إعلام الخلف - ج ٣

صادق العلائي

إعلام الخلف - ج ٣

المؤلف:

صادق العلائي


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الآفاق للدراسات الإسلامية
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٩
الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

عن عثمان بن عروة : كان عروة يقول : يا بني هلموا فتعلموا فإن أزهد الناس في عالم أهله وما أشده على امرئ أن يسأل عن شيء من أمر دينه فيجهله .

وقال معمر عن هشام بن عروة : أن أباه حرق كتبا له فيها فقه ، ثم قال : لوددت أني كنت فديتها بأهلي ومالي .

وقال الأصمعي عن عبد الرحمان بن أبي الزناد : قال عروة بن الزبير : كنا نقول : لا نتخذ كتابا مع كتاب الله ، فمحوت كتبي ، فوالله لوددت أن كتبي عندي ، إن كتاب الله قد استمرت مريرته .

عن هشام بن عروة ما سمعت أحدا من أهل الأهواء يذكر عروة إلا بخير) .

سير أعلام النبلاء ٤ : ٤٢١ ، ت ١٦٨ : (الإمام ، عالم المدينة ، أبو عبد الله القرشي الأسدي ، المدني ، الفقيه ، أحد الفقهاء السبعة . عن الزهري ، قال : سألت ابن صعير عن شئ من الفقه ، فقال : عليك بهذا ، وأشار إلى ابن المسيب ، فجالسته سبع سنين لا أرى أن عالما غيره ، ثم حولت إلى عروة ففجرت به ثبج بحر .

عن الزهري ، قال : كنت آتي عروة ، فأجلس ببابه مليا ، ولو شئت أن أدخل دخلت ، فأرجع وما أدخل إعظاما له) .

٣٦١
 &

ملحق رقم (٣)

سير أعلام النبلاء ٤ : ٣٢٦ ، ترجمة رقم ١٦٠ : وما بعدها : (إمام العلم ، حافظ زمانه . عن سفيان قال : كان الزهري أعلم أهل المدينة . قال عمر بن عبد العزيز : عليكم بابن شهاب هذا فإنكم لا تلقون أحدا أعلم بالسنة الماضية منه . وقال وهيب : سمعت أيوب يقول : ما رأيت أحدا أعلم من الزهري . فقال له صخر بن جُويرية : ولا الحسن البصري !؟ فقال : ما رأيت أحدا أعلم من الزهري !) .

وفيات الأعيان ٤ : ١٧٧ ، ت ٥٦٣ : (أحد الفقهاء والمحدثين ، والأعلام التابعين بالمدينة رأى عشرة من الصحابة رضوان الله عليهم . وقيل لمكحول : من أعلم من رأيت ؟ قال : ابن شهاب . قيل له : ثُم من ؟ قال : ابن شهاب . قيل : ثُم من ؟! قال : ابن شهاب . وكان قد حفظ علم الفقهاء السبعة) .

البداية والنهاية ٩ : ٣٤٠ وما بعدها (أبو بكر القرشي الزهري أحد الأعلام من أئمة الإسلام ، تابعي جليل ، سمع غير واحد من التابعين وغيرهم . وقال الإمام أحمد : أحسن الناس حديثا وأجودهم إسنادا الزهري . وقال مالك : كان الزهري إذا دخل المدينة لم يحدث بها أحداً حتى يخرج . وقال علي بن المديني : الذين أفتوا أربعة : الزهري والحكم وحماد وقتادة ، والزهري أفقههم عندي) .

طبقات ابن سعد ٥ : ٣٤٨ ت ١٠٦٥ : (قال مالك بن أنس : ما أدركت فقيها ، محدثا غير واحد . فقلت من هو ؟ فقال : ابن شهاب الزهري . قالوا :

٣٦٢
 &

وكان ثقة كثير الحديث والعلم والدراية فقيها جامعا) .

صفوة الصفوة ٢ : ١٣٦ ت ١٧٨ : (عن إبراهيم بن سعد عن أبيه قال : ما أرى أحدا جمع بعد رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ما جمع ابن شهاب) .

تذكرة الحفاظ للذهبي ١ : ١٠٨ ، ت ٩٧ : (الزهري أعلم الحفاظ . قال أبو الزناد : كنا نطوف مع الزهري على العلماء ، ومعه الألواح والصحف يكتب كلما سمع ، وروى أبو صالح عن الليث قال : ما رأيت عالما قط أجمع من الزهري يحدث في الترغيب ، فتقول لا يحسن إلا هذا ، وإن حدث عن العرب والأنساب ، قلت : لا يحسن إلا هذا ، وإن حدث عن القرآن والسنة فكذلك . قال الليث : قال الزهري : ما صبر أحد على العلم صبري ولا نشره أحد نشري . قال عمر بن عبد العزيز : لم يبق أحد أعلم بسنة ماضية من الزهري . وروى الليث عنه قال : ما استودعت قلبي علما فنسيته . قال مالك : بقي ابن شهاب وما له في الدنيا نظير . وقال أيوب السختياني : ما رأيت أعلم منه) .

تاريخ الإسلام : ٢٢٧ ، حوادث (١٢١ ـ ١٤٠ هـ) : (قال عراك بن مالك : ذكر ابن المسيب وعروة ... إلى أن قال : أعلمهم عندي الزهري فإنه جمع علمهم إلى علمه ، عن ابن شهاب قال : قال لي سعيد بن المسيب : ما مات رجل ترك مثلك . قال إسماعيل بن أبي أويس : سمعت خالي مالكاً يقول : إن هذا العلم دين ، فانظروا عمن تأخذون دينكم ، لقد أدركت في هذا المسجد سبعين ممن يقول : قال فلان : قال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ، وإن أحدهم لو ائتمن على بيت مال لكان به أمينا ، فما أخذت منهم شيئا ؛ لأنهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن ، ويقدم علينا الزهري وهو شاب فنزدحم على بابه . قال

٣٦٣
 &

أبو بكر الهذلي مع مجالسته للحسن وابن سيرين : لم أر قط مثل الزهري . وقال سعيد بن عبد العزيز : ما الزهري إلا بحر) .

٣٦٤
 &

ملحق رقم (٤)

تهذيب الكمال ٦ : ٩٥ ، ت ١٢١٦ : الحسن بن أبي الحسن واسمه يسار البصري أبو سعيد . فيذكرون أن أمه كانت ربما غابت فيبكي ، فتعطيه أم سلمة ثديها تعلله به إلى أن تجيء أمه ، فدر عليه ثديها فشربه فيرون أن تلك الحكمة والفصاحة من بركة ذلك .

حدثنا أبو عمرو الشعاب بإسناد له قال : كانت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم تبعث أم الحسن في الحاجة ، فيبكي وهو صبي فتسكته بثديها ، قال : وكانت أم سلمة تخرج الحسن إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ، وهو صغير وكانت أمه منقطعة إليها ، فكانوا يدعون له فأخرجته إلى عمر بن الخطاب فدعا له ، فقال : اللهم فقه في الدين وحببه إلى الناس .

وقال حماد بن زيد عن عقبة بن أبي ثبيت الراسبي : كنت عند بلال بن أبي بردة فذكروا الحسن ، فقال بلال : سمعت أبي يقول : والله لقد أدركت أصحاب محمد صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ، فما رأيت أحدا أشبه بأصحاب محمد من هذا الشيخ (يعني الحسن) . وقال جرير بن حازم عن حميد بن هلال : قال لنا أبو قتادة : الزموا هذا الشيخ فما رأيت أحدا أشبه رأيا بعمر بن الخطاب منه (يعني الحسن) .

وقال أبو هلا الراسبي عن خالد بن رباح الهذلي : سئل أنس بن مالك عن مسألة فقال : سلوا مولانا الحسن . قالوا : يا أبا حمزة نسألك تقول : سلوا

٣٦٥
 &

الحسن مولانا ! قال : سلوا مولانا الحسن ، فإنه سمع وسمعنا فحفظ ونسينا .

وقال القاسم بن الفضل الحداني عن عمرو بن مرة : أني لأغبط أهل البصرة بهذين الشيخين ، الحسن ومحمد بن سيرين .

وقال موسى بن إسماعيل عن المعتمر بن سليمان : كان أبي يقول : الحسن شيخ أهل البصرة .

وقال عبد الرزاق عن معمر قال لي عمرو بن دينار : أبو الشعثاء عندكم أعلم أو الحسن ؟ قال : قلت : ما تقول ؟ إن من عندنا يزعم أن الحسن أعلم من ابن عباس ! قال : وهل كان الحسن إلا من صبيان ابن عباس ؟ قال : فقلت : وهل كان أبو الشعثاء إلا من صبيان الحسن ؟ قال : وما هو عندنا بأعلم منه ، قال عبد الرزاق فقلت لمعمر : أفرطت ! قال : إنه أفرط فأفرطت !

وقال همام بن يحيى عن مطر الوراق : كان رجل أهل البصرة جابر بن زيد ، فلما ظهر الحسن جاء رجل كأنما كان في الآخرة ، فهو يخبر عما رأى وعاين .

وقال ضمرة بن ربيعة عن الأصبغ بن زيد : سمعت العوام بن حوشب يقول : ما أشبه الحسن إلا بنبي أقام في قومه ستين عاما يدعوهم إلى الله عزّ وجلّ .

وقال عبيد الله بن عمر القواريري عن هشيم أخبر مجالد عن الشعبي قال : ما رأيت الذي كان أسود من الحسن ، قال : فلما فرغ هشيم من الحديث قال : لا أعلمه إلا مجالد . وقال أيضا عن هشيم : أخبرنا الأشعث بن سوار قال : أردت أن أقدم البصرة لألقى الحسن فأتيت الشعبي فسألته فقلت : يا أبا عمرو

٣٦٦
 &

إني أريد أن آتي البصرة ، قال : وما تصنع بالبصرة ؟ قلت : أريد أن ألقى الحسن فصفه لي . قال : نعم ، أنا ، أصفه لك إذا دخلت البصرة ، فادخل مسجد البصرة فارم ببصرك فإذا رأيت في المسجد رجلا ليس في المسجد مثله أو لم تر مثله فهو الحسن . قال الأشعث : فأتيت مسجد البصرة فما سألت عن الحسن أحدا حتى جلست إليه بنعت الشعبي .

وقال محمد بن فضيل عن عاصم الأحول : قلت للشعبي : لك حاجة ؟ قال : نعم إذا أتيت البصرة فأقرأ الحسن مني السلام . قلت : ما أعرفه ! قال : اذا دخلت البصرة فانظر إلى أجمل رجل تراه في عينيك وأهيبه في صدرك فأقرأهُ مني السلام . قال : فما عدا أن دخل المسجد فرأى الحسن والناس حوله جلوس فأتاه وسلم عليه .

وقال موسى بن إسماعيل عن عاصم بن سيار الرقاشي : أخبرتني أمة الحكم قالت : كان الحسن يجيء إلى حطان بن عبد الله الرقاشي ، فما رأيت شابا قط كان أحسن وجها منه . عن عمرو بن دينار : سمعت قتادة يقول : ما جمعت علم الحسن إلى علم أحد من العلماء إلا وجدت له فضلا عليه ، غير أنه كان إذا أشكل عليه شيء كتب فيه إلى سعيد بن المسيب يسأله .

وقال أبو عوانة عن قتادة : ما جالست فقيها قط إلا رأيت فضل الحسن عليه .

وقال جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار : لقيت معبدا الجهني بمكة فقال : لقيت العلماء ولقيت الناس ، فلم أر مثل الحسن ، وقال عبيد الله بن عمر القواريري عن حاتم بن وردان : كنا عند أيوب فسأله رجل عن حديث

٣٦٧
 &

من حديث الحسن في كذا وكذا ثم ضحك ، فغضب أيوب غضبا ما رأيته غضب مثله ، قال : مم ضحكت ؟! قال : لا شيء يا أبا بكر ! قال : ما ضحكت لخير ! ثم قال أيوب : إنه والله ما رأت عيناك رجلا قط كان أفقه من الحسن .

وقال عبد الرحمان بن المبارك عن حماد بن زيد : سمعت أيوب يقول : كان الرجل يجلس إلى الحسن ثلاث حجج ما يسأله عن مسألة هيبة له .

وقال غالب القطان عن بكر بن عبد الله المزني : من سره أن ينظر إلى أعلم عالم أدركناه في زمانه فلينظر إلى الحسن ، فما أدركنا الذي هو أعلم منه ليتمنين الذي رآه أنه ازداد من علمه والذي لم يره أنه رآه .

وقال يحيى بن أيوب المقابري عن معاذ بن معاذ : قلت للأشعث : قد لقيت عطاء وعندك مسائل أفلا سألته ؟ قال : ما لقيت أحدا (يعني بعد الحسن) إلا صغر في عيني .

وقال موسى بن إسماعيل عن أبي هلال : كنا في بيت قتادة فجاء الخبر أن الحسن توفي ، فقلت : لقد كان غمس في العلم غمسته ، فقال قتادة : لا والله ولكن نبت فيه وتحقبه وتشربه ، لا والله لا يبغض الحسن إلا حروري .

وقال موسى أيضا عن سلام بن مسكين : سمعت عمران قال : قل ما كانا يختلفان في الفتيا وفي الشيء (يعني الحسن وسعيد بن المسيب) .

وقال موسى أيضا : حدثنا حماد بن سلمة عن الجريري أن أبا سلمة بن عبد الرحمان قال للحسن : ما تفتي به الناس شيء سمعته أو شيء تقوله برأيك ؟ قال : لا والله ما كل ما نفتي به سمعناه ! ولكن رأينا خير لهم (!!) .

وقال ضمرة بن ربيعة عن أبي همّام سعد بن الحسن : قدم أبو سلمة

٣٦٨
 &

بن عبد الرحمان البصرة ، فلما رأى تعظيم أهل البصرة للحسن قال : يا أبا سعيد ! إني أرى قوماً ـ يعني أنهم يأخذون برأيه ـ فاتق رأيك .

وقال محمد بن سلام الجمحي عن عبد الله بن عمر الصبيري : قال يونس بن عبيد : إن كان الرجل ليرى الحسن لا يسمع كلامه ولا يرى عمله فينتفع به .

وقال الجمحي أيضاً عن همّام عن قتادة : يقال : ما خلت الأرض من سبعة رهط يسقون وبهم يدفع عنهم ، قال قتادة وإني أرجو أن يكون أحد السبعة . وقال أيضا عن حماد بن سلمة عن قتادة : ما أحد كان أكمل مروءة من الحسن .

وعن حماد بن سلمة قال : قال يونس وحميد الطويل : رأينا الفقهاء فما رأينا أحدا أكمل مروءة من الحسن .

وعن حماد بن سلمة عن علي بن زيد قال : سمعت من سعيد بن المسيب والقاسم بن محمد وسالم بن عبد الله وعروة بن الزبير ويحيى بن جعدة بن هبيرة بن أبي وهب المخزومي وأم جعدة أم هاني بنت أبي طالب ، فما رأيت فيهم مثل الحسن ، ولو أدرك أصحاب رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم وله مثل أسنانهم ما تقدموه .

عن الحجاج بن أرطأة : سألت عطاء عن القراءة على الجنازة ، قال : ما سمعنا ولا علمنا أنه يقرأ عليها ! فقلت : إن الحسن : يقول يقرأ عليها ! قال : عليك بذاك ، ذاك إمام ضخم يقتدى به .

وقال حماد بن زيد أيضا : سمعت يحيى بن عتيق يقول لأيوب وذكر

٣٦٩
 &

الحسن : يا أبا بكر ازدرينا علماء الناس بالحسن إذا راضاهم .

قال مطرف بن الشخير : لا أُؤمن على دعاء من لا أعرفه إلا على دعاء الحسن فإني أثق به .

وقال ضمرة أيضا عن رجاء بن أبي سلمة : سمعت يونس بن عبيد يقول : أما أنا فإني لم أر أقرب قولا من فعل الحسن .

وقال الصلت بن مسعود عن إبراهيم بن سعد سمعت خالد بن صفوان وسألوه : ألك علم بالحسن ؟ قال : إنا أهل خبرة به ، كانت داره ملعبي صغيراً ومجلسه مجلسي كبيراً . قالوا : فما عندك فيه ؟ قال : كان أحد الناس ، وما رأيته زاحم على شيء من الدنيا قط .

وقال زائدة بن قدامة عن هشام بن حسان : قال الحسن : كان الرجل إذا طلب العلم لم يلبث أن يرى ذلك في بصره وتخشعه ولسانه ويده وصلاته وصلته وزهده ، قال : وكان الحسن يقول : لا تجالسوا أصحاب الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم .

عن الربيع بن أنس : اختلفت إلى الحسن عشر سنين أو ما شاء الله فليس من يوم إلا أسمع منه ما لم أسمع قبل ذلك .

وقال حماد بن زيد عن يزيد بن حازم : قام الحسن يوما من المسجد الجامع فذهب إلى أهله فاتبعه ناس فالتفت إليهم فقال : إن خفق النعال حول الرجال قل ما يلبث الحمقى .

وقال محمد بن موسى الحرشي : حدثنا ثمامة بن عبيدة قال : حدثنا عطية بن محارب عن يونس بن عبيد قال : سألت الحسن قلت : يا أبا سعيد ، انك

٣٧٠
 &

تقول : قال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم وإنك لم تدركه ؟ قال : يا بن أخي ، لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك ، ولولا منزلتك مني ما أخبرتك ! إني في زمان كما ترى ، وكان في عمل الحجاج ، كل شيء سمعتني أقول : قال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم فهو عن علي بن أبي طالب غير أني في زمان لا أستطيع أن أذكر عليا .

أخبرنا بذلك أبو إسحاق بن الدرجي عن أبي جعفر الصيدلاني إذْناً قال : أخبرنا أبو علي الحداد قال : أخبرنا أبو نعيم قال : حدثنا أبو القاسم عبد الرحمان بن عباس بن عبد الرحمان بن زكريا الأطروش قال : حدثنا أبو حنيفة بن محمد بن حنيفة الواسطي قال : حدثنا محمد بن موسى الحرشي فذكره .

وقال محمد بن سعد قالوا : وكان الحسن جامعاً عالماً رفيعاً فقيهاً ثقة مأموناً عابداً ناسكاً كثير العلم فصيحاً جميلاً وسيماً ، وكان ما أسند من حديثه ، وروى عن من سمع منه فحسن حجة وما أرسل من الحديث فليس بحجة ، وقدم مكة فأجلس على سرير واجتمع الناس إليه فحدثهم ، وكان فيما أتاه مجاهد وعطاء وطاووس وعمرو بن شعيب فقالوا : أو قال بعضهم : لم نر مثل هذا قط . ومناقبه وفضائله كثيرة جدا اقتصرنا منها على هذا القدر طلبا للتخفيف وبالله التوفيق روى له الجماعة) انتهى .

تذكرة الحفاظ ١ : ٧١ ، ت ٦٦ : (الحسن بن أبي الحسن يسار الإمام ، شيخ الإسلام . قال ابن سعد : كان جامعا ، عالما ، رفيعا ، ثقة ، حجة ، مأمونا ، عابدا ناسكا ، كثير العلم ، فصيحا ، جميلا ، وسيما ... إلى أن قال : وما أرسله فليس هو بحجة .

٣٧١
 &

قلت : وهو مدلس فلا يحتج بقوله في من لم يدركه ، وقد يدلس عمن لقيه ويسقط من بينه وبينه والله أعلم ، ولكنه حافظ ، علامة ، من بحور العلم فقيه النفس ، كبير الشأن ، عديم النظير ، مليح التذكير ، بليغ الموعظة ، رأس في أنواع الخير ، وقد كنت أفردت ترجمته في جزء سميته الزخرف القصري) .

٣٧٢
 &

ملحق رقم (٥)

قال بشأنه الذهبي في سير أعلام النبلاء ٧ : ٢٣٠ ، ت ٨٢ وما بعدها : (هو شيخ الإسلام ، إمام الحفاظ ، سيد العلماء العاملين في زمانه أبو عبد الله الثوري الكوفي المجتهد مصنف كتاب الجامع .

قال شعبة وابن عيينة وأبو عاصم ويحيى بن معين وغيرهم : سفيان الثوري أمير المؤمنين في الحديث .

وقال علي بن الحسن بن شقيق عن عبد الله : ما أعلم على الأرض أعلم من سفيان .

وقال بشر الحافي : كان الثوري عندنا إمام الناس . وعنه قال : سفيان في زمانه كأبي بكر وعمر في زمانهما) . وفيات الأعيان لابن خلكان ٢ ت ٢٦٦ : ٣٨٦ وما بعدها : (كان إماما في علم الحديث وغيره من العلوم ، وأجمع الناس على دينه وورعه وزهده وثقته وهو أحد الأئمة المجتهدين . قال سفيان بن عيينة : ما رأيت رجلا أعلم بالحلال والحرام من سفيان الثوري) .

وقال عنه الخطيب في تاريخ بغداد ٩ : ١٥٢ : (وكان إماماً من أئمة المسلمين وعلماً من أعلام الدين مجمعاً على إمامته بحيث يستغني عن تزكيته مع الإتقان والحفظ والمعرفة والضبط والورع والدين) . وأفاض الرازي في ترجمته فالجرح والتعديل ١ : ٥٥ : (أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال : ذكر سفيان الثوري عند زائدة ، فقال : ذلك اعلم الناس في أنفسنا .

عن الأوزاعي أنه كتب إلى عبد الله بن يزيد بلغني كتابك تذكر دروسا

٣٧٣
 &

من العلم وذهاب العلماء وان كنت لم تعرف ذهاب العلماء إلا في عامك هذا فقد أغفلت النظر ، فإنه قد أسرع بهم منذ حين ، وذهب بقاياهم منذ أعوام من كل جند وافق ، فلم يبق منهم رجل واحد يجتمع عليه العامة بالرضا والصحة ، إلا ما كان من رجل واحد بالكوفة ، قال عباس ـ يعنى الثوري ـ : سمعت وكيعا ، وحدث عن شعبة عن الحكم وحماد في باب ... ثم قال : أيما أفقه عندكم الحكم وحماد أو سفيان ؟ فسكت الناس فلم يجبه أحد ، فقال : كان سفيان بحراً .

عن الوليد بن مسلم قال : رأيت الثوري بمكة يستفتى ولما يخط وجهه بعد . سمعت ابن المبارك قال : ما رأيت أحداً خيراً من سفيان . قال ابن المبارك : ما رأيت مثل سفيان كأنه خلق لهذا الشأن . سمعت عبد الرحمان ـ يعنى ابن الحكم ـ يقول : ما سمعت بعد التابعين بمثل سفيان . سمعت ابن وهب يقول : ما رأيت مثل سفيان الثوري . سمعت ابن المبارك قال : كنت إذا أعياني الشيء أتيت سفيان أسأله ، فكأنما أغتمسه من بحر . حدثنا علي يعني ابن المديني قال : سألت يحيى ـ يعني ابن سعيد ـ قلت : أيما أحب إليك رأي مالك أو رأي سفيان ؟ قال : سفيان ، لا نشك في هذا ، ثم قال : يحيى وسفيان فوق مالك في كل شيء . قال لنا معمر لما بلغه أن سفيان قادم عليهم اليمن قال لنا معمر : أنه قد قدم عليكم محدث العرب .

عن ابن المبارك قال : ما نُعت لي أحد فرأيته إلا وجدته دون نعته إلا سفيان الثوري .

قال الأوزاعي : إنما بقي هذان الرجلان ـ يعنى ابن عون وسفيان ـ .

٣٧٤
 &

حدثني محمد بن المعتمر بن سليمان قال : قلت لأبي : من فقيه العرب ؟ قال : سفيان الثوري . سمعت ابن إدريس يقول : ما رأيت بالكوفة أحدا أود أني في مسلاخه إلا سفيان الثوري .

سمعت الفريابي يقول : سألت ابن عيينة عن مسألة فأجابني فيها ، فقلت : خالفك فيها الثوري ! فقال : لا ترى بعينك مثل سفيان أبدا .

أخبرنا أبو أسامة قال : من أخبرك أنه نظر بعينه إلى مثل سفيان الثوري فلا تصدقه .

حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل قال : قال أبي : قال سفيان بن عيينة : لن ترى بعينك مثل سفيان حتى تموت . قال أبي : هو كما قال . قال علي بن المديني أصحاب عبد الله يعني ابن مسعود ستة الذين يقرأون ويفتون ومن بعدهم أربعة ومن بعد هؤلاء سفيان الثوري كان يذهب مذهبهم ويفتى بفتواهم وكان أعلم الناس بأبي إسحاق والأعمش بحديثهم وطريقتهم .

حدثنا عبد الرحمان نا محمد بن حمويه بن الحسن قال : سمعت أبا طالب أحمد بن حميد قال : قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل قال : دخل على مالك الأوزاعي وسفيان ، فلما خرجا من عنده قال : أحدهما أكثر علما من صاحبه ولا يصلح للإمامة والآخر يصلح للإمامة . قلت لأبي عبد الله فالذي عنى مالك انه أعلم الرجلين هو سفيان ؟ قال : نعم . قال أبو عبد الله : أجل ، سفيان أوسعهما علما .

أخبرني قطبة بن العلاء قال : سمعت سفيان الثوري يقول : أنا في هذا الحديث منذ ستين سنة . قال سمعت يحيى بن يمان يقول : ما رأينا مثل سفيان ولا

٣٧٥
 &

رأى سفيان مثله كان سفيان في الحديث أمير المؤمنين . قال : سمعت ابن إدريس قال : قال لي ابن أبي ذئب : ما رأيت رجلا من أهل العراق يشبه ثوريكم هذا . قال سمعت ابن أبى ذئب وذكر سفيان فقال : لم يأتنا من هذه الناحية أحد يشبهه . قال : علي بن المديني نظرت فإذا الإسناد يدور على ستة : الزهري وعمرو بن دينار وقتادة ويحيى بن أبي كثير وأبو إسحاق والأعمش ، ثم صار علم هؤلاء الستة من أهل الكوفة إلى سفيان الثوري .

سمعت أبا طالب قال : قال أبو عبد الله (يعني أحمد بن حنبل) : سفيان أحفظ للإسناد وأسماء الرجال من شعبة .

حدثنا عبد الرحمان قال : سمعت أبي يقول : سفيان فقيه حافظ زاهد إمام أهل العراق ، وأتقن أصحاب أبي إسحاق ، وهو أحفظ من شعبة ، وإذا اختلف الثوري وشعبة فالثوري . قال : سمعت أبا زنبور الشيخ الذي ينسب إليه سكة أبي زنبور قال : رأيت سفيان الثوري بالري في سكة الزبير بن عدي والزبير على القضاء ، والزبير يستفتي الثوري في قضايا ترد عليه ويفته الثوري ويقضي به .

حدثني اسود بن سالم قال : كنا عند أبي بكر بن عياش فسمعته يقول : لأرى الرجل قد صحب سفيان فيعظم في عيني .

حدثنا عبد الرزاق قال : كان الثوري يقول : سلوني عن المناسك والقرآن فإني بهما عالم . سمعت أبا أسامة قال : كان زائدة يرى الثوري سيد المسلمين .

حدثنا محمد بن مسلم قال : سمعت أبا زياد يقول سمعت عبد الرحمان بن مهدي يقول : الناس على وجوه ، فمنهم من هو إمام في السنة إمام في الحديث

٣٧٦
 &

ومنهم من هو إمام في السنة وليس بإمام في الحديث ، ومنهم من هو إمام في الحديث ليس بإمام في السنة ، فأما من هو إمام في السنة وإمام في الحديث فسفيان الثوري .

سمعت عبد الرحمان بن مهدي يقول : أئمة الناس في زمانهم أربعة : سفيان الثوري بالكوفة ، ومالك بالحجاز والأوزاعي بالشام ، وحماد بن زيد بالبصرة . قال : سمعت يحيى بن معين يقول : سفيان أمير المؤمنين في الحديث .

حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال : كان يقال : الناس ثلاثة : ابن عباس في زمانه ، والشعبي في زمانه ، والثوري في زمانه . قال سمعت يزيد بن أبي حكيم يقول : رأيت النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم في المنام فقلت : يا رسول الله ، إن رجلا من أمتك يقال ، له سفيان الثوري لا بأس به ؟ قال : فقال النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : نعم ، لا بأس به . قلت : حدثنا عن أبي هارون عن أبي سعيد عنك : إنك لقيت ليلة الإسراء يوسف في السماء ! ، قال ـ صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ـ : صدق ـ سفيان سمع من الرسول مباشرة ! ـ .

حدثني داود بن يحيى بن اليمان قال : رأيت موسى بن سعيد الرفاعي في النوم ، فقلت له : ما صنع الله بك ؟ فذكر خيرا ، فقلت : أي شيء وجدت أفضل ؟ قال : قول سفيان .

أخبرنا محمد بن مهران قال : سمعت الوليد بن مسلم يقول : رأيت النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم في المنام ، فقلت يا رسول الله بمن تأمر ؟ قال : عليك بسفيان الثوري .

حدثني إبراهيم بن موسى قال : رأيت فيما يرى النائم كأن قائلا يقول

٣٧٧
 &

الأمر ما كان عليه الثوري .

حدثني إبراهيم بن أعين البجلي ، وكان من خيار الناس قال : رأيت سفيان الثوري في المنام ولحيته صفراء حمراء ، فقلت : يا أبا عبد الله ما صنعت فديتك ؟ قال : إنا مع السفرة . قلت : وما السفرة ؟ قال : الكرام البررة .

حدثنا أبو أسامة قال : كنت بالبصرة حين مات سفيان الثوري ، فلقيت يزيد بن إبراهيم التستري فقال لي : قيل لي في منامي : الليلة مات أمير المؤمنين . فقلت للذي يقول في المنام : أمات سفيان الثوري ؟ فقلت له : قد مات الليلة . وقد كان مات تلك الليلة ولم يكن علمه .

أخبرانا أبو كريمة المعبر الكوفي قال : قال رجل ذكر أنه رأى فيما يرى النائم أنه أُدخل الجنة ، فإذا هو بيونس بن عبيد وابن عون وأيوب وسليمان التيمي ، وذكر قوما من أهل البصرة من أهل الحديث لم أحفظ إلا هؤلاء الأربعة ، يتحدثون في روضة من رياض الجنة ، قال : فخطر بقلبي ذكر سفيان الثوري ، فقلت لهم : لقد كان سفيان عندنا من خيار الناس ، فما لي لا أراه فيكم ؟ فقالوا بأبصارهم إلى السماء فقالوا : ما نرى سفيان إلا كما نرى النجم) نهاية الأحلام ! ، قال في تقريب التهذيب : ٢٤٤ ت ٢٤٤٥ (ثقة حافظ ، عابد ، إمام ، حجة) .

٣٧٨
 &

ملحق رقم (٦)

سير أعلام النبلاء ٤ : ٣٢٢ ترجمة سعيد بن جبير رقم ١١٦ : (ابن هشام ، الإمام الحافظ المقرئ المفسر الشهيد . وكان من كبار العلماء ، قال : دخل سعيد بن جبير الكعبة فقرأ القرآن في ركعة . عن وقاء بن إياس ، قال : كان سعيد بن جبير يختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء في شهر رمضان ، وكانوا يؤخرون العشاء . أنبأنا عبد الملك بن أبي سليمان ، عن سعيد بن جبير أنه كان يختم القرآن في كل ليلتين . عن جعفر بن أبي المغيرة : كان ابن عباس إذا أتاه أهل الكوفة يستفتونه ، يقول : أليس فيكم ابن أم الدهماء ؟ يعني سعيد بن جبير . عن عمرو بن ميمون ، عن أبيه قال : لقد مات سعيد بن جبير وما على ظهر الأرض أحد إلا وهو محتاج إلى علمه . عن أشعث بن إسحاق ، قال : كان يقال : سعيد بن جبير جهبذ العلماء . حدثنا علي بن المديني ، قال : ليس في أصحاب ابن عباس مثل سعيد بن جبير . قيل : ولا طاووس ؟ قال : ولا طاووس ولا أحد) .

وفي وفيات الأعيان ٢ : ٣٧٢ ، ط . دار صادر : (وقال خصيف : كان أعلم التابعين بالطلاق سعيد بن المسيب ، وبالحج عطاء وبالحلال والحرام طاووس وبالتفسير أبو الحجاج مجاهد بن جبر وأجمعهم لذلك كله سعيد بن جبير . وقال أحمد بن حنبل : قتل الحجاج سعيد بن جبير وما على وجه الأرض أحد إلا وهو مفتقر إلى علمه) .

وقال ابن قتيبة في المعارف : ٤٤٥ (فبعث به الحجاج ، فأمر الحجاج

٣٧٩
 &

فضربت عنقه ، فسقط رأسه إلى الأرض يتدحرج وهو يقول : لا إله إلا الله . فلم يزل كذلك حتى أمر الحجاج من وضع رِجله على فيه فسكت) .

الجرح والتعديل ٤ : ٩ ، ت ٢٩ : (عن سعيد بن جبير قال : قال سأل رجل ابن عمر عن فريضة فقال : سل عنها سعيد بن جبير فإنه يعلم منها ما أعلم ولكنه أحسب مني . عن أبي بشر قال : كان سعيد بن جبير أعلم من مجاهد وطاووس ، وذكر أنه سألهما عن مسألة فأجابا فيها ، ثم أخبرهما بقول سعيد بن جبير وما احتج فيها ، فرجعا إلى قوله) .

٣٨٠