قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الشّفاء ـ طبيعيّات [ ج ٢ ]

86/267
*

الفصل الثاني (١)

فصل فى

 اقتصاص حجة كل فريق

أما (٢) أصحاب الكمون فقد دعاهم إلى ذلك أنه من المستحيل أن يتكون شىء من لا شىء ، (٣) إذ اللاشىء لا يكون موضوعا للشىء. فإذا كان كذلك فالمتكون ، إن كان موجودا ، فتكونه (٤) عن شىء. فقد كان الشىء قبل تكونه. والمتكون (٥) هو ما لم يكن قبل تكونه. فالمتكون غير متكون ، هذا خلف.

وإذ (٦) قد صح بالعيان أنه قد يكون شىء عن شىء فليس التكون ما يذهب (٧) (٨) (٩) إليه ؛ بل هو البروز عن الكمون. وحسب بعضهم (١٠) أن الاستعداد لأكوان بلا (١١) نهاية يحوج إلى أن يكون العنصر المستعد له بغير نهاية ، فجعل (١٢) الأجزاء المتشابهة عنده لما يكون (١٣) عنه أجزاء بلا نهاية ، كيلا يضطر تناهى المادة إلى انقطاع الكون.

وأما أصحاب الأسطقس (١٤) الواحد فإن جميعهم اشتركوا ، أول شىء ، فى حجة واحدة. فقالوا : لما رأينا الأشياء الطبيعية يتغير (١٥) بعضها إلى بعض ، وكل متغير فإن له (١٦) سببا (١٧) ثابتا (١٨) فى التغير هو الذي يتغير من حال إلى حال ، فيجب من ذلك أن يكون لجميع الأجسام الطبيعية شىء مشترك محفوظ ، وهو عنصرها.

__________________

(١) م ، ط : الفصل الثاني

(٢) ط : وأما

(٣) ط : الشىء من اللاشىء ـ د : عن.

(٤) م : فكونه

(٥) ط : فالمتكون

(٦) م : فإذ

(٧) سا : ذهبت

(٨) ط : مما يذهب

(٩) د : ذهب

(١٠) ط : وجد بعضهم

(١١) سا : لا يكون بلا

(١٢) د : فيجعل

(١٣) م : لما يكون عنها ، وفى «سا» لما تكون منه

(١٤) ب : الاستقص بخ : فى شىء

(١٥) سا : يتعين

(١٦) سا : لها

(١٧) ط : شيئا

(١٨) سا : ثانيا