الفائق في غريب الحديث - ج ١

جار الله محمود بن عمر الزمخشري

الفائق في غريب الحديث - ج ١

المؤلف:

جار الله محمود بن عمر الزمخشري


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤١٥

وإنّ قريشاً قد أَضرَّت بهم الحرب ونَهَكَتْهم ، فإن شاءُوا مادَدْناهم مُدَّةً يستجِمّون فيها ، وأَنا والله مجاهدٌ على أَمري حتى تنفردَ سالِفتي أو يُنْفِذَ اللهُ أمره.

وفي الحديث : إن عُرْوة بن مسعود رضي الله عنه قال له : إني أَرى معك أوْشاباً من الناس لا أَعرفُ وجُوهَهم ولا أنسابهم.

تخبَّر الخبر : تعرَّفه.

التَّيامُن عن الموضع : الذهابُ عنه ذات اليمين ، يقال : يامَنَ بهم وشَاءَمَ فتيامنوا وتشاءَمُوا.

الغَمِيم : موضع ما بين عُسْفَان وضَجْنَان.

السَّرْوَعَة والزَّرْوَحَة : رَابِية من رَمْل.

العَصَل : رَمْل مُعَوَّج ، سُمّي بالعَصَل وهو الالتواء.

القَتَرة : الغَبَرة.

الأَعْدَاد : المياه ذوات المادّة كماء العيون والآبارِ.

أَلَحَّتْ : لزمت مكانَها لا تبرح.

الخَلاءُ للناقة : كالحِرَان للفرس.

الثَّمَد : الماء القليل.

الظَّنُون : كل ما تَتَوهَّمه ولستَ منه على يقين. قال الشماخ :

كِلَا يَوْميْ طُوَالَةَ وَصْلُ أَرْوَى

ظَنُونٌ آنَ مُطَّرَحُ الظَّنُون (١)

التَّبرُّض : الأَخذ قليلاً قليلاً ، من البَرْض وهو الوَشلُ.

جاشَ : ارتفع.

عَنَى بالعَيْبَة : أنهم موضع سِرّه ومَظِنّة اسْتِنْصَاحه.

العُوذُ : الحديثات النتاج ، جمع عائِذ.

السَّالِفتان : ناحيتا مُقَدّم العُنُق.

الأَوْشَاب : الأَخْلَاط.

[خبث] (*) : كان إذا أَرادَ الخَلاءَ قال : أعوذ بالله من الخُبْثِ والخَبَائث ـ وروي :

الخُبُث. ـ بضم الباء.

الخُبْث : خلاف طِيبِ الفعل من فجورٍ وغيره.

__________________

(١) البيت في ديوان الشماخ ص ٩٠١.

(*) [خبث] : ومنه الحديث : إذا بلغ الماء قلَّتين لم يحمل خبثاً. ومنه الحديث : مهر البغي خبيث. ومنه الحديث : لا يصلين الرجل وهو يدافع الأخبثين. النهاية ٢ / ٤ ، ٥.

٣٠١

ومنه الحديث : إذا كثر الخُبْث يكون كذا.

وفي الحديث : وُجِد فلان مع أَمةٍ يَخْبُث بها.

ويجوز أن يكون تخفيف الخُبُث ، وهو جمع خبيث.

والخَبائث : جمع خَبِيثة ، فالمرادُ شَياطين الجنِّ والإِنس ذكْرَانُهم وإناثهم.

اللهم إني أَعوذ بك من الرِّجْس النَّجِس الخَبِيث المُخبِث.

هو الذي أصحابه وأعوانه خُبَثاء ، كقولهم للذي فرسُه قَوِيّ : مُقْوٍ. وقيل : هو الذي ينسبُ الناسَ إلى الخُبْث ، وقيل : الذي يعلّمهم الخبث ويُوقِعهم فيه.

[خبط] (*) : اشترى رسولُ الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم من أعرابيّ حِمْل خَبَط ، فلما وجبَ البيعُ قال له : اختَرْ. فقال له الأَعرابي : عَمْرَك الله بَيِّعاً.

هو الورق المَخْبُوط.

عَمْرَكَ الله : ذكر أبو عليّ الفارسي في الشِّيرازيات أنّ انتصابَه بفعل مضمر ، وذلك الفعل عَمَّرتُكَ الله ، أي سأَلْتُ الله تعميرَك.

والمعنى عَمَّرتكَ اللهَ تعميراً مثل تَعْمِيرك إياه ، وفي هذا إِلْطَاف من المخاطِب ، وتَقَرُّب إلى مَنْ يخاطبه ، فكان القياس في عَمْرك الله تَعْمِيرك الله ، إلا أنَّ المصدرَ استُعْمل بحَذْفِ الزيادة ، ونظيرُه تحقيرُ الترْخيم.

البَيّع : فَيْعل مِنْ باع ، بمعنى اشترى ، كلَيِّن من لان ، وانتِصابُه على التمييز.

[خبر] : نهى صلّى الله عليه وآله وسلم عن المُخَابرة.

هي المُزَارعة على الخُبْرَة وهي النَّصِيب.

وعن جابر رضي الله عنه : كنا نُخَابِر على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فنُصِيب من القِصْرِيّ ، ومِنْ كذا وكذا ، فقال : من كانت له أَرضٌ فلْيَزْرَعْها أو ليمنحها أَخاه.

القِصْرِيّ : القُصَارة ، وهي الحبّ الباقي في السُّنْبل بعد الدّياسة.

والمِنْحة : العاريَة.

وعن ابن عُمر رضي الله عنهما ـ إنه كان يُخَابر بأَرْضِه ، ويشترط ألّا يَعُرَّها.

من العُرَّة : وهي السِّرْجين.

__________________

(*) [خبط] : ومنه في حديث تحريم مكة والمدينة : نهي أن يخبط شجرها. ومنه الحديث : سئل هل يضر الغبط؟ فقال : لا إلا كما يضر الخبط. وفي حديث الدعاء : وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان. النهاية ٢ / ٧ ، ٨.

٣٠٢

[خبث] : إنّ الحمَّى تنفي الذُّنوب كما يَنْفِي الكِير الخَبَث.

هو نُفَاية الجوهر المُذَاب ورَدِيّه.

[خبل] (*) : من أُصيب بِدَم أو خَبْل فهو بين إحدى ثلاث : بين أن يَعفو ، أو يقتصّ ، أو يَأْخذ الدِّيَة ، فإن فَعَل شيئاً من ذلك ثم عدَا بعدُ فإنّ له النارَ خالداً فيها مخلّداً.

يقال : خَبل الحُبّ قلبه إذا أفسده ، يَخْبِله ويَخْبُله خَبْلاً.

ومنه خُبِلت يَدُ فلان أي قُطِعت. قال أوس :

أَبَنِي لُبَيْنَى لَسْتُم بِيَدٍ

إلَّا يَداً مَخْبُولَةَ الْعَضُدِ (١)

وبنو فلان يطالبون بدماء وخَبْل ؛ أي بقطع أَيد وأَرْجل.

والمعنى : من أُصيب بقَتْل نَفْس أو قَطْع عُضْو.

بين : يقتضي شيئين فصاعداً.

وقوله : بين إحدى ثلاث إِنما جاز لأنه محمول على المعنى.

ومنه قول سيبويه : وقولهم : بيني وبينه مالٌ معناه بيننا مالٌ ، إلا أنَّ المعطوف حُذِف هاهنا لكونه مفهوماً مدلولاً عليه بالثَّلاث ، وتقديرُه بين إحدى ثلاث وبين أختيها أو قرينتيها أو الباقيتين منها ، وكذلك قوله : بين أَن يَعْفو.

وفي حديثه صلى الله عليه وآله وسلم : بَيْنَ يَدَيِ السَّاعةِ الخَبْل.

هو الفسَاد بالفِتَن.

[خبأ] (*) : ابْتَغُوا الرّزْق في خَبَايا الأَرْضِ.

هي جمع خَبِيئة ، وهو المَخْبوء ، وقياس جمعها خَبَائِئ بهمزتين ، المنقلبة عن ياء فعيلة ولامُ الفعل ، إلا أنهما اسْتُثقل اجتماعُهما فقُلِبت الأخيرة ياءً لانكسار ما قبلها ، ثم قيل خَبَاءَى كعَذَارى ومَدَارى ، فحصلتِ الهمزةُ بينَ أَلفين فقُلبت ياء.

ونَظِيرُها خطايا في جمع خطيئة ، والمراد ما يخبؤُه الزّراع من البَذْر ، فيكون حثًّا على الزراعة ، أو ما خبأه الله تعالى في مَعَادِن الأرض.

[خبث] : كتب صلى الله عليه وسلم للعَدّاء بن خالد بن هَوْذَة كتاباً : هذا ما اشْتَرَى العَدَّاء بن خالد من محمد رسول الله ، اشترى منه عبداً أو أَمةً ، لا دَاءَ ولا خِبْثَة ولا غائِلة ، بَيْعَ المسلمِ للمسلم.

__________________

(*) [خبل] : ومنه الحديث : وبطانة لا تألوه خبالاً. النهاية ٢ / ٨.

(١) البيت في لسان العرب (خبل).

(*) [خبأ] : ومنه في حديث ابن الصياد : قد خبأت لك خَبأً. النهاية ٢ / ٣.

٣٠٣

عبَّرُوا عن الحرمة بالخُبْثِ كما عَبَّروا عن الحل بالطِّيب ، والخِبْثة نوعٌ من أَنواعه.

قيل : هو أن يكون مَسْبِياً من قوم أَعطوا عَهْداً أو أماناً أو لهم حُرِّية في الأَصْل.

الغائلة : الخَصلة التي تَغُول المالَ ، أي تُهْلكه من إبَاقٍ وغيره.

[خبط] : إنَّ امرأتين من هُذَيل كانت إحداهما حُبْلى فضرَبَتْها ضَرّتها بِمِخْبَط فأَسْقطَتْ ، فحكم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بغُرَّة.

هو عصا يُخْبَط بها الوَرَق.

[خبت] (*) : إن أبَا عامر الذي يُلَقَّب الرّاهب كان مقيماً على الحنيفيّة قبل مَبْعَث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وكان حَسوداً ، فساعَةَ بلغه أنّ الأَنصار بايعوه صلى الله عليه وآله وسلم تَغَيَّر وخَبُتَ وعاب الحنيفية.

هو بمعنى خَبُث. قال السموءل بن عاديا :

إنني كنتُ ميِّتاً فحييت

وحَيَاتي رَهْنٌ بأَنْ سأموتُ

فأتاني اليقينُ أني إذا ما مت

أو رمّ أعظُمي مَبْعُوتُ

يَنْفَعُ الطَّيِّبُ القليلُ من الكَسْب ولا ينفع الكَثِير الخَبِيتُ.

قال عمر بن شَبّة : هذه لُغَتُه ، أراد مَبْعوث والخبيث.

[خبى] : عثمان رضي الله عنه ـ قد اخْتَبَأْتُ عند الله خِصَالا : إني لرَابع الإِسلام ، وزوَّجني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ابْنَته ثم ابْنَته ، وبايعتُه بيَدِي هذه [اليمنى] ، فما مَسَسْت بها ذَكَرِي ، وما تغنَّيت ولا تمنّيت ولا شربتُ خمراً في جاهليَّة ولا إِسْلَام.

أي ادَّخَرْتها وجعلتُها خبيئة لنفسي.

زوَّجه رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم رُقَيّة فماتت ، ثم زوّجه أم كلثوم.

التمنّي : التكذّب ، تَفَعُّل من مَنَى إذا قدَّر ؛ لأن المتفعِّل يُقَدِّر الحديثَ في نفسه ويزوّره ، ومِصْداقه التخرّص من الخَرْص والحَزْر والتَّقدير.

وعنه رضي الله عنه : ما تمنَّيتُ منذ أَسْلَمْت.

[خبط] : أبو عُبَيدة رضي الله عنه ـ خرج في سَرِيَّة إلى أرض جُهينة فأَصَابهم جوعٌ فأَكلوا الخَبَط ، وهو يومئذ ذو مَشْرةٍ حتى إن شِدقَ أحدهم بمنزلة مِشْفر البعير العَضِه ، وحتى قال قائلُهم : لو لقينا العدوَّ ما كان مِنَّا حركةٌ إليه ، فقال قيس بن سَعْد لرجل من جُهَينة : بِعْني جُزُراً وأوفيك شِقَّة من تمر المدينة ، فابتاع منه خَمْس جَزَائر يَشْرِطُ عليه الأعرابي تمْر ذَخِيرَة مُصَلِّبة من تمر آل دُلَيم.

__________________

(*) [خبث] : ومنه في حديث الدعاء : واجعلني لك مخبئاً. ومنه حديث ابن عباس : فيجعلها مخبتة مثيبة. النهاية ٢ / ٤.

٣٠٤

قال الجهني : أَشْهِد لي ، فكان فيمن اسْتُشْهِد عُمر ، فقال : لا أَشهد ، هذا يَدِين ولا مالَ له ، إنما المال مالُ أبيه ، فقال الجهني : والله ما كان سَعْدٌ لِيُخْنِيَ بابْنِه في شِقَّةٍ من تَمْر.

الخَبَط : فَعَل بمنى مَفْعول كالنَّفَض.

المَشَرَة والمَشْرة من أَمْشَرت العِضَاهُ وتمشَّرت : إذا أصابها مَطَرُ الخريف فتفطّرت بوَرق ، ومعنى وَصْفِ الخَبَط بذي مَشَرة أن العِضَاه قد أَمْشَرت به.

حتى إنّ شدق أحدهم : هي حتى التي يُبْتَدأ الكلامُ بعدها ، ولهذا وجب كسر إن بعدها.

العَضِه : الذي يَرْعى العِضَاه ، يعني أن أشداقهم قد انتفخت وقُلّصت.

الشّقَّة : كلُّ قطعة مما يُشقّ ، ومنها قولهم : غَضِب فطارت منه شِقَّة. فاستعارها في الطائفة من التمر.

الْجَزائر والْجُزُر : جمع جَزُور ، وهي مُؤَنَّثة ، ولهذا قال : خَمْس.

المُصَلِّبة ـ بالكسر ـ من صلَّبَت الرُّطبة : إذا بَلَغت اليُبْس ، يقال : أَطْيبُ مُضْغَة أَكلَها الناس صَيْحَانِيّة مُصَلِّبة.

أَدَان يُدِين : إذا أخَذَ الدَّيْن فهو دَائِن ، ودِنْته : أعطيتُه الدَّين فهو مَدِين.

الإِخْناء على الشيء : إفْساده ، ومنه الخَنا ، وهو الفُحْش ، والكلامُ الفاسد. ودخلتِ الباءُ في قوله : ليُخْنِي بابْنِه للتعدية.

والمعنى ما كان ليجعله مُخْنِياً على ضَمانه خَائِساً به ، واللام لتَأكيد معنى النَّفي ، كأنه قال : سعدٌ أجلّ من أَنْ يُضَايق ابنه في هذا حتى يعجز عن الوفاءِ بما ضَمن.

[خبر] : أبو هريرة رضي الله عنه ـ إنْ كنتُ لأَسْتَقْرِئ الرجل السُّورةَ لأَنَا أَقرأ لها منه ؛ رجاءَ أن يذهب بي إلى بيته فيُطْعِمني ، وذلك حينَ لا آكل الخَبِير ولا أَلبس الْحَبِير.

الخبير : الإِدَام الطَّيِّب ، لأنه يُصْلِح الطعام ويُدَمِّثهُ للأَكل ، من الخَبْرَاء ، وهي الأرضُ السهلة الدَّمِثة ، وهي الخُبْرَة أيضاً ؛ يقال : أتانا بخُبْزَة ولم يأْتِ بخُبرة. وروي الخمير.

الْحَبِير : المَوْشِيّ من البُرُود ، وإن هي المخففة من الثّقيلة واللام هي الفارقةُ بينها وبين النافية والتي دخلت على أَنا للابتداء.

الاسْتِقْرَاء : طلب القراءة ، والإِقراء أيضاً كالاستنشاد.

[خبط] : ابن عامر رحمه الله ـ دخَل عليه أصحابُ النبي صلى الله عليه وسلم في مَرَضه الذي مات فيه ، فقال : ما تَرَوْنَ في حَالي؟ قالوا : ما نشكُّ لك في النجاة ؛ قد كنتَ تَقْرِي الضَّيْفَ وتُعْطِي المُخْتَبِط.

٣٠٥

هو الذي يَسْأَل من غَيْرِ سابقِ مَعْرِفة ولا وَسِيلة ، شُبِّه بخَابِط الوَرَق.

[خبث] : الحسن رحمه الله ـ خَبَاثِ ؛ كلَّ عِيدَانك مَضضْنا فوجدنا عاقبتَه مُرّاً.

خَبَاثِ : هي الخبيثة ، في النداء خاصة ، كغَدَار وفَسَاق ، وحَرْفُ النِّدَاء محذوف وهو جائزٌ في كلِّ معرفة ، ولا يصحّ أن يُنْعَت به أيّ ، والخطابُ للدُّنيا.

مضَ يَمُضّ مضيضاً : إذا مَصّ ، يُقال : لا تَمُضَ مَضِيض العَنْز.

[خبت] : مكحول رحمه الله ـ مَرَّ برجل نائمٍ بعد العَصْرِ فدفعه برِجْله ، وقال : لقد عُوفِيت ، لقد دُفِع عنك ، إنها ساعةُ مَخْرَجِهم [أي الشياطين] وفيها يَنْتَشِرُون وفيها تكون الخَبْتَة.

كانت فيه لُكْنَة ، فجعل الطاء تاء ، وإنما أراد الْخَبطة من تَخَبّطه الشيطان إذا مسّه بخَبْل أو جُنُون.

[خبل] : في الحديث : مَنْ أكل الرِّبا أَطْعَمه اللهُ تعالى من طِينَة الخَبَالِ يَوم القيامة.

قيل : هو ما ذَاب من حُرَاقة أجْسَاد أهلِ النار.

بِخَبت الجمِيش في (جز). هل تخُبُّون في (وط). خُبْنة في (صب). والمَخْبَر في (سح). وأَخْتَبِط في (ضج). اخْبُر تَقْلِه في (قل). خَبَّاط عَشَوات في (ذم). كخَبَجِ الحمار في (ضل).

الخاء مع التاء

[ختل] (*) : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ مِنْ أَشراط الساعة أن تُعَطَّلَ السيوفُ من الجهاد ، وأن تُخْتَل الدُّنيا بالدين ـ وروي : وأن تُتَّخذ السيوفُ منَاجل.

خَتَل الذئبُ الصيد : إذا تخفَّى له ، وخَتْل الصائدِ : مَشْيُه للصيد قليلاً [قليلاً] في خُفْية لئلا يسمع حِسًّا ، فشُبِّه فعْلُ من يُرِي دِيناً ووَرَعاً ، يتذرَّع بذلك إلى طَلَب الدنيا ، بخَتْل الذئب والصائد.

المناجل : المجازُّ ، أي يؤثرون الحرث على الحرب.

[ختن] : إذا الْتَقَى الخِتَانان وَجَب الغُسْل.

هما موضعا الإِعذار والخَفْض.

سَعيد رحمه الله ـ سئل : أينظرُ الرَّجل إلى شعر خَتَنَتِه ، فقرأ : (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا

__________________

(*) [ختل] : ومنه حديث الحسن في طلاب العلم : وصنف تعلموه للاستطالة والختل. النهاية ٢ / ٩.

٣٠٦

لِبُعُولَتِهِنَّ ...) [النور : ٣١] الآية. فقال : لا أَراهُ فيهم ولا أَرَاها فيهنَّ.

الختَن : أبو امرأَة الرجل ، والخَتَنة : أُمها. قال الأصمعي : الأَخْتَان من قِبَل المرأة ، والأَحْمَاء من قبل الرّجل ، والصِّهْر يجمعهما ، وخاتَن الرجلُ الرجلَ : إذا تزوَّج إليه. وعن النَّضْرِ بن شُمَيل سُمّيت المصاهرة مخاتنة لالْتِقاء الخِتَانين.

الخاء مع الجيم

[خجل] : أَبو هريرة رضي الله تعالى عنه ـ قال : إن رجلاً ذَهبت له أَيْنُق فطلبها ، فأَتى على وادٍ خَجِلٍ مُغِنّ مُعْشِب ، فوجد أَيْنُقه فيه.

الخَجِل : الكثير العشب المُتكاثفه. ومنه : قميص خَجِل : فَضْفاض واسع ، وجَلَّلَ الفرسَ جُلًّا خَجِلاً : أي واسعاً يضطرب عليه ويَدْنُو من الأرض.

أغَنّ الوادي فهو مغنّ : إذا صوَّتت ذِبّانُه ، وفي صوتها غُنّة ، كقولك : أَقْطف الرجل : إذا قَطَفت دابته. ويقال أيضاً : وَادٍ أَغن ، جُعل الوصف له ، وهو للذّباب كقولهم : طريق سائِر.

الأيْنق : جمع ناقة كالآكُم في جمع أكمة ، قال ذلك سيبويه ، وفيه وجهان :

أحدهما : أن يكون أصله أَنْوق فقلبت وأبدل واوه ياء.

والثاني : أن تُحذَفَ العين وتزاد الياء عِوَضاً.

[خجج] : ابن عُمير رضي الله عنه ـ اسمُ الذي بنى الكعبة لقُريش بَاقُوم ، وكان رومياً ، كان في سفينةٍ أَصابتها رِيح فخَجَّتها ، فخرجت إليها قريش بجُدّة فأخذوا السفينة وخشَبها ، وقالوا : ابْنهِ لنَا بُنْيان الشام.

الريح الخَجُوج : الشديد المرِّ في غير استواء ، وخَجّت السفينة : لَوَتْها عن وجهها بعَصْف.

الضمير في ابْنه للبيت.

خَجِلتنَّ في (دق). ريح خَجُوج في (ذر).

الخاء مع الدال

[خدج] (*) : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ كلُّ صَلَاة ليست فيها قراءة فهي خِدَاج. فسر في الباء مع الهمزة.

__________________

(*) [خدج] : ومنه في حديث الزكاة : في كل ثلاثين بقرة تبيع خديج. ومنه حديث ذي الثدية : انه مخدج اليد. النهاية ٢ / ١٣.

٣٠٧

[خدش] : مَنْ سأل وهو غنيٌّ جاءت مَسْألته يومَ القيامة خُدُوشاً ، أو خُمُوشاً ، أو كُدُوحاً ، في وَجْهه ، قيل : وما غنَاه؟ قال : خمسون درهماً أو عَدْلها من الذهب.

خَدْش الجلد : قَشره بِعُودٍ ونحوه. ومنه قيل لأطراف السَّفَا : الخَادِشة.

والخَمْش بالأَظفار.

والكَدْح : العَضّ.

وهذه مَصَادر ؛ والذي جوَّز فيها أن تُجْمع أنها جُعِلَتْ أَسماء للآثار.

عَدْل الشيء : مثله من غير جنسه.

[خدج] : إنَّ سَعْد بن عُبَادة رضي الله عنه أَتاه برجل في الحيّ مُخْدِج سقيم ، وُجِد على أمَة من إمائهم يَخْبُث بها ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : خذوا له عِثْكالاً فيه مائة شِمْراخ فاضْرِبوه به ضَرْبة.

هو الناقص الخَلْق.

الْعِثكال والعُثْكول : الكِبَاسة.

[خدع] (*) : عمر رضي الله عنه ـ رَفَع إليه رجل ما أهَمَّه من قحوط المَطَر ؛ فقال :

خَدَعَت الضِّبَابُ وجاعتِ الأَعراب.

أي أمعنت في جحَرَتها. ومنه خَدَعَتِ العين : إذا غارت ، والمُخْدع : البيت الدَّاخل ، وخَدْعُ الرجل : أن تظهر له خلافَ ما تخفى.

[خدم] (*) : عبد الرحمن رضي الله عنه ـ طلَّق امرأته فمتَّعَها بخَادِم سَوْداء حمَّمها إياها.

الخادِم : واحد الخدم غلاماً كان أو جارية. قال :

ما أنا بالجلد ولا بالْحَازِم

إن لم أَجَأْ هَنَّكِ بالعُجَارِم

وَجْأ يُنَسّيك طلابَ الخادم

يُرِيد الجارية.

حَمّمها إياها : أي أعطاها الجاريةَ على وجه التَّحميم ، وهو إِعطاء مُتْعَة الطلاق خاصة ، وكأنهم كانوا يجعلونها من حامَّةِ مَالِهم ؛ أي من خِياره ، يقال : لفلان إبلٌ حامّة : إذا كانت خياراً.

__________________

(*) [خدع] : ومنه الحديث : الحرب خدعة. والحديث : تكون قبل الساعة سنون خداعة. ومنه حديث الفتن : إن دخل بيتي قال : أدخل المخدع. النهاية ٢ / ١٤.

(*) [خدم] : ومنه في حديث خالد بن الوليد : الحمدلله الذي فض خدمتكم. ومنه الحديث : لا يحول بيننا وبين خدم نسائكم شيء. النهاية ٢ / ١٤ ، ١٥.

٣٠٨

[خدم] : سلمان رضي الله عنه ـ كان في سَرِيّة وهو أَميرها على حمارٍ ، وعليه سرَاوِيل ، وخَدَمَتَاه تَذَبْذَبَانِ.

الخَدَمة : سَيْرٌ مُحْكم كالْحلقة يُشَدّ في رُسْغ البعير ، ثم يُشَدّ إلى سَرِيحة النَّعل ، وجمعها خَدَم. قال جرير :

يَدْمَى على خَدَم السَّرِيح أظلّها

والمروُ من وَهَج الهواجرِ حامِي

وبها سُمِّي الخلخال خَدَمة ، واشتقَّ منها الفرس المُخَدّم وهو الذي تَحْجيله مستدير فوق أَشَاعِره ؛ فيجوز أن يشبّه قَناتي سَرَاوِيله بالخَدَمتين. ويجوز أن يُرِيد ساقيه ؛ لأنهما موضعا الخَدَمتين.

التَّذبذب : الاضطراب.

[خدد] : مسروق رحمه الله ـ أَنْهَارُ الجنَّة تَجْري في غير أُخْدود ، وشجرُها نَضِيد من أَصلها إلى فرعها.

أي في غير شقّ في الأرض.

نَضِيد : منضود بالوَرق أو بالثَّمر من أَعلاها إلى أَسْفلها ليس لها سوق بارزة.

خِدبّا في (قص). خِدَامهنّ في (دل). خَدَلّج في (صه). خَدَم نسائكم في (صف).

خَدْل في (عف). خَدَّاعَةٌ في (غد). خِدَبّ في (كس). مُخْدِج اليد في (ثد). فهي خِدَاج في (با).

الخاء مع الذال

[خذو] : أبو بكر رضي الله تعالى عنه ـ قال سَعْد : رأيته بالخَذَوَاتِ وقد حَلَّ سُفْرَةً مُعَلَّقة في مُؤخِرِ الحِصَار ، فإذا قُرَيْصٌ من مَلَّة فيه أَثر الرَّضِيف ، وإذا حَمِيت من سَمْن ، فدعاني فأَصَبْتُ من طَعامه.

هي موضع.

الحِصَار : حَقِيبة يُرْفَع مؤخرها فيُجْعَل كآخِرَة الرَّحْل ، ويُحْشَى مقدّمها فيكون كقادِمَةِ الرَّحل يُرْكب بها البعير ، ويقال : قد احْتَصَرْتُ البعير بالحِصَار.

مِنْ مَلَّة : أي مما يُنْضَج في مَلّة ؛ وهي الرَّمَاد الحارّ.

الرَّضِيف : اللَّحم المشويّ على الرَّضْف ، ورَضَفَه يَرْضِفه.

وأَثَره : ما عَلِقَ بالقُرْص من دَسَمه.

الحَمِيت : زِقّ السمن. قال ابن السكيت : هو النِّحْي المَرْبُوب ؛ وإنما سمي حَمِيتاً ؛

٣٠٩

لأنهم يَحْمِتونه بالرّب ، والْحَمِيت المتين. قال رُؤْبة :

*حتى يَبُوخ الغَضَبُ الحَمِيتُ (١) *

ويقال للتمرة إذا كانت أشدّ حلاوة من صاحبتها : هذه أَحْمت حلاوةً منها.

[خذق] : معاوية رضي الله عنه ـ قيل له : أتذكر الفِيلَ؟ قال : أَذكر خَذْقَه.

هو رَوْثُه.

[خذا] : النخعي رحمه الله ـ إِذا كان الشَّقّ أو الخَذَا أو الخرْقُ في أذن الأُضْحِية فلا بأسَ ما لم يكن جَدْعاً.

وهو استرخاءَ الأُذن وانْكِسارُها ، ولامُه واو لقولهم : خَذْوَاء ، ومنه خَذِي الرجل واسْتَخْذى : إِذا انْكَسر.

[خذم] (*) : أبو الزناد رحمه الله ـ أُتي عبدُ الحميد وهو أميرٌ على العِرَاق بثلاثة نَفر قد قطعُوا الطَّرِيقَ ، وخَذَموا بالسَّيف. فأُشِير عليه بقَتْلهم ؛ فاسْتَشارني فنهيتُه ، ثم قتل أحدهم ، فجاءه كتابُ عمر بن عبد العزيز يُغْلِظ له ويُقَبِّح له ما صنع.

الخَذْم : سرعة القَطْع ، والمراد أنهم جَرَحوا الناس.

في الحديث : كأنكم بالتُّرْكِ وقد جاءَتكم على بَرَاذين مُخَذَّمةِ الآذان.

أي مُقَطّعتها.

المِخْدَم في (فق). يَتَخذَّمانها في (عم). ومِخْذَفة في (قِف). خذِمة في (سن).

الخاء مع الراء

[خرف] (*) : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ عَائِدُ المريض عَلَى مَخَارِف الجنَّةِ حتى يَرْجِعَ.

هو جمع مَخْرَف (٢) أو مَخْرَفة (٣) ، فالمَخْرف من قولهم : اشترى فلان مَخْرَفاً صالحاً ، أي نَخَلَات يُخْتَرفن.

__________________

(١) الرجز في لسان العرب (ماخ).

(*) [خذم] : ومنه حديث عمر : إذا أذّنت فاسترسل ، وإذا أقمت فاخذم. النهاية ٢ / ١٦.

(*) [خرف] : ومنه حديث أبي عمرة : النخلة خرفة الصائم. ومنه : أنه أخذ مخرفاً فأتى عذْقاً. وفي حديث عمر : إذا رأيت قوماً خرفوا في حائطهم. النهاية ٢ / ٢٤ ، ٢٥.

(٢) المخرف : القطعة الصغيرة من النخل ست أو سبع يشتريها الرجل للخرفة ، وقيل : هي جماعة النخل ما بلغت.

(٣) المخرفة : سكة بين صفين من نخل يخترف من أيهما شاء ، أي يجتني ، والمخرفة البستان أيضاً (لسان العرب : خرف).

٣١٠

ومنه حديث أبي طلحة رضي الله عنه : حين نَزلت : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاًحَسَناً). قال : إن لي مَخْرَفاً ، وإني قد جعلتُه صدَقةً. فقال النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : اجْعَله في فُقَراء قَوْمِك.

وعن أبي قَتادة رضي الله عنه : لما أعطاه رسولُ الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم سَلَب القتيل. قال : فبِعْتُه وابتعتُ به مَخْرَفاً ، فهو أوَّل مالٍ تأثَّلْتُه في الإِسلام.

والمعنى أنّ العائِد فيما يَحُوزه من الثواب كأنه على نَخْل الجنة يَخْترف ثِمَارَها ، والمَخْرَف والمَخْرَفة أيضاً : الطريق الواضح قال أبو كبير الهذلي :

فأَجَزْتُه بأفَلَّ تَحسبُ أَثْرَه

نَهْجاً أَبَانَ بذِي فَرِيغٍ مَخْرَفِ (١)

وفي حديث عمر رضي الله عنه : تَرَكْتُكُمْ على مِثْل مَخْرَفَةِ النّعم.

أي على مِنْهاج لَاحب كالجادَّة التي كدّتها النَّعَم بأَخفافها ، حتى وضَحَت واستبانت ، وهي في الأصل : السكة بين صَفَّي النخل ، فيكون المعنى أنه على الطريق المؤدِّية إلى الجنة.

وروي : خِرَافة الجنّة. وهي مصدر خَرَف الثمار : إذا جَناها ـ وروي : على خُرْفة الجنة.

؛ أي على مواضع خُرْفتها ، وهي اسم المخروف فيؤول إلى معنى قَوْله : على مَخَارف الجنة.

[خرص] : حضَّ صلى الله عليه وآله وسلم على الصَّدَقة ، فجعلت المرأةُ تُلْفِي خُرْصها وسِخَابَها (٢).

هو حَلْقة القرط.

ومنه حديث عائشة رضي الله عنها : إنها ذكرت جراحةَ سَعْد بن معاذ فقالت : وقد كان رقأ كلّه وبَرأ ، فلم يبق إلا مِثْلُ الخُرْص.

ومنه حديث ابن عباس رضي الله عنهما : إنه قال في قوله تعالى : (وَجِئْنا بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ) [يوسف : ٨٨] : الغِرَارة ، والحَبْل ، والخُرْص.

والخرْص أيضاً : الحَلْقَة التي في أَسْفَل السِّنَانِ ، ثم سُمّي به السنان ، ثم كثر حتى سُمِّي به الرّمح.

[خرط] (*) : كان عليه الصلاة والسلام يأكل العِنَب خَرْطاً.

__________________

(١) البيت في ديوان الهذليين ص ١٠٧ ، ولسان العرب (خرف).

(٢) السخاب : قلادة بلا جوهر.

(*) [خرط] : ومنه في حديث صلاة الخوف : فاخترط سيفه. النهاية ٢ / ٢٣.

٣١١

يقال : خَرَط العُنْقود واخْتَرطه : إذا وضعه في فِيه وأَخْرج عُمْشُوقه (١) عارِياً.

[خرم] (*) : نهى صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أن يُضَحَّى بالمُخَرَّمةِ الأُذُن.

هي مَقْطُوعتها.

[خرر] (*) : قال له صلى الله عليه وآله وسلم حَكيم بن حِزَام : أُبايعك على ألا أَخِرَّ إلا قائماً. فقال : أمّا مِنْ قِبَلنا فلن تخرّ إلّا قائماً.

أي لا أَموت إلا ثابتاً على الإِسلام قائماً بالحق.

ومعنى جوابه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم إنك لن تَعْدم من جِهتنا الاجتهادَ في إرشادك وفي ألَّا تموتَ إلا بهذه الصفة.

[خرت] (*) : إنه صلى الله عليه وآله وسلم وأبا بكر رضي الله عنه حين خَرَجَا مهاجِرَيْن اسْتَأجَرَا رَجُلاً مِنْ بني الدِّيلِ هادِياً خِرِّيتاً فأخذ بهم يَدَ بَحْر.

هو الماهِرُ بالدّلالة الذي يهتدي لأَخْراتِ المفَازَة ، وهي مَضَايقُها وطرقها الخفيّة.

يَدَ بَحْر : أَيْ طريق بَحْرٍ ، يريدُ الساحل ؛ لأن الطريقَ كان عليه.

[خرب] (*) : مِنِ اقتِرَابِ الساعَةِ إخْرَابُ العَامِر ، وعمارةُ الخَرَاب ، وأن يكون الفَيءُ رِفْداً ، وأن يتمرَّس الرجلُ بدِينه تَمَرُّسَ البعير بالشجرة.

وقال أبو عَمْرو : الإِخْرَاب : أن يُتْرك المَوْضِع خَرِباً ، والتخريب : الهَدم ، وقرأ وحده : يُخَرِّبون بيوتهم [الحشر : ٢] مشددة ، والباقُون يُخْرِبُونَ ؛ والمرادُ ما يُخَرّبه الملوك من العمران ، وتعمّره من الخراب شهوةً لا صَلَاحاً.

الفيءُ : الخَراج ؛ أي يَصِلون به من أَرَادوا ، ولا يصرفونه إلى مَصارفه.

يَتَمَرَّس بدينه : أي يتلعّب به ويعبثُ ، كما يتحكَّكُ البعير بالشجرة مُتَعَبّثاً.

__________________

(١) العمشوق : العنقود يؤكل ما عليه ويترك بعضه ، وهو العمشوش أيضاً.

(*) [خرم] : ومنه الحديث : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس على ناقة خرماء. ومنه الحديث : لم أخرم منه حرفاً. النهاية ٢ / ٢٧.

(*) [خرر] : ومنه في حديث الوضوء : إلا خرَّت خطاياه. وفي حديث عمر : أنه قال للحارث بن عبد الله : خَرَزْتَ من يديك. ومنه حديث قس : وإذا أنا بعين خرَّارة. النهاية ٢ / ٢١.

(*) [خرت] : ومنه في حديث عمرو بن العاص : قال لما احتضر : كأنما أتنفس من خرت إبرة. النهاية ٢ / ١٩.

(*) [خرب] : ومنه الحديث : الحرم لا يعيذ عاصياً ولا فاراً بخَرَبَة. وفي حديث المغيرة : كأنه أمة مخرَّبة. النهاية ٢ / ١٧ ، ١٨.

٣١٢

[خرق] (*) : زوّج صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة مِنْ عليٍّ عليهما السلام ، فلما أصبح دَعاها ، فجاءت خَرقَةً من الحَيَاء ، فقال لها : اسكُنِي فقد أنكحتُكِ أَحبَّ أهل بيتي ، ودَعا لهما ـ وروي : إنها أَتتْه تَعْثُر في مِرْطها من الخَجَل.

الخَرَق : التحيّر.

[خرز] : سأله صلى الله عليه وسلم رجلٌ عن إتْيَان النساء في أَدْبَارهنّ فقال : حَلَال. فلما ولَّى دعاه فقال : كيف قلتَ؟ في أي الخُرْزَتين أو الخُصْفَتين ، أمِنْ دُبُرها في قُبُلها فنعم ، أم من دُبُرها في دُبُرها فلا.

ثَلَاثَتُها بمعنى وَاحد ، وهو الثّقب المستدير. قال ذو الرُّمة :

*أَوْ مِنْ مَعَاشِرَ في آذَانِها الخُرَبُ (١) *

والخُرْزَة ، من الخَرْز ، والخصْفَة : من الخَصْف.

[خرم] : مرّ صلى الله عليه وسلم بأَوْسِ بن عبد الله الأسلمي ، ومعه أبو بكر رضي الله عنه ، وهما متوجِّهان إلى المدينة ، فحملهما على جَمَل ، وبعث معهما دَليلاً ، وقال : اسلُك بهما حيث تعلم من مَخَارِم الطّرق ، وكان أوس مُغْفلاً ، فأمره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

يَسِم إبله في أعناقها قَيْدَ الفرس.

المَخْرِم : مُنْقَطع أنفِ الجبل.

المغفّل : الذي إبله أَغْفال.

قَيْد الفرس : سِمةٌ. أنشد أبو عبيد :

كومٌ على أَعناقها قَيْدُ الفَرَسْ

تَنْجُو إذا الليلُ تَدَانَى والْتَبَسْ (٢)

قال صخر ـ من أسباط أَوْس : وهي سَمِتُنَا اليوم ، وصورتُها أن تحلِّق حَلْقَتين وتمدّ بينهما مَدَّة.

[خربص] : من تَحَلَّى ذهباً أو حلّى ولده مثل خَرْبَصِيصَة ، أو عينَ جرَادةٍ كان كذا يوم القيامة.

هي هَنَةٌ تتراءى في الرَّمل لها بَصيص كأنها عينُ جَرَادة.

__________________

(*) [خرق] : ومنه الحديث في صفة البقرة وآل عمران : كأنهما خَرِقان من طير صواف. ومنه الحديث :

الرِّفْق يُمنٌ والخرق شؤمٌ. النهاية ٢ / ٢٦.

(١) صدره :

كأنه حبشي يبتغي أثرا

والبيت في ديوان ذي الرمة ص ٢٩.

(٢) الرجز في لسان العرب (قيد).

٣١٣

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم : إنَّ نعيم الدنيا أقل وأصغر عند الله من خَرْبَصِيصة.

[خرط] : عمر رضي الله عنه ـ رأى في ثوبه جَنَابة ، فقال : خُرِط علينا الاحْتِلَام.

أي أُرسِل ، من قولهم : خَرَط الفَحْل في الشَّول ، وخَرَط البازي في سيره ، وخَرَط دَلْوَهُ في البِئر.

[خرص] : كان رضي الله عنه يقول للخارص : إذا رأيت قوماً قد خَرَفُوا في حائطهم فانظر قَدْرَ ما ترى أنهم يأكلون ، فلا يُخْرَص عليهم.

أي أقاموا فيه وقت اخْتِراف الثمار ، وهو الخرِيف ، يقال : خَرَف القوم بمكان كذا وصَافوا وشَتَوْا ، وأَمَّا أخرفوا وأصافوا وأَشْتَوْا فمعناها الدُّخول في هذه الأوْقاتِ.

[خرط] : علي عليه السلام ـ أتاه قومٌ برجلٍ فقالوا : إن هذا يَؤُمُّنا ونحن له كارهون ، فقال له عليٌّ : إِنك لخَرُوط. أَتَؤُمّ قوماً وهم لكَ كارهون!.

شبَّهه في تهوُّرِه وتَهَافُتِه في الأمر بجَهْلِه بالفرس الْخَرُوط ؛ وهو الذي يجتذب رَسَنه مِنْ يَدِ ممسكه ويَمْضي هائماً.

[خرق] : البَرْقُ مَخَارِيق المَلَائِكة.

جمع مِخراق ؛ وهو ثوب يُفْتَل يُتَضَارَب به ، ثم يقالُ للسيوف الخِفاف : مخَارِيق تشبيهاً. قال :

* مخاريقٌ بأَيدي لَاعِبينَا (١) *

[خرج] : قال سُوَيد بن غَفَلة رحمه الله تعالى : دخلت على عليّ عليه السلام يوم الخُروج فإذا بين يديه فَاثُورٌ ، عليه خُبْز السَّمْراء ، وصَحْفَة فيها خَطِيفة ومِلْبَنَة ، فقلت : يا أَميرَ المؤمنين ؛ يومُ عيد وخَطِيفة! فقال : إنما هذا عِيد مَنْ غُفِر له.

يقال ليوم العيد : يوم الخُروج ، ويوم الزِّينة ، ويوم الصفّ ، ويوم المشَرَّق.

الفَاثُور : الخِوان من رُخام ونحوه ، ويقال للّجَام أو الطَّست من ذَهَب أو فِضّة : فَاثور ، ومنه قيل لقُرْص الشمس فَاثُورها.

السمراء : الخُشْكَار (٢) لسُمْرته ، كما قيل لِلُّباب : الحُوَّارَى لبياضه ، والسمراءُ أيضاً من أسماء البُرّ.

الصَّحْفَة : القصعة المُسْلَنْطِحة.

__________________

(١) صدره :

كأن سيوفنا منا ومنهم

والبيت لعمرو بن كلثوم في شرح المعلقات للتبريزي ص ٢٣١.

(٢) الخشكار : الرديء من كل شيء.

٣١٤

الخَطِيفة : الكَبُولَاء. وقيل : لبن يُوضَع على النار ، ثم يُذَرّ عليه دقيق ، ويطبخ ، ويُخْتَطف بالملاعق.

المِلْبَنة : مِلْعقة يُلْعَق بها الخَطِيفة ونحوها ، وهي من اللّبَنِ.

يَوْمُ عيد : خبر مُبْتَدؤه محذوف ، ولا يجوزُ أن يكونَ استفهاماً لأنَّ حرف الاستفهام لا يجوز حَذْفُه إلا في مثل قولك : زيد في الدَّار أم على السطح ؛ لأنَّ أم العَدِيلة للهمزة تَدُلُّ عليها ، ولو قلت : زيدٌ في الدار ، وأنتَ تريدُ الاستفهام كنت مخطِئاً [عند البَصْرِيين].

[خرم] : سَعْد رضي الله عنه ـ ما خَرَمْتُ من صَلَاةِ رسولِ الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم شيئاً.

أي ما تركتُ ، وأَصْلُه القَطْع.

زيد رضي الله عنه ـ قال في الخَرَمات الثَّلاثِ في كلِّ واحدة منها ثلث الدِّيَة.

جمع خَرَمة ، وهي من الأَخْرَم ، كالشَّتَرة من الأَشْتَر (١).

والمعنى : أنه إذا خَرَم الوَتَرَة (٢) والناشِرَتَيْن كانت عليه الدِّية ، وإذا خرم واحدةً منها فعليه الثّلث.

[خرع] (*) : الخدري رضي الله عنه ـ لو سمع أَحدُكم ضَغْطَة القبر لخَرِع.

أي انكسر وضَعُف ، ومنه الخِرْوَع ؛ وهو كلُّ نبات ليِّن.

وفي حديث يحيى بن أبي كثير : لا يُؤْخذ [في] الصَّدَقة الخَرِعُ.

أراد الصَّغير ؛ لأنّه ضعيف.

وعن أبي طالب : لولا أنَّ قُرَيشاً تقول أدركه الخَرَع أي الخوَر ـ [لأَقررتُ بها عَيْنَك].

[خرج] : الأَشْعَري رضي الله عنه ـ مثلُ الذي يَقْرَأُ القرآن ، ويعمل به كمثل الأتْرُجَّةِ ، طَيِّبٌ رِيحها ، طَيِّبٌ خَرَاجُها. ومثلُ الذي يَعْمَل به ولا يَقْرَؤه كمثل النخلةِ ؛ طيِّبٌ خَرَاجها ولا ريحَ لها.

كلّ ما خرج من شيء من نفعِهِ فهو خَرَاجه ؛ فخرَاجُ الشجر ثَمره ، وخَرَاج الحيوان نَسْلُه ودَرُّه.

[خرفج] : أبو هريرة رضي الله عنه ـ كرِه السَّرَاوِيل المُخَرْفَجَة.

__________________

(١) الشتر : انقلاب الجفن من أعلى وأسفل وانشقاقه.

(٢) الوترة : حرف المنخر.

(*) [خرع] : ومنه الحديث : إن المغيبة ينفق عليها من مال زوجها ما لم تخترع ماله. النهاية ٢ / ٢٣.

٣١٥

هي الواسِعة التي تَقَع على ظهور القَدَمين ، ومنها عَيْش مُخَرْفَج.

السراويل : مُعَرّبة ، وهي اسمٌ مفرد واقعٌ في كلامهم على مِثَال الجَمْع الذي لا يَنْصرف كقَنَادِيل ؛ فيمنعونه الصَّرْف. قال يصف ثَوْراً :

يُمَشِّي بها ذَبُّ الرِّيَاد كأَنّه

فَتًى فارِسيٌّ في سَرَاوِيلِ رَامِح (١)

ويقال في معناها : سِرْوَالة. قال :

*عَلَيْه مِنَ اللُّؤْمِ سِرْوَالةٌ (٢) *

وعن الأخفش : إِنّ من العرب من يَراها جَمْعاً وأن كلّ جزء من أجزائها سِرْوَالة.

[خرج] : ابن عباس رضي الله عنهما ـ يَتَخَارَجُ الشَّرِيكان وأَهْل الميراث.

أي إذا كان بينهم شيءٌ غيرُ مقسوم جاز لكلِّ واحد منهم بَيْعُ نصيبه من الآخر ، ولا يجوزُ له بيعهُ من أجنبي إلا بعد القَبْض والحِيازة ، وهو تفاعُل من الخُروج ، كأنه يَخْرُجُ كلّ واحد عن مِلكه إلى صاحبِه بالبيع.

[خرب] : ابن عمر رضي الله عنهما ـ قال في الذي يُقَلِّد بدَنتَه فيضَنّ بالنعل : يُقلِّدُها خُرَابة.

هي بتشديد الراء وتخفيفها : عُرْوَة المَزَادة ، ويقال لثُقْب الوَرِك أيضاً خُرابة باللغتين ، ولفم الدَّبَرة التي تُفْتَح وتُشْكَر : خُرّابة ـ بالتشديد.

[خرس] (*) : في الحديث : كان فلان إذا دُعِي إلى طعام قال : أفي خُرْس أم عُرْس أم إعْذار؟ فإن كان في واحد من ذلك أجاب وإلّا لم يُجب.

__________________

(١) البيت من الطويل ، وهو لميم بن مقبل في ديوانه ص ٤١ ، وجمهرة اللغة ص ٦٦ ، وخزانة الأدب ١ / ٢٨٨ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٨٥٠ ، وشرح المفصل ١ / ٦٤ ، ولسان العرب ١ / ٣٨١ (ذبب) ٣ / ١٨٨ (رود) ، ١١ / ٣٣٤ (سرل) ، وللراعي النميري في ملحق ديوانه ص ٣٠٣ ، وديوان المعاني ٢ / ١٣٢.

(٢) عجزه :

فليس برق لمستعطف

والبيت من المتقارب ، وهو بلا نسبة في خزانة الأدب ١ / ٢٣٣ ، والدرر ١ / ٨٨ ، وشرح الأشموني ٢ / ٥٢٢ ، وشرح التصريح ٢ / ٢١٢ ، وشرح شافية ابن الحاجب ١ / ٢٧٠ ، وشرح شواهد الشافية ص ١٠٠ ، وشرح المفصل ١ / ٦٤ ، ولسان العرب ١١ / ٣٣٤ (سرل) ، والمقتضب ٣ / ٣٤٦ ، وهمع الهوامع ١ / ٢٥.

(*) [خرس] : ومنه الحديث في صفة التمر : هي صُمْنة الصبي وخرسة مريم. النهاية ٢ / ٢١.

٣١٦

الخُرْس : طعام الولادة ، والخُرْسَة ما تطْعمه النُّفَساءُ نفسُها. وفي أمثالهم : تَخَرَّسي لا مُخَرِّسَةَ لك. وكأنه سُمِّي خُرْساً ؛ لأنه يُصْنَع عند وَضْعِها وانقِطاع صَرْخَتها.

[خرج] : إن قومَ صالح عليه السلام سألوه أن يُخْرِج لهم من الصخرةِ ناقةً مُخْتَرجَة جَوْفاء وَبْراء.

قيل : على خِلْقَة الجَمل ، وقيل : مشاكلة لِلْبُخْتِ ، وهي من قولهم : اخْتَرجه بمعنى استخرجه ؛ فإما أن تكون التي استخرجت من شكل الذكورِ أو من شكول البُخْت.

الجوفاء : الواسعة الجَوْف.

[خربش] : كان كتابُ فلان مُخَرْبَشاً.

الخَرْبَشَة والخَرْمَشة والخَرْفَشة معناها التشويش والإِفساد.

الخارِقة في (حل). نخترق في (فض). أو خَرْقاء في (شر). خارِف في (نص). اللَّبن الخَرِيف (هن). يَخْرش في (قز). خُرْفَة الصائم وخُرْسة مريم في (حب). الخَرَبة في (ثم).

مُخَرّبة في (حل). المُخرْدَل في (وب). فَخَرُق في (اج). مُخْرفاً في (عذ). خَارِك في (را).

مُخْرَنْطِمَة في (سو).

الخاء مع الزاي

[خزع] (*) : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ إِنّ كَعْبَ بن الأَشرف عاهَدَهُ ألّا يُعين عليه ولا يُقاتله ، ولحق بمكة ، ثم قدم المدينة مُعْلِناً مُعَاداةَ رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فخَزَع منه هجاؤه له ، فأمر بقَتْلِه.

الخَزْعُ : القطع ، ومنه خُزَاعة ، لأنهم تَخَزَّعُوا عن أصحابهم وأقاموا بمكة ، وخَزَع منه كقولهم : نال منه وشَعَّثَ منه ، ووضع منه.

والضمير في منه لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وقيل : معناه قَطَع الهجاءُ عَهْدَه وذِمَّته ، والضميرُ على هذا لكَعْب.

[خزم] (*) : حذيفة رضي الله عنه ـ إن الله تعالى يصنع صانع الخَزَم ويصنع كلَّ صَنْعة.

الخَزَم : شجر يُتَّخذ مِنْ لحائه الحِبال ، الواحدة خَزَمة ، وبالمدينة سوق الخزَّامين ، والمراد بصانع الخَزَم : صانع ما يُتّخذ من الخَزَم.

أبو الدَّرْدَاء رضي الله عنه ـ قال له رجل : إن أخوانَك من أهل الكوفة يُقرئونك السَّلام ،

__________________

(*) [خرع] : ومنه في حديث أنس في الأضحية : فنوزعوها ، أو تخرعوها. النهاية ٢ / ٢٨.

(*) [خرع] : ومنه في حديث لا خزام ولا زمام في الإسلام. النهاية ٢ / ٢٩.

٣١٧

ويأمرونك أن تَعِظهم. قال : اقْرَأْ عليهم السلامَ ، ومُرْهم أن يُعطوا القرآن بخَزَائِمهم.

جمع خِزَامَة ، وهي شيء من الشعر كالخِشَاش من العُود في أَنْفِ البعير ، والمرادُ اتِّباعهم القرآن مُنْقَادِينَ لأحْكامِه.

أعطى : منقول بالهمزة ، من عطا الشيء ، إذا تناوله ؛ فهو متعدٍّ إلى مفعولين ، ووجهُ دخولِ الباء هاهنا على المفعول الثاني ، وفي قولهم أَعطى بيده إذا انقاد ووكلَ أمره إلى مَنْ عَنَى له بيانُ ما تضمّن من زيادة المعنى على معنى الإِعطاء المجرَّد.

[خزر] (*) : معاوية رضي الله عنه ـ حبسه عِتْبان بن مالك على خَزِيرةٍ تُصْنَع له.

هي حَساءٌ مِنْ دقيق ودسَم ، وقيل : الحَريرة من الدقيق والخَزِيرة من النُّخَالة.

في الحديث : إن الشَّيْطان لمَّا دخل سفينةَ نوح قال له نوح عليه السلام : اخرج يا عدوَّ الله من جَوْفها ، فصعد على خيْزُرَان السفينة.

هو سُكَّانُها. قال المبرِّد يقال للمُرْدِي (١) : خيْزُرانة إذا كان يتثنى إذا اعتمد عليه.

والخَيْزُران : كلُّ غُصْنٍ مُتثَنّ.

خَزَقْتهم في (بد). لا خِزَام في (زم). ولا تُخْزوا في (حم). خِزية في (حز). فخُزل في (قص).

الخاء مع السين

[خسف] (*) : عمر رضي الله عنه ـ إن العباسَ بنَ عبد المطلب رضي الله عنه سأله عن الشُّعَراءِ ، فقال : امرؤ القيس سابِقهم ، خَسَف لهم عَيْنَ الشِّعْر ، فافْتَقَر عن معانٍ عُور أَصحَّ بَصَر.

أي أنْبَطها وأغْزَرها ، من قولهم : خسف البئرَ : إذا حفَرها في حجارةٍ فنبعت بماءٍ كثير ، فهي خَسِيف.

يريد أنه أولُ من فتَق صناعة الشعر ، وفنّنَ معانيها ، وكثّرها وقصَّدها ؛ فاحتذى الشعراءُ على مثاله.

افتقر : افتعل من الفقير ، وهو فَمُ القناة بمعنى شقّ وفَتَح ، جعل للشعر بصراً صحيحاً ، وجعل ذلك البصر مفتوحاً باصراً ، وهو في المعنى لمتأمله والناظر فيه كقوله تعالى : (وَآتَيْنا

__________________

(*) [خزر] : ومنه في حديث حذيفة : كأني بهم خنس الأنوف ، خزر العيون. النهاية ٢ / ٢٨.

(١) المردي : خشبة يدفع بها الملاح السفينة.

(*) [خسف] : ومنه في حديث علي : من ترك الجهاد ألبسه الله الذلة وسيم الخَسْفَ. النهاية ٢ / ٣١.

٣١٨

ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً) [الإِسراء : ٥٩]. وكذلك وَصْفُه المعاني بالعُور في الحقيقة لمتأملها ، يعني أنها لغموضها وخفائها عليه كأنه أعمي عنها.

والمراد أن امرأ القيس قد أوضحَ معاني الشِّعْر ، ولخصها ، وكشفَ عنها الحجُب ، وجانَبَ التعويص والتعقيد.

ومحلّ عن وما دَخلَ عليه النصبُ على الحال ، كأنه قال : فتح للشعر أصحَّ بَصَرٍ مجاوزاً للمعاني العُورِ متخطياً لها.

[أَخسفت في (شج). يسومكم خَسْفاً في (جم). خَسِيسَتَنا في (حد)].

الخاء مع الشين

[خشب] (*) : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ قال في مكة : لا تَزُولُ حتى يَزُول أَخْشَبَاها.

هما أبو قُبَيْس والأحمرُ ، وهو جَبَلٌ مشْرف وَجْهُه على قُعَيْقِعَان.

والأخْشَب : كلُّ جبل خَشِنٍ غَليظٍ ، وأَخاشب : جبالٌ بالصمَّان.

وفي حديثه الآخر أن جبرئيل قال له : يا محمد ؛ إنْ شئتَ جمعتُ عليهم الأخْشَبَيْن ، فعَلَا رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم أفْكَلٌ وقال : دَعْني أُنذِر قومي.

[الأفْكَل : الرّعْدَة].

أُنذِر : مجزوم بحرف شرط مضمر ، تقديره فإنْ تدعني أُنذر ، ولو رُفع لكان متَّجهاً على أنه يكون حالاً أو كلاماً مستأنفاً كقوله :

*وقال قائلهم أرْسُوا نُزَاولها (١) *

[خشف] (*) : قال صلى الله عليه وآله وسلم لِبِلَال : ما عَمَلُك ، فإني لا أراني أدخُلُ الجنَّة ، فأسمع الخَشْفَة فأنظر إلّا رَأَيْتُك.

الخَشْفَة : الحِسّ والحركة ؛ ومنها : الخِشْف وهو الغَزَال إذا تحرّك.

__________________

(*) [خشب] : ومنه في حديث وفد مذحج : على حراجيج كأنها أخاشب. وفي حديث ابن عمر : أنه كان يصلي خلف الخشبية. النهاية ٢ / ٣٢ ، ٣٣.

(١) عجزه :

فكل حتف أمري : بمضي لمقدار

والبيت من البسيط ، وهو للأخطل في خزانة الأدب ٩ / ٨٧ ، والكتاب ٣ / ٩٦ ، ومعاهد التنصيص ١ / ٢٧١ ، وليس في ديوان الأخطل. وبلا نسبة في المفصل ٧ / ٥١ ، ويروى : «وقال قائدهم» بدل «وقال قائلهم».

(*) [خشف] : ومنه حديث أبي هريرة : فسمعت أمي خشف قدمي. وفي حديث الكعبة : إنها كانت خشفة على الماء فدحيت منها الأرض. النهاية ٢ / ٣٤ ، ٣٥.

٣١٩

أراني : من الرُّؤْية ، بمعنى العِلْم بدليل تعدّيه إلى ضمير فاعله. وأَدخُلُ في موضع المفعول الثاني. ورأيتك في موضع الحال بإضمار قد ، كأنه قيل : لا أراني ناظراً إلا رائياً لك.

[خشخش] : وروي : ما دخلت الجن إلا سمعت خَشْخشةً ، فقلتُ : من هذا؟ فقالوا : بلال ، ثم مررتُ بقصر مَشِيد بَزِيع ، فقلت : لمن هذا القصر؟ فقالوا : لعُمَر بن الخطاب.

الخَشْخَشة : حركة فيها صوت. قال العجاج :

*خَشْخَشَة الرِّيح الحَصَادَ اليُبَّسَا*

البَزِيع : الحَدَث الظَّريف ، وقد بَزُع بَزَاعةً ، فشبَّه به القَصْر في حُسْنه.

[خشش] (*) : دخلت امرأَةٌ النارَ في هِرّة رَبَطَتْها ، فلم تُطْعِمها ولم تَسْقِها ، ولم ترسلها فتأكل من خَشَاشِ الأرض.

أي من هَوامِّها. الواحدة خَشَاشَة ، سُمِّيت بذلك لانْدِسَاسها في التُّرَاب ، من خشَ في الشيء ، إذا دخل فيه يخِشّ ، وخشّه غيره يخشُّه. ومنه الخِشاش ؛ لأنه يُخَشّ في أَنْفِ البعير.

في هرَّة : أي في معناها وبسببها.

[خشب] : في ذكر المنافقين : مستكْبِرون لا يألفون ولا يُؤلفون ، خشُبٌ باللَّيْل ، صُخُبٌ بالنهار ـ وروي : سُخُب. ـ بالسين.

شبَّهَهُم في تمدّدهم نِياماً بالخشُب المُطَرَّحة ، ويقال للقتيل : خرَّ كأنه خَشَبة ، وكأنه جِذْع. قال جميل بن معمر :

قعدتُ له والقومُ صَرْعَى كأنهم

لدَى العِيس والأكْوَار خُشْبٌ مُطَرَّحُ

السَّخَب والصَّخَب : اختلاط الأصوات ، والأصل السين ، ومنه السِّخَاب ، وهو القِلَادة من قَرَنْفُل ، وقيل : ومن خَرز ؛ لإِجراسه ، والصاد بَدَل ، والذي أُبدلت له وقوع الخاء بعدها ؛ كقولهم : صَخّر في سَخّر ؛ والغَيْن والقاف والطاء أخوات الخاء في ذلك ، يقال : أَصْبَغ ويُصَاقون ومُصَيْطر!

والمراد رفعُ أَصْواتهم وضجيجهم في المجادلات والخُصُومات وغير ذلك.

[خشش] : عمر رضي الله عنه ـ أَتَاه قَبيصة بن جابر فقال : إني رميتُ ظبياً ، وأنا مُحْرم ، فأصبتُ خُشَشَاءَه ، فرَكِبَ رَدْعَه ، فأَسِنَ فمات. فأقْبل على عبد الرحمن بن عوف فشاوَرَه ، ثم قال : اذْبَحْ شاة. فقال قبيصة لصاحبه : والله ما عَلِم أميرُ المؤمنين حتى سأل

__________________

(*) [خشش] : ومنه حديث العصفور : لم يتفع بي ولم يدعني أختش من الأرض. ومنه حديث ابن الزبير ومعارية : هو أقل في أنفسنا من خشاشة. النهاية ٢ / ٣٣.

٣٢٠