الشّفاء ـ طبيعيّات

أبو علي حسين بن عبد الله بن سينا [ شيخ الرئيس ابن سينا ]

الشّفاء ـ طبيعيّات

المؤلف:

أبو علي حسين بن عبد الله بن سينا [ شيخ الرئيس ابن سينا ]


المحقق: الدكتور محمود قاسم
الموضوع : العلوم الطبيعيّة
الناشر: منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي
المطبعة: گل‌وردى
الطبعة: ٢
ISBN: 978-600-161-072-1
الصفحات: ٥٠

[الفصل الخامس] (١)

(ه) فصل

فى تعريف أحوال السوق (٢) والغصون والورق خاصة

ما كان من النبات قوى (٣) قوة التوليد (٤) والتغذية ، وكان الغرض فيه الثمرة ، وكان مائى جوهر الثمرة ، (٥) أمكن (٦) القوة المولدة فيه أن تولد الثمرة بسرعة لقوته ولكثرة المادة ولطاعتها. (٧) ولم يحتج إلى ساق (٨) عظيم منصب تكثر فيه (٩) مدة لبث المنشوف من الرطوبة ، بل احتاج إلى ساق عسى أن يكون مغيرا (١٠) للمنشوف (١١) بسرعة ، ويكون مميزا لمنابت (١٢) الثمار فإن أمثال هذه الثمار لا يحسن تعلق كثرة (١٣) منها عظيمة الأفراد من البذر نفسه ، أو فرع قصير (١٤) ينبت من البذر نفسه. فمثل هذا النبات يكون ساقة كثير التفرع ، لتكثر منه منابت الثمر ، ضعيفها لقلة الحاجة إلى حبسها للمادة فيه ، متخلخلها (١٥) ليسرع نفوذ الغذاء فيه ، منبسطها (١٦) على الأرض لعجزه (١٧) عن الإقلال. وهذا مثل شجرة (١٨) الخيار والقرع والبطيخ ، فقد (١٩) أعطيت هذه الشجرة بدل الاعتضاد (٢٠) بالساق تأتّى (٢١) الأغصان للتعلق بما يقرب منها ، ويشبه أن يكون من النبات ما الحاجة إلى تعجيل إنضاجه أقل ، وإلى تردد الغذاء بين مستقاه وبين منبت ثمره أكثر ، أعظم أسواقا ، وبين المنتصب والمنبسط كالكرمة.

وأن يكون ما الحاجة إلى الأول منه أقل شديدا ، وإلى الثاني أكثر ، لأجل أن ثمرته وإن كانت رطبة (٢٢) فهى أشد أرضية من العنب ، فضلا عن البطيخ ، فهو (٢٣) أقوى ساقا ، (٢٤) بحيث لا ينحط (٢٥) إلى الأرض ، بل ينتصب ، لكنه يكون له أحوال ما سلف ، (٢٦) من شدة

__________________

(١) فصل : فصل ه ب ؛ الفصل الخامس د ، ط

(٢) السوق : السؤوق د ، (٣) قوة : ساقطة من د

(٤) التوليد : + والتولد م

(٥) الثمرة (الأولى) : الثمر سا ؛ التمييز م (٦) أمكن : ليمكن م

(٧) ولطاعتها : وطاعته د ، سا ، م ؛ وطاعتها ط

(٨) ساق : [وردت كلمة ساق فى صيغا المذكر ، والصحيح أنها مؤنثة كما ورد فى لسان العرب]

(٩) فيه : فيها د (١٠) مغيرا : معتدا د ، م ؛ مغير ط

(١١) للمنشوف : المنشوف ط (١٢) مميزا لما بت : مميز منابت ب ، ط ، م

(١٣) كثرة : كثيرة ط (١٤) قصير : يصير م

(١٥) متخلخلها : يتحللها ط ؛ يتخلخلها ط

(١٦) منبسطها : منبسطا ط ، م

(١٧) لعجزه : لعجزها ب (١٨) شجرة : شجر د

(١٩) فقد : وقد د ، سا (٢٠) الاعتضاد :

الإعضاد سا ، م (٢١) تأتى : بأي م.

(٢٢) رطبة : ساقطة من د (٢٣) فهو : وهى ط

(٢٤) ساقا : ساق ط (٢٥) لا ينحط : لا يحط م

(٢٦) أحوال ما سلف من : من أحوال ما سلف د ، سا.

٢١

التخلخل ، وانتصاب الساق. وإذا كان شديد القوة متخلخل الجوهر ، أذعن ساقه للانتصاب والاستقامة (١) أكثر من غيره مما (٢) هو صلب ثقيل. وإنما كان خشبه متخلخلا ، ليسرع نفوذ الغذاء الرطب (٣) فيه. ولا شك أن الجاذب فى مثله الحار ، فبالحرى أن يكون لحاء مثله شديد التخلخل ، فيكون ليفيا ، والأسخن منه أجعد (٤) لحاء ، والأبرد الأرطب منه أسبط ، (٥) كالحال فى شعور أمزجة الناس. ويشبه (٦) أن تكون النخلة ، إذ هى على هذه الصفة ، فإنها رطبة الثمرة ، ولكن (٧) أيبس من الكرمة ، وأسخن ، متخلخلة القوام ، (٨) حارة. ولأن أمثال النخل والكرم مغارسها الطبيعية (٩) غير البلاد الباردة جدا ، فإنها إذا غرست فى البلاد الباردة ، وصينت (١٠) بالكن ، فقد أفيدت مغرسا صناعيا. فإن (١١) مغرسها (١٢) يكون قد غيّر طبعه بالصناعة والاعتبار ، مصروفا إلى الحكم الطبيعى ؛ والحكم الطبيعى لا يحوج مثل هذه الشجرة إلى كن شديد بتغليظ الجلد ، فإن الحر مجانس (١٣) لها ، والبرد يضعف (١٤) فى مغارسها الطبيعية. فلهذا يكفيها عن اللحاء ما كان ليفيا سخيفا ، وفى ذلك يمكن لفضولها التي تكثر فى خلل (١٥) تخلخلها ، (١٦) لسعتها ، وشدة القوة الجاذبة فيها من التخلل. (١٧)

وجملة الغرض (١٨) فى اللحاء الوقاية. (١٩) وأول واق هو الورق. وأما (٢٠) الجلد ، فإنما يستحكم عند ما تكثف الساق يسيرا ، وتتغصن الأغصان. وكل شجر كبير الغصن كثيفة قوية ، فإن الرطوبة اللزجة تصون غصنه (٢١) عن الانكسار ، مما يعرض له من التثنى والتأطر. (٢٢) وكل شجرة (٢٣) أنبوبية ، فإن منبت أوراقها وغصونها (٢٤) عند العقد ، وكذلك منبت اللحاء الغشائى الذي يغشيها. وذلك (٢٥) لأن العقد أولى بأن ينحبس عندها (٢٦) الغذاء النافذ ، وأولى (٢٧) موضع ينصرف عنده (٢٨) الشىء من وجه إلى وجه (٢٩) هو الموضع الذي يعرض له فيه احتباس. وأما أجزاء الجهة

__________________

(١) والاستقامة : المرضى للاستقامة د ؛ والمضى فى الاستقامة سا

(٢) مما : بما د. (٣) الرطب : ساقطة من م.

(٤) أجعد : أجود م. (٥) أسبط : أبسط د ، سا ، ط ؛ + لحاء د ، سا

(٦) ويشبه : ويمكن م. (٧) ولكن : ولكنها ط (٨) القوام : القوائم م. (٩) الطبيعية : + فى ط

(١٠) وصينت : وسترت ط. (١١) فإن : وإن د (١٢) مغرسها : + قد ط

(١٣) مجانس : يجانس د (١٤) يضعف : ضعف م.

(١٥) خلل : حال ط (١٦) تخلخلها : متخلخلها ط ؛ يحللها م.

(١٧) التخلل : التخلخل ط ، م. (١٨) الغرض : التعرض م

(١٩) الوقاية : الوثاقة م (٢٠) وأما : فأما ط.

(٢١) غصنه : نفسه م (٢٢) والتأطر : ساقطة من.

(٢٣) شجرة : شجر سا ، ط (٢٤) وغصونها : وغصونه ط.

(٢٥) وذلك : ساقطة من سا

(٢٦) عندها : عنده ط (٢٧) وأولى : وأول م. (٢٨) عنده : عنه د ، سا ، ط ، م

(٢٩) إلى وجه : ساقطة من د.

٢٢

نفسها ، فكأنها تسدد الشىء إلى مقصد واحد تسديدا متفقا. (١) فلهذه العلة ما ينبت الغصن الزائد واللحاء والورق من هذه المواضع.

والورق خلق لغرضين : أحدهما الزينة ، وذلك لأجل الشىء الذي خلق له النبات ، أعنى الحيوان. والآخر ، المنفعة (٢) وهى لأجل النبات نفسه. وذلك لأنه يقى الأجزاء الضعيفة من النبات (٣) آفة الحر والبرد ، مثل الأغصان الرطبة إلى أن يستحكم لحاؤها ، ومثل الثمار القريبة العهد بالتفقح (٤) عن أكمامها. وليس يكفيها ضرر الحر والبرد فقط ، بل يكفيها ضرر الرياح الناثرة لثمارها ، بنفضها لغصونها. وفى كل ورق خياطات تتشعب كالأضلاع عن خط واحد كالصلب ، (٥) ليكون عمدة للورق ، وليأتى أجزاء الأوراق (٦) غذاؤها من قبلها ، كأنها رواضع العروق فى الحيوان. ومن الورق ما خياطته تستحيل غصنا ، فيكون لذلك محزز (٧) الخشب متشاكل التغصين ، (٨) وهذا كالسرو ، فيكون وقاية ومبدأ معا. والسبب فى ذلك أن المادة التي (٩) يتكون منها الورق فى مثله قوية القوام ، دسمة (١٠) دهنية ، إذ ليس لمثله (١١) من الشجر ثمر (١٢) يعتد به يصرف (١٣) إليه خالصة غذائه. (١٤) وكأن غرضه فى غصنه وورقه فيصرف الخالصة من غذائه إلى ذلك ، فيكون ورقه ناشئا من خالص غذائه الصالح لجوهره ، وما يشبه فى الطبع جوهره من غصونه. ولهذا ما يقصد فى مثله استحفاظ ورقه صيفا وشتاء. وأما الورق الذي هو كالوقاية فيستغنى عنه عند نضج الثمر ، (١٥) واستيكاع الغصن الرطب ، فيكون نقضه أولى من حفظه ، وخصوصا إذا كان من الطبيعة عليه معاون ، (١٦) مثل كونه غير مقصود فى نفسه ، فيكون تولده (١٧) من فضلة الغذاء ، دون صريحه ، فلا تعتنى (١٨) الطبيعة بإحكام أمره ؛ أو كونه مستعرضا ، ومع الاستعراض غير (١٩) لزج الرطوبة الماسكة حارها متلززها ، (٢٠) بل مائيتها وضعيفها فى الجرم رقيقها ، (٢١) فتنفش فى تغرية (٢٢) الورق ويفنيه التحليل. وربما

__________________

(١) متفقا : ضعيفا سا. (٢) والآخر المنفعة : والأخرى للمنفعة ط.

(٣) النبات : + عن ط (٤) بالتفقح : بالتفقيح ط ، م.

(٥) كالصلب : كالتصلب د

(٦) الأوراق : الورق د. (٧) محزز الخشب : محرزا بخشب سا

(٨) التغصين : الغصنين ب ؛ لغصنين د.

(٩) التي : ساقطة من ب (١٠) دسمة : دسمية ط

(١١) لمثله : بمثله د. (١٢) ثمر : ثم د ، م

(١٣) يصرف : ينصرف م (١٤) غذائه : غذاؤه ط.

(١٥) الثمر : الثمرة ط ، م.

(١٦) معاون : معاوق د ؛ معاونة ط ، م.

(١٧) تولده : توليده سا

(١٨) فلا تعتنى : فلا يغشى م.

(١٩) غير : عن د ، م

(٢٠) متلززها : متكررها سا ، م ؛ + يجتمعها د ؛ + مجتمعها سا ، ط ، م

(٢١) رقيقها : دقيقها ط

(٢٢) تغرية : تغذية د ، سا ، ط ، م.

٢٣

كان سبب سقوط الورق مع هذه الأسباب كثرة امتصاص الثمار لرطوبة الشجر ، (١) ولا يفضل للورق فاضل ، فيعرض لها ما يعرض للمكثر من الجماع من الصلع السريع.

والورق يستعرض ، إما بسبب الطبيعة ، وإما بسبب العناية. (٢) أما الذي بسبب الطبيعة ، فإذا كانت مادته رطبة (٣) مائية وقوته قوية على الإنشاء ، (٤) وخصوصا إذا لم يكن كثيرا ثقيلا ، بل كان أيضا فى قوام الشجرة ما يحتمله. وأما الذي (٥) بسبب العناية ، (٦) فإذا كانت (٧) الثمرة (٨) كثيرة العدد فى موضع واحد ، فيحتاج إلى لحاف واسع كالعنقود (٩) من الكرم (١٠) ، أو كانت كثيرة فى فردانيتها عظيمة (١١) الحجم كالتين والأترج ، أو كان خلق الغصن فى ابتدائه سريع النشو إلى حجم كبير مستعرض (١٢) الورق (١٣) قبل أن يستوكع كالدلب. وأكثر ما يستعرض من الورق فإنه (١٤) يحرز ليستخف ، (١٥) ولئلا يحمل عليه عصوف الريح ، بل ينفذ بين (١٦) خلله ، وليكون مع وقايته الحر والبرد يمكن النسيم من التخلل. ومن شأن الورق أن يقل على الساق ، ويكثر على الغصن ، لأن الساق قوى فى نفسه ، قوى فى لحائه ، فلا يحتاج إلى وقاية ، يحتاج إلى (١٧) مثلها الغصن.

وكثير (١٨) من الأشجار ينقطع ورقه بعد ظهور ثمرته أجزاء صغارا ، وذلك للتخفيف إذا كانت الثمرة ليست ذاهبة فى نضجها إلى الترطيب ، (١٩) بل إلى الاستحكام والتجفيف ؛ كالحمّص والحنطة ، (٢٠) وبتدارك تخفيف حجمه بكثرته. فإن الكثير إذا تفرق كان أخف محملا من واحد عظيم له علاقة واحدة عليها (٢١) الحمل وحدها.

__________________

(١) الشجر : الشجرة ط ، م.

(٢) العناية : الغاية ب ، د ، سا.

(٣) رطبة : رطيبة سا (٤) الإنشاء : الإفشاء سا.

(٥) الذي : ساقطة من ب ، د ، سا ، م

(٦) العناية : الغاية ب ، د

(٧) كانت : كان ب ، م

(٨) الثمرة : الثمر ب. (٩) كالعنقود .. كالعنقودة د ، سا ، م

(١٠) الكرم : الكرام م. (١١) عظيمة : عظيم ط.

(١٢) مستعرض : ساقطة من سا

(١٣) الورق : ساقطة من ب ، د ، سا ، م

(١٤) فإنه : ساقطة من ط ، م

(١٥) ليستخف : بتسخف ب

(١٦) بين : من ط ، م. (١٧) إلى (الثانية) : ساقطة من م.

(١٨) وكثير : فكثير ط.

(١٩) الترطيب : الترطب د ؛ الترتيب ط ؛ الرطب م.

(٢٠) والحنطة : والحنظلة د.

(٢١) عليها : عليه سا.

٢٤

إن من الشجر ما يكون لتوريقه وتفريعه (١) نسبة محفوظة فيورق مثلا ثلاثا ثلاثا وأربعا أربعا وخمسا خمسا ، (٢) مثل النبات المسمى بنطافيلن ؛ (٣) فإنه ينبت له دائما (٤) من كل عقدة خمسة أغصان ، وعلى كل غصن خمس أوراق. ومن النبات ما لا يحفظ ذلك ، ومن النبات ما يورق من غصونه ، ومنه ما يورق من خشبه ، ومنه ما يورق من أصله ، ومنه ما يورق من كل مكان.

__________________

(١) وتفريعه : وتعريفه ب ، د ، سا ، م.

(٢) ثلاثا ... خمسا : ثلاثا ثلاثا أو أربعا أربعا د ، سا ، ط ؛ ثلاثا وأربعا م

(٣) بنطافيلن : فنطافلون ب ؛ بنطافلين د ؛ بنطافين ط

(٤) دائما : ساقطة من سا.

٢٥

[الفصل السادس]

(و) فصل (١)

فيما يتولد عن النبات من الثمر والبذور والشوك والصموغ وما يشبهها

إن من ثمار الشجر ما هو مكشوف مثل العنب والتين ، وقشره الأول منفصل عنه ، وكله (٢) بارز. ومنه (٣) ما هو فى غلاف قشرى كالباقلى. (٤) ومنه (٥) ما هو فى غلاف غشائى كالحنطة. ومنه (٦) ما هو فى قشر صدفى كالبلوط. ومنه ما هو ذو عدة (٧) قشور كالجوز واللوز. ومنه ما هو سريع النضج جدا. ومنه (٨) ما هو أبطأ نضجا. ومنه ما يتكرر حدوث ثمره فى السنة مرارا. ومنه (٩) ما لنضجه وقت معلوم. ومنه ما ليس لنضجه وقت معلوم ، بل ينضج فى أوقات شتى كالأترج. ومنه (١٠) ما يحمل كل سنة. (١١) ومنه ما يحمل سنة (١٢) ولا يحمل سنة. (١٣) ويشبه أن يكون ذلك فى الأشياء اليابسة المادة ، فلا تسع مادتها لحمل (١٤) كل سنة. ومنه (١٥) ما يحمل سنة شيئا ، وسنة أخرى شيئا آخر أيبس منه أو أضعف (١٦) منه.

وقد تكلف المتكلفون من إعطاء العلل فى جميع ذلك ، ما لو شئنا لزدنا عليهم فى تنميقها وتلفيقها ، لكنها كلها متمحلة غير مقنعة للمحصلين ، (١٧) حتى (١٨) جعلوا علة ما لا يثمر من كبار الشجر أو يقل ثمره كونه كبيرا ، وتفرق غذائه فيه ، كأنه ما كان يمكن أن تكون نسبة ما يغتذيه الكبير إلى حجمه على نسبة ما يغتذيه الصغير إلى (١٩) حجمه ، فيكون التوزيع بالسوية ؛ بل يشبه أن تكون الأشجار التي قصد منها خشبها قد بسط لها فى الحجم ، والتي (٢٠) قصد منها ثمرتها لم تحتج إلى أن تعظم جدا ، بل عظمت عظما موافقا ، (٢١) وصرف فضل غذائها إلى الثمار.

__________________

(١) فصل : فصل وب ؛ الفصل السادس د ، ط

(٢) وكله : ومحيله د ؛ وكليه سا ، م (٣) ومنه : ومنها ط (٤) كالباقلى : كالباقلا سا ، ط

(٥) ومنه (الثانية) : ومنها ط

(٦) ومنه (الأولى والثانية والثالثة) : ومنها ط

(٧) ذو عدة : فى عدة د ، سا

(٨) ومنه (الأولى والثانية) : ومنها ط

(٩) ومنه (الأولى والثانية) : ومنها ط

(١٠) ومنه (الأولى) : ومنها ب ، ط ، م

(١١) ومنه (الثانية) : ومنها ب ، م

(١٢) ومنه ما يحمل سنة : ساقطة ط

(١٣) سنة (الثالثة) : أخرى ط.

(١٤) لحمل : الحمل فى سا (١٥) ومنه : ومنها ط

(١٦) أو أضعف : وأضعف سا ، م. (١٧) للمحصلين : للحصل سا

(١٨) حتى : + لو سا (١٩) إلى (الثانية) : على م (٢٠) والتي : والذي م

(٢١) موافقا : متوافقا م.

٢٦

وأما إذا كانت شجرتان من نوع واحد ، وعرض لإحديهما (١) أن كبرت (٢) جدا فهى (٣) فى الأكثر أقل ثمرا. لأن السبب الذي عظم حجمها (٤) صرف المادة إلى خشبتها. (٥) لأنه إنما عظم حجمها (٦) لأنه لم يأتها (٧) من الغذاء ما يوافق لتكون (٨) الثمر (٩) ، بل إنما سمح له المغرس بغذاء يوافق الخشب ، ولو لا ذلك لكان حجمه لا يعظم ، أو لأن القوة تحتاج فى صرف الغذاء إلى الثمر إلى أفعال كثيرة وتغيرات متتالية ، ولا يحتاج (١٠) إلى ذلك كله فى صرف الغذاء إلى الخشب. وتكون الشجرة التي أمعنت فى السن قد أخذت قواها فى النقصان فتعجز عن التغيرات (١١) الثمرية ، ولا تعجز عن تغييرات (١٢) الغذاء ، قدر ما يصلح للخشبية (١٣) فينمو من أجله الخشب. (١٤) والذي ضربوا به المثل من أن (١٥) السمين أقل توليدا من القضيف ، فليس لعظم الحجم ، بل لرداءة المزاج.

ولثمار (١٦) الشجر طعوم مختلفة ، منها طبيعية ، ومنها غير طبيعية أو مقصودة فى الطبع ، كمرارة اللوز. وذلك إما لإفراط كالسبب فى مرارة اللوز ، وإما لتقصير كالسبب فى حموضة العنب. وقد تصلح هذه الطعوم بأن يعدّل (١٧) المزاج ، وقد تفسد بأن يورد على الشجرة (١٨) ما يحيل (١٩) مزاجه. فإنه إذا دهن غصن اللوز ، فيكون ما ينبت عليه من اللوز مرا ، كأن الدهنية تهيئ للاحتراق ، ويستحقن (٢٠) الحار ، فيحدث مزاج يطرد فى جميع ما ينبت من الموضع المدهون. وما (٢١) كان من الثمر عظيما عظمت معاليقه ، وما كان صغيرا ضعيفا خفت معاليقه ، وما كان يابس الجوهر يابس الغذاء كثرت الخيوط النافذة (٢٢) فيه ، لأن غذاءه يكون يابسا من جنسه ، فلا يطيع جذب الواحد جملة ، ويطيع التفريق بالامتصاص. وما كان من الثمر صلبا أو لينا جدا ، ففى الأكثر جعل غشاؤه صلبا. أما الصلب فليتناسب ، (٢٣) ولأن الوقاية يجب أن تكون أصلب من الموقى ، وهذا كالجوز واللوز.

__________________

(١) لإحديهما : لأحدهما د ، سا ، م (٢) كبرت : كبر ب ، د ، سا ، م

(٣) فهى : فهو ب ، د ، سا ، م.

(٤) حجمها (الأولى) : حجمه ب ، د ، سا ، م

(٥) خشبتها : خشبيته ب ، د ، سا ، م

(٦) حجمها (الثانية) : حجمه ب ، د ، سا ، م

(٧) يأتها : يأته ب ، د ، سا ، م

(٨) لتكون : تكون د ، سا (٩) الثمر : الثمرة ط

(١٠) ولا يحتاج : لا يحتاج ط (١١) التغيرات : التغييرات سا.

(١٢) تغييرات : تغيرات ط ، م

(١٣) للخشبية : للخشبة ط (١٤) الخشب : الخشبية د ، سا.

(١٥) المثل من أن : من المثل أن د ، سا

(١٦) ولثمار : ولا ثمار ط (١٧) يعدل : يعدله م

(١٨) الشجرة : الشجر ط (١٩) ما يحيل : ما يختل ط

(٢٠) ويستحقن : ويسحف م (٢١) وما (الأولى) : ما ب ، د ، سا ، م

(٢٢) فيه : منه م (٢٣) فليتناسب : فللتناسب ط.

٢٧

وأما اللين جدا ، المتخلخل ، فلأنه (١) سريع القبول للآفة ، فيحتاج إلى غشاء وثيق ، مثل القطن ، ولذلك ما وزع القطن على غلف (٢) شتى. وأكثر (٣) ما (٤) له ثمر كبير (٥) وله بذر واحد ، فإن بذره صلب. وما هو متفرق البذر فإنه أقل صلابة. وأكثر (٦) ما (٧) له بذر ، وهو رطب ، فبينه وبين البذر وقاية حاجزة. فإن (٨) كان اللحم صلبا يابسا ، فرق بينه وبين النوى وبين الحاجز ، ولم يتصل اللحم بالقشر الحاجز ، لئلا يمتص رطوبته ، وهذا كالسفرجل. وما لم يكن كذلك ، ألزق (٩) الغلاف باللحم ، واللحم بالغلاف ، ليحسن الاتصال. وأكثر (١٠) الثمار الرطبة عليها أقماع ، وذلك لأنها تحتاج ضرورة إلى تفشى أبخرة ورطوبات ، وتحللها ، وذلك إلى الجهة العالية لها ، فيحتاج أن يكون هناك إما مسام واسعة كما فى التفاح والكمثرى ، وإما فضل تخلخل غشاء كما فى الرمان. ويحتاج أن يحتاط ، (١١) أيضا على المنتفش (١٢) إما بشيء كالمظلة لئلا يحمل (١٣) التحليل الهوائى عليها ، أو بشيء كالصمام الخشبى ، أو الحجرى ، لكثرة (١٤) ما يتحلل من الأسباب الخارجة بعنف. ومثال الأول ما للرمان ، ومثال الثاني ما للتفاح ، والغرض فيه (١٥) أن يقتصر التحليل على دفع الطبيعة بالقدر الكافى. وأما الباذنجان فلصلابة جلده وكثافته وليبوسة (١٦) لحمه ، لم يحتج إلى ذلك. وبذور الأشجار بعضها مصمتة ، وبعضها ذوات لب. وليس السبب فى الإصمات ذهاب الغذاء فى الجرم ، فإن مثل هذا الكلام كلام من (١٧) يتحكم فى الطبيعة ؛ (١٨) بل السبب فيه غرض طبيعى ، وليس يجب أن يكون لا محالة معلوما. ويشبه أن يكون السبب (١٩) فيه غرض متعلق بما يتولد منه.

وكل بذر ذى لب دهنى ، (٢٠) فإنه محتاط (٢١) فيه (٢٢) بتغليفه غلافا ثخينا صلبا ، إلى الصدفية والحجرية ما هو ، ليشتد احتقان الحرارة فيه ، فيتمكن من تولد (٢٣) الدهنية. وما كان من هذا الجنس (٢٤) غير محرز فى حرز ثخين ، بل إنما عليه غلافه فقط ، وشىء يتصل به ، كأنه جزء

__________________

(١) فلأنه : فإنه ط. (٢) غلف : + بل غلوف د

(٣) وأكثر : أكثر ب ، سا ، م (٤) ما : مما م

(٥) ثمر كبير : ثمرة كبيرة د ، سا

(٦) وأكثر : أكثر ب ، سا ، م

(٧) ما (الثانية) : مما م (٨) فإن : وإن سا

(٩) ألزق : التزق د (١٠) وأكثر : أكثر ب ، د ، سا ، م.

(١١) يحتاط : يحاط م (١٢) المنتفش : المتنفش سا.

(١٣) يحمل : يحتمل م (١٤) لكثرة : ليحبس د ؛ ليحتبس سا.

(١٥) فيه : ساقطة من د (١٦) وليبوسة : ويبوسة ط.

(١٧) فى : على ب ، سا ، ط ، م

(١٨) الطبيعة : الطبيعية د (١٩) السبب : ساقطة من ط ، م

(٢٠) دهنى : دهين ب ، د ، م (٢١) محتاط : مختلط ب ؛ يحتاط ط

(٢٢) فيه : منه د (٢٣) تولد : توليد د ، سا. (٢٤) الجنس : ساقطة من سا.

٢٨

منه ، فإن صدفه يكون (١) أصلب مثل الجوز واللوز. وما له إلى غلافه (٢) محيط آخر عظيم (٣) مقصود بنفسه ليس على أنه كمال لغلافه ، لم يحتج الى تصليب (٤) غلافه جدا ؛ مثل السفرجل والتفاح ، وربما أعين بلزوجات تغطى القشر ، ويكون قوامها قواما كافيا. وما كان (٥) غلافه (٦) أعظم من ذلك ، (٧) وحجمه صغير ، فهو إلى ذلك أقل حاجة ، مثل حب البطيخ والقرع ، وكذلك (٨) ما هو أرق قشرا أو أشد (٩) التئاما بقشره الحنطة ، وما قشره غليظ فهو كالمتبرئ عنه لئلا يلتصق (١٠) به. واللبوب الدسمة بينها وبين القشر الصلب قشر لطيف غرقى ، (١١) لتدريج الاتصال. وكثير من النوى والحب وخصوصا الصلب عليه نقير لأغراض ثلاثة :

أحدها ليكون مستقى له يستنقح (١٢) فيه ماؤه (١٣) وخصوصا فيما جرمه أصلب ، فيكون نشفه أبطأ.

والثاني ليكون (١٤) له متنفش فيه.

والثالث ليكون المبدأ الرحمى الذي فيه كأنه كهف يؤويه ، (١٥) فإن ذلك يحتاج إلى أن يكون ألطف وألين يسيرا. وإذا كان متصلا بالصلب جدا ، كان شديد التعرض للانفصال عنه بأدنى سبب صادم ، (١٦) فجعل (١٧) فى حرز ، وكثيرا ما يجعل حرزه لا طولا (١٨) بل عرضا ، (١٩) فيكون عليه من الجانبين شبه جناح ، مثل ما على (٢٠) حب (٢١) الباقلى. (٢٢)

وهذه المبادئ ربما كانت فى أعالى البذور والحبوب ، إذا كانت قوية القوة على الجذب للغذاء ، ولا يحوجها (٢٣) الضعف (٢٤) إلى أن (٢٥) تحط (٢٦) عن جهة إليها النشو ، وهى الجهة العالية ، فإن لم تكن القوة قوية (٢٧) جدا كانت هذه الهيئات فى الأوساط ، وهذا فى (٢٨) الأشياء

__________________

(١) يكون : ساقطة من م (٢) غلافه : غلاف د

(٣) عظيم : يحفظه سا (٤) تصليب : تصلب ب ، م

(٥) وما كان : وكان د (٦) أعظم : عظيما سا

(٧) من ذلك : ساقطة من د ، سا

(٨) وكذلك : ولذلك ب ، سا ، م

(٩) أو أشد : وأشد د ، سا ، ط ، م

(١٠) يلتصق : يتضرر د ، سا ، ط ؛ يتصون م.

(١١) غرقى : غرقيئ ب. (١٢) يستنقع : ليستنقع ط

(١٣) ماؤه : مادته ط (١٤) ليكون : ليكمن د ؛ ليكن سا

(١٥) يؤويه : يأويه د ، سا (١٦) صادم : صارم سا (١٧) فجعل : يجعل م

(١٨) لا طولا : لا طويلا د ، ط ، م

(١٩) عرضا : عريضا د ، ط (٢٠) على : عليه د ، سا

(٢١) حب : جنب ب ، د ، سا ، م

(٢٢) الباقلى : الباقلا سا ، ط

(٢٣) ولا يحوجها : + إلى ط (٢٤) الضعف : المضعف م

(٢٥) أن : ساقطة من د (٢٦) تحط : تنحط ط

(٢٧) قوية : + كانت ط (٢٨) فى (الثانية) : من ط.

٢٩

التي لا تحوجها جهة الاغتذاء إلى الانحراف عن الموضع الأفضل. وأما (١) إن أحوج (٢) ذلك مثل ما فى حب السفرجل والتفاح إذ (٣) كان ما يحللها مقصودا بنفسه وجاذبا للغذاء إلى ذاته ، فيكون (٤) الأصلح لحبه أن يغتذى من تلقاء قوة سبيل الغذاء ، أو يكون أسبق إلى العين من غيره. فلذلك خلقت هيآتها إلى تحت. وأما إذا (٥) كثرت (٦) الحبوب فى وعاء واحد ، (٧) ودق الغصن أو الساق ، فلم يف باتصال مماص جميع الحبوب به ، وكان فى جرم ما يحيط به فضل غذاء ورطوبة ، جعلت المماص إلى جرم ما يحيط به ، كحب البطيخ الزقّى أو أنشىء (٨) من الأصل شىء شبيه بالعروق. والمشيمة تأتى الحبوب وتتصل بها فتكون (٩) ساقية (١٠) توجهها الطبيعة (١١) إليها كلها ، كحب (١٢) البطيخ الآخر ، والقثاء ، وغيره. وكثير (١٣) من البذور (١٤) تشتمل (١٥) على طبيعتين كالمقصودتين ، (١٦) تكونان (١٧) متضادتين فى الطبيعة ، فيجعل بينهما (١٨) حاجز صلب ، مثل بذر قطونا ، (١٩) فإن عليه لعابية مبردة جدا ، وفيه لب دقيقى حار جدا ؛ وجعل بينهما غشاء صلب جدا مجاوز الحد ، حتى لا تتباطل المنفعتان. ولهذا فإنه إذا دق كان فعله غير فعله إذا أخذ غير مدقوق. ويبلغ (٢٠) من شدة صلابة الجراب (٢١) الذي حتى (٢٢) دقيقه أنه إذا شرب خرج بحاله ، لم تحله الحرارة الغريزية ، ولا برز (٢٣) من باطنه شىء ، وإنما نالت الطبيعة لعابيته (٢٤) فقط.

وليس (٢٥) كل شجرة تبزر (٢٦) وتحبب فى سنة واحدة ، بل كثير مما أصله قوى عظم ، فينفرق (٢٧) فيه الغذاء ، يبطؤ إبزاره (٢٨) ويتأخر إلى سنة قابلة مثل البصل ؛ والزهر (٢٩) يكون على البذر ، أو على النبات للوقاية. (٣٠) فمنه ما هو وقاية عن ضرر الريح ، ومنه ما هو وقاية عن ضرر

__________________

(١) وأما : فأما ب (٢) أحوج : أخرج سا ؛ أحوجت ط

(٣) إذ : إذا د ، سا ، م (٤) أو يكون : ويكون ط.

(٥) وأما إذا : وإذا ب ؛ وأما إذ د ؛ وأما م

(٦) كثرت : كثرة م (٧) واحد : ساقطة من م

(٨) أنشىء : إنشاء ط (٩) فتكون : ويكون ط

(١٠) ساقية : ساقها سا ؛ + شبيه ط

(١١) الطبيعة : الطبيعية ط (١٢) كلها كحب : كما لحب د ، سا

(١٣) وكثير : كثير د ، سا ، م (١٤) البذور : الزقى ط (١٥) تشتمل : ويشتمل م

(١٦) كالمقصودتين : مقصودتين د ، سا ؛ كالمقصودين م

(١٧) تكونان : وتكونان د ، سا ، ط

(١٨) بينهما : لهما ط (١٩) قطونا : القطونا د ، سا ؛ وقطونا م

(٢٠) ويبلغ : وبلغ ط (٢١) الجراب : الحرب م

(٢٢) حشى : غشى سا ؛ مشى ـ (٢٣) ولا برز : وما برز سا

(٢٤) لعابيته : لعابية ط (٢٥) وليس : ليس ب ، د ، سا ، م

(٢٦) تبرز : تبزر د ، سا (٢٧) فينتفرق : فيفرق ط. (٢٨) إبرازه : إبزاره سا

(٢٩) والزهر : الزهر ب ، د ، م ، سا ، م (٣٠) للوقاية : + فهو ط.

٣٠

الماء فى النبات المائى ، كما على التودرى. (١) والشوك منه شوك أصلى ، ومنه شوك زور ، والشوك الزور (٢) إما أن يكون غصنا فرع فلم (٣) يتم تكونه لعوز المادة أو لضعف القوة ، وإما أن يكون فضلة ردية غير ملائمة دفعت. والفضول تندفع تارة على نحو ما (٤) يكون منها شىء قريب الشبه (٥) من الشىء ، كالثؤلول وكالشامة ، (٦) وكالغدة ، وذلك إذا كان الفضل قريبا جدا من الغذاء ، والقوة جيدة التصرف فيما تفعل ؛ وتارة على نحو غريب غير مناسب اندفاع (٧) المخاط. ونظير ذلك فى النبات الصموغ والسيالات. أو يشبه (٨) أن تكون الفضول منها ما هى فضول الهضم الأخير (٩) الذي يكاد أن يكون (١٠) جزءا من المغتذى فيندفع حاكيا ذلك الجزء. وهذا الفضل ربما كان عن كفاية ، وربما كان عن قصور وفساد المغرس ، (١١) فلا يكون غذاؤه إلا فضلا ، ومن هذه الفضول يتولد الشوك والعقد الخارجة عن الطبيعة ، ومنها ما هى فضول الهضم الأول الرطب (١٢) الذي لم يستوكع ، مثل الصموغ.

وأما الشوك الأصلى فكالسلاح للشجرة عن الآفات وربما كان للزينة ، وربما كان لمنفعة لا تتعلق (١٣) بالشجر ، كما يكون (١٤) منها على النخل ، ليكون كالدرج إلى رأسه الشاهق. وكثير (١٥) من الأشجار تشوك فى حداثتها ، ثم يسقط الشوك إذا استغنت عنه (١٦) باللحاء الصلب ، وربما اشتاك (١٧) ما لا شوك له بسبب مادة تغيرها. (١٨) والصمغ (١٩) فضل اللبنية ، واللبنية أول ما يتقوم بالرطوبة. والحار منه هو الذي أفرط فيه (٢٠) الحر دفعة ، الذي لو كان الحر معتدلا والمدة أطول كان يكون دهنا أو دهنيا. وقد يكون من اللبن ما هو مائى أو نارى ، ومنه ما هو دهنى أيضا ، مثل لبن البلسان الذي يعد من (٢١) الأدهان. ومن الصموغ أيضا ما فيه دهانة ، مثل السندروس والسيالة (٢٢) التي تسمى الدوادم (٢٣) فى بعض الشجر والدمعة فى الكرمة فضلة (٢٤) المائية. (٢٥)

__________________

(١) التودرى : التوذرى ب (٢) الزور : البزور د

(٣) فلم يتم تكونه : لم يتمر بكونه م

(٤) ما : ساقطة من د ، سا (٥) الشبه : التشبه ط

(٦) وكالشامة : والشامة سا ، م

(٧) اندفاع : كاندفاع ط (٨) أو يشبه : ويشبه سا ، ط

(٩) الأخير : الآخر م (١٠) يكون : يتكون ب ، سا ، م

(١١) المغرس : للمغرس ط

(١٢) الرطب : الرطيب سا.

(١٣) لا تتعلق : لم تتعلق ب ، ط ، م

(١٤) ليكون : فيكون د (١٥) وكثيرة : كثير د ، سا

(١٦) عنه : منه ط (١٧) اشتاك : اشتاكت د ، سا

(١٨) تغيرها : بغيره ط (١٩) والصمغ : الصمغ ب ، د ، سا ، م

(٢٠) فيه : منه م ؛ ساقطة من سا (٢١) من : فى ب ، ط ، م

(٢٢) والسيالة : + فضلة المائية د ، سا

(٢٣) الدوادم : الدرادم د ؛ الدودم م

(٢٤) فضلة : فضل ٥ (٢٥) فضلة المائية : ساقطة من د.

٣١

[الفصل السابع] (١)

(ز) فصل

فيه (٢) كلام كلى (٣) فى (٤) أصناف النبات يتبعه الكلام فى أمزجة الأشياء

التي لها نفس غاذية

قد ذكرنا منافع أعضاء النبات ، وبقى علينا أن نتكلم فى النبات كلاما كليا. فإن من النبات ما هو شجر مطلق ، وهو القائم على ساقه ؛ ومنه ما هو حشيش مطلق ، وهو الذي تنبسط ساقه على الأرض. ومن النبات ما هو بقل مطلق ، وهو الذي لا ساق له أصلا مثل (٥) الخس. ومن النبات ما هو شجر حشيشى ، (٦) وهو الذي له ساق منتصب وساق منبسط (٧) مستند على الأرض أو الذي يغصن ويفرع (٨) من أصله مع انتصاب كالقصب ويسمى جنبة. (٩)

وأما الحشائش البقلية ، (١٠) وربما سميت عشبية ، (١١) (١٢) فهى (١٣) التي لها (١٤) توريق (١٥) من أسفلها ولها (١٦) مع ذلك ساق كالملوكية.

ومن (١٧) النبات ما هو بستانى ، ومنه ما هو برى. وقد يجعل البرى بستانيا بالتربية ، (١٨) فيصير أرطب مزاجا ، ونقول أيضا من النبات ما هو سيفى ، ومنه ما هو سبخى ، ومنه ما هو رملى ، ومنه ما هو مائى ، ومنه ما هو جبلى. (١٩) ومن النبات ما يقبل الوصل بغيره ، ومنه ما لا يقبل الوصل. والوصل قد يكون بإلحام الموصول بالموصول به ، فيحتاج أن يتلاقى القشران على تماس كالاتصال ، لتجذب المائية من القشر فى القشر. وقد يكون بإلحام الموصول به فى الموصول. بأن يهندم هيئته فى غلاف هيئة ورقة.

__________________

(١) فصل : فصل د ب ؛ الفصل السابع د ، ط

(٢) فيه : فى ط (٣) كلى : ساقطة من م

(٤) فى : على م (٥) مثل : من م

(٦) حشيشى : حشيش ب ، م

(٧) منبسط : ساقطة من سا

(٨) ويفرع : ويتفرع م (٩) جنبة : حبيّة ط

(١٠) الحشائش البقلية : الحشيش البقلى د ، سا

(١١) وربما سميت عشبية : وربما يسمى عشبا د ؛ وربما كان يسمى عشبا سا

(١٢) عشبية : عشبة م (١٣) فهى : فهو ب ، د ، سا ، م

(١٤) التي لها : الذي له ب ، د ، سا ، م

(١٥) توريق : تورق م (١٦) أسفلها ولها : أسفله وله ب ، د ، سا ، م

(١٧) ومن : من ب (١٨) بالتربية : بالتربة سا

(١٩) جبلى : حبلى ط.

٣٢

والنبات المغروس قد يكون منه (١) ما يحتاج إلى أن يغرس من أصله لا محالة ؛ وقد يكون منه ما يقبل الغرس غصنه الموصول ؛ لا يتصل بما يبعد عنه جدا. وربما يوصل (٢) الشىء (٣) بالبعيد منه ، (٤) كالعليق ، فإنه يوصل بأشجار شتى ، والبطم والزيتون. ومن النبات ما يستحيل إلى جنس آخر ، وذلك مثل النّمام (٥) يصير نعناعا ، (٦) والباذروج (٧) إذا صار شاهسفرم. وقد اشتغل (٨) جماعة من الناس بإبانة علل فى النبات متكلفة ، وبعضهم أخذ يلتمس علة كل خاصية ، (٩) حتى حاول أن يبين العلة فى أصباغ النقوش واختلاف الأرائيج ، وذلك من محاولة محال ، فإنه ليس شىء من تلك (١٠) يتبع موجب الطبائع وضرورة الهيولى ، بل يتبع تدبير النفس النباتية وتوزيعها ، وإن (١١) كان لا يحصل إلا بتوسط هذه الطبائع ، فإنه لن (١٢) يسودّ شىء (١٣) إلا بالاحتراق (١٤) أو فرط (١٥) الجمود ، (١٦) ولن (١٧) يبيضّ الشىء (١٨) إلا لشىء آخر (١٩) مما قيل علله فى موضع آخر.

وإذا وقع منا الإحاطة بعلل ذلك وأسبابه ، علمنا أنه لم يحصل فى النبات والحيوان إلا من تلك العلل ، (٢٠) لكن تلك العلل (٢١) لم تحصل فى مواضعها من النبات بسبب (٢٢) طبيعى ، بل بسبب نفسانى تحصل (٢٣) كل علة فى خبيئة. (٢٤) فالاشتغال إذن (٢٥) بما اشتغلوا به فضل.

على أنه لا يمنع أن يكون كثير من هذه الأحوال جاءت عن ضرورة المادة وحركة الطبيعة ، لا لغاية. فإن الغاية قد تتبعها أيضا ضرورات. وهذه الأشياء قد بيناها فى مواضع أخرى.

والذي يلزمنا أن نوضح القول فيه الكلام فى أمر أمزجة النبات بحسب القياس إلى أبداننا ، ليكون مبدءا (٢٦) ما للطب وما يجرى مجراه.

__________________

(١) منه ساقطة من سا (٢) يوصل : وصل د ، سا

(٣) الشىء : شىء سا (٤) بالبعيد منه : بالبعد عنه ط

(٥) النمام : [النمام نبت طيب الريح (لسان العرب)]

(٦) نعناعا : نعنعا ط

(٧) والباذروج : والناذورج د ؛ والباذروح سا ، م ؛ [الباذروج : نبت طيب الريح (لسان العرب)] ؛ [شاهسفرم : أى «ريحان الملك» (معجم أسماء النبات للدكتور أحمد عيسى)]

(٨) اشتغل : استعمل م (٩) خاصية : خاصة د ، سا

(١٠) تلك : ذلك ط (١١) وإن : فإن م

(١٢) لن : ليس سا (١٣) شىء : + ما د.

(١٤) بالاحتراق : باحتراق ما د ، سا ؛ باحتراق م

(١٥) أو فرط : وفرط ب ، ط ، م

(١٦) الجمود : جمود د ، سا ؛ الجمودة ط

(١٧) ولن : ولم سا (١٨) الشىء : ساقطة من د ، سا

(١٩) آخر (الأولى) : الآخر ط (٢٠) لم يحصل ... العلل (الأولى) : ساقطة من ط.

(٢١) لكن تلك العل : ساقطة من ط ، م

(٢٢) بسبب : لسبب سا (٢٣) تحصل : حصل ب ، د ، سا ، م

(٢٤) خبيثة : جنسه ط (٢٥) إذن : ساقطة من سا (٢٦) مبدءا ما للطب : ميدانا للطلب سا.

٣٣

فنقول : قد بان لك مما سلف أن (١) أركان (٢) جميع المركبات المعدنية والنباتية والحيوانية هى العناصر الأربعة ، وأنها (٣) تمتزج ، فيفعل بعضها فى بعض ، حتى تستقر على تعادل ، أو على (٤) غالب فيما بينها ، (٥) وإذا استقرت على شىء فهو المزاج الحقيقى. وأن المزاج إذا حصل فى المركب هيأه لقبول القوى والكيفيات التي من شأنها أن تكون له. (٦) وبينا أن المزاج بالجملة على كم قسم هو ، وأن المزاج المعتدل فى الناس (٧) ما ذا يراد به ، وأن المزاج المعتدل فى الأدوية ما ذا يراد به. وبينا (٨) أنه يراد به أن البدن الإنسانى إذا لاقاه وفعل فيه بحرارته الغريزية لم يعد فيؤثر فى بدن الإنسان تبريدا أو تسخينا أو ترطيبا أو تيبيسا فوق الذي فى الإنسان ، لسنا نعنى أن مزاجه مثل مزاج الإنسان ، فإن مزاج الإنسان لا يكون إلا للإنسان.

وإذا (٩) تذكرت ذلك ، فاعلم أن المزاج على نوعين : مزاج أول ، ومزاج ثان. فالمزاج الأول هو أول مزاج (١٠) يحدث عن (١١) العناصر. والمزاج الثاني هو المزاج الذي يحدث عن أشياء لها فى (١٢) أنفسها مزاج ، كمثل مزاج الأدوية (١٣) المركبة ، ومزاج الترياق. فإن لكل دواء مفرد من أدوية الترياق مزاجا يخصه. ثم إذا اختلطت وتركبت ، (١٤) حتى تتخمر به ، ويتحد لها مزاج ، حصل مزاج ثان. (١٥) وهذا المزاج الثاني ليس انما يكون كله عن الصناعة ، ويتحد لها مزاج ، حصل مزاج ثان. وهذا المزاج الثاني ليس انما يكون كله عن الصناعة ، بل قد يكون عن الطبيعة أيضا ، فإن اللبن (١٦) بالحقيقة ممتزج عن مائية وجبنية وسمنية ، وكل واحد من هذه الثلاثة غير (١٧) بسيط فى الطبع ، بل هو أيضا ممتزج وله مزاج يخصه. لكن هذا المزاج الثاني فى اللبن هو (١٨) من فعل الطبيعة لا من فعل الصناعة ، فهو بخلاف الترياق.

والمزاج (١٩) الثاني قد يكون على وجهين : إما مزاج قوى ، وإما مزاج سلس. والمزاج القوى مثل أن يكون كل واحد من البسيطين اتحد بالآخر (٢٠) اتحادا يعسر تفريقه ، ولو على حرارة النار ، مثل جرم الذهب ، (٢١) فإن المزاج بين رطبه ويابسه قد بلغ مبلغا تعجز النارية

__________________

(١) أن : ساقطة من ب ، د (٢) أركان : أن كان سا ؛ كان م

(٣) وأنها : وإنما ب ، سا ، م (٤) أو على : وعلى ب ، د ، م

(٥) بينها : بينهما د ، سا ، ط ، م (٦) له : لها د ، سا ، ط ، م

(٧) الناس : الإنسان ط (٨) وبينا : وقد بينا ط.

(٩) وإذا : فإذا د ، سا ، ط (١٠) مزاج : امتزاج د ، ط ، م

(١١) عن (الأولى) : ساقطة من م (١٢) فى : من سا

(١٣) الأدوية : أدوية ط (١٤) وتركبت : فتركبت سا

(١٥) ثان : + وثان د (١٦) فإن اللبن : فاللبن ط (١٧) غير : عن م

(١٨) فهو : وهو ط (١٩) والمزاج : فالمزاج د ، سا

(٢٠) بالآخر : بالأجزاء ب ، د ، سا ، ط.

(٢١) الذهب : الزبيب م.

٣٤

عن التفريق بينهما ، بل إذا سيلت (١) المائية لتصعدها (٢) الحرارة ، تشبثت بجميع أجزائها أجزاء الأرضية ، فلم تقدر على تصعيدها (٣) وتحليلها لإرساب الأرضية إياها ، كما تقدر على مثله فى الخشب ، بل فى الرصاص والآنك. فإذا كان من المزاج ما استحكامه هذا الاستحكام ، فلا يبعد أن يكون من المزاج الثاني ما تعجز الحرارة الغريزية التي (٤) فينا عن (٥) تفريق بسائطه. وما كان هكذا فهو المزاج الموثق. فإن كان معتدلا بقى فى جميع البدن إلى (٦) أن يحيل الحر صورته ويفسده (٧) معتدلا فيحدثه معتدلا. (٨) وما كان مائلا إلى غلبة ، (٩) بقى فى البدن على غلبته (١٠) إلى أن تفسد صورته ؛ وبالجملة إنما يصدر عنه فعل واحد. وأما إذا (١١) لم يكن المزاج موثقا ، بل رخوا سلسا مجيبا إلى (١٢) الانفصال ، فقد يجوز أن يفترق عند فعل طبيعتنا فيه ، وتتزايل بسائطه ، التي لها المزاج الأول بعضها عن بعض ، وتكون مختلفة القوى ، فيفعل بعضها فعلا ويفعل الآخر ضده. فإذا قال الأطباء إن دواء كذا قوته مركبة من قوى متضادة ، فلا يجب أن يفهموا هم أنفسهم ، ولا أنت عنهم ، أن جزءا واحدا يحمل حرارة وبرودة ، يفعل كل واحد منهما بانفراده كالمتميزين. فإن هذا لا يمكن ، بل هما فى جزءين منه (١٣) مختلفين هو مركب منهما. وأيضا لا يجب أن نظن (١٤) أن غير ذلك الجنس من الأدوية ليس مركبا من قوى متضادة ، فإن جميع الأدوية مركبة (١٥) من قوى متضادة ، بل يجب أن يفهم من ذلك أنهم يعنون أنه بالفعل ذو قوى متضادة أو بقوة (١٦) قريبة من الفعل ، لأن منه (١٧) أجزاء مختلفة لم يفعل بعضها فى بعض فعلا (١٨) تاما يجعل الكل متشابهة (١٩) القوة ، ولا تلازمت واتحدت ، حتى إذا (٢٠) حصل بعضها فى جزء عضو ، لزم أن يحصل الآخر معه. لأنه إذا (٢١) كانت متشابهة القوة ، لم يختلف فعلها فى البدن البتة. وإن كانت متلازمة الأجزاء ومختلفة (٢٢) القوى ، جاز أن يختلف أيضا تأثيرها فى البدن ؛ بل كان إذا حصل جزء من بسيطها فى عضو ، رافقه (٢٣)

__________________

(١) سيلت : سلت ط (٢) لتصعدها : لتصعيد ط ؛ لتصعيدها م

(٣) تصعيدها : تصعدها ط

(٤) التي : ساقطة من د ، سا

(٥) عن : على م (٦) إلى : إلا م

(٧) ويفسده : فيفسده د

(٨) معتدلا فيحدثه معتدلا : معتدلا ب ، سا ، م ؛ فيحدثه معتدلا ط

(٩) بقى ... غلبته : ساقطة من ط

(١٠) غلبته : غلية م (١١) وأما إذا : وإذا ط

(١٢) إلى : أن م. (١٣) منه : ساقطة من م

(١٤) نظن : + أيضا د ، سا ، ط ، م

(١٥) مركبة : ليس سا (١٦) بقوة : لقوة ط

(١٧) منه : فيه د ، سا ، ط (١٨) فعلا : ساقطة من م

(١٩) متشابهة : متشابه د (٢٠) إذا (الأولى) : ساقطة من سا

(٢١) إذا (الثانية) : إن د ، سا

(٢٢) ومختلفة : أو مختلفة م (٢٣) رافقه : وافقه سا.

٣٥

ما يلازمه من البسيط الآخر ، فحصل منهما (١) الفعل والأثر الذي يؤدى إليه فعلاهما فى جميع أجزاء ذلك العضو على السواء. إذ كل واحد من أجزائه معه عائق عن تمام فعله ، متمكن منه ، اللهم إلا أن يكون جزء عضو قابلا عن أحد البسيطين دون الآخر ، (٢) أو الطبيعة تستعمل أحدهما وترفض الآخر.

وقد يكون هذا كثيرا ، ولكن لا بد من دلالة على أن امتزاجها (٣) بحيث يقبل التميز (٤) بتأثير الحرارة فيها ، وإن لم تتزايل. (٥) فالأدوية (٦) المفردة ، التي نذكر أن لها قوى متضادة ، هى هذه التي ليس فيها ذلك الامتزاج الكلى. (٧) فمن هذه ما هو أقوى امتزاجا ، فلا يقدر الطبخ والغسل على التفريق بين قواها ، مثل البابونج الذي فيه قوة محللة وقوة قابضة إذا طبخ فى الضمادات لم تفارقه القوتان. ومنه ما يقدر الطبخ على التفريق بينهما ، مثل الكرنب ، فإن جوهره ممتزج من (٨) مادة أرضية قابضة ، ومن مادة لطيفة جلاءة بورقية ، فإذا طبخ فى الماء تحلل الجوهر البورقى (٩) الجالى (١٠) منه فى الماء ، وبقى الجوهر الأرضى القابض ، فصار (١١) ماؤه مسهلا وجرمه قابضا. وكذلك العدس ، (١٢) وكذلك الدجاج ، وكذلك الثوم ، فإن فيه قوة جلاءة محرقة ، ورطوبة ثقيلة ، والطبخ يفرق بينهما ، وكذلك البصل والفجل وغيره. ولذلك قيل : إن الفجل يهضم ولا ينهضم ؛ لأنه يهضم لا بجميع أجزائه ، بل بالجوهر اللطيف الذي فيه ؛ فإذا تحلل ذلك عنه ، بقى الجوهر الكثيف الذي فيه (١٣) عاصيا على القوة الهاضمة لزجا ، وذلك (١٤) الجوهر الآخر يقطع اللزوجة.

ومن هذا الباب ما يقدر الغسل على التفريق بين جوهريه ، مثل الهندبا (١٥) وكثير من البقول ، فإن جوهرها مركب من مادة أرضية مائية باردة كثيرة ، ومن مادة لطيفة قليلة ، فيكون تبريدها بالمادة الأولى وتفتيحها السدد ، وتنفيذها أكثره (١٦) بالمادة الأخرى ،

__________________

(١) منهما : بينهما سا (٢) الآخر : الأجزاء ط

(٣) امتزاجها : امتزاجهما ط (٤) التميز : التمييز د ، سا ، ط ، م

(٥) وإن لم تتزايل : ساقطة من سا

(٦) فالأدوية : الأدوية

(٧) الكلى : الثاني طا

(٨) من : عن ط

(٩) البورقى : + فى م

(١٠) الجالى : الجائى ط

(١١) فصار : فيكون د ، سا

(١٢) وكذلك العدس : ساقطة من سا

(١٣) فإذا ... فيه : ساقطة من ط.

(١٤) وذلك : وكذلك د

(١٥) الهندبا : الهندباء ط ؛ الهندى م

(١٦) أكثره : أكثر د ، ط ، م ؛ ساقطة من سا.

٣٦

ويكون (١) جل هذه المادة اللطيفة منبسطة على سطحها ، قد تصعدت إليه وانفرشت عليه ، فإذا غسلت (٢) تحللت فى الماء ، ولم يبق منها شيء يعتد به ، ولهذا (٣) نهى عن غسلها شرعا وطبا. ولهذا السبب كثير من الأدوية إذا تناولها الإنسان بردت تبريدا شديدا ، وإذا ضمّد بها حللت مثلا ، كالكزبرة فإنها إذا تنوولت (٤) اشتد تبريدها ، وإذا ضمد بها (٥) فربما حللت مثل الخنازير ، (٦) وخصوصا مخلوطة بالسّويق. وذلك لأنها مركبة من جوهر أرضى مائى (٧) شديد التبريد ، (٨) ومن جوهر لطيف محلل ، (٩) فإذا (١٠) تنوولت (١١) أقبلت الحرارة الغريزية ، فحللت عنها الجوهر اللطيف ، بل ولم تكن كثيرة المقدار فتؤثر فى المزاج أثرا ، بل تفشت ونفذت ، وبقى الجوهر المبرد منه غاية فى (١٢) التبريد. وأما إذا ضمد بها فيشبه أن يكون الجوهر الأرضى لا ينفذ فى المسام ، فلا يفعل (١٣) فيها أثر (١٤) البتة. والجوهر اللطيف النارى ينفذ فيها وينضج ، فإذا استصحبت (١٥) شيئا من الجوهر البارد نفع (١٦) فى الردع وقهر (١٧) الحرارة الغريبة. (١٨) وهذا قريب مما قيل من (١٩) إحراق البصل ضمادا ، والسلامة منه (٢٠) مطعوما ، إذ (٢١) جعل إحدى العلل فيه قريبة من هذا. فيجب أن يكون هذا المعنى معلوما. (٢٢)

ومن (٢٣) الأشياء النباتية ما يشبه أن يكون فيه جوهران متجاوران من غير امتزاج البتة. (٢٤) فمن ذلك ما هو ظاهر للحس كأجزاء (٢٥) الأترج ، ومنه ما هو أخفى ، (٢٦) فإن (٢٧) بذر (٢٨) قطونا (٢٩) يشبه أن يكون قشره وما على قشره قوى التبريد ، والدقيق الذي فيه قوى التسخين ، حتى يكاد أن (٣٠) يكون دواء محمرا (٣١) أو مقرحا ، وقشره كالحجاب الحاجز بينهما. وإن شرب (٣٢) غير مدقوق لم تمكّن صلابة جرمه (٣٣) من أن تنفذ قوة دقيقه فى باطنه ، بل فعل بظاهره (٣٤) ولعابه (٣٥) وإن دق

__________________

(١) ويكون : فيكون ط. (٢) غسلت : غسل ب

(٣) ولهذا : فلهذا د ، سا ، ط ، م (٤) تنوولت : تنولت م

(٥) بها : ساقطة من ب (٦) [الخنازير : قروح صلبة تحدث فى الرقبة ، (لسان العرب)].

(٧) مائى : ومائى د ، سا (٨) التبريد : البرد ط (٩) محلل : يحلل د

(١٠) فإذا : إذا ط (١١) تنوولت : تنولت م

(١٢) غاية فى : فى غاية ط.

(١٣) فلا يفعل : ولا يفعل د ، سا

(١٤) أثرا : أثر ط (١٥) استصحبت : استصحب ط

(١٦) نفع : ونفع ط (١٧) وقهر : قهر م

(١٨) الغريبة : الغريزية سا (١٩) من : فى د ، سا

(٢٠) منه : عنه د ، سا (٢١) إذ : إذا د

(٢٢) معلوما : + محكما د ، سا (٢٣) من : ساقطة من م (٢٤) البتة : الهيئة سا

(٢٥) كأجزاء : كأنه جزا د (٢٦) أخفى : خفى ط

(٢٧) فإن : كأجزاء سا (٢٨) بذر : البذر ط

(٢٩) قطونا : + فإنه سا (٣٠) أن : ساقطة من سا (٣١) دواء محمرا : ذو محمر م

(٣٢) شرب : + على م (٣٣) جرمه : جلده د ، سا (٣٤) بظاهره : بظاهر ب

(٣٥) ولعابه : ولعابيته د ، سا ؛ والغاية م.

٣٧

ظهر دقيقه. (١) فعسى أن يكون الذي يقال من أنه سم ، إنما هو بسبب ظهور دقيقه وحشوه. ويشبه أن يكون تفجير (٢) المدقوق منه للجراحات وتفجيج (٣) الصحيح منه (٤) إياها ، وردعه لها بهذا (٥) السبب.

وهذا المقدار (٦) كاف فى إعطائنا هذا الأصل ولنختم كلامنا فى النبات ، (٧) فإنا إن (٨) اشتغلنا بخواص جزئياته وأفعاله ، (٩) نكون كأنا قد نزلنا إلى صناعة جزئية. (١٠)

__________________

(١) ظهر دقيقه : ساقطة من د.

(٢) تفجير : تفجر م

(٣) وتفجيج : وتفتح د ؛ وتفتيح ط

(٤) منه : منها م

(٥) بهذا : فهذا م

(٦) المقدار : القدر سا

(٧) النبات : + هاهنا سا

(٨) فإنا إن : فإن ط

(٩) جزئياته وأفعاله : جزئياتها وأفعالها د ، سا ، ط ، م ـ نكون : نكن ط

(١٠) جزئية : + تم كتاب النبات من الشفاء والحمد لله حق حمده ب ؛ + تم كتاب النبات وهو الفن السابع من الطبيعيات من الشفاء بحمد الله وحسن توفيقه د ؛ + تم الفن السابع من جملة الطبيعيات ط ؛ + آخر كتاب النبات من الشفاء م.

٣٨

المصطلحات

آنك ٤١

إبزار ٣٦

اتحاد ٢٥

اتحد ٤٠

أترج ٣٠ ـ ٣٢ ـ ٤٣

اتصال ١٣ ـ ٣٨

أثر ٤٢ ـ ٤٣

إحالة ١٦

احتقان الحرارة ٣٤

اختبارى ١٥

إدراك ٩

أدوية مركبة ٤٠

إرادة ٩

بالإرادة ١٧

إرادى ١٧

أرض ١٥ ـ ١٦ ـ ١٧ ـ ٢٦

أرضة ٢٥

ارضى ٤٢

أرضية ١٥ ـ ٢٣ ـ ٢٤ ـ ٢٥ ـ ٢٧ ـ

٤١ ـ ٤٢

استحالة ١٣

استحكام ٤١

استحكام (الثمرة) ٣٠

استقامة (الساق) ٢٨

استيكاع (الغصن) ٢٩

أصباغ النقوش ٣٩

أصل (أصول) ١٢ ـ ١٤ ـ ١٥ ـ ١٨ ـ

١٩ ـ ٢٢ ـ ٣١ ـ ٣٦ ـ ٣٨ ـ ٣٩ ـ ٤٤ ـ

أصلى ١٤

إصمات ٣٤

اعتضاد ٢٧

أعضاء آلية ١٢

اغتذاء ٩ ـ ١٦ ـ ١٧ ـ ١٨ ـ ٣٦

آفة (آفات) ١١ ـ ١٦ ـ ١٩ ـ ٢٣ ـ

٢٩ ـ ٣٤ ـ ٣٧

اكتناز (الأرضية) ٢٤

إلحاح ٢٥

آلة (آلات) ١٠ ـ ١٥ ـ ١٦ ـ ٢٠

امتزاج ٤٢ ـ ٤٣

امتزاج كلى ٤٢

امتزج ٤٠

امتصاص ١٥ ـ ١٦ ـ ١٧ ـ ١٨ ـ

٢١ ـ ٣٠ ـ ٣٣

أمزجة الأشياء ٣٨

أنبوب (أنابيب) ٢٣

انتصاب (الساق) ٢٨

انتصاب (النبات) ٣٨

انتعاش ١٧ ـ ١٩

٣٩

انتفاض الفضل ١٤

أنثى النبات ٩ ـ ١٠

انجذاب (الغذاء) ٢٥

انحراف ٣٦

إنداء ٢٦

اندفاع ٣٧

إنشاء ٣٠

إنضاج ٢٧

انفعالات ٩

انكسار (الغصن) ٢٨

انهضم ٤٢

أنوثة ١٠ ـ ١٢

أول (أوائل) ١٦

(ب)

باذروج ٣٩

باذنجان ٣٤

بارد ٤٢

باطن ٣٦ ـ ٤٣

باقلى ١١ ـ ١٩ ـ ٣٢ ـ ٣٥

بخار (أبخرة) ٢٤ ـ ٣٤

بخار رطب ٢٤

بدن (أبدان) ٩ ـ ٣٩ ـ ٤٠ ـ ٤١

بذر قطونا ٣٦ ـ ٤٣

برد ١٣ ـ ٢٤ ـ ٢٨ ـ ٢٩

برودة ٤١

برى (نبات) ٣٨

بزر (بزور) ٩ ـ ١١ ـ ١٤ ـ ١٥ ـ

١٦ ـ ١٧ ـ ١٨ ـ ١٩ ـ ٢٠ ـ ٢٧ ـ

٣٢ ـ ٣٤ ـ ٣٥ ـ ٣٦

بزور صلبة ٣٤

بزور مصمتة ٣٤

بسائط ٤١

بستانى (نبات) ٣٨

بسيط ٤٠ ـ ٤٢

البسيطان ٤٠ ـ ٤٢

بصل ٣٦ ـ ٤٢ ـ ٤٣

بطم ٣٩

بطيخ ٢٧

بطيخ زقى ٣٦

بقل مطلق ٣٨

بقلى ٢٢ ـ ٣٨

بقول ٤٢

البلاد الباردة ٢٦

بلسان ٣٧

بلوط ٣٢

بنطافيلن ٣١

بورقى ٤٢

بيضة (بيض) ١٠ ـ ١١ ـ ٢٤

(ت)

تباطل المنفعة ٣٦

تبريد ٤٠ ـ ٤٢ ـ ٤٣

تجفيف ٣٠

تحجير ٢٦

٤٠