وسائل الشيعة - ج ١٥

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]

وسائل الشيعة - ج ١٥

المؤلف:

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٣
ISBN: 964-5503-15-9
ISBN الدورة:
964-5503-00-0

الصفحات: ٣٩٠
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

٧ ـ باب وجوب اليقين بالله في الرزق والعمر والنفع والضر

[ ٢٠٢٧٦ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن علي بن الحكم ، عن صفوان الجمال ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول : لا يجد عبد طعم الإِيمان حتّى يعلم أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وأنّ ما أخطأه لم يكن ليصيبه ، وإن الضار النافع هو الله عزّ وجلّ.

وعن الحسين بن محمّد ، عن معلى بن محمّد ، عن الوشاء ، عن أبان ، عن زرارة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) نحوه (١).

[ ٢٠٢٧٧ ] ٢ ـ وعنهم ، عن ابن خالد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن صفوان الجمال قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ : ( وَأَمَّا الجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي المَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا ) (١) فقال : أما إنّه ما كان ذهباً ولا فضة ، وإنما كان أربع كلمات : لا إله إلا أنا ، من أيقن بالموت لم يضحك سنُّه ، ومن أيقن بالحساب لم يفرح قلبه ، ومن أيقن بالقدر لم يخش إلاّ الله.

[ ٢٠٢٧٨ ] ٣ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن زيد الشحام ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) أنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) جلس إلى حائط مائل يقضي بين ، الناس فقال بعضهم : لا تقعد

__________________

الباب ٧

فيه ١٠ أحاديث

١ ـ الكافي ٢ : ٤٨ / ٧.

(١) الكافي ٢ : ٤٨ / ٤.

٢ ـ الكافي ٢ : ٤٨ / ٦.

(١) الكهف ١٨ : ٨٢.

٣ ـ الكافي ٢ : ٤٨ / ٥.

٢٠١

تحت هذا الحائط فإنّه معور (١) ، فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : حرس امرءاً أجله ، فلما قام سقط الحائط ، وكان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) مما يفعل هذا وأشباهه ، وهذا اليقين.

[ ٢٠٢٧٩ ] ٤ ـ وعن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن المثنى بن الوليد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ليس شيء إلاّ وله حدّ ، قلت : جعلت فداك فما حد التوكل ؟ قال : اليقين ، قلت : فما حد اليقين ؟ قال : أن لا تخاف مع الله شيئاً.

[ ٢٠٢٨٠ ] ٥ ـ وبالإِسناد عن الوشاء ، عن عبدالله بن سنان ، وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن أبي ولاد الحناط ، وعبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : من صحة يقين المرء المسلم أن لا يرضى الناس بسخط الله ، ولا يلومهم على ما لم يؤته الله ، فإنّ الرزق لا يسوقه حرص حريص ، ولا يرده كراهية كاره ، ولو أن أحدكم فر من رزقه كما يفر من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت ، ثم قال : إنّ الله بعدله وقسطه جعل الروح والراحة في اليقين والرضا ، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط.

[ ٢٠٢٨١ ] ٦ ـ وبالإِسناد عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : إنّ العمل القليل الدائم على اليقين أفضل عند الله من العمل الكثير على غير يقين.

ورواه الصدوق في ( العلل ) عن محمّد بن موسى بن المتوكل ، عن

__________________

(١) المعور : الذي يخاف منه ، انظر ( الصحاح ـ عور ـ ٢ : ٧٦١ ).

٤ ـ الكافي ٢ : ٤٧ / ١.

٥ ـ الكافي ٢ : ٤٧ / ٢.

٦ ـ الكافي ٢ : ٤٧ / ٣.

٢٠٢

عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن محبوب مثله (١).

[ ٢٠٢٨٢ ] ٧ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الوشاء ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي حمزة ، عن سعيد بن قيس الهمداني قال : نظرت يوماً في الحرب إلى رجل عليه ثوبان فحركت فرسي فإذا هو أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : فقلت يا أمير المؤمنين في مثل هذا الموضع ؟ فقال : نعم يا سعيد بن قيس إنه ليس من عبد إلاّ وله من الله عزّ وجلّ حافظ وواقية معه ملكان يحفظانه من أن يسقط من رأس جبل ، أو يقع في بئر ، فإذا نزل القضاء خلّياً بينه وبين كلّ شيء.

[ ٢٠٢٨٣ ] ٨ ـ وعن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن علي بن أسباط قال : سمعت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) يقول : كان في الكنز الذي قال الله : ( وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا ) (١) كان فيه ، بسم الله الرحمن الرحيم عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح ، وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن ... الحديث.

[ ٢٠٢٨٤ ] ٩ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عمن ذكره قال قيل للرضا ( عليه السلام ) : إنّك تتكلّم بهذا الكلام ، والسيف يقطر دماً ، فقال : إنّ لله وادياً من ذهب حماه بأضعف خلقه النمل ، فلو رامه البخاتي لم تصل إليه.

__________________

(١) علل الشرائع : ٥٥٩ / ١.

٧ ـ الكافي ٢ : ٤٨ / ٨.

٨ ـ الكافي ٢ : ٤٨ / ٩.

(١) الكهف ١٨ : ٨٢.

٩ ـ الكافي ٢ : ٤٩ / ١١.

٢٠٣

[ ٢٠٢٨٥ ] ١٠ ـ محمّد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّه قال : كفى بالأجل حارساً.

٨ ـ باب وجوب طاعة العقل ومخالفة الجهل

[ ٢٠٢٨٦ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ـ منهم محمّد بن يحيى العطار ـ عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن العلاء بن رزين ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : لما خلق الله العقل استنطقه ، ثم قال له : أقبل فأقبل ، ثمّ قال له : أدبر فأدبر ، ثمّ قال : وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاً هو أحبّ إليّ منك ، ولا أكملتك إلاّ فيمن أُحبّ أما إنّي إيّاك آمر وإيّاك أنهى وإيّاك أُعاقب وإيّاك أُثيب.

ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن الحسن بن محبوب مثله (١).

[ ٢٠٢٨٧ ] ٢ ـ وعن علي بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن عمرو بن عثمان ، عن مفضل بن صالح ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن علي ( عليه السلام ) قال : هبط جبرئيل ( عليه السلام ) على آدم ( عليه السلام ) فقال : يا آدم إنّي أُمرت أن أُخيرك واحدة من ثلاث فاخترها

__________________

١٠ ـ نهج البلاغة ٣ : ٢٢٦ / ٣٠٦.

وتقدم ما يدل عليه في الباب ٤ من هذه الأبواب ، وفي الحديث ٤ من الباب ١٩ من أبواب مقدّمة العبادات.

ويأتي ما يدل عليه في الحديث ٤ من الباب ٢٥ ، وفي الحديثين ٦ ، ١٥ من الباب ٦٢ من هذه الأبواب ، وفي البابين ١٢ ، ١٣ من أبواب مقدّمات التجارة.

الباب ٨

فيه ١١ حديثاً

١ ـ الكافي ١ : ٨ / ١ ، وأورده في الحديث ١ من الباب ٣ من أبواب مقدّمة العبادات.

(١) المحاسن : ١٩٢ / ٦.

٢ ـ الكافي ١ : ٨ / ٢.

٢٠٤

ودع اثنتين ، فقال له آدم : يا جبرئيل وما الثلاث ؟ فقال : العقل والحياء والدين ، فقال آدم : إنّي قد اخترت العقل ، فقال جبرئيل للحياء والدين : انصرفا ودعاه ، فقالا : يا جبرئيل إنّا أمرنا أن نكون مع العقل حيث كان ، قال : فشأنكما ، وعرج.

ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن عمرو بن عثمان (١).

ورواه الصدوق بإسناده عن أبي جميلة المفضل بن صالح مثله (٢).

[ ٢٠٢٨٨ ] ٣ ـ وعن أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن عبدالجبار ، عن بعض أصحابنا رفعه إلى أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قلت له : ما العقل ؟ قال : ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان ، قال : قلت : فالذي كان في معاوية ؟ قال : تلك النكراء ، تلك الشيطنة ، وهي شبيهة بالعقل ، وليست بالعقل.

ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن محمّد بن عبدالجبار مثله (١).

[ ٢٠٢٨٩ ] ٤ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن فضّال ، عن الحسن بن الجهم قال : سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول : صديق كل امرئ عقله ، وعدوه جهله.

ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن الحسن بن علي بن فضال (١).

__________________

(١) المحاسن ١٩١ / ٢.

(٢) الفقيه ٤ : ٢٩٨ / ٩٠٢.

٣ ـ الكافي ١ : ٨ / ٣.

(١) المحاسن : ١٩٥ / ١٥.

٤ ـ الكافي ١ : ٨ / ٤.

(١) المحاسن : ١٩٤ / ١٢.

٢٠٥

ورواه الصدوق في ( العلل ) عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى (٢).

ورواه في ( عيون الأخبار ) عن أبيه ومحمّد بن الحسن ، عن سعد والحميري ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن الحسن بن الجهم.

ورواه أيضاً عن علي بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقاق ، عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفي ، عن أحمد بن محمّد بن صالح ، عن حمدان الديواني ، عن الرضا ( عليه السلام ) مثله (٣).

[ ٢٠٢٩٠ ] ٥ ـ وعن أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن حسان ، عن أبي محمّد الرازي ، عن سيف بن عميرة عن إسحاق بن عمار ، قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : من كان عاقلاً كان له دين ، ومن كان له دين دخل الجنة.

ورواه الصدوق في ( ثواب الأعمال ) عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس مثله (١).

[ ٢٠٢٩١ ] ٦ ـ وعن أبي عبدالله الأشعري ، عن بعض أصحابنا رفعه ، عن هشام بن الحكم قال : قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) يا هشام إنّ الله بشّر أهل العقل والفهم في كتابه فقال : ( فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الأَلْبَابِ ) (١) ـ إلى أن قال : ـ يا هشام إن لقمان قال لابنه : تواضع للحق تكن

__________________

(٢) علل الشرائع : ١٠١ / ٢.

(٣) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ٢ : ٢٤ / ١ و ١ : ٢٥٨ / ١٥.

٥ ـ الكافي ١ : ٩ / ٦.

(١) ثواب الأعمال : ٢٩ / ٢.

٦ ـ الكافي ١ : ١٠ / ١٢.

(١) الزمر ٣٩ : ١٧ ، ١٨.

٢٠٦

أعقل الناس ، يا بني إنّ الدنيا بحر عميق قد غرق فيها عالم كثير فلتكن سفينتك فيها تقوى الله ، وحشوها الإِيمان ، وشراعها التّوكل ، وقيّمها العقل ، ودليلها العلم ، وسكّانها الصبر ، يا هشام إنّ لكلّ شيء دليلاً ، ودليل العقل التفكّر ، ودليل التفكّر الصمت ولكلّ شيء مطية ومطية العقل التواضع ، وكفى بك جهلاً أن تركب ما نهيت عنه ـ إلى أن قال : ـ يا هشام إنّ لله على الناس حجتين حجة ظاهرة وحجّة باطنة ، فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمّة ، وأما الباطنة فالعقول ـ إلى أن قال : ـ يا هشام كيف يزكو عند الله عملك وأنت قد شغلت قلبك عن أمر ربّك وأطعت هواك على غلبة عقلك ؟ يا هشام إنّ العاقل رضى بالدون من الدنيا مع الحكمة ولم يرض بالدون من الحكمة مع الدنيا ، فلذلك ربحت تجارتهم ، إنّ العقلاء تركوا فضول الدنيا فكيف الذنوب ؟ وترك الدنيا من الفضل ، وترك الذنوب من الفرض ، يا هشام إنّ العاقل نظر إلى الدنيا وإلى أهلها فعلم أنّها لا تنال إلاّ بالمشقة ، ونظر إلى الآخرة فعلم أنّها لا تنال إلاّ بالمشقة ، فطلب بالمشقة أبقاهما ... الحديث.

[ ٢٠٢٩٢ ] ٧ ـ وعن علي بن محمّد ، عن سهل بن زياد رفعه قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : العقل غطاء ستير والفضل جمال ظاهر ، فاستر خلل خلقك بفضلك ، وقاتل هواك بعقلك ، تسلم لك المودة ، وتظهر لك المحبة.

[ ٢٠٢٩٣ ] ٨ ـ وعنه ، عن سهل ، عن إسماعيل بن مهران ، عن بعض رجاله ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : العقل دليل المؤمن.

[ ٢٠٢٩٤ ] ٩ ـ وعن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن

__________________

٧ ـ الكافي ١ : ١٥ / ١٣.

٨ ـ الكافي ١ : ١٩ / ٢٤.

٩ ـ الكافي ١ : ٢٠ / ٢٥.

٢٠٧

الوشاء ، عن حماد بن عثمان ، عن السري بن خالد ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : يا علي لا فقر أشد من الجهل ، ولا مال أعود من العقل.

[ ٢٠٢٩٥ ] ١٠ ـ أحمد بن محمّد البرقي في ( المحاسن ) عن علي بن الحكم ، عن هشام ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : لما خلق الله العقل استنطقه ، ثمّ قال له : أقبل ، فأقبل ، فقال له : أدبر فأدبر ، فقال : وعزّتي وجلالي ما خلقت خلقاً هو أحبّ إليّ منك بك آخذ ، وبك أُعطي وعليك أُثيب.

[ ٢٠٢٩٦ ] ١١ ـ وعن إسماعيل بن قتيبة ، عن أبي عمر العجمي (١) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : خمس من لم يكن فيه لم يكن فيه كثير مستمتع ، قلت : وما هي ؟ قال : العقل والأدب والدين والجود وحسن الخلق.

أقول : العقل يطلق في كلام العلماء والحكماء على معانٍ كثيرة ، وبالتتبع يعلم أنه يطلق في الأحاديث على ثلاثة معانٍ :

أحدها : قوة إدراك الخير والشر والتمييز بينهما ومعرفة أسباب الأُمور ونحو ذلك ، وهذا هو مناط التكليف.

وثانيها : حالة وملكة تدعو إلى اختيار الخير والمنافع واجتناب الشر والمضار.

وثالثها : التعقل بمعنى العلم ، ولذا يقابل بالجهل لا بالجنون ،

__________________

١٠ ـ المحاسن : ١٩٢ / ٧ ، وأورده في الحديث ٦ من الباب ٣ من أبواب مقدمة العبادات.

١١ ـ المحاسن : ١٩١ / ١.

(١) في المصدر : عن يعقوب بن يزيد ، عن إسماعيل بن قتيبة ، عن أبي خالد العجمي.

٢٠٨

وأحاديث هذا الباب وغيره أكثرها محمول على المعنى الثاني والثالث والله أعلم (٢).

٩ ـ باب وجوب غلبة العقل على الشهوة وتحريم العكس

[ ٢٠٢٩٧ ] ١ ـ محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن شعيب بن واقد ، عن الحسين بن زيد ، عن الصادق ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ـ في حديث المناهي ـ قال : من عرضت له فاحشة أو شهوة فاجتنبها مخافة الله عزّ وجلّ حرّم الله عليه النار وآمنه من الفزع الأكبر ، وأنجز له ما وعده في كتابه في قوله تعالى : ( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ) (١) ألا ومن عرضت له دنيا وآخرة فاختار الدنيا على الآخرة لقى الله عزّ وجل يوم القيامة وليست له حسنة يتقي بها النار ، ومن اختار الاخرة وترك الدنيا رضي الله عنه وغفر له مساوي عمله.

[ ٢٠٢٩٨ ] ٢ ـ وفي ( العلل ) عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن عبدالله بن سنان قال : سألت أبا عبدالله جعفر بن محمّد الصادق ( عليهما السلام ) فقلت : الملائكة أفضل أم بنو آدم ؟ فقال : قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : إنّ الله ركب في الملائكة عقلاً بلا شهوة ، وركب في البهائم شهوة بلا عقل ، وركب في بني آدم كلتيهما ، فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة ،

__________________

(٢) تقدم ما يدل عليه في الحديثين ٩ و ١٣ من الباب ٤ من هذه الأبواب ، وفي الباب ٣ من أبواب مقدمة العبادات.

الباب ٩

فيه ٦ أحاديث

١ ـ الفقيه ٤ : ٢ / ١.

(١) الرحمن ٥٥ : ٤٦.

٢ ـ علل الشرائع : ٤ / ١.

٢٠٩

ومن غلب شهوته عقله فهو شرّ من البهائم.

[ ٢٠٢٩٩ ] ٣ ـ وفي ( ثواب الأعمال ) عن جعفر بن علي ، عن جده الحسن بن علي ، عن جده عبدالله بن المغيرة ، عن السكوني عن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعد لم يره.

[ ٢٠٣٠٠ ] ٤ ـ محمّد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّه قال : كم من شهوة ساعة أورثت حزناً طويلاً.

[ ٢٠٣٠١ ] ٥ ـ قال : وقال ( عليه السلام ) : كم من أكلة منعت أكلات.

[ ٢٠٣٠٢ ] ٦ ـ أحمد بن محمّد البرقي في ( المحاسن ) عن جعفر بن محمّد الأشعري ، عن ابن القداح ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال الله تعالى : إنما أقبل الصلاة لمن تواضع لعظمتي ويكف نفسه عن الشهوات من أجلي ، ويقطع نهاره بذكري ، ولا يتعاظم على خلقي ، ويطعم الجائع ، ويكسو العاري ، ويرحم المصاب ، ويؤوي الغريب فذلك يشرق نوره مثل الشمس أجعل له في الظلمات نورا ، وفي الجهالة حلماً اكلؤه بعزّتي وأستحفظه ملائكتي ، يدعوني فأُلبيه ، ويسألني فأُعطيه ، فمثل ذلك عندي كمثل جنّات عدن لا يسمو (١) ثمرها ، ولا تتغير عن حالها.

__________________

٣ ـ ثواب الأعمال ٢١١ / ١.

٤ ـ لم نعثر عليه في نهج البلاغة المطبوع.

٥ ـ نهج البلاغة ٣ : ١٩٣ / ١٧١.

٦ ـ المحاسن ١٥ / ٤٤.

(٢) تقدم ما يدل عليه في الحديثين ٩ و ١٣ من الباب ٤ من هذه الأبواب ، وفي الباب ٣ من أبواب مقدمة العبادات.

(١) أي لا يعلمو كما في قوله تعالى : ( قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ ) وهو إشارة إلى تواضع المؤمن. (منه. قدّه).

وتقدم ما يدل عليه في الحديثين ٩ و ١٣ من الباب ٤ من هذه الأبواب.

٢١٠

١٠ ـ باب وجوب الاعتصام بالله

[ ٢٠٣٠٣ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن محبوب عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : أيّما عبد أقبل قبل ما يحبّ الله عزّ وجل أقبل الله قبل ما يحبّ. ومن اعتصم بالله عصمه الله ، ومن أقبل الله قبله وعصمه لم يبال لو سقطت السماء على الأرض ، أو كانت نازلة نزلت على أهل الأرض فشملتهم بليّة كان في حزب الله بالتقوى من كلّ بليّة ، أليس الله يقول : ( إِنَّ المُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ) (١).

[ ٢٠٣٠٤ ] ٢ ـ وعنه عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن مفضل ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : أوحى الله عزّ وجل إلى داود : ما اعتصم بي عبد من عبادي دون أحد من خلقي عرفت ذلك من نيته ثمّ يكيده السماوات والأرض ومن فيهن إلاّ جعلت له المخرج من بينهن ، وما اعتصم عبد من عبادي بأحد من خلقي عرفت ذلك من نيته إلاّ قطعت أسباب السماوات من يديه ، وأسخت الأرض من تحته ولم أُبال بأيّ وادٍ يهلك (١).

أقول : ويأتي ما يدلّ على ذلك (٢).

__________________

الباب ١٠

فيه حديثان

١ ـ الكافي ٢ : ٥٣ / ٤.

(١) الدخان ٤٤ / ٥١.

٢ ـ الكافي ٢ : ٥٢ / ١.

(١) في نسخة : تهالك ( هامش المخطوط ).

(٢) يأتي في الحديث ٣ من الباب ٥١ من هذه الأبواب وفي الباب ٤٩ من أبواب ما يكتسب به.

٢١١

١١ ـ باب وجوب التوكّل على الله والتفويض إليه

[ ٢٠٣٠٥ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن أبي علي الأشعري ، عن محمّد بن عبدالجبار ، عن ابن محبوب ، عن أبي حفص الأعشى ، عن عمر بن خالد (١) ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن عليّ بن الحسين ( عليه السلام ) قال : خرجت حتى انتهيت إلى هذا الحائط فاتكأت عليه ، فإذا رجل عليه ثوبان أبيضان ينظر في تجاه وجهي ، ثمّ قال : يا علي بن الحسين ما لي أراك كئيباً حزيناً ـ إلى أن قال : ـ ثمّ قال : يا علي بن الحسين ( عليه السلام ) هل رأيت أحداً دعا الله فلم يجبه ؟ قلت : لا ، قال : فهل رأيت أحداً توكل على الله فلم يكفه ؟ قلت : لا ، قال : فهل رأيت أحداً سأل الله فلم يعطه ؟ قلت : لا ، ثمّ غاب عني.

وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب مثله (٢).

[ ٢٠٣٠٦ ] ٢ ـ وعن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد ، عن علي بن حسان ، عن عمه عبدالرحمن بن كثير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إنّ الغنى والعز يجولان فإذا ظفرا بموضع التوكّل أوطنا.

وعنهم ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن محمّد بن علي ، عن علي بن حسان مثله (١).

__________________

الباب ١١

فيه ٤ أحاديث

١ ـ الكافي ٢ : ٥٢ / ٢.

(١) في نسخة : عمرو بن خالد.

(٢) الكافي ٢ : ٥٢ / ذيل حديث ٢.

٢ ـ الكافي ٢ : ٥٣ / ٣.

(١) الكافي ٢ : ٥٣ / ذيل حديث ٣.

٢١٢

[ ٢٠٣٠٧ ] ٣ ـ وعنهم ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن غير واحد ، عن علي بن أسباط ، عن أحمد بن عمر الحلال ، عن علي بن سويد ، عن أبي الحسن الأول ( عليه السلام ) قال : سألته عن قول الله عزّ وجل : ( وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) (١) فقال : التوكّل على الله درجات منها أن تتوكّل على الله في أمورك كلّها ، فما فعل بك كنت عنه راضياً تعلم أنّه لا يألوك خيراً وفضلاً ، وتعلم أنّ الحكم في ذلك له ، فتوكّل على الله بتفويض ذلك إليه وثق به فيها وفي غيرها.

[ ٢٠٣٠٨ ] ٤ ـ وعنهم ، عن سهل ، وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن يحيى بن المبارك ، عن عبدالله بن جبلة ، عن معاوية بن وهب ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : من أُعطي ثلاثاً لم يمنع ثلاثاً : من أُعطي الدعاء أُعطي الإِجابة ومن أُعطي الشكر أُعطي الزيادة ، ومن أُعطي التوكّل أُعطي الكفاية ، ثمّ قال : أتلوت كتاب الله عزّ وجلّ ( وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) (١) وقال : ( لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ ) (٢) وقال : ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) (٣).

ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن معاوية بن وهب (٤).

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (٥) ويأتي ما يدلّ عليه (٦).

__________________

٣ ـ الكافي ٢ : ٥٣ / ٥.

(١) الطلاق ٦٥ : ٣.

٤ ـ الكافي ٢ : ٥٣ / ٦ ، وأورده عن الخصال والمحاسن في الحديث ١٧ من الباب ٢ من أبواب الدعاء.

(١) الطلاق ٦٥ : ٣.

(٢) إبراهيم ١٤ : ٧.

(٣) غافر ٤٠ : ٦٠.

(٤) المحاسن : ٣ / ١.

(٥) تقدم في الحديثين ١٠ ، ٣١ من الباب ٤ ، وفي الحديث ٤ من الباب ٦ ، وفي الحديث ٤ من الباب ٧ وفي الحديث ٦ من الباب ٨ من هذه الأبواب ، وفي الحديث ٣ من الباب ٢١ من أبواب أحكام شهر رمضان.

(٦) يأتي في الحديث ٨ من الباب ٢٨، وفي الحديث ٣ من الباب ٥١ من هذه الأبواب ، وفي الحديث

٢١٣

١٢ ـ باب عدم جواز تعلّق الرجاء والأمل بغير الله

[ ٢٠٣٠٩ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن أبي علي ، عن محمّد بن الحسن ، عن الحسين بن أسد (١) ، عن الحسين بن علوان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) أنّه قرأ في بعض الكتب إنّ الله تبارك وتعالى يقول : وعزّتي وجلالي ومجدي وارتفاعي على عرشي لأقطعنّ أمل كلّ مؤمّل من الناس غيري باليأس ولأكسونّه ثوب المذلة عند الناس ، ولأُنحينّه من قربي ولأُبعدنّه من فضلي ، أيؤمل غيري في الشدائد والشدائد بيدي ؟ ويرجو غيري ، ويقرع بالفكر باب غيري وبيدي مفاتيح الأبواب وهي مغلقة ، وبابي مفتوح لمن دعاني ؟ فمن ذا الذي أمّلني لنائبة فقطعته دونها ؟ ومن الذي رجاني لعظيمة فقطعت رجاءه مني ؟ جعلت آمال عبادي عندي محفوظة فلم يرضوا بحفظي ، وملأت سماواتي ممّن لا يمل من تسبيحي ، وأمرتهم أن لا يغلقوا الأبواب بيني وبين عبادي فلم يثقوا بقولي ألم يعلم من طرقته نائبة من نوائبي أنّه لا يملك كشفها أحد غيري إلاّ من بعد إذني ، فما لي أراه لاهياً عنّي أعطيته بجودي ما لم يسألني ، ثمّ انتزعته عنه فلم يسألني ردّه ، وسأل غيري ، أفتراني أبدأ بالعطاء قبل المسألة ، ثمّ أُسأل فلا أُجيب سائلي أبخيل أنا فيبخلني عبدي ؟ أو ليس الجود والكرم لي ؟ أو ليس العفو والرحمة بيدي ؟ أو ليس أنا محل الآمال فمن يقطعها دوني ؟ أفلا يخشى المؤملون أن يؤملوا غيري ؟ فلو أنّ أهل سماواتي وأهل أرضي أملوا جميعاً ثمّ أعطيت كلّ واحد منهم مثل ما أمل الجميع ما انتقص من

__________________

٥ من الباب ٧ ، وفي الحديث ٥ من الباب ١٠ من أبواب مقدمات التجارة.

الباب ١٢

فيه حديثان

١ ـ الكافي ٢ : ٥٣ / ٧.

(١) في نسخة من المصدر : الحسين بن راشد ( هامش المخطوط ).

٢١٤

ملكي عضو ذرة ، وكيف ينقص ملك أنا قيمه ؟ فيا بؤساً للقانطين من رحمتي ، ويا بؤساً لمن عصاني ولم يراقبني.

وعن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن بعض أصحابنا ، عن عبّاد بن يعقوب الرواجني ، عن سعيد بن عبدالرحمن ، عن بعض ولد الحسين قال : وجدت في بعض كتب آبائي وذكر مثله (٢).

[ ٢٠٣١٠ ] ٢ ـ أحمد بن فهد في ( عدة الداعي ) قال : روي عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجل ( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ ) (١) قال : هو قول الرجل : لولا فلان لهلكت ، ولولا فلان ما أصبت كذا وكذا ، ولولا فلان لضاع عيالي ، ألا ترى أنّه قد جعل الله شريكاً في ملكه يرزقه ويدفع عنه قلت : فيقول ماذا ؟ يقول : لولا أن منّ الله عليّ بفلان لهلكت ، قال : نعم : لا بأس بهذا أو نحوه.

أقول : ويأتي ما يدلّ على ذلك في أحاديث محاسبة النفس (٢) وغيرها (٣).

__________________

(٢) الكافي ٢ : ٥٤ / ٨.

٢ ـ عدة الداعي : ٨٩.

(١) يوسف ١٢ : ١٠٦.

(٢) في الحديث ٣ من الباب ٩٦ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الحديث٤ من الباب١٦ من هذه الأبواب ، وفي الحديث٨ من الباب ٤١ من أبواب الأمر بالمعروف.

وتقدم ما يدل عليه في الحديث ٣١ من الباب ٤ من هذه الأبواب ، وفي الباب ٣٦ من أبواب الصدقة.

٢١٥

١٣ ـ باب وجوب الجمع بين الخوف والرجاء والعمل لما يرجو ويخاف

[ ٢٠٣١١ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن حديد ، عن منصور بن يونس ، عن الحرث بن المغيرة أو أبيه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قلت له ما كان في وصية لقمان ؟ قال : كان فيها الأعاجيب ، وكان أعجب ما كان فيها أن قال لابنه : خف الله خيفة لو جئته بِبِرّ الثقلين لعذّبك ، وارج الله رجاءً لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك ، ثمّ قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : كان أبي يقول : ليس من عبد مؤمن إلاّ وفي قلبه نوران : نور خيفة ، ونور رجاء ، لو وزن هذا لم يزد على هذا ولو وزن هذا لم يزد على هذا.

[ ٢٠٣١٢ ] ٢ ـ وعنهم عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن ابن أبي نجران ، عمّن ذكره ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قلت له : قوم يعملون بالمعاصي ويقولون : نرجو ، فلا يزالون كذلك حتّى يأتيهم الموت ، فقال : هؤلاء قوم يترجّحون (١) في الأماني ، كذبوا ، ليسوا براجين ، من رجا شيئاً طلبه ، ومن خاف من شيء هرب منه.

[ ٢٠٣١٣ ] ٣ ـ وعن علي بن محمّد رفعه عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) نحوه إلاّ أنّه قال : ليسوا لنا بموال.

__________________

الباب ١٣

فيه ٨ أحاديث

١ ـ الكافي ٢ : ٥٥ / ١.

٢ ـ الكافي ٢ : ٥٥ / ٥.

(١) رجح الميزان : يرجح رجحاناً أي مال ، وترجحت الارجوحة بالغلام أي مالت ( الصحاح ـ رجح ـ ١ : ٣٦٤ ).

٣ ـ الكافي ٢ : ٥٦ / ٦.

٢١٦

[ ٢٠٣١٤ ] ٤ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : كان أبي يقول : أنّه ليس من عبد مؤمن إلاّ وفي قلبه نوران ، نور خيفة ونور رجاء ، لو وزن هذا لم يزد على هذا ، ولو وزن هذا لم يزد على هذا.

[ ٢٠٣١٥ ] ٥ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن الحسين بن أبي سارة (١) قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : لا يكون المؤمن مؤمناً حتّى يكون خائفاً راجياً ولا يكون خائفاً راجياً حتّى يكون عاملاً لما يخاف ويرجو.

[ ٢٠٣١٦ ] ٦ ـ محمّد بن علي بن الحسين في ( المجالس ) عن محمّد بن موسى بن المتوكل ، عن السعدآبادي ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن علي بن محمّد ، عن المنقري ، عن حماد بن عيسى ، عن الصادق جعفر بن محمّد ( عليه السلام ) قال : كان فيما أوصى به لقمان لابنه أن قال : يا بُني خف الله خوفاً لو جئته بِبِرّ الثقلين خفت أن يعذّبك الله ، وارج الله رجاء لو جئته بذنوب الثقلين رجوت أن يغفر الله لك.

[ ٢٠٣١٧ ] ٧ ـ وعن علي بن أحمد بن عبدالله ، عن أبيه ، عن جدّه أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن حمزة بن عبدالله الجعفري ، عن جميل بن دراج ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : قال الصادق جعفر بن محمّد ( عليه

__________________

٤ ـ الكافي ٢ : ٥٧ / ١٣.

٥ ـ الكافي ٢ : ٥٧ / ١١.

(١) في المصدر : الحسن بن أبي سارة.

٦ ـ أمالي الصدوق : ٥٣١ / ٥.

٧ ـ أمالي الصدوق : ٢٢ / ٥.

٢١٧

السلام ) : ارج الله رجاء لا يجرئك على معصيته (١) وخف الله خوفاً لا يؤيسك من رحمته.

[ ٢٠٣١٨ ] ٨ ـ محمّد بن الحسين الرضي الموسوي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّه قال : في خطبة له : يدّعي بزعمه أنه يرجو الله كذب والعظيم ، ماله لا يتبيّن رجاؤه في عمله ؟! وكلّ راجٍ عرف رجاؤه في عمله إلاّ رجاء الله فإنّه مدخول ، وكلّ خوف محقق إلاّ خوف الله فإنّه معلول ، يرجو الله في الكبير ، ويرجو العباد في الصغير فيعطي العبد ما لا يعطي الرب ، فما بال الله جلّ ثناؤه يقصر به عما يصنع لعباده؟! أتخاف أن تكون في رجائك له كاذباً ، أو يكون لا يراه للرجاء موضعاً ؟! وكذلك إن هو خاف عبداً من عبيده أعطاه من خوفه ما لا يعطي ربه فجعل خوفه من العباد نقداً وخوفه من خالقه ضماراً (١) ووعداً !.

أقول : ويأتي ما يدلّ على ذلك (٢).

١٤ ـ باب وجوب الخوف من الله

[ ٢٠٣١٩ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن النعمان ، عن حمزة بن حمران قال : سمعت أبا عبدالله

__________________

(١) في نسخة : معاصيه ( هامش المخطوط ).

٨ ـ نهج البلاغة ٢ : ٧١ / ١٥٥.

(١) الضمار: ما لا يرجى من الدين والوعد وكل ما لا تكون منه على ثقة (الصحاح ـ ضمر ـ ٢ : ٧٢٢).

(٢) يأتي في الحديث ١٣ من الباب ٢٢ من هذه الأبواب.

وتقدم في الحديثين ٧ ، ١٨ من الباب ٢٠ من أبواب مقدمة العبادات ، وفي الحديث ١٣ من الباب ١١ من أبواب آداب الصائم.

الباب ١٤

فيه ١٤ حديثاً

١ ـ الكافي ٢ : ٥٧ / ٩.

٢١٨

( عليه السلام ) يقول : إنّ ممّا حفظ من خطب رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : أيّها الناس إنّ لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم ، وإنّ لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم ، ألا إنّ المؤمن يعمل بين مخافتين : بين أجل قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه ؟ وبين أجل قد بقى لا يدري ما الله قاض فيه ؟ فليأخذ العبد المؤمن من نفسه لنفسه ، ومن دنياه لآخرته ، وفي الشبيبة قبل الكبر ، وفي الحياة قبل الممات ، فوالَّذي نفس محمّد بيده ما بعد الدنيا من مستعتب وما بعدها من دار إلاّ الجنة أو النار.

[ ٢٠٣٢٠ ] ٢ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن فضيل بن عثمان ، عن أبي عبيدة الحذاء ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : المؤمن بين مخافتين : ذنب قد مضى لا يدري ما صنع الله فيه ، وعمر قد بقي لا يدري ما يكتسب فيه من المهالك ، فلا يصبح إلاّ خائفاً ، ولا يصلحه إلاّ الخوف.

[ ٢٠٣٢١ ] ٣ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن داود الرقي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجل : ( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ) (١) قال : من علم أنّ الله يراه ويسمع ما يقول ويعلم ما يعمله (٢) من خير أو شر فيحجزه ذلك عن القبيح من الأعمال فذلك الذي خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى.

[ ٢٠٣٢٢ ] ٤ ـ وبالإِسناد عن ابن محبوب ، عن الهيثم بن واقد قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : من خاف الله أخاف الله منه كلّ

__________________

٢ ـ الكافي ٢ : ٥٧ / ١٢.

٣ ـ الكافي ٢ : ٦٥ / ١.

(١) الرحمن ٥٥ : ٤٦.

(٢) في نسخة : ما يقوله ويفعله ( هامش المخطوط ).

٤ ـ الكافي ٢ : ٥٥ / ٣ والفقيه ٤ : ٢٥٨ / ٨٢٤.

٢١٩

شيء ، ومن لم يخف الله أخافه الله من كلّ شيء.

[ ٢٠٣٢٣ ] ٥ ـ ورواه الصدوق بإسناده عن حماد بن عمرو ، وأنس بن محمّد ، عن أبيه جميعاً ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه في وصية النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) مثله ، وزاد يا علي ثلاث منجيات : خوف الله في السر والعلانية ، والقصد في الغنى والفقر ، وكلمة العدل في الرضا والسخط.

[ ٢٠٣٢٤ ] ٦ ـ وعن محمّد بن الحسن ، عن سهل بن زياد ، عن يحيى بن المبارك ، عن عبدالله بن جبلة ، عن إسحاق بن عمّار قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : يا إسحاق خف الله كأنّك تراه ، وإن كنت لا تراه فإنّه يراك ، وإن كنت ترى أنّه لا يراك فقد كفرت ، وإن كنت تعلم أنّه يراك ثمّ برزت له بالمعصية فقد جعلته من أهون الناظرين عليك (١).

[ ٢٠٣٢٥ ] ٧ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن حمزة بن عبدالله الجعفري ، عن جميل بن درّاج ، عن أبي حمزة قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : من عرف الله خاف الله ومن خاف الله سخت نفسه عن الدنيا.

[ ٢٠٣٢٦ ] ٨ ـ وعنهم ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن بعض أصحابه ، عن صالح بن حمزة رفعه قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : إنّ من العبادة شدّة الخوف من الله عزّ وجلّ : يقول الله عز وجلّ ( إِنَّمَا يَخْشَى

__________________

٥ ـ الفقيه ٤ : ٢٦٠ / ٨٢٤.

٦ ـ الكافي ٢ : ٥٥ / ٢.

(١) في نسخة : إليك ( هامش المخطوط ).

٧ ـ الكافي ٢ : ٥٥ / ٤.

٨ ـ الكافي ٢ : ٥٦ / ٧.

٢٢٠