الشّفاء ـ طبيعيّات

أبو علي حسين بن عبد الله بن سينا [ شيخ الرئيس ابن سينا ]

الشّفاء ـ طبيعيّات

المؤلف:

أبو علي حسين بن عبد الله بن سينا [ شيخ الرئيس ابن سينا ]


المحقق: الدكتور عبدالحليم منتصر و سعيد زايد و عبدالله إسماعيل
الموضوع : العلوم الطبيعيّة
الناشر: منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٢

الفصل الثاني

(ب) فصل (١)

فى معنى الفصل الذي تقدم وفيه إشارات إلى أمراض الحيوانات

إن من الحيوان (٢) قواطع وأوابد. ومن الأوابد ما يلزم مأواه الصيفى كالحمام ، ومنه ما يفارقه إلى مأوى شتوى مدفئ في البقعة بعينها كالفواخت والغربان. والقواطع منها ما يقطع في الشتاء إلى قرب وإلى بقعة وهدية دفيئة ، ومنها ما يختار في الصيف المراوح والروابى وينتقل في الشتاء إلى الأغوار والسهولة. ومن القواطع ما يبعد مدى السفر (٣) مثل طير يطير من شرقى الجنوب إلى غربى الشمال ، كالكراكى فإنها تأخذ من بلاد المشرق إلى (٤) البلاد التي يكون بها خلق من الناس قصار القامات صغار الجثث قامة كل واحد منهم ذراع ، وذلك حق وليس (٥) من المختلقات والخرافات (٦) ؛ وإلى منبع النيل أيضا. ومنها ما يصيف بالجنوب ويشتو بالشمال فيكون سفرها (٧) عرضا.

أقول : إنه قد جرب (٨) وعرف أن طير الماء يقطع من الهند ربيعا إلى البحيرة بياميان (٩) دفعة واحدة ، والدفعة الأخرى من ياميان إلى نقائع (١٠) مرو ، ثم يتفرق من هناك ، فمن أخذ إلى ماوراء النهر وإلى بحيرة خوارزم ، ومن أخذ إلى بحر طبرستان ومن متجهه (١١) إلى (١٢) جهة أخرى.

__________________

(١) فصل : فصل ب ب ؛ الفصل الثاني د ، ط.

(٢) إن من الحيوان : ومن الحيوانات د ، سا ؛ + ما م.

(٣) السفر : الشقة د.

(٤) إلى : وإلى د ، سا ، م.

(٥) وليس : ليس د ، سا

(٦) والخرافات : ولا الخرافات سا.

(٧) سفرها : سفره سا ، ط.

(٨) جرب : + العادة د

(٩) بياميان : بيامان م.

(١٠) نقائع : بقايع د ، سا.

(١١) متجهه : متجه ب ، سا ، م.

(١٢) إلى : ساقطة من د ، م.

١٠١

قال : والكراكى تسافر كخيط واحد ، يقودها رئيس. والقطا تسافر جملة منتشرة.

ومن السمك ما يقطع من بحر إلى بحر ، أو من لجة (١) إلى شط (٢) ، أو من شط (٣) إلى شط ؛ ومنه ما يأبد. وتخصب كل طائفة عند الانتقال من حر إلى برد أو برد إلى حر.

وإذا هم قطيع من الطير بالقطع تصايحت (٤) منذرة بما تصنع ، لئلا يغبر منها غابر.

ومن الطير ما تقوى على ريح دون ريح كالدراج ، فإن الجنوب ترخيه والشمال تقويه ، فلذلك يختار لصيدها هبوب الجنوب. ومن الطير ما له شبه (٥) الأذنين من الرأس كالبومة وغيرها (٦). ومنه نوع (٧) يقال له علوفس محاك يرقص أمام الراقص والضارب. والطائر الهندى الذي يسمى اسطاحر (٨) له لسان كلسان الإنسان ، ويهيجه شرب الشراب (٩) إلى السفاد ، وهو محاك للكلام (١٠). أقول : إنه لا يبعد أن يكون الببغاء والسمك الشطى أطيب لحما من اللجى ، وأصح لطيب المرعى. ثم عد أصنافا من السمك منها لجية فقط ، ومنها شطية ، ومنها مترددة ، وقاطعة من بحر إلى بحر ، وذكر ما يعرض لها ، وأنها متى تصاد ومتى لا تصاد ، وأنها متى تهجر مأواها ومحاضنها (١١) وموالدها.

قال : ومن الحيوان ما يلزم مأواه شتاء كأصناف المحززات. وأما المفلس الجلد كالحيات والتماسيح فإنها تلزم مجاثمها (١٢) أربعة أشهر من الشتاء لا تطعم شيئا. والحيات تعشش خلا الأفعى فإنه (١٣) يأوى إلى طى (١٤) الحجارة. ومن السمك ما يعشش ، ومنه (١٥) ما يلزم عشه وقتا دون وقت. والأمطار تؤثر في إظهار بعض السمك دون بعض ، كذلك (١٦) حالها مع الطير أيضا. وربما أظهر المطر سمكا لم يعهد مثله ، وطيرا لم يعهد (١٧) (١٨). والحدأة من الطير الذي (١٩) يغيب في الشتاء أياما يسيرة.

__________________

(١) أو من لجة : أو لجة ب ، د ، سا ، م

(٢) إلى شط (الأولى) : ساقطة من د

(٣) أو من شط : او شط ب ، د ، سا ، م.

(٤) تصايحت : تطابحت ط.

(٥) شبه : شبيه ط. (٦) وغيرها : وغيره ب ، سا ، م

(٧) نوع : ما ط ، م. (٨) اسطاحر : اسطاخر ط

(٩) الشراب : الماء ب.

(١٠) للكلام : للإنسان سا.

(١١) محاضنها : محاضنتها د ، ط.

(١٢) مجاثمها : مخابيها ب.

(١٣) فإنه : فإنها سا (١٤) طى : بطن ب

(١٥) ومنه : ومنها د ، سا.

(١٦) كذلك : وكذلك د ، سا ، ط.

(١٧) يعهد (الأولى) : يعرف سا

(١٨) مثله ... يعهد : ساقطة من سا.

(١٩) الذي : التي ب ، ط ، م.

١٠٢

أقول : هذا يختلف في البلاد. وليس من الحيوان ذوات الأربع ما يغيب فلا يظهر إلا القنافذ وإلا الدببة (١) فإنها تنحجز مدة ولا تظهر ولا تطعم (٢) ، وتكون في غاية السمن فى ذلك الوقت ، وفي غاية الكسل. وفي ذلك الأوان تضع إناثها. ولم تصد دب حامل إلا في الندرة ، فإنها تقضى حملها وهي في التوارى. وأقل انحجازها أربعون يوما ، وقد يمتد أشهرا ، فإذا برز الدب ، بدأ بأكل اللوف ، يفتق به معاه وشهوته.

أقول : إن السبب في الجوع التحلل ، وسبب التحلل قلة في المادة ، ورقة وسخافة من الجلد ، وقوة من الحار الغريزى المحلل ، والحركة ، والحار الهوائى. فإذا نقص شىء من هذا فكثرت (٣) الفضول في البدن لشدة النهم ، وغلظت ، وكثف (٤) الجلد ، وآل الحركة سكونا ، وبرد الهواء وبقى محلل واحد ، أمكن (٥) أن لا يبلغ تحليله الإجاعة ، بل لا يجاوز الهضم الجيد ، فيسمن ، ولا يذبل ، ويستمر به ذلك إلى حين. ويكون هذا للدب عند ما أفرط امتلاؤه في وقت الفواكه والصيف ، ويختص به لعلة دوام شبعه وكثرة نهمه. وهذا مما يقل اتفاقه ، فإن بهائم ذوات الأربع ليس بها (٦) نهم مفرط ، ولا تمتلئ دفعة ، ولا تنال من اللحمان ، وهي التي (٧) يكثر غذاؤها. والسباع عيشها من الصيد لا غير ، ومن اللحم ، وذلك مما لا يكثر جدا. وأما هذا فيفعل الفعلين جميعا ، فيمتلئ من اللحمان ، ويمتلئ من الثمار وغيرها ، مما يولد فضولا كثيرة. وله قوة على صعود الأشجار. ثم بدنه ثقيل وليست (٨) حرارته شديدة مثل حرارة كثير من السباع حتى تحلل (٩) تحليلها (١٠). ولا يبعد (١١) أن تمتلئ وقتا من الأوقات فضولا كثيرة تعاف معها الطعام أصلا ، ويثقلها ، وخصوصا إذا اقترن به (١٢) شدة شد البرد وقبضه عن الحركة ، فتعرض للدب الخاصية التي لا تعرض (١٣) لغيره. وهكذا (١٤) أيضا حال ما يشبه الدب من بعض أجناس الفأر والقنافذ.

__________________

(١) الدببة : الدبة سا ، ط ، هامش ب

(٢) تطعم : تتطعم د ، سا.

(٣) فكثرت : وكثرت ط م ؛ + من هذا د

(٤) وكثف : وكثفت ط.

(٥) أمكن : وأمكن م.

(٦) بها : لها ب.

(٧) التي : الذي ط.

(٨) وليست : وليس سا ، م

(٩) تحلل : تحل ط ؛ ساقطة من سا

(١٠) تحليلها : تحللها سا.

(١١) ولا يبعد : فلا يبعد د ، سا ، ط ، م.

(١٢) به : ساقطة من ط ، م.

(١٣) لا تعرض : تعرض ب ، م

(١٤) وهكذا : هكذا ب ، م.

١٠٣

وبالجملة تكثر فيها الرطوبة التي هي البلغم الطبيعى الذي هو (١) نصف دم ، أى دم غير نضيح ، والذي من فوائده في أبدان الحيوان ، كما ستعلم ، أنه يكون عدة لوقت فاقة البدن إلى الغذاء إذا أعوز الغذاء (٢). فلو كثر هذا جدا لم يحتج البدن إلى الغذاء (٣) ، وربما كان مثل ذلك للناس في حال الصحة.

وأما الحيات فلشدة صلابة أجسامها وكثرة حارها (٤) الغريزى ، يبقى حارها الغريزى إلى حين لا يتحلل (٥). وجميع الحيوان المفلسة الجلود اللينة الخزف لا كالسلحفاة ، فإنها وإن كانت مفلسة الجلد فهى خزفية الجلد ، فإنها تسلخ آخر ما على جلدها كالقشر والغرقئ (٦). والحيات أشد سلخا له ، وإنما يسلخ ما يسلخ في ابتداء الربيع عند ما يصحر (٧) وكذلك في (٨) الخريف. ولم يصدق من قال : إن من الحيات ما لا ينسلخ (٩) جلده. قال : وأول التسلخ إنما يبتدئ من الحملاق (١٠) ، فإذا بدأ (١١) غطى السلخ عين الحية حتى تستعمى. ويستمر التسلخ في العين إلى الرأس ، ويتم في يوم وليلة. وكذلك (١٢) حال المحززات (١٣) ، وجميع ما يطير مما لجناحه (١٤) غلاف ، مثل الجعلان فإنها أول ما تتولد وتنشو (١٥) تسلخ جلدها. والجراد والصّرار أول ما يكون (١٦) يكون دبا (١٧) ، ثم ينسلخ (١٨) ، ويخلص من مسالخه وهو رطب ، فتجمع (١٩) الشمس جثته وتنشف بلّته. وإلى ذلك الوقت يلزم قضبان الشجر ، ثم يأخذ يطير ؛ وهذه أيضا فإنها تسلخ بعد السلخ الأول ، وبعد الطيران.

ومن الحيوان البحرى فإن فارابو (٢٠) واسطاقو (٢١) يسلخ جلده ربيعا وخريفا وبعد ما يبيض

__________________

(١) الذي هو : التي م. (٢) إذا أعوز الغذاء : ساقطة من د

(٣) الغذاء (الثانية) : ساقطة من د. (٤) حارها الغريزى (الثانية) : ساقطة من ط.

(٥) لا يتحلل : لا محلل م. (٦) والغرقئ : وكالغرقئ د ، سا ، ط.

(٧) يصحر : «أصحر المكان : أى اتسع (لسان العرب)».

(٨) فى : ساقطة من ط

(٩) لا ينسلخ : لا يسلخ د ، سا ، م.

(١٠) الحملاق : «حملاق العين : باطن أجفانها الذي يسوده الكحل. وقيل : الحماليق من الأجفان ما يلى المقلة من لحمها (لسان العرب)»

(١١) بدأ : بدئ ب. (١٢) وكذلك : ساقطة من ب

(١٣) المحززات : المخرزات ط.

(١٤) لجناحه : جناحه م (١٥) وتنشو : وتنشأ ط ، م.

(١٦) يكون (الثانية) : ساقطة من د

(١٧) دبا : «الدبا ، مقصور : الجراد قبل أن يطير ، وقيل : هو نوع يشبه الجراد (لسان العرب)» ؛ درا سا ، م (١٨) ينسلخ : يسلخ ب ، د ، سا ، ط.

(١٩) فتجمع : فيجتمع ط. (٢٠) فارابو : فارابوا ب ، د ، سا ؛ فاربوا م

(٢١) واسطافوا : واسطافوا د ، سا ، م.

١٠٤

يعلم ذلك بأن يصاد وعليه جلد لين جديد. والسراطين كذلك ، وفي ذلك الوقت تعجز عن المشي السريع.

قال : وإن (١) يبس الهواء وانقطاع المطر (٢) يوافق أصناف الحمام (٣) فتخصب ويحسن حال بيضها وتفريخها ، وخصوصا الدلم (٤) والحمام البرى. والسمك بالضد ، فإنه كالبقول ، فإنها تخصب على المطر فوق خصبها على السقى. وعام مطر الصيف والشتاء ملائم لها جدا ، وماء البحر عند الإمطار أيضا يعذب ، إلا أصنافا نادرة (٥) منها ، مثل القيفال (٦) وما يجانسه فانه يعمى إذا دامت الديم. والقيفال تبيض عينه شتاء ويهزل ، ويكون مستعدا للعطب.

والطير أقل الحيوان شرب ماء. ودوات المخلب لا تشربه. ويتبين (٧) سقام الطير من انتفاش ريشها وسقوط ما به.

وأكثر السمك يحن إلى الماء العذب ، فيتوجه تلقاء مصاب الأودية في البحار ، ويسافر من (٨) البحر إلى الأنهار. والسمك الشطى (٩) يخصب بالعذب ، واللجى بالملح (١٠) وفي اللج. والسمك المستطيل الجثة يخصب صيفا (١١) ، وخصوصا إذا كان شماليا (١٢) ؛ والعريض الجثة بالخلاف. ومن السمك صنف يهيج عند طلوع كلب الجبار ، وتلزم أجنحته دودتان كعقربين في حجم عنكبوت تؤذيانه شديدا ، حتى يتململ ويلتوى (١٣) ويضطرب ويعرض للصيد. وكثيرا ما يهلك صغار السمك بشدة الحر. والسمك البحرى والنهرى يعشى ، فلذلك يصاد قبل أن تطلع الشمس (١٤) بسهولة. وليس يوجد وباء يشمل أصناف حيوانات (١٥) الماء شمول الوباء الهوائى لأصناف حيوانات البر. وكذلك حال السمك النهرى. لكن من النهرى ما يمرض في الصيف عند طلوع الشّعرى. والشعرى نفسه يضره ، والرعد يضره. والتنين البحرى يهلك السمك بضربه. ومن أمراض السمك دود يقع في جنبها ،

__________________

(١) وإن : فإن ط

(٢) المطر : الماء المطر ط ؛ الماء م

(٣) الحمام : الحمامات د ، سا ، ط ، م.

(٤) الدلم : الديم ب ، د.

(٥) نادرة : نادر م

(٦) القيفال : القيقال د ، سا.

(٧) ويتبين : ويبين م.

(٨) من : عن ط

(٩) الشطى : الشاطى ط ، م ؛ الساحلى د ، سا

(١٠) بالملح : باللج د ، سا ، ط ، م.

(١١) صيفا : سيفا ط

(١٢) شماليا : شمال ب ، د ، سا ، م.

(١٣) ويلتوى : وينترى د ، سا ، ط ، م.

(١٤) الشمس : السمك د

(١٥) حيوانات : الحيوانات ط.

١٠٥

أو قمل ، وذلك خاص بنوع واحد يسمى حلقيس (١) وهو نقيعى. وشدة البرد توهن السمك بل تهلكها ، ولذلك يهرب من المياه العذبة. ويبس الهواء لا يوافق شيئا من السمك النهرى.

وللحيوانات أمراض تخص (٢) نوعا نوعا ، مثل الخنازير فإنها يصيبها في حلقها الذبحة (٣) والخنازير والأورام الجاسئة وغدد مؤذية للحلق ؛ وربما أصابتها في أعضاء أخرى ، وذلك مما يحوجها إلى كثرة حركة الرجلين. ويصيبها الصداع الثقيل ، ويصيبها أيضا ثقل فى الأحشاء لا يداوى ، بل يقتله إلى ثلاثة أيام. والخنازير تحب البلوط ، وتخصب عليه.

وأما الكلاب فيصيبها الذبحة والنقرس والكلب. وعضة الكلب الكلب تقتل كل حيوان إلا الإنسان إن تلوحق بالعلاج.

والفيلة لا تسقم فيما يقال إلا بالنفخ والرياح ، فيعسر روثها وبولها ، والتراب يضرها إلا أن تعتاد أكل الطين والحجارة ، ويصيبها اختلاف ينقطع بشرب الماء الحار والحشيش المبلول.

والبقرة (٤) يصيبها النقرس ومرض كالصّدام (٥) ، ولا يبلغ من نقرسها أن تلقى أظلافها. وتدهين قرونها ينفع (٦) من نقرسها. وأما المرض الشبيه بالصدام فيواتر نفسها ، ويظهر بها كالحمى ويرخى أذنيها ، وتمتنع من العلف وتهلك عن قريب وتشرح (٧) حينئذ عن (٨) رئات فاسدة. والخيل السائمة لا تعتل إلا بخلع (٩) الحافر عن رسغيه ، ويتقدمه اختلاج الخصية اليمنى. وأما الخيول المرتبطة فتكثر أمراضها مثل : الحصر ، والكزاز ، وقروح الرئة ، والحمى ، والحبون (١٠) ، ووجع القلب المميت ، ووجع المثانة. وقد ذكرت علامات ذلك ،

__________________

(١) حلقيس : حلفس ط.

(٢) تخص : تختص ط

(٣) الذبحة : الذابحة م.

(٤) والبقرة : والبقر ب

(٥) كالصدام : (الصدام ، بالكسر ، داء يأخذ رءوس الدواب ، قال الجوهرى والعامة تضمه (لسان العرب)».

(٦) ينفع : ونفع د.

(٧) وتشرح : وتسرح ط

(٨) عن : من ط.

(٩) بخلع : ليخلع ب ؛ بانخلاع د ، سا ؛ الخلع م.

(١٠) الحبون : والجنون ب ، د ، سا ، م ؛ «الحبن : الدّمل (لسان العرب)».

١٠٦

لكنها أولى بعلم البيطرة. ولسعة موغالى غير موافق للخيل ولسائر البهائم ، وخصوصا الحوامل منها. والعرض الذي يعرض منه التنفط الفاشى (١) وإذا تنفط قتل ؛ وكذلك لسعة العظاية (٢).

والرمكة تسقط عند شم دخان السراج المطفأ ، وربما عرض ذلك للحوامل.

والشاء يهلكها الماء الذي صفى عن زرنيخ أحمر.

ومن خواص الخيل أن كل واحد منها يعرف صوت الفرس (٣) الذي قابله وقتا ما (٤). وتميل الخيل إلى الاستحمام بالماء الذي تشرب منه.

والحمير يعرض لها زكام ، فتموت عند ما يصير نزلة. وتهرب من (٥) البرد ؛ فلذلك لا حمير على خليج بنطوس ولا في شمال خراسان.

والفيلة ربما شربت الدهن ، وربما لم تشرب ، وإذا كان في بطنها حديد أخرجه شرب الدهن.

والحيوانات المحززة (٦) تخصب في زمان ولدت فيه ، وخصوصا إن وافق ذلك ربيعا.

وكوائر النحل يعاديها حيوانان (٧) : عنكبوت يتولد عند (٨) الموم ، ينسج فيها ، ويفسد الشمع ؛ وفراشة تتنفس عن (٩) مثل غبار الطاحونة وكأنه دخان. وربما تولد في الخلية دود. والنحل يمرض إذا كانت الفقاقيح (١٠) والزهر التي (١١) يرتع منها مطلولة بطل ردىء. وكل حيوان محزز فإن تدهينه ، وخصوصا تدهين رأسه يهلكه ، ولا سيما إذا شمست مع ذلك (١٢).

وقد يعاف بعض الحيوان بعض البقاع ، فإنه لا يكون في بلاد فالانيا (١٣) صرّار الليل ،

__________________

(١) الفاشى : الفاشر ب ، د ؛ التأشير طا.

(٢) العظاية : العضائة ط. (٣) الفرس : الخيل ط ، م

(٤) ما : ساقطة من ب ، ط ، م.

(٥) من : عن ب ، د ، سا.

(٦) المحززة : المحززة ب ، ط.

(٧) حيوانان : حيوانات م

(٨) عند : عنه م.

(٩) عن : من ط.

(١٠) الفقاقيح : «الفقاح : عشبة نحو الأقحوان في النبات والمنبت ، واحدثه فقاحة وهي من نبات الرمل ، وقيل الفقاح نور الإذخر (لسان العرب)»

(١١) التي : الذي م.

(١٢) مع ذلك : ساقطة من ط ، م.

(١٣) فالانيا : باقالا ب ؛ فاما لانيا سا ؛ فاما لا ط ؛ فاما إلا م.

١٠٧

وفي بعض البلاد يكون (١) صرّار الليل في إحدى بقعتين متجاورتين دون الأخرى. وإذا حمل الخلد إلى بلدة تسمى طليناديا (٢) ـ المصاقبة لتوطينه ـ الكبيرة الخلد (٣) لم يقم ولم يحفر الأرض بها للمأوى. وإذا نقلت (٤) الأرانب (٥) إلى بلدة أثافي (٦) هلكت.

ولا يوجد بجزيرة صقلية شىء من النمل الكبار التي تسمى فرسانا. ولا يوجد بأرض فرونية (٧) ضفدع نقاق. ولا في لوبية خنزير برى ، ولا أيل ولا عنز برى.

قال : وزعم أقسطانس (٨) ، وليس بذلك الصادق اللهجة ، أن (٩) لا خنزير في الهند.

وفي بعض البلاد من العنوز ما طول أذنيه شبر ونصف ، وفي بعضها ما تماس أذنه الأرض ، وفي بعضها بقر ذات (١٠) أعراف ، وفي بعضها معزى تجز (١١) كالغنم ؛ والشاة في فى أرض لوبية تضع خروفا ذات قرن.

وزعم أوميرس أن ذلك كذلك ، سواء كان المولود ذكرا أو أنثى.

والماشية بمصر كبار ، وسائر ذوات الأربع ؛ والطير صغار. قالوا : والسبب فيه أن الرعى فيه مباح ، والصيد قليل. وأما الأرنب (١٢) فصغير فيها لقلة أطراف الشجر هناك ، وسرعة (١٣) انقراض الفاكهة ، ومع ذلك فإن لمزاج الهواء أثرا. ويكون في أرض (١٤) أرانبام (١٥) سوام أبرص أعظم من ذراع ، وبها فأر عظيم (١٦). وفي أرض لوبية حيات شديدة الاستطالة ، قليلة الثخن والعرض. والأسود ببلاد أو روى وهو خراسان عظيمة جدا ولا سيما بين الموضع المسمى أسلوس (١٧) ، والنهر المسمى أبلوس (١٨) أظنه جيحون ، وهذا الذي نقوله حق مجرب ، والفهود تعظم في بلاد آسيا (١٩) ولا تكون في أو روى (٢٠). وجميع الحيوان البرى الذي

__________________

(١) يكون : ساقطة من ط.

(٢) طليناديا : طلسا ودنا ط ؛ طلبنا ودنا م

(٣) الكبيرة الخلد : الخلد الكبير د ، سا ، ط ، م.

(٤) نقلت : نقل ب ، د ، سا ، م (٥) الأرانب : الأرنب ب ، د ، سا

(٦) أثافى : أثانى ط. (٧) فرونية : فرونه د ؛ قرونية م.

(٨) أقسطانس : أمسطانس ب ؛ أقسطاس د ، سا ؛ قسطانس ط

(٩) أن : بأن ط ، م. (١٠) ذات : ذوات د ، سا.

(١١) تجز : تجتر ب. (١٢) الأرنب : الأرانب ط.

(١٣) وسرعة : وبسرعة سا (١٤) أرض : أراضى د

(١٥) أرانبام : لوبية أرابيا من ب ؛ أرانبا من د ، م.

(١٦) عظيم : عظام ط ، م. (١٧) أسلوس : أبلوس طا

(١٨) أبلوس : بمينوس د ، سا ؛ أبيلوس ط ؛ أسلوس م.

(١٩) آسيا : أسنان ط ، م

(٢٠) أو روى : أو ردى سا ؛ أو راوى ط ؛ أدروت م.

١٠٨

ببلاد آسيا أسوأ (١) خلقا ، والذي ببلاد أو روى (٢) فأجلد وأجرأ. وقد يوجد في بلاد لوبية حيوانات كثيرة الاختلاف مختلفة الجواهر ، لأنها بلاد قليلة الأنداء تجمع (٣) الحيوانات الأخياف (٤) في المشارب ، فتتسافد ؛ وذلك في آخر الشتاء أكثر منها في الصيف. والحيوانات التي بها (٥) قد اعتادت قلة الشرب ، حتى إن الفأر التي بها يهلكها الشرب.

وقد تتولد من التركيب حيوانات ؛ فإن الكلاب السلوقية من سفاد الكلاب والثعالب ، والكلاب الهندية من سفاد الكلاب وطاعرنس (٦) ، أظن أنه الببر ، وإنما يستأنس منها البطن الثالث ، وما قبله زعر الخلق. وقد يعتمدون إلى الكلاب المستحرمة (٧) فيربطونها بممر (٨) السباع ، فربما أكلت وقتلت (٩) ، وربما أحبلت بالسفاد.

والجبل والسهل يحدثان اختلافا في قوة الحيوان ، فإن السباع الذكورة السهلية تعجز في بلدة أنوس (١٠) عن الإناث الجبلية ؛ وكذلك اختلاف (١١) البقاع يوجب اختلافا فى مضرة الهوام ، فإن العقارب في أكثر البلاد تكون أسلم منها بنصيبين فإنها تقتل أى شىء لسعته ، وهي مع ذلك كبار ، وإذا لسعت الخنازير فبادرت إلى الماء ماتت فى الوقت. وأفاعى لوبية قتالة لا تعالج. والصقليون (١٢) عندهم (١٣) حية صغيرة (١٤) قتالة ، علاجها فيما زعم نحاتة حجر يوجد في مقابر قدماء (١٥) الملوك ، يسقى بالشراب.

وفي (١٦) بلاد إيطاليا (١٧) حراذين قتالة. وإذا أكل بعض الهوام بعضا زاد ذلك في خبث لسعته (١٨) ، كالأفاعى إذا أكلت العقارب. وريق الإنسان الصائم قتال (١٩) للهوام ؛ حكى لى حال

__________________

(١) أسوأ : فأسوأ د ، سا ، ط ، م

(٢) أو روى : أورى ب ، م ؛ أوردى د ، سا.

(٣) نجمع : لجميع ط.

(٤) الأخياف : الاختلاف م ؛ «الأخياف : الضروب المختلفة في الأخلاق والأشكال (لسان العرب)».

(٥) بها : فيها ط.

(٦) وطاعرنس : وطاعرس د ؛ وطاعرنس سا ؛ وطاغر شر ط ، م.

(٧) المستحرمة : استحرمت الذئبة والكلبة إذا أرادت الفحل (لسان العرب)»

(٨) بممر : لممر سا

(٩) وقتلت : وقتلت م ؛ ساقطة من د ، سا.

(١٠) أنوس : أفوس د ؛ أنوسى ط

(١١) اختلاف : اختلافات ط.

(١٢) والصقليون : والصقلبيون ط

(١٣) عندهم : ساقطة من د ، سا ، م

(١٤) صغيرة : صقيلة ط.

(١٥) قدماء : ساقطة من ب ، ط ، م.

(١٦) وفى : فى ط

(١٧) إيطاليا : أطاليا د ، سا ، ط ، م.

(١٨) لسعته : سعيه م

(١٩) قتال : قتالة ط.

١٠٩

رجل بيايان (١) دهسان يحذر نفسه ، ونفحة الحيات والأفاعى التي بها ، وهي قتالة جدا. والحيات لا تنكأ فيه (٢) باللسع ولا تلسعه (٣) اختيارا ما لم يقسرها عليه ، فإن لسعته حية ماتت. وحكى أن تنينا عظيما لسعه فمات (٤) ، وعرض له حمى يوم. ثم أنى لما حصلت بيايان دهستان طلبته (٥) فلم يعش ، وخلف ولدا أعظم خاصية في هذا الباب منه ، فرأيت (٦) منه (٧) عجائب نسيت أكثرها ، وكان من (٨) جملتها أن الأفاعى تصد عن عضه (٩) وتحيد عن تنفسه وتحذر في يده.

ولنعد إلى موضعنا من الكتاب. قال : إن من صغار الحيات جنسا ينفر عنه الكبار وهو أزبّ يصفرّ موضع لسعته في الحال. وفي الهند (١٠) حية صغيرة قتالة لا ترياق لها.

قال : إن من السمك ما يخصب في ابتداء الحمل ، ومنه بعد الوضع ، وأكثر الذكور يخصب بعد نفض الزرع. وعفورين (١١) يتبدل لونه ، يبيضّ صيفا ، ويسود ربيعا ، ويتخذ عشا كدكان ويبيض فيه (١٢). وذوات العش (١٣) من السمك تهزل (١٤) على الحمل. والنهرى والنقيعى يخصب بعد البيض (١٥).

__________________

(١) بيايان : ببيامان ط.

(٢) فيه : فيها م

(٣) ولا تلسعه : ولا يلسعن م.

(٤) لسعه فمات : لسعته فماتت د ، سا ، ط ، م.

(٥) طلبته : طاليته م

(٦) فرأيت : ورأيت د ، سا

(٧) منه : + إن شاء الله د ، سا.

(٨) من : ساقطة من ب ، د ، سا ، م

(٩) عضه : عزه ط.

(١٠) وفي الهند : وبالهند ب ، د ، سا ، م.

(١١) وعفورين : وعصفورين سا ، وعقورين ط ؛ وعقربين م.

(١٢) ويبيض فيه : ساقطة من ب ، م

(١٣) العش : القشر د ، سا ، طا

(١٤) تهزل : تنزل م.

(١٥) البيض : + تمت المقالة السابعة من الفن الثامن من جملة الطبيعيات بحمد الله وحسن توفيقه د.

١١٠

المقالة الثامنة

من الفن الثامن من جملة الطبيعيات (١) (٢)

الفصل (٣) الأول

(ا) فصل

فى اختلاف الحيوانات أيضا وأكثره في الأخلاق

قد يختلف النوع الواحد من الحيوان في أحوال (٤) بسبب اختلاف جنسه من الذكورة والأنوثة (٥) ، وبسبب اختلاف بلاده ومناشئه. وأكثر الإناث أطوع وأقبل للرياضة ، وآنس وأجزع وأضعف ، ما خلا الذئاب والفهود ، فيظن أن الإناث منها أجرأ. وأظهر التمييز (٦) من الإناث والذكور خلقا وخلقا هو في الإنسان ؛ فالنساء أرق وأبكى ، وأحسد (٧) وألج (٨) ، وأسب وأبغى ، وأجزع وأوقح ، وأكذب وأمكر ، وأقبل للمكر ، وأذكر لمحقرات الأمور ، وأرخى وأكسل ، وأقوم بالتعهد ، وأقل حماية للبيضة ؛ وذلك ظاهر في الحيوان البحرى المسمى مالاقيا ، فان الذكر لا يخذل الأنثى إذا أصيبت بالآلة التي لها (٩) ثلاث شعب ، يقاتل عنها ، ويذب عنها ؛ أما الأنثى فتهرب وتخذل الذكر إذا رأته جريحا. وأكثر الحيوانات ينازع ما ينازعها في الطعم. وجميع الحيوانات تقاتل الجوارح. والخصب يؤنس بعض الحيوانات (١٠) ببعض ، لزوال الحاجة إلى المنازعة. ولذلك ما (١١) تكثر

__________________

(١) من الفن ... الطبيعيات : ساقطة من ب ، م

(٢) الطبيعيات : + وهي أربعة فصول د [ثم تذكر هذه النسخة عناوين الفصول الأربعة] ؛ + أربعة فصول سا ، ط.

(٣) فصل : فصل آب ؛ الفصل الأول د ، ط.

(٤) فى أحوال : ساقطة من م.

(٥) والأنوثة : والإناث م.

(٦) التمييز : التميز ط.

(٧) وأحسد : واحد ط

(٨) وألج : وألح ب ؛ وألحى د ، سا ، طا ،.

(٩) لها : + مثل م.

(١٠) الحيوانات : الحيوان ب ، د ، م.

(١١) ما : مما د.

١١١

الحيوانات المختلفة بناحية مصر ، ويساكن بعضها بعضا. والحيوانات (١) تتقاتل ، إما لأن بعضها شريك لبعض (٢) في الطعم ؛ وقد تتقاتل بالعرض بسبب المأوى ، كالعصفور والخطاف إذا اجتمعا (٣) في بيت واحد. والعقاب يقاتل التنين ليأكله ، واختومور (٤) يقاتل الخلد فأيهما ظفر بالآخر أكله (٥). والغداف يقاتل البوم ؛ لأن البوم يصيد ليلا ويأكل بيضه (٦). والغداف يأكل بيض البوم نهارا ، والطير كله يقصد البومة ، ويضربه (٧) وينتف ريشه (٨) ، لما يستشعر من كيده إياها ليلا.

على أننى (٩) رأيت البومة تجتمع إليها الطير متأملة (١٠) إياها كالمتعجب. وقد رأيت عقعقا معلما مخلى (١١) يعبث بباشق ارتبطه صبى عندى ، فكان (١٢) العقعق يأخذ البضعة من اللحم ويقع قدام الباشق ويدنيه منه مطمعا (١٣) إياه فيه ، فإذا كاد يخطفه طار عنه إلى قرب (١٤) ، مستنيما (١٥) إلى ما شاهده من إيثاق رباط (١٦) الباشق بدرابزين (١٧) كان أوقعه الصبى عليه ، ثم يعود إليه العقعق فيعامله بمثل ذلك كالمستهزئ منه ، الطائر به ، المعنت إياه (١٨) ؛ فإذا (١٩) أعرض عنه (٢٠) الباشق أتاه من الوجه الآخر ، وإذا أطعم الباشق طعمه نازعه في طعمه وشغله عنه (٢١) بجذب (٢٢) ريش ذنبه ، وربما وقع بين يدى الباشق وتطأطأ له مع حذر وصرصر (٢٣) في وجهه. وقد رأيت من ذلك ما قضيت له كل العجب. وبالجملة فقد كان هذا الباشق من معاملته في كل بلية ، وهذا بقرية من (٢٤) قرى طوس في جبل من (٢٥) جبالها (٢٦) يقال له (٢٧) زايقان (٢٨). وعلمت من ذلك أن العقعق من غريزته العبث بغيره.

__________________

(١) والحيوانات : والحيوان ط. (٢) لبعض : للبعض سا ؛ البعض م.

(٣) اجتمعا : اجتمعتا ط

(٤) واختومور : وأفيومون د ، سا ؛ واختوميور ط ؛ واختوميون م.

(٥) أكله : يأكله ط (٦) بيضه : بيضته ط.

(٧) ويضربه : ويضربها د (٨) ريشه : ريشها د.

(٩) أننى : أنى ط (١٠) متأملة : مقاتلة م.

(١١) مخلى : خلا ط (١٢) فكان : وكان ط.

(١٣) مطمعا : مطعما د ، ط ، م

(١٤) إلى قرب : ساقطة من م

(١٥) مستنيما : مستنما د ، ط ؛ مستديما سا ، م ؛ «استنام فلان إلى فلان إذا أنس به واطمأن إليه وسكن ، فهو مستنيم إليه (لسان العرب)».

(١٦) رباط : الرباط ط (١٧) بدرابزين : بدار بزين ب ، د ، سا ، ط.

(١٨) إياه : + عليه ط ، م (١٩) فإذا : وإذا سا

(٢٠) عنه : عند د. (٢١) عنه : منه ط

(٢٢) بجذب : بحذف طا. (٢٣) وصرصر : + له سا.

(٢٤) بقرية من : ساقطة من م (٢٥) جبل من : ساقطة من د ، سا ، ط ، م

(٢٦) جبالها : جبال ط (٢٧) له : لها سا ، ط ، ساقطة من د

(٢٨) زايقان : رانقان د ؛ رابقان سا ، م.

١١٢

قال : والحدأ (١) والغدفان تتقاتل لأجل البيض والفراخ (٢) ، وبين الأطرغلة والشقراق قتال ، والشقراق يقتله. وبين الحردون (٣) والعنكبوت قتال ، فإن الحردون (٤) يقتل العنكبوت. ومن الطير ما يقاتله التدرج (٥) ، لأنه يولع بأكل بيضه وفراخه. وعصفور الشوك يقاتل الحمار ، لأن الحمار يرعى مأواه والحمار الدّبر (٦) يحتك بالشوك فينقض (٧) عشه ويعض (٨) فراخه ، وإذا نهق زعزع الشوك فسقط بيضه أو أفزع (٩) فراخه فوقعت عن العش ؛ فلذلك إذا رأى الحمار (١٠) قاتله وصفر في وجهه ونقر جراحه ورام تنفيره (١١) عن (١٢) قرب عشه. وبين الثعلب والزّرّق (١٣) قتال ، لاشتراكهما في الطعم. وبين الغداف والثور عداوة.

وذكر طيورا بينها (١٤) عداوة. وبين الفرس وطائر يسمى باليونانية أبنس ـ ويأكل العشب ـ قتال ، لأنه يزاحمه في المرعى. وهذا (١٥) طائر يأوى المستنقعات والشطوط ، وصوته كالصهيل ؛ فإذا رأى فرسا انقض عليه وشنع وحاول طرده. وهو من جملة الطير (١٦) الصياح (١٧) ، وهذا (١٨) الحيوان يعادى فوطولس ؛ لأنه يأوى إلى معلفه.

وذكر طيورا (١٩) مقاتلة (٢٠) منها ما يصعب سفاده ووضعه ، وإذا سفد الذكر منه سال من عينيه (٢١) الدم (٢٢).

والحيات تقاتل الخنازير وبنات عرس لأنهما يأكلانها. وبين الغداف والثعلب

__________________

(١) والحدأ : والحداء سا ، ط (٢) والفراخ : والفرخ ب.

(٣) الحردون : الجردون د ؛ الحرذون سا ؛ الحرزون ط ؛ الجرزون م ؛ [الحردون : دويبة تشبه الحرباء تكون بناحية مصر ، حماها الله تعالى ، (وهي مليحة موشاة بألوان ونقط (لسان العرب)].

(٤) الحردون (الثانية) : الحرذون سا ؛ الحرزون ط ؛ الجرذون م.

(٥) التدرج : التدرج د ؛ البدرح سا ، التذرج ط.

(٦) الدبر : الذي ب ؛ [الدبرة بالتحريك : قرحة الدابة والبعير ، ودبر البعير ، بالكسر ، فهو دبر وأدبر (لسان العرب)].

(٧) فينقض : فينتقص ط

(٨) ويعض : وينعض د ؛ وينفض د ؛ وينقص ط.

(٩) أو أفزع : وأفزع د ، ط. (١٠) رأى الحمار : رآه ب.

(١١) تنفيره : بتنفيره ط (١٢) عن : فى د.

(١٣) والزرق : الدرق د ؛ [الزرق : طائر بين البازى والباشق يصاد به ، جمع زراريق. (لسان العرب)].

(١٤) بينها : يينهما سا ، ط.

(١٥) وهذا : فهذا ط. (١٦) الطير : طير ط.

(١٧) الصياح : الصناع د ، سا ، ط ، م

(١٨) وهذا : + من ب ، م.

(١٩) طيورا : طيرا د ، سا ، ط ، م

(٢٠) مقاتلة : يقاتله م. (٢١) عينيه : عينه سا

(٢٢) الدم : ساقطة من م.

١١٣

صداقة. وأقول : إن المشهور عندنا ضد ذلك. وقد رأيت الملك (١) شمس الدولة جمع بين غداف كبير وبين ثعلب في حبالة (٢) في بعض مصائده ، فكانا يتقاتلان قتالا شديدا ، وكان الثعلب ربما قبض بأسنانه على رأس الغداف بكل قوة فلا يزيده على الإدماء (٣) ، والغداف يقبض بكفه على فكى الثعلب فلا يدعه (٤) يفتح فاه ، ثم ينقره بمنقاره.

قال : والقاقى (٥) والعقاب يتقاتلان ، وكثيرا ما يغلب القاقى. والقاقى (٦) يأكل بعضه بعضا ، ويقهر كل طير. وذكر أصنافا من الطير متصادقة. وقد رأيت الرخم تصادق اللقالق (٧) وتتبعها ، وتصادق النسور (٨) وتتبعها.

قال : والثعلب يصادق الحية ، ويتساكنان في خلل الحجارة. وبين الأسد والثمر كل العداوة. والذي يذكره بعض المتكلمين من الإسلاميين من مصادقة الأسد والنمر (٩) فأمر اخترعه ولا أصل له. والفيلة تقاتل بعضها بعضا ، ويتعبد المغلوب للغالب. وربما (١٠) صيدت الفيلة الوحشية بركوب إنسية قوية تقاتل الوحشية وتقهرها (١١) وتستعبدها (١٢) ، فإذا تم ذلك ظفر السائس فعلاه (١٣) بالعاقوف (١٤) الذي هو عنانه ، وراض ما من شأنه أن يروضه.

أقول : وقد بلغنى عن بعض الثقات أن الفيلة تصاد بضرب لطيف من الحيل ، وهو أنه (١٥) يحفر لها في مدارجها التي يوثق باجتيازها فيها وهاد نافذة عن صبب إلى غور ، وتسقف الحفيرة بما يخفيها (١٦) ويسويها بالأرض الجدد ، ويكون عرضها عرضا لا يحول (١٧) فيه (١٨) الفيل ، وقدامها حائط صلب (١٩) لا ينفذ إلى القدام ، والمدخل إليها مدرج تدريجا يصعب فيه النكوص ، فإذا حصل فيه الفيل لم يمكنه أن ينكص أو يلتفت (٢٠) ، فيترك أياما ليثخنه

__________________

(١) الملك : ساقطة من ب ، م.

(٢) حيالة : حالة م. (٣) الإدماء : الإدمان سا.

(٤) يدعه : يدعا ط.

(٥) والقاقى : والغامى د ، ط ؛ والقامى سا.

(٦) والقاقى : والغلامى د ؛ والقامى سا ؛ والغامي ط.

(٧) اللقالق : اللقايق ط (٨) النسور : النسورة ب.

(٩) والنمر : والببر د ، سا ، م.

(١٠) وربما : فربما د. (١١) وتقهرها : وتقهره سا

(١٢) وتستبعدها : وتستعبده سا ، م.

(١٣) فعلاه : ساقطة من د (١٤) بالعاقوف : بالعاقوب سا.

(١٥) أنه. أنها د ، ط ، م. (١٦) يخفيها : يحيفها ط

(١٧) لا يحول : لا يجول ط

(١٨) فيه ، فيها د ، م ، ط.

(١٩) صلب : صبب د ، سا ، م.

(٢٠) يلتفت : يلفت ط.

١١٤

الجوع ، ثم يأتيه رجل من حيث لا يذبّه عنه خرطومه ويتناوله بهراوة (١) صلبة (٢) ضربا بعد ضرب ، وكلما أعيا استراح ، ثم عاد ؛ فإذا أنهكه عقوبة طلع رجل آخر وتناول (٣) هذا الرجل بشبه (٤) الضرب ، وأوهم أنه يقاتله ، فيغلبه ويطرده ويتبعه مبالغا في تنفيره وإبعاده ، ثم يغيبان ؛ ويعود الأول ، ويأخذ في مثل صنيعه (٥) الأول ، فبينا هو في ذلك (٦) إذ يطلع (٧) الثاني حاملا عليه ، ويأخذ الأول رأسه كالهارب عنه. فلا يزال هذا ديدن كل واحد منهما إلى أن يصرخ الفيل عند قدوم الضارب منهما مستغيثا بالآخر ، فيشد (٨) الآخر على الضارب ويهربه (٩). ثم إن الفيل يهوى هذا المحامى عنه (١٠) ، حتى إذا غاب فزع إلى الصراخ ، وربما غاب هذا المحامى (١١) عنه (١٢) عمدا (١٣) ويعاود الأول رسمه ، ويتغافل عنه الثاني ، حتى ينهكه ضربا ، ثم يعود ذابا عنه. وهنالك ما يألف الفيل (١٤) هذا المحامى عنه (١٥) حتى لا يصبر على مفارقته ؛ ويكون الجوع قد بلغ منه المبلغ العظيم فيعمد صديق الفيل إلى أصناف من الكلأ والحشيش يعرف ميل الفيل (١٦) إليها فيعلفها (١٧) للفيل (١٨) ، فيكون ـ مع أنه ذاب عنه ـ رازقا إياه (١٩) ويستمر بينهما انبساط ، ويثق الرجل بمقاربة الفيل وركوبه ، والآخر يكلؤه من بعد ، حتى إن ساءت عشرة الفيل معه لاح للفيل (٢٠) من بعيد ، فأذعن الفيل لصديقه. فإذا استتمت (٢١) به الثقة ، وفطن الفيل لما يلقنه (٢٢) نفّذ (٢٣) تلك (٢٤) الوهاد بالحفر المدرج من قدام تنفيذا لا يصعب على الفيل سلوكه ، فركب الفيل وساقه إلى (٢٥) أى (٢٦) مساق شاء.

قال : وفيما بين السمك أيضا موافقة (٢٧) ومقابلة (٢٨).

__________________

(١) بهراوة : بهراوته ط (٢) صلبة : وصلبه م.

(٣) وتناول : ويتناول ب

(٤) بشبه : بشبيه د ؛ ساقطة من م.

(٥) صنيعه : صنعة ط (٦) فى ذلك : كذلك د ، ط

(٧) يطلع : طلع ب ، ط ، م.

(٨) فيشد : فيشتد ط. (٩) ويهربه : ويهزمه ب.

(١٠) عنه : عليه د ، سا.

(١١) المحامى : الحامى ب ، سا ، م

(١٢) عنه : عليه د ، سا ، م

(١٣) عمدا : ساقطة من سا ، م.

(١٤) الفيل : الفيلة ط (١٥) عنه : عليه د ، سا ، ط ، م.

(١٦) الفيل : ساقطة من م

(١٧) فيعلفها : فيعلف ط ؛ ساقطة من سا

(١٨) للفيل : الفيل د ، ط ؛ ساقطة من سا.

(١٩) إياه : له سا ، م. (٢٠) للفيل : له الضارب له ط.

(٢١) استتمت : استنمت ط

(٢٢) يلقنه : بلغه د ، سا ، ط.

(٢٣) نفذ : + به م (٢٤) تلك : ذلك د ، سا ، ط ، م.

(٢٥) إلى : ساقطة من ب (٢٦) أى : ساقطة من م.

(٢٧) موافقة : مرافقة ب ، د ، ط ، م (٢٨) ومقابلة : ومقاتلة ط.

١١٥

الفصل الثاني

(ب) فصل (١)

فى قريب من المعنى الذي يشتمل عليه الفصل قبله

وتختلف الحيوانات بالكيس والخرق ، فإن الغنم شديدة (٢) الخرق ، تهيم في أوجهها لا لمقصود وغرض (٣) ، ولا تهتدى إلى الاستدفاء ، بل ربما انتقلت (٤) من الكن إلى البرد. وإذا مطر الغيم لم تبرح موضعها (٥) حتى تهلك. وتتبع التيوس طبعا ، وكذلك تتبع الكباش. والمعز (٦) أيضا تقف وقوف حيران ، حتى يجر الراعى واحدا منها بناصيته فتتبعه البواقى. لكن المعزى أقل كسلا من الشاء ، وأشد أنسا (٧) بالناس وأضعف بردا (٨) ؛ والجميع منها فقد يخاف الرعد خوفا شديدا ، حتى إذا غافص الغنم الحوامل ـ وهن (٩) هوادا (١٠) ـ سقطن ؛ فلذلك يزعجهن الراعى ، وينزعجن (١١) أيضا بطباعهن إلى الاجتماع.

والبقورة أيضا مما تضل إذا أهملت وتكون عرضة للسباع.

والغنم والماعز يضطجع بعضها قبالة بعض ، وهذا قبل الزوال ، وإذا زالت الشمس اضطجعت متدابرة ، على ما زعم الرعاة.

والبقر يضطجع (١٢) بعضها (١٣) بجنب (١٤) بعض. والرماك ترضع الفلو (١٥) اليتيم. وفي طباع الخيل

__________________

(١) فصل : فصل ب ب ؛ الفصل الأول د ، ط.

(٢) شديدة : شديد ط.

(٣) وغرض : ولا لغرض ط ، م

(٤) انتقلت : انفلته د ؛ انقلب سا ؛ أفلت ط ، م.

(٥) موضعها : موضعه د ، سا ، ط ، م.

(٦) والمعز : والمعزى د

(٧) أنسا : أشباها ب.

(٨) بردا : فى البرد د ، سا ، طا.

(٩) وهن : وهي د ، ط.

(١٠) هوادا : هوادى د

(١١) وينزعجن : وينزعج م.

(١٢) يضطجع : يجتمع سا

(١٣) بعضها : ساقطة من د

(١٤) بجنب : تحت سا

(١٥) الفلو : [الفلوّ والفلوّ والفلو : الجحش والمهر إذا فطم (لسان العرب)].

١١٦

محبة الإفلاء (١). وإذا رأت عاقر الرماك فلوا يتيما لزّت به ، وكان سببا لهلاكه ، إذ لا لبن لها.

والإيلة تأكل كما تضع لوفا ، ثم ترؤف بأولادها ، وتحب القمراء (٢) ، وتسوق أولادها إلى المشارب سوقا ، تنبهها في طريقها على المخابىء والمهارب ، وترتاد لها كهوفا وغيرانا غير منفذة (٣) ؛ فإذا دخلتها (٤) هي وأولادها وقفت على بابها محامية عنها (٥) ، مقاتلة دونها. والإيل الذكر يسمن (٦) جدا ويستخفى عند (٧) ذلك في المكامن خوفا. وهو (٨) يلقى قرنه في محرز لا يوصل إليه ضنّا به ، وسترا للجمم (٩) على نفسه. فلذلك لا يظهر قرنه الملقى ، ولذلك يتمثل ويقال (١٠) : أويت إلى حيث يلقى الأيل قرنه ، ويقال أيضا : إنه (١١) لم يعثر على القرن الأيسر للأيل ملقى. نقول : كأنها تبخل بما (١٢) يقدر فيه من منفعة في بعض الأدواء العياء (١٣). وأول ما يقرن يقرن في السنة الثانية ، ويقرن كوتدين ، وفي السنة الثالثة (١٤) يصير ذا (١٥) شعبتين ، وفي الرابعة ذا (١٦) ست شعب. وبعد ذلك فإنما ينبت على شكل واحد ، فلذلك تخفى سنة ، وتلقى قرونها في السنة مرة واحدة. وأول ما ينبت قرنه يحاكى جلده زبّا (١٧) ثم ينمى ، ويشمسها الإيل لتستحكم ، ويمتحنها على الشجر ؛ فإذا حك (١٨) به ولم يألم برز عن تواريه واثقا بسلاحه.

قال : وقد صيد إيل نبت على قرنه النبات المسمى فسوس (١٩) وفرّع ، وكأن نباته عليه قبل استيكاعه (٢٠). والإيل يتداوى من لسع الحية ، ومن كثرة أكله (٢١) إياها ، بالسراطين يأكلها. وإذا وضعت بادرت إلى أكل المشيمة قبل أن تقع على الأرض. ويعتقد

__________________

(١) الإفلاء : [قلا الصبى والمهر ، وأفلاه : عز له عن الرضاع وفصله. (لسان العرب)].

(٢) وتحب القمراء : وتحت الفم م.

(٣) منفذة : نافذة سا

(٤) دخلتها : دخلت سا

(٥) عنها : عليها د ، سا ، ط ، م.

(٦) يسمن : يسمى م

(٧) عند : + سمنه د ، سا ، ط ، م

(٨) وهو : وهي ط ، م.

(٩) للجمم : للحجم ط.

(١٠) ويقال (الثانية) : وقد يقال د ، ط ، م

(١١) إنه : ساقطة من ب ، ط ، م.

(١٢) بما : لما م. (١٣) المياء : العليا سا.

(١٤) الثالثة : ساقطة من ب.

(١٥) ذا : ذات ط ، م (١٦) ذا (الثانية) : ذات ط ، م.

(١٧) زبا : ساقطة من ب ، م

(١٨) حك : حكت ط.

(١٩) فسوس : قسوس سا.

(٢٠) استيكاعه : استكاعه ط

(٢١) أكله إياها : أكلها إياه د ، ط ، م.

١١٧

فى مشيمتها أنها نافعة لبعض الأدواء العياء (١) ، لكنها تعز لما ذكرناه. والإيل تخدع بالزمر وبالغناء (٢) ، فإنها تتبع المطرب (٣) وتشتغل به حتى يدركها الراشق من خلف. وينتظر إرخاءها الأذنين ، فإنهما إن كانتا (٤) منتصبتين لم يخف عليها (٥) الهمس.

والدب إذا انهزم أرسل (٦) جروه قدامه ، فإن لم يمعن حمله ؛ وإن (٧) أدرك ، صعد به فى الشجر.

والماعز البرى الاقريطى (٨) يعالج الجراحة المخلفة للحديد بالحشيشة المسماة (٩) دافيون (١٠) ، ويأكلها فيندفع النصل إلى خارج.

والكلاب تتعالج بالعشبة المعروفة لها (١١). والفهد إذا سقى أو شرب من الدواء المعروف بخانق الفهد عمد إلى زبل الإنسان فأكله.

وهذه العشبة (١٢) تهلك الأسد أيضا ، ولذلك ربما عمدت القنصة إلى إناء فملأته من زبل الإنسان ، ودلته من شجر لتحوش إليه (١٣) السباع المتعالجة فيقتلها.

والفهد عرضة للسباع تميل كلها إلى رائحته وترغب في أكله.

وأقول (١٤) : قد (١٥) بلغنى أن الذئب مولع به ، ولا يطاوقه (١٦) الواحد منه فتجتمع عليه وتطارده ، فإنه يبهر سريعا ، فإن عدوه وإن كان حثيثا فهو قصير المدى ، فحينئذ يجتمع عليه ويأكله ؛ ولذلك لا يزال الفهد متواريا مستخفيا من السباع.

وبمصر حيوان يقال له أخيومون (١٧) يقاتل الحية ، ولكن (١٨) يستنفر أولا من جنسه

__________________

(١) العياء : العليا سا ؛ ساقطة من د.

(٢) وبالغناء : والغناء د ، سا

(٣) المطرب : التطرب ط ، م.

(٤) كانتا : كانا م

(٥) عليها : عليه سا.

(٦) أرسل : شدد ، سا ، ط ، م

(٧) وإن : فإن ط ، م.

(٨) الإقريطى : الإفريطى ط

(٩) المسماة : المسمى ط

(١٠) دافيون : رافيون ط.

(١١) لها : بها ب ، سا.

(١٢) العشبة : ساقطة من م.

(١٣) إليه : به إليه د ، سا ، ط ؛ به إلى م.

(١٤) وأقول : أقول ط

(١٥) قد : وقد ط

(١٦) ولا يطاوقه : ولا يطارقه ط.

(١٧) أخيومون : أحرمون ب

(١٨) ولكن : ولكنه د ، سا.

١١٨

بحدة الصياح (١) له ، فإذا اجتمعت تلطخت بالطين متمرغة في التراب ثم منغمسة في الماء ، تتخذ (٢) الطين جنة عن اللسعة ، ثم تقاتل.

والتماسيح تشحو (٣) أفواهها لطائر يقع عليها كالعقعق ، ويخلل أسنانها ثم ينفلت ذلك الطائر (٤) ، وقد حدثت أن على بعض أعضاء ذلك الطائر كالشوك ، وقد يزلّ (٥) عن جناحه فيخدش فم التمساح إن هم بالتقامه : وربما لم يبال بذلك فابتلعه ، ولكن (٦) ذلك الطائر ينفلت في أكثر الأمر عن فم التمساح (٧).

والسلحفاة تتناول بعد أكل الحية صعترا (٨) جبليا ، ثم تعود وقد (٩) عوين ذلك. أقول : وقد حكى لى (١٠) شيخ ممن كان يحب الصيد ـ وكان من الثقات ـ أنه عاين الحبارى يقاتل الأفعى وينهزم عنه إلى بقلة يتناول منها ، ثم يعود ، ولا يزال ذلك (١١) دأبه. وإن هذا الشيخ كان قاعدا عند مصيدته في كن غائر فعل القنصة ، وكانت البقلة قريبة من مسكنه ، فلما اشتغل الحبارى بالأفعى قلع البقلة فعاودت (١٢) الحبارى إلى منبتها ففقدتها ، وأخذت تدور حول منبتها (١٣) دورانا متتابعا حتى خرت ميتة ، فعلم الشيخ أنه كان (١٤) يتعالج بأكلها من اللسعة ؛ ولما شرح لى لون البقلة وشكلها خمنت أنها (١٥) الخس البرى.

قال : وأما ابن عرس فيستظهر في قتال الحية بأكل السّذاب (١٦) ، فإن النكهة السّذابية (١٧) مما يشمئز منها (١٨) الأفعى ، والتيس (١٩) يتعالج في زمان الفاكهة بأكل الحشيشة المرة.

__________________

(١) بحدة الصياح : نجده بصياح د ؛ نجدة له بصياح سا ؛ بحدة بصياح م.

(٢) تتخذ : لتتخذ سا.

(٣) تشحو : [شحا فاه يشحوه ويشحاه شحوا : فتحه. وشحا فوه يشحو : انفتح (لسان العرب)].

(٤) الطائر (الثانية) : الطير ب ، د ، ط

(٥) يزل : برز ب ؛ نزل ط.

(٦) ولكن : لكن د ، سا.

(٧) الأمر عن فم التمساح : الأحوال عن فم التمساح د ، سا ؛ الأحوال من فم ذلك ط ، م.

(٨) صعترا : سعترا م

(٩) وقد : قد ب ، ط ، م.

(١٠) لى : ساقطة من د.

(١١) ذلك : ساقطة من م.

(١٢) فعاودت : فعادت د ، سا ، م.

(١٣) ففقدتها ... منبتها : ساقطة من م.

(١٤) أنه كان : أن الحبارى كانت سا.

(١٥) أنها : أنه م.

(١٦) السذاب : السداب د ، ط.

(١٧) السذابية : السدبية د ، سا ، ط ، م

(١٨) منها : عنها ب ، د ، سا

(١٩) والتيس : والتنين د.

١١٩

والكلاب إذا دودت (١) بطونها (٢) أكلت سنبل القمح. وإذا جرحت اللقالق بعضها داوت الجراحة بالصعتر (٣) الجبلى. قال : وذلك مما شوهد مرارا.

والقنافذ تحس بالشمال والجنوب قبل الهبوب (٤) ، فتغير المدخل إلى جحرتها (٥) لتقع بدبر من الريح ، وكان بالقسطنطينية رجل قد رأس وأثرى ، بسبب أنه كان ينذر بالرياح قبل هبوبها (٦) ، وينتفع الناس بإنذاره. وكان السبب فيه قنفذ (٧) في داره يفعل الصنيع المذكور ، فيستدل منه.

وأما بطليس (٨) فهو حيوان على قدر كلب صغير أزب الوجه واليدين (٩) ، تحت عنقه (١٠) بياض ؛ يجرى مجرى ابن عرس والنمس في صيد الطيور. ويستأنس جدا ، ويحب العسل ، فلذلك يفسد الخلايا. وقضيبه أيضا عظمى ، وتنفع (١١) جرادته من عسر البول.

والخطاف صناع جدا في اتخاذ العش من طين وقطع خشب ، وإن أعوزه الطين ابتل وتمرغ في التراب لتحمل جناحاه قدرا من الطين. وإذا (١٢) فرخ ، تعاهد الزوجان منه الفراخ فى الإلقام تعاهدا لا يغفل منها (١٣) واحد ولا يثنى على (١٤) واحد ، وتأخذ ذرق (١٥) الفراخ (١٦) بفيها وترميها عن العش ، ثم تعلمها ذرق الذرق (١٧) بالتولية نحو طرف العش.

والحمام يلزم ذكره أنثاه ، وأنثاه ذكره. وإذا باضت الأنثى فتكاسلت عن الحضانة صفقها الذكر بالجناح ، مضطرا إياها إلى الحضانة.

أقول : وقد رأيت الحمام الذكر تتقاتل على أنثى (١٨) ، ثم إن الأنثى تطيع الغالب منهما ، فإن عاد المغلوب غالبا صارت إليه. والذكر ينفخ في حلق الفراخ ؛ أول ما يخرج ترابا

__________________

(١) دودت : دورت ط.

(٢) بطونها : بطنها سا.

(٣) بالصعتر : بالسعتر سا ، ط ، م.

(٤) الهبوب : الحبوب ط

(٥) حجرتها : أحجرتها ب ، حجرتها م.

(٦) هبوبها : الهبويها ط

(٧) قنفذ : قنفذا ط ؛ + كان ط ، م.

(٨) بطليس : بطيس سا ، ط ، م

(٩) واليدين : واليدن د ، سا ، م

(١٠) عنقه : عينيه سا.

(١١) وينفع : ينتفع ط ؛ + فى م.

(١٢) وإذا : فإذا ط.

(١٣) منها : ساقطة من م

(١٤) على : عن م (١٥) ذرق : زرق ط

(١٦) الفراخ : الفرخ ب ، ط ، م.

(١٧) ذرق الذرق : زرق الزرق ط.

(١٨) أنثى : الأنثى ط.

١٢٠