الفائق في غريب الحديث - ج ١

جار الله محمود بن عمر الزمخشري

الفائق في غريب الحديث - ج ١

المؤلف:

جار الله محمود بن عمر الزمخشري


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤١٥

أي يُحتاج ، من الخَلَّة ، وهي الحاجة.

[خلف] : الخُدْريّ رضي الله عنه ـ خرجنا في سَرِيَّة زَيْد بن حارثة التي أصاب فيها بني فَزارة ، فأتينا القوم خُلُوفاً ، فقاتل النَّحَّام العَدَويّ يومئذ ، وقد أقام على صلبه نَصِيلاً. قال : إني أقْوَيْت منذ ثلاث ، فخِفت أنْ يَحْطِمَني الجوع.

فُسّر الخلوف في الهمزة والطاء.

النّصيل : حَجَر فيه طول نحو الذراع وأكثر.

الإِقواء : نفاد الزاد.

[خلج] : شُرَيح رحمه الله ـ إن نسوةً شهدن عنده على صبيٍّ وقَعَ حيًّا يَتَخَلَّج ، فقال : إن الحيَّ يرِثُ الميت ، أَتَشْهَدن بالاستهلال؟ فأَبْطَل شهادتهنّ.

التَّخَلُّج : الاضطراب والتحرك.

أهلَ الصبي واسْتَهَلَ : صاح عند الولادة ، وأُهِلَ الهلال فاسْتُهلّ : صِيح بالتكبير عند رؤيته ، وانهلَّت السماء بالقَطْر ، واستهلّت : ابتدَأت به فَسُمِع صوت وَقْعِه.

[خلص] : قضى في قَوْسٍ كسرها رجلٌ لرجل بالخَلاص.

قيل : هو مِثْل الشيء المُتْوَى.

وخَلَّص : إذا أعطى الخَلاص ، ومنَّاه ما يتخلَّصُ به من الخصومة.

[خلج] : أبو مِجْلَز رحمه الله ـ إذا كان الرجل مُخْتَلَجاً فسرَّك ألّا تكذب فانسُبْه إلى أمّه.

يقال : تخالجوا الشيء واختلجوه ، إذا تنازعوه.

والمعنى : إذا كان مُخْتَلَفاً في نسب أبيه يتداعاه قوم وقوم فانْسُبه إلى طرف الأم.

[خلق] : ابن عبد العزيز رحمه الله ـ كُتِب إليه في امرأة خَلْقاء تزوَّجها رجل ؛ فكتب إليه : إن كانوا علموا بذلك فأغْرِمْهم صَدَاقها لزَوْجها ـ يعني الذين زوّجوها ـ وإن كانوا لم يعلموا فليس عليهم إلا أن يحلِفوا ما علموا بذلك.

هي الرَّتْقاء ، من الصخرة الخَلْقاء : المُصْمتة.

[خلى] : معتمر رحمه الله ـ سُئِل مالك عن عَجين يُعْجَن بدُرْدِيّ ، فقال : إن كان يُسْكِر فَلا ، فَحَدَّث الأصمعيّ به معتمراً فقال : أو كان كما قال :

رأى في كفّ صاحبه خَلاةً

فَتُعْجِبه ويُفْزِعه الجَرِيرُ (١).

__________________

(١) البيت في لسان العرب (خلا).

٣٤١

الخلاة : الطائفة من الخَلَى وهو الرَّطْب ، ونظيرها الشُّهْدة من الشَّهْد ، والْجُبْنَةُ من الجُبْن.

أعجبته فتوى مالكٍ ، وخاف التحريمَ لاختلافِ الناس في المسكر ، فتوقّف وتمثل بالبيت.

ومعناه أن الرجل ينِدُّ بعيرُه فيأخذ بإحدى يَدَيْه عُشْباً ، وفي الأخرى حَبْلاً فينظر البعيرُ إليهما فلا يَدْري ما يَصْنَع.

خلوفاً في (أط). لا خِلَاط في (اب). خَلأت في (خب). إذا أخلف في (دك). ما خَلَفُه في (دخ). بِخَلَاقِك في (شل). أخلقَ في (عو). خالع في (هل). خُلِب النخل في (جو). الخلي في (لف). خِلَاص في (عذ). اختللناها في (سل). يخْتَلِي في (جر). يخْلِجُ في (حل). خلوقكم في (ول). واخلولق في (رب). الخِلَاط في (ين). نستخلب في (صب). مخلاف في (نص).

الخاء مع الميم

[خمر] (*) : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ خَمِّرُوا آنيتَكم ، وأوْكُوا أَسْقِيتكم ، وأَجِيفوا الأبوابَ ، وأَطْفِئُوا المصابيح ، واكْفِتُوا صِبيانَكم ؛ فإنّ للشياطين انتشاراً وخَطْفة. ـ يعني بالليل.

التخمير : التغطية.

ومنه حديثه صلى الله عليه وآله وسلم : إنه أُتِي بإناء من لبن ، فقال : لولا خمرته ولو بعود تَعْرُضه عليه.

لولا هذه تَحْضِيضيَّة.

ومنه الحديث : لا تجد المؤمنَ إلا في إحدى ثلاث : في مسجد يَعْمُره ، أو بيتٍ يُخَمِّرُه ، أو معيشة يُدَبِّرُها.

أي يستره ويُصْلِح من شأنه.

الآنية : جمع قِلّة ، كآدِمة جمع أديم.

الإِيكاء : الشَّدُّ بالوِكاء ، وهو خيط يشد به السِّقاء.

إجافة الباب : ردّه.

__________________

(*) [خمر] : ومنه حديث أبي قتادة : فأبغنا مكانا مخمرا. ومنه حديث الدجال : حتى ينتهوا إلى جبل الخمر. ومنه حديث أريس الفرني : أكون في خمار الناس. ومنه الحديث : ملكة على عربهم وخمورهم. النهاية ٢ / ٧٧ ، ٧٨.

٣٤٢

اكْفِتوهم : ضُمّوهم إليكُم ، واحبسوهم في البيوت.

كان صلى الله عليه وآله وسلم يسجد على الخُمْرة.

هي السجّادة الصغيرة من الحصير ، لأنها مُرْمَلة مخمّرة خيوطها بسَعَفها.

[خمم] (*) : سُئل صلى الله عليه وآله وسلم ـ أيُّ الناس أفضل؟ فقال : الصادق اللسان ، المَخْمُوم القلب. قالوا : هذا الصادق اللسان قد عرفناه ، فما المخموم القَلْب؟ قال : هو النَّقيُّ الذي لا غِلّ فيه ولا حَسَد.

هو من خَمَمْتُ البيت ، إذا كنسته.

[خمس] (*) : عليّ عليه السلام ـ قال حَبَّة بن جُوَيْن العُرَنيّ : شَهِدْنَا معه يوم الجمل ، فَقَسَم ما في العسكر بيننا ، فأصاب كلّ رجل منا خَمْسمائَةٍ خَمْسمائةٍ ؛ فقال بعضهم يوم صِفِّين في كلام له :

قُلْتُ لِنَفْسِ السوء لا تَقرِّيْن

لا خَمْسَ إلا جَنْدَل الإِحَرِّيْن

*وَالخَمْسُ قد تُجْشِمُك الأَمرِّين (١) *

أراد لا خَمسمائة ، فحذف لأنه كان معلوماً.

الإِحرُّون : جمع حَرَّة ، وزيادة الهمزة فيه بِمنزلة الحركة في أرَضَون ، وكتغير الصدر في ثِبون [وقِلُون] كراهة أن تكون بمنزلة ما الواو والنون له في الأصل ، كمسلمون. ويقال حَرُّون كما قيل قُلون بغير تغيير ؛ تنزيلاً للواو والنون منزلة الألف والتاء ونظيره قول بعضهم في الواحدة : إِحَرّة.

والمعنى : ما لَك اليوم مما فرض لك يوم الجمل إلا الحجارة!

الأمَرُّون : الدواهي ، جمعُ الأمرّ ، والمعنى الخطب أو الحادث.

الأمَرّ : الأفظع. والقول فيه القول في حَرُّون.

مُعاذ رضي الله عنه ـ كان يقول باليمن : ائتوني بخَميس أوْ لَبِيس أخذُه منكم في الصدقة ؛ فإنه أيسرُ عليكم وأنفع للمهاجرين بالمدينة.

الخميس : ثوب طوله خمسُ أذرع ، وهو المخموس أيضاً ، يعني الصغير من الثياب.

واللَّبيس : الذي لُبِس فأَخْلَق.

__________________

(*) [خمم] : ومنه في حديث معاوية : من أحب أن يستخم له الرجال قياماً. النهاية ٢ / ٨١.

(*) [خمس] : ومنه في حديث خيبر : محمدٌ والخميس. ومنه حديث عمرو بن معدي كرب : هم أعظمنا خميساً وأشدنا شريساً. وفي حديث الحجاج : أنه سأل الشعبي عن المخمسة. النهاية ٢ / ٧٩.

(١) الرجز لزيد بن عتاهية في شرح شواهد الإيضاح ص ٥٤٠ ، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٩٦ ، ١٣٣٤ ، ورصف المباني ص ٤٣٣ ، وسر صناعة الإعراب ص ٦١٧ ، وشرح المفصل ٥ / ٥.

٣٤٣

وعن أبي عَمْرو : الخميس نوع من الثياب عمله الخِمْسُ ملكُ باليمن ، قال الأعشى :

يوماً تراها كشِبْهِ أرْدية ال

خِمْسِ ويوماً أديمَها نَغِلا (١)

أَيسر : أسهل.

[خمر] : من اسْتَخْمَر قوماً أوَّلهم أحرار ، وجيرانٌ مستضعَفون ، فإن له ما قَصَر في بيته حتى دَخَل الإِسلامُ ، وما كان مُهْمَلاً يُعْطِي الخِراج فإنه عَتيق ، وإنَّ كلَّ نَشْرِ أرض يُسْلِم عليها صاحبُها فإنه يخرج منها ما أُعْطِي نَشْرُها رُبْعَ المَسْقَوِيّ وعشر المَظْمئِي ، ومن كانت له أرض جادِسة ، قد عُرِفت له في الجاهلية حتى أسلم فهي لربّها.

اسْتَخْمَر : استعبد وتَمَلَّك ، وأَخْمِرْنِي كذا : مَلِكَنيه ـ كلمة يمانية.

يعني إذا استعبد الرجل في الجاهلية قوماً بني أحرار ، وقوماً استجاروا به ، فاستضعفهم واستعبدهم ، فإنّ مَنْ قَصَره ، أي من احتبسه واختاره منهم في بيته ، واسْتَجْرَاه في خدمته ، إلى أن جاء الإِسلامُ فهو عبدٌ له ، ومن لم يَحْتبِسْه ، وكان مُهْمَلاً قد ضَرَب عليه الخراج ، وهو الضريبة ، فهو حرٌّ بمجيء الإِسلام.

النَّشْر : النَّبَات.

ما : في أعْطى مصدرية مُقَدَّر معها الزمان.

وربعَ : مفعول يُخرج.

المَسْقْوِي : الذي يُسْقى سَيْحاً.

والمَظْمئِي : الذي تَسْقِيه السماء ، وهما منسوبان إلى المسقَى والمظْمَأ ، مصدري سقى وظمِىء.

الجادسة : التي لم تُحْرَث ولم تُعْمَر. قال ابن الأعرابي : الجوادس : البِقَاع التي لم تُزرع قط.

قال عائذ الله بن عَمْرو : دخلتُ المسجدَ يوماً مع أصحاب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أخْمَر ما كانوا ..

ثم ذكر حديثاً حدّثهم به مُعاذ.

أي أكثر ما كانوا وأوْفر ، وحقيقته أسْتَر ما كانوا ، من خَمَر شهادتَه يَخْمرُها ، ويَخْمِرها؟ أي سَتَرُوا بِدَهْمَائِهم أرْض المسجد.

وروي بالجيم ، من أجْمَر القوم إذا اجتمعوا.

سَهْل [بن حُنَيف الأنصاري رحمه الله ـ] قال عامر بن ربيعة : انطلقتُ أنا وسَهْل نلتمس

__________________

(١) البيت من المنسرح ، وهو للأعشى في ديوانه ص ٢٨٣ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ١٢٤ ، ولسان العرب ٦ / ٧٠ (خمس) ، ١١ / ٦٧٠ (نغل) ١٢ / ١٠ (أدم) ، وبلا نسبة في الخصائص ٢ / ٣٩٥ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٦٣٦.

٣٤٤

الخَمَر ، فوجدنا خَمَراً وغَدِير ماء ، ودخل الماء فأعجبني خَلْقُه ، فأَصبْتُه بعينٍ فأخَذَتْه قَفْقَفَة.

هو ما واراكَ من شجر. القَفْقَفَة : الرّعدة.

[خمل] (*) : في الحديث : اذكروا الله ذِكْراً خاملاً.

أي خفيضاً خفياً ، كقوله تعالى : (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً) [الأعراف : ٥٥].

الخَميس في (حو). خَمْراً في (ست). خَميصةً في (سد) وفي (فض). خُمصان الأَخْمَصين في (شذ). خُماشات في (نو). خُمُوشاً في (خد). لا تخمِّرُوا وَجْهه في (وق). [خَمْرُ العالم في (غب)].

الخاء مع النون

[خنف] (*) : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ إن رجلاً أتاه فقال : يا رسول الله ؛ تَخرَقتْ عنا الخُنُف وأحرق بطونَنا التَّمْر.

الخَنِيف : ضرب من أردأ الكَتَّان ، أرْدأ ما يكون منه ، كأنه سُمِّيَ بذلك لمباينته سائر أجناس الكَتَّان وانقطاعه ، وميله عنها رداءة ، من خَنَف الأُتْرُجَّة بالسكين إِذا قَطعها ، وخَنَف الفرسُ : أمال حافرَه إلى وَحْشِيِّه (١).

[خنث] : نهى صلى الله عليه وآله وسلم عن اخْتِنَاث الأسْقِية.

هو ثَنْي أفواهها إلى خارج ، فإن ثُنِيتْ إلى داخل فهو قَبْع.

قيل : إنما نهى عنه لأنه يُنْتِنُها ، أو كراهةَ أن تكون فيه دابّة.

ومنه حديث ابن عمر رضي الله عنهما : إِنه كان يشرب من الإِدَاوَة ولا يَخْتَنِثُها ، ويسمّيها نَفْعة.

سماها بالمرّةَ من النَّفْع ، ومَنَعها الصرف للعلمية والتأنيث.

[خنز] : لو لا بنو إسرائيل ما خَنِز الطعام ، ولا أَنْتنَ اللحم ، كانوا يرفعون طعامَ يومهم لغدهم.

هو قَلْب خَزن إذا أرْوَح وتَغَيَّر ، وهو من الخَزْن بمعنى الادّخار ، لأنه سبب تغيره ، ألا تَرى إلى قول طَرَفة :

ثُمّ لا يخْزَنُ فينا لحمُها

إنما يَخْزَن لحمُ المدَّخِرْ

ويحتمل أن يكونا أصلين ، ومنه الخُنْزُوانة ، وهي الكِبْر ، لأنها تغيّرٌ عن السَّمْت

__________________

(*) [خمل] : ومنه حديث فضالة : أنه مر ومعه جارية على خملة بين أشجار فأصاب منها. النهاية ٢ / ٨١.

(*) [خنف] : ومنه في حديث الحجاج : إن الإبل ضمَّزٌ خُنُفٌ. النهاية ٢ / ٨٥.

(١) الوحشي : الجانب الأيمن من كل شيء.

٣٤٥

الصالح ، ووزنها فُعْلُوَانة ، [ويَحْتَمِل أن يكون فُنْعُلانة ، من الخَزْو ، وهو القَهْر والإِذلال].

[خندف] : الزُّبير رضي الله عنه ـ سمع رجلاً يقول : يا لِخَنْدِف! فخرج وبيده السيفُ ، وهو يقول : أُخَنْدِف إليك أيها المُخَنْدِف! والله لئن كنت مظلوماً لأَنصرنّك.

الخَنْدَفة : الهَرْولة ، ولو قيل : إن نونها مَزِيدة واشتُقّت من خَدَفت السماء بالثلج ، إذا رمَتْ به ، لأن المُهَرْوِل يقذف بنفسه في السير ـ كانَ وجهاً.

وخنْدف : لقَبُ ليلى بنت عمران بن الحافي بن قُضاعة ، وَلدَتْ للياس بن مُضَر عَمْراً وعامراً وعُميراً فندَّت لهم إبل ، فذهبوا في طلبها ، فأدركها عامر ، فلقّب بمدْركة ، واقتنص عَمْروٌ أرنباً فطبخها فسُمّي طابخة ، وانْقَمع عُمير في البيت فسُمي قَمَعة ، وخرجت ليلى في إثْرهم ، وقالت : أُخَنْدف في إِثْركم فَلُقِّبَتْ خِنْدف.

أراد بالمُخَنْدف المنادى بيا لخَنْدِف ، ولم يُرد المُهَرْول ، ونظيره المهَلِّل والملبّي.

اللامُ في يا لخندف لامُ الاستغاثة ، كان هذا كان قَبْل نهي النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن التعزّي بعزاء الجاهلية.

[خنث] : عائشة رضي الله عنها ـ ذكرت وفاةَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت : فانْخَنَث في حِجْري فما شعرتُ حتى قُبِض.

أي انثنى ، يقال : خَنَثه فانخنث.

[خنن] : قالت لها بنو تميم : هل لك في الأحنف؟ قالت : لا ، ولكن كونوا على مَخَنَّتِه. أي على طريقته ، قال بعضُ بني ضَبَّة :

يا مَن لِعَاذلةٍ لَوْمِي مَخَنّثُها

ولو أرادَتْ سدَاداً لاتَّقَتْ عَذْلي

ويقال : البِطِّيخ لي مَخَنَّة ، أي أكلُه لي إلْفٌ وعادة ، أي آكله الساعة بعد الساعة لا أصبر عنه.

[خنس] (*) : في الحديث ـ يخْرج عُنُق من النَّار فتَخْنِس بالجبّارين في النار.

أي تَغِيب بهم فيها ، من خَنَس النجمُ.

الخَنيف في (هن). فَخنُّوا في (شي). الخُنْس في (ضح).

الخاء مع الواو

[خوم] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ مَثلُ المؤمن مثل الخامَةِ من الزرع تُفَيِّئُها

__________________

(*) [خنس] : ومنه حديث كعب : فتخنس بهم الناس. النهاية ٢ / ٨٣.

٣٤٦

الرياح مرةً هنا ومرة هاهنا ، ومَثلُ الكافر مثل الأَرْزَة المجْذِيةِ على الأرض حتى يكون انْجِعَافُها مَرَّةً.

هي الغَضَّة. قال الشَّمَّاخ :

إنما نحْن مثلُ خامةِ زَرْع

فمتى يَأْن يأتِ مخْتَضِدُه

تُفَيِّئَها : تُميلها.

الأَرَزَة بفتح الراء. شجرة الأَرْزَن ، وروي بسكونها ، وهي شجرة الصَّنَوْبَر ، والصَّنَوْبَر ثمرها ، وروي : الآرزة ، وهي الثابتة في الأرض ، وقد أَرَزَت تَأْرِز.

والمجْذِيَة مثلها ، يقال : جَذا يَجْذو ، وأَجْذَى يُجْذِي.

الانجعاف : مطاوع جَعَفَة إذا قَلَعه.

[خول] (*) : كان صلى الله عليه وآله وسلم يَتَخَوَّلُهم بالموعظة مخافةَ السَّآمة عليهم.

أي يتعهّدهم ، من قولهم : فلان خائِلُ مال ، وهو الذي يُصْلِحه ويقوم به ، وقد خال يخول خَوْلاً وهو الخَوَلِيّ عند أهل الشام.

وروي : يَتَخَوَّنهُم على هذا المعنى. قال ذو الرُّمة :

لا يَنْعَشُ الطَّرْفَ إلَّا ما تَخَوَّنه

داعٍ يُنادِيه باسْم الماءِ مَبْغومُ (١)

وقيل : يَتَحَوَّلُهم ، أي يتأمَّل حالاتهم التي ينشَطون فيها للموعظة.

[خوخ] : لا تبقى خَوْخَةٌ في المسجد إلا سُدَّت غيرَ خَوْخَةِ أبي بكر.

هي مُخْتَرَق بين بيتين يُنْصَبُ عليها باب.

[خوب] : عن التَّلِب بن ثَعْلَبة العَنْبَريّ ـ أَصَابَ رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم خَوْبَةٌ فَرُقيَ إليه أنّ عندي طعاماً فاسْتَقْرَضَه مِنِّي.

هي الحاجة ، وقد خَابَ يَخُوبُ خَوْباً : إذا افتقر. رُقيَ إليه : رُفع إليه وبُلّغ.

ومنه الحديث : نَعُوذُ باللهِ من الخَوْبَة.

[خون] (*) : نَهَى صلى الله عليه وآله وسلم أن يَطْرُق الرجلُ أَهْلَه ، [أنْ] يَتَخَوَّنَهم أو يلتمسَ عَوْرَاتِهم.

التَخَوُّن : تَطَلُّب الخيانة والريبة ، والأصل لأَنْ يتخوَّنَهم ، فحذف اللام ؛ [وحروفُ الجر]

__________________

(*) [خول] : ومنه حديث ابن عمر : أنه دعا خَوَليَّهُ. وفي حديث طلحة قال لعمر : إنا لا نَتْبَو في يديك ولا نخول عليك. النهاية ٢ / ٨٨ ، ٨٩.

(١) البيت من البسيط ، وهو في ديوان ذي الرمة ص ٣٩٠ ، وخزانة الأدب ٤ / ٣٤٤ ، والخصائص ٣ / ٢٩ ، ومراتب النحويين ص ٣٨.

(*) [خون] : ومنه الحديث : ما كان لنبي أن تكون له خائنة الأعين. النهاية ٢ / ٨٩.

٣٤٧

[تسقط مع أنْ كثيراً. ومعناه مُتَخَوِّناً] ، وقد مرّت له نظائر.

[خور] (*) : عمر رضي الله تعالى عنه ـ لن تَخُورَ قُوًى ما كان صاحبُها يَنْزِعُ ويَنْزُو.

خار يخور خَوَراً أو خُؤُوراً أو خُئُورَةً إذا ضعف ، وهو خوَّار.

أراد : ينزِع القَوْسَ ويَنْزُو على الفَرَس.

[خوى] (*) : عليّ عليه السلام ـ إذا صلّى الرجل فَلْيُخَوِّ ، وإذا صلت المرأة فَلْتَحْتَفِزْ.

التَّخْوِية : أن يُجَافِيَ عَضُدَيْه عن جَنْبَيْه حتى يَخْوِي ما بين ذلك.

الاحتفاز : التَّضَامّ ، كتضامِّ المحتفز ؛ وهو المستوفز.

[خوص] (*) : في الحديث ـ مثل المرأة الصالحة مثل التاج المُخَوَّص بالذَّهب ، ومَثَلُ المرأة السوء كالحِمْل الثقيل على الشَّيْخ الكبير.

هو الذي جُعِلَتْ عليه صفائح من ذَهَب كخُوص النَّخْل.

خَوّة في (ده). نستخيل في (صب). وخَوّى في (عج). خاصَ في (عذ). لا نخول في (حن). لا الْخَال في (لب). خَوَلا في (دخ). خَواتاً في (رض). أهل الإِخْوَان في (خط). خَوْضَات الفتن في (دح).

الخاء مع الياء

(*) [خير](*) [خيل] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ عن عائشة رضي الله عنها : كان نبيّ الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا رأى ريحاً سأل اللهَ خيرَها وخيرَ ما فيها ، وإذا رَأى في السماء اختيالاً تغيَّر لونُه ودخل وخرج ، وأقبل وأدبر ـ وروي : كانَ إذا رأى مَخيلة أقْبَل وأدْبَر وتغيّر. قالت عائشة : فذكرت ذلك له ، فقال : وما يُدْرِينا؟ لعلَّه كقومٍ ذكرهم الله : (فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ ...) [الأحقاف ٢٤].

الاختيال : أن يُخالَ فيها المطر ، والمَخِيلة : موضع الخَيْل وهو الظن ، كالمَظِنَّة وهي السحابة الخليقة بالمطر ، ويجوز أن تكون مسماةً بالمَخيلة التي هي مصدر كالمحسِبَة كقولهم : الكِتَاب والصَّيد.

__________________

(*) [خور] : ومنه حديث مقتل أبي بن خلف : فخر بخور كما يخور الثور. ومنه حديث أبي بكر : قال لعمر : أجبار في الجاهلية وخوار في الاسلام. النهاية ٢ / ٨٧.

(*) [خوي] : ومنه في حديث أبان بن سعيد : تركت التمام قد خاص. وفي حديث علي وعطائه : أنه كان يرغب لقوم ويخوص لقوم. النهاية ٢ / ٨٧.

(*) [خبر] : ومنه الحديث. كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلمنا الاستخارة في كل شيء. ومنه دعاء الاستخارة : اللهم خرلي. ومنه الحديث : البيعان بالخيارما لم يتفرقا. النهاية ٢ / ٩١.

٣٤٨

[خيف] (*) : قال أُسَامةُ بن زيد رضي الله عنهما : قلت له : يا رسول الله أين تنزل غداً؟ في حِجَّته. فقال : هل ترك لنا عَقِيل مَنْزِلاً! ثم قال : نحن نازلون بِخَيْف بني كِنانة حيثُ قاسمَتْ قريش على الكفر. ـ يعني المُحَصَّب.

الخَيْفُ : ما انحدر من الجبل وارتفع عن المسيل.

قاسمَتْ : من القَسَم ، وذلك أنهم قالوا : لا نُنَاكِح بني هاشم ، ولا نُبَايِعهم ؛ معاداةً لهم في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وعَقِيل هو ابن أبي طالب رضي الله عنه ، باع دُورَ عبد المطلب ، لأنه ورِثَها أباه دون عليّ عليه السلام ؛ لأن عليّاً عليه السلام تقدّم إسلامُه موتَ أبيه ، ولم يكن لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [فيها] إرْث ؛ لأن أباه عبد الله رضي الله عنه هلك وأبوه عبد المطلب حيّ ، وهلك أكثرُ أولاده ولم يُعْقِبوا ، فحاز رِبَاعَه أبو طالب رضي الله عنه وبعده عقيل رضي الله عنه.

[خير] : بعث صلى الله عليه وآله وسلم مُصَدِّقاً ، فانتهى إلى رجل من العَرَب له إبِل ، فجعل يطلبُ في إبله ، فقال له : ما تنظر؟ فقال : بنتَ مَخَاض أو بنتَ لَبون. فقال : إني لأَكره أن أُعْطِي اللهَ من مالي ما لا ظَهرٌ فيُرْكَب ، ولا لبن فيُحْلب ، فاخْتَرْها ناقة.

الاختيار : أخْذُ ما هو خير ، وهو يَتَعَدَّى إلى أَحدِ مفعوليه بوساطة مِنْ ، ثم يحذف ويُوصل الفعل ، كقوله تعالى : (وَ) اخْتارَ (مُوسى قَوْمَهُ) [الأعراف : ١٥٥] ؛ أراد فاختر منها ناقةً [أي] من الإِبل ؛ ويجوز أن يَرجع الضمير إلى المطلوبة وتنصب ناقة على الحال ، ويكونُ المختارُ منه محذوفاً ، وذلك سائغٌ في غير باب حسب.

تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ.

أي تكلَّفُوا طَلَب ما هو خَيْرُ المناكح وأزْكاها وأَبْعدها من الخُبْث والفُجُور.

ومنه حديثه صلى الله عليه وآله وسلم : إنه كره أن يُسْتَرْضَع بلبن الفاجرة.

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : إن اللبن لَيُشَبَّهُ عليه.

[خيط] : لا أعرِفَنَّ أَحَدَهم يجيء يومَ القيامة ومعه شاة قد غَلَّها لها ثُغَاء ، ثم قال : أدُّوا الخِياط والمِخْيَط.

الخِيَاط : الخَيْط ، يقال : هَبْ لي خِيَاطاً ونِصَاحاً. والمِخْيَط : الإِبْرة.

لا أعْرِفَنّ صورته : نَهْيُ نفسه عن العرفان.

__________________

(*) [خيف] : ومنه في صفة أبي بكر : أخيف بني تميم. النهاية ٢ / ٩٣.

٣٤٩

ومعناه نَهْيُ الناس عن الغلُول ؛ لأنهم إذا لم يَغُلّوا لم يعرفهم غَالِّين ، ونظيره قول العرب : لا أرَينَّك هاهنا.

[خيف] : في مَسِيره صلى الله عليه وآله وسلم إلى بَدْر : إنه مضى حتى قَطَع الخُيُوف ، وجعلها يَساراً ، ثم جَزَعَ الصُّفَيْراء ، ثم صَبَّ في دَقْرَان ، حتى أَفْتَق من الصَّدْمَتَيْن.

جمع خَيْف (١).

الصُّفَيْراء : شِعْب بناحية بَدْر ، ويقال لها : الأصافر.

دَقْران : واد ثَمَّةَ.

وصَبَ فيه : إذا انحدر فيه.

أَفْتَق : خرج إلى الفَتْق ، وهو ما انفرج واتَّسع ، ومثله أَصْحَرَ وأفْضَى.

الصَّدْمَتَان : جانبا الوادي ؛ لأنهما لِضيق المسلك الذي يشقهما كأنهما يتصادمان.

[خيس] : قال أبو رافع رضي الله عنه : بعثتني قريشٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فلما رأيته أُلْقيَ في قَلْبي الإِسلام ، وقلت : والله لا أرجِعُ إليهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إني لا أَخيس بالعهْد ، ولا أحبس البُرْد ؛ ولكن ارجِع فإن كان في نفسك الذي في نفسك الآن فارْجع.

خاس بالعهد : إذا أفسده ، من خاص الطعامُ إذا فَسَد ، ومنه الخِيسُ لما يَخيس فيه من لحوم الفرائس.

البُرْد : جمع بَريد ، وهو الرسول ، مخفف عن بُرُد ، كرُسْل في رُسُل.

التي [في نفسك] : أراد النية والعزيمة فأنَّث.

فارْجِع ، أي إلى المدينة.

عليّ عليه السلام ـ بَنى سِجْناً من قَصَب فسمّاه مانعاً ، فَنَقَبه اللصوص ، ثم بنى سجناً من مَدَر ، فسماه مُخَيَّساً. ثم قال :

أمَا تراني كَيِّساً مُكَيّسا

بنيتُ بعد نافعٍ مُخَيَّسا

باباً حصيناً وأميناً كَيِّسا.

المخيَّس : موضع التَّخْيِيس ، وهو التَّذْلِيل. قال المتلمس :

*شدّوا الرحال على إبل مُخَيَّسَةٍ*

* ورُوِي بكَسْرِ الياء ؛ لأنه يذلِّل مَنْ وقع فيه.

الكَيْس : حسنُ التأتِّي في الأمور.

__________________

(١) الخيف : ما ارتفع عن مجرى السيل وانحدر عن غلظ الجبل.

٣٥٠

والمُكَيَّس : المنسوبُ إلى الكيس المعروفُ به.

وأميناً : أراد : ونصبتُ أميناً ، يعني السجان ، كقوله :

*متقلِّداً سَيْفاً ورُمْحا (١) *

وخَيَّسَه في (نو) الأَخْيَب في (مي).

[آخر الخاء]

__________________

(١) صدره :

يا ليت زوجك قد غدا

والبيت من مجزوء الكامل ، وهو بلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢ / ١٠٨ ، ٦ / ٢٣٨ ، وأمالي المرتضى ١ / ٥٤ ، والإنصاف ٢ / ٦١٢ ، وخزانة الأدب ٢ / ٢٣١ ، ٣ / ١٤٢ ، ٩ / ١٤٢ ، والخصائص ٢ / ٤٣١ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ١٨٢ ، وشرح المفصل ٢ / ٥٠ ، ولسان العرب ١ / ٤٢٢ (رغب) ، ٢ / ٢٨٧ (زجج) ، ٥٩٣ (مسح) ٣ / ٣٦٧ (قلد) ، ٨ / ٤٢ (جدع) ، ٥٧ (جمع) ، ١٥ / ٣٥٩ (هدى) ، والمقتضب ٢ / ٥١.

٣٥١

حرف الدال

الدال مع الهمزة

[دال] : في الحديث : إن الجنَّةَ مَحْظُورٌ عليها بالدَّآليل.

هي جمع دُؤْلُول ؛ وهو الشِّدّةُ والداهية ، يقال : وقع الناسُ في دُؤْلول ، وهو فُعْلول ، على تكرير اللام ، من دَأَل إذا عَدا ؛ لأن الناس يتعادَوْن في النوازل ويتردّدون فيها.

ومعناه معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم : حُفَّت الجنة بالمَكَاره.

الدال مع الباء

[دبر] (*) : النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ثلاثة لا تُقْبَل لهم صلاة : رجل أَتَى الصلاة دِبَاراً ، ورجل اعْتَبَد مُحَرَّراً ، ورجل أَمَّ قوماً وهم له كارهون.

يقال : لا يَدْري فلان ما قِبَالُ الأمر من دِبَاره ، وما قَبِيله من دَبيرِه ، أي ما أوله من آخرِه.

والمراد أنه يأتي في آخر وقت الصلاة حين أدبر وكاد يفوت. وانتصابُه على الظرف.

وعن ابنِ الأعرابي رحمه الله : هو جمع دُبُر كالأدبار في قوله تعالى : (وَ) أَدْبارَ (السُّجُودِ) [ق : ٤٠].

الاعتباد : الاستعباد.

[دباء] : نهى صلى الله عليه وآله وسلم عن الدُّبَّاء والحَنْتَم والنَّقير والمُزَفَّت ـ ويروى : نهى عن الشُّرب في النَّقير والمُزَفَّت والحَنْتَم ؛ وأباح أن يُشْرَب في السِّقاء المُوكَى.

الدُّبَّاء : القَرْع ، الواحدة دُبَّاءة ، ووزنه فُعَّال ، ولامُه همزة ، كالقُثَّاء على [اعتبار] ظاهر اللفظ ؛ لأنه لم يُعرف انقلابُ لامه عن واو أو ياء ؛ كما قال سيبويه في ألَاءة ، ويجوز أن

__________________

(*) [دبر] : ومنه في حديث ابن عباس : كانوا يقولون في الجاهلية : إذا برأ الدبر وعفا الأثر. والحديث : لا تقاطعوا ولا تدابروا. ومنه الحديث : لا يأتي الجمعة إلا دبرا. والحديث : نصرت بالصبا ، وأهلكت عاد بالدبور. ومنه : نهي أن يضحى بمقابلة أو مدابرة. النهاية ٢ / ٩٧ ، ٩٨.

٣٥٢

يقال : هو من باب الدَّبا وهو الجَرَاد ما دامت مُلساً قُرْعاً ؛ وذلك قبل نبات أجنحتها ، وإنه سمي بذلك لمَلَاسته ، ويُصَدِّقه تسميتهم إياه بالقَرْع ، ولام الدبّاء واو لقولهم : أرض مَدْبُوَّة ، وأما مَدْبِيّة فكقولهم : أرض مَسْنِيّة في مَسْنُوّة.

الحَنْتَم : جِرار خُضْر.

النّقير : أصل خشبة يُنْقَر.

المُزَفّت : الوعاء المطلي بالزِّفت ، وهي أَوعية تسرع بالشدة في الشراب. وتُحدث فيه التغيّر ولا يشعر به صاحبه ، فهو على خطر من شرب المحرم.

وأما المُوكَى فهو السِّقاء الرقيق الذي كان يُنْتَبَذ فيه ، ويُوكَى رأسه ؛ فإنه لا يَشْتَدُّ فيه الشرابُ إلا انشقّ ، فلا يخفى تغيّره.

وفي حديث ابن مغفل رضي الله عنه قال غَزْوَان : قلتُ له : أَخْبرني ما حَرُمَ علينا من الشراب؟ فذكر النَّهْي عن الدِّبَاء والحَنْتَم والنقير والمُزَفَّت ، فقلتُ : شَرْعِي ، فانطلقت إلى السوقِ فاشتريتُ أَفِيقَةً ، فما زالت مُعَلَّقَة في بيتي.

شَرْعي : حسبي. قال :

شَرْعُكَ مِنْ شَتْمِ أخيك شَرْعُكْ

إن أخاك في الأشاوي صَرْعُك (١)

الأفِيقة : من الأَفِيق كالجلدة من الْجِلْد ، وهو الذي لم يتمّ دِباغه ، فهو رفيق غير خَصِيف ، وأراد سقاء مُتَّخذاً من الأفيقة.

[دبح] : نهى صلى الله عليه وآله وسلم أن يُدَبِّح الرجل في صلاته كما يُدَبِّح الحمار.

هو أن يُطَأْطِىء الرّاكعُ رأسَه حتى يكونَ أخفضَ من ظهره.

وفي حديث : إنه صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا ركع لو صُبَّ على ظهره ماء لاسْتَقَرّ.

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان إذا ركع لم يشخص رأسه ولم يُصَوّبْه.

[دبب] (*) : قال صلى الله عليه وآله وسلم لنِسائه : ليتَ شِعْرِي أيَّتكنَّ صاحِبةُ الجملِ الأَدْبَب ، تسير أو تَخْرُج حتى تنبَحَها كلابُ الحَوْأَب؟.

الأدَبّ كالأزَبّ ، وهو الكثير وَبَر الوجه ، فأُظْهر التضعيف ليُزَاوج الْحَوْأب.

__________________

(١) الرجز في لسان العرب (شوي).

(*) [دبب] : ومنه في حديث أشراط الساعة : دابة الأرش. ومنه الحديث : عنده غُلَيِّم يُدَبِّبُ. النهاية ٢ / ٩٦.

٣٥٣

الحوأب : مَنْهل ، وأصله الوادي الواسع.

[دبب] : لا يَدْخُلُ الجنَّةَ دَيْبُوب ولا قَلّاع.

هو الذي يَدِبّ بين الرجال والنساء ، ويَسْعَى حتى يجمعَ بينهم. وقيل : النمَّام لأنه يَدِبّ بعَقَارِبه.

والقَلَّاع : الذي يَقْلع الرجلَ المتمكن عند الأمير بوِشَاياته.

[دبل] (*) : عُمر رضي الله عنه ـ كان زِنْبَاع بن رَوْح في الجاهلية نزل مَشَارِف الشام ، وكان يَعْشُر مَنْ مَرَّ به ، فخرج عُمَر في تجارةٍ له إلى الشام ومعه ذَهَبةٌ قد جعلها في دَبِيل ، وأَلْقَمها شارِفاً له ، فنظر إليها زِنْبَاع تَذْرِفُ عيناها ، فقال : إن لها لَشأناً ، فنحرها ، ووجد الذَّهَبة فَعَشَرها ؛ فقال عمر :

متى ألقَ زِنْبَاعَ بنَ رَوْحٍ بِبَلْدَةٍ

ليَ النِّصْفُ منها يَقْرَعُ السِّنَّ من نَدَمْ.

الدَّبِيل : من دَبَل اللُّقْمَة دَبْلاً ودبَّلها : إذا جمعها وعظَّمها. قال كُثَيِّر :

ودبَّلْتُ أَمْثال الأثَافِي كَأَنَّها

رُءُوسُ نِقَادٍ قُطِّعَتْ يوم تُجْمَع (١)

النِّصْفُ : النَّصَفَة.

[دبر] : لمّا بُويع لأبي بكر رضي الله عنه قام فقال : أمّا بعد ، فإنِّي قلت لكم مَقَالةً لم تكن كما قلتُ ، ولكنِّي كنت أرجُو أنْ يعيشَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى يَدْبُرَنا.

أي يَخْلُفُنا بعد موتنا ، يقال : هو يَدبُره ويَخْلُفه ويَذْنِبُه.

وكانت مقالتُه

أنه لما نُعي إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنكَر مَوتَه وتوعَّد النَّاعي ، وزعم أنه لا يموتُ حتى يموتَ أصحابه ، حتى تَلَا عليه أبو بكر رضي الله عنه قوله تعالى : (أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ). [آل عمران : ١٤٤].

أبو الدَّرْدَاء رضي الله عنه ـ لأَنا أَعلَمُ بِشِراركم من البَيْطار بالخيل ، هم الذين لا يأتون الصلاةَ إلا دَبْراً ، ولا يستمعون القول إلا هُجْرا ؛ ولا يُعتَقُ مُحَرَّرُهم.

أي آخِراً ، حين كاد الإِمام يَفْرُغ.

الهُجْر : الفُحْش ، من أَهْجَرَ في مَنْطِقه ـ ورُوي : لا يسمعون القرآن إلا هَجْراً.

أي تَرْكاً وإعراضاً ؛ يعني أنهم وضعوا الهَجْر موضع السَّماعِ ، فسماعُهم له تركُه ،

__________________

(*) [دبل] : ومنه في حديث خيبر : دلَّه الله على دُبُول كانوا يتروَّون منها. وفي حديث عامر بن الطفيل : فأخذته الدُّبيلة. النهاية ٢ / ٩٩.

(١) البيت لمزرد في لسان العرب (دبل).

٣٥٤

ويجوز أنْ يكون بمعنى الهَذَيان من قولك : هَجَر في منطقه ؛ أي هَذى ، يعني لا يستنصتون له ، ولا يُعظّمونه ؛ كأنهم يستمعون هُجْراً من الكلام.

مُحَرَّرُهم : مُعْتَقُهُم.

والمعنى أنهم يستخدمونه ولا يُخَلُّونه وشأنَه ؛ وإن أراد مفارقتَهم ادَّعوا رقَّه ، فهو مُحَرَّر في معنى مُسْتَرقّ.

وقيل : إن العربَ كانوا إذا أَعْتَقوا عَبْداً باعُوا ولاءَه ، ووَهَبُوه وتناقلوه تَنَاقُلَ المِلك. وقال [الشاعر] :

فباعوه عَبْداً ثم باعوه مُعْتَقاً

فليس له حتى المماتِ خَلاصُ

[دبب] : ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ـ اتَّبِعوا دُبَّةَ قُرَيش فلا تُفَارِقوا الجماعةَ.

هي طَرِيقهم ، يقال : ركب فلان دُبَّةَ فلان وأخذ بدُبَّتِه ، وهي من الدَّبِيب.

[دبر] : النَّجَاشي رضي الله عنه ـ ما أُحبّ أنّ لي دَبْراً ذهباً ، وأني آذيتُ رجلاً من المسلمين.

فُسّر في الحديث بالجبَل ، وانتصاب ذهباً على التمييز ، ومثله قولهم : عِنْدِي رَاقُودٌ خَلًّا ، ورِطْلٌ سمناً.

والواو في «وأني» بمعنى مَع ؛ أي ما أحب اجتماع هذين.

سُكَيْنة رضي الله عنها ـ جاءت إلى أمِّها الرَّباب ، وهي صغيرة تبكي ، فقالت : ما بك؟ قالت : مَرَّت بي دُبَيْرَة فَلَسَعَتْني بأُبَيْرَة.

هي تصغير دَبْرة ، وهي النَّحْلة ، سُميت بذلك لتدبيرها ونِيقتها في عَمَل العسل.

[دبج] : النَّخَعيّ رحمه الله ـ كان له طَيْلَسان مُدَبَّج.

هو الذي زُيِّن تَطَارِيفُه بالدِّيبَاج.

[دبر] : في الحديث ـ لا يأتي الصلاةَ إلّا دَبَريًّا ـ وروي : دَبْريًّا.

ـ بالسكون.

هو منسوب إلى الدَّبْر وهو الآخِر ، والتَّحريك من تَغَيُّرات النسب. كقولهم حِمْصيّ ورَمْليّ. وانتصابُه على الحال من فاعل يأتي.

أما سَمِعْتَه من مُعاذ يُدَبِّرُه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

حقيقة قولهم : دَبَّرتُ الحديث ، أنه جعل له دُبُراً ، أي آخراً ومُسْنَداً كقولك : رَوَى فلان عن فلان عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

وعن ثعلب إنما هو يُذَبِّره ـ بالذال المعجمة ـ وفسره بيُتْقِنُه ـ وعن الزَّجَّاج الذَّبْر :

٣٥٥

القِرَاءة. وعن بعضهم : ذَبَر إذا نَظَر فأحسن النَّظر.

مدابرة في (شر). الدُّبَّاء في (فغ). الدّبْر في (قع). ولا تَدَابَرُا في (نج). دُبول في (نظ). الدَّوابل في (اص). دبرا في (شع). لمن الدَّبْرة في (ذم). دبْراً في (خش).

الدال مع الثاء

[دثر] (*) : النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قيل له : يا رسول الله ؛ ذهب أهل الدُّثُور بالأُجور.

جمع دَثْر ، وهو المال الكثير.

أبو الدَّرْدَاء رضي الله عنه ـ إنَّ القَلْب يَدْثُر كما يَدْثُر السيفُ ، فجِلاؤه ذكرُ الله.

شبَّه ما يَغْشَى القلبَ مِنَ الرّيْن والقَسْوة بما يركبُ السيف ، من الصَّدأ فيغطي وَجْهه ، وهو من دُثُور المنزل ، وهو أن تَهُبَّ عليه الرياح فَتُغَشِّي رُسومَه بالرمل ، وتغطّيها بالتراب ، وأصله من الدِّثار.

الجِلَاء ، مصدر كالصّقَال ، ويحتمل أنْ يُرَاد ما يُجْلى به.

سريعه الدّثور في (حد).

الدال مع الجيم

[دجن] (*) : النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ـ لعن الله مَنْ مَثل بدَوَاجِنه.

هي الشَّاءُ التي تَعلِفُها الناس في منازلهم ؛ شاة دَاجِن ، ودجَنَتْ تَدْجُن دُجُوناً.

والمُثْلة بها : أن يَخصيَها ويَجْدَعَها.

[دجا] (*) : بعث صلى الله عليه وآله وسلم عُيَيْنَة بن بَدْر رضي الله عنه حين أسلم الناس ، ودَجَا الإِسلامُ ، فهجم على بني عَديّ بن جُنْدُب بذات الشُّقُوق ، فأغارُوا عليهم ، وأخذوا أموالهم حتى أحضروها المدينة ؛ فقالت وفود بني العَنبَر : أُخِذْنا يا رسولَ الله مسلِمين غيرَ مشركين ، حين خَضْرَمْنَا النَّعَم ، فردّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليهم ذَرَارِيَهم وعَقَار بيوتهم.

__________________

(*) [دثر] : ومنه حديث طهفة ، وابعث راعيها في الدثر. وحديث الانصار : أنتم الشعار والناس دنار.

(*) [دجن] : ومنه في حديث الإفك : تدخل الداجن فتأكل عجينها وفي حديث ابن عباس : ان الله مسح ظهر آدم بدجناء. النهاية ٢ / ١٠٢.

(*) [دجا] : ومنه الحديث : من شتى عصا المسلمين وهم إسلام داج. ومنه حديث علي : يوشك أن تنشاكم دواجي ظلله. النهاية ٢ / ١٠٣.

٣٥٦

دجا الإِسلام : شاع وطبّق ، من دَجَا الليلُ إذا ألْبَس كلَّ شيء. قال الأصمعي : وليس من الظُّلمة.

وقيل لأعرابيّ : بِمَ تعرِف حَمْل شَاتِك؟ قال : إذا اسْتَفاضَتْ خاصِرتاها ، ودَجَت شَعْرتها ؛ أي وَفَرَت.

وفي بعض الأحاديث : منذ دَجَتِ الإِسلام. فأنّث على معنى المِلّة الحنِيفِيَّة.

أرادوا خَضْرَمة الإِسلام ؛ وذلك أن أهلَ الجاهليّةِ كانوا يُخَضْرِمُون نَعَمهم ، فلما جاء الإِسلامُ أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأَنْ يُخَضْرِمُوا في غير الموضع الذي خَضْرَم فيه أهلُ الجاهلية. وقد فُسِّرت الخَضْرَمة في الخاء مع الضاد.

عَقَار البيت : المَصُون من مَتَاعه الذي لا يُبْتَذَل ، ورَجل مُعْقِر : كثير العَقَار.

قال ابنُ الأعرابي : أنشدني أبو مَحْضَة قصيدة فقال في أبيات منها : هذه الأبيات عَقَار هذه القصيدة ، أي خِيَارها ، وقال الشاعر :

تُضيء عَقارَ البيت في ليلة الدُّجَى

وإن كان مقصوراً عليها ستُورُها

[دجل] (*) : إن أبا بكر رضي الله تعالى عنه خطب إليه فاطمةَ عليها السلام ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : إني قد وعدتُها بعليّ ولست بدَجَّال.

أي خَدَّاع ، وأصلُ الدَّجل الخَلْط ، وبه سمي مَسِيح الضَّلالة لخَلْطه الحقَّ بالباطل.

[دجج] (*) : ابن عمر رضي الله عنهما ـ رأى قوماً في الحجّ لهم هيئة أنكرها ؛ فقال : هؤلاءِ الدَّاجُ وليسوا بالحاجّ.

دَجّ دَجِيجاً ، إذا دبَّ وسعى ومنه الدَّاجُ ، وهم الذين يسعَوْن مع الحاج في تجاراتهم ، وقيل : هم الأعوان والمكارُون. وعن بعضهم : الداجّ : المقيم. وأنشد :

عِصابة إنْ حَجَّ عيسى حَجُّوا

وإن أَقام بالعراق دَجُّوا

ونظير الحاجّ والداجّ في أن اللفظ مُوَحَّد ، والمعنى جمع قوله تعالى : (سامِراً تَهْجُرُونَ) [المؤمنون : ٦٧].

وقوله الشاعر :

*أو تُصْبحي في الظَّاعِن المُوَلِّي *

__________________

(*) [دجل] : ومنه الحديث : يكون في آخر الزمان دجالون. النهاية ٢ / ١٠٢.

(*) [دجج] : ومنه الحديث : قال له رجل : ما تركت من حاجة ولا داجة إلا أتيت. وفي حديث وهب : خرج جالوت مدججا بالسلاح. النهاية ٢ / ١٠١.

٣٥٧

[دجر] (*) : أَكَلَ الدَّجْر ثم غسل يده بالثِّفَال.

الدَّجْر : اللوبياء.

والثِّفَال : الإِبْرِيق.

والدَّاجِن في (نص). دَاجِنتهم في (نو). ولا دَاجّة في (دو).

الدال مع الحاء

[دحم] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ سُئِل : هل يتناكح أهلُ الجنة؟ قال : نعم! دَحْماً دَحْماً.

الدَّحْم والدَّخْم والدَّحْب والدَّعْب : نكاح المرأة بدَفْعٍ وإزعاج.

ومنه حديث أبي الدَّرداء رضي الله عنه : إنه ذكر الجنة فقال : ليس فيها مَنِيّ ولا مَنِيّة ؛ إنما تَدْحَمُونَهُنّ دَحْماً.

وانتصاب دَحْماً بفعل مُضْمَر ، أي يُدْحَمُون دَحْماً ، ويجوز أن يَنْتصِب على الحال ، أي داحمين. والتكرير للتأكيد ، أو بمنزلة قولك : دَحْماً بعد دَحْم ؛ كقولك : لقيتهم رَجُلاً رَجُلاً.

[دحض] (*) : كان صلى الله عليه وآله وسلم يُصَلِّي الهَجِير التي يسمُّونها الأولى حين تَدْحَض الشمس.

أي تزول ؛ لأنها تنزل حينئذ عن كَبِد السماء وتزول عنها.

أراد صلاةَ الهَجير ، فحذف المضاف وأنَّث الصفة ، وهي الاسمُ الموصول لكون الصلاة مُرَادةً ، ومن ذلك قول حسان :

*بَردَى يُصَفّق بالرَّحِيقِ السَّلْسَلِ (١) *

أراد ماء بَردَى ، فذكر يصفّق لذلك.

__________________

(*) [دجر] : ومنه في حديث عمر : قال اشتر لنا بالنوى دجراً. النهاية ٢ / ١٠٢.

(*) [دحض] : ومنه حديث الجمعة : كرهت أن أخرجكم فتمشون في الطين والدحض. وفي حديث وفد مذحج : نجباء غير دُحَّضِ الأقدام. النهاية ٢ / ١٠٤.

(١) صدره :

يسفون من ورد البريص عليهم

والبيت من الكامل ، وهو لحسان بن ثابت في ديوانه ص ١٢٢ ، وجمهرة اللغة ص ٣١٢ ، وخزانة الأدب ٤ / ٣٨١ ، ٣٨٢ ، ٣٨٣ ، ١١ / ١٨٨ ، والدرر ٥ / ٣٨ ، وشرح المفصل ٣ / ٢٥ ، ولسان العرب ٣ / ٨٨ (برد) ، ٧ / ٦ (برص) ، ١٠ / ٢٠٢ ، (صفق) ، ومعجم ما استعجم ص ٢٤٠ ، وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ١ / ٤٥١ ، وشرح الأشموني ٢ / ٣٢٤ ، وشرح المفصل ٦ / ١٣٣ ، ولسان العرب ١١ / ٣٤٥ (سلسل) ، ١٤ / ٤٧٨ (ضحا) ، وهمع الهوامع ٢ / ٥١.

٣٥٨

[دحسم] [دحمس] : كان صلى الله عليه وآله وسلم يبايع الناس وفيهم رجل دُحْسُمان ، وكان كلّما أتى عليه أخَّره حتى لم يَبْقَ غيرُه ؛ فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : هل اشتكيت قَطُّ؟ قال : لا. قال : فهل رُزِئت بشيء؟ قال : لا ، فقال : إن الله يُبْغِض العِفْرِيَةَ النِّفْرية ، الذي لم يُرْزَأ في جسمه ولا ماله.

الدُّحْسُمان والدُّحْمُسان : الأسود في سَمِن وحَدَارة ، ويلحق بهما ياء النسبة كأحْمَريّ. ولو قيل : إنَّ الميم زائدة لِمَا في تركيب دَحَس من معنى الخفاء فالدَّحْس : طلب الشيء في خفاء. ومنه داحِس ، والدَّحَّاس : دويَّبة تَغِيب في التراب ـ لكان قولاً.

العِفْر والعِفْرية والعِفْريت والعُفَارية : القَوِيّ المُتَشَيْطِن ، الذي يُعَفِّرُ قِرْنه. والياء في عِفْرية وعُفَارية للإِلحاق [بِشِرْذِمة وعُذافرة. وحرفُ التأنيث فيهما للمبالغة. والتاء في عفريت للإِلحاق] بقنديل. والنِّفرية والنِّفْريت والنُّفَارِية إتْبَاعَات.

(*) [دحس](*) [دخس] : مرَّ بغلام يَسْلُخ شاة ، فقال له : تنحّ حتى أريكَ ، فَدَحس بيده حتى توارَتْ إلى الإِبِطْ ، ثم مضى ، فصلَّى ولم يتوضأ.

أي دَسَّها بين الجلد واللَّحْم.

ومنه حديث عطاء رحمه الله : حَقٌّ على الناس أن يَدْحَسُوا الصُّفوف حتى لا تكونَ بينهم فُرَج.

أراد أن يرصُّوها ويَدُسُّوا أنْفسَهم بين فُروجها ـ وروي : أَن يَدْخسوا بالخاء ، من الدَّخِيس ، وهو اللّحم المُكتَنِز ، وكل شيء ملأته فقد دَخَسْتَه.

ومنه : إن العَلاء بن الحضرمي أَنشد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

وإن دَحَسوا بالشرّ فاعْفُ تَكَرُّماً

وإن خَنَسوا عنك الحديثَ فلا تَسَلْ (١).

الدَّحْس : دسُّه من حيث لا يُعلم به.

[دحر] [دحق] : ما مِنْ يومٍ إبليسُ فيه أَدْحَر ولا أَدْحَقُ مِنْ يومِ عَرَفة ، إلا ما رأى يوم بَدْر. قيل : وما رَأَى يوم بدر؟ قال : أمَا إنه رأى جبرئيل يَزَعُ الملائكة.

الدَّحْر : الدفع بعنف على سبيل الإِهانة والإِذلال.

والدَّحْق : الطَّرْد والإِبعاد ، يقال : فلان دَحِيق سَحِيق ، وأَدْحقه الله وأَسْحقه. ومنه :

دَحَقَت الرَّحمُ ؛ إذا رَمَت الماء فلم تَقْبله. وأفعل التفضيل من دُحر ودُحِق ، كقولهم : أشْهَر وأَجَنّ من شُهِر وجُنَّ.

__________________

(*) [دحس] : ومنه في حديث جرير : أنه جاء النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت مدحوسٍ من الناس فقام بالباب.

(١) البيت في لسان العرب (دحس).

٣٥٩

يَزَع الملائكة : يعني يَتَقَدَّمُهم فكيفّ رَيْعانهم ، من قوله تعالى : (فَهُمْ يُوزَعُونَ) [النمل : ١٧].

نُزّل وصفُ الشيطان بأنه أَدْخر وأَدْحق منزلةَ وصف اليوم به ؛ لوقوع ذلك في اليوم واشتماله عليه ؛ فلذلك قيل : من يوم عرفة ، كأنّ اليوم نفسه هو الأَدْخر الأَدْحَق.

وقوله إلا ما رأى يوم بَدْر : استثناءٌ من معنى الدُّحور ، كأنه قال : إِلا الدُّحور الذي أصيب به يومئذ عند وَزْع جبرئيل الملائكة.

[دحق] : كان صلى الله عليه وسلم يَعْرِض نَفْسَه على أحْياءِ العرب في المواسم ، فأتى عامرَ بن صَعْصَعة فردّوا عليه جَميلاً وقبلوه ، ثم أتاهم رجلٌ من بني قُشير ، فقال لهم : بئس ما صنعتم! عَمَدتم إلى دَحِيق قومٍ فَأَجَرْتُموه ، لَتَرْمِيَنَّكم العربُ عن قَوْس واحدة. قالوا : يا محمد ؛ اْعمدْ لِطيَّتِك ، وأصْلح قومَك ، فلا حاجةَ لنا فيك.

الدَّحِيق : الطَّرِيد.

الطِّيَّة : الوِجْهة ، وهي فِعْلة من طَوَى الأَرْضَ.

[دحو] (*) : عليّ عليه السلام ـ عن سلامة الكِنْدِيّ : كان عليٌّ عليه السلام ، يُعَلِّمنا الصلاةَ على النبي صلى الله عليه وآله وسلم : اللهُمَ داحِيَ المَدْحُوَّات ، وبارئ المَسْمُوكات ، وجَبَّارَ القلوبِ على فِطَارتها : شَقِيِّها وسعيدِها ؛ اجعل شرائفَ صلواتك ، ونوامِيَ بركاتك ، ورأْفةَ تَحَنُّنك على محمد عبدِك ورسولِك ، الفاتح لما أغْلق ، والخاتِم لما سُبِق ، والْمعانِ الحقَّ بالْحَقِّ ، والدامغ لِجَيْشَات الأباطيل ، كما حُمِّل فاضْطَلَع بأمرك لِطَاعَتِك ، مستَوْفِزاً في مَرْضاتك ، بغير نَكَلٍ في قَدَم ، ولا وَهْي في عَزْم ، وَاعِياً لوحْيِك ، حافِظاً لعهْدِك ، مَاضِياً على نَفَاذِ أمْرِك ؛ حتى أَوْرَى قَبساً لِقابس آلاء الله تَصِلُ بأهْله أسبابه. به هُدِيَت القلوبُ بَعْدَ خَوْضَاتِ الفِتَن والإِثم ، مُوضِحَاتِ الأعلام ، ونائرات الأحكام ، ومُنيرات الإِسلام ، فهو أمينُك المأمون ، وخازِنُ عِلْمِك المَخْزُون ، وشهيدُك يومَ الدين ، وبعيثُك نعمة ، ورسُولُك بالحق رحمة ، اللهُمّ افسح له مُفْتَسَحاً في عَدْلِك ، أو عَدْنِك ، واجْزِه مضاعَفَاتِ الخيْرِ من فَضْلِك ، له مُهَنَّآتٍ غيرَ مُكدَّرات ، من فَوْزِ ثوابك المَحْلول ، وجَزْل عطائك المعْلول. اللهُمّ أَعْلِ بِنَاءِ البانين بناءَه ، وأكْرِمْ مَثْوَاهُ لدَيْكَ ونُزُلَه ، وأَتْمِمْ له نورَه ، واجزه من ابتعاثك له مقبولَ الشهادة ، مرضيَّ المقالة ، ذا منطق عَدْل ، وخُطّة فَصْل ، وبرهان عظيم.

الدَّحْو : البَسْط. والمدحوّات : الأَرَضُون ، وَكانَ خَلَقها رَبْوة ثم بَسَطها.

__________________

(*) [دحو] : ومنه الحديث : لا تكونوا كقيض بيض في اداحي. النهاية ٢ / ١٠٦.

٣٦٠