الفائق في غريب الحديث - ج ١

جار الله محمود بن عمر الزمخشري

الفائق في غريب الحديث - ج ١

المؤلف:

جار الله محمود بن عمر الزمخشري


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤١٥

طالق. قال : هو كما قال. قلت : إن عِكْرمة يزعم أن الطَّلاقَ بعد النكاح. قال : جَرْمز مَوْلى ابن عباس.

أي حادَ عن الصواب ، ونكص.

الحسن رحمه الله تعالى ـ قال عيسى بن عمر : أقبلتُ مُجْرَنْمِزاً حتى اقْعَنْبَيْتُ (١) بين يديه ، فقلت : يا أبا سعيد ؛ ما قولُ الله : (وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ) [ق : ١٠]؟ قال : هو الطِّبِّيع في كُفرَّاه.

أي مُتَقَبِّضاً.

اقْعَنْبَيت : استوفزتُ جاعلاً يديّ على الأرض.

الطِّبِّيع : لبّ الطَّلع ، سُمّي لامتلائه ، من قولك : هذا طِبع الإِناء ؛ أي ملؤه ، وطَبَّعَ القربةَ.

والكُفُرّى : قِشْرُ الطلع.

[جرح] (*) : عبد الملك ـ قال في خطبته : وقد وعَظْتُكم فلم تزدادوا على الموعظة إِلّا اسْتِجْرَاحاً.

هو استفعال من الْجَرْح ؛ وهو الطعن على الرجل وردّ شهادته ؛ أي لم تزدادوا إلا فساداً تستحقُّون به أن يُطْعن عليكم ، كما يُفْعَل بالشاهد.

ومنه قول ابن عَوْن رحمه الله : اسْتَجْرَحَتْ هذه الأَحَاديث.

أي كثُرَت حتى دَعَتْ أهلَ العلم إلى جَرْح بَعْضها.

ولا يستَجْرِينكم في (جف). بيده جريدة في (زو). جَرَدِية في (ري). مُجَرَّسة في (سر). جُرْداً في (سق). في موضع الجَرِير في (غف). من الجريمة في (عذ). المتجرّد في (شذ). وجُرْثمتها في (بر). جراثيم العَرَب في (رك). حارّ جارّ في (شب). جرنَهُمَا في (صر). اجرد في (قع). وأَجرٍ في (قن). ولا يَجُرّ عليه في (هض). جَرَّسَتْك الدهور في (حن). ولم تُجَرد في (سر). ثم جَرْجم في (لو). ثم يُجَرْجرُ في (كو). جُرُزاً في (دو). على جِرَّته في (حن). بجريعة الذقَن في (كف). بجَرِيرة حلفائك في (عض). جراثيم في (رف).

__________________

(١) الأقعنباء : الجلوس.

(*): [جرح] : ومنه الحديث : العجماء جرحها جبار. ومنه حديث بعض التابعين : كثرت هذه الأحاديث واستجرحت. النهاية ١ / ٢٥٥.

١٨١

الجيم مع الزاي

[جزأ] (*) : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ قال لأبي بُرْدَة بن نِيَار في الْجَذَعة التي أَمَره أن يُضَحِّي بها : ولا تَجْزِي عن أحدٍ بعدك.

أي لا تُؤَدِّي عنه الوَاجبَ ولا تَقْضِيه ، من قوله تعالى : (لا) تَجْزِي (نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً*) [البقرة : ٢٨]. وإنما وضع الجزاءَ موضعَ الأداء ؛ لأن مُكافأة الصنيع كقضاءِ الحقّ.

[جزر] (*) : أَمَر بإخْراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب.

قال الأَصْمَعي : هي من أقصى عَدَنِ أَبَين إلى رِيفِ العراق في الطول. وأما العَرْضُ فمن جُدَّة وما وَالاها مِنْ ساحل البَحْرِ إلى أطراف الشام. وقيل : ما بين حَفَر أبي موسى إلى أَقْصى اليمن في الطّول.

وأما العَرْض فما بين رَمْل يَبْرِين إلى مُنْقَطَع السَّماوَة.

وقيل : سُمِّيت جزيرة ؛ لأن البحرين : بَحْرَ فارس وبَحْرَ الحبش ، والرَّافِدَايْنِ قد أحاطت بها.

[جزأ] : قال عليّ رضي الله تعالى عنه في وصف دُخوله صلى الله عليه وآله وسلم : كان دُخوله لنفسه ، مَأذُونٌ له في ذلك ، فكان إذا أوى إلى منزله جزَّأَ دخوله ثلاثة أجزاء : جزءاً لله ، وجزءاً لأهله ، وجزءاً لنفسه. ثم جزَّأ جُزْأَهُ بينه وبين الناس ، فيردُّ ذلك بالخاصَّة على العامّة ، ولا يدَّخر عنهم شيئاً.

يريدُ أنَّ العامةَ كانت لا تَصِل إليه في منزله ، ولكنه كان يُوَصِّل إليها حظَّها من ذلك الجزء بالخاصَّة التي تَصِل إليه فتُوصِله إلى العامَّة.

لنفسه : مِنْ صلة الدخول.

ومأْذون : خبر مبتدأ محذوف ، والجملة في موضع خبر كان ؛ ويجوز أن يَسْتَتِرَ في كان ضميرُ الشَّأْن ، ويرتفع الدخول بالابتداء ومأْذون خبره ، ويجوز أن يكونَ لنفسه خبر كان ، ومأذون خبر مبتدأ محذوف ، والجملةُ لا محلّ لها ؛ لأنها بدل عن قوله كانَ دخولُه لنفسه.

__________________

(*): [جزا] : ومنه الحديث : الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة. ومنه : أنه صلى الله عليه وآله وسلم آتى بقناع جزء. النهاية ١ / ٢٦٥ ، ٢٦٦.

(*): [جزر] : ومنه الحديث : أنه بعث فمروا بأعرابي له غثم ، فقالوا : أجزرنا. ومنه حديث الضحية : فإنما هي جزيرة أطعمها أهلها. وفي حديث الزكاة : لا تاخذوا من جزرات أموال الناس. وفيه : أنه نهى عن الصلاة في المجزرة والمقبرة. ومنه حديث عمر : اتقوا هذه المجاوز. وفي حديث الضحية : لا أعطى منها شيئاً في جزارتها. وفي حديث جابر : ما جزر عنه البحر فكل. ومنه الحديث : ان الشيطان بئس أنن يعبد في جزيرة العرب. النهاية ١ / ٢٦٧ ، ٢٦٨.

١٨٢

[جزع] (*) : وقف على وادي مُحَسِّر ، فقَرَع رَاحِلته ، فَخَبَّتْ حتى جَزَعه.

أَي قطعه عَرْضاً ، ومنه جزْع الوادي.

[جزل] (*) : ذكر خروج الدجَّال وأنه يدعو رجلاً ممتلئاً شابّاً ، فيضربُه بالسيف فيَقْطَعه جِزْلَتَينِ ، رَمْيَةَ الغَرَض ، ثم يدعوه فيُقْبِلُ يتهلّلُ وجهه يَضْحَك.

أي قِطعتين ، يقال : ضرب الصيدَ فجَزَله جِزْلَتَيْن : إذا قطعه باثْنَتَيْن.

رَمْيَةَ الغَرَض : يريد أن بُعْدَ ما بين القِطعتين رَمْيَة غَرض ، وتقدير الكلام كأنه قال : فيفصلُ بين نصفيه فَصْلاً مثل رَمْيَة الغَرَضِ ؛ لأنه معنى قوله : فيقطعه جزْلتين ، أو فيفصل بين نِصفيه واحد.

[جزر] : قال : لا يحلُّ لأَحدٍ منكم مِنْ مال أخيه شيء إلا بطِيب نفسه. فقال له عَمْرو بن يَثْرِبي : يا رسول الله ؛ أرأيتَ إن لقيتُ غنمَ ابنِ عَمِّي أَجْتَزِرُ منها شاةً؟ فقال : إن لقيتَها نعجة تَحْملُ شَفْرة وزِناداً بخَبْتِ الْجَمِيش فلا تَهجها.

اجتزارُ الشاة : اتخاذها جَزَرَة ، وهي من الغنم كالجَزُور من الإِبل.

خَبْت : عَلَمٌ لصحراء بين مكة والحجاز. قال [جُنْدُب] :

زَعَم العواذِلُ أن ناقة جُنْدُب

بُجَبُوبِ خَبْتٍ عُرِّيت وأجمَّت

وامتِناعُ صَرْفها للتأنيث والعلَمية ، ويجوز أن تُصْرَف لسكون الوسط.

والجَمِيش : صفة لها ، فعيل بمعنى مفعولة ، من الْجَمش وهو الحلق ، كأنها حُلِق نباتها.

ويجوز أن تُضَاف خَبْت إلى الجميش. والجمَيش : النبات.

والمعنى : إنك إن ظفرتَ بشاة ابن عمك ، وهي حاملة ما تحتاج إليه في ذَبحها واتخاذها من سكّين ومِقْدحة ، وأنت مُقْوٍ في أَرْضِ قَفْرٍ فلا تتعَرَّض لها.

عمر رضي الله عنه ـ أَتَاهُ رجلٌ بالمُصَلَّى عامَ الرَّمادة مِن مُزَيْنَة ، فشكا إليه سُوءَ الحال ، وإشرافَ عِياله على الهلاك ؛ فأَعْطاه ثلاثة أَنيابِ جزَائر ، وجعل عليهن غرائر ، فيهنَّ رِزَمٌ من دقيق ، ثم قال له : سِرْ فإذا قدمت فانْحَر ناقةً فأَطْعِمْهم بوَدَكها ودقيقها ونَوِّز. فلبثَ حيناً ، ثم إذا هو بالشَّيخ المُزَنيّ فسأله فقال : فعلتُ ما أمرتَني به ، وأتى اللهُ بالحَيَا ، فبِعْتُ ناقتين ، واشتريتُ للْعِيال صُبَّةً من الغم فهي ترُوح عليهم.

__________________

(*): [جزع] : ومنه حديث مسيرة إلى بدر : ثم جزع الصفراه. ومنه حديث المقداد : أتاني الشيطان فقال ان محمدا يأتي الأنصار فيتحفونه ، ما به حاجة إلى هذه الجريمة. وفي حديث عائشة : انقطع عقد لها من جزع ظفار. النهاية ١ / ٢٦٩.

(*): [جزل] : ومنه حديث خالد: لما انتهى الى العزى ليقطعها فجزلها بائتين. وفي حديث موعظة النساء :

١٨٣

الجَزائر : جمع جَزُور ، وهي الناقة قبل أن تُنْحَر ، فإذا نحرت فهي جزُور ـ بالضم.

الرِّزْمة من الدقيق : نحو ثلث الغِرَارة ورُبعها ، وهي من رَزَم الشيءَ : إذا جمعه ، كالقِطْعَة والصِّرْمة من قطع وصَرم ، ويقال أيضاً للثياب المجموعة وبقيّة التمر في الْجُلّة : رِزْمَة.

نَوِّزْ : قَلِّل ـ عن شَمِرٍ.

الْحَيَا : الخصب ، ولامُه ياءٌ ، وهو من الحياة.

الصُّبَّة : ما بين العَشْر إلى الأربعين.

تسمية الناقة المسنّة بالنابِ لطول نابها ، كما يُسَمَّى الطَّلِيعة عيناً ؛ والناب مذكَّر ، فلُوحِظ الأصل حيث قيل : ثلاثة أنياب على التذكير ، كما قالوا في تصغيرها : نُيَيْب لذلك.

[جزى] (*) : ابن مسعود رضي الله عنه ـ اشترى من دُهْقَان أرضاً على أَنْ يَكْفِيَه جِزْيَتَها.

الْجِزْيَة : الخَرَاج الذي ضُرِب على الكفّار جزاؤه ؛ أي أداؤه ، فاستُعيرت لخِرَاج الأَرْضِ المحتوم أداؤه.

والمعنى أنه شرط عليه أن يؤدّي عنه الخراجَ في السنة التي وقع فيها البَيْع.

[جزع] : أبو هُريرة رضي الله عنه ـ كان يُسَبِّحُ بالنَّوَى المجَزَّعِ. ـ وروي بالكسر.

قيل : هو الذي حُكّ بعضه حتى ابيضَّ ، وتُرِك الباقي على لونه ، فصار على لَوْن الْجَزْع ، وكل ما اجتمَع فيه سَوَاد وبياض فهو مجزَّع. ومنه : جَزَّع البُسْر ، إذا أرطَبَ إلى نِصْفِه.

والمعنى أنه اتخذ سُبْحَة من النَّوى يسبِّح بها.

[جزر] : خَوَّات رضي الله عنه ـ خرجت زمن الخَنْدق عَيْناً إلى بني قُرَيظة ، فلما دنوتُ من القوم كَمَنْتُ ورَمَقْت الحصونَ ساعةً ، ثم ذَهَبَ بي النومُ فلم أشعر إلّا برجل قد احْتَملني ، فلما رَقِي بي إلى حُصُونهم قال لصاحب له : أَبْشِر بجَزَرَةٍ سمينة ، فتناوَمْت ، فلما شُغِل عني انتزعتُ مِغْولاً كان في وَسَطه ، فوَجَأْت به كَبده ، فوقَع ميِّتاً.

هي الشاة المعدّة للجَزْر ؛ أي الذبح.

المِغْوَل : شبه الخَنْجر يشدّه الفاتك على وسَطَه للاغتيال.

__________________

ـ قالت أمراة منهن جزلة. ومنه الحديث : اجمعوا لي حظيا جزلا. النهاية ١ / ٢٧٠.

(*) : [جزى] : [جزا] : ومنه حديث عمر : اذا أجزيت الماء على الماء جزى عنك. ومنه الحديث : الصوم لي وانا اجزى به. ومنه الحديث : من أخذ أرضا بجزيتها. النهاية ١ / ٢٧٠ ، ٧١.

١٨٤

[جزّ] (*) : قتادة رحمه الله ـ قال في اليتيم : تكونُ له الماشيةُ يقومُ وَليُّه على صلاحها وعلاجها ، ويُصيب من جِزَزِها ورِسْلها وعَوَارضها.

جمع جِزَّة ، وهي ما جُزّ من صوفِ الشَّاةِ. يقال : أعطني جِزَّةً أو جِزَّتَيْن ، أي صُوفَ شاةٍ أو شاتين ؛ وفلان عاضٌّ على جِزَّةٍ : إذا كان عظيم اللّحْيَة.

الرِّسل : اللّبن.

العَوَارِض : جمع عارض ، وهو ما عَرضَ له داءٌ فذُكِّي. يقال : بنو فلان يأكلون العَوَارض.

[جزم] : النَّخَعي رحمه الله ـ التكْبِير جَزْمٌ ، والقراءة جَزْمٌ ، والتَّسليم جَزْم.

الْجَزْمُ : القطع ، ومنه قيل لضَرْبٍ من الكتابة : جزم ؛ لأنه جُزِم عن المُسْنَد ، وهو خَطُّ حِمْير ، أي قُطِع عنه وأُخذ منه.

والمعنى الإِمساك عن إشباع الحرَكات ، والتعمّق فيها ، وقطعها أصلاً في مواضع الوَقْف ، والإِضراب عن الهمز المُفْرِط ، والمدِّ الفاحش ، وأن يَخْتلس الحركة ، ويَعمل على طلب الاسترسال والتسهُّل في الجملة ، وعلى وَتيرةِ قول الأصمعي : إن العرب تَزُوفُ على الإِعْرَاب ولا تَعَمَّقُ فيه.

[جزر] : الحجاج ـ قال لأَنس بن مالك : والله لأقلعنَّك قَلْع الصَّمْغَة ، ولأَجْزُرَنَّكَ جَزْرَ الضَّرَب ، ولأَعْصبنَّك عَصْبَ السَّلَمة. فقال أنس : مَنْ يَعْني الأمير؟ قال : إياك! أَصمّ الله صَدَاك.

فكتب أنَس بذلك إلى عبدِ الملك. فكتب إلى الحجاج : يا بنَ المُسْتَفْرِمَة بحَبِّ الزَّبِيبِ ؛ لقد هممتُ أن أَرْكُلك رَكْلةً تَهْوِي منها إلى نارِ جهم ، قاتلَك الله أُخَيْفِش العينين ، أَصكَّ الرجلين ، أسودَ الجَاعِرتين.

جزْرُ الْعَسَلِ : انتِزاعُه من الخليّة وقطعه عنها ، ومنه جَزَرَ النَّخْل : إذا أفسده بقَطْعِ ليفه وشَحْمه.

والضَّرَب : العسل الأبيض الغليظ ، وقد اسْتَضْرَب ، وهو يَسْهُل على العامل استقصاءُ شَوْرِه ، بخِلاف الرقيق فإنه يَنْمَاعُ ويسيل ، ولو رُوِي الصَّرَب ـ بالصاد ـ وهو الصَّمْغُ الأحمر ـ لجادَتْ رِوَايته.

عَصْب السَّلَمة : ضمُّ أَغْصَانها بحبل ثم ضَرْبُها حتى يسْقط ورقها.

أصمَ الله صدَاك : أي أهلكك حتى لا يكونَ لك صوتٌ يسمعه الصّدَى فيجيبه.

__________________

(*) : [جز] : ومنه في حديث ابن رواحة : انا الى جزاز النخل. ومنه حديث حماد في الصوم : وان دخل حلقك جزة فلا يضرك. النهاية ١ / ٢٦٨.

١٨٥

المُسْتَفْرِمَة : من الفَرْم والفَرْمَة ، وهو شيء كانتِ البغايا يتَّخِذْنَه من عَجَم الزَّبيب ومن الأشياء العَفِصة للتَّضْييق ، وهو التَّفْرِيم والتَّقْرِيبُ ، ومنه قول امرىء القيس يصف خيلاً :

*مُسْتَفْرِمَات بالحصَى جَوَافِلا (١) *

الرَّكْلَة : الرَّفْسة بالرجل. ومنها : مَرْكَلا الفرس لموقعي رِجلي الفارسِ من جَنبيه.

الجاعِرتَان : حيث يَضْرِب الفرس أو الحمار بذَنَبه من فخذيه.

[جزا] : ابن عمير رضي الله عنهما ـ إِن رجلاً كان يُدَاينُ الناسَ وكان له كاتب ومتجازٍ ، فكان يقول : إِذا رأيتَ الرجل مُعْسِراً فأَنْظِره ، فغفرَ الله له.

أهل المدينة يسمون المُتقَاضي المُتَجازي ، ويقولون : أمرتُ فلاناً يَتَجازَى دَيْنِي على فلان.

أَجِزْرنَا في (عز). فَتَجزَّعُوها في (مل). فجزَّلها في (كن). فليَجْزِ في (عر). من جُزْئه في (حي). بقِناح جَزْءٍ في (قن).

الجيم مع السين

[جسس] (*) : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ إياكم والظنَّ ، فإن الظنَّ أكذبُ الحديث ، (وَلا) تَجَسَّسُوا ، ولا تحسَّسُوا.

هو بالجيم : تعرُّف الخبر بتلطّف ونِيقة ، ومنه الجاسوس ، وجسّ الطبيب اليَد ، وبالحاء : تطلّب الشيء بجاسَّة كالتسمُّع على القوم.

[جسر] : الشعبيَّ رحمه الله :

اجْسُرْ جَسارُ سَمَّيْتُكَ الْ

فَشْفاشَ إنْ لَمْ تَقْطَعِ.

جسَّار : فعَّال من الجَسارة ، يعني سيفه ، جعله عَلماً له.

والفَشْفَاش : المتنفج الكذاب ، وفشفش : أفْرَطَ في الكَذِب ، وأصله فَشْفَشَة الوَطْب ، وهي فشّه.

نَوْف رحمه الله تعالى ـ ذكر عُوجاً وقَتْل موسى له ، قال : فوقع على نيل مصر فجسَرَهم سَنَةً.

__________________

(١) صدره :

يحملنا والأسل التواهلا

والبيت في ديوان امرىء القيس ص ١٣٤.

(*) [جسس] : ومنه حديث تميم الداري : أنا الجسّاسة. النهاية ١ / ٢٧٢.

١٨٦

أي اعترض على النّيل ، فعَقَد لهم من شَخْصه جَسْراً ، من جَسر الجسر. إذا عَقَده ، والأصل فجسر لهم ، فحُذِف الجارّ وأوصل الفعل كقوله :

*ولقد جنيتُك أكْمُؤَاً وعَسَاقِلا (١) *

ومنه قول ذي الرمة :

فلا وَصْلَ إلا أن تُقَارِب بيننا

قَلَائصُ يَجْسُرنَ الفَلَاة بنا جَسْرا

الجَسّاسة في (زو). جُسَاماً في (قح). الجَاسِد في (شن).

الجيم مع الشين

[جشش] (*) : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ أَوْلَم عَلَى بَعْضِ نِسَائِه بجَشِيشَةٍ.

هي الْحِنطَةُ المجشُوشَة تُطْبَخُ بلَحْم أَوْ تمْرٍ.

[جشب] (*) : عمر رضي الله عنه ـ قال حفص بن أبي العاص : كنا نأْكل عند عُمَر وكان يَجيئُنا بطعام جَشِبٍ غَليظ ، فكان يأكل ويقول : كلُوا فكنا نُعَذّر.

الجَشِب : الغليظ الخَشن ، وقد جَشُب جَشَابَة. ومنه :

*تُولِيكَ كَشْحاً لَطيفاً لَيْسَ مِجْشَابَا (٢) *

التّعذير : التقصير مع طلب إقامة العُذْر.

__________________

(١) عجزه :

ولقد نهيتك عن بنات الاربر

والبيت من الكامل ، وهو بلا نسبة في الاشتقاق ص ٤٠٢ ، والإنصاف ١ / ٣١٩ ، وأوضح المسالك ١ / ١٨٠ ، وتخليص الشواهد ص ١٦٧ ، وجمهرة اللغة ص ٣٣١ ، والخصائص ٣ / ٥٨ ، ورصف المباني ص ٧٨ ، وسر صناعة الإعراب ص ٣٦٦ ، وشرح الأشموني ١ / ٨٥ ، وشرح التصريح ١ / ١٥١ ، وشرح شواهد المغني ١ / ١٦٦ ، وشرح ابن عقيل ص ٩٦ ، ولسان العرب ٢ / ٢١ (جوت) ، ٤ / ١٧٠ (حجر) ، ٣٨٥ (سور) ، ٦٢٢ (عير) ، ٥ / ٢٧١ (وبر) ، ٦ / ٢٧١ (جحش) ، ١١ / ٧ (أبل) ، ١٥٩ (حفل) ، ٤٤٨ (عقل) ، ١٢ / ١٨ (اسم) ، ١٤ / ١٥٥ (جنى) ، ١٥ / ٣٠٩ (نجا) ، والمحتسب ٢ / ٢٢٤ ، ومغني اللبيب ١ / ٥٢ ، ٢٢٠ ، والمقاصد النحوية ١ / ٤٩٨ ، والمقتضب ٤ / ٤٨ ، والمنصف ٣ / ١٣٤.

(*) [جشش] : ومنه حديث قس : أشدق أجشّ الصوت. ومنه حديث جابر : فعمدت إلى شعير فجشته.

النهاية ١ / ٢٧٣.

(*) [جشب] : ومنه الحديث : أنه صلى الله عليه وسلم كان يأكل الجشب من الطعام. النهاية ١ / ٢٧٢.

(٢) صدره :

قراب حضنك لا بكر ولا نصف

والبيت لأبي وجزة السعدي في لسان العرب (جشب).

١٨٧

[جشر] (*) : عثمان رضي الله تعالى عنه ـ بلغني أنَّ أناساً منكم يخرجون إلى سَوَادِهم إمّا في تجارة وإما في جباية ، وإما في جَشَر فيَقْصُرون الصلاة ، فلا تفعلوا ؛ فإنما يَقْصُر الصلاة مَنْ كان شاخصاً أو بحَضْرَة عَدُوّ.

الجَشَر : فَعَلٌ بمعنى مفعول ، وهو المال الذي يُجْشَر ؛ أي يُخْرَج إلى المرعى فيُبَات فيه ، ولا يُرَاح إلى البيوت ، ويقال للذين يَجْشُرونه : جَشَر أيضاً ، كأنه جمع جَاشِر.

ويقال : جَشَرَ المالُ عن أهله فهو جَاشِر وجشَر. ومنه قوله : لا يغرَّنَّكم جشَرُكُمْ مِنْ صَلَاتكم. وذلك أنهم كانوا يُطيلون الغيبةَ عن البيوت فيَرَوْنها سفَراً فيَقْصُرون الصَّلاة.

شاخصاً : أي مسافراً.

بحَضْرَةِ عَدُوّ : يعني أنه كان يَقْصُر وإن كان مقيماً إذا كان في قتالِ عدوّ.

ومن الجَشَر حديث صِلَة بن أَشْيمَ ، قال : خرجت إلى جَشَرٍ لنا ، والنخلُ سُلُب ، وكنتُ سريعَ الاستجاعة ، فسمعت وَجْبَةً فإذا سِبٌّ فيه دَوْخَلَّةُ رُطَب ، فأكلت منها ، فلو أكلت خبزاً ولحماً ما كان أشبعَ لي منه.

سُلُب : لا حَمْل عليها ، الواحدة سَلِيب.

الاستجاعة : قوة الجوع ، واستَجاع من جَاع ، كاستعلى من عَلا ، واسْتَبْشَر من بَشِر.

الوَجْبَة : صوت السقوط.

السِّبّ : الثوب الرقيق. وقيل : الشُّقَّة البيضاء.

الدوْخَلّة : سَفِيفةٌ من خُوص (١).

[جشع] (*) : مُعاذ رضي الله عنه لما خرج إلى اليمن شيَّعَه رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ، فبكى مُعَاذ جَشَعاً لفِراق رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم.

أي جَزَعاً مع شدَّة حِرْصٍ على الإِقامة معه.

تُجَشِّمُني فإني جاشِمُه في (لب).

الجيم مع الظاء

كل جَظّ في (ضع).

__________________

(*) [جشر] : ومنه حديث ابن مسعود : يا معاشر الجشار لا تغتروا بصلاتكم. النهاية ١ / ٢٧٣.

(١) سف الخوص : نسجه كأسفه (القاموس المحيط : سفف).

(*) [جشع] : ومنه في حديث جابر : ثم أقبل علينا فقال : أيكم يحب أن يُعرض الله عنه؟ قال : فجشعنا. النهاية ١ / ٢٧٣ ، ٢٧٤.

١٨٨

الجيم مع العين

[جعر] (*) : النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ـ نهى عن لونين من التمر : لون الْجُعْرُورِ ، ولونِ الحُبَيْق.

الجعرور : ضرب من الدَّقَل ، يحملُ أشياء صِغاراً لا خيرَ فيها.

ومنه قيل لصغار الناس : جعارِير.

والحُبَيْق : ضرب رديٌّ أيضاً. والمراد النهي عن أن يُؤْخذا في الصَّدقة.

ومنه حديث الزُّهْري : لا يأخذ المصدِّق الجُعْرُور ، ولا مُصْرَان الْفَارَة (١) ، ولا عَذْق حُبَيْق.

قال الأصمعي : عَذْقُ حُبيق وعَذْقُ ابن حُبَيق : ضَرْبٌ من الدَّقَل (٢).

[جعف] (*) : مَرّ مصعب بن عُمَير وهو مُنْجَعِفٌ فقال : (رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ).

جَعفْتُ الرجل : صَرَعتُه ، فانجعَف.

[جعسس] : بُعِث عثمان بن عفّان رضي الله تعالى عنه رسولاً إلى أَهل مكة ، فنزل على أَبي سفيان بن حرب ، وبلَّغه رسالتَه ، فقال أهلُ مكة لأبي سفيان : ما أتاك به ابنُ عمك؟ قال : أتاني بشرّ ؛ سألني أن أُخَلِّيَ مَكَّةَ لجعَاسِيس مُضَر.

قال الأصمعي : الجُعْسُوس بالسين والشين : وصفٌ بالقَمَاءَةِ والصّغَر ، وقيل بالسين : اللئيم ، وبالشين : الدقيق الطويل وقال الراعي :

ضعافُ القُوَى ليسوا كَمَنْ يبتني العُلا

جعاسيسُ قَصَّارُون دون المَكَارمِ

[جعر] : كان العباس رضي الله تعالى عنه يَسم إبله في وجوهها ، فقال له رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : يا عمّ ؛ إن لكل شيء حُرْمة ، وإن حُرْمةَ البَدَن الوجه. قال : لا جرمَ يا رسول الله! لأباعدنَّ ذلك عنه. فكان يَسِمها على جوَاعِرها.

قال المبرّد : للورك حروفٌ ستة ؛ فحَرْفاها المُشْرِفان على الخاصرتين : الحَجَبَتَان ، وحَرْفاها المُشْرِفان على الفخذين : الغُرَابان ، وحرفاها اللذان يَبْتَدّان الذنب : الجَاعِرَتان.

__________________

(*) [جعر] : ومنه في حديث العباس : أنه وسم الجاعرتين. ومنه الحديث : أنه كوى حماراً في جاعريته. ومنه حديث عمر : إني مجعار البطن. النهاية ١ / ٢٧٥.

(١) مطران الفارة : ضرب من التمر رديء.

(٢) الدقل : أردأ التمر.

(*) [جعف] : ومنه الحديث : مثل المنافق مثل الأرزة المجدبة حتى يكون انجعافها مرة. النهاية ١ / ٢٧٦.

١٨٩

[جعل] (*) : ابن عمر رضي تعالى عنها ـ ذُكِرَ عنده الْجَعائل ، فقال : لا أَغْزُو على أجْرٍ ، ولا أَبيع أَجْرِي من الْجِهَاد.

جمع جعَالَة بالفتح والكسر أو جعَيلة ؛ وهي جُعْل يدفعه المضروب عليه البَعْثُ إلى من يَغْزُو عنه قال [الأسديّ] :

*فأَعْطَيْتُ الجُعالة مُسْتَمِيتاً*

ومنه حديث مسروق رحمه الله : إنه كان يَكْرَه الْجَعَائل.

[جعجع] (*) : ابن زياد ـ كتب إلى عمر بن سعد بن أبي وقّاص : أَنْ جَعْجِعْ بالحُسَيْنِ.

أي أنزله بجَعْجَاع ، وهو المكان الخَشِن الغليظ وهذا تمثيلٌ لإِلجائه إلى خَطْبٍ شاقّ وإرهاقه.

وقيل : المراد إزعاجه ؛ لأن الجعجاع مَنَاخُ سَوْءٍ لا يقرّ فيه صاحبُه ، ومنه : جَعْجَع الرجل : إذا قَعد على غير طمأنينة.

جَعِظ في (ضع). جعظريّ في (غل). الجِعْثن في (صب). الجِعَاد في (نط). جَعْد في (فر). جَعِيلة في (ثم). كالجُعْدُبة في (عص). انجعافها في (خو).

الجيم مع الفاء

[جفل] (*) : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ في صفة الدّجال : جُفَالُ الشَّعرِ.

هو الكثيرُ الشعَرِ المجتمِعُه.

ومنه الجُفَالةُ : الجماعةُ من الناس. وتقول العرب على لسان الضائنة : أُوَلَّدُ رُخَالاً (١) ، وأُجَزُّ جُفَالاً ، وأُحْلَب كُثَباً عِجَالاً ، [ولم تَرَ مِثْلي مالاً].

وفي حديث آخر : إنه صلى الله تعالى عليه وسلم رأى رجلاً جَافِل الشعر ؛ فقال : أمَا وجدَ هذا شيئاً يسكِّن بِهِ شَعْره!.

هو المستطار الشّعر المتَفرِّقهُ. ومنه حديث السحاب الجَفْل : الخفيف الذي تطير به الريح ، وكلُّ خفيف جافلٌ وجفَلْ وجفِيل.

[جفر] (*) : صوموا ووَفِّرُوا أَشْعَاركم فإنها مَجْفَرَةٌ.

__________________

(*) [جعل] : ومنه الحديث : جعيلة الغرف سحت. النهاية ١ / ٢٧٧.

(*) [جعجع] : ومنه في حديث علي : فأخذنا عليهما أن يجعجعا عند القرآن ولا يجاوزاه. النهاية ١ / ٢٧٤.

(*) [جفل] : ومنه الحديث : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس قِبَله. وحديث الحسن : أنه ذكر النار فأجفل مغشياً عليه. ومنه الحديث : أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين : رأيت قوماً جافلة جباههم يقتلون الناس. النهاية ١ / ٢٧٩ ، ٢٨٠.

(١) الرخل : الأنثى من أولاد الضأن.

(*) [جفر] : ومنه حديث أبي اليسر : فخرج إليَّ ابن له جَفْر. وحديث عمر : في الأرنب يصيبها المحرم ـ

١٩٠

أي مَقْطَعَةٌ للنكاح ، يقال : جفرَ الفحلُ عن الضِّراب جُفوراً : إذا انقطع عنه.

وكنت آتيكم فأَجفَرْتُكم : أي قَطَعتكم.

ومنه حديثه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : إنّ عُثْمان بن مظعون قال له : إني رجل يَشُقُّ عليّ العُزْبة في المغَازِي ؛ أفتَأْذَنُ لي في الخِصاءِ؟ قال : لا ، ولكن عليك بالصوم فإنه مُجْفِرٌ.

أي قاطع للشَّهوة.

ومنه حديث عليّ عليه السلام : إنه رأى رجلاً في الشمس فقال : قمْ عنها فإنها مَبْخرَة (١) مَجْفَرَةٌ ، تُتْفِل الريح (٢) ، وتُبْلي الثوبَ ، وتُظْهِر الداءَ الدَّفين.

وعن عمر رضي الله عنه ـ إياكم ونوْمَة الغَدَاة فإنها مَبْخَرة مَجْفَرة ـ وروي مَجْعَرة. أي مُيَبِّسة للطبيعة.

[جفف] (*) : حين سُحِر جعِل سِحْرُه في جُفّ طَلْعَة ، ودُفِن تحت راعُوفةِ البِئر ـ وروي : في جُبّ طلعة.

جُفّها : وِعاؤُها إذا جفّ ، وجبّها : جَوْفُها ، ومنه جبّ البئر وهو جِرابها.

الرَّاعُوفة : صخرة تُتْرَك ناتِئةً في أسفل البئر فإِذا نَقّوها جلس عليها المُنَقِّي. وقيل : تكون في بعض البِئرِ لا يمكنُ قطعها فتُتْرك ، وهي من رَعَف : إذا تقدّم.

[جفأ] (*) : في لحوم الحُمر الأهلية نَهَى عنها ، ونادى مُنادِيه بذلك ؛ فأَجفَئُوا القُدور ـ وروي : فجفَئُوا ـ وروي : فأمر بالقدور فكُفئت ـ وروي : فأُكفئت.

جفأ القِدْر وكَفأها وأَجفأها وأَكْفأها : قَلبها.

[جفن] (*) : قال عبد الله بن الشِّخِّير رضي الله عنه : قدمتُ عليه في رَهْط من بني عامر فسلَّمنا عليه ، فقالوا : أنت والدنا ، وأنت سيِّدُنا ، وأنت أطولُ طولاً ، وأنت الْجَفْنَةُ الغَرّاء.

__________________

ـ جَفْرةٌ. وحديث أم زرع : يكفيه ذراع الجفرة. وفي حديث المغيرة : إياك وكلّ مجفرة. وفي حديث طلحة : فوجدناه في بعض تلك الجفار. النهاية ١ / ٢٧٧ ، ٢٧٨.

(١) مبخرة : هو تغير ريح الفم.

(٢) وهي الريح الكريهة.

(*) [جفف] : ومنه الحديث : جفَّت الأقلام وطويت الصحف. ومنه حديث عمر : كيف يصلح أمرُ بلدٍ جُلّ أهله هذان الجفان. النهاية ١ / ٢٧٨ ، ٢٨٨.

(*) [جفأ] : ومنه حديث البراء يوم حنين : انطلق جفاءٌ من الناس إلى هذا الحي من هوازن. ومنه الحديث : متى تحل لنا الميتة؟ قال : ما لم تجتفئوا بقلاً. النهاية ١ / ٢٧٧.

(*) [جفن] : ومنه حديث أبي قتادة : ناد يا جفنة الرَّكب. وفي حديث الخوارج : سُلّوا سيوفكم من جفونها. النهاية ١ / ٢٨٠.

١٩١

فقال : قولوا بقولكم ولا يَسْتَجرِينَّكم الشيطان ـ وروي : ولا يستهوينّكم.

شبّهوه بالجَفْنة الغرَّاء ، وهي البيضاء من الدّسم ؛ نعتاً له بإنه مِضْيَاف مِطعام ، أو أرادُوا : أنت ذو الجَفْنَة ، ومنه قوله :

يا جفنةً بإزَاءِ الحَوْض قد كفئوا

ومَنْطِقاً مثل وَشْي اليُمْنَةِ الحَبِره

وقول امرىء القيس :

رُبَّ طَعْنَةٍ مُثْعَنْجِرَه

وجَفْتَةٍ مُسْحَنْفِرَهْ

تُدْفَن غداً بأَنْقِرَهْ (١)

بقولكم : أي بما هو عَادَتُكم من القول المسترسَل فيه على السجيَّة ، دون المتكلَّف المتعمَّل للتزيد في الثناء.

وقيل : بقَوْل أهل الإسلام ومخاطبتهم بالنبي والرسولِ ؛ لأن ما خاطبوه به من تحية أهل الجاهلية لملوكهم.

اسْتَجْرَيْت جَرِيَّا ، وتجرّيتُه : أي اتخذته وكيلاً ، وهو من الجَرْي ، لأنه يَجْري مَجْرى مُوَكّله.

والمعنى : لا يتخذنَّكم كالأجريَاءِ في طاعتكم له واتِّباعكم خطواته.

[جفا] : خلق الله الأرض السُّفْلى من الزَّبَد الجُفاء والماء الكُبَاء.

الجُفَاء : ما جفأَه السيلُ ؛ أي رَمى به ، ويجوز أن يُرَاد به الجافي ، وهو الغليظ ، من قولهم : ثوب جَافٍ ، ورَجل جاف.

والكُبَاء : الكَابي ، وهو المرتفع العظيم ؛ من قولهم : فلان كابي الرَّماد. وكبَا الغُبَار : ارتفع ، وكَبَت العُلْبة : امتلأت حتى تَفِيض.

[جفر] : من اتَّخَذ قَوْساً عربيةٌ وجَفِيرَها نفى اللهُ عنه الفَقْر.

الجَفير : الواسعة من الكنائن ، ومنه : الفَرس المُجْفَر ، وتقدير قوله : وجفيرها : وجفيرَ سِهامها ، فحذف ، وخصّ العربية ؛ كراهة زِيِّ العَجَم.

وروي أنه رأى رجلاً معه قوسٌ فارسية فقال : أَلْقِها.

قالت حَلِيمة رضي الله عنها التي أرضعته صلى الله عليه وآله وسلم : كان يَشِبُّ اليوم شبابَ الصَّبيِّ في الشهر ، فبلغ ستًّا وهو جَفْر.

هو الذي قَوِي على الأكل ، واتَّسع جوْفُه ، وقد استَجْفر. وهو من أولاد المعز : ما بلغ أربعة أشهر وفُصِل.

__________________

(١) الرجز في ديوان امرىء القيس ص ٣٤٩.

١٩٢

ومنه حديث عمر : إنه قَضَى في الضَّبُع كَبْشاً ، وفي الظَّبْي شاةً ، وفي اليَرْبُوع جَفْراً أو جَفْرَة.

أي أَوْجَب ذَبْحَها على المُجْرِم إذا قتل شيئاً من ذلك.

[جفف] : عُمَر رضي الله عنه ـ كيف يَصْلُح بلد جلُّ أَهْله هذَان الجُفَّان : كَذِبُ بكر ، أَوْ بُخْل تميم.

هذا لقب لبَكْر وتميم. قيل : لأنه لم يكن في العرب قبيلتان أكثر عدداً منهما.

والجُفُ : الجمع الكثير. وعن المبرد : هما حيَّان فيهما جفاءٌ ، من الجُفّ وهو الجافي.

[جفل] : حَمَل يهوديٌّ امرأةً مسلمة على حمار ، فلما خرجَ بها من المدينة جفَلها عن رَحْلها ، ثم تَجَثَّمها لِيَنْكِحَها ، فأُتِي به عُمَر ؛ فقال : ما على هذا عَاهَدْناكم ؛ فقتله.

جفَلها : طرحَها ، من قولهم : طعنَهُ فجفَله ، إذا قلعه من الأرض ، والريح تَجْفِل الجَهَام ؛ أي تذهبُ به.

ومنه حديث ابن عباس رضي الله عنهما : إن رجلاً قال له : آتي البحْرَ فأجده قد جفَل سمكاً كثيراً ، فقال : كُلْ ما لم تر شيئاً طافياً.

أي رمى به إلى الساحل.

تجثَّمها : من تجثَّم الطائر أُنْثَاه إذَا عَلَاها للسّفَادِ.

[جفن] : انْكَسَرَتْ قَلُوصٌ من إبلِ الصدقة فجَفَنَها.

أي أطعمها في الجفان ، وأنشد ابن الأَعرابي :

يا رُبَّ شَيْخٍ فيهم عِنِّين

عَن الطِّعَانِ وعن التَّجْفِينِ (١)

[جف] : عثمان رضي الله عنه ـ لما حُوصِر أشار عليه طَلْحَة أن يَلْحَقَ بجنده من أهل الشام فيمنعوه. فقال : ما كنتُ لأَدِعَ المسلمين بين جُفَّين ، يَضْرب بعضُهم رِقابَ بعض.

الجُفّ والجُفّة ؛ الجماعةَ الكثيرة ، ويجوز أن يريد بين مِثْلِ جُفَّين ، وهما بكر وتميم في كَثْرة العدد.

[جفل] : أبو قتادة رضي الله عنه ـ كنت مع النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم في سَفْرة ، فَنعَس على ظهر بعيره حتى كاد يَنْجَفِلُ فدَعَمْتُه.

هو مطاوعُ جفَله ، إذا طرحه وأَلْقَاه.

[جفأ] : ابن عازب رضي الله عنه ـ سُئِل عن يَوْم حُنين ، فقال : انْطَق جُفَاءٌ من الناس

__________________

(١) البيت في لسان العرب (جفن).

١٩٣

وحُسَّر إلى هذا الحيّ من هَوَازِن ، وهم قومٌ رُماةٌ ، فرمَوْهم برَشْقٍ مِنْ نَبْل كأنها رِجْلُ جَرَاد ؛ فانكشفوا.

أراد سَرَعان الخيل تشبيهاً بجُفَاء السَّيل.

والحُسّر : جمع حاسِر ، وهو الذي لا جُنَّة له ؛ يعني أنهم قليلون وحاسِرُون.

رِجْل الجراد : الجماعة منه.

لم تُجْتَفَئُوا في (حف). الْجَفَرة في (عك). جُفّ طلعة في (طب). مجْفِرة في (زو). من بدا جَفَا في (بد). [في جَفَاء الْحِقو في (حق)]. [أَجْفَلَة في (زف) جفّة في (نف). جفنة عبد الله في (جك). جُفوفاً في (بل).

الجيم مع اللام

[جلل] (*) : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ نهى عن لحوم الجلَّالَةِ.

كُنِي عن العَذِرة بالجِلَّةِ ، وهي البَعَرة ؛ فقيل لآكلتها : جَلَّالة وجَالَّة ، وقد جل الجِلَّة واجتلَّها : التقطها ، وماء مَجْلُول : وقعت فيه الجِلّة.

ومنه حديثه صلى الله عليه وآله وسلم : إن رجلاً سأَله عن لُحُوم الحمر ، فقال : أَطْعِمْ أَهلك من سَمِين مَالِك ، فإني إنما كرهت لك جَوَالَ القَرْيَةِ.

ومنه حديث ابن عمر رضي الله عنهما : إنّ رجلاً قال له : إني أريد أن أصحبَك. فقال : لا تصحبني على جلَّال.

كَرِهَ ركوبه ؛ لأن ريح الجَلَّة في عَرَقه.

[جلهم] : استأذن عليه أبو سفيان فحجبه ، ثم أذِنَ له فقال : ما كِدْتَ تأذنُ لي حتى تأذَن لحجارةِ الْجُلْهُمَتَيْن! فقال : يا أَبا سُفْيانَ ؛ أنت كما قال القائل : كلُّ الصيدِ في جَوْف الفَرَا.

الْجُلْهُمة ـ بالضم : القَارَةَ الضَّخمة.

وعن أبي عبيد : أنه أراد الْجَلْهَة ، وهي جانب الوادي ، فزاد ميماً ، والرواية عنه بالفتح.

والمعنى أنك تؤخرني ولا تأذنُ لي حتى تأذنَ قَبْلي لناس كثير ، هُمْ في كثرة حجارتها.

__________________

(*) [جلل] : ومنه الحديث : الظوا بيا ذا الجلال والاكرام. ومنه الحديث : أجلوا الله يغفرلكم. وفي حديث الدعاء : اللهم اغففر لي ذنوبي كله دقه وجله. ومنه حديث الضحك بن سفيان ، أخذت جلة اموالهم. ومنه حديث جابر : تزوجت امرأة قد تجالت. وفي حديث عمر التقطت شبكة على ظهر جلال. ومنه حديث انس : القى إلينا مجال. ومنه حديث ابن عمر : أنه كان يجلل بدنه القباطي. وفي حديث علي : اللهم جلل قتلة عثمان خزيا. وفي حديث الاستسقاء : وابلاً مجللاً. النهاية ١ / ٢٨٧ ، ٢٨٨ ، ٢٨٩.

١٩٤

أولا تأذن لي أصلاً كما لا تَأْذَن للحجارة.

الفَرَا : حِمار الوحش ، يعني أن كلَّ صَيْدٍ دونه ، وإنما قَصَد تألُّفه بهذا الكلام ، وكان من المؤلَّفَة قلوبُهم.

[جلب] (*) : لا جَلَبَ ولا جَنَب ولا شِغار في الإسلام.

الْجَلَب : بمعنى الجَلَبة ، وهي التَّصويت.

والْجَنَب : مصدر جنَب الفرسَ ؛ إذا اتَّخذه جَنيبةً.

والمعنى فيهما في السباق أن يُتْبع فرسه رَجلاً يُجْلِب عليه ويَزْجُرُه ، وأن يَجْنُبَ إلى فرسه فَرَساً عُرْياً ، فإذا شارف الغايةَ انتقلَ إليه ؛ لأنه أَوْدَعُ فسبق عليه.

وقيل : الجلَب في الصدقة : أن يَجلُبوا إلى المُصَدِّق أنعامَهم في موضع يَنْزله ، فنُهي عنه إيجاباً لتصديقها في أَفْنيَتهم.

وقد مَرّ الشّغار في (أب).

[جلس] (*) : أعطى بلال بن الحارث مَعَادِن القَبَليّة جَلْسِيّها وغَوْرِيّها.

النسبة إلى الجَلْس وهو نَجْد ، سُمّيَ بذلك لارتفاعه من قولهم لِلْغِلَظِ من الأرض والجبلِ المشرفِ والناقةِ المرتفعة : جَلْس.

وجَلَس : إذا أنجد ، وقال الشّمّاخ :

فمرَّتْ على ماء العُذَيْبِ وعَيْنُها

كَوَقْبِ الصَّفا جَلْسِيُّها قَدْ تَغَوَّرا (١)

[جلخ] : في حديث الإسراء : أخذَني جبرائيل وميكائيل ، فصعِدَا بي ، فإذا بنَهْرَين جِلْوَاخَيْنِ قلتُ : يا جبرائيل ؛ ما هذان النهران؟ قال سُقْيَا أهلِ الدنيا.

الجِلْوَاخ : الواسع ، قال بعض بني غطفان :

ألَا لَيتَ شِعْرِي هل أَبيتَنَّ ليلةً

بأَبْطَحَ جِلْوَاخٍ بأَسْفَلِهِ نَخْلُ

[جلج] (*) : قال له صلى الله عليه وآله وسلم أصحابُه لمّا نزلَتْ : (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً

__________________

(*) [جلب] : ومنه في حديث علي : أراد أن يغالط بما أجلب فيه. ومنه حديث العقبة : إنكم تبايعون محمداً على أن تحاربوا العرب والعجم مجلبة. وفي حديث عائشة : كان إذا اغتسل من الجنابة دعا بشيء مثل الجلَّاب فأخذ بكفه. وفي حديث سالم : قدم أعرابي بجلوبه فنزل على طلحة. وفي حديث مالك : تؤخذ الزكاة من الجلبان. ومنه حديث أم عطية : لتلبسها صاحبتها من جلبابها. النهاية ١ / ٢٨١ ، ٢٨٢ ، ٢٨٣.

(*) [جلس] : ومنه الحديث : وأن مجلس بني عوف ينظرون إليه. النهاية ١ / ٢٨٦.

(١) البيت في لسان العرب (جلس).

(*) [جلج] : ومنه في حديث أسلم : وإنا بعد في جَلَجَتِنا. النهاية ١ / ٢٨٣.

١٩٥

مُبِيناً) [الفتح : ١] : هذا يا رسولَ الله أَنْتَ ، قد غُفِرَ لك ، وبَقينا نحن في جَلَجٍ لا نَدْرِي ما يُصْنَع بنا.

الجَلَج : بمعنى الحَرَج وهو القَلَق ، أي بَقِينَا في غير استِقرار ويَقِين من أمرنا.

وقيل : هو جمع جَلجَة ، وهي الرأس : أي في عدد رءوس كثيرة من المسلمين.

ومنه حديث عمر رضي الله عنه : إنه كتب إلى عامله على مصر خُذْ من كل جَلَجَة من القِبْط كَذَا وكذا.

[جلا] (*) : أخذ أسعد بن زُرارة رضي الله عنه بيدِه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ، وقال : يأيها الناس ؛ أتدرون على ماذا تُبَايعون محمداً صلى الله تعالى عليه وآله وسلم؟ إنَّكم تُبَايِعونه على أَنْ تُحَارِبوا العرَب والعجَم والجنَّ والإنْسَ مُجْلِيةً!

قالوا : نَحْنُ حَرْبٌ لمن حارب ، سِلْمٌ لمن سَالَم.

أي حرباً مُجْلِيةً عن الأوطان ، تقول العرب : اختاروا فإما سِلْمٌ مُخْزِية وإما حربٌ مُجْلية.

وقيل : لو رُوِيت مُجْلبة ، فهي من أجلَب القوم ، وأَجْلَبُوا : إذا اجتمعوا.

[جلل] : قدم سُوَيد بن الصامت مكّة فتصدَّى له رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فدعاه فقال له سُوَيد : لعل الذي معك مِثلُ الذي معي! فقال صلى الله عليه وآله وسلم : وما الذي معك؟ قال : مَجَلَّةُ لُقْمان.

كلُّ كتابِ حِكمة عند العرب مَجَلَّة. قال النابغة :

مَجَلتُهُمْ ذَاتُ ألإِلهِ ودِينُهم

قَوِيم فما يَرجُونَ غَيْرَ الْعَوَاقِبِ (١)

وكأَنها مفعلة مِنْ جَلَ ؛ لجلال الحكمة وعِظَم خطرها ، ثم إما أن يكونَ مصدراً كالمَذَلَّة فسُمِّي بها ، كما سُمِّي بالكتاب الذي هو مصدر كَتَب ، وإما أن يكونَ بمعنى مكان الْجلالِ.

[جلز] : لا يدخلُ شيء من الكِبْر الجنَّة. قال قائل : يا رسول الله ؛ إني أُحِبُّ أن أتَجَمَّلَ بجِلَازِ سَوْطِي وشِسْع نَعْلي. فقال صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : إنَّ ذلك ليس من الكِبْر ، إن الله جميل يحبُّ الجمال ، وإن الكِبْرَ مَنْ سَفِهَ الحقَّ وغمَصَ الناس.

الْجِلَاز : ما يُجْلَزُ به السّوط أو القَوْس وغيرهما من عَقَب وغيره ، وهو أن يُدَار عليه ويُلْوَى.

__________________

(*) [جلا] : ومنه في حديث كعب بن مالك : فجلا رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس أمرهم ليتأهبوا. ومنه حديث الكسوف : متى تجلت الشمس. ومنه حديث الحوض : يرد عليَّ رهط من أصحابي فيجلون عن الحوض. وفي حديث الكسوف : فقمت حتى تجلَّاني الغشْيُ. النهاية ١ / ٢٩٠ ، ٢٩١.

(١) البيت في ديوان النابغة الذبياني ص ١٢.

١٩٦

ومنه قيل للمستدير في أسفلِ السنان كالحلقة : جَلْز ، وللعَقْد المعقود مستديراً جَلْز وجِلُاز.

كَنَى بقوله : لا يدخل شيء من الكِبر الجنةَ عن أَنه لا يدخلها أَحد من المتكبرين ؛ لأنه إذا نَفَى أن يدخلَها سيء منه فقد نَصَبَ دليلاً على أنَّ صاحبه غيرُ داخلِها لا محالة.

جميل : أي جميل الأفعال حسَنُها ، والعرب كما تَصِف الشيء بفعله فإنها تصفه بفعلِ ما هو من سَبَبه.

مَنْ سَفِه الحق : أي فعل من سفهه ، ومعناه جهله.

وغَمِصَ الناس : أي استحقرهم.

[جلل] : لما خرج أصحابُه إلى المدينة وتخلّف هو وأبو بكر ينتظر إذْنَ ربِّه في الخروج اجتمع المشركون في دار النَّدْوَة يتشاورون في أمره ، فاعترضهم إبليس في صورةِ شيخٍ جليلٍ عليه بَتّ. فقال أبو جهل : إني مُشِيرٌ عليكم برَأْي. قال : وما هو؟ قال : نأْخذُ من كل قبيلة غلاماً شابًّا نَهْداً ثم يُعْطى سيفاً صَارِماً ، فيضربونه ضَرْبَةَ رَجلٍ واحِدٍ ، حتى يقتلوه ، ثم وَدَيْنَاه وقطعنا عَنّا شَأْفَته واسترحنا منه.

فقال الشيخ : هذا واللهِ الرأي!.

جَلّ الرجل فهو جليل : إذا أسنّ وكبر ، ومنه قولهم : جلَ عَمْروٌ عن الطَّوْق ، بدليل قولهم : كَبِرَ عمرو. قال كثير :

*وجُنَّ اللواتي قُلْنَ عزةُ جلَّتِ (١) *

البَتّ : كِساء غليظ مربَّع.

النهد : العظيم الخَلْق المرتفع.

قال :

*من بعد ما كنتُ صُمُلًّا نَهْدا (٢) *

الشَّأْفة : قَرْحة تخرج بالقدم فتُكْوَى فتذهب ، وقد شَئِفَتْ رِجْلُه.

والمعنى : قطعنا أَصلَه كما تُقطعُ الشأفة.

[جلب] : قال البَراء رضي الله عنه : لما صَالح رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله

__________________

(١) صدره :

أصاب الردى من كان يهودى لها الردى

(٢) صدره :

والبيت في لسان العرب (أدد).

١٩٧

وسلم المشركين بالحُدَيْبيَة صالَحهم على أَن يَدْخُلَ هو وأصحابُه مكَّة من قابِل ثلاثةَ أيام ، ولا يدخلونها إلّا بجُلُبَّانِ السِّلاحِ.

قال : فسألته ما جُلُبَّانُ السِّلاحِ؟ قال : القِراب بما فيه.

الجُلُبَّان والْجُرُبَّان والقِرَاب : شِبْه جِراب يَضع فيه الرَّاكب سيفَه مَغْموداً وسَوْطَه وأداته ، ويَنُوطه وَرَاء رَحْله.

وقيل : هو مخفف بوزن الْجُلْبان الذي هو المَلِك ؛ ولَعله سمي جُلْبَاناً لجمعه السلاح ، ومَدَار هذا التركيب على مَعْنَى الجمع.

وجُرُبّان من لفظ الجِراب ، وإنما اشترطوا عليه ذلك ليكونَ عَلَماً للسِّلْمِ.

[جلل] : قدم أبيّ بن خلَف في فداء ابْنِه ـ وكان أُسِرَ يوم بَدْر ـ فقال : يا محمد ؛ إن عندي فَرساً أُجِلُّها كلَّ يوم فَرَقاً من ذُرَة أَقْتُلك عليها.

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : بل أنا أَقْتُلك عليها إن شاء الله تعالى.

[أُجِلُّها] : أَعْلِفها علفاً جليلاً ، من قولهم : أتيته فما أَجَلَّني ولا أَحْشَاني : أي ما أعطَاني من جِلَّة ماله ولا حاشيتِه.

وقوله : فَرَقا ، بيان لذلك الجليل ، وهو مِكْيال يَسَع ستةَ عشر رِطلاً.

عليها : في الأول حال عن الفاعل وفي الثاني عن المفعول.

[جلد] (*) : أبو بكر رضي الله عنه ـ في قِصَّة المهاجرة : إن رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لي : أَلم يَأْنِ للرَّحِيل؟ فقلت : بَلَى! فارتحَلْنا حتى إذا كنَّا بأرضٍ جَلْدةٍ.

هي الصّلبة.

ومنها حديث علي عليه السلام : إنه كان ينزع الدَّلو بتَمْرَة ، ويَشْتَرِط أنها جَلْدة.

وذلك أنَّ الرُّطَبَة إذا صلَّبَتْ طابت جِدّاً.

ومنه المثل : أطيبُ مُضْغةٍ صَيْحَانية مُصَلِّبة.

[جلفط] : عمرُ رضي الله تعالى عنه ـ كتب إليه معاوية رضي الله تعالى عنه يسأله أن يَأْذَن له في غَزْوِ البحر ، فكتبَ إليه : إني لا أَحْمِل المسلمين على أَعْوَادِ نجَرها النَّجَّار وجَلْفَطَها الجِلْفَاط ، يحملهم عدوُّهم إلى عدوِّهم.

هو الذي يَسُدُّ دُرُوزَ السفن ويُصلحها ـ بالطاء غير المعجمة ، وأراد بالعدوّ البحر أو

__________________

(*) [جلد] : ومنه في حديث الطواف :ليرى المشركون جلدهم. ومنهم حديث ابن سيرين : كان أبو مسعود تشبه تجاليده بتجاليدعمر. وفي الحديث : قوم من جلدتنا. ومنه حديث سراقة : رحل بين فرسي واني لفي جلد من الأرض. وفي حديث الشافعي : كان مجالد يجلد. النهاية ١ / ٢٨٤ ، ٢٨٥.

١٩٨

النواتي ، لأنهم كانوا عُلُوجاً يُعادُون المسلمين.

[جلل] : قالت أم صُبَيَّة الجهنية رضي الله عنها : كنا نكونُ على عهد رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وعَهْد أبي بكر وصَدْراً من خلافة عمر رضي الله تعالى عنهما في المسجد نِسْوَةً قد تجالَلْنَ ، وربما غَزَلْنا فيه ؛ فقال عمر رضي الله تعالى عنه : لأَردَّنكنَّ حرائر. فأَخْرَجَنا منه.

تجالَلْن : اسْنَنَّ.

حَرَائر : أي كما يجب أن تكونَ الحرائرُ من ضَرْبِ الحُجُب عليهن ، وألَّا يَبْرُزْنَ بُرُوز الإِماءِ.

[جلبب] : علي عليه السلام ـ من أحبَّنا أَهْلَ البيتِ فليُعِدَّ للفَقْرِ جلْبَاباً ، أو قال : تِجْفَافاً.

الجِلْباب : الرداء ، وقيل : الملاءة التي يُشتمل بها.

والمعنى : فلْيُعدّ وقاءً مما يُورِدُ عليه الفقرُ والتقلّل ورَفضُ الدنيا ؛ من الحَمْلِ على الجزَع وقلَّةِ الصبر على شَظَف العيش وخشونة الحال.

ومنه حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه : إن امرأته سأَلَتْه أَنْ يَكْسُوَها ، فقال : إني أَخشى أن تَدَعِي جِلْبَابَ اللهِ الذي جَلْبَبَكِ به. قالت : وما هو؟ قال : بيتُك. قالت : أَجِنَّكَ من أصحابِ محمد تقولُ هذا؟.

أَجِنَّك : أصلُه من أَجل أنّك ، أو لأَجْل أَنك ، فحذف الجار ؛ كقوله :

أَجْلَ أنَّ اللهَ قد فَضَّلَكُم

[فَوْقَ من أَحْكَأَ صُلْباً بإِزَار](١)

وخُفِّفَت أنّ ضربين من التخفيف : أَحدهما حَذْفُ الهمزة ، والثاني حذف إحدى النونين ، فَولِيت النونُ الباقية اللامَ وهما مُتَقَاربتا المخرجين ، فقُلبت اللام نوناً ، وأُدغِمَت في النون ؛ وحقُّ المدغم أن يسكُن فالتقى سَاكِنان هي والجيم فحُرّكت الجيم بالكسر ؛ فصار أَجِنَّك.

[جلا] : ذكر المهديُّ من ولد الحسن [الحسين] رضي الله عنهما ، فقال رجل : أَجْلَى الجَبِين ، أَقْنَى الأَنف ، ضَخْم البطن ، أَزْيَلُ الفَخِذَين ، أَفْلج الثنايا ، بفخذه اليمنى شَامة.

الْجَلا : ذَهابُ شَعْرِ الرَّأْسِ إلى نِصْفه ، والجَلح : دونه ، والجَلَهُ : فَوقَه.

القَنَا : أحدِيداب في قَصَبة الأنف.

__________________

(١) البيت من الرمل ، وهو لعدي بن زيد في ديوانه ص ٩٤ ، وجمهرة اللغة ص ١٠٥١ ، ولسان العرب ١ / ٥٨ (حكأ) ، ٥٣١ (صلب) ٤ / ١٧ (أزر) ، ١١ / ١٢ (أجل) ، ١٤ / ١٩٧ (حكى) ، وبلا نسبة في مجالس ثعلب ١ / ٢٤٠.

١٩٩

الزَّيَل : الفَحَج.

[جلع] : الزُّبير رضي الله عنه ـ كان أَجْلَع فَرِجا.

هما بمعنى واحدٍ ، وهو الذي لا يزال يَبْدُو فَرْجُه.

والأجلع أيضاً : الذي لا تنضَمُّ شَفَتَاه.

[جلد] : لما الْتَقينا يَوْم بَدْر سلَّط الله علينا النُّعاس ، فوالله إنْ كنتُ لأتشدَّد فيُجْلَدُ بي ، ثم أتشدّد فيُجْلَدُ بي.

أي يَصْرَعني النوم. يقال : جَلَدْتُ به الأَرضَ : إذا صَرَعْته ، كما يقال : ضربتُ به الأرض.

إن : مخففة من الثقيلة ، واللامُ في لأتشدد هي الفارقة بين إنْ المخففة والنَّافية.

[جلح] (*) : أبو أيوب رضي الله عنه ـ من بات على سطح أَجْلَح فلا ذمّةَ له.

هو الذي لم يُحَجَّر بجدَار ولا غيره.

[جلعب] : ابن مُعَاذ رضي الله عنه ـ كان رجلاً ضَخْماً جِلْعَاباً ـ وروي : جِلْحَاباً.

هما الطويل : وقيل : الضَّخْم الجسيم.

[جلاء] : أم سَلَمة رضي الله تعالى عنها ـ كانت تكره للمُحِدّ أن تكتَحِل بالْجَلاءِ.

هو الإِثمد ؛ لأنه يَجْلُو البصر ؛ وأما الحُلَاء ـ بالحاء والضم فحُكَاكة حَجر على حَجَرٍ.

قال أبو المثلم الهذلي :

وأكْحُلْكَ بِالصَّابِ أو بالحُلَاء

ففَقِّح لِذَلِك أَوْ غَمِّض (١)

وهو الحَلُوء أيضاً ، يقال : حَلأَت له حَلُوءاً : إذا حَكَكْتَ حجَراً على حجر ، ثم جعَلتَ الحُكَاكة على كَفِّكَ ، وصَدَّأْتَ به المِرْآة ثم كَحَلْتَه به ، وقد غُلّط راوي بيت الهذلي بالجيم ؛ لأنه مُتَوعِّد فلا يَكْحُل بما يَجْلو البصر.

[جلجل] : عطاء رحمه الله ـ قال ابن جُرَيج : سألته عن صدَقة الحَبِّ ، فقال : فيه كلِّه الصدقةُ ، وذكر الذُّرَة والدُّخْنَ والجُلْجُلَان والبُلْسُن والإِحْرِيض والتَّقْدَة.

الْجُلْجُلَان : السِّمْسِم.

والبُلْسُنُ : العدس ، وهو البُلُس بضمتين ـ عن ابن الأعرابي.

والإِحريض : العُصْفر ، وثوب مُحَرَّض.

__________________

(*) [جلح] : ومنه في حديث الصدقة : ليس فيها عقصاء ولا جلحاء. ومنه حديث كعب : قال الله تعالى لرومية : لأدعنَّك جلحاء. وفي حديث عمر والكاهن : يا جليح أمرٌ نجيحُ. النهاية ١ / ٢٨٤.

(١) روي هذا البيت في لسان العرب شاهداً على الجلاء بالجيم.

٢٠٠