إعلام الخلف - ج ٣

صادق العلائي

إعلام الخلف - ج ٣

المؤلف:

صادق العلائي


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الآفاق للدراسات الإسلامية
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٩
الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

وابن مسعود (١) ، وهي في القرآن هكذا ( مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّـهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا ) (٢) .

هاهو مرجع الصحابة في القرآن عبد الله بن مسعود ، وسيد القرّاء أُبيّ بن كعب ، وحبر الأُمة ابن عباس يقولون بجزئية هذا المقطع : (وأنا كتبتها عليك) من الآية وواظبوا على قراءته حتی اشتهر ذلك عنهم ، أقرآن هو أم لا ؟! نحيل الجواب إلی أهل السنة .

أخرج ابن أبي حاتم وابن عبد البر في التمهيد عن سفيان بن عيينة عن ابن شبرمة سمعته يقرأها ( عَسَى اللَّـهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا ) (٣) . قال سفيان : وهي في قراءة ابن مسعود هكذا (عسى الله أن يكف من بأس الذين كفروا) (٤) .

أخرج ابن جرير وابن المنذر عن أُبيّ بن كعب أنه كان يقرأ (فاقصروا من الصلاة إن يفتنكم الذين كفروا) ولا يقرأ ( إِنْ خِفْتُمْ ) وهي في مصحف عثمان ( إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ) (٥) ، وهي في القرآن هكذا ( وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن

___________

(١) الدر المنثور ٢ : ١٨٥ .

(٢) النساء : ٧٩ .

(٣) النساء : ٨٤ .

(٤) الدر المنثور ٢ : ١٨٧ .

(٥) الدر المنثور ٢ : ٢١٠ .

٤١
 &

يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا ) (١) .

أخرج أبو عبيد في فضائل القرآن وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف عن عائشة أنها كانت تقرأ (إن يدعون من دونه إلا أوثانا) . ولفظ ابن جرير كان في مصحف عائشة (إن يدعون من دونه إلا أوثانا) (٢) ، وهي في القرآن هكذا ( إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا ) (٣) .

قبل موتهم !

أخرج الطيالسي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله ( وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ) (٤) . قال هي في قراءة أُبيّ (قبل موتـهم) قال : ليس يهودي يموت أبدا حتی يؤمن بعيسى قيل لابن عباس : أرأيت إن خر من فوق بيت ! قال : يتكلم به في الهواء ! فقيل : أرأيت إن ضرب عنق أحدهم قال يتلجلج بها لسانه .

وأخرج ابن المنذر عن أبي هاشم وعروة قالا : في مصحف أُبيّ بن كعب (وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موتهم) (٥) .

___________

(١) النساء : ١٠١ .

(٢) الدر المنثور ٢ : ٢٢٣ .

(٣) النساء : ١١٧ .

(٤) النساء : ١٥٩ .

(٥) الدر المنثور ٢ : ٢٤١ .

٤٢
 &

أخرج ابن جرير عن أبي ميسرة أنه كان يقرأ (والمنطوحة) (١) ، وهي في القرآن هكذا ( وَالنَّطِيحَةُ ) (٢) .

أخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن إبراهيم النخعي أنه قال : في قراءتنا ـ وربما قال ـ في قراءة عبد الله (والسارقون والسارقات فاقطعوا أيمانهم) (٣) ، وهي في القرآن هكذا ( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا ) (٤) .

أخرج أبو الشيخ عن إبراهيم النخعي في قوله : (يحرفون الكلم عن مواضعه) قال : كان يقول بني إسرائيل : (يا بني أحباري) فحرفوا ذلك فجعلوه (يا بني أبكاري) فذلك قوله ( يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ ) (٥) . وكان إبراهيم يقرأها (يحرفون الكلم من مواضعه) (٦) .

أخرج أبو عبيد وابن جرير عن ابن مسعود أنه كان يقرأ (من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا) (٧) ، وهي في القرآن هكذا ( مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ) (٨) .

___________

(١) نفس المصدر : ٢٥٧ .

(٢) المائدة : ٣ .

(٣) الدر المنثور ٢ : ٢٨٠ .

(٤) المائدة : ٣٨ .

(٥) المائدة : ٤١ .

(٦) الدر المنثور ٢ : ٢٨٣ .

(٧) الدر المنثور ٢ : ٢٩٤ .

(٨) المائدة : ٥٧ .

٤٣
 &

أخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال : كنا نقرأ على عهد رسول الله صلی الله عليه [ وآله ] وسلم (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك أن عليا مولی المؤمنين وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) (١)

هذه القراءة تشهد بأن اختصاص علي بن أبي طالب عليه السلام بولاية المؤمنين كان أمرا متعارفا عليه بينهم حتی صارت قراءة يقرأون بها على عهد رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم بقرينة قوله (كنا نقرأ) ، وتدل أيضا على أن نزول هذه الآية كان لتثبيت ولاية أمير المؤمنين عليه السلام على جميع الصحابة ، كما جاءت الأخبار أن الرسول صلی الله عليه وآله وسلم قام في غدير خم رافعا عضد علي عليه السلام معلنا برفيع صوته (من كنت مولاه فهذا علي مولاه) .

وهذه الرواية أشكل من روايات الكافي ، وذلك لأن روايات الكافي لم تصرّح بأن الإمام عليه السلام كان يقرأ الزيادة كقرآن ، بخلاف هذه التي فيها أن ابن مسعود كان يقرأ الآية بهذا الشكل ، وما أنزل الله قرآنا خاليا من التنزيل هو ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) (٢) والتنزيل هو ما كان يقرأ به ابن مسعود وغيره من الصحابه بإضافة مقطع (أن عليا مولى المؤمنين) .

___________

(١) الدر المنثور ٢ : ٢٩٨ .

(٢) المائدة : ٦٧ .

٤٤
 &

وأخرج أبو عبيد في فضائله ، وابن أبي شيبة في مسنده ، وعبد بن حميد والبخاري في تاريخه ، والحارث بن أبي أسامة في مسنده ، والحكيم الترمذي في نوادر الأُصول ، والبزار وابن الأنباري في المصاحف ، وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه ، عن سلمان أنه سئل عن قوله ( ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا ) (١) . قال : الرهبان الذين في الصوامع ، نزلت على رسول الله صلی الله عليه [ وآله ] وسلم (ذلك بأن منهم صديقين ورهبانا) .

ولفظ البزار : دع القسيسين ! أقرأني رسول الله صلی الله عليه [ وآله ] وسلم (ذلك بأن منهم صديقين) ، ولفظ الحكيم الترمذي قرأت على النبي صلی الله عليه [ وآله ] وسلم ( ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ ) (٢) . فأقرأني (ذلك بأن منهم صديقين) (٣) .

ثلاثة أيام متتابعات !

أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي داود في المصاحف ، وابن المنذر والحاكم وصححه ، والبيهقي عن أُبيّ بن كعب أنه كان يقرأها (فصيام ثلاث أيام متتابعات) .

وأخرج مالك والبيهقي عن حميد بن قيس المكي قال : كنت أطوف مع مجاهد ، فجاءه إنسان يسأله عن صيام الكفارة : أيتابع ؟ قال حميد : فقلت : لا .

___________

(١) المائدة : ٨٢ .

(٢) المائدة : ٨٢ .

(٣) الدر المنثور ٢ : ٣٠٤ .

٤٥
 &

فضرب مجاهد في صدري ثم قال : إنها في قراءة أبي بن كعب (متتابعات) .

وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري وأبو الشيخ والبيهقي من طرق عن ابن مسعود أنه كان يقرأها (فصيام ثلاثة أيام متتابعات) ، قال سفيان : ونظرت في مصحف ربيع بن خيثم فرأيت فيه (فمن لم يجد من ذلك شيئا فصيام ثلاثة أيام متتابعات) .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود أنه كان يقرأ كل شيء في القرآن (متتابعات) .

وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن ابن عباس أنه كان يقرأها (فصيام ثلاثة أيام متتابعات) (١) ، وهي في القرآن هكذا ( فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ ) (٢) .

أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق قتادة عن أنس في قول الله تعالی : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ) (٣) . أن الناس سألوا ـ إلی قوله ـ : قال قتادة : وفي قراءة أُبيّ بن كعب (قد سألها قوم بينت لهم فأصبحوا بها كافرين) (٤) ، وهي في القرآن هكذا ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ

___________

(١) الدر المثور ٢ : ٣١٤ .

(٢) المائدة : ٨٩ .

(٣) المائدة : ١٠١ .

(٤) الدر المنثور ٢ : ٣٣٤ .

٤٦
 &

وَإِن تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّـهُ عَنْهَا وَاللَّـهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ * قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ ) (١) .

أخرج أبو عبيد في فضائله عن أبي الزاهرية أن عثمان رضي الله عنه كتبت في آخر المائده (لله ملك السموات والأرض والله سمع بصير) (٢) ولا أدري كيف خالف عثمان ما تواتر بين المسلمين وخالف ما جمعه الصحابة في زمنه فغيره وبدله من تلقاء نفسه ؟! ، وهي في القرآن هكذا ( لِلَّـهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) (٣) .

أخرج ابن أبي حاتم من طريق بشر بن السري عن هارون النحوي قال : في قراءة أُبيّ (من يصرفه الله) (٤) ، وهي في القرآن هكذا ( مَّن يُصْرَفْ عَنْهُ ) (٥) .

أخرج أبو عبيد وابن جرير عن هارون قال : في حرف ابن مسعود (يا ليتنا نرد فلا نكذب) بالفاء (٦) ، وهي في القرآن هكذا ( يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ ) (٧) .

___________

(١) المائدة : ١٠١ ـ ١٠٢ .

(٢) الدر المنثور ٢ : ٣٥٠ .

(٣) المائدة : ١٢٠ .

(٤) الدر المنثور ٣ : ٧ .

(٥) الأنعام : ١٦ .

(٦) الدر المثور ٢ : ٩ .

(٧) الأنعام : ٢٧ .

٤٧
 &

يقضي بالحق !

أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير قال : في قراءة عبد الله (يقضي الحق وهو أسرع الفاصلين) .

وأخرج ابن أبي حاتم عن الأصمعي ، قال : قرأ أبو عمر (ويقضي الحق) وقال : لا يكون الفصل إلا بعد القضاء .

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق حسن بن صالح بن حي عن مغيرة عن إبراهم النخعي أنه قرأ (يقضي الحق وهو خير الفاصلين) قال : ابن حي لا يكون الفصل إلا مع القضاء (١) .

وهذا اجتهاد صريح في مقابل النص القرآني ، ولو كان هناك مجال للاحتجاج بالسنة النبوية في القراءات لقدّمت استدلالا على صحة قراءة الآية بتغيير لفظها من ( يَقُصُّ ) إلی (يقضي) ، بمعنی أن عدول المغيرين لنص القرآن عن الاحتجاج بسنة الرسول صلی الله عليه وآله وسلم وركونهم إلی اجتهاداتم ورأيهم الشخصي كهذا المورد دليلٌ على بطلان ادعاء التوقيف في القراءات الشاذة ، وعلى أي حال فالآية في القرآن هكذا ( إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّـهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ ) (٢) .

أخرج ابن الأنباري في المصاحف عن أبي إسحاق قال : في قراءة عبد الله (كالذي استهواه الشيطان) (٣) وهي في القرآن هكذا ( الَّذِي اسْتَهْوَتْهُ

___________

(١) الدر المنثور ٢ : ١٤ .

(٢) الأنعام : ٥٧ .

(٣) الدر المنثور ٢ : ٢٢ .

٤٨
 &

الشَّيَاطِينُ ) (١) .

حرث حرج !

أخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس أنه كان يقرأها (حرث حرج) .

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن ابن الزبير أنه قرأ (أنعام وحرث حرج) (٢) .

وأخرج أبو عبيد وابن الأنباري في المصاحف عن هارون قال : في قراءة عبد الله (هذه أنعام وحرث حرج) (٣) ، وهي في القرآن هكذا ( وَقَالُوا هَـٰذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَّا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَن نَّشَاءُ بِزَعْمِهِمْ ) (٤) .

الذين أحسنوا !

أخرج ابن الأنباري في المصاحف عن هارون قال : قراءة الحسن البصري (تماما على المحسنين) .

وأخرج ابن الأنباري عن هارون قال : في قراءة عبد الله (تماما على الذين أحسنوا) (٥) ، وهي في القرآن هكذا ( ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا

___________

(١) الأنعام : ٧١ .

(٢) هذه الموارد التي فيها لفظ (قرأ) أوردناها كشواهد .

(٣) الدر المنثور ٢ : ٤٨ .

(٤) الأنعام : ١٣٨ .

(٥) الدر المنثور ٢ : ٥٨ .

٤٩
 &

عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ شَيْءٍ ) (١) .

أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس أنه كان يقرأ هذه الآية (ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا تكونا ملكين فإن أخطأكما أن تكونا ملكين لم يخطكما أن تكونا خالدين فلا تموتان فيها أبدا وقاسمهما) قال : حلف لهما (إني لكما لمن الناصحين) (٢) .

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الربيع أنس قال : في بعض القراءة (وقاسمهما بالله إني لكما لمن الناصحين) (٣) ، وهي في القرآن هكذا ( فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ) (٤) .

أخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف وأبو الشيخ عن مجاهد ، قال : في قراءة ابن مسعود (حتی يلج الجمل الأصفر في سم الخياط) (٥) ، وهي في القرآن هكذا ( يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ) (٦) .

___________

(١) الأنعام : ١٥٤ .

(٢) الدر المنثور ٢ : ٧٤ .

(٣) الدر المنثور ٢ : ٧٥ .

(٤) الأعراف : ٢٠ ـ ٢١ .

(٥) الدر المنثور ٢ : ٨٤ .

(٦) الأعراف : ٤٠ .

٥٠
 &

أخرج عبد بن حميد عن عمرو بن دينار قال : كان ابن عباس يقرأ (كأنك حفي بها) (١) ، وهي في القرآن هكذا ( يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ) (٢)

يسألونك الأنفال !

أخرج ابن جرير عن الضحاك قال : هي في قراءة ابن مسعود (يسألونك الأنفال) .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الأعمش قال : كان أصحاب عبد الله يقرأونها (يسألونك الأنفال) ، وهي في القرآن هكذا ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنفَالِ ) (٣) ولا مانع أن يقرأ بلفظ القراءة الشاذة بقراءة الجمهور ، كما جاء في الأثر أن ابن مسعود قرأ بلفظ الآية الصحيح ، وهو ما أخرجه ابن مردويه من طريق شقيق : عن ابن مسعود أنه قرأ ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنفَالِ ) (٤) .

وبهذا يتضح ما قررنا سابقا من أن لفظة (قرأ) لا تدل على أن المقروء كان قراءة خاصة بالقارئ ، ولكن لفظ (كانت قراءته) أو (كان يقرأ بكذا) يدل على أن القارئ يعتبر هذا المقروء قرآنا كغيره .

أخرج عبد الرزاق في المصنف ، وعبد بن حميد وابن مردويه عن ابن عباس قال : لما كان يوم بدر ... إلی أن قال : فنزل القرآن ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ

___________

(١) الدر المنثور ٢ : ١٥١ .

(٢) الأعراف : ١٨٧ .

(٣) الأنفال : ١ .

(٤) الدر المنثور ٢ : ١٦١ ، وكذا روايتا الضحاك والأعمش .

٥١
 &

الْأَنفَالِ ) وكان أصحاب عبد الله يقرأونها (يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم فيما تشاجرتم به) الخ (١) .

أقول : ذهب بعض المحققين إلى أن هذه الزيادات تفسيرية وهذا مجانب للصحة ؛ لأنه من غير المعقول أن تشتهر قراءة عن جماعة معينة كلهم اتفقوا على لفظ واحد في تفسيرها ! ، ناهيك عن أن كلمة (يقرأونها) لا تفيد معنى التفسير ، وعلى أي حال فالمورد والموردان أمرٌ هين .

أخرج أبو عبيد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقرأ (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وإن تنتهوا فهو خير لكم وان تعودوا نعد ولن تغني عنهم فئتهم من الله شيئا) (٢) ، وهي في القرآن هكذا ( إِن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِن تَنتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَعُودُوا نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّـهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ) (٣) .

أخرج ابن أبي حاتم عن سفيان في قوله : ( إِلَّا أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ ) قال : إلا أن يتوبوا ، وكان أصحاب عبد الله يقرأونها (ريبة في قلوبهم ولو تقطعت قلوبهم) (٤) ، وهي في القرآن هكذا : ( إِلَّا أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) (٥) .

___________

(١) الدر المنثور ٢ : ١٦٠ .

(٢) الدر المنثور ٢ : ١٧٥ .

(٣) الأنفال : ١٩ .

(٤) الدر المنثور ٢ : ٢٨٠ .

(٥) التوبة : ١١٠ .

٥٢
 &

أخرج أبو الشيخ عن الربيع قال : في قراءة عبد الله رضي الله عنه (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بالجنة) (١) ، وهي في القرآن هكذا : ( إِنَّ اللَّـهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ) (٢) .

أخرج أبو الشيخ عن الضحاك قال : في قراءة عبد الله : (أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين وما يتذكرون) (٣) ، وهي في القرآن هكذا ( أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ ) (٤) .

أخرج سعيد بن منصور وابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقرأ (قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أنذرتكم به) (٥) ، وهي في القرآن هكذا ( قُل لَّوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُم بِهِ ) (٦) .

أخرج أبو الشيخ عن الضحاك في قوله ( وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا ) (٧) : في قراءة ابن مسعود قال (كانوا على هدى) (٨) .

___________

(١) الدر المنثور ٢ : ٢٨١ .

(٢) التوبة : ١١١ .

(٣) الدر المنثور ٢ : ٢٩٣ .

(٤) التوبة : ١٢٦ .

(٥) الدر المنثور ٢ : ٣٠٢ .

(٦) يونس : ١٦ .

(٧) يونس : ١٩ .

(٨) الدر المنثور ٢ : ٣٠٢ .

٥٣
 &

أخرج ابن جرير عن أبي بن كعب وابن عباس ومروان بن الحكم أنهم كانوا يقرأون (وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها وما كان الله ليهلكهم إلا بذنوب أهلها) (١) ، وهي في القرآن هكذا ( حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا ) (٢) .

أخرج ابن جرير وابن المنذر عن أبي سلمة بن عبد الرحمان قال : في قراءة أُبيّ (كأن لم تغن بالأمس وما أهلكناها إلا بذنوب أهلها كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون) (٣) ، وهي في القرآن هكذا ( كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) (٤) .

فهلا !

أخرج عبد الرزاق وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه ، قال : بلغني أن في حرف ابن مسعود رضي الله عنه (فهلا كانت قرية آمنت) ، وهي في القرآن هكذا ( فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ ) (٥) . وهناك رواية عن أحد الصحابة تثبت التحريف لعدة آيات في القرآن بإسقاط حرف الفاء منها :

___________

(١) نفس المصدر : ٣٠٤ .

(٢) يونس : ٢٤ .

(٣) الدر المنثور ٢ : ٣٠٤ .

(٤) يونس : ٢٤ .

(٥) يونس : ٩٨ .

٥٤
 &

أخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك رضي الله عنه قال : كل ما في القرآن ( فَلَوْلَا ) فهو (فهلا) إلا في حرفين في يونس (فلولا كانت قرية آمنت) والآخر (فلولا كان من القرون من قبلكم) (١) ، وعلى هذا تكون الآيات التي فيها ( فَلَوْلَا ) في القرآن محرفة في نظر الصحابي أبي مالك الأشعري ، وهو كعب بن عاصم (٢) ، وهذه الآيات هي :

( ثُمَّ تَوَلَّيْتُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ ) (٣) .

( فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَـٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ ) (٤) .

( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ ) (٥) .

( فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ) (٦) .

( فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ ) (٧) .

___________

(١) الدر المنثور ٢ : ٣١٧ .

(٢) على خلاف في ضبط الاسم ، راجع كتاب أسماء من يعرف بكنيته للحافظ أبي الفتح الأزدي الموصلي : ٦٠ ، رقم ١٢٩ ، والإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني ٢ : ١٩٥ ت ٢٠٤٣ .

(٣) البقرة : ٦٤ .

(٤) الأنعام : ٤٣ .

(٥) التوبة : ١٢٢ .

(٦) الصافات : ١٤٣ .

(٧) الزخرف : ٥٣ .

٥٥
 &

( فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ قُرْبَانًا آلِهَةً ) (١) .

( نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ ) (٢) .

( وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَىٰ فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ ) (٣) .

( لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ) (٤) .

( فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ) (٥) .

( فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ) (٦) ، وكل هذه الموارد يلزم تبديل ( فَلَوْلَا ) بلفظ (فهلا) لأنها الآن محرفة ومبدلة !

أخرج ابن المنذر عن هارون رضي الله عنه قال : في حرف أبي بن كعب (ما أتيتم به سحر) ، وفي حرف ابن مسعود رضي الله عنه (ما جئتم به سحر) (٧) ، وهي في القرآن هكذا : ( مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ ) (٨) .

___________

(١) الأحقاف : ٢٨ .

(٢) الواقعة : ٥٧ .

(٣) الواقعة : ٦٢ .

(٤) الواقعة : ٧٠ .

(٥) الواقعة : ٨٣ .

(٦) الواقعة : ٨٦ .

(٧) الدر المنثور ، ٢ : ٣٢٦ .

(٨) يونس : ٨١ .

٥٦
 &

من شطر أنفسنا !

أخرج سعد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقرأ (أنلزمكموها من شطر أنفسنا وأنتم لها كارهون) .

وأخرج ابن جرير عن أبي العالية رضي الله عنه قال : في قراءة أبي رضي الله عنه أنه قرأ (أنلزمكموها من شطر أنفسنا وأنتم لها كارهون) (١) ، وهي في القرآن هكذا ( أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ ) (٢) .

وهو جالس !

أخرج ابن جرير عن السدي قال : لما بعث الله الملائكة عليهم السلام لتهلك قوم لوط ... إلى أن قال : وقامت سارة رضي الله عنها تخدمهم ، فذلك حين يقول : (وامرأته قائمة وهو جالس) في قراءة ابن مسعود .

وأخرج ابن المنذر عن المغيرة رضي الله عنه قال : في مصحف ابن مسعود (وامرأته قائمة وهو جالس) (٣) ، وهي في القرآن هكذا ( وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا ) (٤) .

أخرج أبو عبيد وابن جرير عن هارون رضي الله عنه قال : في حرف ابن

___________

(١) الدر المنثور ٢ : ٣٢٦ .

(٢) هود : ٢٨ .

(٣) الدر المنثور ٢ : ٣٤٠ .

(٤) هود : ٧١ .

٥٧
 &

مسعود رضي الله عنه (فاسر بأهلك بقطع من الليل إلا امرأتك) (١) ، وهي في القرآن هكذا ( فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ ) (٢) .

أخرج بن أبي داود عن سفيان رضي الله عنه قال : في قراءة عبد الله (كذلك أخذ ربك) بغير واو (٣) ، وهي في القرآن هكذا ( وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ ) (٤) .

أخرج أبو الشيخ عن مقاتل بن حيان رضي الله عنه أنه كان يقرأها (أرسله معنا غدا نلهو ونلعب) (٥) ، وهي في القرآن هكذا ( أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) (٦) .

أخرج ابن أبي حاتم عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة رضي الله عنه قال : في قراءة عبد الله (ووجدا سيدها) (٧) ، وهي في القرآن هكذا ( وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ ) (٨) .

___________

(١) الدر المنثور ٢ : ٣٤٥ .

(٢) هود : ٨١ .

(٣) الدر المنثور ٢ : ٣٤٩ .

(٤) هود : ١٠٢ .

(٥) الدر المنثور ٤ : ٩ .

(٦) يوسف : ١٢ .

(٧) الدر المنثور ٤ : ١٤ .

(٨) يوسف : ٢٥ .

٥٨
 &

وأخرج البخاري في تاريخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري وأبو الشيخ وابن مردوية من طرق عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قرأ (إني أراني أعصر عنبا) وقال : والله لقد أخذتها من رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم هكذا (١) ، وهي في القرآن هكذا ( إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا ) (٢) .

أقول : مع مراعاة ما ورد في صحاح أهل السنة من أن ابن مسعود قد شهد العرضة الأخيرة فعلم ـ بزعمهم ـ ما نسخ وما بُدّل ، تُرى كيف يُطمأن لما كُتب في مصاحفنا مع قوله : إنه أخذها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟! ، ألا يحتمل أن هذا مما علم ابن مسعود بنسخه وتبديله في العرضة الأخيرة التي تفرد بها من دون الصحابة ؟!

أنا آتيكم !

أخرج أبو عبيد وابن المنذر عن هارون رضي الله عنه قال : في قراءة أُبيّ بن كعب (أنا آتيكم بتأويله) .

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ رضي الله عنه أنه ـ أُبيّ بن كعب ـ كان يقرأ (أنا آتيكم بتأويله) فقيل له : ( أَنَا أُنَبِّئُكُم ) ! قال : أهو كان ينبئهم !؟ (٣) .

أقول : وكأن القراءة أمر مزاجي ورأي يرتئيه القارئ ، وهذا كما ترى

___________

(١) الدر المنثور ٤ : ١٩ .

(٢) يوسف : ٣٦ .

(٣) الدر المنثور ٤ : ٢٢ .

٥٩
 &

تحريف للقرآن ، وهي في القرآن هكذا ( أَنَا أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ ) (١) .

أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ( فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ ) قال : في بعض القراءة الأولى (هو أبقى له لا يؤكل) (٢) ، المقصود أن بعضا كان يقرأ بإقحام هذه الجملة (هو أبقى له لا يؤكل) ، وفي الآية الكريمة ( فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ ) (٣) .

ففقد ، صاع ، أصياع !

أخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه أنه كان يقرأ (ففقد صواع الملك) .

وأخرج سعيد بن منصور وابن الأنباري عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يقرأ (صاع الملك) .

وأخرج عن سعيد بن جبير رضي الله عنه أنه كان يقرأ (أصياع الملك) (٤) ، وهي في القرآن هكذا ( قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ ) (٥) .

أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الحسن في الآية قال : ليس عالم إلا فوقه عالم حتى ينتهي العلم إلى الله ، منه بدأ واليه يعود ، وفي قراءة

___________

(١) يوسف : ٤٥ .

(٢) الدر المنثور ٤ : ٢٢ .

(٣) يوسف : ٤٧ .

(٤) الدر المنثور ٢ : ٢٧ .

(٥) يوسف : ٧٢ .

٦٠