الفائق في غريب الحديث - ج ١

جار الله محمود بن عمر الزمخشري

الفائق في غريب الحديث - ج ١

المؤلف:

جار الله محمود بن عمر الزمخشري


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤١٥

والتَّقْدَة ـ بالتاء : الكُزْبَرَة ، وبالنون الكَرَوْيا.

[جلحاء] : في الحديث : إنّ الله ليؤدِّي الحقوقَ إلى أَهْلِها حتى يُقِصّ للشَّاةِ الْجَلْحاء من الشاة القَرْنَاء نَطَحَتْها.

الْجلحاء : الجمَّاء.

لا أَجْلنظي في (بج). أجلى في (زه). مجَلِّلاً في (حي). أَجلُّو الله في (حل). ولا جَلْحَاء في (عق). من جلبابها في (عس). فجُلد بالرجل في (رت). جَلْعَدا في (قص).

على أَجالدهم في (قس). وجليل في (صب). جَلّال في (لق). ذا الْجَلَب في (لب). جَلْحَاء في (قذ). جَليل المُشاش في (مغ).

الجيم مع الميم

[جمع] (*) : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ قال في الشُّهَداء : ومنهم أن تموت المرأة بجُمْع.

يقال : ماتت بجُمْع وجِمْع : أي حاملةً أو غير مَطْمُوثة.

ومنه حديثه : أيُّما امرأة ماتت بِجُمْع لم تُطْمَث دخلت الْجنة.

وحقيقة الجُمْع والجِمْع أنهما بمعنى المفعول كالذُّخر والذِّبح. ومنه قولهم : ضربه بجُمْع كفّه ، أي بمجموعها ، وأخذ فلان بجُمْع ثياب فلان.

فالمعنى : ماتت مع شيء مجموع فيها غير منفصل عنها : حَمْلٍ أو بكارة ، وأما قول ذي الرُّمة :

ورَدْناه في مَجْرى سُهَيْل يَمَانِياً

بصُعْر البُرَى من بين جُمْعٍ وخَادِجِ (١)

فلا بدّ فيه من تقدير مضاف محذوف ، أي ذات جمع.

__________________

(*) [جمع] : ومنه الحديث : أوتيت جوامع الكلم. ومنه الحديث في صفته صلى الله عليه وسلم : أنه كان يتكلم بجوامع الكلم. ومنه الحديث : أقرئني سورة جامعة. والحديث : حدثني بكلمة تكون جماعاً. والحديث : الخمر جماع الإثم. والحديث : كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء. والحديث : له سهم جمع. ومنه حديث كعب بن مالك : أجمعت صِدْقه. وحديث صلاة السفر : ما لم أجمع مكئاً. وفي حديث أحد : إن رجلاً من المشركين جميع الأمة. ومنه حديث الحسن : أنه سمع أنس بن مالك وهو يومئذ جميعٌ. وفي حديث الجمعة : أول جمعة جمعت بعد المدينة بجواثى. ومنه حديث معاذ : أنه وجد أهل مكة يجمِّعون في الحجر فنهاهم عن ذلك. وفي صفته عليه السلام : كان إذا مشى مشى مجتمعاً. وفي حديث أبي ذر : ولا جماع لنا فيما بعد. النهاية ١ / ٢٩٥ ، ٢٩٦ ، ٢٩٧.

(١) البيت ليس في ديوان ذي الرمة ، وهو بلا نسبة في لسان العرب (جمع).

٢٠١

[جمز] (*) : وضَّأَه المغيرة ، فذهب يُخْرِج ذِراعيه ، فضاق عليه كُمَّا جُمَّازَته ، فأخرج يدَه من تحتها.

الجمَّازَةُ : مِدْرَعة قصيرة مِنْ صُوف.

[جمل] (*) : قال عمر رضي الله تعالى عنه : إن سَمُرَة بن جُنْدَب باع خَمْراً ، قاتل الله سَمُرَة! ألم يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : لعن الله اليهود حُرِّمَت عليهم الشُّحوم ، فَجَمَلُوها فباعُوها.

جَمَل الشحم يَجْمُلُه : أذَابَه.

والمعنى أنه خلَّل الخمر ثم باعها ، فكان ذلك مُضَاهياً لفعل يهود في إذابتهم الشَّحم حتى يصير وَدَكاً ، ثم بيعهم له متوهّمين أنه خرج عن حكم الأصل بالإِذابة.

[جم] (*) : قال أبو ذر رضي الله تعالى عنه : قلت : يا رسول الله ؛ كم الأنبياء؟ قال:مائة أَلفٍ وعشرون ألفاً. قلت : كم الرُّسُلُ من ذلك؟ قال : ثلاثمائة وثلاثة عشر جَمَّاءً غَفِيراً! قلت : مَنْ أولهم؟ قال : آدم. قلت : أنبيٌّ مُرْسَل؟ قال : نعم ، خلقه الله بيده ، (وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ) ، ثم سوَّاه قِبَلاً ـ وروي : قَبَلاً ، وقُبَلاً.

ذكر سيبويه : الجماءَ الغفير في باب : ما يُجعل من الأسماء مصدراً كطُرًّا وقاطبة ، وكأنه قال صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : هم كذا وكذا جَمْعاً لهم وحَصْرَاً واستغراقاً.

والكلمتان من الجُموم ، وهو الاجتماع والكَثْرة ، ومن الغَفْر وهو التَّغطية ، فجُعلتا في موضع الشُّمول والإِحاطة.

وعن المازني : لم تقل العرب الجماءَ إلا موصوفاً ، ويقال : جاءوا جمًّا غَفيراً ،

__________________

(*) [جمز] : ومنه في حديث ماعز: فلما أذلفته الحجارة جمز. ومنه حديث عبدالله بن جعفر ما كان إلا الجمز. ومنه الحديث : يردونهم عن دينهم كفارا جمزي. النهاية ١ / ٢٩٤.

(*) [جمل] : ومنه في حديث القدر : كتاب فيه أسماء أهل الجنة وأهل النار أجمل على آخرهم. ومنه الحديث الملاعنة : إن جاءت به أورق جعدا جماليا. وفي حديث عائشة وسألتها امراة أوخذ جملي. وفي حديث أبي عبيدة : أنه إذن في جمل البحر. وفي حديث ابن الزبير : كان يسير بنا الابردين ويتخذ الليل جملا. وفي حديث الإسراء : ثم عرضت له أمراة حسنا جملاء. وفي حديث مجاهد : أنه قرأ : حتى يلج الجمل في سم الخياط. النهاية ١ / ٢٩٧ ، ٢٩٨ ، ٢٩٩.

(*) [جم] : ومنه الحديث : إن الله تعالى ليدين الجماء من ذات القرن. ومنه كان لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جمة جعدة ومنه حديث : ابن زمل : كأنما جمم شعره ومنه الحديث : لعن الله المجممات من النساء. وحديث خزيمة : اجتاحت جميم اليبس. وحديث أبي قتادة : فأتى الناس جامين رواء. النهاية ١ / ٣٠٠ ، ٣٠١.

٢٠٢

والجماءَ الغفير ، والجمَ الغفير. وعن بعضهم : جَمَ الغفير ، وجماءَ الغفير ، وجَمّاءَ الغفيرة ، وجماء الغَفِيري.

قِبَلاً وقُبَلاً : مقابلة ومشاهدة ، وقَبَلاً : استقبالاً واستئنافاً ، يقال : لا آتِيك إلى عشرٍ من ذي قِبَل : من قبل ، أي من زمانٍ نشاهده ، ومِنْ ذي قَبَلٍ ، أي من زمانٍ يستقبلنا.

[جمل] : عمر رضي الله تعالى عنه ـ إن أهلَ الكوفة لما وَفَّدُوا إليه العِلْباء بن الهَيْثَم السَّدُوسي ، فرأى عُمر هيئةً رثَّةً ، وما يَصْنَع في الحوائج. قال : لكلِّ أناس في جُمَيْلِهم خبرٌ ـ وروي في بَعيرهم.

وهو مثلٌ يُضرب في معرفة القوم بصاحبهم ؛ يريدُ أن قومه لم يُسَوِّدوه إلا لمعرفتهم بشَأْنه ، وكان العِلباءُ دَميماً أعور باذَّ الهيئة ، وكان الرجلَ إذا حَزَب أَمرٌ.

[جمر] (*) : سأل الحطيئةَ عن عَبْسٍ ومُقاومتها قبائلَ قيس ، فقال : يا أمير المؤمنين ؛ كنا ألفَ فارسٍ ، كأننا ذَهَبَةٌ حمراء ، لا نَسْتَجْمِر ولا نُحالِفُ.

أي لا نَسأل غيرنا أن يتجمَّعوا إلينا لاسْتِغْنَائنا بأنفسنا من الجَمَارِ ـ بفتح الجيم : وهو الجماعة ، وتجمّرت القبائل : اجتمعت.

لا تُجَمِّرُوا الجيشَ فتفتنوهم.

وهو أن يُحْبَسوا في الثغر ، ولا يُؤْذن لهم في القفول.

[جمع] : الخُدْري رضي الله عنه ـ بِعِ الجَمع بالدراهم ثم ابتع بالدراهم جَنِيباً.

الجَمع : صنوف من التَّمر تجمع.

والجنيب : نوعٌ منه جيِّد ، وكانوا يبيعون صاعَيْن من الجَمع بصاع من الجَنيب ، فقال ذلك تنزيهاً لهم عن الرِّبا.

[جمم] : ابن عباس رضي الله عنهما ـ أُمرنا أن نَبْنِي المساجد جُمًّا والمدائن شُرَفاً.

الجُمّ : التي لا شُرَف لها ، من الشاة الجماء ، وهي خلاف القَرْنَاء. والشُرَف : التي لها شُرَف.

أَنس رضي الله تعالى عنه ـ تُوفي رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم والوحي أَجمُ ما كان ، لم يَفْتُرْ عنه.

أي أكثر ما كان ؛ من جمَ الشيءُ جُموماً.

__________________

(*) [جمر] : ومنه الحديث : إذا استجمرت فأوتر. ومنه الحديث : إن آدم عليه السلام رمى بمنى فأجمر إبليس بين يديه. وفي حديث أبي إدريس : دخلت المسجد والناس أجمر ما كانوا. النهاية ١ / ٢٩٢ ، ٢٩٣.

٢٠٣

[جمهر] : معاوية رضي الله تعالى عنه ـ قال له ابنُ الزُّبير : إنا لا نَدَع مَرْوَان يرمي جماهيرَ قُرَيش بمَشَاقِصه ، ويضربُ صَفَاتها بمِعْوله ، ولولا مكانُك لكان أخفَّ على رِقابنا من فرَاشَةٍ ، وأقلَّ في أنفسنا من خَشَاشة ، وايم الله لئن ملك أعِنَّةَ خَيْل تنقادُ له ليركبَنَّ منك طَبَقاً تخافه.

فقال معاوية : يا معشرَ قُرَيش ؛ ما أراكم مُنْتَهين حتى يبعثَ الله عليكم مَنْ لا تعطفه قرابة ، ولا يذكر رَحِماً ، يسومكم خَسْفاً ، ويُورِدكم تَلَفاً.

قال ابنُ الزبير : إذن والله نُطْلِق عِقَالَ الحرب بكتائب تَمُور كرِجلِ الجَرَاد ، [على] حَافَتَيْها الأَسَل (١) ، لها دَويّ كدَوِيّ الريح ، تتبَعُ غِطْرِيفاً من قُريش ، لم تكن أمُّه براعِيَة ثَلة.

فقال معاوية : أنا ابنُ هِنْد ، أطلقتُ عِقالَ الحرب ، فأكلت ذِروة السَّنام ، وشربت عُنْفوان المَكْرَع ، إذ ليس للآكل إلا الفِلْذة وللشارب إلا الرّنْقُ والطَّرْق.

جُمْهُور الناس : مُعْظمهم ، وجمعه جَماهير ، وقد يقال له : جُرْهُوم وجرَاهيم.

المِشْقَص : من النصال : ما طال وعَرُض. وعن الأصمعي أنه الطويل غير العريض.

الصَّفَاة والصَّفْوَانة : الحجر الأَملس.

الفَرَاشَة : التي تتهافت في النار.

الخَشَاشة : واحدة الخشَاش ، وهي الهوامّ.

الطَّبق : جمع طَبَقةٍ ، وهي مَنْزلة فوق منزلة. قال الله تعالى : (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) الانشقاق : ١٩] ، ومنه طَبَقُ الظَّهْر ، وهو فَقاره.

والمعنى : ليَرْكبنَّ منك أحوالاً ومنازلَ في العَدَاوَة مَخُوفةً.

سَامَه خَسْفاً : إذا ألزمه إياه قَسْراً وإجباراً ، من سَوْمِ العالّة ، وهو أن تُكْرَهَ ويُدَاوَم عليها حتى تَشْرَب ، يقال : سام ناقته سَوْماً.

والخَسْف : حَبْس الدابة على غير عَلَف ، فوُضِع مَوْضِعَ الإذلال.

نُطلِق : منصوب بإذن لكونها مبتدأة غير معتمدة ، وكونِ الفعل مستقبلاً غير حاضر.

رِجْل الجرَاد : القطعة منه التي قوي بعضُها ببعض ـ عن المبرّد.

الغِطْريف : السيد.

الثَّلَّة : الجماعة من الضأن.

العُنْفُوَان : الأول ، وزنه فُعْلُوَان ، من اعتنف الشيءَ إذا ابتدأه ، ولو جُعل العين بدلاً من الهمزة لم يَبْعُدْ ، لقولهم : أنْفُوَان وائتنف الشيءَ.

الفِلْذة : القطعة من الكبد.

__________________

(١) الأسل : الرماح الطوال.

٢٠٤

الرَّنْق : الرَّنِق ، وهو الكَدِرُ.

الطَّرْق : الماء الذي طَرَقَتْه الدوابّ ؛ أي خاضَته ، وبالَت فيه ، وبعرت ؛ فتغيّر واصفرَّ ، سُمّي بالمصدر.

ضَرَب ذلك مثلاً لعزِّه ومذَلَّتهم وتقدّمه وتَخَلُّفهم.

[جمم] : عائشة رضي الله تعالى عنها ـ بلغها أن الأحنف قال شعراً يَلُومها فيه ، فقالت : لقد اسْتَفْرَغَ حَلْمَ الأَحْنَفِ هِجَاؤُه إياي ، أَبي كان يستجمُ مَثَابَةَ سَفَهِه؟ إلى اللهِ أشكو عُقُوقَ أَبنائي!.

استجمَ البئر : تركها أياماً لا يَسْتَسْقِي منها حتى يجتمِعَ ماؤها ، كأنه طلَب جُمومَها.

والمثابة : المَوْضع الذي يثوب منه الماء.

أرادت أنه كان يحلُم عن النَّاس ، ولا يتسافَه عليهم ، فكأنه كان يَجْمع سَفَهه.

أَبي : أي بسببي ، ومن أجلي.

[جمل] : عاصم رحمه الله ـ لقد أدركتُ أقواماً ، يتَّخِذون هذا الليل جَمَلاً يشربون النبيذ ، ويلبسون المُعَصْفَر ، منهم زِرّ [بن حُبَيْش] وأَبو وائل.

هي عبارة عن قيام الليل والتهجّد.

[جمر] : في الحديث ـ إن آدم عليه السلام رَمى إبليس بمِنًى ، فأَجْمر بين يَدَيْه ؛ فسمِّيت الجِمار به الجِمار.

أي أسرع. قال لَبِيد :

*فإذا حَرَّكْتُ غَرْزِي أَجْمَرت *

[جمع] : كان في جبل تِهَامة جُمَّاع قد غَصَبُوا المارَّةَ من كِنَانة ومُزَيْنة وحَكَم والقَارَة.

الجمّاع : الأُشابَةُ من قبائل شتَّى. قال ابنُ الأَسْلت :

*مِنْ بَيْن جمْعٍ غَيْر جُمَّاع *

[جمد] (*) : إذا وُضِعَت الجَوَامد فلا شُفْعَة.

هي الحدُود ، جمع جَامِد.

من جَمْع في (غل). جَمَز في (ذل). جَمْلَاء في (سن). [بخَبْتِ] الجَمِيش في (جز).

جماليّاً في (صه). جمعاء في (فط). وإذا استَجْمرت في (نث). مجمّعاً في (نس). ولا تجمّروهم في (كف). جُمَّاع في (شع). جَامِساً في (مي). جَمْس في (سن). أَجْمَر ما كانوا في (خم).

__________________

(*) [جمد] : ومنه في حديث التيمي : إنا ما نجمد عند الحق. النهاية ١ / ٢٩٢.

٢٠٥

الجيم مع النون

[جنح] (*) : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ أَمَر بالتَّجَنُّح في الصلاة ، فشكا ناسٌ إليه الضَّعْفَ ، فأمرهم أن يستعينوا بالرُّكَب.

التجنُّح والاجتناح في السجود : أن يعتمِدَ على راحتيه مُجَافياً لذِرَاعيه غير مُفْتَرِشِهما ؛ من قول ابن الرقاع يصف ثور الوحش :

يبيتُ يَحْفِر وَجْهَ الأرض مُجْتَنِحاً

إذا اطمأنَّ قليلاً قامَ فانْتَقلا

وفي حديثه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : إنهم شكَوْا إليه الاعْتِماد في السُّجُودِ ؛ فرخّصَ لهم أن يستعينوا بمرافقهم على رُكَبهم.

[جنب] (*) : ذكر الشهداء ، فقال : والمجْنُوبُ في سبيل الله شَهِيد.

هو الذي به ذات الجَنْبِ.

دخل مكةَ فبعث الزُّبير على إحدى المُجَنِّبَتَين ، وبعث خالد بن الوليد على اليُسْرَى ، وبعث أبا عُبَيدة على الحبُس أو الحُسَّر.

المُجَنِّبَتَان : جناحا العسكر.

الحبُسُ : الرَّجالة ، سُمُّوا بذلك لحبسهم الخيَّالة ببطء مَسيرهم ، كأنه جمع حَبُوس ، أو لأنهم يتخلّفون عنهم وتحبسهم الرُّجْلة عن بلوغهم ، كأنه جمع حَبيس.

والحسر : جمع حَاسِر ، وهو الذي لا بَيْضَة عليه.

لا يضر المرأةَ الحائض والْجُنُبَ ألّا تَنْقُضَ شَعْرها إذا أصاب الماءُ سورَ الرأس ـ روي : شَوَى رأسها.

الْجُنُب : يستوي فيه المذكّر والمؤنث والواحد والاثنان والجمع. وقد يقال : جُنُبُون وجُنُبات وأَجْنَاب.

سُور الرأس : أعلاه.

والشَّوَى : جمع شَواة وهي فَرْوَته.

__________________

(*) [جنح] : ومنه في حديث عائشة : كان وقيد الجوانح. والحديث إذا استنجح الليل فأكفتوا صبيانكم. وفي حديث مرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : فوجد من نفسه خفة فاجتنح على أسامة حتى دخل المسجد. النهاية ١ / ٣٠٥.

(*) [جنب] : ومنه في حديث الزكاة والسباق : لا جلب ولا جنب. ومنه حديث عمر : عليكم بالجنبة فإنها عفاف. وحديث رقيقة : استكفوا جنابيه. وحديث الشعبي : أجذب بنا الجناب. وحديث ذي المشعار : وأهل جناب الهضب. وفي حديث الحدبية : كان الله قطع جنبا من المشركين. وفي حديث الحارت ابن عوف : أن إلابل جنبت قبلنا العام. النهاية ١ / ٣٠٢ ، ٣٠٣ ، ٣٠٤.

٢٠٦

[جنأ] (*) : عن عليّ بن الحسين عليهما السلام ـ جَنَأَ رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم بيده في يوم حارّ وقال : مَنْ أحبَّ أن يُظِلَّه الله من فَوْرِ جهنم يوم القيامة فليُنْظِر غريماً أو لِيَدَعْ مُعْسراً.

يريد حَنَاها ، والأَجْنَا : الذي في كاهِلِه انحِنَاء على صَدْرِه وليس بالأَحْدَبِ. وتيس أَجْنَأ : الذي انحنى قَرْناه على جَنْبَيْه وصَلِيف عُنقه.

عن عمر رضي الله تعالى عنه ـ إن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم رَجَم يهوديًّا ويهوديَّةً ، فقد رأيته يُجَانِئ عليها يَقِيها الحِجَارة بنَفْسه ـ وروي : فَعلِقَ الرجل يُجْنِىء عليها.

يقال : جَنَأَ عليه إذا عطف جُنُوءاً ، وأجنأه عليه ، ومنه المُجْنأ ؛ وهو التُّرس.

والقَبْر المُجْنَأُ : المسنَّم. وجانأه : بمعنى أجنأه ، كباعده وأبعده ، وعالاه وأعلاه ، والمعنى : يعطِف عليها نفْسَه.

[جنف] (*) : عمر رضي الله تعالى عنه ـ أفطر في شهر رمضان وهو يرى أنّ الشمسَ قد غربت ، ثم نَظر فإذا الشمسُ طالعةٌ. فقال : لا نَقْضيه ، ما تجانَفْنَا فيه لإِثْم.

التجانف : المَيْل ، والجَنَف والإِجناف كذلك.

ومنه حديث عُرْوة : يُرَدُّ من صدَقَة الجانِف في مرَضه ما يُرَدّ من وصيَّة المُجْنِف عند مَوْتِه.

[جنن] (*) : ابن عباس رضي الله عنه ـ الجانُ مَسِيخُ الجِنِ ، كما مُسخت القِرَدة من بني إسرائيل.

هو العظيم من الحيات.

ومنه حديث ابن واثلة رحمه الله : أَقْبل جانّ فطاف بالبيت سَبْعاً ، ثم انقلب حتى إذا كان ببعض دُورِ بني سَهْم عَرض له شابّ من بني سَهْم أحمرُ أَكْشف ، أَزْرق أَحْول أَعسر ، فقتَله ، فثارت بمكة غَبَرة حتى لم تُبْصَر لها الجبال.

__________________

(*) [جنا] : ومنه حديث هرقل في صفة إسحاق عليه السلام : أبيض اجئا خفيف العاضين. النهاية ١ / ٣٠٢.

(*) [جف] : ومنه الحديث إنا نرد من جنف الظالم مثل ما نرد من جنف الموصى. النهاية ١ / ٣٠٧.

(*) [جفن] : ومنه الحديث : جن عليه الليل. ومنه حديث علي : جعل لهم من الصفيح أجنان. وفي حديث زيدبن نفيل : جنان الجبال. وفي حديث السرقة : القطع في ثمن المجن. ومنه : الصوم جنة والحديث : الإمام جنة. وفيه : أنه نهى عن بيع ذبائح الجن. ومنه الحديث : اللهم إني أعوذ بك من جنون العمل. النهاية ١ / ٣٠٧ ، ٣٠٨ ، ٣٠٩.

٢٠٧

الأكشف : الذي له في قُصَاص الناصية شعرات ثَائرة ، وقد يُتَشاءم به.

ومنه حديث القاسم رحمه الله : إنه سُئل عن قَتْل الجانّ ؛ فقال : أُمِرَ بقَتْل الأَيْم منهن.

الأَيْمُ والأَيْنُ : ما لَطُفَ منها.

ويُجمع على جِنَّان ، ونظيره غَائِط وغِيطان ، وحَائِط وحيطان.

ومنه الحديث ـ في كَسْح زمزم أنَّ العبَّاس قال : يا رسول الله ؛ إن فيها جِنَّاناً كثيرة.

ومنه حديث آخر : إنه نهى عن قتل الجِنَّان التي تكونُ في البيوت.

[جنه] : علي بن الحسين عليهما السلام ـ مدحه الفرزدق فقال :

في كَفِّهِ جُنَهيٌ رِيْحُهُ عَبِقٌ

مِنْ كَفِّ أَرْوَعَ في عِرْنِينِه شَمَمُ (١).

قال القُتَيْبي : الجُنَهِي : الخَيْزُران. ومعرفتي بهذه الكلمة عجيبة ، وذلك أنّ رجلاً من أصحاب الغريب سأَلني عنه فلم أعرفه ، فلما أخذتُ من الليل مَضْجعي أتاني آتٍ في المنام فقال لي : ألَا أَخْبَرتَه عن الجُنَهي؟ قلت : لم أعرفه. قال : هو الخيزران! فسألته شاهداً ، فقال : هدِيّة طرفنّه. في طبَقٍ مجَنَّة.

فهببتُ وأنا أكثِرُ التعجب ، فلم ألبث إلا يسيراً حتى سمعت من ينشد : في كَفِّه جُنَهِيٌ .. وكنت أعرفُه : في كفّه خيزران.

[جنب] : مجاهد رحمه الله ـ قال في قوله تعالى : (مَتاعاً لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ) [المائدة : ٩٦] ؛ أَجْنَابُ الناسِ كلهم.

هم الغُرباء ، الواحد جُنُب. قالت الخنساء :

ابكي أخاك لأَيْتَامٍ وأَرْملة

وابكي أخاك إذا جاورْتِ أَجْنَابا

[جنق] : الحجاج ـ نصَب على البيت مَنْجَنِيقين ووَكَل بهما جَانِقَيْنِ ، فقال أحد الجانِقَيْنِ عند رَمْيه :

خَطَّارَةٌ كالجملِ الفَنِيقِ

أَعْدَدتُها للمَسْجِد العَتِيق (٢).

الجانِق : الرَّامي بالمنجنيق ، وقد جَنَق يجْنِق.

وقال الشيخ أبو علي الفارسي : الميم في مَنْجَنِيق أَصل ، والنونُ التي تلي الميم زائدة ، فأما جَنَق ففيه بعض حروف المنجنيق ، وليس منه ؛ كقولهم : لأل وليس من اللؤلؤ ، والمَنْجَنِيق مؤنثة ، ولهذا قال : «خَطّارة» ، شبهها بالفحل ، ووصفها بما يُوصف به من الخطَران ، وهو تحريكه ذَنَبَه للصّيال أو للنُّزَاء.

__________________

(١) البيت في لسان العرب (جنه).

(٢) الرجز في لسان العرب (فهق).

٢٠٨

والفَنِيق : الفحل ، ويجمع على فُنُق وأَفْنَاق.

في الحديث ـ الجانِبُ المُسْتَغْزِرُ يُثَابُ مِنْ هِبَتِه.

الجانب : الغَريبُ.

والمستَغزِرُ ، من استغزر الرجل : إذا طلب أَكثرَ مما أَعْطَى.

والمراد أنّ الرجلَ الغريب إذا أهدى إليك شيئاً لتُكافِئه وتزيدَه فأَثِبْهُ من هديَّته وزِدْه.

لا جَنَبَ في (جل). جِنَابَ الْهضب في (نص). بالجَنْبة في (كس). [أَخِفُّوا] الجُنَن في (زن). ظَهْرَ المِجَنّ في (كل). جَنابَيْه في (قح).

الجيم مع الواو

[جور] (*) : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ قال له حَمَل بن مَالِك بن النابغة : إني كنتُ بين جارَتَيْنِ لي ، فضرَبَتْ إحداهما الأخرى بمِسْطَح ، فأَلْقَتْ جَنِيناً ميِّتاً وماتَتْ ؛ فقضى بدِية المقتولة على عَاقِلة القَاتِلة ، وجعل في الجنين غُرَّة عبداً أو أمَة.

كنَّوْا عن الضَّرَّة بالجارة تطيّراً من الضرر.

وحكي أنهم كانوا يكرهون أن يقولوا : ضَرّة ، ويقولون : إنها لا تذهب من رزقها بشيء.

ومنه حديثُ ابن عباس رضي الله عنهما : إنه كان ينامُ بين جَارَتَيْه.

المِسْطح : عمودُ الخباء ؛ لأنه يُسْطَح به ، أي يُمَد.

العاقلة : القرابة التي تَعْقل عن القاتل ؛ أي تُعْطي الدِّية من قِبَلِه.

غُرّة : أي رقيقاً أو مملوكاً ، ثم أبدلَ منه عبداً أو أمة. قال ابن أحمر :

إنْ نحن إلّا أُناس أهل سَائمةٍ

ما إنْ لَنَا دونها حَرْث ولا غُرَر

أي أَرِقَّاء. وقال آخر :

*كلُّ قَتيلٍ في كُلَيْبٍ غُرّه (١) *

أي هم كالمماليك في جَنْبِه ، وإنما قيل للرقيق غُرَّة ؛ لأنه غرةُ ما يملك : أي خَيْرُه وأفضله.

__________________

(*) [جور] : ومنه الحديث ويجير عليهم أدناهم. ومنه حديث الدعاء : كما تجير بين البحور. وفي حديث الميقات : وهو جور عن طريقنا. النهاية ١ / ٣١٣.

(١) عجزه :

حتى ينال القتل آل مره

٢٠٩

وقيل : أُطلق اسم الغرَّة وهي الوجه على الجملة ، كما قيل : رَقبة ورَأْس ، فكأنه قيل جعل فيه نسمةً عبداً أو أمَة.

وقيل : أراد الخِيار دون الرُّذال.

وعن أبي عَمْرو بن العلاء : لولا أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أراد بالغُرّة معنى لقال : في الجنين عبداً أو أمة ، ولكنه عَنى البياضَ ، ولا يُقْبَلُ في الدية إلا غلامٌ أبيض ، أَو جارية بيضاء.

[جول] (*) : قالت عائشة رضي الله عنها : كان إذا دخل علينا لَبس مِجْوَلاً.

هو ثوبُ يُثْنى ويُخَاطُ من أحَد شِقّيه ، ويُجْعَلُ له جيب يُلْبَسُ ويُجَالُ به في البيت.

[جوح] (*) : إن رجلاً قال له : يا رسول الله ؛ إنَّا قومٌ نتساءلُ أموالنا. فقال : يسألُ الرجلُ في الجَائحة والفَتْق ، فإذا استَغْنَى أو كَرَب استَعَفَّ.

الْجَائحة : اسم فاعلةٍ من جَاحَتْهُ تَجْوحه : إذا اسْتَأْصَلَتْه ، وهي المُصيبة العظيمة في المال التي تُهْلِكه.

ومنه حديثُه : إنه أمر بوضع الْجَوائح.

قيل : هي كل ما أَذْهب الثمرةَ أَوْ بَعْضها من أمرٍ سماوِيّ بغير جناية آدمي.

وتقديره بوَضْع ذوات الجوائح ، أي بوَضْع صَدَقات ذات الْجوائح ، فحُذف الاسمان ، ونظيره قوله :

*وناقتي النَّاجِي إليك بَريدها (١) *

قال أبو علي : أي ذو سَيْر بريدها.

الفَتْق : أن تقعَ الحربُ بين فريقين ، فتَقَعَ بينهم الدماء والجِراحات ؛ فيتحملها رجلٌ ليُصْلحَ بينهم ، فيسأل فيها حتى يؤدّيها.

وقيل : هو الجَدْب والشدّة.

كَرب : قَرُب من ذلك.

__________________

(*) [جول] : ومنه الحديث : فاجتالتهم الشياطين. ومنه الحديث : لما جالت الخيل أهوى إلى عنقي. ومنه الحديث : للباطل جولة ثم يضمحل. وفي حديث عمر للأحنف : ليس لك جُولُ. النهاية ١ / ٣١٧ ، ٣١٨.

(*) [جوح] : ومنه الحديث : أعاذكم الله من جوح الدهر. النهاية ١ / ٣١٢.

(١) صدره :

فدتك عراب اليوم أمي وخالتي

والبيت لمزرد أخو الشماخ يمدح عرابة الأوسي في لسان العرب (برد).

٢١٠

[جوف] (*) : قال صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : استحيوا من الله. ثم قال : الاستحياء من الله ألا تَنْسَوُا المقابر والبِلَى ، وألَّا تنسوا الجَوْف وما وَعَى ، وألَّا تَنْسَوُا الرأس وما احْتَوَى.

ما وعاه الجَوْف ، وهو داخل البطن : المأكولُ والمشروب.

وما احتواه الرأس : السَّمع والبَصَر واللسان.

والمعنى : الحثّ على الحلال من الرِّزق ، واستعمالُ هذه الجَوارح فيما رضي الله استعمالَها فيه.

[جوع] (*) : دخل صلى الله تعالى عليه وآله وسلم على عائشة رضي الله تعالى عنها ، وعندها رجلٌ ؛ فقالت : إنه أَخي من الرّضاعة. فقال : انْظُرْن ما إُخْوانكُنَّ ، فإنما الرَّضَاعة من المَجَاعَةِ.

هي الجوعُ ، وفي وزنها ومعناها المَخْمَصة.

والمعنى أنّ الرضاع إنما يعتبر إذا لم يُشْبع الرضيعَ من جُوعِه إلا اللَّبَنُ ، وذلك في الحَوْلين ، فأما رضاع مَنْ يُشبعه الطعامُ فلا.

[جوب] (*) : جاءه قوم حُفَاةٌ عُراةٌ مُجْتَابي النِّمار [أُزْراً بينهم] عامَّتُهم من مُضَر ؛ فتغيَّر وجهُ رسولِ الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم لِمَا رأى بهم من الفاقَة ، ثم حثّ على الصدقة.

أي مقتطعي النِّمار ؛ وهي أَكْسِيَةٌ من صُوفٍ ، واحدتها نَمِرة.

أُزْراً بينهم : انتصابه على الحال من الضمير في عُرَاة ، وجَعْلُه حالاً من قومٍ غير ضعيف لأنه موصوف.

[جوز] (*) : أتته امرأةٌ فقالت : إني رأيتُ في المنام كأنَ جَائِزَ بَيْتِي قد انكسر. فقال : خيرٌ! يَرُدُّ اللهُ غائِبك.

__________________

(*)]جوف[: ومنه في حديث خلق آدم عله السلام : فلما رآه أجوف عرف أنه خلق ل يتمالك ومنه حديث عمران : كان عمر أجوف جليدا ومنه الحديث : إن أخوف ما أخاف عنكم الأجوفان ومنه فحديث : في الجائلة ثلث الدية. وفي حديث الحج : أنه دخل البيت وأجاف الباب. ومنه الحديث : أجيفوا أبوابكم. النهاية ١ / ٣١٦ ، ٣١٧.

(*)] جوع [: ومنه في حديث صلة بن أشيم : وأنا سريع الاستجابة. النهاية ١ / ٣١٦.

(*)] جوب [: ومنه في حديث الاستسقاء : حتى صارت مثل الجوبة. وفي حديث لقمان بن عاد : جواب ليل سرمد. النهاية ١ / ٣١٠ ، ٣١١.

(*)] جوز [: ومنه الحديث : أجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم. ومنه حديث العباس : ألا أمنحك ألا أجيزك. والحديث : إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثث به أنفسها. ومنه الحديث : أسمع بكاء الصبي ـ

٢١١

فرجع زوجُها ثم غاب ورأَت مثل ذلك ، فلم تجد النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فوجدت أبا بكر فأخبرتْه ، فقال : يموتُ زوجك.

فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : هل قصصتِها عَلَى أَحد؟ قالت : نعم. قال : هُوَ كما قيل لك.

الجائز الذي توضع عليه أطرافُ العوارض ، وجمعه أجْوزَة وجُوزَان.

الضيافةُ ثلاثة أيام ، فما زاد فهو صَدَقة ، وجائزَتُه يَوْمَه وليلته ، ولا يَثْوِي عنده حتى يُحْرِجه.

الجائِزة من أجازه بكذا : إذا أَتحفه وأَلطفه ، كالفاضلة واحدة الفَواضِل ، من أفضل عليه.

يَثْوِي ـ من الثواء : وهو الإقامة.

الإِحْراج : التضييق.

والمعنى أنه يحتفل له في اليوم الأول ، ويقدِّم إليه ما حضَره في الثاني والثالث ، وهو فيما وراء ذلك متبرّع ، إن فعل فحَسنٌ وإلا فلا بأْس بهِ كالمتصدّق ، وعلى الضيف ألَّا يُطيل الإِقامة عنده حتى يُضيّقَ عليه.

[جوى] (*) : في الرهط العُرَنيّين : قَدِموا المدينة فاجتَوَوْها ، فقال : لو خرجتُم إلى إبِلنا فأصبتُم من أَبْوَالها وألْبانها ، ففعلوا فصحُّوا ، فمالوا على الرِّعاء فقتلوهم ، واستاقوا الإِبل ، وارتدّوا عن الإِسلام ، فبعث في طلبهم قَافَة ، فأُتيَ بهم فأمر فقُطِعت أيديهم وأرجلهم ، وسَمَّل أعينهم ـ وروي : وسَمر أعينهم.

قال أنس : فلقد رأيت أحدهم يَكْدِمُ الأرض بفِيه حتى ماتُوا عطشاً.

اجْتِوَاء المكان : خلافُ تنعّمه ، وهو ألَّا تَسْتَمرىء طعامه وشرابَه ولا يُوَافِقك.

القَافَة : جمع قائف ، وهو الذي يَقُوف الآثارَ ؛ أي يَقْفُوها.

سَمّل أَعينهم : أي فَقأها بحديدة مُحْمَاة أو غيرها.

وسَمَرها : أحمى لها مسامير فكحلهم بها.

الكَدْم : العضّ.

قيل : وقع الترخيص في إصابة بَوْل الإِبل للتداوي لهؤلاءِ خاصة ، وذلك في صَدْرِ

__________________

ـ فأتجوز في صلاتي. ومنه الحديث تجوزرا في الصلاة. ومنه حديث المسعى : لا تجيزوا البطحاء إلا شدا. النهاية ١ / ٣١٤ ، ٣١٥.

(*)] جوي [: ومنه في حديث يأجوج ومأجوج : فنجوى الأرض من نتنهم. النهاية ١ / ٣١٩.

٢١٢

الإِسلام ثم نُسِخ. وقيل : للمتداوي أن يصيبَه كأَكْلِ الميتة لكَسْرِ عادية الجوع.

وأما المُثْلة بهم فلأنَّهم كانوا مَثَلوا بِيَسَار مولى صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ، فقطَعُوا يدَه ورِجْله ، وغرزُوا الشوك في لسانه وعينيه ، فأُدخل المدينة ميّتاً ، فجازاهم لقوله تعالى : (فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ) [النحل : ١٢٦]. نزل في قَتْلى أُحُدٍ ومُثْلَة المشركين بهم وقولِ المسلمين عند ذلك : لئن أَظْهَرنا الله عليهم لنمثِّلن بهم أعظمَ مما مثَّلوا.

[جوب] : قال له رجلٌ : يا رسولَ الله ؛ أيُّ اللَّيْلِ أَجْوَبُ دَعْوَةً؟ قال : جَوْفُ الليلِ الْغَابر.

أَجْوَب : كأنه في التقدير من جَابَتِ الدَّعوةُ بوزن فَعُلَت كطالَتْ ، أي صارت مُسْتَجابة ، كقولهم في فقيرٍ وشديدٍ : كأنهما من فَقُر وشَدُد ؛ وليس ذلك بمستعمل.

ويجوز أن يكونَ من جُبْتُ الأَرْضَ : إذَا قَطَعْتَها بالسَّيْر ، على مَعْنَى أَمْضَى دَعْوَةً ، وأَنْفَذ إلى مَظَانِّ التّقبّل والإجابة.

[جون] (*) : عمر رضي الله عنه ـ لما قدم الشَّأْم أَقْبل على جَمَلٍ ، عليه جِلْدُ كَبْشٍ جَونيّ ، وزِمَامُه من خُلْبِ النخل.

الجَوْن : الأسود ، وقد يُقال للأحمر : جَوْن ، كما يقال له : أسود. قال في صفة الشّقشقة:

*في جَوْنَةٍ كَقَفَدَانِ العطَّارْ (١)

* والباء للمبالغة كقولهم : أحمري وأَسوديّ.

الخُلْب : اللِّيف.

[جوأ] : عليّ عليه السلام ـ لأن أَطَّلِي بجِوَاءِ قِدْر أحَبُّ إليّ مِنْ أطَّلِي بزعْفَران.

جِوَاء القدر : سَوَادها. وهو من قولهم : كَتِيبة جَأْواء.

العين همزة واللام واو. وأصله جِئاء ، إلا أنه استُثقلت همزتان بينهما ألِف ، فقلبت الأولى واواً كما في ذَوائب.

[جوز] : سأله رجل عن الوِتر ، فلم يردّ عليه شيئاً ، وقام من جَوْزِ الليل ليصلي ، وقد طَرَّتِ النجوم ، فقال : (وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ). أين السائلُ عن الوِتر؟ نِعْمَ ساعة الوِتْر هذه!.

جَوْز الليل : وسطه.

__________________

(*) [جون] : ومنه في حديث أنس : جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعليه بُردة جونية. النهاية ١ / ٣١٨.

(١) البيت في لسان العرب (جون) و (قفد).

٢١٣

طَرَّتِ النجوم : طلعت ـ وروي : طُرَّت : أي أضاءت ، من طَرَرْت السيفَ : إذا صقَلْتَه.

[جود] (*) : ابن مسعود رضي الله عنه ـ أقرضَ رجلاً دراهم ، فأتاه بها ، فقال حين قضَاه : إني قد تجوَّدْتُها لك من عطائي. فقال عبد الله : أذهَبْ بها فاخْلِطْها ثم ائْتِنَا بها من عُرْضها.

التجوُّد : تخيّر الأجود.

العُرْض : الجانب ؛ أي خُذْها من جانب من جوانبها من غير تخَيّر.

[جوف] : حُذَيفة رضي الله تعالى عنه ـ لقد تركَنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ونحن مُتوافرون ، وما منَّا أحدٌ لو فُتّش إلا فُتِّشَ عن جائفةٍ أو مُنَقِّلةٍ إلا عُمر وابن عُمر.

ضرب الجائفَةِ ـ وهي الطعنة الواصلةُ إلى الجوف ، والمُنَقِّلة : وهي التي يُنْقَلُ منها العظام ـ مثلاً للمعايب.

وفي معناه قول جابر : ما مِنّا أحد إلا وقد مالت به الدنيا إلا عمرَ وابنَ عمر.

[جوى] : سلمان رضي الله تعالى عنه ـ إن لكل امرىءٍ جَوَّانِيًّا وبَرَّانِيًّا ، فمن يُصْلِح جَوَّانيّه يصلح اللهُ بَرَّانِيه ، ومن يُفْسد جَوَّانيّه يُفْسد الله بَرّانيّه.

الجوّاني : نسبة إلى الجوّ ، وهو الباطنُ ، من قولهم : جَوّ البيت لِدَاخله.

والبرَّاني : إلى البر ، وهو الظاهر ، من قولهم للصحراء البارزة : بَرٌّ وبَرّيَّة ، وللباب الخارج : بَرَّاني. وزيادة الأَلف والنون للتأكيد.

والمعنى أن لكل امرىء سرًّا وشَأْناً باطناً وعلناً وشأناً ظاهراً.

[جوظ] : ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ـ ستَّةٌ لا يدخلون الجنة ، فذكر الجَوَّاظَ والجَعْثل والقَتَّات. فقيل له : ما الجَعْثَل؟ فقال : الفظّ الغليظ.

جاظَ الرجل جَوْظاً وجَوَظَاناً : إذا اخْتَال من سِمَنٍ وثِقَل في بَدنه. ومنه الجوَّاظ. وقيل : هو الجموع المَنُوع.

الجَعْثَل : مقلوب العَثْجَل ، وهو العظيم البَطْنِ.

القتَّات : النمَّام.

[جوز] : شُرَيح رحمه الله ـ خاصَم إليه محمدُ ابن الحنفية رحمه الله غلاماً لِزياد ، في

__________________

(*) [جرد] : ومنه حديث الصراط : ومنهم من يسر كأجاويد الخيل. ومنه الحديث : تركت أهل مكة رقد جيدوا. وفي حديث ابن سلام : وإذا أنا بجواد. النهاية ١ / ٣١٢ ، ٣١٣.

٢١٤

بِرْذَوْنةٍ باعها ، وكَفَل له الغلام ، فقال محمد : حِيلَ بيني وبين غَرِيمي ، واقتُضي مالي مسمًّى ، واقتُسِمَ مالُ غريمي دُوني.

فقال شُرَيح : إن كان مُجِيزاً كفل لك غَرِم ، وإن كان اقْتَضى لك مالك مُسَمًّى فأنت أحقُّ ، وإن كان الغرماءُ أخذوا مالَه دونك فهو بينكم بالحِصَص.

أراد بالمُجِيز : المأذونُ له في التجارة ؛ لأنه يجيزُ الشيءَ ، أي يُمضيه وينفّذه بسبب الإذْن له ، ويقال للوليّ والوصي : مُجِيز أيضاً.

ومنه حديثه الآخر : إذا باع المُجِيزان فالبيعُ للأوّل ، وإذا أَنكح المُجِيزان فالنِّكاحُ للأوَّل.

اقْتَضَى مالك مُسَمّى : أي إن تَقَاضاه وقَبَضه على اسمك وعلى أنه لكَ فأنتَ أحق به ، وإن كان الغرماء أخذوا المال دونك فأنتَ غريمٌ كبعضهم ، ولك فيه حصَّةٌ على قدْر مالك.

[جور] : عطاء رحمه الله ـ سُئِل عن المُجاوِر إذا ذَهب للخلاء أَيمرُّ تحت سَقْفٍ؟ قال: لا. قيل : أفيمرّ تحت قَبْوٍ مقْبُوّ من لَبِن أو حجارة ليس فيه عَتَب ولا خَشَب؟ قال : نعم.

المُجَاوِر : المعتكِف.

القَبْو : الطَّاقُ.

مَقْبوّ : مَعْقود. ومنه : كان يقال لضَمّ الحرف قَبْو ، وحَرْفٌ مَقْبُوٌّ.

العَتَب : الدَّرَج.

[جون] : الحجاج ـ أتى بدِرْع حديد ، فعُرضَت عليه في الشمس ، وكانت الدِّرع صافيةً ، فجعل لا يَرى صَفَاءَها ، فقال له الرجل ـ وكان فصيحاً : الشمسُ جَوْنة ـ وروي عرَضها عليه في الشمس ، فقال له الحجاج : الشَّمس جَوْنة.

أي نحِّها عن الشمس ، فقد قَهرت لَوْنَ الدرع.

والجَوْنة هنا : البيضاء الشَّديدة البياض ، والجَوْن من الأضدَاد.

وأَجِيفُوا في (خم). لم تَجُزْ عليه في (رح). المجيد في (ضم). جِيدُوا في (عذ). ذي المجاز في (عن). أَجُون في (قع). إلّا جَوْراً في (نط). جَوْلة في (وج). جَوْح الدهر في (عش). فَجَوْب في (فر). [فسرت إليه] جواداً في (ذر). قطعة الجائز في (رض). جُوّفوه في (قر). [ليس لك] جُول في (حد). أجواز الإبل في (ضح). [وتَسْتَجِيل في (صب)].

٢١٥

الجيم مع الهاء

[جهش] (*) : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ كان بالحدَيبية فأصابهم عَطَش ، قال : فَجَهَشْنَا إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم.

يقال : جَهَش إليه ، وأجهش : إذا فَزِع إليه ، كأنه يُريد البكاء فَزَعَ الصبيِّ إلى أبويه.

[جهد] (*) : بينا هو في مسيرٍ له نزل بأرضٍ جَهَادٍ ـ وروي : بينا هو يسير على أرض جُرُز مُجْدِبة مثل الأَيْم ، فقال للناس : احْطِبوا ، فتفرّق الناس فَجَاءٍ بعود ، وجاءٍ ببَعْرَة ، حتى رَكَمُوا ؛ فكان سَوَاداً ، فقال : هذا مِثْلُ ما تحقِرون من أعمالكم.

الْجَهادَ والجرُز بمعنى ، وهي التي لا نَباتَ بها ولا ماء.

الأَيْم : الحية ، شَبَّهَ به الأرض في مَلَاستها.

السَّوَاد : الشخص.

[جهر] (*) : عمر رضي الله تعالى عنه ـ إذا رأيناكُم جَهَرْناكم.

أي وجدناكم عِظَاماً في الأَعين معجبةً أجسامكم ، يقال : جَهَرني فلان : راعني بجِسْمِه وهيئته ؛ وجَهَرْته : رأيتُه كذلك.

[جهض] (*) : محمد بن مَسْلَمة رضي الله عنه ـ قصد يومَ أُحد رجلاً قال : فجَاهَضَني عنه أبو سُفْيان.

أي مانَعَني وعاجَلني بذلك. من قولهم : أَجْهضتُه عن كذا ، فإذا نحيَّته عنه بعَجَلة.

[جهل] (*) في الحديث : من اسْتَجْهَل مُؤمِناً فعليه إثمه.

أي حَمَله على الْجَهْل والسَّفَه بشيءٍ أغضبه به ، فأَخْرَجه من خُلُقِه.

فَجَهْجَأَه في (حش). أجهضوهم في (حو). لا تُجْهده في (دع). واجتهر في (سح).

أجهشت في (سا).

__________________

(*) [جهش] : ومنه ف حديث المولد : فأجهشت بالبكاء. النهاية ١ / ٣٢٢.

(*) [جهد] : ومنه الحديث : لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية. وفي حديث معاذ : أجتهد رأيي. ومنه حديث الصدقة : أي الصدقة أفضل؟ قال : جهد المقل. حديث الدعاء : أعوذ بك من جهد البلاء. النهاية ١ / ٣١٩ ، ٣٢٠.

(*) [جهر] : ومنه الحديث في صفته صلى الله عليه وآله وسلم : من رآة جهرة. ومنه حديث عائشة تصف أباها : أجتهر دفن الرواء. ومنه الحديث : كل أمتي معاقى إلا المجاهرين. ومنه الحديث : لا غيبة لفاسق ولا مجاهر. النهاية ١ / ٣٢٠ ، ٣٢١.

(*) [جهض] : ومنه الحديث : فأجهضرهم عن أثقالهم. النهاية ١ / ٣٢٢.

(*) [أجهل] : ومنه الحديث : إنكم لتجلهون ، وتبخلون ، وتجبنون. ومنه حديث الإفك : ولكن اجتهلته الحمية. النهاية ١ / ٣٢٢.

٢١٦

الجيم مع الياء

[جيض] : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ عن ابن عُمَر : بعثَ رسولُ الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم سَرِيَّة ، فلقُوا العدو ، فجاضَ المسلمون جَيْضَةً ، فأَتيتُ المدينة ، فقلنا : يا رسولَ الله ؛ نحن الفَرَّارُون ، فقال : بل أنتم العَكَّارون ، وأنا فِئَتكم ـ وروي : فحاص الناس حَيْصةً.

ومعنى الكلمتين واحد هو الْحَيْدُودة حَذَراً.

العَكَّار : الكَرَّار. ذهب في قوله : أنا فئتكم إلى قوله تعالى : (أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ) [الأنفال : ١٦]. يُمَهّد بذلك عُذْرهم في الفِرَار.

[جيش] (*) : البَرَاء بن مالك رضي الله عنه ـ شهدتُ المدينة فكَفُّونا أوَّل النهار ، فرجعت من العَشِيّ فوجدتهم في حَائِط ، فكأنَّ نفسي جَاشَتْ ؛ فقلت : لا وَأَلْتُ ، أَفِراراً من أوَّل النهار ، وجُبْنا آخره! فانْقحمتُ عليهم.

جاشت : ارتفعت ، من الارْتياع وغَلَتْ.

وأَلْتُ : نجَوْتُ.

فجاش في (خب). جَيْشَات في (دح). الجِيّة في (مخ). فتَجَيَّشت في (حي).

[آخر الجيم ولله الحمد والمنة]

__________________

(*) [جش] : ومنه ف حدث الحدبية : فما زال يجيش لهم بأمري. ومنه حديث الاستسقاء : وما ينزل حتى بجيش كل ميزاب. ومنه حديث علي في صفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم : دامغ جشات الآباطيل. وفي حديث عامر بن فهيرة : فاستجاش عليهم عامر بم طفيل. النهاية ١ / ٣٢٤.

٢١٧

حرف الحاء

الحاء مع الباء

[حبل] (*) : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ نهى عن بيع حَبَل الحَبَلة.

الحَبَل : مصدر سُمِّي به المحمول ، كما سمي بالحَمْل ؛ وإنما أدخلت عليه التاء للإِشعار بمعنى الأنوثة فيه ؛ لأنّ معناه أن يبيعَ ما سوف يَحْمِله الجنين الذي في بَطْنِ الناقة ، على تقدير أَنْ يكون أُنْثى ، وإنما نهى عنه لأَنه غَرَر.

[حبر] (*) : يخرج من النار رجلٌ قد ذهب حَبْره وسَبْره.

الحَبْر : أثر الحُسْن والبَهاء ، من حَبَرْتُ الشيءَ وحَبَّرته.

والسَّبِرْ : ما عُرِف من هيئته وشَارته ، من السَّبْر ؛ وهو تَعرّف الشيء.

عن أبي عَمْرو بن العلاء : أتيتُ حيّاً من أَحياء العرب ، فلما تكلّمتُ قال بعضُ من حضر : أمّا اللسان فبدوي ، وأما السّبْر فحضَري ـ وقد رُوِي فيهما الفتح.

[احبنطى] : قال في السِّقْط : يظل مُحْبَنْطِياً على باب الجنَّة.

احْبَنْطَيت : من حَبِط ، إذا انتفخ بَطْنُه ، كاسْلَنْقَيت من سَلقه : إذا ألقاه على ظهره ، والنون والياء زائدتان.

__________________

(*) [حبل] : ومنه ف صقة القرآن : کتاب الله حبل ممدود ف السماء إلى الأرض ومنه حديث ابن مسعود : عليكم بحبل الله. وفي حديث الدعاء : يا ذا الحبل الشديد. ومنه حديث الأقرع والأربرص والأعمى : أنا رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري. وفي حديث عروة بن مضرس : أنيتك من جيلي طيء ما تركت من حبل إلا وقعت عليه. ومنه الحديث : وجعل حبل المشاة بين يديه. وفي حديث أبي قتادة : فضربته على حبل عاتقه. وفي حديث قيس بن عاصم : يغدو الناس بحبالهم. وفي صفة الجنة : فإذا فيها حبائل اللؤلو. ومنه الحديث : النساء حبائل الشيطان. ومنه حديث ابن ذي بزن : وينصبون له الحبائل. وفي حديث قتادة في صفة الدجال : أنه محبل الشعر. النهاية ١ / ٣٣٢ ، ٣٣٣ ، ٣٣٤ ، ٣٣٥.

(*) [حبر] : ومنه في ذكر أهل الجنة : فرأى ما فيها من الحبرة والسرور. ومنه حديث أبي ذر : الحمدلله الذي أطعمنا الخمير ، ألبسنا الحبير. النهاية ١ / ٣٢٧ ، ٣٢٨.

٢١٨

والمعنى أنه يَظَلُّ منتفخاً من الغَضَب والضّجَر ـ وقد روي مهموزاً.

[حبك] : في صفة الدجَّال : رَأْسُه حُبُك.

الحُبُك : هي الطَّرَائق ، واحدُها حِباك أو حَبيك ، أو هو جمع حَبيكة.

ومنه حديث قتادة رحمه الله : الدَّجالُ قَصْد (١) من الرِّجال ، أجْلَى الجَبِين ، بَرَّاق الثنايا ، مُحَبَّك الشَّعَر ـ وروي : مَحَبَّل.

أي كلُّ قرن من قرونه حَبْل ، لأنَّهُ جَعله تَقَاصِيب (٢).

[حبل] : إنّ الأَنصار لما أَرَادُوا أَنْ يُبَايِعُوه قال أَبو الهيثم بن التَّيِّهَان : يا رسولَ اللهِ ؛ إنَّ بيننا وبينَ القوم حِبَالاً ، ونحن قاطِعُوها ؛ فنخشى إِنَّ اللهَ أعزَّكَ وأَظْهَرَك أنْ ترجعَ إلى قَومك.

فتبسَّم رسولُ الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ، ثم قال : بل الدَّمُ الدَّمُ ، والهَدْمُ الهَدْم ـ وروي : بل اللَّدَم اللَّدَم ، والْهَدَم الْهَدَم ، أَنَا منكم وأنتم منِّي ، أُحارب من حاربتُم ، وأسالم من سالمتم.

الحِبال : العهود.

والهَدْم بالسكون : أن يُهْدَم دَمُ القتيل ، أي يُهْدَر ، يقال : دماؤهم هَدْم بينهم.

والمعنى دَمُكم دَمِي وهَدْمُكم هَدْمِي ، يريد إنْ طُلِب دمُكم فقد طُلِبَ دَمي ، وإن أُهْدِرَ فقد أُهْدِر دَمي لاستحكام الألفة.

وأما اللَّدَم : فهي الحُرَم ، جمع لَادِم ، لأنهن يلْتَدِمن (٣) على صاحبهن إذا هلك.

والْهَدَم : المنزل ، وهو فَعَل بمعنى مفعول ، لأنه يُهْدَم ؛ أي حُرَمي حُرَمكم ، ومنزلي منزلكم.

وقيل : المراد بالهَدَم : القَبْر ، أي وأُقْبَر حيث تُقْبَرون ؛ كقوله صلى الله عليه وآله وسلم لهم : المَحْيَا مَحْيَاكم ، والمَمَات مَمَاتُكم.

[حبن] (*) : إنّ رَجُلاً أَحْبَن أَصابَ امْرَأَةً ، فسُئِل ، فاعْترف ، فأَمر به فجُلِد بأُثْكُول النَّخْل ـ وروي : بإثْكال النَّخْل.

__________________

(١) القصد من الرجال : الذي ليس بجسيم ولا بقصير.

(٢) القصبة (بسكون الصاد) : خصلة من الشعر تلتوي.

(٣) الالتدام : ضرب النساء صدورهن في النياحة.

(*) [حبن] : ومنه حديث عروة : إن وفد أهل النار يرجعون زبّاً حبناً. وفي حديث عقبة : أتموا الصلاة ، ولا تصلوا صلاة أم حبين. وفي حديث ابن عباس : أنه رخص في دم الحبون. ومنه الحديث : الاحتباء حيطان العرب. ومنه الحديث : أنه نهى عن الحبوة يوم الجمعة والإمام يخطب. وفي حديث سعد : نَبَطيٌّ في حبوته. النهاية ١ / ٣٣٥ ، ٣٣٦.

٢١٩

الأَحْبَن : الذي به حَبن وهو السِّقْي.

وعن الأصمعي : إنَّ رجلاً تجشَّأَ في مجلس ، فقال له رجل : أَدَعوتَ على هذا الطعام أحداً؟ قال : لا. قال : فجَعَلَه الله حَبنَاً وقُدَاداً.

الأُثْكُول والإِثْكال : الشِّمْرَاخ.

[حبس] (*) : الخيل ثلاثة : أَجْر ، وَسِتْر ، ووِزر ؛ فأما الذي له الأجر فرجلٌ حَبَس خيلاً في سبيل اللهِ فما سنَّتْ له شَرَفاً إلا كان له أَجْر. ورجلٌ استعفَّ وركِبها ولم يَنْسَ حقّ الله فيها ، فذلك الذي له سِتْر. ورجلٌ حَبس خيلاً فخراً ونِواءً على أهل الإِسلام ، فذلك الذي عليه الوزْر.

حَبَس فرساً في سبيل الله وأَحْبَس : إذا وقَفَه ، فهو حَبِيس ومُحْبِس.

سَنَّت : من سنَّ الفرسُ إذا لجَّ في عَدْوِه.

والشَّرَف : الطَّلق ، يقال : عَدَا شَرَفاً.

النِّوَاء : المناوأة ، وهي المناهَضة في المباهاة. قال :

بَلَّتْ يَداه في النِّواء بفارسٍ

لا طَائِشٍ رَعِشٍ ولا وَقَّافِ

[حبب] (*) : إن رجلاً كان اسمه الحُبَاب ، فسمَّاه عبد الله. وقال : إن الحُبَاب اسمُ شَيْطان.

اشترك الشيطان والحيَّة في الحُبَاب ، كما اشتركا في الشيطان والجانّ وأبي قِتْرة (١).

[حبل] : في قصة بدر : إنَّ رجلاً من غِفَار قال : أَقْبَلتُ وابنَ عمٍّ لي حتى صعدنا على حَبْل ، ونحن مُشْرِكان على إحْدَى عُجْمَتَي بَدْرٍ ـ العُجْمَةِ الشامية ـ ننتَطْر الوَقْعةَ.

الحَبْل : الممتد من الرَّمْل.

والعُجْمَة : المتراكم منه المشرف على ما حَوْلَه.

[حبس] : قال لعمر رضي الله عنه في نَخْلٍ له أَرَاد أن يتقرَّب به صَدَقة إلى الله : حَبِّس الأَصْل ، وسَبِّل الثَّمَرة.

__________________

(*) [حبس] : ومنه في حديث الزكاة : إن خالداً جعل أدراعه وأعتده حبساً في سبيل الله. ومنه الحديث : ذلك حبيس في سبيل الله. وفي حديث طهفة : لا يُحبس دَرُّكم. وفي حديث الحديبية : ولكن حبسها حابس الفيل. وفي حديث الفتح : أنه بعث أبا عبيدة على الحُبُس. النهاية ١ / ٣٢٨ ، ٣٢٩.

(*) [حبب] : ومنه في صفته صلى الله عليه وسلم : ويَفْتَرُّ عن مثل حب الغمام. وفي حديث فاطمة : قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عائشة : إنها حِبَّة أبيك. النهاية ١ / ٣٢٧.

(١) أبو قترة : كنية إبليس.

٢٢٠