الفائق في غريب الحديث - ج ١

جار الله محمود بن عمر الزمخشري

الفائق في غريب الحديث - ج ١

المؤلف:

جار الله محمود بن عمر الزمخشري


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤١٥

الجيم مع الباء

[جبه] (*) : النبي صلى الله عليه وسلم ـ ليس في الجَبْهةِ ، ولا في النُّخَّةِ ، ولا في الكُسْعَة ، صَدَقة.

الجبهة : الخَيْلُ ، سمِّيت بذلك ؛ لأنها خِيار البهائم ، كما يُقال : وجه السِّلعة لخيارها ، ووَجْه القوم وجبهتهم لسيّدهم.

وقال بعضهم : هي خِيار الخيل.

النَّخَّة والنُّخَّة : الرقيق ، وقيل : البَقَر العوامل ، وقيل : الإبل العوامل من النَّخِ وهو السَّوْقُ الشديد.

الكُسْعَة : الحمير ، من الكَسْع ، وهو ضَرْب الأَدْبَار.

ومنه : اتَّبَع آثارَهم يكْسَعهم بالسَّيف.

أَخْرِجوا صدقاتكم ، فإن الله تعالى قد أَرَاحكم من الْجَبْهَةِ والسَّجَّةِ والبَجَّةِ.

الجَبْهَة : المذَلَّة ، من جَبَهه : إذا استقبله بالأذى.

والسَّجَّة : المَذْقَة من السَّجَاج ، وهو اللَّبن المَذِيق.

والبَجَّة : [الدم] الفَصِيد ، من البجِّ ، وهو البطّ والطَّعن غَيْرُ النافذ.

والمعنى : قد أنعم الله عليكم بالتخليص مِنْ مَذلّة الجاهلية وضيقَتِها ، وأعزّكم بالإسلام ، ووسَّع لكم الرزق ، وأَفَاء عليكم الأموالَ ، فلا تُفَرِّطوا في أَداءِ الزَّكاة ، فإنّ عِلَلكم مُزَاحة.

وقيل : هي أصنامٌ كانوا يَعْبُدُونَها.

والمعنى : تصدَّقوا شكراً على ما رزقكم الله من الإِسْلام وخَلْع الأَنْداد.

[جبر] : حضرته امْرَأَةٌ فأَمَرها بأَمْرِ ، فتأبَّتْ عليه ، فقال : دَعُوها فإنها جَبَّارَةٌ.

هي العَاتِيَةُ المُتكَبِّرَةُ. ومنه قيل للملك : جَبَّار وجبِّير لكبريائه.

وفي حديثِه : أنه ذَكَر الكافرَ في النار فقال : ضِرْسه مثل أُحُد ، وكَثَافة جِلْدِه أربعون ذراعاً بذراع الجبَّار.

وهو من قول الناس : ذِرَاع الملك ، وكان هذا ملكاً من ملوك الأعاجم تامّ الذِّراع.

[جبن] : قال عمر بن عبد العزيز ـ زعمت المرأةُ الصالحةُ خَوْلَةُ بنتُ حكيم امرأةُ عثمان بن مظعون ـ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم وهو مُحْتَضِن أَحَدَ ابْنَيْ ابْنَتِه ، وهو

__________________

(*) [جبه] : ومنه حديث حد الزنا : أنه سأل اليهود عنه فقالوا : عليه التجبية : قال : ما التجبية :؟ قالوا : أن تحمم وجوه الزانين ، ويحملا علي بعير أو حمار ، ويخالف بين وجوهما. النهاية ١ / ٢٣٧.

١٦١

يقول : والله إِنكم لتُجَبِّنُونَ وتُبَخِّلُونَ وتُجَهِّلُونَ ، وإنكم لَمِنْ رَيْحَانِ الله ، وإنَّ آخِرَ وَطْأَةٍ وَطِئَها الله بوَجّ.

معناه : إن الولد يُوقعُ أباهُ في الْجُبن ؛ خوفاً من أن يُقْتَل فيضيع ولدُه بعدَه ، وفي البخل إبقاءً على مالِه له ، وفي الجهل شُغْلاً به عن طلب العلم.

الواو في وإنكم للحال ، كأَنه قال : مع أنكم من ريحان الله : أي من رزق الله. يقال : سبحان الله ورَيحانَه : أي أسبّحه وأسترزقه. وقال النمر :

سَلَامُ الإِلهِ ورَيْحَانُه

وَرَحْمَتُه وسَمَاءٌ دِرَرْ (١)

[وبعده :

غَمَامٌ يُنَزِّلُ رِزْقَ العِبَادِ

فأَحْيَا البِلَادَ وطَابَ الشَّجَرْ]

وهو مخفّف عن رَيِّحَان فَيْعِلَان من الرُّوح ، لأن انتعاشه بالرزق. ويجوز أن يُراد بالريحان : المشموم ، لأن الشَّمِّامات تسمّى تَحَايَا ، ويقال : حيَّاه الله بطاقةِ نرجس ، وبِطَاقَةِ رَيْحَان ؛ فيكون المعنى : وإنكم مما كرّم الله به الأناسيَّ وحيَّاهم به ، أو لأنهم يُشمّون ويقبَّلون ، فكأنهم من جملة الرَّياحِين التي أَنبتها الله.

ومنه حديث عليّ عليه السلام : أَن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال له : أبا الرَّيْحَانَتَيْن ؛ أُوصِيكَ بريحانَتَيَّ خَيْراً في الدنيا قبل أَنْ يَنْهَدَّ رُكْنَاكَ. فلما مات رسولُ الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال عليّ : هذا أَحَدُ الرُّكْنَيْن ، فلما ماتت فاطِمَةُ قال : هذا الركنُ الآخر.

الوطأة : مجاز عن الطَّحْن والإِبادة. قال :

 وَوَطِئْتَنَا وَطْأَةً عَلَى حَنَقٍ

وَطْأَ المُقَيَّدِ نابت الْهَرْمِ (٢)

وَجّ : وادي الطائف. قال :

يا سَقْيَ وَجّ وجُنُوب وجّ

واحتلّه غَيْثٌ دِرَاكُ الثَّجِ

والمراد غَزاة حُنين.

وحُنين : وادٍ قِبَلِ وَجّ ، لأنها آخر غَزاة أوقع بها رسولُ الله صلى الله تعالى عليه وسلم على المشركين. وأما غَزْوتَا الطائف وتَبُوك فلم يكن فيهما قِتال.

ووجْهُ عطف هذا الكلام على ما سبقه التأسّفُ على مفارقة أَوْلادِه لقُرْبِ وفاته ؛ لأن

__________________

(١) البيت في لسان العرب (روح).

(٢) البيت من الكامل ، وهو للحارث بن وعلة في الدرر ٣ / ٦٢ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٢٠٦ ، ولزهير بن أبي سلمى في لسان العرب ١٢ / ٦٠٧ (هرم) ، وليس في ديوانه ، وبلا نسبة في لسان العرب ١ / ١٩٧ (وطأ) ، وهمع الهوامع ١ / ١٨٨.

١٦٢

غَزْوَه حُنَيْن كانت في شوال سنة ثمان ووفاته في شهر ربيع الأول من سنة إحدى عشرة.

كأنه قال : وإنكم لمن رَيْحان الله ، وأَنَا مُفَارِقُكُم عن قريب.

[جبب] (*) : قال له رجل : إني مَرَرْتُ بِجَبُوبِ بَدْرٍ ، فإذا أنا برجل أبيض رَضْرَاض ، وإذا رجلٌ أسود بيديه مِرْزَبَةٌ (١) من حَدِيد ، يضربه بها الضَّرْبةَ بعد الضَّرْبةِ فيغيب في الأرْض ، ثم يبدو رَتْوَةً ، فيتبعه فيَضْرِبه فيغيب ، ثم يبدو رَتْوَة. فقال : ذاك أبو جهل ، يُفْعل به ذلك إلى يوم القيامة.

الْجَبُوب : ما غَلُظَ من وجه الأرض ، وقيل للمدَرة : جَبُوبة ؛ لأنها قِطْعَةٌ من الجَبُوب.

ومنها حديثه : إنه قال لرجل يقْبُرُ ميّتاً : ضَعْ تلك الجَبوبةَ موضع كذا.

الرَّضْرَاض : الذي يترضرض لنعمته وكَثْرَة لحمه ، يقال : بَدَن رَضْرَاض ، وكَفَل رَضْرَاض.

المِرْزَبة والإرْزَبَّة : المِيتَدة (٢) ، من رزَب على الأرض ورَزَم : إذا لزم فلم يَبْرَح قال :

*ضَرْبُكَ بالمِرْزَبَةِ الْعُودَ النَّخِرْ (٣) *

الرَّتْوَة : قربُ المسافة ، من قول الماشي : رَتوتُ رَتْوَة إذا مشى مشياً قليلاً ، ومنه رَتَوْت الدَّلْو : إذا مَدَدْتُها بِرِفْقٍ ، ورَتَا برأسه ، وهو شِبْه الإيماءِ.

[جبى] : قال سلَمة بن الأكوع : قَدِمْنا مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم [بئر] الحُدَيبية ، فقعد على جَبَاها فسقَيْنَا واسْتَقَيْنَا ، ثم إن المشركين راسُّونا الصُّلْحَ ، حتى مشى بعضُنا إلى بعض فاصطلحنا.

الجِبَا : بالفتح ما حول البئر ، وبالكسر : ما جُمع في الحوض من الماء.

رَاسُّونا : فاتحونا ، من قولهم : بلغني رَسٌ مِنْ خَبَر ، ورَسُّ الحمى ورَسيسُها : أول ما تَمَسّ.

[جبجب] : عبد الرحمن رضي الله عنه ـ لمَّا بَدَا له أَنْ يُهَاجر أودع مُطْعِم بن عديّ جُبْجُبَة فيها نَوًى من ذهب.

هي زَنْبيل من جلود.

__________________

(*) [جبب] : ومنه حديث زنباع : أنه جبَّ غلاماً له. ومنه الحديث : إن الإسلام يجب ما قبله ، والتوبة تجب ما قبلها. ومنه حديث علي : رأيت المصطفى صلى الله عليه وسلم يصلي ويسجد على الجبوب. النهاية ١ / ٢٣٣ ، ٢٣٤.

(١) المرزبة : عصية من حديد.

(٢) الميتدة : المرزبة التي يضرب بها الوتد.

(٣) لسان العرب (رزب).

١٦٣

ومنها حديثُ عروة : كانت تموتُ له البقرة فيأمرُ أن تُتَّخَذ من جِلْدِها جَبَاجِب.

النوى : جمع نواة ، وهي قِطْعَةٌ وزنُهَا خمسةُ دراهم ، سُمِّيَتْ بنَوَاةِ التمرة.

[جبى] : ابن مَسْعود رضي الله عنه ـ قال : وذكر النفخ في الصور فيقومون فيُجَبّون تجبِيَةَ (١) رَجُلٍ واحد قياماً لرب العالمين.

قيل لكل واحد من الراكع والساجد : مُجَبٍ ، لأنه يجمعُ بانحنائه بين أَسْفَل بطنه وأَعالي فَخِذَيه.

[جبأ] : أُسَامة رضي الله عنه ـ ذكر سَرِيَّةً خرج فيها قال : فصبَّحْنا حيًّا من جُهينة فلما رأَوْنا جَبَئُوا من أَخْبِيَتِهم ، وانفرد لي ولصاحب السَّرِيَّة رجلٌ ، فأشرع عليه الأنصاريُّ رُمْحَه وسجد ، فالتفت وقال : لَا إله إلا الله ، فرفع عنه الأَنصاريُّ وأَدْرَكتُه فقتلتُه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أقتلت رجلاً يقول : لا إله إلا الله؟

قال أسامة : فلا أُقاتل رجلاً يقول : لا إله إلا الله حتى ألقاه.

فقال سعد : وأنا لا أُقاتلهم حتى يُقاتلهم ذو البُطَيْن. وكان لأسامة بطن مُنْدَحّ.

وروي أنه كان في سريّة أميرُها غالب بن عبد الله ، وأنهم قد أحاطوا ليلاً بحاضِرٍ فَعْمٍ ، وقد عَطَّنُوا مواشيَهُم ، فخرج إليهم الرِّجال فقاتلوا ساعةً ، ثم ولَّوْا ، قال أُسامة : فخرجتُ في أَثَر رجل منهم فجعل يتهكَّمُ بي حتى إذا دنوتُ منه ولَحَمْتُه بالسيف (٢) قال : لا إله إلا الله ، فلم أُغْمِد عنه سيفي حتى أوردته شَعُوب (٣).

جبَئُوا : خرجوا ، يقال : جبأَ عليه الأَسْودُ من جُحْره ، وجبأَتْ عليه الضَّبُع من وِجَارها :

وهو الخروج من مَكْمَن.

فرفع عنه : أي رُمْحَه أو يدَه ، فَحذَف لأنه مفهوم.

الضمير في أَلقاه يرجع إلى الله في قوله : لا إله إلا الله.

أراد بذي البُطَيْن : أُسامة لِاندِحاحِ بَطْنِه ، وهو اتِّساعه واستِفَاضَتُه. ومنه : اندحَّ الكَلأ.

الحاضر : الحيُّ إذا حضر ، والدَّار التي بها مجتمعهم. قال :

في حاضِرٍ لِجَبٍ بالليل سامرهُ

فيه الصَّوَاهِلُ والرَّاياتُ والعَكَرُ (٤)

وهو أيضاً خلافُ البَادِي في قوله :

لهم حاضِرٌ فَعْمٌ وَبَادٍ كأَنَّهُ

قَطِينُ الإِلهِ عزَّةً وتَكَرُّمَا (٥)

وقد يُقال أيضاً للمكان المحضور : حاضر ، فيقولون : نزلنا حاضر بني فلان.

__________________

(١) جبب الرجل : إذا مضى مسرعاً فاراً من شيء ، وجبّى (بتشديد الباء) بالمعنى نفسه.

(٢) لحمته بالسيف : ضربته بالسيف.

(٣) الشعوب : المنية.

(٤) البيت في لسان العرب (حضر).

(٥) البيت في لسان العرب (حضر).

١٦٤

الفَعْم : الضَّخْمُ الجمُّ.

عَطَّنُوا (١) : من العَطَن.

التهكّم : الاستهزاء والاستخفاف.

لَحَمْتُه : ضَرَبْتُه. ومعناه أصبت لحمه.

شَعُوب : علم للمنيّة ، كذُكاء للشمس ؛ وقد يدخل عليها لام التعريف فيقال : أدركته الشَّعوب ؛ وهي حينئذ صفةٌ غالبة إذا لم تَدْخل عليها اللّام انصرفت ، فقيل : أدركته شَعُوبٌ.

كقولك : منيّةٌ ومُصيبة ، وهي من الشَّعب بمعنى التَّفريق.

[جبب] : ابن عباس رضي الله عنهما ـ نهى عن الجُبِ. قيل : وما الْجُبُ؟ فقالت امرأة عنده : هو المَزَادَة يُخَيَّطُ بعضُها إلى بعض ، وكانوا يَنْتَبِذُون فيها حتى ضَريت.

هي من الجَبّ ، وهو القطع ؛ لأنها التي فُريت لها عِدّة آدِمَة.

وعن الأصمعي في المزادة هي التي تُفْأَم بجلدٍ ثالث بين الجلدين لتتّسع ، وتُسَمَّى المَجْبُوبة أيضاً.

ويقال : اسْتَجَبَ السِّقاءُ : إذا غَلُظ وضَرِي ، ومعناه صار جُبًّا ، كاستَحْجَر الطين.

[جبى] : جابر ـ كان اليهودُ يقولون : إذا نكَحَ الرجلُ امرأةً مُجَبِّيَة جاء وَلَدُه أحولَ ؛ فنزلت : (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ) [البقرة : ٢٢٣] غير أن ذلك في صِمَام واحد ـ وروي في سِمَامٍ.

أي مُكِبَّةً على الوجه.

الصِّمَام : ما يُسدّ به الفرْجَة ، فسمِّي به الفَرْج. ويجوز أن يكون معناه في مَوْضع صمام.

والسِّمَام : السُّم ، يقال : سُمّ الإبرة وسِمَامها ، ويجوز أن يكون الصاد بدلاً من السين شاذًّا عن القياس ؛ أعني أنه ليس بعدها أحدُ الحروف الأربعة التي هي الغين والخاء والقاف والطاء ، كما شذَّ صَلْهب (٢) في معنى سَلْهَب.

[جبل] : عِكْرِمة ـ كان يسأله خالد الحَذَّاء ، فسكت خالد ، فقال له : مَا لَك أَجْبَلْت؟.

أي انقطعت ، وأصله أَنْ يبلغ مِعْوَلُ الحافر الجبلَ ولا يَعْمَل.

[جبب] : مسروق رضي الله عنه ـ المُمْسِك بطاعة الله إذا جَبَّبَ الناسُ عنها كالكارِّ بعد الفارِّ.

التجبيب : الفرار البليغ بغاية الإِسراع.

المَجْبُور في (بص). وجَبَروّةٌ في (عف). جُبَار في (عج). ولا تُجَبُّوا في (عش). من

__________________

(١) عطنوا مواشيهم : أراحوها.

(٢) الصلهب من الرجال : الطويل ، وكذلك السلهب.

١٦٥

أَجبى في (أب). مُجبّأَة في (قص). وجَبَّار القُلوب في (دح). في جِبْوته في (حب). من الجِبْت في (طي). جُبّ طَلْعَةٍ في (جف).

الجيم مع الثاء

[جثى] (*) : النبي صلى الله عليه وسلم ـ مَنْ دَعَا دُعَاءَ الجاهِلِيَّة فهو من جُثَى جهنّم.

أي من جماعاتها.

والجُثْوَة : ما جُمِعَ من تراب وغيره ، فاسْتُعِيرت.

وروي جُثِيّ. وهو جمع جَاثٍ ؛ من قوله تعالى : (حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا) [مريم : ٦٨].

[جثم] (*) : نهى عن المُجَثَّمَةِ.

وهي البهيمة تُجَثَّمُ ثم تُرْمَى حتى تُقْتَل.

فجثثْتُ في (جا). تجثّمها في (جف).

الجيم مع الحاء

[جح] (*) : النبي صلى الله عليه وسلم. مَرَّ بامْرَأَةٍ مُجِحٍ ، فسأل عنها ، فقالوا : هذه أَمَةٌ لفلان. فقال : أَيُلِمُّ بها؟ فقالوا : نعم. فقال : لقد هَمَمْتُ أن أَلْعَنه لَعْناً يَدْخُل معه في قبره ؛ كيف يستخدمه وهو لا يحلّ له؟ أم كيف يُوَريه وهو لا يَحِلُّ له؟.

الْجُحّ : جِرْو الحَنْظَل والبطِّيخ ، فشُبّه به الجنين ، فقيل للحامل : مُجِحّ.

الضمير في يَسْتَخْدِمُه ويُوَرِّثه راجعٌ إلى الولد ، وهو في الموضعين يرجعُ إلى الاستخدام والتَّوْريث.

والمعنى : أن أمره مُشْكِل إِن كان وَلَدَه لم يحلّ له استعبادُه ، وإن كان ولدَ غيره لم يحلّ له توريثه.

[جحف] (*) : خُذُوا العطاءَ ما كانَ عطاءً ، فإذا تَجاحفت قريشٌ عن المُلكِ ، وكان عن دين أحدكم فدَعوه.

__________________

(*) [جنى] : ومنه الحديث : من دعا يا لفلان فإنما يدعو إلى جئا النار. ومنه حديث ابن عمر : إن الناس يصيرون يوم القيامة جئا. ومنه حديث علي : أنا أول من يجئو للخصومة بين يدي الله تعالى. النهاية ١/ ٢٣٩.

(*) [جثم] : ومنه الحديث : فلزمها حتى تجثمها. النهاية ١ / ٢٣٩.

(*) [جح] : ومنه الحديث : إن كلبة كانت في بني إسرائيل مجحاً ، فعوى جزاؤها في بطنها. النهاية ١ / ٢٤٠.

(*) [ججف] : ومنه في حديث عمر : أنه قال لعدي : إنما فرضت لقوم أجحفت بهم الفاقة. النهاية ١ / ٢٤١.

١٦٦

أي تقاتلت من الإِجحاف ، ويقال : الجَحْفُ : الضَّرْبُ بالسيف. والمجاحفة المُزَاحفة.

عن دين أحدكم : أي مجاوزاً لدين أَحدكم مُبَاعِداً له.

[جحر] (*) : عائشة ـ إذا حاضت المرأةُ حَرُم الْجُحْرَانِ.

المعنى : أن أحدهما حَرَام قبل المحيض ، فإذا حاضت حُرِّمَا معاً ، وقيل الجُحْرَانُ والجُحْر ، كعُقْبِ الشهر وعُقْبَانه.

[جحام] : مَيْمونة ـ كان لها كلبٌ ، فأَخَذَهُ داءٌ يقال له الْجُحَام ؛ فقالت : وَا رَحْمَتَا لِمِسْمَار!.

هو داءٌ يأخذ في رُءُوس الكلاب ، فتُكْوَى بين أَعينها ، وفي عيون الأناسيّ فتَرِم.

مِسْمَار : اسمُ كلبها.

[مجحجح] : الحسن ـ اسْتُؤْذِن في قتال أهل الشام حين خرج ابنُ الأشْعَث ، فقال في كلامٍ له : والله إنها لعُقوبة ، فما أدري أَمُسْتَأْصِلَةٌ أم مُجَحْجِحَة؟ فلا تستقبلوا عقوبةَ اللهِ بالسيف ولكن بالاسْتِكانة والتضرُّع.

أراد أم متوقّفة كافَّةٌ عن الاستئصال ، يقال : جَحْجَحَ عن الأمر وحَجْحَج عليه : إذا لم يُقْدِم عليه.

جُحَيْمر في (عش). جُحّظ في (سح). ولا جَحْراء في (طم). فاجْتَحَفَها في (صب). الجَحِيم في (قع). فجَحْجِحْ في (جخ).

الجيم مع الخاء

[جخى] : النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ـ كان إذا سجد جَخَّى.

أي تقوَّس ظهره ، مُتَجَافياً عن الأرض ، من قولهم : جخَّى الشيخ : إِذا انحنى من الكِبر. قال :

*لَا خَيْرَ في الشيخ إذا ما جَخَّى *

وروي : جَخّ. : أي فَتح عَضُديه ـ وروي : كان إذا صلَّى جَخَ. وفُسّر بالتحوّل من مكان إلى مكان.

[جخف] : ابن عُمر ـ نام وهو جالس حتى سُمِع جَخِيفُه ، ثم قام فصلَّى ولم يتوضأ.

جَخَف النائم : إذا نفخ وزادَ على الغَطِيط.

[جخجخ] : في الحديث : إن أَرَدْتَ العِزّ فجَخْجِخ في جُشم.

__________________

(*) [جحر] : ومنه في صفة الدجال : ليست عينه بناتته ولا حجراء. النهاية ١ / ٢٤٠.

١٦٧

أي صِحْ فيهم ونَادِهم. وقيل : احْلَل في مُعْظمهم وسَوَادهم ؛ كأنه ليلٌ قد تَجَخْجَخ : أي تراكمت ظلمتُه. قال الأغلب :

إنْ سَرَّك العِزُّ فجَخْجِخْ في جُشَمْ

أَهْلِ الْعَدِيدِ والبناءِ والكَرَمْ

وروي بالحاء ؛ أي توقّف فيهم. ومن روى : فجحجح بحشم ، فهو من قولهم : جَحْجَحْتُ بفلان ؛ أي أتيت به جَحْجَاحا : سيِّداً.

مَجْخِيًّا في (عر). جخراء في (طم).

الجيم مع الدال

[جد] (*) : النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ـ كتب معاوية إلى المغيرة بن شُعبة : أن اكتب إليَّ بشيء سمعتَه من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكتب إليه : إني سمعتُه يقول إذا انْصَرف من الصلاة : (لا إِلهَ إِلَّا اللهُ*) وحدَه (لا شَرِيكَ لَهُ) .. ، (لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).

اللهم لا مانعَ لِما أَعْطَيْتَ ، ولا مُعْطِي لما منَعْتَ ، ولا ينفعُ ذا الجَدِّ منك الْجَدّ وروي : لما أَنْطَيت ، ولا مُنْطي.

الجَدّ : الحظّ ، والإقبال في الدنيا. والْجُدّ ـ بالضم : الصفة ، ومثله الْحُلو والمُرّ ، وناقة عُبْر أَسْفار.

ومنه قوله صلى الله تعالى عليه وسلم : قمت على باب الجنة فإذا عامَّةُ مَنْ يدخلها الفقراءُ ، وإذا أَصْحَابُ الجَدِّ مَحْبوسون.

منك : من قولهم : هذا مِن ذاك ؛ أي بدل ذاك ، ومن قوله :

*فليتَ لنا من ماء زمزم شَرْبةً (١) *

أي بدل ماء زمزم. ومنه قوله تعالى : (وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ) [الزخرف : ٦٠]. والمعنى : أن المحظوظ لا ينفعه حظُّه بذلك ، أي بدَل طاعتك وعبادَتك. ويجوز أن تكونَ مِن على أصلِ معناها ؛ أعني الابتداء ، وتتعلّق إما بينفع وإما بالجَدّ.

والمعنى : المجدود لا ينفعه منك الجد الذي مَنَحْتَه ، وإنما ينفعه أن تمنحه اللطف والتوفيق في الطاعة ، أو لا يَنْفع مَنْ جَدُّه منك جَدُّه ، وإنما ينفعه التوفيقُ منك.

__________________

(*) [جد] : ومنه في حديث الدعاء : تبارك اسمك وتعالى جدّك. وفي حديث الأضاحي : لا يُضَحَّى بجدَّاء.

ومنه حديث علي في صفة امرأة : قال : إنها جدَّاء. وفي حديث أبي سفيان : جُدَّ ثديا أمك. وفي حديث ابن عمر : كان لا يبالي أن يصلى في المكان الجدد. النهاية ١ / ٢٤٤ ، ٢٤٥.

(١) عجزه :

مبردة باتت على طهيان

والبيت من الطويل ، وهو للأحول الأزدي أو الكندي في خزانة الأدب ٥ / ٢٧٦ ، ٩ / ٤٥٣ ، ولسان ـ

١٦٨

الإِنطاء : الإِعطاء بلُغَة بني سَعْد.

[جدل] (*) : إني عند الله مكتوبٌ خاتم النبيين ، وإن آدم لمُنْجَدلٌ في طِينَته.

انجدلَ : مطاوع جدَله ، إذا أَلقاه على الأَرْض ، وأصلُه الإِلقاء على الجَدَالة وهي الأرض الصُّلبة ، وهذا على سبيل إنابة فَعّل مَنَابَ فَعَل ، وقد سبق نظيره.

الطّينة : الخِلْقة ، من قولهم : طانَه الله على طِينتك ، والجارُّ الذي هو «في» ليس بمتعلِّقٍ بمنجدل ، وإنما هو خبرٌ ثان لإن ؛ والواو مع ما بعدها في محل النصب على الحال من المكتوب.

والمعنى كتِبْتُ خاتمَ الأنبياء في الحال التي آدم مطروحٌ على الأرض ، حاصلٌ في أثناء الخلقة ، لمّا يُفْرَغْ من تصويره وإجراء الرُّوح فيه.

[جداد] : نهى صلى الله عليه وسلم عن جِدَادِ اللَّيْلِ وعَنْ حَصاد الليل.

هو بالفتح والكسر : صَرَام النخل ، وكانوا يَجُدّون بالليل ويحصدون خشيةَ حضور المساكين وفراراً من التصدّق عليهم ؛ فُنهوا عن ذلك بقوله تعالى : (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ) [الأنعام : ١٤١].

[جاد] : أوصى من خَيْبر بجادِّ مائةِ وَسْقٍ للأَشْعَرِيّين ، وبجادِّ مائة وَسْقٍ للشَّنَائيِّين.

أي بنخل يُجَدُّ منه مائةُ وَسْق من التمر ، وهو من باب قولهم : ليلٌ نَائم.

ومنه حديثه : اربطوا الفرس فمن رَبَط فرساً فلَه جادُّ مائةٍ وخمسين وَسْقاً.

قيل : كان هذا في بَدْءِ الإسلام ، وفي الخيل إذْ ذَاك عِزَّة [وقلّة].

الشَّنَئي : منسوب إلى شَنُوءة ، بحذْفِ الواو وفتح العين ، وهكذا النَّسبة إلى كل ما ثالثُه واو أو ياء ساكنة وفي آخره تاء تأنيث ، كقولهم : عَضَبِيّ وحَنَفيّ نسبهم إلى بني عَضُوبة وبني حنيفة.

وروي للشَّنَوِيّين ، وهذا فيمن خفّف شنوءة بقلب همزتها واواً.

[جداء] : أبو بكر الصديق رضي الله عنه ـ إن قومَ خُفَاف بن نَدْبَة السُّلَمِي ارتدّوا ، وأَبَى أن يرتدّ ، وحَسُن ثباتُه على الإِسلام ؛ فقال فيه شعراً قوافيه ممدودة مقيدة :

ليس لشيء غيرِ تَقْوى جَدَاءْ

وكلُّ خَلْقٍ عُمْرُه لِلْفَناءْ

__________________

ـ العرب ١٣ / ١٢٨ (حمن) ١٥ / ١٧ ، ١٨ (طها) ، ٤٧٧ (ها) ، ومعجم البلدان ٣ / ٣٢٩ (شدوان) ٤ / ٥٢ (طهيان) ، ولأعرابية في جمهرة اللغة ص ١٣١٣ ، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ١٢٣٧ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٣٠٠ ، ٦٠٥ ، ومعجم ما استعجم ص ٣٩٩ ، ويروى «شدوان» بدل «طهيان».

(*) [جدل] : ومنه الحديث : ما أوتى قوم الجدل إلا ظلوا. ومنه حديث ابن صياد : وهو منجدل في الشمس. النهاية ١ / ٢٤٧ ، ٢٤٨.

١٦٩

إنَّ أبا بكر هو الغيثُ إذ

لم تُرْزِغ الأمطارُ بَقلاً بماءْ

المُعْطِيَ الْجُرْدَ بأَرسانها

والناعجاتِ المُسْرِعات النَّجَاءْ

واللهِ لا يدركُ أيامَه

ذو طُرّةٍ نَاشٍ ولا ذُو رِدَاءْ

مَنْ يَسْعَ كي يدركَ أَيامَه

يجتهِدُ الشدَّ بأرضٍ فضاءْ (١).

الجَدَاء : من أَجْدى عليه ، كالغَنَاءِ من أغنى عنه.

الإِرزاغ : البلَّ البليغ ، ومنه الرَّزَغة (٢) ، وهي الرَّدْغَة.

المعطِيَ : نصب على المدح.

الناعجات : الإِبل السِّراع ، وقد نَعَجت ، وقيل : الكِرَام الحسان الألوان ، من النَّعَج.

يجتهد الشدّ : أي يجتهده ، ويبلغ أقصى ما يمكن منه ، من قولهم : اجتهد رأيه.

[جدب] (*) : عمر رضي الله عنه ـ جَدَب السَّمَر بعد العَتَمة.

الجَدْبُ : العَيْبُ والتنفُّص ، قال :

*ومن وَجْهٍ تَعَلَّلَ جادِبُه (٣) *

ومنه الجَدْب.

[الجدح] (*) : خرج إلى الاسْتسْقَاءِ ، فصعد المنبر فلم يَزِدْ على الاسْتِغفار حتى نزل ، فقيل له : إنك لم تَسْتَسْقِ. فقال : لقد استسقيتُ بمجَادِيح السماء.

هو جمع مِجْدَح : وهو ثلاثةُ كواكب كأنها أُثْفِيَّة ، فشُبِّه بالمِجْدَح ، وهو خشبَة لها ثلاثة أعيار يُجْدَح بها الدواء : أي يُضْرَب ، والقياسُ مَجَادح ، فزيدت الياء لإشباع الكسرة ، كقولهم : الصياريف والدَّراهيم. وهو على قياس قول سيبويه جَمْعٌ على غير واحد.

والمِجْدَح عند العرب من الأنواءِ التي لا تكادُ تخطىء ، وإنما جمعه ، لأنه أراده وما شاكلَه من سائرِ الأنواء الصَّادقة.

__________________

(١) الأبيات في الكامل للمبرد ١ / ١٤٥ ، ولسان العرب (جدا) و (رزغ).

(٢) الرزغة : الطين الرقيق والوحل.

(*) [جدب] : ومنه في حديث الاستسقاء : هلكت الأموال وأجدبت البلاد. النهاية ١ / ٢٤٣.

(٣) تمامه :

فيا لك من خد أسيل ومنطق

رخيم ومن وجه تعلل جادبه

والبيت لذي الرمة في ديوانه ص ٤٣.

(*) [جدح] : ومنه حديث علي : جَدَحوا بيني وبينهم شرباً وبيئاً. النهاية ١ / ٢٤٣.

١٧٠

والمعنى : أنّ الاستغفار عندي بمنزلة الاستسقاء بالأَنواء الصادقة عندكم ؛ لقوله تعالى : (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً) [هود : ٥٢].

[جدف] (*) : سأل المفقودَ الذي اسْتَهْوَته الجنّ : ما كان طعامهم؟ قال : الفول ، وما (لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ). قال : فما كان شرابُهُم؟ قال : الْجَدَف.

جاء في الحديث : إنه ما لا يُغَطَّى من الشراب. كأنه الذي جُدِف عنه الغطاء : أي نُحِّي ، وجُدف من قولهم : رجل مَجْدُوف الكُمَّيْن ، إذا كان قصيرَ الكُمَّين محذوفهما ، وجدفت السماء بالثلج [وجدَفت] : رَمَتْ به ، وقيل : هو كل ما رُمِي به عن الشراب من زَبَد أو قَذَى. وقيل : هو نبات إذا رعَتْهُ الإِبلُ لم تحتج إلى الماء ، كأنه يجدف العطش.

إنْ رُفِع طعامُهم وشرابُهم كان «ما» في محل النصب ، والفعل خال من الضمير ؛ والتقدير : أي شيءٍ كان طعامُهم أو شرابُهم. وإنْ نُصِبا كان في محلِّ الرفع ، وفي الفعل ضميرُه. والتقديرُ : أي شيء كان هو طعامهم أو شرابهم ، والجدَف جائز فيه الرفع والنصب.

[جدل] : علي عليه السلام ـ وقف على طَلْحة يَوْمَ الجَمَل وهو صَريع ، فقال : أعْزِزْ عَلَيَّ أَبا محمد أَنْ أَراك مُجَدَّلاً تحت نجُوم السماء في بطون الأَوْدية ، شَفَيْتُ نَفْسِي ، وقتلتُ مَعْشَرِي! إلى الله أشكو عُجَرِي وبُجَرِي!.

المجدّل : المَطْرُوح.

العُجَر : العُقد في العَصَب ، ومنه عُجَر العَصَا.

والبُجَر : العروق المتعقِّدة في البطن خاصّة ، وقيل : العُجَر النُّفَخ في الظُّهور ، والبُجَر في البطون ، فوُضِعَتْ موْضع الهموم والأَشْجَان على سبيلِ الاستِعارة.

[جدي] (*) : سَعْد ـ رميتُ يوم بَدْرٍ سُهَيل بن عمرو ، فقطعتُ نَسَاه فانبعثَتْ جَدِية الدم. هي أول دَفْعَةٍ منه.

[جدد] : ابن عمر ـ كان لا يُبالي أن يصلِّيَ في المكان الْجَدَد والبَطْحَاءِ والتراب.

الجَدَد : المستوى الصُّلْب.

والبَطْحَاء : المَسِيل الذي فيه حَصى صِغار.

[جدد] :

أنس ـ كان الرَّجُلُ إذَا قَرَأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا.

__________________

(*) [جدف] : ومنه الحديث : لا تجدفوا بنعم الله. النهاية ١ / ٢٤٧.

(*) [جدى] : ومنه الحديث : أتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بجدايا وضغابيس.

١٧١

أي عظُم فيما بيننا. ومنه جَدُّ الله وهو عَظَمته.

[جدل] : معاوية رضي الله عنه ـ قال لصَعْصَعَة بن صُوحان : أنْتَ رجلٌ تتكلم بلِسانك ، فما مرَّ عليك جَدَّلْتَه ، ولم تنظر في أَرْزِ الكلام ولا اسْتِقَامته.

فقال له صَعْصَعة : والله إني لأَتْركُ الكلامَ حتى يَخْتَمِر في صَدْري ، فما أُزْهِفُ به ، ولا أُلْهِبُ فيه ، حتى أُقوِّم أَوَدَه ، وأَنْظر في اعْوِجَاجه ، فآخذ صَفْوَه ، وأَدَع كدره.

أراد أنه يتكلم بكلِّ ما يعنّ له من غير رَوِيَّة ؛ فشبّهه بالصائد الذي يُرْمِي ، فيُجَدِّل كل ما أَكْثبه من الوحش المارَّة عليه.

الأَرْز : من قولك : أَرَز الشيءُ : ثبت في مكانه فاجتمع. ومنه : الآرِزة ؛ والمراد الْتِئام الكلام.

الإِزْهاف : الاستقدام ، يقال : أَزْهَفْت قُدْماً ؛ يعني ما أقدِّمه قبل النظر فيه. ويجوز أَن يكونَ من أَزْهَف فلان في الحديث ، إذَا زاد فيه وقال ما ليس بحقّ ، وقد صحَّف من رواه بالرَّاءِ.

والإِلهاب : الإِسراع.

عائشة رضي الله تعالى عنها ـ قالت في العقِيقة : تذبح يَوْم السابع ، وتُقَطَّعُ جُدُولاً ، ولا يُكْسَر لها عَظْم.

أي أعضاء تامة.

قال المبرّد : الجَدْل : العَظْم يُفْصَل بما عليه من اللحم.

يوم السابع : أي يوم الليل السابع.

[جدف] : كعب رضي الله عنه ـ شرُّ الحديث التَّجْدِيف.

هو كُفْرَان النعمة واستِقْلَالها ، وحقيقته نسبةُ النِّعْمَة إلى التقاصر ؛ من قولهم : قميص مَجْدُوف الكُمَّيْنِ.

ومنه الحديث : لا تجدِّفُوا بنعم الله.

ومنه حديث الأوزاعي : سُئِل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أيُّ العملِ شرٌّ؟ قال : التَّجْدِيف. قيل : وما التَّجْدِيف؟ قال : أن يقولَ الرجل : لَيْس لي وليس عِندي ؛ لأن جُحُودَ النِّعْمَةِ من كُفْرانها.

[جديلة] : مجاهد ـ قال في تفسير قول الله تعالى : (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ) [الإسراء : ٨٤] : على جَدِيلته.

هي الطريقة والناحية. وقال شَمِر : ما رأيت تصحيفاً أشْبه بالصواب مما قرأَ مالك بن

١٧٢

سليمان [عن مجاهد في تفسير قوله تعالى : (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ). أي على جديلته] ؛ فإنه صحَّف قوله : على جَدِيلته ، فقال : على حَدٍّ يَلِيهِ.

[جد] : ابن سيرين رحمه الله ـ كان يختار الصلاة على الجُدِّ إن قدرَ عليه ، فإن لم يقدر[عليه] فقائماً ، فإن لم يَقْدِرْ فقاعداً.

الجُدّ بمعنى الجُدَّة : وهي الشاطىء ، يعني أنَّ راكب السفينة يُصَلِّي على الشاطىء فإن لم يَقْدِر صلَّى في السفينة قائماً وإلا فقاعداً.

عطاء ـ قال في الجُدْجُد يموت في الوَضوء : لا بَأْسَ به.

هو صَرَّارُ الليل ، وفيه شَبَه من الجَرَاد ، قال ذو الرمة :

كأنّا تُغَنِّي بيننا كلّ لَيْلَة

جَدَاجِدُ صَيْفٍ من صَرِير الأواخر (١)

[جدجد] (*) : في الحديث : فوَرَدْنَا على جُدْجُدٍ مُتَدَمِّن.

قيل : هو البئر الكَثِيرة الماء.

أَوْ جَدْعاء في (شر). وجَداً في (حي). وجَداية في (ضغ). الجَدْرُ في (شر) يُجَادُونه في (مص). جَادِسَة في (خم). الجديد في (صل).

الجيم مع الذال

[جذم] (*) : النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ـ من تعلَّم القرآنَ ثم نَسِيَه لَقِي الله تعالى وهو أَجْذم.

أي مَقْطُوع اليد.

ومنه قول عليّ عليه السلام : مَنْ نكَثَ بَيْعَتَه لَقِي اللهَ وهو أَجْذَم ، ليست له يَد.

وقيل : الأَجْذَم والمجْذُوم والمجذَّم : المصاب بالجُذَام ، وقيل : هُوَ المنقطع الحجّة.

[جذع] (*) : في حديث المبعث ـ إن ورقة بن نَوْفَل قال : يا ليتني فيها جَذَعْ.

__________________

(١) البيت ليس في ديوان ذي الرمة.

(*) [جدجد] : ومنه في حديث عطاء : الجُدْجُد يموت في الوضوء قال : لا بأس به. النهاية ١ / ٢٤٤.

(*) [جذم] : ومنه الحديث : لا تديموا النظر إلى المجذومين. وفي حديث الأذان : فعلا جذم حائط فأذَّن. ومنه حديث حاطب : لم يكن رجل من قريش إلا وله جذم مكة. ومنه الحديث : أنه أُتي بتمر من تمر اليمامة فقال : ما هذا؟ فقيل الجذامى ، فقال : اللهم بارك في الجذامى. النهاية ١ / ٢٥٢ ، ٢٥٣.

(*) [جذع] : ومنه حديث الضحية : ضحينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجذع من الضأن والثني من المعز. النهاية ١ / ٢٥١.

١٧٣

أراد ليتني في نُبُوّته شابٌّ أقوى على نُصرته ، أو ليتني أدركتُها في عَصْر الشّبيبة ، جذع حتى كنتُ على الإسلام لا عَلَى النصرانية.

[جذعم] علي عليه السلام ـ أسلم والله أبو بكر وأنا جَذْعَمَة ، أقول فلا يُسْمَع قولي ، فكيف أكونُ أحقَّ بمقام أَبي بكر؟.

هي الجَذَعة ، والميم زائدة للتوكيد ، كالتي في زُرْقم وسُتْهُم. وفي التاء وجهان : أحدهما المبالغة ، والثاني التَّأنيث على تأويل النّفس أو الجُثّة.

[جذذ] (*) : أمر نَوْفاً البِكَاليّ أن يَأْخُذَ من مِزْوَدِه جَذِيذاً.

هو السَّوِيق ، لأنه يجذّ ، أي يُكَسَّرُ ويُجَشّ ، والشزبةُ منه : جَذِيذة.

ومنها حديث أَنس رضي الله عنه : قال محمد بن سيرين : أَصْبحنَا ذاتَ يومٍ بالبَصْرة ولا نَدْرِي على ما نحن عليه من صَوْمِنا ، فخرجتُ حتى أتيتُ أَنس بن مالك ، فوجدتُه قد أخذ جَذِيذةً كان يأخذُها قبل أن يَغْدُو في حاجته ثم غدا.

يجوز أن تكون ما استفهامية قد دخل عليها الجار ، وأبقيَتْ كما هي غير محذوفة الألف وإن كان الحذف هو الأكثر استعمالاً ، وعليه زائدة للتوكيد. ويجوز أن تكون موصولة ، ويُجْرَى نَدْرِي مُجْرَى نطلع ونقف ؛ فيعدّى تَعْدِيته.

[جذر] (*) : حذيفة رضي الله عنه ـ حدّثنا رسولُ الله صلى الله تعالى عليه وسلم حديثين قد رأيتُ أحدَهما وأنا أَنْتَظِرُ الآخر : حدَّثَنا أنَّ الأَمانة نزلت في جَذْرِ قلوب الرجال ، ثم نزل القرآن فعلّموا من القرآن وعلّموا من السنة. ثم حدثنا عن رَفْع الأمانة فقال : ينامُ الرجل النومةَ فتُقْبَض الأمانةُ من قلبه ، فيظلّ أثرها كأَثر الوَكْت ، ثم ينامُ النَّوْمة فتُقْبض الأمانةُ من قلبه ، فيظلّ أثرها كأَثر المَجْل ، كجَمْرٍ دَحرَجْته على رِجْلك تَرَاه مُنْتَبِراً وليس فيه شيء ، ولقد أتى عليّ زمانٌ وما أُبالي أيكم بايعْتُ ، لئن كان مسلماً ليردنّه عليّ إسلامُه ، ولئن كان يهودياً أو نصرانياً ليردنّه عليَّ سَاعِيه ، فأما اليومَ فما كنتُ لأِبايع إلَّا فلاناً وفلاناً.

الجِذْر ـ بالفتح والكسر : الأصل. قال زُهَير :

وسامِعَتَيْن تَعْرفُ العِتْقَ فِيهِما

إلى جَذْرِ مَدْلوكِ الْكُعُوبِ مُحَدَّدِ (١)

الفرق بين الوَكْت والمَجْل : أن الوَكْت : النُّقَطَ في الشيء من غير لَوْنه ، يقال : بعَيْنه وَكْتَة ، ووَكَتَ البُسْرُ : إذا بدت فيه نقطُ الإِرْطاب.

__________________

(*) [جذذ] : ومنه : أنه قال يوم حنين : جذُّوهم جذاً. ومنه حديث علي : أصول بيد جذَّاء. النهاية ١ / ٢٥٠.

(*) [جذر] : ومنه في حديث الزبير : احبس الماء حتى يبلغ الجذر. وحديث عائشة : سألته عن الجذر ، قال : هو الشاذروان الفارغ من البناء حول الكعبة. النهاية ١ / ٢٥٠.

(١) البيت في ديوان زهير بن أبي سلمى ص ٢٢٦.

١٧٤

والمَجْل : غِلظَ الْجِلدِ من العَمل لا غَيْر ، ويدلُّ عليه قوله : تراه مُنْتَبِراً : أي منتفخاً وليس فيه شيء.

بايعت : من البيع.

الساعي : واحد السُّعَاة : وهم الوُلاة على القوم ؛ يعني أن المسلمين كانوا متحقّقين بالإِسلام فيتحفظون بالصِّدْق والأَمانة ، والملوكُ ذوي عدل ؛ فما كنتُ أُبالي مَنْ أُعامل ؛ إن كان مسلماً رَجَعه إليَّ بالخروج عن الحق عمله بمقتضى الإِسلام ، وإن كان غَيْرَ مسلم أَنْصَفَني منه الوَالي.

[جذل] (*) : الحُبَاب ـ قال يوم سَقِيفَةِ بني ساعدة حين اختلف الأنصار في البيعة : أنا جُذَيْلُها المحكَّك ، وعُذَيْقُهَا المرجَّب ، منا أميرٌ ومِنْكم أَمير.

الجِذْل : عودٌ يُنْصَب للإِبل الجَرْبى تحتكُّ به فتستشفي.

والمحكَّك : الذي كَثُر به الاحتكاك حتى صار مُمَلّساً.

والعَذْق : بالفتح : النخلة.

والمرجّب : المَدْعُوم بالرُّجْبَة ؛ وهي خَشَبَة ذات شُعْبتين ؛ وذلك إذا طال وكَثُرَ حمله.

والمعنى : إني ذُو رَأْي يُسْتَشْفَى بالاستضاءة به كثيراً في مثل هذه الحادثة ، وأنا في كثرة التجارب والعِلْم بموارد الأَحوال فيها وفي أمثالها ومصادِرها كالنخلة الكثيرة الحمل ، ثم رَمَى بالرأي الصائب عنده ، فقال : مِنّا أميرٌ ومنكم أمير.

[جذم] : قتادة ـ قال في قوله تعالى : (وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ) [الأنفال : ٤٢]. أبو سفيان انجذم بالعير فانطلق في رَكْب نحو البحر.

أي انْقَطَعَ بها عن الجادَّة نحو البحر.

والمُجْذِية في (خو). يتجاذَوْن في (رب). بجِذْل في (شي). والجَذْم في (مص).

والْجَذعَة في (ثغ). حِسْمَى جُذَام في (كف).

الجيم مع الراء

[جرجر] (*) : النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ـ من شرب في آنيةِ الذهب والفضة فكأنما يُجَرْجِرُ في جَوْفه نارَ جهنم.

أي يردّدها فيه ، من جَرْجَر الفحلُ : إذا ردّد الصوت في حنجرته.

__________________

(*) [جدل] : ومنه الحديث : ببصر أحدكم القذى في عين أخيه ، ولا يبصر الجدل في عينه. ومنه حديث سفينة : أنه أشاط دم جزور بجذل. النهاية ١ / ٢٥١.

(*) [جرجر] : ومنه الحديث يأتي الحب فيكتازمنه ثم يجرجرقائما. النهاية ١ / ٢٥٥.

١٧٥

[جرر] (*) : ما مِنْ عبد ينام بالليل إلّا على رأسه جَرير معقود ، فإن هو تَعَارَّ ، وذكر الله حُلَّت عُقْدَةٌ ، فإن هو قام وتوضّأ وصلّى حُلَّت عقدة. ـ وروي : يَعْقِدُ الشيطان على قافيةِ رأس أحدِكم ثلاثَ عُقد ، فإذا قام من الليل فتوضّأ وصلّى انحلّت عقدة.

هو حبلٌ من أَدَم.

تعَارّ : سهر بصَوْتٍ ، ومنه عِرار الظَّليم وهو صِياحُه.

وفي معناه : حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما : مَنْ أَصْبَحَ على غَيْرِ وِتْرٍ أصبح وعلى رأسه جَرِيرٌ سبعون ذِرَاعاً.

ومن الْجَرير قوله صلى الله تعالى عليه وسلم لبني عبد المطلب وهم ينزعون على زَمْزَم : انزِعوا علي سِقَايتكم ، فلولا أنْ يغلبكم الناسُ عليها لنَزَعْتُ معكم حتى يُؤَثِّرَ الْجَرِيرُ بظَهْري.

ومنه الحديث : إن رجلاً كان يَجُرّ الجرِيرَ فأصاب صَاعَيْنِ من تَمْر ، فتصدَّق بأحدهما فلَمزه المنافِقون.

معناه : أنه كان يستقي الماء.

القافية : القَفَا.

قالت عائشة رضي الله تعالى عنها : نصبتُ على باب حُجْرَتي عَباءة ، وعلى مجَرِّ بَيْتِي سِتْراً مَقْدَمَه من غزوة خَيْبَر أو تَبُوك ، فدخل البيتَ فهتك العَرْصَ حتى وقع إلى الأرض.

المجرّ والعَرْص واحد ، وهما الجائز الذي تُوضع عليه أطراف العَوَارض.

وروي بالضّاد وقيل : لأنه يوضَعُ على البيت عَرْضاً ، ويقال : عرَّضت السقف تَعْريضاً.

مَقْدَمَه : نُصِب على الظرف ، أي وقت مَقْدَمه.

[جرف] (*) : ليس لابْنِ آدمَ حقٌّ فيما سوى هذه الخِصَال : بَيْتٌ يُكِنُّه ، وثَوْبٌ يُوَاري عَوْرته ، وجِرَفُ الْخُبْزِ ، والماء ـ ويروى : جِلَف.

وهما جمع جِرْفَة وجِلْفَة ؛ وهي الكِسْرَة ، من جرفَتْه السَّنَة وجَلَفَتْه.

الخِصال : الخِلال ، وليست الأشياء المذكورة بخِلَال ، ولكنَّ المراد إكْنَان بيت ،

__________________

(*) [جرر] : ومنه الحديث : قال يا محمد بم اخذتني؟ قال : بجريرة حلفائك. ومنه حديث لغيط : ثم بايعه على أن لا يجر عليه الا نفسه. والحديث : لا تجار أخاك ولا تشار. ومنه الحديث : أجر لي سراويلي. ومنه الحديث : لا صدفة في الإبل الجارة. وفي حديث ابن عباس : المجرة باب السماء. ومنه حديث أم معبد : فضرب ظهر الشاة فاجترت ودرت. وفي حديث الشيرم : أنه حازجاز. وفي حديث الأشربة : أنه نهى عن نبيذ الجر. ومنه حديث علي : أنه كان ينهي عن أكل الجري والجريت. النهاية ١ / ٢٥٨ ، ٢٥٩ ، ٢٦٠.

(*) [جرف] : ومنه في الحديث : الطاعون الجارف. النهاية ١ / ٢٦٢.

١٧٦

ومُوَاراة ثَوْب ، وأكلُ جِرَف ، وشُرب ماء ؛ فَحذَف ذلك ، كقوله تعالى : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ) [يوسف : ٨١].

وروي : كلُّ شيء سوى جِلْف الطعام ، وظلّ بيتٍ ، وثَوْبٍ يَسْتر ـ فَضْلٌ. ـ بسكون لام جِلف.

وقيل : هو الخُبْز اليابس غير المأْدُوم. وأنشد :

الفَقْر خَيْرٌ مِنْ مَبِيتٍ بِتُّهُ

بِجُنُوبِ زَخَّةَ عِنْدَ آلِ مُعَارِكِ (١)

جَاءُوا بجِلْفٍ مِنْ شَعِير يَابِسٍ

بَيْنِي وبَيْنَ غُلَامِهِم ذِي الْحَارِكِ

[جرى] : لا تُجَارِ أخاكَ ولا تُشَارِه.

أي لا تُطَاوِلْهُ ولا تغالبه فِعْلَ المُجَارِي في السباق.

والمشارَاة : الملاجّة ، ومنها : اسْتِشْراء الفرس في عَدْوِه. ورُوِيا مشدَّدين ، وقيل : المجارَّة من الجرير ، وهو أن يَجْنِيَ كلّ واحدٍ منهما على صاحبه ، وقيل : المُماطَلة وأَن يلوِيَ بحقه ويجرّه من وقت إلى وقت. والمشارَّة من الشر.

دخلت امرأةٌ النار من جَرَّا هِرَّةٍ لم تُطْعِمها حتى ماتَتْ هزلاً.

أي من أَجلها. قال أبو النجم :

*فَاضَتْ دُمُوعُ الْعَيْنِ من جَرَّاها (٢) *

[جرن] (*) : قال عمرو بن خارجة الأشعري : شهدتُ مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حِجّةً ، وكنت بينَ جِرَانِ ناقتِه ، وهي تَقْصَع بجِرَّتها ، ولُغامُها يَسِيلُ بين كَتِفيّ.

وهو من العُنقِ : ما بين المذبح إلى المنحر.

__________________

(١) في لسان العرب (جلف) «القفز» بدل الفقر.

(٢) بقيته :

واها لسلمي ثم واها واها

والرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص ١٦٨ ، وله أو لأبي النجم في المقاصد النحوية ١ / ١٢٣ ، ٣ / ٦٣٦ ، ولأبي النجم في شرح التصريح ٢ / ١٩٧ ، وشرح شواهد المغني ١ / ١٢٩ ، وشرح المفصل ٤ / ٧٢ ، ولسان العرب ١٣ / ٥٦٣ (ويه) ، ١٤ / ٣٤٥ (روى) ، وله أو لرجل من بني الحارث في خزانة الأدب ٧ / ٤٥٥ ، وبلا نسبة في شرح الأشموني ٢ / ٣٦٣ ، ٤٨٦ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٧٨٦ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٩٦٧ ، وشرح قطر الندى ص ٢٥٧ ، واللامات ص ١٢٥ ، ومجالس ثعلب ص ٢٧٥ ، ومغني اللبيب ٢ / ٣٦٩ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٣١١.

(*) [جرن] : ومنه حديث عائشة : حتى ضرب الحق بجرانه. وفي حديث الحدود : لا قطع في ثمر حتى يؤويه الجرين. ومنه حديث أُبيّ مع الغول : أنه كان له جرن من تمر. النهاية ١ / ٢٦٣.

الفائق في غريب الحديث / ج ١ / م ١٢.

١٧٧

القَصْع : المَضْغ بعد الدَّسْع ؛ وهو نَزْع الجِرَّة من الكَرِش إلى الفَم ، يقال : دسعَتْ بجرِّتها ثم قصَعت بها.

اللُّغام : الزبد ولغَمَ البعيرُ : رَمَى به.

[جرف] : أبو بكر رضي الله عنه ـ مرَّ بالناس في مُعَسكرهم بالْجُرْف ، فجعل ينسب القبائل ، حتى مرَّ ببني فَزَارة ، فقام له رجلٌ منهم ، فقال له أبو بكر : مَرْحباً بكم. قالوا : نحن يا خليفةَ رسول الله أَحْلاسُ الخيلِ ، وقد قُدْنَاها معنا. فقال أبو بكر : باركَ اللهُ فيكم.

الجُرْف : مَوْضع ، وأصله ما تجَرَّفَتْهُ السيولُ من الأَودية.

يَنسِبُ القبائل : من قولهم : نسَبتُ فلاناً إذا قُلْتَ : ما نَسَبُك؟ قال أبو وجْزة :

*ما زِلْنَ يَنْسُبْنَ وَهْناً كلَّ صَادِقةٍ (١) *

أي يُشْخِصن القطا فيقول : قَطَاقَطا ؛ فجعل ذلك نسباً له.

حِلْس الدابة : كالمِرْشَحة يكون تحت اللِّبْد ، فيشَبّهُ به الرجل اللازم لظَهْرِ الفرس.

[جرد] (*) : عمر رضي الله عنه ـ تجرَّدُوا بالحجِّ وإنْ لم تُحْرِموا.

أي جيئوا بالحجّ مُفْرَداً ، وإن لم تَقْرِنُوا الإِحرام بالعمرة ؛ يقال : جرَّدَ فلانٌ الحجَّ وتجرَّدَ به : إذا أَفْرَدَه ولم يَقْرِنْه بالعُمْرَة.

أتى مسجد قُبَاء ، فرأى فيه شيئاً من غبَار وعنكبوت ؛ فقال لرجل : ائتني بجَرِيدةٍ واتَّقِ العَوَاهين. قال : فجِئْتُه بها فربط كُمَّيه بوَذَمَة ، ثم أخذ الجريدةَ ، فجعل يتتبَّع بها الغُبَار.

الجريدة : السَّعفة التي جُرِّد عنها الخوص ؛ أي قُشِر.

العَوَاهن : ما يلي القِلَبة من السَّعف ، وإنما نهى عنها لئلا يضرّ قطعُها القِلَبة.

الوَذَمَة : السَّير.

[جرمز] : كان يأْخذ بيده اليمنى أُذنه اليسرى ثم يجمع جَرَامِيزه ويَثِبُ ، فكأنما خُلِقَ على ظَهْر فرسه.

__________________

(١) عجزه :

باتت تباشر عزما غير أزواج

والبيت في لسان العرب (عرما).

(*) [جرد] : ومنه في صفته صلى الله عليه وسلم : أنه كان أنور المتجرَّد. ومنه الحديث : أهل الجنة جُرْد مُرْد. وحديث أنس : أنه أخرج نعلين جرداوين. وفي حديث أبي بكر : ليس عندنا من مال المسلمين إلا جُرْد هذه القطيفة. ومنه الحديث : كتب القرآن في جرائد. وفي حديث ابن أبي حدرد : فرميته على جريداء متنه. النهاية ١ / ٢٥٦ ، ٢٥٧.

١٧٨

أي أطرافه. ومنه تجَرْمَز الرجلُ واجْرَنمز : إِذا اجتمع وتقبَّض ، وهو جمع لم يُسْمَع واحِدُه ، كالعبادِيد والحذَافِير ، وقيل : الْجُرْمُوز : الرُّكبة ، فإن صحَّ كان المعنى أنه جمع رُكبتيه وما يتصل بهما.

ومنه حديث المُغيرة : إنه لما بُعِثَ إلى ذي الحاجِبَيْن قال : قالت لي نفسي : لو جمعتَ جَرَاميزك ، فوثبتَ وقعدتَ مع العِلْج.

[جرر] : عبد الرحمن ـ قال الحارث بن الصِّمَّة : رأيتُه يوم أُحُد في جَرِّ الْجَبَل فعَطَفْت إليه.

هو أَسفله. قال :

*وقد قَطَعْتُ وَادِياً وجَرّا*

وكأنه ما انْجَرَّ على الأرض من سَفْحِه. وقولهم : ذَيْل الجَبَل. يَحْتَجُّ له.

[جرد] : ابن مسعود رضي الله عنه ـ جرِّدُوا القُرْآنَ ليَرْبُوَ فيه صَغِيرُكمْ ، ولا يَنْأَى عَنْهُ كَبِيرُكم ؛ فإنَّ الشيطانَ يخرجُ من البيت تُقْرَأُ فيه سورةُ البقرة.

قيل : أراد تجريدَه عن النُّقَطِ والْفَوَاتح والعُشور لئلَّا ينشأ نَشْءٌ فيُرَى أنها من القرآن.

وقيل : هو حثٌّ على ألَّا يُتَعلم معه غيرُه من كتب الله ، لأنها تُؤْخَذ عن النصارى واليهود ، وهم غيرُ مأمونين.

وقيل : إن رجلاً قرأَ عنده ، فقال : أستعيد بالله من الشيطان الرجيم ، فقال : ذلك.

وفيه وجهٌ أُسلوبُ الكلام ونظمه عليه أدَلّ : وهو أَنْ يجعل اللام من صلة جَرِّدوا ، ويكون المعنى : اجعلوا القرآن لهذا ، وخُصُّوه به ، واقْصُروه عليه دون النِّسْيان والإِعراض عنه ، من قولهم : جُرّد فلانٌ لأمر كذا وتجرَّد له.

وتلخيصه : خصُّوا القرآن بأَنْ يَنْشأَ على تعلّمه صغاركم وبألَّا يتباعد عن تِلَاوَته وتدَبُّره كباركم ؛ فإنّ الشيطانَ لا يَقرّ في مكان يُقْرَأُ فيه.

[جرش] : أبو هريرة رضي الله عنه ـ لو رأيتُ الوعول تَجْرِش ما بين لَابَتَيْهَا ما هِجْتُهَا ولَا مِسْتُهَا ؛ لأنَّ رسولَ الله صلى الله تعالى عليه وسلم حرَّم شجرها أن تُعْضَد أو تُخْبَط.

أي تُرْعى وتُقْضم ، والأصل فيه جَرَش الملح وغيره ؛ وهو ألَّا يُنْعَمَ دَقُّه فهو جَرِيش ، ثم استُعير لموضع القَضْم.

وأما الْجَرْس فهو أن ينقر الطيرُ الحبّ فيُسْمَع له جَرْسٌ أي صوت ، ومنه : نحل جَوَارس.

١٧٩

اللَّابَتَان : حَرَّتا المَدينة.

مِسْتُهَا : أي مَسِستُها. وفيه وجهان : أَحَدُهما أن تَحْذِف السين وتُلْقِي حركتَها على الميم. والثاني : أن تحذفَها حذفاً من غير أن تُلقيها عليها فتقول : مَسْتها بالفتح ، ومثله ظِلْتُ وظَلْت في ظَللت.

[جرر] : ابن عمر رضي الله تعالى عنهما ـ شهد فتحَ مكة ، وهو ابنُ عشرين سنة ، ومعه فرسٌ حَرُون ، وجمل جَرُور ، وبُرْدَةٌ فَلوت ، ورُمْح ثقيل ؛ فرآه رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو يَخْتَلِي لفرسه ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : إن عبد الله ، إن عبد الله.

الْجَرُور : لا ينقاد كأنه يَجُرُّ قَائده ، أو يُجَرُّ بالشَّطَن جَرًّا.

الفَلُوت : التي لا تنضمّ عليه لصِغرها ، كأنها تنفلت عنه.

يَخْتَلِي : يَجْتَزّ الخَلَى ؛ وهو الرَّطْب ، ولامُه ياء لقولهم : خَلَيْت الخلى. قال ابن مُقْبِل :

تَمَطَّيْتُ أَخْلِيهِ اللِّجَامِ وبَذَّنِي

وشَخْصِي يُسَامي شَخْصَه ويُطَاوِلُه (١)

أي أجْعَل اللجام في فيه مكان الخَلي.

إن عبد الله ، إن عبد الله : يجوز أَن يكونا جملتين محذوفتي الخبر ، ويجوز أن تكون الثانية خبراً كقولهم : عبدُ الله عبدُ الله.

[جرد] : عائشة رضي الله عنها ـ رأتِ امرأةً شلَّاء ؛ فقالت : رأَيتُ أُمِّي في المنام ، وفي يدها شَحْمَةٌ ، وعلى فَرْجها جُرَيْدَةً ، وهي تَشْكُو الْعَطَش ، فأردتُ أن أسقيَها ، فسمعتُ منادِياً يُنَادي : أَلا مَنْ سقاها شلّت يمينُها ، فأصبحتُ كما تَرَين.

تصغير جَرْدة : وهي الْخِرْقة الخَلَقَ ؛ من قولهم : ثوبٌ جَرْد.

[جرجم] (*) : وهب رحمه الله ـ قال طالوتُ لِدَاود : أنتَ رجلٌ جَريءٌ ، وفي جبالنا هذه جَرَاجمَةٌ يَحْتَربون الناسَ.

هم اللّصوص ، من جَرْجَمَهُ : إذا صرَعه ؛ وقياس الواحد جَرْجمي.

يَحْتَربون : يستلبون ؛ من حَرَبته : إذا أخذتَ ماله.

[جرمز] : الشعبي رحمه الله ـ قال سُوَيد : قلت له : رجلٌ قال إن تزوجتُ فلانة فهي

__________________

(١) عجز البيت في لسان العرب (خلي) يُروى :

وشخصي بسامي شخصه وهو طائلة

(*) [جرجم] : في حديث قتادة ، وذكر قصة قوم لوط : ثم جرجم بعضها على بعض. النهاية ١ / ٢٥٥.

١٨٠