الشّفاء ـ طبيعيّات

أبو علي حسين بن عبد الله بن سينا [ شيخ الرئيس ابن سينا ]

الشّفاء ـ طبيعيّات

المؤلف:

أبو علي حسين بن عبد الله بن سينا [ شيخ الرئيس ابن سينا ]


المحقق: الدكتور عبدالحليم منتصر و سعيد زايد و عبدالله إسماعيل
الموضوع : العلوم الطبيعيّة
الناشر: منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٢

المقالة التاسعة

من (١) الفن الثامن من جملة الطبيعيات (٢) (٣)

الفصل الأول

(ا) فصل (٤)

فى حال الإدراك والمنى والطمث (٥) وذكر الاختلاف في ذلك

ولنتكلم في ولاد الناس وتكوين الجنين فنقول : إن الإنبات كالإزهار ، والاحتلام كالإثمار. وأول آيات البلوغ تغير (٦) الصوت واستحالته إلى خشونة (٧) لا ينسب إلى حدة ، ولا إلى ثقل ، بل يكون كنغمة الوتر الغير المستوى الأجزاء إذا استرخى خاصة لنداوة به ، فإنها (٨) إذا نقرت كانت النغمة خشنة مختلطة من حدة وثقل. وكذلك فإن قصبة الرئة والعضلات التي للحنجرة يعرض لها ـ قبيل (٩) أن تنضج بالإدراك التام ـ اختلاف أجزاء في اللين والصلابة والرطوبة. ثم إذا جامع المراهق بسرعة ، جفت آلات صوته ، فمال صوته إلى مشاكلة أصوات الرجال بسرعة. ومنهم من يتعاهد صوته فيحفظه (١٠) على السلامة ، كما يفعل المغنون. ويعرض في ذلك الوقت أيضا امتلاء الثديين غدة تتحلل ، وانشقاق الأرنبة. والسبب في ذلك الانشقاق جفاف الغضروف ، فينفصل جزاءه. والمنى يتكون بعد أسبوعين من السن ، ويقوى بعد الأسبوع الثالث. والنساء

__________________

(١) من (الأولى) : ساقطة من د

(٢) من ... الطبيعات : ساقطة من ب ؛ منه ستة فصول ط

(٣) الطبيعيات. : + وهي ستة فصول د [ثم تذكر هذه النسخة عناوين الفصول الستة] ؛ + ستة فصول سا.

(٤) فصل : فصل أ ب ؛ الفصل الأول د ، ط.

(٥) والطمث : ساقطة من ب.

(٦) تغير : تغيير ط

(٧) خشونة : الخشونة ط.

(٨) فإنها : فإنه ب.

(٩) قبيل : قبل ب.

(١٠) فيحفظه : ويحفظه ط.

١٤١

يدركن بالطمث (١) ، وحينئذ تظهر أثداؤهن. ويعرض لمن يفرط (٢) في الاستمناء من المراهقين ليس فقد اللذة فقط (٣) ، بل ضدها وهو الأذى والغم والفتور. والطمث في أول الأمر دم كدم الذبيح ، ويكون قبل الإدراك إلى البياض. ويتغير أيضا صوت الجوارى فى سن الرهاق ، وإن كان صوتهن على كل حال أحدّ ، حتى أن زمرهن أحد من زمر الرجال (٤). ويشتقن إلى الجماع مع دور الطمث. وكلما جامع الرجال أكثر ، أو جومعت النساء أكثر ، كانوا أشوق إليه من التارك لانفتاح السبل (٥) ولتوزيع الطبيعة المنى على العادة. ويبلغ من شدة ذلك أن يستلدوا بذكر الجماع. ومن الرجال من (٦) لا يحتلم (٧) البتة ، ومنهم من لا منى له ، لآفة (٨) أصابت المزاج ومنهن (٩) من لا تطمث ، والأجساد تتغير من النعمة عند الإدراك ، وربما انتقلت من سلامة إلى مرض ، أو من (١٠) مرض إلى سلامة.

أقول : كثير ممن به علة كالصرع وغيره ، يزيله الاحتلام. قال : وربما أخصب المدرك ، وربما هزل (١١) ، فإنه إن كانت الفضول كثيرة أدى الطمث والاحتلام إلى نقاء ، وإن كانت قليلة أدى إلى ضعف. ومن كان منهن في جسدها فضل كثير ، وكان يمنع عن تصرف القوة النامية حق التصرف ، عظم ثديها (١٢) بعد الطمث. والمنى النصيح (١٣) المذكر ، هو الذي يكون بعد الأسبوع الثالث في أكثر الأمر. وكذلك الجارية التي لم يأت عليها ثلاثة أسابيع ، فإنها تكون ضعيفة على الحبل ، ومصفرة ، وممرضة (١٤) ، وتقاسى أوجاعا ، وخصوصا عند الطلق. والمفرط في الجماع يشيخ قبل غيره. وكذلك الجارية التي ولدت كثيرا ، ويعرض لها سقوط شهوة الجماع. وأفضل المنى أخثره ، وأما الرقيق الخيطى فلا يولد إلا الإناث.

__________________

(١) بالطمث : + فى المنى ط

(٢) يفرط : يفرطه ط.

(٣) فقط : ساقطة من سا ، ط.

(٤) الرجال : ساقطة من ب ، م.

(٥) السبل : السبيل د ، ط.

(٦) من (الثالثة) : أن ط

(٧) لا يحتلم : يحتلم د.

(٨) لآفة : لآفات ط ؛ لأنه م

(٩) ومنهن : منهم سا ، م.

(١٠) أو من : من ب.

(١١) هزل : أهزل ط.

(١٢) ثديها : بدنها ب ، سا ، م.

(١٣) النصيح : النضيج ط ؛ [نصح الشىء خلص. (لسان العرب)].

(١٤) وممرضة : ممرضة د ، سا ، ط.

١٤٢

وأكثر هيجان الطمث عند الاجتماع والاستقبال ؛ لأن (١) لاختلاف حالات القمر تأثيرا في الرطوبات ، وغير ذلك من المد والجزر ، وفي سائر ما قيل في موضعه. والتي يتأخر طمثها من النساء تتأذى بأوجاع. ويعرض لجميعهن عند قرب الطمث ثقل في البدن ، وربما عرض من احتباسه اختناق.

والحمل الطبيعى ما يوافق (٢) الطهر ، وإن كان الطامث قد تحبل ؛ وإن كان من النساء أيضا من إذا طهرت انغلق باب رحمها. والحامل لا تطمث إلا في الندرة ، لأن الطمث ينصرف إلى غذاء الجنين ، فإن طمثت أضعفت الولد. وربما أدى دور الطمث إلى الإسقاط. وإذا اشتدت الرطوبة بالرحم كانت (٣) مزلقة للمنى.

والحيوانات الأخرى (٤) بعضها لا يطمث ، وبعضها يطمث أقل من طمث النساء ، كأن الفضلات فيها تتحلل في الشعر ، وفي الفلوس (٥) ، والقشور ، وفي البول الكدر. وهي أيضا أكثر رياضة. وما (٦) يجتمع (٧) في الإنسان من المنى ، أكثر مما يجتمع في سائر الحيوانات التي تناسبه في القد. وذكر أن الأبيض المعتدل السمن ، أكثر منيا من الأسود والأسمر ، والسبب فيه كثرة الرطوبة ؛ ولا يبعد عندى أن يكون السمر والسود يكثر فيهم المنى بسبب القوة والحرارة ، فإن القوة تحصل في المادة ما لا يحصله الضعف مع حضور العنصر.

وحكى (٨) أن البيض أيضا أنشب (٩) للمنى (١٠) وأجذب من السمر ، وإذا حبلت المرأة يبس عنق فرجها.

أقول : وذلك لأن الفرج إنما يترطب من رطوبة الرجال ، أو رطوبة النساء ؛ فإذا جذب الرحم المنى جذبا عنيفا وافرا قويا ، لم يبق في خارج الفرج إلى باب الرحم منى

__________________

(١) لأن : كان ب ، د ، سا ، طا.

(٢) ما يوافق : ما وافق ب.

(٣) كانت : كان ط ، م.

(٤) الأخرى : الأخر ب ، م.

(٥) وفي الفلوس : والفلوس د ، سا.

(٦) وما : ومما ط ، م

(٧) يجتمع : يجمع ط.

(٨) وحكى : وذكر د ، سا

(٩) أنشب : أنشف د ، سا ، طا ؛ اشتق ط

(١٠) للمنى : المنى م.

١٤٣

أو رطوبة ؛ وإذا علق انضم باب الرحم فلم يسل إلى خارج شىء (١) من رطوبة. على أن الرطوبة للنساء (٢) مطلوبة لغرض (٣) ، على ما سنشرحه بعد ، فأما إن كان باب الفرج بعد الغلق أملس رطبا ، فقد زلق المنى أو سيزلق. قال : ولذلك يؤمر أن يدهن فم الرحم بقطران ، أو يعالج بأسفيداج أو كندر مدوفين (٤) في زيت. أقول : أما القطران ، فإن من طبيعته أنه إذا أصاب فم الرحم ، ووصلت رائحته إلى المنى ، فسد المنى وزلق ، فيشبه أن تكون الرحم تشمئز طبعا عنه وإذا اشمأزت (٥) عن شىء بعدت (٦) عنه طبعا إلى خلاف جهته (٧) ، كما (٨) إذا لاءمها (٩) الشىء (١٠) مالت (١١) إليه. فيشبه (١٢) أن يكون الغرض فيما يعمل به (١٣) أن يرتفع الرحم إلى فوق ويشتد العلوق. وأما الكندر والإسفيداج فلتشديد فم الرحم وقبضها وتجفيفها (١٤) لئلا تزلق. وهذا بعد المجامعة والعلوق. وأما إذا فعل شىء من هذا مع المجامعة لم يعلق ، لإفساد (١٥) مزاج الرحم والمنى. وإذا (١٦) لم ينزلق (١٧) المنى سبعة أيام فقد علق علوقا جيدا. وربما طمثت المرأة بعد ثلاثين ، واحتلم الذكر بعد أربعين.

وأما النفاس (١٨) فمدته (١٩) أربعون يوما. ونزول الطمث في الحبالى غير طبيعى ، إنما الطبيعى صعوده إلى الثدى. والحبلى تحس بما في بطنها ، وتدرك ثقله من جانب الأربيتين ، وذلك في المهازيل أوضح. والذكر أكثر ما يكون في الناحية اليمنى ، والأنثى أكثر ما يكون فى الناحية اليسرى ، لأنها أبرد. وكثيرا ما يكون الذكر (٢٠) في اليسار. وذلك لأنه إن كان المنى قويا حارا لم يلتفت إلى برودة المكان.

أقول : ويليق بنا أن نذكر حال الاختلاف في المنى والجنين في هذا الموضع ،

__________________

(١) شىء من : ساقطة من ب ، د ، سا ، م.

(٢) للنساء : للنساء هي ب ؛ التي للنساء د ، سا ؛ التي للنساء هي ط.

(٣) لغرض : ساقطة من د.

(٤) مدوفين : مدافين د ، مذابين سا ؛ مدقوقين ط ؛ [داف الشىء دوفا وأدافه : خلطه ، وأكثر ذلك في الدواء والطيب. (لسان العرب)].

(٥) اشمأزت : اشمأز سا (٦) بعدت : بعد سا.

(٧) جهته : جهة ط ؛ جهة ماد

(٨) كما : كلما ط (٩) لاءمها : لاءمه سا

(١٠) الشىء : شىء سا ؛ ساقطة من د

(١١) مالت : مال سا (١٢) فيشبه : ويشبه ب.

(١٣) به : منه د ، سا. (١٤) وقبضها وتجفيفها : وقبضه وتجفيفه ب.

(١٥) لإفساد : + ذلك د ، سا

(١٦) وإذا : وأما إذا ط ، م (١٧) ينزلق : يزلق د ، ط.

(١٨) وأما النفاس : والنفاس ط

(١٩) فمدته : مدته ط.

(٢٠) الذكر : ساقطة من ب.

١٤٤

لا على النسق الذي في التعليم الأول ، بل على ما نراه في وقتنا أولى. فنقول أولا : إنه قد يظهر من رأى المعلم الأول في بادئ الأمر أنه ليس من جهة المرأة إلاّ دم الطمث فقط (١) وأن المنى للرجل فقط ، وأن المرأة لا تنزل. وحقيقة رأيه في ذلك شىء آخر نعبر عنه (٢) أوضح ، إذا بلغنا موضعه. وأما هاهنا فنقول قولا : إن جميع ما هو منى سواء كان للرجال وللنساء ، فهو دم ، وإنه دم متغير تغيرا ما ، وإن اسم المنى ليس يقع على منى الرجال ومنى النساء إلا باشتراك الاسم ، فإذا سمى أحدهما منيا ، فليس يصلح أن يسمى الآخر منيا بذلك المعنى. وإنه ليس في المشهور لهما معنى جامع جنسى أو عرضى ، يكون اسم المنى موضوعا له ، فيكون لما تحته بالتواطؤ ؛ بل الشىء الذي يسميه الناس منيا من الجهة التي يسمونه منيا لا يوجد للنساء ، وإن المعنى المفهوم من الإنزال أيضا لا يوجد للنساء. وليس يمنع ذلك أن يكون لهن شىء غير دم الطمث الصرف ، بل دم متغير فى الآلات التي لهن تغيرا هو أقرب إلى جوهر منى الرجال من سائر الطمث. وأنه لا مانع يمنع أن (٣) تسمى كل رطوبة تتولد عن الدم في الرحم طمثا ، فإن الناس يسمون البياض والصفرة طمثا أيضا. وبالجملة لا خصوصية في أن يسمى شىء باسم ، أو يمنع أن يسمى ، اللهم إلا أن يكون المعنى يوجب موافقة فيقتضى المشاركة في الاسم. وأما إذا كان المعنى مختلفا ، لم يمنع ذلك لا الاختلاف في الاسم ولا الوفاق فيه. نقول أيضا : ولا مانع يمنع أن يكون للنساء تحريك للمنى (٤) من موضع إلى موضع يلتذذن به ، ولا يكون ذلك إنزالا ، بل الإنزال في اللغة هو الدفع إلى ما تحت (٥). أما النساء فإنما (٦) لهن إصعاد للمنى إن كان حالهن على ما نعلمه من التشريح ، ومن هيئة الآلات التي لهن بدل أوعية المنى للرجال. فيجب أن نعلم (٧) هاهنا هذه الأشياء على سبيل الجملة ، ثم سنوضح القول فيها بعد.

وأيضا فإنه يظن بالمعلم الأول أنه يرى أن المنى لا يخالط (٨) المتكون ، ولا يكون جزءا

__________________

(١) فقط : ساقطة من م.

(٢) عنه : به ب.

(٣) أن : عن ط.

(٤) للمنى : المنى ط.

(٥) ما تحت : تحت د ، سا

(٦) فإنما : فإنها ط.

(٧) نعلم : + أن د ، م.

(٨) لا يخالط : لا يخالطه م.

١٤٥

منه ، وأنه يتحلل. وليس رأيه كذلك ، بل عنده أن المنى وإن خالط فيخالط على أنه فاعل ، لا على أنه المادة (١) ، ولكنه يجرى في الأعضاء مع المادة التي للإناث من غير أن يكون هيولى يتكون (٢) منه العضو ، بل يكون جزءا ساريا فيه كالمبدإ المحرك وأنه إنما (٣) تتكون عنه الروح في المولود ، فإنه يلطف جدا ، أو يكون أصلا للروح الذي في المولود ، الذي يحمل القوة النفسانية.

وفاضل الأطباء ومن يجرى مجراه (٤) يشنعون على أفضل الحكماء في ذلك ، ويناقضونه ، فلنترك الاعتذار الذي قدمناه (٥) ، والتأويل الذي بيناه ، وإن كان هو الحق والمطابق لرأيه ، ولنضع وضعا أن المني للرجال فقط ، وأنه يؤثر من غير مخالطة ، وأنه (٦) ليس للنساء إلا دم الطمث (٧). ثم لننظر فيما يورده هذا الطبيب من المناقضات ، ثم لنبين أنه لم يعمل شيئا ، ولم يحسن أن يقول شيئا ، فظن (٨) كثيرا أنه يبرهن (٩) ، ثم لم يقنع ؛ وأنه ضعيف جدا في المبادي ، وإن كان كثير البسط (١٠) في فروع الطب.

__________________

(١) المادة : مادة ط.

(٢) يتكون : فيكون د ، سا ، ط ، م

(٣) وأنه إنما : وإنما ط.

(٤) مجراه : مجراهم سا.

(٥) قدمناه : فهمناه ب.

(٦) وأنه : فإنه م.

(٧) الطمث : طمث ب ، سا ، م.

(٨) فظن : وظن د ، سا

(٩) يبرهن : برهن ط.

(١٠) البسط : التبسط د ، سا ، م.

١٤٦

الفصل الثاني

(ب) فصل (١)

فى احتجاج جالينوس (٢) على الفيلسوف

ونقض ذلك الاحتجاج وتسخيفه

قال الطبيب الفاضل : لم يحسن من قال إن المنى يتحلل ولا يبقى ، فإن الرحم لم يخلق (٣) خزانة للمنى يشتاقه بالطبع ليضيعه ، بل ليمسكه (٤). واستشهد أبقراط بأن امرأة لم تحب أن تحبل ، وأجمعت على إزلاق المنى ، فاحتاجت إلى طفر (٥) شديد إلى خلف حتى أزلقت المنى. ولو لا (٦) شدة اشتمال الرحم على المنى لزلق بنفسه لثقله ، وذلك أن المنى (٧) نزل وقد غشى بغشاء كالغرقئ (٨) ، وإنما جلله (٩) ذلك الغشاء لانطباخه في (١٠) الرحم. ومن شأن الطابخ للرطوبة بحرارة عاملة ، أن يحدث في الجهة التي تماسه كالقشر ، كما يعرض للقطائف التي تخبز من الإهال ، فإن ما يلى الفرن منه يصير أولا كصفاق ، وسائره بعد رطب.

قال : ولذلك (١١) خشنت الأرحام في داخلها ، لئلا يكون أملس على أملس ، فيعلق (١٢) اللزوم.

قال : وكيف يخلق العصب والعظام والعروق من (١٣) الدم ، وهي بيض وصلبة. وإنما تخلق لا محالة عن (١٤) مادة بيضاء لزجة غير سائلة رقيقة جدا ، كالدم (١٥). فإن قلتم : إن

__________________

(١) فصل : فصل ب ب ؛ الفصل الثاني د ، ط.

(٢) جالينوس : الجالينوس ط.

(٣) لم يخلق : لا يخلق ط

(٤) ليمسكه : يمسكه سا.

(٥) طفر : طفو د.

(٦) ولو لا : فلولا ط

(٧) وذلك أن المنى : وإن كان ذلك المنى سا.

(٨) كالغرقئ : بكالغرقئ د ، سا ، م

(٩) جلله : جلل م

(١٠) فى : من د ، سا.

(١١) ولذلك : وكذلك م.

(١٢) فيعلق : فينعاق ب ؛ فعلق م.

(١٣) من : عن د ، سا.

(١٤) عن : من ط

(١٥) كالدم : ساقطة من ط.

١٤٧

الدم يستحيل إلى القوام الموافق ، فما (١) حاجة الطبيعة إلى ذلك وهناك مادة معدة بالكيفية المطلوبة من اللون والقوام (٢) ، لأنها بيضاء لزجة (٣). وهذه المادة هي المنى ، فإنه عديم الكيفية الدموية ، لزج ، قابل للتمديد ، صالح لأن يحوف ، ويمد تمديد الشرايين والعروق ، ليكون منافذ للدم. فكيف يجوز أن يجعلوا المنى ، وهو ما يجذبه الرحم بالطبع ، يتحلل وينفش ؛ ودم الطمث ، وهو (٤) ما يدفعه (٥) الرحم بالطبع ، يبقى ويحفظ؟ ولم خلقت فى الإناث بيضتان وأوعية المنى ، إن لم ينتفع بذلك في تكوين الجنين؟.

قال : ونحن فقد وجدنا وعاء المنى في الإناث مملوءا رطوبة منوية ، إلا أنها أرطب من منى الرجال. قال : وقد كان ببعض (٦) النساء شبيه (٧) اختناق الرحم لطول أيمتها (٨) ، ثم استفرغت منيا كثيرا ، ووجدت لذلك لذة كلذة الجماع ؛ وصحت (٩) ، فكان (١٠) طول الاحتباس قد غلظ منيها. وإن النساء يحتلمن فيرقن منيا.

قال : ولو كانت الأعضاء تتكون من الدم ، لكان حال الأعصاب والعروق والعظام كحال اللحم ، ولكان المقطوع منها سينبت ويعود ، كما أن اللحم إذا نقص ينبت ، وإنما ليس ينبت لأن تولده من المنى ، وقد عدم المنى ، بل إنما يمكن ذلك في بعض الأعضاء ، مثل بعض شعب العروق في جراحات عظيمة تقع على الرأس وغيره دون العصب والعظام ، ولأن المعلم الأول يقول : إن الشريانات والعروق التي في أوعية المنى إذا طال زمان محاكتها (١١) للدم في الاستدارات (١٢) واللفات (١٣) حدث منه (١٤) منى ، ولو كان في سائر الأعضاء تلك الاستدارات (١٥) والالتفافات (١٦) لكان (١٧) سيتولد (١٨) فيها المنى. وإذا كان الشريان هو مولد المنى دون البيضتين ، والفاعل هو المشبه بجوهره ، فيجب (١٩) أن تكون الشريانات

__________________

(١) فما : فيما ط.

(٢) والقوام : والقيام م (٣) لزجة : ولزجة سا ، م.

(٤) وهو : هو ب

(٥) ما يدفعه : مما يدفعه د ، سا ، ط ، م.

(٦) ببعض : بعض د (٧) شبيه : ساقطة من سا

(٨) أيمتها : أيمنتها سا.

(٩) وصحت : وضخم د

(١٠) فكان : وكان د.

(١١) محاكتها : محاكها ط ، م

(١٢) الاستدارات : الاستدارة ب ، ط ، م

(١٣) واللفات : واللفافات طا

(١٤) منه : ساقطة من د ، سا ، ط.

(١٥) الاستدارات : الاستدارة ط

(١٦) والالتفافات : والالتفانات م

(١٧) لكان : فكان ط (١٨) سيتولد : يستولد سا.

(١٩) فيجب : فعجب د.

١٤٨

والعروق متكونة من المنى. إذ الشىء إنما يتكون من المادة التي تشبهه ، والتي يصح أن تغذوه.

قال : ومما يدل على أن في الأنثى منيا كما في الذكر المشابهة ، فإنه إن كان السبب فى التشبيه المنى ، ولم يكن للنساء منى ، وجب أن لا ينزع شبه (١) إلى الأمهات (٢). ولو كان السبب في التشبيه الدم والهيولى ؛ لكان لا ينزع شبه (٣) إلى الآباء. فإذا كان الشبه (٤) ينزع إلى كل واحد منهما ، فعلة الشبه موجودة لكل واحد منهما : لكن دم الطمث ليس للذكر ، فليس المشترك فيه هو الدم ، فبقى أن يكون الذي يشتركان فيه هو المنى ، فيكون للإناث منى ، وفيه قوة مولدة مصورة ، كما في الرجال.

ثم جعل هذا الكلام على ترتيب قياسى (٥) : مرة وضعى ، ومرة حملى. فقال : إن كان الولد يشبه والديه ، فإنما يشبههما بسبب عام لهما ؛ فإن (٦) كان الولد (٧) يشبه والديه بسبب عام لهما كليهما ، فإما (٨) أن يكون منيا ، وإما أن يكون دما ، لكن (٩) ليس دما وإلا لكان لا يشبه الأب ، فهو منى. وأما الحملى فقال : إن (١٠) الأولاد يشبهون والديهم جميعا ، والذين يشبهون والديهم (١١) (١٢) فلهم أصل ومبدأ هو المشبه لهم بوالديهم ، فالأولاد لهم أصل ومبدأ يشبههم بوالديهم ؛ ثم قال : لكن ليس بسبب دم الطمث ، فهو بسبب المنى.

فلما ذكر هذين القياسين فرح فرحا شديدا مجاوزا (١٣) للقدر ، وحسب أنه برهن برهانا عظيما ، ثم سأل عن نفسه سؤالا ، وقال : إنه كان يجب أن يكون الشبه ينزع إلى الأب دائما ، لأن منى الذكر أقوى ، فأجاب لكن منى المرأة يستمد من دم الطمث فتنمو قوته ، ولا مدد لمنى الرجل. وهو يقول في موضع آخر : إن منى النساء يصير غذاء لمنى الرجال (١٤).

__________________

(١) شبه : شبيه د

(٢) إلى الأمهات : ساقطة من د.

(٣) شبه : شبيه د ، ط

(٤) الشبه : الشبيه د. (٥) قياسى : قياس ط.

(٦) فإن : وإن د ، ط ، م

(٧) الولد : + إنما د ، سا ، ط ، م.

(٨) فإما : وإما د ، سا

(٩) لكن ليس دما : ساقطة من سا ، م.

(١٠) إن : ساقطة من سا.

(١١) جميعا .... والديهم : ساقطة من سا

(١٢) والديهم : بوالديهم د ، ط ، م.

(١٣) مجاوزا : متجاوزا ط ، م.

(١٤) الرجال : الرجل ب.

١٤٩

فهذه عيون ما يظن الرجل أنه يحتج به. ونحن نتعجب (١) منه أنه بعد شمه شطرا من كل شىء ، ودعواه جودة التصرف في المنطق والفلسفة ، كيف قنعت نفسه بهذه الحجج السخيفة في أن يعتقد شيئا من الأشياء أو يميل إليه بغالب الظن.

أما قوله الأول فيجب أن يتذكر ويعلم أن الأعضاء قد تجذب أشياء كثيرة بشوق طبيعى ثم تضيعها وتدفعها (٢) إذا زالت الحاجة عنها (٣) ، كجذب الكبد والعروق للماء الكثير عند ما تحتاج إليه. ثم بعد ذلك فإنها (٤) والعروق تدفعه وتستغنى عنه. وكجذب الأعضاء للأدوية الموافقة لتعديل مزاجها ؛ وتحليل مادة رديئة فيها ؛ ثم إنها بعينها تدفعها (٥). ومتى كان في بدن إنسان جاذب لشىء لا يعدوه ؛ ثم كان دائم العشق لمجذوبه (٦). ولم (٧) لم يقل الرجل في نفسه عسى أن يكون المنى إنما يشتمل عليه الرحم ما احتاج إلى تأثيره في دم الطمث ، وإحالته إياه إلى المزاج الواجب ، وإفادته إياه القوى الواجبة. ثم إن الرحم يستغنى عنه ، فيفسد هو بنفسه فيه (٨) ويتحلل (٩) ، أو يدفعه الرحم بعد ذلك. فإن المنى أيضا عسى (١٠) أن يكون بعد أن يفعل فعله ، يتغير مزاجه ، ويصير لا على المزاج الذي كان عليه أولا ؛ وكأن الرحم يعشقه بسببه (١١). وكيف وثق (١٢) في (١٣) الرطوبات البدنية وفي القوى العضوية أن تبقى مناسبات ما بينهما (١٤) دائمة ، فعسى أن يكون حرص الرحم على ضبطه ، هو إلى مدة الحاجة ومع بقاء الكيفية. وأما ذكر الغشاء الذي يغشى المنى وحسبانه أن الرحم يفعل ذلك بطبخه (١٥) ، فهو أيضا من البلادة المجاوزة للحد. فإنه إن كان في المنى قوة مصورة ومكونة ، فتلك القوة ملية بتكوين (١٦) ذلك الغشاء ملاتها بتكوين العصب والعظام والعروق التي ليست تنبعث من جهة الرحم إلى باطن ، بل من باطن ، وبفعل هذه القوة.

__________________

(١) نتعجب : نتعجبن ط.

(٢) تضيعها وتدفعها : تضيعه وتدفعه د ، سا ، ط ، م

(٣) عنها : عنه د ، سا ، ط ، م. (٤) فإنها : فإنه د ، سا.

(٥) بعينها تدفعها : بعينها تدفعه د ، سا ؛ بعينه تدفعها ط ؛ بعينه تدفعه م.

(٦) لمجذوبه : المجذوبه ط

(٧) ولم : ولو سا. (٨) فيه : فيها ط

(٩) ويتحلل : فيتغير ط ؛ فيتحلل طا ، م.

(١٠) عسى : عساه د ، سا.

(١١) بسببه : لسببه م (١٢) وثق : يوثق سا ، م

(١٣) فى : + أن م.

(١٤) ما بينهما : ما بينها د ، سا.

(١٥) بطبخه : بطبعها ط ؛ بطبعه م.

(١٦) بتكوين : بتكون م.

١٥٠

ومن القبيح ظن الظان أن الرحم يفعل في الرطوبة ما تفعله صفحة (١) الفرن بالقطائف ، فإن الرحم ، وإن بلغ (٢) الغاية في التسخين ، فإنه (٣) رطب (٤) السطح رطب الجوهر ، لا يبلغ منه أن يشوى (٥) سطح رطوبة (٦) شيّا يجعله صفاقيا جلديا. ولو كانت هذه المعاملة تجرى بين الأعضاء الحارة وما تشتمل عليه من الرطوبات ، لكانت المعدة والكبد أولى أن تكون الرطوبة ، إذا ماستها ، انتسج عليها صفاق غشائى. فإن كان في المنى قوة مصورة لصورة العظم ، فعسى أن تفى هي أيضا بتصوير الغشاء ، فيستغنى عن نسبة تصوير غشاء (٧) رقيق إلى غيره. وما الذي يحوج في الأمور الطبيعية التي فيها مبادئ حركات تفى بأعمال وأفعال أن يجعل لها مبادئ حركة من خارج ، ويجعل حكم المنى حكم القطائف ، وإن كانت قد تتفق لها معاونات ومعاوقات من خارج لا تنكر. وأما الذي قاله بعد هذا فكان ينبغى أن يعلم أن القائل بأن التوليد من دم الطمث ، والتوليد (٨) من منى الرجل ، يوجب أن يكون المنى عادما للمزاج القابل لتكوين الحيوان منه ، وإن كان من حيث اللزوجة والبياض صالحا للتخطيط والتكوين والمذكور.

وليعلم أن الصور الصناعية هي التي يقتصر فيها من موادها على أن تكون قابلة للتشكيل فقط ، لملاءمتها بالصلابة واللين ، واللزوجة والغلظ وغير ذلك ، حتى إن كان المراد هو الإلصاق جاز كل مادة لزجة كان صمغا أو دبقا أو غراء. وإن كان المراد التحديد الفصلى جاز أن يكون حديدا أو ياقوتا أو ألماسا. وإن كان الغرض التجويف ، جاز أن يكون ذهبا أو فضة أو نحاسا أو خشبا (٩). ولذلك ما يصلح إيجاد الشكل الصناعى فى مواد مختلفة.

وأما الصور الطبيعية فليس الغرض فيها إيجاد الشكل والتحديد (١٠) ، بل وأن يكون

__________________

(١) صفحة : صفيحة سا.

(٢) بلغ : بلغت ط

(٣) فإنه : فإنها ط

(٤) رطب : (الأولى والثانية) : رطبة ط.

(٥) يشوى : يشتوى د ، م

(٦) رطوبة : رطوبته م.

(٧) غشاء : غشائى م.

(٨) التوليد (الأولى) : التولد سا ، ط.

(٩) خشبا : خشبة د ، ط ، م.

(١٠) والتحديد : والتخطيط د ، سا ، طا ؛ + فقط سا ، ط.

١٥١

للجسم مع ذلك مزاج خاص يصلح أن يتقبل (١) به القوة (٢) الغريزية التي تخصه. ولذلك ما تختص الصورة الطبيعية بمادة على حدة وتغتدى بها (٣) وتربو وتجذب وتدفع. فلنضع أن البياض واللزوجة يجعلان المنى موافقا للتمديد (٤) والتشكيل ، فكيف علم أن ذلك كاف له فى المزاج الذي يحتاج إليه ، حتى يكون عظما أو عرقا أو عصبا أو إنسانا أو فرسا. وعسى أن يكون مزاجه الذي له ، مزاجا ليس يصلح أن يقبل صورة العظيمة والعرقية ، وله (٥) قبول (٦) التخطيط والتمديد للزوجته وكونه (٧) أبيض. ولو كان هذا القدر كافيا للمنى في أن يتكون منه حيوان ، لكان المخاط والبلغم الأبيض اللزج يصلح أيضا لأن يتكون منه (٨) الجنين ، ولكان كل منى يصلح لتكون كل حيوان.

وهذا هو الجواب أيضا عما ذكره من (٩) أمر الرطوبة في الوعاء الذي يسميه وعاء المنى. إنك لم تعلم من حاله إلا أنه أبيض لزج ، وبهذا وحده لا يصير منيا. على أن هذا أحسن ما يجب أن يتعلق به ، لكن تعلقه ليس على الترتيب الحسن. والذي ذكره من حديث الشريانات ، وأنها إن كانت مولدة للمنى ، فيجب أن تغتدى به. فإنه لقائل أن يقول : إنها تولد المنى على نحو من كيفية فعلها (١٠) ، كإفراط فعلها فيها ، ولوجه (١١) آخر ، كما يولد الكبد الصفراء والسوداء ، ثم لا يكون أحدهما صالحا لأن يغتدى به.

ثم يقلب عليه القضية (١٢) ، فيقول : لو لا أن الدم هو عنصر الأعضاء في أول التكون ، لما كان اغتذاؤها منه.

وهذا هو اللزوم الذي استعمله. لكن اغتذاءها منه في ثانى الحال. فهو إذن عنصر الأعضاء في أول التكون. وأما القياس الذي فرح به ، فالأول منه ثلاثة مقاييس (١٣) فى الظاهر ، وخمسة في الحقيقة. فأما الثلاثة الظاهرة : فأحدها اقترانى من شرطيتين ،

__________________

(١) يتقبل : يقبل ب ، ط ، م

(٢) القوة : القوى د ، سا.

(٣) بها : به د ، سا ، م.

(٤) للتمديد : للتحديد م.

(٥) وله : وإن د ، سا ، ط

(٦) قبول : قبل د ، سا ، ط ، م

(٧) وكونه : وكان د ، سا ، ط ، م.

(٨) منه : عنه ب.

(٩) من : فى ط.

(١٠) فعلها : الفعل د ؛ الفعل له سا

(١١) ولوجه : أو لوجه د ، سا ، ط.

(١٢) القضية : القصة د ، سا ، ط ، م.

(١٣) مقاييس : مقايس ب ، ط.

١٥٢

والثاني استثنائى منفصل ، وثالثهما (١) استثنائى متصل. لكنه اختصرها (٢) اختصارا. وأنت تعلم لا محالة تحليلها من أصولنا. وصغرى الاقترانى الذي من شرطيتين كاذبة ، إن أخذت (٣) على وجه استعماله (٤) ، وغير نافعة (٥) إن أخذت (٦) على الوجه الذي تتناول (٧) به. وذلك لأنه ليس إذا وضع ، أن المولود يشبه كل واحد من الأبوين ، يجب أن يكون هناك سبب واحد بعينه موجود فيهما جميعا. فإنه ليس إذا كان المعنى واحدا يجب أن يكون سببه لا محالة واحدا ، إلا على وجه أن يجعل سببه لا إفراد الأسباب ، بل اجتماعها. وهذا شىء يجب أن يتحقق ويعرف من كتابنا في البرهان. فإنه قد (٨) يجوز أن يكون شىء واحد ، كالحرارة مثلا ، لها أسباب عدة مختلفة ، لا تجتمع في معنى عام لها ، إلا كونها سببا (٩) فقط. ثم إن الصورة التي يتخلق عليها المتخلق ليس سببها سببا واحدا ، وهو المحرك الأول. ولو كان السبب هو المحرك لكان الحيوان يشبه في صورته والديه ، أو كان (١٠) يشبه كل واحد منهما بنحو من التركيب ، على مذهب هذا الطبيب الفاضل. وقد توجد الصورة كثيرا ، ولا تنزع بشبه البتة ، لا إلى أبيه ، ولا إلى أمه ، ولا يكون الحاصل منه شيئا مركبا من الصورتين. فيعلم أنا إذا أخذنا العلل أفرادا (١١) ، كان السبب فى حدوث هيئة الصورة تارة استيلاء من القوة المصورة ينزع الشبه إلى من منه ذلك المبدأ المحرك ، وتارة استعداد المادة حتى تكون المادة غير قابلة للهيئة التي تأتيها القوة المصورة. وإن (١٢) كانت في الجملة قابلة فتفيدها القوة المصورة من الصورة ما المادة (١٣) أطوع لقبوله ، وإن لم تخرج به من الصورة التي للنوع. كما أن المادة لو لم تقبل الصورة ، لم يغن حصول القوة المصورة كذلك إذا كانت المادة (١٤) تقبل الصورة ولكن (١٥) لا على نحو تصرف القوة المصورة فيه. فكانت مثلا إما أن تقصر عن تحريك التخطيط والتمديد الذي تنحوه

__________________

(١) وثالثهما : والثالث ط

(٢) اختصرها : اختصره هاهنا ب ؛ اختصر هاهنا م.

(٣) أخذت (الأولى) : أخذ د ، سا

(٤) استعماله : استعمالها م

(٥) نافعة : نافع د ، سا

(٦) أخذت (الثانية) : أخذ د ؛ أخذه سا

(٧) تتناول : تناول ب ، د ، سا ؛ تتاول م.

(٨) قد : ساقطة من ب ، م.

(٩) سببا : شيئا ط ، م.

(١٠) أو كان : وكان ط.

(١١) أفرادا : أفرادها م.

(١٢) وإن : فإن ط

(١٣) ما المادة : فالمادة د.

(١٤) المادة : ساقطة من ب ، د ، سا ، ط

(١٥) ولكن : لكن ط ، م.

١٥٣

القوة المصورة ، وإما أن تجاوز تحريكها لسيلان (١) فيها واستعداد يقبل عن مثل تلك القوة فى مثل (٢) ذلك الزمان مثل تلك الهيئة. كما أن قبول الحجارة الكبيرة لرمى الرامى إلى حد ، وقبول أخرى إلى حد آخر. فإذا كانت المادة لها حكم في حصول هيئة الصورة ، فليس بعيدا (٣) أن تكون بعض المواد في بعض الأرحام ، وهو (٤) فصل الدم (٥) الذي يوزع على البدن ، قد أعدته القوة المدبرة لذلك البدن إعدادا إنما يقبل التخطيط والتمديد على نحو خاص ، ويكون ذلك النحو هو النحو الذي كانت الطبيعة تصرفها (٦) عليه (٧) في بدء الأمر (٨) ولا تقبل التخطيط والتمديد على (٩) الهيئة (١٠) التي تروم المصورة أن تحصلها فيها لا كثيرا مطلقا ولا قليلا يؤدى إلى التركيب ، ليس على أن القوة التي هي مدبرة بدن الأنثى موجودة في دم الطمث حتى تكون هي المحركة ذلك النحو من التحريك ، ولكن إعدادها السالف موجود.

وهناك خاصية من الخواص غير مشعور بها. تلك الخاصية تمنع المادة أن تتحرك عن المحرك الغريب ، إلا ذلك النحو من التحريك. فيكون إذن سبب المشابهة إما من جهة (١١) القوة ، بأن يشبه بالأب ؛ وإما من جهة المادة بأن لا يقبل تصويرا إلا على نحو محدود ، وهو المشابهة بالأم. وهذا هو على أن توجد (١٢) الأسباب أفرادا ، وأما إذا أخذ (١٣) على نحو الجمع ، فسبب التشبيه تحرك من المادة ، على نحو ما فيها من استعداد إلى صورة شخصية تشابه صورة شخصية. وهذا الاستعداد له فاعل ، فتارة فاعله هو قوة الأنثى ، وتارة فاعله هو قوة الذكر ، إذا استولى على المادة فأعدها لنحو من قبول التخطيط والتمديد ، وسلخ عنها استعدادا آخر إن كان. ثم إذا أحدث (١٤) الاستعداد فعل الصورة ، فتارة يقوى على أن يعد ثم يصور ، وتارة يصور ولا يقوى على إحالة (١٥) الاستعداد. مثل ما يعرض

__________________

(١) لسيلان : بسيلان ط ، م.

(٢) مثل (الثانية) : فى مثل ط ، م.

(٣) بعيدا : + عن ب

(٤) وهو : هو م

(٥) الدم : بالدم د ، م.

(٦) تصرفها : تصرفهما سا

(٧) عليه : عليها ط ، م.

(٨) بدء الأمر : بدن الأم : د ، سا ، ط.

(٩) على : + نحو خاص وتكون م

(١٠) الهيئة : هيئة ط ؛ + المخصوصة م.

(١١) جهة (الثانية) : جملة د.

(١٢) توجد : تؤخذ ط

(١٣) أخذ : أخذت ط.

(١٤) أحدث : حدث د ، سا ، ط.

(١٥) إحالة : استحالة ط ، م.

١٥٤

للقوة الغاذية إذا ألصقت (١) ولم تقو على التشبيه ، وذلك في مثل البرص. فإذا أخذنا الأسباب على الإفراد ، لم يجب أن يكون بسبب واحد عام (٢) ، وإن (٣) جمعنا السبب كان هذا (٤) الاستعداد مقارنا للمصور. فتكون الصورة لا تلزم عن الاستعداد فإن الاستعداد لا يكون فاعلا ولا عن الفاعل وحده ، ولا يكون أحدهما سببا يتم به الفعل ، بل اجتماعهما. وحينئذ يكذب قوله : إن ذلك العام هو منى أو دم. فإذن إما أن تكذب صغراه إذا أخذت الأسباب على النحو الذي توجد (٥) به الأسباب مفردة ، أو تكذب كبراه على النحو الذي يوجد به السبب جميع الأسباب.

فما عمل الرجل شيئا. وإنما فرح فرح المتخيلين ، لا فرح المتحققين (٦). فإذا رأيت المصنف (٧) يبتدئ فيقول : إن هذا قياس شرطى ، وإن هذا قياس حملى ، ويبتدئ بصرف المادة الواحدة من صورة قياسية إلى صورة قياسية ، فاعلم أنه ضعيف البضاعة (٨) فى المنطق ، ولضعفه لا تتمعنى (٩) له القياسات مخلوطة ومركبة ، ولا يعرف القياسات المركبة ، فيحتاج أن يتسوق (١٠) بالتحليل ، وخصوصا إذا أخذ ينقل من صورة إلى صورة. وما (١١) أطول ما على المنطقى أن يشتغل في كل قياس يقيسه (١٢) ، وبيان يبينه (١٣) ، بأن ينتج المطلوب الواحد بعينه ، من مادة واحدة بعينها ، من ضروب شتى ، من أشكال شتى. فإنك قد علمت أن الضروب الحملية كيف يرجع بعضها إلى بعض وإلى الشرطية ، والشرطية إلى الحملية وإلى الشرطية. والعالم إذا أورد قياسا واحدا من حدود ما فقد عمل على أنه قد كفى غرضه ، ولا حاجة به إلى أن تأخذ (١٤) الحدود بعينها وبشكلها شكلا آخر ، فإنه لا يغنى غير الغنى (١٥) الأول.

__________________

(١) ألصقت : لصقت م.

(٢) بسبب واحد عام : سبب عام واحد د ، سا ؛ سبب واحد عام ط

(٣) وإن : فإن م

(٤) هذا : هو ب ؛ هذا هو م.

(٥) توجد : تؤخذ ط.

(٦) المتحققين : المحققين ط.

(٧) المصنف : المضيق د.

(٨) البضاعة : الصناعة ط ، م.

(٩) لا تتمعنى : لا تتمشى سا ، ط.

(١٠) يتسوق : يتشوق د ؛ يتسوف سا ؛ يعرف ط.

(١١) ما : ساقطة من ط

(١٢) يقيسه : يقينية طا

(١٣) يبينه : بينه ط.

(١٤) تأخذ : توحد د ، سا ؛ تؤخذ ط ؛ توجد م.

(١٥) الغنى : الغناء د ، سا ، ط ، م.

١٥٥

على أن هذا الرجل قد أورد كلامه هذا على صورة قياسية تركيبية ، فيها حذف وإضمار على النحو المعتاد ، ثم رام أن يستعمل القياس على وجه التحليل. ولم يفعل البتة ، فإن قياسه الذي يسميه (١) وضعيا ، ناقص المقدمات محذوفها ، فيهرب من ناقص إلى ناقص ، ومن مخلوط إلى مخلوط. وذلك أن قياسه مؤلف (٢) من ثلاثة مقاييس : أحدها أنه إن كان الولد يشبه والديه (٣) كليهما فإنما يشبههما (٤) بسبب عام لهما (٥) ، وإن كان الولد إنما يشبه (٦) والديه بسبب عام لهما كليهما فلا يخلو إما أن يشبههما بسبب المنى أو بسبب الطمث. ينتج من هذا أنه إن كان الولد يشبه والديه كليهما فإما أن يشبههما بسبب المنى أو بسبب الطمث ؛ فهذا قياس. والقياس (٧) الثاني أن يجعل هذه النتيجة مقدمة ، فقال (٨) : إن كان الولد يشبه والديه كليهما فهو إما بسبب الطمث أو بسبب المنى ؛ لكن الولد يشبه والديه ، فهو إما بسبب الطمث ، أو بسبب المنى ؛ ثم يجعل النتيجة مقدمة فيقول الولد يشبه والديه كليهما. فهو (٩) إما بسبب الطمث أو بسبب المنى ، لكن (١٠) ليس بسبب الطمث ، فهو إذن (١١) بسبب المنى. وهاهنا في السر قياسان آخران ، أحدهما يصحح به الاستثناء الأول ، وهو أنه لو كان الولد يشبه والديه بسبب الدم ، لكان لا يشبه إلا أمه ، أو كان يوجد للذكر دم طمث (١٢). ثم يستثنى نقيض التالى ، وقياس آخر وهو (١٣) المقرب إلى المطلوب ، وهو أن يقرن بالنتيجة الثالثة ، فيقال : وإذا كان الشبه بالوالدين بسبب المنى ، ولكل (١٤) واحد منهما منى ، ويستثنى (١٥) عين (١٦) المقدم ، فرعده وبرقه (١٧) بأن ينقل الكلام المعتاد إلى نظم القياس قد كان يجب أن يكون مقترنا بهذا الترتيب في التحليل والتركيب ، أو بتحليل آخر يجرى مجراه (١٨).

__________________

(١) يسميه : يشبهه سا. (٢) مؤلف : مؤلفة ط.

(٣) والديه : والديهما م (٤) يشبههما : يشبه د ، سا

(٥) لهما : + كليهما د ، سا ، ط.

(٦) يشبه : شبه سا. (٧) والقياس : ساقطة من د.

(٨) فقال : فيقال د ، سا ، ط ، م.

(٩) كليهما فهو : ساقطة من د ، سا ، ط.

(١٠) الولد ... لكن : ساقطة من م.

(١١) إذن : أيضا سا.

(١٢) طمث : الطمث ب ، ط ، م

(١٣) وهو : هو د ، سا.

(١٤) ولكل : فلكل سا ، ط

(١٥) ويستثنى : فيستثنى ط

(١٦) عين : عن سا ، ط

(١٧) فرعده وبرقه : فإرعاده وإبراقه د ، سا ، طا.

(١٨) قد كان .. مجراه : ساقطة من سا.

١٥٦

وأما القياس (١) الحملى الذي أورده فليس يستعمل فيه نتيجة القياس (٢) الأول مقدمة البتة فى قياس بعدها (٣) ، على أنها بالفعل ، بل يستعمل شيئا هو لازمه ؛ ثم يدعى أن القياس حملى ، وليس كذلك ، بل هناك قياسان (٤) : واحد منهما (٥) حملى وهو الأول ، وشرطى استثنائى وهو الثاني. لكنه قدم الاستثناء ، فخفى عليه أنه استثناء. وهناك وضع وذلك قوله : إن مشابهة الأولاد للوالدين إنما يكون بسبب أصل ومبدأ عام للذكر والأنثى. وإذا كان كذلك فإما أن يكون كذا ، وإما أن يكون كذا. ومعنى قوله : إذا كان كذلك ، أنه إذا كانت (٦) المشابهة لأصل عام فتكون هذه المقدمة متصلة ، قد وضع مقدمها بعينه لا على أنه بعد ذكر المتصل ، بل قبله. وليس في ذلك كثير بأس فأنتج التالى ، وهو أن مشابهة الأولاد بالوالدين إما لدم الطمث وإما للمنى ، ثم يحتاج إلى أن يؤلف منها هذه المنفصلة ، والاستثناء قياسا استثنائيا منفصلا ، ويقول : لكن ليس من دم الطمث ، فهو إذن من المنى. وهذا قياس ثالث استثنائى من شرطى منفصل ففيه من النقصان ما في الأول ، وفيه من الكذب أنه جعل القياس حمليا ، والغالب فيه الاستثنائى. ومن كانت طبقته في معرفة المقاييس هذه الطبقة ، فيجب أن يغض قليلا من نشواره (٧) ، ولا يقعقع (٨) للمشاءين بالشنان (٩) ، ولا يتمنطق عليهم. والشانّ (١٠) في فرحه وأشره حيث ألف كلامه في ذلك ، كأنه عمل شيئا ، وأفاد بدعا. وقد احتج المشاءون عليه بالمشاهدات إذ وجدوا البيض الذي يكون من الريح إذا عرض عليه سفاد الديك عاد مفرخا بعد ما هو غير مفرخ.

__________________

(١) وأما القياس : ساقطة من سا

(٢) القياس : (الثانية) بالقياس م.

(٣) بعدها : بعده طا.

(٤) قياسان : قياسات ب ، د ، سا ، م

(٥) منهما : منها ب ، د ، سا ، م.

(٦) كانت : كان د ، سا.

(٧) نشواره : شواره د ، سا ، ط ، م

(٨) ولا يقعقع : ولا يقرع سا

(٩) بالشنان : الشن الخلق من كل آنية صنعت من جلد ، والجمع الشنان. وفي المثل : لا يقعقع لى بالشنان. (لسان العرب).

(١٠) والشان : والشنان ط.

١٥٧

الفصل الثالث

(ح) فصل (١)

نرجع فيه إلى مأخذ التعليم الأول ونبين (٢) فيه أن ليس للمرأة بالحقيقة

منى ، وأن مادة المرأة التي تسمى منيا (٣) ليس فيها قوة مولدة ، بل

متولدة ، وفصل (٤) القول في المنى ، وشىء من التشبيه

لنعد الآن إلى مأخذ التعليم الأول ، فإنا أحببنا (٥) أن يكون هذا الفصل مقدما لينتفع به في خلل ما يأتينا من ذى قبل ، فنقول : إن السبب في التذكير هو استيلاء المزاج الذكورى الحار ، وأسباب ذلك الاستيلاء إما في المادة (٦) الرجلية وإما في المادة الأنوثية ، وإما في مكان الجنين. والذي في المادة الرجلية (٧) وهو الذي في المنى ، فأن يكون حارا قهارا ، فإنه إذا كان حار المزاج كان الولد ذكرا لما يفيده (٨) المنى من الحرارة. وإذا كان المنى العالق هو الذي أتى من جهة البيضة اليمنى فهو أولى بذلك ، لأن اليمنى بالجملة أسخن ، والدم الذي يأتيها (٩) أنضج ، وهو إلى المبدأ أقرب ، لأنه يأتى من عرق تحت الكلية من حيث تتصفى عنه المائية كما (١٠) يعلم ذلك من التشريح. ولما كان المنى مما يندفق (١١) اندفاقا بعد اندفاق ، فليس بمستنكر أن يكون بعضه يمينا (١٢) وبعضه شماليا ، وبعضه عالقا نافذا ، وبعضه ضالا لا ينفذ إلى المعدن. ولذلك ما قد يكون المنى الآتى من اليسرى مؤنثا لبرد ذلك الموضع.

__________________

(١) فصل : فصل ج ب ؛ الفصل الثالث د ، ط.

(٢) ونبين : ونتبين ب ، م.

(٣) منيا : + لها سا.

(٤) وفصل : وفصل م.

(٥) فإنا أحببنا : فأحببنا سا ؛ فإنا أجبنا ط.

(٦) المادة : مادة ط.

(٧) الرجلية : الرجولية د.

(٨) يفيده : يفيد د ، م.

(٩) يأتيها : يأتيه د ، سا ، ط ، م.

(١٠) كما : وكما د ، سا ؛ فكما م

(١١) يندفق : يتدفق م.

(١٢) يمينيا : يمينية م.

١٥٨

وأما (١) من جهة منى المرأة ودم الطمث ، فإذا كانت المرأة حارة (٢) المزاج لم يقصر (٣) استعداد منيها وطمثها للتذكير. وأما الرحم فأن (٤) يكون حار (٥) المزاج ليس (٦) ببارد (٧) يبرد مزاج المادة التي تنبعث إليه منه ، ويبرد مزاج ما يتدفق من خارج إليه. فإنه وإن كان المنى عند بعضهم يفعل فيه (٨) بكيفيته (٩) ولا يخالط بجوهره ، فمعلوم يقينا أنه إذا برد مزاجه كان فعله أضعف وأعجز عن الإذكار. ولذلك ما كان البطن الأيمن أولى بأن (١٠) يكون ما يقع (١١) فيه ذكرا ، لأنه (١٢) أسخن. وهذه الأسباب قد تتوافق ، فيجب لا محالة مقتضاها ، وقد تتناقض وتتخالف ، فتكون (١٣) العبرة للغالب. ولذلك ما يكون من اليمين (١٤) أنثى ، ومن اليسار ذكر. ويدل على مكان الجنين الحركة ، فإذا وجدت الحركة تلقاء الأربية اليمنى رجى أن يكون الولد ذكرا ، وقد تحقق. والحر والبرد في هذا من الأسباب المعينة والمعدة ، لا من الأسباب المصورة ، على ما ظن بعضهم.

ثم قال المعلم الأول : إنه إذا بلغت المدة أربعين يوما ، انشق المنى وبدأ بالتفصيل. وقبل ذلك فهو مثل عضو (١٥) من لحم. فهذا دليل على أنه ليس يفهم عنه قوله في المنى بعد ، وأنه ليس ينكر أن يكون المنى مخالطا للمتكون وأن يكون للنساء شىء كالمنى.

لكنا نبتدئ فنقول : إن للنساء مادة هي دم (١٦) الطمث ، فتستحيل تلك المادة فى الأوعية التي سنذكرها ، وتكون إلى البياض واللزوجة ، وتسيل إلى الرحم سيلانا يلذ (١٧) النساء ، وإن كان ليس إنزالا ، ولا دفقا. فإن الدفق بالقوة إنما يحتاج إليه ليكون للمنى حمية في الانزراق (١٨) إلى قعر الرحم ، ويكون معينا في ذلك ريح قوية هي الزرّاقة ؛ وربما انزرقت طائفة من الريح من جملة ريح المنى قبل المنى ؛ لأنه ألطف (١٩) ، ثم يتزرق باقى الريح

__________________

(١) وأما : فأما د ، سا ، م

(٢) حارة : الحارة ط

(٣) يقصر : يعصى د ، سا ، ط ، م.

(٤) فأن : فإنه م

(٥) حار : حارة د ، ط ، م

(٦) ليس : ليست م

(٧) ببارد : بباردة م.

(٨) فيه : ساقطة من د ، سا ، ط ، م

(٩) بكيفيته : بكيفية ط.

(١٠) بأن : أن ب ، د ، م.

(١١) يقع : ساقطة من ب

(١٢) ذكرا لأنه : ذكر إلا أنه م.

(١٣) فتكون : وتكون ط

(١٤) اليمين : اليمنى ط.

(١٥) عضو : + هو ط. (١٦) دم : ساقطة من ب.

(١٧) يلذ : يلتذ ط. (١٨) الانزراق : الانزلاق ط.

(١٩) ألطف لطيف ط.

١٥٩

مع المنى. وانزراق المنى فيمن تناول (١) أغذية ريحية أشد ، وكذلك فيمن لم (٢) يكثر الجماع. وذلك الريح كأنه أيضا فضل من جوهر الروح. ولو كانت الغاية مقصورة على اللذة لكان خلاف الدفق وهو السيلان الثقيل أدوم للذة ، لأن اللذة هي (٣) لسيلان (٤) تلك المادة الحارة اللزجة على عضو تفعل فيه كاللذع اللطيف ، ويتبعه تغرية ، وتدسيم (٥) كالتلاقى ، فتكون اللذة من عودة (٦) الحال إلى المجرى الطبيعى عند (٧) حالة خارجة عن المجرى الطبيعى محتملة غير مفرطة. وهذا كلذة الحك ولذة الدغدغة ، واللذة التي تعرض من سيلان دهن فاتر على سطح قرحة (٨) إلا أن الذي للجماع فهو أشد وأقوى ، لشدة الأسباب الفاعلة والمنفعلة والمعينة عليها (٩). فإذا (١٠) لم يكن للمرأة دفق إلى أسفل ، لم يكن إنزال ، وإذا لم تكن تلك الرطوبة منها (١١) مولدة ، لم يكن منيا. فإن اسم المنى لم يوضع لكل رطوبة بل للرطوبة الذكرية التي تخرج من الإحليل ، ولا كل ما يخرج من الإحليل (١٢) ، فإنه قد تخرج رطوبات تشبه المنى ، ولا تسمى منيا ، بل يجب أن يكون خروجه مع لذة (١٣). فإن الودى والمذى قد يخرج مع لذة (١٤) ما ؛ ولكن (١٥) الذي يكن ، خروجه بدفق ليكون سببا لوجود حيوان منه فى غير جسمه.

وإذا جعل شرح اسم المنى جملة هذه الخواص أو الفصول ، لم توجد الرطوبة التي للنساء مستحقة لأن تسمى منيا ، فليس يجوز أن يقال إنه روح أو عضو ، بل هو رطوبة.

وأجناس الرطوبات أربعة : صفراء وما ينسب إليها (١٦) ، ودم (١٧) وما ينسب إليه ، وبلغم وما ينسب إليه ، وسوداء وما ينسب إليها (١٨). ثم هذه الرطوبة التي في النساء (١٩) ليست بصفراء

__________________

(١) تناول : يتناول ط

(٢) لم : ساقطة من م.

(٣) هى : هو ب ، د ، سا ، م

(٤) السيلان : سيلان ط.

(٥) وتدسيم : أو تدسيم م.

(٦) عودة : عود ب ، د ، ط ، م

(٧) عند : عن سا ، ط. (٨) قرحة : فرجة ط.

(٩) عليها : عليهما د ، سا ، ط ، م

(١٠) فإذا : وإذا د ، سا. (١١) منها : ساقطة من د ، ط.

(١٢) ولا كل ... الإحليل : ساقطة من م.

(١٣) لذة : + ولا كل ما يخرج مع لذة د ، ط ، م ؛ + ولا كل ما يخرج بلذة سا.

(١٤) مع لذة : بلذة د ، سا ، ط ، م (١٥) ولكن : لكن د ، سا ، ط ، م.

(١٦) إليها : إليه م (١٧) ودم وما ينسب إليه : ساقطة من م.

(١٨) إليها : إليه د ، م

(١٩) فى النساء : للنساء م.

١٦٠