الفائق في غريب الحديث - ج ١

جار الله محمود بن عمر الزمخشري

الفائق في غريب الحديث - ج ١

المؤلف:

جار الله محمود بن عمر الزمخشري


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤١٥

هو المُحْقَوْقِف ؛ وهو المنعطف المُنثِني في نَوْمه ، وقيل : هو الكائن في أصل حِقْفٍ من الرَّمْلِ.

لا يَرِيبه : لا يُوهمه الأذى ، ولا يتعرَّض له بِه.

[حقق] (*) : قال للنساء : ليس لكنّ أن تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ ، عليكن بحافات الطَّريق.

هو أن يَرْكَبنَ حُقَّها وهو وسطها. يقال : سقط على حَاقِ القَفَا وحُقِّه.

عليك ، جعل اسماً للفعل الذي هو خذ ، فقيل : عليك زيداً وبِزَيد ، كما قيل : خُذْه وخُذْ به.

الحافَة : الناحية ، وعينها واو ، بدليل قولهم في تصغيرها حُوَيْفَة ، وتحوّفه بمعنى تطرفه. قال:

تَحَوَّفَ غَدْرهم مَالِي وأهدى

سَلَاسِلَ في الحُلوق لها صَلِيلُ

وأمّا تحيّفه فمن الحَيفِ.

[حقب] (*) : عن عُبَادة بن أحمر المازِنيّ : كنتُ في إبلي أَرْعاها ، فأَغَارت علينا خيلُ رسولِ الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أو خَيلُ أصحابه ، فجمعتُ إبلي ، وركبتُ الفحل ، فحقِب فتفاجَّ يَبُول ، فنزلتُ عنه ، وركبتُ ناقة منها ، فنجَوْت عليها وطرَدُوا الإِبل.

الحَقَب : أن يتعسَّر البولُ على البعير. ومنه : حَقِبَ عامنا : إذا احْتَبس مَطَرُه. وقيل : هو أن يقع الحَقَب (١) على ثِيله فيُورِثه ذلك.

التفاجّ : تفاعل من الفَجَج ، وهو أبلغ من الفَجَح.

والمعنى : ففرج بينَ رِجْليه يريدُ أن يَبُول.

[حقق] : أبو بكر رضي الله تعالى عنه ـ خرجَ إلى المسجد ، فقيل : ما أخْرَجك هذه الساعة؟ قال : ما أَخْرَجني إلا ما أَجِدُ من حَاقِ الْجُوع.

أي من صَادِقه ، ويقولون : فلانٌ والله حاقّ الرجل ، وحاقّ الشجاع ، وحاقّة الرجل وحاقّة الشجاع.

__________________

(*) [حقق] : ومنه في حديث الحضانة : فجاء رجلان يحتقان في ولدٍ. ومنه الحديث : من يحاقني في ولدي. وفي حديث علي : إذا بلغ النساء نص الحقاق فالعصبة أولى. ومنه حديث عمر : من وراء حقاق العرفط. النهاية ١ / ٤١٤ ، ٤١٥.

(*) [حقب] : ومنه الحديث : لا رأي لحاقب ولا لحاقن. ومنه الحديث ؛ حَقِب أمرُ الناس. النهاية ١ / ٤١١.

(١) الحَقَب : الحبل الذي يشد على حقو البعير.

٢٦١

والمعنى : صادق جنسه في الرُّجولية والشّجاعة.

وروي : من حَاقِ الجوع. وهو من حَاقَ به البلاءُ يَحيق حَيْقاً وحاقاً ؛ أي من اشتمال الجوع ، ويجوز أن يكون بمعنى حائِق ، كالشاك والنال.

عمر رضي الله تعالى عنه ـ لما طُعِن أُوقِظ للصَّلَاةِ ، فقيل : الصلاة يا أَميرَ المؤمنين. فقال : الصلاةُ والله إذن ولَا حقَ.

أي الصلاة مقضيّة إذن ولا حقّ مَقْضِيّ غيرها ؛ كأَنه أراد في عنقه حقوقاً جمّة مُفْتَرَضاً عليه الخروجُ عن عُهْدَتها ، وهو غيرُ مقتَدر عليه ؛ فهَبْ أنه قَضى حقَ الصلاة فما بالُ الآخَر؟ وقيل معناه : ولا حظَّ في الإِسلام لمنْ تركها. ويُحْتَمل : ولا حظَّ لي فيها ؛ لأنه وجد نفسه على حالٍ سقطت عنه الصلاةُ فيها ؛ وهذا أوقع.

ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما ـ قال في قُرَّاءِ القرآن : متى ما تَغْلُوا تَحْتَقُّوا.

التحاقُ والاحْتِقاق : التخاصم ، وأن يقولَ كلّ واحد : الحقُ معي.

[حقن] : في الحديث : لا رأي لحاقِنٍ ولا حاقِبٍ ولا حازِقٍ.

الحاقب : المحْصُور.

والحازق : الذي ضاق خُفّه فحزَقَ قدمَه ، أي ضغطها ، وهو فاعل بمعنى مفعول. ويجوز أن يكون بمعنى ذي الحَزْق ، كما قيل في : (ماءٍ دافِقٍ) ، و (عِيشَةٍ راضِيَةٍ).

لا يُصَلِّيَنَّ أَحَدُكُمْ وهو حَقِنٌ حتى يتخَفَّفَ.

هو الحاقن.

[حقل] : ما تصنعون بمَحَاقِلكم.

هي المَزارع ، الواحدة مَحْقلة.

حَقَبه في (ضج). الحقل في (رب). حِقاق العُرْفُط في (قل). الحِقَاق في (نص).

نُفُج الحقيبة في (خض). على أحْقابها في (خط). حَاقِنتي في (سح). كحقّ الكهول في (عص). المُحْقِب في (أم). كل حُقّ في (حق). حقوت في (حف). [الحقحقة في (سو).

الحاء مع الكاف

[حكك] (*) : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه ، قال : قال لي أبو جَهْل بن هشام : والله إني أعلم أن ما يقولُ محمد صلى الله عليه وآله وسلم حقّ ، ولكن قالت بني قُصَيّ : فينا الحِجابة! فقلنا : نعم ، ثم قالوا : فينا

__________________

(*) [حکک] : ومنه ف حديث السقيفة : أنا جذيلها المحك. النهاية ١ / ٤١٨.

٢٦٢

اللِّواء! قلنا : نعم ، ثم قالوا : فينا النَّدْوَة! قلنا : نعم. ثم قالوا : فينا السّقاية! قلنا : نعم ، ثم أَطْعَمُوا وأَطْعَمْنَا ، حتى إذا تحاكَّتِ الرُّكب قالوا : منا نبيّ ؛ والله لا أَفْعَل!.

أي تماسَّت واصطكّت ، والمراد تَسَاويهم في الشَّرَف وتَشَاكُلهم في المَنْزِلة. وقيل : تجاثيهم على الرُّكب للتَّفَاخُر.

وأراد بالإِطعام : الرِّفادة. كانوا يترافدون فيشترون الجُزُر والكعك والسَّويق ، ويُطْعِمُون الحاجّ ، ويقولون : نحن أهلُ الله وجيرانُ بيته ، والحاجُّ وَفْد الله وضِيفانه ؛ فنحن أَوْلَى بِقِراهم.

وعَنَى بالنَّدْوَة تناديهم في دَار عبد المطلب للتَّشاور إذا حَزَبهم أمر.

سأله صلى الله عليه وآله وسلم النَّوّاس بن سَمْعَان عن البِرّ والإِثم ، فقال : البرُّ حُسْنُ الخلُق ، والإِثمُ ما حَكّ في نَفْسِكَ وكرهتَ أن يطَّلع عليه الناس.

أي أثّر في قلبه وأوهمه أنه ذنب وخَطِيئة.

ومنه حديثه صلى الله عليه وآله وسلم : الإِثم ما حَكَ في صَدْرك وإن أَفْتَاكَ الناس عنه وأَفْنَوْك.

أي أَرْضَوْك.

ومنه الحديث : إياكم والحكَّاكات ، فإنها المآثم.

أي الأمور التي تحكّ في الصدور.

وروي : ما حَاكَ ، من قولهم : حاك فيه السيف وأَحاك.

[حكمة] (*) : عمر رضي الله عنه : إنَّ العبدَ إذا تَوَاضع رَفَع الله حَكَمَتَه ، وقال : انتعش نَعَشَك الله ، وإذا تكبَّرَ وعَدَا طَوْرَه وهَصَه الله إلى الأرض.

الحَكَمة من الإنسان : أسفل وَجْهِه ، ورَفع الحكَمة كنايةٌ عن الإِعزاز ؛ لأن من صفةِ الذليل أَن ينكِّس ويضرب بذقنه صَدْرَه. وقيل : الحَكَمة القَدْرُ والمنزلة ، من قولهم : لا يقدر على هذا مَنْ هو أعظم حَكَمة منك.

وَهَصَه : كسرَه ودَقَّه.

[حكر] (*) : أبو هريرة رضي الله تعالى عنه ـ قال في الكلاب : إذا وَرَدْن الحَكَر الصَّغير لا تَطْعَمْه.

__________________

(*) [حكم] : ومنه الحديث : الصمت حكم وقليل فاعله. وفي الحديث : ما من آدمي إلا ولي رأسه حكمة. النهاية ١ / ٤١٩ ، ٤٢٠.

(*) [حكر] : ومنه الحديث : أنه نهى عن الحكرة. ومنه حديث عثمان : أنه كان يشتري العبر كرة. النهاية ١ / ٤١٧ ، ٤١٨.

٢٦٣

هو الماء المستنقع في وَقَبَةٍ من الأرض ، لأنه يُحْكَر أي يُجْمع ويُحْبَس ، من احتكار الطعام.

لا تَطْعَمْهُ : أي لا تَشْرَبْه. ومنه قوله تعالى : (وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي) [البقرة : ٢٤٩].

[حكم] : ابن عباس رضي الله عنهما ـ قرأتُ المُحْكَم على عَهْدِ رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ، وأنا ابنُ اثنتي عشرةَ سنةً.

يعني المُفَصَّل ، سُمِّي مُحْكماً لأنه لم يُنْسَخ منه شيء ، وقيل : يعني ما لم يكن متشابهاً ؛ لأنه أُحكم بيانُه بنفسه ، ولم يَفْتَقِر إلى غيره.

كان الرجلُ يَرِثُ امرأة ذاتَ قرابته ، فيعضُلُهَا حتى تموتَ أو تَرُدّ إليه صَدَاقها ، فأَحْكَم اللهُ تعالى عن ذلك ونَهَى عنه.

أي منع ، يقال : حَكَمْتُ الفرس وحكَّمته وأَحْكمته : إذا قَدَعْتُه. قال :

أَبَنِي حَنِيفَةَ أَحْكِمُوا سُفَهَاءَكم

إنّي أَخَافُ عليْكُمْ أَنْ أَغْضَبَا (١)

كَعْب رحمه الله ـ ذكر داراً في الجنة ووَصفها ، ثم قال : لا يَنْزِلها إلا نبيّ أو صدّيق ، أو شهيد ، أو مُحَكَّمٌ في نفسه ، إو إِمامٌ عادل.

هو الذي يخيّر بين الشرك والقتل فيختار القَتْل.

ومنه الحديث : إِن الجنة لِلْمُحكَّمين. ـ وروي بالكسر ، وفُسر بأنه المُنْصِف من نفسه.

النخعي رحمه الله ـ حَكِّم اليتيمَ كما تُحَكِّم ولدَك.

أي امْنَعْه من الفَسَاد.

الحَكَمَ في (عص). حُكْرَة في (عي). المحَكّك في (جذ). الحكم في الأنصار في (دع). [إذ حككت قرحة في (قف)].

الحاء مع اللام

[حلوان] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ نهى عن حُلْوَانِ الكاهن.

هو أُجرته ، يقال : حَلَوْتُه كذا ، إذا حَبَوْتَه به ، فحُلِي به ؛ إذا ظفر به. واشتقاقُه من الحَلاوَة.

[حلم] (*) : أمر معاذاً رضي الله تعالى عنه أن يأخذَ من كلّ حالم دِيناراً.

__________________

(١) البيت لجرير في ديوانه ص ٥٠.

(*) [حلم] : ومنه في حديث صلاة الجماعة : ليليني منكم أولو الأحلام والنُّهَى. النهاية ١ / ٤٣٤.

٢٦٤

قيل : المرادُ كلّ من بلغَ وقْت الحُلْمُ ، حَلَم أو لم يَحْلم.

ومنه الحديث : الغسلُ يوم الجمعة واجبٌ على كل حالم.

[حلس] : إنّ امرأة تُوفّيَ عنها زوجُها ، فاشتكت عينها ، فأرادوا أن يُدَاوُوها ، فسُئِلَ صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك ، فقال : فكانت إحداكنَّ تمكثُ في شر أَحْلَاسها في بيتها إلى الحَوْل ، فإذا كان الحَوْل ، فمرَّ كلب رَمَتْه ببَعْرة ثم خرجتْ ، أفلا أَربعة أشهر وعشراً.

الحِلْس : كساءٌ يكونُ على ظَهْر البعير تحت البَرْذَعة ، ويُبْسَط في البيت تحت حُرّ الثياب ، وجمعه أَحْلَاس. قال :

ولا تَغُرَّنْكَ أَضْغَانٌ مُزَمَّلة

قد يُضْرَب الدّبر الدَّامي بأَحْلاسِ

والمعنى أنها كانت في الجاهلية إذا أحدّت على زوجها اشتملت بهذا الكِساء سنةً جرداء ، فإذا مضت السنةُ رمَت الكَلْب ببَعْرة ، تَرَى أن ذلك أَهون عليها من بعرة يُرْمَى بها كلبٌ ، فكيف لا تصبرُ في الإِسلام هذه المدة. وأربعة أشهر منصوب بتمكث مُضْمراً.

وفي حديثه : إنه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ذكر الفِتن حتى ذكر فِتْنَةَ الأَحْلَاس ، فقال قائل : يا رسولَ الله ؛ وما فِتْنَةُ الأَحْلاس؟ قال : هي هَرَب وحَرَب. فتنة السرَّاء دَخَنُها من تحتِ قدميْ رجلٍ من أهل بيتي ، يَزْعم أنه مِنِّي وليس مني ؛ إنما أوليائي المتَّقون ؛ ثم يصطلح الناسُ على رجلٍ كَوَرِكٍ على ضِلَع ، ثم فتنة الدُّهَيْمَاء ، لا تَدَعُ من هذه الأمة أحداً إلا لطَمَتْهُ.

كأنَّ لها أحلاساً تُغَشّيها الناس لظُلْمَتها والْتباسها ، وهي ذات دَوَاهٍ وشُرور رَاكدة لا تُقْلع بل تلزم لُزُوم الأحْلاس.

السرَّاء : البَطْحَاء.

الدَّخَن : من دَخِنَتِ النارُ دخَناً إذا ارتفع دُخانها ، وقيل : الدّخَن : الدُّخان.

من تحت قَدَمَي رَجُل : أي هو سببُ إثارتها.

كَوَرِكٍ على ضِلع : مَثَل ، أي لا يستقلُّ بالملك ولا يُلَائمه ، كما أن الورك لا يُلَائم الضِّلع.

الدُّهَيْمَاء : الدَّاهِية.

ومنه حديثه صلى الله عليه وسلم : مررت على جبرئيل ليلة أُسْرِي بي كالْحِلْس من خَشْيَة الله.

ويشبه به الذي لا يَبْرُح منزله ، فيقال : هو حِلْسُ بيته.

ومنه حديثُ أبي بكر رضي الله عنه : كن حِلْسَ بيتك ، حتى تأتيك يدٌ خاطئة أو منيّة قاضية.

وكذلك الذي يلزم ظَهْر فرسه فيقال : هو منْ أَحْلاس الخيل.

٢٦٥

ومنه حديث معاوية رضي الله عنه ، دخل عليه الضّحاك بن قيس ، فقال معاوية :

تطاولت للضّحاك حتى ردَدْته

إلى حَسَبٍ في قومه مُتَقَاصِر

فقال الضحّاك : قد علم قومنا أنّا أَحْلَاسُ الخيل ، فقال : صدقت ، أنتم أَحْلَاسها ونحن فُرْسانها!.

أراد أنتم رَاضَتُها وسَاسَتُها ، فتلزمون ظهورَها أبداً ؛ ونحن أهلُ الفروسية. ويحتمل أن يذهبَ بالأحلاس إلى الأكسية ، ويريد أنكم بمنزلتها في الضّعَة والذِّلة ، كما يقال للمستضعف : بَرْدَعة ووَلِيّة.

[حل] (*) : لا يَمُوتُ لمؤمنٍ ثلاثة أولاد فتمسُّه النار إلا تَحِلَّةَ القَسَم.

مثلٌ في القليل المُفْرِط القِلَّةِ ، وهو أن يُبَاشِرَ من الفعل الذي يُقْسِم عليه المقدارَ الذي يُبِرُّ به قَسَمَه ويُحَلِّله ، مثل أن يحلف على النزول بمكانٍ ، فلو وَقَع به وَقْعَةً خفيفة فتلك تَحِلّةُ قَسَمِه. قال ذو الرمة :

طَوَى طيَّة فَوْقَ الكرى جَفْن عَيْنِه

على رَهباتٍ منْ حَنَانِ المُحَاذرِ (١)

قليلاً كَتَحْليل الأُلَى ثم قلَّصت

به شيمةٌ رَوْعاء تَقْلِيصَ طَائِرِ

والمعنى : لا تمسه النار إلا مَسَّةً يَسيرة مثل تحليل قَسَم الحالف ، ويحتمل أن يُرَاد بالقسم قوله تعالى : (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا) [مريم : ٧١]. لأنَّ ما حتَّمَهُ الربُّ على نَفْسه جارٍ في التأكيد مَجْرى المُقْسَم عليه ، ويعني بتحلَّتِه الوُرُود والاجْتِيَاز.

[حلق] : لَعَنَ من النساء الحالقةَ والسالِقة والخَارِقة والمُنْتَهِشَة والمُمْتَهِشَة.

الحَالِقة : التي تَحْلِقُ شَعْرَها.

السالقة : التي تصرخ عند المصيبة ، والسَّلْق والصَّلْق : الصوت الشديد.

الخارِقة : التي تخرق ثوبها.

المُنْتَهِشَة : التي تَخْمِش وَجْهَها ، وتأخذ لحمه بأَظْفَارِها ، من قولهم : انْتَهَشَه الذّئب والكَلْبُ والحيَّة ، وهي عضَّة سريعة لها مشقة.

__________________

(*) [حلّ] : ومنه في حديث عائشة : قالت : طيب رسول الله صلى الله عليه وسلم لحله وحرمه. ومنه حديث دريد بن الصمة : أنت مُحِلٌّ بقومك. وفي حديث العمرة : حلَّت العمرة لمن اعتمر. وفي حديث أبي قتادة: ثم ترك فتحلّل. وفي حديث بعض الصحابة : لا أوتى بحال ومحلَّل إلا رجمتهما. ومنه الحديث : أن تزاني حليلة جارك. ومنه : خير الكفن الحُلَّة. النهاية ١ / ٤٢٨ ، ٤٢٩ ، ٤٣٠ ، ٤٣١.

(١) البيتان في ديوان ذي الرمة ص ٢٩٤.

٢٦٦

المُمْتَهِشَة ، جاء في الحديث : أَنها التي تَحْلِق وجهها بالموسَى للزينة. ؛ قيل : كأنَّ هاءَها مبدلة من حاء ، من المَحْش ، وهو السَّحج والقَشْر ، يقال : مرَّ بي فمحَشَني.

[حلف] (*) : حالف صلى الله عليه وسلم بين قريش والأَنصار في دار أَنَس التي بالمدينة.

أي آخى بينهم وعاهد.

[حلب] (*) : كان صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل دَعَا بشيءٍ نحو الحِلَاب.

هو المِحْلَب ، قال :

صَاحِ هَلْ رَيْتَ أَوْ سَمِعْتَ بِرَاعٍ

رَدَّ في الضَّرْعِ ما قَرَا في الْحِلَابِ (١)

ومنه حديث عائشة رضي الله تعالى عنها : كان صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الْجَنَابة دَعَا بشيءٍ مثل الحِلاب ، فأَخذ بكفِّه ، فبدأ بشقِّ رأسه الأيمن ، ثم الأَيْسَر.

ورُوي : «مثل الْجُلَّاب». بالجيم والضمّ ، وفُسِّر بماء الورد ، وأنه فارسي معرّب.

لما رأى سعد بن معاذ كَثْرَة استشارةِ النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أصحابَهُ يوم بَدْر قال : إنه إنما يستنطق الأَنصار شفقاً ألّا يستحلبوا معه على ما يريدُ من أمره.

استحلاب القوم ، مثل إحلابهم ؛ وهو اجتماعُهم للنصرة وإعانتهم ، إلّا أنّ في الاستحلاب معنى طَلَب الفعل وحَرَص عليه ، وأصل الإِحلاب : الإِعانة على الحلب ، ثم كَثُرَ حتى استعمل في كلِّ موضع ، والمعنى ما يستشيرُهم إلَّا خَوْفاً من أن يَتْرُكوا إعانَته. وشفقاً : مفعول له ، وحرفُ الجر محذوف قبل أن. وأن مع مَا في حَيِّزها منصوبة المحلّ بالمصدر المُفْضي إليها بعد حَذْفِ الجار.

[حلل] : أَحِلُّوا الله يَغفر لكم.

أي أَسْلِمُوا لله ، ومعناه الخروج من حَظْر الشرك وضِيقه إلى حِلِ الإِسلام وسَعته ، من أَحَلَ المُحْرم.

__________________

(*) [حلف] : ومنه الحديث : لما صاحت الصائحة على عمر ، قالت : وا سيد الأحلاف ، قال ابن عباس: نعم والمحتلف عليهم. النهاية ١ / ٤٢٥.

(*) [حلب] : ومنه الحديث : فإن رضي حلابها وأمسكها. ومنه الحديث : إياك والحلوب. ومنه حديث نقادة الأسدي : أبغني ناقة حلبانة ركبانة. ومنه الحديث : الرهن محلوب. وفي حديث طهفة : ونستحلب الصبير. النهاية ١ / ٤٢١ ، ٤٢٢.

(١) البيت من الخفيف ، وهو لإسماعيل بن يسار النسائي في الأغاني ٤ / ٤١١ ، وشرح شواهد الشافية ص ٣١٦ ، وللربيع بن ضبع الفزاري في جمهرة اللغة ص ٣٦٦ ، وبلا نسبة في الاشتقاق ص ٣٣٢ ، وخزانة الأدب ٩ / ١٧٢ ، وشرح شافية ابن الحاجب ٣ / ٣٨ ، ولسان العرب ١ / ٦٢٨ (علب). ويُروى «في القلاب» بدل «في الحِلابِ».

٢٦٧

وروي : «أَجِلّوا. بالجيم» ، أي قولوا له : يا ذَا الْجَلَال ، وآمنوا بعظَمَته وجَلَاله.

لا أُوتَى بِحَالٍ ولا مُحَلَّلٍ له إلا رَجَمْتُهُما.

يقال : حَلَلت لفلان امرأتَه فأَنا حَالٌ وهو محلول له : إذا نكحها لِتَحِلَ للزوج الأول ، وهو من حلِ العقدة. ويقال : أَحْلَلْتُها له وحَلَّلْتُها.

وعنه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : إنه لعن المُحَلِّلَ والمُحَلَّل له.

وروي : لعنَ المُحِلَ والمُحَلَ له.

سُئِل صلى الله عليه وسلم أيُّ الأعمالِ أفضل؟ فقال : الحالّ المُرْتحِل. قيل : وما ذَاك؟ قال : الخاتِم المفْتَتِح.

أراد الرجل المواصل لِتِلَاوةِ القرآن الذي يَخْتِمه ثم يَفْتَتحه ، شبَّهه بالمسْفار الذي لا يُقْدِم على أهله فيَحُلّ إلَّا أنشأ سَفَراً آخر فارْتحل.

وقيل : أراد الغازي الذِي لا يَقْفُل عن غَزْوٍ فيختمه إلَّا عَقَّبَه بآخر يفتتحه.

والتقديرُ عمل الحالّ المُرْتَحِل ، فحذف لأنه معلوم.

أبو بكر رضي الله عنه ـ مرَّ بالنّهدية إحدى مَوَالِيه ، وهي تَطْحَن لمَوْلَاتها وهي تقول :والله لا أُعْتِقكِ حتى يُعْتِقَك صُبَاتك ، فقال أبو بكر رضي الله عنه : حِلًّا أُمَّ فلان! واشْتَرَاها فأَعْتَقها.

حِلًّا : بمعنى تَحَلُّلاً ، من تَحَلَّلَ في يمينه إذا اسْتَثْنَى ، وهو في حذف الزوائد منه وردّه إلى ثلاثة أحرف للتخفيف نظيرُ عَمْرَك الله ، بمعنى تعميرك الله ، وانتصابُه بفعل مضمر تقديرُه تحلَّلي حلًّا.

قال عَبيد :

حِلَّا أَبَيت اللَّعْن حِلَّا

إنَّ فيما قُلْتَ آمَهْ (١)

يقال هذا لمن يَحْلف على ما ليس بمرضي ؛ ليكونَ له سبيلٌ بالاستثناء إلى إِتيان المرضيّ مع إبْرَارِ اليمين ، وأَرادت بالصُّباة المسلمين ، أي حتى يَشْتَرِيك بعضُهم فيُعتقك.

المَوَالي : جمع مَوْلًى ومولاة ، لأن مَفْعَلاً ومَفْعَلَة يُجْمَعَانِ على مَفَاعِل.

[حلم] [حلن] : عمر رضي الله عنه ـ قَضَى في الأَرْنبِ يقتلُها المحرم بحُلّام ـ وروي بالنون.

__________________

(١) البيت في ديوان عبيد ص ١٢٥ ، وفي رواية الشعر والشعراء ص ٥٣ :

مهلا أبيت اللعن مهلا

٢٦٨

الحُلَّان : الجدي أو الحمَل ، يسمى بذلك حين تَضَعُه أمه فيحُل بالأرض ، ويلزمه ما دامَ صغيراً. قال ابن أحمر :

يُهْدَى إليه ذِرَاعُ الْجَدْيِ تَكْرِمَةً

إمَّا ذَبِيحاً وإمَّا كان حُلّانا (١)

أراد إما كبيراً قد استحقَّ أن يُذبح ، وإما صغيراً قريبَ العهد بالوَضْع.

وأما الْحُلَّام فميمُه بدلٌ من النون ، وقيل : هو الصغير الذي حَلَّمه الرَّضَاع ، أي سَمَّنَه ؛ من تَحَلم الصّبيّ إذا سَمِن واكْتَنَزَ.

وفي حديث عثمان رضي الله عنه : إنه قَضَى في أمّ حُبَيْن بحُلَّان.

[حلف] : من كان حليفاً أَوْ عَريراً في قَوْمٍ قد عَقَلوا عنه ونَصَرُوه فمِيراثُه لهم ، إذا لم يكن له وارثٌ معلوم.

الحليف : المحالِف ، وهو المُعَاهَد.

والعَرير : النزيل فيهم ليس من أنفسهم ؛ من عَرَّه واعْتَرَّه ، إذا غَشِيَه.

عَقَلوا عنه ، أي وجبت عليه دِيَة فأدَّوها عنه.

[حلل] : إنَّ عليًّا عليه السلام أَرْسَل أمّ كلثوم إليه وهي صغيرةٌ ، فقالت : إنَّ أبي يقولُ لك : هل رضيت الْحُلَّة؟ فقال : نعم قد رضيتُها.

كان قد خَطب إلى عليّ عليه السلام ابنتَه ، فاعتذَر إليه بصِغَرها ، وأرسلها إليه ليَرَاها إِعذاراً ، وجعل الحُلَّة كنايةً عنها ، وقد يكنَّى عن النساء باللباس.

[الحلب] : أبو ذرّ رضي الله عنه ـ قال لحبيب بن مسلمة : هل يُوَافِقُكُم عَدُوُّكم حَلَبَ شاةٍ نَثُور؟ وروي : فتوح. قال : إي والله وأربع عُزُز ، فقال : غَلَلتم والله.

الحلَب بالتحريك : مَصْدر حَلَب ، والمعنى وقْتَ حلَب شاةٍ ، فحذف ؛ ومثله قولهم : آتيك خُفُوقَ النجم.

النَّثُور والفَتُوح : الواسعة الإِحْلِيل ، كأنها تَنْثُر الدرَّ نَثْراً وتفتح سبيله فتحاً.

إي بمعنى نعم ؛ إِلا أنها تختص بالإِتيان مع القسم ؛ إيجاباً لما سَبَقه من الاستعلام ، ونعم تأتي مع القَسم وغيره.

العُزُز : جمع عَزُوز ، وهي الضّيّقة الإحليل ، كأَنها تعزّ حالبها على الدرّ ، أي تغلبه عليه وتمنعه إيَّاه.

__________________

(١) البيت في لسان العرب (حلن) ، وذكر قبله :

فداك كل فمثيل الجسم مختشع

وسط المقامة يرعى الضأن أحيانا

٢٦٩

غَلَلتم ، أي خُنْتُم في القول ولم تصدقوا.

[حلقن] : أبو هُرَيرة رضي الله عنه ـ لما نَزَلَ تحْرِيمُ الخمر كنَّا نَعْمِد إلى الحُلْقَانةِ ، وهي التَّذْنُوبة ، فنقطعُ ما ذَنَّبَ منها حتى نخلص إلى البُسْر ثم نَفْتَضِخه.

إِذا بلغ الإِرْطاب ثُلُثي البُسْر فهو حُلْقان ، ووزنها فُعْلال ؛ لأن نونَها يقضي على إصالتها قولهم : حَلْقن البُسر فهو مُحَلْقِن. ونظيره دِهقان وشَيطان نصَّ سيبويه على أن نونيهما أصليتان مُسْتَدِلًّا بتَدَهْقَن وتَشَيْطَن ، وإذا رَطَّبَ من قِبَلِ ذِنَابه فهو التَّذْنُوب وقد ذَنّبَ.

افتِضَاخُه : أن يُفْضَخ باليَد ، وهو شَدْخُه ، فيتَّخذ منه شرابٌ يُسَمُّونه الفَضيخ.

[حلى] (*) : كان يتوضَّأُ إلى نِصْف السَّاقِ ويقول : إن الحِلْيَة تبلغ مَواضِع الوضوء.

أراد بالْحِلْيةِ التَّحْجيل يوم القيامة من أَثر الوُضُوءِ. من قوله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : إنّ أُمَّتي يوم القيامة غُرّ من السجود محجَّلون من أَثر الوضوء.

[حلل] : ابن عباس رضي الله عنهما ـ إنّ حَلْ لَيُوطِي ويُؤْذِي ويَشْغَل عن ذكر الله.

هو زَجْرٌ للنَّاقةِ ، والمعنى : إن حثّك النَّاقة والتصويت بها في الإِفاضة من عَرَفات يُؤَدِّي إلى ذلك فَسِرْ على هِينَتِك.

[حلف] : لقِيَه عبدُ الله بن صَفْوان بن أُميّة بن خلف في خلافةِ عمر ، فقال : كيف تَرَوْن ولاية هذا الأَحْلافي؟ قال : وجدنا ولايةَ صاحبه المُطَيَّبِيِّ خيراً من ولايته.

كانت الرِّياسةُ في بني عبد مناف ، والْحِجَابة في بني عبد الدار ، فأَراد بنو عبد مناف أن يَأْخُذُوا ما لعبدِ الدار ، فحالف عبدُ الدار بني سَهْم ليمنعوهم ، فعمدت أمُّ حكيم بنت عبد المطلب إِلى جَفْنَةٍ فملأتها خَلُوقاً ، ووضعتها في الْحِجْر ، وقالت : من تطيَّبَ بهذا فهو منَّا ؛ فتطيَّبت به عبدُ مناف وأَسَد وزُهْرَة وبنو تَيْم ؛ فسُمُّوا المُطَيَّبين ، فالمطيَّبِي أبو بكر ؛ لأنه من تَيْم. ونحرَ بنو سَهْم جَزُوراً ؛ وقالوا : مَنْ أدخَلَ يده في دَمِها فهو منّا ؛ فأَدْخلت أيديها بنو سَهْم وبَنُو عبد الدار وجُمَح وعَديّ ومَخْزُوم وتحالفوا ؛ فسمّوا أحلافاً ؛ فالأَحْلافيّ عُمَر ؛ لأنَّه من عَدِيٍّ.

ويروى : إنه لما صَاحت الصَّائحة على عمر قالت : وا سيّدَ الأحلاف! قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : والمُحْتَلَف عليهم ؛ يعني المُطَيَّبين.

النسبة إلى الأَحلاف كالنسبة إلى الأبناء في قولهم أبنائي.

[حلج] : ومنه

حديث المغيرة : إنه خرج مع ستة نفر من بني مالك إلى مِصْرٍ فعدَا

__________________

(*) [حلى] : ومنه في حديث علي : لكنهم حليت الدنيا في أعينهم. وفي حديث قس وحلي وأقاح. النهاية ١ / ٤٣٥.

٢٧٠

عليهم ، فقتلهم جميعاً ، واسْتاق العير ، ولَحِق برسول الله ، فاجتمعت الأحلاف إلى عُروة بن مسعود فقالوا : ما ظنُّك بأبي عمير سيّد بني مالك؟ قال : ظَنِّي والله أنكم لا تتفرَّقون حتى تَرَوْهُ يَخْلِجُ أو يَحْلِج في قومه ، كأنه أَمة مُخَرَّبة ، ولا ينتهي حتى يبلغَ ما يريد ويرضى من رِجاله ، فما تفرَّقوا حتى نَظَرُوا إليه قد تَكَتَّب يُزَفُّ في قومه.

يَحْلج : يمشي مسرعاً في حثِّ قومه فيحرك في مَشْيه يديه وأعضاءه فِعْل الخالج وهو الجاذب.

يَحْلِج : يُسْرِع ، من قول العجاج :

*تُواضخُ التقريب قِلواً مِحْلَجَا (١) *

المُخَرَّبة : المَثْقُوبة الآذَان ، من الخُرْبَة ؛ شبَّهه بأَمَة سِنْدِيَّة لشدَّةِ أَدَمة لَوْنه.

تكَتَّب : تحزَّم ، وجمَع عليه ثيابه.

يُزَفّ : من الزَّفيف ، وهو الإِسراع.

[حلق] (*) : أنس ـ كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصلِّي العصر والشمس بيضاء مُحَلِّقة ، فأَرجع إلى أَهلي فأقول : صَلُّوا.

أي مُرْتَفِعة ، من حلَّق الطائر : إذا ارتفع في طَيَرانه ، ومنه الحالِق ، وهو المكان المُشرِف ، يقال : هَوَى مِنْ حالق.

[حلل] : عائشة رضي الله عنها ـ قالت لامرأةٍ مرَّتْ بها : ما أَطْوَل ذَيْلَها! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : اغْتَبْتِها ، قُومِي إليها فتَحلَّلِيها.

التحلّل والاسْتِحْلَال : طَلَبُك إِلى الرَّجل أن يجعلَك في حِلٍ.

وفي الحديث : من كانت عنده مَظْلَمة من أخيه فَلْيَسْتَحِلّه.

[حلج] : عديّ رضي الله عنه ـ لا يَتَحَلَّجَنَ في صَدْرِك طعامٌ ضَارَعْتَ فيه النَّصْرَانية.

يقال : دع ما تحَلَّجَ في صَدْرِك وما تخَلَّجَ ، أي اضطرب فيه رَيْبٌ منه ، والمعنى : إنه نظيف فلا تَرْتابنَّ فيه.

[حلل] : النَّخَعيّ رحمه الله ـ قال في المُحْرِم يَعْدُو عليه السَّبُع أو اللِّص : أَحِلّ بمَنْ أَحَلّ بك.

أي مَنْ ترك الإِحرام وأَحَلَ بك فقاتَلَك فأَحْلِل به أنت أيضاً وقاتِله.

__________________

(١) البيت في أراجيز العرب ص ٧٦ ، ولسان العرب (وضخ).

(*) [حلق] : ومنه الحديث : أنه نهى عن بيع المحلِّقات. ومنه الحديث : وإن لنا أغفال الأرض والحلقة. النهاية ١ / ٤٢٦ ، ٤٢٧.

٢٧١

وفي حديث آخر : من حَلَ بك فاحْلِلْ به.

يقال : حَلَ المحرم صار حلالاً ، وأَحلَ : دخل في الحِلّ.

الزهري رحمه الله تعالى ـ ذكر شَأْنَ الفيل ، وأَنّ قريشاً أجلتْ عن الحَرَم ، ولَزِمَه عبدُ المطلب ، وقال : والله لا أَخْرج من حَرَمِ الله أبْتَغي العزَّ في غَيْرِه ، وقال :

لا هُمَّ إنَّ المَرْءَ يَمنَعُ رَحْلَه فامْنَعْ حِلَالَك (١)

لا يَغْلبنَّ صَلِيبُهم

ومِحَالهم غَدْواً مِحَالك

وأنه رأى في المنام فقيل له : احْفِر تُكْتَم ، بين الفَرْث والدَّم. قال : فحفرها في القرار ، ثم بَحَرها حتى لا تُنْزَف.

قوم حِلّة وحِلَال : أي كانوا مقيمين مُتَجاورين ، يريد سكان الحرَم.

المحال : الكَيْد ، والأصل في المحل الشدة.

تُكْتَم : من أسماء زَمْزم ؛ لأنها كانت مكتومة ، قد اندفنت بعد أيام جُرْهم حتى أظهرها عبد المطلب.

بَحرَها : شقها وأوسعها.

المِيمَانِ في لا همّ عِوضٌ عن حرف النداء عند أصحابنا البصريين.

الغَدْو : أَصل الغَدِ وتامّه ، ولم يُرِد اليوم الذي بعد يومه ، وإنما أراد ما قَرُب من الأوقات المستقبلة ، وقد يَجْرِي مثل هذا التجوّز في اليوم والأمس.

[حلق] : في الحديث : دَبَّ إليكم داءُ الأُمم من قبلكم البَغْضَاء والحالِقَة.

هي قطيعة الرَّحِم والتَّظالُم ، لأنها تجتاحُ الناسَ وتهلكهم ، كما يحلق الشَّعر ، يقال : وقعَتْ فيهم حالِقة لا تدَعُ شيئاً إلا أَهلكَته.

[حلم] : من تحَلم ما لم يَحلُم.

أي من تكلَّف حُلُماً لم يرَه فقد أَساء وفَعَل مُنْكراً.

حينُ حلّها في (وق). لِحَلَاوة القَفَا في (هو). بفصيل مَحْلول في (خل). الحَلْقة في (صف) وفي (ند). وحَلَبها على الماء في (طر). حَلْبانة في (غف). حَلَب امرأة في (نض).

أحْلَاس الخيل في (جر). على حَلْقة في (هت). ولا حَلُوب في (بر). اسْتَحْلَسْنا الخوف في (حر). مُحْلَسٌ أخفافُها في (نج). حَلأتهم في (بد). حِلَّا في (قو). حلْقة القوم في (ثل). حَلْقى في (عق). الحلأَ في (جل). [أهل الْحلقة في (قد). مُحِلٌّ بقومك في (به)].

__________________

(١) البيتان في لسان العرب (حلل).

٢٧٢

الحاء مع الميم

[حمد] (*) : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ الحمد رَأْسُ الشُّكْر ، ما شكر اللهَ عبدٌ إلا بحمده.

الشكرُ لا يكونُ إلا على نِعْمة ، وهو مُقَابلتها قولاً وعملاً ونيَّة ، وذلك أن يُثْنِي على المنعم بلِسانه ، ويُدْئِب نفسه في الطاعة له ، ويَعتقد أنه وليّ النعمة ، وقد جمعها الشاعر في قوله :

أَفادَتكُم النعماءُ منِّي ثلاثة

يَدِي ولِسَاني والضمِيرَ المحجَّبا

وهو من قولهم : شَكَرت الإِبل : إذا أصابت مَرْعى فغَزُرت عليه ، وفرس شَكُور إذا عُلِف فسمن. وأما الحمدُ فهو المدح والوصف بالجميل ، وهو شُعْبة واحدة من شُعَب الشكر ، وإنما كان رأْسه ؛ لأن فيه إظهارَ النعم والنداء عليها والإِشارة بها.

في كتابه صلى الله عليه وآله وسلم : أما بعد فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو.

أي أنهي إليك أن الله محمود.

ومنه حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : إني أحمدُ إليكم غَسْلَ الإِحْلِيل.

معناه : أرضاه لكم وأُفْضِي إليكم بأنه فعل محمود مرضي.

[حم] (*) : لقي صلى الله عليه وسلم العدوّ في بعض مَغَازِيه ، فقال : «حم لا يُنْصَرُونَ».

وفي حديث آخر : إن بُيِّتُّم الليلة فقولوا : «حم لا يُنْصَرُونَ».

قيل : إن حم من أسماء الله تعالى ، وإن المعنى اللهُم لا يُنصرون ، وفي هذا نظر ؛ لأن حم ليس بمَذْكور في أسماء الله المعدودة ، ولأن أسماءه تقدّست ما منها شيء إلا وهو صِفَةٌ مُفْصحة عن ثناءٍ وتمجيد ، وحم ليس إلا اسمي حرفين من حروف المُعْجم ، فلا معنى تحْتَه يَصْلُح لأن يكونَ به بتلك المَثَابة ، ولأنه لو كان اسماً كسائرِ الأسماء لوجب أن يكونَ في آخره إعرابٌ ؛ لأنه عارٍ من عِلَل البناء ؛ ألا ترى أن قاتلَ محمد بن طلحة بن عبيد الله لما جعله اسماً للسورة كيف أعربه ، فقال:

يُذَكِّرُني حامِيمَ والرُّمْحُ شَاجِرٌ

فَهَلَّا تَلَا حَامِيمَ قبل التَّقَدُّمِ (١)

__________________

(*) [حمد] : ومنه الحديث : لواء الحمد بيدي. وفي حديث أم سلمة : حُماديات النساء غض الأطراف. النهاية ١ / ٤٣٧.

(*) [حمم] : ومنه في حديث الرجم : أنه مر بيهودي محمَّمٍ مجلود. وحديث لقمان بن عاد : خذي مني أخي ذا الحمة. ومنه حديث قس : الوافد في الليل الأحم. ومنه حديث الدجال : أخبروني عن حمة زُغَرَ. النهاية ١ / ٤٤٤ ، ٤٤٥.

(١) البيت من الطويل ، وهو للأشتر النخعي في الاشتقاق ص ١٤٥ ، ولعدي بن حاتم الطائي في حماسة ـ

٢٧٣

منعه الصرف لأنه عَلم ومُؤَنث ، والذي يؤدي إِليه النظر أن السور السبع التي في أوائلها حم سور لها شأن.

ومنه حديث ابن مَسْعود رضي الله تعالى عنه : إذا وقعتُ في آل حم فكأني وقعتُ في رَوْضات دَمِثات.

فنبَّه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أن ذِكْرها لِشَرفِ منزلتها ، وفخامة شأنها عند الله عز وجل مما يُسْتَظهر به على استنزال رحمةِ الله في نُصْرة المسلمين ، وفلّ شوكة الكفار ، وفضّ خَدَمتهم(١).

وقوله : (لا يُنْصَرُونَ) كلام مستأنف. كأنه حين قال قولوا : حم قال له قائل : ماذا يكون إذا قيلت هذه الكلمة؟ فقال : (لا يُنْصَرُونَ).

وفيه وجهٌ آخر ؛ وهو أن يكون المعنى وربّ ـ أو ومُنزل حم ... (لا يُنْصَرُونَ).

[حمز] (*) : قال أنس بن مالك رضي الله عنه : كَنَّاني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ببَقْلة كنت أَجتَنِيها ـ وكان يُكْنَى أبا حَمْزة.

سُمِّيَتْ لحرافتها بالْحَمْزَة وهي اللَّذْعَة.

ويحكى أنّ أَعرابياً تَغَدَّى مع قوم فاعتمد على الخَرْدَل فقالوا : ما يعجبك منه؟ فقال : حَرَاوته وحَمْزُه.

[حمس] (*) : قال جُبَير بن مُطْعِم رضي الله عنه : أَضْلَلت بعيراً إلى يومَ عَرفة ، فخرجتُ أطلبُه حتى أتيتُ عرَفَة ؛ فإذا رسولُ الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم واقفاً بعرَفة مع الناس ، فقلت : هذا من الحُمْس ؛ فما له خَرج من الحَرَمِ؟.

الحُمْس : قُريش ومن دَان بدينهم في الجاهلية ، واحدهم أَحْمس ؛ سموا لتحمسهم أي تشدّدهم في دينهم. والحمسة : الحُرْمة مشتقة من اسم الحُمْس ، لحرمتهم بنزولهم الحرَم ، وكانوا لا يخرجون من الحرَم ، ويقولون : نحن أهل الله ، لسنا كسائر الناس ؛ فلا نخرج من حَرَم الله ، وكان الناسُ يقفون بعرَفة وهي خارج الحَرم ، وهم كانوا يَقِفون فيه حتى نزل : (ثُمَ

__________________

ـ البحتري ص ٣٦ ، ولشريح بن أوفى العبسي في لسان العرب ٣ / ٣١٤ (عهد) ، ولعصام بن مقشعر البصري في معجم الشعراء ص ٢٧٠ ، وبلا نسبة في الخصائص ٢ / ١٨١ ، ولسان العرب ١٢ / ١٥١ (حمم) ، ٥٧٣ (ندم) ، والمقتضب ١ / ٢٣٨ ، ٣٥٦.

(١) الخدمة : السير الغليظ المحكم.

(*) [حمز] : ومنه في حديث ابن عباس : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أفضل؟ فقال : أحمزها. النهاية ١ / ٤٤٠.

(*) [حمس] : ومنه حديث علي : حمس الوغى واستحرّ الموت. النهاية ١ / ٤٤٠.

٢٧٤

أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ) [البقرة : ١٩٩]. فوقفوا بعرَفة ، فلمّا رأى جُبير رسولَ الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم بعرَفة ، ولم يعلم نزولَ هذه الآية أنكر وقوفَه خارجَ الحرم.

رسول الله : مبتدأ وخبره فإذا ، كقولك : في الدار زيد.

وواقفاً : حال عمل فيها ما في إذا من مَعْنَى الفعل.

[حمل] (*) : الحَمِيل غَارِم.

هو الكفيل ، يقال حَمَل به يحمل حَمَالة.

[حمرة] : إن قوماً من أصحابه صلى الله عليه وسلم أخذوا فَرْخى حُمَّرَة ، فجاءت الحُمَّرة فجعلت تَفَرّش.

هي طائر بعظم العُصْفور ، وتكون دَهْساء (١) وكَدْراء (٢) ورَقْشاء (٣).

التفرُّش : أن تقرب من الأرض فتُرَفْرِف بجناحيها. قال أبو دوَاد :

فأَتَانَا يَسْعَى تَفَرُّشَ أمّ الْ

بَيْضِ شَدًّا وقَدْ تَعَالى النَّهارُ (٤)

[حمم] : إنَّ وفد ثقيف لما انْصَرف كلُّ رجل منهم إلى حَامَّتِه قالوا : أتينا رجلاً فظًّا غليظاً ، قد أَظهر السيفَ ، وأَداخَ العرَب ، ودَانَ له الناس ، وكان لهم بيتٌ يسمونه الرَّبَّة كانوا يضَاهون به بيتَ الله الحرام ، وكان يُسْتَر ويُهْدَى إليه ، فلما أسلموا جاء المغيرة بنُ شعبة فأخذ الكِرْزِين فهدَمها ، فبهتَ ثقيف ، وقالت عجوز منهم : أَسلمها الرُّضَّاع وتركوا المُصَاع.

الحامَّة : الخاصة.

أدَاخ : أذَلَّ.

دَان : أَطاع كرهاً.

الكِرْزِين : الفأس.

الرُّضَّاع : اللئام ، جمع رَاضِع ، والفعل منه رَضَع.

المِصَاع : المماصعة وهي المُجَالَدة.

__________________

(*) [حمل] : ومنه حديث ابن عمر : كان لا يرى بأساً في السلم بالحميل. وفي حديث القيامة : ينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل. وفي حديث قيس : تحملت بعلي على عثمان في أمر. ومنه الحديث : كنا نحامل على ظهورنا. ومنه حديث عمر : فأين الحمال؟ النهاية ١ / ٤٤٢ ، ٤٤٣.

(١) الدهسة : لون كلون الرمال ، وقيل لون يعلوه أدنى سواد.

(٢) الكدرة من الألوان : ما نحا نحو السواد والغبرة.

(٣) الرقشاء : فيها نقط سوداء وبيضاء.

(٤) البيت في لسان العرب (فرش).

٢٧٥

[حمر] (*) : بُعِثْتُ إلى الأَحمر والأَسود.

أي إلى العَجم والعرب ؛ لأن الغالب على أَلوان العَجَم الحُمْرة والبياض ، وعلى ألوان العرب الأدمة والسُّمرة.

وعنه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : أُعطيت الكَنْزَين الأَحمر والأبيض.

هما الذهب والفضة.

وأما حديث ابن شَجَرة : أن عمر رضي الله عنه كان يَبْعَثه على الجيوش ، فخطب الناس فقال : (اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ*) ، ما أَحسن أثر نعمتِه عليكم إن كنتم ترون! ما أرى ممَّا بينَ أحمر وأصفر وأخضر وأبيض ، وفي الرّحال ما فيها ، إلا أنه إذا التقى الصفَّان في سبيل الله فُتِحت أبوابُ السماءِ وأبوابُ الجنَّة وأبوابُ النار ، وتَزيَّن الحورُ العين ، فإذا أقبل الرجلُ بوَجْهِه إلى القتال قلن : اللهم ثبِّته ، اللهم انصره. وإِذا أدبر احتَجَبْنَ منه ، وقلن : اللهم اغفِرْ له ، فانْهكُوا وُجُوهَ القومِ ، فِدًى لكم أبي وأمي! ولا تُخْزُوا الحور العين.

فإنه يريدُ بالأَلوان التي ذكرها زَهْرَة الدنيا وحُسْنَ هيئةِ القومِ في لباسهم.

النَّهْك : الجُهْد والإِضناء.

الفَدَى ـ بفتح الفاء مقصور بمعنى الفِدَاء.

لا تُخْزُوا : من الخزاية وهي الحَيَاء.

[حمم] : أبو بكر رضي الله عنه ـ إن أبا الأعْور السُّلَميّ دخل عليه فقال : إِنا قد جئناك في غير مُحِمَّة ولا عُدْم.

المُحِمّة : الحاجة الحاضرة المهمَّة ، يقال : أحم الأمر إذا دنا ، قال :

حَيِّيَا ذَاكما الغَزَالَ الأَجمّا

إِن يكن ذاكما الفِرَاقُ أَحَمَّا (١)

[حمو] : عمر رضي الله عنه ـ لا يدخلنَّ رجل على امرأةٍ وإن قيل حَمُوها ، ألَا حَمُوها المَوْت!.

والأحماء : أقرباء الزوج كالأب والأخ والعم وغيرهم ، الواحد حم في غير الإِضافة ، وإذا أضيف قيل : هذا حموها ، ورأيت حماها ، ومررت بحميها ، وهو أَحد الأسماء الستة التي إِعْرَابها بالحروف مضافة ، ويقال أيضاً : هذا حَما كقفا وهو حَماها.

__________________

(*) [حمر] : ومنه الحديث : أهلكهن الأحمران. ومنه : خذوا شطر دينكم من الحميراء. وفي حديث علي :

يقطع السارق من حِمارَّة القدم. النهاية ١ / ٤٣٨ ، ٤٣٩.

(١) يُروى البيت في لسان العرب (حمم) :

حيا ذلك الغزال الاحما

ان يكن ذلك الفراق أجما

٢٧٦

وقوله : أَلَا حموها الموت معناه أن حَمَاها الغايةُ في الشر والفساد ، فشبَّهه بالموت ؛ لأنه قصارى كلّ بلاءٍ وشدة ، وذلك أنه شرٌّ من الغريب من حيث أنه آمِن مُدِل ، والأجنبي متخوّف مترقب ، ويُحتمل أن يكون دعاءً عليها ، أي كأنَّ الموت منها بمنزلة الحَمِ الداخل عليها إن رَضِيت بذلك.

[حمج] : قال لرجل : ما لي أراك مُحَمِّجاً.

التحميج : إدامة للنظر مع فَتْح العين وإدارة الحدَقة. قال :

وحَمَّجَ للجَبَانِ المَوْ

تُ حتى قَلْبُهُ يجِبُ (١)

والتجميح مثله.

وعن عمر بن عبد العزيز رحمه الله : أنه اختصم إليه ناسٌ من قريش ، وجاءه شهود يشهدون فطَفِقَ المشهُودُ عليه يُجَمِّحُ إلى الشاهد النَّظَر.

[حمر] : أمير المؤمنين عليّ عليه السلام ـ كنا إذا احمرَّ البأسُ اتَّقَيْنَا برسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ، فلم يكن أحدٌ أَقرَبَ إلى العدوِّ منه.

أي اشتدت الحربُ. ومنه : موت أحمر ، وهو مَأْخُوذ من لَوْن السَّبع ، كأنَّه سبع إذا أهوى إلى الإنسان.

اتَّقَينا به : أي اسْتَقْبَلْنَا به العدوّ.

أَتاهُ الأَشْعثُ بن قيس وهو على المنبر فقال : غَلَّبَتْنَا عليك هذه الحَمْرَاء ، فقال عليّ : مَن يَعْذِرُني من هؤلاء الضَّيَاطِرة ، يتخلَّفُ أحدُهم يتقلّبُ على حَشَاياه (٢) وهؤلاء يُهَجِّرُون إلى أن طردتهم ، (إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ) ، والله لقد سمعته يقول : ليَضْرِبُنَّكُم على الدين عَوْداً كما ضربتموهم عليه بَدْءاً.

الحمراء : العَجَم.

الضَّيَاطِرة : جمع ضَيْطَر ، وهو الضَّخْم الذي لا غنَاء عنده.

التَّهْجير : الخُروج في الهاجرة.

الضمير في «سمعتُه» للنبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ، وفي «ليضربنّكم» للعجم.

وعنه : إنه قد عارضه رجلٌ من الموالي فقال : اسكت يا ابْنَ حَمْراءِ العِجَان.

أراد يا ابنَ الأمة. قال جرير :

إذا ما قلتُ قافيةً شرودا

تَنَحَّلَهَا ابنُ حَمْرَاءِ العِجَانِ

__________________

(١) البيت لأبي العيال الهذلي في ديوان الهذليين ٢ / ٢٤٩.

(٢) الحشايا : الفرش ، واحدها حشية.

٢٧٧

[حمش] (*) : ابن مسعود رضي الله عنه ـ كان حَمْشَ السَّاقَين.

أي دَقِيقهما.

ومنه حديثُ ابنِ الحنفيّة : إنه ذكر رَجُلاً يَلِي الأمْرَ بعد السُّفْيَانيّ ، فقال : حَمْش الذِّرَاعين والساقين ، مُصْفَح الرأس ، غائر العينين ، يكون بين شَثٍّ وطُبَّاقٍ.

المُصْفَح : العريض.

الشَّث والطُّبَّاق : شجران يَنْبُتَان ببلاد تهامة والحجاز ، أي يخرجُ بالمواضع التي هي منابت هذين.

[حمز] : ابن عباس رضي الله عنهما ـ سُئِل أيُّ الأعمال أفْضَل؟ فقال : أَحْمَزُها.

أي أَمْتَنُهَا وأَقْوَاها ، من قولهم : رجل حَمِيز الفؤاد وحَامِزُه.

[حمض] (*) : كان يقول : إذا أَفَاضَ مَنْ عِنْدَه في الحديث بَعْدَ القرآن والتَّفْسير : أَحْمضُوا.

يقال : أَحْمَضَتِ الإِبل ، وحَمَضَت : إذا رَعَت الْحَمْضَ عند سآمتها من الخُلِة ، فضرب ذلك مثلاً لخَوضهم في الأحاديث وأخبارِ العرب إذا ملّوا تفسيرَ القرآن.

ومنه حديث الزهري رحمه الله : الأذن مَجَّاجَةٌ ولِلنَّفس حَمْضَة (١).

[حمأ] : حاجّ عمرو بن العاص عند معاوية رضي الله عنهم في آية ، فقال عمرو : تَغْرُب في عَيْنِ حَامِيَةٍ ، وقال ابنُ عباس : حَمِئَةٍ ، فلما خرج إذا رجلٌ من الأَزد قال له : بلغني ما بينكما ، ولو كنتُ عندك أَفدتك بأبيات قالها تبّع :

فَرَأَى مغارَ الشمسِ عِنْدَ غُرُوبها

في عَين ذي خُلُب وثَأْطٍ حَرْمَدِ (٢)

فقال : اكتبها يا غلام.

حامية : حارّة.

حَمِئَةٍ : ذات حَمْأة.

الخُلُب : الطين اللَّزِج وماء مُخْلِب.

__________________

(*) [حمش] : ومنه حديث صفته عليه السلام : في ساقيه حموشة. وفي حديث ابن عباس : رأيت علياً يوم صفين وهو يحمش أصحابه. النهاية ١ / ٤٤٠ ، ٤٤١.

(*) [حمض] : ومنه الحديث في صفة مكة : وأبقل حمضها. النهاية ١ / ٤٤١.

(١) الحمضة : الشهوة.

(٢) صدر البيت في لسان العرب (خلب) :

فرأى مغيب الشمس عند مسائها

٢٧٨

الثَّأْط : الحمأة.

والحَرْمَد : الأَسْوَد.

[حمم] : ابن عمر رضي الله عنهما ـ كان يتوضَّأ ويغتسل بالحَمِيم.

هو الماء الحار.

[حمض] : قال سعيد بن يسار : قلت له : كيف تقول في التَّحْمِيض؟ قال : وما التَّحميض؟ قلت : أن تُؤْتَى المرأةُ في دُبرِها. قال : هل يَفعل ذلك أحدٌ من المسلمين!. كنَى عن ذلك بتَحْمِيض الإِبل إذا سئمت الخُلَّة.

[حمر] : المِسْوَر رضي الله عنه ـ ذكر حليمة بنت عبد الله بن الحارث ، وأَنها خرجت في سنة حَمْراء قد بَرَت المال ، وخرجت بابنها عبد الله تُرْضعه ، ومعها أتان قَمْرَاء تُدْعى سِدْرة ، وشارف دَلْقَاء يقال لها سمراء لَقُوح قد مات سَقْبُها بالرأس.

الحمراء : المُقْحِطة.

بَرَت المال : أي هزلت الإِبل ، والمال عند العرب الإِبل ؛ لأنها مُعْظَم مالها. قال النابغة :

*ونَمْنَح المالَ في الأَمْحَال والغنما (١) *

القَمْرَاء : البَيْضَاء ، ويقال : حمار أَقمر.

الشارف : المسنّة.

الدَّلْقَاء : التي ذهبت أسنانها ، ويقال لها الدَّلُوق أيضاً.

[حمم] : أَنس رضي الله عنه ـ كان يقيم بمكة فإذا حَمَّمَ رأسُه خرج فاعْتَمر.

هو أن ينبت بعد الحَلْق فيسودّ ، من حَمَّم الفَرخ : إذا اسودَّ جلدُه من الريش ، وحَمّم وَجْهُ الغلام.

[حميط] : كعب رحمه الله ـ أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الكتُب السالفة :

محمد ، وأَحمد ، والمتوكِّل ، والمختار ، وحِمْياطا ، وفَارِقِلَيطا.

معنى حِمْياطا : حامي الحَرَم.

وفَارِقِلَيطا : يفرق بين الحق والباطل.

[حمر] : شريح رحمه الله ـ كان يردُّ الْحَمَّارةَ من الخَيْل.

__________________

(١) صدره :

نلوي الرؤوس إذا ريمت ظلامتنا

والبيت في ديوان النابغة ص ٩٧ ، وفي الديوان «والنعما» بدل «والغنما».

٢٧٩

الحمَّارَة والحمَّارُ : الخيلُ التي تَعْدُو عَدْوَ الحمير. وقيل : الحَمَّارة : أصحاب الحمير كالبَغَّالة والجَمَّالة.

والخيل : أصحابُ الخيل ، من قوله صلى الله عليه وآله وسلم : يا خَيْل اللهِ اركبي.

والمعنى : إِنه ردَّهم فلم يُلحقهم بالفُرْسان في السِّهام.

[حما] : مسلمة ـ كان يقول في خطبته : إن أقلَّ الناس في الدنيا همًّا أقلهم حَمّا.

هو المُتْعة ، من تَحْمِيم المطلّقة ، وهو أن تمتَّع بثوب أو نحوه. قال :

أنتَ الذي وَهَبْتَ زيداً بعدما

هَمَمْتُ بالعَجُوزِ أَنْ تُحَمَّما

[حمص] : في الحديث : في حديث ذي الثُّدَيَّة المقتول بالنَّهْرَوَانِ : إنه كان له ثُدَيَّة مثل ثَدْيِ المَرْأَةِ إذا مُدَّتْ امْتَدَّت وإذا تُرِكَتْ تَحَمَّصَتْ.

أي تَقَبَّضَتْ. ومنه : حَمَصَ الْوَرَم : إذا سكَن وحَمَصه الدَّواء.

[حمة] : إنما مَثَل العالِمِ كالحَمَّة تكونُ في الأرض ، يأتيها البُعَداء ، ويتركُها القُرَباء ؛ فبينا هم كذلك إذ غارَ ماؤُها فانتفع بها قومٌ وبقي قوم يتَفكَّنُون.

هي عين حارَّةُ الماءِ يُسْتَشفى بها.

يتفكَّنُون : يتندمون ويتعجّبون من شَأن أنفسهم وما فَرّطوا فيه من طلب حظهم مع إمكانه وسهولة مأْخذه.

والفكن والفنك : العجب ، وقيل : تفكَّن وتفكَّر بمعنى.

ذا الحُمَمة في (بج). حُمَة زُغَر في (زو). حُمَة كُلِّ دابة في (غر). الحُمَم الأسود في (هض). حَمِيت في (خذ). حُمّة النّهضات في (هم). حُمَاديات في (سد). حَمّمها في (خذ) أَحْماس في (فر). يُحْمِش في (زن). حَمْنانة في (قر). الحمَيدات في (حو). وتَحامل في (فق). المُحْمَاة في (غم). والحُمّة في (هم). سنة حمراء في (صب). استحمق في (مه).[حَمْش السّاقين في (صه)].

الحاء مع النون

[حنك] (*) : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ كان يُحَنِّك أَوْلادَ الأَنصار.

هو أن يَمْضُغ التمر ويَدْلُكه بحَنَكِه. يقال : حَنَك الصبي وحَنَّكَه.

[حنى] (*) : كانوا معه صلى الله عليه وسلم فأَشْرَفوا على حرَّةِ وَاقم ، فإذا قبور بمَحْنِيَة.

__________________

(*) [حنك] : ومنه في حديث خزيمة : والعضاء مستحنكا. النهاية ١ / ٤٥٢.

(*) [حنى] : ومنه حديث رجم اليهودي : فرأيته يحني عليها يقيها الحجارة. النهاية ١ / ٤٥٤.

٢٨٠