صادق العلائي
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الآفاق للدراسات الإسلامية
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٩
بلى ، قال : فكتبتم عنه ؟ قلت : لا ، قال : فاتكم ثلثا العلم .
عن أيوب قال : قدم علينا عكرمة ، فاجتمع الناس عليه حتى صعد فوق ظهر بيت .
عن أيوب قال : كنت أريد أن أرحل إلى عكرمة ، إلى أفق من الآفاق فإني لفي سوق البصرة ، إذا رجل على حمار ، فقيل لي : عكرمة ، فاجتمع الناس إليه ، فقمت إليه ، فما قدرت على شئ أسأله ، ذهبت مني المسائل ، فقمت إلى جنب حماره ، فجعل الناس يسألونه وأنا أحفظ .
عن يحيى بن معين قال : إذا رأيت إنسانا يقع في عكرمة ، وفي حماد بن سلمة ، فاتهمه على الإسلام وقال يعقوب بن شيبة : سمعت عليا يقول : لم يكن في موالي ابن عباس أغزر من عكرمة .
الذهبي : كان عكرمة من أهل العلم
تذكرة الحفاظ للذهبي ١ : ٩٥ ، ح ٨٧ : لا ريب أن هذا الإمام من بحور العلم .
قال قرة بن خالد : كان الحسن ـ البصري ـ إذا قدم عكرمة البصرة أمسك عن التفسير والفتيا ما دام عكرمة بالبصرة
الجرح والتعديل ٧ : ٧ ت ٣٢ (أخبرنا عبد الرحمان قال : قيل لأبي ـ ابن حنبل ـ : فموالي ابن عباس ، فقال : كريب وسميع وشعبة وعكرمة ، وعكرمة أعلاهم .
حدثنا عبد الرحمان قال : وسئل أبي عن عكرمة وسعيد بن جبير ، أيهما اعلم بالتفسير ؟ فقال : أصحاب ابن عباس عيال على عكرمة) .
ملحق رقم (١١)
تهذيب الكمال ٢ : ٢٣٣ ت ٢٦٥ : إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود بن عمرو بن ربيعة بن ذهل بن ربيعة بن ذهل بن سعد بن مالك بن النخع النخعي أبو عمران الكوفي . فقيه أهل الثقة .
قال العجلي : لم يحدث عن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ، وقد أدرك منهم جماعة ورأى عائشة رؤيا ، وكان مفتي أهل الكوفة هو والشعبي في زمانهما ، وكان رجلا صالحا ، فقيها ، متوقيا ، قليل التكلف ، ومات وهو مختف من الحجاج .
وقال أبو أسامة عن الأعمش : كان إبراهيم صيرفي الحديث .
عن إسماعيل بن أبي خالد : كان الشعبي وإبراهيم وأبو الضحى يجتمعون في المسجد يتذاكرون الحديث ، فإذا جاءهم شيء ليس عندهم فيه رواية رموا إبراهيم بأبصارهم ، وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين : مراسيل إبراهيم أحب إلي من مراسيل الشعبي .
وقال أبو بكر بن شعيب بن الحبحاب عن أبيه : كنت فيمن دفن إبراهيم النخعي ليلا سابع سبعة أو تاسع تسعة ، فقال الشعبي : أدفنتم صاحبكم ؟ قلت : نعم . قال : أما إنه ما ترك أحدا أعلم منه أو أفقه منه . قلت : ولا الحسن ولا ابن سيرين ؟! قال : ولا الحسن ولا ابن سيرين ، ولا من أهل البصرة ولا من أهل الكوفة ولا من أهل الحجاز وفي رواية ولا بالشام .
أقول : كما ترى كل
تراجمهم متناقضة ، فهذا أعلم من فلان وبعد حين
فلان أعلم من هذا ؟!
تذكرة الحفاظ ١ : ٧٣ ت ٧٠ : فقيه العراق ، أبو عمران إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود الكوفي الفقيه ، روى عن علقمة ومسروق والأسود وطائفة ، ودخل على أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها وهو صبي ، أخذ عنه حماد بن أبي سليمان الفقيه ، وسماك بن حرب ، والحكم بن عتيبة ، وابن عون والأعمش ومنصور وخلق ، وكان من العلماء ذوي الإخلاص ،
قال مغيرة : كنا نهاب إبراهيم كما يهاب الأمير .
وقال الأعمش : ربما رأيت إبراهيم يصلي ثم يأتينا فيبقى ساعة كأنه مريض . وقال : كان إبراهيم صيرفيا في الحديث وكان يتوقى الشهرة ولا يجلس إلى الاسطوانة ،
وقال الشعبي لما بلغه موت إبراهيم : ما خلف بعده مثله .
وقال ابن عون : كان إبراهيم يأتي الأمراء ويسألهم الجوائز (!!) .
وقال الحسن بن عمرو الفقيمي : كان إبراهيم يشتري الوز ويسمّنه ويهديه إلى الأمراء (!) .
روى أبو حنيفة عن حماد قال : بشرت إبراهيم بموت الحجاج ، فسجد وبكى من الفرح .
وقال عبد الله بن أبي سليمان : سمعت سعيد بن جبير يقول : تستفتوني وفيكم إبراهيم النخعي !
وقالت هنيدة زوجة إبراهيم : إنه كان يصوم يوما ويفطر يوما ، وجاء من وجوه عن إبراهيم أنه كان لا يتكلم في العلم ألا أن يسأل .
وروى ابن عون عن إبراهيم قال : كانوا يكرهون إذا اجتمعوا أن يخرج الرجل أحسن ما عنده .
الجرح والتعديل ٢ : ١٤٤ ت ٤٧٣ : عن عاصم قال : كان الرجل يأتي أبا وائل يستفتيه فيقول : اذهب إلى إبراهيم فسله ثم أخبرني بما قال لك .
عن الأعمش قال : ما سألت إبراهيم عن شيء قط إلا وجدت عنده منه أصلا .
قال علي بن المديني : كان إبراهيم عندي من أعلم الناس بأصحاب عبد الله وأبطنهم به .
حدثنا عبد الرحمان سمعت أبا زرعة يقول : إبراهيم النخعي علم من أعلام أهل الإسلام ، وفقيه من فقهائهم .
سير أعلام النبلاء ٤ : ٥٢٠ ت ٢١٣ : إبراهيم النخعي ، الإمام ، الحافظ فقيه العراق . أحد الأعلام . وكان بصيرا بعلم ابن مسعود ، واسع الرواية ، فقيه النفس ، كبير الشأن ، كثير المحاسن ، رحمه الله تعالى . وكان مفتي أهل الكوفة هو والشعبي في زمانهما ، وكان رجلا صالحا ، فقيها ، متوقيا ، قليل التكلف ، وهو مختف من الحجاج .
قال ابن عون : وصفت إبراهيم لابن سيرين ، قال : لعله ذاك الفتى الأعور الذي كان يجالسنا عند علقمة ، كان في القوم وكأنه ليس فيهم .
عن إبراهيم قال : ما كتبت شيئا قط .
وقال طلحة بن مصرف : ما بالكوفة أعجب إلي من إبراهيم وخيثمة .
قال فضيل الفقيمي : قال
لي إبراهيم : ما كتب إنسان كتابا إلا اتكل
عليه .
وقال مغيرة : كره إبراهيم أن يستند إلى سارية .
حدثنا مغيرة قال : قيل لإبراهيم : قتل الحجاج سعيد بن جبير ، قال : يرحمه الله ، ما ترك بعده خلف ، قال : فسمع بذلك الشعبي فقال : هو بالأمس يعيبه بخروجه على الحجاج ، ويقول اليوم هذا ! فلما مات إبراهيم ، قال الشعبي : ما ترك بعده خلف .
عن عاصم قال : تبعت الشعبي ، فمررنا بإبراهيم ، فقام له إبراهيم عن مجلسه ، فقال له الشعبي : أما إني أفقه منك حيا ، وأنت أفقه مني ميتا ، وذاك أن لك أصحابا يلزمونك ، فيحيون علمك .
حدثني ميمون أبو حمزة الأعور ، قال : قال لي إبراهيم : تكلمت ، ولو وجدت بدا لم أتكلم ، وإن زمانا أكون فيه فقيها لزمان سوء .
قال أبو حمزة الثمالي : كنت عند إبراهيم النخعي ، فجاء رجل فقال : يا أبا عمران ، إن الحسن البصري يقول : إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار . فقال رجل : هذا من قاتل على الدنيا ، فأما قتال من بغى فلا بأس به . فقال إبراهيم : هكذا قال أصحابنا عن ابن مسعود ، فقالوا له : أين كنت يوم الزاوية ؟ قال : في بيتي ، قالوا : فأين كنت يوم الجماجم ؟ قال : في بيتي ، قالوا : فإن علقمة شهد صفين مع علي ، فقال : بخ بخ ، من لنا مثل علي بن أبي طالب ورجاله .
وقيل : إن إبراهيم
لما احتضر ، جزع جزعا شديدا ، فقيل له في ذلك فقال : وأي خطر أعظم مما أنا فيه ، أتوقع رسولا يرد علي من ربي إما بالجنة
وإما بالنار ، والله لوددت أنها تلجلج في حلقي إلى يوم القيامة .
روى ابن عيينة ، عن الأعمش ، قال : جهدنا أن نجلس إبراهيم النخعي إلى سارية ، وأردناه على ذلك ، فأبى ، وكان يأتي المسجد وعليه قباء وريط معصفرة . قال : وكان يجلس مع الشرط (صاحب إوز الأمير !) .
قال أحمد بن حنبل : كان إبراهيم ذكيا ، حافظا ، صاحب سنة .
ملحق رقم (١٢)
سير أعلام النبلاء ٥ : ٧١ ت ٢٨ : الإمام ، الحجة ، عالم الجزيرة ومفتيها أبو أيوب الجزري الرقي ، أعتقته امرأة من بني نصر بن معاوية بالكوفة فنشأ بها .
قيل إن مولده عام موت علي رضي الله عنه سنة أربعين ، وثقه جماعة وقال أحمد بن حنبل : هو أوثق من عكرمة .
وروى سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى قال : هؤلاء الأربعة علماء الناس في زمن هشام بن عبد الملك : مكحول والحسن والزهري وميمون بن مهران .
وروى إسماعيل بن عبيد الله عن ميمون بن مهران قال : كنت أفضل عليا على عثمان ، فقال لي عمر بن عبد العزيز : أيهما أحب إليك ، رجل أسرع في الدماء أو رجل أسرع في المال ؟ فرجعت وقلت : لا أعود . وقال : كنت عند عمر بن عبد العزيز ، فلما قمت قال : إذا ذهب هذا وضرباؤه صار الناس بعده رجراجة .
قال أبو المليح : ما رأيت رجلا أفضل من ميمون بن مهران .
روى عمرو بن ميمون بن مهران قال : إني وددت أن إصبعي قطعت من هاهنا ، وإني لم ألِ لعمر بن عبد العزيز ولا لغيره .
أبو المليح الرقي عن
حبيب بن أبي مرزوق قال ميمون : وددت أن إحدى عيني ذهبت وأني لم ألِ عملا قط لا خير في العمل لعمر بن عبد
العزيز ولا لغيره . قلت : كان ولي خراج الجزيرة وقضاءها وكان من العابدين .
روى أبو المليح الرقي عن ميمون بن مهران قال : لا تجالسوا أهل القدر ولا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ولا تعلموا النجوم .
بقية بن الوليد أخبرنا عبد الملك بن أبي النعمان الجزري عن ميمون ابن مهران قال : خاصمه رجل في الإرجاء ، فبينما هما على ذلك إذ سمعا امرأة تغني ، فقال ميمون : أين إيمان هذه من إيمان مريم بنت عمران ؟! فانصرف الرجل ولم يرد عليه .
أبو المليح عن فرات بن السائب قال : كنت في مسجد ملطية فتذاكرنا هذه الأهواء فانصرفت فنمت ، فسمعت هاتفا يهتف الطريق مع ميمون بن مهران .
عن عبد الملك بن زائدة قال : ضرب على أهل الرقة بعث ، فجهز فيه ميمون بن مهران بنبال ، فقال مسلمة : لقد أصبح أبو أيوب في طاعتنا شمريا .
حدثنا هارون البربري قال : كتب ميمون بن مهران إلى عمر بن عبد العزيز إني شيخ كبير رقيق كلفتني أن أقضي بين الناس . وكان على الخراج والقضاء بالجزيرة فكتب إليه : إني لم أكلفك ما يعنيك ، اجب الطيب من الخراج واقض بما استبان لك ، فإذا لبس عليك شيء فارفعه إلي ، فإن الناس لو كان إذا كبر عليهم أمر تركوه لم يقم دين ولا دنيا .
جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران قال : لا يكون الرجل تقيا حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه وحتى يعلم من أين ملبسه ومطعمه ومشربه .
عن الحسن بن حبيب قال : رأيت على ميمون جبة صوف تحت ثيابه فقلت له : ما هذا ؟ قال : نعم ، فلا تخبر به أحدا .
وقال جامع بن أبي راشد : سمعت ميمون بن مهران يقول : ثلاثة تؤدَّى إلى البَرِّ والفاجِرِ : الأمانة والعهد وصلة الرحم .
قال أبو المليح : جاء رجل إلى ميمون بن مهران يخطب بنته فقال : لا أرضاها لك . قال : ولم ؟! قال : لأنها تحب الحلي والحلل . قال : فعندي من هذا ما تريد ! قال : الآن لا أرضاك لها .
قال الإمام أبو الحسن الميموني : قال لي أحمد بن حنبل : إني لأشبه ورع جدك بورع ابن سيرين .
قال أبو المليح قال رجل لميمون : يا أبا أيوب ما يزال الناس بخير ما أبقاك الله لهم . قال : أقبل على شأنك ما يزال الناس بخير ما اتقوا ربهم .
ابن علية : حدثنا يونس بن عبيد قال : كتبت إلى ميمون بن مهران بعد طاعون كان ببلادهم أسأله عن أهله ، فكتب إلي : بلغني كتابك وإنه مات من أهلي وخاصتي سبعة عشر إنسانا ، وإني أكره البلاء إذا أقبل ، فإذا أدبر لم يسرني أنه لم يكن .
روى أبو المليح عن ميمون : من أساء سراً فليتب سراً ومن أساء علانية فليتب علانية ، فإن الناس يعيرون ولا يغفرون ، والله يغفر ولا يعير .
خالد بن حيان الرقي عن جعفر بن برقان : قال لي ميمون بن مهران : يا جعفر ! قل لي في وجهي ما أكره ، فإن الرجل لا ينصح أخاه حتى يقول له في وجهه ما يكره .
عن أبي المليح قال : قال ميمون : إذا أتى رجل باب سلطان فاحتجب عنه فليأت بيوت الرحمان ، فإنها مفتحة فليصل ركعتين وليسأل حاجته .
وقال ميمون : قال محمد بن مروان بن الحكم : ما يمنعك أن تكتب في الديوان ، فيكون لك سهم في الإسلام ؟ قلت : إني لأرجو أن يكون لي سهام في الإسلام . قال : من أين ولست في الديوان ؟ فقلت : شهادة أن لا إله إلا الله سهم ، والصلاة سهم ، والزكاة سهم ، وصيام رمضان سهم ، والحج سهم . قال : ما كنت أظن أن لأحد في الإسلام سهما إلا من كان في الديوان ! قلت : هذا ابن عمك حكيم بن حزام لم يأخذ ديوانا قط ، وذلك أنه سأل رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم مسألة ، فقال : استعف يا حكيم خير لك . قال : ومنك يا رسول الله ؟ قال : ومني . قال : لا جرم لا أسألك ولا غيرك شيئا أبدا ، ولكن ادع الله لي أن يبارك لي في صفقتي يعني التجارة ، فدعا له . قال فرات : سمعت ميمونا يقول : لو نشر فيكم رجل من السلف ما عرف إلا قبلتكم .
أبو المليح : سمعت ميمون بن مهران وأتاه رجل فقال : إن زوجة هشام ماتت وأعتقت كل مملوك لها ، فقال : يعصون الله مرتين ! يبخلون به وقد أمروا أن ينفقوه ، فإذا صار لغيرهم أسرفوا فيه .
قال أحمد العجلي والنسائي : ميمون ثقة . زاد أحمد : كان يحمل على علي رضي الله عنه .
قلت ـ الذهبي ـ : لم يثبت عنه حمل إنما كان يفضل عثمان عليه وهذا حق .
أقول : وكأن أحمد بن
حنبل يجهل أن تفضيل عثمان على أمير المؤمنين
عليه السلام ليس من الحمل ! .
عن إبراهيم بن محمد السمري أن ميمون بن مهران صلى في سبعة عشر يوما سبعة عشر ألف ركعة ، فلما كان في اليوم الثامن عشر انقطع في جوفه شيء فمات .
عبد الله بن جعفر : حدثنا أبو المليح عن ميمون قال : أدركت من لم يكن يملأ عينيه من السماء فرقا من ربه عزّ وجلّ .
وعنه قال : أدركت من كنت أستحيي أن أتكلم عنده .
قال ابن سعد : ميمون يكنى أبا أيوب ثقة كثير الحديث .
وقال أبو عروبة : نزل الرقة وبها عقبه معمر بن سليمان عن فرات بن السائب ، عن ميمون بن مهران قال : ثلاث لا تبلون نفسك بهن لا تدخل على السلطان وإن قلت آمره بطاعة الله ، ولا تصغين بسمعك إلى هوى ، فإنك لا تدري ما يعلق بقلبك منه ، ولا تدخل على امرأة ولو قلت أعلمها كتاب الله .
وروى حبيب بن أبي مرزوق عن ميمون : وددت أن عيني ذهبت وبقيت الأخرى أتمتع بها ، وأني لم أل عملا قط ! قلت له : ولا لعمر بن عبد العزيز قال : لا لعمر ولا لغيره . أبو المليح عن ميمون قال لا تضرب المملوك في كل ذنب ولكن احفظ له فإذا عصى الله فعاقبه على المعصية وذكره الذنوب التي بينك وبينه .
أبو المليح سمعت ميمونا يقول : لأن أؤتمن على بيت مال أحب إلي من أن أؤتمن على امرأة .
حدثنا أبو المليح عن ميمون قال : ما نال رجل من جسيم الخير ، نبي ولا غيره إلا بالصبر . حدثنا يزيد بن الأصم قال : لقيت عائشة رضي الله عنها مقبلة من مكة ، أنا وابن لطلحة ، وهو ابن أختها ، وقد كنا وقعنا في حائط من حيطان المدينة ، فأصبنا منه فبلغها ذلك ، فأقبلت على ابن أختها تلومه ثم وعظتني ، ثم قالت : أما علمت أن الله ساقك حتى جعلك في بيت نبيه ، ذهبت والله ميمونة ورمي برسنك على غاربك ، أما إنها كانت من أتقانا لله عزّ وجلّ وأوصلنا للرحم ، جرى القلم بكتابة هذا هنا . ويزيد بن الأصم من فضلاء التابعين بالرقة ، وقد خرج أرباب الكتب لميمون بن مهران سوى البخاري فما أدري لم تركه) .
ملحق رقم (١٣)
طبقات الحفاظ ١ : ٤٨ ، ت ٩٣ : (عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة واسمه زهير بن عبد الله بن جدعان القرشي التيمي أبو بكر ، ويقال ، أبو محمد المالكي ، كان قاضيا لعبد الله بن الزبير ومؤذنا له)
التاريخ الكبير ٥ : ١٣٧ ، ت ٤١٢ : (سمع ابن عباس وابن الزبير وعائشة رضي الله عنهم هو المكي . عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة : أدركت ثلاثين من أصحاب النبي ، كلهم يخاف النفاق على نفسه ، ما منهم أحد يقول : أنه على إيمان جبريل وميكائيل) .
مشاهير علماء الأمصار ١ : ٨٢ ، ت ٥٩٧ : (رأى ثمانين من أصحاب النبي ، كان من الصالحين والفقهاء في التابعين والحفاظ والمتقنين مات سنة سبع عشرة ومئة واسم أبى مليكة زهير) .
تهذيب التهذيب ٥ : ٢٦٨ ، ت ٥٢٣ : (قال أبو زرعة وأبو حاتم : ثقة . قال ابن سعد ولاه ابن الزبير قضاء الطائف ، وكان ثقة كثير الحديث . قال العجلي : مكي تابعي ثقة . وقال ابن حبان في الثقات رأى ثمانين من الصحابة) .
الإصابة ٤ : ٣٩٩ ، ت ٥٣٠٩ : (عبيد الله بن عبد بن أبي مليكة زهير بن عبد الله بن جدعان القرشي التيمي والد الفقيه عبد الله بن أبي مليكة) .
ملحق رقم (١٤)
تهذيب الكمال ٦ : ١٧٧ ، ت ١٢٣٨ : (قال أبو بكر بن أبي خيثمة عن يحيى بن معين : الحسن بن صالح ثقة .
وقال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد عن يحيى : ثقة مأمون .
وقال أحمد بن سعد بن أبي مريم عن يحيى : ثقة مستقيم الحديث .
وقال عباس الدوري عن يحيى : يكتب رأي الحسن بن صالح ورأي الأوزاعي وهؤلاء ثقات . قال : وسألت يحيى عن الحسن بن صالح فقال : ثقة .
وقال عثمان بن سعيد الدارمي : قلت ليحيى بن معين : فعلي بن صالح أحب إليك أو الحسن بن صالح ؟ فقال : كلاهما ثقتان مأمونان . وقال أبو زرعة : اجتمع فيه إتقان وفقه وعبادة وزهد . وقال أبو حاتم : ثقة حافظ متقن .
وقال النسائي : ثقة . قال وكيع : حدثنا الحسن . قيل : من الحسن ؟ قال : الحسن بن صالح الذي لو رأيته ذكرت سعيد بن جبير أو شبهته بسعيد بن جبير .
وقال أبو زرعة الدمشقي عن أحمد بن أبي الحواري : سمعت وكيعا يقول : لا يبالي من رأى الحسن بن صالح أن لا يرى الربيع بن خثيم .
وقال أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي عن أبي يزيد عبد الرحمان بن مصعب المعني : صحبت السادة سفيان الثوري ، وصحبت ابني حي (يعني عليا والحسن ابني صالح بن حي) وصحبت وهيب بن الورد .
وقال عيسى بن أبي حرب
الصفار عن يحيى بن أبي بكير : قلنا للحسن
بن صالح : صف لنا غسل الميت فما قدر عليه من البكاء .
عن ابن الأصبهاني : سمعت عبدة بن سليمان يقول : إني أرى الله عزّ وجلّ يستحيي أن يعذب الحسن بن صالح .
وقال أيضا عن أحمد بن محمد : سمعت أبا نعيم يقول : حدثنا الحسن بن صالح وما كان دون الثوري في الورع والقوة .
سمعت أبا غسان يقول : الحسن بن صالح خير من شريك من هنا إلى خراسان .
سمعت محمد بن عبد الله بن نمير وسئل عن الحسن بن صالح فقيل له : أصحيح الحديث هو ؟ فقال : كان أبو نعيم يقول : ما رأيت أحدا إلا وقد غلط في شيء غير الحسن بن صالح .
عن أحمد بن يونس : سأل الحسن بن صالح رجلا عن شيء فقال : لا أدري ! فقال : الآن حين دريت .
عن عبد الرحيم بن مطرف : كان الحسن بن صالح إذا أراد أن يعظ أخا من إخوانه كتبه في ألواحه ثم ناوله .
عن أبي نعيم : سمعت الحسن بن صالح يقول : فتشت الورع فلم أجده في شيء أقل من اللسان .
وقال علي بن المنذر الطريفي عن أبي نعيم : كتبت عن ثمان مئة محدث فما رأيت أفضل من الحسن بن صالح .
وقال أحمد بن عدي : وللحسن
بن صالح قوم يحدثون عنه بنسخ ، فعند سلمة بن عبد الملك العوصي عنه نسخة ، وعند أبي غسان مالك بن إسماعيل
عنه نسخة ، وعند يحيى بن فضيل عنه نسخة وأحمد بن يونس يحدث عنه بمقاطيع ومسند مقدار ما عنده ، وعند مصعب بن المقدام وإسحاق بن منصور وأبي نعيم عنه روايات وغيرهم قد رووا عنه أحاديث صالحة مستقيمة ، ولم أجد له حديثا منكراً مجاوز المقدار ، وهو عندي من أهل الصدق .
قال البخاري : قال أحمد بن سليمان عن وكيع : ولد الحسن بن صالح سنة مئة قال : وقال أبو نعيم : مات سنة تسع وستين ومئة ذكره البخاري في كتاب الشهادات من الجامع وروى له في كتاب الأدب وروى له الباقون . سير أعلام النبلاء ٧ : ٣٦١ ت ١٣٤ : الحسن بن صالح بن صالح بن حي . الإمام الكبير ، أحد الاعلام ، أبو عبد الله الهمداني الثوري الكوفي ، الفقيه ، العابد أخو الإمام علي بن صالح .
قلت : هو من أئمة الإسلام ، لولا تلبسه ببدعة ـ يقصد الذهبي كونه يرى الخروج على الظالم بالسيف وكونه لا يجوز صلاة الجمعة خلف الفاجر ـ وهو صحيح الحديث .
وروى أحمد بن أبي مريم ، عن يحيى : ثقة ، مستقيم الحديث .
عن أحمد بن حنبل : قال وكيع : حدثنا الحسن ، قيل : من الحسن ؟ قال : الحسن بن صالح الذي لو رأيته ذكرت سعيد بن جبير ، أو شبهته بسعيد بن جبير .
قلت ـ أي الذهبي ـ : بينهما
قدر مشترك ، وهو العلم والعبادة والخروج على الظلمة تدينا . وقد قال وكيع : كان الحسن بن صالح وأخوه وأمهما قد جزأوا الليل ثلاثة أجزاء ، فكل واحد يقوم ثلثا ، فماتت أمهما ، فاقتسما
الليل ، ثم مات علي ، فقام الحسن الليل كله .
وعن أبي سليمان الدارني قال : ما رأيت أحدا الخوف أظهر على وجهه والخشوع من الحسن بن صالح ، قام ليلة : بـ (عم يتساءلون) ، فغشي عليه ، فلم يختمها إلى الفجر .
وقال الحسن بن صالح : ربما أصبحت وما معي درهم ، وكأن الدنيا قد حيزت لي .
وعن الحسن بن صالح قال : إن الشيطان ليفتح للعبد تسعة وتسعين بابا من الخير ، يريد بها بابا من الشر .
وعنه : أنه باع مرة جارية ، فقال : إنها تنخمت عندنا مرة دما .
قال وكيع : حسن بن صالح عندي إمام . فقيل له : إنه لا يترحم على عثمان . فقال : أفتترحم أنت على الحجاج ؟ قلت : لا بارك الله في هذا المثال . ومراده : أن ترك الترحم سكوت ، والساكت لا ينسب إليه قول ـ تكلف الذهبي واضح ! ـ .
قال أحمد بن أبي الحواري : حدثنا إسحاق بن جبلة ، قال : دخل الحسن بن صالح يوما السوق ، وأنا معه ، فرأى هذا يخيط ، وهذا يصبغ ، فبكى وقال : انظر إليهم يتعللون حتى يأتيهم الموت .
وروي عن الحسن بن صالح أنه كان إذا نظر إلى المقبرة يصرخ ، ويغشى عليه .
قال حميد بن عبد
الرحمان الرؤاسي : كنت عند ابني صالح ـ ورجل يقرأ : (لا يحزنهم الفزع الأكبر) فالتفت علي إلى أخيه الحسن ، وقد اخضر واصفر
فقال : يا حسن : إنها أفزاع فوق أفزاع ، ورأيت الحسن أراد أن يصيح ، ثم جمع ثوبه ، فعض عليه حتى سكن عنه ، وقد ذبل فمه اخضار واصفار .
حدثنا يحيى بن آدم ، قال : قال الحسن بن صالح : قال لي أخي ـ وكنت أصلي ـ : يا أخي اسقني . قال : فلما قضيت صلاتي ، أتيته بماء ، فقال : قد شربت الساعة ، قلت : من سقاك وليس في الغرفة غيري وغيرك ؟ قال : أتاني الساعة جبريل بماء ، فسقاني وقال : أنت وأخوك وأمك مع الذين أنعم الله عليهم . وخرجت نفسه .
قلت : كان يرى الحسن الخروج على أمراء زمانه لظلمهم وجورهم ولكن ما قاتل أبدا ، وكان لا يرى الجمعة خلف الفاسق .
قال عبد الله بن داود الخريبي : ترك الحسن بن صالح الجمعة ، فجاء فلان فجعل يناظره ليلة إلى الصباح ، فذهب الحسن إلى ترك الجمعة معهم ، وإلى الخروج عليهم ، وهذا مشهور عن الحسن بن صالح ، ودفع الله عنه أن يؤخذ فيقتل بدينه وعبادته . الجرح والتعديل ٣ : ١٨ ت ٦٨ : الحسن بن صالح بن صالح بن مسلم بن حي أبو عبد الله الهمداني .
حدثنا علي بن الحسن قال : سمعت أحمد (يعني ابن حنبل) يقول : الحسن بن صالح بن صالح صحيح الرواية ، يتفقه ، صائن لنفسه في الحديث والورع .
حدثنا عبد الرحمان : نا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل فيما كتب إلي قال : سمعت أبي يقول : الحسن بن صالح أثبت في الحديث من شريك .
حدثنا عبد الرحمان نا بن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال : سمعت يحيى بن معين يقول : الحسن بن صالح بن حي الهمداني ثقة . سمعت أبي يقول : الحسن بن صالح ثقة ، متقن ، حافظ .
ملحق رقم (١٥)
تهذيب الكمال ٢٦ : ١٠١ رقم ٥٤٦٢ : محمد بن عجلان القرشي أبو عبد الله المدني . كان عابدا ناسكا فقيها ، وكان له حلقة في مسجد رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم وكان يفتي .
قال صالح بن أحمد بن حنبل عن أبيه ثقة .
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه : سمعت بن عيينة يقول : حدثنا محمد بن عجلان ، وكان ثقة ، وقال عبد الله بن أحمد أيضا : سألت أبي عن محمد بن عجلان وموسى بن عقبة أيهما أعجب إليك ؟ فقال : جميعا ثقة ، وما أقربهما ، كان ابن عيينة يثني على محمد بن عجلان .
وقال إسحاق عن يحيى بن معين : ثقة .
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : قيل ليحيى بن معين : من تقدم داود بن قيس أو محمد بن عجلان ؟ قال : محمد .
وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين : محمد بن عجلان ثقة أوثق من محمد بن عمرو بن علقمة ما يشك في هذا أحد ، وكان ثقة كثير الحديث .
وقال أبو سعيد بن يونس : قدم مصر وصار إلى الإسكندرية فتزوج بها امرأة من أهلها فأتاها في دبرها ، فشكته إلى أهلها فشاع ذلك فصاح به أهل الإسكندرية فخرج منها .
سير أعلام النبلاء ٦
: ٣١٧ ت ١٣٥ : محمد بن عجلان الإمام ، القدوة الصادق . بقية الأعلام أبو عبد الله القرشي ، المدني . وكان فقيها مفتيا ، عابدا
صدوقا ، كبير الشأن . له حلقة كبيرة في مسجد رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم . وقد خرج على المنصور مع ابن حسن ، فلما قتل ابن حسن ، همّ والي المدينة جعفر بن سليمان أن يجلده . فقالوا له ، أصلحك الله : لو رأيت الحسن البصري فعل مثل هذا أكنت تضربه ؟ قال : لا . قيل : فابن عجلان في أهل المدينة كالحسن في أهل البصرة ، وقيل : إنه همّ بقطع يده حتى كلموه ، وازدحم على بابه الناس . قال : فعفا عنه .
عن صفوان بن عيسى قال : مكث ابن عجلان في بطن أُمّه ثلاث سنين فشق بطنها ، فأخرج منه وقد نبتت أسنانه (!!) .
عن ابن المبارك قال : لم يكن بالمدينة أحد أشبه بأهل العلم من ابن عجلان ، كنت أشبهه بالياقوتة بين العلماء رحمه الله .
قال مصعب الزبيري : كان لابن عجلان قدر وفضل بالمدينة ، وكان ممن خرج مع محمد بن عبد الله ، فأراد جعفر بن سليمان قطع يده ، فسمع ضجة وكان عنده الأكابر . فقال : ما هذا ؟ قالوا : هذه ضجة أهل المدينة يدعون لابن عجلان . فلو عفوت عنه ؟ وإنما غر ، وأخطأ في الرواية ظن أنه المهدي ، فأطلقه وعفا عنه .
قلت : وثق ابن عجلان أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وحدث عنه شعبة ، ومالك ، وهو حسن الحديث . وأقوى من ابن إسحاق . ولكن ما هو في قوة عبيد الله بن عمر ونحوه .
قال أبو عبد الله الحاكم : أخرج له مسلم في كتابه ثلاثة عشر حديثا كلها في الشواهد ، وتكلم المتأخرون من أئمتنا في سوء حفظه .