تاريخ الأدب الجغرافي العربي - ج ١

اغناطيوس يوليانوفتش كراتشكوفسكي

تاريخ الأدب الجغرافي العربي - ج ١

المؤلف:

اغناطيوس يوليانوفتش كراتشكوفسكي


المترجم: صلاح الدين عثمان هاشم
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: لجنة التأليف والترجمة والنشر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٦٩

الممتازة بصقلية بل أيضا لبلاط النورمان الذى لم يترك لنا الكتاب اللاتين المعاصرين شيئا يذكر عنه (٢٤٤).

وتعتبر رحلة بن جبير من الناحية الفنية ذروة ما بلغه نمط الرحلة فى الأدب العربى. وإذا كان وصفه المفصل للأبنية مملا للقارئ العادى فإن أسلوبه يمتاز بالكثير من الحيوية وسهولة التعبير ، مثال ذلك وصفه لجمارك الإسكندرية أو لكارثة السفينة على سواحل صقلية. أما عرضه العام فيستهدف الصنعة والأناقة ، وهو كثيرا ما يلجأ إلى السجع الذى يعالجه بالكثير من المهارة دون أن يبالغ فيه أو يضطر القارئ إلى تكلف الجهد فى تفهمه. كما يشحن كتابته بالاقتباسات الأدبية والإشارات اللطيفة مما يتطلب درجة معينة من المعرفة والاطلاع حتى يضحى مفهوما للقارئ. وبعد فهذا مصنف رفيع الأسلوب يختتم بجدارة حلقة الجغرافيين الأندلسيين لهذا العصر.

ومن الطبيعى أن شخصيات لامعة كالبكرى والإدريسى وابن جبير لا تستغرق حلقة مؤلفى المغرب ، إذ نلتقى إلى جانبهم بمصنفات أقل شهرة ولكنها لا تخلو أحيانا من بعض الصلة بهم ، أحدها هو «كتاب الاستبصار فى عجائب الأمصار» لمؤلف مجهول (٢٤٥). ويدين العلم بمعرفته إلى كريمرA.Kremer الذى نشر المتن عام ١٨٥٢ معتمدا على مخطوطة فينا مع عرض مفصل لمضمون الكتاب باللغة الألمانية. ومخطوطة باريس التى استعملها لأول مرة أمارى (٢٤٦) قد ساعدت فى تغطية الفجوات الموجودة بمخطوطة فينا ، غير أنها لا هى ولا مخطوطة الجزائر عاونتا على حل المشاكل المتعلقة بأصل الكتاب ومضمونه. أما ترجمة فانيان Fagnan (١٩٠٠) التى اعتمد فيها على المخطوطات الثلاث وزودها بكمية من الشروح والتعليقات فهى تمثل خطوة فى هذا السبيل ولو أنها لا تقدم لنا الكتاب فى صورته الكاملة (٢٤٧). ولا يتطرق الشك إلى صلته بالبكرى غير أن باب الاستنتاج يقف عند هذا الحد ، ويرجع تاريخ تأليف الكتاب إلى عام ٥٨٧ ه‍ ـ ١١٩١ ، ويتضح هذا من مضمونه (٢٤٨). ويلوح لنا أن المؤلف أدى فريضة الحج فهو يصف الحرمين وصفا مفصلا ثم ينتقل إلى الكلام عن مصر ويتحدث عن أهراماتها (٢٤٩) ؛ وبعد هذا ينتقل شمالا إلى الكلام عن شواطئ المحيط الأطلنطى ، ثم يورد لنا فى الغالب مادة البكرى (٢٥٠) واصفا المدن وفقا لترتيب جغرافى معين مضيفا إلى ذلك بعض روايات المعاصرين (٢٥١). وهو يجهد فى تسجيل جميع ما رآه فى طريقه وكل ما سمعه عن البلاد المحيطة (٢٥٢) ومن ثم فهو يختلف عن البكرى لا فى التبويب وترتيب المادة (٢٥٣) فحسب بل وأيضا فى أنه يصف أفريقيا الشمالية وصف شاهد عيان (٢٥٤) ويقتصر فى عرضه على الجغرافيا الوصفية وحدها (٢٥٥). وأغلب الظن أن المصنف لم يصلنا فى مسودته الأصلية ، فالعرض يرد على لسان من يدعى «الناظر» ، وهو الذى (نظر) فى الكتاب فى عهد أبى يوسف يعقوب الموحدى (الذى حكم ابتداء من عام ٥٨٠ ه‍ ـ ١١٨٤) وأضاف إليه روايات تتعلق بانتصار الخليفة وسفارة صلاح الدين الأيوبى إلى فاس فى عام ٥٨٨ ه‍ ـ ١١٩٢. أما مؤلف الكتاب نفسه فيأتى ذكره على ما يبدو تحت اسم «المؤلف» وتذكر إلى جانبه مصادر أخرى (٢٥٦). وجميع هذه النقاط

٣٠١

لا تزال تنتظر المزيد من التوضيح إذ يحيط بها الغموض منذ أيام أمارى ؛ ومن الجلى أن الأثر لا يبلغ مرتبة الآثار الأخرى كما وأن الاهتمام به لم يكن كبيرا (٢٥٧) (١).

وعلى نقيض الأندلس والمغرب فمن الملاحظ أن مصر لم تخرج فى القرنين الحادى عشر والثانى عشر مصنفات جغرافية ممتازة طبقت شهرتها البلاد العربية الأخرى ، غير أنها حافظت على الدوام كما كان عليه الحال من قبل على إنتاج تلك المراجع الرسمية فى الإحصاء والإدارة التى يمكن تقصى بدايتها فى المقدمات الأدبية المختلفة التى عملت من أجل كتاب الدواوين منذ العهد العباسى ثم تتبع تطورها فى الموسوعات الكبرى لعهد المماليك بمصر. هذا وقد احتلت الجغرافيا مكانتها كعلم فى تلك المراجع الرسمية وهاته الموسوعات الكبرى كغيرها من العلوم الأخرى ، بيد أن التحليل العميق لمادة هذه المصنفات من شأنه أن يساعد على استخراج معطيات هامة تتعلق بالأوضاع الداخلية أو الخارجية للأقطار المختلفة.

وإلى هذا العصر ينتمى مصنف من ذلك النوع وصفه ابن ممّاتى ، واتضحت قيمته منذ أيام هامرHammer وقستنفلدWüstenfeld ووكد هذه الأهمية من أرّخوا لمصر الإسلامية مثل بكرBecker وبيوركمان Bjo؟rkman. وتتميز شخصية المؤلف نفسه فى بعض نواحيها بطرافة لا تقل عن طرافة كتابه (٢٥٨) ، فابن مماتى (توفى عام ٦٠٦ ه‍ ـ ١٢٠٩) ينتمى إلى أسرة قبطية عريقة شغل عدد من أفرادها مناصب كبرى فى دواوين الدولة المختلفة. ولما وضع صلاح الدين يده على مصر (٥٦٤ ه‍ ـ ١١٦٩) اعتنق ابن مماتى الإسلام وشغل فى عهد صلاح الدين وخلفائه منصب رئيس ديوان الجيش والمالية. وبعد أن تدعم سلطان الملك العادل بمصر فى عام ٥٩٦ ه‍ ـ ١٢٠٠ اضطرت الدسائس ابن مماتى إلى الهرب إلى حلب حيث وافاه أجله المحتوم ؛ وقد سرد لنا سيرة حياته ياقوت الذى كان على معرفة تامة بنشاطه فى أواخر سنى حياته. وثقافة ابن مماتى الأدبية تقف فى أعلى مستو لذلك العصر ، وقد خلف لنا عددا من الآثار الأدبية يوجد اثنان منها ضمن مخطوطات جامعة لينينغراد (٢٥٩).

هذا وقد ساعده وضعه الحكومى فى الاطلاع على الوثائق الرسمية هذا إلى جانب معرفته الجيدة بالنظام الإدارى مما يضفى على كتابه «قوانين الدواوين» قيمة لامراء فيها. وإلى جانب الكلام على التعليمات الدواوينية البحتة فإن نصف الكتاب يبحث فى نظام الأراضى بمصر ويفحص فحصا دقيقا أنواعها ومساحتها وخراجها وغير ذلك من المسائل المتعلقة بها ؛ ولا حاجة لنا بالطبع إلى توكيد أهمية مثل هذه المادة. والكتاب معروف فى روايتين ، غير أنه مع الأسف لا توجد فى متناول اليد سوى القصيرة منهما ، أضف إلى هذا فى طبعة غير مرضية بل وموجزة أكثر (١٢٩٩ ه‍ ـ ١٨٨٢) (٢٦٠) ، وهى ترجع إلى عهد السلطان العزيز (توفى عام ٥٩٥ ه‍ ـ ١١٩٨) وتشمل عشرة فصول. أما الرواية

__________________

(*) من المعتقد أن اسم المؤلف هو أبو الفضل جعفر بن محمد المعروف بابن محشرة. وقد تناول الكتاب بالدرس والتحقيق أستاذ مصرى هو الدكتور سعد زغلول عبد الحميد ونشره مع تعليقاته سنة ١٩٥٨. (المترجم)

٣٠٢

الأولى والأكبر فتضم خمسة عشر فصلا وظهرت فى عهد صلاح الدين ولكنها لا تزال معروفة فى المخطوطات فقط (٢٦١) (١). ورغما من أن ابن مماتى لا يعد شخصية كبيرة فى ميدان الجغرافيا العربية إلا أنه خير من يمثل أحد اتجاهات ذلك الأدب فى مصر. وكما مر بنا فإن سيرة حياته تأخذنا إلى الشام وبذلك تسمح لنا بتركيز أنظارنا مرة أخرى على مشرق العالم الإسلامى حيث يبدو القرن الثانى عشر شاحبا فقيرا فيما يتعلق بالأدب الجغرافى ، فهو بهذا كأنما يهيئ الجو لظهور آخر أثر جغرافى ضخم للعهد السابق للغزو المغولى ، أعنى بذلك معجم ياقوت الحموى.

__________________

(*) نشر المؤرخ المعروف الدكتور عزيز سوريال عطية كتاب ابن مماتى بالقاهرة فى عام ١٩٤٣ ، مع مقدمة ضيافية عن حياة المؤلف ونظام الأراضى بمصر فى عصره. (المترجم)

٣٠٣

حواشى الفصل العاشر

__________________

(١) ـ Kramers ,Legacy ,٨٨ ـ ٩٨

(٢) ـ Brockelmann, GAL, p. ٧٦٣ ـ ٨٦٣, NO ١; SBI, p. ٨٢٦ ـ ٩٢٦ ـ Pons

طبعة القاهرة ، ١٣٥٠Boigues ,p.٧٤١ ـ ٠٥١ ,No III ـ

(٣) ـ No؟ldeke ,ZDMG ٠٤ ,p.٨٠٣

(٤) ـ Schefer ,Notice ,p.٩ ـ ١١

(٥) ـ Ferrand ,K\'ouen Louen p.٣٤٤ ـ ٥٤٤

(٦) ـ Lévi ـ Provencal, La Péninsule, p. XXIV, note ٢ ـ Pons Boigues, p. ٨٥١ ـ ٩٥١, NO ٠٢١

(٧) ياقوت ، المعجم ، الجزء الثانى ، ص ٥٨٢ ؛ الجزء الرابع ، ص ٥١٧

(٨) شرحه ، الجزء الرابع ص ٥١٧

(٩) شرحه ، الجزء الثانى ، ص ٥٨٢ ـ

Lévi ـ Provensal, La Péninsule, p. XXIV, note ٢ ـ Pérés, MGD, p. ٥٣٢, note ٢

(١٠) ياقوت ، المعجم ، الجزء الثانى ، ص ٥٨٢

(١١) ـ Alemany ,p ,٦٢١ ,٩٨١ No ٤

(١٢) ـ Jacob ,Studien ,I ,p.٦ ـ ٨ ;IV p.٨٣١

(١٣) ـ Pons Boigues ,p.٩٥١

(١٤) ياقوت ، المعجم ، الجزء الثانى ، ص ٥٨٢ ، ٥٨٣ ، الجزء الرابع ، ص ٥١٧ ـ ٥١٨

(١٥) شرحه ، ص ٥٨٢ : الجزء الرابع ، ص ٥١٧ ـ ٥١٨

(١٦) شرحه ، الجزء الرابع ، ص ٢٤١

(١٧) ـ Le؟vi ـ Provencal ,La Pe؟ninsale ,p.XXIII

(١٨) ـ Jacob ,Studien ,I ,p.٨ ـ ٠١ ;II ,p.٢٥ ;IV ,p.٧٣١ ـ ٧٤١

(١٩) ـ Kramers ,EI ,EB ,p.٨٦

(٢٠) ـ Dozy ,Re؟cherches ,I ,p.٩٤٨١ ,p.٢٨٢

(٢١) ـ Wüstenfeld ,EI ـ Bekri ,I ,Vorwort ,p.٣

(٢٢) ـ Dozy ,Recherches ,I ,٩٤٨١ ,p.٧٩٢

(٢٣) ـ Dons Boigues ,p.٢٦١

(٢٤) ـ Dozy ـ Lévi ـ Provencal, III, p. ٢٢٢ ـ Lévi ـ Provéncal, La Péninsule, p. ٦٣١, note ١

٣٠٤

__________________

(٢٥) ـ Dozy ,Recherches ,I ,٩٤٨١ ,p.٥٩٢ ـ ٨٩٢

(٢٦) شرحه ، ص ٢٩٧

(٢٧) ـ Kramers ,EI ,EB ,p.٨٦

(٢٨) ـ Lévi ـ Provencal, La Péninsule, p. ١٥٢, note ٢ ـ Kramers, EI, EB, ٨٦ not exact ـ ٩٥٤ ـ ٧٦٠١

(٢٩) مخطوطة كيل Kiel لعام ٨٥١ ه‍ ؛ عن مخطوطة استنبول راجع : p, ٣٤) ـ : خطأRitter ,DL ,XIX p.٧٥ p. (Kramers ,EI ,EB ,p.٨٦ ـ مخطوطة مراكش راجع : Minorsky, Khazars, p. ٣٤١, note ١ Kowalski, Relcia Ibrähima, p. ٧ ـ ٦١

(٣٠) ـ Kunik i Rozen, I, p, ٥ ـ ٧١ ـ Gonzälez Palencia, p. ٥٩١

(٣١) ـ Kramers ,Legacy ,p.٨٨

(٣٢) ـ Kunik i Rozen ,I ,p.٦

(٣٣) شرحه ، جزء أول ، ص ٩ ـ ١٠ ، ١٧

(٣٤) شرحه ، ص ٨ ـ ١٠ ، ١٦

(٣٥) ـ Pons Boigues, p. ٣٦١ ـ Brockelmann, GAL, SBI, p. ٦٧٨, No ٢

(٣٦) ـ Sarton ,Introduction ,I ,p.١٧٤ ـ ٢٧٤

(٣٧) ياقوت ، المعجم ، الجزء الأول ، ص ٦٥٣ ؛ راجع الفهرس ، الجزء الخامس ، ص ٣٥٠

(٣٨) ـ Kunik i Rozen ,I ,p.٥

(٣٩) ـ Der Diwan des Abu Dn\'aib, herausg. von J. Hell. Hannover, ٦٢٩١, Text p. ٨١, No ١١, ٧٢; translation, p. ٠٣; cf : Brockelmann, GAL, I, p. ١٤ ـ ٢٤; SBI, ٢٤ ـ ٣٤, ١٧, No ١ ـ Bräunlich E., Abu Duaib ـ Studien, DI, XVIII, ٩٢٩١, p. ١ ـ ٣٢

(٤٠) ـ Wüstenfeld ,EI ـ Bekri ,I ,p.٣

(٤١) شرحه ، ص ٤

(٤٢) شرحه ، ص ٣ ـ ٥ ـ (جزئيا) Blache؟re p.٥٥٢ ـ ٧٥٢

(٤٣) ـ Blache؟re p.٢٥٢ ـ ٣٥٢

(٤٤) ـ Reinaud ,Introduction ,p.CVIII ـ CIX

(٤٥) ـ Reinaud ,Notice ,p.٨٦ ـ ٩٦

(٤٦) ـ Dozy ,Recherches ,I ,٩٤٨١ ,p.٤٠٣ ـ ٥٠٣

٣٠٥

__________________

(٤٧) ياقوت المعجم ، الجزء الأول ، ص ٧ ـ ٨ ـ Heer p.١٢

(٤٨) شرحه ص ٨٠١

(٤٩) شرحه ، الفهرس ، الجزء الخامس ، ص ٣٥٠

(٥٠) شرحه ، الجزء الأول ، ص ٣٠٢ ، ٦٥٣ ، ٨٦٢

(٥١) ـ Kramers ,EI EB ,p.٨٦

(٥٢) ـ Brockelmann, GAL I, p. ٦٧٤, NO ٣; SBI, p. ٦٧٨ ـ Sarton, Introduction, (II, p. ١٢٢, Kramers, EI, EB, p. ٤٦ ـ ٥٦, ٩٦ ـ Amari (Nallino, I, p. ٠٦ ـ ١٦, No ٧٢

(٥٣) ـ Dozy, Recherches, II, ١٨٨١, Appendice XXXV, p. LXXXIX

(٥٤) راجع تعدادها لدى : Basset, Extraits, p. ٩١٦ ـ Griffini, Estratti, p. ٤١٤ ـ ٠٢٤

(٥٥) ـ Basset ,Extraits

(٥٦) الترجمة والتحليل لدى : Ferrand ,EI ,IV ,p.٨٩١١ ـ وأيضا بحثه : Le Wakwak ,p.١٠٢ ـ ٢٠٢

(٥٧) ـ Kramers ,Legacy ,p.٩٨

(٥٨) عن التواريخ راجع : Seybold ,Edrisiana ,p.٦٩٥ ,note ١

(٥٩) ـ Dozy et de Goeje ,p.III

(٦٠) ـ Miller ,I ,heft ٢ p.١٤

(٦١) ـ Seybold ,Al ـ Idrisi ,b ,٠٨٤ (غير صحيح : ١١١٦ ـ Brockelmann ,GAL ,SBI ,p.٦٧٨ ـ) (٥٥١ ه‍ ـ ١١٥٦ مشكوك فيه) Kramers EI EB ,p.٨٦

(٦٢) تحمل طبعة ١٥٩٢ الترجمة اللاتينية للعنوان وهى : Oblectatio desiderantts in descriptione Civitatum Principalium et tractatuum et Provinciarum et insularum et urbium et Plagarum (من أسفل Schnurrer ,p.٧٦١ , راجع): Mundi.Roma ,٢٩٥١

(٦٣) هكذا فى المتن

(٦٤) Amari (Nallino) , III, p, ٢٦٤, note ١ ـ Tallgren, Finlande p. ٥, note ٢

(٦٥) لا يتعلق الأمر بالتحديد الفلكى للأطوال والعروض ؛ راجع : Amari (Nallino) , III, p. ٣٦٤, note ٢, وذلك عل عكس تالغرين (Tallgren ,Finlande ,p.٥ ,note ٣)

(٦٦) إن فكرة إمارى Amari عن اللوح المبين عليه خطوط الطول والعرض يرفضها نالينوNallino راجع : Amari (Nallino) ,III ,p.٠٩٦ ـ ١٩٦ ,nofe ٣

٣٠٦

__________________

(٦٧) الدائرة ـ Amari (Nallino) III ,p.٣٦٤ : Compasso ـ

(٦٨) يعتقد أمارى (Amari (Nallino ,) ,III ,p.٤٦٤ ,note ١) أنه قد بين عليها خط الاستواء والخطوط الأفقية الفاصلة بين الأقاليم إلى الشمال منه ، وأيضا الخطوط الرأسية التى تفصل بين الأقسام العشرة لكل إقليم.

(٦٩) بحسب رأى نالينو (Amari (Nallino) ,III ,p.٤٦٣ ,note ١) فإن الرطل يساوى ٠٣٠ ر ١٤١ كيلو جراما ، وبحسب رأى ميلرMiller حوالى ١٥٠ كيلوجراما (Miller ,١ ,٢ ,٩٣) أما قطر الدائرة ، فقد كان بحسب رأى امارى Amari ٩٠ ر ١ مترا.

(٧٠) وفقا لمتن إمارى Amari واسيكاباريللى Sehiaparelli M. Amari e C. Schiaparelli L\'Italia, p. ٤ ـ ٦; translation, p. ٤ ـ ٨;

) مع تحليل امارى Amari (Nallino) ,III ,٢ ,p.١٦٤ ـ ٦٦٤ (ـ) راجع أيضا المتن لدى :

Tallgren, Finlande, p. ٤ ـ ٧ ـ Amari, Bibl. ar. Sic, p. ٧١ ـ ٩١

الترجمة فى الجزء الأول ص ٣٥ ـ ٤٣ ـ

Jaubert, I, p. XVI ـ XVII ـ de Slane, reviw of Joubert, p. ٢٦٣ ـ ٥٨٣ ـ Miller, ١, ٢, p. ٧٣ sui ـ Reinaud, Introduction, p. CXVI ـ CXYIII ـ Carra de Vaux, Les Penseurs, II, p. ٥٢

(٧١) ـ Amari e Schiaparelli ,L\'Italia ,p.III

(٧٢) المتن لدى : TUUlio ,Du Nouveau ,p.٦٢٢ ـ ٨٢٢ راجع أيضا :

Amari, Bibl. ar ـ Sic., p. ٧٥٦ ـ ٨٥٦ Amari (Nallino) , III, ٢,

ـ الترجمة : ـ (قطعة)

Tallgren, Finlande, p. ٨ p. ٧٦٤ ـ ٨٦٤; Amari, Bibl. ar ـ sic., II, p. ٤٦٥ ـ ٥٦٥ ـ Reinaud,

قارن : Introduction, p. CXIV ـ CXV ـ Carra de Vaux, Les penseurs, II, p. ١١ Miller, I, ٢, p. ٧٣ ـ ٨٣ ـ Pizzi p. ١٣٣ ـ ٣٣٣

وعن مخطوطة نزهة المشتاق فى باريس (مجموعةAsselin) وبالقاهرة ، راجع :Dehérain, De Sacy, p. ٧٩, ١١١

(٧٣) ـ De Slane.review of Jaubert ,p.٥٦٣ ـ ٢٧٣

(٧٤) ـ Kramers ,Legacy ,p.٩٨

(٧٥) شرحه ص ٩٠

(٧٦) ـ Miller ,I ,٢ ,p.٩٣ ـ Tallgren ,Finlande ,p.٦ ,note ١

(٧٧) ـ Seybold. Al ـ Idrisi, p. ٠٨٤ ـ Miller, p. ٤٤ ـ ٦٤ ـ Hoenerbach, Idrisi, p. ٣ ـ ٧ ـ Tallgren, Finlande, p. ٥١ ـ ٩١ ـ Tuulio, Du nouvean, p. VII ـ IX

٣٠٧

__________________

(٧٨) ـ Ochet Imp.Publ.bibl.for ٧٩٨١ ,p.٠٨ ـ ١٨

(٧٩) ـ Seybold ,Al ـ Idrisi ,p.١٨٤

(٨٠) ـ Miller ,I ,٢ ,p.٦٤

(٨١) ـ Tallgren ,Finlande ,p.٦١

(٨٢) ـ Volin ,Al ـ Idrisi p.٠٢٢ ـ ٢٢٢

(٨٣) ـ Petrun, Jurnal Nauchno ـ Issledovatelskoi Kafedry g. Odessy, ١, ٧; II, ٢.

(٨٤) ـ Kassner ,Peterm.Mitteilungen ,٩٧ ,٣٣٩١ ,p.٤٠٣

(٨٥) د. چلبى ، مخطوطات ، ص ٥٣ ، رقم ٩٣

(٨٦) ـ Schnurrer ,p.٧٦١ ـ ٨٦١ ,NO ٧٨١

(٨٧) (القديم ، رقم ٨٩٤)

ـ Saavedra, p. ٦٢٢ ـ De Slane, Catalogue, p. ١٩٣, NO ٣٢٢٢

طمس Miller ,I ,٢ p.٣٤

(٨٨) ـ Schnurrer ,p.٨٦١ ـ Günther ,Edrisi ,p.٣١١ ـ ٣٢١

(٨٩) ـ Dozy et de Goeje ,p.VI ,note ١

(٩٠) شرحه ، ص ٦ ـ ٢١

(٩١) ـ Seybold ,Edrisiana ,p.١٩٥

(٩٢) ـ Pardi ,p.٠٨٣ ٢٨٣

(٩٣) ـ H enerbach ,Idrisi ,p.I ,note ٣

(٩٤) ـ Kramers, EI, EB, p. ٨٦ Kimble, p. ٧٥ ـ J. K. Wright, Geogr. Lore, P. ٠٨ ـ ١٨

(٩٥) ـ Dozy et De Goeje ,p.XXI

(٩٦) ـ Tomaschek ,Zur Kunde ,II ,p.٤

(٩٧) شرحه ، ص ٥

(٩٨) شرحه ، ص ٩ ، ٩١

(٩٩) شرحه ، ص ١٥

(١٠٠) شرحه ، ص ٤ ، ٩١

(١٠١) شرحه ، ص ٩١

(١٠٢) شرحه ، ص ٦

(١٠٣) شرحه ، ص ٥

(١٠٤) شرحه : ص ٥ ـ ٦

(١٠٥) ـ Lewicki ,Al ـ Idrisi ,p.٥٩

(١٠٦) شرحه ، ص ٩٨

٣٠٨

__________________

(١٠٧) توضيح جديد : Validj ,Ibn Fadlan ,p.٠٢٣ ـ ١٢٣

(١٠٨) ـ Garkavi, Trudy III Archeologich Syezda, I, p. ٥٤٣ ـ ٢٥٣

(١٠٩) ـ Grushevski ,p.٤٣ ـ ٥٣

(١١٠) ـ Mzik ,Osteuropa ,p.٣٩١

(١١١) ـ Nallino ,Al ـ Huwarizmi ,p.٩٣ ,No ٢ ,٢٤ ـ ٤٤ ,٢٥

(١١٢) ـ Mzik ,OLZ ,XV ,p.٣٠٤

(١١٣) ـ Kimble ,p.٩٥

(١١٤) ـ Miller ,I ,٢ p.٢٤

(١١٥) ـ Yule ـ Cordier I ,p.١٤١

(١١٦) شرحه ، ص ١٤٣

(١١٧) شرحه ، ١٧٢ ـ ١٩٩

(١١٨) ـ Beazly I ,p.٥٣٤

(١١٩) ـ Volin ,Al ـ Idrisi p.٠٢٢ ـ ٢٢٢

(١٢٠) شرحه ، ص ٢٢٠ ، رقم ١

(١٢١) ـ Amari (Nallino) , III, ٢, p. ٦٨٦, note ٣ ـ Codazzi, p. ٣٧٣ ـ ٣٦٤

(١٢٢) مثلا : Kramers ,EI ,EB ,p.٨٦

(١٢٣) كتابه أيضا

ـ Reinaud, Introduction, p. CXVI ـ Géographie d\'Aboulefeda, p. ٣٦٢

(١٢٤) ـ Reinaud ,Introduction ,p.CXVI

(١٢٥) ـ Amari (Nallino) ,III ,٢ p.٧٩٦ ,note ٢

(١٢٦) ـ Mzik, Ptolemaeus, p. ٥٦١ ـ Kramers, Legacy, p. ٠٩ ـ Hoenerbach, idrisi, p. ٢٢ ـ ٤٢

(١٢٧) ـ Mzik ,Ptolemaeus ,p.٦٦١

(١٢٨) شرحه ، ١٦٥

(١٢٩) ـ Kramers ,NOtices ,p.٦٢ ـ ٧٢

(١٣٠) شرحه

(١٣١) ـ Tuulio ,Du nouveau ,p.٤٤ ـ ٢٦

(١٣٢) ـ Kramers ,Legacy ,p.٠٩

(١٣٣) الصورة لدى : Kimble ,p.٨٥ ـ Kramers Legacy ,p.٠٩

(١٣٤) ـ Kramers ,EI ,EB ,p.٨٦

٣٠٩

__________________

(١٣٥) ـ Kramers ,Legacy ,p.٠٩

(١٣٦) ـ Mzik ,Ptolemaeus ,p.٥٦١

(١٣٧) ـ Kramers ,EI ,EB ,p.٨٦

(١٣٨) ـ Kramers ,Notices ,p.٨٢

(١٣٩) ـ Furlani ,Le Carte

(١٤٠) ـ Amari (Nallino) ,III ,٢ ,p.١٠٧ note

(١٤١) راجع : Mieli ,p.١٠٢ ـ ٢٠٢

(١٤٢) ـ Mzik ,Ptolemaeus ,p.٥٦١

(١٤٣) ـ Kramers ,Notices ,p.٨٢

(١٤٤) ـ Honigmann ,Die Sieben ,Klimata ,p.١٨١

(١٤٥) ـ Mzik ,Ptolemaeus p.٥٦١

(١٤٦) شرحه ، ص ١٦٦

(١٤٧) شرحه

(١٤٨) ـ Reinaud, Introduction, p. CXXI ـ Miller, I, ٢, p. ٣٤ ـ ٤٤ Tallgren, Finlande p. ٩

(١٤٩) ـ Miller ,I ,٢ ,p.٤٤ and ١ ,٣

(١٥٠) شرحه ، ١ ، ٣ ، ص ٦٧

(١٥١) ـ Tallgren, Finlande, p. ٧١ ـ ٨١, note ٣, Letter of Nallino

(١٥٢) ـ Miller ,I ,٣ ,p.٧٦ ـ ٨٦

(١٥٣) ـ Seybold cf : Miller, I, ٣ p. ٨٦ cf : Tallgren, Finlande, p. ٦ ـ ٠١

(١٥٤) ـ Miller ,I ,٣ p.٨٦

(١٥٥) كرامرس عن الادريسى ، راجع :

Youssouf Kamal, Quelques éclaircissements, p. ٦٠١

(المسودة الثالثة «أنس المهج» ليست للإدريسى ـ فى نهاية القرن الثالث عشر) وحسب رأيه كانت هناك أربعة مسودات : كتاب روجر ؛ «وروض الأنس ونزهة النفس» الذى عمله لغليوم الأول ؛ ثم ثالثة هى التى عمل منها أحد مؤلفى القرن الثالث عشر كتاب «أنس المهج» ـ راجع أيضا : ـ Cerulli ,OM ,XXIII ,No ١ ,p.٢٢ ـ ٣٢ ,note ٧

(١٥٦) ـ Kramers ,EI ,EB ,p.٨٦ ـ ٩٦

٣١٠

__________________

(١٥٧) ـ Meyerhof ,Pharmakologie ,p.٥٤ ,٥٢٢

(١٥٨) ـ Sarton ,Introduction ,II ,p.٠١٤

(١٥٩) ـ Mieli ,p.٠٠٢ ,note ٢

(١٦٠) ـ De Slane ,review of Jaubert ,p.٣٧٣ ـ ٥٧٣

(١٦١) ـ Hoenerbach ,Al ـ Idrisi ,p.٩١

(١٦٢) ـ Miller ,I ,٢ ,p.٠٥ ـ ١٥

(١٦٣) ـ Amari, Bibl. ar ـ sic., I, p. XXVII ـ Amari (Nallino) , I, p. ٩٤

(١٦٤) ـ Brockelmann ,GAL ,II ,p.٧٣١ ,NO ,٣ ;SBII p.٩٦١ ـ ٠٧١

(١٦٥) إرشاد القاصد إلى إسنا المقاصد (Sprenger Two works p.٥٨ ـ ٦٨)

(١٦٦) ـ Honigmann ,Die Sieben Klimata ,p.١٨١ ـ ٣٨١

(١٦٧) ـ Miller ,I ,٢ ,p.١٥

(١٦٨) شرحه ، ص ٥١ ـ ٥٢

(١٦٩) ـ Kramers ,Notices ,p.٥١ ,٧١ ,٥٢ ,٨٢ ـ ٩٢ ,٢٣

(١٧٠) ـ J. K. Wright, Geogr. Lore, p. ١٨ with reference to De la Ronciere ?

(١٧١) ـ Hartmann

(١٧٢) ـ Dozy et De Goeje

(١٧٣) ـ Saavedra ,p.٥٢٢.٢٤٢

(١٧٤) ـ Amarie Schiaparelli ,L\'Italia ,٣٨٨١ , بعض تصحيحات لدى : Seybold ,Analecta.Arabo ـ Itallca ,p.٣١٢ ـ ٥١٢

(١٧٥) ـ Gildemeister ,Idrisis Palestina

(١٧٦) ـ Brandel

(١٧٧) ـ Mednikov ,Palestina ,II ,١٢٩ ـ ٧٣٩

(١٧٨) راجع نقده : H Jansky ,OLZ ,٦٣ ,p.٣٣٦ ـ ٥٩٦

(١٧٩) ـ Furlani ,p.٦٩١ ـ ٦٠٢

(١٨٠) ـ Reinaud ,Introduction ,p.CXX

(١٨١) ـ Amari (Nallino) ,III ,٢ ,p.١٠٧

(١٨٢) ـ J.K.Wright ,Geogr Lore p.٠٨

(١٨٣) ـ Ferrand ,Le Tuhfat al ـ albab ,p.٧١ ـ ٨١

٣١١

__________________

(١٨٤) المقرى فى كتاب : Ferrand ,Le Tuhfat ,p.٤١

(١٨٥) توفى عام ٥٦٠ ه‍ ـ ١١٦٥ راجع الفخرى (Derenbourg ,Al ـ Fahri ,p.٥٢٤) قارن : Brockelmann ,GAL ,II ,p.١٦١ ,No ١

(١٨٦) (ـ Brockelmann ,GAL ,SBI ,p.٨٧٨ (Bactrien

(١٨٧) شرحه (Russland)

(١٨٨) ـ Jacob, Studien, III, p. ١٧ ـ Lewicki, Al ـ ANdalusi p, ٨٠١

(١٨٩) ـ Brockelmann, GAL, SBI, p. ٣٨٧ ـ ٤٨٧ ـ Ferrand, Le Tuhfat, p. ٤٨٢

(١٩٠) المحتويات عرضها ياكوب : (Jacob ,Studien ,III ,p.٤٧ ـ ٧٧) أما المتن فراجع : Ferrand ,Le Tuhfat ,p.٦٣

(١٩١) ـ Reinaud ,Introduction ,p.CXI

(١٩٢) ـ Kramers ,EI ,EB ,p.٩٦

(١٩٣) ـ Jacob ,Studien ,III ,p.٢٩

(١٩٤) شرحه

(١٩٥) ـ Ferrand ,Le Tuhfat ,p.٦٠١

(١٩٦) ـ Amari Bibl. ar ـ sic., I, p. ٤٣١ ـ Amari (Nallino) , II. p. ٤٠٥ ـ ٥٠٥

(١٩٧) ـ Lewicki ,AL ـ Andalusi ,p.٩٠١

(١٩٨) ـ Jacob ,Studien ,III ,p.٣٩

(١٩٩) شرحه ، ص ٧٦. لا يرد ذكر لابى حامد لدى أسين

(Asin Palacios ,Al ـ Andalus ,I ,٢ ,p.٩٦٢)

(٢٠٠) ـ Jacob ,Studien ,III ,p.٧٨

(٢٠١) شرحه ، ص ٨٩

(٢٠٢) شرحه ، ص ٨٦ ـ ٩١

(٢٠٣) شرحه ، ص ٨٣

(٢٠٤) شرحه ، ص ٨٤

(٢٠٥) شرحه ، ص ٩١ ـ ١٢٣

(٢٠٦) ـ Lewicki ,Al ـ Andalusi

(٢٠٧) (راجع نقد زيبولد : ـ Moncada, (Seybold, Deutsche Literaturzeitung p. ٦١٧١

(٢٠٨) عن المراجع المبكرة راجع : Ferrand ,Le Tuhfat ,p.٥١ ـ ٦١

٣١٢

__________________

(٢٠٩) ـ Barthold, Vorlesungen, p. ٨٦١ ـ ٩٦١; ـ Büchner, EI, IV, p. ٩٨ ـ Ferrand, Le Tuhfat, p. ٧٨ ـ ٠٩

(٢١٠) ـ Jacob, Studien, III, p. ٧٧ ـ ٩٧ ـ Sarton, Introduction, II, p. ٢١٤

(٢١١) ـ Ferrand ,Le Tuhfat ,p.٢٨ ـ ٣٨

(٢١٢) شرحه ، ص ٨٤ ـ ٨٥ ـ راجع أيضا : Orbeli and Trever, Sasanidskii Metall, p. XV

(٢١٣) ـ Bartold ,ZVO ,XIII ,p.١٠١٠ ـ ٤٠١٠ راجع أيضا : Barthold ,Daghestan p.٥٢٩ ـ Trever ,p.٨١

(٢١٤) ـ Ferrand Le Tuhfat ,p.٣٨ ـ ٤٨

(٢١٥) ـ De Goeje ,Eenige Mededeelingen ,p.٣٢ ـ ٣٣

(٢١٦) تعدادهم لدى : ـ Ferrand ,Le Tuhfat ,p.٨١ ـ ٩١

(٢١٧) ابن خلكان (طبعةDe Slane) الجزء الثالث ، ص ١٢ ـ ١٤ ـ المقرى الجزء الأول ، ص ٤٧٧ ـ ٤٨٩ ـ Reinaud, Introduction, p. CXXIII ـ CXXIV ـ Pons Boigues p. ٦١٢ ـ ٧١٢, No ٢٧١

(٢١٨) المقرى الجزء الاول ، ص ٤٨٢

(٢١٩) ابن خلكان ، شرحه ، ص ١٣

(٢٢٠) شرحه ـ المقرى ، الجزء الأول ، ص ٤٧٩ ، ٤٨٢

(٢٢١) المقرى : الجزء الأول ، ص ٤٧٨

(٢٢٢) راجع ذلك لدى : المقرى ، الجزء الأول ، ص ٤٨٣ ـ ٤٨٤ وPons Boigues ,p.٧١٢ راجع أيضا : Brockelmann ,GAL ,SBI ,p.٨٩٢

(٢٢٣) المقرى ، الجزء الأول ، ص ٤٧٧ ، ٤٧٨ ، ٤٨٠ ، ٤٨٣ ، ٤٨٩

(٢٢٤) ـ Pons Boigues ,p.٧١٢

(٢٢٥) ابن خلكان (طبعةDe Slane) ، الجزء الثالث ، ص ١٤

(٢٢٦) ـ Pons Boigues p.٧١٢

(٢٢٧) المقرى ، الجزء الأول ، ص ٤٨٠ ـ ٤٨١

(٢٢٨) شرحه ، ص ٤٨١ ـ ٤٨٢

(٢٢٩) شرحه ، ص ٤٨٤ ـ ٤٨٩

(٢٣٠) Schiaparelli Ibn Gubayr ,p.VIII

(٢٣١) شرحه ، ص ٧ ـ ٨

(٢٣٢) المصادر عنه جمعها زيبولد (Seybold ,ZDMG ,٣٦ ,p.٣٥٣ ـ ٥٥٣)

٣١٣

__________________

(٢٣٣) مصنفاته لدى ابن الخطيب ؛ راجع : Schiaparelli ,Ibn Gubayr ,p.XII ـ XIII

(٢٣٤) عن طريق رحلته راجع : Schiaparelli ,Ibn Gubayr ,p.XXV ـ XXVII

(٢٣٥) هكذا يقول ابن الأبار (Schiaparelli ,Ibn Gubayr ,p.X ,note ١) فى العادة يقال إنه بدأ رحلته فى عام ٦١٤ ه‍ ـ ١٢١٧

(٢٣٦) هكذا يؤكد رايت (Wright ,Ibn Jubayr ,٢ ed.p.٩)

(٢٣٧) شرحه ، ص ١٧

(٢٣٨) شرحه ، ص ١٨ ـ ١٩

(٢٣٩) شرحه ، ص ١٩

(٢٤٠) ـ Krachkovski ,Sheikh Tantawi p.٠٨

(٢٤١) ـ Schiaparelli, Ibn Gubavr : reviewed by de Goeje cf : W. Wright, IBn Jubayr, ٢ ed., p. ٤٢

(٢٤٢) شرحه ، ص ٢٣

(٢٤٣) ـ Lammens ,Causeries ,p.٣٥ ـ ٤٦

(٢٤٤) ـ Amari (Nallino) ,I ,p.٢٥ ;III ,p.١٤٥ ـ ٢٤٥.٤٤٥ ـ ٦٤٥

(٢٤٥) هناك أيضا ـ ـ Brockelmann, GAL, SBI, p. ٩٧٨, No ٥ b (Anonyme Paris, ٥٢٢٢ (راجع : Fagnan ,l\'Afrique p.II ؛ الاستبصار ـ p.٨٧٨ ـ ٩٧٨

(٢٤٦) ـ Amari (Nallino) I ,p.٣٥ ,NO ١١

(٢٤٧) كذيل لترجمته أضاف فانيان Fagnan كذلك ترجمة روايته عن صقلية :

Fagnan, Centenario, II, ٥٠١ ـ ٦٠١

(٢٤٨) ـ Fagnan ,L\'Afrique p.IV

(٢٤٩) شرحه ، ص ، ٢ ، ٥

(٢٥٠) شرحه : ص ٤

(٢٥١) ـ Kramers ,EI ,EB ,p.٩٦

(٢٥٢) ـ Reinaud ,Notice sur les Dictionnaires ,p.٦٠١

(٢٥٣) ـ Fagnan ,L\'Afrique ,p.VII

(٢٥٤) ـ Reinaud ,Notice Sarles Dictionnaires ,p.٦٠١

(٢٥٥) ـ Fagnan ,L\'Afrique ,p.VII

(٢٥٦) ـ Amari (Nallino) , I, p. ٣٥ ـ cf : Fagnan, L\'Afrique, p. ١١٢ ـ ٢١٢

٣١٤

__________________

(٢٥٧) ـ Amari Nallino) ,I ,p.٤٥

(٢٥٨) ـ Brockelmann ,GAL ,I ,p.٥٣٣ ,NO ٢ ;SBI ,p.٢٧٥ ـ ٣٧٥ ; انظر خاصة : Krachkovski ,Ibn Mamma؟ti ,p.١ ـ ٣ وأيضا بحثه فى نفس الموضوع ص ٨٩ ـ ٩٠Sarton ,Introduction ,II ,p.٤٦٤

(٢٥٩) ـ Krachkovski ,Ibn Mammati p.٣ ـ ٤ وأيضا بحثه فى نفس الموضوع ص ٩٠ ـ ٩٦

(٢٦٠) ـ Bjo؟rkman ,Beitra؟ge p.٣٣

(٢٦١) ـ Brockelmann ,GAL ,SBI ,p.٣٧٥

٣١٥

الفصل الحادى عشر

جغرافيو القرن الثانى عشر بالمشرق

إذ حدث ولم نلتق بمصنف جغرافى هام فى شرقى العالم الإسلامى فى القرن الثانى عشر فإن هذه الظاهرة لا تعنى إطلاقا أن المصنفات الجغرافية كانت قليلة العدد أو تنتمى إلى نمط واحد. فهنا تقابلنا كما كان عليه الحال من قبل جميع الأنماط الأساسية ممثلة فى الجغرافيا الفلكية التى تمس أحيانا الجغرافيا الوصفية ، وفى المعاجم الجغرافية سواء التى تعتمد على أساس لغوى أو أسس أخرى كالأنساب ، وأخيرا تأتى الرحلات. وإلى جانب اللغة العربية التى استمرت بها تقاليد القرون السابقة نما أيضا بالكثير من الحيوية الأدب الجغرافى باللغة الفارسية وظهر بها فى هذا الصدد آثار تتميز بالكثير من الأصالة والإبداع.

وفى جوّ عربى خالص بالنسبة لذلك العصر يمكن أن نلاحظ ظاهرة طريفة ترتبط بمحيط حضارى مستقل بذاته ، مركزه خوارزم ومجاله جميع بلاد ما وراء النهر. ويمكن تقصى آثار ابتداء هذه الظاهرة فى تلك المنطقة بالذات إلى القرن العاشر ، أى فى العصر السابق لعصر البيرونى ؛ أما نهايتها فيمثلها الغزو المغولى ، أى بالتقريب تلك اللحظة التى كان يجمع فيها ياقوت مادة علمية ضخمة من مكتبات مرو من أجل معجميه المشهورين.

وبخوارزم وبلاد ما وراء النهر ترتبط معظم أسماء المؤلفين والمصنفات الذين سنتكلم عنهم فى نطاق القرن الثانى عشر ، وقد لاحظنا أثناء الكلام على الترجمة الفارسية لكتاب ابن حوقل كيف ظهر الميل إلى ربط الجغرافيا الوصفية بالجغرافيا الرياضية فى منتصف ذلك القرن ؛ ويمكننا أن نلاحظ الآن فى مصنف لأحد أهالى خيوه وهو الخرقى (١) محاولة مضادة لتقريب الجغرافيا الرياضية من الجغرافيا الوصفية. أما عن المؤلف نفسه فإن معلوماتنا تقتصر على القليل ، بل إن اسمه نفسه مجال لاختلاف كبير (٢). وتشير النسبة إلى صلته بمحلة صغيرة من أعمال مرو ، وكان مقربا من بلاط شاهات خوارزم ومن المحتمل أنه كان فلكيا للبلاط ، وقد عاش معظم حياته بخيوه (٣) وتوفى على ما يظهر فى عام ٥٣٣ ه‍ ـ ١١٣٨ (٤) ، أما أرصاده الأساسية فترجع إلى عام ١١٣٢ (٥).

ويحمل مصنفه الرئيسى طابعا فلكيا ينعكس فى العنوان نفسه وهو «منتهى الإدراك فى تفسير الأفلاك». ويجب أن يقتصر حكمنا عليه من مضمونه العام ومن المقتطفات المنقولة عنه ، إذ أن المعروف من مخطوطاته لم ينشر بعد ؛ ويرجع الفضل فى دراستها لنالينو وفيدمان. والمصنف كان على ما يظهر

٣١٦

معروفا فى الشرق لمدة طويلة فحاجى خليفة يورد لنا تحليلا موجزا لمحتوياته يعتمد فى أغلب الظن على رأى العين de visu)) (٦)

وهو ينقسم إلى ثلاث «مقالات» رئيسية يدور الكلام فى الأولى منها على تركيب الأفلاك وحركاتها ، وتعالج المقالة الثانية الكلام على شكل الأرض وتقسيمها إلى معمور وغير معمور وتحديد المواقع الجغرافية بحسب خطوط الطول والعرض ؛ أما الثالثة فتبحث فى التقاويم المختلفة وأشكال المجموعات النجمية (٧). وللفصل الثانى من المقالة الثانية الذى يعالج الكلام على البحار أهمية خاصة بالنسبة للجغرافيا الوصفية ، وهو معروف بأكمله فى طبعة مستقلة وترجمة لاتينية بقلم نالينو (٨). وينضم هذا الفصل بطبيعته إلى ذلك التراث من الجغرافيا الفلكية الذى مر بنا فى أحد الفصول السابقة وذلك أثناء إيراد ترجمة قطعة البتانى ؛ غير أن رسالة الخرقى لا تتفق معها تمام الاتفاق. ولا يخلو من طرافة أن نلاحظ أن الخرقى ينقل عددا من رواياته عن الجيهانى بل يبدأ الفصل المشار إليه بالرجوع إليه (٩).

والخرقى فى الواقع عالم نقالة وليس ببحاثة. ولا يخلو من مغزى فى هذا الصدد أنه أفرد فصلا «لقبة الأرض» (١٠) ؛ وقد لاحظ بارتولد فى حالات معينة صلته الوثيقة ببطلميوس (١١). أما آراؤه فى الفلك فهى استمرار لنظريات الخازم من القرن العاشر وابن الهيثم من القرن الحادى. عشر ونظرا لأن الأخيرين قد عرفا فى أوروبا الوسيطة فقد ورد ذكر مصنف الخرقى فى الرسائل اللاتينية القديمة (١٢). أما مصنفه الثانى الذى لا يقل انتشارا عن الأول ، وذلك إذا بنينا حكمنا على عدد المخطوطات المعروفة لنا منه ، فيحمل عنوان «التبصير فى علم الهيئة» وهو يرتبط بالمصنف الأول ارتباطا وثيقا وأشبه ما يكون بمقتطفات منه ولكنها تقتصر على الجانب الفلكى فقط مع إهمال الأجزاء المتعلقة بالجغرافيا الوصفية مثل الفصل الذى مر بنا ذكره عن البحار والذى يمكن أخذ فكرة عنه من ترجمة فيدمان لمقدمتى المقالتين الأولى (١٣) والثانية (١٤). أما بالنسبة لتطور الأدب الجغرافى فإن هذا المصنف الأخبر أقل مساسا بالتأكيد بموضوع دراستنا من «منتهى الإدراك»

وإلى خيوه ينتسب أيضا معاصر للخرقى هو الأديب العالم المشهور أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشرى (٤٦٧ ه‍ ـ ٥٣٨ ه‍ ـ ١٠٧٥ ـ ١١٤٤) (١٥) ، وسنقصر كلامنا على معجمه الجغرافى فقط وإن كان لا يمثل أهمية ذات بال بالنسبة لشخصيته العامة. أما مكانته فى الثقافة الإسلامية فتعتمد على شهرته كمفسر ممتاز على مذهب المعتزلة وكنحوى ولغوى ومؤلف لعدد من المصنفات الأدبية فى النثر الفنى. وقد ولد وتوفى بخوارزم ، وبالرغم من أن إحدى ساقيه كانت خشبية فقد عرف بأسفاره الواسعة وأمضى أعواما طويلة بمكة حتى لقب «جار الله» ؛ وقد رأى ابن بطوطة قبره بالجرجانية (١٦). وهو يمثل من ناحية تفكيره أنموذجا طريفا وفريدا لمؤلف نشط فى مجال الحضارة العربية بينما يرجع نسبه إلى أصل غير عربى ؛ بل إنه يؤكد على الدوام فى مقدمات كتبه قيمة اللغة العربية كأداة لتلك الحضارة.

٣١٧

وليس لمصنفه الجغرافى أية علاقة برحلاته بل يرتبط بدراساته وقراءاته ويحمل عنوان «كتاب الجبال والأماكن والمياه» ؛ وهو على هيئة معجم جغرافى من طراز معجم البكرى تقريبا. والزمخشرى وإن لم يكن على علم بهذا المعجم الأخير إلا أن مصادرهما واحدة وهى معاجم لغويى القرن التاسع التى تبين مواقع الأماكن الجغرافية فى الجزيرة العربية مما ورد ذكره فى الأشعار وفى النثر العربى المبكر. والفرق الأساسى بين البكرى والزمخشرى هو أن الأول كان يستهدف فى الغالب الناحية الأدبية اللغوية بينما أولى الثانى اهتمامه إلى التفسير فجهد قبل كل شىء فى ضبط الأعلام الجغرافية الواردة فى السيرة النبوية والقرآن والحديث.

ولقد كانت زيارته لجزيرة العرب ذات قيمة كبرى فى اضطلاعه بهذا العبء ، بل إن فكرة وضع مصنف من هذا النوع قد نشأت لديه هناك وشجعه عليها شريف مكة آنذاك ، وكان رجلا مولعا بالكتب وعلى معرفة جيدة بالحجاز فقد زار معظم مواضعه الهامة (١٧) لذا فإن أكثر مادة الزمخشرى تفصيلا هى المتعلقة بجبال الحجاز وأوديته ومياهه ؛ والمؤلف يرجع فى معظم الحالات إلى رواية الأمير المذكور (١٨). وقد ترك هذا أثره على جميع الكتاب فالأعلام التى استوفيت فيه استيفاء تاما هى مواضع الجزيرة العربية وحدها ، وأندر من ذلك بكثير تظهر مواضع فلسطين والشام والعراق ومصر ، وبصورة استثنائية إيران وماوراء النهر ؛ هذا بينما لا يرد أى ذكر للأندلس أو الهند. وباستثناء الحالة التى أشرنا إليها فإن جميع مصادر الزمخشرى تكاد تكون مصادر مكتوبة وهى تمثل فى جوهرها مصنفات اللغويين الذين عالجوا هذا الموضوع قبله (١٩).

بهذا تتحدد قيمة كتاب الزمخشرى بالنسبة لنا ولذلك فمن العبث البحث فيه عن أية مواد تتعلق بمناطق قريبة من موطنه كخوارزم وآسيا الوسطى ، إذ أن اهتمامه فى الواقع قد اتجه إلى ناحية أخرى. ولدى مقارنته بالبكرى تبدو مادته أقل تفصيلا ؛ وفقط من وقت لآخر تظهر لديه قراءات أفضل للأعلام الجغرافية. وقد عرف ياقوت كتابه وأثنى عليه (٢٠) ، ولكن لا يخلو من مغزى أنه لم يضمه إلى مجموعة المصنفات المكرسة لجزيرة العرب وأنه قلما ينقل عنه (٢١). لهذا فليس غريبا ألا نلتقى به إلا نادرا حتى فى المراجع العلمية الحديثة بالرغم من وجود طبعة له لا بأس بها صدرت منذ عام ١٨٥٦ وقام بتحضيرها سالفردا دى غرافه Salverda de Grave تلميذ يينبول T.G.J.Juynboll (٢٢) ؛ وقد زود هذا الأخير تلك الطبعة بتحليل دقيق لمادتها ؛ وبحسب رأيه فإن مصنف الزمخشرى لم يكمل وأن مؤلفه لم يصغه الصياغة النهائية (٢٣).

ولحسن الحظ لم يكن جميع مواطنى الزمخشرى قليلى الاهتمام بموطنهم مثله ، ويمثل طرف نقيض له فىهذا الصدد معاصره الأصغر منه سنا أبو سعد عبد الكريم السمعانى (٥٠٦ ه‍ ـ ٥٦٢ ه‍ ـ ١١١٣ ـ ١١٦٧) (٢٤) من أهالى مرو ؛ وقد اشتهر فى الدوائر العلمية الإسلامية كمفسر وعالم بالحديث ولكن

٣١٨

شهرته الأساسية بالنسبة لنا هى كمؤرخ ، فقد أكمل تاريخ بغداد للخطيب البغدادى وألف تاريخا معتمدا لموطنه مرو تواترت الأخبار أخيرا بالعثور على مخطوطته ونقل عنه ياقوت (٢٥). ولمصنفه «كتاب الأنساب» علاقة مباشرة بالأدب الجغرافى بحيث يقدم لنا فرصة مواتية للتحدث عنه فى هذا الصدد.

وقد ساعد الوسط الذى نشأ فيه السمعانى على تنمية ميوله العلمية فهو ينتمى إلى أسرة عربية استوطنت مرو منذ عهد بعيد وخرج منها عدد كبير من العلماء والفقهاء (٢٦) ؛ هذا وقد اشتهرت مرو بمكتباتها الحافلة بالكتب إلى عهد ياقوت. وتمكن السمعانى مبكرا من القيام بعدد من الرحلات فى «طلب العلم» وأمضى فترات تختلف طولا وقصرا فى مراكز العلم القريبة من موطنه مثل بخارى ونيسابور وأصفهان ، أو النائية مثل بغداد وحلب ودمشق والمقدس بل وعاش وقتا ما بالحجاز ؛ ويتراوح عدد العلماء الذين سمع منهم بين أربعة آلاف وسبعة آلاف ؛ ويستلفت النظر أيضا العدد الكبير لمؤلفاته فالقائمة الموثوق بها تورد ما يقرب من خمسين مصنفا معروفة لنا جميعها من أسمائها فقط (٢٧) باستثناء «كتاب الأنساب» المذكور.

وقد جعل السمعانى هدفه من هذا الكتاب وضع مؤلف فى الأنساب التى اشتهرت بها شخصيات تاريخية فى مجال أو آخر ؛ وترد فيه الأنساب مرتبة حسب حروف المعجم ؛ وإذا كان بعضها يرتفع إلى أسماء أعلام قبلية أو تاريخية فإن الغالبية العظمى منها ترتبط بأسماء جغرافية للنواحى والمدن والأماكن المختلفة. وبهذا يضحى مفهوما لنا أن القيمة الكبرى التى ينالها الكتاب ليست من ناحية مادته التاريخية فقط بل والجغرافية كذلك. وترد فيه الأنساب مزودة بالشرح الكافى مع ضبط الأعلام الجغرافية والتعريف بها تعريفا دقيقا ، ويصحب كل ذلك تعريف مختصر بسير الشخصيات التاريخية وذكر مصنفات العلماء الخ.

ولا شك أن السمعانى لم يكن أول من صنف فى هذا الميدان فمن بين السابقين له (٢٨) يرد عادة اسم الدارقطنى (٢٩) فى القرن العاشر وقد وضع مرجعا فى «أسماء التابعين» (٣٠) ، ثم ابن ماكولا فى القرن الحادى عشر وقد ألف فى «أسماء الرجال» (٣١) ولعل أقربهم رحما بالسمعانى من حيث الموضوع هو ابن القيسرانى (توفى عام ٥٠٧ ه‍ ـ ١١١٣) (٣٢) الذى وضع مرجعا فى الأنساب المتشابهة طبع منذ عام ١٨٦٥ (٣٣) وأفاد السمعانى منه كثيرا. ومن هذا يتضح أن فكرة وضع مصنف من هذا الطراز لم تنشأ لأول مرة لديه ، غير أن المؤلفين الآخرين اختلفوا عنه من حيث أن هدفهم كان قبل كل شىء استيفاء ما يسمى «بعلم الرجال» (أى رواة الأحاديث النبوية) ؛ وقد وجد من أمثال هذه المصنفات عدد غفير ولكن فائدتها اقتصرت على مجالها فحسب ، لذا فليس غريبا أن يضفى النسيان ذيوله على من ذكرناهم من المؤلفين السابقين للسمعانى فى خضم العدد الهائل للمؤلفين الذين كتبوا فى هذا الموضوع وألا يحفل العلم الأوروبى بهم إلا فى مجال ضيق يهم المتخصصين فى أمثال تلك الموضوعات.

ولم تكن فكرة السمعانى تحقيق أسماء الأشخاص بل توضيح أصل واشتقاق الأسماء التى نسبو إليها ؛

٣١٩

وبذلك اتسع موضوعه بدرجة كبيرة خاصة فى المحيط الجغرافى ، وفى هذا يتركز الاختلاف الجوهرى فى المنهج بينه وبين الزمخشرى. وتحتل مكانا بارزا من بين الأنساب التى عالجها أنساب إيران وما وراء النهر ؛ وهو يسوق أحيانا مادته إلى العصر الذى عاش فيه بل وكثيرا ما اقتصر علمنا ببعضها على روايته وحدها ، مثال هذا ما يورده تحت نسب الصينى عن شخصيات مختلفة تحمل هذا الاسم وزارت الصين فى أغراض التجارة أو العلم ؛ وهو يسوق فى هذا الصدد تفاصيل قد تسمح أحيانا بإلقاء ضوء على مسائل تتصل بعلاقة الصين لا ببلاد ما وراء النهر وحدها بل حتى بمناطق نائية كالمغرب (٣٤).

هذا وقد بدأ السمعانى فى وضع كتابه فى عام ٥٥٠ ه‍ ـ ١١٥٥ ولم يلبث أن نال الشهرة التى يستحقها وأصبح خلال نصف قرن من ذلك مصدرا من المصادر الأساسية لياقوت الذى كان يحمل له تقديرا عاليا (٣٥).

وكما هو الحال دائما فقد لاح الكتاب بالنسبة للأجيال التالية هائلا ضخم الحجم وفى حاجة إلى الإيجاز فاختصره فى منتصف القرن الثالث عشر المؤرخ المشهور ابن الأثير بعنوان «اللباب» (٣٦) ، واختصر هذا بدوره فى القرن الخامس عشر عالم جم النشاط هو السيوطى وذلك تحت عنوان «لب اللباب». وهذه الكتب عرفتها الدوائر العلمية الأوروبية بفضل طبعاتها الجزئية منذ السنوات الثلاثينات من القرن الماضى ؛ أما كتاب السمعانى نفسه فقد تأخر ظهوره رغما عن أهميته الكبرى إلى عام ١٩١٢. وإخراج طبعة علمية مستوفاة لأثر ضخم متعدد النواحى مثل «كتاب الأنساب» أمر ليس باليسير ولعل ناشرى «سلسلة جب التذكارية» Gibb Memorial Series فعلوا خيرا حينما اكتفوا بنشر المخطوطة المحفوظة بالمتحف البريطانى على هيئة طبعة مصورة طبق الأصل (Facsimile). ويجب ألا يغيب عن الذهن أن هذه المخطوطة ليست أفضل المخطوطات الموجودة وأن قراءتها تتطلب أحيانا غير قليل من العناء والمشقة وذلك لخطها الدقيق الذى تصعب قراءته فى بعض المواضع. ولدينا بالاتحاد السوفيتى لحسن الحظ مخطوطة بمعهد الدراسات الشرقية جلبت من تركستان ويمكن على ضوئها تصحيح مخطوطة المتحف البريطانى ، وهى من ناحية القيمة أفضل من الطبعة المصورة رغما عن أن الاثنتين ترتفعان إلى أصل واحد على ما يظهر (٣٧) ؛ وعلى نقيض المختصرات المتأخرة التى عملت للكتاب والتى فقدت إلى حد كبير قيمتها العلمية حاليا فإن «كتاب الأنساب» للسمعانى سيبقى على أغلب الاحتمال محتفظا على الدوام بقيمته فيما يتعلق بالمسائل التاريخية ، والجغرافية المرتبطة ببلاد ما وراء النهر.

وأحد السابقين لياقوت مباشرة قد أفاد ياقوت كثيرا من مصنفه ولكن لا يمكن اعتباره عالما على الإطلاق بل رحالة ، ورحالة ذا أهداف معينة ، وهو على الهروى (توفى عام ٦١١ ه‍ ـ ١٢١٥) ، وكما تدل نسبته فأصله من هرات ولكنه ولد بالموصل وارتبطت حياته بالبلدان الغربية للعالم الإسلامى (٣٨). وقد أمضى معظم حياته فى التجوال حتى لقب «بالسائح» ، ولكن تجواله لم يكن فى طلب العلم أسوة

٣٢٠