الشّفاء ـ طبيعيّات

أبو علي حسين بن عبد الله بن سينا [ شيخ الرئيس ابن سينا ]

الشّفاء ـ طبيعيّات

المؤلف:

أبو علي حسين بن عبد الله بن سينا [ شيخ الرئيس ابن سينا ]


المحقق: الدكتور عبدالحليم منتصر و سعيد زايد و عبدالله إسماعيل
الموضوع : العلوم الطبيعيّة
الناشر: منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٢

مالحا يفتق به حلقه. وإذا أدرك الفرخ فلزم المحضنة حاول الذكر سفادها ليخرجها (١). والحمام تتسافد إناثها وتتسافد أيضا ذكورتها. ويحب القتال بالطبع ، ويتسور على غيره (٢) عشه (٣) ، وذلك في الفرط. فإذا (٤) تقاربت العششة دامت المهارشة. ولا يحوجها سعة الحلق منها وقصره إلى أن تستلقى (٥) أعناقها عند الشرب بعد مدها وإشالتها فعل الدجاج ، إلا أن تشرب ماء كثيرا دفعة.

قال : ويذكر أن العصفور الذكر لا يعيش سنتين ؛ ولذلك لا يرى في (٦) الربيع على العصفور الأهلى الذكر طوق أسود ؛ لأنه يكون (٧) ابن سنته ؛ وإنما يتطوق (٨) بعد السنة ، ثم يموت فلا يرى طائق (٩) في السنة الأخرى. وأما الإناث فتعيش وتعود في السنة الأخرى. يعرف ذلك من جساوة (١٠) في مناقرها. لا توجد (١١) في الشباب.

ومن الطير ما ليس ببعيد الطيران ، ومعوله على المشي ، ولا يصلح له التعشيش فوق الشجر ، وإنما يبيض على تراب لين أو بين حشائش يجمعها للكن (١٢) ؛ وهذا مثل القبج والدراج. ولما كانت عاجزة عن التردد في كسب القوت (١٣) والامتيار ، خلقت فراخها مستقلة تلقط الحب والبزر ، كما يتفقأ (١٤) عنها البيض. وإذا دنا الصائد من مكان فراخ القبجة (١٥) ظهرت له القبجة (١٦) وقربت منه مطمعة (١٧) له ليتبعها (١٨) إلى (١٩) مضلة عن فراخها. والقبج الذكر يفقص (٢٠) بيض الأنثى ويدحرجها ، لئلا تشتغل (٢١) بالحضانة عند (٢٢) رغبته (٢٣) في السفاد. فلذلك ما تضع الأنثى بمخفى (٢٤) عن الذكر. والغالب من القبجين المتهارشين يتبع المغلوب ليسفده ،

__________________

(١) سفادها ليخرجها : سفاده ليخرجه د ، سا ، ط ، م.

(٢) غيره : عبرة ط. (٣) عشه : عشية سا

(٤) فإذا : وإذا ب ، د.

(٥) تستلقى : تلقى ب.

(٦) فى : على ط. (٧) يكون : يلون ب

(٨) يتطوق : يتطرق ط.

(٩) طائق : [طائق كل شىء مثل طوقه ، والجمع الأطواق. (لسان العرب)].

(١٠) جساوة : جسادة ط

(١١) لا توجد : ولا توجد ط.

(١٢) للكن : للسكن ط.

(١٣) القوت : القوة ط.

(١٤) يتفقا : يفقا ط

(١٥) القبجة : القبج سا.

(١٦) ظهرت له القبجة : ساقطة من م

(١٧) مطمعة : مطعمة ب

(١٨) ليتبعها : فيتبعها ب (١٩) إلى : على ب.

(٢٠) يفقص : ينقص ط ؛ + ببعض ط

(٢١) تشتغل : تشغل م (٢٢) عند : عنه د ، سا ، ط

(٢٣) رغبته : رغبة د ، سا ، ط ، م.

(٢٤) بمخفى : يخفى ط.

١٢١

ويسفد مغلوب مغلوبه ؛ وكذلك الدراج. والديكة إذا استغربت (١) ديكا احتشدت عليه فسفدته. والصائد (٢) يجعل القبج الذكر في قفص ويضعه ، فإذا صقع (٣) ، برز إليه أقوى القباج فيقاتله فيقع في الفخ ؛ ثم يخرج آخر حتى (٤) يستوفى الذكورة صيدا. وإن كان (٥) بدله قبجة ، اجتمع عليها الذكورة ، لكن أقوى القباج يحامى عليها ، فإذا طرد سائر الذكورة عنها (٦) قرب منها (٧) كالمتشفع إليها برخامة صوت كصوت الشاكى ، كأنه (٨) يلتمس منها أن لا تصوّت فتجلب عليه (٩) الشغب من الذكورة. والقبج مقتدر (١٠) على تغيير (١١) النغمة (١٢) ألوانا شتى. وإن كان للذكر المذكور أنثى (١٣) حاضنة ، قامت عن بيضها وتعرضت له ليفسدها فينصرف (١٤) عن الأنثى (١٥) الغريبة ، على أن القبج لشبقه لا يملك نفسه أن يقع (١٦) على رأس الصياد ويقرب منه.

وليس إنما لا يقع على الشجر ولا يعشش عليه ما كان من الطير قصير الطيران ، بل من الطير (١٧) الجيد الطيران ما لا يقع على شجر البتة ، وذلك مثل جنسين من الطير سماهما ، وهما : فوريدوس (١٨) وأسقولوحس (١٩).

أقول : وأما نحن فنظن أن النسور لا تقع على الأشجار ، وناقر (٢٠) الخشب قلما يقع على الأرض ، بل على الشجرة يلحس الدود المستخرج بالنقر بلسان له عريض. ومن خواصه أن يستلقى على الغصن (٢١) ويغدو عليه استلقاء. وقد يفعل القطا والحرادين (٢٢) مثل ذلك ، ومخاليب هذا الطائر أقوى من مخاليب الشقراق (٢٣) (٢٤) ، وهو ثلاثة أصناف : أكبرها أصغر

__________________

(١) استغربت : استقربت ط. (٢) والصائد : فالصائد ط

(٣) صقع : [الصقع : رفع الصوت ، وقد صقع الديك يصقع أى ساح (لسان العرب)].

(٤) حتى : ساقطة من ط (٥) كان : كانت ط.

(٦) عنها : عليها ط

(٧) قرب منها : قربها د ، ط ، م ؛ ساقطة من سا

(٨) كأنه : كأنها ط. (٩) عليه : عليها ط ، م

(١٠) مقتدر : متقدر ط (١١) تغيير : تغير ب ، ط

(١٢) النغمة : + المؤلفة ب.

(١٣) انثى : أن ط. (١٤) فينصرف : وينصرف ب ، د ، سا

(١٥) الأنثى : الأخرى ب ، د ، سا ؛ الآخر ط.

(١٦) أن يقع : ساقطة من د. (١٧) الطير : الطائر م.

(١٨) فوريدوس : قوريدس سا (١٩) وأسقولوحس : اسقودوحيس ب ؛ اسقولوحيس د.

(٢٠) وناقر : وناقب م. (٢١) الغصن : الغض ط

(٢٢) والحرادين : الجرادين ط ؛ [الحردن : دويبة تشبه الحرباء موشاة بألوان ونقط. (لسان العرب)].

(٢٣) أقوى من مخاليب الشقراق : ساقطة من د

(٢٤) الشقراق : الشرقراق د ، سا ، م.

١٢٢

من دجاجة ، ويبلغ من نقرها أن توهن الغصن بالنقر فينقصف (١). وقد نقر إنسان بعض الشجر نقرا يسع لوزة (٢) واحدة ، فأودعت النقرة اللوزة (٣) ليمتحن عمل النقار فيها ، ثم تعرف حال اللوزة فاذا ليها مأكول.

والغرانيق تصعد في الجو جدا عند الطيران ، فإن وارى بعضها عن بعض ضباب أو سحاب أحدثت عن أجنحتها حفيفا مسموعا تلزم به (٤) بعضها بعضا. وتنام على (٥) حرسة متناوبين. ونومها على فرد رجل قد اضطبعت (٦) الرؤوس ، إلا القائد (٧) فإنه ينام مكشوف الرأس فيسرع انتباهه ، فإذا سمع جرسا صاح.

ومن طير الماء صنف يسمى بالاقوس (٨) بآفاس (٩) يبلع الحلزون الأملس حتى إذا ظن أن حوصلته أنضجته (١٠) قاءه ، ونقر صدفته ، وأكل لحمه.

والبازى مولع بأكل القلب. وقد عد (١١) في هذا الموضع أصناف طير تختلف بالمأوى والتدبير.

قال : وأما الطائر الأبيض الذي يسمى قاقى (١٢) الذي يقاتل العقاب ويغلبه ، وهو حسن التدبير لأحواله ، فإنه يغنى كالنائحة في غاية اللذة ، وأشجى نياحته ما يكون عند موته. وقد رئى وهو ينوح بأشجى نياحته (١٣) ، وهو يطير (١٤) ، فلما فرغ خر ميتا. وهو طائر نقيعى ، جلدى الأصابع ، ولا يبدأ العقاب ، بل العقاب يبدؤه بالقتال.

ومن الطير القليل الظهور طائر جبلى أسود في حجم البازى ، حديد البصر ، يصيد

__________________

(١) فينقصف : فينغضف د.

(٢) لوزة : كوزة م

(٣) اللوزة : الكوزة م.

(٤) به : ساقطة من ب ، م

(٥) على : عن د ، ب ، ط ، م.

(٦) اضطبعت : [الضبع بسكون الباء : وسط العضد بلحمه يكون للإنسان وغيره. واضطبع الشىء : أدخله تحت ضبعيته. (لسان العرب)]

(٧) القائد : الصائد د.

(٨) بالاقوس : بالاقرس ط

(٩) بآفاس : بما قاس ط.

(١٠) أنضجته : نضجته م.

(١١) عد : وعدم.

(١٢) قاقى : مافن ب ؛ فامى د ، سا ؛ مامى طا.

(١٣) نياحته : نياحه ب.

(١٤) وهو يطير : ويطير د ، سا ، ط ، م.

١٢٣

ليلا ونهارا ، ويسمى فرنيدس (١) وهو (٢) يقاتل (٣) العقاب ، وربما تشابكا وصيدا معا. ويعيش (٤) فى الصخور ، ويبيض بيضتين.

والغرانيق تتقاتل ، فتصاد كثيرا في قتالها.

وأما الطير المسمى فصا ، فإنه كثير التلحين ، ويحدث كل يوم لونا من اللحن (٥) ، ويدخر من البلوط في آخر أوانه ذخرا يكفيه لسنته ، ويعشش على الشجر من شعر (٦) وصوف.

قال : وقد يذكر عن الغرانيق أن فراخها تقوت الوالدين إذا أسنا ، وهذا مما لم يعلم بالحقيقة. وزعم بعضهم أن فرخ ماروش (٧) يطعم أبويه ، كما يطير ، ولا يحوجهما إلى مفارقة (٨) الوكر. وهو طائر تبنى الريش ، وأعلاه إلى السواد ، وطرف جناحه أحمر ، ويبيض ست أو سبع بيضات ، يرتاد لموضعه اللين من تراب (٩) الأودية ، ويعشش في داخل ثقب إلى قدر أربع أذرع.

ومن الطير ما يتخذ عشا كريا من الكتان ، ضيق المدخل ، ويقال (١٠) إنه يفرش عشه بالدارصينى ؛ ويجلبه من معدنه وهو بعيد ، ويعشش في ذرى الأشجار السامقة (١١) ، والناس يرمون عششها بالسهام ، منصولة بالرصاص ، فيسقط الدارصيني.

وأما الطائر الذي يسمى باليونانية فوار (١٢) وهو برى وقده (١٣) فوق قد العصفور ، وهو لازوردى اللون مع خضرة وأرجوانية مفرقة في جميع جسده من (١٤) غير تمييز. ومنقاره دقيق (١٥) طويل ، إلى الخضرة ، وعشه صنوبرى ، متخذ من شىء كزبد البحر ، أنبوبى التجويف ، صلب لا ينقطع بالحديد (١٦) إلا بعسر (١٧) ؛ لكنه (١٨) مترصص يفتّه (١٩) الإنسان

__________________

(١) فرنيدس : فونيدس د ؛ فرندس سا (٢) وهو : وربما ب ، ط ، م

(٣) يقاتل : قاتل ط ، م (٤) ويعيش : ويعشش ط.

(٥) اللحن : اللحون ب. (٦) شعر : شعير ط.

(٧) ماروش : ملدقوش سا

(٨) مفارقة : مفارقته د. (٩) تراب : ساقطة من م.

(١٠) ويقال : + له ط. (١١) السامقة : الشاهقة ط.

(١٢) فوار : قوار سا ، ط

(١٣) وقده : وقدره ط ، م.

(١٤) من : عن ب. (١٥) دقيق : ساقطة من م.

(١٦) بالحديد : ساقطة من ب ، م

(١٧) بعسر : بعسرة د ، م (١٨) بعسر لكنه : ساقطة من سا

(١٩) بفتة : يفتته ط.

١٢٤

بيده (١). وباب جحره من الصغر بحيث لا يدخل فيه ماء البحر عند الموج ، وتعين على تشكيله مادة عشه. ويظن بعضهم أنه من شوك حيوان يسمى إبرة. ومعاش هذا الطائر من السمك ، وربما صار إلى الأنهار. وهو يسفد الدهر كله ؛ وبيضه (٢) خمس عددا ؛ وأول زمان سفاده هو إذا أتى عليه أربعة أشهر.

وأما الهدهد فيأوى الشقوق ، ويفرش لمأواه زبل الناس (٣) ، ويتبدل لونه شتاء وصيفا.

وبلوينة (٤) عصفور يبيض تسعة عشر (٥) ، وربما باض أكثر من عشرين (٦) ، ولكن فردا (٧) ، ويعشش (٨) في الشجر ، وأكله الدود.

وأما إيذون (٩) فهو محاك لذيذ التلحين ، ويخصه فقدان الطرف الحاد في لسانه.

وفي هذا الموضع ذكر طيرا (١٠) كثيرا : منها ما (١١) (١٢) يأكل الدبق (١٣) وصموغ الشجر (١٤) ؛ ومنها صنف (١٥) أسود وأبيض يكون بمصر ، واسمه قوس قوس. ويكون (١٦) الأبيض في جميع بلاد مصر (١٧) ما خلا الفرما (١٨) ، والأسود لا يكون في شىء من بلاد مصر (١٩) ما خلا الفرما (٢٠) ؛ ومنها طائر يسمى حلواريس (٢١) يبيض في عشه الطير المسمى فوفكس ، وقد مر وصفه. فإذا (٢٢) خرج فرخ فوفكس أبغض فرخ نفسه ونفاه ، وهذا حق. ومنهم من يقول يقتله ويطعم فرخ (٢٣) فوفكس (٢٤) ، وهذا مشكوك فيه. أما المشاهدة التي حكيتها فقد كان عش (٢٥) الطائر المستطار خاليا عن (٢٦) غير (٢٧) فرخ الطائر المسمى كبوك. ومنهم من قال : إن فرخ فوفكس يقتلها ، فإنه يستغربها ويستضعفها. ومن الناس من ذكر أن السبب في أمر فوفكس أنه يعلم من

__________________

(١) بيده : بيد ط. (٢) وبيضه : ويبيض سا.

(٣) الناس : الإنسان ط. (٤) وبلوينة : وبلونة ط

(٥) تسعة عشر : سبعة عشر سا ، ط ، م ؛ سبعة أشهر د

(٦) عشرين : عشرة سا

(٧) فردا : بردا د. (٨) ويعشش : يعشش د ، سا.

(٩) إيذون : إيدون ب ، سا ؛ بدون د.

(١٠) طيرا : طائرا ط ؛ بيضا م (١١) منها ما : ساقطة من م

(١٢) ما : صنف د ؛ ساقطة من ب ، ط

(١٣) الدبق : الدفق م ؛ + منها+ م

(١٤) الشجر : الأشجار ط. (١٥) صنف : ساقطة من د

(١٦) ويكون : فيكون سا. (١٧) مصر : المصر ط

(١٨) الفرما (الأولى) : القراب ؛ الفرماء ط

(١٩) مصر ط (٢٠) الفرما (الثانية) : الفرماء ط.

(٢١) حلواريس : طواريس ط

(٢٢) فإذا : وإذا ط ، م.

(٢٣) ويطعم فرخ : ويطعمه د ؛ ويطعمه فرخ سا.

(٢٤) فوفكس : فونكس ط

(٢٥) عش : عشق ط. (٢٦) عن : من ط

(٢٧) غير : ساقطة من سا.

١٢٥

حاله أنه مطلوب من جميع الطير ، وأنه سيعثر (١) على بيضه (٢) إذا وضعه (٣) في مستقره. وذكر صنفا من المنسوب إلى عديم (٤) الرجلين يشبه الخطاف ، ويجرى مجراه ، وأنه يعشش عشا مستطيلا. ومنها طائر يسمى الموسلاس (٥) ، أى راضع المعزى ، وهو طائر جبلى أكبر من فوفكس (٦) ، تبيض أنثاه بيضتين أو ثلاثا ، يطير حول المعزى ، ويرضع لبنه (٧). وقد زعم بعضهم أن ذلك يكون سببا لانقطاع اللبن ولعمى الماعز. وبصر هذا الطائر (٨) بالنهار ضعيف.

وقد يظهر (٩) عند هلاك بعض (١٠) المدن جنس غريب من الغربان يتشاءم (١١) بها. والله أعلم (١٢).

__________________

(١) سيعثر : يستعبر سا ؛ سيعثو ط ؛ سيغير طا ؛ سيعين م

(٢) بيضه : بيضته ط

(٣) وضعه : وضعته ط.

(٤) عديم : عدم ب ، سا ، ط ، م.

(٥) الموسلاس : الموسداس د ؛ اليوسلاس ط ، م.

(٦) فوفكس : فونكس ط

(٧) لبنه ط.

(٨) وبصر هذا الطائر : وهو ب ؛ وهذا الطائر د ، سا.

(٩) يظهر : ظهر د ، سا ، ط ، م

(١٠) بعض : ساقطة من ب ، د ، ط ، م

(١١) يتشاءم : يشؤم تشوؤم د ؛ يشؤم سا ، ط ؛ تشوئم م

(١٢) والله أعلم : ساقطة من ب ، د ، سا ، ط.

١٢٦

الفصل الثالث

(ج) فصل (١)

فى مثل ذلك

ويذكر فيه أحوال النحل والزنابير (٢) واختلاف أخلاق الحيوانات

العقبان أجناس : فمنها جنس رستاقى (٣) يقرب من الناس ، وصياحه شديد ؛ وجنس آخر (٤) أصغر منه غيضى جبلى يأوى إلى ما يبعد عن المارة ؛ وجنس آخر أسود صغير خبيث (٥) ، أجلد من غيره يأوى أيضا الغياض والجبال ، وهو قيد الأرانب ، ويخصه تعهد فراخه ، وهو سريع الطيران حاد الصوت ؛ وجنس آخر أبيض اللون والريش ، قصير الجناحين ، طويل الذنب ، ذنبه كذنب رخمة ، عظيم الجثة ، نقيعى جبلى ، خسيس الجوهر ، يقهره الغربان ، طعمه من الجيف ، وهو أبدا يصيح من الجوع ؛ وجنس بحرى جبلى يأوى جبال البحر والشواطئ ، كبير العنق (٦) ، ضعيف الريش ، عريض الذنب ، وإذا اختطف صيدا قصد به جهة العمق من البحر كأنه يغيب عن المنازعين ؛ وجنس يقال له الخالص ، كأن سواه مدخول النسب هجين أو مقرف (٧) ، وهذا الخالص أعظم الأجناس قدا وأقوى وأبعد مسافة صوت ؛ وجنس أشقر يتعطل (٨) طرفى النهار ويصيد ما بين الغداة إلى العشى (٩). والمنقار الأعلى من العقاب فإنه ينشق ويتورم ويتعقف ، فيعطله ذلك عن الطعم ويهلك. والعقاب يدخر لفراخه ما يفضل عن الحاجة ؛ لأنه لا يلحق

__________________

(١) فصل. فصل ج ب ؛ الفصل الثالث د ، ط.

(٢) والزنابير : والرئاسة د ، سا ، ط ، م.

(٣) رستاقى : دستاقى سا ، م.

(٤) آخر : أيضا ب ، د ، م.

(٥) خبيث : وخبيث ط ، م.

(٦) العنق : العين ب.

(٧) مقرف : [قرف الشىء : خلطه ؛ المقرف من الخيل : الهجين (لسان العرب)].

(٨) يتعطل : متبطل ط ؛ متعطل م.

(٩) إلى العشى : والعشى م.

١٢٧

الصيد كل وقت. وفراخه تقابل من يأتى عشها بمخاليبها (١) وأجنحتها. وإذا بلغ فرخ (٢) العقاب أوان الطيران نفاه العقاب من عشه. والزوج من العقاب يحفظ لنفسه حريما واسعا لا يرخص لغيره من الجوارح أن تستقر بقربه. ولا يصيد في حماه (٣) بل يصيد مبعدا ، فإذا صاد صيدا اعتبر ثقله ورازه (٤) ، ثم حمله إلى عشه ؛ وفيما بين ذلك يضعه على الأرض مرارا ، يغالط من عسى أن يكون كمن له. ويبدأ بصيد صغار الأرانب ، ثم يتدرج إلى صيد الكبار. وينهض إلى صيده من الروابى (٥) واليفاع (٦) من الأرض ؛ لأن استقلاله (٧) من الحضيض ، ويبدأ بلمح الصيد من حالق. والجوارح لا تقع على الحجارة بسبب مخاليبها (٨) ، اللهم إلا في الندرة. والعقاب طويل العمر ، ولذلك يخلد عشه في مكان واحد. وفي بعض البلاد جنس أصغر من العقاب يبيض بيضتين ، ويودعهما (٩) جلد أرنب أو ثعلب ، ولا يحضنهما (١٠) ، إلى أن يدرك الفرخ فيخرجه.

وأما فينى (١١) ، وهو (١٢) كاسر العظام ، وأظنه الطائر الذي يسمى بالعربية البلح وبالفارسية هماى ، فإنه طائر (١٣) وديع ، مدبر لنفسه ولبيضه ولفراخه (١٤) ، وبعينه تقصير بسبب (١٥) إسبال جفنه عليه ، فإن جفنه مسترخ. ويتكفل (١٦) بفرخ العقاب الذي يطرده لبخله أو لحسده وسوء خلقه. وإذا نشأت فراخ العقاب تقاتلت بمخاليبها تبرما من بعضها ببعض (١٧) ؛ وتحاسدا على الطعم. ولا يبعد أن يكون هذا إحدى علل طرد العقاب بعضها ليتكفله فينى (١٨).

وجنس من العقاب أحد بصرا من غيره يضطر فراخه إلى مواجهة عين الشمس ،

__________________

(١) بمخاليبها : بمخالبها ط

(٢) فرخ : فراخ ب ، ط ، م.

(٣) حماه : حمله م.

(٤) ورازه : وزاده سا ، وردائه ط ؛ ورداه م ؛ [رازه بروزه روزا : حرب ما عنده وخبره ؛ وراز الحجر روزا : وزنه ليعرف ثقله. (لسان العرب)].

(٥) الروابى : + والصغار م

(٦) واليفاع : والبقاع م ؛ [اليفاع : المشرف من الأرض والجبل ، وقيل : هو ما ارتفع من الأرض ؛ قال ابن برى : وجاء في جمعه يفوع. (لسان العرب)]

(٧) استقلاله : استقراره طا.

(٨) مخاليبها : مخالبها ط. (٩) ويودعهما : ويودعها م.

(١٠) ولا يحضنهما : ولا يحضنها م.

(١١) فينى : تبنى ط ؛ قينى م

(١٢) وهو : فهو ط. (١٣) طائر : + أسود سا

(١٤) ولفراخه : وإخراجه د

(١٥) بسبب : لسبب ط. (١٦) ويتكفل : فيتكفل ط.

(١٧) ببعض : لبعض ط.

(١٨) فينى : قينى ط ، م.

١٢٨

فأيها دمعت (١) عينه عند النظر إلى قرصها أو أحوجها (٢) الأذى إلى التغميض والطرف (٣) والإعراض قتلته ؛ وهذا العقاب البحرى. وإذا هم ببعض طير الماء ذعره (٤) فانغطّ (٥) وهم يلحظ مسلكه في القعر بحدة (٦) بصره ، حتى إذا طفا اختطفه. وهذا العقاب لا يقصد رخمه الطير لئلا تستقبله لاطمة إياه بأجنحتها وناقرة بمناقيرها.

ومن الطير جنس يقال له ماقق (٧) ويصاد بأن يرجف الماء حتى يزيد فينغض (٨) إلى الزبد منغمسا فيه (٩) ، فإنه يحب أن يأوى فيه.

وذكر في هذا الموضع أصنافا من الجوارح مجهولة وذكر أن البزاة لا تقل عن عشرة أصناف : فإن منها ما ينشط للحمام الجاثم على الأرض فإن طار أعرض عنه ، ومنها ما ينشط للحمام الواقع على شجرة دون الأرض والشرفات ، ومنها ما ينشط للمستقبل طيرانا. وقد زعم بعض الناس (١٠) أن الحمام يشعر بسجية (١١) كل صنف ، فيقاتله بما يكفيه عنه. وفي بعض البلاد ذئاب (١٢) عودت إطعام (١٣) السمك المصيد ، فإن حرمت مزقت الشباك (١٤) المشمسة (١٥) للتجفيف (١٦).

والضفدع البحرى أمام عينه زائدتان شعريتان دبقيتان (١٧) تلتصقان (١٨) بالسمك الصغار ، فلذلك ينغطّ (١٩) في الرمل ويتركهما بارزتين يصيد بهما ما يمر

وأما السمك المسماة رعادة فانها تصيد ما يجاورها بالإثخان خدرا (٢٠).

وفي البحر حيوانات كثيرة تكمن وتستخفى في الرمل.

__________________

(١) دمعت : أدمعت سا

(٢) أو أحوجها : وأحوجها د ، سا ، ط

(٣) والطرف : والتطرف ط ، م.

(٤) ذعره : زعره ط

(٥) فانغط : فانفط ط.

(٦) بحدة : لحدة ط.

(٧) ماقق : ما وقف د ؛ بائق ط ؛ مابق م

(٨) فينغض : فينفض ب ، سا ، م ؛ فينفض د ؛ [نغض الشىء ينغض : تحرك واضطرب. (لسان العرب)]. (٩) فيه (الأولى) : ساقطة من م.

(١٠) بعض الناس : بعضهم ب

(١١) بسجبة. بسحنة سا.

(١٢) ذئاب : ذباب ط

(١٣) إطعام ط

(١٤) الشباك : الشبك ط ، م.

(١٥) ما ينشط .... المشمسة : ساقطة من د.

(١٦) للتجفيف .... صخرة : ساقطة من د.

(١٧) دبقيتان : ودبقتان ط ؛ دبيقتان طا

(١٨) تلتصقان : تلصقان سا ، ط.

(١٩) ينغط : يتقظ ط.

(٢٠) خدرا : حذرا ط.

١٢٩

والحمأة راصدة للصيد. وحيث يكون في البحر أبيناس لا تكون جارحة بحرية ، ويمكن أن يكون ذلك بسبب ذلك الحيوان. ويشبه أن يكون قد عرض بالاتفاق أن (١) ما يوافق هذا ، لا يوافق السباع.

والحية البحرية في لون عبقروس. وإذا نشب الشصّ في المعروف بالأربعة والأربعين قاء (٢) قالبا معدته. وهذا الحيوان يميل إلى البر ويلسع بمس (٣) جميع جسده (٤) ، مثل الحيوان المسمى قبا (٥).

وأما السمك المسمى ثعلب ، فإنه يصابر على الشصّ ويأخذ في بلع الخيط ، حتى يتمكن من القطع. ولذلك كثيرا (٦) ما يوجد في بطن المصيد منه (٧) صنانير (٨) عدة ، ومصيدته الأعماق.

وجنس من السمك يسمى أمنا ، يجتمع بعضها عند معاينة السباع ، وتحدق بها أكابرها فتحامى عليها وتقاتل عنها. والأنثى خرقاء (٩) لا تتعهد البيض وتخلّفه على الذكر ، فهو يذب عنه إلى خمسين يوما. ومن السمك ما يتغير إلى لون مكانه ، حتى يلتصق به ، فيظن صخرة (١٠) أو رملة ، فلا تتوقاه صغار السمك.

وجميع أنواع مالاقيا يلزم الماء ، إلا صنف طويل العنق ضعيفه ، بحيث إذا قبض على عنقه مات. ومن الحيوان البحرى (١١) ما ينسج حول جسمه مثل ثوب غليظ بقدر حجمه ، ويسمى هذا الحيوان قوعى (١٢) ، وهو يدخل فيه ويخرج منه (١٣). ومنه حيوان كثير الأرجل يقال له الخيلوس (١٤) يقلب خزفه عند الطفو ليسهل طفوه ويبقى زمانا على وجه الماء طافيا ؛ فإذا رام العود قلب وضعه. وبين رجليه جلد كنسج العنكبوت لرقته وضعفه ، وهو له كالشراع يستقبل به الريح ويجعل الرجلين كالسكان ، ويظن (١٥) أنه تولدى لا توالدى (١٦).

__________________

(١) أن : ساقطة من ب.

(٢) قاء : فاه ب ، ط ؛ قاه سا ؛ تاه م

(٣) بمس : بلمس ط (٤) جسده : بدنه سا.

(٥) قبا : قلا م. (٦) كثيرا : ساقطة من م

(٧) المصيد منه : المصيدة م

(٨) صنانير : صبابير ط.

(٩) خرقاء : خرق ط.

(١٠) صخرة : ساقطة من د.

(١١) البحرى : ساقطة من ب.

(١٢) قوعى : فوعى سا

(١٣) منه : عنه سا.

(١٤) الخيلوس : الحلبوس م.

(١٥) ويظن : وأظن سا.

(١٦) أو رملة ... لا توالدى : ساقطة من د.

١٣٠

وحال النمل في امتياره إلى جحره على خط مستقيم يحفظ بعضها لبعض ، أمر عجيب ، ولا يتعطل عن عمله في الليالى المقمرة.

وحال الليث (١) الذي يصيد الذباب عجيب ؛ وهو أصناف : صغار وكبار ، ومنها ما يلسع ، ومنها ما لا يلسع ، وليس فيها ناسج الأشياء على وجه الأرض يستخفى فيه ويرقب ما يحركه ، فيظهر إليه ويأسره. والجنس الصّناع من العنكبوت هو الذي يسدى سدى منوطة تشبه أوتارا وأطنابا (٢) يلحمها فإذا وقع على نسجه ذبابة أو غيرها نسجت عليه فى الوقت ، فإن كانت جائعة مصّته (٣) ، وإلا نقلته إلى خزانة له ويعود إلى رمّ ما انخرق من نسجها. والصناع هي الأنثى ، فأما الذكر فنقاض أخرق ، وأما العنكبوت العظيم الأرجل ، فانه لما يئس عن الاستخفاء احتال بأن يتعلق من تحت النسج ، وأما الصغير فيتخذ لنفسه مخبأ ، ويظن أن مادة غزله من ظاهر جسده. ويبلغ من جلده أن بهم بالعظاية الصغيرة ، فينسج أول شىء على فيها وهو متوق متحرز ، فإذا فرغ من فمها (٤) دنا منها (٥) بطمأنينة فينسج على باقيها (٦).

ومن المحززات الكيسة النحل وما يشبههه من ذوات الإبر وهي تسعة (٧) أصناف. منها ستة أصناف (٨) يختلط بعضها ببعض النحل وذكورتها ، والصنف من الدّبر (٩) الذي يأوى إلى وجه الأرض والدبر الأصغر والدبر (١٠) الطويل الأسود. وأما الأصناف الباقية منها ، فهى مما ينفرد بعضها عن بعض ، أصغرها أغبر وأوسطها أسود والثالث (١١) الكبير. والنحل يغتذى من العسل ، ومع ذلك فلا يكثر منه ما أصاب غيره ، شفقة عليه وادخارا (١٢) ،

__________________

(١) الليث : [ضرب من العناكب ، وليس شىء من الدواب مثله في الحذق والختل ؛ وقيل : الذي يأخذ الذباب ، وهو أصغر من العنكبوت (لسان العرب)].

(٢) وأطنابا : أو أطنابا ب.

(٣) مصته : مضه ط.

(٤) فمها : فمه : سا ، ط ، م.

(٥) منها : منه سا ، ط ، م

(٦) باقيها : باقيه سا ، م.

(٧) تسعة : سبعة ب ، ط ، م.

(٨) منها ستة أصناف : ساقطة من سا ، م

(٩) الدبر : [الدبر ، بالفتح : النحل والزنابير ، وقيل : هو من النحل ما لا يأوى. (لسان العرب)].

(١٠) والدبر الأصغر والدبر : الزنبور الأصفر والزنبور ط ؛ الدبر الأصفر الدبر طا ؛ والزنبور م.

(١١) والثالث : الثالث ط.

(١٢) وحال النمل ... وادخارا : ساقطة من د.

١٣١

إلا إذا أصاب النحل دخان ، فحينئذ لا يقرب من (١) المأكولات غير العسل. وما يولده (٢) النحل على ساقيه غير (٣) الموم هو ثفل العسل ، وهو في حلاوة التين ، وهو (٤) غذاء أيضا للنحل ، ومتى صادفت النحلة الخلية نظيفة (٥) بنت فيها بيوتا من الشمع ، وهو لقاطته (٦) من الزهر وأطراف الشجر ، وخصوصا من الخلاف ، فتبنى به جدران البيوت مسدسة. وإذا استوسعت مدخل الخليلة ضيقته (٧) بوسخ الموم ، وهو أسود ذفر (٨) الريح. وتبدأ ببناء بيت الملك ، وهو يشبه الثقب ، ثم ببناء (٩) بيوت الذكران وتبنيها (١٠) بيوتا أكبر من بيوت النحل الصغار. والذكران لا يعملون (١١). ثم تبنى بيوتا أخر أيضا (١٢) حول بيوت العسل. والفراخ فارغة للاستظهار. وزعم (١٣) بعضهم أن الذكورة تنفرد ببناء بيوتها ، وليس إليها بعد ذلك إلا أكل العسل دون التعسيل ، وأنها تلزم الخلايا في أكثر الأوقات ، فإن نشطت خرجت جملة وأخذت في الجو طانة (١٤) مدوية ثم عادت وشبعت من العسل. وأما الملك فلا يخرج وحده ، بل مع الجملة. وإذا ضل (١٥) الملك تبعته (١٦) برائحته ، وإذا أعيا الملك في طيرانه حملته حملا ، وإذا جلبت الموم ، فإنما تجلبه بطرفى الرجلين المتقدمتين (١٧) ، فإذا وضعته ثنت (١٨) الطرفين بالذراعين ، والذراعين بالرجلين المؤخرتين ؛ وإذا حملت الموم طارت منقلا (١٩) ، ولا تنتقل من زهر إلى زهر ، إلا بعد أن تنقل ما حملته إلى خليتها. وكثيرا ما تنقل الشمع من الزيتون (٢٠) ، وبعد ذلك تفرخ ، أى إذا فرغت من بنائها. وربما جمعت الفرخ والعسل في بيت واحد. وليس للذكور حمة ، ويحاول اللسع ولا يقوى عليه.

وملوك النحل جنسان : أكرمها أحمر اللون ، والآخر أسود مختلف اللون فحمى.

__________________

(١) من : ساقطة من سا

(٢) وما يولده : ومما يجلبه : سا ، ط.

(٣) غير : كما يجلب سا (٤) التين وهو : ساقطة من د.

(٥) نظيفة : النظيفة ط (٦) وهو لقاطته : وهي لقاطة ط.

(٧) ضيقته : ضيقه ط (٨) ذفر : حريف د ، سا ، ط ، م.

(٩) ببناء : تبنى سا ، ط ، م

(١٠) وتبنيها : وتبنى ب. (١١) لا يعملون : لا يفعلون د

(١٢) أيضا : ساقطة من م.

(١٣) وزعم : وذكر م.

(١٤) طانة : طائرة م.

(١٥) ضل : أضلت د ، سا ، ط ؛ ضلت م

(١٦) تبعتة : شيعته ط.

(١٧) المتقدمتين : المقدمين د ، سا ؛ المتقدمين م.

(١٨) ثنت : نقت د ، سا ، ط ؛ تقب م.

(١٩) منقلا : منتقلا ط ؛ [المنقل : طريق مختصر. (لسان العرب)].

(٢٠) الزيتون : الزنبور ب.

١٣٢

والملك في ضعف قد النحلة العسالة. وأكرم النحل (١) العسالة ما كان صغير الجثة ، مستدير الشكل عليه ألوان. وقد يكون منها مستطيل شبيه بالذكر. وجنس آخر أحمر البطن. والذكر كبير كسلان (٢). والنحل الذي يرعى الغياض والجبال أصغر وأعمل. والكريم يعمل عسلا مستوى الأجزاء في ثقب (٣) ملس وأصمة ملس ، يملأ بعضها عسلا ، وبعضها فراخا ، وبعضها مساكن للذكورة. وما ليس بكريم لا يعمل شيئا مستويا ، على ما قلنا. والنحلة تلزم ثقب الشهد ، وبذلك يصلح الشهد وإلا فسد وتولد فيه عنكبوت.

وأقول : إنه لا يبعد أن تكون إبرة النحلة مع أنها سلاح نافعة في إحالة جوهر الرطوبات إلى العسلية بأن تأتيها (٤) وترسل فيها قوة ما وهذا منى تخمين ، وكأنى سمعته من بعض المتعهدين لهذه الأحوال.

وجنس من النحل مختلف يقال له فصوص ، ولا يعمل شيئا يعتد به. وربما تولد فى الخلية دود صغير ينبت أجنحة (٥) ، ولا تدعه النحل أن يقع على بيوت الموم. والنحل العسالة تقتل الذكران المؤذية ، والملوك المفسدة ، وخصوصا عند قلة العسل. والنحل الصغير المجتمع يحاول مقاتلة الطوال منها ونفيها عن الخلايا ، فإن فعلت ذلك جاد العسل. ويجتهد أن يقتل ما يقتله منها خارج الخلية ، صيانة للخلية.

وجنس من النحل يسمى لبنون يغتال (٦) النحل العسالة (٧) ، ويفتح عليها بيوتها ويهلكها ، وذلك مما يقل ويندر ؛ لشدة يقظتها ، وكثرة تحفظها. وكثيرا ما يتفق إذا دخل ، أن يتشوش من اللطخ بالعسل ، فلا يقوى على الطيران ، ولا يلبث أن يقتل ، ولا يكاد يفلت. والملك (٨) قلما (٩) يخرج إلا في عنقود من الفراخ يكنفه (١٠) ، وإذا هم الملك بالخروج طن قبله بيوم أو يومين (١١) لتعلم (١٢) الفراخ ما هم (١٣) به ، لتستعد له. وإذا تولدت ملوك ، تبع

__________________

(١) النحل : النحلة ط.

(٢) وقد يكون .... كسلان : ساقطة من سا.

(٣) ثقب : تقلب م.

(٤) تأتيها : بابرتها د ؛ تجمعها بإبرتها سا ؛ تأبرها طا.

(٥) أجنحة : أجنحته سا ، ط.

(٦) يغتال : يقاتل ط

(٧) العسالة : العسال د ، سا ، ط ، م.

(٨) والملك : والملوك ط ، م

(٩) قلما : فلا م

(١٠) يكنفه : بكنفته د.

(١١) أو يومين : د يومين د ، سا ، م

(١٢) لتعلم : تعلم د ، سا ، م

(١٣) ما هم : ما يهم سا ؛ ما لا يتم ط.

١٣٣

كل ملك من الفراخ طائفة ، ولا تقبل ملكا آخر غير ما اتفق أن (١) انحازت إليه ، فإن تبعها (٢) آخر قتلته. فإذا خرجت (٣) الفراخ ، وكان بها قلة ، انتظرت المدد من خارج (٤).

والنحل توزع أعمالها بينها ، فمنها ما إليها نقل المادة من الزهر ، ومنها ما إليه تليين ذلك وإصلاحه موما ، ومنها ما يستعمل ذلك الموم ، ومنها ما هو ساق ويستقى (٥) الماء للفراخ. ولا يقع النحل على حيوان البتة ، ولا على (٦) طعام ، وليس لابتداء عمله زمان معلوم ، بل كلما أخصب ، وفي أى (٧) وقت اتفق ذلك. وإذا استوت الفراخ وطارت ، فإنها تسرع في العمل بعد ثلاثة أيام عند ما تستوى فتثقب الصمامات التي على أفواه البيوت وتخرج. وما كان من النحل كسلانا ضارا غير حسن القيام ، على ما هو منوط به ، فإن النحل الكريم يطرده ، واللئيم يتغافل عنه.

وللنحل أعداء كثيرة كالزنابير والخطاطيف. وأصناف من صغار الطير والضفادع النهرية والأجمية (٨) تتلقى (٩) النحل الواردة (١٠) فتبلعه (١١) والجرادين خاصة فإنها ترصدها فى باب الخلية والصمامات (١٢). على أنها لا تهرب من شىء من الحيوان ، ولا تقاتل (١٣) غير جنسها وغير الزنابير. وإذا كانت خارجة من الخلية ، تسالمت وسالمت غيرها ، وإنما تقاتل من (١٤) يقرب (١٥) خليتها. والنحل قد يطعم الحلاوات أيضا. وإذا لذعت النحلة حيوانا وخلفت الإبرة فيه ماتت. وربما قتلت النحلة من تخلف فيه الإبرة. وقد (١٦) قتلت فرسا.

أقول : وقد أخبرت بقرية من قرى أسفسيقان (١٧) يقال لها أسفاكوج (١٨) ، وفيها خلايا النحل ، أنهم غزوا مرة ، وكاد (١٩) الأكراد ينهبونهم (٢٠) ، فسلطوا عليهم النحل ، بأن عمدوا

__________________

(١) أن : أنه ب. (٢) تبعها : تبعه ط

(٣) خرجت : أخرجت للفراخ ط

(٤) خارج : الخارج ط. (٥) ويستقى : يستقى د ، سا.

(٦) ولا على. ولا إلى ط.

(٧) وفي أى : وأى د ، سا ، م.

(٨) والأجمية : والآجاميه ب

(٩) تتلقى : تلقى ب (١٠) الواردة : والواردة م

(١١) فتبلعه : فيتبلعه ط.

(١٢) والصمامات : والصفات د ، سا ، م ؛ والصقاب ط

(١٣) ولا تقاتل : أو لا تقاتل ط.

(١٤) من : ساقطة من ب ، م

(١٥) يقرب : + من سا. (١٦) وقد : قد د ، سا ، ط ، م.

(١٧) اسفنيقان : أسفسان ب

(١٨) أسفاكوج : اسفاكوح د ، م ؛ اسفاكوخ ط.

(١٩) وكاد : وكان ط (٢٠) ينهبونهم : ينهبوهم ، د سا.

١٣٤

إلى خلايا فشوشوها ، وتواروا عنها ، فهزمت النحل أولئك الأكراد لسعا لهم (١) ولدوابهم.

وملك النحل حليم (٢) جدا ، ولا يلذع شيئا. وإذا هلك شىء في الخلية رمته إلى خارج. وهو أنقى الحيوانات ؛ ولذلك لا تلقى زبلها إلا وهي تطير وإلا في دفعات ، لأن في ذبلها نتنا. وهي تكره النتن ، وتكره أيضا الروائح الدهنية والأدهان وإن كانت عطرة ، وتلسع المتدهن إذا دنا منها.

ومما يهلك النحل تفرقها لكثرة ملوكها. وأما أبكار النحل وفراخها ، فهى أصنع من غيرها ، وأجود عسلا ، وأقل لسعا ، وأقل ضرر لسع ، وهي أقل رعبا (٣). وقد قاتل النحل نحلا غريبا زاحمها في الخلية ؛ وكان رجل يعين النحل الأهلى ، فلم يلسعه البتة. ومن آفات (٤) النحل دود يتولد ، ويصير عنكبوتا ، ويستولى على العسل ويفسد الشهد والموم. وربما تعفنت الخلية وأنتنت ، فأفسدت (٥) النحل. والنحل يحب السعتر ، وأجوده الأبيض ؛ فإذا لقط من زهر قمل (٦) مرض. والنحل تستتر (٧) عن الريح بالحجر وتشرب الماء الصافى (٨) القريب المعهود ؛ ولا تشرب إلا بعد إلقاء الثفل. وأكثر ما تعسل ربيعا وخريفا ، وأجوده الربيعى. والعسل الأبيض هو الذي يعسل في موم طرى ، وإذا عسل في موم عتيق احمرّ. وأجود العسل هو الذهبى ، وأردأ العسل أعلاه في الخلية ؛ ولذلك ينبغى أن يخرج عنها. والنحل يعجبه التصفيق والغناء ، وبهما يجتمع ويرد إلى الخلية (٩). والخلية المخصبة هي التي يكثر فيها دوى النحل. وإذا ترك للنحل (١٠) في الخلية من الشهد فوق كفايته ، عاد بطالا ، وكذلك إن كان أقل من كفايته. وقلة الذكورة أصلح في الخلية ، فإن النحل العسال يكون أنشط. والنحل يحدس (١١) بالبرد والمطر ، وعلامة ذلك لزومها الخلية. وهنالك ما يعدّ لها القيّم قوتا. وإذا (١٢) تعلق بعضها ببعض

__________________

(١) لهم : ساقطة من سا.

(٢) حليم : حام م.

(٣) رعبا : رعيا سا ؛ رغبا ط ، م.

(٤) آفات : إناث ط.

(٥) فأفسدت : وأفسدت سا.

(٦) قمل : ساقطة من ط ؛ [قمل العرفج ، إذا اسود شيئا يعد مطر أصابه فلان عوده (لسان العرب)]

(٧) تستتر : تستر ط.

(٨) الصافى : أيضا في سا.

(٩) إلى الخلية : ساقطة من ب.

(١٠) للنحل : النحل د ، سا ، ط ، م.

(١١) يحدس : يحس ط ، م.

(١٢) وإذا : فإذا ط ، م.

١٣٥

في الخلية ، دل ذلك على إجماعها مفارقته ، فهنالك يرش القيم خليتها (١) بشراب طيب حلو. وينبغى أن يكون بقرب الخلايا كمثرى جبلى وباقلى ، وقثاء رطب ، وجلنار ، وآس ، وخشخاش وسيسنبر ولوز. والشتاء الجنوبى يفسد النحل.

والزنابير أصناف : صفر صغار. وسود (٢) مطاولة صفر الأرجل ذبابية ، وحمر كبار جدا وأوساط. وقد رأيت جنسا أسود الرأس كبيرا له رائحة (٣) عطرة ، وله إبر في مؤخره ثلاث أو خمس وهو ردىء.

فهذه أحوال النحل.

__________________

(١) خليتها : خاليتها ط.

(٢) وسود : سود م.

(٣) كبيرا له رائحة : كثير الرائحة م.

١٣٦

الفصل الرابع

(د) فصل (١)

فى مثل ذلك من أخلاق (٢) السباع المختلفة وحيوان الماء والطير

ولسائر الحيوانات أيضا أخلاق ، وانفعالات نفسانيه ، كالأسد ، فإنه حليم كريم عند الشبع ، صعب ردىء جدا عند الجوع ، وعلى الأكل. ومن عادته ملاعبة من ألفه ، لكن (٣) لعبه مؤذ (٤) ولا ينهزم إلا عند (٥) تفاقم الأمر (٦). ويكون مشيه حينئذ (٧) رفيقا (٨) والتفاته قليلا. فإذا وارته غيضة أمعن هناك في الهرب ، فإذا ظهر منها مرة أخرى (٩) أخذ يرفق في مشيته (١٠) ، فإن اضطر إلى الهرب اضطرارا شديدا استعجل فى المشي من غير أن يجعله عدوا. وهو بالحقيقة يخاف النار. وإذا قاتله قوم (١١) يتبين من يرشقه منهم ، فيقصده خاصة ، فإن (١٢) كان رماه ولم يؤذه ، ثم ظفر به أخذه وتركه ؛ وأكثر ما يعمل به أنه يخدشه ويفزعه. وإنما يقصد أكل الناس ، ويصاقب ما كنهم الضعيف المسن منها.

أقول : إن الأسد التي ببلاد خراسان ، وخصوصا الجيحونية ، أقوى وأشهم من سائر الأسد الجنوبية ، والعراقية أضعف. وكان عند ملوك بلادنا أسد جيحونية ، وأسد من رأس حد (١٣) خراسان ، ومن فراوة (١٤) ؛ وكان يفرق بينها (١٥) في المكان. على أن الجيحونية أقل عددا ، لأن صيدها أصعب على الناس وأعسر. وكانت الأسد الفراوية ـ على

__________________

(١) فصل : فصل د ب ؛ ساقطة من د ؛ الفصل الرابع ط.

(٢) أخلاق : اختلاف م.

(٣) لكن : ولكن ط

(٤) مؤذ : مؤذية م

(٥) عند : عن ب ، د ، سا ، م

(٦) الأمر الأمور د

(٧) حينئذ : ساقطة من سا

(٨) رفيقا : رقيقا ط.

(٩) أخرى : ساقطة من م.

(١٠) مشيته : مشيه سا ، ط.

(١١) قاتله قوم : قاتل قوما ط ، م

(١٢) فإن : وإن ط.

(١٣) حد ساقطة من سا

(١٤) فراوة : قراوة ب

(١٥) بينها : بينهما سا ، ط ، م.

١٣٧

ما بلغنى ـ وكأنى تأملته يخاف قطيع منها واحدا من الجيحونية. ومع ذلك فإن الجيحونية لا تؤذى الناس ، ولا الأنعام (١) على وفور عددها بشط جيحون. والأسد طويل العمر. وقد صيد من الأسود أسد بلغ من كبره أن تفتتت (٢) أسنانه.

ومن الأسد جنس ضعيف ، يهرب من الخنزير إذا شد عليه ، فلا يقاومه ؛ وجراحته بمخلبه أو نابه رديئة تسيل قيحا رديئا منتنا. ويقرب علاجه من (٣) علاج الكلب الكلب.

ومن السباع سبع يسمى ندس ، محب للناس لا يضرهم ، وهو (٤) يقاتل الأسود والكلاب. وصغيره (٥) أجرأ وأجلد ؛ وله جنسان أو أجناس ، وهو متبدل اللون كل فصل. وسبع يسمى بوناسوس (٦) يكون في الجبال ببلد ناوينا (٧) ، وهو (٨) في عظم الثور ، لكنه أجسم منه ، وجنس منه يشبه البقرة ، على أكتافه شعر ، وعرفه ألين من عرف الفرس (٩) وأفتح (١٠) ، وأقصر ، وكأنه صوف ، وهو أشقر قانئ (١١) ناحية الرأس إلى العرف. ويرسل من الرأس إلى العينين مثل الناصية. وسائر بدنه بين الرمادى والأحمر. وله قرون منعقفة (١٢) إلى داخل ، بقدر شبر وأكثر ، ولا أسنان له في فكه الأسفل ، وهو ذو ظلف ، كثير شعر الفخذ ، قصير الذنب ، يحفر الأرض بخطمه. وجلده صلب جدا. وهو صيد طيب اللحم ، وإذا عجر (١٣) رمح برجليه ورمى روثه إلى أربعة أبواع ، وهو رواث وخصوصا عند الوضع. ويهيأ منه على مولوده مثل السد (١٤).

قال والجمل لا ينزو على أمه. وقد احتال بعضهم على إنزائه ، فلما علم ذلك حقد على المحتال عليه به. وأهلكه.

__________________

(١) ولا الأنعام : ولا أنعام الناس د ، سا ، ط ؛ والأنعام م.

(٢) تفتتت : تفتت سا ، ط.

(٣) من : ساقطة من م.

(٤) وهو : ساقطة من م.

(٥) وصغيره : صغيره م.

(٦) بوناسوس : بوناس ط

(٧) ببلدناوينا : ببلادنا ب ؛ ببلدنا ط

(٨) وهو : ساقطة من د ، سا ، م.

(٩) الفرس : البقر ب ، م

(١٠) وأفتح : وأفيح سا

(١١) قانئ : + من د ، سا ، ط.

(١٢) منعقفة : معقفة سا ؛ متعقفة ط.

(١٣) عجز : عجز سا ، ط ، م ؛ [عجر الفرس ، يعجر : إذا مد ذنبه نحو عجزه في العدو. (لسان العرب)].

(١٤) السد : أسد ط.

١٣٨

وأما الفرس الكريم فقد غولط بأمر ملك يقال له أسفونافس (١) ، فنزا (٢) على أمه (٣) ، فلما سفدها وعاين ذلك ، فيما يقال ، ألقى نفسه في وهدة ، وعطب. وقد سمعت من (٤) بعض الثقات بخوارزم قريبا من هذا.

والدلافين تحب الناس وتستأنس بهم وبالصبيان خاصة.

أقول : وقد رأيت الببغاء شديد الحب للصبيان (٥) المرد ، وشديد الأنس بهم ، والكلام عند حضرتهم ، وأقول (٦) : حدثنى ثقة بجملة من حكايات الببغاء ، وحبه لصاحبه ، وعشقه إياه ، وجزعه على مفارقته وحسده على اتخاذ ببغاء آخر ، ما قضيت له آخر العجب.

وحكى في التعليم الأول أن دلفينا جريحا ، صاده إنسان ، فتوجهت الدلافين إلى الشط كالمتشفعة إلى من صادها ، فلما خلى عنها ، انصرفت. والدلفين الكبير يهتم بصغار الدلافين ، يتبعها للحراسة. ورئى دلفين يحمل دلفينا ميتا مع نفسه ، ويغوص به ويطفو ، كأنه يحفظه لئلا يؤكل. ويحكى عن (٧) سرعة الدلفين (٨) ما لا يكاد يصدق به ، وربما نزا من صفحة الماء إلى ما يجاوز طرف الدقل (٩) ، ووقع في الجانب الآخر من السفينة. ويكون السبب فيه طول غوصه ليبتلع (١٠) بيض السمك. فإذا اشتهى النفس ، انزج دفعة إلى فوق ، وربما وقع إلى البر اتفاقا.

ومن عجائب أحوال الحيوان أن الدجاجة إذا غلبت الديك قتالا ، تشبهت بالديك فى صقيعها وفي سفادها ، وأشالت أذنابها كالديكة ، وربما نبت لها (١١) مخلب.

__________________

(١) أسفونافس : أسفرياس د ، سا ؛ أسفويافس ط

(٢) فنزا : ساقطة من د ، سا

(٣) على أمه : عليه د ، سا.

(٤) من : ساقطة من ط ، م.

(٥) شديد الحب للصبيان : شديدا يحب الصبيان م.

(٦) وقد رأيت ... وأقول : ساقطة من سا.

(٧) عن : من ط ، م

(٨) الدلفين : الدلافين م.

(٩) الدقل : الأقل ط ؛ [الدقل : والدوقل : خشبة طويلة تشد في وسط السفينة يمد عليها الشراع. (لسان العرب)]

(١٠) ليبتلع : ليتبع ب ، د ، سا ، م.

(١١) لها : له ط.

١٣٩

أقول (١) : ليعلم أن الطبيعة مطيعة للهيئة النفسانية ، والديك أيضا يتشبه بالدجاج ، إذا ماتت الدجاجة عن فراريج فيعولها ويتجنب (٢) السفاد ويتركه.

والطير يخصى بكيّ أصول الزمكى كية أو كيتين أو ثلاثا (٣) ، فلا يصقع الديك المخصى ولا يسفد. وإذا (٤) خصيت (٥) ذوات القرون قبل نبات قرونها ، بقيت جماما ، خلا الأيل ، والخنزير يخصى أنثاه وذكره فإن للإناث خصى لاصقة بأصل الرحم. قال : والخصى أطول عمرا. قال : إن الحيوان الطويل الساق سلاّح قياء. وذكر أصنافا من الطير تتغير (٦) ألوانها في الفصول ، وأصواتها ، حتى أن منها ما يصوت بصقيع (٧) الديك صيفا ، ويصوت بصوت (٨) الدجاجة شتاء. والعصفور الحسن الصوت ، وأظنه العندليب ، مغرى (٩) بالتلحين ، خمسة عشر يوما من بدء الربيع ، وبعد ذلك يلحن وقتا بعد وقت ، ثم يهجر التلحين ، ثم يتغير (١٠) لونه ويستخفى ، ومن الطير ما يتمرغ في التراب ، وأكثر ذلك ما ليس له طيران جيد يعتد به ، كالقبج والدجاج (١١) ، ومنه ما يغتسل بالماء كالحمامة والعصافير. وذوات المخلب لا تعمل (١٢) شيئا من ذلك (١٣).

__________________

(١) أقول : ساقطة من م.

(٢) ويتجنب : فيتجنب ط.

(٣) أو كيتين أو ثلاثا : وكيتين وثلاثا ب ، م.

(٤) وإذا : إذا ب ، م

(٥) خصيت : أخصيت م.

(٦) تتغير : تغير ب ، د ، سا ، م

(٧) بصقيع : كصقيع د ؛ كقصيع ط.

(٨) بصوت : كصوت د ، سا ، ط ، م.

(٩) مغرى : مقرى ط.

(١٠) يتغير : يغير م.

(١١) والدجاج : والدجاجة ط.

(١٢) لا تعمل : فلا تعمل ب ؛ لا تعلم سا

(١٣) ذلك : + تمت المقالة الثامنة من جملة الطبيعيات بحمد الله وحسن توفيقه د ؛ تمت المقالة الثامنة من الفن الثامن من جملة الطبيعيات ط.

١٤٠