وسائل الشيعة - ج ١٥

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]

وسائل الشيعة - ج ١٥

المؤلف:

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٣
ISBN: 964-5503-15-9
ISBN الدورة:
964-5503-00-0

الصفحات: ٣٩٠
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

[ ٢٠٣٨٤ ] ٢ ـ وعن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عثمان بن عيسى ، عن مفضل بن عمر قال : كنت عند أبي عبدالله ( عليه السلام ) فذكرنا الأعمال ، فقلت أنا : ما أضعف عملي ، فقال : مه استغفر الله ، ثمّ قال لي : إنّ قليل العمل مع التقوى خير من كثير بلا تقوى ، قلت : كيف يكون كثير بلا تقوى ؟ قال ( عليه السلام ) : نعم مثل الرجل يطعم طعامه ويرفق جيرانه ويوطىء رحله فإذا ارتفع له الباب من الحرام دخل فيه فهذا العمل بلا تقوى ، ويكون الآخر ليس عنده فإذا ارتفع له الباب من الحرام لم يدخل فيه.

[ ٢٠٣٨٥ ] ٣ ـ وعن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن أبي داود المسترق ، عن محسن الميثمي ، عن يعقوب بن شعيب قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : ما نقل الله عبداً من ذلّ المعاصي إلى عزّ التقوى إلاّ أغناه من غير مال ، وأعزه من غير عشيرة ، وآنسه من غير بشر.

[ ٢٠٣٨٦ ] ٤ ـ محمّد بن علي بن الحسين قال : من ألفاظ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) خير الزاد التقوى.

[ ٢٠٣٨٧ ] ٥ ـ وبإسناده عن الحسن بن محبوب ، عن الهيثم بن واقد قال : سمعت الصادق جعفر بن محمّد ( عليه السلام ) يقول : من أخرجه الله عزّ وجلّ من ذل المعاصي إلى عز التقوى أغناه الله بلا مال ، وأعزه بلا عشيرة ، وآنسه بلا أنيس ، ومن خاف الله أخاف الله منه كلّ شيء ، ومن لم يخف الله أخافه الله من كلّ شيء ، ومن رضي من الله باليسير من الرزق رضي منه باليسير من العمل ، ومن لم يستحي من طلب المعاش خفت مؤونته ونعم

__________________

٢ ـ الكافي ٢ : ٦١ / ٧.

٣ ـ الكافي ٢ : ٦١ / ٨.

٤ ـ الفقيه ٤ : ٢٧١ / ٨٢٨.

٥ ـ الفقيه ٤ : ٢٩٣ / ٨٨٧.

٢٤١

أهله ، ومن زهد في الدنيا أثبت الله الحكمة في قلبه ، وأنطق بها لسانه ، وبصره عيوب الدنيا داءها ودواءها ، وأخرجه من الدنيا سالماً إلى دار السلام.

[ ٢٠٣٨٨ ] ٦ ـ وفي ( معاني الأخبار ) عن محمّد بن موسى بن المتوكل ، عن الحميري ، عن محمّد بن الحسين ، عن الحسن بن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن الوليد بن عباس قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : الحسب الفعال ، والشرف المال ، والكرم التقوى.

[ ٢٠٣٨٩ ] ٧ ـ محمّد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّه قال في خطبة له ( عليه السلام ) : ألا وإن الخطايا خيل شمس (١) حمل عليها أهلها ، وخلعت لجمها ، فتقحّمت بهم في النار ، ألا وإنّ التقوى مطايا ذلل (٢) حمل عليها أهلها ، واعطوا أزمتها فأوردتهم الجنّة.

[ ٢٠٣٩٠ ] ٨ ـ قال : وقال ( عليه السلام ) : إتّق الله بعض التقى وإن قلّ ، واجعل بينك وبين الله ستراً وإن رقّ.

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (١) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٢).

__________________

٦ ـ معاني الأخبار : ٤٠٥ / ٦٧.

٧ ـ نهج البلاغة ١ : ٤٢ / ١٥.

(١) الشُمس : جمع شامس وهو الفرس الّذي يمنع ظهره من أن يركب ( الصحاح ـ شمس ـ ٣ : ٩٤٠ ).

(٢) الذُلل : جمع ذَلول وهي الدّابة اللّينة المطيعة ( الصحاح ـ ذلل ـ ٤ : ١٧٠١ ).

٨ ـ نهج البلاغة ٣ : ٢٠٦ / ٢٤٢.

(١) تقدم في الحديث ١ من الباب ٥ ، وفي الأحاديث ١ ، ٢ ، ٨ من الباب ٦ ، وفي الحديثين ٣ ، ٧ من الباب ١٨ من هذه الأبواب ، وفي الحديث ٣ من الباب ٥ من أبواب الدّعاء ، وفي الحديث ١ من الباب ١٤ من أبواب زكاة الأنعام ، وفي البابين ١ ، ٢ ، وفي الحديث ٦ من الباب ٨٠ وفي الحديثين ٨ ، ٢٣ من الباب ١٠٤ ، وفي الحديث ٢٢ من الباب ١٢٢ من أبواب العشرة.

(٢) يأتي في الباب ٢١، وفي الحديث ٣ من الباب ٢٤ ، وفي الحديث ٤ من الباب ٣٦ ، وفي الحديث

٢٤٢

٢١ ـ باب وجوب الورع

[ ٢٠٣٩١ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إنا لا نعد الرجل مؤمناً حتّى يكون لجميع أمرنا متّبعاً مريداً ، ألا وإنّ من اتّباع أمرنا وإرادته الورع فتزيّنوا به يرحمكم الله ، وكيدوا أعداءنا به ينعشكم الله.

[ ٢٠٣٩٢ ] ٢ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي المغرا ، عن زيد الشحام ، عن عمرو بن سعيد بن هلال الثقفي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : أُوصيك بتقوى الله والورع والاجتهاد ، واعلم أنه لا ينفع اجتهاد لا ورع فيه.

وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن أبي كهمس ، عن عمرو بن سعيد بن هلال مثله (١).

[ ٢٠٣٩٣ ] ٣ ـ وعن علي ، عن أبيه ، وعن علي بن محمّد ، عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان المنقري ، عن حفص بن غياث قال : سألت أبا عبدالله

__________________

١ من الباب ٣٧ ، وفي الحديث ١٠ من الباب ٦٢ ، وفي الحديث ٥ من الباب ٩٨ من هذه الأبواب ، وفي الحديث ٣ من الباب ١ من أبواب الأمر بالمعروف ، وفي الحديث ١٤ من الباب ٣١ من أبواب النكاح المحرم.

الباب ٢١

فيه ٢٢ حديثاً

١ ـ الكافي ٢ : ٦٣ / ١٣.

٢ ـ الكافي ٢ : ٦٢ / ١ ، وأورد صدره في الحديث ١ من الباب ٢٠ من أبواب مقدّمة العبادات.

(١) الكافي ٢ : ٦٣ / ١١.

٣ ـ الكافي ٢ : ٦٣ / ٨.

٢٤٣

( عليه السلام ) عن الورع (١) ؟ فقال : الذي يتورع عن محارم الله عزّ وجلّ.

[ ٢٠٣٩٤ ] ٤ ـ وعن أبي علي الأشعري ، عن محمّد بن عبدالجبار ، عن صفوان بن يحيى ، عن يزيد بن خليفة قال : وعظنا أبو عبدالله ( عليه السلام ) فأمر زهّد ثمّ قال : عليكم بالورع فإنّه لا ينال ما عند الله إلاّ بالورع.

[ ٢٠٣٩٥ ] ٥ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن ابن فضال ، عن أبي جميلة ، عن ابن أبي يعفور ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) : قال لا ينفع اجتهاد لا ورع فيه.

[ ٢٠٣٩٦ ] ٦ ـ وعنهم ، عن ابن خالد ، عن أبيه ، عن فضالة بن أيوب ، عن الحسن بن زياد الصيقل ، عن فضيل بن يسار قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : إنّ أشدّ العبادة الورع.

[ ٢٠٣٩٧ ] ٧ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن حديد بن حكيم قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : اتّقوا الله وصونوا دينكم بالورع.

[ ٢٠٣٩٨ ] ٨ ـ وعنه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن حنان بن سدير قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) ـ في حديث : ـ إنّما اصحابي من اشتد ورعه ، وعمل لخالقه ، ورجا ثوابه ، هؤلاء أصحابي.

__________________

(١) في المصدر زيادة : من الناس.

٤ ـ الكافي ٢ : ٦٢ / ٣.

٥ ـ الكافي ٢ : ٦٢ / ٤.

٦ ـ الكافي ٢ : ٦٢ / ٥.

٧ ـ الكافي ٢ : ٦٢ / ٢.

٨ ـ الكافي ٢ : ٦٢ / ٦.

٢٤٤

[ ٢٠٣٩٩ ] ٩ ـ وبالإِسناد عن حنان بن سدير ، عن أبي سارة الغزال ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال الله عزّ وجل : ابن آدم اجتنب ما حرّمت عليك تكن من أورع الناس.

[ ٢٠٤٠٠ ] ١٠ ـ وعنه ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن النعمان ، عن أبي أُسامة قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : عليك بتقوى الله ، والورع ، والاجتهاد ، وصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وحسن الخلق ، وحسن الجوار ، وكونوا دعاة إلى انفسكم بغير ألسنتكم ، وكونوا زيناً ولا تكونوا شيناً ، وعليكم بطول الركوع والسجود ، فإنّ أحدكم إذا اطال الركوع والسجود هتف إبليس من خلفه وقال : يا ويله أطاع وعصيت ، وسجد وأبيت.

[ ٢٠٤٠١ ] ١١ ـ وعنه ، عن ابن عيسى ، عن علي بن أبي زيد ، عن أبيه قال : كنت عند أبي عبدالله ( عليه السلام ) فدخل عليه عيسى بن عبدالله القمي فرحّب به وقرب مجلسه ثمّ قال : يا عيسى بن عبدالله ليس منا ولا كرامة من كان في مصر فيه مائة (١) او يزيدون وكان في ذلك المصر أحد أورع منه.

[ ٢٠٤٠٢ ] ١٢ ـ وعنه عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي الصباح الكناني ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : أعينونا بالورع فانه من لقي الله عزّ وجلّ منكم بالورع كان له عند الله عزّ وجلّ فرجاً ... الحديث.

__________________

٩ ـ الكافي ٢ : ٦٢ / ٧.

١٠ ـ الكافي ٢ : ٦٣ / ٩ ، وأورد قطعة منه في الحديث ١ من الباب ١٦ وصدره في الحديث ٤ من الباب ٢٠ من أبواب مقدمة العبادات ، وذيله في الحديث ٧ من الباب ٦ من أبواب الركوع ، وقطعة منه في الحديث ١٠ من الباب ١ من أبواب أحكام العشرة.

١١ ـ الكافي ٢ : ٦٣ / ١٠.

(١) في المصدر زيادة : ألف.

١٢ ـ الكافي ٢ : ٦٣ / ١٢.

٢٤٥

[ ٢٠٤٠٣ ] ١٣ ـ وعنه ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحجال ، عن العلاء ، عن ابن أبي يعفور قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : كونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم ليروا منكم الورع والاجتهاد والصلاة والخير فإنّ ذلك داعية.

[ ٢٠٤٠٤ ] ١٤ ـ وعن الحسين بن محمّد ، عن علي بن محمّد بن سعد (١) ، عن محمّد بن مسلم ، عن محمّد بن حمزة العلوي ، عن عبيدالله بن علي ، عن أبي الحسن الأول ( عليه السلام ) قال : كثيراً ما كنت أسمع أبي يقول : ليس من شيعتنا من لا تتحدث المخدرات بورعه في خدورهن وليس من أوليائنا من هو في قرية فيها عشرة آلاف رجل فيهم خلق الله أورع منه.

[ ٢٠٤٠٥ ] ١٥ ـ محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن حماد بن عمرو وأنس بن محمّد ، عن أبيه جميعاً ، عن جعفر بن محمّد عن آبائه ـ في وصية النبي ( صلّى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) ـ قال : يا علي ثلاثة من لقي الله عزّ وجل بهنّ فهو من أفضل الناس : من أتى الله عزّ وجل بما افترض عليه فهو من أعبد الناس ، ومن ورع عن محارم الله فهو من أورع الناس ، ومن قنع بما رزقه الله فهو من أغنى الناس ، ثمّ قال : يا علي ثلاث من لم يكن فيه لم يتم عمله : ورع يحجزه عن معاصي الله ، وخلق يداري به الناس ، وحلم يرد به جهل الجاهل (١) ـ إلى أن قال : ـ يا علي الإِسلام عريان ولباسه الحياء ، وزينته العفاف ، ومرؤته العمل الصالح ، وعماده الورع.

[ ٢٠٤٠٦ ] ١٦ ـ وفي ( ثواب الأعمال ) عن محمّد بن الحسن ، عن

__________________

١٣ ـ الكافي ٢ : ٦٤ / ١٤ ، وأورده في الحديث ٢ من الباب ١٦ من أبواب مقدّمة العبادات ، وفي الحديث ١ من الباب ١٠٨ من أبواب أحكام العشرة.

١٤ ـ الكافي ٢ : ٦٤ / ١٥.

(١) في المصدر : علي بن محمد بن سعيد.

١٥ ـ الفقيه ٤ : ٢٥٨ / ٨٢٤.

(١) في نسخة : الجهال ( هامش المخطوط ).

١٦ ـ ثواب الأعمال ١٦٣ / ١ ، وأورد ذيله في الحديث ٦ من الباب ٢ من أبواب أفعال الصلاة.

٢٤٦

الصفار ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن إبراهيم الكرخي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول : لا يجمع الله لمؤمن الورع والزهد في الدنيا إلاّ رجوت له الجنة ... الحديث.

[ ٢٠٤٠٧ ] ١٧ ـ وفي ( صفات الشيعة ) عن أبيه ، عن السعدآبادي ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : لا تنال ولايتنا إلاّ بالعمل والورع.

[ ٢٠٤٠٨ ] ١٨ ـ محمّد بن إدريس في آخر ( السرائر ) نقلاً من رواية أبي القاسم ابن قولويه ، عن أبي زيد ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) أنّه قال : ليس من شيعتنا من يكون في مصر يكون فيه مائة ألف ويكون في المصر أورع منه.

[ ٢٠٤٠٩ ] ١٩ ـ وعن محمّد بن عمر بن حنظلة قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ليس من شيعتنا من قال بلسانه وخالفنا في أعمالنا وآثارنا ، ولكن شيعتنا من وافقنا بلسانه وقلبه واتّبع آثارنا وعمل بأعمالنا أولئك شيعتنا.

[ ٢٠٤١٠ ] ٢٠ ـ الحسن بن محمّد الطوسي في ( مجالسه ) عن أبيه ، عن المفيد ، عن جعفر بن محمّد بن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن كليب بن معاوية الأسدي قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : أما والله إنّكم لعلى دين الله وملائكته فأعينونا على ذلك بورع واجتهاد عليكم بالصلاة والعبادة ، عليكم بالورع.

__________________

١٧ ـ صفات الشيعة : ١١ / ٢٢.

١٨ ـ مستطرفات السرائر : ١٤٦ / ٢٠.

١٩ ـ مستطرفات السرائر : ١٤٧ / ٢١.

٢٠ ـ أمالي الطوسي ١ : ٣١.

٢٤٧

[ ٢٠٤١١ ] ٢١ ـ وعن أبيه ، عن الفحام ، عن أحمد بن محمّد المنصوري ، عن عم أبيه ، عن الإِمام علي بن محمّد ( عليه السلام ) ، عن آبائه ، عن الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال : عليكم بالورع فإنّه الدين الذي نلازمه وندين الله تعالى به ونريده ممّن يوالينا لا تتعبونا بالشفاعة.

[ ٢٠٤١٢ ] ٢٢ ـ وبهذا الإِسناد عن علي بن محمّد ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : دخل سماعة بن مهران على الصادق ( عليه السلام ) فقال له : يا سماعة وذكر الحديث ـ إلى أن قال : ـ والله لا يدخل النار منكم أحد ، فتنافسوا في الدرجات ، وأكمدوا عدوكم بالورع.

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (١) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٢).

__________________

٢١ ـ أمالي الطوسي ١ : ٢٨٧.

٢٢ ـ أمالي الطوسي ١ : ٣٠١.

(١) تقدم في الأحاديث ٢ ، ٦ ، ١٦ من الباب ٤ ، وفي الحديثين ١ ، ٨ من الباب ٦ ، وفي الحديثين ٩ ، ١٥ من الباب ١٥ ، وفي الحديث ٤ من الباب ١٩ ، وفي الباب ٢٠ من هذه الأبواب ، وفي الحديث ٣ من الباب ٢١ من أبواب أحكام شهر رمضان ، وفي البابين ١ ، ٢ ، وفي الحديث ٢٠ من الباب ١١٧ ، وفي الحديث ٤ من الباب ١٢١ من أبواب أحكام العشرة.

(٢) يأتي في الحديث ٩ من الباب ٢٤ ، وفي الحديث ٤ من الباب ٣٦ ، وفي الأحاديث ٦، ١٠ ، ١٢ من الباب ٦٢ ، وفي الحديثين ٤ ، ٧ من الباب ٦٧ ، وفي الحديث ١ من الباب ٧٣ من هذه الأبواب ، وفي الحديثين ٢٢ ، ٢٥ ، من الباب ٢٤ ، وفي الحديثين ٥ ، ٦ من الباب ٣٧ من أبواب الأمر بالمعروف ، وفي الأحاديث ١٠ ، ١١ ، ١٣ ، ١٦ من الباب ٣١ من أبواب النكاح المحرم.

٢٤٨

٢٢ ـ باب وجوب العفّة

[ ٢٠٤١٣ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن منصور بن حازم ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ما عبادة أفضل عند الله من عفة بطن وفرج.

[ ٢٠٤١٤ ] ٢ ـ وعنه ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : إنّ أفضل العبادة عفة البطن والفرج.

[ ٢٠٤١٥ ] ٣ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عن زرارة ، أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ما عبدالله بشيء أفضل من عفة بطن وفرج.

[ ٢٠٤١٦ ] ٤ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أكثر ما تلج به أُمتي النار الأجوفان : البطن والفرج.

[ ٢٠٤١٧ ] ٥ ـ وبإسناده قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ثلاث

__________________

الباب ٢٢

فيه ١٤ حديثاً

١ ـ الكافي ٢ : ٦٥ / ٨.

٢ ـ الكافي ٢ : ٦٤ / ٢.

٣ ـ الكافي ٢ : ٦٤ / ١.

٤ ـ الكافي ٢ : ٦٤ / ٥ ، وأورد مثله عن الخصال في الحديث ١٤ من الباب ٣١ من أبواب النكاح المحرّم.

٥ ـ الكافي ٢ : ٦٥ / ٦.

٢٤٩

أخافهن بعدي على أُمتي الضلالة بعد المعرفة ، ومضلات الفتن ، وشهوة البطن والفرج.

[ ٢٠٤١٨ ] ٦ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن معلّى أبي عثمان ، عن أبي بصير قال : قال رجل لأبي جعفر ( عليه السلام ) : إني ضعيف العمل ، قليل الصيام ، ولكني أرجو أن لا آكل إلاّ حلالاً ، قال : فقال له : أي الاجتهاد أفضل من عفة بطن وفرج.

[ ٢٠٤١٩ ] ٧ ـ وعنهم ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمّد الأشعري ، عن عبدالله بن ميمون القداح ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول : أفضل العبادة العفاف.

[ ٢٠٤٢٠ ] ٨ ـ وعن أبي علي الأشعري ، عن محمّد بن عبدالجبار ، عن بعض أصحابه ، عن ميمون القداح قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : ما من عبادة أفضل من عفّة بطن وفرج.

[ ٢٠٤٢١ ] ٩ ـ محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ في وصيته لمحمد بن الحنفية ـ قال : ومن لم يعط نفسه شهوتها أصاب رشده.

[ ٢٠٤٢٢ ] ١٠ ـ وفي ( معاني الأخبار ) عن علي بن عبدالله بن بابويه ، عن علي بن أحمد الطبري ، عن أبي سعيد الطبري ، عن خراش ، عن أنس قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : من ضمن لي اثنتين ضمنت

__________________

٦ ـ الكافي ٢ : ٦٤ / ٤.

٧ ـ الكافي ٢ : ٦٤ / ٣ ، وأورده في الحديث ٤ من الباب ٣ من أبواب الدعاء.

٨ ـ الكافي ٢ : ٦٥ / ٧ ، وأورده في الحديث ٤ من الباب ٣١ من أبواب النكاح المحرّم.

٩ ـ الفقيه ٤ : ٢٧٥ / ٨٣٠ ، وأورد قطعة منه في الحديث ١٥ من الباب ١١٩ من أبواب العشرة.

١٠ ـ معاني الأخبار : ٤١١ / ٩٩.

٢٥٠

له على الله الجنّة ، من ضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه ضمنت له على الله الجنة ـ يعني : ضمن لي لسانه وفرجه ـ.

[ ٢٠٤٢٣ ] ١١ ـ وفي ( المجالس ) عن الحسين بن أحمد بن إدريس ، عن أبيه ، عن محمّد بن عبدالجبار ، عن الحسين بن علي بن أبي حمزة ، عن إسماعيل بن عبدالخالق وأبي الصباح الكناني جميعاً ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله الصادق ( عليه السلام ) يقول : من كفّ أذاه عن جاره أقاله الله عثرته يوم القيامة ، ومن عف بطنه وفرجه كان في الجنّة ملكاً محبوراً ، ومن أعتق نسمة مؤمنة بني له بيت في الجنّة.

[ ٢٠٤٢٤ ] ١٢ ـ وفي ( عقاب الأعمال ) بإسنادٍ تقدّم في عيادة المريض (١) عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) في خطبة له : ومن قدر على امرأة أو جارية حراماً فتركها مخافة الله حرّم الله عليه النار وآمنه من الفزع الأكبر وأدخله الجنّة ، فإن اصابها حراماً حرم الله عليه الجنّة وأدخله النار.

[ ٢٠٤٢٥ ] ١٣ ـ وفي ( صفات الشيعة ) عن محمّد بن موسى بن المتوكل ، عن السعدآبادي ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن المفضل قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : إنما شيعة جعفر من عف بطنه وفرجه واشتد جهاده وعمل لخالقه ورجا ثوابه وخاف عقابه ، فإذا رأيت أُولئك فأُولئك شيعة جعفر.

[ ٢٠٤٢٦ ] ١٤ ـ محمّد بن الحسين الرضي الموسوي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّه قال : قدر الرجل على قدر نعمته ،

__________________

١١ ـ أمالي الصدوق : ٤٤٣ / ٤ ، وأورده في الحديث ٧ من الباب ٨٦ من أبواب أحكام العشرة.

١٢ ـ عقاب الأعمال : ٣٣٤ ، وأورده في الحديث ١٧ من الباب ٣١ من أبواب النكاح المحرّم.

(١) تقدم في الحديث ٩ من الباب ١٠ من أبواب الإِحتضار.

١٣ ـ صفات الشيعة : ١١ / ٢١ ، وأورده عن الكافي في الحديث ٧ من الباب ٢٠ من أبواب مقدّمة العبادات.

١٤ ـ نهج البلاغة ٣ : ١٦٣ / ٤٧.

٢٥١

وصدقه على قدر مروءته ، وشجاعته على قدر أُنفته ، وعفته على قدر غيرته.

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (١) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٢).

٢٣ ـ باب وجوب اجتناب المحارم

[ ٢٠٤٢٧ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : كل عين باكية يوم القيامة غير ثلاث : عين سهرت في سبيل الله ، وعين فاضت من خشية الله ، وعين غضت عن محارم الله.

[ ٢٠٤٢٨ ] ٢ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبيدة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : من أشدّ ما فرض الله على خلقه ذكر الله كثيراً ، ثم قال : لا أعني سبحان الله والحمدلله ولا إله إلاّ الله والله اكبر ، وإن كان منه ، ولكن ذكر الله عندما أحلّ وحرّم ، فإن كان طاعة عمل لها وإن كان معصية تركها.

[ ٢٠٤٢٩ ] ٣ ـ وبالإِسناد عن هشام بن سالم ، عن سليمان بن خالد قال :

__________________

(١) تقدم في الحديث ٨ من الباب ١ ، وفي الحديث ١ من الباب ٣ ، وفي الحديث ١٥ من الباب ٢١ من هذه الأبواب ، وفي الباب ١١ من أبواب آداب الصائم ، وفي الحديثين ٢ ، ٢٠ من الباب ١٨ ، وفي الحديث ٢ من الباب ٢١ من أبواب أحكام شهر رمضان ، وفي الحديثين ٨ ، ٩ من الباب ٤٩ من أبواب آداب السفر.

(٢) يأتي في الحديث ٣ من الباب ٢٦ ، وفي الحديث ٢ من الباب ٦٤ ، وفي الحديث ١٠ من الباب ٧١ من هذه الأبواب ، وفي الباب ٣١ من أبواب النكاح المحرّم.

الباب ٢٣

فيه ١٨ حديثاً

١ ـ الكافي ٢ : ٦٥ / ٢ ، وأورد نحوه عن الخصال في الحديث ٨ من الباب ١٥ من هذه الأبواب ، وفي الحديث ٧ من الباب ٢٩ من أبواب الدعاء ، وفي الحديث ٣ من الباب ٥ من أبواب قواطع الصلاة.

٢ ـ الكافي ٢ : ٦٥ / ٤.

٣ ـ الكافي ٢ : ٦٦ / ٥.

٢٥٢

سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ : ( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا ) (١) قال : أما والله إن كانت أعمالهم أشدّ بياضاً من القباطي (٢) ولكن كانوا إذا عرض لهم الحرام لم يدعوه.

[ ٢٠٤٣٠ ] ٤ ـ وعن عليّ ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : من ترك معصية لله مخافة الله تبارك وتعالى أرضاه يوم القيامة.

[ ٢٠٤٣١ ] ٥ ـ وبإسناده الآتي ، (١) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في رسالته إلى أصحابه قال : وإيّاكم أن تشره (٢) أنفسكم إلى شيء حرّم الله عليكم فإنّ من انتهك ما حرّم الله عليه ههنا في الدنيا حال الله بينه وبين الجنّة ونعيمها ولذّتها وكرامتها القائمة الدائمة لأهل الجنة ابد الآبدين ـ إلى ان : قال ـ وإيّاكم والإِصرار على شيء ممّا حرّم الله في القرآن ظهره وبطنه وقد قال : ( وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) (٣).

[ ٢٠٤٣٢ ] ٦ ـ وعن الحسين بن محمّد الأشعري ، عن معلّى بن محمّد ، عن أحمد بن أبي نصر ، عن الحسن بن محمّد الهاشمي قال : حدثني أبي ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، قال : حدثني جعفر بن محمّد ، عن أبيه ،

__________________

(١) الفرقان ٢٥ : ٢٣.

(٢) القباطي : جمع قبطية وهي ثياب مصرية رقيقة بيضاء ( النهاية ٤ : ٦ ).

٤ ـ الكافي ٢ : ٦٦ / ٦.

٥ ـ الكافي ٨ : ٤ ، ١٠.

(١) يأتي في الفائدة الثالثة من الخاتمة.

(٢) شَرِه على الطعام وغيره شرهاً من باب تعب : حرص اشد الحرص فهو شرِه. ( المصباح المنير ١ : ٣١٢ ).

(٣) آل عمران ٣ : ١٣٥.

٦ ـ الكافي ٨ : ٢١٩ / ٢٧٠. وعلق عليه المصنف : « هذا في الروضة وكذا الذي قبله ». ( بخطه رحمه الله ).

٢٥٣

عن جدّه ، عن علي ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : يقول الله تبارك وتعالى لابن آدم إن نازعك بصرك إلى بعض ما حرّمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقين فأطبق ولا تنظر ، وإن نازعك لسانك إلى بعض ما حرّمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقين فأطبق ولا تتكلّم ، وإن نازعك فرجك إلى بعض ما حرّمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقين فاطبق ولا تأتِ حراماً.

[ ٢٠٤٣٣ ] ٧ ـ محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن حماد بن عمرو ، وأنس بن محمّد ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ـ في وصية النبي ( صلّى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) ـ قال : يا علي ثلاث لا تطيقها هذه الأُمّة : المواساة للأخ في ماله ، وإنصاف الناس من نفسه ، وذكر الله على كلّ حال ، وليس هو سبحان الله والحمدلله ولا إله إلاّ الله والله أكبر ، ولكن إذا ورد على ما يحرم عليه خاف الله عزّ وجلّ عنده وتركه.

[ ٢٠٤٣٤ ] ٨ ـ وفي ( عيون الأخبار ) بأسانيد تقدّمت في اسباغ الوضوء (١) عن الرضا ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : لا تزال أُمّتي بخير ما تحابّوا وتهادوا وأدّوا الأمانة واجتنبوا الحرام ، وقروا الضيف ، وأقاموا الصلاة ، وآتوا الزكاة ، فإذا لم يفعلوا ذلك ابتلوا بالقحط والسنين (٢).

[ ٢٠٤٣٥ ] ٩ ـ وفي ( معاني الأخبار ) عن محمّد بن موسى بن المتوكل ،

__________________

٧ ـ الفقيه ٤ : ٢٥٨ / ٨٢٤.

٨ ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ٢ : ٢٩ / ٢٥.

(١) تقدم في الحديث ٤ من الباب ٥٤ من أبواب الوضوء.

(٢) بالسنين أي بالجدب وقلة الأمطار والمياه ( مجمع البحرين ـ سنة ـ ٦ : ٣٤٨ ).

٩ ـ معاني الأخبار : ١٩٢ / ١ ، والكافي ٢ : ١١٧ / ٩.

٢٥٤

عن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن زيد الشحام ، قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ما ابتلي المؤمن بشيء أشدّ عليه من خصال ثلاث يحرمها قيل : وما هي ؟ قال : المواساة في ذات يده ، والانصاف من نفسه ، وذكر الله كثيراً ، أما إنّي لا أقول لكم : سبحان الله والحمدلله ولا إله إلاّ الله والله أكبر ، ولكن ذكر الله عندما أحلّ له وعندما حرّم عليه.

[ ٢٠٤٣٦ ] ١٠ ـ وبهذا الإِسناد عن الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن زرارة ، عن حسين البزاز قال : قال لي أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ألا أُحدّثك بأشد ما فرض الله عزّ وجلّ على خلقه ؟ قلت : بلى ، قال : انصاف الناس من نفسك ، ومواساتك لأخيك ، وذكر الله في كلّ موطن ، أما إنّي لا أقول : سبحان الله والحمدلله ولا إله إلاّ الله والله أكبر ، وإن كان هذا من ذاك ، ولكن ذكر الله في كل موطن اذا هجمت على طاعة أو معصية.

[ ٢٠٤٣٧ ] ١١ ـ وعن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن جارود أبي المنذر الكندي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : أشدّ الأعمال ثلاثة : انصاف الناس من نفسك حتّى لا ترضى لها منهم بشيء إلاّ رضيت لهم منها بمثله ، ومواساتك الأخ في المال ، وذكر الله على كل حال ، ليس سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر فقط ، ولكن اذا ورد عليك شيء أمر الله به أخذت به ، وإذا ورد عليك شيء نهى عنه تركته.

ورواه الكليني ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن

__________________

١٠ ـ معاني الأخبار : ١٩٢ / ٣ ، والكافي ٢ : ١١٧ / ٨.

١١ ـ معاني الأخبار : ١٩٣ / ٤ ، وأورده عن الكافي في الحديث ١ من الباب ٢٧ من أبواب الصدقة ، ونحوه عن مصادقة الأُخوان في الحديث ٥ من الباب ١٤ من أبواب أحكام العشرة.

٢٥٥

عيسى ، عن علي بن سيف ، عن أبيه سيف ، عن عبدالأعلى بن أعين ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) نحوه (١).

ورواه الشيخ في ( المجالس والأخبار ) عن الحسين بن إبراهيم القزويني ، عن محمّد بن وهبان ، عن محمّد بن أحمد بن زكريا ، عن الحسن بن علي بن فضال (٢).

ورواه الكليني أيضاً عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد (٣) ، والذي قبله عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، وعن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن النضر بن سويد ، عن هشام بن سالم.

والذي قبلهما عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب نحوه.

[ ٢٠٤٣٨ ] ١٢ ـ وعن أبيه ، عن سعد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن محمّد بن حمران ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : من قال : « لا إله إلاّ الله » مخلصاً دخل الجنة ، وإخلاصه أن يحجزه « لا إله إلاّ الله » عمّا حرم الله.

ورواه في ( التوحيد ) وفي ( صفات الشيعة ) وفي ( ثواب الأعمال ) مثله (١).

[ ٢٠٤٣٩ ] ١٣ ـ وعن محمّد بن الحسن ، عن الصفار ، عن مروان بن

__________________

(١) الكافي ٢ : ١٣٦ / ٣.

(٢) أمالي الطوسي ٢ : ٢٩٢.

(٣) الكافي ٢ : ١١٦ / ٣.

١٢ ـ معاني الأخبار : ٣٧٠ / ١.

(١) التوحيد : ٢٧ / ٢٦ ، وصفات الشيعة : ٥ / ٦ ، وثواب الأعمال : ١٩ / ١.

١٣ ـ معاني الأخبار : ٣٩٩ / ٥٦.

٢٥٦

مسلم (١) ، عن مسعدة بن زياد ، عن الصادق ، عن آبائه ( عليهم السلام ) أنّ النبي ( صلّى الله عليه وآله ) قال : من أطاع الله فقد ذكر الله وإن قلّت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن ، ومن عصى الله فقد نسي الله وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن.

[ ٢٠٤٤٠ ] ١٤ ـ وعن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى والحسن بن علي الكوفي وإبراهيم بن هاشم كلّهم ، عن الحسين بن سيف ، عن سليمان بن عمر (١) ، عن مهاجر بن الحسين (٢) ، عن زيد بن أرقم ، عن النبي ( صلّى الله عليه وآله ) قال : من قال : « لا إله إلاّ الله » مخلصاً دخل الجنة ، وإخلاصه أن يحجزه « لا إله إلاّ الله » عمّا حرم الله.

ورواه في ( ثواب الأعمال ) وفي ( صفات الشيعة ) مثله (٣).

[ ٢٠٤٤١ ] ١٥ ـ وعن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن ابن المغيرة ، عن أبي الصباح الكناني ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) (١) قال : من أشدّ ما عمل العباد إنصاف المرء من نفسه ، ومواساة المرء أخاه ، وذكر الله على كلّ حال ، قال : قلت : أصلحك الله وما وجه ذكر الله على كلّ حال ؟ قال : يذكر الله عند المعصية يهمّ بها فيحول ذكر الله بينه وبين تلك المعصية ، وهو قول الله ( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ) (٢).

__________________

(١) في المصدر : هارون بن مسلم.

١٤ ـ معاني الأخبار : ٣٧٠ / ٢.

(١) في المصادر : سليمان بن عمرو.

(٢) في المصدر : مهاجر بن الحسن.

(٣) ثواب الأعمال : ٢٠ / ٣ ، وصفات الشيعة ٥ / ٧.

١٥ ـ معاني الأخبار : ١٩٢ / ٢.

(١) في نسخة : أبي جعفر ( عليه السلام ) ( هامش المخطوط ).

(٢) الأعراف ٧ : ٢٠١.

٢٥٧

[ ٢٠٤٤٢ ] ١٦ ـ وفي ( المجالس ) عن محمّد بن موسى بن المتوكّل ، عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن الحسين بن يزيد النوفلي ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : قال الصادق جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) : من أقام فرائض الله واجتنب محارم الله وأحسن الولاية لأهل بيتي وتبرّأ من أعداء الله فليدخل من أيّ أبواب الجنة الثمانية شاء.

[ ٢٠٤٤٣ ] ١٧ ـ الحسين بن سعيد في كتاب ( الزهد ) عن الحسن بن محبوب ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) قال : من عمل بما افترض الله عليه فهو من خير الناس ، ومن اجتنب ما حرم الله عليه فهو من أعبد الناس ، ومن قنع بما قسم الله له فهو من أغنى الناس.

[ ٢٠٤٤٤ ] ١٨ ـ وعن النضر ، عن بن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن زيد الشحام قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : احذروا سطوات الله بالليل والنهار ، فقلت : وماسطوات الله ؟ قال : أخذه على المعاصي.

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك في الصدقة (١) ، وغيرها (٢) ، ويأتي ما يدل عليه (٣).

__________________

١٦ ـ أمالي الصدوق : ٣٨٣ / ١٠.

١٧ ـ الزهد : ١٩ / ٤٠.

١٨ ـ الزهد : ١٨ / ٣٩.

(١) تقدم في الحديث ١ من الباب ٢٧ من أبواب الصدقة.

(٢) تقدم في الحديث ٥ من الباب ١٤ من أبواب أحكام العشرة ، وفي البابين ٢٠ و ٢١ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الحديثين ٨ ، ٩ من الباب ٢٤ ، وفي الباب ٢٥ ، وفي الحديث ١٠ من الباب ٣٤ ، وفي الأبواب ٤١ ، ٤٢ ، ٤٣ ، وفي الحديث ١١ من الباب ١٠١ من هذه الأبواب ، وفي الحديث ٦ من الباب ٣١ من أبواب النكاح المحرم.

٢٥٨

٢٤ ـ باب وجوب أداء الفرائض

[ ٢٠٤٤٥ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعاً ، عن ابن محبوب ، عن أبي حمزة الثمالي قال : قال علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : من عمل بما افترض الله عليه فهو من خير الناس.

[ ٢٠٤٤٦ ] ٢ ـ وعنهم ، عن سهل ، عن عبدالرحمن بن أبي نجران ، عن حماد بن عيسى ، عن أبي السفاتج ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجل ( اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا ) (١) قال : اصبروا على الفرائض ، وصابروا على المصائب ، ورابطوا على الأئمة ( عليهم السلام ).

[ ٢٠٤٤٧ ] ٣ ـ قال الكليني : وفي رواية ابن محبوب ، عن أبي السفاتج : واتّقوا الله ربكم فيما افترض عليكم.

[ ٢٠٤٤٨ ] ٤ ـ وعنهم ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضال ، عن أبي جميلة ، عن محمّد الحلبي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال الله تبارك وتعالى : ما تحبّب إليّ عبدي بأحبّ ممّا افترضت عليه.

[ ٢٠٤٤٩ ] ٥ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن

__________________

الباب ٢٤

فيه ٩ أحاديث

١ ـ الكافي ٢ : ٦٦ / ١.

٢ ـ الكافي ٢ : ٦٦ / ٣.

(١) آل عمران ٣ : ٢٠٠.

٣ ـ الكافي ٢ : ٦٦ / ٣.

٤ ـ الكافي ٢ : ٦٦ / ٥.

٥ ـ الكافي ٢ : ٦٦ / ٢.

٢٥٩

الحسين بن المختار ، عن عبدالله بن أبي يعفور ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ ( اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا ) (١) قال : اصبروا على الفرائض.

[ ٢٠٤٥٠ ] ٦ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : اعمل بفرائض الله تكن أتقى الناس.

[ ٢٠٤٥١ ] ٧ ـ وعن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الوشاء ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي حمزة ، عن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) قال : من عمل بما افترض الله عليه فهو من أعبد الناس.

[ ٢٠٤٥٢ ] ٨ ـ محمّد بن الحسين الرضي الموسوي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّه قال : إنّ الله فرض عليكم فرائض فلا تضيعوها ، وحدّ لكم حدوداً فلا تعتدوها ونهاكم عن أشياء فلا تنتهكوها ، وسكت لكم عن أشياء ولم يدعها نسياناً فلا تتكلّفوها.

[ ٢٠٤٥٣ ] ٩ ـ الحسن بن محمّد الطوسي في ( مجالسه ) عن أبيه ، عن محمّد بن محمّد ، عن المظفر بن محمّد ، عن محمّد بن همام ، عن حميد بن زياد ، عن إبراهيم بن عبيد ، عن الربيع بن سليمان ، عن السكوني ، عن الصادق ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : اعمل

__________________

(١) آل عمران ٣ : ٢٠٠.

٦ ـ الكافي ٢ : ٦٦ / ٤.

٧ ـ الكافي ٢ : ٦٨ / ٧.

٨ ـ نهج البلاغة ٣ : ١٧٤ / ١٠٥ ، وأورد مثله عن الفقيه في الحديث ٦١ من الباب ١٢ من أبواب صفات القاضي.

٩ ـ أمالي الطوسي ١ : ١٢٠.

٢٦٠