الفائق في غريب الحديث - ج ١

جار الله محمود بن عمر الزمخشري

الفائق في غريب الحديث - ج ١

المؤلف:

جار الله محمود بن عمر الزمخشري


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤١٥

أي شاقّه وشديدَه. جَعَلوا الحرارة عبارة عن الشدّة ، والبرد عن خلافها ، وقد سَبَق نحوٌ من ذلك.

[حرف] : ابن مسعود رضي الله عنه ـ دخل على مريض ، فرأى جَبينَه يعرق ، فقال : موتُ المؤمن عَرَق الجبين ، تبقى عليه البقيةُ من الذنوب فيُحَارَف بها عند الموت ـ ورُوِي : فيكافَأُ بها.

المحارفة : المُقَايسة ، ومنه المِحْرَاف ، وهو المِيلُ الذي يُقَايس به الجِراحة ، فوُضعت مَوْضع المكافأة. والمعنى أَن الشدَّةَ التي تُرْهقه حتى يعرَقَ لها جبينُه تقع كِفاءً لما بقِيَ عليه من الذنوب وجزاءً ؛ فتكون كفَّارة له.

[حرث] : احرثوا هذا القرآن.

أي فتِّشوه وتدَبَّروه.

[حرض] : عوف رضي الله عنه ـ قال صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : رأيت مُحَلّم بن جَثّامة في المنام ، فقلت : كيف أنت يا مُحَلّم؟ فقال : بخير ؛ وجدْنا ربًّا رحيماً غفَر لنا. قلتُ : أكُلّكم؟ قال : كلّنا غير الأَحْرَاض. قلت : ومَنِ الأَحْراض؟ قال : الذين يشارُ إليهم بالأصابع.

أراد الفاسدِين المشتهرين بالشرّ الذي لا يخفى على أحدٍ فسادُهم ؛ شبّههم بالسَّقْمى المشرفين على الهَلاك ، فسماهم أحراضاً.

[حرم] (*) : الحسَن رحمه الله ـ قال : في الرجل يُحْرِم في الغَضَب كذا.

أي يحلف في حال الغَضَب ؛ وإنما سمي الحالف مُحرماً ، لأنه يتحرّم بيمينه كالمُحْرِم الذي يَدْخُل في حُرْمة الحج والحرَم. ومنه إحرام المصلّي بالتكبير.

[حرر] : الحجاج ـ باع مُعْتَقاً في حَرَاره.

يقالُ : حرَّ العبدُ حَراراً ، قال :

*وما رُدَّ من بَعْدِ الحرَارِ عَتِيقُ (١)

__________________

(*) [حرم] : ومنه حديث الصلاة : تحريمها التكبير. ومنه الحديث : لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم منها.

ومنه : حريم البئر أربعون ذراعاً. النهاية ١ / ٣٧٣ ، ٣٧٥.

(١) صدره :

فما رد تزويج عليه شهادة

وقبله :

فلو انك في يوم الرخاء سألتني

فراقك لم أبخل وأنت صديق ـ

٢٤١

[حرم] : في الحديث : الذين تدركهم الساعة تُسَلَّطُ عليهم الحِرْمَة ، ويُسْلَبون الحَياء.

هي الغلْمة ، من حَرِمت الشاة واستحرمت : إذا اشتهت الفَحْل.

[حرق] : الحرَقُ والغَرَق والشَّرَقُ شهادة.

هو الاحْتِراق بالنَّارِ.

حَرَق النار في (هم). يحرّف القلوب في (ذف). على حَرَاجِيج في (عب). يَحْتَرِبون في (جر). وحَرْقَفَتَيْه في (ند). أحُرُّ لكِ في (أر). قد حَرِبَ في (كل). حَرَثْنَاها في (ظه). سبعة أحْرُف في (أض). حَرْشَف في (حد). حَرْمد في (حر). حَرِيبة في (زو). مِحْرَدَها في (عي). حِرْبَاء تَنْضُبَة في (حج).

الحاء مع الزاي

[حزر] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ بعث مُصَدِّقاً فقال : لا تأخذ من حَزَرات أَنْفُسِ الناسِ شيئاً. خُذ الشَّارِفَ والبَكْر وذَا العَيْب.

الحزَرَات : جمع حَزْرة ، وهي خِيار مالِ الرَّجُل يَحْزُره في نفسه ، كأنها سُمّيت بالمرَّة من الحَزْر ، ولهذا المعنى أُضيفت إلى الأنفس ، ويقال : هي الحَرْزَة أيضاً بتقديم الراء من الإِحراز.

الشارف : الناقة المسنّة ، وهي بينة الشروف ؛ سميت لعلوّ سنّها. ومنها قيل : السهم الشَّارِف للذي طالَ عهدُه فانْتَكَثَ عَقَبة ورِيشُه. كان ذلك في بدءِ الإِسلام ؛ لأن السُّنة ألّا تُؤْخذ إلا بنتُ مخاض ، أو بنتُ لَبُون ، أو حِقّة ، أو جذَعة.

[حزق] (*) : كان يرقّص الحسن أو الحسين عليهم الصلاة والسلام فيقول : حزقة حزقة ترق عين بقه. فترقّى الغلام حتى وضع قدَمه على صَدْره.

رُوِي : حُزُقَّة حُزُقَّهْ. برَفْع الأول وتنوينه والوقف في الثاني ، وبالوقف فيهما. فوجه

__________________

ـ والبيتان من الطويل ، وهما بلا نسبة في الأزهية ص ٦٢ ، والأشباه والنظائر ٥ / ٢٣٨ ، ٢٦٢ ، والإنصاف ١ / ٢٠٥ ، والجنى الداني ص ٢١٨ ، وخزانة الأدب ٥ / ٤٢٦ ، ٤٢٧ ، ١٠ / ٣٨١ ، ٣٨٢ ، والدرر ٢ / ١٩٨ ، ورصف المباني ص ١١٥ ، وشرح الأشموني ١ / ١٤٦ ، وشرح شواهد المغني ١ / ١٠٥ ، وشرح ابن عقيل ص ١٩٣ ، وشرح المفصل ٨ / ٧١ ، ولسان العرب ٤ / ٨١ (حرر) ، ١٠ / ١٩٤ (صدق) ١٣ / ٣٠ (أنن) ، ومغني اللبيب ١ / ٣١ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٣١١ ، والمنصف ٣ / ١٢٨ ، وهمع الهوامع ١ / ١٤٣.

(*) [حرق] : ومنه الحديث : لا رأي لحازق. ومنه الحديث : لا يصلي وهو حاقن أو حاقب أو حازق. النهاية ١ / ٣٧٨.

٢٤٢

الرواية الأولى أن يكون خبر مبتدأ محذوف تقديره أنت حزقّةٌ والثاني كذلك أو خبرٌ مكرر. ووجه الروايةِ الثانية أن تكون منادى حُذِف منه حرف النداء ، وهو في الشذوذ كقولهم : أَطْرِق كَرَا. وافْتَد مخنوق ، والثاني كذلك ، أو تكرير للمنادى.

والحُزُقّة : الضعيف القصير المقارب خَطْوه. قال امرؤ القيس :

وأَعْجَبني مَشْيُ الحُزُقَّةِ خَالدٍ

كمَشْيِ أَتانٍ حُلِّئَتْ بالمنَاهلِ (١)

وعَيْن بَقّه : منادى ؛ ذهب إلى صغر عَيْنه ، تشبيهاً لها بعَيْنِ البَعُوضَة.

[حزم] (*) : قال لأبي بكر رضي الله عنه : متى تُوتر؟ فقال : من أوَّل الليل. وقال لعمر : متى تُوتر؟ فقال : من آخر الليل. فقال لأبي بكر : أخذتَ بالحَزْم. وقال لعمر : أخذت بالعَزْم.

الحزم : ضَبْط الأمر والحذَر من فَوَاته. والعَزْم : عقد القَلْبِ على الأمر وقوة الصريمة.

ومنه الحديث الآخر : إن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما تذَاكَرا الوِتْر عند رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ، فقال أبو بكر : أمَّا أنا فإني أنام على وِتر ، فإن استيقظتُ صلّيت شَفعاً إلى الصَّباح. وقال عمر : لكني أنامُ على شَفْع ثم أُوتر من السَّحر.

فقال صلى الله تعالى عليه وآله وسلم لأبي بكر : حَذِر هذا ، وقال لِعُمر : قَوِي هذا.

[حزق] : عليّ عليه السلام ـ خطب أصحابَه في أَمر المَارِقين وحضّهم على قِتَالهم ، فلما قتلوهم جاءوا فقالوا : أَبْشِر يا أميرَ المؤمنين ؛ فقد استَأْصَلْناهم. فقال : حَزْقُ عَيْرٍ ، حَزْقُ عَيْرٍ ، قَدْ بَقِيت منهم بَقِيَّة.

الحَزْق : الشدُّ البليغ والضَّغْط والتضييق ، يقال : حَزَقه بالحَبْل. وحزقَ القوسَ بالوَتَر. وإبريق محْزُوق العنق : ضيّقها. ومنه : حَزَق : إذا حبَقَ لما في الضَّرْط من الضّغْط ؛ وفُسِّر على وجهين : أحدهما : أن ما فعلتم بهم في قلَّةِ الاكتراثِ به حُصَاص (٢) حِمار. والثاني : أن أمرهم يعدّ في إحكامه كأنه وِقْر (٣) حمار بولغ في شدّه. والمعنى حزْق حِمْل عَيْرٍ ، فحذف.

[حزز] : ابن مسعود رضي الله عنه ـ الإثْم حزَّاز القلوب.

هي الأمور التي تحزّ في القلوب ؛ أي تحكّ وتُؤَثّر وتخالج فيها أن تكون معاصي لفَقْد الطمأنينة إليها.

__________________

(١) البيت في ديوان امرىء القيس ص ٩٥.

(*) [حزم] : ومنه الحديث : الحزم سوء الظن. ومنه الحديث : أنه سئل ما الحزم؟ فقال : تستشير أهل الرأي ثم تطيعهم. والحديث : أنه أمر بالتحزُّم في الصلاة. النهاية ١ / ٣٧٩.

(٢) الحصاص : الضراط.

(٣) الوقر : الحمل.

٢٤٣

ورَوَاه بعضهم : حَوّاز القلوب. أي يحوزُ القلوب ويغلبُ عليها ويجعلها في مَلْكَته.

[حزل] : زيد رضي الله عنه ـ لما دَعاني أبو بكر إلى جَمْع القرآن دخلتُ عليه وعمر مُحْزَئِلّ في المجلس.

أي مسْتَوْفز ، من قولهم : احزألّت الآكام : إذا زَهَاها السراب ، واحزألّت الإِبل في السير : إذا ارتفعت فيه. قال الطِّرِمَّاح :

ولو خرجَ الدَّجَّال ينشد دِينَه

لزَافَت تميمٌ حَوْلَه واحْزَأَلّت (١)

وكان عمرُ ينكر ذلك ، ويقول : كيف نصنعُ شيئاً لم يصنعْه رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم؟ ثم وافَقَه بعد.

[حزن] (*) : ابن عمر رضي الله عنهما ـ ذَكَر الْغَزْو ، ومن يَغْزُو ولا نِيَّةَ له ، فقال : إنّ الشيطانَ يُحَزِّنه.

أي يجعله بوَسْوَسَتِه حزيناً نادماً على مُفَارقة أهله ، حتى يُفْسد عليه نيَّته. يقال : أحزنه الأمر وحزّنه.

[حزق] : أبو سلمة رحمه الله ـ لم يكن أصحابُ رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم متحزّقِين ولا مُتَماوِتين ، كانوا يتَنَاشَدُون الأَشعار ، ويذكرون أَمْر جاهليّتهم ، فإذا أُريد أَحدُهم على شيء من أَمر دينه دارت حَمَاليق عينيه كأنه مجنون.

المتحزِّق : المتقبّض. والمُتَماوت : من صِفَة المرائي بنُسْكه الذي يتكلّف التّزَمّت وتسكين الأطراف ، كأنه ميّت.

وعن عمر رضي الله تعالى عنه : لما رأى رجلاً مُتَماوِتاً ، فخفقَه بالدِّرَّة قال : لا تُمِت علينا ديننا ، أَماتَك الله!.

[حزن] : الشعبيّ رحمه الله ـ أُتي به الحجاج فقال : أخَرَجْتَ علي يا شعبيّ؟ فقال : أصلح الله الأمير ، أَجْدب بنا الجَنَاب (٢) ، وأحزن بنا المنزل ، واسْتَحْلَسْنَا الخَوْفَ ، واكْتَحَلْنَا السَّهرَ ؛ فأصابتنا خِزْية لم نكن فيها بررَةٌ أَتقياء ، ولا فَجَرة أقوياء. قال : لله أبوك! ثم أرسله.

أحزن المنزل : صار ذَا حُزونة ، كأخصب وأجْدب ، ويجوز أن يكون من قولهم : أَحْزَن الرجل وأسهل : إذا ركب الحَزْن والسَّهْل ، والباء للتَّعدية ، يعني : وركب بنا المنزل الحَزْن ؛

__________________

(١) البيت في لسان العرب (حزل) ، وفيه «ينشر دينه» بدل «ينشد دينه» ، وزافت : أي أسرعت.

(*) [حزن] : ومنه الحديث : كان إذا حزنه أمرٌ صلّى. ومنه حديث المغيرة : محزون اللهزمة. النهاية ١ / ٣٨٠.

(٢) الجناب : الناحية.

٢٤٤

لأنهم إذا نزلوه وهو حَزْن فكأنه قد أوطأهم الحَزْن.

استحلسنا الخوف : صيَّرْناه كالْحِلْس الذي يُفْتَرش.

خِزْية : أي خَصْلة خزينا فيها ، أي ذللنا. قال :

فإني بحمدِ اللهِ لا ثوبُ عاجز

لَبِست ولا من خَزْيَة أَتقنّعُ

[حزور] (*) : في الحديث : كنا مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم غلماناً حَزَاوِرة ، فتعلّمنا الإيمان قبل أن نتعلّم القرآن.

هو جمع حَزْوَر وحَزوَّر ، وهو المُرَاهق ، والتاء لتأنيث الجمع. وفلانٌ آخذ بحُزَّته أي بحُجْزَته ، وقيل بعُنُقه.

حَزَّله حُزَّةً في (سع). حِزْبي من القرآن في (طر). حَزَبه أمر في (هي). مَحْزون في (زو). حَازِق في (حق). الحزقّة في (أر). [حزقان في (غي)].

الحاء مع السين

[حسب] (*) : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ الحَسب المالُ ، والكَرَم التَّقوى.

هو ما يعدّه من مآثره ومآثر آبائه.

ومنه قولهم : من فاته حسبُ نفسِه لم ينتفع بحسَبِ أبيه. وقال ذو الرُّمة :

له قَدَمٌ لا يُنْكِرُ الناسُ أَنها

مع الحسَب العادي طمَّتْ على البحر

وقال المتلمّس :

ومَنْ كانَ ذَا بَيْتٍ كريمٍ ولم يَكُنْ

له حَسَبٌ كان اللَّئِيمَ المُذَمَّمَا (١)

وفي حديث عمر رضي الله عنه : مِنْ حَسَبِ الرجل نَقاء ثوبيه.

والمعنى : إنّ ذا الحسَب الفقير لا يُوَقَّر ولا يُتْفَلُ به ، ومَنْ لا حسبَ له إذا رُزِق الثروة وَقُر وجَلّ في العيون.

وفي حديث آخر : حَسَبُ الرَّجل خُلقه ، وكرمُه دِينه.

وعنه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : إن وَفْد هَوَازِن لما قدموا عليه يكلِّمونه في

__________________

(*) [حزور] : ومنه حديث الأرنب : كنت غلاماً حَزَوَّراً فصدت أرنباً. النهاية ١ / ٣٨٠.

(*) [حسب] : ومنه الحديث : تنكح المرأة لميسمها وحسبها. ومنه الحديث : من مات له ولد فاحتسبه. ومنه حديث بعض الغزوات : أنهم كانوا يتحسبون الأخبار. النهاية ١ / ٣٨١ ، ٣٨٢ ، ٣٨٣.

(١) البيت في الأصمعيات ص ٢٤٤.

٢٤٥

سَبْيهم قال لهم : اختارُوا إحدى الطائفتين : إمّا المال وإمّا السَّبي. فقالوا : أمّا إذ خيَّرْتنا بين المال والحسَب فإنا نختارُ الحسَب ، فاختارُوا أَبناءهم ونساءَهم.

قيل المراد بالحسَب هنا عَدَدُ ذَوي القرابات ، ويجوز أن يُرَاد أن فِكاك الأسارى وإيثارَه على استرداد المال حَسَبٌ وفعال حَسَنَة فهو بالاخْتِيَارِ أَجْدر.

[حسس] (*) : عمر رضي الله عنه ـ مرَّ بامْرَأةٍ قد وَلدت ، فدَعَا لها بشَرْبة من سَوِيقٍ وقال : اشْرَبي ؛ هذا يَقْطَعُ الْحِسَ.

هو وَجَعُ النُّفَساء غِبَّ الولادة.

[حسب] : يأيها الناس ، احْتَسِبُوا أعمالكم ، فإنَّ من احْتَسب عَمله كُتِبَ له أَجْرُ عمله وأَجْر حِسْبتَه.

الاحْتِسَابُ من الْحَسْب كالاعتداد من العَدِّ. وإنما قيل : احتسب العمل لمن ينوي به وَجْهَ الله ؛ لأنَّ له حينئذ أن يعتدَّ عمله ، فجعل في حال مُبَاشرة الفعل كأنه معتدّ.

والْحِسْبة : اسم من الاحتساب كالعِدَّة من الاعتداد. وقولهم : ماتت والدتي فاحتسبتُها. معناه : اعتدَدْتُ مصيبتها في جملة بلايَا الله التي أثَابَ علي التَّصبّر عليها.

[حسس] : أتى بجرادٍ مَحْسُوس فأكلَه.

هو الذي مسّته النارْ حتى قَتَلَتْه ، من الحسّ وهو القَتْلُ.

[حسب] : طلحة رضي الله عنه ـ اشترى غُلَاماً بخَمْسمائة درهم وأَعتقه ، فكتب : هذا ما اشترى طلحة بن عبيد الله من فلان ابن فلان العَبْشَمِيّ ، اشترى منه فَتَاه ديناراً بخمسمائة دِرهم بالحَسب والطيِّب ، ودَفع إليه الثمن ، وأَعْتَقه لوَجْه الله ؛ فليس لأحدٍ عليه سبيلُ الولاء.

قيل : هو من حسَّبته إذ أكرمته ، أي بالكَرَامة من البائع والمشتري والرّغبة وطيب النفوس منهما.

العُطَارِديّ رحمه الله ـ قال له أبو عمرو بن العلاء : ما تَذكر؟ قال : أذكر مَقْتَل بِسْطام بنِ قَيْس على الْحَسَن.

هو حَبْل من رمل. قال :

لأُمِّ الْأَرْضِ وَيْلٌ ما أَجَنَّتْ

غداة أَضَرَّ بالحَسنِ السَّبيلُ (١)

__________________

(*) [حسس] : ومنه الحديث : إن الشيطان حساس لحاس. ومنه الحديث : حُسُّوهم بالسيف حساً. ومنه الحديث في الجراد : إذا حسه البرد فقتله. النهاية ١ / ٣٨٤ ، ٣٨٥.

(١) البيت في لسان العرب (حسن) ، وفيه «بحيث أضر» بدل «غداة أضر».

٢٤٦

عُمِّر مائة وثمانياً وعشرين سنة ، وكانت وِلادته قبل الهجرة بإحدى عشرة سنة.

[حسب] : سماك رحمه الله ـ قال شُعْبَة : سمعتُه يقول : ما حَسَّبُوا ضيفَهم.

أي ما أكرموه ، وأَصْلُه من الْحُسْبَانة ، وهي الوِسادة الصغيرة ، ويقال لها المحْسَبة أيضاً ؛ لأن من أُكرم أجلس عليها.

في الحديث : إن المسلمين كانوا يتحسَّبُون الصلاةَ ، فيجيئون بلا دَاعٍ.

أي يتعرَّفون وقتها ويتوخَّونه ، يأتون المسجد قبل أن يسمعوا الأَذَان.

[حسر] (*) : يخرج في آخر الزمان رجلٌ يسمى أمير المعصب ، أصحابُه مُحَسَّرُون مُحَقَّرُون مُقْصَوْن عن أَبْوَابِ السلطان ، يأتونه من كلِّ أَوْبٍ كأنهم قَزَعُ الخريف ، يوَرِّثهم الله مشارِقَ الأرض ومغاربها.

محسَّرُون : مُؤْذون محمولون على الْحَسرة ، أو مُدَفّعون مُبْعَدُون ؛ من حَسَر القناع : إذا كشفه. أو مَطْرودون مُتْعَبون ، من حَسَر الدابة [إذا أتعبها].

من كل أَوْب ، قال ابن السراج : معناه أنهم جاءُوا من كل مآب يرجعون إليه ومن كل مستقرّ.

القَزَع : السحاب المتفرق.

ادعُوا الله ولا تَسْتَحْسِرُوا.

هو أبلغ من الحُسُور ؛ أي لا تَنْقَطِعُوا ولا تملُّوا.

[حسم] (*) : عليكم بالصَّوْم فإنه مَحْسمَةٌ.

أَيْ مقطعة لِلْبَاءَةِ.

ثم حَسَمَهُ في (شق). لا يَحْسِرُ صابِحُها في (دك). حسّ في (هض). [عليها] حسيكة في (يس). فأحسِفُه في (حت). فحسك أمراس في (فر). تحسّف جلد الحية في (ظل). حُسّر في (جف). حسَكة في (عر). ولا تحسُّوا في (رث). هل أحسستما في (سم). حِسْمى في (رك). [حسرته في (مد). على الحس في (حن). ولا تحسسوا في (جس)].

__________________

[حسر] : ومنه الحديث : لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات على جبل من ذهب. ومنه حديث علي : ابنو المساجد حشرا فأن ذلك سيما المسلمين. ومنه حديث أبي عبيدة : أنه كان يوم الفتح على الحسر. ومنه الحديث: ادعوا الله عزوجل ولا تستحسروا. ومنه حديث جرير : ولا يحسر صابحها. النهاية ١ / ٣٨٣ ، ٣٨٤.

(*) [حسم] : ومنه الحديث : أنه أني يسارق فقال اقطعوه ثم احسموه. النهاية ١ / ٣٨٦.

٢٤٧

الحاء مع الشين

[حشش] (*) : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ إنّ رجلاً من أَسْلَم كان في غُنَيْمَةٍ له يَحُشُ عليها في بَيْداءِ ذي الحُلَيْفَة إذ عَوَى عليه ذئب فانتَزَع شاةً من غنمه فجَهْجَأهُ الرجلُ بالحِجارة حتى استنقذ منه شَاتَه ، فقال الذئب : أما اتقيتَ الله أن تَنزع مني شاة رُزقتها؟ فقال الرجل : تاللهِ ما سمعتُ كاليوم قطّ! فقال الذئب : أَعْجب من ذلك هذا الرسول بين الحرّتين يحدِّث الناس بما خَلا ويُحدِّثهم بما هو آت. فلما سمع الرجل قولَ الذئب ساق غَنمه يَحُوزُها حتى جاء المدينة.

يحُش : بمعنى يَهُشّ ؛ أي يخبط الورق ، ومثله مدَحَ ومَده!

جَهْجَأَه : زَجَرَه ، والهمزة بدل من هاء. قال عمرو بن الإطنابة :

والضاربين الكَبْشَ يبرق بَيْضه

ضرب المُجْهِجَه عن حِيَاض الآبل

يَحُوزُها : يجمعها في السوق.

ما سمعت كاليوم : أي ما سمعت أُعجوبة كأعجوبة اليوم ؛ فحذف الموصوف وأقام الصفة مقامه ، والمضاف وأقام المضاف إليه مقامه.

قال لأبي بَصِير رضي الله عنه : ويَلُمّه مَحِشَ حَرْب لو كان معه رجال!.

هو الذي يحُشّ (١) نار الحرب كثيراً ، كقولهم : مِسْعَر حرب.

وي : كلمة تعجّب ، والأصل وَي لأمه ، فحذفت الهمزة للتخفيف ، وألقيت حركتها على اللام ، وربما كسرت

إتباعاً للميم أو لأنها حركتها الأصلية ، وانتصاب «مِحَشّ» على التمييز.

عمر رضي الله تعالى عنه ـ أُتي بامرأة مات زوجها ، واعتدّت بأربعة أشهر وعشر ، ثم تزوّجت رَجلاً ، فمكثت عنده أربعة أشهر ونصفاً ، ثم وَلدت ولداً ؛ فدعا عمرُ نساءً من نساء الجاهلية فسألهنّ عن ذلك. فقلن : هذه امرأةٌ كانت حاملاً من زَوْجها ، فلما مات حَشَ وَلَدُها في بطنها ، فلما مسَّها الزوج الآخر تحرّك ولدُها ؛ فأَلْحَقَ الولدَ بالأول.

حشَ الولد في بطن المرأة : إذا يَبِس فيه ، وهو حُشّ ، وأحشَّت المرأة.

[حشف] : عثمان رضي الله تعالى عنه ـ قال له أبان بن سعيد حينَ بعثه رسول الله صلى

__________________

(*) [حشش] : ومنه في حديث الرؤيا : وإذا عنده نارٌ يحشُّها. ومنه حديث عائشة تصف أباها : وأطفأ ما حشت اليهود. ومنه حديث عمر : أنه رأى رجلاً يحتش في الحرم فزبره. ومنه الحديث : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استخلى في حُشَّان. النهاية ١ / ٣٨٩ ، ٣٩٠.

(١) حش الحرب يحشها : إذا أسعرها وهيجها.

٢٤٨

الله تعالى عليه وآله وسلم إلى أسارى المسلمين. يا عمّ ؛ ما لي أراك متحشِّفاً؟ أَسْبِل ، فقال : هكذا إزْرَةُ صَاحِبنا.

أي متقَبِّضاً متقلّصَ الثوبِ ، من الحَشَف وهو التَّمر اليابس الرديء ، وقيل : هو لابس الْحَشِيف ، وهو الخَلَقُ. قال الهُذِليّ :

يُدْني الحشيفَ عليها كي يُوَاريَها

ونفسه وهو للأطمار لَبّاسُ

الإِسبال : إرْخاءُ الإِزَار ، وكان قد شمّره وقلَّصه.

الإِزْرَة : ضربٌ من الائتزار ؛ وأراد بصاحبنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، يعني أنه إذا ائتزر شمّر ولم يُسْبل.

[حشش] : ابن مسعود رضي الله تعالى عنه ـ مَحَاشُ النساءِ عليكم حَرَام.

المَحَشَّة : بالشين والسين : الدّبر ـ وقد روي بهما ـ وروي : مَحَاشي. والمَحْشَاة : أسفل مواضع الطعام الذي يُؤَدِّي إلى المذهب ، وهي المَبْعَر من الدواب.

[حشف] : ابن عمر رضي الله عنهما ـ خلق الله البيتَ قبل أن يَخْلُق الأرض بأَلْف عام ، وكان البيت زُبْدة بيضاء حين كان العَرْش على الماء ، وكانت الأرضُ تحتَه كأنها حشَفة ، فدُحِيت الأرضُ من تَحْتِه.

هي صخرة تنبت في البحر. قال ابن هَرْمَة يَصِفُ ناقة :

كأنها قادِسٌ (١) يُصَرِّفها النُّو

تيّ تحتَ الأمْوَاجِ عن حَشَفه

وروي : كانت الكعبةُ خُشْفَة على الماء ، فدُحِيت من تحتها الأَرْض.

وهي أَكَمةٌ متواضعة.

[حشى] (*) : أم سلمة رضي الله عنها ـ خرج رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم من بيتها ليلاً ، ومضى إلى البَقِيع فتَبِعَتْه ، وظنَّت أنه دخلَ بعضَ حُجَر نسائه ، فلما أحسَّ بسوَادِها قَصَدَ قَصْدَه ، فعدَتْ وعَدَا على أثرها ، فلم يُدْركها إلا وهي في جَوْف حُجْرتها ؛ فدنا منها وقد وقع عليها البُهْر والرَّبو ، فقال : ما لي أراكِ حَشْيَا رَابِية.

هي التي أصابها الحَشَى وهو الرّبو ، وقد حَشِيت ، والرجلُ حَشْيان وحَشٍ.

في الحديث : كان صلى الله عليه وآله وسلم يُصلِّي في حاشِية المقام.

__________________

(١) القادس : لوح من ألواح السفينة وقيل هي السفينة ، أو السفينة العظيمة.

(*) [حشى] : ومنه حديث الزكاة : خذ من حواشي أموالهم. ومنه حديث معاوية : لو كنت من أهل البادية لنزلت من الكلأ الحاشية. النهاية ١ / ٣٩٢.

٢٤٩

أَيْ في جانبه.

محشود في (بر). تحشحشنا في (حط). حيٌّ حُشَّد في (عب). لا يحشرْنَ في (عش). أو حشًّا في (حو). في الْحُشّ في (نش). ولا حَشّت في (نم). المحاشد في (رس). [ألا يحشروا في (ثو)].

الحاء مع الصاد

[حصد] (*) : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ قال لمُعَاذ بن جَبَل : اكْفُفْ عليك لسانَك! فقال : يا رسولَ الله ؛ أوَإنا لمأخوذون بما نتكلَّم؟ فقال : ثَكلتْك أُمك يا مُعَاذ! وهل يكُبُّ الناس على مَنَاخِرهم إِلا حَصَائِد أَلْسِنتهم.

جمع حصيدة ، وهي ما يحصد من الزَّرْع ، شبّه اللسان وما يقتطعُ به من القول بحدِّ المنجل ، وما يُقْطَع به من النبات.

[حصى] (*) : اسْتَقِيمُوا ولن تُحْصوا ، واعْلَمُوا أنَّ خير أعمالكم الصَّلاة ، ولن يحافِظَ على الوضوء إلا مُؤْمن.

أي لن تطيقوا الاستقامةَ في كلّ شيء ، حتى لا تميلوا ؛ من قوله تعالى : (عَلِمَ أَنْ لَنْ) تُحْصُوهُ [المزمل : ٢٠].

ومعنى التركيب الضبط ، فالعادّ يضبط ما يعدّه ويحصره ، وكذلك المُطيق للشيء ضَابطٌ له. ومنه الحَصْو ، وهو المنع. يقال : حَصَوْتَني حقّي.

[حصر] (*) : بلَغَه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أن قبطياً يتحدّث إلى مارية ، فأمر عليًّا عليه السلام بقَتْله ، قال علي عليه السلام : فأَخذتُ السيفَ وذهبتُ إليه ؛ فلما رآني رَقِي على شجرة ، فرَفَعَت الريحُ ثوبَه ؛ فإذا هو حَصور ، فأَتيتُ رسولَ الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فأَخبرتُه ، فقال : إنما شفاء العيّ السؤال.

قيل : الحَصُور هاهنا هو المجْبُوب ؛ لأنه حُصِر عن الجماع.

والعيّ : الجهل ، من عيّ بالأمر يَعْيَا عِيّا : إذا لم يهتد له.

[حصى] : نهى صلى الله عليه وسلم عن بَيْعِ الحَصَاة.

__________________

(*) [حصد] : ومنه الحديث : أنه نهى عن حصاد الليل. ومنه حديث طبيان : يأكلون حصيدها. النهاية ١ / ٣٩٤.

(*) [حصى] : ومنه الحديث : وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصا ألسنتهم. النهاية ١ / ٣٩٨.

(*) [حصر] : ومنه الحديث : أفضل الجهاد وأجمله حج مبرور ، ثم لزوم الحصر. وفي حديث جذيفة : تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير. النهاية ١ / ٣٩٥.

٢٥٠

هو أن يقول : إذا نَبَذْتُ إليك الحَصَاةَ فقد وجب البَيْعُ ؛ وهو من بُيُوع الجاهلية.

[حصب] (*) : عمر رضي الله عنه ـ لما حَصَّبَ المسجدَ قال له فلان : لِمَ فعلتَ هذا؟ قال : هو أغفر للنُّخَامة ، وألين في المَوْطِىء.

هو تغطية سَطْحه بالحَصْبَاء ، وهي الحصى الصّغار.

أَغْفَر : أستر ، وهي رخصة في البُزَاق في المسجد إذا ادَّفن.

يا لخُزَيمَةَ حَصِّبوا.

التَّحْصِيب : إذا نفر الرَّجُل من مِنى إلى مكة للتوديع أن يقيم بالأبطح حتى يَهْجَع به ساعةً من الليل ثم يدخل مكة ـ وروي : أصبحوا ، أراد أن يقيموا بالأبطح إلى أن يُصْبِحُوا.

وعن عائشة رضي الله عنها : ليس التَّحْصِيب بشيء ؛ إنما كان منزلاً نزله رسولُ الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ؛ لأنه كان أسمح للخروج.

عثمان رضي الله تعالى عنه ـ في حديث مَقْتَله : تحاصَبُوا في المسجد حتى ما أُبْصِر أَدِيم السماء.

هو التَّرَامي بالحصباء.

[حصحص] : عليّ عليه السلام ـ لأَنْ أُحَصْحِصَ في يَدَيَّ جَمْرَتين أَحَبُّ إليَّ مِنْ أُبْصِر أَدِيم السماء.

هو التَّرَامي بالحصباء.

[حصحص] : عليّ عليه السلام ـ لأَنْ أُحَصْحِصَ في يَدَيَّ جَمْرَتين أَحَبُّ إليَّ مِنْ أَنْ أُحَصْحِصَ كَعْبَتَيْن.

الحصحصة : تحريكُ الشيء ، أو تحرّكه حتى يستقرَّ ويتمكّن.

ومنه حديث سَمُرة رضي الله عنه : إنه أُتِي برجل عِنّين ، فكتب فيه إلى معاوية ، فكتب إليه : أن اشتَرِ له جارِيةً من بيت المال ، وأَدْخِلْهَا معه ليلةً ، ثم سَلْهَا عنه ، ففعل ، فلما أصبح قال : ما صنعتَ؟ قال : فعلتُ حتى حَصْحَصَ فيه ؛ فسأل الجارية ، فقالت : لم يَصْنَع شيئاً. فقال : خَلِّ سبيلَها يا مُحَصْحِص!.

[حصر] : ابن مسعود رضي الله عنه ـ لُدِغ رجل وهو مُحْرم بالعمرة فأُحْصِرَ ، فقال عبد الله : ابعثُوا بالهدْي ، واجعلوا بينكم وبينه يَوْمَ أَمار ، فإذا ذبح الهَدْي بمكة حلّ هذا.

أي منع بسبب اللّدغ ؛ من قوله تعالى : (فَإِنْ) أُحْصِرْتُمْ [البقرة : ١٩٦].

الأمار والأَمارة : العلامة. يقال : أَمار ما بيني وبينك كذا. والمعنى : اجعلُوا بينكم وبينه يوماً تَعْرِفونه.

__________________

(*) [حصب] : ومنه في حديث علي : قال للخوارج : أصابكم حاصب. النهاية ١ / ٣٩٣ ، ٣٩٤.

٢٥١

[حصص] : أبو هريرة رضي الله تعالى عنه ـ إن الشيطانَ إذا سمع الأذان خَرَج وله حُصَاص.

هو حدّةُ العَدْو ، وقيل : هو أنْ يَمصَع بذَنَبه ، ويصُرّ بأُذُنيه ويَعْدُو. وقال :

عجرَّدٌ (١) كالذئب ذي الحُصَاص

يُوضع تحت القمر الوَبَّاص

وقيل هو الضُّرَاط.

ابن عمر رضي الله عنهما ـ أَتَتْهُ امرأةٌ فقالت : إنَّ ابنتي عُرَيِّس ، وقد تمعَّطَ شَعْرُها ، وأَمَرُوني أن أُرَجِّلها بالخمر. فقال : إن فَعَلْتِ ذَاكِ فألقى الله تعالى في رأسها الحاصَّة.

هي العلّة التي تحُصُ الشَّعْر ، أي تنثره وتَذْهَب به.

ويقال : بينهم رَحِم حَاصّة ، إذا قَطَعُوها ، بمعنى محصوصة ، والتحقيق ذَات حَصّ.

عُرَيّس : تصغير عروس ، ولم تدخله تاء التأنيث لقيام الحرفِ الرابع مقامها ، ومثلُه قُلَيّص وعُقَيْرِب ، وقد شذّ قُدَيدِمَة ووُرَيَّة.

معاوية رضي الله عنه ـ أُفلِتَ وانحصَ الذَّنَبُ.

هو مثلٌ فيمن أشفى ثم نجا ، وحديثُه في : كتاب المستَقْصَى.

حَصِيف العقدة في (كل). ليس مثل الحَصِر في (رج). ذَنوب حِصَان في (فق). وحِصْلبها في (سل). في مؤخر الحصار في (خذ). قد حصبوا في (فر).

الحاء مع الضاد

[حضض] (*) : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ أُهْدي له هديّة فلم يجد شيئاً يضَعها عليه فقال : ضَعْه بالحَضيض ، فإنما أنا عبد آكُل كما يأكل العبد.

هو قَرَار الأرض بعد منقطع الجبل ، قال امرؤ القيس :

فلما أجنّ الشمسَ مني غُؤورها

نزلتُ إليه قائماً بالحضيضِ (٢)

[حضن] (*) : قال صلى الله عليه وسلم لعامر بن الطُّفَيل : أَسْلِمْ تَسْلَم ، فقال : عَلَى أن تجعلَ لي نِصْفَ ثِمار المدينة ، وتجعلني وَالِيَ الأمر من بَعْدك. فقال له أُسَيد بن حُضَير : اخْرُجْ بذِمَّتِك لا أُنْفِذْ حِضْنَيْك بالرّمح ، فوالله لو سَأَلْتَنا سَيَابةً ما أَعطيناكها.

__________________

(١) العجرد : الشديد.

(*) [حضض] : ومنه الحديث : فأين الحضِّيضا. وفي حديث طاوس : لا بأس بالحُضض. النهاية ١ / ٤٠٠.

(٢) البيت في ديوان امرىء القيس ص ٧٤.

(*) [حضن] : ومنه حديث علي : عليكم بالحِضنين. النهاية ١ / ٤٠١.

٢٥٢

هما الجنبان ، وأحْضَان كلّ شيء : جَوَانبه. السَّيَابة : البَلَحة.

[حضج] : إنَّ بَغْلته صلى الله عليه وآله وسلم لما تناوَلَ الحصى ليَرْمي به يَوْم حُنَين فَهِمَت ما أراد ، فانحَضَجَتْ.

أي انْبَسطت ، ويقال : انحَضَج بَطْنُه : إذا اتَّسع وتفتَّق سِمَناً. قال :

*وقَلَّصَ بُدْنَه بَعْدَ انحِضَاجِ (١) *

وانحَضَج من الغيظ : انقدّ وانشقّ.

ومنه حديث أبي الدَّرداء رضي الله عنه : إنه قال في الركعتين بَعْدَ العصر : أما أنا فلا أدعهما ، فمن شاء أن يَنْحَضِج فلْيَنْحَضِج. وقيل معناه : من شاء أن يسترخي في أدائهما ويقصِّر فشأْنه.

[حضن] : عمر رضي الله تعالى عنه ـ قال يوم أتى سَقِيفة بني ساعدة للبَيْعة : فإذا إخواننا من الأنصار يريدون أن يَخْتَزِلوا الأمر دوننا ويَحْضُنُونَا عنه.

أي يحجُبونا ويجعلونا في حضْن ، أي في ناحية.

ومنه حديث ابن مسعود رضي الله عنه : إنه أوصى إلى الزُّبير وإلى ابنه عبد الله بن الزُّبير ، وقال في وصيته : إنه لا تزوّج امرأةٌ من بناته إلا بإذنها ، ولا تُحْضَن زَيْنَب امرأة عبد الله عنْ ذلك.

[حضر] (*) : عثمان رضي الله تعالى عنه ـ قال كَعْب بن عُجْرَة : ذكر رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فتنة فقرَّبها وعظّمها ، ثم مرَّ رجل مُتقنّع في مِلحفة ، فقال : هذا يومئذ على الحقّ. فانطلَقْت مُحْضِراً فأخذت بضَبُعِه ، فقلت : أهذا هو يا رسول الله؟ قال : هذا. فإذا هو عثمان بنُ عفَّان.

أيْ مسرعاً.

[حضن] : عمران رضي الله تعالى عنه ـ أقسمُ لأنْ أَكُونَ عبْداً حَبَشِيًّا في أَعْنز حَضَنِيَّات أَرْعَاهنَّ حتى يُدْرِكني أَجَلي أحبّ إِليّ من أن أرْمِي في أَحد الصَّفين بسَهْم أصبت أو أخطأتُ.

__________________

(١) صدره :

إذا ما السوط سمر حالبيه

والبيت لمزاحم العقيلي في لسان العرب (حضج).

(*) [حضر] : ومنه الحديث : لا يبع حاضر لبادٍ. وفي حديث عمرو بن سلمة الجرمي : كنَّا بحاضر يمرُّ بنا الناس. والحديث : هجرة الحاضر. ومنه حديث صلاة الصبح : فإنها مشهودة محضورة. النهاية ١ / ٣٩٨ ، ٣٩٩.

٢٥٣

نسبها إلى حضَن ، وهو جَبَل في أول حُدود نجْد. ومنه قولهم : أَنَجد مَنْ رَأى حضَناً. يعني أن ذلك أحبّ إليّ من أن أَشهدَ حرباً في فِتنة.

الحضَرْمي في (ظل) ، وفي (ذي). [أحاطوا ليلاً بحاضر في (جب)].

الحاء مع الطاء

[حطم] (*) : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ قال عليّ عليه السلام : لما خَطبْتُ فاطمة عليها السلام قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم : أَعِندك شيء؟ قلت : لا. قال : فأين دِرْعُك الحُطَميّة التي أعطيتُك؟ قلت : ها هي ذِه. قال : أَعْطِها. ودخل علينا ، وعلينا قَطِيفة ، فلما رأيناه تحَشْحَشْنا ، فقال : مكانَكما. وفيه قلتُ يا رسولَ الله ؛ هي أحبُّ إِليك مِنِّي. قال : هي أحبُّ منك ، وأنت أعزُّ عليّ.

هي منسوبة إلى حُطَمة بن مُحارب ، بَطْن من عبد القيس يعملون الدُّروع.

التَّحَشْحش : التحرك للنهوض.

شرّ الرِّعاء الحُطَمة.

هو الذي يعنِّفُ بالإِبل في السَّوْق والإِيراد والإِصدار فيحطمها ؛ ضَرَبَه مثلاً لِوَالي السُّوء.

[حط] (*) : جلس صلى الله تعالى عليه وآله وسلم إلى غُصْن شجرة يابسة ، فقال بيده ، فحطّ ورقها.

الحطّ والحتّ بمعنى واحد.

[حطأ] : قال ابنُ عباس رضي الله تعالى عنهما : أخذَ بقَفاي ، فَحطأَني حَطْأَة فقال : اذهب فادْعُ إليّ معاوية ـ وكان كاتِبه ـ وروي : فَحطانِي حَطْوَةً. ـ غير مهموز.

الحَطْء : الضربُ بالكفّ مبسوطة كاللَّطْح. وقيل : هو الدفع ، يقال : حطَأَت القِدْرُ بزَبَدها : دَفعتْهُ ورَمَتْ به ، وحطأَ بسَلْحه وضَرطه ، وكان الحُطَيئة يَلْعب مع الصبيان فضرط فضحِكوا فقال : ما لكم؟ إنما كانت حُطَيْئة ، فَلَزِمته نَبَزاً.

ومنه حديث معاوية رضي الله تعالى عنه : إن المغيرة قال له حينَ ولّى عَمْراً : ما لبَّثَك السَّهمِيُّ أَنْ حَطَأَ بك إِذْ تشاورتُما.

__________________

(*) [حطم] : ومنه الحديث : رأيت جهنم يحطم بعضها بعضا. وفي حديث توبة كعب بن مالك : اذن يحطمكم الناس. وفي حديث عائشة : بعدما حضمة الناس. النهاية ١ / ٤٠٢ ، ٤٠٣.

(*) [حط] : ومنه الحديث : من ابتلاء الله ببلاء في جسده فهو له حظة. وفي حديث سبيعة الأسلمية : فحطت الى السلب. النهاية ١ / ٤٠٢.

٢٥٤

أي دَفَعك عن رَأيك. وعن ابنِ الأَعرابي : الحَطْوُ : تحريك الشيء مزعزعاً.

حطاماً في (خض).

الحاء مع الظاء

[حظر] (*) : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ سأله أبيض بن حَمّال عن حمَى الأراك. فقال : لا حِمَى في الأَرَاكِ. فقال : أَرَاكةٌ في حِظَارِي. قال : لا حِمَى في الأَرَاك.

أَرَادَ أَرْضاً قَدْ حَظَرها وحَوَّط عليها. وفيه لغتان : الفتح والكسر ؛ وحين أحياها كانت تِلْكَ الأَرَاكَةُ فيها.

[حظظ] : عمر رضي الله عنه ـ من حظّ الرجلِ نَفاق أيّمه وموضع حقه.

الحظُّ : الجَدّ ، وفلان حَظِيظ ومحظوظ.

والأَيّم : التي لا زَوْجَ لها بِكراً كانت أو ثَيباً ؛ أي من جده ألَّا تبور عليه بناتُه وأَخواته ، وأن يكون حقه في ذمّة مَأْمونٍ جحودُه وتهضّمه.

لا يحظَر في (ند).

الحاء مع الفاء

[حفز] (*) : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ أُتِي بتَمْر وهو مُحْتَفزٌ فجعل يَقْسِمه.

هو المُسْتَوْفِزُ المريدُ للقيام ، من حَفَزه : إذا أَزعجه. ومنه : الليل يسوق النهار ويَحْفِزُه.

ومنه حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : إِنه ذُكِر الْقَدَرُ عنده فاحْتَفَز وقال : لو رأَيتُ أحدَهم لعَضِضْتُ بأَنْفِهِ.

أي قَلق وشَخَص به ضَجَراً.

[حفر] (*) : عن أُبيّ بن كعب رضي الله تعالى عنه ـ سألت النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن التوبة

__________________

(*) [حطم] : ومنه الحديث : لا يلج حظيرة القدس مدمن خمر. ومنه حديث مالك بن أنس : يشترط صاحب الأرص على المساقي شد الحظار. النهاية ١ / ٤٠٤ ، ٤٠٥.

(*) [حفز] : ومنه الحديث عن أنس : من أشراط الساعة حفز الموت ، قيل : وما حفز الموت؟ قال : موت الفجأة. النهاية ١ / ٤٠٧.

(*) [حفر] : ومنه الحديث : إن هذا الأمر لا يترك على حالته حتى يرد الى حافرته. النهاية ١ / ٤٠٦.

٢٥٥

النَّصُوح ، فقال : هو النَّدم على الذنب حين يَفْرُطُ مِنْكَ ، وتستغفر الله بندامتك عند الحَافر ، ثم لا تعودُ إليه أبداً.

كانوا لكرامة الفَرَسِ عندهم ونَفَاستهم بها لا يبيعونها بالنَّسَاء (١) فقالوا : النَّقْدُ عند الحافِر ، وسيّروه مثلاً ، أي عند بيع الحافر في أول وَهْلَة العقد من غير تأخير ، والمراد بالحافر ذات الحافر وهي الفرس. ومن قال : عند الحافرة فله وجهان : أحدهما ـ أنه لما جعل الحافر في معنى الدابة نفسها ، وكثُر استعماله على ذلك من غير ذكْر الذات فقيل : اقتنى فلان الخفَّ والحافر ؛ أي ذواتهما ، ألحقت به علامة التأنيث إشعاراً بتسمية الذات بها. والثاني ـ أن يكونَ فاعلة من الحَفْر ؛ لأنَّ الفرسَ بشدَّةِ دَوْسِها تَحْفِر الأرض ، كما سُمِّيت فرساً لأنها تَفْرِسها : أي تدقّها ؛ هذا أصل الكلمة ، ثم كَثُرت حتى استُعْمِلت في كل أوَّلية ؛ فقيل : رجع إلى حافره وحافِرته ، وفعل كذا عند الحافِر والحافِرة. والمعنى تَنْجيز النّدامة والاستغفار عند مواقعة الذنب من غير تأخير ؛ لأن التأخير من الإصرار.

الباء في «بنَدَامتك» بمعنى مع ، أو بمعنى الاستعانة ؛ أي بطلب مغفرة الله بأن تندم.

الواو في وتستغفر للحال ، أي هو الندم منك مُسْتَغْفِراً ، ويحتمل أن يعطف على الندم على أن أصله وأن تستغفر فحذف. كقوله :

*ألَا أيّهذا اللائمي أَحْضُرَ الوَغَى (٢) *

النّصوح : هي التي يناصحُ فيها الإِنسانُ نفسَه مبالغاً ، فجعل الفعلَ لها كأنها هي التي تبالغ في النصيحة.

[حفا] (*) : سئل : متى تحِلّ المَيْتَةُ؟ فقال : ما لم تَصْطَبِحُوا أو تَغْتَبِقُوا أو تحْتَفِئُوا بها بَقْلاً فشأْنَكُمْ بها.

__________________

(١) النساء : التأخير.

(٢) عجزه :

وأن أشهد اللذات هل انت مخلدي

والبيت من الطويل ، وهو لطرفة بن العبد في ديوانه ص ٣٢ ، والإنصاف ٢ / ٥٦٠ ، وخزانة الأدب ١ / ١١٩ ، ٨ / ٥٧٩ ، والدرر ١ / ٧٤ ، وسر صناعة الإعراب ١ / ٢٨٥ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٨٠٠ ، والكتاب ٣ / ٩٩ ، ١٠٠ ، ولسان العرب ١٣ / ٣٢ (أنن) ، ١٤ / ٢٧٢ (دنا) ، والمقاصد النحوية ٤ / ٤٠٢ ، والمقتضب ٢ / ٨٥ ، وبلا نسبة في خزانة الأدب ١ / ٤٦٣ ، ٨ / ٥٠٧ ، ٥٨٠ ، ٥٨٥ ، والدرر ٣ / ٣٣ ، ٩ / ٩٤ ، ورصف المباني ص ١١٣ ، وشرح شذور الذهب ص ١٩٨ ، وشرح ابن عقيل ص ٥٩٧ ، وشرح المفصل ٢ / ٧ ، ٤ / ٢٨ ، ٧ / ٥٢ ، ومجالس ثعلب ص ٣٨٣ ، ومغني اللبيب ٢ / ٣٨٣ ، ٦٤١ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٧.

(*) [حفا] : ومنه حديث أنس : أنهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم حتى أحفوه. وحديث السواك : لزمت السواك حتى كدت أُحفي فمي. وفي حديث الانتعال : ليحفها جميعاً أو لينعلها جميعاً. النهاية ١ / ٤١٠.

٢٥٦

الاحتفاء : اقتلاع الحَفأ ، وهو البَرْدِيّ ، وقيل : أصله ، فاستعير لاقتلاع البَقْل.

وروي : تحتَفُوا ، من احتفى القوم المَرْعَى : إذا رَعَوهْ وقلعوه.

وروي : تحتفّوا ، من احتفاف النبت وهو جزّه. وحفّت المرأة وجهها واحتفّت.

وروي : تجْتَفِئوا ، بالجيم ، من اجتفاء الشيء : إذا قلعته ورميتَ به. ومنه الجُفَاء.

وروي : تُختَفُوا بالخاءِ ، من اخْتَفَيت الشيء : إذا أخرجته. والمختفي : النبَّاش.

ما : مصدرية مقدر قبلها الزَّمان ، والمعنى : وقت فقد صبوحكم.

أمر أن تُحْفَى الشَّوارب وتُعْفى اللِّحَى.

الإِحفاء والحَفْو : أن يُلْزِق الجَزّ.

والإِعفاء : التوفير ، من عَفَا الشيء : إِذا كثر ، وعَفوْتِ وأعفيته.

[حفف] (*) : إنّا لم نشبع من طعام إلا على حَفَف.

وروي : ضَفف ـ وروي : شَظَف.

الثلاثة في معنى ضِيق المعيشة وقلّتها وغِلْظتها ، يقال : أصابه حَفف وحُفُوف ، وحَفَّت الأرض : إذَا يَبس نَباتها.

وعن الأصمعيّ رحمه الله : أصابهم من العيش ضَفَف ؛ أي شِدَّة ، وفي رأي فلان ضَفَف ؛ أي ضَعْف ، وما رئي على بني فلانٍ حفَف ولا ضَفَف : أي أَثر عَوَز.

والمعنى : أنه لم يشبع إلا والحالُ خِلاف الرّخاء والخِصب عنده ، وقيل : معناهما اجتماع الأَيْدِي وكَثْرَةُ الأَكلة ؛ أي لم يَأكل وَحْدَه ، ولكِنْ مع الناس.

[حفو] : عطس عنده رجل فَوْقَ ثلاثٍ ، فقال له : حَفَوْتَ.

الحَفْو : المَنع ، يقال : حَفَاه من الخير ؛ أي منعتنا أن نُشَمِّتَك بَعْدَ الثلاث.

ومنه :

إن رَجلاً سلَّم على بعض السلف فقال : وعليكم السلام ورحمةُ الله وبركاته الزَّاكيات ، فقال له : أَرَاك قد حَفَوْتَنا ثَوابَها.

أَخذته كله وحَرَمْتَنا.

وروي : حَقَوْت بالقاف ؛ أي شددت ، من الحِقو وهو الإِزار الذي يشد على الخصر ، والمعنى واحد ؛ لأن الشدَّ من باب المنع.

[حفش] : استعمل رجلاً فأهْدى إليه فقال : هذا لي ، فقال : أَلا جَلَس في حِفْش أمه ، فلينظر أكان يُهْدَى إليه شيء؟.

__________________

(*) [حفف] : ومنه في حديث أهل الذكر : فيحفونهم بأجنحتهم. ومنه الحديث : من حفنا أو رفنا فليقتصر. النهاية ١ / ٤٠٨.

٢٥٧

هو البيت الصَّغير ، من الحَفْش وهو الجمع لاجْتِماع جَوَانبه. قيل للسَّفَط والسَّنَام حِفْش.

ومنه حديث زينب رضي الله عنها ـ كانت المرأة إذا تُوُفّي زوجُها دخلت حِفْشاً ولبِسَتْ شرَّ ثِيابها ، ولم تمسَّ طيباً ولا شيئاً حتى تمُرَّ سنة ، ثم تُؤْتَى بدابَّةٍ حمار أو شاة أو طير فتفْتَضّ به ، فقلّ ما تفتضّ بشيء إلّا مات.

أي تكْسِرُ ما كانت فيه من العِدَّة ، وتخرج منه به. قيل : كانت تمسحُ به قُبُلها فلا يكاد يعيش ـ وروي : فتَقْبِص ؛ من القَبْص ، وهو الأَخذ بأطراف الأصابع.

[حفل] : يذهب الصالحون الأُوَل فالأُوَل حتى يبقى حُفَالة كحُفالة التَّمْر.

هي الخُشارة.

[حفز] : صلَّى فجاء رجلٌ قد حَفَزَه النَّفَس ، فقال : الله أَكبر ، حمداً كثيراً طيِّباً مباركاً فيه. فلمّا قضى صلاته قال : أيّكم المتكلم بالكلمات؟ فأرَمّ القوم ـ وروي : «فأَزَمَ القَوْمُ».

حَفَزَه : أَقلقه وجهده.

الإِرمام : السكوت. قال :

*يسرون والليلُ مُرِمٌّ طائره (١) *

والأَزْم : الإِمساك. حَمْداً : نصب بفعل مضمر ، أراد أَحْمدُه حمداً.

[حفى] : إن الله تعالى يقول لآدم عليه السلام : أَخْرِج نصيبَ جهنَّم من ذُرِّيَّتك ، فيقول : يا ربِّ ؛ كم؟ فيقول : من كلّ مائة تسعة وتسعين. فقالوا : يا رسول الله ؛ احْتُفِينا إذن ، فماذا يبقى منا؟ قال : إنَّ أُمَّتي في الأمم كالشَّعْرَةِ البيضاء في الثور الأَسْوَد.

أي اسْتُؤْصِلْنَا.

[حفل] (*)

* : نهى عن بيع المُحَفَّلة ، وقال : إنها خلَّابة.

هي التي حُفِّل اللَّبَنُ في ضَرْعِها أياماً ليغترَّ بها المُشْتَري ؛ فيزيد في الثمن.

__________________

(١) عجزه :

مرخى رقاواه هجرد سامره

والبيت لحميد الأرقط في لسان العرب (رمم).

(*) [حفل] : ومنه حديث حليمة : فإذا هي حافل. ومنه الحديث في صفة عمر : ودفقت في محافلها. وفي رقية النملة : العروس تكتحل وتحتفل. النهاية ١ / ٤٠٩.

٢٥٨

الضمير في «إنها» للفَعلة ، ويجوز أن يرجع إلى المحفّلة ، ويكون سبيل الكلام سبيل قولها :

*فإنما هي إقْبَال وإدْبَارُ (١) *

[حفن] : أبو بكر رضي الله تعالى عنه ـ إنما نحن حَفْنَة من حَفَنَاتِ ربِّنا.

هي ما يملأ الكفين من دقيق أو غيره. ويقال : حفَن له حَفْنَة : إذا أعطاه قليلاً ، كأنه لم يزده على مِلْءِ الكفَّيْن. والمعنى : إنا على كَثْرَتنا يوم القيامة قليلٌ عند الله عزَّ وجل.

[حفف] : عمر رضي الله عنه ـ كان أَصْلَع له حِفَاف.

حِفافا الشيءِ : جانباه. وقولهم : بقي من شَعْرِه حِفَاف : هو أن يَصْلَع وتبقى طُرَّة من الشعر حول رأسه.

[حفا] : أنزل أُوَيْساً القَرَني فاحْتَفَاه.

أي بالَغَ في إلْطافِه واستقصى.

عليّ عليه السلام ـ سلّم عليه الأَشْعَث فردّ عليه بغير تحفٍ.

الحفاوة والتحفّي : الإكرام بالمسألة والإِلْطَاف.

[حفف] : معاوية رضي الله تعالى عنه ـ بلغه أن عبدَ الله بن جعفر حَفَّفَ وجهُد من بَذْله وإعطائه ؛ فكتب إليه يأمره بالقَصْد ، وينهاه عن السَّرَف. وكتب إليه بيتين من شعر :

لَمَالُ المَرْءِ يُصْلِحُه فيُغْنِي

مَفَاقِرَه أعفُّ من القُنُوع

يَسُدُّ بهِ نَوَائِبَ تَعْتَرِيه

مِنَ الأَيام كالنُّهُلِ الشُّرُوعِ.

حفَّف : مبالغة في حفّ ؛ أي جهد وقلَّ ماله ، من حفّت الأرض.

المَفاقِر : جمع فَقْر على غير قياس ، كالملامح والمَشابه ، ويجوز أن يكون جمع مَفْقَر ؛ مصدر من أفقَرَهُ الله ، أو مُفْتَقر بمعنى الافتقار ، أو مُفْقِر وهو الشيء الذي يورث الفقر.

القُنُوع : السؤال. يقال : قَنَعَ إلى فلان يَقْنَع.

النُّهُل : الإِبل العِطَاش ، جمع نَاهل. الشُّرُوع : الشَّاربة في الماء. والبيتان للشماخ.

__________________

(١) صدره :

ترتع ما رتعت حتى اذا اذكرت

والبيت من البسيط ، وهو للخنساء في ديوانها ص ٣٨٣ ، والأشباه والنظائر ١ / ١٩٨ ، وخزانة الأدب ١ / ٤٣١ ، ٢ / ٣٤ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٢٨٢ ، والشعر والشعراء ١ / ٣٥٤ ، والكتاب ١ / ٣٣٧ ، ولسان العرب ٧ / ٣٠٥ (رهط) ، ١١ / ٥٣٨ (قبل) ، ١٤ / ٤١٠ (سوا) ، والمقتضب ٤ / ٣٠٥ ، والمنصف ١ / ١٩٧ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢ / ٣٨٧ ، ٤ / ٦٨ ، وشرح الأشموني ١ / ٢١٣ ، وشرح المفصل ١ / ١١٥ ، والمحتسب ٢ / ٤٣.

٢٥٩

محفودٌ في (بر). أن أُحْفِظ الناس في (به) كدت أُحْفِي فمِي في (در). الحَوْفَزان في (نس). فلتَحْتَفِر في (خو). أخشى حَفْدَهُ في (كل). حَفَلْت له في (زف). حُفوفاً في (بل).

الحاء مع القاف

[حقا] (*) : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ أَعْطَى النساءَ اللَّوَاتي غسَّلْنَ ابنَتَهُ حِقْوَه ، فقال : أَشْعِرْنها إياه.

الْحَقو : الإِزَار الذي يُشَدُّ على الحَقْو ، وهو الخِصْر.

ومنه حديث عمر رضي الله عنه : لا تزهدنَّ في جَفَاء الحَقْو ، فإن يكن ما تحته جافياً فإنه أَسترُ له ، وإن يكن ما تحته لطيفاً فإنه أخفى له.

أَشْعِرْنها إياه : أي اجْعَلْنَ لها الحَقْو شِعَاراً ، وهو الثَّوْب الذي يَلِي الجسد.

جَفَاءُ الحَقْو : أن تجعله جَافياً ؛ أي غليظاً بأنْ تضاعف عليه الثياب لتستر مُؤخرها.

[حقل] (*) : نهى عن المُحَاقلة والمُزَابنة ، ورَخَّص في العَرايا.

الحقْل : القَرَاح من الأرض ، وهي الطيِّبة التُّرْبة ، الخالصة من شائب السَّبَخ ، الصالحة للزَّرع.

ومنه حَقل يحقِلُ ، إذا زَرَع ، والمُحَاقلة : مُفَاعلة من ذلك ، وهي المُزَارعة بالثُّلُث والربع وغيرهما. وقيل : هي اكْتِرَاء الأرض بالبرّ. وقيل : هي بَيْع الطعام في سُنْبُله بالبُرّ. وقيل : بيع الزرع قبل إدراكه.

المَزَابَنة : بيع التمر في رُءُوس النَّخل بالتَّمْر ؛ لأنها تُؤَدِّي إلى النِّزَاع والمُدَافعة ، من الزَّبْن وهو الدَّفْع.

العَرِيَّة : النخلة التي يُعْرِيها الرجلُ محتاجاً ، أي يجعلُ له ثَمرتَها ، فرخّص للمُعْرَى أن يبتاع ثَمَرَتها المُعْرِي بَتَمْر لموضع حاجته ؛ سميت عَرِيَّة ؛ لأنه إذا وهب ثمرتها فكأنه جرَّدها من الثَّمرة وعَرَّاها منها ، ثم اشتق منها الإِعْرَاء.

[حقف] (*) : مرَّ هو وأصحابُه وهم مُحْرِمُون بظَبْي حَاقِف في ظلِّ شجرة ، فقال : يا فلان ؛ قفْ هاهنا حتى يمرَّ الناسُ لا يَرِيبُه أحدٌ بشيء.

__________________

(*) [حقا] : ومنه حديث النعمان يوم نهاوند تعاهدوا همانيكم في أحقيكم. النهاية ١ / ٤١٧.

(*) [حقل] : ومنه الحديث : كانت فينا أمراة تحقل على أربعاء لها سلفا. النهاية ١ / ٤١٦.

(*) [حفف] : ومنه في حديث قيس : في تنائف حقاف. النهاية ١ / ٤١٣.

٢٦٠