الفائق في غريب الحديث - ج ١

جار الله محمود بن عمر الزمخشري

الفائق في غريب الحديث - ج ١

المؤلف:

جار الله محمود بن عمر الزمخشري


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤١٥

المسمُوكات : السموات ، وكلُّ شيء رفعتَه فقد سَمَكْتَه.

الجبَّار : من الجبْر الذي هو ضدّ الكَسر ، أي أَثْبَتها وأَقامها على ما فَطَرها عليه من معرفته ؛ ويجوز أنْ يكونَ من جَبَره على الأمرِ بمعنى أَجْبَرَه عليه ، أَيْ أَلْزَمها وحتّم عليها الفطْرَة على وَحْدَانيته والاعترافِ بِرُبُوبِيَّتِه.

والفِطَرَات : جمع تكسير فِطْرة ؛ على بناءِ أدْنى الجمع كالقِرَبات والسِّدَرَات بكسر العين. قال سيبويه : ومن العرب مَنْ يفتح العين ـ وروي عنهم الإِسكان أيضاً كما يقولون في الغُرْفة : غُرْفات.

شقيِّها وسَعِيدِها : بدل من القُلوب.

الرأفة : أرَقّ الرحمة ، فأضَافها إلى التَّحَنُّن وهو التّرحّم.

الجَيْشَات : جمع جَيْشة ، من جاش إذا ارْتَفَع.

الأَبَاطيل : جمع باطل على غير قياس. والمراد أنه قَامِعٌ ما نجم منها ومُزْهِقُه.

اضْطَلَع به : قويَ بحَمْله ، افْتَعَل من الضَّلَاعة وهي القوة ، وإجْفَار الجنبين ، يقال فرس ضَلِيع ، وقد ضَلُع ، والأصل الضِّلَع.

نَكَلَ [قَدَمُ الرجُل] نَكَلاً : لغة في نَكل نُكولاً.

والقَدَم : التقدم ؛ ويجوز أن يراد قَدَم الرِّجْل ، ويقع نُكولها عبارة عن التلكّؤ والتأخر.

أراد بالقَبَس نورَ الحق.

الضميران في بأهله وأسبابه راجعان إلى القَبَس ؛ يعني من أنعم عليه الله وتكاملت عنده آلاؤه وصل أسبابَ ذلك القَبَس به ، وجعله من أهله والمستضيئين بشُعاعه.

المصدر في خَوْضات الفِتَن مضاف إِلى المفعول ، أي بعد ما خاضت القلوبُ الفتنَ أطواراً وكرات.

مُوضِحَات : متعلقٌ بهُدِيتْ ، والأصل هُدِيت إِلى مُوضِحات ، فحُذِف الجارّ ، وأُوصِل الفعل.

النَّائِر بمعنى المنير : نار الشيء وأنارَ.

شهيدُك : أي الشاهد على أمته يوم القيامة.

البَعيث : المَبْعوث.

المُفْتَسَح : موضع الافْتِسَاح ، وهو الاتِّساع ، أو مصدر.

العَدْن : الجنة ، وأصله الإِقامة.

المحْلول : الميسر المُهَيَّأ.

٣٦١

المعْلول : المضاعف المكرر ، من عَلَل الشرب.

نُزُله : رزقه.

[دحض] : أبو ذَرّ رضي الله تعالى عنه ـ إن خليلي صلى الله عليه وآله وسلم قال : إِنّ ما دون جَسْر جهنم طريقاً ذا دَحْض ومَزَلّة.

هما الزَّلَق.

ابن عباس رضي الله عنهما ـ قال في حديث إسماعيل عليه السلام : فلما ظمِىء إسماعيل عليه السلام جعل يَدْحَضَ الأرضَ بِعَقِبيْه ، وذهبت هَاجَرُ حتى عَلَت الصَّفا إلى الوادي ، والوادي يومئذ لاحٌّ.

الدَّحْض : الفَحْص. يقال : دَحَض المذبوحُ برجليه.

لاحّ : ضيّق بكثرة الشجر والحجارة ، ومنه لَحِحَتْ عينه : الْتَصَقَتْ ـ ورُوي : لاخّ ، أي مُلْتَفّ مختلط ، من قولهم : سَكْرَانٌ مُلْتَخّ ـ وروي : لَخِخَتْ عينُه ، مثل لحِحَتْ ، وروي : لَاخٌ بالتخفيف ، من قولهم : الْتَاخَ النَّبْت إذا الْتبس ، وكذلك الأمرُ ، ولُخْته لَوْخاً ، يقال : وادٍ لاخٌ وأودية لَاخَةٌ ، وتقديره فِعل ، كما قيل في كبش صافٍ ـ وروي : لاخٍ كقاضٍ ، بمعنى مُعْوَجّ من الألْخَى ، وهو المعوجُّ الفم.

[دحو] : أبو رافع رضي الله عنه ـ كنت ألاعِبُ الحَسَن والحسين عليهما السلام بالمَداحي.

هي أحجار أمثال القِرَصَة يحفِرون حَفِيرة فَيَدْحُون بها إليها ، وتسمى المَسَادِي والمرَاصِيع. والدَّحْو : رَمْيُ الملاعب بالجوز أو غيره ، وكذلك الزَّدْو ، والسَّدْو ، والرَّصْع : ضَرْبُه باليد.

ومنه حديث ابن المسيِّب رحمه الله : إنه سئل عن الدَّحْو بالحجارة فقال : لا بأس به.

[دحن] : سَعِيد [بن جُبَيْر رحمه الله] ـ خلق الله آدم من دَحْنَاء ، ومسح ظَهْره بنَعْمان السَّحاب.

دَحْناء : اسم أرض.

نَعْمان : جبلٌ بقُرب عَرفة ، وأضافه إلى السحاب ؛ لأن السحاب يَرْكُد فوقه لِعُلوِّه.

[دحل] : أبو وائل رحمه الله ـ ورد علينا كتابُ عمر رضي الله تعالى عنه ونحن بِخانِقِين ؛ إذا قال الرجل للرجل : لا تَدْحَل فقد آمَنه.

مِنْ دَحَل عني إذا فَرَّ واستتر ، هو من الدَّحْل. قال :

ورَجُل يَدْحَل عني دَحْلاً

كدَحلانِ البَكْر لَاقَى الفَحْلَا (١)

__________________

(١) البيت في لسان العرب (دحل).

٣٦٢

[دحح] (*) : عطاء رحمه الله ـ بلغني أن الأرض دُحَّت دَحًّا من تحت الكَعْبة.

أي بُسِطت وَوُسِّعَتْ ، من دَحَ بيتَه : إذا وسعه ، وانْدَحَ بطنه.

[دحدح] : ابن زِياد لعنه الله ـ دخل عليه زيد بن أرْقم وبين يديه رأسُ الحسين [عليه وعلى أبيه وجدّه وأمِّه وجَدَّته من الصلوات أزكاها ومن التحيات أنماها] وهو يَنْكتُه بقضيب معه ، فَغُشي عليه ، فلما أفاق قال له : ما لك يا شيخ؟ قال : رأيتكَ تَضْرِب شَفَتين طالما رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم يقبِّلهما. فقال ابنُ زياد [لعنه الله] : أَخْرِجُوه ، فلما قام ليخرج قال: إن محمَّدِيكم هذا لدَحْدَاح.

وهو القصير.

[دحى] : في الحديث : يدخل البيتَ المعمور كلَّ يوم سبعون ألف دِحْيَة مع كل دِحْية سبعون ألف ملك.

قيل : هو رئيس الجند ، وبه سمي دِحْية الكلبي ؛ وكأَنَّه من دَحاه يَدْحوه ؛ إذا بسطه ومَهَّده ؛ لأن الرئيس له التمهيد والبسْط ، وقلبت الواوُ ياءً فيه نظير قَلْبها في قِنْية وصِبْيَة.

ورَوَى أبو حاتم عن الأصمعي دَحْية الكلبي ، ولا يقال بالكسر ، ولعل هذا من تغيرات الأعلام كشُمْس ، ومَوْهب ، والحجاج على الإِمالة.

دُحّض في (عب). مندح في (حب). مَدْحَضة في (سو). وادْحَلْ في (صر).

ودحضت في (بش). دَحْمَسة في (نف).

الدال مع الخاء

[دخل] (*) : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ إذا أراد أحدُكم أن يضطجعَ على فراشه فَلْيَنْزِعْ دَاخِلَةَ إزاره.

وروي : صَنِفَة إزَارِه ، ثم لْيَنْفُضْ فِراشَه ، فإنه لا يدري ما خَلَفه عليه.

هي حاشية الإِزار التي تلي جسدَه. وهي الصَّنِفَة ، ومشدّه هنالك ، فإذا نزعها فقد حلَّ الإِزار.

خَلَفه عليه : أي صار بعده فيه ، من هَامةٍ أو غيرها ، مما يؤذي المضْطَجِع.

«ما» في محل الرفع على الابتداء ، ويَدْري معلَّقٌ عنه لتضمّنه معنى الاستفهام.

__________________

(*) [دحح] : ومنه في حديث أسامة : كان له بطن مندح. النهاية ٢ / ١٠٣.

(*) [دخل] : ومنه في حديث قتادة بن النعمان : كنت أرى إسلامه مدخولا. وفي حديث عمر : من دخلة الرحم. النهاية ٢ / ١٠٨.

٣٦٣

[دخ] : قال صلى الله عليه وآله وسلم لابن صيّاد : إني خبأت لك خَبِيئاً ، فما هو؟

قال : الدَّخ ، فقال : اخْسَأْ ، فلن تعدو قَدْرَك.

هو الدُّخَان. قال :

*عند رِوَاق البيت يَغْشى الدُّخا*

[دخل] : أبو هريرة رضي الله عنه ـ إذا بلغ بَنُو العاص ثلاثين كان دينُ الله دَخَلاً ، ومال الله نُحْلاً ، وعباد الله خَوَلاً.

هو الغشّ والفساد ، وحقيقته أن يُدخَل في الأمر ما ليس منه ، أي يُدْخلون في الدين أموراً لم تَجْرِ بها السُّنة.

النُّحْل من العطاء : ما كان ابتداء من غير عِوض ، والمراد أنهم يُعْطَوْن بغير استحقاق.

والخَوَل : الخدم ، جمع خائل.

دَخَن في (هد). دَخَنُها في (حل). يدخَسُوا في (دح).

الدال مع الدال

[دد] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ ما أنا مِنْ دَدٍ ولا الدَّدُ مني.

هذه الكلمة محذوفة اللام ، وقد استُعملت متممة على ضربين دَدًى كَنَدًى ، ودَدَن كبَدَن ؛ فهي من أخوات سَنه وعضه في اختلاف موضع اللام ؛ فلا يخلو المحذوف من أن يكون ياء فيكون كقولهم يَدٌ في يَدْيٍ أو نوناً فيكون كقولهم : لَدُ في لَدُن. ومعناه اللهو واللعب.

معنى تنكير الدَّدِ في الجملة الأولى الشِّياع ، وألَّا يبقى طرف منه إلّا وهو منَزّه عنه ، كأنه قال : ما أنا من نوع من أنواع الدَّد ، وما أنا في شيء منه.

وتعريفه في الثانية لأنه صار معهوداً بالذكر ، كأنه قال : ولا ذلك النوع مني ، وليس بِحَسَنٍ أنْ يكون لتعريف الجنس ؛ لأن الكلام يتفكَّك ويخرج عن التئامه. ونظيره جاءني رجلٌ وكان من فعل الرَّجل كذا.

وإنما لم يقل : ولا هو مني ؛ لأن الصريح آكدُ وأبلغ ، والكلامُ جُمْلتان وفي الموضعين مضاف محذوف تقديره : وما أنا من أهل دَدٍ ولا الدَّد من أَشْغالي.

الدال مع الراء

[دركل] [درقل] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ مرّ على أَصْحاب الدِّرَكْلة فقال:

٣٦٤

خذُوا يا بَنِي أَرْفَدة حتى يعلمَ اليهودُ والنصارى أن في ديننا فُسْحَة. قال : فبينا هم كذلك إذ جاءه عمر ، فلما رأوه ابْذَعَرّوا.

الدِّرَكْلَة والدِّرَقْلة بوزن الرِّبَحْلَة : ضربٌ من لُعَبِ الصبيان ، وقد دَرْقَلُوا دَرْقلة.

ومنه الحديث : إنه قدم عليه صلى الله عليه وآله وسلم فتية من الحبشة يُدَرْقِلُون. وفسر بيَرْقُصون ـ وقال شَمِر : قرىء على أبي عبيد وأنا شاهد : الدِّرْكِلَة بوزن الشِّرْذِمة.

أَرْفَدة : أبو الحبش.

ابْذَعَرُّوا : تفرَّقوا.

[درى] (*) : كان في يده صلى الله عليه وسلم مِدْرَى يَحُكّ به رأسَه ، فنظر إليه رجل من شَقِّ بابه ، فقال له : لو علمت أنَّك تنظر لَطَعنتُ به [في] عينِك.

المِدْرَى والمِدْرَاةُ : حديدة يُسَرَّح بها الشعر ، وقد دَرَتْ شعرَها.

الشَّق : واحد الشُّقوق ؛ سمي بالمصدر.

[درمك] : إنه صلى الله عليه وآله وسلم سأل ابنَ صَيَّاد عن تُرْبة الجنة ، فقال : دَرْمَكَة بيضاء ، يُخالطها مِسْك خالص ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : صَدَق.

هي بالكاف والقاف الحُوَّارَى.

[درمق] : وذكر خالد بن صفوان الدِّرْهَم فقال : يطعم الدَّرْمق ويكسو النَّرْمَق.

[درد] : لزمت السواك حتى خِفْت أن يُدْرِدَنِي ـ وروي : حتى كدتُ أُحْفِي فَمِي.

من الدَّرَد ، وهو : سقوط الأسنان ، أراد بالفم الأسنان.

ومنه قوله صلى الله عليه وآله وسلم : لا يَفْضُضِ الله فاكَ.

ومَثَلُ العرب : متى عهدك بأسفل فيك؟

وإحفاؤُها : إسقاطها من أصولها ، من إحْفَاء الشعَر ؛ وهو أن يُلْزِقَ جَزَّه.

[درب] (*) : أبو بكر رضي الله عنه ـ لا تَزَالُون تَهْزمُونَ الرُّومَ ، فإذا صاروا إلى التَّدْرِيب وقَفَت الحَرْبُ.

قال ابن الأعرابي : التدريب : الصَّبْر في الحرب وقتَ الفِرار ، وقد دَرِب الرجل إذا صبر ، وأصله من الدُّرْبة ، [ويجوز أن يكون التدريب من الدُّروب كالتَّبْويب من الأَبْوَاب].

__________________

(*) [درى] : ومنه الحديث : كان لا يدار ولا مار. النهائ ٢ / ١١٥.

(*) [درب] : ومنه في حديث عمران بن حصين : فكانت ناقة مدربة. النهاية ٢ / ١١.

٣٦٥

[درأ] (*) : عمر رضي الله عنه ـ صَلَّى المغرِبَ فلما انْصَرَفَ دَرَأَ جُمْعَةً من حَصَى المَسْجِدِ وألْقَى عليه رِدَاءه واسْتَلْقَى.

أي سوَّاها بيده وبسطها ، من درأ له الوِسادة.

والجُمْعة : المجموعة ، ويقال : أعطني جُمْعةً من تمرٍ كالقبضة.

[درنك] : ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ـ قال عطاء : صلينا معه على دُرْنُوك قد طبَّق البيتَ كلّه.

الدُّرْنوك والدُّرْمُوك : [ضرب من] الطِّنْفِسة.

ومنه حديث عائشة رضي الله تعالى عنها : قدِم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من سَفَرٍ وقد سَترْتُ على بابي دُرْنُوكاً فيه الخيلُ أولاتُ الأجنحة [فهتكه].

[درج] (*) : كعب رحمه الله ـ قال له عمر : لأيِّ ابْنَيْ آدم كان النَّسلُ ، فقال ليس لواحد منهما نَسْل ؛ أما المقتولُ فَدَرَجَ ، وأما القاتلُ فهَلَكَ نَسْلُه في الطُّوفان ، والناسُ من بني نوح ، ونوح من بني شيث بن آدم عليهم السلام.

دَرَج : مات وذهب.

درّية في (به). درراً في (حي). أَدراجَك في (لب). تَدَرْدر في (دع). دريناً في (دك). ولا الدَّرِنة في (طع). ذو تُدْرءٍ في (عد). المُدِرّ في (عص). لا يدري ما الله في (بج). أَدِرّوا في (لق). ولا يُداري في (شر). تدركوني في (بد).

الدال مع السين

[دسم] : النبي صلى الله عليه وسلم ـ خطب الناسَ ذاتَ يومٍ ، وعلى رأسه عِمامة دَسْماء.

هي السَّوْدَاء.

[دسع] (*) : ذكر صلى الله عليه وآله وسلم ما يُوجب الوُضُوء فقال : أو دَسْعةٌ تملأ الفم.

هي القَيْئَة ؛ يقال : دَسَع الرجلُ ، ودسع البعيرُ بجِرَّته دَسْعاً ودُسوعاً : انتَزَعها من كرِشه وألقاها إلى فيه.

__________________

(*) [درا] : ومنه الحديث : ادوارد الحدود بالشبهات. والحديث : إذا تدارأتم في الطريق. وفي حديث دريد ابن الصمة في غزوة حنين : درينة أمام الخيل. النهاية ٢ / ١٠٩ ، ١١٠.

(*) [درج] : ومنه في حديث عائشة كن يبعثن بالدرجة فيها الكرصف. النهاية ٢ / ١١١.

(*) [دسع] : ومنه في حديث القيامة : ألم أجعلك تريع وتدسع. ومنه حديث ظبيان وذكر حمير : فقال : بنوا المصانع ، واتخذوا الدسائع. النهاية ٢ / ١١٧.

٣٦٦

[دسر] : عمر رضي الله عنه ـ خطب فقال : إنّ أخْوَف ما أخافُ عليكم أن يؤخذَ الرجلُ المسلمُ البريءُ فَيُدْسَر كما تُدْسَر الجَزُور ، ويُشَاطَ لحمه كما يشاطُ لحمُ الجَزور ؛ يقال عاصٍ وليس عاصٍ.

فقال علي عليه السلام : وكيف ذاك ولمّا تشتد البلية ، وتظهر الحميّة ، وتُسْبَ الذرِّيّة ، وتدقَّهم الفتن دقَّ الرَّحى بِثِفَالها؟.

الدَّسْر : الدَّفْع. والمعنى يُدْفعُ ويُكَبُّ للقتل كما يُفْعَل بالجَزُور عند النَّحْر.

أشَاط الجزَّارُ الْجَزورَ : إذا قطعها وقَسَّم لحومَها.

لمّا : مركَّبة مِنْ لَمْ وما ، وهي نقيضةُ قد تنفي ما تثبتُه من الخبر المنتظر.

أراد بالحميَّة حميَّة الجاهلية.

الثِّفَال جلدة تُبْسَط تحت رَحَى اليد ، يقع عليها الدقيق. قال :

*فَتَعْرُكْكُم عَرْكَ الرَّحَى بِثِفَالها (١) *

والمعنى : كما تَدُقُّ الرَّحى في حال طَحْنِها ؛ لأن الثِّفَال إنما يكون معها حينئذ.

ومن الدّسْر حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : ليس في العَنْبَر زكاة ، إنما هو شيء دَسَره البَحْرُ.

ومنه حديث الحجّاج : أنه قال لِسنان بن يزيد النخعي [لعنه الله] : كيف قَتَلْتَ الحُسَين عليه السلام؟ قال : دَسَرْتُه بالرمح دَسْراً ، وهَبَرْتُه بالسيف هَبْراً ، ووكلته إلى امرىء غيرِ وَكِل.

فقال الحجاج : أما واللهِ لا تجْتَمِعان في الجنة أبداً ، وأمر له بخمسة آلاف درهم ؛ فلما ولّى قال : لا تعطوه إياها.

الهَبْر : القَطْع الواغل في اللحم.

والوَكِل : الجبان الذي يكل أمْرَه إِلى غيره.

[دسم] : عثمان رضي الله عنه ـ رأى صبياً تأْخُذه العين جمالاً ، فقال : دَسِّمُوا نُونَتَه.

أي سَوِّدُوا النُّقرة التي في ذقنه ليردَّ العين.

الحسن رحمه الله ـ كان يقول في المُسْتَحاضة : تَغْتَسل من الأولى إلى الأولى ، وتَدْسِمُ ما تحتها ، وتتوضَّأ إذا أحدثت.

أي تسد فَرْجَها ؛ من الدِّسَام ، وهو ما يُسَدُّ به رأسُ القارُورة.

__________________

(١) عجزه :

وتلقح كشافا ثم تنتج فتفطم

والبيت لزهير بن أبي سلمى في ديوانه ص ١٩.

٣٦٧

في الحديث : لا يذكرون اللهَ إلَّا دَسْماً.

أي قليلاً ؛ من قولهم : دَسَم المطرُ الأرضَ إذا لم يبلغ أن يَبُلّ الثرى ، والدَّسِيم : القليل الذِّكْر.

دَسيعة ظلم ، وتدسع في (رب). ودِسَاماً في (نش).

الدال مع الشين

[دشش] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ دعا قوماً من أصحاب الصُّفة إلى بيت عائشة ، فقال : يا عائشة أطْعمينا. قال الراوي : فجاءت بِدَشِيشة ، فأكلنا ، ثم جاءت بحَيْسة مثل القَطَا فأكلنا ، ثم جاءت بِعُس [عظيم] فشربنا ، ثم انطلقنا إلى المسجد.

الدَّشِيشة كالجشيشة ، وهي حَسْو يتخذ من بُرّ مرضوض.

العُسّ : القَدَح الضخم العظيم.

الدال مع العين

[دعب] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ كانت فيه دُعَابة.

الدُّعَابة كالفكاهة والمُزَاحة ، مصدر دَعَب إذا مزح ، والمُدَاعبة مفاعلةٌ منه.

ومنه قوله صلى الله عليه وآله وسلم لجابر بن عبد الله : أبِكْراً تزوَّجْتَ أم ثيِّباً ، قال : بل ثَيِّباً. قال صلى الله عليه وآله وسلم : فهلّا بِكْراً تُدَاعبُها وتُدَاعبك!.

نصب بِكْراً بفعل مضمر معناه : فهلا تزوّجت بِكْراً.

[دعثر] : لا تقتلوا أولادكم سراً ، أنه ليُدْرِك الفارس فَيُدَعْثِرُه.

وهو من قولهم : دَعْثَرَ الحوْضَ ؛ إذا هدَّمه. قال ذو الرمة :

*آريُّها والمنتأى المُدَعْثَرُ (١) *

والدُّعْثُور : الحوض المُتَثلِّم ، والمراد النهي عن الغَيْل (٢) وأنّ من سوء أثره في بدن المُغِيل ، وإرخاءِ قواه ، وإفسادِ مزاجه أن ذلك لا يزال ماثلاً فيه إلى أنْ يَكْتَهل ويبلغ مبلغ الرجل ، فإذا أراد مقاواة قِرْنٍ في الحرب وَهَن عنه وانكسر. وسبَبُ وَهْنِه وانكساره الغَيْل.

__________________

(١) صدره :

ميا وشاقتك الرسوم الدثر

والبيت في ديوان ذي الرمة ص ٢١٠.

(٢) الغيل : أن ترضع المرأة ولدها وهي حبلى.

٣٦٨

ومعنى الإِدراك هاهنا كمعنى التدارك في قوله :

جَرَى طَلَقاً حتى إذا قِيل سابقٌ

تَداركه أعْرَاقُ سوءٍ فَبَلَّدَا (١)

[جهد] : أمرَ ضِرار بن الأَزْوَر أن يحلب ناقة. وقال له : دَاعيَ اللبن لا تَجْهَدْه.

أي أَبْقِ في الضَّرْع باقياً يَدْعو ما فوقه من اللَّبن فيُنزله ، ولا تَسْتوعبه ؛ فإنه إذا اسْتَنْفَض أبطأ الدَّر.

والجَهْد : الاستقصاء. قال الشَّمَّاخ :

*من ناصع اللَّوْن حُلْوٍ غيرِ مجهود (٢) *

[دعج] (*) : ذكر الخوارج فقال : آيَتُهم رجلٌ أدْعَجُ ، إحْدَى يديه مثل ثَدْي المرأة تدَرْدَر.

هو الأسود. قال :

*حتَّى ترى أعناقَ ليلٍ أَدْعجا (٣) *

التَّدَرْدر : الاضطراب ، والمجيء والذهاب ، ومنه تَدَرْدَر في مِشيته : إذا حرَّك نفسه.

[دعاء] (*) : الخلافة في قُرَيْش ، والحُكْم في الأنصار ، والدَّعْوة في الحبشة.

يعني الأذان ؛ جعله في الحَبشة ، تفضيلاً لِبلال ، ورفْعاً منه ، وجعل الحكْمَ في الأنصار ؛ لأن أكثرَ فقهاءِ الصَّحابة فيهم ؛ منه مُعاذ بن جبل ، وأُبَيّ بن كعب ، وزَيْد بن ثابت ، وغيرهم رضي الله عنهم.

سمع رجلاً في المسجد يقول : مَنْ دَعَا إلى الجمل الأحمر ، فقال : لا وجَدْت لا وَجَدْت.

__________________

(١) البيت في لسان العرب (بلد).

(٢) صدره :

تضحى وقد ضمنت ضرائها عرفا

والبيت في ديوان الشماخ ص ١٣.

(*) [دعج] : ومنه الحديث في صفته صلى الله عليه وسلم : في عينيه دعج. وفي حديث الملاعنة : إنْ جاءت به أدعج.

النهاية ٢ / ١١٩.

(٣) الرجز للعجاج ، في أساس البلاغة (دعج) ، ولسان العرب (دعج) ، ورواية لسان العرب :

تسور في إعجاز ليل أدعجا

(*) [دعاء] : ومنه الحديث : ما بال دعوى الجاهلية. والحديث : تداعت عليكم الأمم. والحديث : لو دعيت إلى ما دعي إليه يوسف عليه السلام لأجبت. والحديث : لا دعوة في الإسلام. ومنه حديث عمير بن أفصى : ليس في الخيل داعية لعامل. النهاية ٢ / ١٢٠ ، ١٢١ ، ١٢٢.

٣٦٩

أراد من أَنْشَده فدعا إليه صاحبه ، وإنما دعا ، كراهية النّشْدَان في المسجد.

إنما كان أكثر دعائي ودُعاءُ الأنبياءِ قَبْلِي بعَرَفات (لا إِلهَ إِلَّا اللهُ ، وحده لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).

إنما سمَّى التهليل والتمجيد دعاء ؛ لأنه بمنزلته في استيجاب صُنْع الله وإنعامه.

ومنه الحديث : يقول الله : إذا شَغَل عَبْدي ثناؤُه عليّ عن مسألته أعطيتُه أفْضَلَ ما أعطى السائلين.

دعاء الأنبياءِ يجوز فيه الرفع على تقدير حذفِ المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه.

[دعم] (*) : عمر رضي الله عنه ـ وصفَه عمر بن عبد العزيز فقال : دِعامة للضَّعيف ، مُزْمَهِرٌّ على الكافر.

شبَّهه في تقويته الضعيف بالدِّعامة التي يُدْعَم بها.

المُزْمَهِرّ : الغَضُوب الذي تَزْمَهِرّ عيناه ، أي تحْمرَّانِ من شدة الغضب ، من قولهم : ازْمَهَرَّت الكواكب إذا لَمعت وزَهرت ، والميم مَزِيدة.

[دعاء] : كان يُقَدِّم الناس على سابِقَتِهم في أعْطِياتهم ، فإذا انتهت الدَّعوة إليه كَبّر.

هي المناداةُ والتسميةُ ، وأن يقالَ : دونك يا أمير المؤمنين ، يقال : دعوت زيداً إذا ناديته ، ودَعَوْتُه زيداً ، إذا سميته به.

دَعَج في (بر). أديْعِج في (مع). المُدَاعَسة في (رض). الدَّعْوة في (سح). [دعابة في (كل).

الدال مع الغين

[دغر] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ قال للنساء : لا تُعَذِّبْن أولادَكنَ بالدَّغْر.

هو أن يأخذَ الصبيَّ العُذْرَة ، وهي وجع في الحَلْق ، فتدْغَر المرأة ذلك الموضع ، أي تدفعه بإصْبَعها.

[دغم] : ضحَّى صلى الله عليه وآله وسلم بكبش أدْغَم.

هو ما اسودّت أرْنَبَتهُ وما تحت حَنَكه. وفي أمثالهم : الذئب أَدْغَم ، وهو من الإِدغام ، لأنه لون في لون آخر.

[دغر] : عليّ عليه السلام ـ لا قَطْع في الدَّغْرَة.

__________________

(*) [دهم] : ومنه الحديث : لك شيء دعامة. ومنه حديث عمر وبن عبسة : شيخ كبير يدعم على عصا له. النهاية ٢ / ١٢٠.

٣٧٠

هي الخَلْسة ؛ لأن المختلسَ يدفع نَفْسَه على الشيء.

تدغرن في (غل). ندغفِقها دَغْفقة في (نط).

الدال مع الفاء

[دفأ] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ أُتِي بأسيرٍ يُوعك ، فقال لقوم : اذهبوا به فأَدْفُوه ، فذهبوا به فقتلوه ، فَوداه رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم.

أراد الإِدْفَاء ، من الدِّفء فحَسِبوه الإِدْفَاء بمعنى القَتْل في لغةِ أهْلِ اليمن ؛ يقال : أدْفَأتُ الجريح ودَافَأْتُه وداففته ودَفَوْته ودَافَيْته : أجْهَزت عليه ، والأصل أدْفِئُوه ، فخفَّفه بحذف الهمزة ، وهو تخفيف شاذ ، ونظيره : لا هَنَاكَ المرتع ، وتخفيفه القياسيّ أن تجعل الهمزة بَيْن بَيْن.

[دفف] (*) : فَصْلُ ما بين الحلال والحرام الصَّوْت والدُّف في النِّكاح.

هو الذي تَضْرب به النساء ـ بالضم والفتح.

والمراد بالصوت الإِعلان.

[دفو] : أبصر صلى الله عليه وآله وسلم في بعض أسفاره شَجرة دَفْواء تسمى ذاتَ أَنْواط ؛ كان يُناط بها السّلاح وتُعْبد من دون الله.

الأدْفَى : الطويل الجَنَاح من الطير ، والطويل القَرْنين من الوُعول ؛ ويقال : عنز دَفْواء ، إذا انصبَّ قَرْناها على طَرفي عِلْبَاوَيْها ، ومن ذلك شجرة دَفواء ؛ وهي العظيمة الطويلة الفروع والأغصان ، الجَثْلة الظَّلِيلة.

سمي المنُوط به بالنَّوْط ؛ وهو مصدر ثم جمع ؛ ومنه قولهم : لمِزْوَد الراكب الذي يَنُوطه : نَوْط.

[دفف] : قال له صلى الله عليه وآله وسلم أعرابيّ : يا رسول الله ؛ هل في الجنة إبل؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم : نعم تَدِفّ برُكبانها.

أصل الدَّفيف من دفَ الطائر ؛ إذا ضرب بجناحيه دَفّيه في طَيَرانه على الأرض ؛ ثم قيل : دفّت الإِبل إذا سارت سَيْراً ليِّناً.

ومنه حديث عمر رضي الله عنه : أنه قال لمالك بن أوْس : يا مالك ؛ إنه قَدْ دَفَّت علينا من قومك دافَّة ، وقد أمَرْنا لهم برضْخ فاقْسمه بينهم.

__________________

(*) [دفف] : ومنه في حديث لحوم الأضاحي : انما نهيئكم عنها من أجل الداقة التي دفت. والحديث : طفق القوم يدنون حوله. النهاية / ١٢٥.

٣٧١

هم القوم يَسِيرُون جماعة. وعدى دَفَّت بعلَى على تأويل قَدِم وورَد.

ومنه حديث سالم رضي الله عنه : إنه كان يلي صدقة عمر فإذا دَفَّتْ دَافَّةُ الأَعراب وَجَّهَهَا أو عامتها فيهم وهي مسبَّلة.

[دفع] : دَفَع من عَرفاتٍ العَنَقَ ، فإذا وجد فَجْوة نَصَّ.

أي ابتدأ السَّيرَ من عرفات ، وحقيقته دَفَع نفسه منها ، ونَحَّاهَا. وانتصابُ العَنق كانتصاب الخَيْزَلَى والقَهْقَرى ، في قولهم : مشى الخَيْزَلَى ، ورجع القَهْقَرى في أحد الوجهين.

والعَنَق : السير الفسيح.

الفَجْوَة : المتّسع من الأرض ، يقال : بين دور آل فلان فَجْوة.

النَّصُّ : من نَصَّ البعيرَ في السير إذا رفعه ، ولا يقال منه فعْلُ البعير.

[دفع] : خالد رضي الله عنه ـ لما أخذ الراية يوم مُؤْتة دافع بالناس وخَاشى بهم. وروي : رافع.

دافع من الدَّفْع بمعنى التَّنحية.

ورَافع ، من قولهم : رفع الشيء إذا أخذه وأحرزه.

وخاشى : من الخشْية ؛ والمعنى أنه نحَّى المسلمين عن القتال ، وصدَّهم عنه ، وحاذَرَ عليهم منه ؛ وكأنّ مجيء هذه الأفعال على «فاعل» ، فائدتُه أنه ظاهرَ غيرَه على ذلك ، مبالغةً في الإِبقاءِ عليهم.

[دفف] : أسَر رضي الله عنه من بني جَذِيمة يوم فَتْح مكة قوماً ، فلمّا كان الليل نادى مناديه : مَنْ كان معه أسير فَلْيُدافِّه.

وروي بالتخفيف ، وبالذال المعجمة مع التثقيل ؛ ومعنى الثلاثة : فليُجْهِز عليه.

ومنه

حديث ابنِ مسعود رضي الله عنه : إنه دَافَ أبا جهل يوم بَدْر.

وروي : أقْعَص ابنا عَفْراء أبا جهل ، وذَفَّفَ عليه ابنُ مسعود.

المراد : أحرضاه وأجهز [هو] عليه ، وأصلُ الإِقعاص : إعجال القَتْل.

[دفن] (*) : شُريْح رحمه الله ـ كان لا يَرُدُّ العبدَ من الادِّفَان ، ويردُّه من الإِبَاقِ الباتّ.

قال أبو زيد : هو أن يروغ من مواليه اليومَ أو اليومين ، ولا يغيب من المِصْر. وهو

__________________

(*) [دفن] : ومنه في حديث علي : قم عن الشمس فإنها تظهر الداء الدفين. النهاية ٢ / ١٢٦.

٣٧٢

افْتِعَال من الدَّفْن ؛ لأنه يَدْفن نفسه أي يَكْتُمها ، وعبدٌ دَفُون ، وفعله الدِّفَان.

وأما الإِباق ، فهو أن يَغِيب من المِصْر ويَهْرُب.

الباتّ : الذي لا شُبْهَة فيه ، وهو من اليمين الباتّة ، وهي المنقطعة عن علائق الشروط ، وقَدْ بَتَّتْ بُتُوتاً.

[دفر] (*) : عِكرمة رحمه الله ـ قال في قوله تعالى : (يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا) [الطور : ١٣] يُدْفَرُونَ دَفْراً.

هو الدَّفْع العنيف ، يقال : أدْفَر في قفاه دَفْراً ، وعن بعضهم إنه اشتق قولهم للدنيا : أمّ دفر ، من هذا لأنها تَدْفَرُ أهلَها.

[دفف] : في الحديث ـ يُؤْكَلُ ما دفَ ، ولا يُؤْكَلُ ما صَفَّ.

أي ما حرَّكَ جَناحيه من الطير كالحمام ونحوِه دون ما صفّهما كالنُّسور والصُّقور ونحوها.

فيه دفاً في (مس). فاستدفّ في (عل). يا دَفَارِ في (فر). يَدِفُّون في (قح). مِن دِفْئِهم في (نص). الأَدْفَر في (قش). وادَفَراه في (صد). دُفُن في (سح).

الدال مع القاف

[دقع] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ قال للنساء : إنكن إذا جُعْتُنَ دقَعْتُن ، وإذا شبعتن خَجِلْتُنَّ.

الدَّقْع : اللُّصوق بالدَّقْعاء ؛ وهو التراب ذُلَّا.

والخَجَل : الأَشَر ، من خَجِل الوادي ، إذا كثر صوتُ ذبابه.

لا تَحِلُّ المسألة إلا لِذِي فَقْرٍ مُدْقِع ، أو غُرْمٍ مُفْظِع ، أو دم مُوجِع.

هو المُلْصَقُ بالتُّراب لشدته ، ومنه قولهم : تَرِب إذا افْتَقَر ؛ وأما أتْرَبَ فمعناه : صار له من المال مثلُ التراب في كثرته ، ومثلُه أَثْرَى.

المفظع : الشَّدِيد المُثْقِل.

الدم المُوجع : أن يَتَحَمَّل ديةً فيسعى فيها حتى يؤديَها إلى أولياء المَقْتول ، وإنْ لم يؤدِّها قُتِل المتحمَّلُ عنه ، وهو أخوه أو حَمِيمُه ، فيوجعُه قَتْلُه.

[دقر] : عمر رضي الله عنه ـ استعمل قُدامة بن مَظْعون على البَحْرين ، فشهدوا عليه

__________________

(*) [دفر] : ومنه في حديث قيلة :ألقي إلي أبنة أخي يا دفار. ومنه الحديث : انما الحاج الأشعث الأدفر. النهاية ٢ / ١٢٤.

٣٧٣

بشرب الخمر ، فَأتوا به ، فقال : ائْتُوني بسَوْط ، فأتاهُ أسلمُ مولاه بِسَوْطٍ دقيق ، فقال عمر لأسْلَم : قد أخذتْك دِقْرَارَةُ أهلِك ؛ ائتني بغيرِ هذا ، فأتَاه بسوْطٍ تام فجَلَده.

الدِّقْرَارَةُ : واحدة الدَّقَارير وهي الأباطيل وعادات السوء ، قال الكُميْت :

وإن أبيت من الأسرار هَيْنَمَةً

عَلَى دقاريرَ أَحْكِيها وأفْتَعِلُ (١)

والمعنى أن عادةَ السوء التي هي عادة منصبك وقومِك في العُدولِ عن الحقِّ ، والعمل بالباطل ، قد نَزَعَتْكَ ؛ وكان أسْلَمُ عبداً بجَاوِيًّا.

الدَّقَل في (هد) وفي (ذا).

الدال مع الكاف

[دكدك] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ سأل جَرِيرَ بن عبد الله البَجَلي عن منزله بِبِيشَةَ فقال : سَهْلٌ ودَكْدَاك ، وسَلَم وأراك ، وحِمْضٌ وعَلَاك ، بين نخلة ونخلة ، ماؤنا يَنْبوع ، وجنابُنا مَرِيع ، وشتاؤنا رَبِيع. فقال له : يا جرير ؛ إيّاك وسجعَ الكهان. ويروى أنه قال : شتاؤنا رَبيع ، وماؤنا يَمِيع ، أو يَرِيع ، لا يقام ماتِحها ، ولا يَحْسِر صابِحُها ، ولا يَعْزُب سارِحُها ؛ فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إِنَّ خيرَ الماءِ الشَّبِم ، وخير المال الغَنَم ، وخير المرْعَى الأراكُ والسَّلَم ؛ إذا أَخْلَفَ كان لَجِيناً ، وإذا سَقَط كان دَرِيناً ، وإذا أكِل [كان] لَبِيناً.

الدَّكدَاك : الرَّمْل المتلبِّد بالأرض ، غير الشديد الارتفاع.

العَلَاك والعَلَك : شجر بالحِجَاز.

يميع : يسيل.

يريع : يَثُوب.

الماتح : نازِع الدلو ، أراد أن ماءَهم سائح ، فلا يحتاجون إلى إقامة ماتح.

حَسِر يحسَر : إذا أعيا.

الصَّابح : الذي يَصْبَح الإِبلَ ؛ أي يسقيها صَباحاً ؛ يعني أنه يُوردها الشَّرِيعة فلا يَعْيا في سَقْيها.

السارح : النَّعَم ؛ أي نَبْتُها قريب من المنازل ، فنَعَمُهم لا تَعْزُب.

الشَّبِم : البارد ، وقيل : إنما هو السَّنِم ؛ أي العالي على وجه الأرض.

أخْلَف : أخرج الخِلْفة ؛ وهي الوَرَق بعد الورق الأوَّل.

اللَّجِين : الورق يُدَقُّ حتى يتلجّن ؛ أي يتَلزَّج ثم تُوجَرُه الإِبل.

__________________

(١) البيت في لسان العرب (دقر).

٣٧٤

الدَّرِين : حُطَامُ المرعى إذا قَدُم.

اللّبِين : بمعنى اللَّابن ؛ من لَبَنْتُ القومَ إذا سقيتُهم اللَّبَن ، كأنه يَلْبِن القوم ؛ لأنه يُدِرُّه ويُكْثِرُه.

[دكك] (*) : الأشعري رضي الله عنه ـ كتب إلى عمر رضي الله عنه : إنا وجدنا بالعِراق خيلاً عِراضاً دُكًّا ، فما يرى أمير المؤمنين في أسْهامها؟ فكتب إليه عمر : تلك البَرَاذين ؛ فما قَارف العِتَاق منها فاجعل له سهماً واحداً وألْغِ ما سوى ذلك.

الأدَكّ : العريض الظهر ، القصير ؛ من دَكَكْت الشيء إِذا ألصقته بالأرض ، وناقة دَكَّاء : لا سَنام لها.

قارف : أي قارَبها في السُّرْعة.

[بالدَّكَادِك في (مخ)].

الدال مع اللام

[دلا] (*) : النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قالت أم المنذر العدَوِيّة : دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعه عليّ بن أبي طالب عليه السلام [وهو] ناقِةٌ ، ولنا دَوَال مُعَلَّقة ، فقام فأكل ، وقام عليّ يأكُل ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : مهلاً فإنّك ناقِهٌ ؛ فجلس عليّ عليه السلام وأكل منها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم جعلت لهم سِلْقاً وشعيراً ، فقال له : مِنْ هذا أَصِبْ فإنه أوفَقُ لك.

الدّوالي : بُسْرٌ يُعَلَّق فإذا أرطب أكِل ، وهي من التَّدْلِية.

[دلق] (*) : يُؤْتَى بالرَّجل يوم القيامة فيُلْقَى في النَّار فَتَنْدَلِق أقْتَابُ بَطْنه ، فيدورُ بها كما يدور الحمار بالرحى ، فيقال : ما لك؟ فيقول : إني كنت آمر بالمعروف ولا آتيه ، وأنْهَى عن المنكر وآتيه.

الاندلاق : خروج الشيء من مكانه.

الأقْتَاب : الأمعاء ، جمع قَتَب.

[دلح] : إِن أزواجَه صلى الله عليه وآله وسلم كن يَدْلَحْن بالقِرَب على ظُهورهنَّ ، يَسْقِينَ أصحابه ، بادية خِدَامُهنَّ في غزوة أُحد.

__________________

(*) [دكك] : ومنه في حديث علي : ثم تداككتم علي تداكك الإبل الهيم على حياضها. النهاية ٢/ ١٢٨.

(*) [دلا] : ومنه في حديث عثمان : تطاطأت لكن تطاطاً الدلاة. النهاية ٢ / ١٣١.

(*) [دلق] : ومنه الحديث : جنت وقد أدلقني البرد. وفي حديث حليمة السعدية : ومعها شارف دلقاء. النهاية ٢ / ١٣٠.

٣٧٥

الدَّلْح : أن يمشي بالحِمْل وقد أثْقله ، ومنه سحائبُ دُلَّح.

الخِدَام : الخَلاخيل ، جمع خَدَمة.

[دلع] : إِن امرأةً رأَتْ كلباً في يوم حارٍّ ، يُطِيف ببئر ، قد أَدْلع لسانَه من العطش ، فنزَعَت له بمُوقها [فسقته] فَغُفِرَ لها.

دَلَع لسانَه وأدلعَه : أخرجه ، ودَلَع بنفسه.

ومنه حديثه صلى الله عليه وآله وسلم : يُبْعَث شاهدُ الزُّور يومَ القيامة مُدْلِعاً لسانَه في النار.

المُوق : ضرب من الخِفاف ، فارسية معربة ، ويجمع أمواقاً.

[دلك] : عمر رضي الله عنه ـ كتب إلى خالد بن الوليد : بلَغني أنّك دخلت الحمَّام بالشام ، وأن مَنْ بها من الأعاجم أعدُّوا لك دَلوكاً عُجِن بخمر ، وإني أظنكم آلَ المغيرة ذَرْءَ النار ـ وروي : ذَرْوَ النَّار.

الدَّلُوك : ما تَدْلِك به جسدَك من طِيبٍ وغيره.

الذَّرْء : أصله من ذَرَأ الأرضَ ؛ إذا بَذَرها ، وذرأ فيها ، وزَرَعَ فيها الحبَّ : ألقاه فيها ، وزرع ذَرِيء ؛ ومنه قوله :

شَقَقْتَ القلبَ ثم ذَرَأْتَ فيه

هواكَ فَلِيمَ فالتأَم الفُطُور (١)

فاستعير للخَلْق.

ومنه قول أبي طالب : الحمد لله الذي جعلَنا من ذُرّية إبراهيم وزَرْع إسماعيل.

وناصبُه فعل مضمر ؛ تقديره ذَرِئْتم ذُرءاً للنار ، فحذف الفعل وأضيف المصدر إلى النار ، ومعنى إضافته إِليها أنهم ذُرِءُوا لها ، من قوله تعالى : (وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ) [الأعراف : ١٧٩] ؛ ويجوز أن يراد بالمصدر المفعول كالخَلْق ، ويعمل النصبُ فيه الظن على أنه مَفْعول ثان.

وأما الذَّرْو ، فقد قيل : ذَرَوْت بمعنى ذَرَأ ، أي بذرت ، فسبيلُه سبيلُ الذَّرْء ؛ وقيل : من هو ذَرتِ الرّيحُ الترابَ ، ومعناه تُذْرَوْن في النار ذَرْواً.

[دلج] : إن رجلاً أتاه فقال : إن امرأة أتَتْني أبايعها ، فأَدْخَلْتُها الدَّوْلَج ، فضربت بيدي إليها.

هو المخْدَع ، وكذلك كل ما وَلَجت فيه من كَهْف أو سَرَب ، فهو تَوْلَج ودَوْلَج ، والأصل وَوْلج ؛ «فَوْعل» من الوُلوج ، فالتاء بَدَلٌ من الواو ، والدال من التاء.

__________________

(١) البيت لعبيد الله بن عبد الله بن عتبة في لسان العرب (فطر) و (ذرأ).

٣٧٦

[دلح] : سلمان رضي الله عنه ـ اشترى هو وأبو الدَّرْدَاء لحماً فَتَدَالَحَاه بينهما على عُودٍ.

التَّدَالح : تفاعل ، من دَلَح بحِمْله ، والمعنى : وَضَعاه على عُودٍ ، واحتملاه آخذيْن بِطَرَفَيْه.

[دلم] (*) : أبو هُرَيرة رضي الله عنه ـ صلِّ العشاء إذا غاب الشفق ، وادْلَامَ الليل من هنا ما بينك وبين ثلث الليل ، وما عجَّلْتَ بعد ذهابِ البياض فهو أفْضل.

هو افعالّ من الدُّلْمة ؛ كاحمارَّ من الحُمْرة ؛ يقال ليل أَدْلم : أَسود مظلم.

من هنا : أَي من قِبَل المغرب ، وهذا الحديث حُجّةٌ لأبي حنيفة رحمه الله في اعتباره الشّفق الأبيض.

[دلو] : ابن الزبير رضي الله عنهما ـ وقع حبشيٌّ في بئر زمزم ، فأمر أَن يُدْلُوا ماءَها.

الدَّلْو : نَشْط الدّلْو ، والإِدلاء إرسالُها ، وأَما قول العجاج :

يَكْشِفُ عن جَمَّاته دَلْوُ الدّالْ

عَبَاءَةً غَبْرَاء من أَجْنٍ طالْ (١)

فقال المبرِّد : يريد المُدْلِي ؛ ولكنه أخرجه على الأَصل للقافية إِذْ كانت الهمزةُ زائدة ، وهذا رديء في الضرورة ، لأن الهمزة إنما زيدت لمعنى ، فمتى حذفت زال ذلك المعنى ، ودخل في باب آخر ، وأنشد أبو عبيدة في مثل ذلك :

*يَخْرُجْنَ من أجْوازِ ليلٍ غاضِ (٢) *

وإنما حقُّه مُغضٍ. وقال أبو عليٍّ الفارسيّ : أراد المُدْلِي ، فحذف الزيادة ، أو أراد دَلوَ ذي الدَّلو ، كلَابِنٍ وتَامِر.

وقال بعضهم : الدَّالي والمُدْلي جميعاً صفتان للمستقي ؛ وكأنه قال : دلو المستقي ، ولو قيل : إنما قصد بقوله دلْو الدال نزْح النازح ، لأنَّ حقيقة نَزْح الماء واستقائه في الدَّلو لا في الإِدلاء وعمله في كشف العَرْمَض أبلغ من عمله ، ولأنّ النّزع لا يكون إلا بعد الإِرسال ، ويكون عكس ذلك ـ لكان قولاً وجيهاً.

__________________

(*) [دلم] : ومنه الحديث : أميركم رجلٌ طوالٌ أدلم. والحديث : فجاء رجل أدْلم على النبي صلى الله عليه وسلم. النهاية ٢ / ١٣١.

(١) الرجز للعجاج في ملحق ديوانه ٢ / ٣٢١ ، وأدب الكاتب ص ٦١٢ ، ولسان العرب ١٤ / ٢٦٥ (دلا) ، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٤٢٢ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٧٩٦ ، والمقتضب ٤ / ١٧٩.

(٢) الرجز لرؤبة في ديوانه ص ٨٢ ، وأدب الكاتب ص ٦١٢ ، وإصلاح المنطق ص ٢٧٥ ، وسمط اللآلي ص ١٠٢ ، وبلا نسبة في المحتسب ٢ / ٢٤٢ ، والمقتضب ٤ / ١٧٩.

٣٧٧

[دلك] : شقيق رحمه الله ـ قال في قوله تعالى : (أَقِمِ الصَّلاةَ) لِدُلُوكِ (الشَّمْسِ) [الإِسراء : ٧٨].

دُلُوكُها : غروبُها.

قال : وهو في كلام العرب دَلَكَتْ بِرَاحِ.

دلكت الشمس : إذا زالت ، وإذَا غَابت ، قيل : لأن الناظر إليها [يدلك عينه ، ونظيره : أفغر النجم ؛ إذا استوى على رءوسهم لأن الناظر إليه] يفغر فاه.

وقوله : بِرَاح فيه قولان : أحدُهما أنَّه جَمْع راحة ، يعني أنهم يضعون راحاتهم على عيونهم ينظرون هل غربت؟ قال :

هَذا مُقامُ قَدَمَيْ رَبَاحِ

ذَبَّبَ حتى دَلَكَتْ بِرَاحِ (١)

الثاني أن بَراح بوزن قَطام اسم للشمس ، وهي معدولة عن بارحة ؛ سُمِّيتْ بذلك لظهورها وانكشافها ، من البَراح : البَراز ، وبارحة : كاشفة ، وعلة بنائها شِبْهُهَا بفَعَال في الأَمْر.

[دلس] : ابن المسيِّب رحمه الله ـ عمر رضي الله عنه ـ لو لم يَنْهَ عن المُتْعة لاتخذها الناس دَوْلَسيًّا.

الدَّوْلسيّ : الأمر الذي فيه تَدْليس ، وأصلُه أن يستُر البائعُ على المشتري عيبَ السِّلْعة ؛ من الدَّلَس وهو الظلمة. والمرادُ : مُتْعة النكاح ؛ كان الرجل يشارِطُ المرأة بأجَلٍ معلوم على شيء يُمتّعها به ، يستحلّ به فَرْجَها ، ثم يفارقها من غير تزوّج ولا طلاق ، وإنما أُحِلَّ ذلك للمسلمين بمكة ثلاثة أيام حين حجُّوا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم حَرُم ؛ فالمعنى : لو لم ينه عنها لكان أصحاب الريْب يتّخذونها سَبَباً وسُلَّما إلى الزِّنا مدلِّسين به على الناس.

[دلم] : مجاهد رحمه الله ـ إن لأهل النار جَناباً يستريحون إليه ، فإذا أتوه لَسَعَتْهم عَقَاربُ كأمثال البغال الدُّلْم.

الدُّلْمة : سواد مع طول ؛ رجل أدْلم وليل أدْلم ، ودَلِم الشيءُ : اشتدّ سوادُه.

[دلك] : الحسن رحمه الله ـ سئل أيُدَالِك الرجلُ امرأته؟ قال : نعم إذا كان مُلْفَجاً.

المدالَكة والمداعَكة والمماعَكة : المماطلة ، والمعنى مُطْله إياها بالمهر.

المُلْفَج ، بالفتح : المعدِم ، من قولهم : ألْفَجَتْنِي إليك الحاجةُ ؛ أي اضطرَّتْنِي ، ويقال : ألْفَج إذا أفْلس ، فهو مُلْفِج بالكسر.

__________________

(١) الرجز بلا نسبة في شرح المفصل ٤ / ٦٠ ، ولسان العرب (برح).

٣٧٨

ولْيُدْلِفْ ، ودَلِهَ عقلي في (قح). ودَلّه في (سم). الدُّلَاة في (رع). دَلَوْنا في (قف).

دَلْقاءَ في (حم).

الدال مع الميم

[دمر] (*) : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ من اطّلع في بيت قوم بغير إذنهم فقد دَمَر ـ وروي : مَنْ سبق طرفُه استئذانه فقد دَمَر.

دَمَر على القوم هجم عليهم بمكروه ، ومنه الدَّمار : الهلاك. وهجوم الشرّ ؛ وقيل للدخول بغير إذن دُمُور ؛ لأنَّهُ هجوم بما يكره. والمعنى : إن إساءةَ المطلع مثل إساءة الدَّامِر.

[دمث] (*) : بينما هو يمشي في طريق إذ مالَ إلى دَمْثٍ فبالَ فيه ، وقال : إذا بال أحدُكم فلْيرْتَدْ لبوله.

دَمِثَ المكان دمَثاً : إذا لان وسهل فهو دَمِث ودمْث ، ومنه دَماثة الخلق.

الارتياد : افتعال من الرَّوْد ، كالابتغاء من البَغْي ، ومنه الرائد طالب المرْعى ؛ يقال : راد الكلأ وارتادَهُ والمعنى : فليطلب مكاناً مثل هذا ، فحذف المفعول لدلالة الحالِ عليه.

مَنْ كذب عليّ متعمداً فإنما يُدَمِّثُ مجلسَه من النار.

أي يسهله ويوطِّئه ، بمعنى يهيّئُه للجلوس فيه.

[دمو] (*) : قال صلى الله عليه وآله وسلم لسعد رضي الله عنه يوم أُحد : ارمِ فدَاك أبي وأمي ؛ قال سعد : فرمَيْت رَجُلاً بِسَهْم فقتلتُه ، ثم رُمِيتُ بذلك السَّهم أعرِفُه ؛ حتى فعلتُ ذلك وفعلَه مرّات ، فقلت : هذا سهم مبارك مُدَمًّى ، فجعلته في كِنانتي ؛ فكان عنده حتى مات.

قيل لهذا السهم سهم مُدَمَّى وسهم أسود ؛ لأنه رُمِيَ به غير مرة فلُطِّخ بالدم حتى

__________________

(*) [دمر] : ومنه حديث ابن عمر : فدحا السيل بالبطحاء حتى دمر المكان الذي كان يصلي فيه. النهاية ٢ / ١٣٣.

(*) [دمت] : ومنه في صفته صلى الله عليه وآله وسلم دمت ليس بالجافي. ومنه حديث ابن مسعود : اذا قرأت وحم وقعت ف روضات دمئات. النهاية ٢ / ١٣٢.

(*) [دمر] : ومنه في صفته صلى الله عليه وآله وسلم كان عنقه جيد دمية. وفي حديث زيد بن ثابت : في الدامية بعير. وفي حديث بيعة الأنصار والعقبة : بل الدم ، والهدم الهدم. النهاية ٢ / ١٣٦ ، ١٣٧.

٣٧٩

ضربت حُمْرته إلى السواد ؛ والرماةُ يتبركون بالسهام الكائنة بهذه الصفة. ومنه قوله :

*هلا رميتَ ببعضِ الأسهم السُّودِ (١) *

وعن بعضهم : هو مأخوذ من الدَّامِياء ، وهي البَركة.

[دمس] : في ذكر المَسيح عليه السلام ـ سَبْط الشَّعْر ، كثير خِيلان الوجه ، كأنه خرج من دَيماس.

هو بالفتح والكسر السَّرَب لظلمته ، من اللَّيل الدَّامس ؛ ويقال دَمَسْته إذا أقبرته ؛ وكان للحجاج سجن يعرف بالدِّيماس. ؛ يعني أنه في نُضْرة لونه وكثرة ماءِ وجهه كأنه خرج من كِنّ.

[دمج] (*) : مَنْ شَق عصا المسلمين وهم في إسلام دامج فقد خَلَع رِبْقة الإِسلام من عُنُقه ـ وروي : في إسلام داجٍ.

يقال : ليلة دامجة بمعنى داجية ؛ وهي التي دَمَج ظلامها في كل شيء ؛ أي دَخَل ، كما يقال وَقَب ، والمعنى شُمُول الإِسلام وشياعه.

والداجي : قريب من هذا ، وقد تقدّم ؛ وقيل : الدامج المجتمع المنتظم ، ودَمَج الأمرُ : ذا استقام ، ومنه الصلح الدُّمَاج.

[دمن] (*) : إن الناس كانوا يَتَبايَعُون الثِّمار قبل أَنْ يبْدُوَ صلاحُها ، فإذا جدَّ الناس وحضر تقاضيهم قال المبتاع : قد أصاب الثمر الدَّمَان وأصابه قُشَام ، فلما كَثُرت خصومتهم عند النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، قال صلى الله عليه وآله وسلم : لا تبتاعوا الثَّمرة حتى يبدوَ صلاحها. ؛ كالمشورة يُشير بها لكثرة خصومتهم واختلافهم.

__________________

(١) صدره :

قالت أمامة لما جئت زائرها

وبعده :

لا در اني قد رميتهم

لولا حددت ولا عذري لمحدود

والبيتان من البسيط ، وهما للجموح الظفري في خزانة الأدب ١ / ٤٦٢ ، وشرح المفصل ١ / ٩٥ ، ولسان العرب ٤ / ٥٤٥ (عذر) ، وبلا نسبة في الأزهية ص ١٧٠ ، والإنصاف ١ / ٧٣ ، ٧٤ ، وتذكرة النحاة ص ٧٩ ، ٣٨٧ ، وجمهرة اللغة ص ٦٩٢ ، ١٢٣٠ ، وخزانة الأدب ١١ / ٢٤٧.

(*) [دمج] : ومنه حديث علي : بل اندمجت على مكنون علمٍ. والحديث : سبحان من أدمج قوائم الذَّرَّة والهمجة. النهاية ٢ / ١٣٢.

(*) [دمن] : ومنه الحديث : إياكم وخضراء الدمن. والحديث : فأتينا على جدجدٍ متدمِّن. النهاية ٢ / ١٣٤ ، ١٣٥.

٣٨٠