وسائل الشيعة - ج ١٥

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]

وسائل الشيعة - ج ١٥

المؤلف:

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٣
ISBN: 964-5503-15-9
ISBN الدورة:
964-5503-00-0

الصفحات: ٣٩٠
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

لنعمان ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال خطب رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) الناس فقال : ألا أُخبركم بشراركم قالوا : بلى يا رسول الله ، فقال : الذي يمنع رفده (١) ، ويضرب عبده ، ويتزود وحده ، فظنّوا أنّ الله لم يخلق خلقاً هو شرّ من هذا ، ثم قال : ألا أُخبركم بمن هو شرّ من ذلك ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الذي لا يُرجى خيره ، ولا يُؤمن شرّه ، فظنّوا أنّ الله لم يخلق خلقاً هو شرّ من هذا ، ثم قال : ألا أُخبركم بمن هو شرّ من ذلك ؟ قالوا : بلى ، قال : المتفحّش اللّعان الذي إذا ذكر عنده المؤمنون لعنهم ، وإذا ذكروه لعنوه.

[ ٢٠٦٩١ ] ٨ ـ وعنه ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ألا أُخبركم بأبعدكم منّي شبهاً ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، فقال : الفاحش المتفحّش البذيء البخيل المُختال الحقُود الحسود القاسي القلب البعيد من كلّ خير يرجى ، غير المأمون من كل شرّ يتّقى.

[ ٢٠٦٩٢ ] ٩ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ميسّر ، عن أبيه ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : خمسة لعنتهم وكلّ نبي مجاب : الزائد في كتاب الله ، والتارك لسنّتي ، والمكذّب بقدر الله ، والمستحلّ من عترتي ما حرّم الله ، والمستأثر بالفيء المستحلّ له.

[ ٢٠٦٩٣ ] ١٠ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن

__________________

(١) في الأصل : برفده ، وما أثبتناه من المصدر.

٨ ـ الكافي ٢ : ٢٢١ / ٩.

٩ ـ الكافي ٢ : ٢٢٢ / ١٤ ، وأورد نحوه في الحديث ١٧ من الباب ٧٧ من هذه الأبواب.

١٠ ـ الكافي ٢ : ٢٨٨ / ١.

٣٤١

عمر اليماني ، عن عمر بن أُذينة ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس الهلالي ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : بني الكفر على أربع دعائم : الفسق ، والغلوّ ، والشكّ ، والشبهة ، والفسق على أربع شعب : على الجفاء ، والعمى ، والغفلة ، والعتوّ ، والغلوّ على أربع شعب : على التعمّق بالرأي ، والتنازع فيه ، والزيغ ، والشقاق ، والشك على أربع شعب : على المرية ، والهوى ، والتردّد ، والاستسلام ، والشبهة على أربع شعب : إعجاب بالزينة ، وتسويل النفس ، وتأوّل العوج ، ولبس الحق بالباطل ، والنفاق على أربع دعائم : على الهوى ، والهوينا ، والحفيظة ، والطمع ، والهوى على أربع شعب ، على البغي ، والعدوان ، والشهوة ، والطغيان ، والهوينا على أربع شعب : على الغرّة ، والأمل ، والهينة (١) ، والمماطلة ، والحفظية على أربع شعب : على الكبر والفخر ، والحميّة ، والعصبيّة ، والطمع على أربع شعب : الفرح والمرح واللجاجة والتكاثر ... الحديث.

[ ٢٠٦٩٤ ] ١١ ـ وعن الحسين بن محمّد ، عن محمّد بن جمهور ، عن عبدالله بن عبدالرحمن الأصم ، عن الهيثم بن واقد ، عن محمّد بن مسلم (١) ، عن محمّد بن سليمان ، عن ابن مسكان ، عن أبي حمزة ، عن علي بن الحسين ( عليه السلام ) قال : إنّ المنافق ينهى ولا ينتهي ، ويأمر بما لا يأتي ، إذا قام إلى الصلاة اعترض ، قلت : يا بن رسول الله وما الاعتراض ؟ قال : الالتفات ، وإذا ركع ربض ، يمسي وهمه العشاء وهو مفطر ، ويصبح وهمه النوم ولم يسهر ، إن حدّثك كذبك ، وإن ائتمنته

__________________

(١) في المصدر : والهيبة.

١١ ـ الكافي ٢ : ٢٩١ / ٣.

(١) « محمّد بن مسلم » ليس في المصدر.

٣٤٢

خانك ، وإن غبت إغتابك ، وإن وعدك أخلفك.

[ ٢٠٦٩٥ ] ١٢ ـ وعنه ، عن ابن جمهور ، عن سليمان بن سماعة ، عن عبدالملك بن بحر رفعه مثل ذلك ، وزاد فيه : وإذا ركع ربض ، وإذا سجد نقر ، وإذا جلس شغر.

[ ٢٠٦٩٦ ] ١٣ ـ الحسن الطبرسي في ( مكارم الأخلاق ) عن ابن مسعود ، عن النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ـ في وصية طويلة ـ قال : سيأتي أقوام يأكلون طيب الطعام وألوانها ، ويركبون الدواب ويتزيّنون بزينة المرأة لزوجها ، ويتبرجون تبرّج النساء وزينتهنّ مثل زي المملوك الجبابرة ، هم منافقو هذه الأمّة في آخر الزمان ، شاربون بالقهوات (١) ، لاعبون بالكعاب ، راكبون الشهوات ، تاركون الجماعات ، راقدون عن العتمات ، مفرطون في الغدوات ، يقول الله تعالى : ( فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ) (٢).

[ ٢٠٦٩٧ ] ١٤ ـ محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن حماد بن عمرو وأنس بن محمّد ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ـ في وصية النبي ( صلّى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) ـ قال : يا علي خلق الله عزّ وجلّ الجنة لبنتين : لبنة من ذهب ، ولبنة من فضة ـ إلى أن قال : ـ فقال الله جلّ جلاله : وعزّتي وجلالي لا يدخلها مدمن خمر ، ولا نمّام ، ولا ديّوث ولا شرطي ولا مخنّث ولا نبّاش ولا عشار ولا قاطع رحم

__________________

١٢ ـ الكافي ٢ : ٢٩١ / ٤.

١٣ ـ مكارم الاخلاق : ٤٤٩.

(١) فيه ذم شرب القهوة إلا أنّ القهوة من أسماء الخمر ، فتدبر ( منه. قدّه ).

(٢) مريم ١٩ : ٥٩.

١٤ ـ الفقيه ٤ : ٢٥٦ و ٢٦١ / ٨٢١.

٣٤٣

ولا قدريّ ، يا علي ، كفر بالله العظيم من هذه الأمّة عشرة : القتات ، والساحر ، والديّوث ، والناكح ، المرأة حراماً في دبرها ، والناكح البهيمة ، ومن نكح ذات محرم ، والساعي في الفتنة ، وبائع السلاح من أهل الحرب ، ومانع الزكاة ، ومن وجد سعة فمات ولم يحجّ ـ إلى أن قال : ـ يا علي ، تسعة أشياء تورث النسيان : أكل التفاح الحامض ، وأكل الكزبرة ، والجبن ، وسؤر الفأر ، وقراءة كتابة القبور ، والمشي بين امرأتين ، وطرح القمّلة ، والحجامة في النقرة والبول في الماء الراكد.

[ ٢٠٦٩٨ ] ١٥ ـ قال : وقال الصادق جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) : من لم يبال ما قال وما قيل فيه فهو شرك شيطان ، ومن لم يبال أن يراه الناس نسياً (١) فهو شرك شيطان ، ومن اعتاب أخاه المؤمن من غير ترة بينهما فهو شرك شيطان ، ومن شغف بمحبة الحرام وشهوة الزنا فهو شرك شيطان ، ثمّ قال ( عليه السلام ) : إنّ لولد الزنا علامات : أحدها بغضنا أهل البيت ، وثانيها أن يحنّ إلى الحرام الذي خلق منه ، وثالثها الاستخفاف بالدين ورابعها سوء المحضر للناس ، ولا يسيء محضر إخوانه إلاّ من ولد على غير فراش أبيه أو حملت به أُمّه في حيضها.

[ ٢٠٦٩٩ ] ١٦ ـ قال : وخطب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في عيد الفطر ـ إلى أن قال : ـ أطيعوا الله فيما نهاكم عنه من قذف المحصنة ، وإتيان الفاحشة ، وشرب الخمر ، وبخس المكيال (١) ، وشهادة الزور ، والفرار من الزحف.

[ ٢٠٧٠٠ ] ١٧ ـ وبإسناده عن سليمان بن جعفر البصري ، عن عبدالله بن

__________________

١٥ ـ الفقيه ٤ : ٢٩٩ / ٩٠٥.

(١) في المصدر : مسيئاً.

١٦ ـ الفقيه ١ : ٣٢٧ / ١٤٨٦.

(١) في المصدر زيادة : ونقص الميزان.

١٧ ـ الفقيه ٣ : ٣٦٣ / ١٧٢٧.

٣٤٤

الحسين بن زيد بن [ علي بن الحسين بن ] علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، عن أبيه ، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : إنّ الله تبارك وتعالى كره لكم أيتها الأمة أربعاً وعشرين خصلة ، ونهاكم عنها : كره لكم العبث في الصلاة ، وكره المنّ في الصدقة ، وكره الضحك بين القبور ، وكره التطلّع في الدور ، وكره النظر إلى فروج النساء ، وقال : يورث العمى ، وكره الكلام عند الجماع وقال : يورث الخرس ، وكره النوم قبل العشاء الآخرة ، وكره الحديث بعد العشاء الآخرة ، وكره الغسل تحت السماء بغير مئزر ، وكره المجامعة تحت السماء ، وكره دخول الأنهار إلاّ بمئزر ، وقال : في الأنهار عمار وسكّان من الملائكة ، وكره دخول الحمّام إلاّ بمئزر ، وكره الكلام بين الأذان والإِقامة في صلاة الغداة حتى تنقضي الصلاة ، وكره ركوب البحر في هيجانه ، وكره النوم فوق سطح ليس بمحجر ، وقال : من نام على سطح ليس بمحجّر فقد برئت منه الذمة ، وكره أن ينام الرجل في بيت وحده ، وكره للرجل أن يغشى امرأته وهي حائض ، فإن غشيها وخرج الولد مجذوماً أو أبرص فلا يلومن إلاّ نفسه ، وكره أن يغشى الرجل امرأته وقد احتلم حتى يغتسل من احتلامه الذي رأى ، فإن فعل وخرج الرجل (١) مجنوناً فلا يلومن إلاّ نفسه ، وكره أن يكلّم الرجل مجذوماً إلاّ أن يكون بينه وبينه قدر ذراع ، وقال : فرّ من المجذوم فرارك من الأسد ، وكره البول على شط نهر جار ، وكره أن يحدث الرجل تحت شجرة مثمرة قد أينعت ، أو نخلة قد أينعت ـ يعني : أثمرت ـ ، وكره أن ينتعل الرجل وهو قائم ، وكره أن يدخل الرجل البيت المظلم إلاّ أن يكون بين يديه سراج أو نار ، وكره النفخ في الصلاة.

__________________

(١) في نسخة : الولد ( هامش المخطوط ).

٣٤٥

ورواه في ( الأمالي والخصال ) بالسند الآتي (٢).

[ ٢٠٧٠١ ] ١٨ ـ وبإسناده عن حماد بن عمرو وأنس بن محمّد ، عن أبيه ، جميعاً ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ـ في وصية النبي ( صلّى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) ـ قال : يا علي كره الله لأُمّتي العبث في الصلاة وذكر مثله ، إلاّ أنّه أسقط قوله : وكره المجامعة تحت السماء ، وقوله : وكره النفخ في الصلاة.

[ ٢٠٧٠٢ ] ١٩ ـ وفي ( معاني الأخبار ) عن أبيه ، عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق ، عن يحيى بن محمّد بن صاعد ، عن زهر بن كميل ، عن العمر بن سليمان ، عن فضيل بن مسيرة ، عن ابن حريز ، عن أبي موسى (١) ، عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) قال : ثلاثة لا يدخلون الجنة : مدمن خمر ، ومدمن سحر ، وقاطع رحم ، ومن مات مدمن خمر سقاه الله من نهر العرطة (٢) ، قيل : وما نهر العرطة (٣) ؟ قال : نهر يجري من فروج المومسات ، يؤذي أهل النار بريحهنّ (٤).

[ ٢٠٧٠٣ ] ٢٠ ـ وعن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ،

__________________

(٢) أمالي الصدوق : ٢٤٨ / ٣ ، والخصال : ٥٢٠ / ٩ ، ويأتي الإِسناد في الفائدة الأولى / ٣٩٣ من الخاتمة برمز (خ).

١٨ ـ الفقيه ٤ : ٢٥٨ / ٨٢٢.

١٩ ـ معاني الأخبار : ٣٢٩ / ١.

(١) ورد السند في المصدر هكذا : محمّد بن إبراهيم بن إسحاق ، عن يحيى بن محمّد بن صاعد ، عن أزهر بن كميل ، عن المعتمر بن سليمان قال : قرأت على فضيل بن ميسرة ، عن أبي جرير أنّ أبا برده حدثه ، عن أبي موسى الأشعري ... إلى آخره.

(٢ و ٣) في المصدر : الغوطة.

(٤) في المصدر : ريحهن.

٢٠ ـ معاني الأخبار : ٣٣٠ / ١.

٣٤٦

عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : أخبرني جبرئيل أنّ ريح الجنّة يوجد من مسيرة ألف عام ، وما يجدها عاق ولا قاطع رحم ولا شيخ زانٍ ولا جار إزاره خيلاء ولا فتّان ولا منان ولا جعظري ، قلت : وما الجعظري ؟ قال : الذي لا يشبع من الدنيا.

قال : ـ وفي حديث آخر : ـ ولا حيوف وهو النباش ، ولا زنوق وهو المخنث ، ولا جراض (١) ولا جعظري ، وهو الذي لا يشبع من الدنيا.

[ ٢٠٧٠٤ ] ٢١ ـ وفي ( الخصال ) عن محمّد بن علي ماجيلويه ، عن عمه محمّد بن أبي القاسم ، عن محمّد بن علي القرشي ، عن محمّد بن زياد ، عن عبدالله بن عبدالرحمن ، عن ثابت بن أبي صفية الثمالي ، عن ثور بن سعيد ، عن أبيه سعيد بن علاقة ، قال : سمعت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول : ترك نسج العنكبوت في البيت يورث الفقر ، والبول في الحمام يورث الفقر ، والأكل على الجنابة يورث الفقر والتخلل بالطرفاء يورث الفقر ، والتمشط من قيام يورث الفقر ، وترك القمامة في البيت يورث الفقر ، واليمين الفاجرة تورث الفقر ، والزنا يورث الفقر ، وإظهار الحرص يورث الفقر ، والنوم بين العشائين يورث الفقر ، والنوم قبل طلوع الشمس يورث الفقر ، واعتياد الكذب يورث الفقر ، وكثرة الاستماع إلى الغناء يورث الفقر ، وردّ السائل الذكر بالليل يورث الفقر ، وترك التقدير في المعيشة يورث الفقر ، وقطيعة الرحم تورث الفقر ، ثمّ قال ( عليه السلام ) : ألا أُنبّئكم بعد ذلك بما يزيد في الرزق ؟ قالوا : بلى يا أمير المؤمنين ، فقال : الجمع بين الصلاتين يزيد في الرزق ، والتعقيب بعد الغداة وبعد العصر يزيد في الرزق ، وصلة الرحم تزيد في الرزق ، وكسح الفناء يزيد في الرزق ، ومواساة الأخ في الله عزّ وجلّ يزيد في الرزق ، والبكور في طلب الرزق يزيد في الرزق ،

__________________

(١) في المصدر : الجواض.

٢١ ـ الخصال : ٥٠٤ / ٢ وأورد قطعة منه في الحديث ١ من الباب ٧٤ من أبواب آداب الحمّام.

٣٤٧

والاستغفار يزيد في الرزق ، واستعمال الأمانة يزيد في الرزق ، وقول الحق يزيد في الرزق ، وإجابة المؤذّن تزيد في الرزق ، وترك الكلام على الخلاء يزيد في الرزق ، وترك الحرص يزيد في الرزق ، وشكر المنعم يزيد في الرزق ، واجتناب اليمين الكاذبة يزيد في الرزق ، والوضوء قبل الطعام يزيد في الرزق ، وأكل ما يسقط من الخوان يزيد في الرزق ، ومن سبح الله كلّ يوم ثلاثين مرة دفع الله عنه سبعين نوعاً من البلاء أيسرها الفقر.

ورواه ابن الفتال في ( روضة الواعظين ) مرسلاً (١).

[ ٢٠٧٠٥ ] ٢٢ ـ علي بن إبراهيم ، في ( تفسيره ) عن أبيه ، عن سليمان بن مسلم الخشاب ، عن عبدالله بن جريح ، عن عطاء بن أبي رياح ، عن ابن عباس ، عن النبي ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال في حجة الوداع : إنّ من أشراط القيامة إضاعة الصلاة ، واتباع الشهوات ، والميل مع الأهواء ، وتعظيم المال ، وبيع الدنيا بالدين ، فعندها يذاب قلب المؤمن في جوفه كما يذاب الملح في الماء ممّا يرى من المنكر فلا يستطيع أن يغيّره ، ثمّ قال : إنّ عندها يكون المنكر معروفاً ، والمعروف منكراً ، ويُؤتمن الخائن ، ويُخوّن الأمين ، ويصدق الكاذب ، ويكذّب الصادق ، ثمّ قال : فعندها إمارة النساء ومشاورة الإِماء ، وقعود الصبيان على المنابر ، ويكون الكذب ظرفاً ، والزكاة مغرماً ، والفيء مغنماً ، ويجفو الرجل والديه ويبرّ صديقه ، ثمّ قال : فعندها يكتفي الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء ، ويغار على الغلمان كما يغار على الجارية في بيت أهلها ، ويشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال ، ويركبن ذوات الفروج السروج فعليهم من أُمّتي لعنة الله ، ثمّ قال : إن عندها تزخرف المساجد كما تزخرف البيع والكنائس ، وتحلّى المصاحف ، وتطول

__________________

(١) روضة الواعظين : ٤٥٥.

٢٢ ـ تفسير القمي ٢ : ٣٠٤.

٣٤٨

المنارات ، وتكثر الصفوف والقلوب متباغضة ، والالسن مختلفة ، ثمّ قال : فعند ذلك تحلّى ذكور أُمّتي بالذهب ، ويلبسون الحرير والديباج ، ويتّخذون جلود النمر صفافاً (١) ، ثمّ قال : فعندها يظهر الربا ، ويتعاملون بالغيبة والرشا ، ويوضع الدين وترفع الدنيا ، ثمّ قال : وعندها يكثر الطلاق فلا يقام لله حدّ ولن يضر الله شيئاً ، ثمّ قال : وعندها تظهر القينات والمعازف ، وتليهم شرار أُمّتي ، ثمّ قال : وعندها حجّ أغنياء امّتي للنزهة ، ويحجّ أوساطها للتجارة ويحجّ فقراؤهم للرياء والسمعة ، فعندها يكون أقوام يتعلّمون القرآن لغير الله فيتخذونه مزامير ، ويكون أقوام يتفقّهون لغير الله ، ويكثر أولاد الزنا ، يتغنون بالقرآن ، ويتهافتون بالدنيا ، ثمّ قال : وذلك إذا انتهكت المحارم ، واكتسب المآثم ، وتسلّط الأشرار على الأخيار ، ويفشو الكذب ، وتظهر الحاجة ، وتفشو الفاقة ، ويتباهون في الناس ، ويستحسنون الكوبة والمعازف ، وينكر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ إلى أن قال : ـ فأولئك يدعون في ملكوت السماء الأرجاس الأنجاس ... الحديث.

[ ٢٠٧٠٦ ] ٢٣ ـ محمّد بن إدريس في آخر ( السرائر ) نقلاً من ( جامع البزنطي ) عن الحارث بن المغيرة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ستة لا تكون في المؤمن : العسر ، والنكد ، واللجاجة ، والكذب ، والحسد ، والبغي.

أقول : المراد المؤمن الكامل الإِيمان ، أو هو نفي بمعني النهي.

__________________

(١) الصفاف : جمع صفة وهي الميثرة التي تجعل تحت السرج ( لسان العرب ـ صفف ـ ٩ : ١٩٥ ).

٢٣ ـ مستطرفات السرائر : ٦٢ / ٤٠.

٣٤٩

٥٠ ـ باب تحريم طلب الرئاسة مع عدم الوثوق بالعدل

[ ٢٠٧٠٧ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن معمر بن خلاد ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) أنّه ذكر رجلاً فقال : إنّه يحبّ الرئاسة ، فقال : ما ذئبان ضاريان في غنم قد تفرق رعاؤها بأضرّ في دين المسلم من الرئاسة.

[ ٢٠٧٠٨ ] ٢ ـ وعنه ، عن أحمد ، عن سعيد بن جناح ، عن أخيه أبي عامر ، عن رجل ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : من طلب الرئاسة هلك.

[ ٢٠٧٠٩ ] ٣ ـ وعنه ، عن أحمد ، عن الحسن بن أيوب ، عن أبي عقيلة الصيرفي ، عن كرام ، عن أبي حمزة الثمالي قال : قال لي أبو عبدالله ( عليه السلام ) إياك والرئاسة ... الحديث.

[ ٢٠٧١٠ ] ٤ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن عبدالله بن مسكان قال : سمعت أبا عبدالله

__________________

وتقدم ما يدل عليه في الأبواب ٤ ، ٢٣ ، ٤١ من هذه الأبواب وفي الباب ٢٤ من أبواب الاحتضار ، وفي الباب ٦٣ من أبواب الدفن ، وفي الحديث ٢٩ من الباب ٣ من أبواب ما تجب فيه الزكاة ، وفي الباب ٣٧ من أبواب الصدقة ، وفي الحديث ٣ من الباب ٢١ من أبواب أحكام شهر رمضان.

الباب ٥٠

فيه ١٤ حديثاً

١ ـ الكافي ٢ : ٢٢٥ / ١ ، وأورده عن الكشي في الحديث ١١ من الباب ٤٥ من أبواب ما يكتسب به.

٢ ـ الكافي ٢ : ٢٢٥ / ٢.

٣ ـ الكافي ٢ : ٢٢٥ / ٥ ، وأورده بتمامه في الحديث ٦ من الباب ١٠ من أبواب صفات القاضي.

٤ ـ الكافي ٢ : ٢٢٥ / ٣ ، وأورده في الحديث ٥ من الباب ١٠ عشرة من أبواب صفات القاضي.

٣٥٠

( عليه السلام ) يقول : إيّاكم وهؤلاء الرؤساء الذين يترأسون ، فوالله ما خفقت النعال خلف الرجل إلاّ هلك وأهلك.

[ ٢٠٧١١ ] ٥ ـ وعنهم ، عن سهل بن زياد ، عن داود بن مهران ، عن علي بن إسماعيل الميثمي ، عن رجل ، عن جويرية بن مسهر قال : إشتددت خلف أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال : يا جويرية إنّه لم يهلك هؤلاء الحمقى إلاّ بخفق النعال خلفهم.

[ ٢٠٧١٢ ] ٦ ـ وعنهم ، عن أحمد ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع وغيره رفعوه قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ملعون من ترأس ، ملعون من همّ بها ، معلون من حدّث نفسه بها.

[ ٢٠٧١٣ ] ٧ ـ وعنهم ، عن سهل بن زياد ، عن منصور بن العباس ، عن أبي مياح ، عن أبيه قال سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) : يقول : من أراد الرئاسة هلك.

[ ٢٠٧١٤ ] ٨ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن أبي الربيع الشامي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال لي : يا أبا الربيع لا تطلبنّ الرئاسة ولا تكن (١) ذنباً ، ولا تأكل الناس بنا فيفقرك الله ... الحديث.

[ ٢٠٧١٥ ] ٩ ـ وبالإِسناد عن يونس ، عن العلاء ، عن محمّد بن مسلم قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : أترى لا أعرف خياركم من

__________________

٥ ـ الكافي ٨ : ٢٤١ / ٣٣١.

٦ ـ الكافي ٢ : ٢٢٥ / ٤.

٧ ـ الكافي ٢ : ٢٢٦ / ٧.

٨ ـ الكافي ٢ : ٢٢٦ / ٦.

(١) في نسخة : ولاتك ( هامش المخطوط ).

٩ ـ الكافي ٢ : ٢٢٦ / ٨.

٣٥١

شراركم ؟ بلى والله إن شراركم من أحب أن يوطأ عقبه إنّه لا بد من كذاب أو عاجز الرأي.

[ ٢٠٧١٦ ] ١٠ ـ محمّد بن عمر بن عبدالعزيز الكشي في كتاب ( الرجال ) عن حمدويه وإبراهيم ، عن أيوب بن نوح ، عن حنان ، عن عقبة بن بشير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : وأمّا قولك إنّ قومي كان لهم عريف فهلك فأرادوا أنّ يعرفوني عليهم ، فإن كنت تكره الجنة وتبغضها فتعرف عليهم ، يأخذ سلطان جائر بامرىء مسلم فيسفك دمه فتشرك في دمه ولعلك لا تنال من دنياهم شيئاً.

[ ٢٠٧١٧ ] ١١ ـ وعن علي بن محمّد بن قتيبة ، عن جعفر بن أحمد الرازي ، عن محمّد بن خالد ، عن محمّد بن سنان ، عن زياد بن المنذر ، عن القاسم بن عوف ، عن علي بن الحسين ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ أنّه قال له : إيّاك أن تترأس (١) فيضعك الله ، وإيّاك أن تستأكل (٢) فيزيدك الله فقراً ، واعلم أنّك إن تكن ذنباً في الخير خير لك من أن تكون رأساً في الشر.

[ ٢٠٧١٨ ] ١٢ ـ وعن محمّد بن مسعود ، عن علي بن محمّد بن يزيد ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي نصر ، عن علي بن عقبة ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : ما لكم وللرئاسات ؟ إنّما المسلمون رأس واحد ، إيّاكم والرجال فإنّ الرجال للرجال مهلكة.

__________________

١٠ ـ رجال الكشي ٢ : ٢٥٩ / ٣٥٨.

١١ ـ رجال الكشي ١ : ٣٣٩ / ١٩٦.

(١ و ٢) في المصدر زيادة : بنا.

١٢ ـ رجال الكشي ٢ : ٥٨١ / ٥١٦.

٣٥٢

[ ٢٠٧١٩ ] ١٣ ـ الحسن بن محمّد الطوسي في ( مجالسه ) عن أبيه ، عن أبي عمر بن مهدي ، (١) عن أحمد بن يحيى ، عن عبدالرحمن ، عن أبيه ، عن الوصاف ، عن أبي بريدة ، عن النبي ( صلّى الله عليه وآله ) قال : لا يؤمّر أحد على عشرة فما فوقهم إلاّ جيء به يوم القيامة مغلولة يداه ، فإن كان محسناً [ فك عنه ] (٢) ، وإن كان مسيئاً يزيد غلاًّ على غلّه.

[ ٢٠٧٢٠ ] ١٤ ـ محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن شعيب بن واقد ، عن الحسين بن زيد ، عن الصادق ، عن آبائه ، عن النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ـ في حديث المناهي ـ قال : ألا ومن تولّى عرافة قوم أتى يوم القيامة ويداه مغلولتان إلى عنقه ، فإن قام فيهم بأمر الله أطلقه الله وإن كان ظالماً هوى به في نار جهنم وبئس المصير.

أقول : ويأتي ما يدلّ على ذلك في التجارة (١).

__________________

١٣ ـ أمالي الطوسي ١ : ٢٧٠.

(١) في طبعة من المصدر اضافة : « عن أحمد ».

(٢) اثبتناه في المصدر.

١٤ ـ الفقيه ٤ : ١١ / ١ ، وأورده في الحديث ٦ من الباب ٤٥ من أبواب ما يكتسب به.

(١) يأتي في الحديثين ٧ ، ٨ من الباب ٤٥ ، وفي البابين ٤٢ ، ٤٨ من أبواب ما يكتسب به ، وفي الحديث ٨ من الباب ١ ، وفي الحديث ٦ من الباب ٤١ من أبواب الأمر والنهي ، وفي الحديث ٢ من الباب ٦١ من هذه الأبواب ، وفي الحديث ٣٨ من الباب ٦ ، وفي الحديث ١٥ من الباب ١٠ من أبواب صفات القاضي.

وتقدم ما يدل عليه في الحديث ٣ من الباب ٤٩ من هذه الأبواب ، وفي الحديث ١٤ من الباب ١١من أبواب صلاة الجماعة ، وفي الحديث ١ من الباب ١٣٩ من أبواب العشرة.

٣٥٣

٥١ ـ باب استحباب لزوم المنزل غالباً مع الإِتيان بحقوق الاخوان لمن يشقّ عليه اجتناب مفاسد العشرة

[ ٢٠٧٢١ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن حفص بن غياث ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال : إن قدرتم أن لا تعرفوا فافعلوا ، وما عليك أن لم يثن الناس عليك ، وما عليك أن تكون مذموماً عند الناس إذا كنت عند الله محموداً ـ إلى أن قال : ـ إن قدرت على أن لا تخرج من بيتك فافعل ، فإنّ عليك في خروجك أن لا تغتاب ولا تكذب ولا تحسد ولا ترائي ولا تتصنّع ولا تداهن ، ثمّ قال : نعم صومعة المسلم بيته يكفّ فيه بصره ولسانه ونفسه وفرجه ... الحديث.

[ ٢٠٧٢٢ ] ٢ ـ وعن علي بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن عيسى ، عمن رواه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال له رجل : جعلت فداك رجل عرف هذا الأمر لزم بيته ولم يتعرف إلى أحد من إخوانه ، قال : كيف يتفقه هذا في دينه ؟!.

[ ٢٠٧٢٣ ] ٣ ـ وعن أبي عبدالله الأشعري عن بعض أصحابنا ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) ـ في حديث طويل أنّه قال : ـ يا هشام الصبر على الوحدة علامة قوّة العقل ، فمن عقل عن الله اعتزل أهل الدنيا والراغبين فيها ، ورغب فيما عند الله ، وكان

__________________

الباب ٥١

فيه ٧ أحاديث

١ ـ الكافي ٨ : ١٢٨ / ٩٨ ، وكذلك ٢ : ٣٣٠ / ١٥ باختلاف ، علق المصنف على هذا الحديث بقوله : ( هذا في الروضة والاصول ) بخطه.

٢ ـ الكافي ١ : ٢٤ / ٩ ، علق المصنف على هذا الحديث يقوله : ( هذا في كتاب العلم ) بخطه.

٣ ـ الكافي ١ : ١٣.

٣٥٤

الله أُنسه في الوحشة وصاحبه في الوحدة وغناه في العيلة ، ومعزّة من غير عشيرة.

[ ٢٠٧٢٤ ] ٤ ـ الحسين بن سعيد في كتاب ( الزهد ) عن القاسم بن محمّد ،عن صفوان الجمال ، عن الفضيل قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : طوبى لكلّ عبد لومة (١) ، عرف الناس قبل أن يعرفوه.

[ ٢٠٧٢٥ ] ٥ ـ علي بن إبراهيم في ( تفسيره ) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : طوبى لمن لزم بيته ، وأكل كسرته وبكى على خطيئته ، وكان من نفسه في تعب ، والناس منه في راحة.

[ ٢٠٧٢٦ ] ٦ ـ أحمد بن أبي عبدالله البرقي في ( المحاسن ) عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) عن آبائه ، عن علي ( عليهم السلام ) قال : ثلاث منجيات : تكف لسانك ، وتبكي على خطيئتك ، ويسعك بيتك.

[ ٢٠٧٢٧ ] ٧ ـ الفضل بن الحسن الطبرسي في ( مجمع البيان ) قال : قد جاء في الحديث النهي عن التبتّل والانقطاع عن الناس والجماعات والنهي عن الرهبانية والسياحة.

أقول : قد عرفت وجه الجمع في العنوان.

وتقدّم في العشرة (١) وغيرها (٢) ما يدلّ على وجوبها عموماً وخصوصاً ،

__________________

٤ ـ الزهد : ٤ / ٢.

(١) في نسخة : نومة ( هامش المخطوط ).

٥ ـ تفسير القمي ٢ : ٧١.

٦ ـ المحاسن : ٤ / ٥.

٧ ـ مجمع البيان ٥ : ٣٧٩ إلى قوله والجماعات.

(١) تقدم ما يدل عليه في الأبواب ١ ، ٢ ، ٣ ، ٢٣ ، ١٣٠ ، ١٤٤ ، ١٤٩ من أبواب العشرة.

(٢) وتقدم ما يدل عليه في الحديث ٢ من الباب ١ ، وفي الباب ٢ من أبواب الجماعة

٣٥٥

وعلى حقوق الإِخوان (٣) واستحباب الاجتماع (٤).

ويأتي في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ما يدلّ على وجوب اجتناب أهل المنكر (٥).

٥٢ ـ باب تحريم اختتال (*) الدنيا بالدين

[ ٢٠٧٢٨ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر ، عن يونس بن ظبيان قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : إنّ الله عزّ وجلّ يقول : ويل للذين يختلون الدنيا بالدين ، وويل للذين يقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس ، وويل للّذين يسير المؤمن فيهم بالتقيّة ، أبي يغترون ؟ أم عليّ يجترئون ؟ فبي حلفت لأُتيحنّ لهم فتنة تترك الحليم منهم حيران.

[ ٢٠٧٢٩ ] ٢ ـ محمّد بن علي بن الحسين في كتاب ( عقاب الأعمال ) بإسناد تقدّم في عيادة المريض (١) عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال في آخر خطبة خطبها : ومن عرضت له دنيا وآخرة فاختار الدنيا وترك

__________________

(٣) تقدم ما يدل عليه في الباب ١٢٢ من أبواب العشرة.

(٤) تقدم ما يدل عليه في الباب ١٠ من أبواب العشرة.

(٥) يأتي في البابين ٣٧ ، ٣٨ من أبواب الأمر والنهي.

الباب ٥٢

فيه ٣ أحاديث

(*) ختل وخاتل : خدع ( الصحاح ـ ختل ـ ٤ : ١٦٨٢ ).

١ ـ الكافي ٢ : ٢٢٦ / ١.

٢ ـ عقاب الأعمال : ٣٣٤ ، وأورد قطعة منه في الحديث ٦ من الباب ٢٢ من أبواب فعل المعروف ، وأخرى في الحديث ٥ من الباب ٢ من أبواب الوديعة.

(١) تقدم في الحديث ٩ من الباب ١٠ من أبواب الاحتضار.

٣٥٦

الآخرة لقى الله وليست له حسنة يتقي بها النار ، ومن أخذ الآخرة وترك الدنيا لقى الله يوم القيامة وهو عنه راض.

[ ٢٠٧٣٠ ] ٣ ـ عبدالله بن جعفر الحميري في ( قرب الإِسناد ) عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن زياد ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ( عليهما السلام ) أنّ الله تبارك وتعالى أنزل كتاباً من كتبه على نبي من أنبيائه وفيه : أنّه سيكون خلق من خلقي يلحسون الدنيا بالدين يلبسون مسوك (١) الضأن على قلوب كقلوب الذئاب أشد مرارة من الصبر ، وألسنتهم أحلى من العسل ، وأعمالهم الباطنة أنتن من الجيف ، أفبي يغترّون ؟ أم إيّاي يخادعون ؟ أم عليّ يجترئون (٢) ؟ فبعزتي حلفت لأُتيحن لهم فتنة تطأ في خطامها حتّى تبلغ أطراف الأرض تترك الحليم (٣) منهم حيران.

ورواه الصدوق في ( عقاب الأعمال ) عن أبيه ، عن عبدالله بن جعفر (٤).

أقول : ويأتي ما يدلّ على ذلك (٥).

__________________

٣ ـ قرب الإِسناد : ١٥.

(١) مسوك : جمع مسك وهو الجلد ( الصحاح ـ مسك ـ ٤ : ١٦٠٨ ).

(٢) في المصدر : يجتبرون.

(٣) في المصدر : الحكيم.

(٤) عقاب الأعمال : ٣٠٤ / ٢.

(٥) يأتي في الحديث ٦ من الباب ٤١ من أبواب الأمر بالمعروف، وفي الحديث ١٢ من الباب ١١ من أبواب صفات القاضي.

وتقدم ما يدل عليه في الحديث ٢٢ من الباب ٤٩ من هذه الأبواب ، وفي الحديث ١ من الباب ١٣٩ من أبواب العشرة.

٣٥٧

٥٣ ـ باب وجوب تسكين الغضب عن فعل الحرام وما يسكّن به

[ ٢٠٧٣١ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن صفوان الجمال قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : إنما المؤمن الذي إذا غضب لم يخرجه غضبه من حقّ ، وإذا رضي لم يدخله رضاه في باطل ، وإذا قدر لم يأخذ أكثر ممّا له.

ورواه الصدوق في كتاب ( صفات الشيعة ) عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي عمير ، عن صفوان بن مهران مثله (١).

[ ٢٠٧٣٢ ] ٢ ـ وعن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : الغضب يفسد الإِيمان كما يفسد الخلّ العسل.

[ ٢٠٧٣٣ ] ٣ ـ وعنه ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن داود بن فرقد قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : الغضب مفتاح كلّ شرّ.

[ ٢٠٧٣٤ ] ٤ ـ وعن أبي علي الأشعري ، عن محمّد بن عبدالجبار ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن أبيه ، عن ميسر قال : ذكر الغضب عند أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إنّ الرجل ليغضب فما يرضى أبداً حتى

__________________

الباب ٥٣

فيه ٢٠ حديثاً

١ ـ الكافي ٢ : ١٨٣ / ١١.

(١) صفات الشيعة : ٢٦ / ٣٦.

٢ ـ الكافي ٢ : ٢٢٩ / ١.

٣ ـ الكافي ٢ : ٢٢٩ / ٣.

٤ ـ الكافي ٢ : ٢٢٩ / ٢.

٣٥٨

يدخل النار ، فأيّما رجل غضب على قوم وهو قائم فليجلس من فوره ذلك ، فإنّه يذهب عنه رجز الشيطان ، وأيّما رجل غضب على ذي رحم فليدن منه فليمسّه فإنّ الرحم إذا مُستّ سكنت.

[ ٢٠٧٣٥ ] ٥ ـ وعن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، وعن علي بن محمّد ، عن صالح بن أبي حماد جميعاً ، عن الوشاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبي خديجة ، عن معلّى بن خنيس ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال رجل للنبي ( صلّى الله عليه وآله ) : يا رسول الله علّمني ، فقال : اذهب فلا تغضب ... الحديث.

[ ٢٠٧٣٦ ] ٦ ـ وعنه ، عن معلّى ، عن الحسن بن علي ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) من كفّ نفسه عن أعراض الناس أقال الله نفسه يوم القيامة ، ومن كفّ غضبه عن الناس كفّ الله تبارك وتعالى عنه عذاب يوم القيامة.

[ ٢٠٧٣٧ ] ٧ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن النضر بن سويد ، عن القاسم بن سليمان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : سمعت أبي يقول : أتى رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) رجل بدوي فقال : إنّي أسكن البادية فعلّمني جوامع الكلم ، فقال آمرك أن لا تغضب ، فأعاد عليه الاعرابي المسألة ثلاث مرات حتّى رجع الرجل إلى نفسه ، فقال : لا أسأل عن شيء بعد هذا ما أمرني رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) إلاّ بالخير.

قال : وكان أبي يقول : أيّ شيء أشد من الغضب إنّ الرجل ليغضب

__________________

٥ ـ الكافي ٢ : ٢٣٠ / ١١.

٦ ـ الكافي ٢ : ٢٣١ / ١٤ ، وأورد مثله عن الزهد في الحديث ٥ من الباب ١٥٨ من أبواب العشرة.

٧ ـ الكافي ٢ : ٢٢٩ / ٤.

٣٥٩

فيقتل النفس التي حرم الله ، ويقذف المحصنة.

[ ٢٠٧٣٨ ] ٨ ـ وعنهم عن أحمد ، عن ابن فضال ، عن إبراهيم بن محمّد الأشعري ، عن عبدالأعلى قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : علّمني عظة أتّعظ بها ، فقال : إنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أتاه رجل فقال : يا رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) علّمني عظة أتّعظ بها ، فقال : انطلق فلا تغضب ، ثمّ عاد إليه ، فقال : انطلق فلا تغضب ، ثلاث مرات.

[ ٢٠٧٣٩ ] ٩ ـ وعنهم ، عن أحمد ، عن إسماعيل بن مهران ، عن سيف بن عميرة ، عمن سمع أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : من كفّ غضبه ستر الله عورته.

[ ٢٠٧٤٠ ] ١٠ ـ وعنهم ، عن أحمد ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن حبيب السجستاني ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : مكتوب في التوراة ـ فيما ناجى الله به موسى ( عليه السلام ) ـ : يا موسى أمسك غضبك عمّن ملكتك عليه أكفّ عنك غضبي.

[ ٢٠٧٤١ ] ١١ ـ وعنهم ، عن أحمد ، عن بعض أصحابه رفعه قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : الغضب ممحقة لقلب الحكيم ، وقال : من لم يملك غضبه لم يملك عقله.

[ ٢٠٧٤٢ ] ١٢ ـ وعنهم ، عن سهل بن زياد ، وعن علي بن إبراهيم ، عن

__________________

٨ ـ الكافي ٢ : ٢٢٩ / ٥.

٩ ـ الكافي ٢ : ٢٢٩ / ٦.

١٠ ـ الكافي ٢ : ٢٢٩ / ٧.

١١ ـ الكافي ٢ : ٢٣١ / ١٣.

١٢ ـ الكافي ٢ : ٢٣٠ / ١٢.

٣٦٠