وسائل الشيعة - ج ١٥

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]

وسائل الشيعة - ج ١٥

المؤلف:

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٣
ISBN: 964-5503-15-9
ISBN الدورة:
964-5503-00-0

الصفحات: ٣٩٠
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

ورواه في ( صفات الشيعة ) وفي ( الأمالي ) وفي ( عيون الأخبار ) وفي ( معاني الأخبار ) (٢) كذلك إلاّ أنه ذكر في معاني الأخبار : الرضا ، بدل الحلم.

ورواه الكليني ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عثمان بن عيسى نحوه (٣).

[ ٢٠٢٢٨ ] ٢ ـ وبإسناده عن الحسين بن سعيد ، عن الحسين بن علوان ، عن عمرو بن ثابت ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) : يا علي أُوصيك في نفسك بخصال فاحفظها ثمّ قال : اللّهم أعنه ، أمّا الأولى فالصدق لا يخرجنّ من فيك كذبة أبداً ، والثانية الورع لا تجترأنَّ على خيانة أبداً ، والثالثة الخوف من الله كأنك تراه ، والرابعة كثرة البكاء من خشية الله عزّ وجلّ يبني لك بكل دمعة بيت في الجنة ، والخامسة بذل مالك ودمك دون دينك ، والسادسة الأخذ بسنّتي في صلاتي وصيامي وصدقتي ، أمّا الصلاة فالخمسون ركعة ، وأمّا الصوم فثلاثة أيّام في كل شهر خميس في أوّله ، وأربعاء في وسطه ، وخميس في آخره ، وأمّا الصدقة فجهدك حتى يقال : اسرفت ولم تسرف ، وعليك بصلاة الليل وعليك بصلاة الليل وعليك بصلاة الليل ، وعليك بصلاة الزوال ، وعليك بقراءة القرآن على كل حال ، وعليك برفع يديك في

__________________

(٢) صفات الشيعة : ٤٧ / ٩٧ ، وأمالي الصدوق : ١٨٤ / ٨ ، ولم نعثر عليه في عيون الأخبار المطبوع ، معاني الأخبار : ١٩١ / ٣.

(٣) الكافي ٢ : ٤٦ / ٢.

٢ ـ الفقيه ٤ : ١٣٩ / ٤٨٣ ، وأورد قطعة منه في الحديث ١ من الباب ٣ من أبواب السواك ، وأخرى في الحديث ٥ من الباب ٢٥ من أبواب أعداد الفرائض ، وأخرى في الحديث ٨ من الباب ٩ من أبواب تكبيرة الإِحرام ، واخرى في الحديث ١ من الباب ١١ من أبواب قراءة القرآن ، وأُخرى في الحديث ١ من الباب ٦ من أبواب الصدقة ، وأخرى في الحديث ٥ من الباب ٢٢ من أبواب الأمر بالمعروف.

١٨١

الصلاة ، وتقليبهما ، عليك بالسواك عند كل صلاة (١) ، عليك بمحاسن الأخلاق فاركبها ، عليك بمساوىء الأخلاق فاجتنبها ، فإن لم تفعل فلا تلومنّ إلاّ نفسك.

ورواه الكليني عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن النعمان ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) (٢).

ورواه الشيخ بإسناده عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار (٣).

ورواه الحسين ابن سعيد في كتاب ( الزهد ) عن الحسين بن علوان (٤).

ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن محمّد بن إسماعيل رفعه إلى أبي عبدالله ( عليه السلام ) مثله إلاّ أنّه قال : أمّا الصلاة في الليل والنهار ، ثم قال : وعليك بالسواك لكل وضوء (٥).

[ ٢٠٢٢٩ ] ٣ ـ وبإسناده عن حماد بن عمرو وأنس بن محمّد ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ـ في وصية النبي ( صلّى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) ـ أنه قال : يا علي ثلاث من مكارم الأخلاق في الدنيا والآخرة : أن تعفو عمّن ظلمك ، وتصل من قطعك ، وتحلم عمّن

__________________

(١) في التهذيب : عند كلّ وضوء وكلّ صلاة ( هامش المخطوط ).

(٢) الكافي ٨ : ٧٩ / ٣٣.

(٣) التهذيب ٩ : ١٧٥ / ٧١٣.

(٤) الزهد : ٢١ / ٤٧ ، وفيه : فأما صلاتي فالاحدى وخمسون ... بمحاسن الأخلاق فارتكبها.

(٥) المحاسن : ١٧ / ٤٨.

٣ ـ الفقيه ٤ : ٢٥٧ / ٨٢٢.

١٨٢

جهل عليك.

[ ٢٠٢٣٠ ] ٤ ـ وفي ( الخصال ) عن أبيه ، عن الحميري ، عن الحسن بن محمّد بن موسى ، عن يزيد بن إسحاق ، عن الحسن بن عطية ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : المكارم عشر فإن استطعت أن تكون فيك فلتكن فإنّها تكون في الرجل ولا تكون في ولده ، وتكون في ولده ولا تكون في أبيه ، وتكون في العبد ولا تكون في الحرّ : صدق الناس (١) وصدق اللسان وأداء الأمانة ، وصلة الرحم ، وإقراء الضيف ، وإطعام السائل ، والمكافأة على الصنائع ، والتذمم للجار ، والتذمم للصاحب ، ورأسهن الحياء.

محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الهيثم بن أبي مسروق ، عن يزيد بن إسحاق شعر (٢).

ورواه الطوسي في مجالسه عن أبيه ، عن المفيد ، عن ابن قولويه ، عن علي بن الحسين بن بابويه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى مثله (٣).

[ ٢٠٢٣١ ] ٥ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن بعض أصحابنا رفعه قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : لأنسبنّ الإِسلام نسبة لم ينسبه أحد قبلي ولا ينسبه أحد بعدي إلاّ بمثل ذلك ، إنّ الإِسلام هو التسليم ، والتسليم هو اليقين ، واليقين هو التصديق ، والتصديق هو الإِقرار ، والإِقرار هو العمل ، والعمل هو الأداء ، إنّ المؤمن لم يأخذ دينه عن رأيه ، ولكن أتاه من ربّه فأخذ به ... الحديث.

__________________

٤ ـ الخصال : ٤٣١ / ١١.

(١) في نسخة : البأس ( هامش المخطوط ).

(٢) الكافي ٢ : ٤٦ / ١.

(٣) أمالي الطوسي ١ : ٩.

٥ ـ الكافي ٢ : ٣٨ / ١.

١٨٣

[ ٢٠٢٣٢ ] ٦ ـ وعنهم ، عن ابن خالد ، عن أبيه ، عن عبدالله بن القاسم ، عن مدرك بن عبدالرحمن ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : الإِسلام عريان فلباسه الحياء ، وزينته الوفاء (١) ومروءته العمل الصالح ، وعماده الورع ، ولكلّ شيء أساس وأساس الإِسلام حبنا أهل البيت.

وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن علي بن معبد ، عن عبدالله بن القاسم مثله (٢).

[ ٢٠٢٣٣ ] ٧ ـ وعنهم ، عن أحمد بن محمّد ، عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني ، عن أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) ، عن أبيه ، عن جدّه ، قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : إنّ الله خلق الإِسلام فجعل له عرصة (١) ، وجعل له نوراً ، وجعل له حصناً ، وجعل له ناصراً ، فأمّا عرصته فالقرآن ، وأمّا نوره فالحكمة ، وأمّا حصنه فالمعروف ، وأمّا انصاره فأنا وأهل بيتي وشيعتنا ... الحديث.

[ ٢٠٢٣٤ ] ٨ ـ وعنهم عن ابن خالد ، عن أبيه ، عمّن ذكره ، عن محمّد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إنّكم لا تكونون صالحين حتّى تعرفوا ، ولا تعرفون حتّى تصدقوا ، ولا تصدقون حتّى تسلموا أبوابا أربعة لا يصلح أوّلها إلاّ بآخرها ... الحديث.

__________________

٦ ـ الكافي ٢ : ٣٨ / ٢.

(١) في نسخة : الوقار ( هامش المخطوط ).

(٢) الكافي ٢ : ٣٨ / ذيل حديث ٢.

٧ ـ الكافي ٢ : ٣٨ / ٣.

(١) العرصة : كل بقعة بين الدور واسعة ليس فيها بناء ، وقد جاءت في الحديث الشريف على سبيل الاستعارة ، أُنظر ( مجمع البحرين ـ عرص ـ ٤ : ١٧٤ ).

٨ ـ الكافي ٢ : ٣٩ / ٣.

١٨٤

[ ٢٠٢٣٥ ] ٩ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن عبدالملك بن غالب ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثمان خصال : وقوراً عند الهزاهز ، صبوراً عند البلاء ، شكوراً عند الرخاء ، قانعاً بما رزقه الله ، لا يظلم الأعداء ، ولا يتحامل للأصدقاء ، بدنه منه في تعب ، والناس منه في راحة ، إنّ العلم خليل المؤمن ، والحلم وزيره ، والعقل أمير جنوده ، والرفق أخوه ، والبرّ (١) والده.

ورواه الصدوق بإسناده عن حماد بن عمرو وأنس بن محمّد عن أبيه جميعاً ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ـ في وصيّة النبي ( صلّى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) ـ وذكر نحوه ، إلى قوله : في راحة ، إلاّ أنّه قال : وقار وشكر وصبر وقنوع (٢).

ورواه في ( المجالس ) عن محمّد بن موسى بن المتوكل ، عن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمّد نحوه (٣).

وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب مثله (٤).

[ ٢٠٢٣٦ ] ١٠ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) (١) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : الإِسلام (٢) له أركان أربعة : التوكل على الله ، وتفويض الأمر إلى الله ،

__________________

٩ ـ الكافي ٣ : ٣٩ / ١.

(١) في نسخة : واللين ( هامش المخطوط ).

(٢) الفقيه ٤ : ٢٥٥.

(٣) أمالي الصدوق : ٤٧٤ / ١٧.

(٤) الكافي ٢ : ١٨١ / ٢.

١٠ ـ الكافي ٢ : ٣٩ / ٢.

(١) في المصدر زيادة : عن أبيه.

(٢) في المصدر : الإِيمان.

١٨٥

والرضا بقضآء الله ، والتسليم لأمر الله عزّ وجلّ.

[ ٢٠٢٣٧ ] ١١ ـ وعنه ، عن أبيه ، وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد جميعاً ، عن الحسن بن محبوب ، عن يعقوب السراج ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : سُئل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عن الإِيمان ؟ فقال : إنّ الله عزّ وجلّ جعل الإِيمان على أربع دعائم : على الصبر ، واليقين ، والعدل والجهاد ، فالصبر من ذلك على أربع شعب : على الشوق ، والإِشفاق ، والزهد ، والترقّب ـ إلى أن قال : ـ واليقين على أربع شعب : تبصرة الفِطنة ، وتأويل الحكمة ، ومعرفة العِبرة ، وسنّة الأوّلين ، والعدل على أربع شعب : على غامض الفهم ، وغمر العلم ، وزهرة الحكم ، وروضة الحلم ـ إلى أن قال : ـ والجهاد على أربع شعب : على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والصدق في المواطن ، وشنآن الفاسقين ... الحديث.

[ ٢٠٢٣٨ ] ١٢ ـ وعن أبي علي الأشعري ، عن محمّد بن عبدالجبار ، عن ابن فضال ، عن منصور بن يونس ، عن أبي حمزة ، عن علي بن الحسين ( عليه السلام ) قال : المؤمن ينصت ليسلم ، وينطق ليغنم ، لا يحدث أمانته الأصدقاء ، ولا يكتم شهادته من البعداء ، ولا يعمل شيئاً من الخير رياء ، ولا يتركه حياء ، إن زكّي خاف ما يقولون ، ويستغفر الله لما لا يعملون ، لا يغرّه قول من جهله ، ويخاف إحصاء ما عمله.

وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن أبي حمزة مثله (١).

__________________

١١ ـ الكافي ٢ : ٤٢ / ١.

١٢ ـ الكافي ٢ : ١٨٣ / ٣.

(١) الكافي ٢ : ٩١ / ٢.

١٨٦

[ ٢٠٢٣٩ ] ١٣ ـ وعن بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) ـ في حديث طويل ـ قال : يا هشام كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول : ما عبدالله بشيء أفضل من العقل ، وما تمّ عقل امرىء حتى تكون فيه خصال شتّى : الكفر والشر منه مأمونان ، والرشد والخير منه مأمولان ، وفضل ماله مبذول ، وفضل قوله مكفوف ، نصيبه من الدنيا القوت ، لا يشبع من العلم دهره ، الذل أحب إليه مع الله من العز مع غيره ، والتواضع أحب إليه من الشرف ، يستكثر قليل المعروف من غيره ، ويستقل كثير المعروف من نفسه ، ويرى الناس كلّهم خيراً منه ، وأنّه شرّهم في نفسه ، وهو تمام الأمر.

[ ٢٠٢٤٠ ] ١٤ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن بعض من رواه ، رفعه إلى أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : المؤمن له قوّة في دين ، وحزم في لين ، وإيمان في يقين ، وحرص في فقه ، ونشاط في هدى ، وبر في استقامة ، وعلم في حلم ، وكيس (١) في رفق ، وسخاء في حقّ ، وقصد في غنى ، وتحمل في فاقة ، وعفو في قدرة ، وطاعة لله في نصيحة ، وانتهاء في شهوة ، وورع في رغبة ، وحرص في جهاد ، وصلاة في شغل ، وصبر في شدة ، وفي الهزاهز وقور ، وفي المكاره صبور ، وفي الرخاء شكور ، ولا يغتاب ولا يتكبر ، ولا يقطع الرحم ، وليس بواهن ولا فظ ولا غليظ ولا يسبقه بصره ، ولا يفضحه بطنه ، ولا يغلبه فرجه ، ولا يحسد الناس يعيَّر ولا يعيِّر (٢) ولا يسرف ، ينصر المظلوم ، ويرحم المسكين ، نفسه منه في عناء والناس منه في راحة ، لا يرغب في عزّ الدنيا ، ولا يجزع من ذلّها ، للناس همّ قد أقبلوا عليه ، وله همّ قد شغله ، لا يرى في حلمه نقص ولا في

__________________

١٣ ـ الكافي ١ : ١٤.

١٤ ـ الكافي ٢ : ١٨٢ / ٤.

(١) في صفات الشيعة : وشكر ( هامش المخطوط ).

(٢) في الخصال : لا يقتّر ولا يبذّر.

١٨٧

رأيه وهن ، ولا في دينه ضياع ، يرشد من استشاره ، ويساعد من ساعده ، ويكيع (٣) عن الخنا والجهل.

ورواه الصدوق في ( صفات الشيعة ) عن محمّد بن علي ماجيلويه ، عن عمّه ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن رجل ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) نحوه (٤).

ورواه في ( الخصال ) عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى ، وأحمد بن إدريس جميعاً عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن الحسن بن علي ، عن أبي سليمان الحلواني أو عن رجل عنه عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) نحوه ، وزاد فهذه صفة المؤمن (٥).

[ ٢٠٢٤١ ] ١٥ ـ وبهذا الإِسناد عن أحدهما ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ أنّه سأل رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) عن صفة المؤمن ، فقال : عشرون خصلة في المؤمن ، فإن لم تكن فيه لم يكمل إيمانه ، إن من أخلاق المؤمنين يا علي الحاضرون الصلاة (١) ، والمسارعون إلى الزكاة ، والمطعمون للمسكين ، الماسحون لرأس اليتيم ، المطهرون أطمارهم ، المتّزرون على أوساطهم ، الَّذين إن حدّثوا لم يكذبوا ، وإن وعدوا لم يخلفوا ، وإن ائتمنوا لم يخونوا ، وإن تكلّموا صدقوا ، رُهبان الليل ، أُسد بالنهار ، صائمون النهار ، قائمون الليل ، لا يؤذون جاراً ، ولا يتأذّى بهم جار ، الذين مشيهم على الأرض هون ، وخطاهم إلى بيوت الأرامل وعلى أثر الجنائز جعلنا الله وإياكم من المتقين.

__________________

(٣) كاع عن الأمر : هابه وجبن عنه ورجع. ( الصحاح ـ كيع ـ ٣ : ١٢٧٨ ).

(٤) صفات الشيعة : ٣٤ / ٥٤.

(٥) الخصال : ٥٧١ / ٢.

١٥ ـ الكافي ٢ : ١٨٢ / ٥.

(١) أضاف في المحاسن : والحاجّون إلى بيت الله الحرام ، والصائمون شهر رمضان ( عن نسخة ).

١٨٨

ورواه الصدوق في ( المجالس ) عن علي بن عيسى ، عن علي بن محمّد ماجيلويه ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان ، عن زياد بن المنذر ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة قال : سمعت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول : سألت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) وذكر مثله ، وزاد بعد قوله : إلى الزكاة والحاجون إلى بيت الله الحرام ، والصائمون في شهر رمضان (٢).

[ ٢٠٢٤٢ ] ١٦ ـ وعنهم ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن ابن أبي يعفور ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إنّ شيعة علي ( عليه السلام ) كانوا خمص البطون ، ذبل الشفاه ، اهل رأفة وعلم وحلم يعرفون بالرهبانية ، فأعينوا على ما أنتم عليه بالورع والاجتهاد.

[ ٢٠٢٤٣ ] ١٧ ـ وعنهم ، عن سهل ، عن محمّد بن أُرومة ، عن أبي إبراهيم الأعجمي ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : المؤمن حليم لا يجهل ، وإن جهل عليه يحلم ، ولا يظلم ، وإن ظُلم غفر ، ولا يبخل ، وإن بُخل عليه صبر.

[ ٢٠٢٤٤ ] ١٨ ـ وعنهم ، عن ابن خالد ، عن إسماعيل بن مهران ، عن منذر بن جيفر ، عن آدم أبي الحسين (١) اللؤلؤي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : المؤمن من طاب مكسبه ، وحسنت خليقته ، وصحت سريرته ، وانفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من كلامه ، وكفى الناس شره ، وانصف الناس من نفسه.

__________________

(٢) أمالي الصدوق : ٤٣٩ / ١٦.

١٦ ـ الكافي ٢ : ١٨٣ ، وأورده في الحديث ٨ من الباب ٢٠ من أبواب مقدّمة العبادات.

١٧ ـ الكافي ٢ : ١٨٤ / ١٧.

١٨ ـ الكافي ٢ : ١٨٤ / ١٨.

(١) في نسخة : آدم أبي الحسن ( هامش المخطوط ).

١٨٩

[ ٢٠٢٤٥ ] ١٩ ـ وعنهم ، عن ابن خالد ، عن محمّد بن الحسن بن شمون ، عن عبدالله بن عمرو بن الأشعث ، عن عبدالله بن حماد الأنصاري ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : شيعتنا المتباذلون في ولايتنا ، المتحابّون في مودتنا ، المتزاورون في إحياء أمرنا ، الذين إذا غضبوا لم يظلموا ، وإن رضوا لم يسرفوا ، بركة على من جاوروا ، سلم لمن خالطوا.

[ ٢٠٢٤٦ ] ٢٠ ـ وعنهم ، عن ابن خالد ، عن ابن فضال ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن عبدالله بن الحسن ، عن أُمه فاطمة بنت الحسين بن علي ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ثلاث خصال من كنّ فيه استكمل خصال الإِيمان : إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل ، وإذا غضب لم يخرجه الغضب ، من الحق ، وإذا قدر لم يتعاط ما ليس له.

[ ٢٠٢٤٧ ] ٢١ ـ وعنهم ، عن ابن خالد ، عن أبيه ، عن عبدالله بن القاسم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : إنّ لأهل الدين علامات يعرفون بها : صدق الحديث ، وأداء الأمانة ، ووفاء العهد ، وصلة الأرحام ، ورحمة الضعفاء ، وقلّة المواقعة للنساء ، ـ أو قال وقلّة المواتاة (١) للنساء ـ ، وبذل المعروف ، وحسن الجوار ، وسعة الخلق ، واتّباع العلم ، وما يقرب إلى الله ـ إلى أن قال : ـ إنّ المؤمن نفسه منه في شغل والناس منه في راحة إذا جن عليه الليل افترش وجهه ، وسجد لله بمكارم بدنه يناجي الذي خلقه في فكاك رقبته ألا فهكذا

__________________

١٩ ـ الكافي ٢ : ١٨٥ / ٢٤.

٢٠ ـ الكافي ٢ : ١٨٧ / ٢٩.

٢١ ـ الكافي ٢ : ١٨٧ / ٣٠.

(١) المواتاة : المطاوعة ( الصحاح ـ أتى ـ ٦ : ٢٢٦٢ ).

١٩٠

فكونوا.

ورواه الصدوق في ( صفات الشيعة ) عن الحسين بن أحمد بن إدريس (٢) ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد بن خالد مثله (٣).

[ ٢٠٢٤٨ ] ٢٢ ـ وعنهم ، عن ابن خالد ، عن إسماعيل بن مهران ، عن سيف بن عميرة ، عن سليمان بن عمر (١) ، وعن الحسين بن سيف ، عن أخيه علي ، عن سليمان ، عمّن ذكره ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : سُئل النبي ( صلّى الله عليه وآله ) عن خيار العباد ، فقال : الذين إذا أحسنوا استبشروا ، وإذا أساءوا استغفروا ، وإذا اُعطوا شكروا ، وإذا ابتلوا صبروا وإذا غضبوا غفروا.

[ ٢٠٢٤٩ ] ٢٣ ـ وبهذا الإِسناد قال : قال النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) إنّ خياركم أُولوا النُّهى ، قيل : يا رسول الله من أُولو النُّهى ؟ قال : هم أُولوا الأخلاق الحسنة ، والاحلام الرزينة ، وصلة الأرحام ، والبررة بالأُمهات والآباء ، والمتعاهدون للجيران واليتامى ويطعمون الطعام ، ويفشون السلام في العالم ، ويصلّون والناس نيام غافلون.

[ ٢٠٢٥٠ ] ٢٤ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي ولاّد الحناط ، عن أبي عبدالله ( عليه

__________________

(٢) في صفات الشيعة : الحسن بن أحمد بن إدريس.

(٣) صفات الشيعة : ٤٦ / ٦٦.

٢٢ ـ الكافي ٢ : ١٨٨ / ٣١ ، وأورده عن أمالي الصدوق في الحديث ٨ من الباب ٨٥ من هذه الأبواب.

(١) في المصدر : سليمان بن عمرو.

٢٣ ـ الكافي ٢ : ١٨٨ / ٣٢.

٢٤ ـ الكافي ٢ : ١٨٨ / ٣٤.

١٩١

السلام ) قال : كان علي بن الحسين ( عليه السلام ) يقول : إنّ المعرفة بكمال دين المسلم تركه الكلام فيما لا يعنيه ، وقلّة مرائه ، وحلمه ، وصبره وحسن خلقه.

[ ٢٠٢٥١ ] ٢٥ ـ وبالإِسناد عن ابن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين ( عليه السلام ) قال : من أخلاق المؤمن الإِنفاق على قدر الإِقتار ، والتوسّع على قدر التوسّع ، وإنصاف الناس ، وابتدائه إياهم بالسلام عليهم.

[ ٢٠٢٥٢ ] ٢٦ ـ وبالإِسناد عن ابن محبوب ، عن أبي أيوب ، عن أبي عبيدة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إنّما المؤمن الَّذي إذا رضي لم يدخله رضاه في إثم ولا باطل ، وإن سخط لم يخرجه سخطه من قول الحق ، والّذي إذا قدر لم تخرجه قدرته إلى التعدّي إلى ما ليس له بحق.

[ ٢٠٢٥٣ ] ٢٧ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن مهزم ، وعن بعض أصحابنا ، عن محمّد بن علي ، عن محمّد بن اسحاق الكاهلي ، وعن أبي علي الأشعري ، عن الحسن بن علي الكوفي ، عن العباس بن عامر ، عن ربيع بن محمّد جميعاً ، عن مهزم الأسدي قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : يا مهزم شيعتنا من لا يعدو صوته سمعه ، ولا شحناؤه يديه (١) ، ولا يمتدح بنا معلناً ، ولا يجالس لنا عائبا ، ولا يخاصم لنا قالياً ، وإن لقي مؤمناً أكرمه ، وإن لقي جاهلاً هجره ـ إلى أن قال ـ شيعتنا من لا يهر هرير الكلب ، ولا يطمع طمع الغراب ، ولا يسأل عدونا وإن مات جوعاً ... الحديث.

__________________

٢٥ ـ الكافي ٢ : ١٨٨ / ٣٦ ، وأورده في الحديث ٢ من الباب ٣٢ من أبواب العشرة.

٢٦ ـ الكافي ٢ : ١٨٤ / ١٣.

٢٧ ـ الكافي ٢ : ١٨٦ / ٢٧.

(١) في المصدر : بدنه.

١٩٢

[ ٢٠٢٥٤ ] ٢٨ ـ وبالإِسناد عن يونس ، عن محمّد بن عرفة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ألا أُخبركم بأشبهكم بي ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : أحسنكم خلقاً وأليَنكم كنفاً ، وأبركم بقرابته ، وأشدّكم حبّاً لإِخوانه في دينه ، وأصبركم على الحق ، وأكظمكم للغيظ ، وأحسنكم عفواً ، وأشدّكم من نفسه إنصافاً في الرضا والغضب.

[ ٢٠٢٥٥ ] ٢٩ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن صالح بن السندي ، عن جعفر بن بشير ، عن اسحاق بن عمار ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : المؤمن حسن المعونة ، خفيف المؤونة ، جيد التدبير لمعيشته ، ولا يُلسع من جحر مرتين.

[ ٢٠٢٥٦ ] ٣٠ ـ وعن علي بن محمّد بن بندار ، عن إبراهيم بن اسحاق ، عن سهل بن الحارث ، عن الدلهاث مولى الرضا ( عليه السلام ) قال : سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول : لا يكون المؤمن مؤمناً حتّى يكون فيه ثلاث خصال ، الحديث ، وذكر فيه كتمان سره ، ومداراة الناس والصبر في البأساء والضراء.

محمّد بن علي بن الحسين في ( عيون الأخبار ) ، عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن سهل بن زياد ، عن الحارث بن الدلهاث مثله (١).

وفي ( المجالس ) عن علي بن أحمد بن موسى ، عن محمّد بن

__________________

٢٨ ـ الكافي ٢ : ١٨٨ / ٣٥.

٢٩ ـ الكافي ٢ : ١٨٩ / ٣٨.

٣٠ ـ الكافي ٢ : ١٨٩ / ٣٩.

(١) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ١ : ٢٥٦ / ٩.

١٩٣

أبي عبدالله الكوفي ، عن سهل بن زياد ، عن مبارك مولى الرضا ، عن الرضا ( عليه السلام ) مثله (٢).

[ ٢٠٢٥٧ ] ٣١ ـ وفي ( معاني الأخبار ) عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبيه ـ في حديث مرفوع إلى النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ـ قال : جاء جبرئيل فقال : يا رسول الله إنّ الله أرسلني إليك بهدية لم يعطها أحداً قبلك ، قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ما هي ؟ قال : الصبر وأحسن منه ، قال : وما هو ؟ قال : الرضا وأحسن منه ، قال : وما هو ؟ قال : الزهد وأحسن منه ، قال : وما هو ؟ قال : الإِخلاص وأحسن منه ، قال : وما هو ؟ قال : اليقين وأحسن منه (١) ، قلت : وما هو يا جبرئيل ؟ قال : إنّ مدرجة ذلك التوكّل على الله عزّ وجلّ ، فقلت : وما التوكّل على الله ؟ قال : العلم بأنّ المخلوق لا يضر ولا ينفع ولا يعطي ولا يمنع ، واستعمال اليأس من الخلق ، فإذا كان العبد كذلك لا يعمل لأحد سوى الله ولم يرج ولم يخف سوى الله ، ولم يطمع في أحد سوى الله ، فهذا هو التوكل ، قلت : يا جبرئيل فما تفسير الصبر ؟ قال : تصبر في الضراء كما تصبر في السراء وفي الفاقة كما تصبر في الغنى ، وفي البلاء كما تصبر في العافية ، فلا يشكو حاله عند المخلوق بما يصيبه من البلاء ، قلت : فما تفسير القناعة ؟ قال : يقنع بما يصيب من الدنيا يقنع بالقليل ، ويشكر اليسير ، قلت : فما تفسير الرضا ؟ قال : الراضي لا يسخط على سيده أصاب من الدنيا ( أم لا يصيب ) (٢) منها ، ولا يرضى لنفسه باليسير من العمل ، قلت : يا جبرئيل فما تفسير الزهد ؟ قال : يحب من يحب خالقه ، ويبغض من يبغض خالقه ، ويتحرج من حلال الدنيا ، ولا يلتفت إلى حرامها ، فإنّ

__________________

(٢) أمالي الصدوق ٢٧٠ / ٨.

٣١ ـ معاني الأخبار : ٢٦٠ / ١.

(١) في الأصل زيادة : قال : وما هو ؟ قال : اليقين ، واحسن منه ، قال : ..

(٢) في نسخة : أم لم يصب ( هامش المخطوط ).

١٩٤

حلالها حساب ، وحرامها عقاب ويرحم جميع المسلمين كما يرحم نفسه ، ويتحرج من الكلام كما يتحرج من الميتة التي قد اشتدّ نتنها ، ويتحرج عن حطام الدنيا وزينتها كما يتجنب النار أن يغشاها ، وأن يقصر أمله ، وكان بين عينيه أجله ، قلت : يا جبرئيل فما تفسير الإِخلاص ؟ قال : المُخلص الذي لا يسأل الناس شيئاً حتّى يجد وإذا وجد رضي ، وإذا بقي عنده شيء أعطاه في الله ، فإن لم يسأل المخلوق فقد أقرّ لله بالعبودية ، وإذا وجد فرضي فهو عن الله راضٍ ، والله تبارك وتعالى عنه راضٍ ، وإذا أعطى الله عزّ وجلّ فهو على حد الثقة بربه ، قلت : فما تفسير اليقين ؟ قال : المؤمن يعمل لله كأنه يراه ، فإن لم يكن يرى الله فإنّ الله يراه ، وأن يعلم يقيناً أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما اخطأه لم يكن ليصيبه ، وهذا كلّه أغصان التوكل ومدرجة الزهد (٣).

٥ ـ باب استحباب التفكّر فيما يوجب الاعتبار والعمل

[ ٢٠٢٥٨ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول : نبه بالفكر قلبك ، وجاف عن الليل جنبك ، واتّق الله ربك.

[ ٢٠٢٥٩ ] ٢ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن بعض أصحابه ، عن أبان ، عن

__________________

(٣) وتقدم ما يدل على بعض المقصود في الباب ٨ من أبواب مقدمة العبادات ، وفي الباب ٣ ، وفي الحديث ٦ من الباب ٢٩ من أبواب الملابس ، وفي البابين ١ و ٢ من أبواب العشرة ، وفي الباب ٤٩ من أبواب السفر ، وفي الباب ٢١ من أبواب أحكام شهر رمضان.

ويأتي ما يدل على بعض المقصود في الأبواب الآتية.

الباب ٥

فيه ٩ أحاديث

١ ـ الكافي ٢ : ٤٥ / ١.

٢ ـ الكافي ٢ : ٤٥ / ٢.

١٩٥

الحسن الصيقل قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عمّا يروي الناس : « تفكر ساعة خير من قيام ليلة » قلت : كيف يتفكر ؟ قال : يمر بالخربة أو بالدار فيقول : أين ساكنوك ؟ أين بانوك ؟ مالك لا تتكلّمين ؟.

ورواه الحسين بن سعيد في كتاب ( الزهد ) عن القاسم وفضالة ، عن أبان نحوه إلاّ أنّه رواه عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) (١).

[ ٢٠٢٦٠ ] ٣ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن بعض رجاله ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : أفضل العبادة إدمان التفكر في الله وفي قدرته.

[ ٢٠٢٦١ ] ٤ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن معمر بن خلاّد قال : سمعت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) يقول : ليس العبادة كثرة الصلاة والصوم إنما العبادة التفكر في أمر الله عزّ وجلّ.

[ ٢٠٢٦٢ ] ٥ ـ وعنه ، عن أحمد بن محمّد ، عن إسماعيل بن سهل ، عن حماد ، عن ربعي قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) (١) : التفكر يدعو إلى البر والعمل به.

[ ٢٠٢٦٣ ] ٦ ـ محمّد بن علي بن الحسين في ( المجالس ) عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى ، عن جعفر بن محمّد بن مالك ، عن سعيد بن عمرو ، عن إسماعيل بن بشير (١) قال : كتب هارون الرشيد إلى أبي الحسن موسى بن

__________________

(١) الزهد ١٥ / ٢٩.

٣ ـ الكافي ٢ : ٤٥ / ٣.

٤ ـ الكافي ٢ : ٤٥ / ٤.

٥ ـ الكافي ٢ : ٤٥ / ٥.

(١) في المصدر زيادة : قال أمير المؤمنين ( صلوات الله عليه ).

٦ ـ أمالي الصدوق : ٤١١ / ٨.

(١) في المصدر : إسماعيل بن بشر بن عمار ...

١٩٦

جعفر ( عليهما السلام ) عظني وأوجز ، قال : فكتب إليه : ما من شيء تراه عينك إلاّ وفيه موعظة.

[ ٢٠٢٦٤ ] ٧ ـ وفي ( الخصال ) عن محمّد بن الحسن ، عن الصفار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن يحيى بن أبي عمران ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن رجل ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : كان أكثر عبادة أبي ذر رحمه الله التفكّر والاعتبار.

[ ٢٠٦٢٥ ] ٨ ـ محمّد بن إدريس في آخر ( السرائر ) نقلاً من كتاب أبي عبدالله السياري ، صاحب موسى والرضا ( عليهما السلام ) قال : سمعته يقول : ليس العبادة كثرة الصيام والصلاة ، وإنّما العبادة الفكر في الله تعالى.

[ ٢٠٢٦٦ ] ٩ ـ أحمد بن محمّد بن خالد البرقي في ( المحاسن ) عن بنان بن العباس ، عن حسين الكرخي ، عن جعفر بن أبان ، عن الحسين الصيقل (١) قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : تفكر ساعة خير من قيام ليلة ؟ فقال نعم ، قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) وتفكر ساعة خير من قيام ليلة ، قلت : كيف يتفكر ؟ قال : يمر بالدار والخربة فيقول : أين بانوك ؟ أين ساكنوك ؟ ما لك لا تتكلّمين.

__________________

٧ ـ الخصال ٤٢ / ٣٣.

٨ ـ السرائر ٤٧٦.

٩ ـ المحاسن ٢٦ / ٥.

(١) في المصدر : الحسن الصيقل.

وتقدم ما يدل عليه في الحديث ٥ من الباب ٣ من أبواب أفعال الصلاة ، وفي الحديث ١ من الباب ٣ من أبواب قراءة القرآن ، وفي الحديث ١٤ من الباب ٨٣ ، وفي الحديث ٦ من الباب ١٢٠ من أبواب العشرة.

ويأتي ما يدل عليه في الحديث ٦ من الباب ٨ ، وفي الحديثين ٤ و ٦ من الباب ٩٦ من هذه الأبواب ، ويأتي ما يدل على النهي عن التفكّر في ذات الله في الباب ٢٣ من أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

١٩٧

٦ ـ باب استحباب التخلق بمكارم الأخلاق وذكر جملة منها

[ ٢٠٢٦٧ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن بكر بن صالح ، عن جعفر بن محمّد الهاشمي ، عن إسماعيل بن عباد قال بكر : وأظنّني قد سمعته من إسماعيل ، عن عبدالله بن بكير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إنّا لنحبّ من كان عاقلاً فهماً فقيهاً حليماً مدارياً صبوراً صدوقاً وفيّاً إنّ الله عزّ وجلّ خصّ الأنبياء بمكارم الأخلاق ، فمن كانت فيه فليحمد الله على ذلك ، ومن لم تكن فيه فليتضرّع إلى الله عزّ وجلّ وليسأله إيّاها ، قال : قلت : جعلت فداك وما هنّ ؟ قال : هنّ الورع والقناعة والصبر والشكر والحلم والحياء والسخاء والشجاعة والغيرة والبر وصدق الحديث وأداء الأمانة.

[ ٢٠٢٦٨ ] ٢ ـ وعنهم ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعاً ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن أبي حمزة ، عن جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ألا أُخبركم بخير رجالكم ؟ قلنا : بلى يا رسول الله ، قال : إن خير رجالكم التقي النّقي السمح الكفّين ، النقي الطرفين ، البر بوالديه ، ولا يُلجئ عياله إلى غيره.

[ ٢٠٢٦٩ ] ٣ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إنّ الله عزّ وجلّ ارتضى لكم الإِسلام ديناً فأحسنوا صحبته بالسخاء وحسن الخلق.

__________________

الباب ٦

فيه ٩ أحاديث

١ ـ الكافي ٢ : ٤٦ / ٣.

٢ ـ الكافي ٢ : ٤٧ / ٧.

٣ ـ الكافي ٢ : ٤٦ / ٤.

١٩٨

[ ٢٠٢٧٠ ] ٤ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : الإِيمان أربعة أركان : الرضا بقضاء الله ، والتوكل على الله ، وتفويض الأمر إلى الله ، والتسليم لأمر الله.

[ ٢٠٢٧١ ] ٥ ـ وعن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الحسن بن علي ، عن عبدالله بن سنان ، عن رجل من بني هاشم قال : أربع من كن فيه كمل إسلامه ، وإن كان من قرنه إلى قدمه خطايا لم ينقصه : الصدق والحياء ، وحسن الخلق ، والشكر.

[ ٢٠٢٧٢ ] ٦ ـ محمّد بن علي بن الحسين في ( معاني الأخبار ) وفي ( الأمالي ) عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن حماد بن عثمان قال : جاء رجل إلى الصادق ( عليه السلام ) فقال : يا بن رسول الله أخبرني عن مكارم الأخلاق ؟ فقال : العفو عمّن ظلمك ، وصلة من قطعك ، وإعطاء من حرمك ، وقول الحقّ ولو على نفسك.

[ ٢٠٢٧٣ ] ٧ ـ وفي ( معاني الأخبار ) بالإِسناد عن أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن النضر بن سويد ، عن القاسم بن سليمان ، عن جراح المدائني قال : قال لي أبو عبدالله ( عليه السلام ) ألا أُحدّثك بمكارم الأخلاق ، الصفح عن الناس ، ومواساة الرجل أخاه في ماله وذكر الله كثيراً.

[ ٢٠٢٧٤ ] ٨ ـ وفي ( المجالس ) عن محمّد بن علي ماجيلويه ، عن عمه

__________________

٤ ـ الكافي ٢ : ٤٧ / ٥.

٥ ـ الكافي ٢ : ٤٧ / ٦ ، وأورد مثله في الحديث ٥ من الباب ١١٠ من أبواب العشرة.

٦ ـ معاني الأخبار ١٩١ / ١ ، وأمالي الصدوق ٢٣١ / ١٠.

٧ ـ معاني الأخبار ١٩١ / ٢.

٨ ـ أمالي الصدوق ٢٩٤ / ١٠ ، وأورد قطعة منه في الحديث ٢٩ من الباب ١ من أبواب السواك ،

١٩٩

محمّد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عن الصادق جعفر بن محمّد ( عليه السلام ) أنّه قال : عليكم بمكارم الأخلاق فإنّ الله عز وجل يحبها وإيّاكم ومذام الأفعال فإنّ الله عزّ وجلّ يبغضها ، وعليكم بتلاوة القرآن ـ إلى أن قال ـ وعليكم بحسن الخلق فإنّه يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم ، وعليكم بحسن الجوار ، فإنّ الله جلّ جلاله أمر بذلك ، وعليكم بالسواك ، فإنّه مطهرة وسنّة حسنة وعليكم بفرائض الله فأدوها ، وعليكم بمحارم الله فاجتنبوها.

[ ٢٠٢٧٥ ] ٩ ـ الحسن بن محمّد الطوسي في ( مجالسه ) عن أبيه ، عن الحسين بن عبيدالله الغضائري ، عن هارون بن موسى التلعكبري ، عن محمّد بن همام ، عن علي بن الحسين الهمداني ، عن محمّد بن خالد البرقي ، عن أبي قتادة العمي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إنّ لله عزّ وجلّ وجوها خلقهم من خلقه وأرضه لقضاء حوائج إخوانهم يرون الحمد مجداً ، والله سبحانه يحب مكارم الأخلاق ، وكان فيما خاطب الله نبيه ( صلّى الله عليه وآله ) : ( إِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (١) قال : السخاء وحسن الخلق.

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٣) ، وقد روى الطبرسي في ( مكارم الأخلاق ) أكثر الأحاديث السابقة والآتية.

__________________

وأخرى في الحديث ١٠ من الباب ١١ من أبواب قراءة القرآن.

٩ ـ أمالي الطوسي ١ : ٣٠٨.

(١) القلم ٦٨ : ٤.

(٢) تقدم في البابين ٣ ، ٤ من هذه الأبواب ، وفي الأحاديث ٩ ، ١٧ ، ١٨ من الباب ١ من أبواب المواقيت ، وفي الأبواب ١ ، ٢ ، ١١٣ من أبواب أحكام العشرة.

(٣) يأتي في أكثر الأبواب الاتية ، وفي الحديثين ٩ ، ١٠ من الباب ٧١ من هذه الأبواب ، وفي الحديثين ٢ ، ٩ من الباب ١٤ من أبواب الأمر بالمعروف.

٢٠٠