وسائل الشيعة - ج ١٥

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]

وسائل الشيعة - ج ١٥

المؤلف:

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٣
ISBN: 964-5503-15-9
ISBN الدورة:
964-5503-00-0

الصفحات: ٣٩٠
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

[ ١٩٩٥٠ ] ٢ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أُذينة ، عن زرارة ، عن عبد الكريم بن عتبة الهاشمي قال : كنت قاعداً عند أبي عبدالله ( عليه السلام ) بمكّة إذ دخل عليه أُناس من المعتزلة فيهم عمرو بن عبيد وواصل بن عطاء وحفص بن سالم مولى ابن هبيرة وناس من رؤسائهم ، وذلك حدثان (١) قتل الوليد ـ إلى أن قال : ـ فأسندوا أمرهم إلى عمرو بن عبيد فتكلم فأبلغ وأطال ، فكان فيما قال أن قال : قد قتل أهل الشام خليفتهم وضرب الله بعضهم ببعض ، وشتّت أمرهم ، فنظرنا فوجدنا رجلاً له عقل ودين ومروءة وموضع ومعدن للخلافة وهو محمّد بن عبدالله بن الحسن فأردنا أن نجتمع عليه فنبايعه ، ثمّ نظهر معه فمن كان تابعنا فهو منا ، وكنا منه ، ومن اعتزلنا كففنا عنه ، ومن نصب لنا جاهدناه ونصبنا له على بغيه وردّه إلى الحقّ وأهله وقد أحببنا أن نعرض ذلك عليك فتدخل معنا فإنّه لا غنى بنا عن مثلك لموضعك وكثرة شيعتك ، فلمّا فرغ قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : أكلّكم على مثل ما قال عمرو ؟ قالوا : نعم فحمد الله وأثنى عليه ، وصلّى على النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ثمّ قال : إنّما نسخط إذا عُصي الله ، فأمّا إذا أُطيع رضينا ـ إلى أن قال : ـ يا عمرو أرأيت لو بايعت صاحبك الذي تدعوني إلى بيعته ثمّ اجتمعت لكم الأُمة فلم يختلف عليكم رجلان فيها فأفضيتم إلى المشركين الذين لا يسلمون ولا يؤدون الجزية أكان عندكم وعند صاحبكم من العلم ما تسيرون فيه بسيرة رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) في المشركين في حروبه ؟ قال : نعم ، قال : فتصنع ماذا ؟ قال : ندعوهم إلى الإِسلام ، فإن أبوا دعوناهم إلى الجزية ، قال : إن كانوا مجوساً ليسوا بأهل الكتاب ؟ قال : سواء ، قال : وإن كانوا مشركي العرب وعبدة الأوثان ؟ قال : سواء ، قال : أخبرني عن القرآن تقرؤه ؟ قال : نعم ، قال :

__________________

٢ ـ الكافي ٥ : ٢٣ / ١ ، واورد قطعة منه في الحديث ٣ من الباب ٤١ من هذه الأبواب.

(١) حدثان الشيء : أوله ( الصحاح ـ حدث ـ ١ : ٢٧٩ ).

٤١

إقرأ ( قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) (٢) فاستثناء الله تعالى واشتراطه من أهل الكتاب فهم والذين لم يؤتوا الكتاب سواء ؟ قال : نعم ، قال : عمّن أخذت ذا ؟ قال : سمعت الناس يقولون ، قال : فدع ذا ، ثمّ ذكر احتجاجه عليه وهو طويل ـ إلى أن قال ـ ثم أقبل على عمرو بن عبيد ، فقال : يا عمرو اتّق الله وأنتم أيها الرهط فاتقوا الله فإن أبي حدّثني وكان خير أهل الأرض وأعلمهم بكتاب الله وسنة نبيه ( صلّى الله عليه وآله ) أنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) قال : من ضرب الناس بسيفه ودعاهم إلى نفسه وفي المسلمين من هو أعلم منه فهو ضال متكلّف.

ورواه الشيخ بإسناده عن علي بن إبراهيم نحوه (٣).

أقول : ويأتي ما يدلّ على ذلك (٤).

١٠ ـ باب وجوب الدعاء إلى الإِسلام قبل القتال إلاّ لمن قوتل على الدعوة وعرفها وحكم القتال مع الظالم

[ ١٩٩٥١ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن

__________________

(٢) التوبة ٩ : ٢٩.

(٣) التهذيب ٦ : ١٤٨ / ٢٦١.

(٤) يأتي في البابين ١٢ ، ١٣ من هذه الأبواب.

وتقدم ما يدل عليه في الحديث ١٧ من الباب ٤٢ ، وفي الحديث ٢ من الباب ٤٤ من أبواب وجوب الحج ، وفي الحديث ٢٤ من الباب ١، وفي الحديث ١ من الباب ٥ ، وفي الحديث ٢ من الباب ٦ من هذه الأبواب.

الباب ١٠

فيه حديثان

١ ـ الكافي ٥ : ٢٨ / ٤.

٤٢

النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بعثني رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) إلى اليمن فقال : يا علي لا تقاتلن أحداً حتّى تدعوه إلى الإِسلام ، وأيم الله لئن يهدي الله عزّ وجلّ على يديك رجلاً خير لك ممّا طلعت عليه الشمس وغربت ولك ولاؤه يا علي.

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن النوفلي مثله (١).

وعن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن الحسن بن شمون ، عن عبدالله بن عبدالرحمن ، عن مسمع بن عبدالملك ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) وذكر مثله (٢).

[ ١٩٩٥٢ ] ٢ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن أبي عمرة السلمي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : سأله رجل فقال : إنّي كنت أكثر الغزو أبعد في طلب الأجر وأطيل في الغيبة فحجر ذلك علي ، فقالوا : لا غزو إلاّ مع إمام عادل ، فما ترى أصلحك الله ؟ فقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : إن شئت أن أُجمل لك أجملت ، وإن شئت أن أُلخّص لك لخّصت ؟ فقال : بل أجمل ، فقال : إنّ الله يحشر الناس على نياتهم يوم القيامة ، قال : فكأنه اشتهى أن يلخّص له ، قال : فلخّص لي أصلحك الله ، فقال : هات ، فقال : الرجل : غزوت فواقعت المشركين فينبغي قتالهم قبل أن أدعوهم ؟ فقال : إن كانوا غزوا وقوتلوا وقاتلوا فانك تجترى بذلك ، وإن كانوا قوماً لم يغزوا ولم يقاتلوا فلا يسعك قتالهم حتّى تدعوهم ، فقال الرجل : فدعوتهم فأجابني مجيب وأقرّ بالإِسلام في قلبه ، وكان في الإِسلام فجير عليه في الحكم وانتهكت حرمته

__________________

(١) التهذيب ٦ : ١٤١ / ٢٤٠.

(٢) الكافي ٥ : ٣٦ / ٢.

٢ ـ الكافي ٥ : ٢٠ / ١.

٤٣

وأُخذ ماله واعتدي عليه ، فكيف بالمخرج وأنا دعوته ؟ فقال : إنّكما مأجوران على ما كان من ذلك وهو معك يحوطك (١) من وراء حرمتك ، ويمنع قبلتك ، ويدفع عن كتابك ، ويحقن دمك خير من أن يكون عليك يهدم قبلتك وينتهك حرمتك ، ويسفك دمك ، ويحرق كتابك.

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن الحكم ، عن أبي عمرو الشامي (٢) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) نحوه (٣).

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (٤).

١١ ـ باب كيفية الدعاء إلى الإِسلام

[ ١٩٩٥٣ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد ، عن المنقري ، عن سفيان بن عيينة ، عن الزهري قال : دخل رجال من قريش على علي بن الحسين ( عليهما السلام ) فسألوه كيف الدعوة إلى الدين ؟ فقال : تقول بسم الله الرحمن الرحيم أدعوك إلى الله عزّ وجلّ وإلى دينه ، وجماعه أمران : أحدهما معرفة الله عزّ وجلّ ، والآخر العمل برضوانه ، وإنّ معرفة الله عزّ وجلّ أن يعرف بالوحدانية والرأفة والرحمة والعزة والعلم والقدرة والعلو على كلّ شيء ، وأنّه النافع الضار القاهر لكلّ

__________________

(١) في التهذيب : يحفظك ( هامش المخطوط ).

(٢) في التهذيب : أبي عمرة السلمي.

(٣) التهذيب ٦ : ١٣٥ / ٢٢٨.

(٤) تقدم في الحديث ٨ من الباب ١ من هذه الأبواب.

وتقدم ما يدل على حرمة القتال مع الظالم في الباب ٦ من هذه الأبواب.

ويأتي ما يدل على المقصود في الحديث ٣ من الباب ١٥ من هذه الأبواب.

الباب ١١

فيه حديث ١

١ ـ الكافي ٥ : ٣٦ / ١.

٤٤

شيء ، الذي لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، وأنّ ما جاء به هو الحق من عند الله عزّ وجلّ ، وما سواه هو الباطل ، فإذا أجابوا إلى ذلك فلهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن الحسن الصفار ، عن علي بن محمّد القاساني ، عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان بن داود المنقري (١).

أقول : الظاهر أنّ هذه أفضل الكيفيات (٢).

١٢ ـ باب اشتراط وجوب الجهاد بأمر الإِمام وإذنه ، وتحريم الجهاد مع غير الإِمام العادل

[ ١٩٩٥٤ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن علي بن النعمان ، عن سويد القلاء ، عن بشير (١) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قلت له : إني رأيت في المنام أني قلت لك إنّ القتال مع غير الإِمام المفترض طاعته حرام مثل الميتة والدم ولحم الخنزير ، فقلت لي : نعم هو كذلك ، فقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : هو كذلك هو كذلك.

وعن محمّد بن الحسن الطائي ، عمّن ذكره ، عن علي بن النعمان ، عن سويد القلاء ، عن بشير الدهان مثله (٢).

__________________

(١) التهذيب ٦ : ١٤١ / ٢٣٩.

(٢) يأتي في الحديث ٣ من الباب ١٥ من هذه الأبواب ما يدل على مراحل الدعوة في القتال.

الباب ١٢

فيه ١٠ أحاديث

١ ـ الكافي ٥ : ٢٧ / ٢ ، التهذيب ٦ : ١٣٤ / ٢٢٦.

(١) أضاف في نسخه : الدهان.

(٢) الكافي ٥ : ٢٣ / ٣.

٤٥

[ ١٩٩٥٥ ] ٢ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن الحكم بن مسكين ، عن عبدالملك بن عمرو قال : قال لي أبو عبدالله ( عليه السلام ) : يا عبدالملك ما لي لا أراك تخرج إلى هذه المواضع التي يخرج إليها أهل بلادك ؟ قال : قلت : وأين ؟ قال : جدّة وعبادان والمصيصة وقزوين ، فقلت : انتظاراً لأمركم والاقتداء بكم ، فقال : إي والله لو كان خيراً ما سبقونا إليه ، قال : قلت له : فإنّ الزيدية يقولون ليس بيننا وبين جعفر خلاف إلاّ أنّه لا يرى الجهاد ، فقال : أنا لا أراه ؟! بلى والله إنّي لأراه ولكنّي أكره أن أدع علمي إلى (١) جهلهم.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب (٢) ، وكذا الذي قبله.

[ ١٩٩٥٦ ] ٣ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : لقى عباد البصري (١) علي بن الحسين ( عليه السلام ) في طريق مكة ، فقال له : يا علي بن الحسين تركت الجهاد وصعوبته ، وأقبلت على الحج ولينه ، إنّ الله عزّ وجلّ يقول : ( إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ ) (٢) الآية فقال علي بن الحسين ( صلوات الله عليه ) : أتم الآية فقال ( التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ ) الآية ، فقال علي بن الحسين ( عليه السلام ) : إذا رأينا هؤلاء الذين هذه صفتهم فالجهاد معهم أفضل من الحج.

__________________

٢ ـ الكافي ٥ : ١٩ / ٢.

(١) في نسخة : على ( هامش المخطوط ).

(٢) التهذيب ٦ : ١٢٦ / ٢٢٣.

٣ ـ الكافي ٥ : ٢٢ / ١ ، وأورد نحوه عن الفقيه في الحديث ٢ من الباب ٤٤ من أبواب وجوب الحج.

(١) في الاحتجاج : عبادة البصري ( هامش المخطوط ).

(٢) التوبة ٩ : ١١١.

٤٦

ورواه الطبرسي في ( الاحتجاج ) مرسلاً (٣).

ورواه علي بن إبراهيم في تفسيره عن أبيه ، عن رجاله ، عن علي بن الحسين ( عليه السلام ) مثله (٤).

[ ١٩٩٥٧ ] ٤ ـ وعن محمّد بن أبي عبدالله ومحمّد بن الحسن ، عن سهل بن زياد ، وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد جميعاً ، عن الحسن بن العباس بن الجريش ، عن أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) ـ في حديث طويل في شأن إنّا أنزلناه ـ قال : ولا أعلم في هذا الزمان جهادا إلاّ الحج والعمرة والجوار.

[ ١٩٩٥٨ ] ٥ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن محمّد بن عبدالله ، وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن العباس بن معروف ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبدالله بن المغيرة قال : قال محمّد بن عبدالله للرضا ( عليه السلام ) وأنا أسمع : حدثني أبي عن أهل بيته ، عن آبائه أنّه قال له بعضهم : انّ في بلادنا موضع رباط يقال له : قزوين ، وعدواً يقال له : الديلم فهل من جهاد أو هل من رباط ؟ فقال : عليكم بهذا البيت فحجوه ، فأعاد عليه الحديث فقال : عليكم بهذا البيت فحجوه ، أما يرضى أحدكم أن يكون في بيته ينفق على عياله من طوله ينتظر أمرنا ، فإن أدركه كان كمن شهد مع رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) بدراً ، فإن مات ينتظر أمرنا كان كمن كان مع قائمنا صلوات الله عليه هكذا في فسطاطه ، وجمع بين السبابتين ، ولا أقول :

__________________

(٣) الاحتجاج ٣١٥.

(٤) تفسير القمي ١ : ٣٠٦.

٤ ـ الكافي ١ : ١٩٤ / ٧.

٥ ـ الكافي ٥ : ٢٢ / ٢ ، وأورد صدره وذيله في الحديث ١ من الباب ٤٤ من أبواب وجوب الحج.

٤٧

هكذا ، وجمع بين السبابة والوسطى ، فإن هذه أطول من هذه ، فقال : أبو الحسن ( عليه السلام ) صدق.

[ ١٩٩٥٩ ] ٦ ـ محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن الحسن الصفار ، عن الحسن بن موسى الخشاب ، عن أبي طاهر الوراق ، عن ربيع بن سليمان الخزاز ، عن رجل ، عن أبي حمزة الثمالي قال : قال رجل لعلي بن الحسين ( عليه السلام ) : أقبلت على الحج وتركت الجهاد فوجدت الحج أيسر عليك ، والله يقول : ( إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم ) (١) الآية فقال علي بن الحسين ( عليه السلام ) اقرأ ما بعدها قال : فقرأ ( التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الحَامِدُونَ ـ إلى قوله ـ الحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ ) (٢) قال : فقال علي بن الحسين ( عليه السلام ) إذا ظهر هؤلاء لم نؤثر على الجهاد شيئاً.

[ ١٩٩٦٠ ] ٧ ـ وبإسناده عن الهيثم بن أبي مسروق ، عن عبدالله بن المصدق ، عن محمّد بن عبدالله السمندري قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) إني أكون بالباب ـ يعني : باب الأبواب ـ فينادون السلاح فأخرج معهم ، قال : فقال لي : أرأيتك إن خرجت فاسرت رجلاً فأعطيته الأمان وجعلت له من العقد ما جعله رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) للمشركين أكان يفون لك به ؟ قال : قلت : لا والله جعلت فداك ما كانوا يفون لي به ، قال : فلا تخرج ، قال : ثمّ قال لي : أما إنّ هناك السيف.

__________________

٦ ـ التهذيب ٦ : ١٣٤ / ٢٢٥ ، واورد مثله عن الفقيه في الحديث ٢ من الباب ٤٤ من أبواب وجوب الحج.

(١) التوبة ٩ : ١١١.

(٢) التوبة ٩ : ١١٢.

٧ ـ التهذيب ٦ : ١٣٥ / ٢٢٧.

٤٨

[ ١٩٩٦١ ] ٨ ـ محمّد بن علي بن الحسين في ( العلل ) عن أبيه ، عن سعد ، عن محمّد بن عيسى ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : لا يخرج المسلم في الجهاد مع من لا يؤمن على الحكم ، ولا ينفذ في الفيء أمر الله عزّ وجل ، فإنّه إن مات في ذلك المكان كان مُعيناً لعدونا في حبس حقنا والإِشاطة (١) بدمائنا وميتته ميتة جاهلية.

وفي ( الخصال ) بإسناده عن علي ( عليه السلام ) ـ في حديث الأربعمائة ـ مثله (٢).

[ ١٩٩٦٢ ] ٩ ـ وبإسناده عن الأعمش ، عن جعفر بن محمّد ( عليه السلام ) ـ في حديث شرائع الدين ـ قال : والجهاد واجب مع إمام عادل ومن قتل دون ماله فهو شهيد.

[ ١٩٩٦٣ ] ١٠ ـ الحسن بن علي بن شعبة في ( تحف العقول ) عن الرضا ( عليه السلام ) ـ في كتابه إلى المأمون ـ قال : والجهاد واجب مع إمام عادل ، ومن قاتل فقتل دون ماله ورحله ونفسه فهو شهيد ، ولا يحل قتل أحد من الكفار في دار التقية إلاّ قاتل أو باغ وذلك إذا لم تحذر على نفسك ، ولا

__________________

٨ ـ علل الشرائع : ٤٦٤ / ١٣.

(١) اشاط بدمه : عرّضه للقتل ( الصحاح ـ شيط ـ ٣ : ١١٣٩ ).

(٢) الخصال : ٦٢٥.

٩ ـ الخصال : ٦٠٧ ، وأورد قطعة منه في الحديث ٢٩ من الباب ٢ من أبواب أقسام الحج.

١٠ ـ تحف العقول : ٣١٣ ، وأورد صدر هذه القطعة في الحديث ٢٤ من الباب ١ من هذه الأبواب ، وفي الحديث ٢١ من الباب ٢٤ من أبواب الأمر بالمعروف ، وفي الحديث ٦ من الباب ٥ من أبواب حد المرتد.

٤٩

أكل أموال الناس من المخالفين وغيرهم ، والتقية في دار التقية واجبة ، ولا حنث على من حلف تقية يدفع بها ظلماً عن نفسه.

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك ، (١) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٢).

١٣ ـ باب حكم الخروج بالسيف قبل قيام القائم ( عليه السلام )

[ ١٩٩٦٤ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن صفوان بن يحيى ، عن عيص بن القاسم قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : عليكم بتقوى الله وحده لا شريك له وانظروا لأنفسكم ، فوالله إنّ الرجل ليكون له الغنم فيها الراعي ، فإذا وجد رجلاً هو أعلم بغنمه من الذي هو فيها يخرجه ويجيء بذلك الرجل الذي هو أعلم بغنمه من الذي كان فيها ، والله لو كانت لأحدكم نفسان يقاتل بواحدة يجرب بها ثمّ كانت الأُخرى باقية تعمل على ما قد استبان لها ، ولكن له نفس واحدة إذا ذهبت فقد والله ذهبت التوبة فأنتم أحق أن تختاروا لأنفسكم ، إن أتاكم آت منّا فانظروا على أي شيء تخرجون ، ولا تقولوا : خرج زيد ، فإنّ زيداً كان عالماً وكان صدوقاً ولم يدعكم إلى نفسه ، وإنّما دعاكم إلى الرضا من آل محمّد ( صلّى الله عليه وآله ) ولو ظهر لوفى بما دعاكم إليه إنّما خرج إلى سلطان

__________________

(١) تقدم في الحديث ٢٤ من الباب ١ وفي الحديث ١ ، من الباب ٥ وفي البابين ٦ ، ٩ وفي الحديث ٢ من الباب ١٠ من هذه الأبواب ، وفي الحديث ١٧ من الباب ٤٢ من أبواب وجوب الحج.

(٢) يأتي في الباب ١٣ ، وفي الحديث ١ من الباب ٣١ من هذه الأبواب.

الباب ١٣

فيه ١٧ حديثاً

١ ـ الكافي ٨ : ٢٦٤ / ٣٨١.

٥٠

مجتمع لينقضه ، فالخارج منّا اليوم إلى أيّ شيء يدعوكم إلى الرضا من آل محمّد ( عليه السلام ) فنحن نشهدكم إنّا لسنا نرضى به وهو يعصينا اليوم وليس معه أحد ، وهو إذا كانت الرايات والألوية أجدر أن لا يسمع منّا إلاّ من اجتمعت بنو فاطمة معه ، فوالله ما صاحبكم إلاّ من اجتمعوا عليه إذا كان رجب فاقبلوا على اسم الله ، وإن أحببتم أن تتأخّروا إلى شعبان فلا ضير ، وإن أحببتم أن تصوموا في أهاليكم فلعل ذلك يكون أقوى لكم ، وكفاكم بالسفياني علامة.

[ ١٩٩٦٥ ] ٢ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن ربعي رفعه ، عن علي بن الحسين ( عليه السلام ) قال : والله لا يخرج أحد منا قبل خروج القائم إلاّ كان مثله كمثل فرخ طار من وكره قبل أن يستوي جناحاه فأخذه الصبيان فعبثوا به.

[ ١٩٩٦٦ ] ٣ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن عثمان بن عيسى ، عن بكر بن محمّد ، عن سدير قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : يا سدير ألزم بيتك ، وكن حِلْساً من أحلاسه ، واسكن ما سكن الليل والنهار ، فإذا بلغك أنّ السفياني قد خرج فارحل إلينا ولو على رجلك.

[ ١٩٩٦٧ ] ٤ ـ وعنهم ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن محمّد بن علي ، عن حفص بن عاصم ، عن سيف التمار ، عن أبي المرهف ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : الغبرة على من أثارها ، هلك المحاصير ، قلت : جعلت فداك وما المحاصير ؟ قال : المستعجلون ، أما إنّهم لن يردوا الامر يعرض لهم ـ إلى أن قال : ـ يا أبا المرهف أترى قوماً حبسوا أنفسهم على الله لا يجعل

__________________

٢ ـ الكافي ٨ : ٢٦٤ / ٣٨٢.

٣ ـ الكافي ٨ : ٢٦٤ / ٣٨٣.

٤ ـ الكافي ٨ : ٢٧٣ / ٤١١.

٥١

لهم فرجاً ؟ بلى والله ليجعلنّ الله لهم فرجاً.

[ ١٩٩٦٨ ] ٥ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن عبدالرحمن بن أبي هاشم ، عن الفضل الكاتب قال : كنت عند أبي عبدالله ( عليه السلام ) فأتاه كتاب أبي مسلم ، فقال : ليس لكتابك جواب أُخرج عنّا ـ إلى أن قال : ـ إنّ الله لا يعجل لعجلة العباد ، ولإِزالة جبل عن موضعه أهون من إزالة ملك لم ينقض أجله ـ إلى أن قال : ـ قلت : فما العلامة فيما بيننا وبينك جعلت فداك ؟ قال : لا تبرح الأرض يا فضل حتّى يخرج السفياني فإذا خرج السفياني فأجيبوا إلينا ـ يقولها ثلاثاً ـ وهو من المحتوم.

[ ١٩٩٦٩ ] ٦ ـ وعنه ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن حماد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : كل راية ترفع قبل قيام القائم ( عليه السلام ) فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله عزّ وجلّ.

[ ١٩٩٧٠ ] ٧ ـ وعنه ، عن أحمد ، عن علي بن الحكم ، عن أبي أيوب الخزاز ، عن عمر بن حنظلة قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : خمس علامات قبل قيام القائم : الصيحة ، والسفياني ، والخسف ، وقتل النفس الزكية ، واليماني ، فقلت : جعلت فداك إن خرج أحد من أهل بيتك قبل هذه العلامات أنخرج معه ؟ قال : لا ... الحديث.

[ ١٩٩٧١ ] ٨ ـ وعن حميد بن زياد ، عن عبيدالله بن أحمد الدهقان ، عن علي بن الحسن الطاطري ، عن محمّد بن زياد ، عن أبان ، عن صباح بن سيابة ، عن المعلى بن خنيس قال : ذهبت بكتاب عبدالسلام بن نعيم وسدير

__________________

٥ ـ الكافي ٨ : ٢٧٤ / ٤١٢.

٦ ـ الكافي ٨ : ٢٩٥ / ٤٥٢.

٧ ـ الكافي ٨ : ٣١٠ / ٤٨٣.

٨ ـ الكافي ٨ : ٣٣١ / ٥٠٩.

٥٢

وكتب غير واحد إلى أبي عبدالله ( عليه السلام ) حين ظهر المسودة قبل أن يظهر ولد العبّاس بأنّا قد قدرنا أن يؤول هذا الامر اليك ، فما ترى ؟ قال : فضرب بالكتب الأرض ، قال : أُفّ أُفّ ما أنا لهؤلاء بامام ، أما يعلمون أنّه إنّما يقتل السفياني.

[ ١٩٩٧٢ ] ٩ ـ محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن حماد بن عمرو وأنس بن محمّد ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ـ في وصية النبي ( صلّى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) ـ قال : يا علي إن إزالة الجبال الرواسي أهون من إزالة ملك لم تنقض أيّامه.

[ ١٩٩٧٣ ] ١٠ ـ وفي ( العلل ) عن محمّد بن علي ماجيلويه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن يحيى بن عمران الهمداني ، ومحمد بن إسماعيل بن بزيع جميعاً ، عن يونس ابن عبدالرحمن ، عن العيص بن القاسم قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : اتّقوا الله وانظروا لأنفسكم ، فإنّ أحقّ من نظر لها أنتم ، لو كان لأحدكم نفسان فقدّم إحداهما وجرّب بها استقبل التوبة بالأُخرى كان ، ولكنّها نفس واحدة إذا ذهبت فقد والله ذهبت التوبة إن اتاكم منّا آت ليدعوكم إلى الرضا منّا فنحن نشهدكم إنّا لا نرضى إنّه لا يطيعنا اليوم وهو وحده وكيف يطيعنا إذا ارتفعت الرايات والأعلام.

[ ١٩٩٧٤ ] ١١ ـ وفي ( عيون الأخبار ) عن أحمد بن يحيى المكتب ، عن محمّد بن يحيى الصولي ، عن محمّد بن زيد النحوي ، عن ابن أبي عبدون ، عن أبيه ، عن الرضا ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ أنّه قال

__________________

٩ ـ الفقيه ٤ : ٢٥٤ / ٨٢١ ، حديث طويل أشرنا إلى مواضع قطعاته في الحديث ٣ من الباب ١ من أبواب السفر.

١٠ ـ علل الشرائع : ٥٧٧ / ٢.

١١ ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ١ : ٢٤٨ / ١.

٥٣

للمأمون : لا تقس أخي زيداً إلى زيد بن علي ، فإنّه كان من علماء آل محمّد ( صلّى الله عليه وآله ) ، غضب لله فجاهد أعدائه حتى قتل في سبيله ، ولقد حدّثني أبي موسى بن جعفر أنّه سمع أباه جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) يقول : رحم الله عمّي زيداً إنّه دعا إلى الرضا من آل محمّد ، ولو ظفر لوفى بما دعا إليه ، لقد استشارني في خروجه فقلت : إن رضيت أن تكون المقتول المصلوب بالكناسة فشأنك ـ إلى أن قال : ـ فقال الرضا ( عليه السلام ) : إنّ زيد بن علي لم يدّع ما ليس له بحقّ ، وإنّه كان أتقى لله من ذلك إنّه قال : أدعوكم إلى الرضا من آل محمّد ( صلّى الله عليه وآله ).

[ ١٩٩٧٥ ] ١٢ ـ محمّد بن إدريس في آخر ( السرائر ) نقلاً من كتاب أبي عبدالله السياري ، عن رجل قال : ذكر بين يدي أبي عبدالله ( عليه السلام ) من خرج من آل محمّد ( صلّى الله عليه وآله ) ، فقال : لا أزال (١) أنا وشيعتي بخير ما خرج الخارجي من آل محمّد ، ولوددت أنّ الخارجي من آل محمّد خرج وعليّ نفقة عياله.

[ ١٩٩٧٦ ] ١٣ ـ الحسن بن محمّد الطوسي في ( مجالسه ) عن أبيه ، عن المفيد ، عن ابن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن أسباط ، عن عمّه يعقوب ابن سالم ، عن أبي الحسن العبيدي (١) ، عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ما كان عبد ليحبس نفسه على الله إلاّ أدخله الله الجنّة.

[ ١٩٩٧٧ ] ١٤ ـ وعن أبيه ، عن المفيد ، عن أحمد بن محمّد العلوي ،

__________________

١٢ ـ مستطرفات السرائر ٤٨ / ٤.

(١) كان في الاصل : لا زال ، وما أثبتناه من المصدر.

١٣ ـ أمالي الطوسي ١ / ١٢٢.

(١) في المصدر : أبي الحسن العبدي.

١٤ ـ أمالي الطوسي ٢ : ٢٦.

٥٤

عن حيدر بن محمّد بن نعيم ، عن محمّد بن عمر الكشي ، عن حمدويه ، عن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن خالد قال : قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : إنّ عبدالله بن بكير كان يروي حديثاً وأنا أُحبّ أن اعرضه عليك ، فقال : ما ذلك الحديث ؟ قلت : قال ابن بكير : حدثني عبيد بن زرارة قال : كنت عند أبي عبدالله ( عليه السلام ) أيام خرج محمّد (١) بن عبدالله بن الحسن إذ دخل عليه رجل من أصحابنا فقال له : جعلت فداك إنّ محمّد بن عبدالله قد خرج فما تقول في الخروج معه ؟ فقال : اسكنوا ما سكنت السماء والأرض فقال عبدالله بن بكير : فإن كان الامر هكذا أو لم يكن خروج ما سكنت السماء والأرض فما من قائم وما من خروج ، فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : صدق أبو عبدالله ( عليه السلام ) وليس الأمر على ما تأوّله ابن بكير ، إنّما عنى أبو عبدالله ( عليه السلام ) اسكنوا ما سكنت السماء من النداء ، والأرض من الخسف بالجيش.

ورواه الشيخ في ( المجالس والأخبار ) بهذا السند (٢).

ورواه الصدوق في ( عيون الأخبار ) وفي ( معاني الأخبار ) عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن الريان ، عن عبيدالله الدهقان ، عن الحسين بن خالد ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) نحوه (٣).

[ ١٩٩٧٨ ] ١٥ ـ محمّد بن الحسين الرضي الموسوي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّه قال في خطبة له : الزموا الأرض ، واصبروا على البلاء ، ولا تحركوا بأيديكم وسيوفكم في هوى ألسنتكم ، ولا

__________________

(١) في نسخة : إبراهيم ( هامش المخطوط ).

(٢) لم نعثر عليه في أمالي الطوسي المطبوع.

(٣) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ١ : ٣١٠ / ٧٥ ، معاني الاخبار ٢٦٦ / ١.

١٥ ـ نهج البلاغة ٢ : ١٥٦ / ١٨٥.

٥٥

تستعجلوا بما لم يعجل الله لكم ، فإنّه من مات منكم على فراشه وهو على معرفة حقّ ربه وحقّ رسوله وأهل بيته مات شهيداً ، ووقع أجره على الله ، واستوجب ثواب ما نوى من صالح عمله ، وقامت النية مقام إصلاته بسيفه ، فإنّ لكلّ شيء مدّة وأجلاً.

[ ١٩٩٧٩ ] ١٦ ـ محمّد بن الحسن في ( كتاب الغيبة ) عن الفضل بن شاذان ، عن الحسن بن محبوب ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إلزم الأرض ولا تحرك يداً ولا رجلاً حتّى ترى علامات أذكرها لك ، وما أراك تدركها : إختلاف بني فلان ، ومناد ينادي من السماء ، ويجيئكم الصوت من ناحية دمشق ... الحديث ، وفيه علامات كثيرة لخروج المهدي ( عليه السلام ).

[ ١٩٩٨٠ ] ١٧ ـ إبراهيم بن محمّد بن سعيد الثقفي في ( كتاب الغارات ) عن إسماعيل بن أبان ، عن عبدالغفّار بن القاسم ، عن المنصور بن عمرو ، عن زر بن حبيش ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وعن أحمد بن عمران بن محمّد بن أبي ليلى ، عن أبيه ، عن ابن أبي ليلى ، عن المنهال بن عمرو ، عن زر بن حبيش قال : خطب علي ( عليه السلام ) بالنهروان ـ إلى أن قال ـ فقام رجل فقال : يا أمير المؤمنين حدّثنا عن الفتن ، فقال : إنّ الفتنة إذا أقبلت شبهت ، ـ ثمّ ذكر الفتن بعده إلى أن قال ـ فقام رجل فقال : يا أمير المؤمنين ما نصنع في ذلك الزمان ؟ قال : انظروا أهل بيت نبيكم فإن لبدوا فالبدوا ، وإن استصرخوكم فانصروهم تؤجروا ، ولا تستبقوهم فتصرعكم البلية ، ثمّ ذكر حصول الفرج بخروج صاحب الأمر ( عليه السلام ).

أقول : تقدم ما يدل على ذلك (١).

__________________

١٦ ـ غيبة الطوسي : ٢٦٩.

١٧ ـ الغارات ١ : ٩.

(١) تقدم ما يدل على اعتبار الإِذن من الإِمام العدل في الباب ١٢ من هذه الأبواب.

٥٦

١٤ ـ باب استحباب متاركة الترك والحبشة ما دام يمكن الترك

[ ١٩٩٨١ ] ١ ـ محمّد بن علي بن الحسين في ( العلل ) عن أبيه ، عن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ( عليهم السلام ) إنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) قال : تاركوا الترك ما تركوكم ، فإنّ كلبهم شديد وكلبهم خسيس.

[ ١٩٩٨٢ ] ٢ ـ الحسن بن محمّد الطوسي في ( المجالس ) عن أبيه ، عن أبي الطيب الحسين بن علي التمار ، عن محمّد بن القاسم الأنباري ، عن أبيه ، عن العنزي ، عن إبراهيم بن مسلم ، عن عبدالحميد بن عبدالعزيز ، عن مروان بن سالم ، عن الأعمش ، عن أبي وائل وزيد بن وهب ، عن حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : تاركوا الترك ما تركوكم ، فإنّ أول من يسلب أُمتي ملكها وما خولها (١) الله لبنو قنطور بن كركر وهم الترك.

[ ١٩٩٨٣ ] ٣ ـ عبدالله بن جعفر الحميري في ( قرب الإِسناد ) ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن زياد قال : حدثني جعفر بن محمّد ، عن آبائه ( عليهم السلام ) إن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) قال : تاركوا

__________________

الباب ١٤

فيه ٣ أحاديث

١ ـ علل الشرائع : ٣٩٢ / ٣.

٢ ـ أمالي الطوسي ١ : ٥.

(١) في نسخة : وما حق لها.

٣ ـ قرب الإِسناد : ٤٠.

٥٧

الحبشة ما تركوكم ، فوالذي نفسي بيده لا يستحرج كنز الكعبة إلاّ ذو شريعتين (١).

١٥ ـ باب آداب أُمراء السرايا وأصحابهم

[ ١٩٩٨٤ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) إن النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) كان إذا بعث سرية دعا لها.

[ ١٩٩٨٥ ] ٢ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار قال أظنّه عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : كان رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) إذا أراد أن يبعث سريّة دعاهم فأجلسهم بين يديه ثم يقول : سيروا بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملّة رسول الله ، لا تغلوا ولا تمثلوا ولا تغدروا ولا تقتلوا شيخاً فانياً ولا صبيّاً ولا امراة ولا تقطعوا شجراً إلاّ أن تضطروا إليها ، وأيّما رجل من أدنى المسلمين أو أفضلهم نظر إلى احد من المشركين فهو جار حتّى يسمع كلام الله ، فإن تبعكم فأخوكم في الدين ، وإن أبى فأبلغوه مأمنه ، واستعينوا بالله.

ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن الوشاء ، عن محمّد بن حمران وجميل بن دراج كلاهما ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) مثله (١).

__________________

(١) في نسخة : ذو الشريفتين ( هامش المخطوط ).

الباب ١٥

فيه ٥ أحاديث

١ ـ الكافي ٥ : ٢٩ / ٧.

٢ ـ الكافي ٥ : ٢٧ / ١ ، التهذيب ٦ : ١٣٨ / ٢٣١.

(١) المحاسن : ٣٥٥ / ٥١.

٥٨

وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الوشاء نحوه (٢).

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد مثله (٣).

وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل نحوه (٤).

[ ١٩٩٨٦ ] ٣ ـ وعنه ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إن النبي ( صلّى الله عليه وآله ) كان إذا بعث أميراً له على سرية أمره بتقوى الله عز وجل في خاصّة نفسه ثم في أصحابه عامّة ثم يقول : اغز بسم الله وفي سبيل الله ، قاتلوا من كفر بالله ، لا تغدروا ولا تغلوا ولا تمثّلوا ولا تقتلوا وليداً ولا متبتّلاً في شاهق ، ولا تحرقوا النخل ، ولا تغرقوه بالماء ، ولا تقطعوا شجرة مثمرة ، ولا تحرقوا زرعاً لأنّكم لا تدرون لعلّكم تحتاجون إليه ، ولا تعقروا من البهائم ممّا (١) يؤكل لحمه إلاّ ما لا بدّ لكم من أكله ، وإذا لقيتم عدوّاً للمسلمين فادعوهم إلى إحدى ثلاث فإن هم أجابوكم إليها فاقبلوا منهم ، وكفّوا عنهم : أدعوهم إلى الإِسلام فإن دخلوا فيه فأقبلوا منهم وكفّوا عنهم ، وادعوهم إلى الهجرة بعد الإِسلام فإن فعلوا فاقبلوا منهم وكفوا عنهم ، وإن أبوا ان يهاجروا واختاروا ديارهم وأبوا أن يدخلوا في دار الهجرة كانوا بمنزلة أعراب المؤمنين يجري عليهم ما يجري على أعراب المؤمنين ولا يجري لهم في الفيء ولا في القسمة شيئاً إلاّ أن يهاجروا (٢) في سبيل الله ، فإن أبوا هاتين فادعوهم إلى إعطاء الجزية عن يدٍ وهم صاغرون ، فإن أعطوا الجزية فاقبل منهم وكف عنهم وإن ابوا فاستعن

__________________

(٢) الكافي ٥ : ٣٠ / ٩.

(٣) التهذيب ٦ : ١٣٩ / ٢٣٣.

(٤) الكافي ٥ : ٣٠ / ذيل حديث ٩.

٣ ـ الكافي ٥ : ٢٩ / ٨.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في التهذيب : يجاهدوا ( هامش المخطوط ).

٥٩

بالله عز وجل عليهم وجاهدهم في الله حق جهاده ، وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك على ان ينزلوا على حكم الله عز وجل فلا تنزل بهم (٣) ولكن أنزلهم على حكمكم ثم أقض فيهم بعد ما شئتم ، فإنّكم إن أنزلتموهم على حكم الله لم تدروا تصيبوا حكم الله فيهم أم لا ، واذا حاصرتم أهل حصن فإن آذنوك على أن تنزلهم على ذمّة الله وذمة رسوله فلا تنزلهم ولكن أنزلهم على ذممكم وذمم آبائكم وإخوانكم ، فإنّكم إن تخفروا ذممكم وذمم آبائكم وإخوانكم كان أيسر عليكم يوم القيامة من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله ( صلّى الله عليه وآله ).

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب (٤) ، وكذا الذي قبله.

[ ١٩٩٨٧ ] ٤ ـ عبدالله بن جعفر في ( قرب الإِسناد ) عن الريان بن الصلت قال : سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول : كان رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) إذا بعث جيشاً فأتّهم أميراً بعث معه من ثقاته من يتجسس له خبره.

[ ١٩٩٨٨ ] ٥ ـ محمّد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في كلام له في حض أصحابه على القتال : فقدّموا الدارع ، وأخّروا الحاسر ، وعضّوا على الأضراس ، فإنّه أنبى للسيوف عن الهام ، والتووا في اطراف الرماح فإنه أمور (١) للأسنة ، وغضّوا الابصار فإنّه أربط للجأش واسكن للقلوب ، وأميتوا الأصوات فإنّه أطرد للفشل ، ورايتكم فلا تميلوها ولا تجعلوها ولا تجعلونها إلاّ بأيدي الشجعان منكم ، فإنّ الصابرين

__________________

(٣) في نسخة : لهم ( هامش المخطوط ).

(٤) التهذيب ٦ : ١٣٨ / ٢٣٢.

٤ ـ قرب الإِسناد : ١٤٨.

٥ ـ نهج البلاغة ٢ : ٤ / ١٢٠.

(١) مار السنان : اضطرب ولم يصب هدفه ، انظر ( الصحاح ـ مور ـ ٢ : ٨٢٠ ).

٦٠