من الفخذ عضلة وتتصل بإحدى العصبتين (١٢) العقبيتين ، ثم تنفصل عنها (١٣) إذا حاذت باطن الساق ، وتنبت وترا يستبطن أسفل القدم وتنفرش تحته كله على قياس العضلة المنفرشة على باطن الراحة ، ولمثل منفعتها.

وأما العضل المحركة للأصابع فالقوابض (١٤) منها عضل كثيرة : فمنها عضلة منشؤها من رأس القصبة الوحشية وتنحدر ممتدة عليها وترسل وترا ينقسم إلى وترين لقبض (١٥) الوسطى والبنصر. وأخرى أصغر من هذه ومنشؤها هو (١٦) من خلف الساق ، فإذا أرسلت الوتر انقسم وترها إلى وترين يقبضان الخنصر والسبابة ، ثم يتشعب من كل واحد من القسمين وتر يتصل بالمنشعب من الآخر ويصير وترا واحدا يمتد (١٧) إلى الإبهام فيقبضه.

__________________

(١) تتحدان : تنحدران د ، سا ، ط ، م

(٢) فتملئان : فتميلان د ، ط ، م

(٣) منهما : منها د ، سا ، م

(٤) وتر : ساقطة من د ، م

(٥) من : يكون ط. (٦) تتصل : تصل م

(٧) ترسله : يرسلها د ، سا ، ط ، م.

(٨) فتلتصق : فتتصل د ، سا ، ط ، م.

(٩) منهما : منها سا ، م.

(١٠) منشأ : منشأها سا.

(١١) فيبسطه : فينبسط ط.

(١٢) العصبتين : العضلتين د ، سا ، ط ، م

(١٣) عنها : بينهما د ؛ عنهما سا ، ط ، م.

(١٤) فالقوابض : بالقوابض د ، سا.

(١٥) لقبض : يقبض ب ، د ، سا.

(١٦) هو : ساقطة من د ، سا.

(١٧) يمتد : ممتدا سا.

٣٦٨

وعضلة ثالثة قد (١) ذكرناها تنشأ من وحشى طرفى القصبة الإنسية وتنحدر بين القصبتين (٢) وترسل جزءا منها لقبض القدم ، وجزءا إلى الكعب الأول من الإبهام. فهذه هي العضل المحركة للأصابع التي وضعها على الساق ومن خلفه (٣).

وأما اللواتى وضعها في كف الرجل فمنها عضل عشر قد فاتت المشرحين ، وأول من عرفها جالينوس ، وهي تتصل بالأصابع الخمس لكل إصبع عضلتان يمنة ويسرة ، وتحرك إلى (٤) القبض إما على الاستقامة إن حركتا معا أو الميل إن حركت واحدة. ومنها أربع على الرسغ لكل إصبع واحدة ، وعضلتان خاصتان بالإبهام والخنصر للقبض. وهذه العضل متمازجة (٥) جدا حتى إذا أصاب بعضها آفة حدث من ذلك أن يضعف (٦) فعل البواقى فيما يخصها ، وفي أن ينوب عن هذه بعض النيابة فيما يخص هذه. ولهذا السبب ما يعسر قبض بعض الأصابع من القدم خاصة دون بعض. ومن عضل الأصابع الخمس عضل موضوعة فوق القدم من شأنها أن تميل إلى الوحشى وخمس موضوعة تحتها تصل كل واحدة منها إصبعا بالذى يليه من الشق الإنسى فتميله بالحركة إلى الجانب الإنسى. وهذه الخمس مع اللتين يخصان الإبهام والخنصر هي على قياس السبع التي للراحة وكذلك العشر (٧) الأول (٨) ، فيكون جميع عضل البدن خمس مائة وتسعا وعشرين عضلة (٩).

__________________

(١) قد : ساقطة من ب

(٢) القصبتين : العضلتين د ، ط ، م.

(٣) خلفه : خلف د ؛ خلفها ط.

(٤) إلى : على سا.

(٥) متمازجة : ممازجة ط ، م

(٦) يضعف : ضعف ب.

(٧) العشر : العضل د ، م

(٨) الأول : الأولى د

(٩) عضلة : + إلى هاهنا م.

٣٦٩

الفصل الثامن

(ح) فصل (١)

من كلام المعلم الأول في أسباب اختلاف أطراف الحيوان

وفي آخره تشريح الفك

قال : إن أكثر الحيوان الخزفى الجلد قليل الأعضاء لأنه مستغن عن تردد كثير واضطراب. والسراطين والحيوان المسمى بفارابو (٢) متشابهات (٣) ، ومع ذلك فبينهما اختلاف فإن لفارابو (٤) ذنبا وليس للسرطان ذنب ، وذلك (٥) لأن السرطان يأوى قرب الشط ويعتمد المشي وذلك حيوان سباح (٦) والذنب (٧) ينفعه (٨) في السباحة. ولذلك قويت أرجل السراطين الشطية وكثرت ، وضعفت (٩) أرجل (١٠) السراطين اللجية وقلت في عددها (١١) ، لأنها أقل حاجة إلى الإسراع في المشي. والزبانية (١٢) اليمنى (١٣) في ذوات الزبانيات المائية أقوى ، لأن اليمين (١٤) أقوى. ثم يتكلم في اختلاف أحوال السمك في أعضاء الانتقال والأخذ وما لكل نوع من الخزفى واللبن الجلد والمحزز وغيره ، ونذكر في جملته أن الكثير الأرجل كبرت أرجله وخصوصا الأربع الأوساط منها (١٥) وصغرت أرجل ستينا وطاوينداس (١٦) وقصرت لأن جثته صغيرة وجثة ذلك كبيرة ، فعدل صغر الجثة وضعفها بكثرة القوائم. ثم انتقل (١٧) إلى

__________________

(١) فصل : فصل ز ب ؛ الفصل الثامن د ، ط

(٢) بفارابو : بفارابوا سا ، م

(٣) متشابهات : متشابهان د ، سا ، ط ، م.

(٤) لفارابو : لفارابوا ب ، سا ، ط

(٥) وذلك : ساقطة من ط.

(٦) سباح : سياح ط

(٧) والذنب : وللذنب ط

(٨) ينفعه : منفعة ط ، م.

(٩) وضعفت : وضعف ط.

(١٠) أرجل ... وضعفت : ساقطة من سا.

(١١) وقلت في عددها : وقللت أعدادها ط ؛ وقللت عددها م.

(١٢) والزبانية : والزبانة سا ؛ والزبانى ط ، م

(١٣) اليمنى : العظمى د ، م

(١٤) اليمين : اليمنى ط.

(١٥) الأوساط منها : الوسطى منها ط ؛ الأوسط م.

(١٦) ستينا وطاوينداس : ستينا وطابيقراس ط.

(١٧) انتقل : لننتقل ط.

٣٧٠

ذكر الرأس. إنه في بعض الحيوان يتميز (١) العنق وفي بعضه غير متميز. ومنه ما لا رأس له كالسرطان.

قال : فكل (٢) ذى رئة فهو ذو عنق ، فإن العنق لأجل قصبة الرئة ؛ وكل ما لا دماغ له لا رأس له ، لأن الرأس لأجل الدماغ فإن الدماغ حقه أن لا يثقل (٣) عليه بشيء آخر ، لأنه عضو التمييز (٤) والآلة البدنية لأفعال التخيل التي تقوم في سائر الحيوان مقام التمييز. قال : وجميع الحيوان فإن مقاديم أعضائه أقوى ، لأنها ناقلة ؛ وفي الإنسان ما دام صغيرا أثخن (٥) حركة (٦) ، فإن المآخير (٧) أخف والرأس ويافوخه أثقل ، لئلا يجتمع ثقل الطرفين ولئلا يعسر على الصبى الدبيب ، فإذا قوى أخذت الأسافل تعظم لأنها حاملة وناقلة. والخيل وكثير من الحيوان يكون ارتفاع مقدمه أكثر ، وفي ذلك أيضا تخفيف لمؤخره ؛ ويكون طوله في الابتداء أقل ، وذلك لهذه العلة ولهذا السبب. وللين المفاصل في الصغر (٨) ما يحك المهر رأسه بحافر رجله المؤخر ، فإذا بلغ طال منه الجسد وصلب مفصل العنق فلم يمكنه ذلك. وثقل الأعالى في الناس يدل على ضعف العقل لكثرة جسدانيته في ناحية (٩) أعضاء العقل.

قال (١٠) : كأن العقل يطلب البراءة عن الجسدانية. ثم يذكر العلة في إخلاء الإنسان عن آلة معينة وأن ذلك ليكون له آلة مشتركة ، وهذا شىء فصلناه فيما سلف. ويذكر (١١) أن الحيوان المشقوق الأصابع غير (١٢) الإنسان يستعمل رجليه (١٣) في (١٤) مثل ما يستعمل الإنسان يديه ، وذلك كالقرد والدب. وبعضه محتاج إلى أن تكون أصابع مؤخر رجليه خمسا ، ليحسن اعتماده على ما يقبض عليه ، إذ كان من شأنه الانتصاب واستعمال أعضائه وهو مستلق أو مضطجع أو قاعد كالقرد. ومنه ما تنقص (١٥) أصابع رجليه من أصابع يديه بإصبع فتكون

__________________

(١) يتميز : متميز د ، سا ، ط ، م.

(٢) فكل : وكل د ، سا ، ط ، م.

(٣) يتقل : ينتقل ط.

(٤) التميز : التمييز ط.

(٥) أثخن : لم تحن د ، سا ؛ لم يحسن ط ؛ المرتجى

(٦) حركة : حركته د ، سا ، ط ، م

(٧) المآخير : المآخر م.

(٨) الصغر : الصغير سا.

(٩) فى ناحية : وناحية.

(١٠) قال ؛ فإن م.

(١١) يذكر : يتذكر سا.

(١٢) غير : عن م

(١٣) رجليه : رجله سا

(١٤) فى : كما في سا.

(١٥) تنقص : تنقبض م.

٣٧١

أصابع رجليه (١) أربعا ، إذ كان غير مستعمل أصابعه للقبض ، بل للتمزيق والخدش ؛ وكان ذلك إنما يتيسر له بيديه ، لأنه يحتاج إلى التمزيق والخدش لأجل الصيد والقتال. وصيده وقتاله يكون عن قيام ، وذلك مما يحوجه إلى الاعتماد على الرجلين المؤخرتين (٢) واستعمال المقدمتين (٣) إذ هما واقعان حينئذ حيث يقع عليه بصره دون الرجلين. وهذا كالأسد والنمر. ومع ذلك فإن تلك الإصبع تعوقه عن العدو (٤) عوقا ما عوق الكثير في كل شىء.

قال : وقد فاز الإنسان من بين سائر الحيوان باستعراض صدره. وسائر الحيوان (٥) : أما ذوات الأربع فقد ضيق العضدان مكان صدره (٦) وأحوج إلى تضيق جؤجؤه (٧) ، والطير قد حدد جؤجؤه (٨) ليسهل خرقه للهواء (٩) في طيرانه.

أقول : إن الطير أحسن حالا في ذلك من (١٠) ذوات الأربع ، لأن الحدة ليست في نفس العظم المحيط بالرئة والقلب ، بل (١١) في عظم ينشأ عنده (١٢).

قال : والصدر أوفق موضع يخلق فيه الثدى لمن أرضع قاعدا. وأما الحيوان المشاء ذو الظلف والخف (١٣) أو الحافر (١٤) وماله ثديان فقط فلما كان حال ثديه لو كان (١٥) على صدره كحال ثديه وهو على بطنه الأسفل ، ثم كان وضعه في بطنه الأسفل يقربه من العضو الذي يشاركه أى (١٦) الرحم خلق هناك وكان مع ذلك مما تعذر حركته لو خلق في أعالى (١٧) الصدر. وأما الحيوان المشقوق (١٨) الأصابع وما يلد كثيرا فإن ثديه منتشر في طول بطنه من أول ناحيته العليا إلى السفلى من الجانبين صفين لتكون الرواضع من الأجراء تتمكن (١٩) من الارتضاع وتكون الأثداء في أكثر الأمر بعدة ما في طبيعة ذلك الحيوان أن يضعه ، إلا الأسد فإنه لقلة ما يلد له ثديان وإنما يلد في الأكثر اثنين. وقد قلل ولده لأنه

__________________

(١) رجليه : رجله د ، سا. (٢) المؤخرتين : المؤخرين د ، سا.

(٣) واستعمال المقدمتين : واستعمال المقدمين د ، سا ؛ واستعمال المقدم ط ؛ ساقطة من م.

(٤) العدو : القدم م. (٥) الحيوان (الثانية) : الحيوانات سا.

(٦) مكان صدره : صدرها ط ؛ ساقطة من سا.

(٧) جؤجؤه : جرجره م.

(٨) جؤجؤه : جرجره م (٩) للهواء : الهواء سا. م.

(١٠) ذلك من : ساقطة من سا.

(١١) والقلب بل : والقليل م

(١٢) عنده د ، سا ، طا.

(١٣) والخف : أو الخف م

(١٤) أو الحافر : أو الحوافر ب ؛ والحافر سا ، ط

(١٥) كان (الثانية): + حال سا.

(١٦) أى : إلى سا

(١٧) أعالى : أعلى د ، سا ، ط ، م.

(١٨) المشقوق : المشقق م.

(١٩) تتمكن : لتمكن سا.

٣٧٢

حيوان ينفق مزاجه الحار أكثر غذائه نشرا في البدن وتحليلا فلا يغزر (١) لبنه البتة (٢) ، بل (٣) إنما يأكل حين يصيد ، وإنما يصيد في اليوم أو اليومين (٤) مرة وليس كالحيوان الذي يأكل في كل وقت لوجود غذائه. وثديا اللبؤة في وسط البدن وليس عند الفخذين لأنه مشقوق الأصابع. وأما الفيل فلما كان مشقوق الأصابع ، وواسع رقعة البطن ، وقليل الولد ، بل (٥) لا يلد إلا واحدا ، ولبنه غليظ أرضى ، لأن مزاجه كذلك جاز لذلك أن يكون ثديه أقرب إلى صدره ليكون نضجه أكثر (٦) لمجاورة (٧) القلب. ولا يوجد لذكورة ما سوى الإنسان ثديان ، خلا الخيل ، فربما (٨) كان كذلك لما يشبه الأم (٩) من الخيل دون ما يشبه الأب.

ذكر هاهنا فصلا فقال : كل حيوان ذى دم فله منى ، وللنساء منى ودم طمث منبعهما واحد (١٠) أى (١١) الرحم. وكل واحد منهما فضلة دم وسنشرح هذا فيما (١٢) بعد. قال : إناث (١٣) ذوات الأربع تبول إلى خلف لوضع فرجها ، فإن ذلك الوضع أوفق للسفاد ، وذكورة بعض الحيوان تبول إلى خلف أيضا (١٤) كالفيل والأسد (١٥) والجمل والحيوان الذي يسمى الأزبّ. وليس شىء من ذوات الحافر تبول إلى خلف. وكل حيوان كامل غير الإنسان فله ذنب كان مما يلد أو يبيض ، وربما كان صغيرا فلا يعتد به ، وفائدة الذنب السلاح والذب (١٦) وفي كلها ستر الفرج.

والإنسان من بين الحيوان المشاكلة مخصوص بالوركين لتقلا (١٧) ساقيه وقدميه الكبيرين (١٨) الكثيرة اللحم بقدر جثته. وأما ذوات الأربع فليس لها ورك ، لأن أطرافها

__________________

(١) يغزر : يغور سا

(٢) البتة : ساقطة من د ، سا ، م

(٣) بل : تم د ، سا ، ط ، م.

(٤) أو اليومين : واليومين ب ، د ، سا ، م.

(٥) بل : ساقطة من ب.

(٦) أكثر : أقرب سا

(٧) لمجاورة : بمجاورة د.

(٨) فربما : وما بخ ؛ وربما ط.

(٩) الأم : الأمر م.

(١٠) واحد (الأولى) : واحدة ط ، م

(١١) أى : إلى سا

(١٢) فيما : ساقطة من ب ، د ، سا

(١٣) إناث. وإناث ط ، م.

(١٤) لوضع ... أيضا : ساقطة من سا.

(١٥) والأسد : والأسود ط.

(١٦) والذب : والمذب د ، سا.

(١٧) لتقلا : ليقللا ط.

(١٨) الكبيرين : الكبير د ؛ ساقطة من سا.

٣٧٣

خفقت وشدت (١) بأعصاب ولا تحتاج (٢) في قيامها إلى الانتصاب ، وقد ذهبت مادة الورك فى الذنب.

وأما الطير (٣) فلما كان (٤) في قيامها بين المنتصب وبين الراكع (٥) وكان فخذها لحميا دون ساقها شابهت (٦) الإنسان (٧) من جهة والحيوانات (٨) الأخرى من جهة ، فجعل لها وركان ولكن صغيران (٩).

الحافر يكون للحيوان الكبير الجثة من الأرضية التي فيه فلا يكون (١٠) له (١١) قرن إلا لما كان عظيم الجثة كثير الأرضية جدا وكان ثقله يمنعه (١٢) أن يتسلح بحافره ، فخلق له قرن واحد كالكركدن. إن الحافر كأنه جملة أظفار ، وماله حافر فليس له كعب ليكون قليل انثناء الأرجل لقلة الزوايا فيسرع رجع الرجلين ، فإن الموثق أشد انجذابا من القلق (١٣) ، وإن كان القلق (١٤) أسهل انعطافا. ولهذا لم يخلق لذى الكعب كعب في يديه إذا احتاجتا (١٥) أن تكونا (١٦) أقوى رفعا لأنهما ناقلتان. وإنما الكعب لذى الظلف ليتكئ عليه تشقيق الظلف.

وأما الحيوان المشقوق الرجل إلى أصابع فإن صغر أجزاء القسمة وانتشارها (١٧) أغنى أجزاء الكعب. وأما الظلف فقسماه كبيران لا (١٨) يتهندمان على الساق إلا بجامع ومفصلين يكون في ذلك تدريج من الساق إلى الظلفين. وأما الكثير الأصابع فلو كان له كعب لاختلف نسبة (١٩) الكعب إلى كل إصبع ولم ينقسم إلى الأصابع قسمة متشابهة لأن حال الأطراف كانت مخالفة لحال الوسط (٢٠). وأما إذا كان بدل أجزاء كثيرة جزءان تشابه اتصالهما بالكعب. وقد كثرت أصابع رجل الإنسان ليحسن تهندمها عند الاعتماد على الأرض. وخلقت قصيرة ، لئلا يكون تعرض الآفة عند الاعتماد عليها (٢١).

__________________

(١) وشدت : وشددت ط (٢) ولا تحتاج : فلا تحتاج ط.

(٣) وأما الطير : والطير م (٤) كان : كانت د ، سا

(٥) وبين الراكع : والراكع م.

(٦) شابهت : تشابهت د ، ط

(٧) الإنسان : للإنسان د

(٨) والحيوانات : والحيوان ط.

(٩) صغيران : صغير د. (١٠) يكون : يتكون د ، سا ، ط ، م.

(١١) له : ساقطة من م.

(١٢) يمنعه : يمنع ط (١٣) القلق : الغلق ط.

(١٤) القلق : الغلق ط (١٥) احتاجتا : احتاجا د ، سا ، ط ، م

(١٦) تكونا : تكون ب ، د ، سا.

(١٧) وانتشارها : وانتشاره د ، سا.

(١٨) لا : ولا سا.

(١٩) لاختلف نسبة : لاختلفت نسبته ط.

(٢٠) الوسط : الواسطة ط ، م.

(٢١) عليها : عليهما د.

٣٧٤

وجميع الحيوان الدموى البرى ذو لسان مطلق. والتمساح له لسان يشبه لسان السمك من حيث هو ملصق (١) ، لأنه مائى ، ولسان البريات من ذوات. الدم من حيث هو ذو دم (٢) لأنه (٣) أيضا برى دموى. وقد ذكرنا علة قصر لسان السمك (٤) (٥) وارتباطه بما يليه.

ومن الحيوانات البحرية ما لسانه أيضا مشقوق كقوقى. فإن (٦) حركة الفكين إلى الاستقامة موافقة للقطع ، وحركتهما (٧) إلى الجانبين موافق للمضغ. وكل حيوان لا يحتاج إلى مضغ كالطير فإنما لفكه حركة واحدة. وجميع الحيوان يحرك الفك الأسفل كأن الأعلى لا يغنى لكثرة ما فيه وما يتصل به من الأعضاء. وأما الأسفل فلا فعل له إلا ما ينتفع به في الأكل ، فلذلك (٨) خص به المضغ.

وأما التمساح فلما لم يكن له عضو يقوم عليه ويعتمد في قطع ما ينهشه فإن رجليه قصيرتان ولم يكن كالأسد وغيره مما إذا عض اعتمد على مقادمه وحركة عنقه ، وكان حيوانا يحتاج إلى غذاء لحمى قوى إنما يصيبه بالنهش (٩) جعل (١٠) عضه أقوى. والعض الأقوى هو أن يكون العضو المنطبق مع أنه منطبق بالإرادة منطبقا بالطبع. وطبع حركات (١١) أعضاء الحيوانات (١٢) هو التسفل ، وذلك قد ينفع (١٣) في أن يكون له وقع. وقد علم أن الضربة النازلة أقوى. وكما (١٤) أن التمساح له خاصية (١٥) حركة الفك الأعلى ، كذلك للحية خاصية حركة الرأس (١٦) وحده وبانفراده (١٧) إلى خلف ، وذلك ليمكنها من النظر إلى جميع أجزائها طولا ، فإنها لا ترى من قدام شيئا من أعضائها لأن عينها (١٨) أخرج (١٩) أعضائها ، ولا تقع على ما هو أخرج منها فجعل لها هذه الحركة ليكون لها أن ترى أعضاءها.

ومن الحيوانات البرية التي تبيض حيوان يسمى أسد الأرض وأظنه (٢٠) يشبه العظاية (٢١)

__________________

(١) ملصق : ملتصق ط ؛ + جهة د ، ط.

(٢) دم : لحم د ، ط. (٣) لأنه : ساقطة من م

(٤) من حيث هو ملصق ... السمك ساقطة من سا.

(٥) السمك : + من حيث هو ملصق م.

(٦) فإن : قال د ، سا ، ط ، م.

(٧) وحركتهما : وحركتها ب.

(٨) فلذلك : ولذلك ط. (٩) بالنهش : النهش م

(١٠) جعل : + له م. (١١) حركات : حركة ط.

(١٢) الحيوانات : الحيوان سا

(١٣) ينفع : يقع م. (١٤) وكما : فكلما ط

(١٥) خاصية : خاصة د ، م

(١٦) الرأس : للرأس م.

(١٧) وبانفراده : بانفراده م.

(١٨) عينها : + من د ، سا ، ط ، م

(١٩) أخرج : إخراج سا ، ط.

(٢٠) وأظنه : داخلة ط

(٢١) العظاية : العضاية د.

٣٧٥

والحرباء ، وهو كثير الحركة يتهيأ بنصبة ذنبه فيطابق (١) عنقه بهيئة (٢) الأسد.

قال (٣) : وهو (٤) مهزول جدا لأنه قليل الدم لشدة خوفه من كل شىء ، فيصده ذلك عن رزقه ، ويتغير لونه عند كل جزع (٥) لشدة تأثير (٦) الخوف في مزاجه.

وأما عظام الفك والصدغين (٧) ، فتتبين (٨) مع تبيننا لدروز (٩) الفك ، فنقول : إن الفك (١٠) الأعلى يحده من فوق درز مشترك بينه وبين الجبهة ، مار تحت الحاجب من الصدغ إلى الصدغ ، ويحده من تحت منابت الأسنان ، ومن الجانبين درز يأتى من ناحية الأذن مشتركا بينه وبين العظم الوتدى الذي هو وراء الأضراس. ثم الطرف الآخر هو (١١) منتهاه ، أعنى أنه يميل ثانيا إلى الإنسى يسيرا فيكون (١٢) درز يفرق بين هذا وبين الدرز الذي يذكره ، وهو الذي يقطع أعلى الحنك طولا ، فهذه حدوده.

وأما دروزه الداخلة في حدوده ، فمن تلك درز يقطع أعلى الحنك طولا ، ودرز يبتدئ ما بين الحاجبين إلى محاذاة ما بين الثنيتين (١٣) ؛ ودرز يبتدئ من عند مبتدأ (١٤) هذا الدرز ، ويميل عنده منحدرا إلى محاذاة ما بين الرباعية والناب من اليمين ؛ ودز آخر مثله في الشمال. فيتحدد إذن (١٥) بين هذه الدروز الثلاثة الوسطى ، والطرفين ، وبين محاذاة منابت الأسنان المذكورة ، عظمان مثلثان ؛ لكن قاعدتا المثلثين ليستا عند منبت الأسنان بل يعترض قبل ذلك درز قاطع قريب من قاعدة المنخرين ، لأن الدروز الثلاثة تجاوز هذا القاطع إلى المواضع المذكورة فيحصل (١٦) دون المثلثين عظمان يحيط (١٧) بهما جميعا (١٨) قاعدتا المثلثين ومنابت الأسنان وقسمان من الدرزين الطرفيين (١٩). ويفصل (٢٠) أحد العظمين عن (٢١)

__________________

(١) فيطابق : فيطابق بها : د ، سا ، طا ؛ فى طابق ط ، م

(٢) بهيئة : كهيئة طا. (٣) قال : وقال ب ، د ، سا

(٤) وهو : هو ب ، د ، سا.

(٥) جزع : قرع ط ، م (٦) لشدة تأثير : لتأثير : م.

(٧) والصدغين : والصدغ د ، سا ، ط ، م

(٨) فتتبين : فتبين ط (٩) لدروز : الدروز ب ، ط ؛ لدور م

(١٠) الفك (الثانية) للفك : ب ، ط.

(١١) هو (الثانية) : وهو ط.

(١٢) فيكون : ويكون ط. (١٣) الثنيتين : الثنيين ط

(١٤) مبتدأ : ابتداء ط. (١٥) فيتحدد إذن : فينحدران م.

(١٦) فيحصل : ويحصل ط

(١٧) يحيط : يحيطان سا ، ط

(١٨) جميعا : ساقطة من د ، سا.

(١٩) الطرفيين : + ومنابتها د ؛ + ومنابت الأسنان م

(٢٠) ويفصل : ويفضل سا ؛ وينفصل م

(٢١) عن : على سا.

٣٧٦

الآخر ما ينزل من الدرز الأوسط ، فيكون لكل عظم زاويتان قائمتان عند هذا الدرز الفاصل وحادة عند النابين ومنفرجة عند المنخرين (١). ومن دروز الفك الأعلى درز ينزل من الدرز المشترك (٢) الأعلى آخذا إلى ناحية العين ، وكما يبلغ النقرة (٣) ينقسم إلى شعب ثلاث : شعبة تمر تحت الدرز المشترك (٤) مع الجبهة وفوق نقرة العين حتى تتصل بالحاجب ، ودرز دونه يتصل كذلك من غير أن يدخل النقرة ، ودرز ثالث يتصل كذلك بعد دخول النقرة. وكل ما هو منها أسفل بالقياس إلى الدرز الذي تحت الحاجب ، فهو أبعد من الموضع الذي يماسه الأعلى ، ولكن العظم الذي يفرزه (٥) الدرز الأول من الثلاثة أعظم ، ثم الذي يفرزه (٦) الثاني (٧).

__________________

(١) المنخرين : المنخرب ، د ، سا ، م.

(٢) المشترك : المشتركة ط

(٣) وكما يبلغ النقرة : فكلما يبلغ الفك د ؛ فكلما يبلغ النقرة سا ، ط ؛ فإذا بلغ الفك م.

(٤) المشترك : المشتركة ط.

(٥) يفرزه : يفوزه د ؛ يقرره سا.

(٦) يفرزه : يفوزه د ؛ يقرره سا

(٧) الثاني : + ثم الذي يفرزه الثالث ط.

٣٧٧

الفصل التاسع

(ط) فصل (١)

فى تشريح الخد والشفة وكلام في أطراف الحيوان أيضا

الخد له حركتان : إحداهما تابعة لحركة الفك الأسفل ، والثانية بشركة (٢) الشفة. والحركة التي له تابعة لحركة عضو آخر فسببها عضل (٣) ذلك العضو. والحركة التي له بشركة عضو آخر فسببها عضلة هي له ولذلك العضو بالشركة. وهذه العضلة واحدة في كل وجنة عريضة ، وبهذا الاسم تعرف. فكل (٤) واحدة منهما (٥) مركبة من أربعة أجزاء ، إذ (٦) كان الليف يأتيها من أربعة مواضع أحدها منشؤه من الترقوة ، وتتصل نهاياتها بطرفى الشفتين إلى أسفل وتجذب الفم إلى أسفل جذبا موربا. والثاني منشؤه من القص (٧) والترقوة من الجانبين ، ويستمر ليفها على الوراب ؛ فالناشئ من اليمين يقاطع الناشئ من الشمال وينفذ ، فيتصل الناشئ من اليمين بأسفل طرف الشفة الأيسر ، والناشئ من الشمال بالضد ؛ وإذا تشنج (٨) هذا (٩) الليف ضيق (١٠) الفم وأبرزه (١١) إلى قدام فعل سلك الخريطة بالخريطة. والثالث منشؤه من (١٢) عند الأخرم في الكتف ويتصل من فوق متصل ذلك (١٣) العضل ؛ ويميل الشفة إلى الجانبين إمالة متشابهة. والرابع (١٤) من (١٥) سناسن الرقبة ، ويجتاز بحذاء الأذنين ، ويتصل بأجزاء الخد ويحرك الخد حركة ظاهرة تتبعها الشفة ، وربما قربت جدا من مغرز الأذن في بعض الناس واتصلت به فحركت (١٦) أذنه.

__________________

(١) فصل : فصل ح ب ؛ الفصل التاسع د ، ط.

(٢) بشركة : لحركة م.

(٣) عضل : عضلة هي له م : (٤) فكل : كل ب ؛ وكل د ، سا

(٥) منهما : ساقطة من سا

(٦) إذ : إذا د ، سا.

(٧) القص : القس سا ، ط.

(٨) تشنج : تشنجت د ، سا ، م

(٩) هذا : هذه د ، سا

(١٠) ضيق : ضيقت د ، سا

(١١) وأبرزه : فأبرزته د ، سا ؛ فأبرزه ط.

(١٢) من : ساقطة من د ، سا

(١٣) ذلك : تلك د ، سا ، ط ، م.

(١٤) والرابع : + يأتى ط ، م

(١٥) من : ساقطة من م.

(١٦) فحركت : محركة د.

٣٧٨

وأما الشفة فمن عضلها ما ذكرنا أنه مشترك له وللخد ، ومن عضلها ما يخصها وهي عضل أربع : زوج منها يأتيها من فوق سمت الوجنتين ، ويتصل بقرب طرفيها (١) ؛ واثنان من أسفل. وفي هذه الأربع كفاية في تحريك الشفة وحدها ، لأن كل واحدة منها إذا تحركت وحدها حركتها (٢) إلى ذلك الشق. وإذا تحرك اثنان من جهتين انبسطت إلى جانبيها ، فيتم لها حركاتها إلى الجهات الأربع ، ولا حركة لها غير تلك ، فبهذه (٣) الأربع كفاية. وهذه الأربع وأطراف العضل المشتركة قد خالطت جرم (٤) الشفة مخالطة لا يقدر الحس على تمييزها (٥) من الجوهر الخاص بالشفة ؛ إذ كانت الشفة عضوا لينا لحميا لا عظم فيه.

وأما طرفا (٦) الأرنبة (٧) فقد يتصل بهما (٨) عضلتان صغيرتان قويتان ؛ أما الصّغر ، فلكى (٩) لا تضيق على سائر العضل التي الحاجة إليها أكثر ، لأن حركات أعضاء الخد والشفة أكثر عددا وأكثر تكررا ودواما ، والحاجة إليها أمس من الحاجة إلى حركة طرف الأرنبة. وخلقت قوية ليتدارك ما يفوتها بفوات (١٠) العظم ؛ وموردهما من ناحية الوجنة (١١) ، ويخالط ليف الوجنة أولا. وإنما وردت من ناحية الوجنة ، لأن تحريكها إليها (١٢). وقد خص (١٣) الفك الأسفل بالحركة دون الفك الأعلى لمنافع منها : أن تحريك الأخف أحسن ؛ ومنها أن تحريك الأخلى (١٤) من الاشتمال (١٥) على (١٦) أعضاء شريفة تنكى (١٧) فيها الحركة أولى وأسلم (١٨) ؛ ومنها أن الفك الأعلى لو كان بحيث يسهل تحريكه ، لم يكن مفصله ومفصل الرأس محتاطا فيه بالإيثاق (١٩). ثم حركات الفك الأسفل ، لم يحتج فيها إلى أن تكون (٢٠) فوق ثلاثة : حركة فتح الفم والفغر ، وحركة الإطباق ، وحركة المضغ والسحق. والفاتحة (٢١) تسفل (٢٢) الفك

__________________

(١) طرفيها : طرفها : د ، سا ، م.

(٢) حركتها : حركته ب ، د ، سا ، م.

(٣) فبهذه : فهذه سا ، م.

(٤) جرم : جزء من ط ؛ جزءا من ، م.

(٥) تمييزها : تميزها ط. (٦) طرفا : طرف د ، ط ، م

(٧) الأرنبة : طرف الأنف [لسان العرب]

(٨) بهما : به د (٩) الصغر فلكى : الصغرى قليلا سا.

(١٠) ما يفوتها بفوات : يقويها وما يقويها : بفوات سا ؛ بقوتها فوات م

(١١) الوجنة : ساقطة من م.

(١٢) إليها : إليهما ط. (١٣) وقد خص : وقد حصن سا ؛ قد خص ط ، م.

(١٤) الأخلى : الأعلى ط ، م

(١٥) الاشتمال : اشتمال ط

(١٦) على : ساقطة من ط

(١٧) تنكى : تنكا د ، سا ، م

(١٨) وأسلم : ساقطة من د ، سا ، ط ، م.

(١٩) بالإيثاق : بإيثاق د (٢٠) تكون : + فيها د.

(٢١) والفاتحة : والفاغرة د ، سا

(٢٢) تسفل : تسفك ط ، م.

٣٧٩

وتنزله. والمطبقة (١) تشيله. والساحقة تديره وتميله إلى الجانبين. وبين (٢) أن حركة الانطباق يجب أن تكون بعضلة نازلة من علو تشنج (٣) إلى فوق ، والفاغرة بالضد ، والساحقة بالتوريب ، فخلق (٤) للإطباق عضلتان تعرفان بعضلتى الصدغ وقد صغر مقدارهما في الإنسان إذ العضو المتحرك بهما (٥) في الإنسان صغير القدر مشاشيّ خفيف الوزن ، وإذ الحركات العارضة لهذا العضو الصادرة عن هاتين العضلتين أخف.

وأما في سائر الحيوان فالفك الأسفل أعظم وأثقل مما للإنسان ، والتحريك بهما فى أصناف النهش والقطع والكدم والقلع أعنف. وهاتان العضلتان لينتان لقربهما من المبدأ الذي هو الدماغ الذي هو جرم في غاية (٦) اللين ، وليس بينها وبين الدماغ إلا عظم واحد (٧). فلذلك ولما يخاف من مشاركة الدماغ إياهما في الآفات إن عسى عرضت والأوجاع إن اتفقت ما (٨) يفضى بالمعروض له إلى السرسام وما يشبهه من الأسقام ، دفنها الخالق عز اسمه (٩) عند منشئهما ومنبعها من الدماغ في عظمى (١٠) الزوج ونفذها (١١) في كن شبيه (١٢) بالأزج ملتئم من عظمى الزوج ومن تعاريج نقب المنفذ المار معها (١٣) الملتبس حافاته (١٤) عليها (١٥) مسافة صالحة إلى مجاوزة (١٦) الزوج ليتصلب جوهرها يسيرا يسيرا ويبعد عن منبتها الأول قليلا قليلا.

وكل واحدة من هاتين العضلتين يحدث لها وتر عظيم يشتمل على حافة الفك الأسفل ، فإذا تشنج أشاله (١٧). وهاتان العضلتان قد أعينتا بعضلتين سالكتين داخل الفم منحدرتين إلى الفك الأسفل في مغارة إذ كان إصعاد الثقيل مما يوجب التدبير والاستظهار (١٨) فيه (١٩) بفضل قوة.

__________________

(١) والمطبقة : والمنطبقة سا

(٢) وبين : نقين ط. (٣) تشنج : لتشنج د.

(٤) فخلق : مخلقا سا. (٥) بهما : بها ط.

(٦) فى غاية : غاية في د ، سا ، م.

(٧) واحد : ساقطة من د ، م.

(٨) ما : مما م. (٩) عز اسمه : تعالى ب ؛ عزوجل د.

(١٠) عظمى : عظم د ، م

(١١) ونفذها : ونفذهما ط

(١٢) شبيه : شبيهة ط.

(١٣) معها : معهما ط

(١٤) حافاته : حافاتها ب ، د ، سا ، م

(١٥) عليها : عليهما ط.

(١٦) مجاوزة : مجاورة د ، سا ، ط ، م.

(١٧) أشاله : أشالته ط ، م.

(١٨) والاستظهار : الاستظهار سا ، ط ، م

(١٩) فيه : ساقطة من ط.

٣٨٠