وسائل الشيعة - ج ١٥

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]

وسائل الشيعة - ج ١٥

المؤلف:

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٣
ISBN: 964-5503-15-9
ISBN الدورة:
964-5503-00-0

الصفحات: ٣٩٠
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

المتوكّل ، عن علي بن الحسين السعدآبادي ، عن أحمد بن أبي عبدالله نحوه (٢٠).

[ ٢٠٦٣٠ ] ٣ ـ وعنهم ، عن ابن خالد ، عن أبيه ، رفعه عن محمّد بن داود الغنوي ، عن الأصبغ بن نباته قال : جاء رجل إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال : يا أمير المؤمنين إنّ ناساً زعموا أنّ العبد لا يزني وهو مؤمن ، ولا يسرق وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر وهو مؤمن ، ولا يأكل الربا وهو مؤمن ، ولا يسفك الدم الحرام وهو مؤمن ، فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) صدقت سمعت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) يقول : والدليل كتاب الله ـ وذكر الحديث إلى أن قال : ـ وقد تأتي عليه حالات فيهم بالخطيئة فتشجعه روح القوة ويزين له روح الشهوة ، وتقوده روح البدن حتّى يواقع الخطيئة فإذا لامسها نقص من الإِيمان وتفصّى (١) منه فليس يعود فيه حتّى يتوب ، فإذا تاب تاب الله عليه ، وان عاد أدخله نار جهنم.

[ ٢٠٦٣١ ] ٤ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عبدالرحمن بن الحجاج ، عن عبيد بن زرارة قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن الكبائر ؟ فقال : هنّ في كتاب علي ( عليه السلام ) سبع : الكفر بالله ، وقتل النفس ، وعقوق الوالدين ، وأكل الربا بعد البينة ، وأكل مال اليتيم ظلماً ، والفرار من الزحف ، والتعرّب بعد الهجرة ، قال : فقلت : هذا أكبر المعاصي ؟ فقال : نعم ، قلت : فأكل الدرهم من مال اليتيم ظلماً أكبر أم ترك الصلاة ؟ قال : ترك الصلاة ، قلت : فما عددت ترك الصلاة في

__________________

(٢٠) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ١ : ٢٨٥ / ٣٣ ، وعلل الشرائع : ٣٩١ / ١.

٣ ـ الكافي ٢ : ٢١٤ / ١٦.

(١) تفصّى : تخلّص ( الصحاح ـ فصا ـ ٦ : ٢٤٥٥ ).

٤ ـ الكافي ٢ : ٢١٢ / ٨ ، وأورد ذيله في الحديث ٤ من الباب ١١ من أبواب أعداد الفرائض.

٣٢١

الكبائر ، قال : أيّ شيء أوّل ما قلت لك ؟ قلت : الكفر ، قال : فإنّ تارك الصلاة كافر ـ يعني من غير علّة ـ.

[ ٢٠٦٣٢ ] ٥ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حمّاد ، عن الحلبي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في القنوت في الوتر ـ إلى أن قال : ـ واستغفر لذنبك العظيم ، ثمّ قال : كلّ ذنب عظيم.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله (١).

[ ٢٠٦٣٣ ] ٦ ـ وعنه عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن عبدالله بن مسكان ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : الكبائر سبع : قتل المؤمن متعمّداً ، وقذف المحصنة ، والفرار من الزحف ، والتعرب بعد الهجرة ، وأكل مال اليتيم ظلماً ، وأكل الربا بعد البينة ، وكل ما أوجب الله عليه النار.

[ ٢٠٦٣٤ ] ٧ ـ وبالإِسناد عن يونس ، عن عبدالله بن سنان قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : إن من الكبائر عقوق الوالدين ، واليأس من روح ، الله والأمن من مكر الله.

[ ٢٠٦٣٥ ] ٨ ـ قال : وقد روي أكبر الكبائر الشرك بالله.

[ ٢٠٦٣٦ ] ٩ ـ وعن يونس ، عن حماد ، عن نعمان الرازي قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : من زنى خرج من الإِيمان ، ومن شرب

__________________

٥ ـ الكافي ٣ : ٤٥٠ / ٣١ ، وأورده بتمامه في الحديث ٢ من الباب ٩ من أبواب القنوت.

(١) التهذيب ٢ : ١٣٠ / ٥٠٢.

٦ ـ الكافي ٢ : ٢١٢ / ٣.

٧ ـ الكافي ٢ : ٢١٢ / ٤.

٨ ـ الكافي ٢ : ٢١٢ / ذيل حديث ٤.

٩ ـ الكافي ٢ : ٢١٢ / ٥.

٣٢٢

الخمر خرج من الإِيمان ، ومن أفطر يوماً من شهر رمضان متعمّداً خرج من الإِيمان.

[ ٢٠٦٣٧ ] ١٠ ـ وعنه ، عن محمّد بن عبدة قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : لا يزني الزاني وهو مؤمن ؟ قال : لا ، إذا كان على بطنها سلب الإِيمان ، فإذا قام ردّ إليه ، فإذا عاد سلب ، قلت : فإنّه يريد أن يعود ، فقال : ما أكثر من يريد أن يعود فلا يعود إليه أبداً.

وعن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار ، عن صباح بن سيابة قال : كنت عند أبي عبدالله ( عليه السلام ) فقال له محمّد بن عبدة وذكر نحوه (١).

[ ٢٠٦٣٨ ] ١١ ـ وعنه ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ : ( الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ ) (١) فقال : الفواحش : الزنا والسرقة ، واللمم : الرجل يلمّ بالذنب فيستغفر الله منه ... الحديث.

[ ٢٠٦٣٩ ] ١٢ ـ وبإسناده عن يونس ، عن داود قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن قول رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : إذا زنى الرجل فارقه روح الإِيمان ؟ قال : فقال : هو مثل قول الله عزّ وجل : ( وَلا تَيَمَّمُوا الخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ ) (١) ثمّ قال : غير هذا أبين منه ، ذلك قول الله

__________________

١٠ ـ الكافي ٢ : ٢١٢ / ٦ ، وأورده بالإِسناد الثاني عن عقاب الأعمال في الحديث ١٧ من الباب ١ من أبواب النكاح المحرّم.

(١) الكافي ٢ : ٢١٤ / ١٣.

١١ ـ الكافي ٢ : ٢١٢ / ٧ ، وأورد نحوه في الحديث ٣ من الباب ٨٩ من هذه الأبواب.

(١) النجم ٥٣ : ٣٢.

١٢ ـ الكافي ٢ : ٢١٦ / ١٧.

(١) البقرة ٢ : ٢٦٧.

٣٢٣

عزّ وجل : ( وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ) (٢) هو الذي فارقه.

[ ٢٠٦٤٠ ] ١٣ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : الكبائر القنوط من رحمة الله ، واليأس من روح الله ، والأمن من مكر الله ، وقتل النفس التي حرم الله ، وعقوق الوالدين ، وأكل مال اليتيم ظلماً ، وأكل الربا بعد البينة ، والتعرّب بعد الهجرة ، وقذف المحصنة ، والفرار بعد الزحف ... الحديث.

[ ٢٠٦٤١ ] ١٤ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضال ، عن ابن بكير قال : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) في قول رسول الله : إذا زنى الرجل فارقه روح الإِيمان ، قال : هو قوله : ( وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ) (١) ذاك الذي يفارقه.

[ ٢٠٦٤٢ ] ١٥ ـ وعن علي ، عن أبيه ، عن حماد ، عن ربعي ، عن الفضيل ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : يسلب منه روح الإِيمان ما دام على بطنها ، فإذا نزل عاد الإِيمان ، قال قلت : أرأيت إن همّ ؟ قال : لا ، أرأيت إن همّ أن يسرق أتقطع يده ؟!

[ ٢٠٦٤٣ ] ١٦ ـ وعن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الوشاء ، عن أبان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال :

__________________

(٢) المجادلة ٥٨ : ٢٢.

١٣ ـ الكافي ٢ : ٢١٣ / ١٠ ، وأورد ذيله في الحديث ١١ من الباب ٢ من أبواب مقدّمة العبادات.

١٤ ـ الكافي ٢ : ٢١٣ / ١١ ، وأورده عن المحاسن وعقاب الأعمال في الحديث ١٩ من الباب ١ من أبواب النكاح المحرم.

(١) المجادلة ٥٨ : ٢٢.

١٥ ـ الكافي ٢ : ٢١٣ / ١٢.

١٦ ـ الكافي ٢ : ٢١٤ / ١٤.

٣٢٤

سمعته يقول : الكبائر سبعة ، منها قتل النفس متعمّداً ، والشرك بالله العظيم ، وقذف المحصنة ، وأكل الربا بعد البيّنة ، والفرار من الزحف ، والتعرب بعد الهجرة ، وعقوق الوالدين ، وأكل مال اليتيم ظلماً ، قال : والتعرب والشرك واحد.

[ ٢٠٦٤٤ ] ١٧ ـ وبالإِسناد عن أبان ، عن زياد الكناسي قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : والذي إذا دعاه أبوه لعن أباه والذي إذا أجابه ابنه يضربه.

[ ٢٠٦٤٥ ] ١٨ ـ وعن علي عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن محمّد بن حكيم قال : قلت لأبي الحسن موسى ( عليه السلام ) : الكبائر تخرج من الإِيمان ؟ فقال : نعم وما دون الكبائر ، قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : لا يزني الزاني وهو مؤمن ولا يسرق السارق هو مؤمن.

[ ٢٠٦٤٦ ] ١٩ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن علي بن الزيات ، عن عبيد بن زرارة ـ في حديث ـ أنّ أبا جعفر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : لا يزني الزاني وهو مؤمن ولا يسرق السارق وهو مؤمن.

[ ٢٠٦٤٧ ] ٢٠ ـ محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة ، عن محمّد بن المفضل ، عن الوشاء ، عن عبدالكريم بن عمرو ، عن عبدالله بن أبي يعفور ومعلّى بن خنيس ، عن أبي الصامت ، عن أبي عبدالله

__________________

١٧ ـ الكافي ٢ : ٢١٤ / ١٥.

١٨ ـ الكافي ٢ : ٢١٦ / ٢١.

١٩ ـ الكافي ٢ : ٢١٦ / ٢٢ ، وأورد مثله عن قرب الإِسناد في الحديث ٤ من الباب ١ من أبواب حدّ السرقة.

٢٠ ـ التهذيب ٤ : ١٤٩ / ٤١٧ ، وأورده في الحديث ٤ من الباب ٢ من أبواب الأنفال.

٣٢٥

( عليه السلام ) قال : أكبر الكبائر سبع : الشرك بالله العظيم ، وقتل النفس التي حرّم الله إلاّ بالحق ، وأكل أموال اليتامى ، وعقوق الوالدين ، وقذف المحصنات ، والفرار من الزحف ، وإنكار ما أنزل الله عزّ وجل ... الحديث.

[ ٢٠٦٤٨ ] ٢١ ـ علي بن جعفر في كتابه عن أخيه موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) قال : سألته عن الكبائر التي قال الله عز وجل : ( إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ ) (١) ؟ قال : الّتي أوجب الله عليها النار.

[ ٢٠٦٤٩ ] ٢٢ ـ محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن علي بن حسان ، عن عبدالرحمن بن كثير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إنّ الكبائر سبع فينا أُنزلت ، ومنّا أُستحلّت ، فأوّلها الشرك بالله العظيم ، وقتل النفس التي حرّم الله ، وأكل مال اليتيم ، وعقوق الوالدين ، وقذف المحصنة ، والفرار من الزحف ، وإنكار حقّنا ... الحديث.

ورواه في ( الخصال ) وفي ( العلل ) عن أحمد بن الحسن القطان ، عن أحمد بن يحيى بن زكريا ، عن بكر بن عبدالله بن حبيب ، عن محمّد بن عبدالله ، عن علي بن حسان (١).

ورواه المفيد في ( المقنعة ) مرسلاً (٢).

__________________

٢١ ـ مسائل علي بن جعفر : ١٤٩ / ١٩١.

(١) النساء ٤ : ٣١.

٢٢ ـ الفقيه ٣ : ٣٦٦ / ١٧٤٥.

(١) الخصال : ٣٦٣ / ٥٦ ، وعلل الشرائع : ٣٩٢ / ٢ إلاّ أن فيه عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إن الكبائر سبع ، وترك التكملة وورد في ٤٧٤ / ١ عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصفار ، عن علي بن حسان الواسطي ، عن عمه عبدالرحمن بن كثير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) وذكر تمام الحديث.

(٢) المقنعة : ٤٧.

٣٢٦

[ ٢٠٦٥٠ ] ٢٣ ـ قال : وروى أنّ الحيف في الوصية من الكبائر.

[ ٢٠٦٥١ ] ٢٤ ـ وبإسناده عن أحمد بن النضر ، عن عباد بن كثير النوا (١) قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن الكبائر ؟ فقال : كلّ ما أوعد الله عليه النار.

[ ٢٠٦٥٢ ] ٢٥ ـ وبإسناده عن أبي خديجة سالم بن مكرم الجمال ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : الكذب على الله وعلى رسوله وعلى الأوصياء ( عليهم السلام ) من الكبائر.

[ ٢٠٦٥٣ ] ٢٦ ـ قال : وقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : من قال علي ما لم أقل فليتبوّأ مقعده من النار.

[ ٢٠٦٥٤ ] ٢٧ ـ وفي ( العلل ) و ( الخصال ) عن محمّد بن الحسن ، عن الصفار ، عن أيوب بن نوح وإبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : وجدنا في كتاب عليّ ( عليه السلام ) الكبائر خمسة : الشرك ، وعقوق الوالدين وأكل الربا بعد البيّنة ، والفرار من الزحف ، والتعرّب بعد الهجرة.

[ ٢٠٦٥٥ ] ٢٨ ـ وفي ( عقاب الأعمال ) وفي ( العلل ) وفي ( الخصال )

__________________

٢٣ ـ الفقيه ٣ : ٣٦٩ / ١٧٤٧ ، وأورده في الحديث ٣ من الباب ٨ من أبواب الوصايا.

٢٤ ـ الفقيه ٣ : ٣٧٣ / ١٧٥٨ وأورده عن عقاب الأعمال في الحديث ٦ من الباب ٤٥ من هذه الأبواب.

(١) في المصدر : عباد ، عن كثير النوا.

٢٥ ـ الفقيه ٣ : ٣٧٢ / ١٧٥٥ ، وأورده عن الكافي في الحديث ٣ ، وعن عقاب الأعمال في الحديث ٦ من الباب ١٣٩ من أبواب أحكام العشرة.

٢٦ ـ الفقيه ٣ : ٣٧٢ / ١٧٥٦ ، وأورده في ذيل الحديث ٦ من الباب ١٣٩ من أبواب أحكام العشرة.

٢٧ ـ علل الشرائع : ٤٧٥ / ٢ ، والخصال : ٢٧٣ / ١٦.

٢٨ ـ عقاب الأعمال : ٢٧٧ / ١ ، وعلل الشرائع : ٤٧٥ / ٣ ، الخصال : ٢٧٣ / ١٧.

٣٢٧

عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبدالعزيز العبدي ، عن عبيد بن زرارة قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : أخبرني عن الكبائر ، فقال : هنّ خمس ، وهنّ ممّا أوجب الله عليهن النار ، قال الله تعالى : ( إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ ) (١) وقال : ( إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ) (٢) وقال : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلا تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ ) (٣) إلى آخر الآية وقال عزّ وجلّ : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا ) (٤) إلى آخر الآية ، ورمي المحصنات الغافلات المؤمنات ، وقتل مؤمن متعمّداً على دينه.

[ ٢٠٦٥٦ ] ٢٩ ـ وفي ( العلل ) عن محمّد بن موسى بن المتوكل ، عن السعدآبادي ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني ، عن محمّد بن عليّ ، عن آبائه ، عن الصادق ( عليهم السلام ) قال : عقوق الوالدين من الكبائر لأنّ الله جعل العاق عصياً شقياً.

[ ٢٠٦٥٧ ] ٣٠ ـ وبهذا الإِسناد قال : وقتل النفس من الكبائر ، لأنّ الله يقول : ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ) (١).

[ ٢٠٦٥٨ ] ٣١ ـ وبهذا الإِسناد قال : وقذف المحصنات من الكبائر ، لأنّ

__________________

(١) النساء ٤ : ٤٨.

(٢) النساء ٤ : ١٠.

(٣) الانفال ٨ : ١٥.

(٤) البقرة ٢ : ٢٧٨.

٢٩ ـ علل الشرائع : ٤٧٩ / ٢.

٣٠ ـ علل الشرائع : ٤٧٩ / ٢.

(١) النساء ٤ : ٩٣.

٣١ ـ علل الشرائع : ٤٨٠ / ٢.

٣٢٨

الله يقول : ( لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) (١).

[ ٢٠٦٥٩ ] ٣٢ ـ وفي ( ثواب الأعمال ) عن أبيه ، عن سعد ، عن موسى بن جعفر بن وهب البغدادي ، عن الحسن بن عليّ الوشاء ، عن أحمد بن عمر الحلبي ، قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ : ( إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ ) (١) قال : من اجتنب ما أوعد الله عليه النار إذا كان مؤمناً كفّر عنه سيئاته وأدخله مدخلاً كريماً ، والكبائر السبع الموجبات : قتل النفس الحرام ، وعقوق الوالدين ، وأكل الربا ، والتعرب بعد الهجرة ، وقذف المحصنة ، وأكل مال اليتيم ، والفرار من الزحف.

[ ٢٠٦٦٠ ] ٣٣ ـ وفي ( عيون الأخبار ) بأسانيده عن الفضل بن شاذان ، عن الرضا ( عليه السلام ) في كتابه إلى المأمون قال : الإِيمان هو أداء الأمانة ، واجتناب جميع الكبائر ، وهو معرفة بالقلب ، وإقرار باللسان ، وعمل بالأركان ـ إلى أن قال : ـ واجتناب الكبائر وهي قتل النفس التي حرّم الله تعالى ، والزنا ، والسرقة ، وشرب الخمر ، وعقوق الوالدين ، والفرار من الزحف ، وأكل مال اليتيم ظلماً ، واكل الميتة والدم ولحم الخنزير وما أُهلّ لغير الله به من غير ضرورة ، وأكل الربا بعد البيّنة ، والسحت ، والميسر وهو القمار ، والبخس في المكيال والميزان ، وقذف المحصنات ، والزنا (١) ، واللواط ، واليأس من رَوح الله ، والأمن من مكر الله ، والقنوط من رحمة الله ، ومعونة الظالمين ، والركون إليهم ، واليمين الغَموس ، وحبس الحقوق من غير

__________________

(١) النور ٢٤ : ٢٣.

٣٢ ـ ثواب الأعمال : ١٥٨ / ١.

(١) النساء ٤ : ٣١.

٣٣ ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ٢ : ١٢٥ ـ ١٢٦.

(١) « والزنا » ليس في المصدر.

٣٢٩

عسر ، والكذب والكِبَر ، والإِسراف ، والتبذير ، والخيانة ، والاستخفاف بالحج ، والمحاربة لاولياء الله ، والاشتغال بالملاهي ، والإِصرار على الذنوب.

ورواه ابن شعبة في ( تحف العقول ) مرسلاً نحوه (٢).

[ ٢٠٦٦١ ] ٣٤ ـ وفي ( الخصال ) عن محمّد بن الحسين الديلمي ، عن محمّد بن يعقوب الأصم ، عن الربيع بن سليمان ، عن عبدالله بن وهب ، عن سليمان بن بلال ، عن ثور بن يزيد ، عن أبي الغيث ، عن أبي هريرة ، أنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) قال : اجتنبوا السبع الموبقات ، قيل : وما هن ؟ قال : الشرك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرّم الله إلاّ بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولّي يوم الزحف ، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات.

[ ٢٠٦٦٢ ] ٣٥ ـ وعن أبيه ، ومحمّد بن الحسن ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحكم بن مسكين ، عن سليمان بن طريف ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قلت له : ما لنا نشهد على من خالفنا بالكفر ؟ وما لنا لا نشهد لأنفسنا ولأصحابنا أنّهم في الجنّة ؟ فقال : من ضعفكم إن لم يكن فيكم شيء من الكبائر فاشهدوا أنّكم في الجنّة ، قلت : فأيّ شيء الكبائر ؟ قال : أكبر الكبائر الشرك بالله ، وعقوق الوالدين ، والتعرب بعد الهجرة ، وقذف المحصنة ، والفرار من الزحف وأكل مال اليتيم ظلماً ، والربا بعد البيّنة ، وقتل المؤمن ، فقلت له : الزنا والسرقة ؟ فقال : ليسا من ذلك.

قال الصدوق : الأخبار في الكبائر ليست مختلفة ، لأنّ كلّ ذنب بعد

__________________

(٢) تحف العقول : ٤٢٢.

٣٤ ـ الخصال : ٣٦٤ / ٥٧.

٣٥ ـ الخصال : ٤١١ / ١٥.

٣٣٠

الشرك كبير بالنسبة إلى ما هو أصغر منه ، وكل كبير صغير بالنسبة إلى الشرك بالله.

[ ٢٠٦٦٣ ] ٣٦ ـ وبإسناده عن الأعمش ، عن جعفر بن محمّد ( عليه السلام ) ـ في حديث شرائع الدين ـ قال : والكبائر محرّمة ، وهي الشرك بالله ، وقتل النفس التي حرّم الله ، وعقوق الوالدين ، والفرار من الزحف ، وأكل مال اليتيم ظلماً ، وأكل الربا بعد البيّنة ، وقذف المحصنات ، وبعد ذلك الزنا واللواط والسرقة وأكل الميتة والدم ولحم الخنزير وما أُهلّ لغير الله به من غير ضرورة ، وأكل السحت ، والبخس في الميزان والمكيال ، والميسر ، وشهادة الزور ، واليأس من روح الله ، والأمن من مكر الله ، والقنوط من رحمة الله ، وترك معاونة المظلومين ، والركون إلى الظالمين ، واليمين الغَموس ، وحبس الحقوق من غير عسر ، واستعمال التكبّر ، والتجبّر ، والكذب ، والإِسراف والتبذير ، والخيانة ، والاستخفاف بالحج ، والمحاربة لأولياء الله ، والملاهي التي تصدّ عن ذكر الله عزّ وجلّ مكروهة كالغناء وضرب الأوتار ، والإِصرار على صغائر الذنوب (١).

أقول : الكراهة في آخره محمول على التحريم أو على التقية لما يأتي (٢).

[ ٢٠٦٦٤ ] ٣٧ ـ محمّد بن علي الكراجكي في ( كنز الفوائد ) قال : قال

__________________

٣٦ ـ الخصال : ٦١٠.

(١) للشيخ بهاء الدين رحمه الله هنا كلام مستوفى في شرح الحديث الثلاثين من كتاب الأربعين ، ويحتمل أن يكون لفظ الكبائر في الكتاب والسنة يطلق تارة على جميع الذنوب ، وتارة على بعضها ، بل هذا هو الظاهر ، بل الّذي ينبغي الجزم به ، هو موافق لما نقله الطبرسي رحمه الله ( منه. قدّه ).

(٢) يأتي في الحديث ٦ من الباب ٤١ من أبواب الأمر بالمعروف ، وفي الأبواب ٩٩ ، ١٠٠ ، ١٠١ من أبواب ما يكتسب به.

٣٧ ـ كنز الفوائد : ١٨٤.

٣٣١

( صلّى الله عليه وآله ) : الكبائر تسع أعظمهنّ الإِشراك بالله عزّ وجلّ وقتل النفس المؤمنة ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، وقذف المحصنات ، والفرار من الزحف ، وعقوق الوالدين ، واستحلال البيت الحرام ، والسحر ، فمن لقي الله عزّ وجلّ وهو بريء منهن كان معي في جنّة مصاريعها الذهب.

ورواه الطبرسي في ( مجمع البيان ) مرسلاً إلاّ أنّه قال : سبع وترك الأخيرتين (١).

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك في مقدّمة العبادات (٢) وفي الأنفال (٣) ، وغير ذلك (٤) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٥).

وقد نقل الطبرسي في مجمع البيان عن أصحابنا أنّهم يقولون بأن المعاصي كلّها كبائر لكن بعضها أكبر من بعض ، وليس في الذنوب صغيرة ، وإنّما يكون صغيراً بالإِضافة إلى ما هو أكبر ، ويستحق عليه العقاب أكثر انتهى (٦).

وهذه الأحاديث لا تنافي ذلك وهو ظاهر ، وقد تقدّم النهي عن احتقار الذنوب وإن كانت صغيرة (٧).

__________________

(١) مجمع البيان ٢ : ٣٩.

(٢) تقدم في الحديث ١٤ من الباب ٢ من أبواب مقدّمة العبادات.

(٣) تقدم في الحديث ٤ من الباب ٢ من أبواب الأنفال.

(٤) تقدم في الأحاديث ١ ، ٢ ، ٥ ، ٧ من الباب ٤٥ من هذه الأبواب ، وفي الحديثين ٣ ، ٥ من الباب ١٣٩ من أبواب العشرة ، وفي الباب ١٥ من أبواب القيام في الصلاة.

(٥) يأتي في الحديث ١٠ من الباب ١٢ من أبواب الأشربة المحرّمة ، وفي الحديث ١ من الباب ٤١ من أبواب الشهادات ، وفي الباب ٩٩ تحريم الغناء وفي الباب ١٠٠ تحريم الملاهي وأنها من الكبائر من ابواب ما يكتسب به.

(٦) مجمع البيان ٢ : ٣٨.

(٧) تقدم في الباب ٤٣ من هذه الأبواب.

٣٣٢

٤٧ ـ باب صحّة التوبة من الكبائر

[ ٢٠٦٦٥ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن ابن بكير ، عن سليمان بن خالد ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إنّ الله لا يغفر أن يشرك به ، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ، الكبائر فما سواها ، قال : قلت : دخلت الكبائر في الاستثناء ؟ قال : نعم.

[ ٢٠٦٦٦ ] ٢ ـ وبالإِسناد عن يونس ، عن إسحاق بن عمار قال : قلت : لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : الكبائر فيها استثناء أن تغفر لمن يشاء ؟ قال : نعم.

[ ٢٠٦٦٧ ] ٣ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عمّن ذكره ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ما من مؤمن يقارف في يومه وليلته أربعين كبيرة فيقول وهو نادم : « أستغفر الله الذي لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإِكرام ، وأساله أن يصلّي على محمّد وآله ، وأن يتوب عليّ » إلاّ غفرها الله له ، ولا خير فيمن يقارف في يومه أكثر من أربعين كبيرة.

ورواه الصدوق في ( ثواب الأعمال ) عن محمّد بن موسى بن المتوكل ، عن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب مثله (١).

__________________

الباب ٤٧

فيه ١٤ حديثاً

١ ـ الكافي ٢ : ٢١٦ / ١٨.

٢ ـ الكافي ٢ : ٢١٦ / ١٩.

٣ ـ الكافي ٢ : ٣١٨ / ٧ ، وأورده عن الخصال في الحديث ٩ من الباب ٨٥ من هذه الأبواب.

(١) ثواب الأعمال : ٢٠٢ / ١.

٣٣٣

[ ٢٠٦٦٨ ] ٤ ـ محمّد بن علي بن الحسين قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : إنّما شفاعتي لاهل الكبائر من أُمّتي.

[ ٢٠٦٦٩ ] ٥ ـ قال : وقال الصادق ( عليه السلام ) : شفاعتنا لأهل الكبائر من شيعتنا ، فأمّا التائبون فإنّ الله يقول : ( مَا عَلَى المُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ ) (١).

[ ٢٠٦٧٠ ] ٦ ـ قال : وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : لا شفيع أنجح من التوبة.

[ ٢٠٦٧١ ] ٧ ـ قال : وسئل الصادق ( عليه السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ : ( إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ ) (١) دخلت الكبائر في مشيئة الله ؟ قال : نعم إن شاء عذّب عليها ، وإن شاء عفا.

[ ٢٠٦٧٢ ] ٨ ـ وفي ( معاني الأخبار ) عن محمّد بن الحسن ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن حماد بن عيسى ، عن أبي السفاتج ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ : ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا ) (١) قال : جزاؤه جهنم إن جازاه.

[ ٢٠٦٧٣ ] ٩ ـ وعن أبيه ، عن سعد ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن ابن أبي

__________________

٤ ـ الفقيه ٣ : ٣٧٦ / ١٧٧٧.

٥ ـ الفقيه ٣ : ٣٧٦ / ١٧٧٨.

(١) التوبة ٩ : ٩١.

٦ ـ الفقيه ٣ : ٣٧٦ / ١٧٧٩.

٧ ـ الفقيه ٣ : ٣٧٦ / ١٧٨٠.

(١) النساء ٤ : ٤٨.

٨ ـ معاني الأخبار : ٣٨٠ / ٥.

(١) النساء ٤ : ٩٣.

٩ ـ معاني الأخبار : ٣٨١ / ١٠.

٣٣٤

عمير ، عن جعفر بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ـ في حديث الإِسلام والإِيمان ـ قال : والإِيمان من شهد أن لا إله إلاّ الله ـ إلى أن قال : ـ ولم يلق الله بذنب أوعد عليه بالنار ، قال أبو بصير : جعلت فداك وأيّنا لم يلق الله : إليه بذنب أوعد الله عليه النار ؟ فقال : ليس هو حيث تذهب إنّما هو من لم يلق الله بذنب أوعد الله عليه النار ولم يتب منه.

[ ٢٠٦٧٤ ] ١٠ ـ وفي ( عيون الأخبار ) عن الحسين بن أحمد البيهقي ، عن محمّد بن يحيى الصولي ، عن عون بن محمّد ، عن سهل بن اليسع قال : سمع الرضا ( عليه السلام ) بعض أصحابه يقول : لعن الله من حارب علياً ( عليه السلام ) ، فقال له : قل إلاّ من تاب وأصلح ، ثمّ قال : ذنب من تخلف عنه ولم يتب أعظم من ذنب من قاتله ثمّ تاب.

[ ٢٠٦٧٥ ] ١١ ـ وفي كتاب ( التوحيد ) عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير قال : سمعت موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) يقول : من اجتنب الكبائر من المؤمنين لم يسأل عن الصغائر قال الله تعالى : ( إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا ) (١) قال : قلت : فالشفاعة لمن تجب ؟ فقال ، حدّثني أبي عن آبائه ، عن عليّ ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : إنّما شفاعتي لأهل الكبائر من أُمّتي فأمّا المحسنون فما عليهم من سبيل ، قال ابن أبي عمير : فقلت له : يا بن رسول الله فكيف تكون الشفاعة لأهل الكبائر والله تعالى يقول : ( وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى ) (٢) ومن يرتكب الكبائر لا يكون مرتضى ؟ فقال : يا أبا أحمد ما من مؤمن يذنب ذنباً إلاّ ساءه ذلك وندم

__________________

١٠ ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ٢ : ٨٨ / ٣٥.

١١ ـ التوحيد ٤٠٧ / ٦.

(١) النساء ٤ : ٣١.

(٢) الأنبياء ٢١ : ٢٨.

٣٣٥

عليه ، وقد قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : كفى بالندم توبة ، وقال : من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن ، فمن لم يندم على ذنب يرتكبه فليس بمؤمن ولم تجب له الشفاعة ـ إلى أن قال : ـ قال النبي ( صلّى الله عليه وآله ) : لا كبير مع الاستغفار ، ولا صغير مع الإِصرار ... الحديث.

[ ٢٠٦٧٦ ] ١٢ ـ وعن الحسين بن أحمد البيهقي ، عن محمّد بن يحيى الصولي ، عن أبي زكوان (١) عن إبراهيم بن العباس قال : كنت في مجلس الرضا ( عليه السلام ) فتذاكرنا الكبائر وقول المعتزلة فيها : إنّها لا تغفر ، فقال الرضا ( عليه السلام ) : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : قد نزل القرآن بخلاف قول المعتزلة ، قال الله عزّ وجلّ : ( وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ ) (٢) ... الحديث.

[ ٢٠٦٧٧ ] ١٣ ـ الحسن بن محمّد الطوسي في ( مجالسه ) عن أبيه ، عن المفيد ، عن أبي الطيب الحسين بن علي بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد المقري ، عن يعقوب بن إسحاق ، عن عمر بن عاصم ، عن معمّر بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي عثمان النهدي ، عن جندب الغفاري ، أنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) قال : إنّ رجلاً قال يوماً. والله لا يغفر الله لفلان ، فقال الله عزّ وجلّ : من ذا الذي تألّى عليّ أن لا أغفر لفلان ، فإنّي قد غفرت لفلان ، وأحبطت عمل الثاني (١) بقوله : لا يغفر الله لفلان.

[ ٢٠٦٧٨ ] ١٤ ـ علي بن إبراهيم ، في ( تفسيره ) عن أبيه ، عن ابن أبي

__________________

١٢ ـ التوحيد : ٤٠٦ / ٤.

(١) في المصدر : ابن ذكوان.

(٢) الرعد ١٣ : ٦.

١٣ ـ أمالي الطوسي ١ : ٥٧.

(١) في المصدر : المتألي.

١٤ ـ تفسير القمي ١ : ١٤٠.

٣٣٦

عمير ، عن هشام ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قوله تعالى ( وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ ) (١) دخلت الكبائر في الاستثناء ؟ قال : نعم.

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٣).

٤٨ ـ باب تحريم الإِصرار على الذنب ووجوب المبادرة بالتوبة والاستغفار

[ ٢٠٦٧٩ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : لا والله لا يقبل الله شيئاً من طاعته على الإِصرار على شيء من معاصيه.

[ ٢٠٦٨٠ ] ٢ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : من علامات الشقاء جمود العين ، وقسوة القلب ، وشدّة الحرص في طلب الدنيا ، والإِصرار على الذنب.

[ ٢٠٦٨١ ] ٣ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن

__________________

(١) النساء ٤ : ٤٨.

(٢) تقدم في الحديث ٨ من الباب ٤٣ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الحديثين ٣ ، ٤ من الباب ٤٨، وفي الحديث ٣ من الباب ٧٧، وفي الحديث ٦ من الباب ٨٢ ، وفي الأحاديث ٢ ، ٤ ، ٨ من الباب ٨٣ ، وفي الأحاديث ٨ ، ٩ ، ١٤ من الباب ٨٦ ، وفي الحديث ٣ من الباب ٨٨ ، وفي الأبواب ٨٩ ، ٩٢ ، ٩٣ ، ٩٩ من هذه الأبواب.

الباب ٤٨

فيه ٥ احاديث

١ ـ الكافي ٢ : ٢١٩ / ٣.

٢ ـ الكافي ٢ : ٢٢٠ / ٦ ، وأورده عن الخصال في الحديث ٦ من الباب ٧٦ من هذه الأبواب.

٣ ـ الكافي ٢ : ٢١٩ / ١.

٣٣٧

عبدالله بن محمّد النهيكي ، عن عمار بن مروان القندي ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : لا صغيرة مع الإِصرار ، ولا كبيرة مع الاستغفار.

[ ٢٠٦٨٢ ] ٤ ـ وعن أبي علي الأشعري ، عن محمّد بن سالم ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ : ( وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) (١) قال : الإِصرار أن يذنب الذنب فلا يستغفر الله ولا يحدّث نفسه بالتوبة فذلك الإِصرار.

[ ٢٠٦٨٣ ] ٥ ـ محمّد بن علي بن الحسين في كتاب ( عقاب الأعمال ) عن أبيه ، عن الحميري عن أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن بكر بن صالح ، عن الحسين بن علي (١) ، عن عبدالله بن إبراهيم الجعفري (٢) ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ( عليهما السلام ) ، قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : من أذنب ذنباً وهو ضاحك دخل النار وهو باكٍ.

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (٣) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٤).

__________________

٤ ـ الكافي ٢ : ٢١٩ / ٢.

(١) آل عمران ٣ : ١٣٥.

٥ ـ عقاب الأعمال : ٢٦٦ / ١ ، وأورده في الحديث ٢١ من الباب ٤٠ من هذه الأبواب.

(١) في المصدر : الحسن بن علي.

(٢) في المصدر : عبدالله بن إبراهيم ، عن جعفر الجعفري ، ولاحظ الحديث ٢٢ من الباب ٤٠ من هذه الأبواب.

(٣) تقدم في الحديث ٨ من الباب ٢٣ ، وفي الحديثين ٢ ، ١٠ من الباب ٤٠ ، وفي الحديث ٥ من الباب ٤٣ ، وفي الحديثين ٣٣ ، ٣٦ من الباب ٤٦ ، وفي الحديث ١١ من الباب ٤٧ من هذه الأبواب ، وفي الحديث ٢ من الباب ٣ ، وفي الباب ٤٨ من أبواب كفارات الصيد.

(٤) يأتي في الحديث ٣ من الباب ٨٢ ، وفي الحديث ٨ من الباب ٨٦ ، وفي الباب ٩٢ من هذه الأبواب.

٣٣٨

٤٩ ـ باب جملة مما ينبغي تركه من الخصال المحرمة والمكروهة

[ ٢٠٦٨٤ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن الحسين بن محمّد ، عن أحمد بن إسحاق ، عن بكر بن محمّد ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : أصول الكفر ثلاثة : الحرص والاستكبار والحسد ... الحديث.

[ ٢٠٦٨٥ ] ٢ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال النبي ( صلّى الله عليه وآله ) : أركان الكفر أربعة : الرغبة والرهبة والسخط والغضب.

[ ٢٠٦٨٦ ] ٣ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن نوح بن شعيب ، عن عبيدالله الدهقان ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : إنّ أول ما عصي الله به ستة : حب الدنيا ، وحب الرئاسة ، وحب الطعام ، وحب النوم ، وحب الراحة ، وحب النساء.

[ ٢٠٦٨٧ ] ٤ ـ وعنهم ، عن سهل بن زياد ، عن بعض أصحابه ، عن

__________________

الباب ٤٩

فيه ٢٣ حديثاً

١ ـ الكافي ٢ : ٢١٩ / ١ ، وأورده عن الخصال والأمالي في الحديثين ١٠ ، ١٢ من الباب ٥٥ من هذه الأبواب.

٢ ـ الكافي ٢ : ٢١٩ / ٢ ، وامالي الصدوق : ٣٤١ / ٨.

٣ ـ الكافي ٢ : ٢٢٠ / ٣ ، وأورده عن الخصال والمحاسن في الحديث ٦ من الباب ٤ من أبواب مقدّمات النكاح.

٤ ـ الكافي ٢ : ٢٢١ / ٨.

٣٣٩

عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ثلاث من كنّ فيه كان منافقاً وإن صام وصلّى وزعم أنّه مسلم : من إذا ائتمن خان ، وإذا حدث كذب ، واذا وعد أخلف ، إنّ الله عز وجل قال في كتابه : ( إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الخَائِنِينَ ) (١) وقال :( أَنَّ لَعْنَتَ اللهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ) (٢) وفي قوله : ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيًّا ) (٣).

[ ٢٠٦٨٨ ] ٥ ـ وعنهم ، عن سهل ، وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعاً ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن أبي حمزة ، عن جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ألا أُخبركم بشرار رجالكم ؟ قلنا : بلى يا رسول الله ، قال : شرار رجالكم البهّات الجريء ، الفحّاش ، الآكل وحده ، والمانع رفده ، والضارب عبده ، والملجىء عياله إلى غيره.

[ ٢٠٦٨٩ ] ٦ ـ وعن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حسن بن عطية ، عن يزيد الصائغ ، قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : رجل على هذا الأمر إن حدّث كذب ، وإن وعد أخلف ، وإن ائتمن خان ، ما منزلته ؟ قال : هي أدنى المنازل من الكفر وليس بكافر.

[ ٢٠٦٩٠ ] ٧ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن علي بن أسباط ، عن داود بن

__________________

(١) الأنفال ٨ : ٥٨.

(٢) النور ٢٤ : ٧.

(٣) مريم ١٩ : ٥٤.

٥ ـ الكافي ٢ : ٢٢٢ / ١٣.

٦ ـ الكافي ٢ : ٢٢٠ / ٥.

٧ ـ الكافي ٢ : ٢٢٠ / ٧.

٣٤٠