الفائق في غريب الحديث - ج ١

جار الله محمود بن عمر الزمخشري

الفائق في غريب الحديث - ج ١

المؤلف:

جار الله محمود بن عمر الزمخشري


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤١٥

أي اجْعَلْه حَبيساً وَقْفاً مُؤَبَّداً لا يُبَاعُ ولا يُوهَبُ ولا يُورَثُ ، واجعل تمرته في سُبُل الخَيْر.

[حبلة] : عُمر رضي الله تعالى عنه ـ قال لرجل من أهل الطائف : الحَبَلة أفضل أم النَّخْلة؟ وجاء أبو عَمْرَة عبد الرحمن بن مِحْصَن الأنصاري ـ قال : الزبيب إنْ آكلْه أضْرَس ، وإن أتركه أغْرَث ، ليس كالصَّقر في رءوس الرَّقْل ، الراسخات في الوحل ، المطعمات في المَحْل ، خُرْفةُ الصَّائم ، وتُحْفةُ الكبير ، وصُمْتَهُ الصغير ، وخُرْسة مَرْيمَ ، وتُحْتَرُشُ به الضّبَاب من الصَّلْعَاء.

الحَبَلة : الكَرْمة.

ومنه الحديث : لما خرج نوح عليه السلام من السفينة غَرَس الحَبَلة.

ومنه حديث أَنس رضي الله عنه : إنه كانت له حَبَلة تحمِل كُرًّا ، وكان يُسَمِّيها أمّ العيال.

أضرس. من ضَرَس الأسنان.

أغْرَث : أي أَجُوع ؛ يريد أنه إذا أكل الزبيبَ ثم تَركه تركه وهو جائع ، لأنه لا يعصِم كما يَعْصم التمر.

الصَّقْر : عسل الرطب.

الرَّقْل : النخيل الطوال.

الوَحْل : لغة في الوَحَل وهو الطين.

خُرْفَة الصائم : مُخْتَرفه ، أي مُجْتَنَاه ، وقد استُحِبّ الإِفطار بالتمر.

وعن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : إِذا أَفْطَر أَحَدُكم فلْيَفطِر على تمر ، فإن لم يجد تمراً فإنَّ الماء طهور.

الصُّمْتَةُ : ما يُصْمَت به.

الْخُرْسَة : ما تُطْعَمه النُّفَساء ؛ أراد قوله تعالى : (تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا) [مريم : ٢٥].

الصَّلْعَاء : الصحراءُ التي لا نبات فيها ، من الصَّلَع.

واحْتَرَاشِ الضَّب : اصطياده. يقال إِنه يُعْجَب بالتمر جداً.

[حبر] : عثمان رضي الله تعالى عنه ـ كل شيء يحبُّ ولدَه حتى الحُبَارى.

خصها لأنها مَوْصوفة بالمُوق (١). وقد شرحت ذلك في كتابِ «المستَقْصَى من أمثال العرب».

__________________

(١) الموق : الحمق والغباوة ، يقال أحمق مائق.

٢٢١

[حبا] (*) : عبد الرحمن رضي الله عنه ـ قال يوم الشّورى : يا هؤلاءِ ؛ إن عندي رأياً ، وإنّ لكم نظراً ، إِنّ حَابِياً خيرٌ من زاهِقٍ ، وإِن جُرْعَةَ شَرُوبٍ أنفَعُ من عَذْبٍ مُوبٍ ، وإِنّ الحِيلة بالْمَنطق أَبْلغ من السُّيُوب في الكَلِم ؛ فلا تُطيعوا الأَعداء وإِن قَربُوا ، ولا تَفُلوا المُدَى بالاختلاف بينكم ؛ ولا تُغْمِدُوا السيوفَ عن أَعْدائكم ؛ فَيُوتِروا ثَأركم ، وتُؤْلِتُوا أعمالكم ـ وروي : ولا تُؤَبِّرُوا آثارَكم ، فتؤلِتُوا دِينكم ـ (لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ) ، ولكل بيت إمام ، بأَمْره يَقومون ، وبنَهْيِه يَرِعون ؛ قلِّدوا أَمركم رَحْب الذراع فيما نزَل ، مأمونَ الغَيْب على ما استكن ، يُقْتَرع منكم ، وكُلّكم منتهًى ، يُرْتَضى منكم ، وكلُّكم رضا.

ضرب الحابي ـ وهو السَّهم الذي يَزْلج على الأَرْض ثم يُصيب الهدَف ، والزَّاهق ـ وهو الذي يُجَاوزه ، من زَهَق الفرسُ : إذا تقدَّم أَمامَ الخيلِ ـ مثلاً لوالٍ ضعيفٍ ينالُ الحقَّ أو بعضه ، ولآخر يجاوزُ الحقَّ ويتخطّاه.

والشَّرُوب : وهو الماء المِلح الذي لا يُشْرب إلا عند الضرورة. والعَذْب المُوبِئ : وهو الذي يُورِث وَبَاءً ـ مخففة ـ مثلاً لرجلين : أحدهما أَدْوَن وأنفع ، والثاني أرفع وأضرّ.

السُّيوب : مصدر سَابَ في الكلام إذا هَضب فيه وخاض بِهَذَرٍ ؛ يريد أنَّ التلطفَ في الكلام والتقلّل منه أبلغ من الإِكثار.

وَتَرْته : أَصَبْته بِوتر ، وأوْتَرْته : أوجدته ذلك.

والثّأر : العدو ؛ أي لا توجدوا عدوكم الوِتْر في أنفسكم.

وتُؤلِتوا : تُنْقِصُوا ، يقال : آلَته بمعنى أَلَته.

التَّوْبير : تَعْفِيَة الآثار ، من تَوْبير الأرنب ، وهو مشيُها على وَبَرِ قوائمها لئلا يُقْتَصّ أثرها.

يَرِعُون : يكُفّون. يقال : وَرَّعْتُه فَوَرِع يَرِع ، كوثِقَ يَثِق وَرَعاً ورِعَةً.

على ما استكن : أي تأمنون غَيْبَه على ما استتر مِنْ أَمركم عليكم فلا يَخُونكم.

يُقْتَرع : يُخْتار. ومنه القريع (١).

[حبلة] : سعد رضي الله تعالى عنه ـ لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وما لنا طَعَامٌ إِلا الحُبْلَة ووَرق السَّمُر ، ثم أَصبَحَتْ بنو أَسد تُعَزِّرُني على الإِسلام ، لقد ضَلِلت إذن وخاب عَمَلي!.

__________________

(*) [حبا] : ومنه الحديث : أنه نهى عن الاحتباء في ثوب واحد. وفي حديث الأحنف : وقيل له في الحرب : أين الحلم؟ فقال : عند الحُبا. وفي حديث عبد الرحمن : إن حابياً خير من زاهق. وفي حديث صلاة التسبيح : ألا أمنحك؟ ألا أحبوك؟ النهاية ١ / ٣٣٥ ، ٣٣٦.

(١) القريع : الفحل ، سمي بذلك لأنه مقترع من الإبل ، أي مختار.

٢٢٢

الحُبْلَة : ثمر السَّمُر ، مثل اللوبياء ـ عن ابن الأعرابيّ.

تُعزِّرُني ؛ من عَزَره على الأَمر ، وعَزّره : إِذا أجبره عليه ووقفَه بالنَّهْي عن مُعَاوَدة خِلافه ؛ قال هذا حين شكاه أهلُ الكوفة إلى عمر ، وقالوا : لا يُحْسِن الصلاة ، فسأله عمر عن ذلك ، فقال : إني لأُطيل بهم في الأُولَيَيْن ، وأَحْذِف في الأُخْرَيين ، وما آلو عن صلاةِ رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم.

فقال عمر : كذلك عَهِدْنا الصلاة ـ وروي : كذلك الظَّنُّ بك يا أَبا إسحاق.

[حبا] : سأل عنه عمرُ عَمْرَو بن مَعْدِيكرب ، فقال : خَيْرُ أَمير ، نَبَطِيٌّ في حُبْوَتِه ـ وروي : جِبْوَته ، عَرَبي في نَمِرته ، أسدٌ في تَامُورَتِه ـ وروي : نَامُوسته ، يَعْدِل في القضيّة ، ويقسمُ بالسويّة ، وينقُل إلينا حقّنا كما تنقل الذرة.

الحِبْوَة ، من الاحْتِباء وهي للعرب خاصة ، كما يقال : حبَى العرب حِيطانها ، وعَمائمها تيجانُها.

والجِبْوَة : الجِباية ، يقال : جِبْوَة وجِبْيَة وجِبَاوَة.

يريد أنه كالنبطيّ في عِلْمه [بالعمارة ، وهو في حِبْوة العرب.

وإذا رُوي بالجيم فمعناه هو كالنبطي في علمه] بأَمْر الخَرَاج.

النَّمِرة : بُرْدَة تَلْبَسها الأعراب والإِماء.

التَّامُورة : عِرَّيسة الأَسد. وقيل : التأمورة : عَلَقة القلب.

والمعنى أَسَد في جرأته وشدَّة قلبه.

النَّامُوسَة : مَكْمَن الصائد ، شَبَّه بها العِرِّيسة.

[حبج] : ابن الزُّبير رضي الله تعالى عنهما ـ بلغه قَتْل مصعب ؛ فقال في خطبته : إنَّا والله ما نموت حَبَجَا ، ولا نموت إلا قَتْلاً وقَعْصاً بالرماح تحتَ ظِلال السيوف ، ليس كما تموت بَنُو مروان.

الحَبج : أن تنتفخ بطونُ الإِبل لأَكلِها العَرْفَج ؛ يُعَرِّض ببني مروان أنهم يموتون تُخمَةً.

القَعْصُ : أن تُصيبه فتقتلَه مَكانه.

[حبك] : عائشة رضي الله تعالى عنها ـ كانت تَحْتَبِك تحت الدِّرع في الصَّلاة.

الاحْتِباك : الائتزار بإحكام. ومنه الحُبْكة ، وهي الحُجْزَة.

[حبس] : شُرَيح رحمه الله ـ جاء محمدٌ صلى الله تعالى عليه وآله وسلم بإطلاق الحُبُس.

هو جَمْع حَبيس : وهو ما كان أَهلُ الجاهلية يحبسونه من السَّوائِب والبَجَائر والحَوَامي وغيرها ؛ فالمعنى أن الشريعةَ أطلقت ما حَبَّسوا ، وحلّلت ما حَرَّموا.

٢٢٣

[حبا] : وهب رحمه الله ـ قال : ما أَحْدَثتُ لرمضان شيئاً قط ـ يعني من صلاة أو صيام ، وكان إذا دخلَ يَثْقُل عليّ كأنه الجبل الحَابي.

هو العظيم المُشْرِف.

[حبل] : ابن المسيِّب رحمه الله ـ قال عبد الله بن يزيد السَّعْدي : سألتُه عن أَكل الضّبُع.

فقال : أَو يَأْكلها أحد؟ فقلتُ : إنّ ناساً من قومي يتحَبَّلونها فيأكلونها.

التحبّل والاحتِبال : الاصطياد بالحِبالة.

الواو في أو يأكلها هي العاطفة دخلت عليها همزة الاستفهام ، والمعطوف عليه في مثل هذا الكلام محذوف مقدّر.

على الحُبس في (جن). تنبت الحبّة في (ضب). على حَبْلِ عاتقه في (حت). ما يقتل حَبَطاً في (زه). لحبَّرتُها في (زم). وثوب حِبَرة في (صح). لون الحُبَيق في (جع). ولو حَبْواً في (غر). ألبس الحَبِير في (خب). وحبْلتها في (صح). عقد الحُبَى في (صع). أم حُبين في (أم). حب الغمام في (شذ). وأن يحتبى في (صم). هذا الحَبِير في (بض). عذق حُبيق في (جع). لا يحبس في (صب).

الحاء مع التاء

[حت] (*) : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ قال لسَعْدٍ يوم أُحُد : احتُتهم يا سعدُ ، فِداك أبي وأمي!.

أرادَ ارْدُدهم وادْفَعهم ، وحَتُ الشيء وحطُّه نظيران.

ومنه حديث عمر : إنّ أَسْلَم كان يَأْتيه بالصَّاع من التمر فيقول : يا أَسْلَم ؛ حُتَ عنه قِشْرَه. قال : فأَحْسِفُه فيَأكله.

الحَسْف مثل الحتّ. ومنه حُسَافة التَّمر.

ذَاكِرُ الله في الغافلين مِثل الشَّجَرةِ الخضراء وَسَط الشَّجَر الذي قد تحاتّ من الضَّرِيب (١).

__________________

(*) [حت] : ومنه في حديث الدم يصيب الثوب : حتيه ولو بضلع. ومنه الحديث : تحاتت عنه ذنوبه. النهاية ١ / ٣٣٧.

(١) الضريب : الصقيع.

٢٢٤

أي تساقط وَرَقُه من الجليد ، وهو تفاعَل من الحتّ ـ [وروي من الصَّرِيد ؛ وتفسيره في الحديث : البَرْد.

[حتف] : قال فيمن خرج مُجَاهداً في سبيل الله : فإن رَفَسَتْه دابّة أو أَصابه كذا فهو شهيد ، ومن مات حَتْفَ أَنفِه (فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ) ، ومن قُتِل قَعْصاً فقد استوجب المآب.

انتصب حَتْفَ أَنْفِه على المصدر ، [ولا فعل لها كبَهْرا ووَيحا] ، كأنه قيل : موتَ أنفِه.

ومعناه الموتُ على الفِراش ، قيل : لأنه إذا مات كذلك زهقت نفسُه من أنفه وفِيه ، ويقال : مات حَتْفَ فيه ، وحتف أَنْفَيه ، يُراد الأَنف والفم ، فيغلّب أحدهما.

[حتك] : في حديث العِرْباض رضي الله عنه ـ كان رسولُ الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم يخرج في الصُّفَّة وعلينا الحَوْتَكيَّة.

هي عِمّة يتعمَّمُها الأعراب.

[حتا] : علي عليه السلام ـ بعث رسولُ الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أَبا رَافع يتلقَّى جعفرَ بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه ، فأعطاه عليّ عليه السلام حتِيّا وعُكَّة سَمْنٍ ، وقال له : إني أعلم بجعفر ، إنه إن عَلِم ثَرّاه مَرّة واحدة ثم أَطْعمه ، فادفع هذا إلى أسماءَ بنتِ عُمَيْس ، تَدْهُن به بني أخي من صَمَرِ البَحْرِ ، وتُطعمهم من الحَتِيّ.

الحَتِيّ : سَوِيق المُقْل : قال الهذلي :

لا دَرَّ دَرِّيَ إنْ أَطْعَمْتُ نَازِلَكُم

قِرْفَ الحَتِيِ وعِنْدِي البُرُّ مَكْنُوزُ (١)

ثرّاه : بَلّه ؛ من الثَّرى ، يريد أن جعفر مِطعام ، فإن ظفر به ندَّاه بالسمن ، وأطعمه الناس ، وحَرَمه أولاده.

الصَّمَر : النتْن والغَمَق ، ومنه الصُّمَارى وهي الاسْت وسميت الصَّيْمَرة ، وهي بلدة لغَمْقِها.

[حت] : زينب رضي الله تعالى عنها ـ يَبْعَث الله مِنْ بَقيع الغَرْقَد سبعين ألفاً هم خِيارُ من يَنْحَتُ عن خَطْمِه المَدَر ، تضيء وجوههم غُمْدَان اليمن.

انحتّ : مطاوع حَتّة.

__________________

(١) البيت من البسيط ، وهو للمتنخل الهذلي في جمهرة اللغة ص ٦٧ ، وسمط اللآلىء ص ١٥٧ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٥٥٠ ، وشرح أشعار الهذليين ٣ / ١٢٦٣ ، ولسان العرب ٤ / ٥٥ (برر) ، ٥ / ٤٠٢ (كنز) ، والمعاني الكبير ص ٣٨٤ ، وللهذلي في الكتاب ٢ / ٨٩ ، ولسان العرب ١٤ / ١٦٣ ، ولأبي ذؤيب الهذلي في الحيوان ٥ / ٢٨٥ ، وشرح شواهد الشافية ص ٤٨٨ ، وبلا نسبة في لسان العرب ٤ / ٢٨٠ (درر).

٢٢٥

والخَطْم : مستعار من السبع والطائر ، وهو مُقَدَّم الأنف والفم والمنقار.

والمعنيُّ تنشق عن وجهه الأرض.

في الحديث : من أكل وتَحتَّم دَخل الجنة.

هو من الحُتَامة ، وهي دُقاق الخُبْز وغيرِه الساقط على الخِوان.

أحتَمَ في (سح). حَتْفها ضائن تَحْمِل في (فر).

الحاء مع الثاء

[حثل] (*) : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ لا تقومُ الساعةُ إِلا على حُثَالةٍ من الناس.

هي الرديء من كل شيء. ومنه قيل لثُفْل الدُّهْنِ وغيره : حُثالة.

ومنه

حديثه الآخر : إنه قال لعبدِ الله بن عُمر : كيف أنتَ إذا بقيتَ في حُثَالةٍ من الناس قد مَرِجَتْ عهودُهم وأَماناتهم.

أي اختلطت وفسدت.

[حثا] (*) : عُمر رضي الله عنه ـ قال ابنُ عباس : دعاني عمر فإذا حَصِير بين يديه عليه الذَّهب. منثوراً نَثْرَ الحَثَا ، فأمرني بقَسْمِه.

هو دُقَاق التِّبن ، لأنَّ الريح تَحْثُوهُ حَثْواً. قال :

وأغبر مَسْحُولِ الترابِ تَرَى به

حَثاً طرَدَته الريحُ من كلِّ مَطْرَدِ

ويجوز أن يُكْتَبَ بالياء لقولهم : حَثى يحثي.

منثوراً : حال من الظرف الذي هو عليه.

[حثل] : أنس رضي الله تعالى عنه ـ أعوذُ بك أن أبقى في حَثْلٍ من النَّاس.

أي في حُثَالة ـ بسكون الثاء.

المُحْثَلة في (ضح). أن يحثوا عنه في (نه). حثحث في (دج).

__________________

(*) [حثل] : ومنه في حديث الاستسقاء : وارحم الأطفال المحثلة. النهاية ١ / ٣٣٩.

(*) [حثا] : ومنه الحديث : احثوا في وجوه المداحين التراب. وفي الحديث : ثلاث حثيات من حثيات ربي تبارك وتعالى. النهاية ١ / ٣٣٩.

٢٢٦

الحاء مع الجيم

[حجز] (*) : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ قال : لأهل القَتِيل أَنْ يَنْحَجِزُوا الأدنى فالأَدنى وإن كانت امرأةً.

انحَجز : مطاوع حجزه إذا مَنَعه.

والمعنى : أن لورثة القتيل أن يَعْفُوا عن دمه رِجالهم ونِسَائهم.

[حجل] (*) : قال لزيد : أنت مولانا فحجَلَ.

أي رفع رجلاً ، وقفز على الأخرى من الفرح.

وهو زيدُ بن حارثة مَلَكَته خديجة عليها السلام فاستوهبه منها رسولُ الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ، فوهبته له ؛ فأعتقه وزوّجه أمَّ أيمن.

[حجر] (*) : كان له حَصِير يَبْسُطه بالنهار ، ويَحْتَجِرُه بالليل يُصَلِّي عليه.

أي يَحْظُرُه لنفسه دون غيره. ومنه احْتَجَرْتُ الأرض ، إذا ضربتُ عليها مَنَاراً أو أعلمتُ عَلَماً في حُدُودها للحيازة.

[حجن] : تُوضَع الرَّحم يَوْمَ القِيامة لها حُجْنَةٌ كحُجْنَة المِغْزَل ، تَكَلَّمُ بلسان طَلِق ذَلِق ـ وروي : بألسنة طُلُق ذُلُق.

الحُجْنة من الأحجن ، كالحمرة من الأَحمر ، سُمّيت بها الحديدة العَقْفاء في رَأْسِ المِغْزَل. يقال : لسان طَلِق ذَلِق ، وطَلُق ذَلُق ، وطُلُقٌ ذُلُقٌ ، وطَلِيق ذَلِيق ، وأَلسنة طُلُق ذُلُق. والمراد الانطلاق والحِدّة.

ومنه الحديث : إذا كان يوم القيامة جاءت الرَّحم فتكلمت بلسان طَلِق ذَلِق ، تقول : اللهم صِلْ مَن وَصَلني ، واقطع من قطعني.

[حجز] : ذكرت عائشةُ رضي الله تعالى عنها نساءَ الأنصار ، فأثنت عليهنّ خيراً ،

__________________

(*) [حجز] : ومنه الحديث : ان الرحم أخذت بحجزة الرحمن. ومنه الحديث : منهم من تأخذه النار الى حجزته. وفي حديث ميمونة : كان يباشر المرأة من نسائه وهي حائض اذا كانت محتجزة وفي حديث حربت بن حسان : يا رسول الله إن رأيت أن تجعل الدهناء حجازا بيننا وبين بني تميم. النهاية ١ / ٣٤٤ ، ٣٤٥.

(*) [حجل] : ومنه في صفة الخيل : خير الخيل الأقرع المحجل ومنه الحديث : أنى الغر المحجلون. ومنه حديث الاستئذان أعروا النساء للزمن الحجال. النهاية ١ / ٣٤٦.

(*) [حجر] ومنه ف حديث سعد بن معاذ : لما نحجر جرحه للبرء انفجر. ومنه للنساء حجرتا الطريق. وفي حديث الجساسة والدجال : تبعه أهل الحجر والمدر. وفي حديث الفتن : عند أحجار الزيت. النهاية ١ / ٣٤٢ ، ٣٤٣.

٢٢٧

وقالت لهنّ مَعْروفاً. وقالت : لما نزلت سورة النور عَمَدْن إلى حُجُوز مَناطِقهن فشقَقنها ، فجعلن منها خُمُراً ، وأنه دخلت منهن امرأةٌ على النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فسأَلَتْه عن الاغتسال من المحِيض ، فقال لها : خُذي فِرْصة مُمَسَّكة فتطهَّري بها.

واحد الحجوز حِجْز ـ بكسر الحاء ، وهو الحُجْزَة ، ويجوز أن يكون واحدها حُجْزة على تقدير إسقاط التاء ، كبُرج وبروج.

الفِرْصَة : قطعه قطن أو صوف ، من فَرَص : إذا قطع.

المُمَسَّكة الخلَق [التي] أَمسكت كثيراً ، كأنه أراد ألا يُستعمل الجديد للارتفاق به في الغَزْل وغيره ؛ ولأن الْخَلَق أصلح لذلك وأَوْفق.

وقيل : هي المطيّبة من المِسْك.

رأى رجلاً مُحْتِّزاً بحَبْل أَبْرق وهو مُحْرِم ، فقال : ويحكَ أَلْقه!

هو الذي يَشدّ ثوبه في وسطه ، مأخوذ من الحُجْزة.

الأَبرق : الذي فيه سَوَاد وبَيَاض ، ومنه قيل للعين : بَرْقاء.

[حجن] (*) : عمر رضي الله تعالى عنه ـ قال لبلال بن الحارث : ما أقطعك رسولُ الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم العَقِيق لتَحْتِجِنَه ؛ فأقْطِعْه الناس.

احْتِجان الشيء : اجتِذابه إلى نفسك ، من المحْجَن.

والمعنى هاهنا الامتلاك والحِيازة لنفسه ، أراد أن الاقطاع ليس بتمليك ، إنما هو إرفاق إلى مُدَّة.

[حجز] : عليّ عليه السلام ـ سُئِل عن بني أميَّة فقال : هم أشدّنا حُجزاً ، وأطلَبُنا للأمر لا يُنَالُ فينالونه.

شِدَّة الحُجْزَة عبارة عن الصبر على الشدّة والجَهْد.

[حجا] (*) : ابن مسعود رضي الله عنه ـ إنكم معاشرَ هَمْدَان مِن أحْجَى حَيٍّ بالكوفة ، يموتُ أحدكم فلا يترك عُصْبة ، فإذا كان كذلك فلْيُوصِ بماله كلِّه.

__________________

(*) [حجن] : ومنه الحديث : أنه كان يستلم الركن بمحجته. ومنه حديث القيامة : وجعلت المحاجن تمسك رجالا. ومنه حديث ابن ذي بزن : واحتجنا دون غيرنا. وفي صفة مكة : أحجن ثمامها. النهاية ١ / ٣٤٧ ، ٣٤٨.

(*) [حجا] : ومنه الحديث : من بات على ظهر بيت ليس عليه حجا فقد برئت منه الذمة. وفي حديث المسألة : حتى يقول ثلاثة من ذوي الحجا من قومه. النهاية ١ / ٣٤٨.

٢٢٨

يقال : هو حَجٍ بكذا وحَجيٌ به : أي حَرِيّ وخَليق ؛ وهو أَحْجَى به. قال الأعشى :

أَمِ الصَّبْرُ أَحْجَى فإنّ امْرأً

سيَنْفَعُه عِلْمُه إن عَلِمْ (١)

[حجر] : أبو الدَّرداء رضي الله عنه ـ ترك الغَزْو عاماً ، فبعث مع رجل صُرَّة ، فقال :

فإذا رأيت رَجلاً يسيرُ من القوم حَجْرَة ، في هَيْئته بَذَاذَةٌ فادْفَعْها إليه.

الحَجرَة : الناحية.

[حجج] (*) : معاوية رضي الله عنه ـ قال رجلٌ : خاصمت إليه ابنَ أخي ، فجعلت أحُجّ خَصْمي ؛ فقال : أنت كما قال أبُو دوَاد :

أنّي أُتِيح لها حِرْبَاءُ تَنْضُبَةٍ

لا يُرْسِلُ السَّاقَ إِلَّا مُمْسِكاً سَاقَا (٢).

أحَجّه : غلبه في المحاجّة ، شبّهه في تعلقه بحُجَّةٍ بعد انقضاء أُخْرَى بفعل الحِرْباء في إمساكه ساقَ شجرة عند إرسال غيرها.

[حجز] : في الحديث : تزوّجوا في الحجْزِ الصالح ، فإن العِرْق دَسَّاس.

هو الأصلُ والمنبِت. وقيل : هو فَصْل ما بين فَخِذ الرّجل والفَخِذ الأخرى من عشيرته ؛ سُمِّي بذلك لأَنه يُحْتجَز بهم ، أي يُمتنع ، وإن رُوِي بالكسر فهو بمعنى الحُجْزَة ، كناية عن العِفّة وطِيب الإِزار.

[حجا] : رأيت عِلْجاً يوم القادسية قد تكنّى وتَحجَّى ، فَقَتَلْته.

أي زَمْزم ، والحِجَاء ـ ممدود : الزَّمْزَمَة.

حَجْرتَا الطريق في (بو). حَجْرَاء في (طم). من وراء الحَجَزة في (فر). كالجمل المحْجُوم في (صع). كالجَحَفة في (ذر). فيسْتَحْجي في (غد). واحْتجانَه في (نو). الحَواجِب في (شذ). [بمحجته في (فز). تحجّى في (كن)].

الحاء مع الدال

[حدج] (*) : النبيّ صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ ألم تروْا إلى ميّتكم حين يَحْدِج ببصره فإنما ينظر إلى المِعْراج من حُسْنه.

__________________

(١) البيت في ديوان الأعشى ص ٣٥.

(*) [حجج] : ومنه الحديث لم يترك حاجَّة ولا داجَّة. ومنه الحديث : فحجَّ آدم موسى. النهاية ١ / ٣٤١.

(٢) البيت في لسان العرب (جرب).

(*) [حدج] : ومنه في حديث ابن مسعود : رأيت كأني أخذت حدجة حنظل فوضعتها بين كتفي أبي جهل. النهاية ١ / ٣٥٢.

٢٢٩

أي يرمي ببصره ويُحدّ نظرَه.

ومنه حديث ابن مسعود رضي الله عنه : حَدِّث القوم ما حَدَجوك بأبصارهم.

أي ما داموا نشيطين لسماع حَدِيثك مُقْبلين عليك.

[حدد] (*) : في قصة حُنين : إن مالك بن عَوْف النَّصريّ قال لغُلَام له حادِّ البصر : ما ترى؟ فقال : أرَى كَتيبةَ حَرْشَف ، كأنهم قد تشذَّروا للحَمْلَة ، ثم قال له : ويلٌ! صِفْ لي ، قال : قد جاء جَيْش لا يُكَتُّ ولا يُنْكَف.

يقال : رجل حَديد البصر وحادُّه ، كقولهم : كليل البصر وكالُّه.

الْحَرْشَف : الرجَّالة.

تَشَذَّرُوا : تهيئوا.

لا يُكَتُ : لا يُحْصى.

لا يُنْكَف : لا يُقْطع ، ولا يُبلغ آخره ، يقولون : رأينا غيثاً ما نَكَفه أحد سار يوماً ولا يومين.

[حدد] : قال في السُّنة : في الرأس والجسد قَصُّ الشاربِ والسِّواك والاسْتِنْشاق والمَضْمضة وتقليم الأَظفار ونَتْف الإِبط والخِتان والاستنجاء بالأَحجار والاسْتِحداد وانْتِقَاص الماء.

استحدَّ الرجلُ : إذا استعان ، وهو استفعل من الحديد ، كأنه استعمل الحديد على طَرِيق الكناية والتَّوْرية.

ومنه حديثه : إنه حين قدم من سفرٍ أراد الناسُ أن يَطْرقوا النساء ليلاً ، فقال : أَمْهِلوا حتى تَمْتَشِط الشّعِثَة ، وتستَحِدَّ المُغِيبَة.

قيل في انتقاص الماء : هو أن يَغْسل مذاكيره ليرتدّ البول ؛ لأنه إذا لم يفعل نزل منه الشيء بعد الشيء ؛ فيعسر اسْتِبراؤه ، فلا يخلو الماء من أن يُرَاد به البول ، فيكون المصدر مضافاً إلى المفعول ، وأن يُرَاد به الماء الذي يغسل به ، فيكون مضافاً إلى الفاعل ، على معنى وانتقاص الماء البول ، وانْتَقص يكونُ متعدّياً وغير متعد. قال عديّ بن الرّعلاء :

لم ينتقص مِنّي المَشِيب قُلَامة

الآنَ حينَ بَدَا ألبُّ وأَكْيس

__________________

(*) [حدد] ومنه حديث أبي العالية : إن المم ما بين الحدين. ومنه حديث خبيب : أنه استعار موسى ليستحد به. وفي حديث عبدالله بن سلام : إن قومنا حادونا لما صدقنا الله ورسوله. ومنه الحديث في صفة القرآن : لکل حرف حد. النهاية ١ / ٣٥٣.

٢٣٠

وقيل : هو تصحيف ، والصوابُ انتفاصُ الماء ـ بالفاء ، والمراد نَضْحه على الذَّكر ، من قولهم : لنَضْح الدم القليل : نُفَص ، الواحدة نُفْصَة ، قال حُمَيد (١) :

طافت ليالي وانضمَّت ثميلتُها

وعاد لحمٌ عليها بادن نَخَصا

فجاءها قانص يسعى بضارية

ترى الدِّماء على أَكتافها نَفَصا

[حدث] (*) : إنّ في كل أمة مُحَدَّثين ومُرَوَّعين ، فإن يكن في هذه الأمة أحدٌ فإن عُمَر منهم!.

المحدَّث : المصيب فيما يحدُس ، كأنه حُدِّث بالأمر.

قال أَوْس :

*نِقَاب يُحَدِّثُ بالغَائب (٢) *

والمروَّع : الذي يُلْقي الشيء في روعه صدقُ فراسته.

[حدد] : خيارُ أمتي أَحِدّاؤُها.

هو جمع حَديد ، كأشدّاء في جمع شديد ، والمراد الذين فيهم حِدّة وصَلابة في الدين.

[حدر] (*) : قال : إن أُبيّ بن خَلَف كان على بعيرٍ له وهو يقول : يا حَدْرَاها يا حَدْرَاها!.

قال أبو عبيدة : يريد هل أحد رأى مثل هذه! ويجوز أن يريد يا حَدْرَاء الإِبل ، فقَصَرها ، وهو تأنيث الأَحْدَر ، وهو الممتلىء الفخِذ والعجز الدَّقيق الأعلى ، وأراد بالبعير الناقة. وفي كلامهم حَلَبْتُ بعيري وصَرَعَتْني بعيرٌ لي.

[حدج] : عمر رضي الله عنه حِجَّةً هاهنا ثم احْدِجْ ههنا حتى تَفْنَى.

أي احدِج إلى الغَزْو. والحَدْج : شدُّ الأَحْمَال وتوسيقها.

تَفْنَى : تهرم ، من قولهم للكبير : فانٍ. قال لبيد :

حبائلُه مَبْثُوثَةٌ بسبيلِه

ويَفْنَى إذَا ما أخطَأْتْهُ الحَبائِلُ (٣)

__________________

(١) البيتان في ديوان حميد ص ١٠١.

(*) [حدث] : ومنه في حديث عائشة : لولا حدثان قومك بالكفر لهدمت الكعبة وبنيتها. ومنه الحديث :

إياكم ومحدثات الأمور. النهاية ١ / ٣٥٠ ، ٣٥١.

(٢) صدره :

نجيح جواد أخو ماقط

والبيت في ديوان أوس ص ١٣.

(*) [حدر] : ومنه الحديث : إذا أذَّنت فترسَّل وإذا أقمت فاحدر. ومنه حديث ابن عمر : كان عبد الله بن الحارث بن نوفل غلاماً حادراً. النهاية ١ / ٣٥٣ ، ٣٥٤.

(٣) البيت في ديوان لبيد ص ٢٥٤.

٢٣١

أو أراد حتى تموت. والمعنى : حجّ حجة واحدة ، ثم أقبل على الجهاد ما دامت فيك مسكة أو ما عِشْت.

[حدر] : عليّ عليه السلام ـ عن أم عطية : وُلِد لنا غلام أَحْدَرُ شيءٍ وأَسْمنه ، فحلفَ أبوه لا يقرب أمَّه حتى تَفْطِمه ، فارتفعوا إلى عليّ ، فقال : أَمِنْ غضَبٍ غضبتَ عليها؟ قال : لا ، ولكني أردتُ أن يَصْلُح ولدي ، فقال : ليس في الإصلاح إيلاء.

حَدُر حَدْراً فهو حادِر : إذا غَلُظ جِسْمُه.

ليس في الإصلاح إيلاء ، أي أن الإِيلاء إنما يكون في الضّرار والغَضَب لا في الرِّضا.

قال يوم خَيْبَر :

أنا الذي سَمَّتْنِ أُمِّي حَيْدَرَهْ

كلَيْثٍ غاباتٍ كَرِيهِ المَنْظَرَه

أَوْفِيهم بالصاع كَيْلَ السَّنْدَره (١)

* قيل : سمتْهُ أمّه فاطمة بنت أَسد باسم أبيها ، وكان أبو طالب غائباً ، فلما قدم كرهه وسمَّاه علياً. وإنما لم يقل : سمتني أسداً ؛ ذهاباً إلى المعنى. والحَيْدَرة : من أسماء الأسد.

السَّنْدَرة : مكيال كبير كالقَنْقَل (٢). وقيل : امرأة كانت تبيع القَمْح وتُوفِي الكيل. والمعنى : أقتلكم قَتْلاً واسعاً. وقيل : السَّنْدَرة العَجَلة ، والمراد تَوَعُّدهم بالقتل الذريع.

ووَجْه الكلام : أنا الذي سمَّتْه ، ليرجعَ الضميرُ من الصلة إلى الموصول ، ولكنه ذهبَ إلى المعنى ؛ لأنَّ خبر المبتدأ هو ، أعنِي أن الذي هو أنا في المعنى ، فردّ إليه الضمير على لفظ مردود إلى أنا ، كأنه قال : أنا سمتني.

جَمع الغابة ليجعلَ اللَّيْثَ الذي شبَّه به نفسه حامياً لغِياضٍ شتّى ؛ لفرط قوَّته ومَنَعةِ جانِبه.

[حدد] : صفية بنت أبي عبيد رضي الله عنهما ـ اشتكت عينَاها وهي حادٌّ على ابنِ عمر زوجِها ، فلم تَكْتَحِل حتى كادت عيناها تَرْمَضان.

حَدَّ تُحَدُّ حَدًّا ، والمعنى أحدّت : إذا تَركت الزينةَ بعد وفاةِ زوجها وهي حادّ ، أي ذات حِدَاد ، أو شيء حادّ على المذهبين.

الرَّمض معروف. وإن روي : تَرْمَضان فالرَّمَض الحمّى.

__________________

(١) الرجز للإمام علي بن أبي طالب في ديوانه ص ٧٧ ، وأدب الكاتب ص ٧١ ، وخزانة الأدب ٦ / ٦٢ ، ٦٣ ، ٦٥ ، ٦٦ ، ٦٧ ، والدرر ١ / ٢٨٠ ، وبلا نسبة في خزانة الأدب ٢ / ٢٩٤ ، ٦ / ٩٠ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ١٠٧٨ ، وهمع الهوامع ١ / ٨٦.

(٢) القنقل : المكيال الضخم.

٢٣٢

[حدق] (*) : الأحنف رحمه الله تعالى ـ قدِم على عمر في وفد أَهل البصرة وقَضَى حوائجهم ، فقال : يا أميرَ المؤمنين ؛ إن أَهل هذه الأمصار نزلوا في مِثْل حَدَقةِ البعير من العيون العِذاب ، تأتيهم فواكِههم لم تُخْضَد ـ وروي : لم تُخَضّد.

وروي : إنَّ إخْوَانَنا من أهل الكوفة نزلوا في مثل حُوَلَاء الناقة من ثِمار مُتَهَدِّلة ، وأنهار متفجّرة ، وإنَّا نزلنا بسَبَخَةٍ نَشَّاشة ، طرَفٌ لها بالفَلَاة ، وطرف لها بالبحر الأُجاج ، يأتينا ما يأتينا في مثل مَريء النعامة ، فإن لم ترفع خَسِيسَتَنا بعطاءٍ تُفَضِّلنا به على سائر الأمصار نهلك ، فحبسه عنده سنة. وقال : خشيتُ أن تكون مُفَوَّهاً ليس لك جُول.

شبه بلادهم في خصبها وكَثْرة مائها بحدَقة البعير وحُوَلاء الناقة ؛ لأنَ الحدَقة تُوصف بكثرة الماء. وقيل : أراد أنّ خصبها دائم لا يَنْقَطع ، لأن المُخّ ليس يبقى في شيء بقاءه في العين.

والْحوَلاء : جلدة رقيقة تخرج مع الحُوَار (١) كأنها مرآة مملوءة ماء أصفر ، يسمى السُّخْد. قال الكميت :

وكالحولاء مراعي المسي

م عندك والرئة المنهل

خَضدَ الشيء : ثناه وتخضَّد تثنى ، يعني أنّ فواكههم قريبة منهم ؛ فهي تأتيهم غضَّة لم تتثنَّ ولم تتكسّر ذبولاً.

التهدّل : الاسترخاء والتدلّي.

النّشاشة : من النّشيش ، والغَلَيان.

مريء النعامة : مَجْرَى طعامها ، وهو ضيّق ؛ يعني نَزَارة قوتهم.

الخسيسة : صفة للحال.

المفوّه : البليغ المنطيق ، كأنه المنسوب إلى الفَوَه ؛ وهو سعة الفم.

الجُول : العقل والتماسك ، وأصله جانب البئر ، ومثله قولهم : ما له زَبْرٌ ؛ من زَبَرْت البئر.

[حدا] (*) : مجاهد رحمه الله تعالى ـ كنت أتحدَّى القرَّاء فأَقرأ.

أي أتعمدهم ، والتحدّي والتحرّي بمعنى.

__________________

(*) [حدق] : ومنه في حديث معاوية بن الحكم : فحدَّقني القوم بأبصارهم. النهاية ١ / ٣٥٤.

(١) الحوار : ولد الناقة.

(*) [حدا] : ومنه في حديث ابن عباس : لا بأس بقتل الحدو والإفعؤ. النهاية ١ / ٣٥٥.

٢٣٣

[حدث] : الحسن رحمه الله ـ حَادِثُوا هذه القلوب بذِكْرِ الله ، فإنها سريعة الدُّثُور ، واقْدَعُوا هذه الأَنفس فإنها طُلَعة.

محادثة السيف : تعهّده بالصقل وتطريته. قال زيد الخيل :

أُحَادِثُه بصقلٍ كلَّ يومٍ

وأَعْجمهُ بهَامَاتِ الرِّجالِ

فشبّه ما يركبُ القلوب من الرَّيْن بالصَّدَأ وجلاءَها بذكر الله بالمُحَادثة.

والدُّثور : الدروس.

القَدْع : الكفّ.

الطُّلَعة : التي تَطَلَّع إلى هواها وشَهَوَاتها.

[حدب] [حدبر] (*) : ابن الأشعث ـ كتب إلى الحجاج : سأَحْمِلك على صَعْب حَدْباء حِدْبار يَنِجُّ ظَهْرُها.

الحِدْبار : التي بَدَا عَظْم ظهرها ونَشَزَت خَزَاقيفها هُزَالاً. قال الكميت :

ردّهنّ الهزال حُدْباً حَدَابي

رَ وطيّ الإِكَامِ بَعْدَ الإِكَام

نجيج القُرْحة : سَيَلانها قَيْحاً ، قال :

فإنْ تَكُ قُرْحةٌ خَبُثَتْ ونَجَّتْ

فإنَّ الله يشفي من يَشَاءُ (١)

ضرب ذلك مثلاً للأمر الصَّعْب والخُطَّةِ الشَّدِيدة.

[حدل] : في الحديث : القضاةُ ثلاثة : رجل عَلِم فعدَل ، فذلك الذي يَحْرُزُ أموالَ الناس ويَحْرُزُ نفسه في الجنّة. ورجل عَلِم فحدَل ، فذلك الذي يُهلك الناس ويُهلك نفسه في النار ، وذكر الثالث.

حَدَل : ضدّ عدَل ، من قولهم : إنَّه لحَدْل غير عَدْل.

ويحدرُ في (بض). حَدَجة حنظل في (أل). نحدرها في (ظ). فحدِأ في (بج). الحدو في (به). أو عصا حديدة في (رف).

__________________

(*) [حدب][حدبر] : ومنه في حديث قتيلة : كانت لها ابنة حديباء. وفي حديث علي في الاستسقاء : اللهم إنا خرجنا إليك حين اعتكرت علينا حدابير السنين. النهاية ١ / ٣٤٩ ، ٣٥٠.

(١) البيت لجرير في لسان العرب (نجج) ، ورواية لسان العرب :

فان الله يفعل ما يشاء

٢٣٤

الحاء مع الذال

[حذف] (*) : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ تراصُّوا في الصَّلاة لا تَتَخَلّلكم الشياطين ، كأَنها بنات حَذَف.

وروي : أقيموا صفوفَكم لا يتخلّلكم كأوْلاد الْحَذَف ـ قيل : يا رسول اللهِ ؛ وما أولاد الحذَف؟ قال : ضأنٌ سودٌ جُرْد صِغار تكون باليمن.

كأنها سميت حذَفاً ؛ لأنها محذوفة عن مِقدار الكبار ونظيره قولهم للقصير : حُطَائط ، قيل : لأنه حُطّ عن مقدار الطويل.

كأولاد : الكاف فيه في محل الرفع على الفاعلية ، ومثله الكاف في قول الأعشى :

هل تَنْتَهون ولن يَنْهى ذوي شَطَط

كالطَّعْن يَذْهَبُ فيه الزيت والفُتُلُ (١)

[حذا] (*) : في ليلة الإسراء : انطلق بي إلى خَلْق من خَلْقِ الله كثير موكَّل بهم رجالٌ يَعْمِدُون إلى عُرْض جَنْبِ أحدهم فيَحْذُون منه الحُذْوَة من اللحم مثلَ النعل ، ثم يَضْفِزونه في أحدهم ، ويقال له : كُلْ كما أكلت.

أي يقطعون منه القِطْعَة ، من حَذْوِ النعل.

ومنه الحديث ـ في مس الذكر : إنما هو حِذْية منك.

يَضْفِزُونه : يرفعونه فيه ، من ضَفَزْت البعير : إذا جمعت ضِغثاً فلقّمته إياه ، وضَفَزْت الفرسَ لجامه.

[حذل] : من دخل حائطاً فَلْيَأْكُلْ منه غيرَ آخذٍ في حُذْلِه شيئاً ـ وروي «في حُذْنِه».

وهما التبّان.

__________________

(*) [حذف] : ومنه الحديث حذف السلام في الصلاة سنّة. وفي حديث عرفجة : فتناول السيف فحذفه به.

النهاية ١ / ٣٥٦.

(١) البيت من البسيط ، وهو للأعشى في ديوانه ص ١١٣ ، والأشباه والنظائر ٧ / ٢٧٩ ، والجنى الداني ص ٨٢ ، والحيوان ٣ / ٤٦٦ ، وخزانة الأدب ٩ / ٤٥٣ ، ٤٥٤ ، ١٠ / ١٧٠ ، والدرر ٤ / ١٥٩ ، وسر صناعة الإعراب ١ / ٢٨٣ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٢٣٤ ، وشرح المفصل ٨ / ٤٣ ، ولسان العرب ١٤ / ٢٧٢ (دنا) ؛ والمقاصد النحوية ٣ / ٢٩١ ، وبلا نسبة في الخصائص ٢ / ٣٨٦ ، ورصف المباني ص ١٩٥ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٦٦ ، والمقتضب ٤ / ١٤١ ، وهمع الهوامع ٢ / ٣١.

(*) [حذا] : ومنه في حديث ضالة الإبل : معها حذاؤها وسقاؤها. ومنه الحديث : إنما فاطمة حذية مني يقبضني ما يقبضها. ومنه حديث ابن جريج : قلت لابن عمر : رأيتك تحتذي السبت. النهاية ١ / ٣٥٧.

٢٣٥

ومنه قولهم : هو في حُذْل أمه ؛ أي في حِجْرِها ، وأنشد :

أَنَا مِنْ ضِئْضِىءِ صِدْقٍ

بَخْ وفي أكرمِ حُذْل (١)

[حذا] : ابن عباس رضي الله عنهما ـ قال في ذات عِرْق : هي حَذْوَ قَرَنٍ ـ وروي وزان قَرَن.

ومعناهما واحد ؛ أراد أنها مُحَاذِية قَرَن فيما بين كلِّ واحد منهما وبين مكة ، فمن أَحْرَم من هذا كمن أَحْرمَ من ذاك.

[حذاء] : ابن غَزْوان رضي الله عنه ـ خطب الناس فقال : إن الدنيا آذَنَتْ بصَرْم ، وولَّتْ حَذّاء ، فلم يبق منها إلا صُبَابة كصُبَابة الإناء.

الحذّاء : الخفيفة السريعة.

ومنه قولهم للسارق : أحذّ اليد ، وللقصيدة السيارة : حَذَّاء.

حُذاقيّ في (صع). إن لم يُحْذِك في (دو). فاحْذِمْ في (رس). أن يَحذِفها في (لب) ، حِذَاؤها في (عف).

الحاء مع الراء

[حرق] (*) : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ قال حريث : رأيته دخل مكة يوم الفَتْح ، وعليه عِمامة سوداء حَرَقانيَّة ، قد أرخى طَرَفَها على كَتفيه.

هي التي على لَوْن ما أَحرقته النار ، كأنها منسوبة بزيادة الألف والنون إلى الحَرَق ؛ يقال : الحَرْق بالنار والحَرَق معاً ، والحرَق من الدّق [الذي يعرض للثوب عند دقّه] محرّك لا غير.

ومنه حديث عمر بن عبد العزيز رحمهما الله : إنه أراد أن يستبدل بعمّاله لِمَا رأى من إبطائهم في تنفيذ أمره فقال : أما عديّ بن أَرْطَأة فإنما غرَّني بعمامته الحَرَقانية. وأما أبو بكر بن حَزْم فلو كتبت إليه أذْبح لأهل المدينة شاةَ لرَاجَعني فيها : أقَرْناء أم جمَّاء؟.

[حرس] (*) : لا قَطْعَ في حَرِيسَةِ الجَبَل.

هي الشاة مما يُحْرَس بالجبل من الغَنم وهي الحَرَائس.

__________________

(١) البيت في لسان العرب (ضأضأ).

(*) [حرق] : ومنه الحديث : ضالة المؤمن حَرَقُ النار. ومنه الحديث : يحرقون أنيابهم غيظاً وحنقا. النهاية ١ / ٣٧١ ، ٣٧٢.

(*) [حرس] : ومنه في حديث أبي هريرة : ثمن الحريسة حرام لعينها. وفي حديث معاوية : أنه تناول قُصَّة من شعر كانت في يد حَرَسي. النهاية ١ / ٣٦٧.

٢٣٦

ومنه حديثه الآخر : إنه سُئِلَ عن حَريسة الجبل ، فقال : فيها غُرْم مِثْلِها ، وجَلَدَاتٌ نَكالاً ، فإذا آواها المُرَاح ففيها القَطع.

واحترس فلان : إذا استَرق الحريسة.

ومنه الحديث : إن غِلْمة لحاطب [بن أبي بَلْتَعة] احترسوا ناقةً لرجل فانتحرُوها.

[حرش] (*) : إن رجلاً أَتاه بضِبَاب قد احْتَرَشها. فقال : إن أمةً مُسُخت ، فلا أَدْري لعلّ هذه منها.

الاحتراش : أن يمسح يده على الْجُحْر ويحرّكها حتى يظنّ الضبُّ أنها حيّة ، فيُخْرِج ذنبه ليضربها فيقبض عليه ، وهو من الحَرْش بمعنى الأثَر ، لأن ذلك المسح له أَثر.

[حراوة] : تغدّى أعرابي مع قومٍ فاعتمد على الْخَرْدَل ، فقالوا : ما يُعْجِبُك منه؟ قال : حَرَاوته وحَمْزه.

الحرَاوة والحَمْز : اللَّذْع والقَرْص باللسان.

[حرث] (*) : سَمُّوا أولادكم أسماء الأنبياء ، وأحسنُ الأسماء عبد الله وعبد الرحمن ، وأصدقُها الحارث وهمام ، وأقبحها حَرْب ومُرَّة.

قيل : لأنه ما من أحد إلّا وهو يَحْرث ، أي يكسب. ويهمّ بالشيء أي يعزم عليه ويريده. وكره حرباً ومُرّة ذهاباً إلى معنى المحاربة والمَرَارة.

[حرأ] (*) : كان قبل أن يوحى إليه صلى الله عليه وآله وسلم يأتي حِرَاءَ فيتحنّث فيه الليالي.

حِرَاء : من جبال مكة معروف ، ومنهم من يؤنثه فلا يصرفه ، وللناس فيه ثلاث لحنات : يفتحون حاءه وهي مكسورة ، ويقصرون ألفَه وهي مَمْدُودة ، ويميلونها ولا يسوغ فيها الإِمالة ؛ لأن الراء سبقت الألف مفتوحة وهي حرف مكرّر فقامت مقام الحرف المستعلي ، ومثل رافع وراشد لا يُمال.

التحنّث : التعبد ، ومعناه إلقاؤه الحْنث عن نفسه ، كالتحرّج والتحوّب.

ومنه حديث حَكِيم بن حِزَام القرشيّ رضي الله عنه : يا رسول الله ؛ أرأيتَ أموراً كنت

__________________

(*) [حرش] : ومنه حديث أبي حثمة في صفة الثمر : وتحترش به الغباب. ومنه حديث علي في الحج : فذهبت الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم محرشا علي فاطمة. النهاية ١ / ٣٦٨.

(*) [حرث] : ومنه الحديث : احرث لدنياك كأنك تعيش أبدا / واصل لآخرتک کأنك تموت غدا. ومنه وعليه خميصة حريثية. النهاية ١ / ٣٥٩ ، ٣٦١.

(*) [حرا] : ومنه حديث الصديق فما زال جسمه يحري بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى لحق به. ومنه : ان هذا نحري أن خطب أن ينكح. ومنه الحديث : تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر. النهاية ١ / ٣٧٥ ، ٣٧٦.

٢٣٧

أتحنّث بها في الجاهلية من صدَقة وصِلَة رَحِم ؛ هل لي فيها أجر؟ فقال النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : أَسْلَمت على ما سلَفَ من خير.

[حرق] : نهى عن حَرْق النَّواة ، وأن تُقْصَع بها القَمْلَة.

قيل : هو إحراقها بالنار ، ويجوز أن يكونَ من حرَق الشيء ، إذا بَرَده بالمِبرَد.

والقَصْع : الفَضْخ ؛ وإنما نهى عن ذلك إكراماً للنخلة ، قيل : لأنها مخلوقة من فَضْلة طينة آدم عليه السلام.

وفي الحديث : أَكْرِموا النخلة فإنها عمتكم.

وفي حديث آخر : نعمت العمّة لكم النَّخلة. وقيل : لأن النوى قوتٌ للدواجن.

بُعِث عروة بن مسعود رضي الله عنه إلى قومه بالطائف ، فأَتاهم فدخل مِحْراباً له فَأَشْرف عليهم عند الفَجْرِ ، ثم أذّن للصلاة ، ثم قال : أَسْلموا تَسْلموا ؛ فقتلوه.

المِحْراب : المكان الرفيع والمجلس الشَّريف ؛ لأنه يُدَافع عنه ويحارب دونه.

ومنه قيل : مِحراب الأسد لمأْواه ، وسمي القَصْر والغرفة المنيفة محراباً. قال :

رَبَّةُ مِحْرابٍ إذا جِئْتُهَا

لم أَلْقَهَا أوْ أرْتقِي سُلَّما (١)

[حرض] (*) : ما من مؤمن مَرِض مَرضاً حتى يُحْرِضَه إلا حطّ الله عنه خَطاياه.

أي يُشْرِف به على الهلاك.

[حرج] (*) : في قصة بدر :

عن معاذ بن عَمْرو بن الجُموح رضي الله تعالى عنه قال : نظرت إلى أبي جَهْل في مثل الحرَجَة ، فصمدتُ له ، حتى إذا أَمْكَنَتْنِي منه غِرّة حملتُ عليه ، فضربتُه ضَرْبةً طرحت رِجله من الساق ، فشبَّهْتها النواةَ تَنْزُو من المَراضِخ.

الحرَجة : الغَيْضة التي تضايقت لالتفافها ، من الحَرَج وهو الضيق.

الصَّمْد : القَصْد.

المِرضخة : حجر يُرْضَخ به النوى.

[حرب](*) [حرث] : إن المشركين لمَّا بلغهم خروجُ أصحابِ صلى الله تعالى عليه

__________________

(١) البيت لوضاح اليمن في لسان العرب (حرب).

(*) [حرض] : ومنه في حديث عطاء في ذكر الصدقة : كذا وكذا والإحريض. النهاية ١ / ٣٦٩.

(*) [حرج] : ومنه حديث اليتامى : تحرجوا أن يأكلوا معهم. ومنه الحديث : اللهم إني أحرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة. ومنه حديث ابن عباس في صلاة الجمعة : كره أن يحرجهم. النهاية ١ / ٣٦١.

(*) [حرب] : ومنه في حديث الحديبية : وإلا تركناكم محروبين. ومنه حديث المغيرة : طلاقها حريبة. ومنه ـ

٢٣٨

وآله وسلم إلى بَدْر يَرْصُدون العِير. قالوا : اخْرُجُوا إلى مَعَايشكم وحَرَائِبكم. ـ وروي بالثاء.

الحرائب : جمع حَرِيبة ، وهي المالُ الذي به قِوَام الرجل.

والحرائث : المكاسب ، من الاحتراث ، وهو اكْتِساب المال ، الواحدة حريثة. وقيل : هي أَنْضاء الإِبل ، من أَحْرَثنا الخيل وحَرَثناها : إذا أهزلناها.

[حرف] (*) : تزوَّج رجل من المهاجرين امرأةً من الأنصار فأراد أن يَأْتيهَا ، فأبَتْ إلَّا أن تُؤتَى على حَرْف ، حتى شَرِيَ أمرهما ، فبلغَ رسولُ الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ؛ فأنزل الله تعالى : (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) [البقرة : ٢٢٣].

الْحَرْف : الطرفُ والناحية. والمعنى إتيانها على جَنْب.

ومنه حديث ابن عباس رضي الله عنهما : كان أهلُ الكتاب لا يأتون النساء إلّا عَلَى حَرْف ، وكان الأنصارُ قد أخذوا بذلك من صنيعهم ، وكان هذا الحيّ من قريش يشْرَحون النساء شَرْحاً مُنْكَراً.

قيل : شرَح المرأَة : إذا سلقها على قَفاها ، ثم غَشِيها.

وقيل : معنى على حَرْف ألّا يتمكن منها تمكن المتوسّط المتبحبح في الأمر. والشَّرح : أن يتمكّن منها ، من شَرْحِ الأمر ، وهو فتح ما انْغَلق منه.

شَرِيَ : أي عظم وارتفع ، من شَرِيَ البرقُ وهو أن يتتابع في لمعَانه.

[حرز] (*) : أبو بكر رضي الله تعالى عنه ـ كان يُوتر من أوّل اللّيل ويقول :

*واحَرَزَا وأَبْتَغِي النَّوَافلَا*

وروي :

*أحرزتُ نَهْبي وأَبْتغي النوافِلَا*

الحَرَز : ما أَحرزته.

والنوافل : الزّوائد ، وألف واحَرزا منقلبة عن ياء الإضافة ، كقولهم : يا غلاماً أقبل.

__________________

ـ الحديث : الحارب المشلِّح. ومنه حديث الدَّيْن : فإن آخره حَرَبٌ. ومنه حديث أنس : أنه كان يكره المحاريب. وفي حديث علي : فابعث عليهم رجلاً محراباً. النهاية ١ / ٣٥٨ ، ٣٥٩.

(*) [حرف] : ومنه حديث أبي هريرة : آمنت بمحرف القلوب. ومنه الحديث : أن العبد ليحارف على عمله الخير والشر. النهاية ١ / ٣٧٠.

(*) [حرز] : ومنه في حديث يأجوج ومأجوج : نحرز عبادي الى الطور. ومنه حديث الدعاء : اللهم اجعلنا في حرز حارز. وفي حديث الزكاة : لا تأخذوا من حرزات أموال الناس شيئا. النهاية ١ / ٣٦٦ ، ٣٦٧.

٢٣٩

وهذا مثلٌ يضربه الطالب للزيادة على الشيء بعد ظَفره به ، فتمثَّل به لأدَاء صلاة الوِتر وفراغ قَلْبِه منها وتنفّله بعد ذلك.

[حرى] : لما مات رسولُ الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أصابه حُزْن شديد ، فما زال يَحْرِي بَدَنُه حتى لَحِق بالله.

أي يَذُوب وينقص. قال :

حتى كأني خاتل قَنَصا

والمرءُ بعد تمامه يَحْرِي

ومنه : الحاريَة من الأفاعي ، وهي التي قيل فيها : حَارِيةٌ قد صَغُرَت من الكبر.

[حرف] : عمر رضي الله تعالى عنه ـ ذكر فتيانَ قُريش وسرَفهم في الإِنفاق ؛ فقال : لحِرْفة أحدِهم أشدُّ عليّ من عَيْلَته.

الحِرْفة : بالكسر الطُّعْمَة ، وهي الصناعة التي منها يَرْتَزق ، لأنه مُنْحرِف إليها. والحُرفة والحُرف بالضم : من المُحَارَف وهو المحدود. ومنها قولهم : حِرْفةُ الأدب ، والمراد لعَدَمُ حِرْفَة أحدهم والاغتمامُ لذلك أشدُّ عليّ من فَقْره.

ومنه ما يروى عنه : إني لأرى الرجل فيُعجبني فأقولُ : هل له حِرفة؟ فإن قالوا : لا ، سقط مِنْ عيني. والصحيح أن يريد بالحِرفة سَرَفهم في الإنفاق. وكل ما اشتغل به الإِنسانُ وضرى به من أي أمر كان ؛ فإن العرب تسميه صنعة وحِرْفة ؛ يقولون : صنعة فلان أن يفعل كذا ، وحِرْفة فلان أن يفعل كذا ، يريدون دَأْبَه ودَيْدَنه.

[حرق] : عليّ عليه السلام ـ عليكم من النِّساء بالحَارِقة.

هي الضيّقة المَلَاقي كأنها التي تضم الفَعْل ضمّ العاضّ الذي يَحْرُق أسنانه ، ويقال لها : العَضوض والمَصُوص.

وعنه عليه السلام : إنه سُئل عن امرأته ، فقال : وجدتها حَارقة طارِقة فائِقة.

أراد بالطَّارقة : التي طَرَقَتْ بخير ، وقيل : الحارقَة : النِّكاح على الجنب ، أخذت من حَارِقة الورك ، وهي عَصَبة فيها ، والمعنى : عليكم من مباشرة النساء بهذا النَّوع.

وعنه عليه السلام : كذَبَتْكم الحارقة ، ما قام لي بها إلا أسماءُ بنت عُمَيس.

[حرر] (*) : قال عليّ عليه السلام لفاطمة سيدة نساء العالمين عليها السلام : لو أتيتِ النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم فسألته خادماً تقيك حارَّ ما أنتِ فيه من العَمَلِ!.

__________________

(*) [حرر] : ومنه في حديث أبي الدرداء : شراركم الذين لا يعتق محررهم. ومنه حديث أم المهاجر : لما نعى عمر قالت واحراه ، فقال الغلام : حرانتشر فملأ البشر. ومنه الحديث : في كل كبد حرى آجر. ومنه حديث علي : حمس الوغا واستحر الموت. وفي حديث عمر : ذري وأنا أحر لك. النهاية ١ / ٣٦٣ ، ٣٦٤ ، ٣٦٥.

٢٤٠