الشّفاء ـ طبيعيّات

أبو علي حسين بن عبد الله بن سينا [ شيخ الرئيس ابن سينا ]

الشّفاء ـ طبيعيّات

المؤلف:

أبو علي حسين بن عبد الله بن سينا [ شيخ الرئيس ابن سينا ]


المحقق: الدكتور محمود قاسم
الموضوع : العلوم الطبيعيّة
الناشر: منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي
المطبعة: گل‌وردى
الطبعة: ٢
ISBN: 978-600-161-072-1
ISBN الدورة:

الصفحات: ٢٦٧

الفصل الخامس (١)

فصل فى (٢) (٣)

تعديد الأفعال والانفعالات (٤) المنسوبة

إلى هذه الكيفيات الأربع

إن هذه (٥) الكيفيات الأربع أفعالا وانفعالات (٦) منسوبة إليها مشتركة فى جميع الأجسام.

فمنها ما هى للفاعلتين ومنها ما هى للمنفعلتين. (٧)

فأما (٨) التي للفاعلتين فمنها (٩) ما ينسب إلى الحر. ومنها ما ينسب إلى البرد ، ومنها ما ينسب إليهما جميعا.

فالمنسوب إلى الحر مثل النضج ، والطبخ والشيء ، والتبخير والتدخين ، والإشعال (١٠) والإذابة والعقد. (١١) والمنسوب إلى البرد مثل التفجيج ، ومنع الطبخ ، ومنع الشيء ، (١٢) ومنع التبخير (١٣) والتدخين ، (١٤) ومنع الإشعال (١٥) ، ومنع الذوبان (١٦) الذي هو الإجماد ، ومنع الانعقاد ، وهو الحل والتكرج.

وأما الأمر المشترك بينهما فمثل التعفين ، ومثل تجميد (١٧) كثير من الأجسام ، كالحديد والقرن. فإن كل واحد منهما يجمد بالحر (١٨) والبرد ، ومثل العقد والتبخير. (١٩)

__________________

(١) م ، ط ، د : الفصل الخامس

(٢) فى النسخ الأخرى ما عدا سا «فصل فى»

(٣) سا : ـ فصل فى

(٤) سا : الانفعال

(٥) ط : إن لهذا

(٦) م : وانفعالا

(٧) د ، ب للفاعلين .. للمنفعلين

(٨) سا : وأما م ، سا : للفاعلين

(٩) سا : ومنهما

(١٠) م : الاشتغال

(١١) م : ـ والعقد

(١٢) م ، ط : منع الشىء

(١٣) د : التبخر

(١٤) ط : ومنع التدخين

(١٥) ط : الاشتعال

(١٦) ب : والإذابة

(١٧) سا ، د : تجسيد

(١٨) م : يحمل بالحر

(١٩) د : والتحصر.

٢٢١

وأما الأمور المنسوبة إلى الكيفيتين المنفعلتين فهى انفعالات (١) لا غير. فمنها ما هى بإزاء هذه الأفعال الصادرة من الكيفيتين الفاعلتين ، (٢) مثل قبول النضج ، وقبول الطبخ ، ومثل الانقلاء والانشواء ، والتبخر والتدخن ، (٣) والاشتعال ، والذوبان ، والانعقاد.

ومنها ما ليس بإزاء هذه الأفعال. (٤) فمن ذلك ما بقياس (٥) إحدى الكيفيتين إلى الأخرى. (٦) أما لليابس فمثل الابتلال والنشف والانتقاع والميعان ؛ وللرطب مثل الجفوف والإجابة إلى النشف. وما ليس بقياس أحدهما إلى الآخر ؛ فمن ذلك ما هو للرطب وحده. ومنه ما هو لليابس وحده ، ومنه ما هو للمركب منهما.

فأما الذي للرطب وحده فمثل الانحصار ، وسرعة الاتصال والانخراق.

والذي لليابس فمثل الانكسار والانرضاض والتفتت والانشقاق وامتناع الاتصال بمثله ، أو الالتصاق (٧) بغيره. والذي للمختلط فمثل الانشداخ (٨) والانطراق والانعجان والانعصار والتلبد والتلزج والامتداد والترقق. (٩)

فهذه هى (١٠) الأفعال والانفعالات التي تصدر (١١) عن بساطة هذه الكيفيات (١٢) وتركبها (١٣) صدورا أوليا. فما كان من هذه الأحوال بفعل وانفعال مشترك جمعنا (١٤) القول فيه فى باب واحد ؛ وما كان من هذه الأحوال مشتركا (١٥) بين الفاعلة والمنفعلة فسبيلنا أن لا نكرره (١٦) فى باب المنفعلة.

__________________

(١) د : انفعالان

(٢) م : الفاعلتين+ من

(٣) ط : والتدخين.

(٤) سا : هذه الانفعالات

(٥) ط : لقياس

(٦) سقط فى م «فمن ذلك ما بقياس إحدى الكيفيتين إلى الأخرى» إلى قوله «وما ليس بقياس أحدهما إلى الآخر»

(٧) ط : والالتصاق

(٨) سقط فى م : «وامتناع الاتصال بمثله أو الالتصاق بغيره ، والذي للمختلط فمثل الانشداخ»

(٩) د : والترفق

(١٠) م : ـ هى

(١١) م : الذي تصدر

(١٢) د : هذه الكيفيات+ وتركها هذه الكيفيات

(١٣) م : وتركيبها

(١٤) سا : جميعا

(١٥) ط : مشتركة

(١٦) سا : نكرر.

٢٢٢

الفصل السادس (١)

فصل فى (٢)

النضج والنهوة والعفونة والاحتراق

(٣) فنقول إن النضج إحالة من الحرارة للجسم ذى (٤) الرطوبة إلى موافقة الغاية المقصودة. (٥) وهذا على أصناف : منه نضج نوع الشىء ، (٦) ومنه نضج الغذاء ، ومنه نضج الفضل. (٧) وقد يقال لما كان بالصناعة أيضا (٨) نضج.

فأما نضج نوع الشىء فمثل نضج (٩) الثمرة. والفاعل لهذا النضج موجود (١٠) فى جوهر النضيج ، ويحيل رطوبته إلى قوام موافق للغاية المقصودة (١١) فى كونه. وإنما يتم ، فيما يولد (١٢) المثل ، أن يصير بحيث يولد (١٣) المثل. (١٤)

وأما نضج الغذاء فليس هو على سبيل النضج الذي لنوع الشىء. وذلك لأن نضج (١٥) الغذاء يفسد جوهر الغذاء ، ويحيله إلى مشاكلة طبيعة المتغذى. وفاعل هذا النضج ليس موجودا فى جوهر ما ينضج ؛ بل فى جوهر ما يستحيل إليه. لكنه مع ذلك إحالة من الحرارة للرطوبة إلى موافقة الغاية المقصودة (١٦) التي هى إفادة بدل ما يتحلل. (١٧) والاسم الخاص بهذا النضج هو الهضم.

وأما نضج الفضل من حيث هو (١٨) فضل ، أعنى من حيث لا ينتفع به فى أن يغذو فهو

__________________

(١) م ، ط ، د : الفصل السادس

(٢) سا ، ب ، بخ : «فصل فى»

(٣) سا : والإحراق والعفونة ، وفى «د» : والاحتراق والعفونة

(٤) سقطت «ذى» من ط

(٥) د : المقصود

(٦) م : منه نوع الشىء

(٧) م : الفصل

(٨) سا ، ط ، د : أيضا نضجا

(٩) ب : وأما نضج

(١٠) م : موجودة

(١١) د : الغاية المقصود

(١٢) م ، ط : تولد

(١٣) م ، ط : تولد

(١٤) ب : لمثل (الأولى)

(١٥) م : ـ نضج (الثانية).

(١٦) د : المقصود

(١٧) د : بل ما يتحلل

(١٨) م : من حيث هى

٢٢٣

مفارق للنوعين الأولين. فإن هذا النضج إحالة للرطوبة (١) إلى قوام (٢) ومزاج يسهل به دفعها ، إما بتغليظ قوامه ، (٣) إن كان المانع عن دفعه (٤) شدة سيلانه ورقته ؛ وإما بترقيقه ، (٥) إن كان المانع عن دفعه (٦) شدة غلظه ؛ وإما بتقطيعه وبتفشيشه ، (٧) إن كان المانع عن الدفع (٨) شدة لزوجته.

لكن هذا النضج ، مع ذلك ، إحالة من الحرارة للرطوبة إلى موافقة الغاية المقصودة.

وكذلك النضج الصناعى ، وهو بالطبخ أو التطحين (٩) أو القلى (١٠) ، أو غير ذلك مما نذكره. ويعارض هذا النضج أمران : أحدهما كالعدم ، وهو النهوة والفجاجة ، والثاني كالضد ، وهو العفونة.

فأما النهوة فأن تبقى (١١) الرطوبة غبر مبلوغ (١٢) بها الغاية المقصودة ، مع أنها لا تكون قد استحالت إلى كيفية (١٣) منافية للغاية المقصودة ، مثل أن تبقى (١٤) الثمرة نية ، أو يبقى الغذاء بحالة لا يستحيل (١٥) إلى مشاكلة المغتذى ، ولا أيضا يتغير ، أو يبقى الخلط بحاله لا يستحيل إلى موافقة الاندفاع ، ولا أيضا يفسد فسادا آخر. فإن استحالت الرطوبة هيئة (١٦) رديئة ، تزيل (١٧) صلوحها للانتفاع (١٨) بها فى الغاية المقصودة ، (١٩) فذلك هو العفونة.

والنهوة يفعلها بالعرض مانع فعل الحر ، (٢٠) ومانع فعل الحر هو البرودة. (٢١) وأما العفونة فتفعلها. (٢٢) أما (٢٣) فيما سبيله أن ينضج على القسم الأول لضعف (٢٤) الحرارة الغريزية ، وقوة الحرارة الغريبة ، فإن الحرارة الغريزية لو كانت قوية (٢٥) لكانت تحسن (٢٦) إحالة الرطوبة أو حفظهما. (٢٧) ولو لم تكن (٢٨) حرارة غريبة لما كان هذا يستحيل إلى كيفية حارة ردية ؛ بل يبقى فجا ،

__________________

(١) م ، سا : إحالة الرطوبة (٢) سا : إلى إقامة

(٣) م : بتغليظ قوام (٤) ط : من دفعه

(٥) د : بترفيقه (٦) ط : من دفعه

(٧) سا ، ط : تشقيقه ، وفى ، ب ، د : تقشيفه.

(٨) سا : الرفع (٩) م : وهو الطبخ والتطحين

(١٠) ط : أو الغلى (١١) م ، ط : يبقى

(١٢) د ، م : تبقى المفونة غير بلوغ.

(١٣) سا : إلى هيئة (١٤) م ، ط : يبقى (الأولى)

(١٥) سقط فى سا : لا يستحيل إلى مشاكلة المغتذى ولا أيضا يتغير أو يبقى الخلط بحاله

(١٦) د : إلى هيئة (١٧) م ، ط : يزيل ، وفى د : تذيل

(١٨) د : لانتفاع (١٩) د : المقسورة (٢٠) د : ومانع فعل الجوهر

(٢١) سا ، ط ، د : هو البرد (٢٢) م ، ط : فيفعلها

(٢٣) م : وأما (٢٤) ط ، ب : فيضعف ، وفى سا ، د : فضعف

(٢٥) سقط من د : «لو كانت قوية لكانت تحسن»

(٢٦) م : لكان يحسن (٢٧) ب : وحفظها (٢٨) م : أو لم يكن

٢٢٤

ولهذا ما يكون الميت أسرع إلى التعفن (١) بالحرارة الغريبة من الحى بكثير ، والساكن من المتحرك ، واللحم البنى (٢) من المطبوخ ، وأبرد الجنسين من أسخنهما ؛ فإن السخين الحار لا يقبل من العفونة (٣) ما يقبله مضاده ؛ (٤) (٥) مثل ماء البحر ومياه الحمامات (٦) فإنها أقل عفونة من مياه الآجام. (٧) وجميع ذلك إنما يصير أسرع تعفنا لأن حرارته (٨) الغريزية تبطل ، (٩) وقد يبطئ التعفن إذا لم تكن (١٠) حرارة غريبة ، وإن بطلت الحرارة الغريزية ، لأن عدم (١١) الحرارة الغريزية لا يكفى فى ذلك. وإذا أردنا أن تحفظ العصير من أن يعفن وينتن (١٢) فإنا نجعل فيه الخردل أو قثاء الكبر ، (١٣) فإن ذلك يورثه تسخينا غريزيا ، أو يقوى حرارته الغريزية ، فيقاوم (١٤) بها الحار الفاعل فيه. (١٥)

فكأن الرطوبة الغريزية تتداول (١٦) تدبيرها حرارة غريزية وحرارة غريبة ، وتكون اليد (١٧) للغالب منهما. فإن استولت عليه الحرارة الغريزية وجهت التدبير إلى الجهة الموافقة (١٨) للغاية المقصودة ، وإن استولت (١٩) عليه الحرارة الغريبة انصرف التدبير عن الجهة الموافقة ؛ بل صارت الرطوبة ذات كيفية غريبة غير ملائمة للنوع ، (٢٠) ولأنها ليست موجودة فى شىء (٢١) آخر حتى تصير (٢٢) ملائمة (٢٣) له ؛ وتكون (٢٤) تلك الحرارة حرارة (٢٥) منافية للوجود (٢٦) ، كما الغذاء (٢٧) إذا انهضم عن حرارة غريبة لشىء آخر ، فإنها (٢٨) تبقى (٢٩) معطلة عن موافقة الوجود. (٣٠)

ومنتهى العفونة التنتين. فللعفونة (٣١) فى الكائنات عن الرطوبة ، طريق (٣٢) مضادة لطريق الكون. فإن الكون يصرف الرطوبة ، على المصلحة ، إلى الكمال ، والعفونة تصرفها ، على المفسدة ، إلى البوار. (٣٣) والبرد يعين على العفونة ، بما يضعف من الحرارة (٣٤)

__________________

(١) ط : إلى العفونة ، وفى د : إلى التعفين

(٢) م : التي (٣) سا ، د : لا يقبل العفونة

(٤) سا : يقبل مضاده (٥) ط : مضادة

(٦) ب ، د : مياه الحمات

(٧) د : الأرحام (٨) ط : لأن الحرارة

(٩) ط : يبطل (١٠) م ، ط : يكن

(١١) د : لا عدم (١٢) سا ، د : وينش بدلا من «وينتن ـ ـ ط : ماء الكبر

(١٣) د : قثاء الكبير (١٤) د : فيقاوم به

(١٥) ط : ـ فيه (١٦) م ، ط : يتداول

(١٧) م ، ط : ويكون اليد ، وفى د : ولكن اليد.

(١٨) م : الجملة الموافقة (١٩) ب : استولت عليها

(٢٠) سا ، د : ملامة النوع (٢١) م : فى أى شىء

(٢٢) ط ، د : يصير (٢٣) سا : ملائما

(٢٤) ط ، م : ويكون (٢٥) م ، سا : حرارته

(٢٦) م : ـ منافية للوجود (٢٧) م : كما وجد الغذاء ، وفى سا ، د : وجود الغذاء ،

(٢٨) ب : فإنه (٢٩) ط : يبقى (٣٠) سا : الموجود

(٣١) م : اليبس ـ ط : فللعفونة وفى النسخ الأخرى : فالعفونة

(٣٢) ط : لها طريق (٣٣) م : البراد (٣٤) ط : عن الحرارة

٢٢٥

الغريزية أولا ، وبما يحقن من الغريبة ثانيا ، وهذا هو العفونة. (١)

وربما استعد الشىء بالعفونة لقبول صورة أخرى ، فيتولد (٢) منه شىء آخر : نبات أو حيوان. وهذه الحرارة الغريبة إن كانت قوية ، بحيث تسرع (٣) فى تحليل (٤) الرطوبة المذكورة ، لم تكن (٥) عفونة ؛ بل احراق (٦) أو تجفيف. (٧) وإنما تكون العفونة (٨) إذا بقيت الرطوبة مدة تستحيل (٩) عن الموافقة وهى رطوبة.

فقد عرف من هذا القول حال النضج النافع فى تكميل الصورة النوعية. وأما النضج الثاني والثالث فإن السبب فيهما (١٠) حرارة غريبة أيضا لكنها غريزية للشىء الذي لأجله ما ينضج النضج المذكور. فإذا فعلت هذه الحرارة فعلها ، وبلغت (١١) به الغاية المقصودة فقد نضج ؛ وإن قصرت وعاوقها برد كانت (١٢) فجاجة ؛ وإن استولت عليها حرارة غريبة أخرى أفسدت على الغريزية فعلها ، وقهرت الحرارة التي في الغذاء ، فزال الغذاء عن طبيعته ، ولم يستحل إلى طبيعة البدن ، وصار معطلا لا ينتفع به. وذلك هو العفونة. وكذلك الخلط إذا لم يبق بحاله ، ولم يستحل (١٣) إلى النضج ، بقى عفنا. لكن الخلط (١٤) العفن قد يلحقه النضج ، فيجعله (١٥) بحيث يندفع ؛ (١٦) لأن غاية هذا النضج هى (١٧) هذا (١٨).

فالنضج مادته جسم رطب (١٩) ليس بيابس صلب ، ولا أيضا بنحيف لا يحفظ (٢٠) الرطوبة التي له كالخشب. والفاعل فيه حرارة غريزية ، وصورته تكيف (٢١) الرطوبة بكيفية موافقة لغرض الطبيعة ، وغايته تتمة نشء الأشخاص (٢٢) الجزئية.

والنهوة مادتها جسم رطب ، وفاعلها برد أو عدم حر ، وصورتها بقاء الرطوبة

__________________

(١) د : العفون

(٢) م : فيتولد ، وفى ط : فليتولد. وفي سا ، ب : فيولد

(٣) م : يسرع ، وفى د : أسرع (٤) د : تحلل

(٥) م ، ط : يكن ، وفى ط : يكن عفونته

(٦) م : احتراق (٧) ط ، م ، د : وتجفيف

(٨) م : إنما يتكون العفونة وفى د : إنما تكون وفى ط : وإنما يكون

(٩) ط : يستحيل (١٠) م : فيها

(١١) د : أو بلغت (١٢) م : كان

(١٣) م ، د : تستحيل

(١٤) سقط فى «سا» من قوله «إذا لم يبق بحاله» إلى قوله «لكن الخلط»

(١٥) د : فجعله (١٦) د : بحيث يدفع

(١٧) م ، ط : هو (١٨) ط : هذا+ الاندفاع

(١٩) م : جسم لطيف ، وفى ط : سخيف

(٢٠) ط : ولا يحفظ (٢١) ط : يكيف

(٢٢) ط : نشو الأشخاص ، وفى م : نشء للأشخاص.

٢٢٦

غير مسلوك بها إلى الغاية (١) الطبيعية. (٢) فصورتها عدم النضج ، (٣) وغايتها الغاية العرضية التي تسمى (٤) الباطل ، وقد بينا حكمه.

والتكرج يشاكل من وجه ، العفونة ، إلا أن التكرج يبتدئ من حرارة عفنية (٥) فى الشىء تفعل (٦) تبخرا (٧) فيه لا يبلغ إلى أن ينفصل عنه بالتمام ؛ بل يحبسه البرد على وجه الشىء وظاهره ، (٨) فيداخل (٩) جرمه أو ما يغشى جرمه. ويحدث منه لون أبيض (١٠) من اختلاط الهوائية بتلك الرطوبة ، كما يعرض للتبريد ، (١١) ويبقى على وجهه. فإن لم تكن (١٢) هناك حرارة البتة لم يكن تكرج ، وإن كانت (١٣) الحرارة أقوى كانت عفونة ؛ (١٤) وإن كانت أشد من ذلك كان (١٥) تجفيف وإحراق. (١٦)

__________________

(١) بخ : الغاية المقصودة (الأولى)

(٢) م : ـ الطبيعية

(٣) فى م ، ب ، سا : سقطت «النضج»

(٤) ط : يسمى.

(٥) م : عقيبة. وفى ط : عفيفة

(٦) ط ، م : يفعل

(٧) م : تبخيرا

(٨) فى د زيادة واضطراب هو : وظاهرة الشىء وظاهره

(٩) م : فتداخل

(١٠) د : لغير أبيض

(١١) م : للتبرد

(١٢) سقطت تكن فى م وفى ط : يكن

(١٣) سا : وإن كان

(١٤) ط : عفونته

(١٥) سا : كانت (الثانية)

(١٦) د : تجفيفا وإحراقا

٢٢٧

الفصل السابع (١) (٢)

فصل فى (٣)

الطبخ والشيء (٤) والقلى ، والتبخير ، والتدخين ، والتصعيد (٥)

 والذوب والتليين والاشتعال ، (٦) والتجمير (٧) (٨) والتفحم (٩)

وما يقبل (١٠) ذلك وما لا يقبله

وأما الطبخ فالفاعل القريب له حرارة رطبة (١١) تسخن وتخلخل المطبوخ بما هو حار ، (١٢) ولذلك (١٣) تحلل (١٤) من جوهره ورطوبته (١٥) شيئا ، ولكنها ترطبه (١٦) بما هو رطب (١٧) أكثر مما يحلل منه. (١٨) ومع ذلك فإن رطوبته الطبيعية تتحلل (١٩) من ظاهره (٢٠) أكثر من تحللها من باطنه.

ويقبل الرطوبة الغريبة أيضا من ظاهره أكثر من قبوله إياها من باطنه. ومادته جوهر فيه رطوبة. فإن اليابس المحض لا ينطبخ إلا باشتراك الاسم. فإنه قد يقال للذهب وما أشبهه ، (٢١) قد انطبخ ؛ وذلك إذا نفت (٢٢) الحرارة النارية ما فيه من الجوهر الغريب ، وخلصته (٢٣) نقيا.

وأما الشيء (٢٤) فالفاعل القريب له حرارة خارجة يابسة. ولذلك (٢٥) يأخذ من رطوبة (٢٦)

__________________

(١) م : الفصل التاسع (٢) ط ، د : الفصل السابع

(٣) سا ، ب ، بخ : فصل فى (٤) د : الشيء

(٥) م : والتصعد (٦) د : والإشعال

(٧) م : والتخمير (٨) م : والتفجير

(٩) سا : والتخثر ، وفى ط : التفخيم

(١٠) ب : وما لا يقبل (١١) ب ، م : رطوبة يسخف

(١٢) م : بما هى حرارة

(١٣) د : وكذلك (١٤) م : يحلل

(١٥) د : ومن رطوبته

(١٦) ط : ولكنه يربطته ، وفى ب : لكن يرطبه

(١٧) م : بما هى رطبة (١٨) ط : يحلل منه

(١٩) م ، ط : يتحلل (٢٠) سا : ظاهرها

(٢١) ط : وما أشبه (٢٢) م : نفت

(٢٣) م : وخلصه (٢٤) م ، د : الشىء د : له+ فيه

(٢٥) سا : وكذلك

(٢٦) سا : ورطوبته

٢٢٨

ظاهر المشوى (١) بالتحليل أكثر مما يأخذ من رطوبة باطنه ، فيكون باطنه أرطب من ظاهره وبخلاف (٢) المنطبخ ، وتكون (٣) الرطوبة الموجودة فى المشوى (٤) رطوبة جوهرية ، وقد لطفت وأذيبت فى المطبوخ. (٥) فقد تكون رطوبته ممتزجة من الشىء الطبيعى ومن الغريب.

والشيء (٦) أصناف ، فمنه ما تكون (٧) الحرارة الملاقية هواء ناريا ، ويسمى مشويا على الاطلاق ؛ ومنه ما تكون الحرارة الملاقية حرارة أرضية. فإن كان مستقره (٨) نفس النار الجمرى سمى تكبيبا ، وإن كان مستقره جسما آخر أرضيا تسخن (٩) (١٠) من نار خارجة منه ، ثم سخن ذلك الجسم ، سمى قليا.

وقد يكون منه ما يشبه الشيء من (١١) جهة ، والطبخ من جهة ، وهو الذي يكون التأثير فيه بحرارة لزجة دهنية ، (١٢) وهذا يسمى تطحينا. (١٣) فلأن هذه الحرارة رطبة فهذا التأثير قد (١٤) يشبه الطبخ ، ولأنها لزجة لا تنفذ (١٥) فى جوهر الشىء نفوذا يخلخله ويلينه ، (١٦) بل يجمعه ويحصر رطوبته فى باطنه بتشديد اللزوجة فهذا التأثير يشبه الشيء. (١٧)

وقد يقال للهضم والنضج أيضا باشتراك الاسم.

وأما التبخير فهو تحريك الأجزاء الرطبة متحللة من شىء رطب إلى فوق ، بما يفاد من مبدأ ذلك بالتسخين.

والتدخين هو كذلك (١٨) للأجزاء الغالب فيها اليابس. فمادة التبخير مائية ومادة التدخين أرضية. والبخار ماء متحلل (١٩) والدخان أرض متحللة. وكل ذلك من حرارة مصعدة. فالجسم الرطب ، كالماء ، لا يدخن ، والجسم اليابس ، كالأرض ، لا يبخر. (٢٠)

__________________

(١) م : المنشوى ، وفى د : «المشتوى» سقط فى نسخة م من قوله «بالتحليل أكثر مما يأخذ» إلى قوله «الموجودة فى المشوى»

(٢) ط : بخلاف

(٣) ط : فيكون (٤) د : المشتوى

(٥) د : وفى المطبوخ

(٦) ط : والشىء (٧) ط : يكون

(٨) م : مستقره ، مستقرها فى كل من سا ، ب ، ط ، د

(٩) م : فنسخن (١٠) سا : يتسخن

(١١) من (الأولى) مكررة فى نسخة د

(١٢) م : ذهبية

(١٣) ط : تطبيخا

(١٤) م ، ب : سقطت : «قد»

(١٥) سا : ينفذ (١٦) م : تلينه.

(١٧) ط ، د : الشىء (١٨) سا : وهو كذلك

(١٩) م : يتحلل

(٢٠) ط : لا يتبخر

٢٢٩

وقد يكون جسم مركب من رطب ويابس يبخر (١) (٢) ولا يدخن. وذلك إذا كانت الرطوبة فيه غير شديدة الامتزاج باليابس ، وكان اليابس عاصيا لا يتصعد ، (٣) كمن يعجن الطلق والحديد ، (٤) ويخمره بالماء ، ثم يقطره ، فإنه لا يقطر منه إلا الماء ، (٥) اللهم إلا أن يتولى فى ذلك الباب حيل. ولا يجوز أن يكون جسم ممتزج هذا الامتزاج ويدخن (٦) ولا يبخر ، (٧) وذلك لأن الرطوبة أطوع لتصعيد الحرارة من اليبوسة. وكل ما يتصعد ويتبخر ويتدخن فأول ما يتصعد منه بخار ساذج لا محالة ، أو شىء الغالب فيه المائية ثم يصعد غير ذلك. (٨) فإن كانت فيه دهنية صعدت الدهنية بعد المائية. وإن كان (٩) جوهر (١٠) اليبوسة فيه مما يقبل التصعد (١١) صعد حينئذ الدخان. وذلك لأن الرطوبة أطوع ، ثم المختلط (١٢) من رطوبة ويبوسة كالدهنية (١٣) اللزجة ، ثم شىء آخر. فإنه ، وإن كانت (١٤) مادة التبخير والتدخن (١٥) ما قلنا فليس يجب من ذلك أن يكون كل مركب متبخرا أو متدخنا. (١٦) وذلك لأن الرطب واليابس إذا امتزجا (١٧) فربما امتزجا امتزاجا شديدا ، حتى تعسر (١٨) مفارقة أحدهما الآخر ، وانفصاله عنه.

وربما كان الامتزاج أسلس من ذلك. فإن كان المزاج سلسا أمكن أن ينفصل بعض الأجزاء عن بعض فيتبخر ويتدخن. (١٩) وإن كان (٢٠) محكما لم يكن لبعض الأجزاء أن يفارق بعضا.

فإن كان الرطب جامدا فربما أثر فيه الحر حتى يذوب ؛ وربما لم يؤثر أثرا يذوب به ولكن يلين كالحديد. وربما لم يؤثر ، إذابة ولا تليينا ، كالطلق والياقوت. ويجوز (٢١) أن يكون جوهر الغالب فيه المائية ، وقد جمد (٢٢) جمودا لا يؤثر فيه النار كالياقوت. وكل

__________________

(١) سقط من د : «وقد يكون جسم مركب من رطب ويابس يبخر»

(٢) ط : يتبخر (٣) فى بخ : ينعقد ، وفى م ، يصعد ، وفى ط ، سا ، ب : يتصعد

(٤) م : بالحديد

(٥) م : إلا بالماء ـ د : يقولوا

(٦) د : ولا يجدر (٧) ط : يتبخر

(٨) ب : عن ذلك

(٩) سا ، د : فإن كان : (الثانية)

(١٠) ط : الجوهر (١١) ط ، د : التصعيد

(١٢) ط : من المختلط

(١٣) م : كالذهبية (١٤) سا ، ب ، ط ، د : وإن كان

(١٥) م ، سا : التبخر والتدخين

(١٦) د : متبخر أو مدخنا

(١٧) د : ـ امتزاجا (١٨) م ، ط : يعسر

(١٩) سا ، ط : أو يتدخن (٢٠) م : فان كان

(٢١) م : وقد يجوز (٢٢) ب : وقد جمد

٢٣٠

ما كان كذلك فهو رزين ثقيل لشدة تلاحم أجزائه. (١) (٢) وإذا كان من هذه الأجساد ما قد يتحلل منه شىء يسير بالتسخين من النار ، إلا أن جوهره لا يفسد ، فقد يعرض أن تفيده النار رزانة واجتماع أجزاء يصغر به ، كالنحاس والفضة وغير ذلك. فإن هذه إذا عمل فيها النار (٣) (٤) كثيرا (٥) انفصل عنها شىء من جوهر الكباريت والزرانيخ والمسك ، (٦) (٧) وازدادت ثقلا ، وذلك لأن الذي ينفصل منها هو شىء هوائى ، والهوائية تجفف. وإذا زالت وبقيت الأرضية وحدها كان الشىء (٨) أثقل منه إذا (٩) كان مخلوطا بهوائية وأصغر. (١٠) فالجسم المبخر (١١) وحده هو الرطب ، الصرف ، أو الذي (١٢) لا تشتد (١٣) ملازمة رطوبته يبوسته (١٤). فهو غير محكم تلازم (١٥) الأجزاء.

والجسم المدخن (١٦) هو اليابس المحض القابلة (١٧) أجزاؤه للتلطيف أو المركب الذي التزم (١٨) رطوبته ويبوسته ، (١٩) إلا أن جملة تركيبية مخلخل غير محكم ، فتقبل أجزاؤه الانفصال ، وتعين (٢٠) رطوبته على تصعد (٢١) (٢٢) يبوسته. فإن كثيرا من الأجسام التي لا تتصعد (٢٣) بالحرارة ، أو التي يعسر تصعيدها ، إذا اختلطت بالأجسام التي تتصعد خلطا شديدا تصعدت.

فإن قوما يرومون (٢٤) أن يصعدوا (٢٥) الحديد والزجاج والطلق وغير ذلك ، فلا يزالون يصغرون (٢٦) أجزاءه ، ويخلخلونها بالتربية فى النوشادر المحلول. فحينئذ (٢٧) يوقدون عليه بقوة فيتصعد الجميع. وكثيرا ما لا يحتاج (٢٨) إلى أن يخلط به ما يصعد فى نفسه ؛ بل يلطف وتصغر أجزاؤه تصغيرا مفرطا ، فإنه حينئذ يقبل التصعيد مثل النحاس. فإنه مما يذوب ولا يصعد. (٢٩) فإذا زنجر زنجرة محكمة جدا بالغة صعد عن أدنى (٣٠) حرارة.

__________________

(١) م : أجزاء (٢) ط : اجزاؤه

(٣) م : ـ النار (الأولى) (٤) ط : إذا عمل فيه النار

(٥) م ، سا : ـ كثيرا

(٦) ط : السبك (٧) سا : الشك م : منه ، وفى ط : منها

(٨) م : لكان الشىء

(٩) ب : ـ منه ط : وإذا (١٠) م : وأصفر

(١١) م : المتبخر (١٢) م : والذي

(١٣) م ، ط : يشتد (١٤) م ، د : ليبوسة

(١٥) ط : يلازم (١٦) ب : المتدخن

(١٧) ط ، سا : القابل

(١٨) م : التزمت (١٩) ط : رطوبته يبوسته

(٢٠) م : ويعين (٢١) م ، سا : تصعيد

(٢٢) م ، سا : يتصعد (٢٣) ط : يتصيد (الثانية)

(٢٤) سا : قوما يرون (٢٥) سا : فيصعد م

(٢٦) م : تصغرا (٢٧) د : فإن حينئذ

(٢٨) سا : وكثيرا ما يحتاج (٢٩) ط : يتصعد+ فى نفسه

(٣٠) م : تصعد عن أدنى سا : تصعد سا : ثم يخلط

٢٣١

وكذلك كثير من الأجسام التي تتصعد بسهولة يجعل بحيث لا يتصعد ؛ إما بأن يغلب عليه ما لا يصعد بمزاج قوى ، مثل النوشادر يحل ويحل الملح الحجرى ، ويخلطان خلطا يغلب فيه الملح ، ثم يترك المخلوط مدة حتى يشتد امتزاجه ، ثم يعقد ، فلا يدع الملح النوشادر أن يصعد ؛ لأنه ينوء به ويثقله ، وشدة الامتزاج لا تمكنه (١) من الافتراق.

لكن (٢) ذلك المجموع يذوب. فإن جعل (٣) النوشادر أغلب صعد ، واستصحب (٤) الملح.

كما إذا جعل الملح أغلب ثبت واستصحب النوشادر ، وإما بأن تجمع (٥) أجزاؤه جميعا مدمجا ، حتى يصغر الحجم ، ويشتد الاجتماع ، (٦) وتتلازم (٧) (٨) الأجزاء ، فلا تتفرق ، (٩) ولا تتصعد. (١٠)

وقد يحاول قوم أن يجعلوا النوشادر وما يجرى مجراه بهذه الصفة.

وأما الإذابة فيحتاج الجوهر القابل لها إلى رطوبة (١١) تلازم (١٢) اليبوسة. وإذا تحللت عن جمودها ، وسالت ، بقيت بعد التحلل والسيلان متلازمة. فإن لم تبق (١٣) فهى متبخرة ، (١٤) وإن بقيت قليلا ، ثم انفصلت ، فهو (١٥) مما يذوب ويتبخر معا كالشمع.

وأما التليين بالنار كالحديد (١٦) والزجاج. فيشبه أن لا تكون (١٧) الرطوبة (١٨) التي فيه بحيث تسيل (١٩) بعد التحلل ، وهذا قلّما يتبخر (٢٠) (٢١). والرطوبة فى الذائب أكثر منها (٢٢) فى المتلين (٢٣). وجميع ما يلين ولا يذوب ، بل ما لا يلين ولا يذوب (٢٤) فإنه إذا أفيد كيفية حادة دسمة (٢٥) من شىء نارى مشوّى به ، (٢٦) أو يلقى عليه ، سهل قبوله لفعل النار ، فاستولت عليه النار ، وحللت اليابس العاصى فيه ، وخلخلت جوهره ، حتى يسيل للتخلخل (٢٧) مثل الحديد (٢٨) والطلق والمارقيشيثا والملح.

__________________

(١) م ، ط : يمكنه (٢) د : ولكن

(٣) سا : جعلت (٤) د : واستصحبه.

(٥) ط : يجمع (٦) سقط من م : ويشتد الاجتماع

(٧) م ، ط : يتلازم (٨) د : يتلاءم (٩) م ، ط : يتفرق (١٠) م ، د : تصعد

(١١) م : إلى الرطوبة (١٢) م ، ط : يلازم

(١٣) م ، ط : يبق (١٤) م ، ط ، د : فهو متبخر

(١٥) فى جميع النسخ : فهو

(١٦) ط : كما للحديد (١٧) د : فيشبه أن تكون

(١٨) ط : فيشبه+ بالرطوبة (١٩) ، ط : يسيل (٢٠) م : قلما سخروا ، وفى سا : أول ما تبخر

(٢١) وفى د : قل ما يبخر (٢٢) سا : أكثر منه

(٢٣) ط : فى التليين

(٢٤) فى ط ؛ «وجميع ما يلين لا يذوب» تأتى متأخرة بعد قوله : «بل ما لا يلين ولا يذوب»

(٢٥) فى م : «بتتمة» بدلا من «دسمة»

(٢٦) د : يشتوى (٢٧) م : يسيل التخلخل وفى د : للتحلل

(٢٨) م : ومثل الحديد

٢٣٢

فإن جميع ذلك إذا شوى بالكبريت ، أو الزرنيخ أو النوشادر وزبد البحر ، أو الملح (١) المتخذ بالقلى ، (٢) أو أشياء (٣) أخر (٤) من هذا الجنس (٥) ، ذاب.

وأما الجسم المشتعل فهو الذي ينفصل عنه بخار ليس من الرطوبة والبرودة ، بحيث لا يستحيل نارا ؛ بل هو رطب حار دهنى (٦) أو يابس لطيف. فإن كان يابسا كثيفا أو رطبا لا دهنية (٧) فيه لم يشتعل. (٨) وجميع (٩) البخار المنفصل عن الدهنيات ، (١٠) وعن الأشربة الحارة (١١) المزاج ، والمياه (١٢) البحرية ، (١٣) يشتعل. (١٤) وكل (١٥) مشتعل فهو الذي من شأنه أن يتصعد عنه دخان قابل (١٦) للاستحالة إلى النارية ، إشراقا وإضاءة وحرارة. (١٧)

وأما المتجمر غير (١٨) المشتعل فهو الذي تستحيل (١٩) أجزاؤه إلى النارية إشراقا وإضاءة وحميا ، لكنه لا ينفصل عنه شىء ، إما ليبوسته (٢٠) مثل الصخر والحجر ؛ (٢١) وإما لشدة رطوبته ، حتى يكون ما يتحلل منه بخارا مائيا لطيفا لا يشتعل. واليابس منه يبقى (٢٢) فى جوهره ، فيحترق. (٢٣)

وأما المشتعل الغير المتجمر (٢٤) فهو الذي ليس من شأن أجزائه ، ما لم تتبخر ، أن تستحيل إلى النارية مثل الدهن ، فإنه لا يتجمر البتة ؛ بل يشتعل. (٢٥)

 والمشتعل المتجمر هو الذي (٢٦) يجتمع فيه الأمران جميعا.

والفحم من جوهر أرضى قابل للاشتعال بطل تجمره (٢٧) قبل فناء ما فى جوهره من المادة المستعدة للاشتعال.

والرماد هو بقية جوهر أرضى قد تفرق أجزاؤه ، لتصعد (٢٨) جميع ما فى أجزائه من

__________________

(١) م : والملح (٢) م : من القلى ، وفى سا : من الغلى

(٣) م : وأشياء (٤) ب : أخرى

(٥) د : «الجسم» بدلا من «الجنس»

(٦) م : ذهبى (٧) م : ذهبية

(٨) د : لم يشتغل (٩) م : جميع

(١٠) م : الذهبيات (١١) سا : الحار

(١٢) ط : أو المياه (١٣) م : المجربة.

(١٤) م : تشتعل

(١٥) سا ، ب : فكل

(١٦) د : قابلا

(١٧) م ، ط ، ب : إضاءه وإشراقا وحرارة

(١٨) سا ، ب ، ط : الغير

(١٩) م ، ط : يستحيل

(٢٠) م ، د : ليبوسة (٢١) د : الحجرة

(٢٢) ط : ما يبقى (٢٣) م : ويحترق ، وفى د : فيحرق

(٢٤) م : غير المتجمر (٢٥) د : ولكنه يشتعل

(٢٦) د : هو الشىء الذي (٢٧) م : بطل تخميره

(٢٨) ط : ليصعد

٢٣٣

الدخان المتصعد. فإن كان جوهر الشىء مشتعلا كان رمادا ، وإن كان غير مشتعل ، بل متحجرا فقط ، أو ذائبا ، (١) سماه قوم (٢) كلسا.

وقد يتفق أن (٣) يكون شىء واحد قابلا للذوب والتدخن والاشتعال (٤) جميعا كالشمع. ومثل هذا الشىء لا يكون عسر الإذابة كما تدرى. (٥)

__________________

(١) د : وذائبا

(٢) م : قوما

(٣) سقط من م : ينفق ان

(٤) ط : والاشتعال معا

(٥) م ، ط : لما تدرى.

٢٣٤

الفصل الثامن

 فصل فى (١)

الحل والعقد

ينبغى أن يستقصى (٢) القول فى أمر الحل (٣) والعقد. فليس كل شىء ينحل عن إذابة الحر. فقد (٤) تنحل (٥) أشياء من البرد (٦) والرطوبة ، بل قد تنعقد (٧) أشياء من الحر. فإن الملح يعسر انحلاله (٨) بالنار ، وينحل بالماء والنداوة بالسهولة (٩) ، حتى يصير ماء من غير أن يكون داخله (١٠) من جوهر الماء زيادة يعتد بها ، (١١) أو يكون بحيث لو خلط مثلها (١٢) بجسم يابس سيّله. والبيض (١٣) ينعقد (١٤) بالنار حتى يصلب بعد سيلانه ، وانحلاله. وكثير من الأشياء يعرض له أن لا ينعقد (١٥) بالحر ؛ بل يخثر. وكثير منها ما (١٦) يعرض له ذلك من البرد كالزيت. وكثير من الأشياء يخثر بها جميعا ، كالعسل. وأما المنى (١٧) فإنه يرق لا محالة بالبرد.

فنقول أولا : إن من شأن المائية أن تخثر (١٨) بالمخالطة ، وأن تجمد (١٩) بالبرد ، وأن تنعقد (٢٠) أيضا باليبوسة. فلذلك (٢١) يصير الماء أرضا ، لا بزيادة برد تلحقه. (٢٢) وإذا جمد البرد فربما كان ذلك بمشاركة من ضغط الحار أولا ، ومعونة منه حتى يحدث بخارا حارا ، ويتحلل (٢٣) فيتبعه الجمود.

وأيضا فإن من شأن (٢٤) المائية أن تتحلل وترق (٢٥) بالحر ، وذلك معلوم. ومن شأنها أن

__________________

(١) سا ، ب : فصل فى

(٢) ب ، سا : نستقصى

(٣) ب : الحر+ والبرد

(٤) سا : ـ فقد (٥) م ، ط : ينحل

(٦) ط : من البرودة ، وفى م : البرود

(٧) م ، ط : ينعقد (٨) م : يعز انحلاله ، وفى ط «يصير»

(٩) م : بسهولة (١٠) سا : من داخله

(١١) م : يقيد بها

(١٢) د : «فها مطلمة» بدلا من «مثلها» وفي «م» : مثالها

(١٣) د : والتبيض (١٤) م : يعقد

(١٥) سا : تنعقد (١٦) سا : ـ ما

(١٧) م : ـ المنى. (١٨) م ، ط : يخثر

(١٩) م ، ط : يجمد

(٢٠) م ، ط : ينعقد (٢١) ب : ولذلك

(٢٢) م ، ط : يلحقه (٢٣) م : أو يتحلل

(٢٤) م : فمن شأن (٢٥) م ، ط : يتحلل ويرق

٢٣٥

تخثر (١) بالمخالطة : إما (٢) بالحقيقة فبمخالطة (٣) الأرضية ، كما يحدث (٤) عنه الطين (٥) ، وإما بالحس (٦) فلمخالطة (٧) الهوائية ، كما يحدث عنه الزيد ، وذلك بكثرة ما يحدث من السطوح التي ينعكس عنها البصر ، فلا ينفذ نفوذه فى المشف. (٨) ومع ذلك ، فيكون الهواء لشدة اجتماعه في المحتقن إياه المنحنى عليه بثقله (٩) يعرض له من المقاومة ما يعرض له فى الزق (١٠) المنفوخ فيه إذا دفع (١١) باليد وراء الزق. (١٢)

ومن شأن الأرضية أن يشتد جفوفها (١٣) بالحر. فيجب أن يكون بحيث يتندى (١٤) ويسيل بالبرد ، فيكون البرد (١٥) من شأنه أن يجمد السيال ويلين (١٦) ضده.

والحر من شأنه أن يدمج ويجفف اليابس وأن يرق (١٧) ضده.

ومن شأن الهوائية والنارية الاّ يجمد الماء فى طباعهما (١٨) من اللطف ، وإن صارا بحيث يجمدان فقد استحالا عن جوهرهما.

وأينما (١٩) رطوبة حصلت فيها أرضية وهوائية لم تجمد (٢٠) بسبب الهوائية ، ولكنها تخثر من الحر والبرد (٢١) جميعا. أما من الحر فبسبب ما فيها من الأرضية ، وأما من البرد (٢٢) فبسبب استحالة ما فيها من الهوائية إلى المائية. وهذا كالزيت.

واليبس من طباعه أن يحيل الضد إلى مشاكلته. فاليبس من شأنه أن يجمد.

وكذلك الرطوبة من شأنها أن تذيب (٢٣) وتحل. وهذا هو الحق.

والحرارة تعين كلا من اليبوسة والرطوبة على فعله فالرطب الحار أشد تحليلا لما يحل به. واليبوسة الحارة أشد عقدا (٢٤) لما يعقد بها (٢٥).

__________________

(١) م ، ط : يخثر (٢) سا : وأما

(٣) م : بمخالطة (٤) د : لما يحدث

(٥) د : ـ الطين (٦) م : وإما بالحمية.

(٧) سا : فلمخالطته وفى ط : فبخالطه

(٨) م : الشف (٩) م : يثقله

(١٠) سا : فى الرق ، وفى «د» فى الذق

(١١) م : إذا وقع ، وفى «ط» إذا رفع

(١٢) د : الذق (١٣) م : حقوقها

(١٤) م ، د : يبتدئ

(١٥) م : ـ فيكون البرد

(١٦) م ، أو يلين (١٧) سا : ترق

(١٨) م : طباعها

(١٩) سا : وأيما (٢٠) م : يجمد

(٢١) د : ومن البرد (٢٢) من (الثانية) سقطت فى د

(٢٣) م ، ط : يذيب

(٢٤) م : عقد الماء

(٢٥) د : يعقد به

٢٣٦

وأما العسل فيجعله (١) الحر أولا أرق (٢) فى قوامه. وذلك لما يتحلل من لطيفه ، (٣) فيكون هو أرق بالقياس إلى ما كان قبل (٤) أن مسه الحر. لكنه إن أصابه البرد لم يكن أولا أرق بالقياس إلى ما كان (٥) من قبل. وذلك لأن فى هذه الحال يجمد (٦) أشد مما كان قبل. فالبرد يجمده لأن فيه رطوبة ، والحر يجمده (٧) لأن فيه يبوسة. فتغلب (٨) بالحر على ما علمت ، ويعينها تحلل ما يتحلل (٩) من الرطوبة (١٠).

وأما الزيت فعسيرا ما يجمد ، وذلك للزوجته ، (١١) ولما فيه (١٢) من الهوائية ، وإن كان قد (١٣) يخثر لاستحالة هوائية إلى الضبابية. (١٤) والطبخ لا يخثره (١٥) كثير تخثير ، لأنه لا يقدر على التفصيل بين رطوبته ويبوسته ، (١٦) لأنه شديد الاختلاط جدا. ولذلك هو لزج. وإنما ينقص قدره لتبخر ما يتبخر عنه. لكن المتبخر يكون فى صفة ما يبقى فيه من حيث إنه يتصعد ممتزجا من الجوهرين ، لا ألطف كثيرا منه ، وذلك (١٧) كما يتبخر (١٨) الصاعد عن الماء ، (١٩) ويترك (٢٠) الباقى بحاله. والزيت يعسر تصعيده لأنه لزج مشتعل.

وأما البيض فإن الحر يعقده عن سيلانه (٢١) ، ثم يحله بالتفرين لا بالتسيل. وإنما ينعقد البيض بالحر لأن المنبث (٢٢) فى جوهره يبوسة رققها (٢٣) النضج فى الرطوبة. فإذا ما سخن (٢٤) استعانت اليبوسة بالحرارة ، على ما قد وقفت عليه ، فغلبت الرطوبة وعقدت.

ومادة الملح ماء عقدة يبس أرضى خالطه بمعاونة حرارة. فلذلك ينحل بالبرد ، وخصوصا إن كان مع الرطوبة. وقد ينحل (٢٥) أيضا برطوبة حارة ، إن لم تكن الرطوبة (٢٦) لزجة. فإن اللزج لا يفعل رطوبته حلا ، ويزيد حرارته عقدا. وأغلب ما يحل الملح هو

__________________

(١) م ، ط : فتجعله

(٢) م : الحرارة لا أرق ، وفى سا : الحر لا أرق

(٣) م : لطيفة. (٤) م : من قبل

(٥) ب : كان قبل (٦) ط : تجمد

(٧) سقط من نسخة د : لأن فيه رطوبة والحر يجمده

(٨) د : فيغلب ، وفي م : فينقلب

(٩) م : وبعينها يتحلل (١٠) ط : الرطوبات

(١١) م : للزوجية ، وفي د : لزوجيته

(١٢) م : لما فيه (١٣) د : ـ قد

(١٤) الضبابية مطموسة في م

(١٥) د : تخثيره (١٦) ط : رطوبة ويبوسة

(١٧) سقط في م من قوله : «قدره ليتبخر» إلى قوله «وذلك»

(١٨) ط : لتبخير (١٩) سا ، د : من الماء

(٢٠) د : وترك (٢١) م : يعقد من

(٢٢) ط : لأن المذيب+ المنبث

(٢٣) م : وقفها (٢٤) د ، ط : فأما إذا ما سخن

(٢٥) م : ـ أيضا

(٢٦) م ، ط : يكن الرطوبة

٢٣٧

الرطوبة ، لأن انعقاد (١) مادة رطوبته هو بسبب اليابس الأرضى الذي فيه ، ولو لم يكن هناك رطوبة انعقدت ، بل يبوسة أرضية ، لكان يعسر (٢) انحلالها بالرطوبة.

وأما البرد فيحله (٣) لإيهانه (٤) قوة اليبوسة التي فيه المستفادة من الحر الذي يسببه ما قدر اليابس على (٥) عقد تلك الرطوبة المقتضية للسيلان (٦) فى مثل حالها.

ومن الأشياء ما يجمد بالبرد وينحل بالرطوبة كالدم فهو مائى أرضى. فلمائيته (٧) يجمده البرد ، (٨) ولأرضيته تحله الرطوبة. (٩) والشظايا التي فى الدم تعين على إجماد الدم (١٠) ليبسها. وإن كانت الشظايا قليلة أبطأ انعقاده. وأما المنى فإنما تخثره الريح المخالطة ، وهى (١١) الهوائية ، فإذا كسرها البرد وأحالها ، أو انفصل ، (١٢) رقّ. والدم قد ينعقد ، لكنه إن كان رقيقا جمد ولم يخثر كالماء. وإن كان غليظا خثر أولا ، لاختلاف جمود أجزائه. والجبنية هى علة انعقاد اللبن لأرضيتها وتجفيفها. وكل لبن قليل الجبنية فهو لا ينعقد. (١٣) وكذلك إذا نزع جبنه لم ينعقد.

والدم أيضا فإن ثقله والليفية التي فيه سبب من أسباب (١٤) انعقاده. فإن قل ثقله وليفه ، (١٥) كدم بعض الحيوان ، (١٦) أو الدم الغير (١٧) النضج (١٨) المائى من كل حيوان ، إذا نزع عنه ليفه ، لم يجمد.

وكل ما ينحل بالحر فهو الذي جمد بالبرد ، والغالب عليه الرطوبة وكل ما ينحل بالبرد (١٩) فهو الذي جمد بالحر (٢٠) والغالب عليه اليبوسة. وقد يجتمع الحر والبرد على إجماد الشىء فيصعب حله ، وإذابته. وذلك الشىء (٢١) هو الذي أعان الحار على جموده بما حلل من الرطوبة ، وبما غلب (٢٢) من سلطان اليبوسة ، وأعان البرد على جموده بكره (٢٣) على ما بقى

__________________

(١) ب : انعقاده في مادة (٢) م : تعسر.

(٣) د : فيجعله (٤) م : لا نهاية

(٥) سا : «على» مكررة (٦) م : سقطت للسيلان ، ووضع بدلا منها «ذلك لأن»

(٧) ب : فللمائية (٨) م : يجمد بالبرد

(٩) م ، ط : يحله الرطوبة

(١٠) م : جماد الدم

(١١) م : وهو (١٢) ب : وانفصل ، وفي ط ، د : وانفصل عنه

(١٣) م : فإنه لا ينعقد (١٤) م : يستعد أسباب

(١٥) سا : كيفه وثقله (١٦) سا : بعض الحيوانات

(١٧) م : والدم غير (١٨) ط : النضيج

(١٩) ب : ما ينحل بالحر

(٢٠) ب : جمد بالبرد. وفى د : يجمد بالبرد ، وفى هذه النسخة زيادة واضطراب وهى «وكل ما ينحل بالحر فهو الذي يجمد بالبرد والغالب عليه الرطوبة وكل ما ينحل بالحر فهو الذي يجمد بالبرد والغالب عليه اليبوسة

(٢١) سقط من «م» : فيصعب حله وإذا بته وذلك الشىء» (٢٢) : وما غلب ، وفى ط : «وربما غلب»

(٢٣) م : يكسر ويملى

٢٣٨

رطبا منه ، فيشاركان (١) على إجماده. وهذا مثل الحديد (٢) ومثل الخزف. فإن كانت قد بقيت فيه رطوبة صالحة أمكن أن يذاب بالاحتيال ؛ وإلا فبالقسر. فإن الخزف أيضا يلين ويسيل فى شدة الحر.

واعلم أن الحر إذا اشتد سلطانه خلخل المادة وسيّل الرطوبة (٣) ، فأبطل معه إجماد اليابس الذي يستعين به ، وربما يحدث منه فى تلك اليبوسة أيضا من تخلخل.

والملح والخزف قد يذوب آخر الأمر. لكن الملح إذا أراد أن يذوب لم يكن ؛ لأن اليابس فيه قليل فى الكم ، كثير فى القوة. وكذلك حاله إذا انحل فى الماء. وأما أشياء أخرى (٤) فأولا لا تلين ونخثر ، ثم تذوب. (٥)

والرطوبات القابلة للخثورة (٦) منها أرضية كالعسل ، ومنها هوائية أرضية مثل الزيت.

وكل ما يخثر بالبرد ، وفيه هوائية ، فإنه يبيض أولا لجمود (٧) هوائيته وقربه من المائية. وكثير من الرطوبات إذا طبخت في النار ابيضت أيضا كالزيت. وذلك لتحلل الوسخ منه وتحلل ، (٨) شىء من المائية والهوائية التي خالطته. وكثيرا ما تسوّد (٩) لما يخالطها وينحصر فيها من الدخان بسبب الاحتراق.

والمدوف فى الرطوبة (١٠) منه ما ينحل ومنه ما يختلط. والذي ينحل فهو الذي لا يرسب ، وهو الذي يرجع إلى أجزاء (١١) صغار ليس فى قوتها أن تخرق (١٢) جرم الرطوبة وتنفذ (١٣) فيه كالملح والنوشادر. ومنه ما يرسب كالطين إذا حلل فى الماء. فإنه لا تفعل الرطوبة فى تحليله (١٤)

__________________

(١) م ، ب : فيشاركا ، وفى د : فيتشاركان

(٢) م+ ومثل الحديد.

(٣) سا : ـ وسيل الرطوبة.

(٤) ب : وأما الأشياء الأخرى

(٥) م ، ط : لا يلين ويخثر ثم يذوب.

(٦) م : للخثور

(٧) ب ، د : بجمود

(٨) م : ويحلل (الثانية)

(٩) م ، ط : يسود

(١٠) ط : والمذوب في الرطوبة. والمدوف هو ما يذاب في الماء من مسك وغيره. القاموس المحيط.

(١١) م ، ب : يرجع إلى آخر

(١٢) م : يحترق

(١٣) م ، ط : ينفذ

(١٤) ط : في تحلله

٢٣٩

ما تفعل (١) فى تحليل الملح ، لأن مسام الملح كثيرة ومستقيمة ، وأجزاءه لطيفة. وليس كذلك حال الخزف ، ولا تنفذ فيها (٢) الرطوبة نفوذا مفرقا.

ومن أراد أن يمزج أشياء مختلفة مزاجا يشتد تلازمه فهو يحتال في حل تلك الأشياء ثم جمعها ، ثم عقدها. (٣) لكن أكثر ما يفعل به ذلك (٤) يبطل خاصيته. وكثير (٥) منها يبقى (٦) خاصيته كالملح والسكر. (٧)

والرطوبة ، (٨) إذا كانت (٩) مغلوبة ، جمدت بأدنى برد ، وانحلت بحرارة شديدة. فإن كانت غالبة فبالضد. فلذلك ما كان الرصاص يسهل ذوبه ، (١٠) ويبطئ جموده ، (١١) والحديد بالعكس.

__________________

(١) م ، ط : يفعل

(٢) سا ، د : ولا ينفذ فيه

(٣) ط : ثم يعقدها

(٤) م : ذلك به

(٥) سا : وكثيرا

(٦) ط : ما يبقى

(٧) م : والفكر

(٨) م : «والرمادية» بدلا من «والرطوبة».

(٩) م : وإن كانت

(١٠) م : دونه بدلا من ذوبه

(١١) م : ويبطل جموده.

٢٤٠