الفائق في غريب الحديث - ج ١

جار الله محمود بن عمر الزمخشري

الفائق في غريب الحديث - ج ١

المؤلف:

جار الله محمود بن عمر الزمخشري


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤١٥

مُتْهِم في (وض). كليل تِهَامة في (غث).

التاء مع الياء

[التتايع] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ ما يَحْمِلُكم على أَنْ تَتَايَعُوا في الكَذِب كما يَتَتَايَعُ الْفَرَاشُ في النَّارِ؟.

التَّتَايُع : التهافت في الشرّ والتسارُع إليه ، تفاعُل من تَاع ؛ إذا عجل ، وحذْف إحدى التاءين في «تتفاعل» جائز وفي تتايع كالواجب.

ومنه حديثه : إنه لما نزلَتْ (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ...) [النور : ٤] الآية. قال سعدُ بن عُبَادَة : يا رسولَ الله ؛ أرأيتَ إِن رأى رجلٌ مع امرأتِه رجلاً فقتَله أَتَقْتُلُونَه؟ وإن أَخْبَر بما رأى جُلِدَ ثمانين؟ أفَلا يضربُه بالسيف؟ فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : كفى بالسَّيْفِ شَا ـ أراد شاهداً ـ فأَمسك ، وقال : لولا أن يَتَتَايع فيه الغَيْرَان والسَّكْرَان.

حذف جواب لولا ، والمعنى لولا تَهَافُت هذين في القَتْل ، وفي الاحتِجاج بشهادة السيف لتمَّمْتُ على جَعْله شاهداً ولحكَمْتُ بذلك.

ومنه قول الحسن رضي الله عنه : إن عليًّا عليه السلام أراد أمراً ، فتَتَايَعَتْ عليه الأمور فلم يجد مَشْرَعاً.

يعني في أَمْرِ الْجَمَل.

[تيا] : عمر رضي الله تعالى عنه ـ رأى جارية مهزولةً تطيش (١) مرَّة وتقومُ أخرى ، فقال : ومن يعرف تَيَّا؟ فقال له ابنُه عبد الله : هي والله إحْدَى بناتك.

تيّا : تصغير «تا» في الإشارة إلى المؤنث ، كما قيل : «ذيَّا» ، في تصغير «ذَا» ، والألف في آخرهما مزيدة مجعولة علامةً للتصغير ، كالضمَّة في صَدْرِ فُلَيْس ، وليست هي التي في آخر المكبَّر بدليل قولك : اللَّذَيَّا واللَّتَيَّا في تصغير الذي والتي ، وكذا المُبْهَمات كلّها ؛ مخالَفةً بها ما ليس بمُبْهَم ومحافظةً على بنائها.

وعن بعض السلف أنه أخذ تِبْنَةً من الأَرض ثم قال : تيَّا من التوفيق خيرٌ من كذا وكذا من العمل.

التِّيَعة والتِّيمَة في (اب). لأتيسنهّم في (يم).

[تمّ آخر كتاب التاء ولله الحمد والمنة]

__________________

(١) تطيش : أي تميل.

١٤١

حرف الثاء

الثاء مع الهمزة

[ثؤاج] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ استعمل عُبادة بن الصَّامت على الصدقة ، فقال : اتَّقِ اللهَ يا أبَا الوليد ألّا تَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ على رقبتك شَاةٌ لها ثُؤَاج.

هو صوت النَّعجة.

ألّا تَأتي : فيه وجهان : أحدهما أن تكونَ لا مزيدة. والآخر أن يكون أصلُه لئلا تأتي ، فحذف اللام.

على رقبتك : ظرف وقع حالاً من الضمير في تَأتي تقديره : مستعلية رقبتك شاة ، ونظيره :

*فَجاءُونَا لهم سُكُرٌ عَلَيْنَا (١) *

[ثأد] : عمر رضي الله عنه ـ قال في عام الرَّمادة : لقد هممتُ أن أجعلَ مع كلَ أهل بيتٍ من المسلمين مثلهم ، فإن الإنْسَان لا يَهْلِك على نصف شِبَعه. فقال رجل : لو فعلت ذلك يا أميرَ المؤمنين ما كنتَ فيها بابْنَ ثَأْدَاء.

وروي : إن رجلاً قال له عام الرمادة : لقد انْكَشَفَتْ وما كنتَ فيها ابنَ ثَأْدَاء! فقال : ذلك لو أنفقتُ عليهم من مالِ الخطّاب!.

الثَأْدَاء : الأَمة ، سُمِّيت بذلك لفسَادها لُؤْماً ومَهَانَةً ، منْ قولهم : ثَئِد المبرك على البعير : إذا ابتل وفسد حتى لم يستقر عليه. وفي كلامهم : أقمتُ فلاناً على الثّأْدَاء ، إذا أقلقته ، ويعضد ذلك تسميتهم إياها ثَأطَاء من الثّأْطَة (٢).

وأما الدَّأْثَاء فهي من دُئِث فلان بالإعياء حتى كَسل وأَعْيَا : أي أثقِل ، لأنها لا تَخْلُو من

__________________

(١) عجزه :

فأجلي اليوم والسكران صاحي

والبيت بلا نسبة في لسان العرب (سكر).

(٢) الثأطة : الحمأة ، والطأطاة : الحمقاء.

١٤٢

ذلك في أكثر أوقاتها ، وقد روى حركة الهمزة في قوله.

ومَا كُنَّا بَنِي ثَأَدَاءَ لَمَّا

شَفَيْنَا بالأَسِنَّةِ كلَّ وَتْرِ (١)

وقد استثقل سيبويه هذا البناء ، ولم يذكر إلا قَرَماء [و] جَنَفَاء في اسمي موضعين. والمعنى : إنك عملت على شَاكِلَة الأحرار الكرام في تفقّد المسلمين ومُواساتهم والقيام بما يُصلحهم وينعشهم.

وثَأْط في (حم). فرأب الثَّأْي في (سح). فيوتَر ثأركُم في (حب).

الثاء مع الباء

[ثبج] (*) : النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أَخْيَارُ أُمّتي أولها وآخرها ، وبين ذلك ثَبَجٌ أَعْوج ، ليس منك ولستَ منه.

أي وَسَطاً ، يقال : ضرب ثَبَجه بالسيف ، ومضى بثَبج من الليل : إذا مضى قريبٌ من نصفه. معنى قولهم : هو منِّي هو بَعْضي. والغرضُ الدلَالةُ على شدّة الاتصال ، وتمازج الأهواء ، واتحاد المذَاهب. ومنه قوله تعالى : (فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي) [إبراهيم : ٣٦].

وقوله : ليس مِنك ولستَ منه ، نفيٌ لهذه البعضية من الجانبين.

[ثبان] : عمر رضي الله عنه ـ إذا مرَّ أحدُكم بحائط فلْيَأْكُلْ منه ولا يَتَّخِذْ ثِبَاناً ـ وروي: خُبْنَة.

الثِّبان : ما تَحْمل فيه الشيءَ بين يديك من وعاءٍ. وقيل : هي جمع ثُبْنة ، وهي الْحُجْزَة تتخِذها في إزارِك تجعلُ فيها الجَنى وغيره.

والْخبنة : مثلها ، يقال : ثبنُ الثوب وخَبَنه وكَبنه.

[ثبج] : عبادة رضي الله عنه ـ يُوشك أن يُرَى الرَّجُلُ مِنْ ثَبَجِ المسلمينَ قرأ القرآن على لسانِ محمدٍ ، فأعاده وأَبْدَأَه ، لا يَحُورُ فيكم إلا كما يَحُورُ صَاحِبُ الحمار الميّت.

أي من أوساطهم وخِيَارهم.

على لسان محمد ، أي على لغته ، وكما كان يقرؤه بلا لحن ولا تحريف.

لا يَحُور : لا يرجع ؛ أي لا يصير حالُه عندكم في كسادِ ما يتلُوه من كتاب الله إلا كحال من يَعْرِض حماراً ميِّتاً ، فلا يَعِنّ له من يَشْتَرِيه منه.

__________________

(١) البيت للكميت في لسان العرب (ثأد).

(*) [ثبج] : ومنه كتابة لوائل : وأنطوا الثبجة. ومنه حديث أم حرام : قوم يركبون ثبج البحر. ومنه في حديث اللعان : إن جاءت به أُثيبج فهو لهلال. النهاية ١ / ٢٠٦.

١٤٣

[ثبر] : أبو موسى الأشعري رضي الله عنه ـ قال لأنس بن مالك : ما ثَبَر النَّاسَ؟ ما بَطَّأَ بهم؟ فقال أنس : الدّنيا وشَهَواتها.

أي ما صدَّهم وقطَعَهم عن طاعة اللهِ؟

ومنه : ثَبَره الله ثبراً وثُبُوراً ، إذَا أَهلكه ، وقطع دَابره.

وثَبَر البحرُ : جَزَر ، والأصل فيه الثَّبْرَة ، وهي تراب شبيه بالنُّورَة يكونُ بين ظهْرَي الأرض إذا بلغه عِرْقُ النخلة وَقَف ، ولم يَسِرْ فيه ، فضعفت.

بطَّأَ : على ضربين : يكونُ تعديته لمعنى بَطُؤ ومبالغة فيه ، فيقال : بَطُوءَ وبَطَّأ به وبَطَّأَ عن الأمر والطاعة : إذا بالغ ، ثم يعدّى بالباء فيقال : بطأْت به. ومنه قوله تعالى : (وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ ...) [النساء : ٧٢] الآية.

معاوية رضي الله عنه ـ قال أبو بُرْدَة : دخلتُ عليه حين أَصابَتْه قَرْحَة ، فقال : هلمَّ يا بْنَ أَخي فانْظُر. فتحوَّلْتُ فإذا هي قد ثَبِرَتْ ؛ فقلت : ليس عليك يا أمير المؤمنين بَأْس.

أي انْفَتَحَتْ ونَضِجت وسالت مدَّتُها ؛ لأن عاديتها تذهب وتَنْقَطِع عند ذلك ، وهذا من باب فَعلته ففعِل ؛ يقال : ثَبَره الله فثَبِر ؛ أي هلك وانقطع.

فتحوَّلْتُ : أي نهضت من مكاني إليه.

حَكِيم رضي الله عنه ـ دخلت أمّه الكَعْبة ، وهي حامل ، فأَدْرَكَها المَخَاض ، فولدت حَكِيماً في الكعبة ، فحُمِل في نِطَع ، وأُخذ ما تحت مَثْبِرها فغُسل عند حوض زَمْزَم ، وأُخذت ثيابها التي وَلدت فيها فجعلت لَقًى.

المَثْبِر : حيث يسقط الولد وينفصل عن أمه ، وحقيقته : موضع الثَّبْر ، وهو القَطْع والفصل ، ومنه قيل : مَثْبِر الجَزُور لمجزرها.

اللَّقى : المُلْقى ، وكان من عادة أهل الجاهلية إلْقَاء ثيابهم إذا حجّوا يقولون : هذه ثياب قَارفْنا فيها الآثام ، فلا نعود فيها ، ويسمونها الألقاء.

[الثبط] : عائشة رضي الله عنها ـ استأذنت سَوْدة رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ليلةَ المُزْدَلفة أَنْ تَدْفَع قبله ، وقبل حَطْمَةِ الناس ، وكانت امرأةً ثَبِطَةً ؛ فأَذِن لها.

والثَّبِط : من التَّثبّط كالفقير من الافتقار ، والقياس في فعلهما ثَبِط وفَقُر.

أُثَيْبِج في (رص) و (صه) .. الثَّبَجة في (اب). فاضربوا ثَبَجَهُ في (زن).

الثاء مع الجيم

[ثج] (*) : ابن عباس رضي الله عنهما ـ ذكره الحسن فقال : كان أوّلَ من عُرِف بالبَصْرة

__________________

(*) [ثج] : ومنه الحديث : أفضل الحج العج والثج. ومنه حديث أم معبد : فحلب فيه ثجاً. وحديث المستحاضة : إني أثجه ثجا. وحديث رقيقة : اكتظ الوادي بثجيجه. النهاية ١ / ٢٠٧.

١٤٤

صعد المِنْبر فقرأَ البقرةَ وآل عمران ، ففسَّرهما حرفاً حرفاً ، وكان مِثَجًّا يسيل غَرْباً.

هو مِفْعَل من الثّجِ : وهو السيل والصبّ الغزير. شبّه فصاحته وغزارةَ منطقه بماءٍ يثج ثجًّا ، ومثله قولهم : مِثَجٌ للفرس الكثير الجَرْي ، وهذا لبناء الآلات ، فاستُعْمل فيمن يكثر منه الفعل كأنه آلة لذلك. ومنه : رجل مِحْرب ، ومِدْره ، ومِصْقع ؛ وفرس مِكَرّ مِفَرّ.

الغَرْب : ما سال بحدَّة واتِّصَالٍ بغيرِ انقِطاع. قال لَبِيد :

غَرْبُ المَصَبَّةِ محمودٌ مَصَارِعُه

لَاهِي النَّهَارِ بسَيْرِ اللّيْلِ مُحْتَقِر (١)

ومنه : قيل للدَّمع الكائن بهذه الصفة ، ولعِرْقِ العَيْن الذي لا يَرْقَأ : غَرْب.

حلب به ثَجًّا ، ولم تعبه ثُجْلَة في (بر) بِثَجِيجه في (قح). لا تَثْجُرُوا في (بس).

الثاء مع الدال

[ثدية] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ قال في ذي الثُّدَيَّةِ المقتول بالنَّهْروان : إنه مُثْدُون اليد ـ وروي مُثَدَّنُ ، ومَوْدُون ، ومُودَن ، ومُوتَن ، ومُخْدِّ.

الثُّدَيَّة : تصغير الثَّنْدُوَة ، بتقدير حذْف الزائد الذي هو النون ، لأنها من تركيب الثَّدْي ، وانقلاب الياء فيها واواً لِضَمَّةِ ما قَبْلَها ، ووزنها فَنعلة ، ولم يضرّ لِظُهور الاشتقاق ارتكابُ الوَزْن الشاذّ ، كما لم يضرّ في إنْقَحْل ـ وروي : ذو اليُدَيّة.

المَثْدُون والمُثَدّن : المُخْدَج ، من قولهم : امرأة ثَدِنة ؛ أي منقوصة الخلْق.

المَوْدُون والمُودَن : من وَدَن الشيء وأَوْدَنه ، إذا نقَّصه وصغَّره. ومنه : وَدَنه بالعصا : إذا ضربه ، وودن الأديمَ : ليّنة بالبلّ ، والمَعاني مُتقاربة.

والمُوتَن : من أَيتنَتِ المرأَةُ ، إذا جاءت بوَلَدِها يَتْنا (٢). وقلبت الياء واواً لضمّ ما قبلها.

وروى ابن الأنباري : الوتن بمعنى اليَتن. وأوْتنت : أيْتنت.

الثاء مع الراء

[ثرو] (*) : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ ما بعث الله نبيًّا بعد لوط إِلَّا في ثرْوَةٍ من قَوْمِه.

__________________

(١) البيت في ديوان لبيد ص ٦٥.

(٢) اليتن : أي المولود الذي تخرج رجلاه قبل رأسه ويديه.

(*) [ثرو] : ومنه الحديث : أنه قال للعباس : يملك من ولدك بعدد الثريا. ومنه حديث إسماعيل عليه السلام : وقال لأخيه إسحاق عليه السلام : إنك أثريت وأمشيت. ومنه حديث أم زرع : وأراح عليَّ نَعَماً ثرياً. وحديث صلة الرحم : هي مثراة في المال منسأة في الأثر. النهاية ١ / ٢١٠.

١٤٥

أي في كثْرَةٍ : يقال : ثَرا المال يَثْرُو ، وثَرا القوم يَثْرُون. قال ابن مُقْبل :

وَثَرْوَةٍ مِنْ رِجَالٍ لَوْ رَأَيْتَهُم

لَقُلْتَ إحْدَى حِرَاجِ الجَرِّ مِنْ أُقُرِ (١)

وذلك لقول الله تعالى حكاية عن لوط : (لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ) [هود : ٨٠].

[ثرب] : إذا زَنَتْ خادِمُ أَحَدِكم فَلْيَجْلِدْها الحدَّ ، ولا يُثَرِّبْ ـ وروي : ولا يُعَيّرها ـ وروي : ولا يعنِّفها.

ومعنى الثلاثة واحد.

الخادم : الجارية بغير تاءِ تأنيثٍ ؛ لإِجرائها مَجْرَى الأَسْمَاء غير المأخوذة من الأفعال ، ومثلها : لَحْيةٌ وامرأةٌ عاتِق (٢).

[ثرى] : دعا في بعض أسفاره بالأَزْواد ، فَلَم يُؤْتَ إِلا بالسَّويق ، فأمر به فثُرِّي فأكل ، ثم قام إلى المغرب فتمضمض ثم صلى ولم يتوضّأ.

أي نُدّي من الثَّرى.

ومنه قول سهل بن سعد رضي الله عنه : كنا نطحن الشّعير وننفخه ، فيطير ما طار وما بقي ثَرَّيْنَاه فأكلناه.

قام إلى المغرب : أي قصدها ، وتوجّه إليها ، وعزم عليها ، وليس المراد المُثُول ، وهكذا قوله تعالى : (إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ) [المائدة : ٦].

[ثرب] : نهى عن الصلاة إِذَا صارتِ الشمسُ كالأَثَارِب.

هي جمع أَثْرُب جمع ثرْب ، وهو الشّحْمُ الرقيق المبسوط على الكَرش والأمعاء ، شَبّه بها ضياءَ الشمس إذا رقّ عند العشيّ.

ابن عمر رضي الله عنهما ـ كان يُقْعِي ويُثَرِّي في الصلاة.

أي يُلْزِم يدَيه الثَّرَى بين السّجْدتين لا يفارقُ بهما الأرض ، وذلك في التطوّع في وَقْتِ كِبَره.

يثْرِب في (اك). نَعَماً ثريّاً في (غث). الثّرثارون في (وط). ثَرَاه في (حت). غير مثرد في (فر).

الثاء مع الطاء

يَمْشي الثَّطي في (ذا). الثِّطَاط في (نط). ثَطَا في عَباءةٍ في (شغ).

__________________

(١) البيت في ديوان ابن مقبل ص ٨٩.

(٢) امرأة عاتق : امرأة شابة.

١٤٦

الثاء مع العين

[ثع] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ إنّ امْرَأةً أتَتْه ، فقالت : يا رسولَ الله ؛ إنّ ابنِي هذا به جُنُون يُصيبه عند الغَداء والمساءِ ، فمسح صَدْره ، ودعا له ؛ فثَعّ ثعّةً ، فخرج من جَوْفه جَرْوٌ أَسْوَد يَسْعى.

أي قاء قيئة ، يقال : ثَعّ يثع ، وتَعّ يتع.

[ثعلب] : قال : اللهم اسْقِنا. فقام أبو لُبابةَ ، فقال : يا رسول الله ؛ إن التّمر في المَرابد. فقال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم : اللهم اسْقِنا حتى يقومَ أبو لُبَابة عُرْياناً فيسُدّ ثعْلبَ مِرْبده بإزَاره ، أو بردَائه. قال : فَمُطرنا حتى قام أبو لُبَابة فنزع إزاره ، فجعل يسدّ به ثعلب مِرْبَده.

المِرْبَد : الموضع الذي يُوضَع فيه التمر حين يُصْرَم (١) ليجفَّف ، وهو من رَبده : إذا حبسه ، ومنه مِرْبَد الإِبل ، وقيل مِرْبَد البصرة ، لأنهم كانوا يحبسون فيه الإِبل.

والثَّعْلب : مَخْرَج مائِه.

ولا ثَعُول في (شب). الثّعَارير في (ضب). المُثْعَنْجر في (قر). فثعّها في (كر). ثَعْلب بن ثعلب في (صح).

الثاء مع الغين

[ثغامة] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ أُتي بأبي قُحافة وكأنّ رأسَه غَامَة ، فأمرهم أن يُغَيِّرُوه.

قال أبو زيد : هي شجرةٌ بيضاء الورق ، ليس في الأرض ورقةٌ إلا خضراء غير الثَّغامة. وقال ابن الأعرابي : شجرة تَبْيَضُّ كأنها الثَّلج.

أبو قحافة : أبو أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ، واسمه عثمان ، وكان هذا يوم فَتْح مكة ، أُتِي به لِيُبَايعه على الإسلام ، فبَايَعه وسارَ إلى المدينة.

[ثغب] : ابن مسعود رضي الله عنه ـ ما شَبَّهْتُ ما غَبرَ من الدُّنْيَا إلا بثَغَبٍ ذَهَبَ صَفْوُه وبَقِي كَدَرُه.

هو المستنقَع في الجبل.

وقد روي : ثَغْب وثُغْبان كظهْر وظُهْران.

__________________

(١) يصرم : يقطع.

١٤٧

[ثغر] (*) : ابن عباس رضي الله عنهما ـ قال عمرو بن حُبْشيّ : كنت عنده ، فجاءته امرأةٌ [مُحْرمة] ، فقالت : أَشَرْتُ إلى أرانب فرمَاها الكَرِيُّ. فقال ابنُ عباس : (يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ). ثم قال له : أَفْتِنَا في دَابةٍ ترعى الشَّجر وتَشْرَب الماء في كَرِش لم تثَّغِر. فقلت : تلك عندنا الفَطِيمة والتِّلْوَة والجَذَعَة.

لم تَثَّغِرْ : لم تسقط أَسنانها ، يقال : ثُغِر الصبيُّ فهو مَثْغور ، واتَّغر واثّغر مثله.

ومنه حديث النَّخَعيّ : كانوا يحبون أن يعلِّموا الصبيَّ الصلاة إذا اثَّغَر ـ وروي : ثُغِر.

ويحكى أن عبد الصمد بن عليّ بن عبد الله بن عباس لم يثَّغر قطّ ، وأنه دخل قَبْره بأسنان الصّبا ، وما نفض له سنٌّ حتى فارق الدنيا مع ما بلغَ من العمر.

ويقال للنبات بعد السقوط : اتغارّ واثغارّ أيضاً ، وهما لُغتان في الافتعال من الثَّغر ، والأصل اثتغار ، فإما أن تقلب الثاء تاء وهو المشهورُ في الاستعمال والقويّ في القياس ، وإما أن تُقْلَب التاء ثاء. ومثل ذلك اتّار واثّار ، واتّرد واثَّرَد.

الفطيمة : المفطومة.

والتِّلْوَةُ : التي تَبِعَتْ أُمَّها ، والذَّكر : تِلْو.

والجَذَعة : التي دخلت في السنة الثانية.

والمعنى أنه لما قال لها يحكم به ذَوَا عدل منكم ، نصب نفسه وابن حُبْشيّ حَكَمين ، فسأله عن فِدْية بالصِّفة التي وصفها معتبراً لِلمماثلة من جهة الخلقة ، لا من جهة القِيمة ، فذكر له هذه الثلاثة ، فأَوْجب عليها أحدها.

معاوية رضي الله تعالى عنه ـ في فتح قَيْسَارِيَّة وقد ثَغَرُوا منها ثَغرَةً (١) ، فأخذ معاوية اللِّواء ومضى حتى ركزوا اللِّواء على الثّغْرَة ، وقال : أنا عَنْبَسة.

أي ثَلَموا منها ثلمة.

عَنْبسة : الأسد ، من العبوس والنون زائدة ، ومثله عَنْسل (٢) من العَسَلان.

سواء الثَّغرة في (نس).

الثاء مع الفاء

[ثفر] : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ أَمَر المُسْتَحاضَة أَن تَسْتَثْفِر وتُلْجِم إذا غَلَبها سَيَلَانُ الدَّم.

__________________

(*) [ثغر] : ومنه حديث عمر ؛ تستبق إلى ثغرة ثنية. وحديث أبي بكر والنسابة : أمكنت من سواء الثُّغرة. وفي حديث الضحاك : أنه ولد وهو مُثَّغِر. النهاية ١ / ٢١٣ ، ٢١٤.

(١) الثغرة : الثلمة.

(٢) العنسل : الناقة القوية السريعة.

١٤٨

الاستِثْفَار : أن تفعلَ بالخِرْقة فِعْل المستَثْفِر بإزَارِه ، وهو أن يَرُدّ طَرَفه من بين رِجْليه ، ويَغْرزه في حُجْزَته من وَرَائه ، ومَأْخَذه من الثَّفْر.

ومنه حديث الزبير رضي الله عنه : إنه وصف الجنَّ الذين رآهم ليلة اسْتَتْبَعه النبيّ صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ، قال : فإذا نحنُ برجالٍ طوالٍ كأنهم الرماحُ مُسْتَثْفِرينَ ثيَابَهم.

التلجّم : أن يتوثق في شدِّ الخِرْقة ، وهي تسمى لَجمة ، وكل ما شَدَدْتَ به شيئاً وأَوْثَقْتَه فهو لِجَام ولَجمة.

ويجوز أن يُرَاد بالاستثفار : الاحْتِشَاء بالكرسف من الثَّفْر ، وهو الفرج ، كأنه طلب ما تسدّ به الثَّفْر ، وبالتلجّم شدّ اللَّجَمة.

[ثفاء] : ماذَا في الأَمَرَّيْنِ من الشِّفَاءِ : الصَّبِر والثُّفَاء (١).

هو الحَرْف ، سمي بذلك لما يَتْبَع مَذَاقَه من لذع اللسان لِحِدّتِه ، من قولهم : ثفاه يَثْفوه ويَثْفِيه : إذا اتَّبعَه ، وتسميته حَرْفاً لحرَافته. ومنه : بَصَلٌ حِرِّيف ؛ وهمزة الثُّفاء منقلبةٌ عن واو أَو ياء على مُقْتَضى اللَّغتين.

[ثفل] (*) : قال في غزوة الحديبية : من كان معه ثُفْل فليصطنع.

الثُّفْل : ما رسب تحتَ الشيء من خُثُورَة وكُدْرة ، كثُفْل الزيت والعصير والمَرَق. ثم قيل لكل ما لا يُشرب كالخُبز ونحوه : ثُفْل.

ومنه : وجدتُ بَنِي فلان مُثَافِلين : إذا فقدوا اللبَن ، فأكلوا الثُّفْل. ورَجُل ثَفِل ومَحِض.

الاصطناعُ : اتخاذ الصنيع.

[ثفنة] (*) : أبو الدَّرْدَاء رضي الله عنه ـ رأى رجلاً بين عينيه مثلُ ثَفِنَة البعير ؛ فقال : لو لم يكن هذا كان خَيْرٌ.

شبّه السّجَّادة بين عينيه بإحدى ثَفِنات البعير : وهي ما يَلِي الأرض من أعضائه عند البُرُوك فيغلظ ، وكأنه إنما جعل فَقْدَها خيراً له مع أن الصُّلَحاء وصِفُوا بمثل ذلك ، وسمِّي كلُّ واحد من الإمام زين العابدين عليه السلام ، وعليّ بن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهم : ذَا الثَّفِنات. ؛ لأنه رأى صاحبَه يُرَائي بها.

__________________

(١) الثفاء : الخردل.

(*) [ثفل] : ومنه حديث جابر : كنت على جمل ثفال. وفي حديث علي : وتدقُّهم الفتن دقَّ الرحا بثفالها. النهاية ١ / ٢١٥.

(*) [ثفن] : ومنه في حديث أنس : أنه كان عند ثفنة رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حجة الوداع. ومنه حديث ابن عباس في ذكر الخوارج : وأيديهم كأنها ثفن الإبل. النهاية ١ / ٢١٥ ، ٢١٦.

١٤٩

[ثفّروق] : مجاهد رحمه الله ـ قال في قوله تعالى : (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ) [الأنعام : ١٤١].

وذكر البُرَّ ثم التمر ـ إذا حضَروه عند الجَداد (١) ألقى لهم الثَّفَاريق والتَّمر.

الثّفروق : قِمَع البُسْرة والتّمرة.

وعن أبي زيد : هو شيء كأنه خيط مركّب في بطن القمعة ، وطرفه في النواة ، والمراد هاهنا شَمَاريخُ يتعلق بأقماعها تَمرات متفرّقة ، لا أقماع خالية من التمر.

الضمير في حضروه للمساكين.

[ثفن] : في الحديث : حُمل فلان على الكتيبة فجعل يَثْفِنُها.

أي يَضْرِبها ويَطْرُدها ، وأصله من قولهم : ثَفَنَتْه الناقة : ضربته بثَفِنَاتها (٢).

بِثِفَالها في (دس). بالثّفال في (دج).

الثاء مع القاف

[ثقل] (*) : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ خلّفت فيكم الثَّقَلَيْن كتاب الله وعِتْرَتي.

الثَّقَل : المتاع المحمول على الدابة ، وإنما قيل للجنّ والإنس : الثَّقلان ، لأنهما قُطَّانُ الأَرْضِ ، فكأنهما أثقلاها. وقد شبّه بهما الكتاب والعِتْرة في أن الدين يستصلح بهما ويعمر كما عَمرت الدُّنيا بالثّقلين.

والعِترة : العشيرة ، سميت بالعِترة وهي المَرْزَنْجُوشَة ؛ لأنها لا تُنْبِت إلا شعباً متفرقة. قال :

فما كُنْتُ أَخْشَى أن أُقِيم خِلافَهم

بستّةِ أَبْيَات كما نَبَتَ العِتْرُ (٣)

[ثقب] (*) : أبو بكر رضي الله عنه ـ قالت الأنصار لقريش : منا أَمِيرٌ ومنكم أَمير. فجاء أبو بكر فقال : إنّا معشرَ هذا الحيِّ من قريش أكرمُ الناس أحساباً ، وأَثْقَبه أَنْساباً ، ثم نحنُ بعدُ عِتْرةُ رسول الله التي خرجَ منها ، وبَيْضته التي تَفَقّأَتْ عنه ، وإنما جِيبَتِ العربُ عنَّا كما جِيبَت الرَّحَى عن قُطْبِها.

__________________

(١) الجداد : صرام النخل.

(٢) الثفنات من كل ذي أربع : ما يصيب الأرض منه إذا برك (لسان العرب : ثفن).

(*) [ثقل] : ومنه حديث ابن عباس : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في الثَّقل من جمع بليل. وحديث السائب بن يزيد : حُجَّ به في ثَقَل رسول الله صلى الله عليه وسلم. النهاية ١ / ٢١٧.

(٣) البيت للبريق الهذلي ، وهو في ديوان الهذليين ٣ / ٥٩.

(*) [ثقب] : ومنه قول الحجاج لابن عباس : إن كان لمِثْقَباً. النهاية ١ / ٢١٦.

١٥٠

أثقبه : أنوره ، من ثقبت النار ، ونجْم ثَاقِب ، والأصل فيه نفوذُ الضوء وسُطُوعه. والضمير يرجع إلى الناس ، وهو اسم موحّد مذكر كالبَشَره والأَنام والوَرَى.

تَفَقَّأَت : تفلّقت ، ومنه فَقْء العين. معنى جَوْب الرحا عن القُطب : أن يقطع عنه ويُزَال ما يمنع نفوذه منها بأن يُثْقب الموضعُ الذي يكونُ فيه. ولما كان موضعه وسط الرحى شُبِّه بذلك مكانُ قريش من العرب ، يعني وسطها وسرَّتها (١).

معشر : منصوب بفعل مضمر مثل : اذكروا عني ، ويسمَّى النصب على المَدْح والاخْتِصاص.

ثَقِف في (لق). لمِثْقباً في (نق).

الثاء مع الكاف

[ثكن] : في الحديث ـ يُحْشَرُ الناس على ثُكَنِهم.

الثُّكْنَةُ : الرَّاية ، أي مع رايَاتهم وعلَاماتهم ، فتُعْلَمُ كلُّ أُمةٍ وفِرقة بعلامةٍ تمتازُ بها عن غيرها.

والثُّكْنةُ : الجماعة أيضاً : أي يُحْشَرُ كلُّ أحدٍ مع الجماعة التي هو منها. والثُّكْنَةُ أيضاً : القبر ، أي يُحْشَرُون على أحوال ثُكَنهم ، فحذف المضاف.

والمعنى : على الأحوال التي كانوا عليها في قبورهم من سعادةٍ أو شقاء.

على ثُكْنَتِهم في (ضر). ثَكَما الأمر ثَكْماً في (زو). بأُثكُول في (حب). ثَكَن في (رج).

الثاء مع اللام

[ثلغ] : النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ قال ذاتَ غَداةٍ : إنه أتاني الليلةَ آتِيان ، فابْتَعَثَاني فانْطَلَقْتُ معهما ، فأتيْنا على رجلٍ مُضْطَجع ، وإذا رجلٌ قائمٌ عليه بصَخْرة ، وإذا هو يَهْوِي بالصخرة ، فَتَثْلَغُ رَأْسَه ، فَتَدَهْدَى الصخرة. ثم انطلقنا فأتينا على رجل مُسْتَلْق وإذا رجلٌ قائمٌ عليه بكَلُّوبٍ ، وإذا هو يأتي أحد شِقي وجهه ، فيُشَرْشِرُ شِدقه إلى قَفَاه. ثم انطلقنا فأتينَا على مثل بناءِ التَّنُّور فيه رجال ونساء ، يأتيهم لَهب من أسفل ، فإذا أتاهم ذلك ضَوْضَوا ؛ فانتهينا إلى دَوْحة عظيمة ، فقالا لي : ارْقَ فيها ، فارتقينا ، فإذا نحن بمدينة مَبنية بلَبِن ذَهبٍ وفضة ، فسَما بصري صُعُداً فإذا قصرٌ مثل الرَّبَابةِ البَيْضَاء.

الثَّلْغ والفَلْغ : الشَّدْح.

الكُلَّاب والكَلُّوب : خَشَبة في رأسها عُقَّافة منها أو من حديد. ومنه قيل كَلَاليب البَازِي لمخالبه.

__________________

(١) سرة الروض : خير منابتها ، وسر النسب وسراره وسرواته : أوسطه.

١٥١

يُشَرْشِرُ : يشقِّقُ ويُقَطِّع.

الضَّوْضَاةُ : الضَّجِيج والصِّياح ، وهو من مضاعف الرُّباعي كالقلقلة ، وقولهم : ضَوْضَيْتُ كأغزيت في قلب الواو ياء لوقوعها رابعة.

والتَّدَهْدِي ، أصله التَّدَهْدُه ، فقلبت الهاء ياء ؛ لاستثقال التضعيف ، كما قيل : تَقَضِّي البازي ، وهو التَّدَحْرج.

والدَّوْحَة : كلُّ شجرة عظيمة. ويقولون : انْدَاحت هذه الشجرة ، إذا عَظُمَتْ ومِظلّة دَوْحة : أي عظيمة واسعة.

الرّبابة : السحابة المعلّقة دون السحاب. قال :

كأن الرَّباب دُوَيْنَ السَّحَاب

نعامٌ تَعَلَّقَ بالأرْجُل

[ثلة] (*) : لا حِمى إلَّا في ثلاث : ثَلَّة البِئْرِ ، وطِوَل الْفَرَس ، وحَلْقَة القوم.

أي إذا احتفرَ الرجلُ بئراً في موضع لم يملكه أحدٌ قبله ، فله أن يحمي مِنْ حواليها ما يطرح فيه ثَلَّتها ، وهي تُرَابها الذي أخرجَه منها ، وإذا ربط فرسَه في العسكر فله أن يَحْمى مُسْتَدَار فرسه ، وللقوم أن يحموا حَلْقة مجلسهم من أن يجلسَ وسطَها أحد.

وفي حديث حذيفة رضي الله عنه : الجالسُ في وسط الْحَلْقَةِ مَلْعُون.

[ثل] : عمر رضي الله عنه ـ رُئي في المنام فَسُئِلَ عن حَاله فقال : ثُلّ عَرْشي ، أَوْ كاد عرشي يُثَلّ لولا أني صادفتُ ربًّا رحيماً.

ثَلّه : هدَمه ، ويكون أيضاً بمعنى أصلحه ـ عن قُطْرُب. وأَثله : أمر بإصلاحه ، وقد حكى : أَثَلَّهُ : هدمَه.

والعرش : سرير الملك.

وهذه كناية عن إدبار الأمر وذهاب العِزِّ ؛ لأن الإدالة من الملك يردفها ثلُ عَرْشه.

تُثْلَغ الخبزة في (فل). الثَّلْب في (نص). ثلثا واثنتين في (بر). وثَلَّثهِمْ في (ثو) وثِلَاثُها في (ثن). ثَلَثْت في (سب). ثُلّة في (ثو).

الثاء مع الميم

[ثمر] (*) : ابن مسعود رضي الله عنه ـ أتاه رجلٌ بابن أَخيه ، وهو سكران ، فأمر بسَوْطٍ

__________________

(*) [ثلة] : ومنه في حديث معاوية : لم تكن أمة براعية ثلة. وفي كتابه لأهل نجران : لهم ذمة الله وذمة رسوله على ديارهم وأموالهم وثلتهم. النهاية ١ / ٢٢٠.

(*) [ثمر] : ومنه الحديث : لا قطع في ثمر ولا كثر. ومنه حديث علي : زاكياً نبتها ، ثامراً فرعها. الحديث: إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته : قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون نعم. وفي حديث المبايعة : فأعطاه صفقة يده ، وثمرة قلبه. النهاية ١ / ٢٢١.

١٥٢

فدُقَّتْ ثَمَرَتُه ، ثم قال للجلَّاد : اضْرِب وارْجع يديك. ثم قال : بئس لعمرُ الله وليُّ اليتيم هذا! ما أدَّبت فأحسنت الأدب ولا سترتَ الخَرَبة. قال : يا أبا عبد الرحمن ؛ إنه لَابْنُ أخي ، وإني لأَجِدُ له من اللّاعَةِ ما أجده لوَلَدِي ، ولكن لم آله.

ثمَرَة السَّوط : العقدة في طرفه ، وإنما أمر بدقِّها لتَلِين ؛ تخفيفاً عنه ، وكذلك أمره برَجْع اليدين وهو ألَّا يَرْفَعهما عند الضرب ولا يمدّهما ، ويقتصر على أن يرجعهما رَجْعاً.

اللام في اليتيم لتعريف الجنس لا لِلْعَهْد ، لإسناد بئس إلى المضاف إليه ، لأنه لا يسند إلا إلى ما فيه اللام للجنس أو إلى ما أُضيف. والذي جوَّز الفصل بين بئس وفاعله بالقسم أنه تأكيد لمضمون الجملة ، فليس بأجنبي عنهما.

ما أدّبتَ : التفات إلى الرجل بالتقريع.

الخَرَبة : من قولهم : ما رأينا من فلان خَرَبة ؛ أي عيباً وفساداً. ومنه : الْخَارِب لعيشه في المال بالسَّرِقة ؛ وخراب الأرض : فسادُها لفَقْد العمارة.

اللَّاعة : فَعْلَة من لَاع يَلَاع : إذا وَجد في قلبه لَوْعة من شَوْقٍ أو حُزْن.

قال الأعشى :

مُلْمعٍ لَاعَةِ الفُؤَادِ إلى جَحْ

شٍ فَلَاهُ عنها فَبِئْسَ الْفَالِي (١)

ومثلها : امرأةٌ خافة ، وعين دَاءَة ؛ من خاف يخاف ، ودَاء يَدَاء ، والمراد من وجد اللّاعَة ، وهي النفس ، فحذف المضاف.

لم آله : أي مع فرط حرقتي ومحبّتي له لم أَدَّخِرْ عنه عركاً وتَأْدِيباً.

[ثمن] : ابن عباس رضي الله عنهما ـ الرَّشوة في الحكم سُحْت ، وثمن الدم ، وأُجرة الكاهن ، وأَجْر القَائِف ، وهديّة الشفاعة ، وجَعالة الغَرَق.

ثمن الدم : كسب الحجَّام.

القِيافة : أن يعرف بفطنةٍ وصدقِ فَراسَةٍ أنَّ هذا ابنُ فلان أو أخوه ، وكانت في بَنِي مُدْلج.

الجَعِيلة والجَعالة : الجُعْل ، وهو ما يُجْعل لمن يَغُوص على متاعٍ أو إنسان غَرِق في الماء.

[ثمر] : معاوية رضي الله عنه ـ دخل عليه عمرو بن مسعود ، وقد أسنَّ وطال عمره ، فقال له : كيف أنت؟ وكيف حالك؟ فقال : ما تسألُ يا أمير المؤمنين عمن ذَبُلتْ بَشرته ، وقُطِعَتْ ثمَرتُه ، وكَثُر منه ما يحبّ أن يقلّ ، وصَعُب منه ما يحبّ أن يذل ، وسُحِلت مَرِيرته

__________________

(١) البيت في ديوان الأعشى ص ٧.

١٥٣

بالنقض ، وأَجِم النساءَ وكُنَّ الشفاء ، وقلَّ انحِياشه ، وكَثُر ارْتِعاشه ، فنَوْمُه سُبَات ، وليله هُبَات ، وسمعه خُفَات ، وفهمه تَارَاتٌ.

ثمرته : نسْله ، شبَّهه بثمرة الشَّجَرة ، كما يُقَال : هذا فرعُ فلان وشُعْبته ، ويجوز أن يُكنى بها عن العُضْو ، ويريد انقطاعَ قدرته على الملامسة ، وانقطاع شهوته ؛ لقوله : وأَجِم النساء ، وقد أنشد بعضهم :

إلى عُلَيْجين لم تُقْطَع ثِمارُها

قد طال ما سَجَدا للشمْسِ والنار (١)

يريد لم يُخْتنا. أراد بما يُحبّ أن يقل : السَّهْو والنسيان ، والذَّنين (٢) ، والبول ، وغير ذلك. وبما يُحِبُّ أن يَذِل : المفاصل الجاسية التي لا تُطاوعه في القَبْض والبَسْط.

سُحِلت مَرِيرته ، أي جعل حبله المُبْرَم سَحِيلاً ، وهو الرِّخو المفتول على طاق واحد ، وقد سَحَله يَسْحَله. والمَرِيرة والمَرِير : المَرُّ (٣) المفتول على طَاقَيْن فصَاعِداً ، وهذا تمثيل لضَعْفِه واسترخاء قُوَّته. أَجِم : عاف وملَّ.

الانْحياش : النفور من الشيء فزعاً. قال ذو الرمة :

وبَيْضاءَ لا تَنْحَاشُ منَّا وأُمُّها

إذا ما رَأَتْنا زِيلَ مِنهَا زَوِيلُها (٤)

ولم يرد أنه لا يَفْزع فَيَنْحاش ؛ لأنَّ الشيخ موصوف بالفَزَع والخشية. ومنه المثل : لقد كنتُ وما أُخُشَّى بالذِّئْبِ. ولكنه أراد أنه إذا فزّع لم يقدر على النفّار والفرار.

السُّبَات : النوم الثقيل ، ومنه قيل للميت : مَسْبوت ، والأصلُ فيه انقطاع الحركة.

الهُبَات : الضعفُ والاسْتِرخَاء ، من قولهم : لفلان هَبْنَة أي ضَعْف ، وهبَت المرض ، ورَجلٌ مهبوت الفُؤَاد : نَخِب (٥).

الخُفَات : ضعفُ الاستماع ، من خُفُوت الصوت ، وإنما أَخْرجه على «فُعَال» ، لأَنّه وزن أسماء الأدواء. تَارَات : يكرَّرُ عليه الحَدِيث مراتٍ حتى يتفهَّمَه.

[ثمه] : عروة رضي الله عنه ـ ذكر أُحَيْحة بن الجُلَاح وقَوْل أخوَاله فيه : كنا أَهْلَ ثُمِّه ورُمِّه ، حتى استوى على عُمُمِّه. وقيل : الصَّواب الفتح في ثَمِّه ورَمِّه.

الثَّم : الجمع. والرَّم : المَرَمَّة ، وأما الثُّم والرُّم فلا يخلو من أَن يكونا مصدرين كالحُكْم والشّكر والكُفر ، أو بمعنى المفعول كالذُّخْر والعُرْف والخُبْر. والمعنى : كنَّا أَهل تَرْبِيَتِه والمتولِّين لجمع أمره وإصلاح شَأْنه ، أو ما كان يرتفع من أمره مجموعاً مصلحاً فإنا كنّا المحصّلين له على تلك الصفة.

__________________

(١) البيت لدعبل الخزاعي وهو في ديوانه ص ٨٨.

(٢) الذنين : المخاط الرقيق الذي يسيل من الأنف.

(٣) المر : الحبل.

(٤) البيت في ديوان ذي الرمة ص ٥٥٤.

(٥) النخب : الجبان.

١٥٤

العَمم : صفة كشلَل وسَحَج ، بمعنى العميم ، وهو التامُّ الطويل ؛ ويجوز أن يكونَ جمع عميم كسرير وسَرر ؛ وقولهم : نَخْل عُمّ تخفيف عُمُمّ ، والمعنى : استوى على عَظمه أو قدّه التام أو على عِظَامه أو أَعْضَائِه التامَّة ، وأما التَّشْديد [فيه عند من شدّد] فإنها التي تزاد في الوَقْف في قولهم : هَذَا عمرّ وفرجّ ، وإنما زادها مُجْرياً للوصل مَجْرَى الوَقْفِ كما قال :

*ببَازِلٍ وَجْناءَ أَوْ عَيْهَلّ (١) *

ليتشاكل السجعتان. وروي بالتخفيف ، وروي على عَمَمه ، وهو مَصْدَر العميم وقولهم : مَنْكِب عَمَم ، وُصِف بالمصدر.

وَرُوِي أن هاشماً تزوَّج سلمى بنت زيد النَّجَّارِيّة بعد أُحيحة فولدتْ له شَيْبة ، وتُوفي هاشم وشبَّ شيبة ، فانتزعه المطلب من أُمّه ، فقالت :

كنا ذوي ثمِّه ورُمِّه

حتى إذا قَامَ عَلَى أَتمّه

انتزعوه يافعاً من أُمِّه

وغلب الأخوال حَقّ عمه.

علاه الثُّمال في (بد). على ثَمَد في (خب). ثِمَال حاضرتهم في (رج). سنة ثَمغَ في (صر). قليل الثَّمِيلة في (صد). ثُمَاماً في (خض). فَثَمَلْتِه في (ور). وأفجر له الثَّمَد في (صب).

الثاء مع النون

[ثنى] (*) : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ لا ثِنَى في الصَّدَقة.

الثِّنَى : مصدر كالقِلَى والشِّرَى ، من ثنيتُ الشيء : إذا أخذته مرة ثانية ، وثنيت الأرض : إذا كريتها مرتين ، والمعنى في أخذ الصدقة ، فحُذِف المضاف.

والصدقة : المال المتصدَّق به ، ويجوز أن يكون بمعنى التصديق ، من صدق المال : إذا أَخَذَ صدقته ، كالزَّكاة والذكاة بمعنى التزكية والتذكية ، فلا يقدّر حذف مُضَاف.

أراد لا تُؤْخذ في السنة مرتين. ثِنى بُنِيَ مع لا لنَفْي الجنس ، وعَلَمُ بنائه سقوط التنوين.

سُئِلَ عن الإمارة فقال : أوَّلها مَلامة ، وثِنَاؤها نَدَامة ، وثِلَاثها عذاب يوم القيامة إِلَّا مَنْ عَدل.

__________________

(١) صدره :

تل وجدا لها ثم المعتل

والبيت لابن منظور بن مرثد الأسدي في لسان العرب (عهل).

(*) [ثنى] : ومنه الحديث : نهى عن الثنيا إلا أن تُعلم. ومنه الحديث : من أعتق أو طلّق ثم استنى فله ثنياه.

ومنه حديث عائشة تصف أباها : فأخذ بطرفيه وربَّق لكم أثناءه. وفي صفته صلى الله عليه وسلم : ليس بالطويل المتثني. النهاية ١ / ٢٢٤ ، ٢٢٥.

١٥٥

أي ثانيها وثالثها بالكسر ، وأما ثُناء وثُلَاث فصفتان مَعْدُولتان عن اثنين اثنين وثلاثة ثلاثة.

قرأ عليه أُبيٌّ رضي الله عنه فاتحةَ الكتاب فقال : والذي نفسي بِيَده ما أُنْزِل في التوراة ولا في الإنجيل ، ولا في الزَّبُور ، ولا في القرآن مثلُها ؛ إنها السَّبعُ من المَثَاني والقرآنُ العظيم الذي أعطيت.

المثاني : هي السَّبع. ومن : للتبيين ، مثلها في قوله تعالى : (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ) [الحج : ٣٠]. كأنه قيل : إنها للآيات السبع التي هي المَثاني ، وإنما سُمِّيَتْ مَثَاني ؛ لأنها تثنى : أي تكرر في قَوْمات الصَّلاة ، الواحد مَثْنى ، ويجوز أن يكون مَثْنَاة.

وقوله : والقرآن العظيم : إطْلَاق لاسْم القرآنِ على بَعْضِه. ومثله قوله تعالى : (بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ) [يوسف : ٣] فيمن جعل المراد بالقَصص سورة يوسف.

وقوله : ولا في القرآن مِثْلها تفضيلٌ لآيات الفاتحة على سائر آي القرآن.

[ثنن] (*) : حمزة رضي الله عنه ـ قالَ وَحْشي : سَدَّدْتُ حَرْبتي يوم أُحُدٍ لثُنَّتِهِ فما أَخْطأْتُها.

الثُّنَّة : ما دون السُّرَّةِ إلى العَانَةِ.

وحَشْي غلام طُعَيْمة بن عديّ ، زَرَقَة يوم أُحد فقتله ، وكان حَمْزة رضي الله تعالى عنه قد قتل طعيمة يوم بَدْر.

[ثنا] : ابن عمر رضي الله تعالى عنهما ـ من أَشْرَاط الساعة أنْ توضع الأخْيار ، وتُرْفع الأشرار ، وأن تُقْرَأَ المثْنَاةُ على رءُوس الناس لا تُغَيَّر. قيل : وما المَثْنَاةُ؟ قال : ما اسْتُكْتِبَ من غير كتابِ الله.

قيل : هو كتاب وضعه أحبارُ بني إسرائيل بعد موسى على نبيِّنا وعليه الصلاة والسلام على ما أرادُوا من غير كتاب الله الذي أنزل عليهم ، أحلُّوا فيه ما شاءُوا ، وحرَّمُوا ما شاءُوا على خِلاف الكتاب ، وقد وقعت إلى ابن عُمَر كُتُب يَوْمَ اليَرْموك ، فقال ذلك لمعرفته بما فيها.

[ثنط] : كعب رضي الله عنه ـ إن الله عزَّ وجلَّ لما مدَّ الأَرْض مَادَتْ فثَنَطها بالجبال ، فصارت كالأَوْتاد لها ، ونَثَطَها بالآكام ، فصارت كالمُثْقِلَاتِ لها.

قال ابنُ الأعرابيّ : الثَّنْط بتقديم الثاء على النون : الشَّقّ. والنَّثط : الإثقال ، وهما

__________________

(*) [ثنن] : ومنه حديث فارعة أخت أمية : فشق ما بين صدره إلى ثنته. وفي حديث فتح نهاوند : وبلغ الدم ثنن الخيل. النهاية ١ / ٢٢٤.

١٥٦

حرفان غَريبان ما جاءا إلا في حديث كَعْب. وقيل : نثطها : أثبتها ، والنَّثْط والمثْط : غَمْزُك الشيء بيدك على الأرْضِ.

وفي بعض الحديث : كانت الأرض هِفًّا على الماءِ فَنَثَطَها اللهُ بالجبال.

الهِفّ : القَلِق الذي لا يستقرّ ، من قولهم : رجل هِفٌ ؛ أي خفيف ، قال :

هِفٌّ خَفِيف قليل المال ليس له

إلا مُذَلَّقة أو وَفْضَة سَبَد

ومنه سحابة هِفّ : لا ماء فيها. وشُهْدة هفٌّ لا عَسَل فيها.

[ثنية] : سعيد رضي الله عنه ـ الشهداءُ ثَنِيَّة.

أي الذين استَثْناهم الله عن الصَّعْقة [الأولى] بقوله : (فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ) [الزمر : ٦٨]. يُقال : حلف يميناً ليست فيها ثَنِيَّة.

وعن الأصمعي : سألت ابنَ عمرَانَ القاضي عن رجل وقف وقْفاً واستثنى منه ، فقال : لا يجوز الوقف إذا كانت فيه ثنيَّة.

يُثنِيه عليه إثناء في (طر). أَثْناءَه في (سح). وطلّاع الثَّنايا في (ين). ثَنِيّته في (عص).

الثاء مع الواو

[ثور] (*) : النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ توضئوا مما غَيَّرتِ النارُ ولو من ثَوْرِ أَقِطٍ.

هو القِطْعَة منه ؛ لأنَّ الشيء إذا قُطِع عن الشيء ثار عنه وزال.

والأَقِط : مخيض يُطْبخ ثم يُتْرك حتى يَمْصل (١). والمراد بالتَّوضُّؤ غَسْل اليدين.

كتب صلى الله تعالى عليه وسلم لأَهْل جُرَشَ بالحِمَى الذي أَحْماه لهم : لِلْفَرَسِ والراحلةِ والمُثِيرَة ، فمن رعاهُ من الناس فمالُهُ سُحْت.

المُثِيرة : البقرة التي تُثِير الأرضَ.

سُحْت : هَدَر ، أي إنْ عَقَره عاقِر أهَدْرتُه ، والذي يلاقي بينه وبين السُّحْتِ المعروفِ أن الدَّم المُهْدَر مسحوت التَّبِعة ، كما أنَّ الكَسْبَ الحرام مَسْحُوت البَرَكة.

__________________

(*) [ثور] : ومنه حديث عمرو بن معدي كرب : أتيت بني فلان فأتوني بثور وقوس وكعب. ومنه الحديث : صلَّوا العشاء إذا سقط ثور الشفق. ومنه الحديث : فرأيت الماء يثور من بين أصابعه. ومنه الحديث : من أراد العلم فليثوّر القرآن. ومنه حديث عبد الله : أثيروا القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين. النهاية ١ / ٢٢٨ ، ٢٢٩.

(١) مصل الأقط مصلاً ومصولاً : عمله ، ومصل اللبن : وضعه في وعاء خوص ليقطر ماؤه.

١٥٧

[ثوى] (*) : كتب صلى الله تعالى عليه وسلم لأهل نَجْرَان حين صَالَحهم : إنَّ عليهم أَلْفَى حُلَّةٍ في كل صَفَر ، وفي كلّ رَجَب ألف حُلّة ، وما قضوا من ركابٍ وخيل أَو دُروع أُخِذ منهم بحساب ، وعلى نَجْرَان مَثْوَى رُسُلي عشرين ليلةً فما دونها ، ولنَجْرَان وحاشيتها ذِمَّةُ الله وذِمَّة رسوله على دِيارهم وأَمْوالهم ، وثَلَّتِهم ومِلَّتهم ، وبِيَعهم ورَهْبَانيَّتِهم وأساقفتهم ، وشاهدهم وغائبهم ، وعلى ألا يُغْزُوا أُسْقُفاً من سِقِّيفَاه ، ولا وَاقفاً من وِقِّيفَاهُ ، ولا راهباً من رَهْبَانِيَّتِه ، وعلى ألا يُحْشَرُوا ولا يُعْشَرُوا.

مَثْوَى رُسلي : أي ثَواؤهم ضيوفاً لهم. والثِّوِيُ : الضيف ، قال أوس :

لَعُمْرُك ما مَلَّتْ ثواءَ ثَوِيّها

حليمة إذ أَلْقَى مَرَاسِيَ مُقْعَد

ويقال : تثوَّيْتُ فلاناً : إذا تضيَّفْتُه.

ومنه حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : شيخ من طُفَاوة تَثَوَّيْتُه ، فلم أر رَجلاً أشدَّ تَشْمِيراً ، ولا أَقْوَم على ضَيْفٍ منه.

يقال لقطيع الضَّأْن : ثَلَّة ، ولقطيع المِعْزى : حَيْلة ، فإذا اجتمعا قِيلَ لهما جميعاً ثَلَّة.

وعلى ألّا يُغْزُوا معطوف على قوله : أنّ عليهم ؛ لأن المعنى صالحهم على أن عليهم ، فحذف على ؛ وحُروفُ الجر يكثر حَذْفها مع أَنْ وأنّ.

الرهبانية والأساقِفَة : جمع رُهْبان وأُسْقُفّ ، وقد مضى لنا في هذه التاء كلام ، وسمي الأُسْقُفّ لخُشوعه من الأَسْقف ، وهو الطويل المُنْحنِي.

الواقف : خادِم البيعَة ، لأنه وقفَ نفسَه على ذلك.

والسِّقِّيفَى والوقِّيفَى : مصدران كالخلِّيفى والخِطِّيبَى.

لا يُحشروا : لا يكلّفوا الخروجَ في البُعُوثِ.

ولا يُعْشَروا : لا يُؤْخَذُ عُشْرُ أَموالهم.

[ثوب] (*) : إذا ثُوِّبَ بالصَّلَاة فأْتُوها وعليكم السكينةُ ، فما أدركتُم فصلُّوا ، وما فاتكم فأَتمّوا.

الأَصل في التثويب : أن الرجلَ كان إذا جاء مُستَصْرُخاً لوَّح بثوبه ، فيكون ذلك دُعاءً

__________________

(*) [ثوى] : ومنه حديث عمر : أصلحوا مثاريكم. ومنه الحديث : أن رمح النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان اسمه المثوى. النهاية ١ / ٢٣٠.

(*) [ثوب] : ومنه حديث بل. ال : قال : أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم آن لا أتوب في شيء من الصلاة إلا في صلاة الفجر. ومنه حديث عائشة : فجعل الناس يثوبون إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وف حديث ابن التيهان : أكثر : أثيبوا أخاكم. ومنه الحديث : المنشيع بما لم يعط كلابس ثوبي زور. النهاية ١ / ٢٢٧ ، ٢٢٨.

١٥٨

وإنذاراً ، ثم كثُر حتى سمِّي الدعاءُ تَثْويباً ، قال طُفَيل :

وقد منَّت الخَذوَاءُ منًّا عليكمُ

وشَيْطَانُ إذْ يَدْعُوهُم ويُثَوِّبُ (١)

وقيل : هو تَرْدِيد الدعاءِ ، تفعيل من ثاب : إذا رجع ، ومنه قيل لقول المؤذّن : الصلاة خيرٌ من النومِ : التَّثْوِيب.

[ثواء] : عمر رضي الله عنه ـ كُتِب إليه في رجلٍ قيل له : مَتَى عَهْدُك بالنّساء؟ فقال : البارِحة. فقيل : مَنْ؟ قال : أُمّ مَثْوَاي. فقيل له : قد هلكتَ! قال : ما علمتُ أن الله حَرَّم الزِّنَا. فكتب عُمر أن يُسْتَحْلَف ما عَلِم أَن الله حَرَّم الزِّنا ، ثم يُخلَّى سبيله.

المَثْوى : موضع الثَّوَاء ؛ وهو النزول ، ويقال لصاحب المَثْوَى : أبو مَثْوًى ، ولصاحِبَتِه : أمّ مَثْوًى.

[ثوب] : لا أُوتَى بأَحَدٍ انْتَقَص مِن سُبُل المسلمين إلى مَثَاباته شيئاً إلا فعلتُ به كذا.

أي إلى منازله ؛ لأَنه يُثَابُ إليها ؛ أَيْ يُرْجَع.

عمرو رضي الله عنه ـ قيل له في مَرَضِه الذي مات فيه : كيف تجدُك؟ قال : أجدني أَذُوب ولا أَثوبُ ، وأَجد نَجْوِي أَكثَر من رُزْئي.

يقال : ثاب جسمُه بعد النَّهْكة : إذا عاد إلى صحَّته.

النَّجْو : الحدَث.

مِنْ رُزْئي : أي مما أرْزَؤه من الطعام بمعنى أُصيبه. يقال : ما رَزَأْتُه زُبالاً : إذا لم يُصِبْ منه شيئاً.

ومنه قيل للمصاب : رُزْء ورزئية.

[ثيب] : في الحديث : الثّيِّبَان يُرْجَمَان ، والبِكْرَان يُجلَدان ويُغَرّبَان.

يقال للرجل والمرأة : ثيّب ، وهو فَيعل مِنْ ثاب يَثوب ، كسيِّد من ساد يسود ؛ لمعاودتهما التزوّج في غالب الأمر ، وقولهم : تثيَّبْت مبنيٌّ على لفظ ثَيب ، ويجوزُ أن يكون فيعَلْت كما قيل في تديَّرتُ المكان.

مِمْ ثَيّب في (أب). إلى ثَوْر في (عي). مَثَاويَكم في (فر). فلا يَثْوِي عنده في (جو).

[آخر الثاء ولله الحمد والمنّة]

__________________

(١) البيت في لسان العرب (خذا).

١٥٩

حرف الجيم

الجيم مع الهمزة

[جُئِث] : النبيّ صلى الله عليه وسلم ـ قال في المَبْعَث حين رَأَى جِبْرِيل عليه السلام : فَجُئِثْتُ منه فَرَقاً ، فأتت خديجةُ ابنَ عمها وَرَقَة بن نَوْفلَ ، وكان نَصْرانياً قد قرأَ الكُتُب ، فحدَّثته وقالت : إني أخافُ أن يكونَ قد عُرِضَ له. فقال : لئن كان ما تَقولين حقّاً إنه لَيَأْتِيه الناموسُ الذي كان يأتي موسى.

جُئِثَ الرجل : قُلِع من مكانه فزَعاً ، والثاء بدل من فاء جُئِف الشيء بمعنى جُعِف : إذا قُلِع من أصله ، قال زَيْد الفوارس :

وَلَّوا تَكُبُّهمُ الرِّماحُ كأَنّهُمْ

أَثْلٌ جأَفْتَ أُصولَه أوْ أثْأَبُ (١)

ومثله قولُهم في فُروغ الدلو ثُرُوغ. وفي أَثاثٍ أثافٍ. وعكسُه فُمّ في ثُمَّ ، وجَدَفٌ في جَدَث.

وروي : فجُثِثْتُ. وهو أيضاً من جَثّ واجْتُثَّ : إذا قُلِع.

فرَقاً : منتصب على أنه مفعول له.

عُرِض له : من قولهم عرَضَتْ له الغُول ، وعَرِضت بالْكسر ـ عن أبي زيد ؛ أي أخاف أن يكونَ قد أصابه مسٌّ من الجن.

الناموس : جبرائيل عليه السلام ، شُبّه بناموس المَلِك ، وهو خاصَّته الذي يُطْلِعه على ما يَطْوِيه من سرائره عن غيره.

وقيل هو صاحب سرِّ الخيرِ خاصّة.

الجآجِىء في (رج).

__________________

(١) البيت في لسان العرب (جأف).

١٦٠