الشّفاء ـ طبيعيّات

أبو علي حسين بن عبد الله بن سينا [ شيخ الرئيس ابن سينا ]

الشّفاء ـ طبيعيّات

المؤلف:

أبو علي حسين بن عبد الله بن سينا [ شيخ الرئيس ابن سينا ]


المحقق: الدكتور عبدالحليم منتصر و سعيد زايد و عبدالله إسماعيل
الموضوع : العلوم الطبيعيّة
الناشر: منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٢

هذا الشريان على صفة الأول (١) ، بل يجاوره وقد (٢) عرضت له دقة (٣) لما انشعب (٤) منه وفاتته (٥) الاستقامة في الوضع إذ (٦) تورب مائلا إلى الإبط ، فلم يكن بدمن توثيقه بما يستند عليه (٧) بأربطة (٨) تشد الشعب به ليتدارك بذلك ما فات من الغلظ والاستقامة في الوضع (٩). والحكمة فى تبعيد هذه الشعب الراجعة هي أن تقارب (١٠) مثل هذا المتعلق وأن تستفيد (١١) بالتباعد عن (١٢) المبدأ قوة وصلابة. وأقوى العصب الراجع هو الذي يتفرق في المطبقتين (١٣) من عضل الحنجرة ، مع شعب عصب معينة. ثم سائر هذا العصب ينحدر فيتشعب منه شعب تتفرق في أغشية الحجاب والصدر وعضلاتهما (١٤) والقلب (١٥) والرئة والأوردة والشرايين التي هناك وباقيه ، ينفذ (١٦) في الحجاب فيشارك المنحدر من الجزء الثالث ، ويتفرقان في أغشية الأحشاء ، وينتهى إلى العظم العريض.

وأما (١٧) الزوج السابع فمنشؤه من الحد (١٨) المشترك بين الدماغ والنخاع ، ويذهب أكثره متفرقان في العضل المحركة للسان (١٩) والعضل المشتركة بين الدرقى والعظم اللامى ، وسائره قد يتفق أن يتفرق في عضل أخرى مجاورة لهذه العضل ، ولكن ليس ذلك بدائم. ولما كانت الأعصاب الأخرى منصرفة (٢٠) إلى واجبات أخرى ، ولم يكن يحسن أن تكثر الثقب فيما يتقدم (٢١) ولا من (٢٢) تحت كان الأولى أن يأتى حركة (٢٣) اللسان عصب من هذا (٢٤) الموضع إذ قد (٢٥) أتى حسه من موضع آخر.

__________________

(١) الأول. الأولى ط (٢) وقد : جزء وقد د ، سا ؛ جزء قد م

(٣) دقة : رقة ط (٤) انشعب : ليشعب ما يشعب ب

(٥) وفاتته : وفائدة م.

(٦) إذ : إذا د ، ط (٧) عليه : إليه ط.

(٨) باربطة : ساقطة من د.

(٩) إذ تورب ... فى الوضع : ساقطة من م.

(١٠) هى أن تقارب : ليقارن د ، م ؛ ليفارق سا

(١١) وأن تستفيد : وليستفيد د ، سا ؛ ويستفيد م ؛ + ليفارق د.

(١٢) عن : من د (١٣) المطبقتين : العضلتين طا.

(١٤) وعضلاتهما : وعضلاتها د ، سا ، ط ، م

(١٥) والقلب : وفي القلب ب.

(١٦) ينفذ : فنفذ د.

(١٧) وأما : أمام (١٨) الحد : الجزء د.

(١٩) المحركة للسان : المتحرك اللسان ط.

(٢٠) منصرفة : متفرقة ط.

(٢١) يتقدم : متقدم د

(٢٢) ولا من : الأمر م

(٢٣) حركة : لحركة ط (٢٤) هذا : هذه ط.

(٢٥) إذ قد : وقد م.

٢٤١

الفصل (١) العاشر

(ى) فصل

فى تشريح سائر العصب وهو العصب الفقارى

وأما العصب النابت من النخاع السالك في فقار الرقبة فهى ثمانية أزواج.

زوج مخرجه من ثقبتى الفقرة الأولى ، ويتفرق في عضل الرأس وحدها ، وهو صغير دقيق ، إذ كان الأحوط في مخرجه أن يكون (٢) ضيقا ، على ما تعلمه في باب العظام.

والزوج الثاني مخرجه ما بين الفقرة الأولى والثانية ، أعنى الثقبة المذكورة في باب العظام (٣) ، ويوصل أكثره إلى الرأس حس اللمس بأن يصعد موربا إلى أعلى القفا (٤) ، وينعطف إلى قدام وينبث على الطبقة الخارجة من الأذنين ، فيتدارك تقصير الزوج الأول بصغره وقصوره عن (٥) الانبثاث والانبساط في (٦) النواحى التي تليه بالتمام. وباقى هذا الزوج يأتى العضل التي (٧) خلف العنق والعضلة (٨) العريضة فيؤتيها الحركة.

والزوج الثالث منشؤه ومخرجه من الثقبة التي بين الثانية والثالثة ، ويتفرع كل واحد (٩) فرعين : فرع يتفرق في عمق العضل التي هناك منه شعب ، وخصوصا المقلبة (١٠) للرأس مع العنق ، ثم يصعد إلى شوك الفقار ، فإذا حاذاها تشبث بأصولها ، ثم ارتفع إلى رءوسها ، وخالط (١١) أربطة غشائية تنبت من تلك السناسن ، ثم ينفذ منعطفا (١٢) إلى جهة الأذنين ، وفي غير (١٣) الإنسان ينتهى (١٤) إلى الأذنين ، فيحرك عضل الأذنين. والفرع الثاني

__________________

(١) فصل. فصل ى ب ؛ الفصل العاشر ط ؛ ساقطة من د.

(٢) أن يكون : ساقطة من ط.

(٣) العظام : العظم د ، سا

(٤) القفا : الفقار د ، سا ، ط ، م.

(٥) عن : على ب

(٦) فى : إلى ط.

(٧) التي : إلى م

(٨) والعضلة : والعضل ط.

(٩) كل واحد : كل د ، سا ؛ ساقطة من م.

(١٠) المقلبة : الملصقة م.

(١١) وخالط : وخالطه ط

(١٢) منعطفا : منعطفه د ، سا ، ط ، م.

(١٣) غير : ساقطة من د

(١٤) ينتهى : ساقطة من ط.

٢٤٢

يأخذ إلى قدام حتى يأتى العضلة (١) العريضة ، وأول ما يصعد تلتف به عروق ، وعضل تكتنفه ، ليكون أقوى في نفسه ؛ وقد يخالط أيضا عضل الصدغين وعضل الأذنين فى البهائم ؛ وأكثر تفرقه إنما هو في عضل الخدين.

وأما الزوج الرابع فمخرجه من الثقبة التي بين الثالثة والرابعة ، وينقسم كالذى قبله إلى جزء مقدم وجزء مؤخر. والجزء المقدم منه صغير ، ولذلك يخالط الخامس. وقد قيل إنه قد ينفذ منه شعبة كنسج العنكبوت ممتدة على العرق السباتى إلى أن يأتى الحجاب الحاجز (٢) مارا (٣) على شقى الحجاب المنصف للصدر. والجزء الأكبر منه ينعطف إلى خلف (٤) ، فيغور في عمق العضل ، حتى يخلص إلى السناسن ، فيرسل شعبا إلى العضل المشترك بين الرأس والرقبة ، ثم يأخذ طريقه منعطفا إلى قدام فيتصل بعضل الخد والأذنين في البهائم وقيل إنه (٥) ينحدر منه إلى الصلب.

وأما الزوج الخامس فمخرجه من الثقبة التي بين الرابع والخامس ، ويتفرع أيضا فرعين : وأحد الفرعين وهو المقدم هو أصغرهما يأتى عضل الخدين وعضل تنكيس الرأس وسائر العضل المشتركة للرأس والرقبة. والفرع الثاني ينقسم إلى شعبتين : شعبة هى المتوسطة (٦) بين الأولى (٧) وبين الشعبة الثانية ، يأتى أعالى الكتف ، ويخالطه شىء من السادس والسابع ؛ والشعبة الثانية (٨) تخالط شعبا من الخامس والسادس والسابع (٩) وتنفذ (١٠) إلى وسط الحجاب.

وأما الزوج السادس والسابع والثامن فإنها تخرج من سائر الثقب على الولاء. والثامن مخرجه في الثقبة المشتركة بين آخر فقار الرقبة وأول فقار الصلب. وتختلط شعبها (١١) اختلاطا شديدا ؛ لكن أكثر السادس يأتى المسطح من الكتف ، وبعض منه

__________________

(١) العضلة : العضل د ، سا ، ط ، م.

(٢) الحاجز : ساقطة من د ، سا ، م

(٣) مارا : ساقطة من م

(٤) خلف : فوق م.

(٥) وقيل إنه : وقبل أن ب ، م.

(٦) المتوسطة : متوسط د.

(٧) الأولى : الأدنى د.

(٨) الثانية : + هى ط ، م

(٩) والسابع : ساقطة من د

(١٠) وتنفيذ : ينفذ د.

(١١) شعبها : شعبهما م.

٢٤٣

أكثر من البعض الذي من الرابع. وأقل من البعض الذي للخامس يأتى الحجاب. والسابع أكثره يأتى العضد (١) ، وإن كان من شعبه ما يأتى عضل الرأس والعنق والصلب مصاحبة لشعبة (٢) الخامس ويأتى الحجاب. وأما الثامن فبعد الاختلاط والمصاحبة يأتى جلد الساعد (٣) والذراع ، وليس منه ما يأتى الحجاب. لكن الصائر من السادس إلى ناحية اليد لا يجاوز الكتف ، ومن السابع لا يجاوز العضد. وأما الذي يجيء الساعد (٤) من الكتف فهو من الثامن مخلوطا بأول النوابت من فقار الصدر. وإنما قسم الحجاب (٥) من هذه الأعصاب دون أعصاب النخاع ، ليكون الوارد عليها منحدرا من مشرف ، فيحسن انقسامها فيه ، وخصوصا إذا (٦) كان (٧) مقصدها هو الغشاء المنصف للصدر ، ولم يمكن أن يأتيها عصب النخاع على الاستقامة (٨) من غير انكسار بزاوية. ولو كان جميع العصب المنحدر إلى الحجاب نازلا من الدماغ ، لكان يطول مسلكه. وإنما جعل متصل هذه الأعصاب من الحجاب وسطه ، لأنه لم يكن يحسن انبثاثها وانتشارها فيه على عدل وسوية (٩) لو (١٠) اتصل بطرف دون الوسط ، أو كان (١١) يتصل بجميع المحيط ، وكان ذلك ناكسا لمجرى الواجب إذ كانت العضل إنما تفعل التحريك بأطرافها ثم المحيط هو المتحرك من الحجاب ، فوجب أن يكون انتهاء العصب إليه لا ابتداؤه. ولما وجب أن يأتى الوسط (١٢) ، وجب تعلقه ضرورة ، فوجب أن يحمى ويغشى وقاية ، فغشيت وقاية حامية (١٣) وتصحبه من الغشاء المنصف للصدر ، ونزل (١٤) متكئا عليه. ولما كان فعل هذا العضو فعلا كريما جعل لعصبه (١٥) مباد (١٦) كثيرة ، لئلا يبطل بآفة تلحق المبدأ الواحد.

وأما العصب النخاعى (١٧) الذي من فقار الصدر ، فالأول من أزواجه مخرجه هو (١٨) بين

__________________

(١) العضد : العضل د ، سا.

(٢) مصاحبة لشعبة : مصاقبة لشعب سا.

(٣) جلد الساعد : جله الصاعد ط.

(٤) الساعد : الصاعد ط.

(٥) الحجاب : للحجاب د.

(٦) إذا : إذ م (٧) كان : + أول سا ، ط.

(٨) الاستقامة : استقامة ب.

(٩) وسوية : وتسوية ، سا ، ط ، م

(١٠) لو : ولو م (١١) أو كان : وكان ط.

(١٢) الوسط : العصب الوسط د

(١٣) حامية : + منه م.

(١٤) ونزل : وبزول د ، م. (١٥) لعصبه : لعصبته ط

(١٦) مباد : مبادى سا. (١٧) النخاعى : النخاع د

(١٨) هو : ساقطة من د ، سا.

٢٤٤

الأولى والثانية من فقار الصدر ، وينقسم إلى جزءين أعظمهما (١) يتفرق في عضل الأضلاع وعضل الصلب ، وثانيهما (٢) يأتى (٣) ممتدا (٤) على الأضلاع الأول فيرافق ما يأتى (٥) من تلك الجهة من عصب العنق (٦) ، ويمتدان (٧) معا إلى اليدين حتى يوافيا الساعد والكف (٨).

والزوج الثاني يخرج (٩) من الثقبة التي تلى الثقبة المذكورة ، فيتوجه جزء منه إلى ظاهر العضد ، ويفيده الحس ، وباقيه مع سائر الأزواج الباقية يجتمع فينحو نحو عضل الكتف الموضوعة عليه المحركة لمفصله (١٠) وعضل الصلب. فما كان من هذه العصب (١١) نابتا من فقار (١٢) الصدر والشعب (١٣) التي (١٤) لا تأتى منه الكتف ، يأتى عضل الصلب والعضل التي فيما بين الأضلاع الخلص والموضوعة خارج الصدر. وما كان منبته من فقار أضلاع الزور فإنما يأتى العضل التي فيما بين الأضلاع وعضل البطن ، ويجرى مع شعب (١٥) هذه الأعصاب (١٦) عروق ضاربة وساكنة ، ويدخل في مخارجها إلى النخاع وعصب القطن (١٧) يشترك في أن جزءا منها يأتى عضل الصلب وجزءا يأتى عضل البطن والعضل (١٨) المستبطنة للصلب. لكن الثلاثة العلى (١٩) تخالط (٢٠) العصب النازل من الدماغ دون باقيها. والزوجان السافلان يرسلان شعبا كبارا إلى ناحية الساقين ويخالطها (٢١) شعب من الزوج الثالث وشعبة من أول أعصاب العجز ، إلا أن هاتين الشعبتين لا تجاوزان مفصل الورك ، بل تتفرقان في عضله ، وتلك تجاوزها إلى الساقين. ويفارق عصب الفخذين والرجلين عصب اليدين في أنها لا تجتمع كلها فتميل غائرة إلى الباطن إذ ليس هيئة اتصال العضد بالكتف (٢٢) كهيئة اتصال الفخذ بالورك ، ولا اتصالها بمنبت أعصابها (٢٣) كاتصال ذلك بمنبت أعصابها (٢٤).

__________________

(١) أعظمهما : أعظمها ط ، م.

(٢) وثانيهما : وثانيها د ، م (٣) يأتى : ساقطة من م

(٤) ممتدا : مبتدئا د ، م (٥) ما يأتى : + من م.

(٦) العنق : ساقطة من د (٧) ويمتدان : وممتدان د

(٨) والكف : والكتف م.

(٩) يخرج : فيخرج د ، سا ، ط.

(١٠) لمفصله : لعضله سا ، م

(١١) العصب : العضل م.

(١٢) لمفصله ... فقار : ساقطة من د

(١٣) والشعب : فالشعب ط.

(١٤) التي : الذي سا.

(١٥) شعب : ساقطة من د ، سا ، ط ، م

(١٦) الأعصاب : أعصاب م.

(١٧) القطن : القطر م.

(١٨) والعضل : وعضل ط.

(١٩) العلى : العليا د ، سا

(٢٠) تخالط : يخالطه ط. (٢١) ويخالطها : + مع م.

(٢٢) بالكتف : بالكف ب. (٢٣) أعصابها (الأولى) : أعضائها د ، سا ، م

(٢٤) أعصابها (الثانية) : بأعضائها د ؛ أعضائها ط ، م.

٢٤٥

فهذه العصب تتوجه إلى ناحية الساق توجها مختلفا ، منه ما يستبطن منه ، ومنه لما يستظهر ، ومنه ما يغوص مستترا تحت العضل. ولما لم يكن للعضل (١) التي تنبت من ناحية عظم العانه طريق إلى الرجلين من خلف البدن ومن باطن الفخذين لكثرة ما هناك من العضل والعروق ، أجرى جزء من العصب الخاص بالعضل الذي (٢) في الرجلين فأنفذ فى المجرى المنحدر إلى الخصيتين حتى يتوجه إلى عضل (٣) العانة ، ثم ينحدر إلى عضل الركبة. وأما العصب النخاعى العجزى ، فالزوج الأول من العجزى يخالط (٤) القطنية على ما قيل ، وباقى الأزواج والفرد النابت من طرف (٥) العصعص يتفرق في عضل المقعدة والقضيب نفسه (٦) وعضلة المثانة (٧) والرحم وفي غشاء البطن وفي الأجزاء إلا نسية الداخلة فى عظم العانة والعضل المنبعثة من عظم العجز.

__________________

(١) للعضل : العضل م.

(٢) الذي : التي د ، سا ، ط.

(٣) عضل : ساقطة من د.

(٤) يخالط : يخالطه د ، ط ، م ؛ يخالف سا.

(٥) طرف : طريق ط ، م.

(٦) نفسه : ونفسه م

(٧) المثانة : والمثانة د ، سا.

٢٤٦

الفصل الحادى عشر

(ك) فصل (١)

فى العظام

ثم إنه يتكلم في العظام فيقول : إن (٢) العظام وما يشبهها من الغضاريف جنة ودعامة ، ومن الحيوان الذي لا مفاصل محركة لعظامه أو لخزفه ، وبالجملة للجزء الصلب ، منه ما يكون ذلك الجزء الصلب محيطا من خارج كالسلحفاة ، ومنه (٣) ما يكون من داخل ويكون لا محالة عليه العضو اللين كما لاقيا ، فخلق لحم أمثاله بين اللحم والعصب لا ينشق طولا ، بل عرضا مستديرا ، لتكون عصبانيته (٤) أدعم له. وللحيوان المحزز ظاهر بين العصب والعظم ، ويكون من أجزاء مربوطة (٥) بعضها ببعض ، تمتد وتتصل. ولا يوجد في هذا الحيوان مباد كثيرة للعروق والشرايين (٦) ، بل مبدأه واحد ليكون أحوط له.

والأسد صلب العظام مصمتها ، وإذا حك عظم منه بعظم أورى.

وكثير من الحيوان (٧) له بدل العظام غضروف. وهذا هو الحيوان الذي يحتاج (٨) إلى التفاف كثير ، ويكون رطب الجوهر ، مائيا ، قليل (٩) الأرضية ، وقد صينت (١٠) أرضيته في قشره ، ولم يكن يحتاج (١١) إلى مصاكة أجسام صلاب ، وربما أعين غضروفه بشوك ينبت عليه. والغضروف المخى المفرق (١٢) المخ يستحيل في أطرافه مخاطيا ، وإذا (١٣) اجتمع المخ في داخله كما في كثير من السمك كان أقوى وأبعد من المخاطبة. والشوك والأظفار والحوافر

__________________

(١) فصل : فصل ك ب ؛ الفصل الحادى عشر ط ؛ ساقطة من د.

(٢) إن : ساقطة من د ، سا.

(٣) ومنه : ومنها ط.

(٤) عصبانيته : عصبانية ط.

(٥) مربوطة : مربوط د ، م.

(٦) والشرايين : وللشرايين د ، سا.

(٧) الحيوان : العظام م

(٨) يحتاج : فيه+ م.

(٩) قليل : قليلا د

(١٠) صينت : فنيت د ، سا ، ط ، م.

(١١) يحتاج : محتاجا ط.

(١٢) المفرق : المفترق ب ، د ، سا

(١٣) وإذا : فإذا م.

٢٤٧

والأظلاف والقرون كلها أيضا عظمية ومنسوبة (١) إليه ، وهي إما حاملة صلبة كالأظلاف والحوافر ، وإما أسلحة قوية كالقرون. وربما اجتمع أن كان حاملا وجنة مثل الحافر فهى (٢) تحمل الحيوان ، ومع ذلك (٣) فهى (٤) سلاح بالرمح.

ونقول : إن من العظام ما قياسه من البدن قياس الأساس وعليه مبناه ، مثل فقار الصلب (٥) فإنه اساس للبدن (٦) عليه يبنى كما تبنى السفينة على الخشبة (٧) التي تنصب فيها أولا. ومنها ما قياسه من البدن قياس المجن والوقاية كعظم اليافوخ. ومنها ما قياسه قياس السلاح الذي يدفع به (٨) المصادم (٩) والمؤذى مثل العظام التي تدعى السناسن ، وهي على فقار الظهر كالشوك. ومنها ما هو حشو بين فرج المفاصل (١٠) مثل العظام السمسمانية التي بين السلاميات. ومنها ما هو متعلق للأجسام المحتاجة إلى علاقة كالعظم الشبيه (١١) باللام لعضل الحنجرة واللسان وغيرها (١٢).

وجملة العظام دعامة وقوام للبدن وما كان من هذه العظام إنما يحتاج إليه للدعامة فقط والوقاية (١٣) ، ولا يحتاج إليه لتحريك الأعضاء ، فإنه خلق مصمتا وإن كانت في المسام والخلل والفرج التي لا بد منها. وما كان يحتاج إليه منها لأجل الحركة أيضا ، فقد زيد فى مقدار (١٤) تجويفه وجعل تجويفه في الوسط واحدا (١٥) ، ليكون جرمه غير محتاج إلى مواقف (١٦) الغذاء المتفرقة فيصير رخوا ، بل صلب جرمه وجمع (١٧) غذاؤه ، وهو المخ في حشوه. ففائدة زيادة التجويف أن يكون أخف ، وفائدة توحيد التجويف أن (١٨) يبقى جرمه أصلب ، وفائدة صلابة جرمه أن لا ينكسر عند الحركات العنيفة ، وفائدة المخ فيه ليغذوه (١٩) ، على ما شرحناه قبل ، وليرطبه (٢٠) فلا يتفتت بتخفيف

__________________

(١) ومنسوبة : منسوبة د ، سا. (٢) فهى (الأولى) : فهو ط

(٣) ومع ذلك ؛ وهي مع ذلك ب

(٤) فهى (الثانية) : فهو د ، ط ، م ؛ ساقطة من سا.

(٥) الصلب : الصدر ط (٦) للبدن : البدن ط

(٧) الخشبة : الخشب د. (٨) به : بها ط ؛ ساقطة من د ، م

(٩) المصادم : المصادة د ؛ المضار سا.

(١٠) المفاصل : الأصابع ب.

(١١) الشبيه : الشبيهة ط. (١٢) وغيرها : وغيرهما ط.

(١٣) والوقاية : أو للوقاية د ؛ وللوقاية سا ؛ أو الوقاية ط ، م.

(١٤) مقدار : قدر م (١٥) واحدا : جزءا د ؛ جدا م

(١٦) مواقف : موافق د ، م.

(١٧) وجمع : وجميع د.

(١٨) يكون ... أن : ساقطة من د.

(١٩) ليغذوه : لتعذره م

(٢٠) وليربطه : وليربطه ط ؛ ولرطبه م.

٢٤٨

الحركة ، وليكون وهو مجوف كالمصمت. والتجويف يقل إذا كانت الحاجة إلى الوثاقة أكثر ، ويكثر إذا كانت الحاجة إلى الخفة أكثر. والعظام المشاشية خلقت كذلك لأمر الغذاء المذكور ، مع زيادة حاجة ، بسبب شىء يجب أن ينفذ فيها كالرائحة المستنشقة مع الهواء في عظم المصفاة ، ولفضول (١) الدماغ المدفوعة فيها.

والعظام كلها متجاورة متلاقية ، وليس بين شىء من العظام وبين العظم الذي يليه مسافة كبيرة ، بل في بعضها مسافة يسيرة تملؤها لواحق غضروفية أو شبيهة بالغضروفية ، خلقت للمنفعة التي للغضاريف. وما لم يجب فيه مراعاة تلك المنفعة خلق المفصل بينها (٢) بلا لاحقة كالفك الأسفل.

والمجاوات التي بين العظام على أصناف. فمنها ما يتجاور تجاور مفصل سلس. ومنها ما يتجاور تجاور مفصل عسر (٣) غير موثق. ومنها ما يتجاور تجاور (٤) مفصل موثق مركوز أو مدروز (٥) أو ملزق. والمفصل السلس هو الذي لأحد عظميه أن يتحرك حركاته سهلا من غير أن يتحرك معه العظم الآخر ، كمفصل الرسغ مع الساعد. والمفصل العسر الغير الموثق ، هو أن يكون حركة أحد العظمين وحده صعبا وقليل المقدار ، مثل المفصل الذي بين الرسغ والمشط ، أو مفصل ما بين العظمين من عظام المشط. وأما المفصل الموثق فهو الذي ليس لأحد عظميه أن يتحرك وحده البتة ، مثل مفصل عظام القص (٦). فأما المركوز فهو ما يوجد (٧) لأحد العظمين زيادة ، وللثانى نقرة ترتكز فيها تلك الزيادة ارتكازا لا يتحرك فيها ، مثل الأسنان في منابتها. وأما المدروز فهو الذي يكون لكل واحد من العظمين تحازيز وأسنان ، كما للمنشار ، وتكون أسنان هذا العظم (٨) مهندمة في تحازيز ذلك العظم ، كما يركب الصفارون صفائح النحاس. وهذا الوصل يسمى شأنا ودرزا كما لمفاصل (٩) عظام القحف. والملزق منه ما هو ملزق طولا ، مثل مفصل ما بين (١٠) عظمى الساعد ، ومنه ما هو ملزق عرضا مثل مفصل الفقرات السفلى من فقار الصلب ، فإن العلى (١١) بينها مفاصل (١٢) غير وثيقة.

__________________

(١) ولفضول : وكفضول ط.

(٢) بينها : بينهما د ، ط ، م.

(٣) عسر : ساقطة من سا

(٤) تجاور : بتجاور ط

(٥) مدروز : مدروس سا.

(٦) القص : القس سا ؛ القصر م.

(٧) ما يوجد : ما لا يوجد م.

(٨) العظم (الأولى) : العظام م.

(٩) كما لمفاصل : كمفاصل ط ؛ كالمفاصل م.

(١٠) ما بين : بين ط.

(١١) العلى بينها : العليا بينهما ط

(١٢) : مفاصل ساقطة من ط.

٢٤٩

الفصل الثاني عشر

(ل) فصل (١)

فى الأوصال الكلية للعظام والكلام (٢) في الأعلى منها

وهو الرأس وتشريح عظامه (٣)

قال (٤) : والشجر لا حاجة له (٥) إلى مدفع (٦) فضلة (٧) ، كما للحيوان. لأن الحيوان ليس يمتص نفس الغذاء الصرف من خارج ، بل يأخذ جملة بعضها يستحيل إلى غذائه (٨) ، ويفضل فضل. والذي يقبله الحيوان إلى داخل فيهضمه ، ويعمل به أعمالا مختلفة ويتولد منه أخلاط مختلفة لشدة اختلاف أعضائه المتشابهة الأجزاء الذي (٩) ليس (١٠) للشجر (١١) مثلها فى الاختلاف الشديد. فأما الشجر فإنما (١٢) يمتص نفس الغذاء الذي لا فضل فيه من خارج ، فإن فضل شىء فإنما يكون مثل الفضول التي تكون في أعضائنا بعد الهضم الثاني والثالث. فالعضو القابل للذى (١٣) هو بالقوة غذاء يغذو الذي فيه الغذاء الصرف ، ويحتاج أن يمر منه ، موضوع (١٤) فوق لأنه لو كان تحت (١٥) لصعب جذب الثقيل إلى قرار التغذية. والعضو الدافع جعل تحت (١٦) لهذه العلة ، وجعل العضو الذي يفيض منه الحار الغريزى في الوسط إذ القرار ينبغى أن يكون بقرب الوسط ، والفاعل ينبغى أن يكون بقرب القرار. وأما الطليعة وهو (١٧) الرأس فقد جعل فوق ، وجعل فيه المنفذ القابل ، وقلل لحمه لئلا يحقن (١٨) الدماغ كثرة اللحم ،

__________________

(١) فصل : الفصل الثاني عشر ط ساقطة ؛ من د.

(٢) للعظام والكلام : الأوضاع الكلية الأعضاء وكلام د.

(٣) عظامه : علامه د.

(٤) قال : ساقطة من ب ، د ؛ + المعلم ط

(٥) له : لها ط

(٦) مدفع : أن يندفع ط

(٧) فضلة : فضلها ط.

(٨) غذائه : غذائية د ، سا.

(٩) الذي : التي ط ، م

(١٠) ليس : ليست م

(١١) للشجر : الشجر د.

(١٢) فإنما : فإنها ط ، م.

(١٣) للذى : الذي د ، م.

(١٤) يمر منه موضوع : يكون الممر فيه موضوعا ب.

(١٥) تحت : تحته د.

(١٦) تحت : تحته سا.

(١٧) وهو : وهي ط ، م.

(١٨) يحقن : يخنق ب.

٢٥٠

ولا تجتمع البخارات فيه ، ولا يجعل مزاجه أسخن من الصواب ، فإن (١) الصواب أن يكون أبرد ، وخصوصا وقد خلق هناك قحف صلب ، فلا حاجة إلى زيادة.

وأما (٢) منفعة جملة عظم القحف ، فهى أنه جنة للدماغ ساترة وواقية عن الآفات.

وأما المنفعة في خلقه (٣) قبائل كثيرة وعظاما فوق واحد (٤) فتنقسم إلى جملتين : جملة معتبرة بالأمور التي بالقياس إلى العظم نفسه ، وجملة معتبرة بالقياس إلى ما يحويه العظم.

أما الجملة الأولى فتنقسم إلى منفعتين : إحداهما أنه إن (٥) اتفق أن تعرض للقحف آفة فى جزء من كسر أو عفونة لم يجب أن يكون ذلك عاما للقحف كله ، كما يكون لو كان عظما واحدا. والثانية أن لا يكون في عظم واحد اختلاف أجزاء في الصلابة واللين والتخلخل والتكاثف والرقة والغلظ ، الاختلاف الذي يقتضيه المعنى المذكور عن قريب.

وأما الجملة الثانية فهى المنفعة التي تتم بالشئون. فبعضها بالقياس إلى الدماغ نفسه بأن يكون لما غلظ من (٦) الأبخرة الممتنعة عن النفوذ في العظم نفسه (٧) لغلظه طريق ومسلك لتفارق (٨) فينقى (٩) الدماغ بالتحلل. ومنفعة بالقياس إلى ما يخرج من الدماغ من ليف العصب الذي (١٠) ينبت في أعضاء الرأس ليكون لها طريق. ومنفعتان تشتركان بين القطاع (١١) وبين شيئين آخرين. أحدهما بالقياس إلى العروق والشرايين الداخلة (١٢) إلى داخل الرأس لكى (١٣) يكون لها طريق. ومنفعة بالقياس إلى الحجاب الغليظ الثقيل فتتشبث (١٤) أجزاء منه بالشئون فيستقل (١٥) عن الدماغ ، ولا يثقل عليه.

والشكل الطبيعى لهذا العظم هو الاستدارة لأمرين (١٦) ومنفعتين : أحدهما (١٧) بالقياس إلى

__________________

(١) فإن : ومن ط.

(٢) وأما : فأما ط.

(٣) خلقه : خلقها د ، سا ؛ خلقتها ط ، م

(٤) واحد : واحدة د ، سا ، ط ، م.

(٥) إن : إذا ط ؛ ساقطة من م.

(٦) من : فى ط

(٧) نفسه : ساقطة من ط ، م.

(٨) لتفارق : لتفارقه ط ؛ ساقطة من د ، سا ، م

(٩) فينقى : ينقى د ، سا ؛ ساقطة من م.

(١٠) الذي : التي د ، سا ، ط ، م ؛ + ينفذ م

(١١) القطاع : الدماغ ط.

(١٢) الداخلة : إلى داخله د ؛ إلى داخله أى م.

(١٣) لكى : التي د ، سا ؛ الذي م.

(١٤) فتنشبث : فتنشبك د ، سا ، م.

(١٥) فيستقل : فيتسفل م.

(١٦) لأمرين : للأمرين ط

(١٧) أحدهما : إحداهما ط.

٢٥١

داخل ، وهو أن الشكل المستدير أعظم مساحة (١) مما يحيط به غيره من الأشكال المستقيمة الخطوط إذا تساوت (٢) الإحاطة (٣). والآخر (٤) بالقياس إلى خارج ، وهو أن الشكل المستدير لا ينفعل من المصادمات ما ينفعل عنه ذوات الزوايا ، وخلق إلى طول مع استدارته ، لأن منابت الأعصاب (٥) الدماغية موضوعة في الطول (٦) ، وكذلك (٧) يجب لئلا ينضغط. وله نتوءان إلى قدام وإلى خلف (٨) ليقيا الأعصاب (٩) المنحدرة من الجنبتين (١٠). ولمثل هذا الشكل دروز ثلاثة حقيقية ودرزان كاذبان. ومن الأول (١١) درز (١٢) مشترك مع الجبهة قوسى هكذا ويسمى الإكليلى (١٣). ودرز منصف لطول الرأس مستقيم يقال له وحده سهمى ، وإذا اعتبر من جهة اتصاله بالإكليلي قيل له سفودى ، وشكله كشكل (١٤) قوس يقوم في وسطه (١٥) خط مستقيم كالعمود ، وهو هكذا.

والدرز الثالث ، وهو مشترك بين الرأس من خلف وبين قاعدته ، وهو على (١٦) شكل زاوية متصل بنقطتها طرف السهمى ، ويسمى الدرز اللامى لأنه يشبه اللام في كتابة اليونانيين. وإذا انضم إلى الدرزين المقدمين صار شكله هكذا. وأما الدرزان الكاذبان فهما آخذان في طول الرأس على موازاة السهمى من الجانبين ، وليسا (١٨) بغائصين فى العظم تمام الغوص ، ولهذا يسميان القشريين (١٧).

وأما أشكال الرأس الغير الطبيعية فهى ثلاثة : أحدها أن ينقص النتوء المقدم فيفقد له من الدروز الدرز الإكليلى. والثاني أن ينقص النتوء المؤخر (١٩) فيفقد له من الدروز.

__________________

(١) مساحة : مسافة ب.

(٢) تساوت : تساوى م

(٣) الإحاطة : إحاطتها د ، سا ، ط ، م

(٤) والآخر : والأخرى ط.

(٥) الأعصاب : الأغصان سا

(٦) الطول : طوله ط ، م

(٧) وكذلك : فكذلك ط ؛ ساقطة من د.

(٨) وإلى خلف : وخلف د ، سا

(٩) ليقيا الأعصاب : ليفا للأعصاب م.

(١٠) الجنبتين : الجنبين م.

(١١) الأول : الأولى ط

(١٢) درز : دروز م : د ؛ سا ؛ ـ م.

(١٣) الإكليلى : الإكليل ب.

(١٤) كشكل : شكل ب

(١٥) وسطه : وسطها ط. : ط ؛ م. (١٦) وهو على : وعلى م.

ـ : هامش ب : م ؛ ط.

(١٧) وليسا : وليستا ط. (١٨) القشريين : القشريتين د ؛ القشرين م.

(١٩) المؤخر : المتأخر ط.

٢٥٢

الدرز اللامى. والثالث أن يفقد له النتوءان جميعا ، ويصير الرأس كالكرة متساوى (١) الطول والعرض.

قال فاضل الأطباء جالينوس (٢) : إن هذا الشكل لما تساوت (٣) فيه الأبعاد وجب في العدل أن تتساوى فيه (٤) قسمة (٥) الدروز. وقد كان قسمة الدروز في الأول للطول درز وللعرض درزان ، فيكون هاهنا للطول درز وللعرض كذلك درز واحد ، وأن يكون الدرز العرضى (٦) في وسط العرض من الأذن إلى الأذن ، كما أن الدرز الطولى في وسط الطول.

قال هذا الفاضل منهم : ولا يمكن أن يكون للرأس شكل رابع غير طبيعى ، حتى يكون الطول أنقص من العرض ، إلا وينقص من طول (٧) الدماغ أو جرمه شىء ، وذلك (٨) مضاد (٩) للحياة مانع عن صحة التركيب. وصوب قول مقدم الأطباء بقراط ، إذ جعل أشكال الرأس ثلاثة (١٠) فقط وللرأس بعد هذا (١١) خمسة عظام ، أربعة كالجدران ، وواحدة كالقاعدة. وجعلت هذه الجدران أصلب من اليافوخ ، لأن السقطات والصدمات عليها أكثر ، ولأن الحاجة إلى تخلخل القحف واليافوخ أمسّ لأمرين : أحدهما لينفذ (١٢) فيه البخار المتخلل (١٣) ؛ والثاني لئلا يثقل على الدماغ. وجعل أصلب الجدران مؤخرها ، لأنها (١٤) أغبب (١٥) عن (١٦) حراسة الحواس.

فالجدار الأول هو عظم الجبهة ، ويحده من فوق الدرز الإكليلى ، ومن أسفل درز يمتد من طرف الإكليلى مارا على العين عند الحاجب متصلا آخره بالطرف الثاني من الإكليلى. والجداران اللذان يمنة ويسرة فهما العظمان اللذان فيهما الأذنان ، ويسميان الحجريين لصلابتهما. ويحد كل واحد منهما من فوق الدرز القشرى ، ومن أسفل درز يأتى (١٧)

__________________

(١) متساوى : يتساوى : يتساوى ط.

(٢) جالينوس : ساقطة من د ، سا ، ط ، م

(٣) تساوت : تساوى ب ، د ، سا ، م.

(٤) فيه : ساقطة من ط

(٥) قسمة : ساقطة من د.

(٦) العرض : العرضى د.

(٧) طول : بطون ب.

(٨) وذلك : + شىء ط ، م

(٩) مضاد : يضاد ط.

(١٠) ثلاثة : أربعة ط

(١١) هذا : ساقطة من ط.

(١٢) لينفذ : لتنفيذ م.

(١٣) المتخلل : المتخلخل ط ، م

(١٤) لأنها : لأنه ط

(١٥) أغبب : أعنيت د ، سا ، م ؛ غايب ط ؛ [غبب عن القوم : دفع عنهم (لسان العرب)].

(١٦) عن : على سا.

(١٧) يأتىء : ناتئ د.

٢٥٣

من طرف الدرز اللامى ويمر منتهيا إلى ـ الإكليلى ، ومن قدام جزء من الإكليلى ، ومن خلف (١) جزء من اللامى. وأما الجدار الرابع فيحده من فوق الدرز اللامى ، ومن أسفل الدرز المشترك بين الرأس والوتد ويصل بين طرفى اللامى. وأما قاعدة الدماغ فهو (٢) العظم الذي يحمل سائر العظام ، ويقال له الوتدى. وخلق صلبا لمنفعتين : إحداهما أن الصلابة تعين على الحمل ، والثانية (٣) أن الصلب أقل قبولا للعفونة من الفضول. وهذا العظم موضوع تحت فضول تنصب (٤) دائما ، فاحتيط في تصليبه. وفي كل واحد من جانبى الصدغين عظمان صلبان يستران (٥) العضل (٦) المارة (٧) في الصدغ ، ووضعهما في طول الصدغ على الوراب ويسميان الزوج.

قال الفيلسوف : اللمس ليس مبدؤه من الرأس ، بل (٨) من القلب. وكذلك الحس الذوقى (٩) فإنه لمس ما. وقد قيل في هذا ما قيل ويحتاج أن نتأمله. وأما الحس البصرى والسمعى والشمى (١٠) فإنه وإن كان مبدؤه القلب فالقلب نفسه لا يرى ولا يسمع ولا يشم ، بل آلات هذه الأفعال في الدماغ. قال : وأما آلة اللمس فهو اللحم أو العصب (١١) ، وكلاهما موجودان في القلب. كأنه يقول : إن بعض أفعال هذه القوى يتم للمبدإ بنفسه ، وبعضها لا يتم. كما يقول الأطباء : إن الدماغ يلمس بنفسه ولا يبصر بنفسه.

__________________

(١) خلف : خلفه د.

(٢) فهو : فهى ط ، م.

(٣) والثانية : والثاني د ، سا ، ط ، م.

(٤) تنصب : + إليه ط.

(٥) يستران : يستتران ط

(٦) العضل : العصب ط

(٧) المارة : المار ط.

(٨) بل : لكن ط ، م.

(٩) الذوقى : الدرقى م.

(١٠) والشمى : ساقطة من م.

(١١) أو العصب : والعصب سا ، ط ، م.

٢٥٤

الفصل الثالث عشر

(م) فصل (١)

فى تشريح آلات البصر وعضلها

فنقول : أما (٢) الإبصار ، فيحتاج فيه إلى (٣) رطوبة مائية صافية تقبل الأشباح. فبالحرى أن تكون آلته جوهرا دماغيا مثل البردية. وأما السمع والشم ، فيحتاجان إلى آلتين (٤) يدخل إليهما الهواء ، ويفعل فيهما غير الفعل الذي من الحر والبرد واليبوسة والرطوبة. وقوة الإبصار ومادة الروح الباصرة (٥) تنفذ إلى العين من طريق العصبتين المجوفتين اللتين عرفتهما.

ويغشى هاتين العصبتين ثلاثة أغشية : اثنان ينبتان معهما من الغشاءين اللذين للدماغ وهما : رقيق من تحت ، وصفيق من فوق ، والثالث غشاء ينحدر إلى العين من جملة (٦) الغشاء المجلل للقحف. وإنما جوفت العصبتان لينفذ فيهما الجسم اللطيف أعنى الروح (٧) النفسانى الباصر ، وهو المسمى روحا باصرا ، الذي تحول السدة (٨) الغائرة (٩) عن نفوذه إلى الحدقة ، وإنما (١٠) يتصلان (١١) بالعين ليحسن اعتماد (١٢) كل واحد منهما على الآخر ، واستناده إليه (١٣) فلا يسترخى ، وليكون (١٤) لتأدية الإبصار مجمع واحد.

ولذلك ما يوجب انكسارها دون الرؤية رؤية (١٥) الواحد اثنين ، وعلى نحو ما قلنا حيث شرحنا أمر الحس ، ولتكون الروح المنصبة إلى إحدى العينين ممكنة (١٦) من الرجوع

__________________

(١) فصل : الفصل الثالث عشر ط ؛ ساقطة من د.

(٢) أما : إن ط

(٣) إلى : ساقطة من د.

(٤) التين : ثقبين د ؛ ثقبتين سا ؛ آلتين ثقبتين ط.

(٥) الروح الباصرة : الجليدية د ، م ؛ الجليدية الروح سا ، ط.

(٦) جملة : جهة م

(٧) أعنى الروح : الحامل للروح د ، سا ، ط ، م.

(٨) السدة : السرة د ؛ لشدة م

(٩) الغائرة : السائرة بخ.

(١٠) وإنما : إنماط

(١١) يتصلان : يفصلان م

(١٢) اعتماد : لاعتماد م

(١٣) إليه : ساقطة من سا.

(١٤) وليكون : فيكون سا ؛ ويكون ط.

(١٥) رؤية : ساقطة من د.

(١٦) ممكنة : متمكنة ط.

٢٥٥

بقوتها إلى العين الأخرى من طريق قريب (١) إذا أصابت تلك العين آفة أو منع ؛ وهذا شىء قد مر (٢) لك. وإذا انحدرت العصبة والأغشية التي تصحبها (٣) إلى الحجاج اتسع (٤) طرف كل واحد منهما ، وامتلأ وانبسط ، واتسع (٥) اتساعا يحيط بالرطوبات التي في الحدقة التي أوسطها الجليدية ، وهي رطوبة صافية كالبرد والجليد (٦) مستديرة ينقص (٧) من تفرطحها من قدامها (٨) استدارتها. وقد فرطحت ليكون المتشبح فيها أوفر مقدارا (٩) ويكون للصغار من المرئيات (١٠) قسم بالغ يتشبح فيه (١١) ، ولذلك (١٢) فإن مؤخرها يستدق يسيرا ليحسن انطباقها في الأجسام الملتقمة لها (١٣) المستعرضة المستوسعة عن دقة فيحسن (١٤) التقامها إياها. وجعلت هذه الرطوبة في الوسط ، لأنه أولى الأماكن بالحرز وجعل وراءها رطوبة أخرى تأتيها من الدماغ لتغذوها ، فإن بينها وبين الدم الصرف تدريجا.

وهذه الرطوبة تشبه الزجاج الذائب (١٥) صفاء يضرب إلى قليل حمرة. أما (١٦) الصفاء فلأنها تغذو الصافى ، وأما قليل الحمرة فلأنها من جوهر الدم. ولم تستحل إلى مشابهة ما يغتذى به تمام الاستحالة ، وإنما أخرت هذه الرطوبة عنها لأنها من بعث الدماغ إليها بتوسط الشبكى ، فيجب أن تلى جهته.

وهذه الرطوبة تعلو النصف المؤخر من الجليدية إلى أعظم دائرة فيها (١٧) ، وقدامها رطوبة أخرى تشبه بياض البيض وتسمى بيضية ، وهي كالفضل عن جوهر الجليدية. وفضل الصافى صاف. ووضعت من قدام لسبب متقدم ولسبب (١٨) كالتمام. والسبب المتقدم هو أن جهة الفضل مقابلة (١٩) لجهة الغذاء. والسبب التمامى (٢٠) أن يتدرج (٢١) حمل الضوء على الجليدية

__________________

(١) قريب : ساقطة من ط ، م.

(٢) قد مر : قدم د (٣) التي تصحبها : ساقطة من د ، سا ، ط ، م

(٤) اتسع : ليتسع م (٥) واتسع : ساقطة من ب.

(٦) والجليد : والجليدية ط ، م

(٧) ينقص : + من م (٨) تفرطحها من قدامها : من تفرطح قدامها طا.

(٩) مقدارا : ساقطة من د ، سا ، م.

(١٠) المرئيات : + منه د ، سا ، ط ، م

(١١) يتشبح فيه : ساقطة من د ، سا ، ط ، م

(١٢) ولذلك : وكذلك م. (١٣) لها : ساقطة من د

(١٤) فيحسن : فليحسن ط.

(١٥) الذائب : + ولون الزجاج الذائب سا ، ط ، م

(١٦) أما : وأما ط ، م. (١٧) فيها : ساقطة من د

(١٨) لسبب متقدم ولسبب : بسبب متقدم وبسبب د ، ط ؛ بسبب متقدم ولسبب م.

(١٩) مقابلة : مقابل ب ، م (٢٠) التمامى : النامى م

(٢١) يتدرج : يدرج د ، سا ، ط ، م.

٢٥٦

ويكون كالجنة لها. ثم أن (١) طرف العصبة يحتوى على الزجاجية والجليدية إلى الحد الذي بين الجليدية (٢) والبيضية. والحد الذي تنتهى عنده الزجاجية (٣) عند الإكليل احتواء الشبكة على الصيد ، فلذلك تسمى شبكية (٤) وينبت عن طرفها نسج عنكبوتى يتولد منه (٥) صفاق لطيف تنفذ معه خياطات من الجزء المشيمى الذي سنذكره.

وذلك الصفاق (٦) حاجز بين الجليدية وبين البيضية (٧) ، ليكون بين اللطيف والكثيف حاجز ما ، وليأتيه غذاء من أمامه نافذ إليه من الشبكى والمشيمى. وإنما (٨) كان رقيقا كنسج العنكبوت ، لأنه لو كان كثيفا قاتما في وجه الجليدية لم يبعد أن يعرض منه (٩) لاستحالاته (١٠) أن يحجب الضوء عن الجليديّة من طريق (١١) البيضية.

وأما طرف الغشاء الرقيق فإنه يمتلئ وينتسج عروقا كالمشيمة ، لأنه منفذ الغذاء بالحقيقة. وليس يحتاج إلى أن تكون جميع (١٢) أجزائه مهيأة للمنفعة الغذائية ، بل الجزء المؤخر ، ويسمى مشيميا. وأما ما جاوز ذلك الحد إلى قدام فيثخن صفاقا إلى الغلظ ما هو ، ذا لون آسمانجوني بين البياض والسواد ، ليجمع البصر ، ويعدل الضوء فعل إطباقنا البصر عند الكلال التجاء إلى الظلمة والضوء ، أو إلى التركيب من الظلمة والضوء (١٣) ، وليحول (١٤) بين الرطوبات وبين القرنى الشديد الصلابة ، ويقف كالمتوسط العدل ، وليغذو القرنية بما يتأدى إليه من المشيمية (١٥) ، ولا تتم إحاطته من قدامه ، لئلا يمنع تأدى الأشباح إلى الجليدية ، بل يخلى (١٦) قدامه فرجة وثقبة ، كما يبقى من العنب عند نزع ثفروقه عنه. وفي تلك الثقبة العنبية (١٧) تقع (١٨) التأدية ؛ وإذا انسدت (١٩) منعت الإبصار (٢٠). وفي باطن هذه الطبقة العنبيّة

__________________

(١) أن : ساقطة من د. (٢) إلى الحد الذي بين الجليدية : ساقطة من م.

(٣) الزجاجية عند : ساقطة من د.

(٤) شبكية : شبكة د (٥) منه : من ط ، م.

(٦) وذلك الصفاق : ساقطة من م.

(٧) وبين البيضية : والبيضية ط.

(٨) وإنما : فإنما م. (٩) منه : ساقطة من م.

(١٠) لاستحالاته : لاستحالة

(١١) من طريق : إلى سا ، م.

(١٢) جميع : بجميع ط.

(١٣) التجاء إلى الظلمة والضوء أو إلى التركيب من الظلمة والضوء : التجاء إلى الظلمة والضوء ط ؛ ساقطة من د ، سا ، م.

(١٤) وليحول : ويحول د ، سا ، م.

(١٥) المشيمية : المشيمة د ، سا ، ط.

(١٦) يخلى : على د ، سا ، ط ، م.

(١٧) العنبية : ساقطة من د ، سا

(١٨) تقع : منفذ به ط ؛ منفذ م

(١٩) انسدت : فسدت د ، سا ، طا

(٢٠) الإبصار : الاتصال ط ، م.

٢٥٧

خمل حيث يلاقى الجليدية لتكون أشبه بالمتخلخل اللين ، ويقل أذى مماسته (١). وأصلب (٢) أجزائه مقدمه حيث يلاقى الطبقة القرنية الصلبة ، وحيث ينثقب ليكون ما يحيط بالثقبة أصلب. والثقبة مملوة (٣) رطوبة بيضية للمنفعة المذكورة وروحا يدل عليه (٤) ضمور ما يوارى (٥) الثقبة عند قرب الموت.

وأما (٦) الحجاب الثاني فإنه صفيق جدا ليحسن الضبط ، ويسمى مؤخره طبقة صلبة وصفيقة ، ومقدمه يحيط بجميع الحدقة ، ويشف لئلا يمنع الإبصار ، فيكون لذلك في لون القرن (٧) المرقق بالنحت والجرد ، ويسمى لذلك قرنية. وأصفق أجزائه ما يلى قدامه (٨) ، وهي بالحقيقة مؤلفة (٩) من طبقات رقاق أربع كالقشور المتراكبة ، إن انقشرت منها واحدة لم تعم (١٠) الآفة. ومنها ما يحاذى الثقبة ؛ لأن ذلك الموضع إلى الستر والوقاية أحوج.

وأما الثالث فيختلط بعضل (١١) حركة الحدقة ويمتلئ كله لحما أبيض دسما ليلين العين والجفن ويمنعها أن تجف ، وتسمى (١٢) جملته الملتحمة.

فأما العضل المحركة للمقلة فهى عضل ست ، أربع منها في جوانبها الأربع فوق وأسفل والماقين (١٣) كل واحدة (١٤) منها (١٥) يحرك إلى جهته (١٦) ، وعضلتان إلى التوريب ما هما (١٧) تحركان إلى الاستدارة. ووراء المقلة عضل تدعم العصبة المجوفة فتقلها وتمنعها الاسترخاء المجحظ وتضبطها عند التحديق. وهذه العضلة قد عرض لأغشيتها الرباطية من التشعب ما شكك فى أمرها. فهى عند بعض المشرحين (١٨) عضلة واحدة وعند بعضهم عضلتان ، وعند بعضهم ثلاث ؛ وعلى كل حال فرأسها رأس (١٩) واحد.

__________________

(١) مماسته : + خشونة سا. (٢) وأصلب : وأصل م.

(٣) مملوة : تملؤها ط ؛ تملؤه م

(٤) عليه : ذلك على د ؛ على ذلك سا.

(٥) يوارى : يوازى د ، ط.

(٦) وأما : فأما ط ، م.

(٧) القرن : القرنى م

(٨) قدامه : قدام د ، سا ؛ قداما م.

(٩) مؤلفة : كالمؤلفة ب ؛ مؤلفا م.

(١٠) تعم : تقم سا ؛ يغيم ط.

(١١) بعضل : ساقطة من د.

(١٢) وتسمى : تسمى د ، سا ؛ فسمى ط ؛ فتسمى م.

(١٣) والماقين : والماقان ط ، م

(١٤) واحدة : واحد د ، سا ، ط ، م

(١٥) منها : منهما د ، ط ، م ؛ ساقطة من سا

(١٦) جهته : جهة ط (١٧) هما : هو م.

(١٨) المشرحين : المتشرحين ط. (١٩) رأس : ساقطة من د ، سا ، ط ، م.

٢٥٨

وأما الجفن فلما كان الأسفل منه غير محتاج إلى الحركة ، إذ الغرض يتأتى ويتم بحركة الأعلى وحده (١) فيكمل به التغميض (٢) والتحديق. وعناية الله تعالى مصروفة (٣) إلى تقليل الآلات ما أمكن إذا (٤) لم تخل (٥) ، إذ في التكثير (٦) من الآفات ما تعرف. وإنه وإن كان قد يمكن أن يكون الجفن الأعلى ساكنا والأسفل متحركا ، فإن (٧) عناية الصانع مصروفة إلى تقريب الأفعال من مباديها وإلى توجيه الأسباب إلى غاياتها على أعدل طريق وأقوم منهاج.

والجفن الأعلى أقرب إلى منبت الأعصاب ، فتعليق العضل به أصوب ، وأيضا فإن العصب (٨) إذا سلك إليه لم يحتج إلى انعطاف وانقلاب. ولما كان الجفن الأعلى يحتاج إلى حركتى الارتفاع عند فتح الطرف والانحدار عند التغميض وكان التغميض يحتاج إلى توتير عضلة (٩) جاذبة إلى أسفل ، لم يكن بد من أن يأتيها العصب منحرفا (١٠) إلى أسفل فمرتفعا إليه. وكان (١١) حينئذ لا يخلو إن كانت واحدة من أن تتصل إما بطرف الجفن وإما بوسط الجفن ، ولو اتصلت بوسط الجفن لغطت الحدقة صاعدة إليه. ولو اتصلت بطرف لم تتصل إلا بطرف واحد فلم يحسن انطباق الجفن على الاعتدال ؛ بل كان يتورب فيشتد (١٢) التغميض (١٣) في الجهة التي تلاقى الوتر أولا (١٤) ، ويضعف في الجهة الأخرى. فلم يكن يستوى (١٥) الانطباق بل كان يشاكل انطباق (١٦) جفن (١٧) الملقو. فلم تخلق عضلة واحدة ، بل عضلتان تأتيان من جهة الموقين تجذبان الجفن إلى أسفل جذبا متشابها.

وأما فتح الجفن فقد كان يكفيه عضلة تأتى وسط الجفن فيبسط طرف وترها على حرف الجفن ، وإذا تشنجت فتحت. فخلقت لذلك واحدة تنزل على الاستقامة بين الغشاءين ، فتتصل مستعرضة بجرم شبيه بالغضروف منفرش تحت منبت الأشفار. وأما الهدب فقد خلق لدفع ما يطير إلى العين وينحدر إليها (١٨) من الرأس ولتعديل

__________________

(١) وحده : ساقطة من م

(٢) التغميض : التغمض م

(٣) مصروفة : + جل جلاله د.

(٤) إذا : إن د ، سا ، وط ، م

(٥) تخل : + آفة د (٦) التكنير : الكثير م.

(٧) فإن : كأن د ، سا. (٨) العصب : العضل م.

(٩) عضلة : عضل م

(١٠) منحرفا : متحركا م.

(١١) وكان : فكان د ، سا ، ط ، م.

(١٢) فيشتد : ويشتد د ، سا

(١٣) التغميض : ساقطة من د ، سا ، ط ، م

(١٤) أولا : ساقطة من د.

(١٥) يكن يستوى : يمكن أن يستوى بخ.

(١٦) الانطباق : ساقطة من م

(١٧) جفن : الجفن د.

(١٨) إليها : إليه د ، سا ، م.

٢٥٩

الضوء (١) بسواده ، وجعل مغرسه (٢) غشاء يشبه الغضروف ليحسن (٣) انتصابها عليها ، فلا يضطجع لضعفه ، وليكون للعضلة الفاتحة للعين مستند كالعظم ليحسن تحريكه.

والحيوان الذي جلده صلب لا يطيع جلده للطرف السريع ، ولم (٤) يخلق له جفن ، خلق عينه (٥) صلبا. وأما ما له جلد لين فخلق عينه لينا يغطيه (٦) جفن. وما (٧) كان يبيض فإنه (٨) يطرف من جفنه الأسفل.

وما كان من ذوات الأربع فإنه يغمض بالجفن الأسفل ويطرف بحجاب يجرى عليه لأن جلده غليظ بسبب الشعر وخصوصا جلدة رأسه (٩) ، وسبب الطرف أن يدفع عن (١٠) جلدة حدقة العين رطوبة إن سالت عليه أو هواء إذا (١١) ضرّ (١٢) به. وليس يطرف البيّاض من ذوات الأربع طرف الطير ، وإن كان يغمض العينين (١٣). لأنه ليس يحتاج إلى أن يكون فى عينيه رطوبة لطيفة لأجلها يرى من بعيد حاجة الطير ، لأن مدى طلبه قريب.

ويقرب منه حال الطائر الأرضى الذي لا يحلق (١٤) كالدّرّاج (١٥) والدجاج (١٦).

وأما السمك الجاسى الجلد فلا جفن له ، بل عينه إلى الصلابة ، ولبعض السمك أجفان ، وليس يحتاج السمك إلى التحديق الشديد.

ولا هدب يعتد به في الجفن الأعلى إلا الإنسان ، فإن كان لغيره هدب ففى الجفن الأسفل وتحت الشفر. وهذا لفرط العناية.

ولا شعر في إبط غير الإنسان. ولا حيوان كثير شعر الرأس غير الإنسان. والسبب فيه وفور دماغه ، وانتصاب قامته ، وليكون لدماغه اللطيف جنة. وكذلك الحاجبان إنما هما للإنسان خاصة (١٧). والشاربان للإنسان فقط. وللتيس شبيه (١٨) اللحية.

__________________

(١) الضوء : العضو م (٢) مغرسه : مفرشه م

(٣) ليحسن : يحسن د ، سا ؛ فلا يحسن م.

(٤) ولم : فلم د ، سا ، ط ، م.

(٥) عينه : عينيه ط (٦) لينا يغطيه : لينة يغطيها ط ، م

(٧) وما : ما د ، سا م ؛ فما ط

(٨) فإنه : فأربع م. (٩) جلدة رأسه : جلد رأسه ط

(١٠) عن : ساقطة من ب.

(١١) إذا : إن د ، سا ، ط ، م

(١٢) ضر : أضر د ، سا.

(١٣) العينين : العين د.

(١٤) لا يحلق : يحلق م

(١٥) كالدراج : كالتدرج ب ، خ ، د ، سا ، ط ، م ، [الدراج : من طير العراق ، أرقط (لسان العرب)]

(١٦) والدجاج : والدراج سا.

(١٧) خاصة : فقط د ، سا ؛ ساقطة من م

(١٨) شبيه : ساقطة من ط.

٢٦٠