وسائل الشيعة - ج ١٥

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]

وسائل الشيعة - ج ١٥

المؤلف:

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٣
ISBN: 964-5503-15-9
ISBN الدورة:
964-5503-00-0

الصفحات: ٣٩٠
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

السلام ) ، يقول ، وذكر مثله إلاّ أنّه قال : ولا يأمن البينات من عمل السيئات.

[ ٢٠٥٧١ ] ٧ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن حماد ، عن حريز ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ما من نكبة تصيب العبد إلاّ بذنب ، وما يعفو الله أكثر.

[ ٢٠٥٧٢ ] ٨ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن طلحة بن زيد ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : كان أبي ( عليه السلام ) يقول : ما من شيء أفسد للقلب من خطيئة إن القلب ليواقع الخطيئة فما تزال به حتى تغلب عليه فيصير أعلاه أسفله.

[ ٢٠٥٧٣ ] ٩ ـ وعن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الوشاء ، عن أبان ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إنّ العبد ليذنب الذنب فيزوى عنه الرزق.

[ ٢٠٥٧٤ ] ١٠ ـ وعن أبي علي الأشعري ، عن محمّد بن عبدالجبار ، عن ثعلبة ، عن سليمان بن طريف ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : سمعته يقول : إن الذنب يحرم العبد الرزق.

[ ٢٠٥٧٥ ] ١١ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن عبدالله بن محمّد ، عن علي بن الحكم ، عن أبان بن عثمان ، عن الفضيل ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إنّ الرجل ليذنب الذنب فيدرأ عنه الرزق وتلا هذه الآية :

__________________

٧ ـ الكافي ٢ : ٢٠٧ / ٤.

٨ ـ الكافي ٢ : ٢٠٦ / ١.

٩ ـ الكافي ٢ : ٢٠٧ / ٨.

١٠ ـ الكافي ٢ : ٢٠٨ / ١١.

١١ ـ الكافي ٢ : ٢٠٨ / ١٢.

٣٠١

( إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلا يَسْتَثْنُونَ * فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ ) (١).

ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن الفضيل مثله (٢).

[ ٢٠٥٧٦ ] ١٢ ـ وعنه ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : إذا أذنب الرجل خرج في قلبه نكتة سوداء ، فإن تاب انمحت ، وإن زاد زادت حتّى تغلب على قلبه فلا يفلح بعدها أبداً.

[ ٢٠٥٧٧ ] ١٣ ـ وعنه ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن أبي أيوب ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إنّ العبد يسأل الله الحاجة فيكون من شأنه قضاؤها إلى أجلٍ قريب أو إلى وقت بطيء ، فيذنب العبد ذنباً فيقول الله تبارك وتعالى للملك لا تقضِ حاجته واحرمه فإنّه تعرّض لسخطي ، واستوجب الحرمان منّي.

[ ٢٠٥٧٨ ] ١٤ ـ وعن أبي علي الأشعري ، عن محمّد بن عبدالجبار ، عن ابن فضال (١) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إنّ الرجل يذنب الذنب فيُحرم صلاة اللّيل ، وإن العمل السيّيء أسرع في صاحبه من السكين في اللحم.

__________________

(١) القلم ٦٨ : ١٧ ـ ١٩.

(٢) المحاسن : ١١٥ / ١١٩.

١٢ ـ الكافي ٢ : ٢٠٨ / ١٣.

١٣ ـ الكافي ٢ : ٢٠٨ / ١٤ ، وأورده في الحديث ١ من الباب ٦٧ من أبواب الدعاء.

١٤ ـ الكافي ٢ : ٢٠٩ / ١٦.

(١) في المصدر زيادة : عن ابن بكير.

٣٠٢

ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن محمّد بن علي ، عن ابن فضّال مثله (٢).

[ ٢٠٥٧٩ ] ١٥ ـ وبالإِسناد عن ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : من هم بالسيّئة فلا يعملها فإنّه ربّما عمل العبد السيئة فيراه الرب تبارك وتعالى فيقول : وعزتي وجلالي لا أغفر لك بعد ذلك أبداً.

[ ٢٠٥٨٠ ] ١٦ ـ وعن أبي علي الأشعري ، عن عيسى بن أيوب ، عن علي بن مهزيار ، عن القاسم بن عروة ، عن ابن بكير ، عن زرارة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ما من عبد إلاّ وفي قلبه نكتة بيضاء فإذا أذنب ذنباً خرج في النكتة نكتة سوداء فإن تاب ذهب ذلك السواد ، وإن تمادى في الذنوب زاد ذلك السواد حتّى يغطي (١) البياض فإذا غطّى البياض لم يرجع صاحبه إلى خير أبداً ، وهو قول الله عزّ وجل : ( بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) (٢).

[ ٢٠٥٨١ ] ١٧ ـ وعنه ، عن محمّد بن يحيى جميعاً ، عن الحسين بن إسحاق ، عن علي بن مهزيار ، عن حماد بن عيسى ، عن أبي عمرو المدايني (١) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول : كان أبي يقول : إنّ الله قضى قضاء حتماً لا ينعم على العبد بنعمة فيسلبها إياه حتّى يحدث العبد ذنباً يستحق بذلك النقمة.

__________________

(٢) المحاسن : ١١٥ / ١١٩.

١٥ ـ الكافي ٢ : ٢٠٩ / ١٧.

١٦ ـ الكافي ٢ : ٢٠٩ / ٢٠.

(١) في نسخة : تغطّي ( هامش المخطوط ).

(٢) المطففين ٨٣ : ١٤.

١٧ ـ الكافي ٢ : ٢٠٩ / ٢٢.

(١) في المصدر : أبي عمر المدائني.

٣٠٣

[ ٢٠٥٨٢ ] ١٨ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن سماعة قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : ما أنعم الله على عبد نعمة فسلبها اياه حتّى يذنب ذنباً يستحق بذلك السلب.

[ ٢٠٥٨٣ ] ١٩ ـ وعنه ، عن علي بن الحسن بن علي ، عن محمّد بن الوليد ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) أنّه قال : إنّ أحدكم ليكثر الخوف من السلطان ، وما ذلك إلاّ بالذنوب فتوقوها ما استطعتم ولا تمادوا فيها.

[ ٢٠٥٨٤ ] ٢٠ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس رفعه قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : لا وجع أوجع للقلوب من الذنوب ، ولا خوف أشدّ من الموت ، وكفى بما سلف تفكراً ، وكفى بالموت واعظاً.

[ ٢٠٥٨٥ ] ٢١ ـ وعن أحمد بن محمّد الكوفي ، عن علي بن الحسن الميثمي ، عن العباس بن هلال الشامي قال : سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول : كلّ ما أحدث العباد من الذنوب ما لم يكونوا يعملون أحدث لهم من البلاء ما لم يكونوا يعرفون.

[ ٢٠٥٨٦ ] ٢٢ ـ محمّد بن علي بن الحسين في ( عقاب الأعمال ) عن أبيه ، عن الحميري ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن بكر بن صالح ، عن الحسين بن علي (١) ، عن عبدالله بن إبراهيم ، عن جعفر الجعفري ، عن

__________________

١٨ ـ الكافي ٢ : ٢١٠ / ٢٤.

١٩ ـ الكافي ٢ : ٢١١ / ٢٧.

٢٠ ـ الكافي ٢ : ٢١١ / ٢٨.

٢١ ـ الكافي ٢ : ٢١١ / ٢٩.

٢٢ ـ عقاب الأعمال : ٢٦٦ / ١ ، وأورده في الحديث ٥ من الباب ٤٨ من هذه الأبواب.

(١) في المصدر : الحسن بن علي ، ولاحظ الحديث ٥ من الباب ٤٨ من هذه الأبواب.

٣٠٤

جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، ( عليهما السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : من أذنب ذنباً وهو ضاحك دخل النار وهو باكٍ.

[ ٢٠٥٨٧ ] ٢٣ ـ وفي ( العلل ) عن أبيه ، عن محمّد بن أبي القاسم ماجيلويه ، عن محمّد بن علي الكوفي ، عن محمّد بن سنان ، عن مفضل بن عمر ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : يا مفضّل إياك والذنوب وحذّرها شيعتنا ، فوالله ما هي إلى أحد أسرع منها إليكم ، إنّ أحدكم لتصيبه المعرّة من السلطان وما ذاك إلاّ بذنوبه ، وإنّه ليصيبه السّقم وما ذلك إلاّ بذنوبه وأنّه ليحبس عنه الرزق وما هو إلاّ بذنوبه ، وأنّه ليشدد عليه عند الموت وما ذاك إلاّ بذنوبه حتّى يقول من حضره : لقد غم بالموت ، فلمّا رأى ما قد دخلني قال : أتدري لم ذاك ؟ قلت : لا ، قال : ذاك والله إنّكم لا تؤاخذون بها في الآخرة ، وعجلت لكم في الدنيا.

أقول : ويأتي ما يدلّ على ذلك (١).

٤١ ـ باب وجوب اجتناب المعاصي

[ ٢٠٥٨٨ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن أبي اسامة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول : تعوذوا بالله من سطوات الله بالليل

__________________

٢٣ ـ علل الشرائع : ٢٩٧ / ١.

(١) يأتي في الأبواب ٤١ ، ٤٢ ، ٤٣ من هذه الأبواب.

وتقدم ما يدل عليه في الحديث ٧ من الباب ٢٠ من هذه الأبواب ، وفي الحديث ٤ من الباب ٥ من أبواب الذكر.

الباب ٤١

فيه ١٢ حديثاً

١ ـ الكافي ٢ : ٢٠٧ / ٦.

٣٠٥

والنهار ، قلت : وما سطوات الله ؟ قال : الأخذ على المعاصي.

[ ٢٠٥٨٩ ] ٢ ـ وعن الحسين بن محمّد ، عن محمّد بن أحمد النهدي ، عن عمرو بن عثمان ، عن رجل ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال : حقّ على الله أن لا يعصى في دار إلاّ أضحاها للشمس حتى تطهرها.

[ ٢٠٥٩٠ ] ٣ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعاً ، عن ابن محبوب ، عن الهيثم بن واقد الجزري قال سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : إنّ الله عز وجلّ بعث نبياً من أنبيائه إلى قومه وأوحى إليه أن قل لقومك : إنّه ليس من أهل قرية ولا ناس كانوا على طاعتي فأصابهم فيها سراء فتحولوا عمّا أُحبّ إلى ما أكره إلاّ تحولت لهم عمّا يحبّون إلى ما يكرهون ، وليس من أهل قرية ولا أهل بيت كانوا على معصيتي فأصابهم فيها ضراء فتحولوا عمّا أكره إلى ما أُحبّ إلاّ تحولت لهم عمّا يكرهون إلى ما يحبّون ، وقل لهم : إنّ رحمتي سبقت غضبي ، فلا تقنطوا من رحمتي فإنّه لا يتعاظم عندي ذنب أغفره ، وقل لهم : لا يتعرضوا معاندين لسخطي ، ولا يستخفّوا بأوليائي فإنّ لي سطوات عند غضبي لا يقوم لها شيء من خلقي.

ورواه الصدوق في ( عقاب الأعمال ) عن محمّد بن موسى بن المتوكل ، عن الحميري ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب إلى قوله : إلى ما يحبّون (١).

ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن ابن محبوب نحوه (٢).

__________________

٢ ـ الكافي ٢ : ٢٠٩ / ١٨.

٣ ـ الكافي ٢ : ٢١٠ / ٢٥.

(١) عقاب الأعمال : ٣٠٢ / ٦.

(٢) المحاسن : ١١٧ / ١٢٣.

٣٠٦

[ ٢٠٥٩١ ] ٤ ـ وعن علي بن إبراهيم الهاشمي ، عن جده محمّد بن الحسن بن محمّد بن عبيدالله ، عن سليمان الجعفري ، عن الرضا ( عليه السلام ) قال : أوحى الله عزّ وجلّ إلى نبي من الانبياء إذا أطعت رضيت ، وإذا رضيت باركت ، وليس لبركتي نهاية ، وإذا عصيت غضبت ، وإذا غضبت لعنت ، ولعنتي تبلغ السابع من الورى.

[ ٢٠٥٩٢ ] ٥ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن عباد بن صهيب ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : يقول الله عزّ وجلّ : إذا عصاني من يعرفني سلّطت عليه من لا يعرفني.

[ ٢٠٥٩٣ ] ٦ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن أسباط ، عن ابن عرفة ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال : إنّ لله عزّ وجلّ في كلّ يوم وليلة منادياً ينادي : مهلاً مهلاً عباد الله عن معاصي الله ، فلولا بهائم رتّع ، وصبية رضّع ، وشيوخ ركّع لصب عليكم العذاب صبّاً ترضّون به رضّاً.

[ ٢٠٥٩٤ ] ٧ ـ محمّد بن علي بن الحسين قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : قال الله جلّ جلاله : أيما عبد أطاعني لم أكله إلى غيري ، وأيّما عبد عصاني وكلته إلى نفسه ثمّ لم أُبال في أيّ واد هلك.

[ ٢٠٥٩٥ ] ٨ ـ قال : وقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : قال الله عزّ وجلّ ، إذا عصاني من خلقي من يعرفني سلّطت عليه من خلقي من لا يعرفني.

__________________

٤ ـ الكافي ٢ : ٢١٠ / ٢٦.

٥ ـ الكافي ٢ : ٢١١ / ٣٠.

٦ ـ الكافي ٢ : ٢١١ / ٣١.

٧ ـ الفقيه ٤ : ٢٨٩ / ٨٦٥.

٨ ـ الفقيه ٤ : ٢٨٩ / ٨٦٧.

٣٠٧

وفي ( المجالس ) عن محمّد بن إبراهيم الطالقاني والحسن بن عبدالله بن سعيد العسكري جميعاً ، عن عبدالعزيز بن يحيى ، عن محمّد بن زكريا الجوهري ، عن علي بن حكيم (١) ، عن الربيع بن عبدالله ، عن زيد بن علي ، عن أبيه ( عليه السلام ) مثله (٢).

[ ٢٠٥٩٦ ] ٩ ـ وعن محمّد بن موسى بن المتوكل ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عمن سمع أبا عبدالله الصادق ( عليه السلام ) يقول : ما أحبّ الله من عصاه ثمّ تمثّل :

تعصي الإِله وأنتَ تُظهِر حُبّهُ

هذا مُحال في الفِعالِ بديعُ

لـو كان حُبّك صادقـاً لأطعتهُ

إنّ المُحبّ لمن يُحبُّ مُطيعُ

[ ٢٠٥٩٧ ] ١٠ ـ محمّد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّه قال : لو لم يتوعّد الله على معصيته لكان يجب أن لا يعصى شكراً لنعمه.

[ ٢٠٥٩٨ ] ١١ ـ قال : وقال ( صلّى الله عليه وآله ) : من العصمة تعذر المعاصي.

[ ٢٠٥٩٩ ] ١٢ ـ قال : وقال ( عليه السلام ) في بعض الأعياد : إنّما هو عيد لمن قبل الله صيامه وشكر قيامه وكلّ يوم لا تعصي الله فيه فهو يوم عيد.

__________________

(١) في نسخة : يعلى بن حكيم ( هامش المخطوط )

(٢) أمالي الصدوق : ١٩٠ / ١٢.

٩ ـ أمالي الصدوق : ٣٩٦ / ٣.

١٠ ـ نهج البلاغة ٣ : ٢٢٤ / ٢٩٠.

١١ ـ نهج البلاغة ٣ : ٢٣٥ / ٣٤٥.

١٢ ـ نهج البلاغة ٣ : ٢٥٥ / ٤٢٨.

٣٠٨

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (١) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٢).

٤٢ ـ باب وجوب اجتناب الشهوات واللذّات المحرّمة

[ ٢٠٦٠٠ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن عبدالله بن بكير ، عن حمزة بن حمران ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : الجنّة محفوفة بالمكاره والصبر ، فمن صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنّة ، وجهنم محفوفة باللذات والشهوات ، فمن أعطى نفسه لذّتها وشهوتها دخل النار.

[ ٢٠٦٠١ ] ٢ ـ وعنه ، عن أحمد ، عن علي بن الحكم ، عن رجل ، عن أبي العبّاس البقباق عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ترك الخطيئة أيسر مطلب التوبة ، وكم من شهوة ساعة أورثت حزناً طويلاً ، والموت فضح الدنيا فلم يترك لذي لُبّ فرحاً.

[ ٢٠٦٠٢ ] ٣ ـ محمّد بن علي بن الحسين في ( الخصال ) عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمّد ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن إسماعيل بن مسلم السكوني ، عن الصادق جعفر بن محمّد عن آبائه ، عن علي ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعد لم يره.

__________________

(١) تقدم في الأبواب ١٨ ، ١٩ ، ٢٣ ، ٣٢ ، ٤٠ من هذه الأبواب.

(٢) يأتي في الأبواب ٤٢، ٤٣، ٤٥، وفي الحديث ٧ من الباب ١، وفي الحديث ٤ من الباب ٣٧ من أبواب الامر والنهي ، وفي الحديث ١٦ من الباب ٣١ من أبواب النكاح المحرم.

الباب ٤٢

فيه ٣ أحاديث

١ ـ الكافي ٢ : ٧٣ / ٧.

٢ ـ الكافي ٢ : ٣٢٦ / ١.

٣ ـ الخصال : ٢ / ٢.

٣٠٩

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (١) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٢).

٤٣ ـ باب وجوب اجتناب المحقرات من الذنوب

[ ٢٠٦٠٣ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، وعن محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان جميعاً ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن أبي أُسامة زيد الشحّام قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : إتّقوا المحقرات من الذنوب فإنّها لا تغفر ، قلت : وما المحقّرات ؟ قال : الرجل يذنب الذنب فيقول : طوبى لي إن لم يكن لي غير ذلك.

[ ٢٠٦٠٤ ] ٢ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة قال : سمعت أبا الحسن ( عليه السلام ) يقول : لا تستكثروا كثير الخير ، ولا تستقلّوا قليل الذنوب فإنّ قليل الذنوب يجتمع حتى يكون كثيراً ، وخافوا الله في السر حتّى تعطوا من أنفسكم النصف.

[ ٢٠٦٠٥ ] ٣ ـ وعن أبي علي الأشعري ، عن محمّد بن عبدالجبار ، عن ابن فضال والحجال جميعاً ، عن ثعلبة ، عن زياد قال : قال أبو عبدالله ( عليه

__________________

(١) تقدم في الحديث ٨ من الباب ١، وفي الحديث ١٤ من الباب ٤، وفي الباب ٩ ، وفي الحديث ٩ من الباب ١٦ من هذه الأبواب ، وفي الحديث ١ من الباب ١ ، وفي الحديث ٢٧ من الباب ٩٩ من أبواب ما يكتسب به.

(٢) يأتي في الباب ٤٩ من هذه الأبواب ، وفي الحديث ٥٢ من الباب ١٢ من أبواب صفات القاضي.

الباب ٤٣

فيه ١٤ حديثاً

١ ـ الكافي ٢ : ٢١٨ / ١.

٢ ـ الكافي ٢ : ٢١٨ / ٢.

٣ ـ الكافي ٢ : ٢١٨ / ٣.

٣١٠

السلام ) : إنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) نزل بأرض قرعاء ، فقال لأصحابه : ائتوا بحطب فقالوا : يا رسول الله نحن بأرض قرعاء ما بها من حطب ، فقال ( صلّى الله عليه وآله ) : فليأت كلّ إنسان بما قدر عليه فجاؤوا به حتّى رموا بين يديه بعضه على بعض ، فقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : هكذا تجتمع الذنوب ، ثمّ قال : إياكم والمحقرات من الذنوب ، فإنّ لكلّ شيء طالباً ألا وإنّ طالبها يكتب ( مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ ).

[ ٢٠٦٠٦ ] ٤ ـ وعن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الوشاء ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول : إتّقوا المحقّرات من الذنوب فإنّ لها طالباً ، يقول أحدكم : أذنب واستغفر ، إن الله عز وجل يقول : ( وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ ) (١) وقال عزّ وجل ( إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ) (٢).

ورواه الطبرسي في ( مجمع البيان ) نقلاً من كتاب ( العياشي ) بإسناده عن ابن مسكان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) مثله (٣).

[ ٢٠٦٠٧ ] ٥ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن محمّد بن حكيم ، عمن حدثه ، عن أبي عبدالله ( عليه

__________________

٤ ـ الكافي ٢ : ٢٠٧ / ١٠.

(١) يس ٣٦ : ١٢.

(٢) لقمان ٣١ : ١٦.

(٣) مجمع البيان ٤ : ٣١٩.

٥ ـ الكافي ٢ : ٣٣٠ / ١٤ ، وأورده عن المحاسن في الحديث ٨ من الباب ٢٨ من أبواب مقدّمة العبادات.

٣١١

السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : لا يصغر ما ينفع يوم القيامة ولا يصغر ما يضرّ يوم القيامة ، فكونوا فيما أخبركم الله عزّ وجلّ كمن عاين.

[ ٢٠٦٠٨ ] ٦ ـ محمّد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قال : أشدّ الذنوب ما استهان به صاحبه.

[ ٢٠٦٠٩ ] ٧ ـ قال : وقال ( عليه السلام ) أشدّ الذنوب ما استخفّ به صاحبه.

[ ٢٠٦١٠ ] ٨ ـ محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن شعيب بن واقد ، عن الحسين بن زيد ، عن الصادق ( عليه السلام ) عن آبائه ( عليهم السلام ) ـ في حديث المناهي ـ إنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) قال : لا تحقّروا شيئاً من الشر وإن صغر في أعينكم ، ولا تستكثروا شيئاً من الخير وإن كثر في أعينكم ، فإنّه لا كبير مع الاستغفار ولا صغير مع الإِصرار (١).

[ ٢٠٦١١ ] ٩ ـ وفي ( العلل ) عن محمّد بن موسى بن المتوكل ، عن السعدآبادي ، عن البرقي ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن ابن أبي عمير ، عن عبدالله بن الفضل ، عن خاله محمّد بن سليمان ، عن رجل ، عن محمّد بن عليّ ( عليه السلام ) أنّه قال لمحمّد بن مسلم ـ في حديث : ـ لا تستصغرنّ حسنة إن تعلمها ، فإنّك تراها حيث تسرّك ، ولا تستصغرنّ سيّئة تعملها فإنّك تراها حيث تسؤوك ... الحديث.

__________________

٦ ـ نهج البلاغة ٣ : ٢٣٥ / ٣٤٨.

٧ ـ نهج البلاغة ٣ : ٢١١ / ٤٧٧.

٨ ـ الفقيه ٤ : ١١ / ١.

(١) في المصدر : فإنه لا كبير مع الاستغفار ولا صغيرة مع الإِصرار.

٩ ـ علل الشرائع : ٥٩٩ / ٤٩.

٣١٢

[ ٢٠٦١٢ ] ١٠ ـ وفي ( الخصال ) عن أبيه ، عن سعد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير عن ابن أخي الفضيل ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : من الذنوب التي لا تغفر قول الرجل : ليتني لا أُؤاخذ إلاّ بهذا.

[ ٢٠٦١٣ ] ١١ ـ الحسن بن أبي الحسن الديلمي في ( الإِرشاد ) قال : قال ( عليه السلام ) : إياكم ومحقّرات الذنوب فإنّ لها من الله طالباً ، وإنّها لتجتمع على المرء حتّى تهلكه.

[ ٢٠٦١٤ ] ١٢ ـ محمّد بن علي الكراجكي في كتاب ( كنز الفوائد ) قال : روي عن أحد الأئمة ( عليهم السلام ) أنّه قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : إنّ الله كتم ثلاثة في ثلاثة : كتم رضاه في طاعته ، وكتم سخطه في معصيته ، وكتم وليّه في خلقه ، فلا يستخفنّ أحدكم شيئاً من الطاعات ، فإنّه لا يدري في أيّها رضا الله ، ولا يستقلنّ أحدكم شيئاً من المعاصي فإنّه لا يدري في أيّها سخط الله ، ولا يزرين أحدكم بأحد من خلق الله فإنّه لا يدري أيّهم وليّ الله.

[ ٢٠٦١٥ ] ١٣ ـ قال : ومن كلامه ( صلّى الله عليه وآله ) : لا تنظروا إلى صغير الذنب ولكن انظروا إلى ما اجترأتم.

[ ٢٠٦١٦ ] ١٤ ـ أحمد بن محمّد البرقي في ( المحاسن ) عن أبيه ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن عبدالله بن بكير ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : من همّ بالسيّئة فلا يعملها فإنّه ربّما عمل

__________________

١٠ ـ الخصال : ٢٤ / ٨٣.

١١ ـ ارشاد القلوب : ٣٣.

١٢ ـ كنز الفوائد : ١٣.

١٣ ـ كنز الفوائد : ١٣.

١٤ ـ المحاسن : ١١٧ / ١٢٤.

٣١٣

العبد السيّئة فيراه الرب فيقول : وعزّتي وجلالي لا أغفر لك أبداً.

ورواه الصدوق في ( عقاب الأعمال ) عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن عليّ بن فضال (١).

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (٢).

٤٤ ـ باب تحريم كفران نعمة الله

[ ٢٠٦١٧ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن سدير قال : سأل رجل أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن قول الله عزّ وجل : ( قَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ) (١) الآية ، فقال : هؤلاء قوم كانت لهم قرى متصلة ينظر بعضها إلى بعض ، وأنهار جارية ، وأموال ظاهرة ، فكفروا نعم الله وغيروا ما بأنفسهم من عافية الله فغير الله ما بهم من نعمة ، وإن الله لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيروا ما بأنفسهم ، فأرسل الله عليهم سيل العرم فغرق قراهم وخرب ديارهم ، وذهب بأموالهم ، وأبدلهم مكان جنّاتهم جنتين ذواتي أُكل خمط (٢) وأثل وشيء من سدر قليل ، ثمّ قال : ( ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلاَّ الْكَفُورَ ) (٣).

__________________

(١) عقاب الأعمال : ٢٨٨ / ١.

(٢) تقدم في البابين ٤٠ ، ٤١ من هذه الأبواب ، وفي الأحاديث ٣، ٦، ٧ من الباب ٢٨ من أبواب مقدمة العبادات ، وفي الحديث ١١ من الباب ٢٣ من أبواب السجدة.

ويأتي ما يدل عليه في الباب ٤٨ ، وفي الحديث ٢ من الباب ٨٢ من هذه الأبواب.

الباب ٤٤

فيه حديثان

١ ـ الكافي ٢ : ٢١٠ / ٢٣.

(١) سبأ ٣٤ : ١٩.

(٢) الخمط : كل شجر ذي شوك ( مجمع البحرين ـ خمط ـ ٤ : ٢٤٦ ).

(٣) سبأ ٣٤ : ١٧.

٣١٤

[ ٢٠٦١٨ ] ٢ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن جعفر بن محمّد البغدادي ، عن عبدالله بن إسحاق الجعفري ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : مكتوب في التوراة : اشكر من أنعم عليك ، وأنعم على من شكرك ، فإنّه لا زوال للنعماء إذا شكرت ، ولا بقاء لها إذا كفرت ، الشكر زيادة في النعم ، وأمان من الغير.

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (١) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٢).

٤٥ ـ باب وجوب اجتناب الكبائر

[ ٢٠٦١٩ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول : ( وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ) (١) قال : معرفة الإِمام ، واجتناب الكبائر التي أوجب الله عليها النار.

[ ٢٠٦٢٠ ] ٢ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضال ، عن أبي جميلة ، عن الحلبي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ ( إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ

__________________

٢ ـ الكافي ٢ : ٧٧ / ٣.

(١) تقدم في الحديث ٧ من الباب ١٨ من هذه الأبواب ، وفي الحديث ٩ من الباب ٢ من أبواب مقدّمة العبادات ، وفي الحديث ١٨ من الباب ٧٦ من أبواب الدّفن.

(٢) يأتي في الحديث ٨ من الباب ٤١ ، وفي الحديث ١٨ من الباب ١٥ من أبواب الأمر بالمعروف ، وفي الحديث ٢ ، من الباب ٧ ، وفي الباب ٨ من أبواب فعل المعروف ، وفي الحديث ٥ من الباب ١٧ من أبواب ما يكتسب به ، وفي الحديث ٩ من الباب ١٠٤ من أبواب أحكام الأولاد.

الباب ٤٥

فيه ٩ أحاديث

١ ـ الكافي ٢ : ٢١٦ / ٢٠.

(١) البقرة ٢ : ٢٦٩.

٢ ـ الكافي ٢ : ٢١١ / ١.

٣١٥

وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا ) (١) قال : الكبائر التي أوجب الله عزّ وجلّ عليها النار.

[ ٢٠٦٢١ ] ٣ ـ وعنهم ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن محمّد بن حبيب ، عن عبدالله بن عبدالرحمن الأصم ، عن عبدالله بن مسكان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ما من عبد إلاّ وعليه أربعون جنة حتّى يعمل أربعين كبيرة ، فإذا عمل أربعين كبيرة انكشفت عنه الجنن ... الحديث.

ورواه الصدوق في ( العلل ) عن محمّد بن الحسن ، عن الصفار ، عن العباس بن معروف ، عن الأصم مثله (١).

وعنهم ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن ابن فضال ، عن ابن مسكان مثله (٢).

[ ٢٠٦٢٢ ] ٤ ـ محمّد بن علي بن الحسين قال : قال الصادق ( عليه السلام ) : من اجتنب الكبائر يغفر الله جميع ذنوبه ، وذلك قول الله عز وجل ( إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا ) (١).

[ ٢٠٦٢٣ ] ٥ ـ وفي ( ثواب الأعمال ) عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن

__________________

(١) النساء ٤ : ٣١.

٣ ـ الكافي ٢ : ٢١٣ / ٩.

(١) علل الشرائع : ٥٣٢ / ١.

(٢) الكافي ٢ : ٢١٣ / ذيل حديث ٩.

٤ ـ الفقيه ٣ : ٣٧٦ / ١٧٨١.

(١) النساء ٤ : ٣١.

٥ ـ ثواب الأعمال : ١٥٨ / ٢.

٣١٦

الفضيل (١) ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ : ( إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ ) (٢) قال : من اجتنب الكبائر ما أوعد الله عليه النار إذا كان مؤمناً كفّر الله عنه سيئاته.

[ ٢٠٦٢٤ ] ٦ ـ وفي ( عقاب الأعمال ) عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن علي بن إسماعيل ، عن أحمد بن النضر ، عن عبّاد بن كثير النوا قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن الكبائر ؟ فقال : كلّ ما أوعد الله عليه النار.

[ ٢٠٦٢٥ ] ٧ ـ وفي ( معاني الأخبار ) عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى ، عن أبي سعيد الآدمي ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن الحسن بن زياد العطار ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : قد سمّى الله المؤمنين بالعمل الصالح مؤمنين ، ولم يسمّ من ركب الكبائر وما وعد الله عزّ وجلّ عليه النار مؤمنين في قرآن ولا أثر ، ولا نسمهم بالإِيمان بعد ذلك الفعل.

[ ٢٠٦٢٦ ] ٨ ـ وفي كتاب ( صفات الشيعة ) عن عبدالواحد بن محمّد بن عبدوس ، عن علي بن محمّد بن قتيبة ، عن الفضل بن شاذان ، عن الرضا ( عليه السلام ) قال : من أقرّ بالتوحيد ونفى التشبيه ـ إلى أن قال : ـ وأقرّ بالرجعة باليقين واجتنب الكبائر فهو مؤمن حقّاً وهو من شيعتنا أهل البيت.

[ ٢٠٦٢٧ ] ٩ ـ محمّد بن إدريس في آخر ( السرائر ) نقلاً من كتاب

__________________

(١) في نسخة : محمّد بن الفضل ( هامش المخطوط ).

(٢) النساء ٤ : ٣١.

٦ ـ عقاب الأعمال : ٢٧٧ / ٢ ، وأورده في الحديث ٢٤ من الباب ٤٦ من هذه الأبواب.

٧ ـ معاني الاخبار : ٤١٢ / ١٠٥.

٨ ـ صفات الشيعة : ٥٠ / ٧١.

٩ ـ مستطرفات السرائر : ١٨ / ٨.

٣١٧

موسى بن بكر ، عن زرارة قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) أرأيت قول رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : لا يزني الزاني وهو مؤمن ؟ قال يُنزع منه روح الإِيمان ... الحديث.

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (١) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٢).

٤٦ ـ باب تعيين الكبائر التي يجب اجتنابها

[ ٢٠٦٢٨ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب قال : كتب معي بعض أصحابنا إلى أبي الحسن ( عليه السلام ) يسأله عن الكبائر كم هي ؟ وما هي ؟ فكتب : الكبائر من اجتنب ما وعد الله عليه النار كفر عنه سيّئاته إذا كان مؤمناً ، والسبع الموجبات : قتل النفس الحرام ، وعقوق الوالدين ، وأكل الربا ، والتعرّب بعد الهجرة ، وقذف المحصنة ، وأكل مال اليتيم ، والفرار من الزحف.

[ ٢٠٦٢٩ ] ٢ ـ وعنهم ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني ، قال : حدّثني أبو جعفر الثاني ( عليه السلام ) قال : سمعت أبي يقول : سمعت أبي موسى بن جعفر ( عليه السلام ) يقول : دخل عمرو بن عبيد على أبي عبدالله ( عليه السلام ) فلمّا سلّم وجلس تلا هذه الآية : ( وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ ) (١) ثمّ أمسك ، فقال له

__________________

(١) تقدم في البابين ٤٠ ، ٤١ ، وفي الأحاديث ٨ ، ٩ ، ١١ ، ١٢ ، ١٣ من الباب ٤٣ من هذه الأبواب ، وفي الحديث ١١ من الباب ٢٣ من أبواب السجدة ، وفي الباب ٢ من أبواب مقدّمة العبادات.

(٢) يأتي في الأبواب ٤٦ ، ٤٧ ، ٤٨ من هذه الأبواب.

الباب ٤٦

فيه ٣٧ حديثاً

١ ـ الكافي ٢ : ٢١١ / ٢.

٢ ـ الكافي ٢ : ٢١٧ / ٢٤.

(١) الشورى ٤٢ : ٣٧.

٣١٨

أبو عبدالله ( عليه السلام ) ما أسكتك ؟ قال : أُحبّ أن أعرف الكبائر من كتاب الله عزّ وجل ، فقال : نعم يا عمرو أكبر الكبائر الإِشراك بالله يقول الله : ( مَن يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الجَنَّةَ ) (٢) وبعده الإِياس من روح الله لأن الله عزّ وجل يقول : ( لا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ) (٣) ثمّ الأمن من مكر الله لأنّ الله عزّ وجل يقول : ( فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الخَاسِرُونَ ) (٤) ومنها عقوق الوالدين لأنّ الله سبحانه جعل العاق جبّاراً شقيّاً ، وقتل النفس الّتي حرّم الله إلاّ بالحقّ لأَنّ الله عزّ وجل يقول : ( فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا ) (٥) إلى آخر الآية ، وقذف المحصنة لأنّ الله عزّ وجلّ يقول : ( لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) (٦) وأكل مال اليتيم لأن الله عزّ وجلّ يقول : ( إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ) (٧) والفرار من الزحف لأنّ الله عزّ وجلّ يقول : ( وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ ) (٨) وأكل الربا لأنّ الله عزّ وجلّ يقول : ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ المَسِّ ) (٩) والسحر لأنّ الله عزّ وجل يقول : ( وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ ) (١٠) والزنا لأن الله عزّ وجلّ يقول : ( وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ

__________________

(٢) المائدة ٥ : ٧٢.

(٣) يوسف ١٢ : ٨٧.

(٤) الأعراف ٧ : ٩٩.

(٥) النساء ٤ : ٩٣.

(٦) النور ٢٤ : ٢٣.

(٧) النساء ٤ : ١٠.

(٨) الأنفال ٨ : ١٦.

(٩) البقرة ٢ : ٢٧٥.

(١٠) البقرة ٢ : ١٠٢.

٣١٩

الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ) (١١) واليمين الغموس الفاجرة لأن الله عزّ وجلّ يقول : ( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَئِكَ لا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ ) (١٢) والغلول لأن الله عزّ وجلّ يقول : ( وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (١٣) ومنع الزكاة المفروضة لأنّ الله عزّ وجلّ يقول : ( فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ) (١٤) وشهادة الزور وكتمان الشهادة لأنّ الله عزّ وجلّ يقول : ( وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ) (١٥) وشرب الخمر لأنّ الله عزّ وجلّ نهى عنها كما نهى عن عبادة الأوثان وترك الصلاة متعمداً أو شيئاً ممّا فرض الله عزّ وجلّ لأن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) قال : من ترك الصلاة متعمّداً (١٦) فقد برىء من ذمّة الله وذمّة رسوله ، ونقض العهد وقطيعة الرحم لأنّ الله عزّ وجلّ يقول : ( لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ) (١٧) قال : فخرج عمرو وله صراخ من بكائه وهو يقول : هلك من قال برأيه ، ونازعكم في الفضل والعلم.

ورواه الصدوق بإسناده عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني نحوه (١٨).

وكذا رواه الطبرسي في ( مجمع البيان ) (١٩).

ورواه في ( عيون الأخبار ) وفي ( العلل ) عن محمّد بن موسى بن

__________________

(١١) الفرقان ٢٥ : ٦٨ ، ٦٩.

(١٢) آل عمران ٣ : ٧٧.

(١٣) آل عمران ٣ : ١٦١.

(١٤) التوبة ٩ : ٣٥.

(١٥) البقرة ٢ : ٢٨٣.

(١٦) في عيون الأخبار زيادة : من غير علة ( هامش المخطوط ).

(١٧) الرعد ١٣ : ٢٥.

(١٨) الفقيه ٣ : ٣٦٧ / ١٧٤٦.

(١٩) مجمع البيان ٢ : ٣٩.

٣٢٠