تاريخ الأدب الجغرافي العربي - ج ١

اغناطيوس يوليانوفتش كراتشكوفسكي

تاريخ الأدب الجغرافي العربي - ج ١

المؤلف:

اغناطيوس يوليانوفتش كراتشكوفسكي


المترجم: صلاح الدين عثمان هاشم
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: لجنة التأليف والترجمة والنشر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٦٩

شديدة الاضطراب والخلط ، وقد قام هو نغمان بدور ما فى تبديد بعض هذا الخلط. وثمة أهمية جوهرية بالنسبة لنا تمثلها تلك المصنفات التى ظهرت لها ترجمات مستقلة فى العالم العربى ويمكن تتبع آثارها فى مؤلفات الجغرافيين بالمعنى الواسع للفظ أى خارج دائرة الاختصاص الضيقة. وليس من المستطاع الجزم بانتماء جميع هذه المصنفات إلى الأدب الجغرافى ، مثال ذلك كتاب بطلميوس فى التنجيم «كتاب الأربعة» أوquadripartitum (١٠٤) الذى يحتوى على أربع مقالات فى تأثير النجوم على مصير العالم ، وهو بمثابة ذيل للمجسطى وترجع الترجمة الأولى له إلى عهد المنصور وتنسب إلى أبى يحيى ابن البطريق (توفى حوالى عام ٨٠٠) والد المترجم المشهور (١٠٥) ، وأخرى أحدث منها تنتهى إلى العصر الذهبى فى خلافة المأمون ، ويقوم بدور المترجم حنين بن إسحق وثابت بن قره. كما وأن الكتاب قد شرح أكثر من مرة (١٠٦) ولكنه لم يطبع إلى الآن فى صورة تامة. وقد ضمن الجغرافى وعالم الآثار المشهور الهمدانى قطعة كبيرة منه فى «الجغرافيا التنجيمية» فى كتابه فى وصف جزيرة العرب (١٠٧).

وقد اكتسب صيتا واسعا ترجمة «الجداول الفلكية المبسطة» المستخرجة من «المجسطى» والتى ترتبط أحيانا «بجدول المدن الكبرى» (١٠٨) ؛ ولا تزال غير واضحة تماما صلة هذه المصنفات ببعضها البعض حتى فى المحيط اليونانى. وكما وضح منذ عهد غير بعيد فإن المصنف الأخير يمثل كتابا مستقلا (١٠٩) ، بينما لا يرجع تأليف «الجداول الفلكية المبسطة» إلى بطليموس بقدر ما يرجع إلى ثاون Theon الشارح المشهور للقرن الرابع (١١٠). ومهما يكن من شىء فإن هذه الجداول هى المسئولة بالذات عن ظهور ذلك المصنف الذى عرف فى العالم العربى باسم «زيج بطلميوس» والذى لا علاقة له البتة بالمجسطى (١١١). ويبدو أن معرفة العرب بهذا الزيج منذ عهد الرشيد كانت عن طريق السريان (١١٢) ؛ وأغلب الظن أنه قد قام بدوره فى تثبيت لفظ «زيج» (١١٣) وانتشاره فى العالم الإسلامى بصورة نهائية ، بحيث استمر يتمتع بتداول واسع على مدى تاريخ الجغرافيا الرياضية عند العرب وبقى كذلك فى عهد ورثتهم الفرس والترك.

ولا تزال مستعصية على الحل مسألة أصل كتاب آخر تعزوه العرب دون أى مبرر إلى بطلميوس وهو «كتاب الملحمة» ، ولا يقصد بالملحمة هنا المعركة بل «التنبؤات» وذلك لعلاقته بالتنجيم (١١٤). وهذا الكتاب هو المصدر الأساسى لياقوت فى معجمه الجغرافى دون جميع الزيجات الأخرى وعليه بنى تحديده لأطوال وعروض المدن واستخرج منه وقائع تنجيمية مختلفة (١١٥). وقد بلغت استشهادات ياقوت به السبعين تقريبا (١١٦) ، جمعها هو نغمان بدرجة تتفاوت قربا وبعدا عن الكمال. والمقارنة التى أجراها بينه وبين بقية المصادر جعلته يفترض أنه على صلة ما بالترجمة «الرديئة» التى كانت تحت تصرف الكندى (١١٧) والمختلفة تمام الاختلاف عن الترجمة المصلحة للخوارزمى (١١٨) ؛ وهى كالأخيرة تضم عناصر بطلميوسية وأخرى عربية. وليس من الممكن توضيح طبيعة العلاقة الزمنية بين «كتاب الملحمة» وكتاب

٨١

الخوارزمى ، وقد لوحظ أنه رغما عن الطابع التنجيمى الغالب عليه فهو يعطى أحيانا تحديدات عن بطلميوس أدق من تلك التى يعطيها الخوارزمى (١١٩).

ويقصد ياقوت فى معجمه «بكتاب الملحمة» مصنفا معينا يرتفع إلى تراث علمى ذى مفهوم مستقل. ويجىء استعمال الكلمة عادة فى صيغة الجميع «كتاب (أو أبواب) الملاحم» ويقصد به فى الأدب العربى التعبير عن جميع ضروب التنبؤات التى ازدهرت فى العالم الإسلامى ، خاصة التنبؤات ذات الطابع الأخروى أى المتعلقة بالعالم الآخر والتى نشأت فى محيط لا علاقة له البتة ببطلميوس. وهذه التنبؤات ظهرت فى بادئ الأمر فى مجموعة الأحاديث الصحيحة وفى أدب الترغيب والترهيب ، وقد وجدت لها تربة صالحة فى الدوائر الشيعية ولم يكن من النادر نسبتها إلى أئمتهم (١٢٠). والذى دفعنا إلى هذا الاستطراد من الحديث على الجغرافيا الرياضية إلى الحديث عن أدب الملاحم التوافق فى التسمية وخوف الخلط مع «كتاب الملاحم» المنسوب لبطلميوس.

وقد أدى التاريخ المعقد للترجمات العربية لبطلميوس إلى ضرب من الازدواج فى الجغرافيا الرياضية العربية يرتبط باسمه ويقوم أساسا على سؤال مؤداه إلى أى مصدر بالذات ترتفع الرواية العلمية لهذه الترجمات ، هل إلى «المدخل إلى الجغرافيا» لبطلميوس أم إلى «الجداول المبسطة» لثاون؟ ومما يزيد فى غموض هذه الصورة ما علق بهذه المصادر من شوائب مختلفة. بيد أن كل ذلك لا يحول دون الاعتراف بالدور الرئيسى الذى لعبته مصنفات بطلميوس فى تطوير الأدب الجغرافى العربى ، وقد اقترنت باسمه على الأقل ثلاثة مصنفات أخرى جرى تداولها فى العالم العربى. فليس غريبا إذن إزاء هذا الاستيعاب الشامل للتراث اليونانى فى ميدان الجغرافيا أن يتقهقر إلى الصف الثانى التأثير الهندى والإيرانى الذى كان سائدا من قبل.

غير أن الأمر لم يقف عند حد الاستيعاب الأدبى ، سواء بالترجمة أو التعديل ، بل تعداه إلى ما وراء ذلك. وقد كان البتانى مصيبا فى قوله إن بطلميوس قد دعى إلى «المحنة والاعتبار بعده». ففى هذا العصر بالذات بدأ العرب فعلا يجمعون بين الاستيعاب النظرى للعلم اليونانى والتطبيق العملى لنظرياته فى أبحاثهم المستقلة ، الأمر الذى تجاوزت أهميته نطاق عصرهم بكثير. فقد وصلوا إلى حساب خط منتصف النهار وضبطوا العروض والأطوال الجغرافية ووضعوا جداولهم الفلكية المستقلة على أساس المراجعة النقدية لنتائج السابقين لهم فى هذا المضمار ، ورسموا خارطات لا تقل جودة عن النماذج اليونانية. ويخلو وصفهم لهذه الخارطات من ذلك العنصر الأسطورى الذى دفعنا من قبل إلى التشكك فى إمكان وجود خارطات إسلامية فى العهد السابق لهذا.

وقد أحس العرب فى أنفسهم النضج التام لإعادة تجربة اراتوسثينيس Eratosthenes فى تحديد مقاس درجة من خط منتصف النهار ، دفعهم إلى هذا جرأة معهودة لدى جميع ممثلى الحضارات

٨٢

الفتية (١٢١). وبغض النظر عن النتائج التى توصلوا إليها فإن المحاولة فى حد ذاتها جديرة بالإكبار خاصة إذا وضعنا فى الاعتبار أنه لم تجر منذ أقدم العصور سوى ثلاث تجارب مستقلة لقياس الأرض ـ إحداها لإيراتوسثينيس والثانية لبطلميوس والثالثة للعرب ، وأن جميع معلومات أوروبا الوسيطة فى هذا الصدد إنما تعتمد عليها اعتمادا كليا (١٢٢). وقد اختيرت لهذا القياس المفازة الواقعة بين تدمر والرقة على الفرات وواد فى أرض الجزيرة قرب سنجار بين درجتى عرض ٣٥ و ٣٦ شمالا (١٢٣). وانقسمت اللجنة المكلفة بذلك العمل ، وذلك بعد اجتماعها فى النقطة المركزية ، إلى فرقتين اتجهت إحداهما جنوبا على خط منتصف النهار على بعد درجة واحدة ، بينما اتجهت الفرقة الأخرى على نفس المسافة ولكن صوب الشمال. ثم رجعتا إلى نقطة البداية وأجروا مقارنة بين النتائج التى توصلوا إليها ثم استخلصوا النتيجة النهائية. وقد أجريت هذه التجربة عام ٨٢٧ واتسمت الروايات عنها بطابع يسوده الاضطراب من ناحية والخيال من ناحية أخرى. ويروى ابن يونس ، وهو من فلكيى أواخر القرن العاشر ، أن إحدى الفرقتين قد حددت مقاس الدرجة بسبعة وخمسين ميلا بينما حددته الأخرى بستة وخمسين ميلا وربع الميل ، وأنه حين عرضت النتائج على المأمون أخذ بالرقم المتوسط وهو ستة وخمسون ميلا وثلثا الميل (١٢٤). وأغلب الظن أن هذه التفاصيل لا تخلو من العنصر القصصى ، ولكن تجدر بنا الإشارة إلى أن بعض الفلكيين ممن كانوا على علم بطريقة القياس هذه قد توصلوا إلى نتائج مكنت العلم المعاصر من حساب المعادل المترى (Metric Concordance) لمقاسات المأمون. هذا وعقب المحاولة الفاشلة لجوردان Jordan فى أواخر الثمانينيات من القرن السابق وذلك اعتمادا على الترجمات اللاتينية للمصنفات العربية ، أجرى المستعرب نالينوNallino فى عام ١٨٩٢ فحصا عميقا لجميع الروايات المختلفة عن المقاييس العربية لخط منتصف النهار بدقة فائقة حتى أن عالم الرياضيات شوى Schoy لم يأخذ عليه فى عام ١٩٢٧ سوى فروق ضئيلة (١٢٥). وقد وضح من هذه القياسات أن الميل العربى كان يساوى أربعة آلاف ما يسمى «بالذراع السوداء» التى ارتبطت باسمها كما هو الشأن دائما أسطورة ما. وهذه الذراع السوداء كانت أقل من نصف المتر قليلا (٤٩٣٣ ر. مترا لدى نالينو و ٤٩٣٢ ر. مترا لدى شوى) (١٢٦). وقد نشأ الخطأ فى حساب العلماء السابقين لهما من اتخاذهم ذراع «مقياس النيل» Nilometer المشهور بالقاهرة كوحدة للقياس. وهو يتجاوز نصف المتر بقليل (٥٤ ر. من المتر لدى شوى) (١٢٧) ولذا فإن الميل العربى المستعمل هنا يقرب طوله من كيلومترين (٢ ر ١٩٧٣ مترا عند نالينو أو ٨ ر ١٩٧٢ مترا عند شوى) (١٢٨). ودرجة خط منتصف النهار مقدارها عند نالينو ٦٧ ر ١١١٨١٤ مترا (١٢٩) وعند شوى ٩ ر ١١١٧٢٠ مترا (١٣٠). فإذا عرفنا أن أكثر المقاسات انتشارا فى القرن التاسع عشر وهو مقاس بيسيل Bessel قد قدر الدرجة بمقدار ١١٠٩٣٨ مترا (١٣١) ظهر لنا جليا أن الخطأ فى مقياس العرب يقل عن الكيلومتر ، مما يمكن أن نرجعه فى يسر إلى النقص فى الأجهزة المستعملة فى القرن التاسع. إن هذه المحاولة الجريئة لمقاس الأرض تقف فى حد ذاتها دليلا

٨٣

على ما بلغته الحضارة العربية من تقدم علمى كبير وسريع الخطى ، مما جعلها تحتل بحق مكانة مرموقة فى تاريخ الجغرافيا والرياضيات (١٣٢). ومما يوكد الأهمية التاريخية لهذا الحادث أن القياس التالى للأرض بعد العرب لم يتم إلا فى أوائل القرنين السادس عشر والسابع عشر (فرنل Fernel وسنليوس Snellius))(١٣٣).

كان الحساب المأمونى لدرجة خط منتصف النهار أصح القياسات لعهده وأعمها انتشارا ، غير أن العرب عرفت أيضا غيره من القياسات وصلتهم عن اليونان والسريان واستمر بعض العلماء يستعملها من حين لآخر. ويمكن أن يرد أصل هذه الحسابات إلى أن علماء السريان والعرب لم تكن لديهم فكرة واضحة عن حقيقة المقاييس التى استعملها اليونان عند إجراء تلك القياسات وخير مثال لهذا هو حساب بطلميوس للدرجة بمقدار ستة وستين ميلا وثلثى الميل (١٣٤) ، وذلك على أساس القياسات التى أجريت فى أرض الجزيرة بين حران وآمد والتى يتحدث عنها ياقوت فى مقدمة معجمه الجغرافى (١٣٥). وقد كان تحديد الدرجة بمقدار خمسة وسبعين ميلا (١٣٦) ، وهو التحديد الذى أخذ غالبا عن السريان ، أقل دقة واستعمالا من سابقه رغما من أنه ظهر فى عدد من المؤلفات الجغرافية ووجد عند فلكى كبير كالبتانى (١٣٧). هذا وقد ارتبطت مقاسات الطول المستعملة فى الحياة اليومية بالقياس الأول ، وإذا حدث وان تراوحت مقاسات الذراع نظرا لتعدد أنواعه فإن الميل قد استمر ثابتا ، على الأقل فى المعاملات الرسمية (١٣٨) ؛ كما استمر ثابتا أيضا الفرسخ وهو يساوى ثلاثة أميال ، أى ستة كيلومترات بالتقريب (١٣٩).

ويفضل الترجمات اللاتينية للمصنفات العربية وجد طريقه إلى أوروبا التحديد المأمونى للدرجة بستة وخمسين ميلا وثلثى الميل. ونتيجة لذلك فقد تكرر ما وقع للسريان والعرب مع اليونان ، ذلك أن العلماء الأوروبيين للقرنين الرابع عشر والخامس عشر لم يلتفتوا إلى الاختلاف بين الأميال العربية وأميالهم ، الأمر الذى نشأت عنه أخطاء جسيمة أعان أحدها على اكتشاف كولومبس لأميركا ، فهو قد احتسب الدرجة بمقدار ستة وخمسين ميلا إيطاليا وثلثى الميل ، فى حين كان الميل الإيطالى فى واقع الأمر يقل عن الميل العربى بمقدار ثلاثمائة وأربعة وثمانين مترا. وعلى ذلك فالدرجة الواحدة فى حساب كولومبس تقل بمقدار اثنين وعشرين كيلومترا عن الدرجة العربية ، وبالتالى كان تقدير المسافة بين سواحل أوربا الغربية وسواحل آسيا الشرقية أقل بكثير عن الواقع ، ولعل كولومبس لو علم بحقيقة الأمر منذ البداية لما أقدم على ركوب المحيط على سفنه الصغيرة التى لم يكن بوسعها حمل المؤن اللازمة لمثل هذه المهمة (١٤٠).

وحساب درجة نصف النهار لا يعتبر الحدث الأهم لعصر المأمون ، ولكن يمكن اعتباره حدثا فريدا فقط ، إذ أن النشاط سار قدما وبخطى منتظمة فى محيط الفلك والجغرافيا الرياضية. ففى خلافة المأمون تم إنشاء مرصدين أحدهما ببغداد بحى الشماسية والآخر على جيل قاسيون عند دمشق ؛ وقد تركز مجهود المرصدين فى تحقيق جميع معطيات المجسطى تحقيقا علميا (١٤١) ، وساق هذا إلى تحديد الموقع الجغرافى

٨٤

لجميع النقاط الهامة من جديد. أما فيما يتعلق بخط نصف النهار الابتدائى فإن الآراء كما أسلفنا لم تتفق على نقطة واحدة ، فالفلكيون العرب بدأوا حسابهم إما على نمط اليونان ابتداء من أقصى الغرب متجهين صوب الشرق إلى درجة ١٨٠ من «المعمورة» ، أو قاسوا ٩٠ درجة إلى الشرق وإلى الغرب من خط منتصف النهار المركزى الذى يخترق «قبة الأرين» فى مركز الأرض على خط الاستواء (١٤٢). بيد أن هذا لم يمنعهم من بلوغ درجة عالية من الدقة فى حسابهم مما يمكن استنباطه من بعض الأمثلة. فالفلكيون أبناء موسى بن شاكر قد قاسوا عرض محلة باب الطاق ببغداد بثلاث وثلاثين درجة وعشرين دقيقة شمالا ، وهو ما ينطبق تماما على واقع الحال. كما ضبط الماهانى (توفى حوالى ٢٦٠ ه‍ ـ ٨٧٤ ـ ٢٧٠ ه‍ ـ ٨٨٤) عرض مدينة سامرا بأربع وثلاثين درجة واثنى عشر دقيقة شمالا ، بينما يشير التحديد المعاصر لأوبنهيم Oppenheim إلى ٣٤ درجة و ١١ دقيقة و ٥٠ ثانية شمالا (١٤٣). أما البيرونى فإنه قاس فرق الطول بين بغداد وغزنة فى ٢٤ درجة و ٢٠ دقيقة وذلك بطريقة تنم عن ذكاء وافر توصل إليها بنفسه ، هذا بينما أثبتت الملاحظة المعاصرة أن الفرق يبلغ ٢٣ درجة و ٥٠ دقيقة (١٤٤). ومما يقدم مثالا طريفا للتصحيحات التى أجراها العرب فى قياسات الأطوال التى أخذت قبلهم هو اختزالهم التدريجى لطول البحر الأبيض المتوسط ، فاليونان وفقا لبطلميوس قدروا طوله باثنين وستين درجة ، اختزلها محمد الخوارزمى إلى ٥٢ درجة وتلاه الزرقالى فى «جداول طليطلة» (١٤٥) فاختزلها إلى ٤٢ درجة أى ما يعادل طوله الحقيقى بالتقريب (١٤٦). وقد استمر هذا التراث فى حفظ الحساب الدقيق إلى نهاية عصر الابتداع العلمى «العربى» فى الشرق ، فالوغ بيك يحدد عرض مرصده بسمرقند فى ٣٩ درجة و ٣٧ دقيقة شمالا ، صححها الفلكى الروسى استروفه Struve إلى ٣٩ درجة ، و ٢٨ دقيقة و ٥٠ ثانية أى بفرق يقل عن دقيقتين (١٤٧).

وتقرير فلكيى عصر المأمون فى تحديد المواقع الجغرافية يرجع أساسا إلى الأرصاد التى أجريت ببغداد عام ٢١٤ ه‍ ـ ٨٢٩ وبدمشق عام ٢١٧ ه‍ ـ ٨٣٢ (١٤٨) ، ويعرف هذا التقرير باسم «الزيج المأمونى الممتحن» وهو وإن لم يصلنا فى صورته الأصلية إلا أن أثره كان بليغا كما يتضح من المصنفات المماثلة لمعاصريه الخوارزمى والفرغانى. ومن الطريف ملاحظة أنه لا يخلو من رد فعل معين ضد التأثير المطلق للعلم اليونانى ، فهو خلو تماما من أية أسماء من أسماء العالم الكلاسيكى كما وأن القليل من الأسماء الأعجمية الواردة فيه إنما يرتفع إلى مصدر سريانى (١٤٩). والمادة الرئيسية للحكم على «الزيج المأمونى» تستقى أساسا من الرسالة الشهيرة لأحمد بن محمد بن كثير الفرغانى «كتاب الحركات السماوية وجوامع علم النجوم» ـ وهى واحدة من أولى المصنفات العربية فى الفلك وتكاد تكون أكثرها شهرة فى أوروبا الوسيطة. ورغما عن هذا فإن اضطرابا بالغا يسود المعلومات عن المؤلف ، ولم يقتصر هذا على الجهل بتاريخ وفاته بل تعداه إلى أنه لم يتضح حتى الآن هل يقصد بهذا الاسم شخص واحد أم شخصان مختلفان ، وأيهما

٨٥

يرتبط باسمه إصلاح مقياس النيل. والأمر الذى لا يتطرق إليه الشك هو أن الفرغانى قد عاش فى النصف الأول من القرن التاسع وأن آخر ذكر له يرجع إلى عام ٢٤٧ ه‍ ـ ٦٦١ (١٥٠). وفى رسالته هذه يعطى الفرغانى موجزا للمبادئ الأولية فى الفلك معتمدا على النظرية اليونانية فى الأساس ، دون أن يورد أية قواعد هندسية معقدة. ويهمنا فى هذا الصدد أنه أرفق برسالته هذه جدولا يبين الأماكن الهامة موزعة وفقا للأقاليم السبعة من الشرق إلى الغرب مع تحديد مواقعها الجغرافية ؛ وهذا الجدول كما أثبت البحث يمثل اقتباسا للفصول الخاصة بذلك فى «الزيج المأمونى» مما يسهل الحكم على الأخير إلى حد ما (١٥١). وبفضل الفرغانى أخذ الغرب فكرة مبكرة عن «الزيج المأمونى» فقد ترجمت رسالة الفرغانى مرتين إلى اللغة اللاتينية فى القرن الثانى عشر ، كما ترجمت فى القرن الثالث عشر إلى لغات أوروبية أخرى ، وقد تمتعت بانتشار واسع وكانت معروفة جيدا لدانتى (١٥٢) ، وتعتبر الترجمة اللاتينية التى طبعت بفراراFerrara عام ١٤٩٣ من أوائل ما عرفه فن الطباعة فى أوروبا (١٥٣). وفضلا عن ذلك فإن الفرغانى يعتبر أول فلكى عربى تعرف عليه العالم الأوروبى فى متنه الأصلى وذلك بفضل الطبعة الممتازة بالنسبة لعصرها والترجمة اللاتينية الجديدة للمستعرب والرياضى الهولندى يعقوب غوليوس Jacob Golius فى عام ١٦٦٩. هذا وقد استمر صيته حيا فى أوروبا كمنجم إلى القرن الثامن عشر.

وإلى جانب «الزيج المأمونى» والترجمات العديدة المعدلة لمصنفات بطلميوس يقدم لنا هذا العصر المبكر لازدهار العلوم العربية أثرا ممتازا من الآثار الجغرافية هو ما يسمى «الصورة (أى الخارطة) المأمونية» ؛ وبالطبع لم تحفظ لنا منها آثار أو بقايا مباشرة. غير أنه فى الوقت الذى أحاط بذكر خارطات العصر الأموى من حين لآخر أساطير وخرافات لا تستند على أساس من الواقع فإن معلوماتنا عن خارطة المأمون صحيحة بدرجة تسمح لنا بتكوين فكرة ما عنها ، وهى ترتبط كما هو متوقع بخارطات بطلميوس وبخارطات مارينوس الصورى التى لم تصل إلينا. وقد رأى كل هذا بعينى رأسه المسعودى فى القرن العاشر ووصفه فى مصنفه الأخير الذى يعرض فيه بعض الشىء لنشاط حياته العام ، فقال : «ورأيت هذه الأقاليم مصورة فى غير كتاب بأنواع الأصباغ وأحسن ما رأيت من ذلك فى كتاب جغرافيا لمارينوس وتفسير جغرافيا قطع الأرض (١٥٤) وفى الصورة المأمونية التى عملت للمأمون واجتمع على صنعتها عدة من حكماء أهل عصره صور فيها العالم بأفلاكه ونجومه وبره وبحره وعامره وغامره ومساكن الأمم والمدن وغير ذلك وهى أحسن مما تقدمها من جغرافيا بطلميوس وجغرافيا مارينوس وغيرهما» (١٥٥).

ومن العسير علينا بالطبع استكناه الطريقة الفنية التى اتبعت فى عمل الخارطة المأمونية ، ولكن هناك ما يحملنا على الافتراض بأنها تتلخص فى مصور جغرافى موضحة عليه «أسماء الأقطار والمدن المعروفة فى كل إقليم» طبقا للقسم المماثل من «زيج المأمون». وفيها تم نهائيا استبدال الأسماء الكلاسيكية بأسماء عربية ،

٨٦

غير أن حدود «المعمورة» والأقاليم قد حفظت لنا على الطريقة اليونانية ، أما الأطوال فقد حسبت على ما يبدو على أساس المذهب الإيرانى ابتداء من المشرق كرد فعل ضد الاتجاه الغربى للعلم ، أو ربما كان ذلك أكثر ملاءمة لطريقة الكتابة العربية من اليمين إلى اليسار (١٥٦). وبالطبع فإن إعادة تصوير هذه الخارطة بحذافيرها أمر مستحيل (١٥٧) بالرغم من أن بعض الفلكيين قد أفادوا منها بطريقة منتظمة وحفظوا لنا مجموعة من الحقائق عنها (١٥٨) ؛ ولا يزال الكثير من الغموض يكتنف طبيعة الأسس التى رسمت عليها. وبالرغم من أن المسعودى يوكد أن الأرض قد صورت فيها وفقا لمذهب بطلميوس إلا أن الزهرى الجغرافى الأندلسى للقرن السادس ـ إذا صح ما زعمه فى مقدمة مصنفه «كتاب الجغرافيا» (١٥٩) من أنه قد رأى الخارطة المأمونية ـ يعطى وصفا مغايرا تمام المغايرة. وطبقا لما جاء فى قوله فقد كانت مقسمة إلى سبعة أقاليم ستة منها تحيط بالسابع الموجود فى الوسط. وهذه الطريقة أكثر مطابقة للتقسيم الإيرانى للأرض إلى كشورات كما وصفه البيرونى فى «كتاب التفهيم» (١٦٠) ؛ وإذا ما أخذنا فى حسابنا الميول الإيرانية للمأمون وللدوائر المحيطة به فيجب ألا يدهشنا هذا فى شىء. بيد أن أقوال الزهرى تقف فريدة فى بابها بشكل يمنعنا من تغليبها على إجماع الآراء فى الجانب الآخر. وثمة نقطة لا يرقى الشك إليها وهى أن فكرة صنع خارطة للعالم من أجل المأمون لم تخل من تأثير فكرة اعتبارها رمزا للسيادة العالمية وذلك على نهج إيران القديمة ، فقد حفظت روايات عديدة عن آثار مماثلة عملت من قبل للأكاسرة الساسانيين. وقد اعتبر كبار الحكام هذا وقفا عليهم وحدهم لا يشاركهم فيه أحد ، كما سنرى من مثال السامانيين بخراسان والنورمان بصقلية (١٦١).

ومهما كانت طبيعة الحل الذى سنجده للمشكلة المتعلقة بخارطة المأمون فإنه يمكن القول على أية حال وبدرجة كبيرة من اليقين أن فن الكارتوغرافيا (أى رسم المصورات الجغرافية) العربى قد ارتبط منذ البداية باسم بطلميوس بنفس القدر الذى ارتبطت به الجغرافيا الرياضية. وقد حفظ لنا العرب وورثهم ذكرى بطلميوس إلى نهاية العصور الوسطى حفظا فاق بكثير ما فعلته أوروبا الوسيطة فى هذا المضمار رغما من أنها تدين له بالكثير أيضا. وقد نسيت خارطته تماما فى الغرب وكانت خارطة الإدريسى حوالى عام ١١٥٤ هى الأثر الوحيد الهام فى الكارتوغرافيا الأوروبية قبل القرن الرابع عشر الذى يتمثل فيه التراث البطلميوسى (١٦٢). وعرف كتابه المجسطى جيدا فى أوروبا منذ القرن الثانى عشر وذلك بفضل الترجمة اللاتينية المنقولة عن العربية (١٦٣) ، ولكن «جغرافيا» لم يكتشف فى أوروبا للمرة الأولى إلا فى بداية القرن الخامس عشر (١٦٤). ومن الطريف ملاحظة أنه يمكن تحديد تاريخ الكشف عن «جغرافيا» بطلميوس بالكثير من الدقة ؛ فبطرس الآيى المار ذكره والذى يرجع الفضل إلى كتابه «صورة العالم» فى اطلاع كولومبس على نظريات العرب فى الأرين ، قد استعمل عند تأليفه له حوالى عام ١٤١٠ كتاب «المجسطى» وحده ، ولم يكن له أدنى علم بكتاب «جغرافيا» لبطلميوس (١٦٥). ولكن لا نلبث أن نراه

٨٧

بعد ثلاثة أعوام فقط من ذلك يضع كتابه «الجامع فى الجغرافيا» Compendium Geographiae ويلخص فيه «جغرافيا» بطلميوس ؛ ثم طبع الأخير بأجمعه فى ترجمة لاتينية فى عام ١٤٧٨ (١٦٦). وفى تلك الآونة بالذات عملت له ترجمتان جديدتان من اليونانية إلى العربية (١٦٧) فى الدولة العثمانية فى عهد محمد الفاتح (١٤٥١ ـ ١٤٨١) نشرهما بالقاهرة (١٩٢٩) فى طبعة مصورة (facsimile) الأمير يوسف كمال (١٦٨) ، المعروف بنشره لعدد من الآثار الجغرافية. وفى بداية القرن السادس عشر عندما رسم الملاح التركى پيرى ريس خارطة العالم معتمدا على أربع عشرة خارطة كانت موجودة تحت تصرفه ، وجد من بينها ثمانى خارطات بطلميوسية (١٦٩) ؛ وهذا المثال يقدم صورة حية للأوضاع الثقافية فى تلك الحقبة التى بدأت فيها السيادة تتحول من الشرق إلى الغرب. وقد أتم الأتراك ما بدأته العرب فى مضمار الجغرافيا وعرضوا خلاصة ما قام به أسلافهم فى هذا الميدان. أما بطلميوس ومترجموه العرب فقد قدرهم الأتراك حق قدرهم ولكن الأمر الذى يلفت النظر حقا هو أن تصورهم للجغرافيا كعلم لم يختلف كثيرا عما كان عليه الوضع أيام المأمون. ولا يخلو من الفائدة والتوجيه فى هذا الصدد تلك الخلاصة التى يقدمها لنا فى القرن السادس عشر حاجى خليفة فى سفره الضخم فى أسماء المؤلفين والكتب «كشف الظنون» ، ذلكم المرجع القيم الذى سنرجع إليه أكثر من مرة فى المسائل المتعلقة بالأدب الجغرافى. ففى تعريفه لعلم الجغرافيا كتب حاجى خليفة يقول :

«علم جغرافيا. وهى كلمة يونانية بمعنى صورة الأرض ويقال جغراويا بالواو على الأصل وهو علم يتعرف منه أحوال الأقاليم السبعة الواقعة فى الربع المسكون من كرة الأرض وعروض البلدان الواقعة فيها وأطوالها وعدد مدنها وجبالها وبراريها وبحارها وأنهارها إلى غير ذلك من أحوال الربع كذا فى مفتاح السعادة (١٧٠). قال الشيخ داود (١٧١) فى تذكرته جغرافيا علم بأحوال الأرض من حيث تقسيمها إلى الأقاليم والجبال والأنهار وما يختلف حال السكان باختلافه انتهى. وهو الصواب لشموله على غير السبعة وجغرافيا علم لم ينقل له فى العربية لفظ مخصوص وأول من صنف فيه بطلميوس القلوذى فإنه صنف كتابه المعروف بجغرافيا أيضا بعد ما صنف المجسطى وذكر أن عدد المدن أربعة آلاف وخمسمائة وثلاثون مدينة فى عصره وسماها مدينة مدينة وأن عدد جبال الدنيا مائتا جبل ونيف وذكر مقدارها وما فيها من المعادن والجواهر وذكر البحار أيضا وما فيها من الجزائر والحيوانات وخواصها وذكر أقطار الأرض وما فيها من الخلائق على صورهم وأخلاقهم وما يأكلون وما يشربون وما فى كل سقع مما ليس فى الآخر غيره من الأرزاق والتحف والأمتعة فصار أصلا يرجع إليه من صنف بعده ولكن اندرس كثير مما ذكره وتغير أسماؤه وخبره فانسد باب الانتفاع منه. وقد عربوه فى عهد المأمون ولم يوجد الآن تعريبه» (١٧٢).

إن ألفاظ حاجى خليفة هذه لتدل على إدراكه العميق للأهمية الكبرى لآثار بطلميوس فى تاريخ الجغرافيا العربية طوال المدة ما بين القرنين الثامن والسابع عشر. ويمكننا أن نقرر بيقين تام أن التراث

٨٨

اليونانى كان ذا أثر جوهرى فى ابتداء الجغرافيا الرياضية عند العرب ولكنه كما أبصرنا لم يطرد التراث الهندى الإيرانى نهائيا. بل إن التجديد المأمونى بنتائجه الفذة يجب اعتباره إلى حدما رد فعل ضد السيادة المطلقة للنفوذ اليونانى. وعلى العموم فقد عرفت الجغرافيا العربية على الدوام ازدواجا معينا نشأ من غلبة أحد مصنفين على الآخر ، إما «المدخل إلى الجغرافيا «لبطلميوس ، أو «الجداول المبسطة» المنسوبة إليه ، والتى يرجح أنها من عمل ثاون. ويتمثل هذا الازدواج بوضوح كبير فى الاختلاف الذى يمكن ملاحظته بين «الجداول المأمونية» ، التى يمكن أن يضم إليها رسالة الفرغانى وبين «صورة الأرض» للخوارزمى (١٧٣). وإذا أمكن القول بأن التأثير اليونانى على الجغرافيا العربية هو المسئول عن ظهور أربعة آثار فذة فى الفترة الأولى من تاريخ ذلك العلم عند العرب ، وهى «خارطة المأمون» و «كتاب الملحمة» المنحول و «صورة الأرض» للخوارزمى وترجمة «جغرافيا» من عمل ثابت بن قرة ، فإن الأول من بينها فقط هو الذى يطابق فى جوهره «الجداول المبسطة» لثاون ، بينما ترجع الثلاثة الباقية بأجمعها إلى جغرافيا بطلميوس فى ترجمتها السابقة للترجمة العربية ، ومع تغييرات جوهرية فى مضمون الكتاب وتبويبه على ما يلوح. أما فى كتاب الملحمة فنلمس محاولة للتوفيق بين العناصر البطلميوسية والعربية (١٧٤) ، كما نلمس فى «صورة الأرض» محاولة للتوفيق بين خارطة المأمون وخارطات بطلميوس (١٧٥).

هذا وسيبقى أبدا عدد كبير من مسائل تاريخ الفترة الأولى للجغرافيا العلمية عند العرب غامضا بالنسبة لنا ، ذلك أن الآثار العربية الأولى فى هذا الميدان لم تصلنا ولا يمكن الحكم عليها إلا من خلال الاقتباسات المضطربة والإشارات العابرة التى قام بها علماء لم يكن بمقدورهم أن يعملوا حسابا لمطالب العصر الحديث. وهذا بدوره يدفعنا إلى الإمعان فى تقديرنا للأثر الوحيد الذى خلفه لنا هذا العصر ، أعنى الترجمة المصلحة لجغرافيا بطلميوس لمحمد الخوارزمى التى يمكن اعتبارها أول مصنف عربى فى الجغرافيا نعرفه معرفة مباشرة.

٨٩

حواشى الفصل الثانى

__________________

(١) (أضيفت إلى الفصل الثانى المكتوب بالآلة الكاتبة الألفاظ الآتية :

«الكلمة التى قدمت بها محاضرتى التى ألقيتها بالجمعية الجغرافية للاتحاد السوفيتى فى ٢٣ يونيو ١٩٤٠» : «أرجو أن أوضح سلفا أن هذه المحاضرة عن بداية الجغرافيا الرياضية عند العرب لا تمثل بحثا قائما بذاته ، فهى فصل من مؤلف ضخم فى تاريخ الأدب الجغرافى العربى. وقد تجمعت المادة لدى بالتدريج على شكل دروس ألقيتها على طلبة الجامعة ابتداءا من عام ١٩١٠. وكانت تمثل فى بدايتها ملاحظات ذات طابع عام تتعلق بمصنفات المؤلفين التى شرحت نصوصا مختارة منها فى البرنامج الدراسى. وشيئا فشيئا تجمعت لدى مذكرات فى تاريخ الأدب الجغرافى العربى قرأتها على تلامذتى أكثر من مرة بين عامى ١٩١٠ ، ١٩٣٦.

«وقد عالجت الموضوع كفيلو لوجى فجعلت هدفى بادئ ذى بدء أن أعرض للأدب الجغرافى من غير أن أحاول التأريخ لعلم الجغرافيا عند العرب أو لتأريخ الاستكشافات الجغرافية العربية ، بيد أن جميع هذه الميادين ترتبط ببعضها البعض ارتباطا وثيقا يجعل من العبث محاولة وضع فواصل اصطناعية بينها. غير أن الأساس الذى اعتمدت عليه هو عرض ما يسمى بالجغرافيا الوصفية والرحلات ، وفقط عندما استكملت المحاضرات فى شكل كتاب اقتنعت فى آخر الأمر بضرورة العناية بالجغرافيا الرياضية التى لم أهتم لها فى أول الأمر. وبهذا نشأ لدى فصلان جديدان لا أجد من نفسى المقدرة التامة لمعالجتهما ؛ أحدهما أريد أن أقرأه عليكم اليوم فى هذا الوسط العلمى حتى أكون على ثقة بأننى لم أرتكب هفوات كبيرة»).

(٢) نالينو ، الفلك ، ص ٣٣١ ـ ٣٣٢ (ـ Racc.,p.٩٢)

(٣) الطبرى فى كتاب :

ـ Ruska, GZ, p. ١٢٥ ـ Nöldeke, Geschichte des Perser, p. ٥٨ ـ ٦٨, ٤٠٣ ـ ٥٠٣ Christensen, p. ١٩٣

(٤) نالينو ، الفلك ، ص ١٤٤ ـ ١٤٥ (ـ Racc.,p.٠٠٢)

(٥) نالينو ، الفلك ، ص ١٤٤ ـ ١٤٧ (ـ Racc ,p.٩٩١ ـ ٢٠٢) Massignon ,Nawbakhti ,p.٨٥٩ ـ ٩٥٩

(٦) شرحه

(٧) نالينو ، الفلك ، ص ١٤٦ ـ ١٤٧ (ـ Racc.,p.١٠٢.٢٠٢)

Brockelmann, GAL, I, p. ٩٤٢, No. Ia; SB, I, p. ١٩٣ ـ ٢٩٣, No. Ic ـ

عن دور مؤلفات ما شاء الله فى أوروبا الوسيطة راجع مقالات :

Shangin Catalogus, T. XII, p. ٠١٢ ـ ٦١٢;» the seven Springs «p. ٥٣٢ ـ ٢٤٢; Epistola Messallah, p. ٧٠٧ ـ ٨١٧.

(٨) ـ Eberman ,p.١٦

(٩) راجع نالينو ، الفلك ، ص ١٤٩ : (ـ Clark ,p.٦٦٣ ; Racc ,p.٣٠٢.

٩٠

__________________

(١٠) ـ Nallino ,Sun ,Moon Stars ;p.٥٩

(١١) ـ Nallino ,El ,p.٧١٥

(١٢) نالينو ، الفلك ، ص ١٥٠ ـ ١٥١ (ـ Racc ,p.٤٠٢ ـ ٥٠٢)

(١٣) ـ Nallino, El, l, p. ٧١٥ : " .... auf demselben Längengrad in Konjunktion"

نالينو ، الفلك ، ص ١٥١ (ـ Racc.,p ,٥٠٢)

(١٤) دانتى ، الجحيم ، الجزء الأول

(١٥) ابن قتيبة ، ص ٥٤. راجع : نالينو ، الفلك ، ص ١٥١ الحاشية ٥ (ـ Racc ,p.٥٠٢ ,not ٢)

(١٦) Plessner ,Tarikh ,p.٧٤٢

(١٧) نالينو ، الفلك ، ص ١٥٦ ـ ١٦٢ (ـ Racc.p.٩٠٢ ـ ٤١٢) Brockelmann ,GAL ,SBI.p.١٩٣ ,No la

(١٨) نالينو ، الفلك ، ص ١٥٠ (ـ Racc \' ,p.٤٠٢) Nallino ,Sun ,Moon Stars ,p.٥٩

(١٩) نالينو ، الفلك ، ص ١٦٢ ـ ١٦٣ (ـ Racc.p.٣١٢ ـ ٤١٢)

(٢٠) ـ Barbler de Meynard ,Al ـ Macoudi ,IV ,b.٧٣ ـ ٠٤

(٢١) ـ Kramers ,EI ,EB ,p.٣٦

(٢٢) نالينو ، الفلك ، ص ١٦٠ (ـ Racc.,p.٢١٢)

(٢٣) نالينو ، الفلك ، ص ١٤٧ ـ ١٤٨Sarton ,Introduction ,l ,p.٠٣٥ ـ ١٣٥ (ـ Racc.,p.٢٠٢ ـ ٣٠٢)

(٢٤) ـ Sarton ,Introduction ,I ,p.٠٣٥

(٢٥) ـ Nallino Sun ,Moon Stars ,p.٩٥

(٢٦) نالينو ، الفلك ، ص ١٦٤ ـ ١٧٣ (ـ Racc.,p.٥١٢ ـ ٣٢٢)

(٢٧) نالينو ، الفلك ، ص ١٥٠ ، ١٧٤ (ـ Racc.,p.٤٠٢ ,٣٢٢ ـ ٤٢٢)

(٢٨) نالينو ، الفلك ، ص ١٧٤ ـ ١٧٥ (ـ Racc.,p.٤٢٢)

(٢٩) ـ Nallino ,Sun.Moon Stars ,p.٥٩

(٣٠) نالينو ، الفلك ، ص : ١٧٥ (ـ Racc.,p.٥٢٢)

(٣١) نالينو الفلك ، ص ١٧٦ ـ ١٧٧ (ـ Racc.,p.٥٢٢ ـ ٦٢٢)

(٣٢) Reinaud ,Introduction ,p CCCXXXV ـ CCLY. يقدم مينورسكى Minorsky تحليلا وافيا لجميع الآراء المعاصرة حول هذه المسألة :

Hudud, p. ٨٨١ ـ ٠٩١. No ٣١; p. ٥٤٢ ـ ٦٤٢, No ٨١ ـ ٤٢, p. ٥٣٣ ـ ٦٣٣, No ٠٦

(٣٣) ـ Kramers ,Legacy ,p.٣٩

(٣٤) ـ Nallino ,Al ـ Battani ,p.٥٦١

٩١

__________________

(٣٥) شرحه

(٣٦) يوجد تحليل عميق للمادة فى هذا الموضوع على أساس نظرية الخرقى لدى :

Ferrand, Notes, ٢٠٢, p ٠٢٧١

(٣٧) نالينو ، الفلك ، ص ١٥٤ ـ ١٥٥ ، ملاحظة ٤ (ـ Racc.,p.٨٠٢ ,note ٣) وعلى بن محمد الجرجانى ، ص ١٦

(٣٨) ـ D.H.Müller ,Al ـ Hamadani ,I ,p.٤٤ ـ ٦٤

(٣٩) ذكره لدى : نالينو ، الفلك ، ص ١٦٢ (ـ Racc.p.٣١٢) وتحليله لدى : Honigmann ,Die Sieben Klimata ,p.٩٣١ ـ ٠٤١

(٤٠) ـ Honigmann ,p.٢٢١ ,note ٢ ـ Hudud ,p.٨٨١ ٠٩١ ,No ٣١

(٤١) ـ Ferrand, Relations, II, p. ٢١٦, note ٤ ـ Same, Notes, p ٨, note ٢

(٤٢) نالينو ، الفلك ، ص ١٨٧ ـ ١٨٨ (ـ Racc.,p.٤٣٢)

(٤٣) ـ Honigmann ,Die sieben Klimata ,p.٠٤١ ,note ٣

(٤٤) ـ J.K.Wright ,Notes ,p.٥٩

(٤٥) ـ Beazley ,I ,p.٣٠٤ ـ ٤٠٤

(٤٦) ـ Kramers ,Legacy ,p.٣٩ ـ ٤٩

(٤٧) ـ Taylor ,p.٥٦ ـ ٧٦

(٤٨) ـ Newton ,p.٣١

(٤٩) شرحه ص ١٤ ـ ١٥ ـ Kimble ,p.٨٠٢ ـ ٢١٢

(٥٠) ـ Newton ,p.٤١

(٥١) ـ Kramers, Legacy p. ٤٩; ـ photo and Translation : Newton, Frontisplece

(٥٢) ـ Newton, p. ٥١ ـ Kimble, p. ٨١٢ ـ Sarton, Introduction, II, p ٨٥٩ ـ J. K. Wright, Geogr Lore p. ٩٥٤ ـ ٠٦٤, No ٢ ـ Kretschmer, p. ٩٥٢ ٠٦٢

(٥٣) ـ Newton ,p.٦١ ـ ٨١ ـ Beazly ,l ,p.٥٠٤

(٥٤) ـ Klmble p.٤٨١ ,٣٤٢ ـ ٤٤٢

(٥٥) ـ Kimble ,p ٤٨١ ـ Wensinck ,Tree ,p.٥

(٥٦) ـ Reinaud ,Introduction ,p.CCXXXV

(٥٧) نالينو ، الفلك ، ص ٤٢ (ـ Racc.,p.٠٢١) Honigmann Die sieben Klimata ,p.٧١١

(٥٨) ـ Schoy ,Kibla ,p.١٦٠١

(٥٩) ـ Honigmann ,Die sieben Klimata ,p.٧١١ ـ ٨١١

(٦٠) ـ Kramers EI ,EB ,p.٤٦

(٦١) الفرغانى ، ص ٣٢

٩٢

__________________

(٦٢) ـ Honigmann ,Die sieben Klimata ,p.٢١١

(٦٣) نالينو ، الفلك ، ص ١٨٥ ـ ١٨٦ (ـ Racc.,p.٣٣٢) ص ٢١٠ (Nallino.Sun ,Moon and Stars ,p.٥٩ ـ (ـ Racc.p.٢٥٢

(٦٤) ـ Honigmann Die sieben Klimata ,p.٧١١ ـ ٨١١

(٦٥) نالينو ، الفلك ، ص ١٨١ ـ ١٨٦ (ـ Racc.,p.٩٢٢.٣٣٢)

(٦٦) نالينو ، الفلك ، ص ١٨٥ (Nallino ,Sun ,Moon and Stars ,٥٩ (Racc.,p.٣٣٢

(٦٧) نالينو ، الفلك ، ص ١٨٧ (ـ Racc.,p.٥٣٢)

(٦٨) نالينو ، الفلك ، ص ١٨٨ (ـ Racc.,p.٥٣٢)

(٦٩) ـ Reinaud, Introduction p. LIV ـ LV ـ Brockelmann, GAL, I, p. ١٢٢ ـ ٢٢٢, No ٦; SBI, p. ٤٩٣ ـ ٥٩٣ ـ Brockemann GAL ٢, l. p. ٠٥٢. ١٥٢ ـ Suter, Abu Mashar, p. ٥٠١ ـ ٦٠١ ـ Sarton, Introduction, I, p. ٨٦٥ ـ ٩٦٥ ـ Shangin, Grecheskii Perevod Abu Mashara, No ٠١ ـ ١١, p, ٧٠٩ ـ ٦١٩

(٧٠) ياقوت ، الإرشاد الجزء الخامس ، ص ٤٦٧.

(٧١) نالينو ، الفلك ، ص ١٨٧ ـ ١٨٨ (ـ Racc.,p.٩٢٢ ـ ٥٣٢)

(٧٢) حاجى خليفة ، الجزء الثالث ، ص ٥٥٨ ـ ٥٥٩

(٧٣) ـ Honigmann ,Die sieben Klimata ,p.١٤١

(٧٤) ـ Sarton ,Introduction ,II ,٣٧١

(٧٥) ـ J.K.Wright ,Geogr ,Lore ,p.٢٨ عن الأدوار الكوفية فى العالم القديم راجع : R.Wright ,p.٣١ ـ ٤١ ولدى العرب راجع ص ١٤ ـ ١٥ ، ٨٢ ـ ٨٣

(٧٦) نالينو ، الفلك ، ص ٨٧ ـ ٩٠ (ـ Racc.,p ,٥٥١ ـ ٨٥١)

(٧٧) نالينو ، الفلك ، ص ١٨٨Nallino ,Sun ,Moon and stars ,p.٥٩

(٧٨) ـ Brockelmann, GAL, I, p. ٢٧٤, No ٣; SBI, ٢٦٨ Sarton, Introduction, I, p. ٨٥٧ ـ ٩٥٧

(٧٩) نالينو ، الفلك ، ص ١٨٨ ـ ١٨٩ ، ٢١٠ ـ ٢١١ (ـ Racc ,p.٤٣٢ ـ ٥٣٢ ,١٥٢ ـ ٣٥٢)

(٨٠) شرحه ، ص ٢١٤ (ـ Racc.,P.٤٥٢)

(٨١) نالينو الفلك ، ص ٢١٥ الترجمة ، الجزء الأول ، ص ٥ ـ Nallino ,Al ـ Battani ,III ,p.٧ Racc.,p.٦٥٢)

(٨٢) Nallino ,II Valore ,p.٣٢

(٨٣) ـ Suter ,Almagest ,p.٠٢٣

(٨٤) نالينو الفلك ، ص ٢٢٢ ـ ٢٢٣ (ـ Racc.,p.١٦٢.٢٦٢)

٩٣

__________________

(٨٥) راجع : نالينو الفلك ، ص ٢٢٣ ـ ٢٢٤ (ـ Racc.,p.٢٦٢.٣٦٢): Brockolmann ,GAL ,I ,p.٣٠٢ ,note ٢ ; راجع Suter ,Almagest ,p.٩٢٣ ;SBI p.٣٦٣

(٨٦) ـ Tallgren ,Survivance II ,p.٣١٢ ,٩١

(٨٧) ـ Zettersteen ,EI ,IV ,p.٥٤٢١

(٨٨) نالينو ، الفلك ، ص ٢٢٤ ـ ٢٢٦ (ـ Racc.,p.٢٦٢ ـ ٤٦٢) Tallgren ,Survivance ,p.٠١٢ ـ ١١٢

(٨٩) ـ Tallgren ,Survivance ,p.٤١٢

(٩٠) ـ Brockelmann, GAL, I, p. ٣٠٢, No I, SBI, p. ٣٦٣ ـ TKatsch, p. ٠٧ Nallino, EI, I, p. ٨١٥ ـ Nallino, Tracce di opere greche, p. ٦٤٣

(٩١) ـ Mieli ,p.٥٨ ,note ٣

(٩٢) ـ Nallino ,EI ,I ,p.٨١٥

(٩٣) ـ Wiedemann ,Beitra؟ge ,LXIV ,p.٣١٢

(٩٤) ـ Sarton ,Introduction ,I ,p.٣٧٢

(٩٥) شرحه ، ص ٧٤

(٩٦) ـ Schoy ,Geography ,p.٧٥٢

(٩٧) نقد مجيك Mzik لدى :

GJ, XClll, ٩٣٩١, No ٣, March, p. ٢٥٢

(٩٨) ـ Honigmann ,Die sieben Klimata p.٣١١

(٩٩) شرحه ، ص ١٥٦

(١٠٠) ابن خرداذبه ، BGA ,VI ، ص ٣

(١٠١) ـ Mzik ,Afrika ,p.V ,note ٢ راجع عن الخوارزمى وسهراب : Mzik BAH und G ,lll ,P.XXIX

(١٠٢) ـ Nallino ,Le Tabelle ,p.٣٥١

(١٠٣) ـ Honigmann ,Die sieben Klimata ,p.٥١١ ـ ٦١١

(١٠٤) ـ Sarton, Introduction, I, p. ٧٧٢, No ٩١ ـ Honigmann, Die sieben Klimata, p. ٣١١

(١٠٥) نالينو الفلك ، ص ٢١٦ ـ ٢١٧ ، ٢٤٦ (ـ Racc.,p.٦٥٢ ـ ٧٥٢ ,١٠٢) Mieli ,p.٩٦

(١٠٦) ـ Honigmann ,Die sieben Klimata ,p ٦١١

(١٠٧) ـ D.H.Müller ,Al ـ Hamdani ,p.٨٢ ـ ٤٤

٩٤

__________________

(١٠٨) ـ Honigmann ,Die sieben Klimata ,p.٦١١ No ٤

(١٠٩) ـ Roberto ,Catalague ,lll ,p.٢٤١ ـ ٦٤١ ,No ٢٢٥

(١١٠) ـ Honigmann ,Die sieben Klimata ,p.٠٢١ ـ ١٢١

(١١١) شرحه ، ص ١١٧

(١١٢) شرحه

(١١٣) شرحه ، ص ١٢١

(١١٤) شرحه ، ص ١٢٥ ، ١٣٣

(١١٥) شرحه ، ص ١٢٥

(١١٦) شرحه ، ص ١٢٦ ـ ١٣٠

(١١٧) شرحه ، ص ١٣٣ ، ١٥٥

(١١٨) شرحه ، ص ١٣٤ ، ١٥٥

(١١٩) شرحه ، ص ١٥٥

(١٢٠) ـ Macdonald, Malahim, p. ٤٠٢ ـ ٥٠٢ ـ Macdonald, Djafr p. ٧٣٠١

(١٢١) ـ Nallino ,II Valore p ٤٢

(١٢٢) تحليله لدى : Taylor ,p ,٧٦ ـ ٨٦

(١٢٣) ـ Nallino, II Yalore, p. ٥٣ ـ Nallino, Al ـ Batlani, I, p. ٤٦١ ـ ٥٦١

(١٢٤) ـ Schoy Erdmessungen ,p.٨٣٤ ـ ٩٣٤

(١٢٥) نظرية ديكوردمانش مفعمة بالتخيلات راجع : (Decourdemanche ,JA ,١١ Se؟rie ,I ,٣١٩١ ,p.٧٢٤.٤٤٤)

(١٢٦) ـ Nallino, II Valore, p. ٦١١ ـ Schoy, Erdmessungen, p. ١٤٤, ٣٤٤

(١٢٧) ـ Schoy ,Erdmessungen ,p.٣٤٤

(١٢٨) ـ Nallino, II Valore, p. ١٢١ ـ Schoy, Erdm., p. ٤٤٤ ـ ٥٤٤

(١٢٩) ـ Nallino II Valore ,p ٧١١ ـ Schoy ,Erdm.,p.١٤٤

(١٣٠) ـ Nallino, II Valore, p ٧١١ ـ Schoy, Erdm., p. ٢٤٤ ـ Globus, ٨٣٩١, ٠٣٣ ـ ٠٦٩٠١١ m.

(١٣١) ـ Nollino ,II Valore ,p ٧١١

(١٣٢) نالينو الفلك ٢٩٣ ـ ٢٩٤ (ـ Racc ,p.٥٠٣)

(١٣٣) ـ Nallino II Valore ,p ,٤٢ ـ ٧٢

(١٣٤) ياقوت ، المعجم الجزء الأول ، ص ١٧

(١٣٥) ـ Nallino ,II Valore ,p.٠٥ ـ ٣٥

(١٣٦) ـ Nallino ,Al ـ Battani ,p.٤٦١ ـ ٥٦١

٩٥

__________________

(١٣٧) ـ Nallino ,II Valore ,p.٠٢١

(١٣٨) ـ Wiedemann ,AGNT ,I ,p.٦٦ ,note ٣ مع الإشارة إلى نالينو (Nailino ,II Valore ,p.٥٠١ ـ ٧١١)

(١٣٩) نالينو ، الفلك ، ص ٢٩٣ (ـ Racc.,p.٥٠٣)

(١٤٠) ـ Nallino ,EI ,I ,p.٨١٥

(١٤١) ـ Schoy ,Geography ,p.٣٦٢ ـ ٤٦٢

(١٤٢) شرحه ص ٢٦٨ ـ ٢٦٩.

(١٤٣) ـ Kimble ,p.٥٦

(١٤٤) شرحه ، ص ٦٣

(١٤٥) ـ Wright ,Notes ,p.٦٨

(١٤٦) ـ Schoy ,Geography ,p.٩٦٢

(١٤٧) ـ Honigmann ,Die sieben Klimata ,p.٣٢١

(١٤٨) شرحه ، ص ١٥٦

(١٤٩) ـ Suter, El. II, p. ٩٦ ـ ٠٧ ـ Honigmann, Die sieben Klimata, p. ٦٣١ ـ Sarton, Introduction, I, p. ٧٦٥ ـ Brockelmann, GAL, I, p. ١٢٢, No ٢; نالينو ، الفلك ، ص ٤٠ (SBI ,p.٢٩٣ ـ ٣٩٣. (ـ Racc.,p.٩١١

(١٥٠) ـ Honigmann ,Die sieben Klimata ,p.٦٣١ ,٤٥١ ,٥٦١

(١٥١) ـ Sarton, Introduction, I, p. ٧٦٥ ـ Sarton, Osirs, V, p. ٦٠١

(١٥٢) الصورة فى : Sarton ,Osiris V ,١٤١

(١٥٣) تفسيره قطع الأرض ، راجع : Dozy ,Supple؟ment II ,p.١٧٣ ولكن راجع أيضا : حدود العالم ، ص ٩

(١٥٤) المسعودى ، BGA ,VIII ، ص ٣٣ ـ راجع :

(Nallino ,Al ـ Huwarizmi ,p.٣١ ,note ٤ Racc.,p.٣٧٤

(١٥٥) ـ Honigmann ,Die sieben Klimata ,p.٥٥١

(١٥٦) شرحه ، ص ١٤٣

(١٥٧) ـ Reinaud ,Introduction p ,CCXC

(١٥٨) الشواهد لدى نالينو (Nallino ,Al ـ Huwarizmi ,P.٣١ ـ Racc.,p.٤٧٤) الذى يوجد لديه سبعون مؤلفا ، راجع : (Bartold ,Hudud p ,٨ ,note ٦)

(١٥٩) نظرية الكشورات وفقا للمصادر الفارسية يعرضها بالتفصيل بلوشيه (Blochet ,L\'E؟tude ,b.٥ ـ ٠١)

(١٦٠) ـ Kramers ,EI EB ,p.٤٦ ـ ٤٥

(١٦١) ـ Kimble ,p.٨٨١

٩٦

__________________

(١٦٢) ـ Kimble ,p.٥١٢ حوالى عام ١١٦٠ بصقلية عملت ترجمة من الإغريقية. مباشرة ولكنها بقيت غير معروفة على العكس من ترجمة حيرار : راجع : Amari (Nallino) ,III ,p.٣٧٦ ,note I

(١٦٣) ـ Honigmann ,Die sieben Klimata ,p.٤١١

(١٦٤) ـ Newton, p. ٤١ Youssouf Kamal, Monumenta Cartografica, IV, Fasc. III p. ٣٥٣١ ـ ٩٥٣١

(١٦٥) ـ Newton ,p.٤ ـ Kimble ,p.٥١٢

(١٦٦) ـ Ritter ,DI ,XIX ,٠٣٩١ ,p.٢٥ ـ ٣٥

(١٦٧) راجع : Youssouf Kamal ,Monumenta Cartografica

(١٦٨) Bra؟unlich p.٩١

(١٦٩) توفى طاشكبرى زاده عام ١٥٦١

(١٧٠) توفى داود الأنطاكى عام ١٠٠٨ ه‍ ـ ١٥٩٠ ـ Brockelmann ,GAL ,II ,p.٤٦٣ ,No ٣

(١٧١) حاجى خليفة ، المقدمة ، الجزء الثانى ، ص ٦٠١ ـ ٦٠٣ ، رقم ٤١٣٠ ـ توجد ترجمة موجزة لدى : Schoy ,Geography.p.٨٥٢ أما الترجمة الكاملة فموجودة لدى : Mzik ,ptolemaeus ,p.٦٥١ ـ ٧٥١ ,note ٧

(١٧٢) Honigmann ,Die sieben Klimata ,p.٥٦١

(١٧٣) شرحه ، ص ١٥٥ ـ ١٥٦

(١٧٤) شرحه

٩٧

الفصل الثالث

جغرافيو المدرسة اليونانية والزيجات الكبرى

إن مصنف الخوارزمى فى الجغرافيا وإن اعتبر فاتحة عهد جديد فى ميدانه الخاص به ، إلا أنه يجب ألا يعزب عن البال أن شهرة الخوارزمى التى طبقت الآفاق لا تقوم على هذا الكتاب. وقد اكتسب الخوارزمى بالفعل صيتا عريضا فدخل اسمه فى مصطلح علمى معروف لجميع تلامذة المدارس الذين لم يهتموا بالطبع بمعرفة أصل ذلك المصطلح. وهذه الشهرة لم تأت اعتباطا ؛ وقد أطلق سارطون Sarton فى مقدمته لتاريخ العلم اسم «عصر الخوارزمى» على النصف الأول من القرن التاسع لأنه «أكبر رياضيى عصره وواحد من أكبر رياضيى جميع العصور على الإطلاق إذا أخذنا فى حسابنا اختلاف الظروف (١)».

وكانت رسالته فى الحساب هى سبب وصول اسمه إلى أوروبا ، فهى أول أثر من نوعه يعرّف العرب والغرب بمنهج الحساب الهندى. وهذه الرسالة مفقودة الأصل إلا أن ترجمتها اللاتينية للقرن الثانى عشر محفوظة فى مخطوطة فريدة بكمبردج بعنوان : Algorithmi de numero Indorum «الغوريثمى فى حساب الهند» ، ونشرت فى منتصف القرن الماضى. وهى تبدأ بالصيغة الآتية : Dixit Algorithmi «قال الغوريثمى» ؛ ومن هذا يتبين جيدا أن اللفظ مستعمل كنسبة ، أى اسم علم ؛ ولكنه سرعان ما اتخذ فى شكله اللاتينى Algorithmus «الغوريثموس» معنى جديدا للحساب بالأرقام العربية وحل محل الطريقة القديمة «للمعداد» (Abacus) اليونانى الرومانى. ولم يلبث أصل الاسم أن نسى سريعا وظهر عدد من الاشتقاقات الخيالية ، فتارة ينسب إلى فيلسوف ما يدعى «الغوس» Algus ، أو من ربط أداة التعريف العربية «أل» باللفظ اليونانى «أريثموس» الخ. أما الاسم الحقيقى فقد توصل إليه قبل طبع مخطوطة كمبردج ، ولكن هذا لم يحل دون صيرورته إلى الأبد مصطلحا على ضرب معين من الحساب ، رغما من أن هذه التسمية تقوم على سوء فهم محض (٢).

وإذا كان اسم الخوارزمى قد ظل إلى الآن رمزا لمصطلح فى الرياضة فيوجد فرع آخر منها قد ثبتت عليه إلى أيامنا التسمية التى أطلقها عليه الخوارزمى. فرسالته «كتاب المختصر فى حساب الجبر والمقابلة» الموجودة أيضا فى مخطوطة فريدة هى التى يرجع إليها الفضل ليس فقط فى خلق لفظ الجبرAlgebra بمعناه الحديث بل وأيضا فى بزوغ فجر جديد فى ميدان الرياضيات ، الأمر الذى لا ينفى بالطبع وجود سابقين له فى هذا المضمار (٣) ممن يتحتم البحث عنهم فى بابل القديمة كما يتضح من أبحاث غاندزC.Gandz ؛ ذلك أنه من المستحيل ، اعتمادا على هذه الرسالة ، القول بأن الخوارزمى هو الذى اخترع حساب الجبر ،

٩٨

فإن تجربته هذه تستند على منهج المدرسة البابلية أو الإيرانية. ولكن فضله الأكبر يعود إلى أنه قد وضع فى اللحظة المناسبة مصنفا فريدا فى بابه كان له الأثر المباشر فى تعميم الجبر على ممر القرون (٤).

وقد كان للجداول الفلكية للخوارزمى حظ مماثل أيضا فى تأثيرها البعيد المدى ، وهى ترتبط فى جوهرها على ما يبدو بترجمة «السند هند» للفزارى التى شغل الخوارزمى كثيرا بدراستها وعمل منها نسخة مصلّحة. وكشأن أى مصنف يحمل اسم الزيج فإن جداول الخوارزمى قد احتوت على مقدمة فلكية وافية هى بمثابة نظرية فى الفلك قائمة بذاتها (٥). ويقف دليلا على علاقة جداول الخوارزمى بالتراث الهندى الإيرانى أن خط منتصف النهار الابتدائى يبدأ فيها عند الأرين وأن حساب الوقت فيها يسير وفقا لتقويم يزدجرد. هذا وقد أعاد الفلكى الأندلسى مسلمة المجريطى (حوالى عام ٣٩٨ ه‍ ـ ١٠٠٧) صياغه هذه الجداول ولكنه استعمل التقويم الهجرى وجعل نقطة الابتداء خط منتصف النهار المار بقرطبة. ولم تصل إلينا هذه الجداول ، كما لم تصلنا الجداول المصلحة للمجريطى ، ولكن حفظت الترجمة اللاتينية للأخيرة بقلم اديلارد الباثى Adelard of Bath التى عملت عام ١١٢٦. وهذا الوضع يؤدى بلا ريب إلى تعقيد مشكلة العلاقة بين كتاب الخوارزمى وتنقيحه للمجريطى ؛ وعلى أية حال فإنه يمكن القول بالكثير من الثقة إن الجداول الفلكية للخوارزمى فى صورتها الجديدة للمجريطى كانت أساسا للمؤلفات الفلكية المتأخرة فى أوربا الغربية (٦).

ورغما عن الأهمية البالغة لمؤلفات الخوارزمى فإن المعلومات عن شخصه شحيحة للغاية. ونتيجة لسهو معين فى كتاب بروكلمان (٧) فقد نفذت إلى الاستعراب الروسى فكرة مفادها أن الخوارزمى مؤلف الجغرافيا شخص عاش فى القرن الحادى عشر وأنه لا علاقة له بالرياضى الفلكى الذى عاش فى القرن التاسع (٨) ؛ ومرد هذا الخطأ إلى أن تاريخ تدوين المخطوطة قد أخذ على أنه تاريخ تأليف الكتاب. ولا يعرف عن سيرة الخوارزمى بالتحديد سوى أنه كان ينتمى إلى دائرة فلكيى المأمون وأنه كان وثيق الصلة «بدار الحكمة» المشهورة وأخذ طرفا على ما يبدو فى التجارب العلمية المرتبطة فى بعض جوانبها بقياس محيط الأرض. وقد ورد آخر ذكر له مقترنا بوفاة الخليفة الواثق عام ٢٣٢ ه‍ ـ ٨٤٧ (٩) ، ويلوح أنه قد توفى عقب ذلك بقليل. وقليل من الإلمام بمؤلفاته الرئيسية سيعاون فى توضيح الصورة النهائية التى صاغ فيها الخوارزمى مصنفه الجغرافى المتعلق بمدار هذا البحث.

يطلق على هذا المصنف اسم «صورة الأرض» وهى الترجمة المعهودة فى ذلك العصر للفظ «جغرافيا» اليونانى (١٠) ؛ ولكن الكتاب قد حمل فيما يظهر عدة أسماء ، فمثلا يذكره أبو الفدا فى القرن الرابع باسم «رسم الربع المعمور» (١١) ؛ وتم تأليفه عقب وفاة المأمون بين عامى ٢٢١ ـ ٨٣٦ ه‍ و ٢٣٢ ه‍ ـ ٨٤٧ كما أثبت ذلك بارتولدBartold (١٢). وقد حالف التوفيق فرين Fra؟hn فدلل بالكثير من قوة الحدس ، وذلك قبل اكتشاف المخطوطة ؛ على أن القطع المجهولة المؤلف التى يوردها أبو الفدا إنما ترجع إلى هذا المصنف

٩٩

لذلك الرياضى النابه (١٣). وعلى هذا الأساس قام بدراستها المؤرخ البولندى ليليويل Lelewel وخرج بنتيجة غريبة مؤداها أن كتاب الخوارزمى يمثل ترجمة لرسالة وضعها باليونانية حوالى عام ٧٥٠ مؤلف إغريقى عاش فى أرض الإسلام وعرف كيف يفيد من المصادر الإسلامية (١٤). ولكن نظرية ليليويل هذه قد انهارت من أساسها بالكشف عن المخطوطة التى وكدت صحة ما ذهب إليه فرين (١٥).

وقد لاقى مصنف الخوارزمى هذا نفس المصير الذى لاقته مصنفاته الأخرى ، فهو معروف لنا حتى الآن فى نسخة واحدة فقط موجودة بمكتبة استراسبورج ، ورغما من حالتها السيئة (١٦) فهى ترجع إلى رمضان من عام ٤٢٨ ه‍ ـ ١٠٣٧ (١٧) ، أى إلى ما بعد قرنين فقط من تاريخ تأليف الكتاب ؛ وقد عثر عليها بالقاهرة فى أكتوبر ١٨٧٨ المستعرب المعروف ب. اسبتاB.Spitta الذى كان آنذاك مديرا لدار الكتب الخديوية ، وانتقلت بعد وفاته (١٨٨٣) إلى مكتبة استراسبورج. وكان أول من لفت الأنظار إليها اسبتا نفسه وذلك فى مقالتين نشرهما عام ١٨٧٩ و ١٨٨٢ (١٨) ، وأصبحت منذ ذلك الحين موضوعا لأبحاث عديدة. وأول بحث جدى حولها ظهر عام ١٨٩٥ (١٩) بقلم نالينو ؛ وتلاه ابتداء من عام ١٩١٥ عدد من الأبحاث الخاصة بقلم مجيك Mzik وهو نغمان Honigmann (١٩٢٩) ؛ وفى عام ١٩٢٦ ظهرت طبعة كاملة لهذا الكتاب قام بتحضيرها مجيك ، غير أن الترجمة التى وعد بها لم تر النور بعد. ولعلها لن تراه إذا حكمنا من ألفاظ مجيك نفسه فى واحد من أبحاثه الأخيرة (١٩٣٦) ، وذلك لما يلازم هذه المهمة من مشقة وعسر. ويبدو أن مجيك قد توصل إلى نتيجة صحيحة مؤداها استحالة تنفيذ مثل هذا العمل قبل التمهيد له بتحليل عميق وفحص دقيق للأقسام المختلفة للكتاب (٢٠). وعلى الرغم من جميع الأبحاث الجادة العميقة (٢١) فإن عددا من المسائل المتعلقة بجغرافيا الخوارزمى لا تزال مستعصية على الحل.

ونظرا لغلبة الفلك والرياضة على الخوارزمى فقد وضع كتابه فى الجغرافيا على هيئة زيج ، أى جداول فلكية. والكتاب ليس بترجمة ولكنه ترتيب لمادة بطلميوس على هيئة جداول مع إضافات واسعة من ميدان الجغرافيا العربية وطائفة من التعديلات الأخرى. وليس بالمخطوطة مقدمة على الإطلاق ولو أنها وجدت قطعا بالأصل. وتبدأ الجداول بعد البسملة مباشرة على هيئة عمودين فى كل صفحة مع تبيان المواقع الجغرافية للأماكن الكبرى التى يصل عددها إلى خمسمائة وسبعة وثلاثين موضعا. وهى موزعة على الأقاليم المختلفة بحسب الابتعاد التدريجى من خط الزوال الابتدائى الذى يمر كما هو الحال عند بطلميوس «بجزر السعادة» (الخالدات) فى أقصى الغرب من أفريقيا (٢٢). ويتلو جدول المدن جدول الجبال وعددها مائتان وتسعون ، ثم يلى ذلك وصف البحار فالجزر : ويشمل القسم الأخير منها ، وهو أوسعها ، وصفا للأنهار فى كل إقليم (٢٣).

ويبدو جليا من كل هذا أن تبويب الخوارزمى لمادتة يختلف اختلافا بينا عن نهج بطلميوس فى كتابه

١٠٠