صادق العلائي
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الآفاق للدراسات الإسلامية
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٩
ملحق رقم (٧)
تهذيب الكمال ٧ : ٢٥٣ ، ت ١٤٨٢ : (حماد بن سلمة بن دينار البصري . حدثنا أبو الحارث أن أبا عبد الله قيل له : أيما أحب إليك حماد بن زيد أو حماد بن سلمة ؟ قال ما منهما إلا ثقة .
وقال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين : حماد بن سلمة ثقة .
وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين : حديثه في أول أمره وآخره واحد . وقال عنه أيضا : إذا رأيت إنسانا يقع في عكرمة وفي حماد بن سلمة فاتهمه على الإسلام .
وقال أبو الحسن بن البراء عن علي بن المديني : لم يكن في أصحاب ثابت أثبت من حماد بن سلمة ، وكان عند يحيى بن الضريس عن حماد بن سلمة عشرة آلاف ، وعن الثوري : عشرة آلاف أو نحوه ، قال : وتذاكر قوم عند يحيى بن الضريس حماد بن سلمة أحسن حديثا أو الثوري ؟ فقال يحيى : حماد أحسن حديثا .
عن عمرو بن عاصم : كتبت عن حماد بن سلمة بضعة عشر ألفا .
وقال حجاج بن المنهال : حدثنا حماد بن سلمة ، وكان من أئمة الدين .
وقال الأصمعي عن عبد الرحمان بن مهدي : حماد بن سلمة صحيح السماع حسن اللقي ، أدرك الناس ، لم يتهم بلون من الألوان ولم يلتبس بشيء ، أحسن ملكة نفسه ولسانه ، ولم يطلقه على أحد ، ولا ذكر خلقا بسوء فسلم حتى مات .
وقال عبد الله بن المبارك : دخلت البصرة فما رأيت أحدا أشبه بمسالك الأول من حماد بن سلمة .
وقال شهاب بن المعمر البلخي : كان حماد بن سلمة يعد من الأبدال وعلامة الأبدال أن لا يولد لهم ، تزوج سبعين امرأة فلم يولد له . وقال أبو عمر الجرمي النحوي : ما رأيت فقيها قط أفصح من عبد الوارث وكان حماد بن سلمة أفصح منه .
وقال حاتم بن الليث الجوهري عن عفان بن مسلم : قد رأيت من هو أعبد من حماد بن سلمة ، ولكن ما رأيت أشد مواظبة على الخير وقراءة القرآن والعمل لله من حماد بن سلمة . حدثنا حماد بن زيد قال : ما كنا نأتي أحدا نتعلم شيئا بنية في ذلك الزمان إلا حماد بن سلمة ، قال : ونحن نقول اليوم : ما نأتي أحد يعلم بنية إلا حماد بن سلمة .
وقال أيضا عن موسى : لو قلت لكم : أني ما رأيت حماد بن سلمة ضاحكا قط صدقتكم ، كان مشغولا بنفسه ، إما أن يحدث ، وإما أن يصلي ، وإما أن يقرأ ، وإما أن يسبح ، كان قد قسم النهار على هذه الأعمال .
وقال عبد الرحمان بن عمرو رستة عن عبد الرحمان بن مهدي : لو قيل لحماد بن سلمة : إنك تموت غدا ما قدر أن يزيد في العمل شيئا .
وقال محمد بن عبيد الله بن المنادي عن يونس بن محمد المؤدب : مات حماد بن سلمة في المسجد وهو يصلي .
وقال سوار بن عبد
الله العنبري عن أبيه : كنت آتي حماد بن سلمة في سوقه ، فإذا ربح في ثوب حبة أو حبتين شد جونته فلم يبع شيئا ، فكنت أظن
أن ذاك يقوته ، فإذا وجد قوته لم يزد عليه شيئا .
وقال رستة عن حاتم بن عبيد الله : كان حماد بن سلمة يدخل السوق فيربح دانقين في ثوب واحد ، فيرجع ، فإذا ربح لو عرض له ديناران ما عرض لهما .
عن موسى بن إسماعيل : سمعت حماد بن سلمة يقول لرجل : إن دعاك الأمير أن تقرأ عليه ( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) فلا تأته .
وقال البخاري سمعت آدم بن أبي إياس يقول : شهدت حماد بن سلمة ودعوه (يعني السلطان) فقال : أحمل لحية حمراء إلى هؤلاء ؟! لا والله لا فعلت . وقال أيضا سمعت بعض أصحابنا يقول : عاد حماد بن سلمة سفيان الثوري فقال سفيان : يا أبا سلمة أترى الله يغفر لمثلي ؟ فقال حماد : والله لو خيرت بين محاسبة الله إياي وبين محاسبة أبوي لاخترت محاسبة الله على محاسبة أبوي وذلك أن الله أرحم بي من أبوي .
وقال سليمان بن عبد الجبار عن إسحاق بن عيسى بن الطباع : سمعت حماد بن سلمة يقول من طلب الحديث لغير الله مكر به .
عن قريش بن أنس ، قال حماد بن سلمة : ما كان من شأني أحدث أبدا حتى رأيت أيوب (يعني السختياني) في منامي ، فقال لي : حدث فإن الناس يقبلون .
عن محمد بن الحجاج : كان رجل يسمع معنا عند حماد بن سلمة فركب إلى الصين ، فلما رجع أهدى إلى حماد بن سلمة هدية ، فقال له حماد : إني إن قبلتها لم أحدثك بحديث ، وإن لم أقبلها حدثتك ، قال : لا تقبلها وحدثني .
وقال أبو حاتم بن حبان : ... وكان من العباد المجابين الدعوة في الأوقات ولم ينصف من جانب حديثه ، واحتج بأبي بكر بن عياش في كتابه وبابن أخي الزهري وبعبد الرحمان بن عبد الله بن دينار ، فإن كان تركه إياه لما كان يخطئ فغيره من أقرانه مثل الثوري وشعبة وذويهما ، كانوا يخطئون فإن زعم أن خطأه قد كثر من تغير حفظه ، فقد كان ذلك في أبي بكر بن عياش موجودا ، وأنى يبلغ أبو بكر حماد بن سلمة ، ولم يكن من أقران حماد بن سلمة بالبصرة مثله في الفضل والدين والنسك والعلم والكتبة والجمع والصلابة في السنة والقمع لأهل البدع ، ولم يكن يثلبه في أيامه إلا معتزلي قدري أو مبتدع جهمي ، لما كان يظهر من السنن الصحيحة التي ينكرها المعتزلة ، وأنى يبلغ أبو بكر بن عياش حماد بن سلمة في إتقانه أم في جمعه أم علمه أم في ضبطه .
وقال أبو عبد الله التميمي عن أبيه : رأيت حماد بن سلمة في المنام فقلت : ما فعل بك ربك ؟ قال خيرا ، قلت : ماذا قال ؟ قيل لي : طالما كددت نفسك فاليوم أطيل راحتك وراحة المتعوبين في الدنيا ، بخ بخ ماذا أعددت لهم .
عن أبان بن عبد الرحمان
قال : رؤي حماد بن زيد في المنام فقيل له : ما فعل بك ربك ؟ قال : غفر لي ، قيل فما فعل حماد بن سلمة ؟ قال : هيهات ذاك في أعلى عليين ، أخبرنا بذلك أحمد بن أبي الخير قال : أنبانا أبو الحسن الجمال وأبو المكارم اللبان ، قالا : أخبرنا أبو علي الحداد قال أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ، قال : حدثنا أبو أحمد فذكره استشهد به البخاري
وقيل : إنه روى له حديثا واحدا) .
الجرح والتعديل ٣ : ١٤٠ ، ت ٦٢٣ : (حدثنا موسى بن إسماعيل قال : سمعت وهيبا يقول : كان حماد بن سلمة سيدنا وكان حماد أعلمنا . عن يحيى بن معين قال : حماد بن سلمة ثقة)
وفي تذكرة الحفاظ ١ : ٢٠٢ ، ت ١٩٧ : (الإمام ، الحافظ ، شيخ الإسلام . هو أول من صنف التصانيف مع ابن أبي عروبة وكان بارعا في العربية ، فقيها ، فصيحا ، مفوها ، صاحب سنة ، وقع لي من عواليه أحاديث .
قال أبو داود : لم يكن لحماد بن سلمة كتاب إلا كتاب قيس بن سعد وعن أحمد بن حنبل قال : إذا رأيت الرجل ينال من حماد بن سلمة فاتهمه على الإسلام ، مناقب حماد يطول شرحها) .
وفي سير أعلام النبلاء ٧ : ٤٤٤ ، ت ١٦٨ : الإمام القدوة ، شيخ الإسلام . عن ابن معين ، قال : حماد بن سلمة ثقة .
وقال علي بن المديني : هو عندي حجة في رجال ، وهو أعلم الناس بثابت البناني ، وعمار بن أبي عمار ، ومن تكلم في حماد فاتهموه في الدين .
قلت : كان بحرا من بحور العلم ، وله أوهام في سعة ما روى ، وهو صدوق حجة ، إن شاء الله .
وقال حجاج بن منهال : حدثنا حماد بن سلمة ، وكان من أئمة الدين .
قال عبد الله بن
معاوية الجمحي : حدثنا الحمادان ، وفضل ابن سلمة على ابن زيد ، كفضل الدينار على الدرهم (يعني الذي اسم جده دينار أفضل من حماد بن زيد ، الذي اسم جده درهم) . وهذا محمول ، على جلالته ودينه
وأما الإتقان ، فمسلم إلى ابن زيد ، هو نظير مالك في التثبت .
قلت : وكان مع إمامته في الحديث ، إماما كبيرا في العربية ، فقيهاً فصيحاً رأساً في السنة ، صاحب تصانيف .
قلت : كانت أوقاته معمورة بالتعبد والأوراد .
وقال محمد بن مطهر : سألت أحمد بن حنبل ، فقال : حماد بن سلمة عندنا من الثقات ، ما نزداد فيه كل يوم إلا بصيرة .
قال أحمد بن عبد الله العجلي : حدثني أبي قال : كان حماد بن سلمة لا يحدث ، حتى يقرأ مئة آية ، نظرا في المصحف .
قال مسلم بن إبراهيم : سمعت حماد بن سلمة يقول : كنت أسأل حماد بن أبي سليمان عن أحاديث مسندة ، والناس يسألونه عن رأيه ، فكنت إذا جئته قال : لا جاء الله بك .
قال أبو سلمة المنقري : سمعت حماد بن سلمة يقول : إن الرجل ليثقل حتى يخف .
قال شيخ الإسلام ـ الهروي ـ في الفاروق له : قال أحمد بن حنبل : إذا رأيت الرجل يغمز حماد بن سلمة ، فاتهمه على الإسلام ، فإنه كان شديدا على المبتدعة .
قال يونس : من حماد بن سلمة تعلمت العربية .
وروى عبد العزيز بن المغيرة ، عن حماد بن سلمة : أنه حدثهم بحديث نزول الرب عزّ وجلّ ، فقال : من رأيتموه ينكر هذا فاتهموه .
قال علي بن عبد الله
: قلت ليحيى : حملت عن حماد بن سلمة إملاء ؟
قال : نعم ، إملاء كلها ، إلا شيئا كنت أسأله عنه في السوق ، فأتحفظ . قلت ليحيى : كان يقول : حدثني وحدثنا ؟ قال : نعم ، كان يجئ بها عفوا ، حدثني وحدثنا .
قال البيهقي في الخلافيات : مما جاء في كتاب الإمام لشيخنا ، بعد إيراد حديث : ألا إن العبد نام . لحماد بن سلمة ، قال : فأما حماد ، فإنه أحد أئمة المسلمين .
قال أحمد بن حنبل : إذا رأيت من يغمزه ، فاتهمه ، فإنه كان شديدا على أهل البدع) .
ملحق رقم (٨)
سير أعلام النبلاء ٦ : ١٦٩ ت ٧٩ : (الربيع بن أنس بن زياد البكري الخراساني المروزي بصري ، وكان عالم مرو في زمانه ، وقد روى الليث عن عبيد الله بن زحر عنه ، ولقيه سفيان الثوري قال أبو حاتم : صدوق .
وقال ابن أبي داود : سجن بمرو ثلاثين سنة .
قلت : سجنه أبو مسلم تسعة أعوام ، وتحيل ابن المبارك حتى دخل إليه فسمع منه
يقال : توفي سنة تسع وثلاثين ومئة حديثه في السنن الأربعة)
تهذيب الكمال ٩ : ٦١ : (قال أحمد بن عبد الله العجلي : بصري صدوق .
وقال أبو حاتم : صدوق وهو أحب إلي في أبي العالية من أبي خلده .
وقال النسائي : ليس به بأس .
وقال محمد بن سعد عن عمار بن نصر الخراساني : هو من بكر بن وائل من أنفسهم ، وكان من أهل البصرة ، وقد لقي ابن عمر وجابر بن عبد الله ، وكان هرب من الحجاج فأتى مرو فسكن قرية منها يقال لها برز ، ثم تحول إلى قرية أخرى منها يقال لها سذور ، وكان فيها إلى أن مات ، وقد كان طلب أيضا بخراسان حين ظهرت دعوة بني العباس فتغيب
فتخلص إليه عبد الله بن المبارك ، فسمع منه أربعين حديثا ، وكان يقول : ما يسرني بها كذا وكذا لشيء سماه .
وقال أبو إسحاق الطالقاني عن ابن المبارك : أعطيت ستين درهما حتى أدخلت على الربيع بن أنس ، فلم ينصحني من أدخلني عليه ، أعطاني أحاديث مقطعات .
وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس : اختلفت إلى الحسن عشر سنين أو ما شاء الله من ذلك ، فليس من يوم إلا أسمع منه ما لم أسمع قبل ذلك .
قال محمد بن سعد مات في خلافة أبي جعفر المنصور)
ملحق رقم (٩)
تهذيب الكمال ٣٢ : ٥١٧ ت ٧١٨٠ : (قال البخاري عن علي بن المديني : له نحو مئتي حديث .
وذكره محمد بن سعد في الطبقة الرابعة من أهل البصرة ، وقال : كان ثقة كثير الحديث .
وقال أبو طالب عن أحمد بن حنبل وإسحاق بن منصور عن يحيى بن معين وأبي عبد الرحمان النسائي : ثقة .
وقال عثمان بن سعيد الدارمي : قلت ليحيى بن معين : يونس بن عبيد أحب إليك في الحسن أو حميد (يعني الطويل) ؟ فقال : كلاهما .
وقال علي بن المديني : يونس بن عبيد أثبت في الحسن من ابن عون .
وقال أبو زرعة : يونس بن عبيد أحب إلي في الحسن من قتادة ؛ لأن يونس من أصحاب الحسن ، وقتادة ليس من أقران يونس ، ويونس أحب إلي من هشام بن حسان .
وقال أبو حاتم : ثقة وهو أحب إلي من هشام بن حسان وأكبر من سليمان التيمي ، ولا يبلغ التيمي منزلة يونس بن عبيد . حدثنا مبارك بن فضالة عن يونس بن عبيد قال : لا تجد من البر شيئا واحدا يتبعه البر كله غير اللسان ، فإنك تجد الرجل يكثر الصيام ويفطر على الحرام ، ويقوم الليل ويشهد بالزور بالنهار ، وذكر أشياء نحو هذا ، ولكن لا تجده لا يتكلم إلا بحق فيخالف ذلك عمله أبدا .
قال : حدثنا سعيد بن عامر ، عن يونس بن عبيد ، قال : إنك تكاد أن تعرف ورع الرجل في كلامه إذا تكلم .
قال : حدثني رجل من قريش ، عن يونس بن عبيد ، قال : سأل ابن زياد رجلا من أبناء الدهاقين : ما المروءة فيكم ؟ قال : أربع خصال ، أن يعتزل الريبة فلا يكون في شيء منها ، فإذا كان مريبا كان ذليلا .
وأن يصلح ماله ، فلا يفسده ، فإنه من أفسد ماله لم يكن له مروءة وأن يقوم لأهله بما يحتاجون إليه حتى يستغنوا به عن غيره ، فإن من احتاج أهله إلى الناس لم تكن له مروءة .
وأن ينظر ما يوافقه من الطعام والشراب ، فيلزمه فإن ذلك من المروءة .
وأن لا يخلط على نفسه في مطعمه ومشربه .
قال حدثنا خويل بن واقد الصفار قال : سمعت رجلا يسأل يونس بن عبيد فقال : جار لي معتزلي مرض ، أعوده ؟ فقال : أما الحسبة فلا ، قال : مات أصلي على جنازته ؟ قال : أما الحسبة فلا .
قال حدثنا بشر بن المفضل ومعاذ عن مسلم بن أبي مضر قال : كانت ليونس معنا بضاعة ، فجلسنا يوما ننظر في حسابنا ، ويونس جالس ، فلما فرغنا من حسابنا قال : يونس كلمة تكلم بها فلان داخلة في حسابنا ، قال : قلنا : نعم ، قال : لا حاجة لي في الربح ردوا عليَّ رأس مالي ، فأخذ راس ماله وترك ربحه أربعة آلاف .
قال : سمعت زهيرا يقول
: كان يونس بن عبيد خزازا ، فجاء رجل يطلب ثوبا ، فقال لغلامه : انشر الرزمة ، فنشر الغلام الرزمة وضرب بيده على الرزمة
فقال : صلى الله على محمد . فقال : ارفع وأبى أن يبيعه مخافة أن يكون مدحه .
عن ابن شوذب قال : سمعت يونس بن عبيد يقول : خصلتان إذا صلحتا من العبد صلح ما سواهما من أمره ، صلاته ولسانه) .
سير أعلام النبلاء ٦ : ٢٨٨ ت ١٢٤ : (يونس بن عبيد بن دينار الإمام القدوة ، الحجة ، أبو عبد الله العبدي ، مولاهم البصري . من صغار التابعين وفضلائهم .
قال علي بن المديني : له نحو مئتي حديث .
وقال ابن سعد : كان ثقة ، كثير الحديث .
وقال أحمد وابن معين والناس : ثقة .
وعن سلمة بن علقمة قال : جالست يونس بن عبيد فما استطعت أن آخذ عليه كلمة .
قال ابن سعد : ما كتبت شيئا قط .
وقال حماد بن زيد : كان يونس يحدث ، ثم يقول : أستغفر الله ، أستغفر الله ثلاثا .
روى الأصمعي عن مؤمل
بن إسماعيل قال : جاء رجل شامي إلى سوق الخزازين فقال : عندك مطرف بأربع مئة ، فقال يونس بن عبيد : عندنا بمئتين فنادى المنادي : الصلاة . فانطلق يونس إلى بني قشير ليصلي بهم ، فجاء وقد باع ابن أخته المطرف من الشامي ، بأربع مئة ، فقال : ما هذه الدراهم ؟ قال : ثمن ذاك المطرف ، فقال : يا عبد الله ، هذا المطرف الذي عرضته عليك بمئتي درهم . فإن شئت فخذه وخذ مئتين ، وإن شئت فدعه . قال : من أنت ؟ قال : أنا
رجل من المسلمين . قال : أسألك بالله من أنت ؟ وما اسمك ؟ قال : يونس بن عبيد . قال : فوالله إنا لنكون في نحر العدو ، فإذا اشتد الأمر علينا قلنا : اللهم رب يونس فرج عنا ، أو شبيه هذا . فقال يونس : سبحان الله ، سبحان الله .
حدثنا أسماء بن عبيد ، سمعت يونس بن عبيد يقول : ليس شئ أعز من شيئين : درهم طيب ، ورجل يعمل على سنة . وقال : بئس المال مال المضاربة وهو خير من الدين ، ما خط على سوداء في بيضاء قط ـ و ـ لا أستطيع أن أقول لمئة درهم أصبتها : إنه طاب لي منها عشرة ، وأيم الله ، لو قلت : خمسة لبررت ، قالها غير مرة . وسمعته يقول : ما سارق يسرق الناس بأسوأ عندي منزلة من رجل أتى مسلما ، فاشترى منه متاعا إلى أجل مسمى فحل الأجل ، فانطلق في الأرض ، يضرب يمينا وشمالا ، يطلب فيه من فضل الله ، والله لا يصيب منه درهما إلا كان حراما . وعن جعفر بن برقان قال : بلغني عن يونس فضل وصلاح ، فأحببت أن أكتب إليه أسأله . فكتب إليه : أتاني كتابك تسألني أن أكتب إليك بما أنا عليه . فأخبرك أني عرضت علی نفسي أن تحب للناس ما تحب لها ، وتكره لهم ما تكره لها ، فإذا هي من ذاك بعيدة ، ثم عرضت عليها مرة أخرى ترك ذكرهم إلا من خير ، فوجدت الصوم في اليوم الحار أيسر عليها من ذلك . هذا أمري يا أخي والسلام .
قال سعيد بن عامر : قيل
: إن يونس بن عبيد قال : إني لأعد مئة خصلة من خصال البر ، ما في منها خصلة واحدة ، ثم قال سعيد ، عن جسر أبي جعفر قال : دخلت على يونس بن عبيد أيام الأضحى ، فقال : خذ لنا كذا وكذا من شاة . ثم قال : والله ما أراه يتقبل مني شئ . قد خشيت أن أكون من
أهل النار .
قلت : كل من لم يخش أن يكون في النار ، فهو مغرور قد أمن مكر الله به .
قال سعيد بن عامر ، عن سلام بن أبي مطيع أو غيره قال : ما كان يونس بأكثرهم صلاة ، ولا صوما ، ولكن لا والله ما حضر حق لله إلا وهو متهيئ له .
قال سعيد بن عامر : قال يونس : هان علي أن آخذ ناقصا ، وغلبني أن أعطي راجحا . وقيل : إن يونس نظر إلى قدميه عند الموت وبكى ، فقيل : ما يبكيك أبا عبد الله ؟ قال : قدماي لم تغبر في سبيل الله .
وعن جار ليونس قال : ما رأيت أكثر استغفارا من يونس . كان يرفع طرفه إلى السماء ويستغفر .
قال حماد بن زيد : سمعت يونس يقول : توشك عينك أن ترى ما لم تر وأذنك أن تسمع ما لم تسمع ، ثم لا تخرج من طبقة إلا دخلت فيما هو أشد منها حتى يكون آخر ذلك الجواز على الصراط .
وقال حماد بن زيد : شكى رجل إلى يونس وجعا في بطنه ، فقال له : يا عبد الله ، هذه دار لا توافقك ، فالتمس دارا توافقك .
وقال غسان بن المفضل الغلابي : حدثني بعض أصحابنا قال : جاء رجل إلى يونس بن عبيد فشكا إليه ضيقا من حاله ومعاشه واغتماما بذلك . فقال : أيسرك ببصرك مئة ألف ؟ قال : لا . قال : فبسمعك ؟ قال : لا . قال : فبلسانك ؟ قال : لا . قال : فبعقلك ؟ قال : لا . في خلال . وذكره نعم الله عليه ، ثم قال يونس : أرى لك مئين ألوفاً وأنت تشكو الحاجة ؟!
حماد بن زيد ، سمعت
يونس بن عبيد يقول : عمدنا إلى ما يصلح الناس
فكتبناه ، وعمدنا إلى ما يصلحنا فتركناه .
وعن يونس قال : يرجى للرهق بالبر الجنة ، ويخاف على المتأله بالعقوق النار .
قال حزم بن أبي حزم : مر بنا يونس بن عبيد على حمار ونحن قعود على باب ابن لاحق . فوقف . فقال : أصبح من إذا عرف السنة عرفها ، غريبا وأغرب منه الذي يعرفها .
قال سعيد بن عامر : حدثنا جسر أبو جعفر قلت ليونس : مررت بقوم يختصمون في القدر ، فقال : لو همتهم ذنوبهم ما اختصموا في القدر .
قال النضر بن شميل : غلا الخز في موضع كان إذا غلا هناك غلا بالبصرة ، وكان يونس بن عبيد خزازا ، فعلم بذلك فاشترى من رجل متاعا بثلاثين ألفا . فلما كان بعد ذلك ، قال لصاحبه : هل كنت علمت أن المتاع غلا بأرض كذا وكذا ؟ قال : لا . ولو علمت لم أبع . قال : هلم إلي مالي ، وخذ ما لك . فرد عليه الثلاثين الألف .
قال حماد بن سلمة : سمعت يونس يقول : ما هم رجلا كسبه إلى همه أين يضعه .
مخلد بن الحسين ، عن هشام بن حسان قال : ما رأيت أحدا يطلب بالعلم وجه الله إلا يونس بن عبيد .
عبد الله بن أحمد بن
حنبل : حدثنا إبراهيم بن الحسن الباهلي ، حدثنا حماد بن زيد قال : قال يونس بن عبيد : ثلاثة احفظوهن عني : لا يدخل أحدكم على سلطان يقرأ عليه القرآن ، ولا يخلون أحدكم مع امرأة يقرأ عليها القرآن
ولا يمكن أحدكم سمعه من أصحاب الأهواء .
ضمرة عن ابن شوذب ، سمعت يونس وابن عون اجتمعا ، فتذاكرا الحلال والحرام فكلاهما قال : ما أعلم في مالي درهما حلالا .
قلت : والظن بهما أنهما لا يعرفان في مالهما أيضا درهما حراما .
حدثنا حرب بن ميمون الصدوق المسلم ، عن خويل ، يعني ـ ختن شعبة ـ قال : كنت عند يونس فجاءه رجل ، فقال : يا أبا عبد الله : تنهانا عن مجالسة عمرو بن عبيد ، وقد دخل عليه ابنك ؟ قال : ابني ! قال : نعم . فتغيظ الشيخ . فلم أبرح حتى جاء ابنه . فقال : يا بني ، قد عرفت رأيي في عمرو ثم تدخل عليه ؟ قال : كان معي فلان . وجعل يعتذر .
قال : أنهاك عن الزنى ، والسرقة ، وشرب الخمر . ولأن تلقى الله بهن أحب إلي من أن تلقاه برأي عمرو وأصحاب عمرو .
وقال سعيد بن عامر : قال يونس : إني لأعدها من نعمة الله أني لم أنشأنا بالكوفة .
وقيل : التقى يونس وأيوب ، فلما تفرقا قال أيوب : قبح الله العيش يعدك .
وقال فضيل بن عبد الوهاب : حدثنا خالد بن عبد الله قال : أراد يونس بن عبيد أن يلجم حمارا : فلم يحسن . فقال لصاحب له : ترى الله كتب الجهاد على رجل لا يلجم حمارا ؟ قال حماد بن زيد .
قال محمد بن عبد الله
الأنصاري : رأيت سليمان وعبد الله ابني علي بن عبد الله بن عباس ، وابني سليمان يحملون سرير يونس بن عبيد على أعناقهم .
فقال عبد الله بن علي : هذا والله الشرف !) .
مشاهير علماء الامصار ١ : ١٥٠ ت ١١٨٤ : (يونس بن عبيد مولى عبد القيس مولده بالكوفة ممن يرجع إلى العبادة ، والورع ، والفضل ، والزهد والحفظ ، والإتقان ، والصلابة) .
ملحق رقم (١٠)
سير أعلام النبلاء ٥ : ١٤ ترجمة عكرمة مولى ابن عباس رقم ٩ العلامة ، الحافظ ، المفسر . عن عبد الرحمان بن حسان : سمعت عكرمة : يقول : طلبت العلم أربعين سنة ، وكنت أفتي بالباب ، وابن عباس في الدار .
وروى يزيد النحوي ، عن عكرمة أن ابن عباس قال : انطلق فأفت الناس ، وأنا لك عون ، قلت : لو أن هؤلاء الناس مثلهم مرتين ، لأفتيتهم ، قال : انطلق فأفتهم ، فمن جاءك يسألك عما يعنيه فأفته ، ومن سألك عما لا يعنيه فلا تفته ، فإنك تطرح عنك ثلثي مؤنة الناس .
عن الفرزدق بن جواس الحماني ، قال : كنا مع شهر بن حوشب بجرجان ، فقدم علينا عكرمة ، فقلنا لشهر : ألا نأتيه ؟ قال : ائتوه ، فإنه لم تكن أمة إلا كان لها حبر ، وإن مولى ابن عباس حبر هذه الأمة .
عن عكرمة قال : قرأ ابن عباس هذه الآية ( لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّـهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ) (الأعراف : ١٦٤) قال ابن عباس : لم أدر أنجا القوم أم هلكوا ؟ قال : فما زلت أبين له وأبصره حتى عرف أنهم قد نجوا ، قال : فكساني حلة .
عن عمرو بن دينار : دفع إلي جابر بن زيد مسائل ، أسأل عكرمة وجعل يقول : هذا عكرمة مولى ابن عباس ، هذا البحر فسلوه .
عن عمرو سمع أبا
الشعثاء يقول : هذا عكرمة مولى ابن عباس ، هذا أعلم الناس ، قال سفيان : الوجه الذي عليه فيه عكرمة المغازي ، إذا تكلم
فسمعه إنسان قال : كأنه مشرف عليهم يراهم . قيل لسعيد بن جبير : تعلم أحدا أعلم منك ؟ قال : نعم ، عكرمة .
قال مصعب بن عبد الله : تزوج عكرمة أم سعيد بن جبير ، فلما قتل سعيد ، قال إبراهيم : ما خلّف بعده مثله .
وقال إسماعيل بن أبي خالد : سمعت الشعبي يقول : ما بقي أحد أعلم بكتاب الله من عكرمة .
وقال قتادة : أعلم الناس بالحلال والحرام الحسن ، وأعلمهم بالمناسك عطاء ، وأعلمهم بالتفسير عكرمة .
وروى سعيد عن قتادة قال : كان أعلم التابعين أربعة ... كان عكرمة أعلمهم بسيرة النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم .
عن حبيب بن أبي ثابت قال : اجتمع عندي خمسة لا يجتمع مثلهم أبدا : عطاء ، وطاووس ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، وعكرمة ، فأقبل مجاهد وسعيد يلقيان على عكرمة التفسير ، فلم يسألاه عن آية إلا فسرها لهما ، فلما نفد ما عندهما جعل يقول : أنزلت آية كذا في كذا ، وآية كذا في كذا ، قال : ثم دخلوا الحمام ليلا .
سمعت أيوب يقول : لو قلت لك : إن الحسن ترك كثيرا من التفسير حين دخل علينا عكرمة البصرة حتى خرج منها ، لصدقت .
قال أيوب : قال عكرمة : إني لاخرج إلى السوق ، فأسمع الرجل يتكلم بالكلمة ، فينفتح لي خمسون بابا من العلم .
قال يحيى بن أيوب : قال
لي ابن جريج : قدم عليكم عكرمة ؟ قلت :