تاريخ الأدب الجغرافي العربي - ج ١

اغناطيوس يوليانوفتش كراتشكوفسكي

تاريخ الأدب الجغرافي العربي - ج ١

المؤلف:

اغناطيوس يوليانوفتش كراتشكوفسكي


المترجم: صلاح الدين عثمان هاشم
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: لجنة التأليف والترجمة والنشر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٦٩

لقد حاول البعض أن يعتبر رحلة سلام أسطورة خيالية وكفى ، ولكن يجب ألا يغيب عن بالنا أن مصادر الأساطير الجغرافية فى الأدب العربى توجد فى ميدان غير هذا ، فهى ترتبط بالأقاصيص والحكايات البحرية عن بلدان الشرق كالهند وأرخبيل الملايو أو بلدان الغرب خاصة سواحل أفريقيا الشرقية. وقد بدأت هذه الأقاصيص تزدهر فى القرن التاسع فى موانى الخلافة كالبصرة وسيراف وعلى وجه خاص فى العاصمة بغداد. ونادرا ما أودع القصاصون حكاياتهم بطون الأسفار ، فهى فى الغالب وصلتنا بأقلام شخصيات أخرى كانت أحيانا من معاصريهم أو من ممثلى الأجيال التالية لهم.

ويبدأ سلسلة القصاصين المعروفين لنا «التاجر سليمان» الذى لا يعرف عنه أكثر من أن قصصه ترجع إلى حوالى عام ٢٣٧ ه‍ ـ ٨٥١. وهو قد سافر مرارا بغرض المتاجرة إلى الهند والصين ؛ ويصف الطريق بدرجة من الدقة مكنت فبران Ferrand من أن يتتبعه على الخارطات الحديثة (١٧٧). وهو خير مثال للتجار العرب والفرس الذاهبين إلى الصين ، وقد أبحر من سيراف إلى مسقط على ساحل الجزيرة العربية ومن هناك إلى كلم على ساحل ملبار ، ثم ممر بمضيق تالك شمال جزيرة سيلان وعبر خليج البنغال فوصل إلى جزيرة لنجبالوس (إحدى جزر نيكوبار). ثم تقدم إلى كله بره على ساحل الملايو الغربى ومن هناك إلى جزيرة تيومن الواقعة إلى الجنوب الغربى من ملقا ، ومنها إلى رأس القديس يعقوب قرب سايجون ، ومن هناك إلى جزيرة هاينان فعبر المضيق الذى يفصلها عن أرض الصين ليصل إلى ميناء خانفو أو كانتون الحديثة بالصين. وكانت الرحلة البحرية من مسقط إلى الصين تستغرق أكثر من أربعة أشهر (١٧٨). ولم يقتصر سليمان فى وصفه على ذكر المراحل ، أو «البربلوس (١) Periplus كما تقول اليونان ، وتقدير المسافات بالأيام وأحيانا بالفراسخ بل ترك أيضا وصفا حيا للسواحل والجزر والموانى المختلفة والمدن وسكانها والمحاصيل والمنتجات وسلع التجارة ؛ كما ثبت أن المعلومات التى أوردها عن كانتون تتميز بالتفصيل والدقة. ونظرا لعدم وجود أية معلومات عن سليمان نفسه فإن بعض كبار علماء الصينيات (Sinologists) مثل يول Yule وپليوPelliot قد تشككوا فى نسبة القصص إليه ، كما ظهر رأى آخر يقول بأن هذه القصص لعربى زار الهند ؛ ومن الملاحظ أنه لا ترد فيها إشارة إلى سليمان إلا مرة واحدة (١٧٩). غير أن فيران (١٨٠) قد لفت الأنظار إلى أن ابن الفقيه ينسب القصص صراحة إلى سليمان ، (١٨١) ولهذا فإن مسألة تأليفه لها لا يحوم حولها أدنى شك حتى بعد مرور خمسين عاما على وفاته. وقد أضاف إلى القصص المنسوبة إلى سليمان ، وذلك بعد عشرين عاما من هذا ، رحالة آخر هو ابن وهب (١٨٢) الذى يرجع نسبه إلى قريش وكان من الأعيان الأثرياء فلما سقطت البصرة فى يد ثوار

__________________

(*) لفظ «بربلوس» Periplus معناها باليونانية دورة ملاحية (Circumnavigation) ، وقد أطلق اللفظ على رسائل فى الملاحة يصف فيها اليونان سواحل البحار المختلفة. ومن أهم ما تبقى لنا منها هو «بربلوس البحر الأحمر» Periplus Mare Erythraeum الذى يرجع إلى القرن الأول الميلادى. (المترجم)

١٤١

الزنج عام ٢٥٧ ه‍ ـ ٨٧٠ استقر رأيه على القيام برحلة طويلة من سيراف إلى الصين ؛ وقد خالفه التوفيق فوصل إلى عاصمة الصين وكانت فى ذلك الوقت خمدان Khumdan (أو سينانفوSinanfu) ولوصفه أهمية خاصة إذ بعد قليل من ذلك فى عام ٢٦٤ ه‍ ـ ٨٧٨ تم القضاء على المستعمرة العربية بكانتون نتيجة للحروب الداخلية فانقطعت بذلك الصلات المباشرة بين العرب والصين (١٨٣) وأصبحت آخر ميناء تصلها السفن العربية ميناء كله أو كله بره بشبه جزيرة الملايو (١٨٤) ؛ ولم يتجدد الاتصال بالصين إلا فى النصف الثانى من القرن الثالث عشر (١٨٥).

وقصص سليمان وابن وهب قد دونها فى بداية القرن العاشر أبو زيد الحسن السيرافى (١٨٦) من أهل البصرة ، وهو الذى أعطاها شكلها المعروف لدينا الآن. والسيرافى نفسه لم يكن رحالة ولا عالما بل كان على ما يظهر من المغرمين بأمثال هذه القصص التى كان من السهل جمع محصول وافر منها سواء فى مسقط رأسه سيراف أو فى البصرة. وقد التقى به المسعودى عام ٣٠٣ ه‍ ـ ٩١٦ ؛ ورغما عن الخلط فى الأسماء فإن جميع الدلائل تشير إلى أن المسعودى قد أخذ عنه رواية ابن وهب (١٨٧).

ومسودة أبى زيد السيرافى وصلتنا فى مخطوطة فريدة موجودة بباريس أضاف إليها النساخ مقدمة لا علاقة لها البتة بمحتويات الكتاب ؛ وزاد المشكلة تعقيدا أن المخطوطة تحمل عنوانا غير مناسب على الإطلاق هو «سلسلة التواريخ». وقد اجتذب هذا الأثر أنظار العلماء منذ عهد مبكر فظهرت له منذ عام ١٧١٨ ترجمة فرنسية لم تلبث أن أثارت الريبة لدى البعض والاشتباه فى التدليس لدى آخرين. ويعود الفضل فى دراسة هذه المجموعة من القصص إلى رينو ، كما درسها فى القرن العشرين فيران (١) الذى يدين له العلم بوضع أساس متين لدراسة الرحلات البحرية التى قام بها العرب فى بحر المشرق.

وقد سارت هذه القصص البحرية فى سلسلة متصلة الحلقات فأبرزت لنا فى فرع من فروعها «أسفار السندباد» التى طبقت شهرتها الآفاق والتى وجدت كمجموعة مستقلة قائمة بذاتها قبل أن تدخل ضمن مجموعة «ألف ليلة وليلة» الضخمة (١٨٨) ، وقد أثبت العلم أخيرا أنه من الخطل اعتبارها محض أسطورة خرافية تدور حوادثها خارج حدود الزمان والمكان ؛ إذ استبان من أبحاث رينو ودى خويه وفيران أن «أسفار السندباد» انبعثت فى نفس الوسط الذى نشأت فيه قصص التاجر سليمان وفى نفس مواضعها أيضا أى سيراف والبصرة وبغداد ، بل وفى نفس العصر تقريبا أى حوالى عام ٩٠٠ (١٨٩). ويتفق فيران وكازانوفاCasanova فى أنها ترتفع إلى زمن أبعد بكثير من زمن القصص الأخرى لأنه لا يرد فيها ذكر للصين (١٩٠) مما يستدل منه أن تلك البلاد إما كانت غير معروفة البتة أو كانت معروفة قليلا فى العصر الذى تشكلت فيه الصورة الأولى «لأسفار السندباد» (١٩١) ، ويرجع كازانوفا تاريخها بالتحديد إلى عصر الرشيد (١٩٢) ، أما مسرح حوادثها فهو الهند وأرخبيل الملايو ؛ وقد أمكن تحديد أماكن بعض حوادثها بالكثير من الدقة. هذا وكان لأسفار السندباد تأثير واضح على سير القديسين فى أوائل العصور الوسطى

__________________

(*) آخر دراسة لهذه القصص قام بها المستشرق الفرنسى سوفاجيه(G.Sauvaget (١٩٤٨. (المترجم)

١٤٢

بأوروبا ، فأسطورة القديس براندان St.Brandan التى ترجع إلى أوائل القرن الحادى عشر (١٩٣) مدينة بالكثير فى بعض مواضعها لهذه القصص (١٩٤) ، كما يجب ألا ننسى أيضا تأثير الرحلات البحرية على الأساطير الأخروية (eschatological) للمسيحية الأوروبية (١٩٥).

وكما رأينا فإن القصص البحرية ترتبط ارتباطا وثيقا ببلاد الشرق كالهند والصين ، ولكن يمكن أن يضم إلى هذه الأقطار أيضا سواحل أفريقيا الشرقية خاصة بلاد الزنج المشهورة ، وهى تنطبق بوجه التقريب على زنزبار الحالية. ويشغل مكانا مرموقا فى هذه السلسلة كتاب تم تأليفه بعد ذلك بقليل فى حوالى عام ٣٤٢ ه‍ ـ ٩٥٣ ، أعنى مجموعة «عجائب الهند» لبزرج بن شهريار وهو ربان من رامهرمز على الخليج الفارسى ؛ وليس لدينا أية معلومات عنه بخلاف ما تقدمه لنا قصصه نفسها ؛ ويجب ألا ينظر فيه إلى المؤلف بقدر ما ينظر فيه إلى القاصّ الرئيسى الذى دونت الحكايات من ألفاظه إذ يأخذ طرفا فيها قاصّون آخرون من الربابنة والنواخذة والتجار الذين ينتمون خاصة إلى الفترة ٢٨٨ ه‍ ـ ٣٤٢ ه‍ ـ ٩٠٠ ـ ٩٥٣ ؛ وبعض قصص هذه المجموعة ترجع إلى نهاية القرن العاشر وفقا لرأى فيران (١٩٦).

والكلام فى هذه المجموعة لا يدور حول قصة واحدة متماسكة الأطراف كما هو الحال مع كتاب أبى زيد السيرافى ولكنه يتناول مجموعة من القصص المتفرقة التى تختلف طولا وقصرا فتتراوح بين عشر صفحات وبضعة أسطر ؛ كما تتميز مادتها أيضا بالتنوع فتارة يقابلنا وصف قصير لنبات أو سمك أو عجائب ، وطورا وصف لحادث فى البر أو البحر قد يتحول إلى قصة مغامرات أو دراما أخلاقية معروضة بالكثير من المهارة الفنية. ويحس من هذا العرض العام للقصص أنها لشخص يتمتع بأسلوب حى سلس ويجيد الفن القصصى ويعرضه أحيانا بطريقة وجدانية مؤثرة ، ومن ثم فهى تمثل مصنفا أدبيا ممتازا لا يقل قيمة عن أفضل مواضع «أسفار السندباد» بل ويفوقها أحيانا. هذا وقد أصبح كتاب «عجائب الهند» فى متناول الأيدى فى طبعة فاخرة منذ الثمانينيات من القرن الماضى.

لقد عاش نمط القصص البحرية فى الأدب العربى قرونا طويلة ولكنه لم ينتج لنا آثارا ممتازة كالتى مر بنا الكلام عليها. أما مجموعة الحكايات المعروفة باسم «مائة ليلة وليلة» (١٩٧) فإنها لم تدون قبل النصف الثانى من القرن الرابع عشر ولكنها ربما عرفت منذ القرن العاشر (١٩٨) ؛ ورغما من أنه يثبت من قراءتها معرفتها «بألف ليلة وليلة» إلا أنها لا تعتمد عليها فى مادتها (١٩٩). وتوجد بهذه المجموعة حكاية عن جزيرة الكافور (٢٠٠) تصف الرحلة البحرية إلى الصين ويرد فيها الكلام عن عاصمتها خمدان (٢٠١) ، وهى ترتبط ارتباطا وثيقا بحكاية ابن وهب (٢٠٢) ؛ أما مصادرها فتنتظم مجالا عريضا يصل إلى كوزموغرافيا ابن الوردى فى القرن الرابع عشر (٢٠٣). وسنرى كيف أن مسار هذا التطور للقصص البحرية على ممر القرون سيؤدى بنا فى القرن الخامس عشر إلى مرشدات الملاحة للربابنة العرب المشهورين فى المحيط الهندى الذين كان كان من بينهم ربان فاسكودى غاما.

١٤٣

وفى الفترة التاريخية التى نعالجها فى هذا الفصل كان الطريق البحرى إلى الصين يعتبر أسهل الطرق المؤدية إلى تلك البلاد من أماكن نائية كسمرقند. ويحكى لنا المسعودى (٢٠٤) أن أحد «التجار من أهل سمرقند من بلاد ما وراء النهر خرج من بلاده ومعه متاع كثير حتى أتى العراق فحمل من جهازها وانحدر إلى البصرة وركب البحر حتى أتى بلاد عمان وركب إلى كلّة وهى النصف من طريق الصين أو نحو ذلك ... ثم ركب هذا التاجر من مدينة كلة فى مراكب الصينيين إلى مدينة خانفوا وهى مرسى المراكب». وبسبب إساءة لحقته عند جمع المكوس فقد سافر هذا التاجر إلى خمدان (٢٠٥) شاكيا فظفر باستخلاص حقوقه (٢٠٦). وهكذا فإن الطريق الذى سلكه هذا السمرقندى يتفق بوجه عام مع الطريق الذى سافر به التاجر سليمان أو ابن وهب ؛ ومن المؤكد أن هذه الرحلة من آسيا الوسطى إلى الصين لم تكن الوحيدة من نوعها.

ولا يوجد ثمة ما يدعو إلى الاعتقاد بأن هذا الطريق البحرى قد طغى على الطريق البرى نهائيا فى ذلك العصر ، فالمسعودى يحكى كذلك :

«وقد رأيت يبلخ شيخا جميلا ذا رأى وفهم وقد دخل الصين مرارا كثيرة ولم يركب البحر قط وقد رأيت عدة من الناس ممن سلك من بلاد الصغد على جبال النوشادر إلى أرض التبت والصين (٢٠٧)». وهذا الطريق الأخير تعرفه المصادر الصينية أيضا (٢٠٨). ومن العسير أن نحدد بالدقة أى طريق سلكه إلى الصين بعد قليل من ذلك الراهب النجرانى الذى التقى به فى عام ٣٧٧ ه‍ ـ ٩٨٧ صاحب كتاب «الفهرست» وحفظ لنا عددا من حكاياته بلسانه ؛ وهو يبدأ فصلا من كتابه بالطريقة الآتية :

«مذاهب أهل الصين وشىء من أخبارهم : ما حكاه لى الراهب النجرانى الوارد من بلد الصين فى سنة سبع وسبعين وثلثمائة هذا الرجل من أهل نجران أنفذه الجاثليق منذ نحو سبع سنين إلى بلد الصين وأنفذ معه خمسة أناسى من النصارى ممن يقوم بأمر الدين فعاد من الجماعة هذا الراهب وآخر بعد ست سنوات فلقيته بدار الروم وراء البيعة فرأيت رجلا شابا حسن الهيئة قليل الكلام إلا أن يسئل فسألته عما خرج فيه وما السبب فى إبطائه طول هذه المدة فذكر أمورا لحقته فى الطريق عاقته وأن النصارى الذين كانوا ببلد الصين فنيوا وهلكوا بأسباب وأنه لم يبق فى جميع البلاد إلا رجل واحد وذكر أنه كان لهم بيعة خربت قال فلما لم أر من أقوم لهم بدينهم عدت فى أقل من المدة التى مضيت فيها فمن حكاياته قال إن المسافات فى البحر قد اختلفت وفسد أمر البحر وقلّ أهل الخبرة به وظهر فيه آفات وخوف وجزائر قطعت المسافات إلا أن الذى يسلم على الغرر يسلك» (٢٠٩).

والملاحظات الأخيرة التى يمكن أن يحس منها أنها ثمرة تجربة شخصية تدفع إلى الاعتقاد بأن الرحلة قد تمت على أية حال بطريق البحر.

إن حكايات الراهب النجرانى مقتضبة فى الواقع ولكنها تبلغ حد الطرافة (٢١٠) بالنسبة للتاريخ الحضارى

١٤٤

لذلك العصر وبالنسبة للأوضاع السائدة فى الصين آنذاك. وقد اجتذبت منذ القرن السابع أنظار المستشرق غوليوس ، كما يبدو ذلك فى تعليقاته على رسالة الفرغانى (٢١١) ؛ وكانت معرفة العلماء بالجغرافيا العربية آنذاك فى مستوى جعل الشك وعدم التصديق يحيطان بالرواية إلى ما بعد قرن من ذلك التاريخ ؛ ولكن لم يلبث أن وكد صحتها رينو (٢١٢) وترجمها فيران فى القرن العشرين ترجمة علمية ضمنها صفحات مؤلفه عن الشرق الأقصى (٢١٣). ولقد صاغ صاحب «الفهرست» قصة الراهب النجرانى بألفاظ عادت بالغرم عليه هو نفسه ، فقد حدث أن ناشر «الفهرست» وهو المستشرق فليجل Flügel قد أخذ خطأ «دار الروم» ، وهو أحد أحياء بغداد ، على أنه عاصمة الدولة البيزنطية وبنى على أساس هذا نظرية واهية مؤداها أن ابن النديم زار القسطنطينية عام ٩٨٧ والتقى بالراهب النجرانى قريبا من آيا صوفيا. وقد كشف عن هذا الخطأ فى بحث مفصل المستعرب الروسى روزن (٢١٤) ، ولكنه لا يزال مع الأسف الشديد يتسلل من آونة لأخرى إلى العلم الأوروبى إلى أيامنا هذه (٢١٥).

لقد كان القرن التاسع فاتحة عهد جديد فى تاريخ الأدب الجغرافى العربى ، ليس فقط لأن عددا من الأنماط الجديدة قد رأى النور لأول مرة بل أيضا لظهور رسائل ذات طابع عام وصلت إلينا فى صيغ مختلفة. وبمقدورنا الحكم على تلك المصنفات لا من مجرد ذكر عناوينها أو من المقتطفات التى حفظت لنا منها فى آثار متأخرة بل من أصولها الأولى التى ربما وجدت فى روايات ترجع إلى فترة تتلو بكثير تاريخ تأليفها.

١٤٥

حواشى الفصل الرابع

__________________

(١) ـ Brockelmann ,GAL ,I ,p.٢٠١ ,No ٦ ;SBI ,p.٠٦١ نالينو ، الفلك ، ص ١٢٨ (ـ Racc.,p.٨٨١)

(٢) ـ Krachkovski, Arabsk. Kult V Ispanii, p, ٨١ ـ Reinaud, Introduction, p. XC ـ XCII ـ Dozy, Le Calendrier

(٣) نالينو ، الفلك ، ص ١٣٤ ـ ١٣٦ (ـ Racc.,p.٢٩١ ـ ٤٩١) Motylinski ـ Griffini ,RSTOR ,I ,p.٣٢٤ ـ ٨٣٤ ;٧٠٦ ـ ٨٠٦

(٤) (ـ Racc.,p ٠٩١) نالينو ، الفلك ص ١٣١ ـ Schjellerup ,p.٢٣ ـ

(٥) ـ Brockelmann ,GAL ,I ,p.٢٠١ ,NO ٧ ;SBI ,p.١٦١ أما عن هجرته من البصرة ـ (ـ Racc.,p.٨٨١) نالينو ، الفلك ، ص ٢٨ ، رقم ٢ بحسب ألفاظ أبى عبيدة (توفى عام ٢١٠ ه‍ ـ ٨٢٥) فراجع : ابن خلكان ، الجزء الثالث ، ص ٥٤٩ ـ اليافعى الجزء الثانى ، ص ٨

(٦) الفهرست ، الجزء الأول ، ص ٥٢ ـ ابن خلكان ، الجزء الثالث ، ص ٥٥٣ ـ ٥٥٤

Reinaud, Introduction p. LI ـ Flügel, ـ Gram Schulen, p. ٠٦

(٧) ـ Brockelmann, GAL, I, p. ٦٠١ ـ ٧٠١, No ٤١; SBI, p. ٦٦١ ـ ٧٦١

(٨) ـ Gottschalk ,p.٤٨٢ ـ ٥٨٢

(٩) ياقوت ، المعجم ، الجزء الأول ، ٩ ـ ٧

(١٠) شرحه ص ٧

(١١) ـ Brockelmann, GAL, I, p. ٨٣١ ـ ٠٤١, No I; SBI p. ١١٢ ـ ٢١٢ Brockelmann, EI, II, p. ٧٣٧ ـ ٨٣٧

(١٢) ياقوت ، المعجم ، الجزء الثانى ، ص ١٥٨

(١٣) الفهرست ، الجزء الأول ، ص ٩٧

(١٤) ـ Kramers ,EI ,EB ,p.٣٦

(١٥) ـ Heer ,p.٥

(١٦) ياقوت ، المعجم ، الجزء الأول ، ص ٧

(١٧) شرحه ، الجزء الثانى ، ص ٦٥٢

(١٨) شرحه ، ص ٨٧٦

(١٩) شرحه ، الجزء الرابع ، ص ٤٤١

(٢٠) شرحه ، ص ٨٤٧

١٤٦

__________________

(٢١) ـ Mieli ,p.١٨ ,note ٦ bis

(٢٢) ـ Brockelmann, GAL, I, p. ٤٠١ ـ ٥٠١, No ١١; SBI, p. ٣٦١ ـ ٥٦١ Haffner, EI, I, p. ٩٠٥

(٢٣) نالينو ، الفلك ، ص ١٢٩ ، رقم ٥

(٢٤) ـ Brockelmann ,GAL ,SBI ,p.٤٦١ ,No ٠١

(٢٥) ياقوت ، المعجم ، الجزء الأول ص ٧.

(٢٦) ـ Heer ,p.٦٢ ,a

(٢٧) ـ Haffner ,Quellenwerke ,p.٩٦ No ٥٤

(٢٨) الفهرست ، ص ٧١Flügel ,Gram ,Schulen ,p.٦٥١. ناشر «النقائض» : Bevan ,l ,p.XI

(٢٩) ـ Brockelmann ,GAL ,SBI ,p.٥٧١

(٣٠) شرحه ، ولكن ريتميرReitemeyer تتخذ موقفا مخالفا

(٣١) ياقوت ، المعجم ، الجزء الأول ، ص ٧ ـ Heer ,p.٧٢ ـ ٨٢

(٣٢) ـ Reitemeyer ,p.٧٤٢ ـ ٤٥٢

(٣٣) ـ Brockelmann ,GAL ,SBI ,p.٨٨١ ,No ٢ b

(٣٤) ـ Cheikho ,Catalogue Raisonne؟,p.٢١١ ـ ٣١١ ,No ٤٨١

(٣٥) نالينو ، الفلك ، ص ١٣٢ ، رقم ١٤ (ـ Racc ,p.٠٩١)

(٣٦) الفهرست ، ص ١١٤

(٣٧) ـ Brockelmann. GAL, p. ٢٥١ ـ ٣٥١ No ٢; SBI, p. ٩٣٢ ـ ٧٤٢ ـ Al ـ Djähiz, p. ٣٤٠١ ـ ٤٤٠١ ـ Sarton, Introduction I, p. ٧٩٥ ـ Rescher, Abriss, ll, p. ٤٧٢ ـ ٦٩٢ ـ Reinaud, Introduction, p. LII ـ LIII, CCCXCII

(٣٨) ـ Asin Palacios ,Libro de los Animales

(٣٩) المسعودى ، المروج ، الجزء الأول ، ص ٢٠٦

(٤٠) ياقوت ، المعجم ، الجزء السادس ، ص ٧٧

(٤١) حاجى خليفة ، الجزء الخامس ، ص ٥٢ رقم ٩٩٠٤ (بحسب المسعودى)

(٤٢) ٩٩١ ـ ٩١٢ ـ Brockelmann ,GAL ,SBI , الورقة

ـ Rieu, Supplément, No ٩٢١١, ٥١ p, ٤٤٢, No ٩٥;

وأيضا فى دار الكتب المصرية ، أدب ، ١٨٤٤ ، الورقة ١٣٩ ـ ١٥٣! (نسخة من مخطوطة ٤٠٣ ه‍) فصل من صدر كتاب فى ....

(٤٣) ياقوت ، المعجم الجزء الثانى ، ص ٥٩٣

(٤٤) شرحه ، الجزء الأول ، ص ٦٥١

١٤٧

__________________

(٤٥) شرحه ، الجزء الثانى ، ص ٧٩٢

(٤٦) شرحه ، الجزء الرابع ، ص ٥٥٢

(٤٧) المقدسى ، BGA ,III ، ص ٣٣ (توجد تسعة فقط)

(٤٨) ابن خرداذبه ، BGA ,VI ، ص ١٧٠

(٤٩) ابن الفقيه ، BGA ,V ، ص ١١٦

(٥٠) ابن حرقل ، BGA ,II ، ص ٢٦٦

(٥١) Krymski ,Istoria Arabov ,I ,p.١٠١ ,note : راجع ـ Kramers ,Al ـ Nil ,p ,١٩٩ ـ

(٥٢) المسعودى ، المروج ، الجزء الأول ، ص ٢٠٦ ـ ٢٠٧

(٥٣) شرحه ، الجزء الثانى ، ص ٥٢ ـ ٥٣

(٥٤) شرحه ، BGA ,VIII ، ص ٥٥ ؛ الترجمة لدى Carra de Vaux ,Macoudi ,p.٢٨ ـ ٣٨

(٥٥) Rozen , : راجع p.٤٠٢ : الترجمةp.٠٠١ ; : المتن ـ Sachau ,Alberunis India , بسلامة قلبه : ZVO ,lll ,p.٠٦١

(٥٦) ابن حوقل ، BGA ,ll ، ص ٢٦٦.

(٥٧) المقدسى ، BGA ,lll ، ص ٤ ـ ٥ ؛ راجع ص ٥ ، الملاحظة

(٥٨) ـ Al ـ Djahiz ,p.٤٤٠١

(٥٩) المقدسى ، BGA ,III ، ص ٢٤١

(٦٠) المقصود «ثمار القلوب» ، ص ٤١١ ، ٤٣٨ ؛ راجع : عبد الوهاب : مجلة المجمع العلمى العربى بدمشق المجلد الثانى عشر ، ص ٣٢٤

(٦١) شرحه ، ص ٣٢١ ـ ٣٢٥ (مقدمة الناشر) ، ص ٣٢٦ ـ ٣٥١ (المتن) ، ص ٣٥٢ ـ ٣٥٥ (مقارنته مع ابن الفقيه). تعليقات لغوية للكرملى ، المجلد الثالث عشر ، ص ٢٨٧ ـ ٢٩٥

(٦٢) Brockelmann ,GAL ,SBI ,p.٤٤٢ No ٤٥

(٦٣) عبد الوهاب ، مجلة المجمع العلمى العربى بدمشق ، المجلد الثانى عشر ، ص ٣٢٤

(٦٤) الفهرست ، ص ١٥٠ ـ ١٩٣Girgas ,p.

(٦٥) ياقوت ، المعجم ، الجزء الثانى ، ص ٤٠٠

(٦٦) حدود العالم ، ٩ ـ ١٠Kramers ,El ,EB ,p.٥٦

(٦٧) ياقوت ، المعجم ، الجزء الأول ، ص ٨٤٠ ـ ٨٤٢ (تختلف الأسماء بعض الشىء) راجع : BGA ,V ,p.٩٢٣ ـ ٠٣٣

(٦٨) يرد الكلام عن حجر المطر لدى تميم بن بحر ؛ راجع : ياقوت ، المعجم ، الجزء الأول ، ص ٨٤٠.

وعنه عامة راجع : Grigoriev ,Abu Dulaf ,p ,١٣ ـ Rohr ـ Sauer ,p.٠٥

(٦٩) الفهرست ، ص ٢٦١ ـ ٢٦٢

ـ Brockelmann GAL, I, p. ٠١٢. No ٣; SBI, p. ٥٧٣ Sarton, Introduction l, p. ٧٩٥

عن السرخسى راجع Rosenthal

١٤٨

__________________

(٧٠) المسعودى ، المروج ، الجزء الأول ص ٢٧٥Reinaud ,Introduction P.LIV ,CCCII ـ

(٧١) الفهرست ص ٢٦٢

(٧٢) المسعودى ، BGA ,VIII ، ص ٧٥

(٧٣) الفهرست ، ص ٢٦٢ ـ حاجى خليفة ، الجزء الخامس ، ص ٥٠٩ ، رقم ١١٨٧٠ ـ حدود العالم ، ص ١١ ـ ٦٥Kramers ,El ,EB ,p.

(٧٤) ـ Heer ,p.٧١ ـ ٨١

(٧٥) ـ Jaubert ,l ,p.٤٦

(٧٦) ـ Brockelmann ,GAL ,SBI ,p.٣٢٢

(٧٧) وكتاب الطبيب ـ Jaubert ,I ,p.٤٩ ولكن راجع : الفهرست ، ص ١١٦

(٧٨) عن بلدة خاسك ، راجع Schleifer ، ص ٣٠٥

(٧٩) ـ Ruska ,EI ,I ,p.٣٦٣ ـ ٤٦٣

(٨٠) ـ Devic, Les Pays des Zendjs, p. ٨٨١ ـ ٤٩١ ـ Storbeck, p. ٧٦ ـ ٨٦

(٨١) ـ Riedel ,p.٧٥٢ ,١٦٢

(٨٢) ـ Fra؟hn ,lbn.Foszlan ,p.XXV

(٨٣) ـ Reinaud ,Introduction ,p.LII

(٨٤) مخطوطة معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم السوفيتية ، راجع : الورقة ١٣٦ / ١ (Rosen ,Notices sommaires ,p.٤٤١ ـ ٥٤١ ,No ٤٩١)

(٨٥) ـ Brockelmann ,GAL ,II ,p.٧٢٤ ,No ٦ ;SB ,II ,p.٥٣٦

(٨٦) ـ Babinger ,GOW ,p.٩١١ ـ ٠٢١ No ٢٠١

(٨٧) Wittek ,p.٦٣٣ ـ ٧٣٣ : قارن ـ Battal p.٩٠٧ ;

(٨٨) ـ Brockelmann ,GAL ,I ,p.٦١٢ ,No ٢ ;SBI ,p.٢٨٣

(٨٩) ـ Brockelmann ,GAL ,SBI ,p.٢٨٣ No ١

(٩٠) ابن خرداذبه ، BGA ,VI ، ص ١٠٦ ـ ١٠٧ ـ الترجمة ص ٧٨ ـ ٧٩

(٩١) ـ Krymski ,Sem spiaschikh otrokov ,p.٦.٧

(٩٢) المسعودى ، المروج ، الجزء الثانى ، ص ٣٠٧ ـ ٣٠٨

(٩٣) ـ Vasiliev ,Byzance ,I ,p.٨ ـ ٩ note

(٩٤) المقدسى ، BGA ,lll , ص ٣٦٢

(٩٥) ـ Brockelmann GAL ,SBI ,p.٤٠٤

(٩٦) المسعودى BGA ,VIII ، ص ١٩٠ ـ ١٩١ ؛ الترجمة لدى : Carra de Vaux, Macoudi p. ٧٥٢ ـ ٨٥٢ ـ Vasiliev, Byzance, p. ٦٣٣; Cf p. ٣٠٢ ـ ٤٠٢

١٤٩

__________________

(٩٧) (الترجمة غير دقيقة) ـ Goldziher ,Vorlesungen ,Zweite Auflage ,p.٥١١ شواهد أخرى يسوقها : Wensinck ,Mihna ,p.١٥٥

(٩٨) ابن خرداذبه ، BGA ,VI ، ص ١٠٥ ـ ١١٣ ؛ الترجمة ص ٧٧ ـ ٨٦

(٩٩) شرحه ، ص ٢٥٥ ـ ٢٥٩ ؛ الترجمة ص ١٩٦ ـ ١٩٩

(١٠٠) شرحه ، ص ٢٦٩

(١٠١) حدود العالم ص ٤١٩ ، ٤٢٢ ـ ٤٢٣ الخ : راجع ـ Markwart ,Streifzüge ,p.٨٢ etc ـ

(١٠٢) (حضرها للطبع وعلق عليها كوفالفسكى) ـ V.V.Bartold ,SV ,I ,

(١٠٣) ابن رسته ، BGA ,VII ، ص ١١٩ ـ ١٣٢

(١٠٤) القزوينى ، الجزء الثانى ، ص ٣٩٧ ـ ٣٩٩ ، ٤٠٦ ـ ٤٠٧

(١٠٥) ـ Krachkovski ,Opis ,p.٢٣٣١ ,No ٩٢ ;٦٣٣١ ,No ٧٤

(١٠٦) ـ Rozen ,ZVO ,II ,p.IV

(١٠٧) ـ Markwart ,Streifzüge ,p.٦٠٢ ـ ٧٠٢

(١٠٨) راجع عن هذا : Hudud ,p.٩١٤ ,note ٢

(١٠٩) قارن : Honigmann ,Die Ostgrenze ,p.١٤

(١١٠) ـ Hudud ,p.٩١٤ note ٢

(١١١) ـ Guidi L\'Europa Occidentale p. ٩٦٢ ـ Guidi Roma p. ٧

(١١٢) ـ Fabricius ـ Jacob ,Arabische Berichte ,p.٧٣ ـ ٢٤

(١١٣) ـ Vasiliev ,Byzance I ,p.٦٨١ ـ ٧٨١

(١١٤) ـ Byzantion ,XII ,p.١ ـ ٤٢

(١١٥) شرحه ، ص ١٠ ـ ١٦

(١١٦) Nansen ,Nebelheim ,II ,p.٩٤١ note : وأيضا ـ Seippel ,II ,p.X ـ

(١١٧) المسعودى ، المروج ، الجزء الأول ، ص ٢٥٨ ـ ٢٥٩

(١١٨) ـ Beazley, I, p. ٥٦٤ ـ Sarton, Introduction, II, p. ٢٦٠١

(١١٩) آخر نشرة لنص الإدريسى لدى : Levi ـ Provencal ,La pe؟ninsule النص ص ١٦ ـ ١٨ ـ الترجمة ص ٢٣ ـ ٢٤ : الترجمة القديمة : p. ٣٢٢ ـ ٥٢٢ (المتن)

Jaubert, II, p. ٦٢ ـ ٩٢; ed. Dozy ـ De Goeje, p. ٤٨١ ـ ٥٨١ p. ٧٤ ـ ٩٤

(ترجمة) ـ Carra de Vaux ,Les Penseurs ,II (الترجمة)

(١٢٠) p.٦١ ـ ٧١ (المتن) ـ Le؟vi ـ Provencal ,La Pe؟ninsule

(١٢١) شرحه ، ص ٢٣ ، ملاحظة ٢

(١٢٢) ـ De Goeje ,Brandan ,p.٦٥ ـ ٩٥

١٥٠

__________________

(١٢٣) التاريخ راجع : Hennig ,II ,p.٩٢٣ ـ ٥٣٣

(١٢٤) ـ De Goeje ,Brandan ,p.٩٥ ـ ٥٦

(١٢٥) ـ Beazley, III, p. ٢٣٥ ـ ٣٣٥, note ٢ ـ Sarton, Introduction, II, p. ٢٦٠١

(١٢٦) ـ Beazley ,III ,p.٣٣٥

(١٢٧) المسعودى ، المروج ، الجزء الأول ، ص ٢٥٨ : «أخبار من غرر وخاطر بنفسه» ؛ وأيضا ص ٣٢٧ : «وليس يكاد يقطع من عمان بحر الهند فى تيرماه إلا مركب مغرر حمولته يسيرة».

(١٢٨) ـ Mez ,p.٦٧٤ ,note ٢

(١٢٩) الدينورى ، ص ١٢٣ ؛ قارن : Lewicki ,RO ,XI ,p.٦٧١.٠٨١

(١٣٠) Chau Ju Kua ,p.٤١ Sui) ـ Lewicki ,RO ,XI , : اعتمادا على) ـ Mez ,p.٠٨٤ p.٦٧١ ,٠٨١

(١٣١) ـ Lewicki ,RO ,XI ,p.٣٧١ ـ ٦٨١

(١٣٢) شرحه ، ص ١٧٧ ـ ١٧٨

(١٣٣) شرحه ، ١٧٩ ـ ١٨١

(١٣٤) شرحه ، ص ١٨١ ـ ١٨٢

(١٣٥) ابن رسته ، BGA ,VII ، ص ١٣٢

(١٣٦) ـ Hudud ,p.٦٣٢

(١٣٧) حدود العالم ، ص ١٩

(١٣٨) قارن : Hudud p.٦٣٢

(١٣٩) ـ Barthold Toghuzghuz ,p.٣٧٨

(١٤٠) ـ Barthold ,Vorlesungen ,p.٤٥

(١٤١) ياقوت ، المعجم ، الجزء الأول ، ص ٨٤٠

(١٤٢) ياقوت ، المعجم ، الجزء الرابع ، ص ٨٢٣ ـ BGA ,V ,p.٠٣ ـ ١٣ ـ

(١٤٣) ـ Barthold.Vorlesungen ,p.٤٥

(١٤٤) ـ Hudud ,p.٨٦٢

(١٤٥) شرحه ، ص ٢٦٩

(١٤٦) شرحه ، ص ٢٦٨ ـ حدود العالم ، ص ١٠

(١٤٧) حدود العالم ، ص ١٩

(١٤٨) ياقوت ، المعجم ، الجزء الأول ، ص ٨٤٠ ـ ٨٤٢

(١٤٩) ـ Markwart ,Streifzüge ,p.١٨

(١٥٠) ابن الفقيه ، مخطوطة مشهد ، ص ١٦٩ ـ ١٧٠ ـ Hudud ,p.١٨٤ ـ Validov ـ IRAN ,p.١٤٢ ـ ٢٤٢

(١٥١) ـ Bayer ,Sallam p.٨٣٤ ـ ٢٤٤

١٥١

__________________

(١٥٢) ـ Sprenger ,Reiserouten p.XV

(١٥٣) ـ Grigoriev ,Abu Dulaf ,p.٣٢

(١٥٤) ـ Hudud ,p.٥٢٢

(١٥٥) (على حدة ص ١٧ ـ ٢٣) ـ De Goeje ,De Muur ,p.٣٠١ ـ ٩٠١

(١٥٦) ـ De Goeje ,De Muur ,٦١١ ,p.٠٣

(١٥٧) ـ Tomaschek ,WZKM ,III ,p.٣٠١ ـ ٨٠١

(١٥٨) ـ Vasiliev ,Byzance I ,p.٩ ,note ٢

(١٥٩) ابن خرداذبة ، BGA ,VI ، ص ١٦٢

(١٦٠) شرحه ، ص ١٧٠

(١٦١) شرحه (الترجمة) ، ص ١٢٤ ـ ١٣١ ـ

Wilson, p. ٠٢ ـ ٥٢ ـ De Goeje, De Muur, p. ٣٠١ ـ ٩٠١, p. ٧١ ـ ٣٢

(١٦٢) المقدسى ، BGA ,III ، ص ٣٦٢ ـ ٣٦٥

(١٦٣) ابن رسته ، BGA ,VII ، ص ١٤٩

(١٦٤) ياقوت ، المعجم ، الجزء الثالث ، ص ٥٦ ـ ٥٨

(١٦٥) Jaubert ,II ,p.٦١٤ ـ ٠٢٤

(١٦٦) القزوينى ، الجزء الثانى ، ص ٤٠١ ـ ٤٠٢ ـ ترجمة كارادى فو (Carra de Vaux ,Les penseurs ,II ,p.٣٤ ـ ٧٤)

(١٦٧) النويرى ، الجزء الأول ، ٣٧٤ ـ ٣٧٦

(١٦٨) ـ Zichy ,p.١٩١

(١٦٩) ـ Barthold, Kirgizen, p. ١٠١١ ـ Markwart, Streifzüge, p. ٩٨ ـ ٠٩

(١٧٠) عن توضيح لفظ فى وصفه راجع : Y.N.Marr ,p.١١ ـ ٣١

(١٧١) راجع : Markwart, Streifzüge, p. ٦٨ ـ Tomaschek, WZKM, III p, ٨٠١

(١٧٢) ـ Mzik ,P arageographische ,p ,٦٨١ ,note

(١٧٣) القرآن ، ٢١ ٩٦

(١٧٤) Hudud ,p.٥٢٢ note ١ : راجع ـ Zichy ,p.٤٩١ ـ ٠٠٢ ـ

(١٧٥) ـ Zichy ,p.٠٠٢

(١٧٦) ـ Ibn Fadlan ,p.٧٩١ ـ ٨٩١

(١٧٧) Sarton ,Introduction ,I ,p.٢٧٥ ـ : راجع) ـ Ferrand, Sulayman p, ٨١ Sarton, Isis, VI p. ٦٤١) ـ Sauvaget, Relation de la chine

(١٧٨) ـ Ferrand ,Sulayman ,p.٨١ ـ ٩١

(١٧٩) ـ Pelliot ,p.١٠٤ ـ ٢٠٤

١٥٢

__________________

(١٨٠) ـ Ferrand ,Notes ,p.١٢ ـ ٥٣

(١٨١) ابن الفقيه ، BGA ,V ، ص ١١ ـ ١٣

(١٨٢) ـ Reinaud, Introduction, p. CCCXCIV ـ CCCXCV, CCCXCIX ـ Hudud, p. ٤٢٢ and index : Ibn Wahb

(١٨٣) ـ Reinaud ,Introduction ,p.LXXIV ,CCCXCIX

(١٨٤) ـ Mez ,p.١٨٤

(١٨٥) Reinaud ,Introduction p.LXXIV ـ LXXV

(١٨٦) بارتولد فى فقده لكتاب Hirth ـ Rockhill ,Chau Ju ـ Kua ,p.٥٦١٠

(١٨٧) المسعودى ، المروج ، الجزء الأول ، ص ٣١٢ ـ ٣٢٠ ، ٣٢١ ـ ٣٢٤

(١٨٨) يعتقد كازانوافاp.٥٢١) Casanova) أنه «من المستحيل فصلها عن ألف ليلة وليلة».

(١٨٩) ـ De Goeje ,Brandan ,p.٥٦

(١٩٠) ـ Casanova ,p.٩١١

(١٩١) ـ Ferrand ,Relations ,II ,p.٤٦٥

(١٩٢) ـ Casanova p.١٢١

(١٩٣) ـ De Goeje ,Brandan ,p ٥٦ ,٥٧ ; وبراندان نفسه يرجع إلى القرن السادس (شرحه ص ٤٣)

(١٩٤) شرحه ، ص ٤٧ ، ٥٢ ، ٥٣

(١٩٥) ـ Asin Palacios ,La eschatologia p.٤٦٢

(١٩٦) ـ Ferrand ,Relations ,II ,p.٥٦٥

(١٩٧) شرحه ، ص ٥٦٤ وFerrand ,Note ,p.٩٠٣ ,٨١٣

(١٩٨) ـ Gaudefroy ـ Demombynes, Les cents et une nuits, p. ١٥٣

(١٩٩) ـ Ferrand ,Note ,p.٩٠٣

(٢٠٠) ـ Gaudefroy ـ Demombynes, Les cents et une nuits, p. ٨٦ ـ ٧٧

(٢٠١) ـ Ferrand ,Relations ,II ,p.٠٧٥ ـ ٣٧٥

(٢٠٢) ـ Ferrand ,Note p.٠١٣ ـ ٦١٣

(٢٠٣) شرحه ، ص ٣١٨

(٢٠٤) المسعودى ، مروج الذهب ، الجزء الأول ، ص ٣٠٧ ـ ٣١٢

(٢٠٥) صحح هذا الإسم المشوه فى الأصل العلامة مينورسكى Hudud ,p.٤٢٢) Minorsky)

(٢٠٦) لدى هارتمان (Hartmann ,China ,p.٧٧٨)

(٢٠٧) المسعودى ، المروج ، الجزء الأول ، ص ٣٤٩

(٢٠٨) ـ Mez ,p.٧٦٤

١٥٣

__________________

(٢٠٩) الفهرست ، ص ٣٤٩

(٢١٠) شرحه ، ص ٣٤٩ ـ ٣٥٠

(٢١١) ـ Golius Notae ,p.٦٧

(٢١٢) ـ Reinaud ,Introduction ,p.CLI ـ CLIII

(٢١٣) ـ Ferrand Relation ,I ,p.٩٢١ ـ ١٣١

(٢١٤) ـ Rozen ,ZVO ,IV ,p.١٠٤ ـ ٤٠٤

(٢١٥) ـ Fück ,ZDMG ,٤٨ ,p.٧١١ and note ٥ ولكنه يصححها فى مقاله فى دائرة المعارف الإسلامية (El ,III ,p.٣٧٨) مع الإشارة إلى روزن.

١٥٤

الفصل الخامس

المصنفات العامة فى الجغرافيا فى القرن التاسع

الجغرافيا الإقليمية فى القرنين التاسع والعاشر

يعتبر ابن خرداذبه عادة أول مؤلف يصلنا عنه مصنف فى الجغرافيا الوصفية. وكما تبين لنا منذ برهة فإن هذا القول ليس صحيحا كل الصحة ، فقد وجدت مصنفات أخرى مماثلة ترجع إلى تلك الفترة بل وإلى فترة سابقة عليها ؛ وهذه المصنفات الأخيرة معروفة لنا لا من أسمائها فحسب بل ومن مقتطفات وقطع كبيرة حفظها لنا المؤلفون المتأخرون. غير أن ذلك القول يمكن اعتباره صادقا بمعنى أننا نلتقى لدى ابن خرداذبه بأول مصنف كامل على الرغم من أنه وصل إلينا فى رواية ملخصة عملت فى عصور متأخرة ولا تمثل المسودة الأصلية للمؤلف ؛ بيد أن هذا لا يمنعنا من الحكم على محتويات المصنف. ويلوح أن هذا المصنف الذى كان يحمل العنوان التقليدى «كتاب المسالك والممالك» لم يكن بالنسبة للمؤلف سوى حدث ثانوى عابر فى مجال نشاطه الأدبى ، لأنه لم يتحكم فى ظهوره نزعته الأدبية بل طبيعة المنصب الذى كان يشغله فى الدولة.

وأبو القاسم عبيد الله بن عبد الله بن خرداذبه فارسى الأصل وكان جده مجوسيا كما هو واضح من الاسم الذى حمله المؤلف. وقد حاول بعض العلماء فى الآونة الأخيرة تفضيل صيغة خرّداذبه (١) وهى محاولة لا غناء فيها على الإطلاق إذ كلا الصيغتين من أسماء تمجيد الخالق ولهما اشتقاق واضح فى اللغة الفارسية الوسيطة. والصيغة الأولى للفظ وهى خرداذبه معناها «خرداد أفضل (٢)» ، أما الثانية وهى خرّداذبه فمعناها «خلقه خرّ أفضل» (٣). وهكذا فإن كلا الإسمين صحيح وليس ثمة حاجة لاطراح الأول الذى ثبت على ممر السنين منذ أن تعرف العلم الأوروبى على المؤلف. وفى العصور المتأخرة استعمل فى اللغة العربية لفظ خردادى لتسمية نوع من البلور الجبلى والأوانى المصنوعة منه (٤). وكان والد المؤلف حاكما على طبرستان جنوبى بحر قزوين فى أوائل القرن التاسع وذاع صيته بسبب التوفيق الذى أحرزه فى إخضاع بعض مناطق الديلم التى لم تدخل ضمن أراضى الخلافة الإسلامية إلى زمانه. أما المؤلف فقد حصل على تعليم جيد وكان لوالده فضل كبير فى دراسته الموسيقى فتتلمذ ردحا من الزمن على المغنى والموسيقى المشهور إسحق الموصلى (٥) ؛ غير أن مكانة أسرته حددت مستقبله بصورة جازمة فأصبح مقربا من بلاط الخليفة المعتمد (٢٥٦ ه‍ ـ ٢٧٩ ه‍ ـ ٨٧٠ ـ ٨٩٢) بسامرا ومن ندمائه أصحاب النفوذ. وجميع مؤلفاته

١٥٥

البالغ عددها عشرة معروفة لنا من أسمائها فقط (٦) ومن المقتطفات الموجودة لدى المؤلفين المتأخرين أو الإشارات إليها فى المراجع المختلفة. وجميعها على وجه التقريب تدور فى محيط الأدب الخفيف والحياة المرحة ، وقد يلاحظ فى بعضها وجود اتجاهات شعوبية إيرانية كما فى كتابه «جمهرة أنساب الفرس» ؛ وبعضها يستهدف إمتاع الكبراء والأغنياء مثل «كتاب الشراب» و «كتاب الطبيخ» ، وقد كشف أخيرا عن مخطوطة واحد منها هو كتاب «الملاهى والأسمار» ، وذلك ضمن مجموعة شخصية (٧). وله فضلا عن ذلك كتاب فى «التاريخ» يعالج فيه كما ذكر المسعودى (٨) تاريخ الأمم قبل الإسلام ؛ وكما هو الشأن مع كل أديب فى ذلك العصر فإن ثبت مؤلفاته لم يخل من «كتاب الأنواء» ، وقد وقفنا عنده فيما مر بنا من القول :

ويبدو أن مكانته فى البلاط قد هيأت له شغل وظيفة هامة هى وظيفة صاحب البريد بنواحى الجبال بإيران ؛ ومن المحتمل أن هذا الوضع هو الذى دفعه إلى تأليف كتاب جغرافى استجابة لطلب أحد العباسيين. ولا نعرف على وجه التحديد التاريخ الذى شغل فيه ابن خرداذبه هذا المركز ، ولكن يبدو أن تأليف الكتاب قد استغرق وقتا طويلا ؛ ويرى دى خويه أن المسودة الأولى ترتفع إلى حوالى عام ٢٣٢ ه‍ ـ ٨٤٦ ، أما الثانية فلا تتجاوز بحال عام ٢٧٢ ه‍ ـ ٨٨٥. ولا تزال المسألة إلى أيامنا هذه باقية دون حل نهائى ، فبعض العلماء لا يزال يعتقد أنه ليست هناك سوى مسودة واحدة تعود إلى التاريخ الأخير (٩) رغما من أن الأغلبية ترى رأى دى خويه (١٠). وهذا الأخير يعتقد أن كلا المسودتين لم تصلا إلينا وأن الطبعة الحالية تمثل موجزا متأخرا وجد فى مخطوطتين فقط. كذلك لسنا على يقين من عام وفاة ابن خرداذبه ، وإذا كان صحيحا ما أورده حاجى خليفة ، معتمدا فى ذلك على مصدر غير معروف لنا ، من أنه توفى حول عام ٣٠٠ ه‍ ـ ٩١٢ (١١) فإن ابن خرداذبه يكون بذلك قد عاش عمرا طويلا لأنه ولد على ما يظهر حوالى عام ٢٠٥ ه‍ ـ ٨٢٠.

أما قيمة كتابه «المسالك والممالك» فيمكن الحكم عليها من الاستشهادات التى سقناها فيما مر من الكتاب ؛ وستظهر محاسنه وعيوبه من خلال العرض العام لمحتوياته (١٢). وهو يبدأ وفقا للتقليد المعروف بالمعلومات المعهودة من محيط الجغرافيا الرياضية خاصة وصف شكل الأرض كما لدى بطلميوس (١٣) ؛ وقد بينا فيما سبق من الكلام كيف يجب أن نقف من ترجمة بطلميوس التى نقل عنها ابن خرداذبه. وبعد فصل قصير عن اتجاه القبلة بالنسبة لكل بلد يكرس المؤلف قسما كبيرا للكلام على سواد العراق فيذكر تقسيمه الإدارى وأنواع الضرائب التى تجبى منه ، مع إيراد ملاحظات عن تاريخها هنا وفى مواضع أخرى من الكتاب ؛ ويمكن على ضوء هذه التفاصيل وضع ميزانية الدولة الإسلامية لذلك العهد ، وأول من فعل ذلك المستشرق كريمرKremer (١٤). ويختتم ابن خرداذبه هذا القسم بتعداد الملوك القدماء من لدن

١٥٦

افريدون معتمدا فى ذلك على المصادر الفارسية فيذكر ملوك الفرس والروم والترك والصين ويذكر أحيانا ألقابهم التى يلاحظ من بينها «ملك الصقالب قناز» (١) (١٥).

أما القسم الرئيسى من الكتاب فيشمل وصف الطرق ، وذلك بدرجات تتفاوت فى التفصيل. فيبدأ بالطرق التى تخرج من بغداد شمالا إلى آسيا الوسطى وجنوبا إلى الهند ، ويصحب ذلك ملاحظات عابرة عن التقسيم الإدارى والخراج مع استشهادات شعرية عند الكلام على الأمكنة أحيانا. ويمتاز بحيوية أكثر وصفه الطريق البحرى إلى الهند والصين حيث يبدو واضحا تأثير «القصص البحرية» التى مر الكلام عليها. وفى خلال هذا الوصف يبدو واضحا اهتمامه بمحصولات البحار والجزر ، كما يذكر بالتفصيل كيفية الحصول على الكافور ويصف الفيل ووحيد القرن ويتحدث عن البوذية لدى ملك جاوه وعن الطبقات (Castes) فى الهند (١٦). أما فيما يتعلق بالغرب فإنه يصف الطريق إلى الأندلس ، ويسهب فى وصف الطرق المؤدية إلى بيزنطه مع إيراد تفاصيل ترجع إلى مسلم الجرمى كما بينا فى حينه. أما وصفه المسهب لرومه والذى قام بدراسته المستشرق جويدى Guidi فيرتبط بالمصادر المسيحية الشرقية وليست له أهمية تذكر ، شأنه فى هذا شأن جميع أوصاف رومه التى تركها لنا الجغرافيون العرب قبل الإدريسى (١٧). ويصف طريق الشمال خلال أذربيجان والقوقاز كما يصف الطرق الخارجة من بغداد فى اتجاه الجنوب الشرقى إلى مكة والمدينة وجنوب الجزيرة العربية ، فيذكر المنازل من البصرة وبغداد ومصر إلى مكة. ويختتم هذا القسم بالكلام على طريقين مهمين للغاية كان يسلكهما التجار اليهود من أوربا إلى الهند والصين ، أحدهما يمر بالسويس والبحر الأحمر ، والآخر يمر بأنطاكية إلى الفرات. وليس أقل أهمية من ذلك وصفه لطريق التجار الروس إلى الجنوب وهو الذى يمر بنهرى الدون والفولجا ثم يعبر بحر قزوين متجها صوب الجنوب (١٨) ؛ وهو يحمل على الاعتقاد بأنه مدخول على الكتاب ولكن يبدو أنه قد وجد فى المسودة الأصلية (١٩) ومنها وقع لابن الفقيه الذى يختلف مع متن ابن خرداذبه فى شىء بسيط هو أنه يتحدث عن تجار الصقالبة وليس الروس (٢٠). وقد أدى هذا الموضوع إلى ظهور أبحاث عديدة (٢١) وله ترجمة علمية باللغة الروسية (٢٢).

ولم يقتصر كتاب ابن خرداذبه على وصف الطرق بل أتبع ذلك أقساما عديدة تحمل على الاعتقاد بأنها زيادات متأخرة أضيفت بمرور الزمن ، كالحديث مثلا عن تقسيم الأرض الذى يحفل بأخطاء عديدة ، وعن عجائب العالم وعن الأبنية المشهورة حيث يورد قصة عن فتح الأهرامات فى عهد ابن طولون. وينضم إلى هذا القسم من كتابه الوصف المعروف لنا لرحلة سلام الترجمان ، ويتلوه حكاية عن العجائب المختلفة والجبال والأنهار. وهنا وعلى حين فجأة تنتهى المخطوطة كأنما بدون خاتمة.

ليس من العسير أن نبصر أن كتاب ابن خرداذبه يقوم على عنصرين متميزين كل التميز عن بعضهما

__________________

(*) بالروسيةKniaz أى الملك والأمير ؛ ومن المحتمل أن الصقالبة قد أخذوها عن الجرمان. (المترجم)

١٥٧

البعض ؛ فمن ناحية يقابلنا عرض جاف للمادة الرسمية ولكنه يمتاز بأهمية كبرى ، ومن ناحية أخرى نلتقى بمجموعة من الغرائب Mirabilia الجغرافية المختلفة. ولا تحس من جانب المؤلف أية محاولة لصهر هذه المادة وصبها فى قالب متجانس ، فضلا عن أن الكتاب يفتقر إلى الكثير من ناحية التبويب. وقد كان بمقدور المؤلف بلا شك الاطلاع على الوثائق الرسمية ، أى الأرشيف الحكومى ؛ ويشير إلى هذا المقدسى ، بل والمؤلف نفسه عند الكلام على مصادره. وقد كان لاهتمام المؤلف بالرحلات أن حفظت لنا مادة مفيدة خاصة فيما يتعلق بوصف الطرق فى عهود مبكرة ، الأمر الذى سبق الكلام عليه فى فصل آخر. ولا شك أن عدم التناسق فى مادة هذا الكتاب هو المسئول عن التناقض فى حكم الجغرافيين العرب المتأخرين عليه (٢٣) ، غير أن تأثيره على الأدب الجغرافى التالى كان كبيرا جدا فأخذ عنه من المؤلفين المتقدمين اليعقوبى وابن رسته وابن حوقل والمقدسى والجيهانى والمسعودى وذلك عن مخطوطة ثالثة هى أفضل المخطوطات جميعا (٢٤). كما أن العناية به ظلت قوية حتى بين المتأخرين فعرفه الإدريسى وابن خلدون كما عرفه جيدا الجغرافيون الفرس ، سواء المتقدمون منهم مثل المؤلف المجهول لكتاب «حدود العالم» أو المتأخرون مثل حمد الله قزوينى وميرخوند وخوندمير. ولم يكن باستطاعة ابن خرداذبه أن يؤسس مدرسة جديدة ، غير أن المادة التى جمعها كانت بمثابة الأساس المتين بالنسبة لكثيرين. وقد عرف كتابه فى الدوائر العلمية الأوروبية فى مخطوطتين منذ الستينيات من القرن الماضى وأصبح فى متناول الأيدى بفضل الطبعة العلمية التى استخدم فى إخراجها مخطوطة ثالثة أفضل من المخطوطتين الأولتين وظهرت مع ترجمة فرنسية لدى خويه De Goeje فى عام ١٨٨٩. وقد اجتذب اهتمام العلماء الروس بصورة خاصة وصفة للطرق التى كان يسلكها الروس ، وقد ظهرت فى السنوات السبعينيات من القرن الماضى (٢٥) أبحاث هامة فى هذا للمستشرقين كونيك Kunik وروزن Rosen ، كما ندين بتحليل عام للكتاب للمؤرخ الكبير بارتولد (٢٦).

وإلى طبقة موظفى الدولة ينتمى معاصر لابن خرداذبه هو الجغرافى والمؤرخ اليعقوبى ، واسمه الكامل أبو العباس أحمد بن يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضح الكاتب العباسى اليعقوبى ؛ ويرد اسمه فى المصادر بصيغ مختلفة من هذا النسب الطويل فهو مرة أحمد الكاتب وأخرى أحمد بن يعقوب وتارة ابن واضح وطورا اليعقوبى ؛ وجده الأعلى واضح كان من موالى الخليفة المنصور وشغل يوما وظيفة الحاكم على أرمينيا ومصر ودفع حياته ثمنا لميوله الشيعية ؛ وقد ظلت هذه الميول الشيعية فى الأسرة إلى عهد مؤلفنا. وكان جده ووالده أيضا من كبار عمال البريد ، ولا يعرف على وجه التحديد ما إذا شغل اليعقوبى نفسه بعض المناصب الحكومية ولكن يمكن افتراض هذا من أسفاره العديدة. وعلى الرغم من أن مولده ببغداد إلا أنه غادرها مبكرا فعاش طويلا بأرمينيا وخراسان وزار الهند وفلسطين وتمتع برعاية الطولونيين أثناء مقامه الطويل بمصر والمغرب. وكتابه فى الجغرافيا بعنوان «كتاب البلدان» معروف إلى يومنا هذا

١٥٨

فى مخطوطة فريدة كان قد جلبها من المشرق مخلينسكى A.Mukhlinski (١٨٠٨ ـ ١٨٧٧) (٢٧) الأستاذ بجامعة بطرسبرغ ، وهى الآن بميونيخ. وثمة مخطوطة أخرى كان يمتلكها المستشرق ف. كرن F.Kern (١٨٧٤ ـ ١٩٢١) ودخلت منذ عهد غير بعيد إلى المكتبة الملكية البروسية (٢٨) ولكنها لم تدرس حتى الآن (٢٩). ويرجع تاريخ تأليف الكتاب إلى حوالى سنة ٢٧٨ ه‍ ـ ٨٩١ أى قبل قليل من وفاة المؤلف على ما يظهر التى حدثت عام ٢٨٤ ه‍ ـ ٨٩٧ أو عام ٢٩٢ ه‍ ـ ٩٠٥ (٣٠).

وقد بدأت ميول اليعقوبى تتكيف منذ عهد مبكر ولم تلبث أن اتخذت اتجاها واضحا نحو الجغرافيا بالذات ، وهو يبين هذا بجلاء فى مقدمة كتابه حيث يقول :

«إنى عنيت فى عنفوان شبابى وعند احتيال سنى وحدة ذهنى بعلم أخبار البلدان ومسافة ما بين كل بلد وبلد لأنى سافرت حديث السن واتصلت أسفارى ودام تغربى فكنت متى لقيت رجلا من تلك البلدان سألته عن وطنه ومصره فإذا ذكر لى محل داره وموضع قراره سألته عن بلده ذلك فى ... لدته ما هى وزرعه ما هو وساكنيه من هم من عرب أو عجم ... شرب أهله حتى أسأل عن لباسهم ... ودياناتهم ومقالاتهم والغالبين عليه والمنزا ... (٣١) مسافة ذلك البلد وما يقرب منه من البلدان وال ... لرواحل ثم أثبت كل ما يخبرنى به من أثق بصدقه واستظهر بمسئلة قوم بعد قوم حتى سألت خلقا كثيرا وعالما من الناس فى الموسم وغير الموسم من أهل المشرق والمغرب وكتبت أخبارهم ورويت أحاديثهم وذكرت من فتح بلدا بلدا وجند مصرا مصرا من الخلفاء والأمراء ومبلغ خراجه وما يرتفع من أمواله فلم أزل أكتب هذه الأخبار وأؤلف هذا الكتاب دهرا طويلا وأضيف كل خبر إلى بلده وكل ما أسمع به من ثقات أهل الأمصار إلى ما تقدمت عندى معرفته وعلمت أنه لا يحيط المخلوق بالغاية ولا يبلغ البشر النهاية وليست شريعة لا بد من تمامها ولا دين لا يكمل إلا بالإحاطة به وقد يقول أهل العلم فى علم أهل الدين الذى هو الفقه مختصر كتاب فلان الفقيه ويقول أهل الآداب فى كتب الآداب مثل اللغة والنحو والمغازى والأخبار والسير مختصر كتاب كذا فجعلنا هذا الكتاب مختصرا لأخبار البلدان فإن وقف أحد من أخبار بلد مما ذكرنا على ما لم نضمنه كتابنا هذا فلم نقصد أن يحيط بكل شىء وقد قال الحكيم ليس طلبى للعلم طمعا فى بلوغ قاصيته واستيلاء على نهايته ولكن معرفة ما لم يسع جهله ولا يحسن بالعاقل خلافه وقد ذكرت أسماء الأمصار والأجناد والكور وما فى كل مصر من المدن والأقاليم والطساسيج ومن يسكنه ويغلب عليه ويترأس فيه من قبائل العرب وأجناس العجم ومسافة ما بين البلد والبلد والمصر والمصر ومن فتحه من قادة جيوش الإسلام وتأريخ ذلك فى سنته وأوقاته ومبلغ خراجه وسهله وجبله وبره وبحره وهواءه فى شدة حره وبرده ومياهه وشربه» (٣٢).

هذا وقد وفى اليعقوبى بوعده فخرج الكتاب وفقا لمقاله ، إذ التزم فيه المؤلف بدقة الخطة التى وضعها فى تبويب مادته. غير أن العرض العام يخرج من حد التناسق بعض الشىء فقد أسهب المؤلف فى وصف بغداد وسامرا بحيث أخذ ذلك ربع الكتاب تقريبا. وبعد الفراغ من وصفهما يستمر فى قوله :

١٥٩

«وقد ذكرنا بغداد وسرّ من رأى وبدأنا بهما لأنهما مدينتا الملك. ودار الخلافة ووصفنا ابتداء أمر كل واحدة منهما فلنذكر الآن سائر البلدان والمسافات فيما بين كل بلد وبلد ومدينة ومدينة على قسم أربعة حسب ما تقسم عليه أقطار الأرض بين المشرق والمغرب ومهب الجنوب وهو القبلة وهو مطلع سهيل الذى يسميه الحسّاب التّيمن ومهب الشمال وهو كرسىّ بنات نعش الذى يسميه الحساب الجدى ونصف كل بلد إلى الربع الذى هو منه والذى يتصل به وبالله التوفيق» (٣٣).

وقد التزم المؤلف فى جميع كتابه هذا المنهج فى الوصف أى حسب الجهات الأصلية الأربعة ، فالقطاع الأول شمل الكلام على إيران وتركستان وأفغانستان مع فصول مفردة لحكام خراسان وسجستان ؛ والثانى يشمل غربى العراق وغربى وجنوبى الجزيرة العربية ؛ والثالث يشمل العراق الجنوبية والشرقية وشرقى الجزيرة العربية والهند والصين ؛ أما الرابع فبيزنطة ومصر والنوبة وشمال أفريقيا. والقسمان الثالث والرابع من الكتاب مفقودان فى المخطوطة ؛ وثمة عشر صفحات من المخطوطة عبثت بها يد البلى بصورة ضاعت معها خاتمة وصفه للبصرة ووصفه لبلاد العرب الشرقية وخوزستان وفارس والهند وجميع الشمال وبداية الغرب (٣٤).

ومن المستحيل إنكار النزعة التجديدية فى هذا التقسيم على أساس الولايات ؛ أما طرق المواصلات فقد نالت اهتماما كافيا بالرغم من أن المراحل لم تضبط بالدقة التى التزمها ابن خرداذبه. واهتمام اليعقوبى يتجه بالذات إلى الجانب الاحصائى الطوبوغرافى ، وهو يولى عناية كبرى للخراج ؛ ولكن كتابه يحفل أيضا بمسائل الاثنوغرافيا والصناعة والفنون. وقد اعترف عدد من الباحثين بأمانة اليعقوبى العلمية وتفرده بمعلومات وافية لا توجد فى المصادر الأخرى. ويمثل وصفه للخطط التاريخية لبغداد وسامرا أهمية منقطعة النظير ، كما يجب ملاحظة أنه ترك وصفا لأفريقيا قبل انفصالها مباشرة عن بقية أراضى الخلافة على يد الفاطميين وأنه أورد أخبارا قيمة عن الأندلس من بينها خبر إغارة النورمان عليها فى سنة ٨٤٤ حيث ترد فى صدد ذلك عبارته التى اشتهرت بالتالى وهى «الذين يقال لهم الروس» ، مما أدى إلى اشتهار اسم اليعقوبى فى الدوائر العلمية وظهور عدد من الأبحاث حول هذا. وأول من لفت الأنظار إلى ذلك فرين فى عام ١٨٣٨ (٣٥) اعتمادا على المخطوطة التى اكتشفها مخلينسكى قبل ذلك بقليل ؛ وقد جمع فرين بما عهد فيه من الدقة كل ما استطاع جمعه عن المؤلف وكتابه ؛ وفى نفس العام بين سنكوفسكى Senkovski لجمهرة القراء أهمية الاكتشاف الذى قام به فرين وذلك فى مقال له بعنوان «أصل الروس» O Proiskhojdenii Russov (٣٦). وبعد عشرة أعوام من هذا تمكن رينو استنادا على بحث فرين من تعريف الدوائر العلمية العريضة فى أوروبا بشخصية المؤلف وذلك فى مقدمته المشهورة فى الجغرافيا العربية (٣٧). وقد أصبح المتن فى متناول الأيدى بفضل الطبعات الجزئية والترجمة بقلم دى خويه (١٨٦٠) ويينبول llobnyuJ (١٨٥٦١) وتلى هذا أن ضمنه هركفى Harkavi فى عرضه العام (١٨٧٠) (٣٨)

١٦٠